السماء ذات الرجع

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السماء ذات الرجع

    السماء ذات الرجع

    آيات الإعجاز:


    قال الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} [الطارق: 11].


    التفسير اللغوي:


    الرَّجْع: رجع يرجعُ رجْعاً ورجوعاً: انصَرفَ.

    وقيل: الرجْعُ: محْبِسُ الماء.
    والرَّجْعُ: المطر لأنه يرجع مرة بعد مرة، وفي التنزيل: {والسماء ذات الرَّجع} ويُقال: ذات النفع.
    قال ثعلب: ترجع بالمطر سنة بعد سنة.
    وقال اللحياني: لأنها ترجع بالغيث.
    وقال الفراء: تبتدىء بالمطر ثم ترجع به كل عام.
    وقال غيره: ذات الرَّجع: ذات المطر، لأنه يجيء ويرجع ويتكرر.

    فهم المفسرين:


    قال الرازي في تفسيره للآية: قال الزجاج: الرجع المطر لأنه يجيء ويتكرر، واعلم أن كلام الزجاج وسائر أئمة اللغة صريح في أن الرجع ليس اسماً موضوعاً للمطر بل سُمّي رجعاً على سبيل المجاز ولحسن هذا المجاز وجوه:

    أحدها: قال القفال: كأنه من ترجيع الصوت وهو إعادته ووصل الحروف به، فكذا المطر لكونه عائداً مرة بعد أخرى سُمّي رجعاً.

    وثانيها: أن العرب كانوا يزعمون أن السحاب يحمل الماء من بحار الأرض ثم يرجعه إلى الأرض.

    وثالثها: أنهم أرادوا التفاؤل فسموه رجعاً ليرجع.

    ورابعها: أن المطر يرجع في كل عام، إذا عرفت هذا فسنقول للمفسرين أقوال:


    أحدها: قال ابن عباس: "والسماء ذات الرجع" أي ذات المطر يرجع المطر بعد مطر".

    وثانيها: رجع السماء: إعطاء الخير الذي يكون من جهتها حالاً بعد حال على مرور الأزمان، ترجعه رجعاً أي تعطيه مرة بعد مرة.

    وثالثها: قال ابن زيد: هو أنها ترد وترجع شمسها وقمرها بعد مغيبها، والقول الصواب هو الأول.

    قال القرطبي: قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} أي ذات المطر ترجع كل سنة بمطر بعد مطر، كذا قال عامة المفسرين.

    حقائق علمية:



    1- تقوم الطبقة الأولى من الغلاف الجوي "التروبوسفير" (Troposphere) بإرجاع بخار الماء إلى الأرض على شكل أمطار، وبإرجاع الحرارة إليها أيضاً في الليل على شكل غاز ثاني أكسيد الكربون CO2.
    2- يعتبر الغلاف الجوي للأرض درعاً واقياً عظيماً يحمي كوكب الأرض من الشهب والنيازك والإشعاعات القاتلة للأحياء، وذلك بفضل الطبقة الخامسة من طبقاته وهي الستراتوسفير (Stratosphere) .

    3- تعتبر الطبقة الرابعة من طبقات الغلاف الجوي وهي الثيرموسفير (Thermosphere) ذات رجع فهي تعكس موجات الراديو القصيرة والمتوسطة إلى الأرض.


    التفسير العلمي:


    يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} [الطارق: 11].


    تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن أهم صفة للسماء هي أنها ذات رجع فما معنى الرجع؟

    الرجع في اللغة كما يقول ابن منظور في لسان العرب: هو محبس الماء وقال اللحياني: سميت السماء بذات الرجع لأنها ترجع بالغيث وكلمة الرجع مشتقة من الرجوع وهو العودة والعكس، ومعنى الآية أن السماء تقوم بوظيفة الإرجاع والعكس.

    وقد جاء العلم ليؤكد هذا التفسير فقد كشف علماء الفلك أن طبقة التروبوسفير التي هي إحدى طبقات الغلاف الجوي للأرض تقوم بإرجاع ما تبخر من الماء على شكل أمطار إلى الأرض من خلال دورة دائمة سميت بدورة تبخر الماء.

    كما اكتشف علماء الفلك أيضاً أن طبقة الستراتوسفير وهي التي تضم طبقة الأوزون تقوم بإرجاع وعكس الإشعاعات الضارة الما فوق بنفسجية إلى الفضاء الخارجي، وبالتالي فهي تحمي الأرض من الإشعاعات الكونية القاتلة، فهي تعتبر حاجزاً منيعاً يحول دون وصول كميات كبيرة من ضوء الشمس وحرارتها إلى الأرض، كما نصت على ذلك الموسوعة البريطانية.


    أما طبقة الثيرموسفير فإنها تقوم بعكس وإرجاع موجات الراديو القصيرة والمتوسطة التردد AM و SW الصادرة من الأرض وهذا ما يفسر إمكانية استقبال هذه الموجات من مسافات بعيدة جداً. وقد ذكرت ذلك بالتفصيل الموسوعة البريطانية.

    يتضح مما تقدم أن أهم صفة للسماء كشف عنها العلماء في القرن العشرين هي أنها ذات رجع.
    فسبحان الله الذي قال في كتابه المعجز: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}.

    وجه الإعجاز:


    وجه الإعجاز في الآية القرآنية هو دلالتها الواضحة على أن أهم صفة للسماء هي أنها ذات رجع، وهذا ما كشفه العلم في القرن العشرين.

  • #2
    شبهات حول رجع السماء



    بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
    نص الشبهة حرفياً:

    ""و السماء ذات الرجع" تتحدث عن الدورة المائية !!
    لنرى [الصواب: لنرَ] ما قيل حول هذه الاية !
    قال الرازي في تفسيره للآية: قال الزجاج: الرجع المطر لأنه يجيء ويتكرر، واعلم أن كلام الزجاج وسائر أئمة اللغة صريح في أن الرجع ليس اسماً موضوعاً للمطر بل سُمّي رجعاً على سبيل المجاز ولحسن هذا المجاز وجوه:
    أحدها: قال القفال: كأنه من ترجيع الصوت وهو إعادته ووصل الحروف به، فكذا المطر لكونه عائداً مرة بعد أخرى سُمّي رجعاً.
    وثانيها: ((أن العرب كانوا يزعمون أن السحاب يحمل الماء من بحار الأرض ثم يرجعه إلى الأرض.))
    وثالثها: أنهم أرادوا التفاؤل فسموه رجعاً ليرجع.
    ورابعها: أن المطر يرجع في كل عام

    ركزوا معي في ثانيا هذه..

    لأنها تهدم ادعاء الاعجاز من اساسه في كون هذه "حقيقة لم تعرف الا في العصر الحديث"..فهي تؤكد ان العرب كانوا يعرفون حقيقة
    ان السحاب يحمل بخار الماء من البحار ليعود اليه في صورة امطار...و هذا يوضح لنا كذب الاعجازيين وتدليسهم عندما يصورون العرب قبل الاسلام على انهم كانوا في جهل انسان الكهف بكل جوانب الحياة !!
    و أيضا يجب ان نأخذ في الاعتبار التأويلات الاخرى التي تحتملها الاية والمقنعة جدا ايضا..
    باختصار....ادعاء اعجاز هذه الاية فاسد من جميع النواحي...".

