المشاركة الأصلية بواسطة تامر أبو سلطان مشاهدة المشاركة
قال محمد بن أبي حاتم: ركبنا يومًا إلى الرمي، و نحن بفربر، فخرجنا إلى الدرب الذي يؤدي إلي الفرض، و أصاب سهم أبي عبد الله وتد القنطرة الذي علي نهر ورادة، فأنشق الوتد. فلما رآه أبو عبد الله، نزل عن دابته، فأخرج السهم من الوتد، و ترك الرمي، وقال لنا: ارجعوا. و رجعنا معه إلي المنزل، فقال لي: يا أبا جعفر، لي إليك حاجة تقضيها؟ قلت: أمرك طاعة. قال: حاجة مهمة، وهو يتنفس الصعداء. فقال لمن معنا: اذهبوا مع أبي جعفر حتي تعينوه علي ما سألته. فقلت : أية حاجة هي؟ . قال لي: تضمن قضاءها؟ قلت: نعم، علي الرأس و العين. قال:
ينبغي أن تصير إلي صاحب القنطرة، فتقول له: إنا قد أخللنا بالوتد، فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله أو تأخذ ثمنه و تجعلنا في حل مما كان
وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري، فقال لي: أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له: أنت في حل مما كان منك، وجميع ملكي لك الفداء. وإن قلت: نفسي، أكون قد كذبت، غير أني لم أكن أحب أن تحشمني في وتد أو في ملكي. فأبلغته رسالته، فتهلل وجهه، و استنار، وأظهر سرورًا ، وقرأ في ذلك اليوم عليى الغرباء نحوًا من خمسمائة حديث، و تصدق بثلاثمائة درهم.