الفشخرة والمتفشخرين

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مسلم للأبد مسلم اكتشف المزيد حول مسلم للأبد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفشخرة والمتفشخرين

    الفشخرة والمتفشخرين

    تعكس أحيانآ كثير من المشاهد الأجتماعية أهم فضاء للاستعراض والتباهي وعلى قاعدة "تعالوا شوفوني" بننسى المشهد أو الموقف ونهتم بالشكل والمظهر والأستعراض ونبعد كثيرآ عن المضمون .

    مظاهر كثيرة نراها من المتفنين بالفنون الاستعراضية الأجتماعية وتحويل المشهد أي كان وإفراغه من مضمونه الأنساني وتحويله إلى إستعراض إجتماعي للتباهي وهذا هو بمثابة مرض إجتماعي بدأ يتغلل أكثر يجب أن لا يحدث في أي بلد له خصوصيته وتقاليده النبيلة
    كثير من القيم النبيلة لم تحافظ على نفسها من طموحات التفاخر والتباهي المضخمة التي أضحت مهيمنة وهذا بحد ذاته يساهم في تعقيد العلاقات الاجتماعية وكثير من الأمور والمشاهد والعلاقات وغيرها بدأت تفقد طابعها التلقائي والعفوي وهذا يؤثر بالتالي على استمراريتها أو تماسكها ومصداقيتها وخصوصآ عندما يأخذ المشهد طابعا استعراضيا قد لايتناسب في أغلب الأحيان مع الواقع الحقيقي فيتحول المشهد بحد ذاته إلى عائق لبناء علاقات قوية وسليمة.

    أساليب التباهي والأستعراض والتصنع

    هذه تجعل البعض يحول المناسبة أي كانت إلى فرصة للتباهي حتى يثبت للآخر مكانة اجتماعية تجلب له التقدير والاحترام وبالتالي فإن هدف التفاخر والتباهي والأستعراض والتصنع قد يخنق الأهداف والعلاقات الأجتماعية الطبيعية .

    من منطلق
    " ثقافة شوفوني "

    صفة التفاخر والتباهي قد تتمكن إلى حد بعيد من قولبة أغلب عاداتنا الاجتماعية وإعادة صياغتها وفق قيم إستهلاكية لا قيم
    نبيلة صادقة وطبيعية وعفوية وهادفة كما كنا وتعودنا وهذا سينعكس بالتأكيد على الخطاب اليومي في العلاقات بيننا .

    العلاقات الإجتماعية ضرورة ولكن لا يجب أن تفقد طابعها العفوي أو التلقائي أو النبيل كما أسلفنا وبقدر تفاؤلي في الحياة وحب الحياة والانفتاح على الحياة إلا أنني عندما أشاهد هذه المظاهر أشعر بنوع من التشاؤمية والسوداوية

    يوم من الأيام
    ذهبت الى بيت عزاء لاقدم تعازي وبعد السلام والقبل قدمت لنا القهوة السادة وحبة تمر قد لفت بقصدير ورأيت ما رأيت من

    "الفشخرة" والبرهجة و"مسح الجوخ"

    والنفاق والتملق والتصنع والأستعراض والتسابق على إظهار الذات

    وهناك من تظاهر بالحديث التلفوني بشكل استعراضي تأكيدا على كثافة الاستقبالات والمكالمات وكثرة المعزيين مع الأصرار الشديد لأسماع المتواجدين وبعد خروجي من بيت العزاء تذكرت كيف كنا وكيف أصبحنا وتذكرت عندما كنت ألحق بوالدي

    لكي نتشبه بالكبار ونتشبه بأخلاقهم وطيبتهم وعفويتهم وبساطتهم وتواضعهم و لنعايش ونلامس هيبة هذا المشهد وهذا المجلس المهيب وهو التعزية بعزيز.

    داء الفشخرة

    "و"الفشخرة" على رأي جدتي وهي
    (ثقافة شوفوني)
    وهي التباهي بما لا فائدة منه ولا ضرورة والتي تأتي على حساب كل شيء و تعني القضاء على أعظم صفة ألا وهي صفة التواضع وأصبحنا نمسي ونصبح نشاهد ونسمع نأكل ونتنفس ونعيش على

    "الفشخرة" و"المتفشخرين" .