    الجواب:الرجع في هذه الآية الكريمة لفظ عام، كل رجع من السماء (كل ما علاك) إلى الأرض. ولم يُخصص بالمطر فقط. وتخصيص بعض المفسرين له بالمطر، هو من التفسير بالرأي المحمود الذي يسع الجميع ـ بحسب ما توفر لهم من معرفة توافق عصرهم ـ فلم يقل أيٌّ من المفسرين إن رأيه هو الصواب فقط وما سواه خطأ..

    بل ظهرت حالياً عدة تفسيرات تحمل إشارات في الإعجاز العلمي، للآية الكريمة تحتملها اللغة وسياق الآيات ولا تتعارض مع أحكام الإسلام
    ومنها : ما ذكره د. زغلول النجار ـ بعد أن بين معنى كلمتي (رجع، والسماء) في اللغة العربية، وتتبع تكرارها ومدلولاتها في القرآن الكريم، ـ تحت عنوان من صور رجع السماء:

    باعتبار المقصود من السماء في الآية الكريمة والسماء ذات الرجع هو الغلاف الغازي للأرض نجد الصور التالية من رجع السماء‏.‏
    ‏(1)‏ الرجع الاهتزازي للهواء‏(الأصوات وصداها‏):‏

    تحتوي الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض‏(نطاق التغيرات الجوية‏)‏ علي‏75%‏ من كتلة ذلك الغلاف. ويتكون أساسا من غاز النيتروجين‏(78%‏ حجما‏ًً),‏ والأوكسجين‏(21.95%‏ حجما‏ًً)‏ وآثار خفيفة من بخار الماء‏,‏ وثاني أكسيد الكربون‏,‏ والأوزون‏,‏ وبعض هباءات الغبار‏,‏ وآثار أقل تركيزا من الإيدروجين‏,‏ الأرجون‏,‏ الهيليوم‏,‏ وبعض مركبات الكبريت‏.‏

    وكل من التركيب الكيميائي والصفات الفيزيائية لهذا النطاق أساسي لوجود الحياة الأرضية‏,‏ ومهم للاهتزازات المحدثة للأصوات وصداها‏,‏ فعندما تهتز أحبالنا الصوتية تحدث اهتزازاتها ضغوطا في الهواء تنتشر على هيئة أمواج تتحرك في الهواء في كل الاتجاهات من حولنا‏,‏ فتتلقي طبلة الأذن لأفراد آخرين تلك الاهتزازات فيسمعونها بوضوح‏,‏ ولولا التركيب الكيميائي والصفات الفيزيائية المحددة لذلك النطاق ما سمع بعضنا بعضا، ولاستحالت الحياة‏.

    فالصوت لا ينتقل في الفراغ‏,‏ وذلك لعدم وجود جزيئات الهواء القادرة علي نقل الموجات الصوتية وتتحرك الموجات الصوتية في الهواء بسرعة‏1200‏ كيلومتر في الساعة، عند مستوى سطح البحر‏,‏ وتزداد سرعة الصوت كلما زادت كثافة الوسط الذي يتحرك فيه‏,‏ وتقل بقلة كثافته‏,‏ ففي الماء تتضاعف سرعة الصوت أربع مرات تقريبا عنها في الهواء‏,‏ وفي النطق العليا من الغلاف الغازي للأرض تتناقص حتى لا تكاد تسمع‏؛‏ ولذلك يتخاطب رواد الفضاء مع بعضهم بعضاً بواسطة الموجات الراديوية التي يمكنها التحرك في الفراغ، وعندما تصطدم الموجات الصوتية بأجسام أعلى كثافة من الهواء‏,‏ فإنها ترتد على هيئة صدى للصوت الذي له العديد من التطبيقات العملية‏.
    والرجع الاهتزازي للهواء على هيئة الأصوات وصداها، هو أول صورة من صور رجع السماء‏,‏ ولولاه ما سمع بعضنا بعضا وما استقامت الحياة على الأرض‏.

    ‏(2)‏ الرجع المائي‏:‏ يغطي الماء أكثر قليلا من‏71 %‏ من المساحة الكلية للكرة الأرضية‏,‏ وتبلغ كميته‏1.36‏ مليار كيلومتر مكعب‏ منها‏97.2%‏ في المحيطات والبحار‏,2.15%‏ على هيئة جليد حول القطبين وفي قمم الجبال‏,0.65%‏ في المجاري المائية المختلفة من الأنهار والجداول وغيرها‏,‏ وفي كل من البحيرات العذبة وخزانات المياه تحت سطح الأرض‏.

    وهذا الماء اندفع كله أصلا من جوف الأرض عبر ثورات البراكين‏,‏ وتكثف في الأجزاء العليا من نطاق التغيرات الجوية والتي تتميز ببرودتها الشديدة‏,‏ فعاد إلى الأرض ليجري أنهارا علي سطحها‏,‏ ويفيض إلى منخفضاتها‏,‏ ثم بدأ في حركة دائبة بين الأرض والطبقات الدنيا من الغلاف الغازي حفظته من التعفن ومن الضياع إلى طبقات الجو العليا‏.‏
    وماء الأرض يتبخر منه سنوياً‏380000‏ كيلومتر مكعب أغلبها‏(320000‏ كم‏3)‏ يتبخر من أسطح المحيطات والبحار والباقي‏(60000‏ كم‏3)‏ من سطح اليابسة‏,‏ وهذا البخار تدفعه الرياح وتحمله السحب إلى الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض‏,‏ حيث يتكثف ويعود إلى الأرض مطراً أو ثلجاً أو بردا‏ً,‏ وبدرجة أقل على هيئة ندى أو ضباب‏.

    وحينما ترجع أبخرة المياه من الجو إلى الأرض بعد تكثفها، يجري قسم منها في مختلف أنواع المجاري المائية علي اليابسة‏,‏ وتصب هذه بدورها في البحار والمحيطات‏,‏ كما يترشح جزء منها خلال طبقات الأرض ذات النفاذية ليكون المياه تحت السطحية‏,‏ وهناك جزء يعاود تبخره إلى الجو مرة أخرى‏.

    والمياه تحت السطحية ذاتها في حركة دائبة حيث تشارك في تغذية بعض الأنهار والبحيرات والمستنقعات‏,‏ وقد تخرج إلى سطح الأرض علي هيئة ينابيع‏,‏ أو ينتهي بها المطاف إلى البحار والمحيطات‏.

    وماء المطر يسقط علي المحيطات والبحار بمعدل‏284000‏ كيلومتر مكعب في السنة‏,‏ وعلى اليابسة بمعدل‏96000‏ كيلومتر مكعب في السنة وذلك في دورة معجزة في كمالها ودقتها‏,‏ ومن صور ذلك أن ما يتبخر من أسطح المحيطات والبحار في السنة يفوق ما يسقط فوقها، وأن ما يسقط من مطر على اليابسة سنويا يفوق ما يتبخر منها، والفارق في الحالتين متساو تماماً، فيفيض إلى البحار والمحيطات ليحفظ منسوب المياه فيها عند مستوى ثابت في الفترة الزمنية الواحدة‏.

