الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب

    بسم الله الرحمن الرحيم، الملك العظيم، الحى القيوم، الحى الذى لا يموت، الحى الذى لا تأخذه سنة ولا نوم، العزيز القدير، القهَّار الجبَّار، وأصلى وأسلم على خير البرية، محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وسلم ..


    إهـداء ..

    إلى كل الملايين الذين هداهم الله تعالى للإسلام فى كل بقاع الأرض ..
    إلى كل من يقول عن نفسه إنه مسيحى، ويريد أن يعرف شيئًا من الحقيقة ..
    إلى كل مسيحى سمع من يُهاجم الإسلام ولم يسمع الإسلام نفسه ..
    إلى كل من يستخدم عقله فى البحث عن الحق ..
    إلى كل من يتخذ الشيطان عدوًا، ويريد الدخول فى معية الله ..
    إلى كل من يريد أن يكون فقط عبدًا لله تعالى، وليس عبدًا لأهوائه أو شياطين الإنس أو الجن ..
    إلى كل من يريد أن يسير على هدى فى نور الله ..
    إلى كل من يرفض الظلام، والظلاميين، ويحترم عقله ..
    إلى كل من لا يهمه فى هذه الحياة إلا الله والنجاة فى الآخرة من نار وقودها الناس والحجارة ..
    إلى كل من يسعى جاهدًا لمرضاة الله تعالى ..
    إلى كل من يبتغى السعادة الأبدية فى الدنيا والآخرة ..
    إلى كل من يبحث عن الخلاص الحقيقى ..
    إلى كل من يبحث عن دين الله الحق ..
    إلى كل من يريد أن يستوثق من صحة دينه ..
    إلى كل من يبحث عن المحبة الحقيقية ..
    إلى كل من يحب الله ورسله صلوات الله عليهم وسلامه ورحمته
    إلى كل من تعرض لإعتداء وحشى أو تنكيل بسبب إسلامه أهدى هذا الكتاب


    علاء أبو بكر


  • #2
    الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب


    مقدمة

    أتناول هنا الرد على كتاب "الإسلام بدون حجاب" بكتاب أحتار فعلا فى تسميته، فهل أسميه "الكتاب المقدس بدون حجاب" أم "ارفعوا القناع عما تسمونه الكتاب المقدس" أم "تقديس المحرف" أم "تحريف المقدس" أم "المسيحية .. أكبر كذبة فى تاريخ البشرية" أم "المسيحية بدون غطاء" أم "المسيحية بدون حجاب" أم "رحلة إلى أعماق الكتاب المقدس" أم "المرأة الكتابية فى ميزان الإنسانية" أم ماذا؟

    صدر هذا الكتاب "الإسلام بدون حجاب" باللغة الإنجليزية (هكذا يقولون) تحت اسم ISLAM UNVEILED، وصدرت الطبعة التاسعة منه عام 2002، وهى ما بين يدى. والتى تُنسب لشخص أسماه مؤلفو الكتاب (عبد الله العربى).

    وأرجوا ألا يشعر المسيحى البسيط أننى أهاجمه، بل إننى أنقِذه. أى والله أنقذه لأننى أعلم أنه لم يقرأ محتويات هذا الكتاب الذى يسمونه مقدسًا. وليس غرضى من هذا الكتاب أن أهاجم حتى تعاليم الآخرين وعقائدهم، بل أهدف إلى عرض حقائق أولية لهذا الكتاب وتعاليمه، متمنيًا أن ينقذ الله بى ولو فردًا واحدًا من النار. وغرضى كذلك الرد على هذا الكتاب المذكور أعلاه.

    كثير هم المسيحيون الطيبون، الذين لا يعرفون عن دينهم إلا أنه دين المحبة، وأن يسوع جاء مخلصًا لهم، بموته على الصليب، وبذلك غفر لهم كل ذنوبهم. على الرغم من قوله إن من يؤمن بالذى أرسله ويتبع تعاليمه فقد انتقل بموته إلى الحياة الأبدية: يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)

    وأكثر المسيحيين لم يقرأوا كتابهم كله، ولم يقارنوا بين تعاليمه المتناقضة، ولم يبحثوا عن الحق، الذى طالبهم يسوع بالبحث عنه. لذلك تأتى هذه الدراسة لفتح الملفات المغلقة، ولتفنيد ثوابت فى عقول المسيحيين لم يفتحوها من قبل، ولم يجرؤ أحد منهم على مناقشة هذا الموضوع فى الكنيسة أو من أحد آخر.

    وقليل منهم من يملك الاستعداد التام لاتباع الحق أينما وجده .. ولأمثال هؤلاء أكتب، وأتناقش وأتواصل محتسبًا وقتى وجهدى فى سبيل الله تعالى.

    ستجدنى أستعمل لفظة مسيحيين أو المسيحية مسايرًا الجموع فى استعمال هذه الكلمة لما تشير إليه اليوم. لكن من يعلم من هؤلاء المسيحيين أن يسوع لم يعرف هذه المسيحية ولم يبشر بها؟ ومن هنا ننطلق ..

    نعلم جميعًا مسلمون وغيرهم أنه لا يوجد ديانة اسمها المسيحية
    نعم لا توجد ديانة اسمها المسيحية. فمن الذى أسس هذه الديانة؟ يسوع؟ إن يسوع لا يعرف ديانة اسمها المسيحية. فهو لم ينطق بهذا الاسم، ولم يقل هذا، بل إن كلمة المسيحية لا توجد فى طول الكتاب وعرضه، والأكثر من ذلك أن كلمة مسيحى اخترغت بعد رفع يسوع، وكانت تُعد سُبَّة: فيقول قاموس الكتاب المقدس مادة (مسيحى): (دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة في أنطاكية (اع 11: 26) نحو سنة 42 أو 43م. ويرجّح أن ذلك اللقب كان في الأول شتيمة (1 بط 4: 16) قال المؤرخ تاسيتس (المولود نحو 54م.) أن تابعي المسيح كانوا أناسًا سفلة عاميين ولما قال أغريباس لبولس "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (اع 26: 28) فالراجح أنه أراد أن حسن برهانك كان يجعلني أرضى بأن أعاب بهذا الاسم).

    وتؤكد هذا دائرة المعارف الكتابية مادة (مسيح - مسيحيون): (ترد كلمة "مسيحي" أو "مسيحيين" ثلاث مرات في العهد الجديد (أع 11: 26، 26: 28، 1بط 4: 16) .ففي الأصحاح الحادي عشر من سفر أعمال الرسل نجد أول استعمال للكلمة حيث نقرأ: "ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولًا، أي المنتمين للمسيح أو أتباع المسيح، وواضح أن هذا الاسم لم يصدر أساسًا عن المسيحيين أنفسهم، كما لم يطلقه اليهود عل أتباع المسيح الذي كانوا يكرهونه ويضطهدون اتباعه، بل كانوا يطلقونه على المؤمنين بالرب "شيعة الناصريين" (أع 24: 5)، فلابد أن الكلمة سكها الوثنيون من سكان أنطاكية عندما انفصلت الكنيسة عن المجمع اليهودي، وحلت محل المجمع جماعة كانت غالبيتها من الأمم الذين آمنوا بالمسيح ......)

    وتقول أيضًا: (كان المؤمنون في أنطاكية هم أول من أطلق عليهم هذا الوصف. فحيث كُرز بالإنجيل للأمم كما لليهود، ظهر أن المسيحية شيء آخر غير اليهودية، وأنها ديانة جديدة. وحيث أن المؤمنين كانوا يتحدثون دائمًا عن المسيح، وأطلق عليهم الاسم "مسيحيون"، ولعلها كانت تنطوي أساسًا على نوع من التهكم. ويبدو أن المسيحيين أنفسهم لم يتقبلوا هذا الاسم بصدر رحب في البداية، ولكنه على توالي الأيام، التصق بهم وصاروا يعرفون به. وكما سبق القول، يظهر هذا الاسم ثلاث مرات في العهد الجديد، فنجد أول استخدامه في أع 11: 26، حين أطلق أولًا على المؤمنين في أنطاكية. وبعد ذلك يقول أغريباس الملك – متهكمًا – للرسول بولس: "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (أع 26: 28). ثم يقول الرسول بطرس: "لا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق ... ولكن إن كان كمسيحي، فلا يخجل، بل يمجد الله" (1بط 4: 16). ولا يرد هذا الاسم إلا في القرن الثاني، إذ كان إغناطيوس الأنطاكي هو أول مسيحي يطلق على المؤمنين أسم "مسيحيين". كما كتب بلليني (الحاكم الروماني للمنطقة التي أرس إليها الرسول بطرس رسالته الأولى) للامبراطور تراجان عن أناس قدموا أمامه بتهمة أنهم "مسيحيون"، ومنذ ذلك الوقت أصبح المؤمنون بالمسيح يشتهرون بهذا الاسم). وبعد ذلك قامت دائرة المعارف بتجميل هذه السُّبة، لتسهل على المؤمنين بها تقبلها والتفاخر بها، فقالت: (وليس ثمة ما هو أفضل من أن يُسمى المؤمنون بالمسيح باسم "مسيحيين" لإعلان انتمائهم للمسيح وتشبههم بحياته.)

    فلماذا رفضها إذًا المؤمنون الأول؟ فهل توصلتم إلى ما لم يتوصَّل إليه الآباء الأقدمون؟ وهل أفهم بذلك أنكم تهضمون السباب والشتائم، التى لم يرض عنها آباؤكم؟ أليس هذا من التقليد الذى كان ينبغى عليكم التمسُّك به؟

    ونخلص مما سبق أنها ليست دين يسوع، ولم يسمى يسوع أتباعه بها، وأنها تختلف اختلافًا تامًا عن دين موسى والأنبياء من بعده (وهى ما تسمونه باليهودية)، أما يسوع فقد كانت ديانته هى نفس ديانة موسى والأنبياء، وهى ديانة الإستسلام لأوامر الله ونواهيه، وهى التى نسميها الإسلام، فقد أقر يسوع نفسه بذلك قولا وعملا، فقد كان يقضى الليل كله فى الصلاة لله، طالبًا مرضاته: (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.) لوقا 6: 12 قائلا: (... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29، وقائلا: (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30، وقائلا: (.... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.) يوحنا 4: 34
    يسوع وولاؤه التام للناموس:
    كما أنه لم ينقض حرفًا من الرسالات السابقة، تبعًا لتصريحاته فى الأناجيل: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
    وأخبرهم أن موسى  هو الذى سيتبرأ منهم ويشكوهم لله تعالى، لأنهم شعبه الذى جاءهم بالكتاب، فإن كانوا لا يؤمنون بكتب موسى، فكيف سيصدقونه وهو التابع له ولما جاء به؟ أى لو كانوا يصدقون موسى والتوراة، لكانوا صدقوه أيضًا، الأمر الذى يشير إلى أنه لم يأت بجديد غير الذى فى التوراة! وهذا أكبر دليل على أنه كان يتبع تعاليم التوراة المنزلة على موسى عليهما السلام. (45«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ. 46لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. 47فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كلاَمِي؟».) يوحنا 5: 45-47

    بل جاء مؤيدًا كتب الأنبياء والناموس وقد طبَّقَ ذلك فى تعاليمه، فكان يذكر تأييد كلامه من أقوال الناموس والأنبياء، فقال: (13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا.) متى 11: 13

    وقال: (12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.) متى 7: 12
    وقد سأله أحد أتباع الناموس الغيورين عليه ليجربه قائلا: (36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».) متى 22: 36-40
    بل هاجم الكتبة والفريسيين دفاعًا عن الناموس، فقال: (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23

    وتمسَّكَ هو نفسه بتعاليم موسى، فقال لمن شفاه بإذن الله: (3فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلًا: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ. 4فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«انْظُرْ أَنْ لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدَّمِ الْقُرْبَانَ الَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ») متى 8: 3-4، راجع أيضًا مرقس 1: 40-44

    وأيَّد يعقوب تعاليمه فقال: (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضًا: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
    وأكَّد كاتب الرسالة إلى العبرانيين الناموس فقال: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28

    مزمور 19: 7-9 (7نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. 8وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. 9خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا.)
    وقال سفر الأمثال: («لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. 5اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي.) أمثال 4: 4-5

    وقال: (2لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيمًا صَالِحًا فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي.) أمثال 4: 2
    وقال: (20يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ.) الأمثال 4: 20-22

    وقال (30اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ. قَوْلُ الرَّبِّ نَقِيٌّ. تُرْسٌ هُوَ لِجَمِيعِ الْمُحْتَمِينَ بِهِ. 31لأَنَّهُ مَنْ هُوَ إِلَهٌ غَيْرُ الرَّبِّ! وَمَنْ هُوَ صَخْرَةٌ سِوَى إِلَهِنَا!) مزمور 18: 30-31

    وقال الرب إن وصيته تلزم أتباعه إلى ألف جيل: (9فَاعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ اللهُ الإِلهُ الأَمِينُ الحَافِظُ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلى أَلفِ جِيلٍ) تثنية 7: 9، فهل تغيير الناموس فيه وفاء بعهد الله؟

    ولعن الرب من يعرض عن هذا الناموس وكلامه: (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4

    ولعنه أيضًا فقال: (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
    وأعلن الرب غضبه على من يعرض عن شريعته التى أنزلها على موسى، واتبعها كل الأنبياء، فقال: (12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاسًا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.) زكريا 7: 12

    فماذا أرادوا كتبة الأناجيل الأمناء المجهولون؟ هل أرادوا إظهار يسوع فى صورة الإنسان المغضوب عليه، الملعون، غير الأمين، الذى لا يحفظ عهد الله تعالى، وذلك بإلغاء مبادىء الناموس وتعاليمه؟

    إن ما قاله بولس على الناموس واعتبرتموه كلام يسوع المقدس ليؤدى إلى هذه النتيجة:
    أولًا فقد جاء بكتاب ادعى أنه من عند يسوع نفسه، وهو الذى أوحاه إليه، على الرغم أنه من الفريسيّين الذين كان عيسى يمقتهم، وكانوا يناصبونه العداء، وعلى الرغم أنه لم يرى عيسى ولم يسمع منه من قبل، ولم يذكر كلمة واحدة أشار فيها إلى أن هذه الأقوال التى يقولها منسوبة إلى يسوع، فقال: (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
    قارن هذا بسيرته بعد أن اعتنق هذا الدين، وستتضح لك نيته فى إفساده: (وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعًا غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلًا أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضًا حَافِظًا لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئًا مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِرًا بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26

    وقوله: (25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئًا مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».) أعمال الرسل 21: 25، ليدل على تمسك التلاميذ بتعاليم يسوع، وأنه لم يُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة فقط، إذ أنهم رقضوا دعوة الأمم إلى كتاب الله، وكل ما قالوه لهم هو (أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا) وأن ما أُضيف فى نهية إنجيل متى من إرسال التلاميذ إلى جميع أنحاء العالم ليكرزوا بالإنجيل، ما هى إلا إضافة لاحقة، كما أقر علماء الكتاب المقدس، وسوف يأتى الكلام عن هذا بالتفصيل.

