الالفاظ بين وضوحها و خفاؤها فى الفقه الاسلامى

تقليص

عن الكاتب

تقليص

صفي الدين مُسْلِم حُرٍ لله اكتشف المزيد حول صفي الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الالفاظ بين وضوحها و خفاؤها فى الفقه الاسلامى

    السلام عليكم
    فى هذه الموضوع يناقش تقسيم اللفظ باعتبار وضوح معناه و خفائه فاستنباط الحكم متوقف على فهم معنى اللفظ و وضوح الفظ و ابهامه له اثر ملحوظ فى استنباط الاحكام ذلك انه وردت فى الكتاب الكريم و السنة المطهرة الفاظ من الايات و الاحاديث التى تدل على الاحكام من اجل ذلك اهتم علماء الاصول بها من جهة وضوح تلك الالفاظ و خفائها بالنسبة للتوصل الى الحكم ولقد راى العلماء ان هذه الالفاظ تنحصر فى قسمين:
    1-الفاظ واضحة الدلالة على معناها بحيث لا تحتاج الى امر خارجى لادراك هذا المهعنى و ان كانت مراتب وضوح تلك الالفاظ قد تفاوتت درجاتها
    2- الفاظ خفية الدلالة على معناها بحيث تحتاج الى امر خارجى لادراك هذا المعنى و ان كانت مراتب خفاء تلك الالفاظ قد تفاوتت كذلك
    ويرى العلماء "الاحناف"ان الالفاظ باعتبار وضوحها فى الدلالة على المعنى تنقسم الى اربعة اقسام:
    -الظاهر
    -النص
    -المفسر
    -المحكم
    كما ان هذه الالفاظ باعتبار خفائها تنقسم كذلك الى اربعة اقسام:
    -الخفى
    -المشكل
    -المجمل
    -المتشابه
    يتبع:
    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

  • #2
    السلام عليكم

    -اقسام اللفظ الواضح هى:

    1-الظاهر:
    و هو اللفظ الذى دل على معناه المتبادر الى الذهن بنفس الصيغة دون اعتماد على قرينة خارجية مع عدم قصد هذا المعنى المتبادر فضلا عن احتمال التاويل و التخصيص و قبول النسخ فى عصر الرسالة
    ومثاله:
    قوله عز وجل{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}
    فان هذه الايه ظاهرة فى الدلالة على الحكم و هو حل البيع و حرمة الربا من غير حاجة الى قرينة لكن هذا الظاهر يمكن ان يقال فيه:
    -ان حكمه المتبادر و هو الحل و الحرمة غير موجود اصالة من سياق الكلام بل ان المقصود من الاية هو التفرقة بين البيع و الربا بدليل ان الاية وردت للرد على من ساوى بينهما قائلا انما البيع مثل الربا فكانت هذه الاية ردا على هؤلاء
    -احتمال النسخ لحكمى البيع و الربا و هما الحل و الحرمة بناء على انهما من الاحكام الجزئية التى قد تنسخ زمن التشريع فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم

    قوله جل جلاله{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا}
    فهذه الاية ظاهرة فى الدلالة على حكم هو اباحة زواج ما حل من النساء من غير حاجة الى قرينة توضح ذلك لكن هذا الظاهر يقال فيه:
    -ان حكمه المتبادر غير مقصود من السياق بل يقصد منه تحديد الحل باربع زوجات الا اذا خيف الجور فيقتصر على واحدة كما انه يحتمل التاويل و النسخ فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
    حكم الظاهر:
    وجوب العمل به ما لم يقم دليل يقتضى العمل بغير ظاهره و ذلك كتحريم البيع مع الشرط او اذا كان من بيوع الضرر....
    ولكن لا يجوز صرف اللفظ عن ظاهره الى معنى اخر الا بناء على دليل كما لو كان اللفظ عاما فانه يحتمل التخصيص و لو كان مطلقا يحتمل التقيد و لو كان حقيقة احتمل المجاز كل هذا بدليل مع احتمال للنسخ زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم

    2-النص:
    هو اللفظ الذى دل على معناه المتبادر المقصود بنفس الصيغة دون اعتماد على قرينة خارجية مع احتمال التاويل و قبوله للنسخ على عهد الرسالة
    من اجل ذلك فقد ازداد النص وضوحا عن الظاهر لانه تفوق عليه درجة وهى ان معناه المتبادر كان مقصودا منه بعكس الظاهر
    ومثاله:
    قوله تقدست اسماؤه{وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}
    ففيه نفى التماثل بين البيع والربا و الرد على المشركين الذين قالوا بالتماثل

    قول القوى العزيز{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}
    فهو نص فة بيان العدد المباح للرجل جمعه من النساء فى وقت واحد وهو اربع نسوة

    ج-المفسر:
    وهو اللفظ الذى دل بنفس الصيغة على معناه المتبادر المقصود من السياق دلالة واضحة لا يبقى معها احتمال لكن احتمال النسخ قائما حال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    و من تعريف المفسر ندرك انه قد قصد منه معناه دون احتماله التاويل و لكنه احتمل النسخ فهو فى وضوح المعنى اقوى من النص و الظاهر
    ومثاله:
    لفظ مائة فى قوله ذو الجلال و الاكرام{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ}
    ذلك ان المائة لا تفهم الا بصورة التمام و الكمال دون زيادة و لا نقصان

    لفظ اربعة و لفظ ثمانين فى قول الرحمن{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}
    ذلك ان العدد باربعة و بثملنين لا يتحقق الا عند التمام و الكمال دون زيادة او نقصان

    ومن المفسر الذى افاد الحكم دون تخصيص قول الملك القدوس {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّة}
    لان لفظ المشركين عام يحتمل التاويل بالتخصيص لكن كلمة كافة ازالت هذا الاحتمال فكان مفسرا

    ومن المفسر اللفظ المجمل الذى لم تتضح دلالته الا من المشرع فاذا بينه و وضحه فانه يصير مفسرا او ذلك كالايات الواردة بشان اقامة الصلاة و الزكاة و الحج فهى فى الاصل مجملة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاته و كيفية اخراج الزكاة و جميع صورها و كذلك الحج فتصير الاية بعد ذلك من قبيل المفسر و هو المسمى اليوم بالتفسير التشريعى

    حكم المفسر:
    وجوب العمل بما دل عليه قطعا و لا مجال لتاويل مجمله على معنى اخر و صرفه عن ظاهره لكنه يحتمل النسخ زمن الرسول صلى الله عليه و سلم

    يتبع:
    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

    تعليق


    • #3
      4-المحكم:
      و هو اللفظ الذى دل على معناه المقصود من السياق دلالة واضحة دون ان يحتمل تاويلا و لا نسخا
      ومن هذا التعريف يدرك ان المحكم اقوى و اوضح فى الدلالة على الحكم من الاقسام الثلاثة السابقة لانه جاء مقيدا للحكم دون اى احتمال
      مثال المحكم:
      قول السلام{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً}
      فهذه الاية تعد من قبيل المحكم فقد دلت على حكمين هما:
      -عبادة الله وحده تعالى
      -الاحسان الى الوالدين
      وهذان الحكمان لا يقبلان تاويلا و لا نسخا ذلك ان الحكم الاول حكم اساسى لتعلقه بالله تعالى"العقيدة"اما الثانى فقد تعلق بالوالدين و هو حكم فرعى ولكنه من امهات الفضائل"الاخلاق"

      قول المهيمن {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً}
      فهذه الاية من قبيل المحكم لانها سيقت لهذا المعنى المتبادر من الاية و لم تحتمل تاويلا و لا نسخا للتصريح بتابيد هذا الحكم

      ومن المحكم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم"انى كنت اذنت لكم فى الاستمتاع من النساء و ان الله حرم ذلك الى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيئا فليخل سبيله و لا تاخذوا مما اتيتموهن شيئا"
      و قوله صلوات ربى وسلامه عليه"الجهاد ماض منذ بعثنى الله الى ان يقاتل اخر امتى الدجال"
      فهذا الحديثان من قبيل المحكم فالاول دل على تحريم نكاح المتعة و الثانى دل على وجوب الجهاد الى يوم القيامة الحكمان بلفظ التابيد

      مثال يتضح فيه الاقسام الاربعة سالفة الذكر:

      قول الخالق{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}
      فهذه الاية دلت على معنى ظاهر هو سجود الملائكة و ليس هذا المعنى هو المقصود فضلا عن ان لفظ السجود يحتمل التاويل
      ودلت على معنى يعتبر نصا هو حدوث السجود من الملائكة جميعا فقد سيقت الاية لهذا المعنى للتدليل على انه لم يخرج عن طاعة الله من الملائكة سوى ابليس اللعين
      وقد تكون من فبيل المفسر لان الاية قد دلت على معنى هو عدم تفرق هؤلاء الملائكة الطائعين فى السجود اخذا من قوله تعالى {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ}
      فلفظ اجمعون و ورود الاستثناء جعل هذا المعنى من فبيل المفسر بناء على قطع احتمال التفرق
      ثم انها من قبيل المحكم بالنظر الى ان هذه الاية تتضمن اخبار عن حدث"مدلولات الاخبار"وقع ولا شك ان اخبار الشارع محكمة لا تقبل النسخ ابدا

      فائدة:

      يجب ان ندرك انه لو تعارض مضمون لفظين احدهما يعطى معنى او حكما يجعله من قبيل الظاهر و اخر هو من قبيل النص فانه يقدم الاخذ بمضمون النص لا بالظاهر و هكذا حسب الترتيب الوارد
      وليس معنى ذلك اننا نترك العمل بمقتضى الظاهر اطلاقا و انما يراد انه عند تعارض اللفظين يركن الى الاخذ بالاعلى دلالة و وضوحا و يتركالعمل باقلهما دلالة و وضوحا فمثلا
      لو تعارض مقتضى ظاهر ونص:
      يقدم مقتضى النص على الظاهر كالحكم الظاهر الماخوذ من قول البارئ {وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ}
      وهو حلالتزوج و لو باكثر من اربع زوجات هنا ناخذ بالنص و هو الاقتصار على اربع دون الظاهر فى الزيادة على هذا العدد"اربع"
      ولو تعارض النص مع المفسر:
      يقدم مقتضى المفسر على مقتضى النص و ذلك كالحديث الذى ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بروايتين و كان خاصا بالمراة المستحاضة"اى التى ينزل عليها دم علة لا دم حيض"ففى احدى الروايتين عنه صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة بنت حبيش له افادع الصلاة قال"لا بل اغتسلى و توضئى لكل صلاة وصلى"
      فهذا النص لانه يحتمل تاويل لفظ لكل صلاة بوقت كل صلاة فهذه الرواية تامر المستحاضة بالوضوء لكل صلاة و لو فى وقت واحد
      لكن وردت رواية اخرى عنه صلى الله عليه وسلم جاء فيها"توضئى لوقت كل صلاة"
      وهى راوية من قبيل المفسر لانها لا تحتمل تاويلا حينئذ نقدم الاخذ بمقتضاها و عليه فان المستحاضة مطالبة بالوضوء عند وقت كل صلاة لا عند كل صلاة
      ولو تعارض المفسر مع المحكم:
      يقدم مقتضى المحكم على المفسر فلو سمعنا قول الغفار
      {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ}
      نجد انه يفيد قبول شهادة العدل الذ1ى اتصف بالعدالة حتى و ان كان قد تاب ثم ظهرت عدالته وقت الاداء فهذه الدلالة من قبيل المفسر
      فقد تعارض مقتضى ما سبق مع المحكم المستفاد حين الكلام عن قاذف المحصن بالزنا دون الاتيان بالشهود حيث قال الوهاب {وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً}
      اذ افاد عدم قبول شهادة القاذف الذى اقيم عليه حد القذف و لو تاب و ظهرت عدالته
      وبناء على هذا فانه يقدم بمقتضى المحكم و هو عدم قبول شهادته حينئذ و يقدم ذلك بمقتضى المفسر و هو قبول شهادة القاذف
      يتبع:
      مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم

        -اقسام اللفظ غير الواضح

        ينقسم اللفظ غير الواضح الى اربعة اقسام

        1-الخفى:
        و هو اللفظ الذى كان فى الاصل واضح الدلالة بنفسه على معناه ثم عرض له عند انطباقه على بعض الافراد نوع من الخفاء يمكن دفعه بشئ من التامل و البحث
        ومثاله:
        -انطباق لفظ السارق على الطرار اى "النشال"الذى يشق الجيوب و على النباش الذى ياخذ اكفان الموتى بمعنى ان اطلاق لفظ السارق على كل من الطرار والنباش فيه خفاء
        والسر فى هذا الخفاء ان كلا من الشخصين له اسم معين يطلق عليه و لا شك فى ان التسمية كانت لامر خاص اذ الطرار فيه معنى اشد من السرقة و هو القدرة على مسارقة الاعين الحاضرة اما النباش فمعناه اقل من السرقة لان الكفن ليس مالا و القبر لا يعد حرزا للكفن فى نظر البعض
        من اجل ذلك راى البعض ان قطع اليد بالنسبة للطرار واضح لهذا المعنى الزائد عن السرقة بخلاف النباش
        و راى اخرون ان قطع اليد فيهما واضح كذلك لان القبر حرر للكفن الذى يباع و يعرض فى الاسواق لا بصفة كونها اكفانا

        -انطباق لفظ القتل المانع من الارث على بعض الافراد مثل:
        القتل الخطا
        القتل الصادر من الصبى و المجنون
        القتل دفاعا عن النفس
        القتل تنفيذا للحد او القصاص
        فانطباق القتل المانع على هذه الانواع فيه خفاء من اجل ذلك اختلف الفقهاء حول تطبيق هذا الحكم بالنسبة لاى قاتل

        حكم اللفظ الخفى:
        ينحصر حكمه فى وجوب ازالة غموض لفظه للبحث و النظر فيه حتى يمكن التوصل الى افراده المنطبقة تحته و الافراد الاخرى التى لا ينطبق عليها هذا اللفظ

        2-المشكل:
        و هو اللفظ الذى خفى المراد منه بحيث لا يمكن تعيين معناه المراد الا بقرينة خارجية تبين المراد منه وذلك عن طريق البحث و التامل فيما يحيط اللفظ من القرائن والامارات
        وعليه فاننا نجد ان اسباب الاشكال هى تعدد معانيه كلفظ قرء الذى وضع تارة للطهر و تارة اخرى للحيض و لا يعرف المراد منها الا بالاجتهاد و البحث كما ذكرنا
        وقد ينشا الاشكال كذلك مما ظاهره التعارض فى قول الله تعالى{مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}
        وبين قوله جل جلاله"قل كل من عند الله"
        فيحدث الاشكال فى الظاهر لا فى الواقع و نفس الامر لانه ليس فى كلام الله اى تعارض او تضارب فيزول الاشكال عند وضع التفسير الذى يجمع بين النصين و يوضع المراد فقل كل من عند الله خلقا وايجادا و ما اصابك من نفسك ميلا واختيارا

        حكمه:
        هو عدم العمل بمقتضى اللفظ المشكل قبل ازالة الاشكال لتعيين المراد من اللفظ بالجمع بين المتعارضين فى الظاهر بالتاويل الصحيح المعتمد على دليل او قاعدة شرعية
        يتبع:
        مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم
          3-المجمل:
          وهو اللفظ الذى ثبت خفاؤه لصيغته بسبب نقله من المعنى اللغوى الى المعنى الشرعى او لتعدد معانيه دون قرينة تحدد المراد او لغرابة فى اللفظ بحيث لا يدرك المراد من المجمل نفسه
          فمن الاجمال بسبب نقل اللفظ من اللغة الى معنى شرعى لفظ الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج التى يراد بها فى اللغة الدعاء و النماء و الامساك و القصد و ان كانت معانيها الشرعية مختلفة عن ذلك
          والمشترك كذلك يعد من قبيل المجمل بسبب تزاحم المعانى خاصة دون القرينة الموضحة للمراد كلفظ الموالى الذى ينطبق عليه المعتقين بكسر التاء و بفتحها

          حكم المجمل
          التوقف عن العمل بمقتضاه الى ان يرد البيان من المجمل نفسه اى المتكلم به لوقوفه على المراد من اللفظ

