أنتم تؤمنون ب " شبه لهم " فهل يجب على الناس قبل الإسلام الاعتقاد بالصلب أم بعدمه؟؟؟؟؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

fares_273 مسلم اكتشف المزيد حول fares_273
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنتم تؤمنون ب " شبه لهم " فهل يجب على الناس قبل الإسلام الاعتقاد بالصلب أم بعدمه؟؟؟؟؟

    السلام عليكم :



    وأما قوله كيف كان الفرض قبل ورود النص ببطلان صلبه , الإقرار بصلبه أم الإنكار له , فهذه قسمة فاسدة شغبية قد حذر منها الأوائل كثيرا ونبه عليها أهل المعرفة بحدود الكلام

    وذلك أنهم أوجبوا فرضا ثم قسموه على قسمين إما فرض بإنكار وإما فرض بإقرار , وأضربوا عن القسم الصحيح فلم يذكروه وهذا لا يرضي به لنفسه إلا جاهل أو سخيف مغالط غابن لنفسه غاش لمن اغتر به

    وإنما الحقيقة هاهنا أن يقول , هل يلزم الناس قبل ورود القرآن " فرض بالإقرار بصلب المسيح أو بإنكار صلبه " أو "لم يلزمهم فرض بشيء من ذلك " , فهذه هي القسمة الصحيحة والسؤال الصحيح

    وحق الجواب أنه لم يلزم الناس قط قبل ورود القرآن فرض بشيء من ذلك لا بإقرار ولا بإنكار وإنما كان خبرا لا يقطع العذر ولا يوجب العلم الضروري , ممكن صدق قائله , فقد قتل أنبياء كثير , وممكن أن يكون ناقله كذب في ذلك


    و هو بمنزلة شيء مغيب في دار فيقال لهذا المعرض بهذا السؤال الفاسد , ما الفرض على الناس فيما في هذه الدار , الإقرار بأن فيها رجلا أم الإنكار ؟؟؟؟!!!!!


    لذلك فهذا كله لا يلزم منه شيء


    ولم ينزل الله عز وجل كتابا قبل القرآن يفرض اقرارا بصلب المسيح صلى الله عليه وسلم ولا بإنكاره , وإنما ألزم الفرض بعد نزول القرآن بتكذيب الخبر بصلبه


    ( الفصل فى الملل1-57)



    ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    لابد هنا من التنبيه أن مسيحيي اليوم يحاولون -عن قصد أو جهل- تثبيت قصة أن صلب المسيح عليه السلام كانت أمراً متفقاً عليه قبل الإسلام. وهي معلومة خاطئة تماماً. ففرق المسيحيين كانت تعد بالمئات -وما تزال- وكان أكثر من نصفهم على أن عيسى لم يصلب. وتمت محاولات إبادة شاملة لهذه الفرق من قساوسة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وهي فرق ما تزال موجودة إلى اليوم بأعداد غير قليلة.

    والله أعلى وأعلم.
    لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم


    Truth Knights' Forum - Comparative Religions in English

    مُنتدى الرّامي المُسلِم

    شاهد الآن - المسيحية للمسيحيين!

    قسم الرد على القص واللصق! - إستحالة تحريف الكتاب المقدس

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم :

      حياكم الله أخى الأمير الأحمر

      جزاكم الله خيرا على تعليقكم

      و على العموم , مجمل الفكره أن مسألة صلب المسيح قبل الاسلام مجرد حدث تاريخى اثباته بجهل أو نفيه لا يضر و لا ينفع , كما لو قلنا جدلا أن سيدنا موسى أو سيدنا ابراهيم مات مقتولا - على فرض عدم ورود دليل يحدد كيفية موتهما - فهذا لا يفيد و لا يضر , فهو مجرد أمر تاريخى يندرج تحت قول من يقول " علم لا ينفع و جهل لا يضر " .


      المشكله عند النصارى أنهم انساقوا وراء أناس جاءوا بعد المسيح عليه السلام , و ربطوا بين حدث تاريخى لا قيمة له من ناحية العقيده ( و هو صلب المسيح ) و بين العقائد الوثنيه التى انتشرت فى العالم القديم التى تنادى بمخلص للبشر , و بالتالى بعدما كان صلب المسيح مجرد أمر تاريخى , صيروه أمرا عقائديا , اذ ربطوا بينه و بين ما يسمى بعقيدة الفداء و تخليص البشر من خطاياهم , و بالتالى تحول صلب المسيح (الذى قالوا أنه قد حدث ) من حدث تاريخى محض الى حجر أساس لعقيدة الفداء التى ظهرت بعد المسيح ( من المعلوم و المسلم به أن كتب العهد الجديد و ما تحتويه من أفكار ظهرت بعد المسيح , و لا يمكن لأى باحث منصف أن يعزو أفكار هذه الكتب الى المسيح أو أن يثبت حتى نسبتها الى تلاميذ المسيح ) .