    فهل تاب بولس والتزم فعلا؟
    لا. لقد أصر على هدم يسوع وتعاليمه وإظهاره بمظهر المتمرد على الله وتعاليمه، لينفر منه الناس ومن تعاليمه، التى لم تلق قبولا عن الكهنة والفريسيين. وإن كنت مازلت غير مُصدِّق فاقرأ كتاباته: (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». ...... 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21

    (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا.) عبرانيين 7: 18-19
    (13فَإِذْ قَالَ«جَدِيدًا» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
    (7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
    (9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
    (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
    (5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا.) رومية 4: 5
    (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
    (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُودًا لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
    (27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذًا نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
    (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
    (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
    (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56

    وبالتالى فإن ما تسمونها المسيحية هى دين جديد من اختراع بولس وعصابة الكهنة الذين ساهموا فى القبض على يسوع وإعدامه (فى عقيدتكم)! فهل كان سيصعب على من أعدم الإله أن يُحرف كتابه، الذى لم يتكون إلا بعد ذلك بحوالى 300 سنة، وظلوا مختلفين فى بعض أسفاره حتى الآن؟

    فهل يُعقل أن يأتى يسوع بدين جديد، ثم يحتل معبد اليهود ليعلم أتباعه هذا الدين الجديد؟ أليس هذا نوع من التطرف والإرهاب؟ فلك أن تتخيل أن يقوم مسلم بالآذان فى الكنيسة وإقامة الصلوات الخمس بها؟ أليس هذا اعتداء على ديانة الآخرين؟ أليس هذا هو التطرف الذى يؤدى بلا أدنى شك إلى الإرهاب؟

    وهل يُعقل أن يبيع اليهود دينهم ويسكتوا على يسوع حيث يعلمهم الارتداد عن تعاليم موسى ؟ فلماذا لم يسكتوا إذن على بولس عندما قام بتعليم يهود الشتات الارتداد عن تعاليم موسى ؟ ألم يحاول اليهود أن يتصيدوا يسوع ولو بكلمة؟ فهل لم يسمعوه يعلم الناس هذه التعاليم التى تخالف الناموس، بل تدعو إلى تدميره وإلغاء العمل به، وهو القائل إنه لم يُعلم فى الخفاء؟

    (19فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».) يوحنا 18: 19-21

    وكيف كان يسفههم ويسبهم لعدم فهم دينهم أو اتباعه لو كان قد أتى بدين جديد؟

    صدقنى عزيزى القارىء .. لا يوجد شىء اسمه المسيحية، إلا ما اخترعه بولس ليحارب به ديانة يسوع السمحة التى جاء بها مؤيدًا موسى والأنبياء.

    هل تؤمنون حقًا أن إبليس هو إله هذا العالم؟
    إن جُلَّ ما يسعى إليه الشيطان هو أن يجعل المرء يكفر بالله أو يشرك به، فإن لم يستطع، حاول أن يجعله يحدث فى الدين ما ليس منه، فإن لم يستطع، حاول أن يدفعه إلى ارتكاب الكبائر، وإن لم يستطع، دفعه إلى المعاصى الصغيرة، التى سوف تقوده إلى احدى الكبائر، والاستهانة بأوامر الله تعالى.

    ومن الكبائر التى تؤدى إلى الكفر بالله تعالى أن تتوهم صفة خسيسة لله تعالى، تحقر من شأنه. ومن الصفات الخسيسة التى يتوهمها أصحاب العهدين القديم والجديد أن الله تعالى كان يهادن الشيطان ويخطب وده، بل ويساويه بنفسه، ويلجأ إلى استشارته فى ملكوته. بل زاد أصحاب العهد الجديد أنهم وصفوا الشيطان بأنه إله هذا الدهر، وأن يسوع جاء لينتزع منه حكم العالم، بعد أن تمكن إبليس من انتزاعه من الرب:
    اقرأ: الرب يأمر هارون بتقديم تيسًا لإرضاء الشيطان: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشًا وَاحِدًا لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10

    ومن هو عزازيل هذا؟ (8: عزازيل هو شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة) كما يقول هامش هذه الفقرة فى الترجمة العربية المشتركة بين كل طوائف المسيحية الكبار: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. وبعد أن كتب الهامش هذا المعنى أراد أن يتوَّه القارىء، فقال: (هناك رأى آخر يقول إن كلمة عزازيل مشتقة من الفعل عزل ومعناه أبعد كذلك فى العربية). والآن علينا أن نترجم ما قاله ونضعه فى النص؛ لنرى هل سيكون لهذا الكلام معنى!! لا.

    ولنرجع إلى الترجمة الكاثوليكية لنرى ماذا قالوا: يقول هامش هذه الفقرة: (يبدو أن عزازيل، بحسب الترجمة السريانية، هو اسم شيطان كان العبرانيون القدامى يعتقدون أنه يسكن البريَّة. والبريَّة أرض عقيمة لا يمارس فيها الله عمله المُخصب (راجع الآية 22 و17ظ7+).)

    كيف يوجد فى هذا الكون مكان لا يمارس الرب فيه عمله، ولا سيطرة له عليه؟ أليس هذا اعتراف بأن رب هذا الكتاب إله ناقص، وأن الشيطان ينافسه على الحكم وانتزع منه الأرض والصحراء؟

    وها هى المواضع الذى يقر فيها الكتاب أن الشيطان هو سيد هذا العالم وإله هذا الدهر ورئيس سلطان الهواء!
    (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4

    (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
    (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجًا.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
    (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11

    فلماذا يسميه الكتاب الذى تقدسونه إله هذا الدهر؟
    لماذا يسميه الكتاب الذى تقدسونه رئيس هذا العالم؟
    لماذا يسميه الكتاب الذى تقدسونه رئيس سلطان الهواء؟

    فهل اكتفى عزازيل بالتيس الذى قدمه له هارون بأمر الرب؟ لا إنه يريد الكعكة كلها، وليس جزءًا منها. لكن ربما يكون قد رضى مؤقتًا أن يُسمى فى الكتاب المقدس جدًا بإله هذا الدهر ورئيس سلطان الهواء، ورئيس هذا العالم.

    هل من كتب هذا الكلام من عبدة الشيطان وأراد أن يمجد إلهه على حساب يهوه/يسوع؟ أم أن الشيطان بنفسه هو كاتب هذا الكلام، الذى يحقر فيه يهوه/يسوع، ويمجد فيه نفسه، ويبرز انهزام الرب أما الشيطان وقوته؟

    لا تتعجب من قولى إنهزام الرب أمام الشيطان! ألم يأسر الشيطان يسوع/يهوه ويعتقله لمدة أربعين يومًا فى الصحراء، لم يدعه يأكل أو يشرب أو يتحرك إلا بإذنه، بل كان يقتاده، كما يقتاد الراعى خرافه إلى المكان الذى يريده؟

    ومن نشوة الشيطان بانتصاره على إلهه أمره بالسجود له؟ فأى تحقير هذا تنزلونه بمن تعبدون؟

    وبعد أن أكمل كل تجربة، والتى لم يُذكر منها إلا ثلاثة فقط فى مدة 40 يومًا، تركه الشيطان بمحض إرادته إلى حين، ولم يتمكن يسوع/يهوه من الفكاك منه فى أى لحظة على مدى أربعين يومًا! ألا يؤله هذا الكتاب الشيطان، وينفى ألوهية يسوع وضعفه أمام الشيطان؟ إن الشيطان لا يرضى إلا أن يحقر الرب ويسفهه فى الكتاب الذى أوهم العالم أنه مقدس، ليروا صورة الرب الهزيلة، التى تصور ضعفه وافتقاره إلى الشيطان، مقارنة بصورة الشيطان الزاهية القوية!!

    الرب يأمر بعبادة الأوثان:
    اقرأ: اعتقال الشيطان للرب وأسره فى الصحراء: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13

    ولا تتعجب من أن الرب نفسه يدافع عن الأوثان، ويدعو للذبح لها، أسوة بما فعله هو مع عزازيل، فقد اختار العديد من أنبيائه بعلمه الأزلى، وهو يعلم أنهم سيتركونه وسيعبدون الأوثان، ويُضلون عباده. فماذا فعل الرب مع بعضهم؟ لقد حكم على سليمان أنه حكيم، وحكم على أمصيا أنه عمل المستقيم أمامه. فهل الاستقامة فى عبادة الأوثان؟

    فها هو الكتاب يقول عن سليمان إنه عبد الأوثان، وبنى لها المذابح، ودعا الناس لعبادتها: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.) الملوك الأول 11: 4-7

    وها هو يحكم عليه يسوع (الرب عندكم) بأنه حكيم، وأنه عظيم، على الرغم من أنه مات على كفره، وحرم الرب أن يجلس شخص من نسله على عرش داود: (42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 42

    وها هو أمصيا يعبد أوثان بنى ساعير: (14ثُمَّ بَعْدَ مَجِيءِ أَمَصْيَا مِنْ ضَرْبِ الأَدُومِيِّينَ أَتَى بِآلِهَةِ بَنِي سَاعِيرَ وَأَقَامَهُمْ لَهُ آلِهَةً وَسَجَدَ أَمَامَهُمْ وَأَوْقَدَ لَهُمْ.) أخبار الأيام الثانى 25: 14

    وها هو الرب يمتدحه، ويعده من أصحاب العمل الصالح والاستقامة التى ترضى الرب: (3كَانَ عُزِّيَّا ابْنَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ يَكُلْيَا مِنْ أُورُشَلِيمَ. 4وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ.) أخبار الأيام الثانى 26: 3-4

    فهل عبادة الأوثان ترضى الرب؟
    فإن كان نعم، فقد عرفنا إلى أى دين تدعون؟
    وإن كان لا، فلماذا اختار أنبياء يعلم بعلمه الأزلى أنهم سيضلون، ويعبدون الأوثان؟
    ولماذا امتدح بعضًا من هذه الأنبياء؟
    بل لماذا تساهل مع إبليس حتى يعتقله لمدة أربعين يومًا فى الصحراء؟
    أين ذهبت قوته؟
    أين راحت عزته؟
    أين اختفت ملائكته؟
    وأين تلاشى عقله فى استسلامه للشيطان، واتخاذ عبيده ما حدث له قدوة يتبعونها فيما بعد ويستسلمون للشيطان؟
    بل لماذا طالب هارون أن يذبح تيسين، واحدًا له، والآخر لعزازيل؟
    ما الذلة التى يمسكها عليه إبليس حتى يخطب وده؟
    ما العهد الذى أخذه إبليس على الرب حتى يتساوى به؟
    وهل تساويا فى العزة والمجد والقدرة واتفقا على أن يكون الرب هو الصورة الظاهرة أمام الناس، بينما يتمتع إبليس بكل مظهر وجوهر الألوهية متساويًا معه، ولكن فى الخفاء؟ ولو كان الأمر كذلك، فلماذا خان الرب شريكه وأمر هارون أن يقدم تيس للشيطان فاضحًا إياه أنه هو إله هذا الدهر وسيد هذا الكون؟
    هل كانا يحكمان العالم سويًا؟ أم كان الشيطان هو الحاكم الفعلى والرب هو النائب له على عرشه؟

    بل لماذا طالب الرب بنى هارون أن يقتلوا كل من عبد الأوثان ولم يُقتل هارون نفسه؟

    ألم يقل الكتاب إن هارون هو الذى صنع العجل لهم، وأضلهم عن عبادة الله إلى عبادة الأوثان؟ (21وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ هَذَا الشَّعْبُ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيْهِ خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟» 22فَقَالَ هَارُونُ: «لاَ يَحْمَ غَضَبُ سَيِّدِي! أَنْتَ تَعْرِفُ الشَّعْبَ أَنَّهُ شِرِّيرٌ. 23فَقَالُوا لِيَ: اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا. لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ. 24فَقُلْتُ لَهُمْ: مَنْ لَهُ ذَهَبٌ فَلْيَنْزِعْهُ وَيُعْطِنِي. فَطَرَحْتُهُ فِي النَّارِ فَخَرَجَ هَذَا الْعِجْلُ». 25وَلَمَّا رَأَى مُوسَى الشَّعْبَ أَنَّهُ مُعَرًّى (لأَنَّ هَارُونَ كَانَ قَدْ عَرَّاهُ لِلْهُزْءِ بَيْنَ مُقَاوِمِيهِ) 26وَقَفَ مُوسَى فِي بَابِ الْمَحَلَّةِ وَقَالَ: «مَنْ لِلرَّبِّ فَإِلَيَّ!» فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لاَوِي. 27فَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ». 28فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُلٍ.) خروج 32: 21-28

    لقد حاسب الرب من أخطأ، واستمرت النبوة مع موسى أخى هارون اللاوى، وبرأ الرب وعبده موسى نبيه هارون من هذه التهمة المنسوبة إليه زورًا، وبهذا حكم الرب على هذا الكتاب بالتحريف وتشويه صورة أنبيائه ورسله!! فما مصلحة كاتب هذا الهراء من اتهام الرب بالسطل والثمالة عند اختيار أنبيائه وتشويههم؟

    اقرأ: رب الأرباب يتفق مع الشيطان للإنتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذًا كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!

