الواقع وآيات الله تعالى:



**كثيراً ما كنت أتعجب من هذه الآية:

" وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا "



كنت أسأل نفسي ما يهمني إن جلست معهم
ما يؤثر في نفسي استهزائهم إن دعوتهم
ماذا يفعل فكفرهم لأنفسهم ولعلني أستطيع أن أفعل شيئا
لماذا أتركهم ولماذا أكن مثلهم
بل أنا على ديني قوية وسوف أدعوهم ..



ثم بعد أن دخلت إلى عالم الحوارات
وبعد أن بدأت في الخوض في أماكن تواجدهم ومجتمعاتهم أو كما أصفها دوماً "مستنقعاتهم" ثم استمريت فيها فترة من الزمن


بدأ وقتها عقلي يفهم جيداً ما الحكمة من هذه الآيات ولماذا النهي ولماذا ولماذا !

الحق أن الأمر يتعلق بالبرمجة البشرية والعقل واللاوعي وحقائق:


* عندما نجلس مع قوم يستهزءون بشخص سوف نصدم
ثم
* سوف ننهرهم لغيرتنا عليه
ثم
* سوف نبدأ في اللين معهم لعل وعسى
ثم
* سنعتاد على كلماتهم
ثم
* ستبقى هذه الكلمات في اللاوعي
ثم
* ستؤثر على رؤيتنا المستقبلية لهذا الشخص
ثم
* سننفر من هذا الشخص
ثم
* سنكون مثلهم ونستحسن فعلهم ..



هذا بالنسبة للبرمجة البشرية والعقلية واللاوعي فما هى الحقائق؟

الحقائق أن مثل هؤلاء لا يريدون حقاً ولا نقاشاً ولا بحثاً .. بل هم قوم يستهزءون فعمت قلوبهم عن سماع ما دون ما يفرحون به من استهزاء وسخرية وفرحة بما يفعلون
ووقتها أي نقاش معهم لا يُجدي شيئا
______________



إذاً:
فقد لخصت هذه الآية الكريمة قصة بأكملها خوفاً على الدعاة أنفسهم وعلى المسلمين .. فمع أن الإسلام حث كل مسلم أن يكون داعية لدينه إلا أنه سقط عنه تكليف الدعوة في هذه الحالة خوفاً على نفسه هو من النار ومن الوقوع في مثل ما وقع فيه هؤلاء وأن نصبح مثلهم.



== ولننتبه أن الله تعالى لم يمنعنا الجلوس معهم إلا حال الإستهزاء فقط .. فإن احترموا عقيدتنا وخاضوا في حديث آخر فلا مانع من الجلوس معهم ==

‫#‏القرآن_منهج_حياة‬