      و بالتالى , على المسيحيين ألا يلوموا سوى أنفسهم لأنهم ساروا وراء عقائد أنتجت بعد المسيح , و ليس وراء المسيح عليه السلام ( و إن حاولوا جاهدين أن يثبتوا نسبة كتب العهد الجديد للمسيح و تلاميذه , فهذا لن ينفعهم , و لا يقتنع به الا امرؤ قد سفه نفسه ).

      حياكم الله أخى الأمير الأحمر .



      ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

      تعليق


      • #4
        و أزيد أيضا ما يلى عن قضية " صلب المسيح " :




        وههنا أمور الأول انه يقال للنصارى : ما ادعيتموه من قتل المسيح وصلبه أتنقلونه تواترا او آحادا


        فان زعموا أنه آحادهم تتم بذلك حجة ولم يثبت العلم إذ الآحاد لم يؤمن عليهم السهو والغفلة والتواطؤ على الكذب وإذا كان الآحاد يعرض لهم ذلك فكيف يحتج بقولهم في القطعيات !


        وإن عزوا ذلك إلى التواتر قلنا لهم : أحد شروط التواتر استواء الطرفين فيه والواسطة بأن يكون الاخبار في كل طبقة ممن لا يمكن مواطأته على الكذب فان زعمتم أن خبر قتل المسيح كذلك أكذبتم نصوص الانجيل الذي بايديكم إذ قال نقلته الذين دونوه لكم وعليه معولكم : إن المأخوذ للقتل كان في شرذمة قليلة من تلامذته فلما قبض عليه هربوا باسرهم ولم يتبعه سوى بطرس من بعيد فلما دخل الدار حيث اجتمعوا نظرت جارية منهم اليه فعرفته فقالت : هذا كان مع يسوع فحلف أنه لا يعرف يسوع ولا يقول بقوله وخادعهم حتى تركوه وذهب ولم يكد يذهب وأن شابا آخر تبعه وعليه إزار فتعلقوا به فترك إزاره بايديهم وذهب عريانا


        فهؤلاء اصحابه وأتباعه لم يحضر أحد منهم بشهادة الإنجيل وأما أعداؤه اليهود الذين تزعمون أنهم حضروا الأمر فلا نسلم أنهم بلغوا عدد التواتر بل كانوا آحادا وهم أعداء يمكن تواطؤهم على الكذب على عدوهم إيهاما منهم أنهم ظفروا به وبلغوا منه أمانيهم فانخرم شرط التواتر


        ويؤيد هذا أن رؤساء الكهنة فيما زعمتم رشوا الحرس فلا يبعد أن تكون هذه العصابة من اليهود صلبوا شخصا من أصحاب يسوع وأوهموا الناس أنه المسيح لتتم لهم اغراضهم


        (
        روح المعانى 3- 180 )


        ___________________________________


        و على أية حال قد بينا فى المشاركه الرئيسيه أن اثبات هذا الأمر أو نفيه أمر لا يضر و لا ينفع قبل ورود الدليل فى الاسلام على عدم وقوع الصلب , و أن مشكلة النصارى تكمن فى أنهم ( بعد المسيح ) أسسوا عقيدة الفداء على هذا الحدث التاريخى غير المقطوع بصحته .


        و ليس هذا هو الأمر التاريخى العقائدى الوحيد الذى يختلف فيه المسلمون و النصارى و اليهود , فاليهود و النصارى ينسبون للأنبياء الزنا و الفواحش , و المسلمون ينزهون الأنبياء عن ذلك .

        و هنا أيضا نجد أن الكتب التى تنسب هذه الأمور للأنبياء مجهول من كتبها , كما أن الكتب التى نقلت صلب المسيح مجهول من كتبها ....و العجب كل العجب أن يلوم النصارى و اليهود الذى يأخذون الأخبار من المجاهيل على المسلمين الذى لا يثبتون أمرا الا بالدليل القاطع .

        و كم من قول راج فى التاريخ ثم ظهر بطلانه أو لم يظهر , فالمؤرخ شبيه بجهاز التسجيل , يكتب ما يتناقله الناس على ألسنتهم سواء كان صحيحا أو خطأ , و كثيرا ما تتدخل أهواؤه الشخصيه و ميوله فيما يسجله من أحداث , فينصر القول الضعيف و يبطل القول الصحيح .

        على العموم , كنت قد كتبت هذا الموضوع للإجابة على سؤال واحد هو " هل يلزم الناس قبل الإسلام الأيمان بوقوع الصلب أم بعدمه " و لكن النقاط تفرعت , و هناك نقاط أخرى يمكن أن تطرح حول مبحث " شبه لهم " و الشبهات التى تطرح حوله , و ان شاء الله يكون هذا فى موضوع آخر منفصل قد اضم اليه النقاط التى طرحت هنا أيضا باختصار .