    وهنا لا يبقى شيء يبقى على حالة فلم تقف "الفشخرة" عند حدها التقليدي القديم أتذكر في بلدتي أنهم كانوا يدعون أو يقولون عن ذاك أو ذاك "متفشخر" عندما كان يرتدي "ثياب" مكويآ أو حذاء ملمع سالفه من أحد أقرابه أو جيرانه فيقال عن هذه الحالة
    "فشخرة فاضية"
    وهنا لا بد وأن الفشخرة من مواكبة التطور لذا أتجه المتفشخرين في وقتنا إلى وسائل جديدة وأشمل ليكون إستعراضهم جماهيريآ

    (الفشخرة الجماهيرية )

    وهي حب الظهور بين الجماهير بالمظاهر المبالغ بها كما دخلت (الفشخرة) في عالم المال والأعمال والأقتراض والقروض فأصبح الفشخرة بالسيارة والفشخرة بالمنزل والفشخرة بالأكل والفشخرة بالمسميات والفشخرة السياحية والفشخرة بالحفلات والولائم وغيرها من

    (الفشخريات الحديثة والتي تساند )
    (المتفشخر) (أو) (المتفشخره)

    في الفوز والانتصار على الآخرين في سباق مباراة الاستعراض وعادة ما يستعينوا المتفشرخين بالبنوك والأستقراض للتفشخروللتمييز على المنافسين من(المتفشخرين) عبر إيحاء مخادع وبهرجة زائفة يسعى (المتفشخرين) لكي يعطوا

    صورة مفشخرة وهمية لواقعهم.

    أخيرآ السؤال يطرح نفسه في هذا المقال:

    هل يعتقد (المتفشخر) أن الاحترام مرهون بالأستعراض والتباهي بما يملك ؟

    الإنسان يجب أن يحترم لخلقه وحسن تعامله وأريحيته وسمعته الطيبة وتواضعه وكرمه..

    هذه هي المقاييس الحقيقية

    أما الأستعراض بالأشياء وما تملك فهي وسائل وليست صفات والوسيلة تختفي وتبقى الصفات الحميدة فمن لا يحترمني لذاتي فلا حاجة لي به .

    التصنع

    وما أدراك ما التصنع والتصنع وهو وسيلة من وسائل(المتفشرخين) و المتفنين بالأستعراض الأجتماعي و هو الوجه الاخر للانسان وعكس طبيعته الانسانية الحقيقية ومرض إجتماعي أيضآ وللاسف الشديد اصبح عادة من عادات الكثيرين و في رايي المتواضع انه مهما كان صادر عن حسن نية لا يجب ان يكون منهجا في الحياة لانه من المستحيل ان يشعر الاخرين بمصداقيته لذا يجب على الانسان الحفاظ على طبيعته و تلقائيته في التعامل مع الاخرين و ابشع انواع التصنع تكمن في التصنع في المشاعر والاحاسيس وللتصنع مظاهره وناسه .

    الإفراط غالبا ما يسبب التفريط! فمتى نهتم بجوهر الأمور لا بشكلياتها؟

    لنعش حياتنا كما هي ببساطتها وحلوها ومرها بعيدآ عن التماهي والتصنع والتملق والنفاق الأجتماعي.


    ياسر زهير خليل
    إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

    من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
    إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
    فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
    ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
    لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
    ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
    لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
    ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
    ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
    أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
    ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

  • #2
    فعلا التكبر والتعالى والتصنع من الصفات المذمومة

    وليس من الكبر أبدا لبس الثوب الحسن النظيف ولبس النعل الملمع

    فقد
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من الكبر ، فقالوا : يا رسول الله ، إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسنا ، ونعله حسنة ، فقال : إن الله جميل يحب الجمال ، ولكن الكبر بطر الحق وغمض الناس " .

    قال العلماء : بطر الحق رده على قائله ، وغمض الناس : احتقارهم

    ومن الحكم النفيسة المعنى : الكبر على أهل الكبر ليس بعيب , وهذا من كسر أنفه حتى يتعلم من الدرس القاسي

    فإن المتكبر لا يرى إلا نفسه فمتى ما علمته قدره كُسر أنفه المرفوع إلى السماء وربما ينصلح حاله

    وفي الأخير : آخذ على كاتب المقال تكرار كلمة " الفشخرة" هذه فهي في رأيي كلمة عامية مبتذلة فإن قالها واضطر لها فلا ينبغي تكرارها بهذه الصورة لئلا يُخرج القارئ عن التركيز والخروج عن مقصد المقال والهدف منه

    وجزاكم الله خيرا الأخ الكريم مسلم للأبد

    وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
    أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ملتقى الأحبة مشاهدة المشاركة
      فعلا التكبر والتعالى والتصنع من الصفات المذمومة

      وليس من الكبر أبدا لبس الثوب الحسن النظيف ولبس النعل الملمع

      فقد
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من الكبر ، فقالوا : يا رسول الله ، إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسنا ، ونعله حسنة ، فقال : إن الله جميل يحب الجمال ، ولكن الكبر بطر الحق وغمض الناس " .

