لماذا لم يُذكر يوسف النجار في القرآن ؟

[القبطان المسلم]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى .. وبعد

تعرضنا في أحد الموضوعات إلى عدم وجود شخصية اسمها يوسف النجار، واستدللنا على قولنا هذا بالمصادر المسيحية المتمثلة في: الأناجيل القانوينة، والأناجيل الأبوكريفية، وأقوال آباء الكنيسة، وأقوال علماء من العصر الحديث. ولم نذكر في البراهين هناك آية قرآنية واحدة! بل كانت المصادر مسيحية 100 % ولم أرِد هناك أن أستدل أيضاً بنصوص التلمود والكتابات اليهودية الأخرى مثل سفر (توليدوت يشو) أي (ميلاد يسوع)، بالرغم من كون هذه الاقتباسات تبرهن على عدم وجود يوسف النجار المزعوم! ولكننا آثرنا ترك هذا المصدر الخبيث.

وقد تساءل أكثر من عضو فاضل في الموضوع المشار إليه بأن عدم ذكر يوسف النجار في القرآن لا يعني عدم وجوده، طالما أن هناك أشخاصاً تاريخيين لم يذكرهم القرآن أيضاً! فهل يمكن أن نستدل على وجود مثل هذه الشخصية من قصص القرآن الكريم؟

وللإجابة على هذا السؤال .. رأيت أن أفتح هذا الموضوع بشكل منفصل عن سابقه حتى يكون هذا الموضوع خالصاً للتأمل في ألفاظ الكتاب العزيز.

اللهم انفعنا بما علّمتنا .. وعلّمنا ما ينفعنا ..
ونبدأ بإذنه وتوفيقه تعالى

[في حب الله]

متابعة بإذن الله تعالى

جزاكم الله كل الخير

[ابو تسنيم]

[gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا آذان صاغية لك اخي الحبيب
هات ما عندك فانا احب تحليلاتك
فبارك الله فيك وجزاك الله كل خير
[/gdwl]

[_الساجد_]

قبعة مرفوعة للقبطان المسلم ...
ومرحبا بتوافق العقل والنقل

[القبطان المسلم]

كيف مهّدت سورة آل عمران لقصة المسيح عليه السلام

يقول ربنا جل شأنه:

إنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)

هناك قولان في المقصود من اسم (عمران):
1- أنه والد موسى وهارون عليهما السلام.
2- أنه والد مريم عليها السلام.

يقول الفخر الرازي بعد استعراض هذين القولين: "واعلم أن هذه الوجوه ليست دلائل قوية، بل هي أمور ظنية، وأصل الاحتمال قائم". فقد اتبع الأسلم وهو التوقف.

وقطع ابن كثير بأنه والد مريم فقال: "والمراد بعمران هذا هو والد مريم بنت عمران".

وأما القرطبي فلم يقطع، وعلّق بعد إيراد هذين القولين بقوله: "وخصّ هؤلاء بالذكر من بين الأنبياء لأن الأنبياء والرسل بقضّهم وقضيضهم من نسلهم".

وكما نرى فكلا الاحتمالين جائز في ضوء القرآن: فقد ورد (عمران) للإشارة إلى والد موسى، كما ورد (عمران) للإشارة إلى والد مريم. ومعلوم ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلّم: "أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم".

على أنني أرجح أن يكون (عمران) المقصود هو والد موسى عليه السلام للأسباب الآتية:

1- أن دلالة كلمة (آل) مع والد موسى أوسع، لأن من نسله جاء موسى وهارون عليهما السلام. وكان موسى صاحب الشريعة وكان في هارون ونسله رياسة الدين وإقامة الشعائر، وهم الكهنة الهارونيون. وآل موسى وآل هارون داخلون في الاصطفاء الإلهي لقوله تعالى: "آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ" (البقرة 248).

2- سيدنا زكريا وابنه يحيى من آل هارون الذين هم من آل عمران.