        حياكم الله



        ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

        تعليق


        • #5
          السَلام عَليكُم
          بارك الله فيك أخي الكَريم فارِس , في نُقطَة عَدَم وُجود مَدلولات أخبار تُفيد أن المَسِيّح لَم يُصّلَب , فإذا ما سَلمنا جَدَلاً بِصِحَة هَذا الكَلام , و عَِندما أقْول جَدلاً فَهذا لَيس إفتراء , لأن الكُتُب المَسيحيَة في القَرن الأوَل و الثَاني كانَت بِالكَثرَة التي يَصعُب مَعاها تَحديد أخبار المَسيح بِشَكل يَقيني , و لَم تَعرِف الكَنيسَة بَعدها و إلى يومِنا هَذا غَير أربَعَة أناجيل متى , مُرقُس , لُوقا و يُوحَنا يُلحَق بِها عَدَد مِن الرسائِل تُنسَب لِتلاميْذ يَسوع , بَيِد أن النَصيْب الأكْبَر فيها لِشَخص لَم يرى المَسيْح أصلاً إلا مِن خِلال رِوايَة يَشوبَها الغُموض و التَضارُب بَل و ضَعْف إثبات التأصْيّل

          و رَغْم مَحو الكُتُب الكَثيرَة و الإمساك على الأربَعَة السالِفَة , إلا أن هَذه الأربَعَة و التي تَم إختيارَها بَعَد وَضْع عَقيدَة ألوهيَة المِسِيح و صَلبُه على عَهْد بيلاطِس عِوضاً عَن البَشريَة حتى قَبْل وَضع اُسُس الثالوث
          لِلمُفارقَة العَجيبَة لَم تَضَع حَداً فاصِلاً لِلباحِثِين عَن الحَقيقََة و الحَدَث التاريْخي المُجَرَد مِن الشَوائِب في مَسألَة يُبنى عَليها المُعتَقَد المَسيحي بِرُمتُه حالياً

          فَهَذه الكُتُب تَضارَبَت فيها الأحداث في هَذا المَوضوع ذو الأهَميَة القُصوى بِشَكل واسِع جِداً جِداً و لا يَحتَمِل ما يَقولَه المَسيحين بأن الأناجيل تَروي سيرَة يَسوع المَسيْح وِفقاً لِما رأه و شاهَدَهُ الراوي – و بعيداً عَن البَحث حَوَل شَخصيَة هَذا الراوي و خَلفيتُه لأن هَذا مَوضوعاً كَبيراً جِدا و مُنفَصِلاًً يَحتاج إلى البَحث فيه بَعيداً عَن مَوضوع صَلب المَسيح – و هَذا الكَلام يُمكِن قَبولَُه إذا كانت الروايات تُكمِل بَعْضُها بَعْضاً , إلا أن الواقِع يَقول بأن هَذه الروايات تَحوي تَضارباً كَبيراً , مما يِجعَل الدَفْع بِالتكامُل ضَعيفاً و غَيْر مُستَساغ سيما و أن هَذا التَضارُب وَقَع في أحداث مُهِمَة جِداً في عَمَليَة الصَلب بِرُمتُها إبتِداءاً مِن القَبض عَليه مُروراً بِمُحاكَمَتُه و إنتهاءاً بِصَلبُه يُستَتْبَع على أساسِها سُقوط هَذه الروايَة و عَدَم إعتبارِها حَقيقَة و ما أقصِدَه بالأحداث المُهِمَة هي تِلكَ الأحداث الرَئيسيَة مِثل رَفضُه و خَوفَه مِن الصَلب على إعتبارِها ميْتَه تَتَسِم بِالقَسوَة و لا تَقَع إلا على مُجرِم بِالفعل مُستَحِقاً لِلَعن و مَكان القَبض عَلَيه و مَصير الذي غَدَر بِه

          1- خَوفَه مِن الصَلب و دُعاءه لله بإنقاذُه :
          يَقول الأصدقاء المَسيحيون أن المَسيح صُلِب كإلَه مُتَجَسِد بإرادَتُه المُنفَرِدة و أنه قال أنه سَيُصلَب , في نَفْس الوَقْت ناقَض الإنجيل الذي حُكيَ فيه القِصَة هَذا الكَلام و حَكى عَن شَخص خاف جِداً مِن الصَلْب و دعا الرَحمَن بإنقاذُه

          "ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت." مَتى الإصحاح 26 الفَقرَة 39

          "ثم تقدم قليلا وخرّ على الارض وكان يصلّي لكي تعبر عنه الساعة ان امكن.وقال يا ابا الآب كل شيء مستطاع لك.فاجز عني هذه الكاس.ولكن ليكن لا ما اريد انا بل ما تريد انت." مُرقُس الإصحاح 14 الفَقرَة 35