      قال العلماء : بطر الحق رده على قائله ، وغمض الناس : احتقارهم

      ومن الحكم النفيسة المعنى : الكبر على أهل الكبر ليس بعيب , وهذا من كسر أنفه حتى يتعلم من الدرس القاسي

      فإن المتكبر لا يرى إلا نفسه فمتى ما علمته قدره كُسر أنفه المرفوع إلى السماء وربما ينصلح حاله

      وفي الأخير : آخذ على كاتب المقال تكرار كلمة " الفشخرة" هذه فهي في رأيي كلمة عامية مبتذلة فإن قالها واضطر لها فلا ينبغي تكرارها بهذه الصورة لئلا يُخرج القارئ عن التركيز والخروج عن مقصد المقال والهدف منه

      وجزاكم الله خيرا الأخ الكريم مسلم للأبد
      جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة ملتقى الأحبة

      أنا أعجبنى كثيرا مضمون الموضوع وهدفة ولم يعجبنى طريقة كتابته أوى ولكن الموضوع له هدف طيب
      إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

      من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
      إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
      فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
      ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
      لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
      ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
      لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
      ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
      ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
      أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
      ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

      تعليق


      • #4
        رد: الفشخرة والمتفشخرين

        جزاكم الله خيرًا

        لعل هذا الداء المذكور (الفشخرة) قد لقي مرتعه الواسع بلا حدود على صفحات الفيس بوك الذي صار معرضًا مفتوحًا لكل الصور والمعلومات الخاصة بأي شخص في أي مكان وفي كل وقت وحين !
        بعض الأحيان أستغرب أإلى هذا الحد كان البشر يعانون الحرمان والكبت إلى أن أتيحت لهم الفرصة على الفيس بوك لإشباغ رغباتهم الجامحة في الاستعراض وتلقي الثناء من الآخرين فانطلقوا بلا كابح ؟!

        لن أتطرق إلى الجانب الشرعي الآن (ربما لظهوره ) وإنما أتكلم عن الدوافع النفسية التي تدفع بغالب الناس إلى استعراض صورهم وصور أبنائهم وبيوتهم وسياراتهم وأزيائهم و"مكياجاتهم" ، وأكلاتهم ، ورحلاتهم وموبايلاتهم وخروجاتهم ....... إلخ ، ومن دون مناسبة اللهم إلا لتلقي اللايكات وعبارات الثناء والمديح والإطراء الذي في أكثر أوقاته يكون في غير محله !

        ومن أهل الدين من النساء والرجال مَن لا يخلو في هذا الداء ، فنجد البعض وإن لم يضع صورًا يتباهى بها إلا أنه يوصِل معلومات متناثرة في منشوراته يُفهم منها مستواه المادي والخلقي والديني والشكلي !

        وحتى طال الأمر الشعائر المقدسة بالبيت الحرام ،وأصبح أخذ السيلفي بجانب الكعبة وكأنه طقس من طقوس لا تصح العبادة إلا به!

        وحتى أصبحت بعض الأخوات المنتقبات تأخذن السيلفي أيضًا ! ولسن حالهن : "يعني مالناش نِفس احنا كمان والا إيه ؟!" (تصوير المنتقبة نفسها وعرض صورها بالنقاب في حد ذاته مصيبة من جوانب عدة ، ولو اقتصرت على ذكر مصيبة الإمعية والاتباع الأعمى لكانت كافية)

        باختصار مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت داء "الفشخرة" المتفشي بصورة عريضة ، وحتى بعض أهل الدين لم يسلموا من براثن الداء ، بل تغلب عليهم وخرج من كوامنهم وإن كان بصورة غير مباشرة وإنا لله وإنا إليه راجعون !

        قد يتكلم المرء عن نفسه فيذكر معلومة ما ذات مرة ربما يُفهَم منها شيئ ما عنه ، فهذا لا مواخذة فيه ، أما أن تكون عادة المرء نشر اخباره وصوره أو توصيل معلومات عن نفسه بصورة غير مباشرة ، فهذا مما يجب على العبد أن يراجع نفسه فيه ويقيسه بميزان الشرع .

        {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}
        ـــــــــــــــــــــــــــ

        تعليق


        • #5
          رد: الفشخرة والمتفشخرين

          الفشخرة تأتى من حب الشهره
          ما صدق عبد أحب الشهرة كما علمنا السلف .
          إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

          من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
          إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
          فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
          ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
          لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
          ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
          لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
          ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
          ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
          أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
          ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة د تيماء, 16 مار, 2024, 02:41 ص
          ردود 0
          16 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة د تيماء
          بواسطة د تيماء
           
          ابتدأ بواسطة د تيماء, 12 فبر, 2024, 07:30 م
          ردود 0
          19 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة د تيماء
          بواسطة د تيماء
           
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 ينا, 2024, 12:01 ص
          ردود 0
          9 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 ينا, 2024, 12:00 ص
          ردود 0
          6 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 12 سبت, 2023, 02:05 ص
          ردود 0
          11 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          يعمل...
          X