3- السيدة مريم وابنها المسيح عليهما السلام هما أيضاً من آل هارون الذين هم من آل عمران.

أما آدم ونوح وإبراهيم عليهم السلام فقصّ الله قصصهم في أكثر من موضع، وأما عمران فقصّ الله ما كان من أمر موسى وهارون في مواطن كثيرة من القرآن الكريم، وأما هنا فقصّ ما كان من أمر زكريا ويحيى ومريم والمسيح عليهم صلوات ربي وتسليماته أجمعين.

والله أعلى وأعلم

يتبع إن شاء الله

[القبطان المسلم]

الأخوة الأفاضل

في حب الله
أبو تسنيم
الساجد

بارك الله فيكم ونسألكم الدعاء الخالص بظهر الغيب

[القبطان المسلم]

قصة امرأة عمران والدة السيدة مريم

إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)

ويؤخذ من قوله تعالى هنا عدة أمور:
1- قوله (امرأة عمران) مع قوله في التحريم (مريم ابنة عمران) يدلّ على أن والد السيدة مريم اسمه (عمران) على اسم والد سيدنا موسى. وهذا هو صريح القرآن، بخلاف ما ذهب إليه د. أحمد حجازي السقا من أن (امرأة عمران) هنا لا تعني زوجته بل من نسله!

فالقرآن يفسّر بعضه بعضاً، وذلك إذا ما قابلت بين قوله (امرأة عمران) وقوله (امرأة نوح) و (امرأة لوط). والله أعلم.

2- امرأة عمران نذرت ما في بطنها لله، ومعنى (محرراً) أي خالصاً متفرغاً للعبادة ولخدمة بيت المقدس.


فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)

1- كانت امرأة عمران تريد أن تلد ابناً ذكراً، فإذا بها تلد أنثى! ولكن لا يجوز الرجوع في النذر.

2- قوله تعالى (وإني سميتها) يؤخذ منه عدم وجود زوجها زمن الولادة، لأنه لو كان موجوداً لسمّاها هو، والله أعلم.

3- (مريم) المرأة الوحيدة التي شرّفها الله بأن ذكر اسمها الصريح في القرآن!

4- في قوله تعالى (وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) ورد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يولد إلا مسّه الشيطان حين يولد، فيستهلّ صارخاً من مسّه إياه، إلا مريم وابنها".

5- وهنا انتهى الحديث عن امرأة عمران والدة مريم عليها السلام، ولم يرد لها ذكر في القرآن غير هذا الموضع.

من هي امرأة عمران ؟

اعتاد مفسرونا غفر الله لهم على إيراد تفاصيل للقصص القرآن مما هو مسكوت عنه، وهي التفاصيل التي تعود إلى رواية صحابي أو تابعي أو غيرهما، كابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه ومحمد بن إسحاق وغيرهم.

وهذه التفاصيل لا مجال لمعرفتها إلا عن طريق أهل الكتاب، لأنه لم يرد بها خبر عن معصوم! ويزداد الوضع تعقيداً حينما يذكر المفسّر هذه التفاصيل على أنها حقائق مسلم بها!! وخير مثال على هذا الأمر هو قصة مريم عليها السلام بتفاصيلها التي سنمر عليها بإذن الله.

يقول الفخر الرازي في تفسيره: "وامرأة عمران: حنة بنت فاقوذ" هكذا دون أن يذكر مصدر هذه المعلومة.

ويقول الطبري في تفسيره: "وأما امرأة عمران فهي أم مريم ابنة عمران أم عيسى ابن مريم صلوات الله عليه, وكان اسمها فيما ذكر لنا حنة ابنة فاقوذ بن قتيل . كذلك : 5394 - حدثنا به محمد بن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق في نسبه. وقال غير ابن حميد: ابنة فاقود - بالدال - ابن قتيل . فأما زوجها فإنه عمران بن ياشهم بن آمون بن منشا بن حزقيا بن أحريق بن يويم بن عزاريا بن أمصيا بن ياوش بن احريهو بن يازم بن يهفاشاط بن اشابرابان بن رحبعم بن سليمان بن داود بن إيشا، كذلك: 5395 - حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق في نسبه".