          "وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلّى قائلا يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس.ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك.وظهر له ملاك من السماءيقويه.واذ كان في جهاد كان يصلّي باشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض" لُوقا الإصحاح 22 الفَقرَة 41

          و ما يُعَضِض قَولَنا هو لَيس الخَوف و الدُعاء فَقط بَل مُحاوَلَة الأخْذ بِالأسباب و الدِفاع عَن نَفسه بِالحَث على التَسَلُح

          "فقال لهم لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك.ومن ليس له فليبع ثوبه ويشترسيفا" لوقا الإصحاح 22 الفَقرَة 36

          فَهو كَشَخْص عَرِف – و هَذا لا يَحتاج إلى نبوءَة – أن اليَهود وَشوا بِه عِند السُلطَة التَنفيذيَة و بالتالي تَصنيف الأخيرَة لَه بأنه مُشاغِب أو مُتَمَرِد و في نَفْس الوَقت إنصياع هَذه السُلطَة إلى رأي اليَهود " إختياراً" على إعتِبار أن يَسوع مِنهُم , فَمِن غَيْر المَصلَحَة تَهيْج جُزء مِن الشَعْب لأجل واحِداً مِنهُم , فمشاغِل الحُكام دائِماً أكْبَر مِن تِلكُم الأمْور

          و بِالتالي حاوَل الدِفاع عَن نَفِسه إلا أنه تَراجَع عَن المُحاولَة بَعدما رأى جَمعاً مُسَلحاً لَن يَقوى عَليه مَجموعَة مُعظَمها مِن الصياديْن قَليلي الخِبرَة في فُنون القِتال و الحَرْب

          و ما يُزيد هَذا التَعضيْض هو دِفاعُه عَن نَفسه عِندما إتهمه اليَهود بأنه يُجَدِف
          "اجابه يسوع انا كلمت العالم علانية.انا علّمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما.وفي الخفاء لم اتكلم بشيء.لماذا تسألني انا.اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم.هوذا هؤلاءيعرفون ماذا قلت انا.ولما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا قائلا أهكذا تجاوب رئيس الكهنة.اجابه يسوع ان كنت قد تكلمت رديّا فاشهد على الردي وان حسنا فلماذا تضربني" يوحنا الإصحاح 18 الفَقرَة 20

          شَخص يُبَرِر مَوقِفَه بِقوَة - و لَم يُدِر خَده الأخَر لِيَضرِبَه عَليه - و شُموخ و ماذا قال لَهُم علانيَة هَل قال أنا الله مُتجسِداً أو أنا الإلَه الذي حَمَل خَطيئَة آدَم و أتيت لِلكَقيْر عَنها ؟ أبداً ما قالَه عَلانيَة عِندما حاوَل اليَهود رَجمه في وَقتٍ سابِق لإتهامُه

          "فالذي قدسه الآب وارسله الى العالم أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله" يوحنا الإصحاح 10 الفَقرَة 36

          و مِما سَلَف يَتضِح جِداً لأولي الألباب أن المَرويّ عَنه لا يَعِرف شَيئاً عَن صَلبِه المُحَتَم و لَم يَكُن فِداءه بِالإرادَة المُنفَرِدة بَل إذا ما أردنا تَصنيفَه فَيَقَع تَحت دائِرَة الإغتيال مَع سَبْق الإصرار و التَرَصُد سيما و أن المَصلوب عاتَب خالِقَه و هو على الصَليْب قائِلاً

          "وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ألوي ألوي لما شبقتني.الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني" مُرقُس الإصحاح 15 الفَقرَة 34

          و هَذا في حَد ذاتِه يُناقِض ما قال بِه رواة أخريْن عَن أخِر كَلِمَاتُه عَلى الصَليْب مِثل رِوايَة كاتِب لوقا في الإصحاح 23 الفَقرَة 46

          "ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا ابتاه في يديك استودع روحي.ولما قال هذا اسلم الروح"

          و يُناقِض بِدَورَه ما ذَكَرَه كاتِب يوحنا في الإصحاح 19 الفَقرَة 30

          "فلما اخذ يسوع الخل قال قد اكمل.ونكس راسه واسلم الروح"

          فماذا قال في أخِر كَلِماتُه و هو على الصَليب و لا يُحتَمَل أن يَكون كُل كاتِب سَمِع عِبارَة و ذَكرها في إنجيلَه لِشَخص مِن المُفتَرض أن جُل مَن كَتَب كان حاضِراً لَحظَة وفاتُه و كانوا يَقفون جَميعَهُم في نَفس المَكان أمام المَصلوب

          و بِالطَبع هَذا بِخلاف أن قالَه الأوَل و عِتابُه لِرَبُه على تَركُه و الذي يُدَمِر تَماماً نَظريَة عِلمَه المُسبَق بِتَضحيتَه التي إختار هو بِنَفسُه تَنفيذُها إرضاءاً لِذاتُه


