المشاركة الأصلية بواسطة تامر أبو سلطان مشاهدة المشاركة
من أشهر القصص التي تظهر سعة حفظه ما ذكره أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ أنه لما قدم البخاري بغداد، فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث، فقلبوا متونها و أسانيدها، وجعلوا متن هذا لإسناد هذا وإسناد هذا لمتن هذا، ودفعوا إلي كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها عليه في المجلس، فاجتمع الناس، وانتدب أحدهم، فسأل عن حديث من عشرته، فقال البخاري: لا أعرفه. وسأله عن أخر، فقال: لا أعرفه. و كذالك حتي فرغ من عشرته.فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فهم. و من كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز، ثم انتدب آخر ففعل كما فعل الأول. والبخاري يقول: لا أعرفه. ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس، و هو لا يزيدهم على: لا أعرفه. فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا، التفت إلى الأول منهم، فقال: أما حديثك الأول فكذا، و الثاني كذا، و الثالث كذا إلى العشرة، فرد كل متن إلى إسناده و فعل بالآخرين مثل ذلك، فأقر له الناس بالحفظ.