    هذه الدورة المعجزة للمياه حول الأرض هي الصورة الثانية من صور رجع السماء‏,‏ ولولاها لفسد كل ماء الأرض‏,‏ ولتعرض كوكبنا لحرارة قاتلة بالنهار‏,‏ ولبرودة شديدة بالليل.

    ‏(3)‏ الرجع الحراري إلى الأرض وعنها إلى الفضاء بواسطة السحب‏:
    يصل إلى الأرض من الشمس في كل لحظة شروق كميات هائلة من طاقة الشمس‏,‏ ويعمل الغلاف الغازي للأرض كدرع واقية لنا من حرارة الشمس أثناء النهار‏,‏ كما يعمل لنا كغطاء بالليل يمسك بحرارة الأرض من التشتت

    فذرات وجزيئات الغلاف الغازي للأرض تمتص وتشتت وتعيد إشعاع أطوال موجات محددة من الأشعة الشمسية في كل الاتجاهات‏.‏
    ومن الأشعة الشمسية القادمة إلى الأرض يمتص ويشتت ويعاد إشعاع‏53%‏ منها بواسطة الغلاف الغازي للأرض‏,‏ وتمتص صخور وتربة الأرض‏47%‏ منها‏,‏ ولولا هذا الرجع الحراري إلى الخارج لأحرقت أشعة الشمس كل صور الحياة علي الأرض‏,‏ ولبخرت الماء وخلخلت الهواء‏.‏
    وعلى النقيض من ذلك، فإن السحب التي ترد عنا ويلات حرارة الشمس في نهار الصيف هي التي ترد إلينا أشعة الدفء بمجرد غروب الشمس‏(98%)‏. فصخور الأرض تدفأ أثناء النهار بحرارة الشمس بامتصاص‏47%‏ من أشعتها، فتصل درجة حرارتها إلى‏15‏ درجة مئوية في المتوسط، وبمجرد غياب الشمس تبدأ صخور الأرض في إعادة إشعاع حرارتها على هيئة موجات من الأشعة تحت الحمراء، التي تمتصها جزيئات كل من بخار الماء وثاني أكسيد الكربون فتدفيء الغلاف الغازي للأرض‏,‏ كما تعمل السحب على إرجاع غالبية الموجات الطويلة‏(98%)‏ إلى سطح الأرض، وبذلك تحفظها من التجمد بعد غياب الشمس‏.

    ولو لم يكن للأرض غلاف غازي، لتشتتت هذه الحرارة إلى فسحة الكون وتجمدت الأرض وما عليها من صور الحياة في نصف الكرة المظلم بمجرد غياب الشمس‏.

    وهذا الرجع الحراري بصورتيه إلى الخارج وإلي الداخل مما يحقق صفة الرجع لسماء الأرض‏.‏
    ‏(4)‏ رجع الغازات والأبخرة والغبارالمرتفع من سطح الأرض‏:‏ عندما تثور البراكين تدفع بملايين الأطنان من الغازات والأبخرة والأتربة إلى جو الأرض الذي سرعان مايرجع ذلك إلى الأرض‏,‏ كذلك يؤدي تكون المنخفضات والمرتفعات الجوية إلى دفع الهواء في حركة أفقية تنشأ عنها الرياح التي يتحكم في هبوبها‏(بعد إرادة الله تعالى‏)‏ عدة عوامل منها مقدار الفرق بين الضغط الجوي في منطقتين متجاورتين‏,‏ ومنها دوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق‏,‏ ومنها تنوع تضاريس الأرض والموقع الجغرافي للمنطقة‏.

    والغالبية العظمي من المنخفضات الجوية تتحرك مع حركة الأرض‏(أي من الغرب إلى الشرق‏)‏ بسرعات تتراوح بين‏20‏ و‏30‏ كيلومتراً في الساعة وعندما تمر المنخفضات الجوية فوق اليابسة تحتك بها فتبطئ حركتها قليلا وتحمل بشيء من الغبار الذي تأخذه من سطح الأرض‏,‏ وإذا صادف المنخفض الجوي في طريقه سلاسل جبلية معترضة، فإنه يصطدم بها مما يزيد على إبطاء سرعتها ويقوى من حركة صعود الهواء إلى أعلى‏,‏ ولما كان ضغط الهواء يتناقص بالارتفاع إلى واحد من ألف من الضغط الجوي العادي عند سطح البحر إذا وصلنا إلى ارتفاع‏48‏ كيلومترا فوق ذلك السطح‏,‏ وإلى واحد من مائة ألف من الضغط الجوي إذا وصلنا إلى ارتفاع ألف كيلومتر فوق سطح البحر فإن قدرة الهواء علي الاحتفاظ بالغبار المحمول من سطح الأرض تضعف باستمرار مما يؤدي إلى رجوعه إلى الأرض، وإعادة توزيعه على سطحها بحكمة بالغة‏,‏ وتعين على ذلك الجاذبية الأرضية‏.

    ‏(5)‏ رجع الأشعة فوق البنفسجية بواسطة طبقة الأوزون‏:‏
    تقوم طبقة الأوزون في قاعدة نطاق التطبق بامتصاص وتحويل الأشعة فوق البنفسجية القادمة مع أشعة الشمس بواسطة جزيئات الأوزون‏(O3)‏ وترد نسباً كبيرة منها إلى خارج ذلك النطاق‏.‏

    ‏(6)‏ رجع الإشارات الراديوية بواسطة النطاق المتأين‏:‏
    في النطاق المتأين‏(بين‏100‏ و‏400‏ كم فوق مستوي سطح البحر‏)‏ تمتص الفوتونات النشيطة القادمة مع أشعة الشمس من مثل الأشعة السينية فتؤدي إلى رفع درجة الحرارة وزيادة التأين‏,‏ ونظراً لانتشار الإليكترونات الطليقة في هذا النطاق فإنها تعكس الإشارات الراديوية‏(ذات الأمواج الطويلة‏)‏ وتردها إلى الأرض فتيسر عمليات البث الإذاعي والاتصالات الراديوية وكلها تمثل صورا من الرجع إلى الأرض‏.

    ‏(7)‏ رجع الأشعة الكونية بواسطة كل من أحزمة الإشعاع والنطاق المغناطيسي للأرض‏:‏
    يمطر الغلاف الغازي للأرض بوابل من الأشعة الكونية الأولية التي تملأ فسحة الكون فتردها‏,‏ إلى الخارج: كل من أحزمة الإشعاع والنطاق المغناطيسي للأرض فلا يصل إلى سطح الأرض منها شيء ولكنها تؤدي إلى تكون أشعة ثانوية قد يصل بعضها إلى سطح الأرض، فتؤدي إلى عدد من ظواهر التوهج والإضاءة في ظلمة الليل من مثل ظاهرة الفجر القطبي‏.