    وها هو الرب يفشل وملائكته فى إغواء أخاب، الأمر الذى أدى إلى أن يتحنن الشيطان على الإله وفشله الذريع أمام عبيده، فاقتحم الشيطان اجتماع الرب مع ملائكته، نعم اقتحم الشيطان الاجتماع رغم كل الحراسات المتوفرة، وذلك لا يتأتى إلا بمعرفة الشيطان لأجندة اجتماعات الرب وجدول أعماله، وسماح ملائكة الرب وجنوده بالدخول على الرب فى اجتماعه الخاص مع قادة الجند.

    وعلى ذلك:
    1- إما أن يكون الشيطان عنده قوة وعلم يفوق علم الرب، بحيث يستطيع إنقاذه فى أى لحظة،
    2- وإما يعلم الرب ضعفه ويُقر به، فأمر بدخول الشيطان فى أى لحظة يريدها.
    3- وإما هناك جاسوس يعمل فى حضرة الرب لحساب الشيطان يبلغه بكل صغيرة وكبيرة، أو يدعوه فى المواقف الصعبة لإنقاذ الرب،
    4- وإما يجتمع الرب بأوامر من الشيطان، ثم لحق به الشيطان فى الاجتماع.
    5- وإما الرب والشيطان متعاونان تعاونًا وثيقًا، ويعلم جند السماء هذا فتركوه يدخل ويخرج إلى حضرة الرب، وقتما يريد الشيطان ذلك،
    6- أو تركته الملائكة خوفًا من بطشه بها، أو لعلمهم أن حلال المشاكل قد وصل ليخلص الرب وجنده من ورطتهم،
    7- أو أنه قتل كل الحراسة وفرض نفسه على قادة الجند وإلههم.
    5- وإما يخشى الرب الشيطان فترك له الحبل على الغارب، تجنبًا لبطشه وقوته، أو تزلفًا له، أو سترًا لفضيحة أو ذلة يمسكها عليه الشيطان، أو لسيطرته على شجرة الحياة والموت، التى ضرب الرب عليها حراسة من جنده، الذين يتساوى وجودهم مع عدمه (تكوين 3: 24).

    اقرأ: رب الأرباب يتفق مع الشيطان لإغواء عبده البار أيوب: (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًَا فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 6-12 ما هذا التعاون الوثيق بين الرب وإبليس؟! وما هذه الثقة التى يوليها الرب للشيطان؛ حتى يستأمنه على عبده ونبيه؟!

    هل تؤمنون أن الرب كجحش الفرا، ولا مزية له على البهيمة؟
    وجاءت المسيحية وقالت عن الرب إنه ولد من رحم امرأة متجسدًا فى صورة رجل، ولا يدرى عبَّاد هذا الإله أنه قال عن الإنسان إنه كجحش الفرا يولد، وأن ما يحدث له، يحدث للبهيمة، وأن كليهما باطل، وبالتالى شبهوا إلههم بالجحش والبهيمة وأنزلوه منزلتهما: (وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12

    (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20

    وقبل أن نبدأ سنلاحظ أن الكاتب لا يعقد مقارنة بالمرة بين وضع المرأة فى الإسلام والكتاب الذى يقدسه، بل يتجاهل تمامًا الفقه الحاخامي، والتراث الشفوي الديني اليهودي عامة، وكذلك آراء آباء الكنيسة الأول، في موقفهم من المرأة في الديانة اليهوديّة؛ فقد اقتصر المؤلف على عرض سريع لنصوص القرآن مبتورة لتخدم الغرض الذى يتمناه. كما أعرض عن استقراء النصوص التي صاغت الفكر اليهودي والمسيحى ونحتت فيه التصوّر الكلّي للمرأة .. وهو بذلك يريد أن يوهمنا أن المرأة فى هذه العصور كانت تحيا حياة آدمية كريمة، يعز عليها أن تفارقها. وهذا بخلاف ما يخبرنا به التاريخ والحقيقة، فها هو اللاهوتي ((ويليام باركلي)) ((William Barclay)) (1907م-1978م) أستاذ اللاهوت والنقد الكتابي في جامعة غلاسكو؛ قد لخّص حال المرأة عند اليهود بقوله: ((كان مقام المرأة رسميًا متدنيًا جدًا. لم تكن المرأة تُعدّ كبشر في الشريعة اليهودية، وإنّما كانت تعدّ شيئًا (a thing)، كانت تحت سلطان أبيها أو زوجها. كانت ممنوعة من تعلّم الشريعة، وكان يعدّ تعليم المرأة الشريعة كإلقاء اللؤلؤ إلى الخنزير..))
    William Barclay, The Letters to Timothy, Titus, and Philemon, p. 74

    لم يتحدث الكاتب عن موقف الكنيسة وآبائها (وهم مقودين من الروح القدس) من المرأة، إلا في لقطات مقتضبة وسريعة جدًا!! كما لم يتحدّث عن المرأة في القانون الكنسي، إلا في أمر الطلاق وتعدد الزوجات! .. وهو ما يعدّ قصورًا بالغًا عن الإحاطة بجوانب موضوع الكتاب!!


    ونبدأ من هنا ..

    تعليق


    • #3
      الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب

      البداية مع تغيير الهوية:


      يقول الكاتب - منتقدًا أسلوب المسلمين فى الدعوة – إن لديهم فى دينهم ما يخشون منه، وما يخجلهم، فيخبأونه عن المسلمين الجدد، وأثناء دعوتهم للغير. وبذلك يظنون أنهم أمسكوا نقيصة ما على الإسلام، فيقول تحت عنوان (1- تغيير الهوية):

      (وجدنا دعاة الإسلام يتفادون الإشارة إلي التعاليم التي تثير حفيظة المواطن الغربي مثل أن النساء غير مساويات للرجال، والرجال من حقهم ضرب نسائهم. إنهم لا يتعرضون إلي الحدود الإسلامية في القصاص مثل قتل المرتد وجلد السكير وقطع يد السارق.)


      أما بالنسبة للنساء فأذكرك بما قاله الله تعالى فى حقهن ومساواتهن بالرجال، وبما يقوله كتابك الذى تقدسه، ورجال الدين الذى تنتمى إليه. فهذه شبهة ألصقها أعداء الإسلام به، ليتخلصوا من ماضيهم الأسود تجاه المرأة، وليبرئوا دينهم وآباءهم من هذا السواد الملتصق بهم لصقًا لن يتمكنوا من الفكاك منه، مهما عاشوا، ومهما قالوا، ومهما حاولوا تمييع الموضوع فى عيون أتباعهم، وجعل اضهادهم للمرأة عملية تاريخية عاصر منها الجنس البشرى فى كل مراحل تاريخه.

      لكن لا. إنه تاريخ دينكم وحضارتكم فقط، فقد عاشت المرأة المصرية القديمة عصورًا من أجمل العصور، وأزهاها بالنسبة لكرامتها ووضعها الإجتماعى، وهذا بخلاف من حملوها وزر الخطيئة الأزلية، وخروج الجنس البشرى من الجنة:

      رأى الإسلام فى الأنثى:
      وهنا أدعو كل مسلم ومسلمة، وأناشد كل مسيحى ومسيحية أن يقرأ ما قدمه الإسلام للمرأة فى نقاط سريعة يسهل على القارىء تتبعها مؤيدة بآيات القرآن والأحاديث النبوية. وأدعو البابا وكل أتباعه ليتأملوا ما جاء به الإسلام فقط فى حق المرأة، وليتتبعوا، وليبحثوا عما قاله كتابهم بشأن هذه النقاط.

      فلم يكرم دين أو كتاب سماوى أو قانون وضعى المرأة كما كرمها الإسلام. فمن وقت أن أعلن الرب لملائكته أنه سيخلق فى الأرض بشرًا، جعلها خليفة لله ممثلة له على الأرض وشريكة للرجل فى استخلافه لها. لذلك رفع عنها الأغلال التى وضعتها الكتب الأخرى فى عنقها، وكرمها إذ سفهها الناس وأصحاب الأديان الأخرى، ورفعها إذ وضعها الناس والفلاسفة النصارى واليهود، فكرمها بنتًا وأمًا وزوجة وأختًا وطفلة ورضيعة وجنينًا فى رحم أمها. ولك أن تتخيل أن الله جعل هدف كل العبَّاد والنسَّاك والزهَّاد تحت أقدام امرأة: فقد ربط الجنة بأسفل أقدام الأم، امرأة.

      وزاد فى تكريمها فجعل الدنيا مؤنثة فى لغة القرآن، والرجال يخدمونها، والذكور يعبِّدونها، ويعملون من أجلها، والأرض مؤنثة، ومنها خلق آدم، وخلقت البرية، وفيها كثرت الذرية، وأُمِروا بتعميرها، والحفاظ عليها، والقتال من أجل خلود شريعة الله عليها، كما أُمِرُوا بالسجود لله عليها، والسماء مؤنثة، وقد زينت بالكواكب، وحُلِّيَت بالنجوم، التى تهدى الرجال فى طريقهم إلى بر الأمان، والنفس مؤنثة، وهى قوام الأبدان، وملاك الحيوان، والحياة مؤنثة، ولولاها لم تتصرف الأجسام، ولا عرف الأنام، والجنة مؤنثة، وبها وعد المتقون، وفيها ينعم المرسلون والشهداء والصالحون، والنار وجهنم وأسماؤها مؤنثة، وفيها يُعذب المذنبون من الرجال والنساء، وينتقم من ذنوبهم؛ لتخلصهم من أدرانهم وذنوبهم، ليتمكنوا من الخلود فى الجنة، ويخلد فيها الكافرون والمشركون ومن حكم الله عليهم بالخلود فيها.

      انظروا إلى تكريم الله للأب الذى أنجب بنتًا:
      عن عبد الله بن مسعود قال سمعت النبي  يقول: (من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها وأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعم الله التي أوسع عليه كانت له منعة وسترا من النار) رواه الطبراني

      وعن أبي هريرة أن رسول الله  قال: (من كن له ثلاث بنات فعالهن وآواهن وكفهن وجبت له الجنة. قلنا: وبنتين؟ قال: وبنتين. قلنا: وواحدة؟ قال: وواحدة.) رواه الطبراني في الأوسط (مجمع الزوائد ج: 8 ص: 158)

      ولم تشمل هذه الرعاية والعناية بنات الرجل فقط، بل أكثر من ذلك فقد قرر الله أن الجنة مصير من أدب جاريته وأحسن إليها: عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله : (من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران) صحيح البخاري ج: 2 ص: 899

      فهذا شرف لم يعطه الله للأب الذى أنجب ولدًا!! لقد أدخله الله مسابقة الفوز بالجنة! فقط لأنه أب لإبنة! فليفرح وليتفاخر الأب ذو البنات على الأب ذو البنين!

      تقول زيجريد هونكه: (إن الحلى التى يقدمها الأوروبى لحبيبته أو لزوجة صديقه أو رئيسته، سواء أكانت ماسًا أصليًا أو زجاجًا مصقولًا، هى عادة استوردت من الشرق، ويمارسها الناس كل يوم، ولا يعرفون لها مصدرًا).