فاتضح أن أصل هذه الأسماء وهذا النسب منقول عن ابن إسحاق.

ويقول ابن كثير في تفسيره: "امرأة عمران هي أم مريم عليها السلام، وهي حنة بنت فاقوذ. قال محمد بن إسحاق: وكانت امرأة لا تحمل، فرأت طائراً يزقّ فرخه، فاشتهت الولد. فدعت الله عز وجل أن يهبها ولداً، فاستجاب الله دعاءها. فواقعها زوجها، فحملت منه".

فذكر اسمها على سبيل التقرير، ثم أورد هذه القصة عن ابن إسحاق.

ويقول القرطبي في تفسيره: "وهي حنة، بالحاء المهملة والنون، بنت فاقود بن قنبل أم مريم جدة عيسى عليه السلام".

هكذا أيضاً على سبيل التقرير دون ذكر المصدر، كما أن (قتيل) تظهر هنا (قنبل) بتصحيف التنقيط!

فاتضح أن محمد بن إسحاق هو الذي أدخل هذه القصة في الرويات الإسلامية، ومن المعلوم لأهل التراجم أن ابن إسحاق كان ينقل عن أهل الكتاب (*) كما اعترف هو بنفسه أيضاً (*) ولا ننسى أنه هو أول مَن نقل بشارة البرقليطس!

وأصل القصة التي نقلها ابن إسحاق مأخوذة من إنجيل يعقوب كما رأينا، فهي التي سمّت أم مريم (حنة) وذكرت قصة الشجرة والطير.

إذن .. اسم (حنة) عرفه المفسرون وكتاب السير من ابن إسحاق الذي نقله عن أحد النصارى الذي نقله عن إنجيل يعقوب، ولكن .. من أين أتى بـ (فاقوذ) و (قتيل) أو (قنبل) على اختلاف التنقيط في أصول المخطوطات؟!

لقد حصل دمج بين شخصية (حنة) أم مريم المذكورة في إنجيل يعقوب، وبين شخصية (حنة) المذكورة في إنجيل لوقا التي هي (حنة ابنة فنوئيل) (2: 36)!

فالظاهر أن النصراني الذي نقل عنه ابن إسحاق كتب له (فنوئيل) واشتبه على ابن إسحاق فظنه كلمتين: فنو ئيل. فحرّف المقطع الأول إلى (فاقوذ)، والثاني إلى (قتيل)!! ولعل أوضح مثال على مثل هذه التحريفات هو النسب الذي نقله لعمران والد مريم بعاليه!

النتيجة: بداية النقل عن النصارى في قصة المسيح بدأت بقصة امرأة عمران، حيث نقل المفسرون أقوال ابن إسحاق على علاتها دون تمحيص، ثم صارت لديهم كالمسلمات والحقائق! وهذا سيفسر لنا لماذا ذكروا يوسف النجار في تفاسيرهم بالرغم من عدم وجوده في القصة القرآنية!

يتبع إن شاء الله

[_الساجد_]

يتبع إن شاء الله

سمع هس .. تحية إعزاز لسيادة القبطان المسلم الله يكرمه بالجنة ..

[aheed_rashad]

رائعة . . . رائعة . . . رائعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

[align=right]أخى الفاضل / القبطان المسلم[/CENTER] تحية إعزاز لهذا الموضوع الرائع تستحق أن نرفع لك القبعة ( بما أنك قبطان ) و دعواتنا أن يجعل الله هذا البحث فى ميزان حسناتك . لى عتاب بسيط يا سيادة القبطان . . . ما ينفعش تعلقنا و تسيبنا . . .

أكمل الله يكرمك

[محمد البيروتي]

بارك الله فيك ..
تسجيل متابعة......

