فأعتبروا يااولي الابصار

تقليص

عن الكاتب

تقليص

عمادالديواني اكتشف المزيد حول عمادالديواني
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فأعتبروا يااولي الابصار

    [table1="width:100%;background-image:url('https://www.hurras.org/vb/mwaextraedit2/backgrounds/28.gif');background-color:green;border:9px ridge deeppink;"][cell="filter:;"]
    قال سبحانه وتعالى {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) ويقول جلا وعلا (ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا) ولهذا المعنى نجد في سرد القصص القرآني متعة إيمانية وحقائق وجودية تتكرر في الأمم والأجيال ما وجدت نفس تتحرك. ومن أكثر القصص وروداً في القرآن قصص بني إسرائيل، ومن أهم أسباب ذلك أن الله -سبحانه وتعالى- يعلم أن هذه الأمة ستمر خلال أجيالها بالأدوار التي مر بها بنوا إسرائيل، وتقف من دينها وعقيدتها مواقف مشابهة بمواقف بني إسرائيل وكما قال المصطفى صلى الله عليه واله بما معناه(كائن في امتي ماكان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة) فلهذا عرض الله على هذه الامة مزالق الطريق مصورة في تاريخ بني إسرائيل لتكون لها عظة وعبرة، ولنرى صورتها في تلك المرآة المرفوعة في آيات القرآن لعلنا نتجنب المزالق والنكبات التي مر بها بنو اسرائيل.


    وسنجد في تلك الايات عجائب لا تخطر على بال، سنجد كلماتِه سبحانه وعباراتِه وتوجيهاته وقصصه حية نابضة تنبض وتتحرك وتشير إلى طريق الخلاص والنجاة، وتقول لنا هذا افعلوه، وهذا لا تفعلوه، وتقول لنا هذا عدو وهذا صديق، وتقول لنا كذا فاتخذوا من الحيطة، وكذا فاتخذوا من العدة، وتقول لنا حديثاً طويلاً مفصلاً دقيقاً في كل ما يعرض لنا من الشؤون وليتنا نتعظ ونحن نقرأ القران كل يوم فهل انتم منتبهون ايها الاخوة ؟؟؟.

    انظر الى ما قصه الله علينا في حادثة جرت لبني إسرائيل بعد موت موسى -عليه الصلاة والسلام- بعدما ضاع ملكهم ونهبت مقدساتهم وذَلوا لأعدائهم وذاقوا الويلات منهم بسبب تركهم الامر والتوجيه الذي انزله الله سبحانه عليهم
    ، وما اشبه اليوم بالبارحة ونحن نعيش ضياع الملك ونهبالمقدسات وسطوة الاحتلال وكثرة الدجالين والمنافقين الذين تركوا امر الله وراء ظهورهم واتبعوا شهواتهم فصار همهم الاول هو ارضاء انفسهم الامارة بالسؤ فتراهم في دعايتهم الانتخابية يقولون شيئا ولكن عندما يسيطرون ويستلموا السلطة يتنكروا لكل ماوعدوا به الناس ولايكون لهم هم الا النهب واخذ مايمكن اخذه تاركين وراءهم اناس لايملكون قوت يومهم فهل سألوا انفسهم انهم سيردون يوما على حاكم عادل وسيحاسبهم على الصغيرة والكبيرة
    هنا بنوا اسرائيل بعد ان اصابهم الذل بعد ان قهرهم عدوهم واذلهم اراد ان يكونوا احرارا فطلبوا الخلاص من ذلهم ومن اتباع الشهوات والرغبات والعواطف ..ذلك الاتباع الاعمي الجاهلي المقيت ..ارادوا ان يتحرروا من قيود العاطفة الهوجاء والارتباط الجاهلي باصحاب النفوذ والسطوة فانتفضت نفوسهم انتفضت فيها العقيدة والإيمان، واشتاقوا للقتال في سبيل الله وعلموا أنه لا عز لهم إلا بالجهاد في سبيله،(ولكن هيهات ان يتم ذلك دون تمحيص واختبار ) فقالوا لنبيٍ لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله كما يقص قصتهم الله سبحانه وتعالى بقوله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.........) ولكن نبيهم كان يعلم مدى ارتباطهم بالدنيا واتباعهم للعاطفة وانسياقهم وراء الرغبات

    (نعم ايها الاخوة المؤمنون ان العواطف تأسرنا وتأخذ بمجامع قلوبنا وكذلك الهوى والدنيا فربما ان حصل القتال لانقاتل؟؟)




    ويكمل الله سبحانه تلك القصة بقوله ( قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا.... ) فاعطوا العهود والمواثيق بانهم سيطيعون ويتبعون الحق ويتركون الهوى والنفس

    فيصف الله سبحانه كلامهم ويسرد لنا قصتهم تلك بقوله ( قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}
    والكلام واضح حيث انهم اجتمعوا وقالوا لنبيهم عيّن لنا ملكاً نقاتل تحت رايته في سبيل الله لا في سبيل غيره، وهذا التحديد منهم لطبيعة القتال وأنه في سبيل الله فيه إشارة إلى انتفاضة العقيدة في قلوبهم ويقظة الإيمان في نفوسهم، وشعورهم(لاحظوا انهم بدأوا يشعرون) بأنهم أهل دين وحق وأن عدوهم الاول هو النفس والعاطفة.