      لقد ذكرت المرأة فى القرآن 24 مرة، وهو نفس العدد الذى ذكر فيه الرجل. ولم تعد المرأة فى ظل الإسلام كما كانت عند الآخرين دنسًا يجب التنزه عنه، ولكن تسامى الإسلام بالمرأة إلى علياء السمو، وجعل الزواج من نعمه سبحانه على عباده. فقد مدح الله فى كتابه الرسل السابقين لأنهم تزوجوا، فقال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) الرعد 38

      ومدح الله عز وجل أولياءه بأنهم يسألونه ذلك فى دعائهم، فقال سبحانه: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * قُلْ مَا يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) الفرقان 74-77

      وجعل الله على المرأة واجبات كما أعطاها حقوقًا، وفرض على الرجل واجبات، مثل ما فرض عليه من حقوق، لو أخذ كل منهما واجباته، وقام بها، وأعطى الآخر حقوقه، لاستقام أمر الحياة الزوجية والمجتمع.

      فى الحقيقة لا يعرف الإسلام التفرقة بين الرجل والمرأة على أساس أفضلية أحدهما على الآخر، ولكن تبعًا لطبيعة كل منهما أو الواجبات المُناطة بهما. فقد ساوى الإسلام بينهما فى الإنسانية، وفى الواجبات، وفى الحقوق، بل أولى المرأة اهتمامًا ورعاية لم يشملها الكتاب المقدس ولا تاريخ الشعوب اليهودية أو النصرانية أو حتى الوثنية. ولا أى قانون وضعى أنصف المرأة ورفعها، بل جعلها تاجًا على رؤوس الرجال والمجتمع، كما فعل الإسلام.

      فقد جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبدًا .. وبذلك حرر الإسلام المرأة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى: فقد حررها فى كل الجوانب النفسية والجسدية والعقلية والأمنية والعلمية.

      وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي للمرأة من العبودية، بل جعل حقوقها جزءًا من كيان الدين نفسه وشطرًا من الحقوق العامة للإنسان قبل أن يشرعها الإعلان العالمى لهذه الحقوق بأكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان. حيث شرعها الإسلام فى القرن السادس الميلادى بينما كان الإعلان العالمى فى عام 1948 (أى فى القرن العشرين).

      ولأن حقوق المرأة فى الإسلام ـ كما أشرت جزء من الحقوق العامة للإنسان فقد كفل الإسلام للمرأة من الحقوق ما أعطاها الحياة نفسها بكل شرف وعزة وإباء، وجعلها شريكة له فى كل أمور الحياة السياسية والإجتماعية، وراعى الناحية النفسية والأنثوية والجنسية لها. وحتى يُعلم هذا الأمر بصورة أوضح، سأبين حفظ حقوق المرأة في الإسلام ابتداءً من كونها جنين في بطن أمها إلى أن تقابل ربها:


      1- حفظ الإسلام حق المرأة قبل أن تُخلق، فجعلها الله خليفة فى الأرض، وأشركها فى التكليف مع آدم، فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة 30


      2- حفظ الإسلام إنسانيتها وساواها بالرجل فى الأصل والنشأة: فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13
      (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء) النساء 1
      وقال : (إنما النساء شقائق الرجال)

      3- حفظها الإسلام بأن جعلها آية من آياته، تطالب الرجل والمرأة على السواء شكر الله عليها، فقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21

      4- حفظها الإسلام بأن جعلها هبة الله للبشرية، فقال تعالى: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ) الشورى 49

      5- حفظها الإسلام بأن جعلها نعمة من نعم الله وقُربة من قرباته للبشرية، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * قُلْ مَا يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) الفرقان 74-77


      6- حفظ الإسلام كيانها فى المجتمع بأن اعتبرها مسئولة عن قيام الفضيلة والقضاء على الرذيلة فى الأرض، عن طريق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مثلها مثل الرجل. وبذلك حمَّلها مسئولية الدين والدعوة إليه، وجعله أمانة فى عنقها وعنق الرجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 71

      7- حفظ الإسلام الأنثى وجعل الإعتداء عليها من السفه بل اعتبره من الآثام وجعل البيت المسلم يبتهج لمقدمها: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ  يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) النحل 58-59
      (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) الأنعام 140

      8- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل قتلها قتلًا للبشر جميعًا، وهى تتساوى فى هذا مع الرجل، فقد قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة 32

      9- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في بطن أمها، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها، أو بعد ولادتها، أوجب الإسلام على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن) الطلاق 6

      10- حفظ الإسلام حق المرأة بحيث لا يُقام على أمها الحد، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها (ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها: حتى تضعي ما في بطنك)

      11- حفظ الإسلام حق المرأة راضعة؛ فلما وضعت الغامدية ولدها، وطلبت إقامة الحد قال  (اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه)

      12- حفظ الإسلام حق المرأة مُرضِعة، فجعل لها أجرًا، وهو حق مشترك بين الراضعة والمرضعة (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) الطلاق 6

      13- حفظ الإسلام حق المرأة مولودة من حيث النفقة والكسوة (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف) البقرة 233

      14- حفظ الإسلام حق المرأة طفلةً بأن جعل الأب يعق عنها مثل الذكر: وقد اختلف الفقهاء فى قدرها، فذهب جماعة إلى أنها شاتان عن الذكر، وشاة عن الأنثى.

      ورأى آخرون ـ ومنهم الإمام مالك ـ أنها شاة عن الذكر والأنثى، مستدلًا بحديث رواه ابن عباس: أن رسول الله  عقَّ عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا.

      15- حفظ الإسلام حق المرأة في فترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين، وأوجب على الزوج النفقة عليها في هذه الفترة لعموم أدلة النفقة على الأبناء.

      16- حفظ الإسلام حق المرأة في الحياة الهنيئة، فنهى عن الرهبانية وامتدح الزواج: (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) الحديد 27
      وقال رسوله الكريم : (تزوجوا فإنى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، ولا تكونوا كرهبانية النصارى). أخرجه البيهقى
      واعتبر الزواج من أُسس الحياة الهنيئة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21

      17- حفظ الإسلام حق المرأة في التمتع الجنسى بزوجها ووفَّى بمتطلباتها الجنسية معه: فببزوغ فجر الإسلام تبددت الأوهام التى كانت تعد الرابطة الزوجية دناءة بهيمية، ولم يقف الإسلام على ذلك، بل تسامى بتلك الرابطة فوق طابع الشهوة إلى ممارسة سامية عالية، فقد أرشد النبى  الزوجين إلى استصحاب التسمية، وحضَّ على ذلك لما فيها من الخير الكثير: عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله : (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتى أهله قال: "بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا"، فإنه إن يقدر بينهما ولد فى ذلك اليوم، لم يضره الشيطان أبدًا). متفق عليه

      ولم ير عيبًا فى الزواج، وجماع الرجل لزوجته، بل علم المسلمين الطريقة المثلى للجماع، فلا يقع الرجل على زوجته مثل الحيوانات، ويستمتع هو دونها، فأمر الرجل المسلم أن يُقدِّم لنفسه ويُهيِّىء زوجته ونفسه لهذا، بل وأثاب عليه: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) البقرة 223

      وعن أبى سعيد رضى الله عنه قال رسول الله : "إن الرجل إذا نظر إلى امرأته، ونظرت إليه، نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما"). صحَّحه السيوطى


      18- حفظ الإسلام حق المرأة في الميراث عمومًا، صغيرة كانت أو كبيرة قال الله تعالي (فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ) النساء 11

      19- حفظها الإسلام نفسيًا ومعنويًا وإجتماعيًا بأن ساوى بينها وبين الرجل فى أغلب التكاليف: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ ا للّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) النساء 36
      (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ  وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ) العنكبوت 7-9
      (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) النحل 90-91
      (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا  وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا  رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا  إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا  وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا  وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا  إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا  وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا  وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا  وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا  كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا ) الإسراء 22-40
      20- حفظ لإسلام المرأة بأن دافع عنها الله بنفسه وتوعد الذين يؤذونهن، وهى تشترك فى ذلك مع الرجل: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الأحزاب 58
      (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) البروج 10

      21- حفظ الإسلام حق المرأة بأن طلب إلى المؤمنين أدبًا ساميًا فى دخول البيوت للحفاظ على أعراض النساء وسمعتهن، وبعدًا بها عن مواطن الزلل والفتنة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) النور 27-28

      22- حفظ الإسلام المرأة بأن أمر رسوله أن يستغفر الله لها: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) محمَّد 19

      23- حفظ الإسلام أيضًا المشركات بأن منع قتلهن فى الحروب: عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: (وُجِدَت امرأة مقتولة فى بعض مغازى النبى  فنهى عن قتل النساء والصبيان) [الشيخان وغيرهما]

      24- حفظ الإسلام المرأة وحرَّمَ وأدها صغيرة، وفرض حسن تربيتها وتعليمها: قال الله تعالى: (وإذا الموءودة سُئلت بأى ذنب قتلت)
      وقال : (من كانت له أنثى، فلم يئدها، ولم يُهِنْها، ولم يؤثر ولده عليها، أدخله الله الجنة)

      25- حفظ الإسلام المرأة بأن اعتبرها من المكونات الأساسية لخيرات الدنيا والآخرة: قال : (أربع من أعطيهنَّ فقد أعطى خير الدنيا والآخرة: (قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وبدنًا على البلاء صابرًا، وزوجة لا تبغيه خوفًا فى نفسها ولا ماله)

      26- حفظ الإسلام المرأة بأن جعلها خير ما فى الدنيا كلها: قال : (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة).

      27- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل الجنة غاية حياة كل مؤمن تحت أقدامها، فأى شرف هذا الذى نالته المرأة فى الإسلام؟
      فقد روى أن رجلًا جاء إلى النبى  فسأله النبى: (هل لك من أم)؟ قال: نعم. فقال : (الزمها، فإن الجنة تحت أقدامها). ذكره الألبانى فى صحيح الجامع

      28- حفظ الإسلام المرأة بأن نزع عنها لعنة الخطيئة الأبدية التى وصمتها بها الأديان السابقة، واعتبرها وزوجها قد أذنبا ثم منحهما التوبة والغفران، فقال تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) البقرة 36، وقال: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ) الأعراف 20
      وعندما أدان شخصًا بمفرده، أدان آدم فقط، فقال تعالى:(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) طه 120

      29- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل لها نصيبًا فى الميراث، بعد أن كانت جزءًا منه فقال تعالى: (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) النساء 7
      فقرر نصيبًا لها فى الميراث باعتبارها زوجة، وباعتبارها بنتًا، وباعتبارها أمًا، وباعتبارها أختًا.
      (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَا نَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا * وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) النساء 11-12

      تعليق


      • #4
        الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب


        30- حفظ الإسلام المرأة بأن وهبها جميع حقوقها المدنية: فلها الحق فى إبرام العقود من بيع وشراء وإجازة وشركة وقرض ورهن وهبة وأن توكل غيرها، وأن تتوكل عن غيرها فيما يملك.

        31- حفظ الإسلام المرأة بأن أزال عنها القصر الدائم، فأقر أهليتها الكاملة، مانحًا إياها حق الولاية على مالها وشئونها.

        32- حفظ الإسلام المرأة بأن ذكرها الله تعالى فقط عندما تكلم عن العمل الصالح
        فقال تعالى بالعموم: (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) غافر 40، أما فى الخير فقد جاء بالذكر والأنثى (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40

        33- حفظ الإسلام حق المرأة في اختيار الزوج المناسب
        ، ولها أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيبًا لقوله  (لا تنكح الأيم حتى تستأمر) وقوله: (ليس للولى مع الثيِّب أمر)
        وفى الصحيحين: أن الخنساء بنت حزام قد زوَّجها أبوها وهى كارهة، وكانت ثيبًا! فأتت الرسول ، فردَّ نكاحها.

        34- حفظ الإسلام حق المرأة إذا كانت بكرًا فلا تزوج إلا بإذنها
        لقوله  (ولا تنكح البكر حتى تستأذن)
        وجاء فى السنن من حديث ابن عباس: أن جارية بكرًا أتت النبى ، فذكرت أن أباها زوجها وهى كارهة. فخيرها النبى .
        وجاءت فتاة إلى النبى  فقالت: إن أبى زوجنى ابن أخيه ليرفع بى خسيسته. قال الراوى: فجعل أمرها إليها.
        فقالت: قد أجزتُ ما صنع أبى! ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس للآباء من الأمر شىء.

        35- حفظ الإسلام حق المرأة في صداقها،
        وأوجب لها المهر (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) النساء 24

        36- حفظ الإسلام حق المرأة مختلعة،
        إذا بدَّ لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله  (أقبل الحديقة وطلقها)

        37- حفظ الإسلام حق المرأة مطلقة:
        (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) البقرة 241

        38- حفظ الإسلام حق المرأة أرملة
        ، وجعل لها حقًا في تركة زوجها: قال الله تعالي (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ) النساء 12

        39- حفظ الإسلام حق المرأة بأن لا يكون لها عدة
        ، إذا طُلِّقت قبل الدخول بها: قال الله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا) الأحزاب 49

        40- حفظ الإسلام حق المرأة يتيمة،
        وجعل لها من المغانم نصيبًا، قال الله تعالي (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) الأنفال 41
        وجعل لها من بيت المال نصيبًا قال الله تعالي (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين) الحشر 7
        وجعل لها في القسمة نصيبًا(وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين فارزُقُوهُم مِنْهُ) النساء 8
        وجعل لها في النفقة نصيبًا (قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين) البقرة 215

        41- حفظ الإسلام حق المرأة في حياتها الاجتماعية
        ، وحافظ على سلامة صدرها، ووحدة صفها مع أقاربها، فحرم الجمع بينها وبين أختها، وعمتها، وخالتها، كما في الآية، والحديث المتواتر.