    والأشعة الكونية بأنواعها المختلفة، تتحرك بمحاذاة خطوط المجال المغناطيسي للأرض، والتي تنحني لتصب في قطبي الأرض المغناطيسيين‏,‏ وذلك لعجزها عن عبور مجال الأرض المغناطيسي‏,‏ ويؤدي ذلك إلى رد المزيد من الأشعة الكونية القادمة إلى خارج نطاق الغلاف الغازي للأرض وهي صورة من صور الرجع‏.‏

    هذه الصور المتعددة لرجع الغلاف الغازي للأرض لم تعرف إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏,‏ ووصف السماء بأنها ذات رجع في القرآن الكريم من قبل ألف وأربعمائة من السنين هو شهادة صدق بأن القرآن الكريم كلام الله الخالق وأن سيدنا محمداًr ‏ الذي تلقي هذا الوحي الحق هو خاتم أنبياء الله ورسله‏‏ صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين،‏ وأنه r كان موصولاً بالوحي ومعلماً من قبل خالق السماوات والأرض‏ ". انتهى.

    فالله تبارك وتعالى ‏ذكر رجعاً عاماً للسماء ولم يخصصه بمطرٍ أو غيره، فلو كان كلام بشرٍ لخصَّه بما لديه من معارف وعلوم كسبية متوافقة مع زمنه، ولهذا من الظلم تضييق الواسع بلا مسوغ.
    ولا يُستبعَد أن يكشف العلم مزيداً من الرجع من السماء إلى الأرض، وكله يدخل تحت عموم الرجع في الآية الكريمة.

    نقلا عن :

    http://www.55a.net/firas/arabic/inde...ect_page=rodod
    ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
    [ النحل الآية 125]


    وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]


    تعليق


    • #3
      بوركتم على التوضيح والمعلومات المهمة














      تعليق


      • #4
        ما شاء الله ، شكرا لكم على المعلومات والافادة
        ان الدين عند الله الاسلام

        كل القلوب تفترق يوم القيامة الا المتحابة في الله فان موعدها الجنة فتحابو في الله يا إخوان

        تعليق


        • #5
          شكرا يا إخوانى ......

          لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ
          وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا
          وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك وجزاك الله كل خير.

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              الغلاف الجوى
              ( والسماء ذات الرجع )

              http://www.youtube.com/watch?v=aqrdA...layer_embedded

              http://www.maktoobblog.com/redirectL....nooran.org%2F

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴿الطارق:12﴾
                د. زغلول راغب النجار

                هذه الآية الكريمة من خواتيم سورة الطارق‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ يدور الخطاب فيها حول أمور العقيدة‏,‏ ومنها قضية البعث وقضية صدق الوحي بالقرآن الكريم‏,‏ وهما قضيتان استحال فهمهما‏,‏ والتصديق بهما

                علي المنافقين من الكفار والمشركين والمتشككين عبر التاريخ‏..!!!.‏ وتبدأ سورة الطارق بقسم من الله‏(‏ تعالي‏)‏ وهو الغني عن القسم ـ بالسماء وبالطارق ـ وفي القسم بهما تفخيم لشأنهما‏,‏ وذلك لدلالة كل منهما علي عظيم قدرة الخالق الذي أبدعهما‏(‏ سبحانه وتعالي‏).‏ ومن صور ذلك التفخيم السؤال الموجه إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ عن ماهية الطارق‏,‏ ثم يأتي الجواب بأنه النجم الثاقب وهو نجم يمثل مرحلة مهمة في نهاية حياة النجوم العملاقة يعرف باسم النجم النيوتروني والنجوم النيوترونية هي نجوم قليلة الحجم‏,‏ عالية الكثافة تدور حول محاورها بسرعات فائقة مصدرة سيولا من الموجات الراديوية‏,‏ تتتابع كالطرقات المتلاحقة التي تثقب صمت السماء‏,‏ وتصل إلينا وهي تدق سماء الأرض بطرقاتها المتلاحقة‏.‏

                ويأتي جواب القسم بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ إن كل نفس لما عليها حافظ‏,‏ أي أن‏(‏ الله تعالي‏)‏ قد جعل علي كل نفس رقيبا حافظا من الملائكة‏,‏ يحفظها‏,‏ ويحفظ عنها‏,‏ ويحصي عليها كل ما تعمل من خير أو شر‏,‏ في مراقبة دائمة‏,‏ دائبة‏,‏ لا تتخلف‏,‏ ولا تتوقف ابدا‏,‏ حتي يتأكد الإنسان من أنه محاسب لا محالة‏,‏ وان اعماله محصية عليه بدقة‏,‏ وأنه سوف يجزي عليها الجزاء العادل الأوفي‏.‏ ثم تستمر الآيات بتذكير الإنسان بضرورة النظر في أول نشأته حتي يعرف فضل الله‏(‏ تعالي‏)‏ عليه فلا يكفر‏,‏ ويعرف قدر نفسه فلا يتكبر ولا يتجبر‏,‏ ويؤمن بأن الذي أنشأه من ماء مهين قادر علي إفنائه‏,‏ وقادر كذلك علي بعثه بعد موته‏,‏ وعلي محاسبته وجزائه الجزاء الأوفي‏,‏ وفي ذلك يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ فلينظر الإنسان مم خلق ويأتي جواب الاستفهام خلق من ماء دافق‏,‏ يخرج من بين الصلب والترائب ويأتي بعد ذلك القرار الإلهي القاطع‏:‏ إنه علي رجعه لقادر‏.‏


                أي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ الذي أبدع خلق الإنسان من ماء مهين‏,‏ لقادر علي إماتته‏,‏ وعلي إعادة بعثه‏,‏ أي إرجاعه الي الحياة مرة أخري بعد الموت‏,‏ ليقف بين يدي خالقه ومبدعه يوم القيامة فردا‏,‏ بغير أدني قوة ذاتية فيه يمكنه ان يمتنع بها‏,‏ ولا ناصر يمكنه أن ينتصر به‏,‏ يقف مقرا بكل فعل فعله‏,‏ وكل مال اكتسبه او أنفقه‏,‏ وكل كلمة تفوه بها‏,‏ ثم يلقي جزاءه العادل في هذا العرض الأكبر أمام الله‏,‏ في يوم تكشف فيه كل مكنونات الصدور‏,‏ وجميع ما يكون قد أخفي فيها من العقائد والنيات‏,‏ ويصفه الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ هذا اليوم بقوله‏:‏ يوم تبلي السرائر فما له من قوة ولا ناصر ثم تستطرد الآيات بقسم آخر يقول فيه ربنا‏(‏ عز من قائل‏):‏ (والسماء ذات الرجع‏,‏ والأرض ذات الصدع‏),‏ ويأتي جواب القسم‏:‏ إنه لقول فصل‏,‏ وما هو بالهزل أي أن هذا القول بالقرآن‏,‏ الناطق بالبعث بعد الموت وبغير ذلك من امور الغيب هو قول فاصل بين الحق والباطل‏,‏ وهو قول جاد‏,‏ حاسم‏,‏ لا هزل فيه‏,‏ وفي ضوء هذا القول القاطع‏,‏ الحاسم‏,‏ الجازم يتجه الخطاب في ختام هذه السورة الكريمة الي رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ مباشرة‏,‏ والي من معه من صحابته الكرام‏(‏ رضوان الله عليهم أجمعين‏),‏ مثبتا ومطمئنا إياهم ـ وهم يعانون مكابدة الكافرين والمشركين من أهل مكة ـ كما نكابد اليوم غطرسة أهل الكفر واستكبارهم ـ بأن الله تعالي قادر علي أن يقابل كيدهم البشري الهزيل بكيد رباني متين‏,‏ لا يستطيعون له دفعا ولا منعا‏,‏ والله علي كل شيء قدير‏,‏ يستدرجهم من حيث لا يعلمون‏,‏ ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر وما ذلك علي الله بعزيز‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏( إنهم يكيدون كيدا‏,‏ وأكيد كيدا‏,‏ فمهل الكافرين أمهلهم رويدا) أي لا تستعجل عقابهم‏,‏ وانتظر أمر الله فيهم‏,‏ فسوف يريكم فيهم عجبا كما نطمع أن يرينا في أهل الكفر والشرك والضلال في زماننا عجبا إن شاء‏..‏( والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)‏(‏ يوسف‏:21).‏
                وهنا يبرز السؤال المهم‏:‏ لماذا أقسم ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بالسماء ذات الرجع وبالأرض ذات الصدع؟ وما هي أهمية كل منهما التي جعلت منهما مادة لهذا القسم الإلهي‏,‏ والله تعالي غني عن القسم؟ وقد سبقت الإجابة عن الشطر الأول من القسم في مقال سابق‏,‏ ونركز هنا علي الشطر الثاني من القسم‏:‏ والأرض ذات الصدع وقبل الخوض في ذلك لابد لنا من استعراض شروح المفسرين السابقين لهذا القسم القرآني الجليل‏.‏


