المشاركة الأصلية بواسطة ((أم عبد الرحمن)) مشاهدة المشاركة
وهناك نقطة جديرة بالدراسة والإمعان . تتعلق بصورة (( رجل الدين )) في الآداب المعاصرة عامة . وأدبنا العربي خاصة . فكما قلنا - في مكان آخر - فإن المتمردين من كتاب أوروبا . والمتأثرين بصدام الكنيسة والسياسة . قد صوروا رجل الدين عندهم تصويرا مزريا . وجعلوا منه صورة للانحراف والنفاق والاستغلال . ونحن بدورنا في الأدب العربي المعاصر نقلنا هذا التصور الغريب . برغم اختلاف الظروف التاريخية والفكرية التي سادت أوروبا إبان الثورة الفرنسية . والتي لم يكن لها شبيه أو مبرر في بلادنا الإسلامية . كما أننا نسينا أمرا هاما وحيويا جدا . وهو أن أدباء أوروبا وأمريكا لم يسيروا جميعا على ذلك النسق في التنفير من (( رجال الدين النصراني )) . فهناك أعمال أدبية هائلة الكم والكيف . رفعت من شأن رجل الدين . وجعلته مناط الأمل والرجاء في الدول المتخلفة والمتقدمة . وهذا ما فصلناه فيما سبق ونحن نحدد الملامح العامة للأدب التنصيري . ولذلك فإن التجني المستورد على الشخصية الدينية . والذي وقع في حبائله عدد كبير من كتابنا أمر مردود . ولا يصح أن يمضي هكذا دون تبيان أبعاده ودوافعه الخبيثة.