        42- حفظ الإسلام حق المرأة في صيانة عرضها
        ، فحرم النظر إليها (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) النور 30

        43- حفظ الإسلام حق المرأة في معاقبة من رماها بالفاحشة
        ، من غير بينة بالجلد (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) النور 4

        44- حفظ الإسلام حق المرأة في ردِّ زوجها الناشز إلى حدود الله
        عن طريق إدخال أحد الأهل أو ذوى الرأى للإصلاح بينهما: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ.) النساء 128

        45- حفظ الإسلام حق المرأة أمًا، وأوجب لها الإحسان، والبر
        ، وحذر من كلمة أف في حقها، بل جعل دخول الجنة متوقفًا على رضاها. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} سورة الإسراء (23)

        46- حفظ الإسلام حق المرأة في السكنى وساواها بزوجها:
        (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) الطلاق 6

        47- حفظ الإسلام حق المرأة في صحتها
        فأسقط عنها الصيام إذا كانت مرضع أو حبلى

        48- حفظ الإسلام حق المرأة في الوصية
        ، فلها أن توصي لِما بعد موتها قال الله تعالي (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ) النساء 12

        49- حفظ الإسلام حق المرأة في الإجارة:
        فقد أجارت أم هانىء رجلًا من المشركين فى بيتها، أراد على أن يقتله بناءً على أوامر رسول الله ، ولم تكن تعرف أن الرسول  قد أباح دمه. فذهبت واشتكت ذلك للرسول ، فقال لها: (قد أجرنا مَن أجَرَتِ يا أم هانىء).

        50- حفظ الإسلام حق المرأة في الإستقلال السياسى بشخصيتها
        ، وتلمح هذا فى الزعامة النسائية التى قادتها هند بنت عتبة عندما رأست وفد النساء لمبايعة الرسول .

        وإذا علمت أن التى روت هذا الحديث هى أميمة بنت رقيَّة؛ لا يبعد أن تلمح على وجهها هى الأخرى دلائل: (سكرتيرة الحركة النسائية)
        فقال : (أبايعكن على أن لا تُشركن بالله شيئا)
        فقالت هند: وكيف نطمع أن يقبل منا ما لم يقبله فى الرجال؟
        فقال : (ولا تسرقن)
        فقالت هند: إن أبا سفيان رجل شحيح! إنى أصبت من ماله هناة ؛ فما أدرى: أتحل لى أم لا؟ فقال أبو سفيان ـ وكان حاضرًا ـ: ما أصبت من شىء ـ فيما مضى ـ فهو لك حلال. فضحك رسول الله  ـ وعرفها ـ فقال لها: (وإنك لهند بنت عتبة!)
        قالت هند: نعم! فاعف عما سلف ـ يا نبى الله ـ عفا الله عنك.
        فقال : (ولا تزنين!)
        فقالت: أو تزنى الحرة؟
        فقال: (ولا تقتلن أولادكن)
        فقالت: ربيناهم صغارًا، وقتلتهم كبارًا. فأنت وهم أعلم! (تشير إلى مقتل ابنها حنظلة، وقد قتل يوم بدر) فضحك عمر ـ وكان حاضرًا ـ حتى استلقى على ظهره! وتبسم رسول الله .
        فقال: (ولا تأتين ببهتان!)
        فقالت: إن البهتان لأمر قبيح! وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق!
        فقال: (ولا تعصيننى فى معروف)
        فقالت: والله ما جلسنا مجلسنا هذا، وفى أنفسنا أن نعصيك فى شىء.
        فانظر إلى هذه الظاهرة العظيمة: ظاهرة حرية المرأة فى نقاشها، وحوارها للنبى ! حرية لا يحلم بها الرجال عند أعظم ملوك الأرض ديمقراطية!!
        ولعلك فهمت من مبايعة النبى  للنساء مبايعة مستقلة عن الرجل، أن الإسلام يعتبرهن مسئولات عن أنفسهن مسئولية خاصة مستقلة عن مسئولية الرجل!
        فقبل أن يعرف العالم كله ما يسمى بالحقوق السياسية سواء كانت للرجال أم للنساء كانت المرأة المسلمة تتمتع بهذا الحق وفى أعلى مستوياته ـ أعنى حقها فى مبايعة رئيس الدولة كما كان الرجال يبايعون الرسول  على السمع والطاعة والالتزام بما يأمر به الشرع من الأحكام وهو ما يعرف باسم "البيعة".
        وقد روى فى الصحيحين أن النساء اجتمعن مرة، وقلن للرسول : (غلبنا الرجال! فاجعل لنا يومًا من تلقاء نفسك. فوعدهن يومًا لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن)
        ولا تعوزك الآيات الصريحة التى تقرر للمرأة استقلالها التام عن الرجل تجاه الله: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) التحريم 10
        (وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) التحريم 11
        فالمرأة فى القرآن امرأة صالحة لا يؤثر عليها صلاح الرجل أو فساده أو هى طالحة لا ينفعها فى الآخرة صلاح الرجل وتقواه أو طغيانه؛ فهى ذات مسئولية مستقلة فيما يتعلق بشئونها أمام الله! الأمر الذى جعل الله أن يوجه اللوم لآدم وحواء على ذنبيهما.

        51- حفظ الإسلام للمرأة الإدلاء برأيها وضمن لها الحق في تحاورها مع أعلى سلطة فى الدولة فى شأن زواجها وأولادها:
        (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المجادلة 1-4
        هذه الآيات الأربع نزلت فى حادثة بين أوس بن الصامت وزوجه خولة بنت ثعلبة. قال لها: أنت علىّ كظهر أمى.
        وما برحت حتى نزلت الآيات تشنع على المظاهرين من نسائهم، وتبكتهم، وتضع طريقًا للخلاص من الظهار، وتبين أنه ليس طلاقًا ولا موجبا للفرقة.

        وانظر بعد ذلك كيف جعل القرآن مجادلة المرأة للرسول  قرآنًا يُتلى إلى يوم الدين، وجعله تشريعًا عامًا خالدًا.
        فآيات الظهار وأحكامه فى الشريعة الإسلامية، وفى القرآن الكريم لأثر من آثار الفكر النسائى، وصفحة إلهية خالدة تلمح فيها على مر العصور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة، وأن الإسلام لا يراها مخلوقة تُقاد بفكر الرجل ورأيه، وإنما لها رأيها. ولرأيها قيمته فى بناء المجتمع المسلم، بل وفى التشريع الإسلامى.


        52- حفظ الإسلام حق المرأة فى مناقشة الحاكم ومراجعته فيما يخالف أوامر الله:
        وعلى هذا المبدأ ـ وهو مبدأ احترام رأى المرأة وأن لها حقها فى التفكير وإبداء الرأى ـ قبل عمر بن الخطاب نقدها إياه ـ وهو خليفة المسلمين ـ وهو يخطب الناس ويحذرهم التغالى فى المهور! ولم يلبث أن رجع عمر إلى رأيها، وعاد على نفسه باللائمة!!

        53- جعل لها الحق فى المشاركة فى نصرة دين الله:

        فتركها تطبب المجاهدين وتسقيهم، وفرض عليها الجهاد بكل ما تملك وقت غزو الأعداء على الدولة المسلمة. وكان يقرع الرسول  بين نسائه إذا أراد أن يغزو أو يحج. وكان  يعطى المرأة من الغنائم. وكان يبيح قتل المرأة إذا كان لها فى قوة العدو رأى، أو كانت تمسك بالسيف وتحارب كالرجال. وقد ذكر رجال الحديث أن جملة من لم يؤمنهم النبى  يوم الفتح أربعة عشر، منهم ستًا من النساء.
        وهذا اعتراف من الإسلام أن هناك من النساء من لها من قوة الرأى والقوة السياسية ما يجعلها تساوى عدة رجال!!

        54- حفظ الإسلام حق المرأة فى حفاظه على إنسانيتها وقت حيضها
        ، فلم يجعلها تتسبب فى نجاسة كل ما تلمسه، بل جعل زوجها يتمتع بها وتتمتع به، دون الجماع. كما حافظ على إنسانيتها أثناء فترة حيضها ونفاسها، فلا يحق للرجل نبذها أو عزلها عن المجتمع بسبب حيضها، ولنا فى رسول الله  أسوة حسنة فى معاملة السيدة عائشة رضى الله عنها أثناء فترة حيضها. فكان يلامسها ويفاخذها دون الوطأ، وكان يتحرى موضع فيها على الإناء ليضع عليه فاه ويشرب.

        55- حفظ الإسلام حق المرأة فى احتفاظها باسمها الشخصى ولقب العائلة: فقد نادى الله مريم باسمها الشخصى فى القرآن، واسمها منسوبًا إلى جذور عائلتها، وجعل اسمها قرآنًا يُتلى ويُتعبَّد به، شأنها فى ذلك شأن الأنبياء، بل نادى نبيه وحبيبه عيسى  بابن مريم، ولم يكتفى بقول عيسى فقط: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) آل عمران 42
        (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) البقرة 87
        (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوك اِمْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمّك بَغِيًّا) مريم 28
        (وَمَرْيَم اِبْنَة عِمْرَان الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجهَا) التحريم 12

        56- كرَّمَ الإسلام المرأة بأن سمَّى سورة باسم النساء الكبرى، وسورة باسم النساء الصغرى (المشهورة بسورة الطلاق)، وسورة باسم مريم، وليس هناك سورة باسم الرجال.

        57- سجل القرآن للمرأة قوة فراستها:
        حيث لم تكن رأته غير مرة واحدة سقا لهما فيها ماشيتهما.وهذا القدر من الرؤية ليس من شأنه أن يمكن الإنسان من معرفة أسرار النفوس ودخائلها، إلا إذا كان قد أوتى من قوة الفراسة ما أوتيته ابنة شعيب!
        (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)القصص26

        58- سجل القرآن للمرأة حسن حيلتها:
        وكيف أنقذت بحسن هذه الحيلة طفلًا من بطش فرعون: (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) القصص 12

        59- سجل القرآن للمرأة ذكاءها وبعد نظرها:
        فقالت ملكة سبأ لمستشاريها: إن كان نبيًا حقًا لم تصادف هديتنا مكانًا فى قلبه، ولم تَحُل بينه وبين تبليغ أمر ربه. وإن لم يكن، فسوف يفرح بها، ويعرض عن قتالنا!!
        (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) النمل 35
        وقد كان لها ما قدره بعد نظرها وعلمها بالأمم الأخرى، وإلمامها بشىء من أديان وحضارات الشعوب الأخرى: (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ) النمل 36-37

        60- سجل القرآن للمرأة حسن سياستها وتدبير ملكها على أساس الشورى
        ، وعدم الإستبداد بالرأى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) النمل 29-34
        انظر إلى الآيات التى تصور حصافة رأى المرأة، وسبرها لغور النفوس، وتجد فى الوقت نفسه عدم الإغترار بما يبديه الأتباع والأشياع من إظهار الاعتداد بنفوسهم وقوتهم، وعدم الإكتراث بغيرهم فى وقت الكلام.
        يصور كذلك عدم تبعيتها العمياء لما يقوله الرجال، حتى ولو كانوا من كبار رجالات الدولة أو ذوى الرأى والمشورة، فقد أظهرتها الآيات أنها كانت أكثر منهم عقلًا وحكمة وعلمًا وفراسة وحسن تدبير لعظائم الأمور.

        61- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى الدماء:
        وقد يكون هذا من أهم مظاهر التسوية بين الذكر والأنثى فى الحقوق البشرية المشتركة بينهما: فقد قررت أن يقتل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل.
        (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) المائدة 45
        (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 179

        62- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى اللعان
        : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَؤُ عَنْهَاالْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) النور 4-9
        وقارن بإلغاء ما يعرفه الكتاب المقدس من أن تشرب المرأة ماءً مخلوطا بالتراب، فإن لم تمرض فهى بريئة.

        63- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى الشهادة:
        فهناك حالات لا تُقبل فيها إلا شهادة المرأة دون الرجل، وهى القضايا التى لم تجر العادة بإطلاع الرجال على موضوعاتها، كالولادة والبكارة، وعيوب النساء فى المواضع الباطنة.
        وهناك شهادة الرجل وحده، وهى القضايا التى تثير موضوعاتها عاطفة المرأة، ولا تقوى على تحملها بما أودع فيها من عاطفة الرحمة والحياة، وذلك كالحدود والقصاص.
        ومع ذلك فقد رأوا قبول شهاداتها فى الدماء، إذا تعيَّنت طريقًا لثبوت الحق، وذلك فيما إذا وقعت الجريمة فى مكان ليس به إلا النساء. ومن القضايا ما تقبل فيها شهاداتهما معًا، وهى القضايا التى ليس موضوعها من أحد النوعين السابقين.