                شروح المفسرين لقوله تعالي‏:‏ والأرض ذات الصدع:
                في شرح هذا القسم القرآني أشار ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ الي قول ابن عباس‏(‏ رضي الله عنهما‏)‏ بأنه‏:‏ هو انصداعها عن النبات وذكر أن كلا من ابن جرير وعكرمة والضحاك والحسن‏,‏ وقتادة‏,‏ والسدي‏(‏ عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه‏)‏ قالوا به‏,‏ كما قال به غيرهم‏;‏ ومنهم صاحبا تفسير الجلالين‏(‏ يرحمهما الله‏)‏ اللذان قالا‏:‏ هو الشق عن النبات‏,‏ ولكن صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏)‏ قال‏:‏ والصدع‏:‏ النبت يشق الأرض وينبثق‏,‏ ووافقه في ذلك صاحب صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ يرحمه الله‏)‏ إذ ذكر ما نصه‏:‏ ذات الصدع اي ذات النبات‏,‏ لتصدعها وانشقاقها عنه‏,‏ وأصل الصدع‏:‏ الشق‏,‏ وأطلق علي النبات مجازا‏,‏ والنبات في الأرض إنما يكون بسبب المطر النازل من السماء‏.‏ أقسم الله بهما علي حقية القرآن الناطق بالبعث‏...‏ وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا ورحم من مات منهم‏):‏ أقسم بالسماء ذات المطر الذي يعود ويتكرر‏,‏ وبالأرض ذات الانشقاق عن النبات الذي يخرج منها‏.


                وكذلك أشار صاحب صفوة التفاسير‏(‏ بارك الله فيه‏)‏ الي قول ابن عباس‏(‏ رضي الله عنهما‏)‏ في تفسير قول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)(‏ والأرض ذات الصدع‏)‏ مانصه‏:‏ أي وأقسم بالأرض التي تتصدع وتنشق فيخرج منها النبات والأشجار والأزهار‏...‏ ومن هذا العرض يتضح بإجماع قدامي المفسرين علي أن القسم بالأرض ذات الصدع يشمل انصداعها عن النبات او يعني نبات الأرض ذاته‏,‏ بمعني أن الصدع هو النبت يشق الأرض‏,‏ وينبثق منها‏.‏


                الأرض ذات الصدع في منظور العلوم الكونية:


                من المعاني الصحيحة التي فهمها الأولون من القسم القرآني بالأرض ذات الصدع معني انصداعها عن النبات‏,‏ اي انشقاقها عنه‏,‏ ولكن لما كانت لفظة الارض قد جاءت في القرآن الكريم بمعني التربة التي تغطي صخور اليابسة‏,‏ وبمعني كتل اليابسة التي نحيا عليها‏,‏ وبمعني كوكب الأرض كوحدة فلكية محددة‏,‏ فإن القسم القرآني بالأرض ذات الصدع لابد وان تكون له دلالة في كل معني من معاني كلمة الأرض كما نجده في الشرح التالي‏:‏


                أولا‏:‏ انصداع التربة عن النبات‏:


                ‏ الصدع لغة هو كسر في الأرض تتحرك الأرض علي جانبي مستواه حركة أفقية‏,‏ أو رأسية أو مائلة‏.‏ وتربة الأرض تتكون عادة من معادن الصلصال المختلطة أو غير المختلطة بالرمل‏,‏ وهي معادن دقيقة الحبيبات‏(‏ أقطارها أقل من‏0.004‏ من الملليمتر‏)‏ وتتركب اساسا من سيليكات الألومنيوم علي هيئة راقات متبادلة من كل من السيليكا‏(‏ ثاني اكسيد السيليكون‏)‏ والألومينا‏(‏ ثالث اكسيد الألومنيوم‏)‏ مع عناصر اخري كثيرة‏,‏ ويحمل كل راق علي سطحه شحنة كهربائية موجبة أو سالبة علي حسب نوع الصلصال المركب منه‏.‏
                والصلصال من المعادن الغروية‏,‏ والمواد الغروية لها قدرة الانتشار في غيرها من المواد نظرا لدقة حبيباتها‏,‏ كما ان لها القدرة علي تشرب الماء والالتصاق بأيونات العناصر‏,‏ ولذلك فإنه عند نزول الماء علي التربة أو عند ريها بكميات مناسبة من الماء فإن ذلك يؤدي الي انتفاشها وزيادة حجمها‏,‏ فتهتز حبيباتها‏,‏ وتربو الي اعلي حتي ترق رقة شديدة فتنشق لتفسح طريقا سهلا لكل من الجزير المندفع الي أسفل‏,‏ والسويقة المنبثقة من داخل البذرة النابتة الي اعلي حتي تتمكن من اختراق التربة بسلام وتظهر علي سطح الارض مستمرة في النمو لتغطي باقي اجزاء النبات‏.‏ واهتزاز التربة بنزول الماء عليها له اسباب اخري غير زيادة حجم حبيباتها بالتميؤ‏,‏ ومن ذلك وجود الشحنات الكهربائية المتشابهة علي اسطح الحبيبات‏,‏ مما يؤدي الي تنافرها‏,‏ وتباعد الحبيبات عن بعضها البعض‏,‏ في حركة اهتزازية لا يمكن إيقافها الا بتعادل تلك الشحنات بواسطة شحنات مخالفة ناتجة عن تأين أملاح التربة في ماء الري‏,‏ ومنها دفع جزيئات الماء لحبيبات التربة في كل الاتجاهات لتفسح مكانا لخزن المياه بين تلك الحبيبات‏,‏ ومنها دفع جزيئات الهواء المختزن لحبيبات التربة بواسطة الماء الذي يحل محله باستمرار حتي يطرده بالكامل‏,‏ وكلما زادت كمية المياه المختزنة في التربة حجما زاد انتفاشها وأدي ذلك الي زيادة حجمها‏,‏ فكل حبة من حبات التربة لها القدرة علي التشرب بالماء‏,‏ وحمله علي سطحها‏,‏ واختزانه في المسافات بينها وبين ما حولها من حبيبات‏,‏ وبذلك يتم التبادل بين الأيونات المختلفة علي اسطح حبيبات التربة والأيونات المذابة في الماء المحفوظ بينها ليستفيد النبات من أيونات العناصر المغذية له في التربة بعد تحللها بواسطة الإنزيمات الخاصة التي تفرزها الجذيرات المندفعة الي اسفل من البذرة النابتة‏.‏ ولولا خاصية انصداع التربة عند نزول الماء عليها او ريها ما أنبتت الأرض علي الإطلاق‏,‏ ومن هنا كان ذلك وجها من أوجه القسم بالأرض ذات
                الصدع لأهميته البالغة في إعمار الأرض وجعلها صالحة للحياة‏.‏