          لِهَذا كُلَه فإن الإدعاء بِالإرادَة المُنفَرِدَة للإلَه بِالصَلب على عَهْد بيلاطِس إدعاء باطِل سواء ذُكِر ذَلِك في كُتُب أم لا , لِنُكمِل تَناقُض جَوهَري أخر

          2- التَناقُض في مَكان القَبْض عَليه :
          و هَذا التَناقُض يُعَد مِن التناقُضات الكُبرى تأسيساً على أن إختِلاف الأراء في نُقطَة مَكان إلقاء القَبض عَليه تُجزِم بأن الكَتَبَة لَم يُشاهِدوا عَمليَة الصَلب و قَبلها المُحاكَمَة التي سَبقها هَذا القَبض و قَصوا ما لَم يُشاهِدوا بَل أنهُم على أحسَن تَقدير تَنامَت لَهُم الأخبار بِالسَمْع و بالتالي فَشِهادَتهُم غَيْر مَقبولَة

          " وجاءوا الى ضيعة اسمها جثسيماني فقال لتلاميذه اجلسوا ههنا حتى اصلّي" مُرقُس الإصحاح 14 الفَقرَة 32

          و هَذا مُتَفِقاً مَع الراوي في مَتى و يُناقِض كاتِب إنجيْل لوقا الذي قال

          "وخرج ومضى كالعادة الى جبل الزيتون.وتبعه ايضا تلاميذه" لُوقا الإصحاح 22 الفَقرَة 39

          و يَدفَع بَعْض النصارى أنه تواجَد في المكانَين أو هَذا قَولاً لا يَشفعَه ثَمَة دَليل أو قَرينَة في الأناجِيل و يُعتَبَر مِِما أدخَل عَليه المَسيحين إحداثيَة مُفتَرَضَة لإثباتُه

          و ما يَجَعَل التَلقي سَمعاً هو أحسَن التَقديرات هو تَصرِيح كاتِب مَتى في الإصحاح 26 الفَقرَة 56 بأن وَقت وُقوع الحَدث الجَميع هَربوا

          "حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا"
          و هو نَفْس ما جاء في إنجِيل مُرقُس

          3- نِهايَه عَدِوَه :
          أو مُسَلِمَهُ و تَكمُن أهميَة هَذا التناقُض على إعتبار أن العَهْد القََديم قال في الغادِر قولاً يَستَحِق الدِراسَة و التأمُل مَلياً سيما إذا ما قورِن بِنهايَة الغادِِر يَهوذا الأسخَريوطي فَجاء في سِفْر الأمثال :

          "الشرير فدية الصدّيق ومكان المستقيمين الغادر" أمثال الإصحاح 21 الفَقرَة 18

          و ِنهايَة يَهوذا لَم تُحسَم لِصالِح أنصار صَلْب المَسيح و فِداءه فإنجيل متى الإصحاح 27 الفَقرَة 5 يرى الكاتِب أن يَهوذا خَنَق نَفسَه

          "فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه"

          تَبِع ذَلِك وَضع الثلاثين مِن الفِضَة التي حَصَل عَليها نَظْير تَسليمَه يَسوع , إذ رأى الكاتِب في مَنى أنها كانَت ثَمناً لِحَقْل لِلغُرباء إشتراه رؤساء الكَهَنَة لاحِظ مَعي أيها القارئ الكَريْم رؤساء الكَهَنَة

          "فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم.فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرةللغرباء.لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم الى هذا اليوم"

          و أما أعمال الرُسُل و الذي يُنسَب إلى كاتِب إنجيْل لوقا على أساس أن كِليهُما بدأ بِذِكْر ثاوفيلس بِإعتبارُه المُخاطَب في الإثْنَيْن إنجيْل لُوقا و أعمال الرُسُل , فَيرى نِهايَة مُختَلِفَة عَن الأولى سالِفَة الذِكْر

          "فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها." أعمال الرُسُل الإصحاح 1 الفَقرَة 18
          إنشَق مِن الوَسَط و إنسَكَبَت أحشاؤه بَعْد أن إقتَنى هو بِنَفسُه حَقلاً و لَم يَشتَريه رؤساء الكَهَنَة , كما كُتِب أعلاه مما يَجعَل الجَمع بَيْن الروايتيْن مُستَحيل

          و غَيرُها مِن التناقُضات الكَثيْر سواء في الزمان و المَكان أو حتى تَحدِيد أعداد الأفراد في بَعْض التفاصيْل