        64- حفظ الإسلام حق المرأة في جسدها بعد موتها، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله  (كسر عظم الميت ككسره حيا)

        65- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في قبرها، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله  (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر)

        66- حفظ الإسلام حق المرأة فى الحساب أمام رب العالمين، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة: وبذلك ساوى بينهما فى الثواب والعقاب فى الآخرة: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الأحزاب 35
        (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل 97
        (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40
        (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء 124
        (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) آل عمران 195
        (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 72
        (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا) الفتح 5
        (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)الحديد12

        67- حفظ حق المرأة فى أن ربطها بالسعادة الأبدية فى الدنيا والآخرة: وجعل الجنة تحت أقدامها، ودخولها يتوقف على رضاء الأم على أبنائها من الرجال والنساء. وجعل عقوبة عقوق الوالدين تُعجل فى الدنيا قبل الآخرة. وجعل الأم من أحق الناس بحسن صحابة المرء.

        وقد أكد القرآن على هذا الرابط بين السعادتين، وجعل سعادة الدنيا وسيلة لسعادة الآخرة. (وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا) الإسراء 72

        بل من جميل صنع الله بالمرأة أن جعل الرجل يتعامل مع الأجناس الدنيا من الوجود، فإنه إما زارع يتعامل مع التربة والمواشى والحيوانات، وإما صانع يتعامل مع المادة الصماء .. ولكن المرأة تتعامل مع أشرف شىء فى الوجود وهو الإنسان، والمرأة التى لا تريد الإقتناع بهذه المهمة تكون امرأة فاشلة.

        بل خلَّدَ القرآن امرأة فى سورة المجادلة، واحترم الإسلام رأيها، وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول، وجمعها وإياه فى خطاب واحد (والله يسمع تحاوركما) المجادلة 1. وقرر رأيها، وجعله تشريعًا عامًّا خالدًا. فكانت سورة المجادلة أثرًا من آثار الفكر النسائى، وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة، فالإسلام لا يرى المرأة مجرد زهرة، ينعم الرجل بشم رائحتها، وإنما هى مخلوق عاقل مفكر، له رأى، وللرأى قيمته ووزنه.

        قارن هذا عزيزى الكاتب بقول بولس إن لا يأذن للمرأة أن تُعلِّم وتظل صامتة لسبب غريب حدًا، وهو أن آدم خلق قبلها: (12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلًا ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 12-14
        وقوله: (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
        إنها بحق كارثة حلَّت على المرأة بسبب الكتاب الذى تعتقدون قدسيته عزيزى الكاتب! فما علاقة هذا الكتاب بالعقل أو الإنسانية أو الرحمة أو حتى المحبة؟

        وكان النبى  يقول عن نفسه: (أنا ابن العواتك من قريش). والعواتك هنَّ نساء من قريش، كانت كل منهن تُسمَّى عاتكة.
        وقال : (النساء شقائق الرجال)، أى جزء أو شق منهم.
        وقال : (من سعى على ثلاث بنات فهو فى الجنة، وكان له أجر المجاهدين صائمًا قائمًا.)
        وقال : (خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائى).
        وحتى لا يشقُّ الرجال على نسائهم، فقد قال  عنهن: (أنهن خُلِقنَ من ضلع أعوج، إذا حاولت أن تقيمه كسرته، فسايسوهن تستمتعوا بهن).
        وعن أسماء بنت أبى بكر قالت: قدمت على أمى وهى مشركة في عهد قريش، إذ عاهدوا رسول الله ، ومدتهم مع أبيها، فاستفتت النبي  فقالت له: (يا رسول الله، إن أمي قدمت علىّ وهي راغبة؟ أفأصلها؟ قال: (نعم، صليها).
        جاء رجل إلى رسول الله  فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أبوك).
        وقال : (إذا صلت المرأة خَمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلى الجنة من أىِّ الأبواب شئت.)
        ويكفى النساء المسلمات شرفًا على الرجال أن أول من آمن بالرسول  هى زوجته السيدة خديجة، وأول شهيدة فى الإسلام هى سُميَّة أم عمَّار بن ياسر، وأول من أؤتُمِنَ على حفظ كتاب الله بعد جمعه هى أم المؤمنين حفصة بنت عمر.
        وقال : (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا، وخياركم لنسائهم خلقًا)
        وقال : (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى) حسن صحيح، أخرجه الترمذى والدارمى وابن ماجه

        عزيزى الكاتب: قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب الذى تقدسه وآراء آباء وفلاسفة المسيحية، ثم أخبرنى: هل علمت كل هذا عن الإسلام وكتمته عن أتباعك؟ وهل علمت كل الذى كتبته لك عن المسيحية وكتمته عن مستمعيك وقرائك؟ فلو كنت علمت ذلك وكتمته عن قرائك فأنت غير أمين، وغير جدير بالمنصب الذى تشغله، ويجب ألا تقود أيًا من المؤمنين بك!! ولو كنت لا تعلمه فهذه كارثة أكبر!!


        تعليق


        • #5
          الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب


          قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب المقدس جدًا وآراء آباء وفلاسفة المسيحية:


          ونلخص وضع المرأة في الكتاب المُقدّس جدًا:

          1- حكم الكتاب على المرأة بالتحرق الجنسى وفضل عدم الزواج منها، وشجعها على العزوبية، وشجع الرجل على إخصاء نفسه:
          (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا.) كورنثوس الأولى 7: 1-2
          (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْيًا كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
          (38إِذًا مَنْ زَوَّجَ فَحَسَنًا يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيًّا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
          (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلال، إذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟

          2- قضى على إنسانية المرأة، ولم يفتح أمامها بابًا للطلاق إلا عن طريق الزنى:
          (ومن يتزوج مطلَّقة فإنه يزنى) متى 5: 32 فأين إنسانية المطلقة؟ أين حقها الطبيعى فى الحياة؟ لماذا تعيش منبوذة جائعة متشوقة للزواج ولا تستطيعه؟

          3- وفرض عليها أن تتزوج أخَ زوجها إذا مات زوجها:
          (5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7«وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْمًا فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».) (تثنية 25: 5-10)

          4- ولم ينس الكتاب المقدس إذلال المرأة حتى يوم عرسها:
          (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْيًا 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعًا بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14

          5- إذا زنى رجلها دفعها الرب إلى العهر إنتقامًا منه:
          هكذا انتقم الرب من داود لزناه بامرأة أوريا فدفع نساءه للعهارة: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ) صموئيل الثانى 12: 11

          6- عندما ينتقم الرب من النساء يعرى عورتهن:
          (يُصلِعُ السيد هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ) أشعياء 3: 17

          7- شبَّه الرب الكفر به أو الشرك بالمرأة العاهرة، ولم يشبهه بالرجل:
          اقرأ قصة العاهرتين: أهولا وأهوليبا (رمز للمدينتين السامرة وأورشليم) حزقيال 23: 1-21

          8- كرَّمَ الكتاب المقدس نساء لعهارتهن:
          فقد افتخر الكتاب المقدس بيهوديت التى زادها الرب بهاء ليزدان جمالها فى عيون من سيزنى بها، أى يجملها الرب لعملية الزنى التى سوف تحدث، أى صوروا الرب فى شكل قوَّاد. وكذلك كانت أستير. فلك أن تتخيل وجود سفرين فى الكتاب المقدس باسم عاهرتين!!

          9- تتضاعف نجاسة المرأة بإنجابها الأنثى:
          والمرأة التى تلد ذكرا فتكون نجسة سبعة أيام، أما إذا ولدت أنثى فتكون نجسة لمدة أسبوعين (لاويين 12: 1-5)

          10- المرأة الحائض والنَّفساء فى التّوراة مخطئة ولابد لها من كَفّارة لتتوب عما لم تقترفه:
          المرأة الحائض والنّفساء في التّوراة مخطئة وعليها أن تقدم ذبيحة بعد أيام تطهيرها ليُكفِّر عنها الكاهن. (لاويين 15: 29-30)

          11- المرأة تسبب شللا للحياة اليومية:
          كذلك المرأة الحائض نجسة، ومن يلمسها فهو نجس، وثيابها نجسة، ومن يلمس ثيابها فهو نجس، والفراش الذى تجلس عليه يكون نجس، ومن يجلس على هذا الفراش يتنجس (لاويين 15: 19-28) وبذلك أصبحت المرأة الحائض فى التّوراة مخطئة وكالمصابة بالجذام

          12- هانت المرأة عليهم فكان مهرها لا يساوى غير (غلفة ذكر رجل ميت):
          (25فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.) صموئيل الأول 18: 25

          13- من حق الأب أن يبيع ابنته:
          (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7

          14- حليفة الشيطان وصاحبة آلام البشرية فى هذه الحياة:
          (12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 12، وصدقه الرب وتحامل على المرأة، وجعلها وحدها صاحبة الخطيئة. (وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 14
          (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
          (كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا) كورنثوس الثانية 11: 3

          15- اعتبرها ليست من جنس البشر:
          (8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 8-9
          لذلك قرر أحد المجمع، أن المرأة حيوان نجس، يجب الابتعاد عنه، وأنه لاروح لها ولا خلود، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة، والملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
          وهذا هو السبب الذى جعل أكبر لاهوتى الكنيسة يدعون لإنعقاد مجمع باكون العالمى عام 586م لبحث: هل تُعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحًا إنسانيًا، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا: قرروا أنها إنسان، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية، التى تنجيها من جهنم، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.
          لذلك أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
          وقال شوبنهاور: (المرأة حيوان، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)

          16- المرأة نعجة وبقرة:
          (صموئيل الثانى 12: 1-7) وتحكى أن أرسل الرب النبى ناثان إلى داود يستفتيه فى حكم الرجل الغنى الذى عنده نعاج وأبقار كثيرة، واعتدى على نعجة الرجل الفقير، قد سمَّى المرأة فى الحالتين نعجة وبقرة.
          بل وصفوا مريم عليها السلام أشرف نساء العالمين بأنها نعجة، لأن امرأة الخروف لا تكون إلا نعجة: («هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَروفِ».) رؤيا يوحنا 21: 9، والخروف هنا هو رب الأرباب وملك الملوك: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَروفَ، والْخَروفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ،) رؤيا يوحنا 17: 14

          17- المرأة كلبة:
          (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-28

          18- المرأة أغبى من الدواب: لا تفهم، وعليها ألا تناقش ولا تسأل فى الكنيسة:
          ليس للمرأة أن تناقش داخل الكنيسة لتفهم، فهو يفترض أن الرجل هو صاحب العقل، ولا يفهم إلا هو، لذلك من لا تفهم عليها بسؤال زوجها فى البيت! (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35

          19- إله المحبة أمر بقتلها فى الحروب:
          ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
          (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا») صموئيل الأول 15: 3

          20- إله المحبة أمر بشق بطون الحوامل فى الحروب:
          (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

          21- ملاك الرب يسمِّى المرأة (الشرّ):
          (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8




          أما عن التاريخ التطبيقى للكتاب الذى يقدسه اليهود وغيرهم:
          وكانت المرأة عند الرومان تُبَاع وتُشتَرى كأى سلعة من السلع، كما أن زواجها كان يتم أيضًا عن طريق بيعها لزوجها. وكان لهذا الزوج بعد ذلك السيادة المطلقة عليها. ولم يكن يُنظَر إلى المرأة كأنها ذو روح بل كانت تُعتَبر مخلوقًا بغير روح، ولهذا كان يُحرم عليها الضحك والكلام إلا بإذن. وهذا مطابق لقول بولس: (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
          قارن هذا بقول المرأة لعمر بن الخطاب : (اتق الله يا عمر! فإن الله لم يحدد المهور)، وهو يومها خليفة المسلمين: وهو أمام شعبه رجالا ونساء، يخطب الناس ويحذرهم التغالى فى المهور! ولم يلبث أن رجع عمر إلى رأيها، وعاد على نفسه باللائمة!! بل أقر على المنبر قائلا: أصابت امرأة وأخطأ عمر!

          ويقول صاحب "عودة الحجاب": (واقتداءً برسول الله ، فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهنَّ يومًا إلى الليل، وراجعت امرأةُ عمر عمرَ  فقال: "أتراجعينى؟"، فقالت: "إن أزواج رسول الله  يراجعنه، وهو خير منك".)

          ثم قارن بفعل الرب فى الكتاب المقدس ليخرس المرأة عن التكلم: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8

          كما كان بعضهم يُغالى أحيانًا فيضع فى فمها قفلًا من حديد، كانوا يسمونه الموسيلير Moselier، وكانوا يحرمون عليها أحيانا أكل اللحوم كما كانت تتعرض لأشد العقوبات البدنية باعتبارها أداة للغواية وأحبولة من حبائل الشيطان. وكان للرجل أن يتزوج من النساء ما يشاء ويتخذ من الخليلات ما يريد.

          ولما اعتنق الرومان المسيحية أصبح للزوجة الأولى بعض الميراث ـ أما بقية الزوجات فكنَّ يُعتَبرن رفيقات. والأبناء منهن يُعاملن معاملة أبناء الزنا اللقطاء، ولذلك لا يرثون ويُعتبرون منبوذين فى المجتمع.

          ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر أن ما لاقته المرأة فى العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف "ليس للمرأة روح" تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها، وربطها بالأعمدة، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول، ويسرعون بهن إلى أقصى سرعة حتى تموت، ثم يربطون الشقيات بالأعمدة ويصبون النار على أبدانهن.
          وعن سكب الزيت المغلى على أجساد النساء يروى الدكتور اسبرينج Dr. Aspring أن النصارى قد أخذوه وتفننوا فيه، بل أصبح قانونًا فى بداية القرن السادس عشر: "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية"

          أما كون المرأة بلا روح فليس هذا منحصرًا فى القرون الأولى للمسيحية فقط، بل امتد إلى أواخر القرن السابع عشر الميلادى. عندما أصدر رجال العلم والمعرفة فى رومانيا فتوى تنص على أنه (ليس للمرأة روح).
          ففى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام 586 م ـ أى فى زمن شباب النبى محمد صلى الله عليه وسلم ـ مؤتمرًا (مجمع باكون) لبحث: هل تُعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحًا إنسانيًا، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا: قرروا أنها إنسان، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية، التى تنجيها من جهنم، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.

          كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس، يجب الابتعاد عنه، وأنه لاروح لها ولا خلود، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة، والملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".

          وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
          وقال لوثر: (المرأة كمسمار يُدَّق فى الحائط)

          ويقول الأستاذ Abduh2000 فى مقاله بمنتدى برسوميات بعنوان: (المرأة في الكتاب المقدس والديانة النصرانية):
          لذا نجد هنا العالم المسيحي المشهور إيكويناس يعتبر المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطريًا من قبل الأب والابن والزوج Thomas Acquinas : "Summa Theologica"، XXXIX،3(انظر).

          وأما المفسر المسيحي المعروف يوحنا فم الذهب ( John Chrysostom ) فهو يعتبر المرأة ((خطرًا أسريًا وسيئة مصورة))
          Will Durant: The Story of Civilization ... The Age of Faith New York، 1950، p.325

          ومن نتائج هذه الأفكار عن المرأة أن أغلب النصارى الأوائل لم يبالوا، رغم كونهم متزوجين، بأداء الحقوق الزوجية واعتبروا هذا الأمر غير ضروري بل غير مناسب
          Hans Leitzmann: The Beginnings of the Christian Church ( London، 1955 )، p.135
          لذا نجد أنه بعد أن يصبح المسيحي أسقفًا يكون من حسناته أن يعتزل المرأة وألا يقترب من امرأته إن كان متزوجا وقبل أن يصبح أسقفا.
          W.E.H. Leeky: A History of European Morals ( London، 1911)، vol.2 p.329(

          ثم نجد هنا القوانين المضحكة نتيجة لهذه الأمور السابقة، فمثلا إذا أراد الأسقف أن يلتقى بزوجته لمشورة أسرية وجب عليه أن يفعل ذلك في مكان فسيح وبحضور شهود. وأمر البابا هيلدبراند (Hildebrand) المسيحين ألا يستمعوا إلى الأساقفة المتزوجين ولا يطيعوهم.
          W.E.H. Leeky: A History of European Morals (London، 1911)، vol.2 p.332

          وكانت هذه القوانين قيدا ظالما للرجال والأساقفة، فلجأوا إلى الحيل الملتوية لإشباع الرغبات، إلا أن هذه القوانين قد تركت آثارا سيئة عميقة على النساء (فاحتقرن أزواجهن وأُكرهن على الخروج، وظهر عدد كبير - بسبب هذا الفصل بين الرجل وزوجته - من الجرائم والمصائب)
          H.C.Lea:An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy، 1884، p.277

          وتعدى بابا آخر - وهو أوربان الثاني (Uraban II) حيث أجاز جميع الحدود في سبيل تنفيذ هذه القوانين غير الفطرية حيث (أجاز للحكام أن يسترقوا نساء أولئك الأساقفة الذين رفضوا أن يتركوا زوجاتهن)
          H.C.Lea: An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy، 1884، p.333

          فكان نتيجة هذا أن ساء وضع المرأة في القرون الوسطى وحتى زمن قريب، فلم يكن لها قيمة ولا احترام في المجتمعات المسيحية. وكان من حق الزوج القانوني، حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر، أن يبيع زوجته كما تباع الحيوانات
          Cady Stanton: History of Women's Suffrage، vol.3، p.290 (quoted in Rationalist Encyclopaedia by J.McCabe، London، 1950، p. 625


          ومن أقوال فلاسفة أوربا ومشاهيرها فى عصر ما بعد النهضة بشأن المرأة:
          (إذا رأيتم امرأة، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشريًا، بل ولاكائنًا وحشيًا وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته، والذى تسمعونه هو صفير الثعبان) (من وصايات سان بول فانتير - لتلاميذه)

          (المرأة خلقت لكى تخضع للرجل، بل لكى تتحمل ظلمه) (أعترافات جان جاك روسو)

          (المرأة حيوان، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه) (شوبنهاور)

          ويستند شوبنهاور إلى وصف يسوع للمرأة الكنعانية أنها كلبة
          ، وإلى وصف صموئيل الثانى للمرأة بأنها نعجة:
          المرأة نعجة وبقرة: (صموئيل الثانى 12: 1-7) وتحكى أن أرسل الرب ناثان إلى داود يستفتيه فى حكم الرجل الغنى الذى عنده نعاج وأبقار كثيرة، واعتدى على نعجة الرجل الفقير، قد سمَّى المرأة فى الحالتين نعجة وبقرة.
          المرأة كلبة: (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-28

          واضطرت المرأة بموافقته على أنها من الكلاب، حتى يشفى ابنتها: (27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». 28حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.) متى 15: 22-28

          يقول ديشنر صفحة 51-52: (لم يعرف اليهود الرحمة مع النساء إلا قليلا، الأمر الذى أثر فيما بعد فى المسيحية، فهى منذ قصة الخلق ـ أى منذ الوهلة الأولى للحياة، وهى مرتبطة بالرجل وخاضعة له، كما أنها صاحبة أول خطيئة فى التاريخ، وهى الخطيئة الأزلية، وكانت هى التى غررت بالرجل، فأصبح الرجل ضحيتها والمُغرَّر به، ويُعذر فى ذلك، ويُغفر له. وقد تعلل بقوله: (12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) وقد حُكِمَ على المرأة بالولادة وأوجاع الحمل وأن تصبح جارية للرجل: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 12 و16
          ونجد قصة الخطيئة الأزلية هذه فى الكثير من الأساطيل الوثنية، فنجدها فى الديانة السومارية والديانة البوذية، كما تعرف الأساطير الجرمانية أول زوج من البشر عرفه الإنسان (عسكر وإمبلا) إلا أن اتحادهما لم يُعتبر من الآثام مطلقا.)

          (وفى العهد القديم يُظهر لنا اسم الإله (بعل) أنه السيد والمالك زوجته (بعولة)، ويُشبه سفر اللاويين المرأة بالحيوانات المنزلية المستأنسة) انظر الديانة اليهودية لـ Bousset صفحة 426.

          (وحتى فى أيام يسوع كانت المرأة توضع فى نفس مرتبة الطفل والعبد
          ، بل إنه فى القرن العشرين [1991] يصلى اليهودى فى المعبد قائلًا: (أشكرك ربى أنك لم تخلقنى كافرًا أو عبدًا أو امرأة)

          (أمَّا فى جانب العبادة فقد ظُلِمَت المرأة بشدة، فقد استُبعِدَت من أى مشاركة إيجابية
          ، وكانت إقامة الصلوات، وعقد المحاضرات، والوعظ من واجبات الرجل، بل حُرِّمَ عليها دراسة التوراة، وكان لا يُسمَح لها بالدخول إلا إلى الفناء الأمامى للمعبد فقط. والغريب أنه حتى الحيوانات التى كانت تُقدَّم على المذبح، كان لا بد لها أن تكون حيوانات مذكَّرة. وذلك جاء نتيجة لما علمه اليهود من أن الله أحسنَ إلى امرأة ثم أتت منها أول خطيئة فى التاريخ، وبسببها حلَّ الموت علينا، حتى ادعى البعض أن مساوىء الرجل أفضل من فضيلة المرأة.)

          (وأكثر من ذلك فقد كانت مُهمَّشة فى الحياة اليومية، وكان يُعَد الكلام معها أكثر من اللازم أو التمسك بمشورتها والعمل بها من المحرمات،
          التى يُعاقب عليها المرء بنار جهنم، ولم يُسمَح للرجل بتحية المرأة، أو يُسمَح لها بتحيته. لذلك تعجب تلاميذ يسوع من وقوفه مع المرأة السامرية يتبادل معها أطراف الحديث: (27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ) يوحنا 4: 27

          ولم تكن ولادتها من الأشياء التى تدخل السرور على أهلها،
          وكانت قمة السعادة تغمرهم بولادة الابن الذكر، كما أغفل العهد القديم عند ذكره للأنسال ذكر أسماء البنات بالمرة، بل تعدى الأمر أكثر من ذلك، فقد سَمَحَ للأب ببيع ابنته.) (وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد) خروج 21: 7

          (لايوجد رجل فكر فى المرأة ثم احترمها، فهو إما أن يحتقرها وإما أنه لم يفكر فيها بصورة جدية) (أوتو فيننجر)

          (الرجل يمكن أن يتصور نفسه بدون المرأة - أما المرأة فإنها لاتتصور نفسها بدون رجل) جوليان بندا

          وهذا هو الذى دعا متى تحبيذ أن يخصى الرجل نفسه لأجل الملكوت: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12

          تقول الكاتبة كارين أرمسترونج: (فى القرن الثالث عشر الميلادى قال الفيلسوف اللاهوتى القديس توما الاكوينى، الذى سيطر على الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب، إن الجنس كان دائمًا شرًا .. .. وعلى أى حال، فإن هذا الموقف السلبى لم يكن محصورًا فى الكاثوليك، فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى أقصى حد بآراء أوغسطين، وحملا مواقفه السلبية تجاه الجنس والزواج إلى قلب حركة الإصلاح الدينى مباشرة. لقد كره لوثر الجنس بشكل خاص، على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية فى حركته المسيحية. لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج عمله هو أن يقدم علاجًا متواضعًا لشهوة الانسان التى لا يمكن السيطرة عليها. فكم صرخ قائلًا: (كم هو شىء مرعب وأحمق تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى لا يمكن شفاؤه بأى دواء، ولو كان حتى الزواج الذى رُسِمِ لنا خصيصًا من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا.) (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 226)

          (لقد سلم أوغسطين [القرن الرابع الميلادى] إلى الغرب تراث الخوف من الخطيئة، كقوة لا يمكن السيطرة عليها، فهناك فى لب كل تشكيل للعقيدة، توجد المرأة حواء، سبب كل هذه التعاسة، وكل هذا الثقل من الذنب والشر، وكل الانغماس البشرى فى الخطيئة. لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معًا فى ثالوث غير مقدس. فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين، لا يمكن فصل هذه العناصر الثلاثة. وفى الغرب بقيت المرأة هى حواء إلى الأبد، هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم. بل إن إنجاب الأولاد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى وينبوع القدرات التى تمتلكها، نجده فى المسيحية قد غلفه الشر باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة).

          ويقول القديس جيروم: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى، فإننا نكرم زوجاتنا. أما إذا لم نمتنع: حسنًا! فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة).

          وتواصل الراهبة كارين أرمسترونج: (إن المسيحية خلقت أتعس جو جنسى فى أوروبا وأمريكا بدرجة قد تصيب بالدهشة كلا من يسوع والقديس بولس. ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيره على النساء. فبالنسبة لأوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية، كانت النساء تعنى مجرد اغراء يريد أن يوقعه فى شرك، بعيدًا عن الأمان والإماتة المقدسة لشهوته الجنسية. أما كون العصاب الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء، فهذا ما يُرى بوضوح من حقيقة أن النساء اللاتى التحقن بالجماعات الهرطيقية المعادية للجنس، وصرن بتولات، قد تمتعن بمكانة واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية التقليدية)

          والذى دعا جيروم إلى قوله أن على المرأة أن تفقد أنوثتها وتصبح رجلًا لتخلص فى الآخرة: لقد كتب جيروم يقول: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال، فهى تختلف عن الرجل، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة، وستسمى رجلًا" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس) نقلًا عن اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب
          الأمر الذى أثر فى الأدباء والمفكرين، والأمر الذى حدا بالأديب الفرنسى - لامنيه أن يقول: (المرأة آلة للإبتسام. تمثال حى للغباء)

          ودفع بالمؤرخ ميشليه أن يقول: (المرأة كائن نسبى)، وهذا هو الذى دعاهم فى القرن الخامس للدعوة لعقد مجمع باكون ليبحثوا فيه إذا كان للمرأة روح مثل الرجل أم لا.

          لذلك لا تتعجب أن تسمع الفيلسوف أرسطو وهو يقول: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)

          وقال الفيلسوف نتشه: (إنها ليست أهلًا للصداقة، فما هى إلا هرَّة، وقد تكون عصفورًا، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة بالنسبة له مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).