                ثانيا‏:‏ تصدع صخور اليابسة‏:‏


                نتيجة لتعرض صخور قشرة الارض للإجهاد بالشد أو بالتضاغط تتكسر تلك الصخور بواسطة مجموعات من الفواصل المتوازية والمتقاطعة علي هيئة شقوق في قشرة الارض‏,‏ تمزق صخورها الي كتل متجاورة دون حدوث قدر ملحوظ من الحركة علي جوانب مستويات تلك الشقوق‏.‏ كذلك تحدث الفواصل نتيجة لعمليات التعرية التي تقوم بازاحة كميات كبيرة من الصخور الظاهرة علي سطح الارض‏,‏ بما يعين علي تخفيف الضغط علي الصخور الموجودة اسفل منها وبالتالي تخفيف شدة الاجهاد الذي كانت تعاني منه تلك الصخور فتستجيب بالتمدد فتتشقق علي هيئة كسور تفصل أجزاء الصخور الي كتل متجاورة دون حدوث حركة ملحوظة عبر تلك الفواصل‏.‏
                وغالبية فواصل الارض تقع في مجموعات متوازية ومتقاطعة في اتجاهين اواكثر وان كان بعضها قد لا يكون له اتجاه محدد واغلبها قليل العمق‏.‏ وتحدث فواصل قشرة الارض كذلك نتيجة لتبرد الصهارة الصخرية المندفعة من باطن الارض قريبا من سطحها او الي سطحها علي هيئة متداخلات نارية او طفوح بركانية‏.‏


                ولتكون فواصل قشرة الأرض حكمة بالغة فهي خطوة مهمة لتجوية الصخور وتعريتها حيث انها تعمل كممرات لعوامل التعرية المختلفة الي داخل الصخور وبالتالي فإنها تعمل علي تكوين كل من تربة الارض‏,‏ والرسوبيات‏,‏ والصخور الرسويبة‏,‏ وبغير التربة لم تكن زراعة الارض ممكنة‏,‏ وبغير الصخور الرسوبية لم يتكون النفط ولا الغاز الطبيعي‏,‏ ولا العديد من الثروات الترسيبية مثل الفحم‏,‏ الفوسفات‏,‏ المتبخرات وغيرها‏,‏ كذلك فإن توزيع فواصل الغلاف الصخري للأرض قد يحدد مواقع لعدد من الركازات المعدنية المهمة مثل الذهب‏,‏ والفضة‏,‏ والنحاس‏,‏ والرصاص‏,‏ والقصدير وغيرها‏,‏ كما قد يعين في تحديد مجاري بعض الأنهار‏,‏ أو تكوين بعض الكهوف وحفر الإذابة في الصخور‏.‏ أما صدوع الأرض فهي كسور في قشرتها‏,‏ يتم عبرها تحرك صخورها علي جانبي مستوي الصدع حركة أفقية‏,‏ أو رأسية‏,‏ أو مائلة بدرجة ملحوظة‏,‏ وتتراوح أبعاد تلك الصدوع تباينا كبيرا‏,‏ فمنها مالا يري بالعين المجردة‏,‏ ولا تكاد الحركة عبر مستواه تدرك ومنها ما يمتد لعشرات الكيلومترات‏,‏ وتبلغ الحركة عبر مستواه مبلغا عظيما‏.‏
                ومن هذه الصدوع ما يتكون نتيجة لشد صخور الأرض في اتجاهين متعاكسين‏,‏ ومنها ما يتكون نتيجة للتضاغط في اتجاهين متقابلين‏,‏ كما أن منها ما يتكون نتيجة انزلاق كتل الصخور عبر بعضها البعض‏.‏ وتحرك صدوع الأرض النشطة يحدث عددا من الهزات الأرضية‏,‏ أما الصدوع القديمة فقد أصبح أغلبها خاملا بلا حراك‏.‏ ولصدوع الأرض اهمية بالغة لأنها تمثل ممرات طبيعية بين باطن الارض وسطحها‏,‏ تتحرك عبرها الابخرة والغازات المحملة بالثروات المعدنية‏,‏ كما تتحرك المتداخلات النارية والطفوح البركانية المحملة كذلك بمختلف الصخور والمعادن الاقتصادية المهمة وبالعناصراللازمة لتجديد صخور وتربة سطح الأرض‏.‏ والصدوع تلعب أدوارا مهمة في تكوين كل من النتوءات والخسوف الأرضية‏,‏ والينابيع المائية‏,‏ وبعض المكامن البترولية‏,‏ كما تعين عمليات التعرية المختلفة في شق الفجاج والسبل‏,‏ وفي تكوين الأودية والمجاري المائية‏,‏ وفي جميع عمليات التعرية وتسوية سطح الأرض‏,‏ وما يستتبعه ذلك من تكوين كل من التربة والرسوبيات والصخور الرسوبية وما بها من الثروات الأرضية‏.‏
                وكما تكون الصدوع عاملا من عوامل الهدم علي سطح الأرض فإنها قد تكون عاملا من عوامل البناء تبني الجبال والتلال والهضاب‏,‏ كما تبني الأحواض‏,‏ والأغوار‏,‏ والخسوف الأرضية‏.‏
                ثالثا‏:‏ تصدع الأرض ككوكب بواسطة أودية الخسف‏:‏