          و تَكمُن أهميَة تَحديد تِلك المسألَة في القُرآن الكَريْم بِشَكل قَطعي بِخلاف أنها الحَقيقَة , هو إتخاذ القَوم هَذا المِحوَر ,الذي يُدار حَولَه فَلَك هَذه العَقيدَة التي إحتاجات إلى دُخول إحداثيات أخرى في المُعادَلَة تَتَكَيَف بِها المَسألَة و يُصاغ بِها الشَكل الأخيْر , أساساً للإيمان !
          فَحملوا النُصوص أكثَر مِما تَحتَمِل و أولوا كَلام المَسيح الذي لَم يَشتَمِل أبداً على التَكقيْر عَما يُسمى بِالخَطيئَة الأصليَة أو حَتى أي ذِكْر لآدَم عَليه السَلام

          بَل و أكثَر مِن ذَلِك عِبادَة خَشَبَة الصَليب و تَقديسُها , أنظُر مَعي ما يَقولَة الكاثوليك – نَقلاً عَن مَوقِع الأقباط الكاثوليك- :

          [frame="7 80"]
          المحبة إلى الغاية هي التي تجعل لذبيحة المسيح قيمتها الفدائية والتعويضية والتكفيرية والتوفيقية انه قد عرفنا وأحبنا في تقدمه حياته محبة المسيح تحثنا إذ نعتبر انه إذا كان واحد قد مات عن الجميع فالجميع أيضا قد ماتوا معه (2 كو 5: 14) ما من إنسان أقدس القديسين كان بإمكانه أن يحمل خطايا جميع البشر وان يقدم ذبيحة عن الجميع فوجود شخص الابن الالهى في المسيح ذلك الشخص الذي يفوق البشر وفي الوقت نفسه يشمل جميع أشخاص البشر والذي يقيمه رأسا للبشرية هو الذي يجعل ذبيحته الفدائية عن الجميع ممكنه.
          617 – والمجمع التريدنيتينى يعلم انه بآلامه المقدسة علي خشبة الصليب استحق لنا التبرير وقد ابرز الطابع الفريد لذبيحة المسيح علي أنها عله خلاص ابدي والكنيسة توفر الصليب مرنمه السلام عليك أيها الصليب يا رجاءنا الوحيد.
          اشتراكنا في ذبيحة المسيح
          618 ـ الصليب هو الذبيحة الوحيدة للمسيح الوسيط الوحيد بين الله والبشر، ولكنه إذ كان في شخصه الإلهي المتأنس، "قد أتحد هو نفسه، على وجه ما، بكل إنسان"، فهو "يقدم لجميع البشر، على وجه يعرفه الله، (...) إمكان اشتراكهم في السر الفصحى" إنه يدعو تلاميذه إلى أن يحملوا صليبهم ويتبعوه، إذ أنه تألم لجلنا، وأبقى لنا قدوة لنقتفي آثاره. فهو يريد أن يشرك في ذبيحته الفدائية أولئك الذين كانوا فيها أول المستفدين. وهذا يتم على وجه كامل في شخص أمه التي أشركت في سر عذابه الفدائى إشراكاً حميماً دونه إشراك أي إنسان من البشر.
          "هذه سلم الفردوس الوحيدة والحقيقة
          وما من سلم للصعود إلى السماء غير الصليب ".
          [/frame]


          أنظُر كَيف تَحَوَل وَثَن إلى إله بِمُعطيات لَم تأتي على لِسان صاحِب الإنْجيل الأصلي المَسيح و كَيف كُسِرَت وصايا موسى و تَم تأليه وَثَن – بُناءاً على إفتِراضات لَم يُنَزِل الله بِها مِن سُلطان- و جَعلوا مِن حَدْث لا عِلاقَة لَه بِالعَقيدَة هو أساسُها

          "لا تلتفتوا الى الاوثان وآلهة مسبوكة لا تصنعوالانفسكم"لاويين الإصحاح 19 الفَقرَة 4

          أخي الحَبيْب , بِخلاف القُرآن الذي أقام للأمور نِصابِها الحَقيقي , قَضيَة الفِداء و صَلب يَسوع الناصِري , باطِلَة سواء في الأزمان الغابِرَة أو حتى الآن على ما يتوافَر لَنا مِن بَقيَة الكُتُب
          مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