    واستوثق منهم نبيهم وهو يعلم حال أمته من خُلف الوعد ونقض العهد ونكث المواثيق فقال: {هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا} فأنتم في سعة الآن فأما إذا استجبتم فتقرر القتال فتلك فريضة مكتوبة ولا يمكن أن ننكل عنها ،وسيكون لزاما عليكم ان تطيعوا وتسلموا لما يصدر من ولي امركم ..نعم لابد من الطاعة لولي الامر فقوام الحياة بطاعته ورضا الله بطاعته فلابد من اطاعة مايصدر من ولي الامر
    انها كلمة تليق بنبي صادق
    يخبر عن كوامن النفوس وضعفها، وههنا تُستثار الحماسة في نفوسهم فيقولون: {وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } فالأمر واضح عندهم، أعدائهم أعداء الله، النفس والهوى واتباع العاطفة والركون للرغبات والرزح تحت ذل الطاغوت ولكن هذه الحماسة لم تدم طويلا فها هو القرآن يقول: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ} تذهب الحماسات التي انتفخت في ساعات الرخاء، وليست هذه سمة خاصة ببني إسرائيل وحدهم بل هي سمة لكل جماعة أو طائفة لا تنضج تربيتها الإيمانية،فبمجرد ان محصوا بالبلاء قل الديانون بأول اختبار فشلوا فاين العهود والمواثيق اين تلك الحماسة لنصرة المظلوم ؟؟؟ نعم والله ان الخذلان سمة وصفة بشرية عامة لا يغيرها إلاّ التربية الإيمانية العميقة ولهذا عقب الله على فعلهم بقوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} وهو يشير بشيء من الإنكار ووصم الكثرة الكاثرة بالظلم،
    ايها الاخوة المؤمنون لاتكونوا من الظالمين لولي الامر انظروا الى ولي امركم ومظلوميته فاعملوا بكل ما اوتيتم من قوة من اجل رفع الظلم عن المظلوم
    وكم من الناس في دنيا الناس اليوم من يعرف الحق لكنه يخذله ولا ينصره
    نسأل الله ان لانكون منهم

    ثم يمضي السياق القرآني ليغور في النفس الإسرائيلية ويقدم لنا تجارب
    حية نلمسها في حياتنا اليومية، وذلك بعد أن بين اختيار النبي لطالوت ملكاً عليهم فأنكروا ذلك وهم الذين طلبوا تعيينه، ثم بين النبي لهم أن الله اصطفاه وزاده بسطة في العلم والجسم
    لاحظ ايها
    المؤمن النبي يبين لهم انه الادرى منهم جميعا فهو وحي من الله،وهو الاعرف بالامور الذي يجب ان يطاع ويتبع .. ولا بد من التسليم له،وتحرم معارضته او مخالفته لانه صاحب غرض الهي يريد تحقيقه وان الاعتراض عليه يمكن ان يفوت عليه غرضه وبالتالي تكون الخسارة للجميع في الدنيا والاخرة
    ثم أخبرهم عن آية ملكه وشرعيته بمجيء التابوت {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ* وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [(247 - 248) سورة البقرة].

    فقام طالوت باجراء الاختبارات والابتلاءات لاصحابه وبدأت عملية الغربلة والتمحيص فخرج من دائرة الاختبار من شك ولم تحصل له السكينة وخرج من اخذه الغرور ورأى في نفسه مالايستحق وبقي من بقي ثم كان الابتلاء والتمحيص لمن بقي معه ..: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} [(249) سورة البقرة]،
    نعم انه اختبار يجعلك في مواجهة نفسك في مواجهة غرائزك وشهواتك
    وعاطفتك انه نهر الرغبات والشهوات والعواطف وهنا لامجال للعاطفة هنا الانتصار للحق وصاحب الحق فيتجلى في هذا المقطع مصداق حكمة الله في اصطفاء هذا الرجل "طالوت" هذا الرجل الذي فضله الله على غيره بالعلم. الذي عرف كيف يختبر اصحابه حيث إنه قادم على معركةعظيمة لاحقاق الحق وابطال الباطل .

    [/cell][/table1]

  • #2
    شكرا على الموضوع


    ملحدون في الجنة

    لتحميل كتاب لماذا اله النصارى خروف؟ مباشرة من هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا

    تعليق


    • #3
      [table1="width:95%;background-image:url('https://www.hurras.org/vb/mwaextraedit2/backgrounds/8.gif');background-color:chocolate;border:1px outset coral;"][cell="filter:;"]

      بارك الله بك أخي العزيز يوسف المصري على المرور الرائع
      [/cell][/table1]

      تعليق


      • #4
        بارك الله بك على المرور الرائع

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 9 أغس, 2023, 11:28 م
        ردود 0
        26 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
        ابتدأ بواسطة عادل خراط, 17 أكت, 2022, 01:16 م
        ردود 112
        164 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عادل خراط
        بواسطة عادل خراط
         
        ابتدأ بواسطة اسلام الكبابى, 30 يون, 2022, 04:29 م
        ردود 3
        35 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عاشق طيبة
        بواسطة عاشق طيبة
         
        ابتدأ بواسطة عادل خراط, 28 أكت, 2021, 02:21 م
        ردود 0
        119 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عادل خراط
        بواسطة عادل خراط
         
        ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 01:31 م
        ردود 3
        63 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عادل خراط
        بواسطة عادل خراط
         
        يعمل...
        X