[القبطان المسلم]

بارك الله فيكم إخوتي

_الساجد_
أسأل الله أن يتقبل منا وأن يجمعنا في مستقر رحمته وأشكر لك ذوقك

aheed_rashad
رفع الله قدرك أخي الكريم وأعانني وإياك على طاعته

محمد البيروتي
جزاك الله خيراً

[القبطان المسلم]

تنشئة السيدة مريم عليها السلام

فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)

1- جاء قوله تعالى (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا) استجابة لقول امرأة عمران قبل أن تلد مريم (فَتَقَبَّلْ مِنِّي).
2- وصف الله هذا التقبل بقوله تعالى (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ).
3- وصف الله نشأتها بقوله تعالى (وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا). فجمع الله التقبّل الحسن والإنبات الحسن لسيدتنا مريم سيدة نساء العالمين.
4- ثم يقول ربنا جل شأنه (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا) أي جعل سيدنا زكريا هو كفيلها. ويؤخذ من هذا أمور:

* أن والد مريم كان قد مات، وهذا ما استنبطناه أيضاً من قوله تعالى (وإني سميتها).
* أنه لم يكن لمريم عصَبة لا أخ ولا عمّ، وإلا لكان أولى بكفالتها دون غيره.
* أن زكريا هو الذي صار كافلها ووليّ أمرها.

ولكن .. كيف كفلها زكريا ؟

وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)

على مَن يعود ضمير الجمع (ـهم) في: (لديهم) و (أقلامهم) و (أيهم)؟ يؤخذ أنهم هم رؤساء الدين من الكهنة وأحبار بيت المقدس الذين كان زكريا عليه السلام واحداً منهم.

وهنا نقطتان على غاية من الأهمية توضحان للمسلم خطأ تفاصيل إنجيل يعقوب:
1- أن الذي كفل مريم ليس يوسف النجار المزعوم كما ذكر إنجيل يعقوب، ولكنه هو سيدنا زكريا نفسه.
2- أن الاقتراع على كفالة مريم تم في صغرها وليس بعد بلوغها الثانية عشرة!

أين كانت تقيـم مريم ؟

بعد وقوع القرعة على سيدنا زكريا، أخذها من بيت أهلها وانتقلت لتعيش في كنفه في غرفة منعزلة شرقي المسجد. يقول ربنا في سورة مريم:

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)

و (انتبذت) أي اعتزلت وانفردت، و (مكاناً شرقياً) أي شرقيّ بيت المقدس.

ثم عقّب جلّ شأنه بقوله:

فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا

أي استترت عنهم في غرفة خاصة تتعبّد فيها.

يقول ربنا: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّاالْمِحْرَابَ) والمحراب كما في لسان العرب هو أكرم موضع في البيت وهو أيضاً الغرفة، وأكرم موضع في المسجد، ومنه قوله تعالى (وهل أَتاكَ نبَأُ الخَصْمِ إِذْ تَسَوَّروا المِحْراب).

إذن فقد كانت مريم تعيش في غرفة خاصة تتعبّد فيها لله عز وجل، منقطعة عن العالم الخارجي. وهذا كان سبب اندهاش زكريا .. لأنه (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً)! فهو كفيلها ولا أحد يدخل عليها غيره، فمن أين جاءها هذا الرزق؟ إنه مسبب الأسباب سبحانه وتعالى.

ولما رأى زكريا هذه المعجزة الربانية، دعا مسبب الأسباب أن يرزقه الولد من زوجته العاقر، فاستجاب الله له، وأنجب يحيى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

هذا ما جناه ابن إسحاق على سيدتنا مريم !!

لا يمكننا أن ننهي الحديث في هذه النقطة قبل أن نوضح ما جناه ابن إسحاق على قصة مريم عليها السلام! فقد رأينا دوره في النقل عن النصارى من إنجيل يعقوب، وكيف أخذ المفسرون حكاياته ووضعوها جنباً إلى جنب مع القصة القرآنية!! ولابن إسحاق دور في تطعيم القصة المسيحية الأبوكريفية بصبغة إسلامية وإضافة ما أضافه القرآن، حتى ولو تعارض المصدران!!