          4-المتشابه:
          هو اللفظ الذى لا يدل بنفسه على المراد منه و توجد قرينة تبينه و استاثر الشارع بعلمه فلم يوضحه
          وعلى هذا فان المتشابه لا يتصور وجوده فى احكام التكاليف الفرعية الشرعية و الواردة فى القران الكريم والسنة النبوية المطهرة و ذلك ان هذه التكاليف قد شرعت للعمل بها و لا يمكن العمل بما استاثر الله بعلمه
          من اجل ذلك نجد ان علماء الاحناف قد جعلوا المتشابه من قبيل المبهم اذ انه يقابل المحكم الذى هو فى اعلى درجة من الوضوح و هناك راى بانه يمكن ان يصل الراسخون فى العلم الى معرفته

          و يتنوع المتشابه الى نوعين:
          اما الاول: فهو متشابه فى اللفظ و هو الذى لا يدرك من الفاظه معنى كالحروف المقطعة فى بعض السور مثل (ق-ص- حم-الم-كهيعص....)
          اما الثانى:متشابه فى المعنى و هو الذى استحالت ارادة معناه الحقيقى فى اللغة بناء على ما يترتب على هذه الارادة من امور لا تليق بل هى من قبيل المستحيل و ذلك كالالفاظ التى تنم عن مشابهة الله لخلقه و منها الايات المشتملة على لفظ اليد{يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} او الوجه {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } او العين{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} او اليمين {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} و من هذا القبيل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم"ينزل ربنا الى السماء الدنيا فى الثلث الاخير من الليل"
          الى اخر ذلك مما ورد فى القران و السنة متشابها فى الظاهر مشابهة الله لخلقه مع ان الله تعالى منزه عن ذلك لقوله تعالى{فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }
          واذا قلنا ان المتشابه لا يتصور وجوده فى ايات الاحكام الواردة فى القران و السنة فالتكليف بها ما كان الا لان الله تعالى قد استاثر بعلمه فضلا عن ان الاحكام الشرعية كلها واضحة فى نفسها او بطريق مبين لها من السنة النبوية

          فائدة:
          اذن نجد ان فائدة الاتيان بالمتشابه فى النصوص الشرعية منحصرة فى الابتلاء و الاختبار فالمؤمن يؤمن بها مقر بعجزه عن فهمها و ادراك معانيها
          و لو نظرنا فى قوله تعالى{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}
          ففى هذه الاية تفسيران
          اما الاول :فهو الذى يقول بان الوقف فى الاية هو على لفظ الجلالة اى عند قوله تعالى"وما يعلم تاويله الا الله" وهذا الراى يتمشى مع التعريف الذى سيق للمتشابه و يكون قوله تعالى"و الراسخون فى العلم يقولون امنا به"هو كلام مستانف جديد من اجل ذلك نقول ان المتشابه قد خفى المراد منه بحيث لا نرجى معرفته لاحد فى الدنيا اذ ان علمه مقصور على الله وحده الذى احاط بكل شئ علما و قد ذهب السلف الى هذا الراى اذ انهم يفوضون علم ذلك الى الله عز وجل مع كمال الايمان به تعالى
          اما الثانى: فهو القائل بان الوقف فى الاية على قوله تعالى"والراسخون فى العلم"و هو عطف على لفظ الجلالة ففيه تصريح بامكان علم المتشابه و رجاء معرفته فى الدنيا للراسخين فى العلم فهناك ايات جاءت فى القران و شوهدت علميا رؤى العين و هذا هو راى الخلف
          وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين
          مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 9 أغس, 2023, 11:28 م
          ردود 0
          25 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
          ابتدأ بواسطة عادل خراط, 17 أكت, 2022, 01:16 م
          ردود 112
          163 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة عادل خراط
          بواسطة عادل خراط
           
          ابتدأ بواسطة اسلام الكبابى, 30 يون, 2022, 04:29 م
          ردود 3
          34 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة عاشق طيبة
          بواسطة عاشق طيبة
           
          ابتدأ بواسطة عادل خراط, 28 أكت, 2021, 02:21 م
          ردود 0
          119 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة عادل خراط
          بواسطة عادل خراط
           
          ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 01:31 م
          ردود 3
          62 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة عادل خراط
          بواسطة عادل خراط
           
          يعمل...
          X