                علي الرغم من التعرف علي عدد من اودية الخسف الصدوع العملاقة علي سطح الأرض منذ زمن بعيد إلا ان العلماء قد اكتشفوا في العقود الثلاثة الماضية ان ارضنا محاطة بشبكة هائلة من تلك الأودية الخسيفة الصدوع العملاقة التي تحيط بالأرض احاطة كاملة يشبهها العلماء باللحام علي كرة التنس‏,‏ وتمتد هذه الصدوع العملاقة لالاف الكيلومترات في جميع الاتجاهات بأعماق تتراوح بين‏65‏ و‏70‏ كيلو مترا تحت قيعان كل محيطات الأرض وقيعان عدد من بحارها‏,‏ وبين‏150,100‏ كيلو مترا تحت القارات‏,‏ ممزقة الغلاف الصخري للأرض بالكامل الي عدد من الألواح التي تعرف باسم ألواح الغلاف الصخري للأرض وتطفو هذه الألواح الصخرية فوق نطاق الضعف الأرضي‏,‏ وهو نطاق لدن‏,‏ شبه منصهر‏,‏ عالي الكثافة واللزوجة وتنطلق فيه تيارات الحمل من اسفل الي اعلي حيث تتبرد وتعاود النزول الي اسفل فتدفع معها الواح الغلاف الصخري للأرض متباعدة عن بعضها البعض في احدي حوافها ومصطدمة مع بعضها البعض عند الحواف المقابلة‏,‏ ومنزلقة عبر بعضها البعض عند بقية الحواف‏.‏ وينتج عن هذه الحركات لألواح الغلاف الصخري للأرض عدد من الظواهر الارضية المهمة التي منها اتساع قيعان البحار والمحيطات‏,‏ وتجدد صخورها باستمرار عند حواف التباعد‏.‏ وتكون سلاسل من جبال اواسط المحيطات ومن الجزر البركانية‏,‏ ومنها تكون السلاسل الجبلية عند حواف التصادم حيث يستهلك قاع المحيط تحت كتلتين القارتين المقابلتين له‏,‏ وتصاحب العمليتان بالهزات الأرضية وبكم هائل من الطفوح البركانية ويبلغ طول جبال أواسط المحيطات أكثر من‏64000‏ كيلومتر وهي تتكون أساسا من الصخور البركانية المختلطة بقليل من الرواسب البحرية‏.‏ وتحيط بالصدوع العملاقة‏,‏ ومع تجدد صعود الطفوح البركانية‏.‏ عبر هذا الصدع العملاق‏(‏ الوادي الخسيف‏)‏ في وسط سلسلة الجبال البحرية يتجدد قاع المحيط بأحزمة حديثة من الصخور البازلتية المتوازية علي جانبي الوادي الخسيف‏,‏ ويهبط قاعة المحيط بنصف معدل اتساع قاع عند كل من شاطئيه‏,‏ وبذلك تكون احدث صخور قاع المحيط حول محوره الوسطي‏,‏ وأقدمها عند هبوط قاع المحيط تحت كتل القارتين المحيطتين به‏.‏


                وهذه الحركة لألواح الغلاف الصخري للأرض كانت سببا في زحف القارات‏,‏ وتجمعها‏,‏ وتفتتها بصورة دورية‏,‏ فيما يعرف باسم دورة القارات والمحيطات‏,‏ وفيها قد تنقسم قارة ببحر طولي مثل البحر الأحمر الي كتلتين ارضيتين تتباعدان عن بعضهما البعض باتساع قاع البحر الفاصل بينهما حتي يتحول إلي محيط‏,‏ كما قد يستهلك قاع محيط بالكامل تحت إحدي القارات بدفع كتلة أرضية له تحت تلك القارة حتي يصطدما مكونين أعلي سلاسل جبلية علي سطح الأرض كما حدث في اصطدام الهند بالقارة الآسيوية‏,‏ وتكون سلسلة جبال الهمالايا‏,‏ وبها قمة إفرست أعلي قمة جبلية علي سطح الأرض‏.‏ وهذه الصدوع العملاقة الأودية الخسيفة التي تحيط بالكرة الأرضية إحاطة كاملة بعمق يتراوح بين‏65‏ كيلومترا‏,‏ و‏150‏ كيلو مترا‏,‏ وبطول يقدر بعشرات الآلاف من الكيلومترات في كل الاتجاهات هي مراكز تتحرك عبرها ألواح الغلاف الصخري للأرض متباعدة أو مصطدمة أو منزلقة عبر بعضها البعض‏.‏ وهذه الصدوع العملاقة تعمل كممرات طبيعية للحرارة المختزنة في داخل الأرض والناتجة عن تحلل العناصر المشعة‏,‏ ولولاها لانفجرت الأرض‏.‏


                وعبر هذه الصدوع العملاقة تندفع ملايين الأطنان من الصهارة الصخرية علي هيئة طفوح بركانية تثري سطح الأرض بالعديد من الصخور والمعادن النافعة‏,‏ وتجدد شباب التربة الزراعية‏,‏ وتكون مراكز مهمة لاستغلال الحرارة الأرضية‏.‏ وعبر هذه الصدوع العملاقة وما صاحبها من فوهات البراكين انطلقت الغازات والأبخرة التي كونت غلافي الأرض المائي والغازي‏,‏ ولا تزال تنطلق لتجددهما‏,‏ وخلال تلك العملية تفقد الأرض من كتلتها الي فسحة السماء بعضا من مادتها وطاقتها تتناسب مع ما تفقده الشمس من كتلتها علي هيئة طاقة حتي تظل المسافة بين الأرض والشمس ثابتة‏,‏ لاتنقص فتحرقنا اشعة الشمس‏,‏ او تبتلعنا ودرجة حرارة لهيبها‏15‏ مليون درجة مئوية‏,‏ ولا تزيد فيتجمد وتتجمد الحياة من حولنا‏,‏ او تنفلت من عقال جاذبيتها فتضيع في فسحة الكون الشاسع‏,‏ ليس هذا فقط‏,‏ بل ان الغلاف الصخري للأرض قد تكون ايضا عبر تلك الصدوع العملاقة‏,‏ وذلك لأن الكثير من الشواهد الأرضية تشير الي ان الغلاف الصخري الأول للأرض كان مكونا من صخور البازلت الشبيهة بصخور قيعان البحار والمحيطات الحالية‏,‏ وبالصخور المندفعة عبر الصدوع التي تمزقها‏,‏ وان الارض كانت مغطاة بالمياه علي هيئة محيط غامر واحد‏,‏ وبواسطة النشاط البركاني فوق قاع هذا المحيط الغامر تكونت أولي المرتفعات فوق قاعه علي هيئة عدد من السلاسل الجبلية في وسطه‏,‏ ارتفعت قممها لتكون عددا من الجزر البركانية‏,‏ ومع تحرك تلك الجزر البركانية تصادمت مع بعضها البعض لتكون نوي عدد من القارات التي نمت بتصادمها مع بعضها لتكون قارة واحدة عرفت باسم القارة الأم ‏Mother Continent or Pangaea‏ التي ما لبثت ان تفتتت بفعل ديناميكية الأرض وصدوعها العملاقة الي القارات السبع الحالية التي ظلت تتباعد عن بعضها حتي وصلت الي مواقعها الحالية‏.‏