يقول الطبري في تفسير قوله تعالى (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً):

" 5456 - حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, قال: ثني محمد بن إسحاق, قال: كفلها بعد هلاك أمها, فضمها إلى خالتها أم يحيى. حتى إذا بلغت, أدخلوها الكنيسة لنذر أمها الذي نذرت فيها, فجعلت تنبت وتزيد. قال: ثم أصابت بني إسرائيل أزمة, وهي على ذلك من حالها حتى ضعف زكريا عن حملها, فخرج على بني إسرائيل, فقال: يا بني إسرائيل أتعلمون, والله لقد ضعفتُ عن حمل ابنة عمران! فقالوا: ونحن لقد جهدنا وأصابنا من هذه السنة ما أصابكم. فتدافعوها بينهم, وهم لا يرون لهم من حملها بداً. حتى تقارعوا بالأقلام, فخرج السهم بحملها على رجل من بني إسرائيل نجار يقال له جريج, قال: فعرفت مريم في وجهه شدة مؤنة ذلك عليه, فكانت تقول له: يا جريج أحسن بالله الظن, فإن الله سيرزقنا! فجعل جريج يرزق بمكانها, فيأتيها كل يوم من كسبه بما يصلحها, فإذا أدخله عليها وهي في الكنيسة أنماه الله وكثره, فيدخل عليها زكريا فيرى عندها فضلا من الرزق وليس بقدر ما يأتيها به جريج, فيقول: يا مريم أنى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله, إن الله يرزق من يشاء بغير حساب"

فلا حول ولا قوة إلا بالله !

النتيجة: مات عمران وزوجته، فتكفّل زكريا بمريم وأخذها فأسكنها في غرفة منعزلة شرقي بيت المقدس، وظلّت محتجبة عن الناس ويبعث الله لها رزقها. طوال هذه الفترة لم تعرف رجلاً، ولم يدخل عليها إلا زكريا.

متى جاءها جبريل؟ وكيف؟ وما صفة ميلاد المسيح عليه السلام؟ هذا ما سنتناوله في المداخلة التالية إن أحيانا الله.

اللهم اغفر لنا زلاتنا وقِل عثراتنا
و .. يتبع إن شاء الله

[aheed_rashad]

* أنه لم يكن لمريم عصَبة لا أخ ولا عمّ، وإلا لكان أولى بكفالتها دون غيره.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

[align=right]الاخ الفاضل / القبطان المسلم[/CENTER] [align=right]تحية إعزاز لك بارك الله فيك .[/CENTER] لى سؤال بسيط أرجو أن تتعرض له عند هذه النقطة من البحث وهو لماذا خاطبها القرآن بأخت هارون ؟

ولك خالص التحية و التقدير

[القبطان المسلم]

لى سؤال بسيط أرجو أن تتعرض له عند هذه النقطة من البحث وهو لماذا خاطبها القرآن بأخت هارون ؟

أخي الكريم / aheed_rashad
أعزك الله وجزاك كل خير.

بالنسبة لسؤالك الرائع فجوابه عند حديثنا عن إتيان مريم قومها بعد حمل المسيح إن شاء الله

وأسأل الله أن يجري الحق على ألسنتنا

[elbamby709]

إلى القبطان المسلم من سيادتك لكي ترجح أن عمران المذكور في آيات سورة آل عمران هو عمران و الد سيدنا مو سى و سيدنا هارون هل سيادتك عالم معتمد أو أزهري حاصل على العالمية أم ماذا أرجو أن ننتبه لمثل هذه الأقوال رأيك لنفسك و لا تعلنه حتى تأتي بدليل قوي جداً من أحد المشايخ المشهور عنهم الصدق و الورع أما رأيك لا يعتد به و رأي أنا و رأي أكبر شخص في هذا المنتدى .
وشكراً