          تعليق


          • #6
            حياكم الله أخى صفى الدين

            بارك الله فيكم

            و شكرا على تعليقكم الجميل



            ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              بارك الله فيكم أخى صفى الدين وكذا أخى فارس
              أضيف إضافة سريعة موجزة لأننى خاج المنزل
              بالفعل إضافة لما ذكر أخى صفى الدين
              أنه حتى الأناجيل الموجودة الآن بأيديهم لاتعطى عقيدة غير قابلة للشك فى مسألة الصلب
              على الأقل تثير نوعا من الشك فى هذا الإعتقاد
              مثلا :عدم تطابق آية النبى يونان مع المسيح فى لبثه فى الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال
              :عدم شهود أحد من التلاميذ مسألة الصلب
              :إختلاف الأناجيل فى مصير يهوذا
              :حلول الظلام الدامس فى وقت الصلب كما ذكرت روياتهم
              :عدم حراسة القبر بداية من قبل الرومان وهكذا يكون التفنيد لعملية الصلب من خلال الإنكار الشديد لمسألة القيامة
              :أن يسوع عندما ظهر للتلاميذ ظهر بجسد كامل بعكس رؤية بولس للقيامة أنها كانت بالروح(ويقام جسدا نورانيا ) لأنه حسب رواية إيمان بولس أنه رأى نورا
              :أنه لما ظهر لمريم المجدلية ؟هر فى ثوب بستانى وكان قبل الحادثة متخفيا فى بستان جشيمانى
              : أنه لما قام وانحلت الأكفان المفروض أنه قام عرياتا فمن أين له بملابس لبستانى ومن أعطهاىله ؟؟؟؟
              تقبلوا تحياتى
              امادو
              يارب إن عظمت ذنوبى كثرة .........فلقد علمت بأن عفوك أعظم
              إن كان لايرجوك إلا محسن .........فبمن يلوذ ويستجير المجرم
              أدعوك ربى كما أمرت تضرعا .........فإذا رددت يدى فمن ذا يرحم
              ما لى إليك وسيلة إلا الرجا ...........وجميل عفوك ثم أنى مسلم
              كتاب رؤية عصرية لقضايا كتابية فى الميزان
              (المختصر المفيد)

              تعليق


              • #8
                حياكم الله أخى أمادو

                بارك الله فيكم

                شكرا على مشاركتكم الجميله



                ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  جزاكم الله خيرا على الموضوع وإضافات الأخوة الرائعة

                  استفدت منها كثيرا زادكم الله علما ونفع بكم ..

                  تعليق


                  • #10
                    دراسة وافية شافية ما شاء الله

                    بارك الله لكم ونفعنا بعلمك


                    أخوكم في الله


                    أبو عمر
                    مــالــيــزيــا
                    سِـحْـرُ الـشَّـرْقِ


                    من مواضيعي

                    تعليق


                    • #11
                      [align=right]قال ابن تيمية رحمه الله :
                      (( فهكذا ما في الإنجيل من الخبر عن صلب المسيح وتوفيه ومجيئه بعد رفعه إلى الحواريين ليس هو مما قاله المسيح وإنما هو مما رآه من بعده. والذي أنزله الله هو ما سمع من المسيح المبلغ عن الله .

                      فإن قيل : فإذا كان الحواريون قد اعتقدوا أن المسيح صلب وأنه أتاهم بعد أيام وهم الذين نقلوا عن المسيح الإنجيل والدين فقد دخلت الشبهة.

                      قيل : الحواريون وكل من نقل عن الأنبياء إنما يجب أن يقبل منهم ما نقلوه عن الأنبياء فإن الحجة في كلام الأنبياء . وما سوى ذلك فموقوف على الحجة إن كان حقا قبل وإلا رد
                      ولهذا كان ما نقله الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن والحديث يجب قبوله ؛ لا سيما المتواتر كالقرآن وكثير من السنن .
                      وأما ما قالوه : فما أجمعوا عليه فإجماعهم معصوم ، وما تنازعوا فيه رد إلى الله والرسول
                      وعمر قد كان أولا أنكر موت النبي صلى الله عليه وسلم حتى رد ذلك عليه أبو بكر
                      وقد تنازعوا في دفنه حتى فصل أبو بكر بالحديث الذي رواه
                      وتنازعوا في تجهيز جيش أسامة
                      وتنازعوا في قتال مانعي الزكاة
                      فلم يكن هذا قادحا فيما نقلوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
                      والنصارى ليسوا متفقين على صلب المسيح ، ولم يشهد أحد منهم صلبه ؛ فإن الذي صُلب إنما صلبه اليهود ، ولم يكن أحد من أصحاب المسيح حاضرا
                      وأولئك اليهود الذين صلبوه قد اشتبه عليهم المصلوب بالمسيح
                      وقد قيل : إنهم عرفوا أنه ليس هو المسيح ولكنهم كذبوا وشبهوا على الناس
                      والأول هو المشهور وعليه جمهور الناس.
                      وحينئذ فليس عند النصارى خبر عمن يصدقونه بأنه صلب ؛ لكن عمدتهم على ذلك الشخص الذي جاء بعد أيام وقال : أنا المسيح
                      وذاك شيطان ، وهم يعترفون بأن الشياطين كثيرا ما تجيء ويدعي أحدهم أنه نبي أو صالح ويقول : أنا فلان النبي أو الصالح ويكون شيطانا
                      وفي ذلك حكايات متعددة مثل حكاية الراهب الذي جاءه جاء وقال : أنا المسيح جئت لأهديك فعرف أنه الشيطان فقال : أنت قد بلغت الرسالة ونحن نعمل بها فإن جئت اليوم بشيء يخالف ذلك لم نقبل منك.
                      فليس عند النصارى واليهود علم بأن المسيح صُلب كما قال تعالى : { وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }

                      وأضاف الخبر عن قتله إلى اليهود بقوله : { وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله } فإنهم بهذا الكلام يستحقون العقوبة ؛ إذ كانوا يعتقدون جواز قتل المسيح ، ومن جوَّز قتله فهو كمن قتله ، فهم في هذا القول كاذبون ، وهم آثمون
                      وإذا قالوه فخرا لم يحصل لهم الفخر ؛ لأنهم لم يقتلوه ، وحصل الوزر ؛ لاستحلالهم ذلك وسعيهم فيه
                      وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه" .

                      وقوله : { وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه } قيل : هم اليهود ، وقيل النصارى ، والآية تعم الطائفتين

                      وقوله { لفي شك منه } قيل : من قتله ، وقيل : منه أي في شك منه : هل صلب أم لا
                      كما اختلفوا فيه فقالت اليهود هو ساحر وقالت النصارى إنه إله
                      فاليهود والنصارى اختلفوا هل صلب أم لا وهم في شك من ذلك

                      { ما لهم به من علم } فإذا كان هذا في الصلب فكيف في الذي جاء بعد الرفع وقال إنه هو المسيح ؟.

                      فإن قيل : إذا كان الحواريون الذين أدركوه قد حصل هذا في إيمانهم فأين المؤمنون به الذين قال فيهم : { وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا } وقوله : { فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين } ؟

                      قيل : ظن من ظن منهم أنه صلب لا يقدح في إيمانه إذا كان لم يحرف ما جاء به المسيح . بل هو مقر بأنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فاعتقاده بعد هذا أنه صلب لا يقدح في إيمانه ، فإن هذا اعتقاد موته على وجه معين ، وغاية الصلب أن يكون قتلا له ، وقتل النبي لا يقدح في نبوته ، وقد قتل بنو إسرائيل كثيرا من الأنبياء ، وقال تعالى { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير } الآية، وقال تعالى : { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } .

                      وكذلك اعتقاد من اعتقد منهم أنه جاء بعد الرفع وكلمهم هو مثل اعتقاد كثير من مشايخ المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في اليقظة ، فإنهم لا يكفرون بذلك ؛ بل هذا كان يعتقده من هو من أكثر الناس اتباعا للسنة واتباعا له وكان في الزهد والعبادة أعظم من غيره وكان يأتيه من يظن أنه رسول الله فهذا غلط منه لا يوجب كفره ، فكذلك ظن من ظن من الحواريين أن ذلك هو المسيح لا يوجب خروجهم عن الإيمان بالمسيح ولا يقدح فيما نقلوه عنه ، وعمر لما كان يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى وأنه لا يموت حتى يموت أصحابه لم يكن هذا قادحا في إيمانه وإنما كان غلطا ورجع عنه ))
                      (الفتاوى 13/ 106)


                      [/CENTER]

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        بارك الله فى الأخوة الأفاضل واساتذتنا متعلم وأمادو وصفى الدين والأمير الأحمر وفارس
                        أشكركم على الطرح الممتاز فيما يخص الصلب المزعوم والقيامة التى ليس عليها دليل
                        وقد طرحت رؤيا خاصة بى فى هذا الشأن وضعتها على لسان التلميذ كيرلس فى درس من دروس الأحد أرجو أن أن تحظى بشرف نقاشكم لها
                        والدرس باسم
                        لعبها يوسف فأعجبت ديقوديموس
                        والرابط
                        http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=24959






                        تعليق


                        • #13
                          اسئل الله العظيم ان يجزيكم الجنه لكل من ادلى بدلوه فى توضيح هذه الامور
                          تحياتى

                          تعليق


                          • #14
                            للرفع

                            حياكم الله



                            ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                            تعليق

                            مواضيع ذات صلة

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            ابتدأ بواسطة ابن النعمان, 7 ينا, 2024, 10:13 م
                            ردود 0
                            32 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة ابن النعمان
                            بواسطة ابن النعمان
                             
                            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:27 ص
                            ردود 0
                            33 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                            بواسطة *اسلامي عزي*
                             
                            ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 21 يون, 2023, 01:43 م
                            ردود 0
                            64 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة Mohamed Karm
                            بواسطة Mohamed Karm
                             
                            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 6 يون, 2023, 01:44 ص
                            ردود 4
                            52 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                            بواسطة *اسلامي عزي*
                             
                            ابتدأ بواسطة mohamed faid, 23 ماي, 2023, 12:04 م
                            ردود 0
                            19 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة mohamed faid
                            بواسطة mohamed faid
                             
                            يعمل...
                            X