                وعبر صدوع الأرض العملاقة تكونت القشرة القارية بتركيبها الذي تغلب عليه الصخور الجرانيتية‏,‏ وأثريت تلك القشرة ولا تزال تثري بمختلف العناصر والمركبات علي هيئة العديد من المعادن والركازات ذات القيمة الاقتصادية‏,‏ وتكونت السلاسل الجبلية التي تثبت باوتادها كتل القارات في قيعان البحار والمحيطات او تثبت قارتين ببعضهما البعض بعد استهلاك قاع المحيط الفاصل بينهما تحت احداهما‏,‏ وثارت البراكين ورجفت الأرض بالزلازل‏,‏ وتحركت دورات الماء والصخور وعوامل التعرية وتكونت التربة والرسوبيات والصخور الرسوبية وما تختزنه من الثروات الارضية واصبحت الارض صالحة لعمرانها بالحياة‏.‏ وهذه الصدوع العملاقة التي تمزق قيعان كل محيطات الارض وقيعان عدد من بحارها‏(‏ من مثل البحر الاحمر‏)‏ توجد ايضا علي اليابسة وتعمل علي تكوين بحار طولية شبيهة بالبحر الأحمر لتفتيت اليابسة الي عدد اكبر من القارات واشباه القارات‏,‏ وتحاط تلك الصدوع القاربة العملاقة بعدد من الجبال البركانية العالية من مثل جبل ارارات في شرق تركيا‏(5100‏ م فوق مستوي سطح البحر‏)‏ ومخروط بركان اتنا في شمال شرقي صقلية‏(3300‏ م فوق مستوي سطح البحر‏),‏ ومخروط بركان فيزوف في خليج نابلي بإيطاليا‏(1300‏ م فوق مستوي سطح البحر‏),‏ وجبل كيليمنجارو في تنجانيقا‏(5900‏ م فوق مستوي سطح البحر‏),‏ وجبل كينيا في جمهورية كينيا‏(5100‏ م فوق مستوي سطح البحر‏).‏


                فسبحان الذي وصف الأرض من قبل ألف وأربعمائة سنة بأنها ذات صدع‏,‏ لأن هذه الشبكة الهائلة من الصدوع العملاقة أو الأودية الخسيفة التي تمزق الغلاف الصخري للأرض بعمق يتراوح بين‏150,65‏ كيلو مترا‏,‏ وتمتد لعشرات الآلاف من الكيلومترات لتحيط بالأرض إحاطة كاملة في كل الاتجاهات تتصل ببعضها البعض وكأنها صدع واحد‏.‏ وسبحان الذي اقسم بالأرض ذات الصدع من قبل ألف واربعمائة سنة تفخيما لظاهرة من اروع ظواهر الارض واكثرها ابهارا للعلماء‏,‏ واشدها لزوما لجعل الأرض كوكبا صالحا للحياة وللعمران‏,‏ لأنه بدونها لم يكن ممكنا للأرض ان تكون صالحة لذلك‏,‏ فعبر هذه الصدوع العملاقة خرج كل من الغلافين المائي والغازي للأرض‏,‏ ولايزالان يتجددان وعبر النشاط الملازم لها تحركت الواح الغلاف الصخري الأولي للأرض فتكونت القارات والسلاسل الجبلية‏,‏ والجزر البركانية‏,‏ وتجددت قيعان المحيطات‏,‏ وتزحزحت القارات‏,‏ وتبادلت اليابسة والمحيطات وثارت البراكين لتخرج قدرا من الحرارة الأرضية الحبيسة في داخل الأرض‏,‏ والتي كان من الممكن ان تفجرها لو لم تتكون تلك الصدوع العملاقة‏,‏ وخرجت كميات هائلة من المعادن والصخور ذات القيمة الاقتصادية مع هذه الثورات البركانية‏,‏ ونشطت ديناميكية الأرض‏,‏ وثبتت ألواح غلافها الصخري بالجبال‏.‏


                وهنا نري في صدوع الأرض ابعادا ثلاثة‏:‏ بعدا لا يتعدي بضعة ملليمترات او بضعة سنتيمترات في انصداع التربة عن النبات‏,‏ وبعدا آخر في صدوع اليابسة التي تمتد الحركات الأرضية عبر مستوياتها من عشرات السنتيمترات الي مئات الأمتار‏,‏ وبعدا ثالثا في الصدوع العملاقة التي تنتشر اساسا في قيعان المحيطات‏.‏ كما توجد في بعض اجزاء اليابسة علي هيئة اغوار سحيقة تتراوح اعماقها بين‏65‏ كيلو مترا‏,‏ و‏150‏ كيلو مترا‏,‏ وتمتد لعشرات الآلاف من الكيلومترات لتحيط بالأرض إحاطة كاملة علي هيئة صدع واحد‏,‏ ونري اهمية كل بعد من هذه الأبعاد في تهيئة الأرض للعمران‏.‏ ومن هنا كان القسم القرآني بالأرض ذات الصدع من قبل ألف وأربعمائة سنة‏,‏ والعلم الكوني لم يصل الي كشف تلك الحقيقة إلا في اواخر الستينات واوائل السبعينات من القرن العشرين‏,‏ ولم يكن لأحد في زمن الوحي‏,‏ ولا لقرون متطاولة من بعده إلمام بتلك الحقيقة الأرضية‏,‏ او ادراك لشيء من جوانبها‏,‏ ولا يمكن لعاقل ان يتصور مصدرا لها قبل ألف وأربعمائة من السنين غير الله الخالق‏.‏


                وهذا السبق القرآني بالإشارة الي تلك الحقيقة الأرضية والي غيرها من الحقائق الكونية هو ما يؤكد ان القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ وأن هذا النبي الخاتم‏,‏ والرسول الخاتم‏,‏ الذي أوحي اليه القرآن‏,‏ كان دوما موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض فصلي الله وسلم وبارك عليه‏,‏ وعلي آله وصحبه أجمعين وعلي كل من تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين‏,‏ اللهم آمين آمين آمين‏.

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  الاخوة والاخوات الافاضل
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  بارك الله لكم جميعا.......موضوع رائع ماشاء الله

                  هذه بعض روابط لمصادر علمية تتحدث عن طبقات الغلاف الارضي الغازي و فوائده

                  http://www.windows2universe.org/eart...ity_print.html

                  http://www.schools.utah.gov/CURR/sci...ber/atmosp.htm


                  احببت ايضا ان أوضح انني لم اجد ذكر للنسبة المؤية 47 التي تمتصها صخور الارض من الحرارة.......فهلا تفضل احد الاخوة الافاضل بوضع رابط لمصدر يؤكد او ينفي هذه النسبة؟؟

                  بارك الله لكم
                  مــالــيــزيــا
                  سِـحْـرُ الـشَّـرْقِ


                  من مواضيعي

                  تعليق

                  مواضيع ذات صلة

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة Islam soldier, 12 أكت, 2023, 07:10 م
                  ردود 3
                  64 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة Islam soldier
                  بواسطة Islam soldier
                   
                  ابتدأ بواسطة Islam soldier, 10 أغس, 2023, 04:28 ص
                  رد 1
                  81 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة Islam soldier
                  بواسطة Islam soldier
                   
                  ابتدأ بواسطة لخديم, 4 مار, 2023, 05:02 م
                  ردود 0
                  32 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة لخديم
                  بواسطة لخديم
                   
                  ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 3 أكت, 2022, 01:26 ص
                  ردود 0
                  84 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                  بواسطة *اسلامي عزي*
                   
                  ابتدأ بواسطة د. أحمد نصر الدين, 23 مار, 2022, 12:53 م
                  ردود 0
                  1,565 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة د. أحمد نصر الدين  
                  يعمل...
                  X