          لذلك قال لوثر: (إذا تعبت النساء، أو حتى ماتت، فكل ذلك لا يهم، دعهن يمتن فى عملية الولادة، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)

          لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).

          وكتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: (أن كل النساء بلا استثناء مومسات، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم).

          وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: (إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض).

          وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (إنه نظرًا لأن المرأة لا تشبع جنسيا، فإنها غالبا ما تصطاد بائسًا حقيرًا لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالًا ليسوا أولادهم).

          وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله، مشوهة للرجل)
          (وكانوا يُعدُّون اختطاف الأطفال لتربيتهم على الرهبنة من القربات. وكانوا يفرون من النساء ولو كانوا أقاربهم لاعتقادهم أن مجرد النظر إلى المرأة مُحبِط للأعمال.)- نقلًا عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير إبراهيم سليمان الجبهان ص 72-75]

          ففى الوقت الذى قال فيه ترتوليان – أحد أقطاب المسيحية الأولى وأئمتها يبين للبشرية نظرة المسيحية فى المرأة: (إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، وإنها دافعة إلى الشجرة الممنوعة ناقضة لقانون الله ومشوهة لصورة الله – أي الرجل) مستندا فى ذلك إلى قول الكتاب المقدس (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15

          وقال فيه الكتاب المقدس على لسان موسى إنه بسبب خيانتهن للرب حلَّ الوباء على الجماعة: (وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) سفر العدد 31 :15-18

          وقال فيه سوستام الذي يعد من كبار أولياء المسيحية في شأن المرأة: (هي شر لا بد منه، ووسوسة جبلية، وآفة مرغوب فيها وخطر على الأسرة والبيت ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة) مستندا إلى قول الرب الذى أرسل ملاكه ليقول عنها إنها الشر بعينه: (7وَإِذَا بِوَزْنَةِ رَصَاصٍ رُفِعَتْ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8

          يقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه (الصليب ذو الكنيسة ـ قصة الحياة الجنسية للمسيحية) فى الفصل التاسع عشر ص 230: (قال سيمون دى بوفوارSimone de Beauvoir : لقد أسهمت العقيدة النصرانية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا).

          كما قال ماركوس Marcuse:
          (إن فكرة أن تكون المرأة حاملة للخطيئة الأزلية، والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقًا لا تكاد تنفك منه أبدًا، هى التى أثرت أسوأ تأثير على الناحية الإجتماعية والقانونية للمرأة).
          وقال دينس ديديروت Denis Diderot: (إن فى كل عادات وتقاليد الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة، فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله)

          لقد صنع تاريخ المرأة رجالٌ كانوا يتخذون المرأة عدوا لهم منذ العصور الأولى للبابوية.
          وكان الرجل يعتبرها فى العصور المنصرمة للإمبراطورية الرومانية كأحد مواشيه، وله أن يتصرف فيها بالبيع أو القتل إن شاء. ولو قتل ابنة رجل آخر أسلم لهم ابنته فيقتلونها أو يبيعونها أو يتملكونها فلهم الحرية فى ذلك.

          وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان، وسُمِحَ له أن يؤدب زوجته بالضرب كما سُمِحَ له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع أدنى عقوبة عليه.

          كما كانت مخلوقًا ثانويًا وشريكة للشيطان فى الخطيئة الأزلية، وهذا يجعلها تأتى دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على المستوى الكنسى.

          فإذا كان الكتاب المقدس جدًا بجزئيه جعل المرأة سببًا فى خطيئة آدم، وسببًا فى خروجها من الجنة للعمل والشقاء، حتى إنجابها للأولاد جعله تكفيرًا عن هذه الخطيئة، بل إن حبها لزوجها يُعد نقمة وعقوبة من ربها إله المحبة. فماذا تنتظر من أتباع هذا الدين أن يُحسنوا به إليها؟ (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16

          فقد عانت المرأة الويلات من جرَّاء أقوال بولس هذه وغيرها لمدة قرون من الزمان، فقد اعتبر رجال هذا الدين المنسوب للمسيح "أن المرأة دنس يجب الإبتعاد عنه، وأن جمالها سلاح إبليس".

          وحرص آباء الكنيسة على التوكيد على أن المرأة مصدر الخطيئة والشر فى هذا العالم، ومن ثم يجب قهرها إلى أقصى حد واستهلاكها نفسيًا تحت وطأة الشعور بالخزى، والعار من طبيعتها وكيانها البشرى.

          وهذا الإعتقاد تسرب إلى النصرانية من بين معتقدات وعادات كثيرة انتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة، التى كانت تعتبر المرأة تجسيدًا للأرواح الخبيثة، والتى كانت متفقة على تحقير النساء وإذلالهن، بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية، ومن بينها إلزام المرأة التى يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد موته وإحراق جثته مباشرة".

          تعليق


          • #6
            الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب


            وها هم رجال ونساء الغرب الذين انشغلوا بقضايا المرأة يشيدون بالإسلام وقوانينه المنصفة للمرأة، والتى علمت الغرب احترام المرأة، وأقامت المرأة الغربية من كبوتها فى ظل القوانين الكنسية الظالمة:

            المرأة المسلمة فى عيون غربية منصفة:
            وهنا سأهدى الكاتب بعضًا من آراء أرباب العلم المنصفين، الذين وقفوا بالدراسة على المرأة المسلمة من خلال فهمهم الصحيح للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وكذلك السيرة النبوية العطرة، وأكثر من ذلك فقد عايشوا هذه النصوص مطبقةً فى بعض البلدان أو المجتمعات أو حتى الأسر المسلمة، وقارنوا ذلك بالحضارة المسيحية والحضارة الغربية القديمة والحديثة، مبينين جهل الروائيين الأوروبيين والسائحين الذين تناولوا حالات فردية قاسوا عليها الدين نفسه فى تناولهم لموضوع المرأة.

            وأنقل لكم بتصرف يسير بعضًا من آراء الغربيين فى المرأة الإسلامية نقلًا عن موقع التوحيد:
            http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2156، الذى نقله بدوره من كتاب (قالوا عن الإسلام) إعداد الدكتور عماد الدين خليل.

            يقول مارسيل بوازار M.Poizer، وهو مفكر وقانوني فرنسي معاصر. أولى اهتمامًا كبيرًا لمسألة العلاقات الدولية وحقوق الإنسان وكتب عددًا من الأبحاث للمؤتمرات والدوريات المعنية بهاتين المسألتين. يعتبر كتابه (إنسانية الإسلام)، علامة مضيئة في مجال الدراسات الغربية للإسلام، بما تميز به من موضوعية، وعمق، وحرص على اعتماد المراجع التي لا يأسرها التحيز والهوى. فضلا عن الكتابات الإسلامية نفسها:
            (.. كانت المرأة تتمتع بالاحترام والحرية في ظل الخلافة الأموية بأسبانيا، فقد كانت يومئذ تشارك مشاركة تامة في الحياة الاجتماعية والثقافية، وكان الرجل يتودد لـ(السيدة) للفوز بالحظوة لديها ..إن الشعراء المسلمين هم الذين علموا مسيحي أوروبا عبر أسبانيا احترام المرأة...) (إنسانية الإسلام، ص 108)

            ويقول: (إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقة (شبه متساوية) وتهدف الشريعة الإسلامية بشكل عام إلى غاية متميزة هي الحماية، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق ويبدي اهتمامًا شديدًا بضمانها. فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف، وقد أدخلا مفهوما أشد خلقية عن الزواج، وسعيا أخيرا إلى رفع وضع المؤمنة بمنحها عددًا من الطموحات القانوني. أمام القانون والملكية الخاصة الشخصية، والإرث) (إنسانية الإسلام، ص 109-110)

            ويقول أيضًا عن تكريم القرآن والسنة المطهرة للمرأة: (لقد خلقت المرأة في نظر القرآن من الجوهر الذي خلق منه الرجل. وهي ليست من ضلعه، بل (نصفه الشقيق) كما يقول الحديث النبوي: "النساء شقائق الرجال" [المطابق كل المطابقة للتعاليم القرآنية التي تنص على أن الله قد خلق من كل شي زوجين.]. ولا يذكر التنزيل أن المرأة دفعت الرجل إلى ارتكاب الخطيئة الأصلية، كما يقول سفر التكوين. وهكذا فإن العقيدة الإسلامية لم تستخدم ألفاظًا للتقليل من احترامها، كما فعل آباء الكنيسة الذين طالما اعتبروها (عميلة الشيطان). بل إن القرآن يضفي آيات الكمال على امرأتين: امرأة فرعون ومريم ابنة عمران أم المسيح، عليه السلام [(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ.) سورة التحريم 11-12]) (إنسانية الإسلام،ص113)

            ويقول: (ليس في التعاليم القرآنية ما يسوغ وضع المرأة الراهن في العالم الإسلامي. والجهل وحده، جهل المسلمة بحقوقها بصورة خاصة، هو الذي يسوغه). (إنسانية الإسلام، ص114)

            ويتفاخر بحماية الإسلام لها فيقول: (أثبتت التعاليم القرآنية وتعاليم محمد  أنها حامية حمى حقوق المرأة التى [بصورة] لا تكل) (إنسانية الإسلام، ص140)

            * * *

            ويقول إميل درمنغهام المستشرق الفرنسى، ومدير مكتبة الجزائر سابقًا، وصاحب المؤلفات العديدة فى الإسلام والدراسات الشرقية عن العناية التى أولاها الإسلام للمرأة: (مما لا ريب فيه أن الإسلام رفع شأن المرأة في بلاد العرب وحسَّنَ حالها، قال عمر بن الخطاب : ما فتئنا نعد النساء من المتاع حتى أوحى في أمرهن مبينا : (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم) أجل، إن النبي  أوصى الزوجات بطاعة أزواجهن، ولكنه أمر بالرفق بهن، ونهى عن تزويج الفتيات كرهًا، وعن أكل أموالهن بالوعيد أو عند الطلاق ....
            ولم يكن للنساء نصيب في المواريث أيام الجاهلية ... فأنزلت الآية التي تورث النساء. وفي القرآن تحريم لوأد البنات، وأمر بمعاملة النساء والأيتام بالعدل، ونهى محمد  عن زواج المتعة وحَمْلَ الإماء على البغاء. وأباح تعدد الزوجات .. ولم يوصي الناس به، ولم يأذن فيه إلا بشرط العدل بين الزوجات فيهب لإحداهن إبرة دون الأخرى ... وأباح الطلاق أيضًا مع قوله: (أبغض الحلال إلى الله تعالى الطلاق) وليس مبدأ الاقتصار على زوجة واحدة من الحقوق الطبيعية مع ذلك، ولم يفرضه كتاب العهد القديم على الآباء، وإذا كان هذا قد أصبح سنة في النصرانية فذلك لسابق انتشاره في بلاد الغرب، وذلك من غير أن يحمله رعايا نيرون إلى بلاد إبراهيم ويعقوب [عليهما السلام] ... وأيهما أفضل: تعدد الزوجات الشرعي أم تعدد الزوجات السري؟ ... إن تعدد الزوجات من شأنه إلغاء البغاء والقضاء على عزوبة النساء ذات المخاطر.)

            وقال أيضًا مدافعًا عن المرأة المسلمة ضد المزاعم الباطلة التى توجه إليها: (من المزاعم الباطلة أن يقال إن المرأة في الإسلام قد جُرِّدَت من نفوذها زوجة وأما، كما تُذمُّ النصرانية لعدها المرأة مصدر الذنوب والآثام ولعنها إياها، فعلى الإنسان أن يطوف في الشرق ليرى أن الأدب المنزلي فيه قوي متين وأن المرأة فيه لا تحسد بحكم الضرورة نساءنا ذوات الثياب القصيرة والأذرع العارية، ولا تحسد عاملاتنا في المصانع وعجائزنا، ولم يكن العالم الإسلامي ليجهل الحب المنزلي والحب الروحي، ولا يجهل الإسلام ما أخذناه عنه من الفروسية المثالية والحب العذري.)

            * * *

            ويدافع هنرى دى كاسترى، وقد كان مقدمًا فى الجيش الفرنسى، وقضى فى شمال أفريقيا ردحًا من الزمن، عن المرأة المسلمة قائلًا: (من الخطأ الفاضح والغلو الفادح قولهم إن عقد الزواج عند المسلمين عبارة عن عقد تباع فيه المرأة فتصير شيئا مملوكًا لزوجها، لأن ذلك العقد يُخَوِّلُ للمرأة حقوقًا أدبية، وحقوقًا مادية من شأنها إعلاء منزلتها في الهيئة الاجتماعية.)

            ويصحح فكرة تعدد الزوجات فى الإسلام قائلًا: (إن الناس بالغوا كثيرا في مضار تعدد الزوجات عند المسلمين، إن لم نقل إن ما نسبوه إليه من ذلك غير صحيح.. ..، بل تلك وصمة ألصقت بالإسلام بواسطة السواح الذين يرون أمرًا في فرد، فيجعلونه عامًا من غير تثبيت فيه.)

            ويقارن الحشمة بين المسلمات والمسيحيات: (ويرى القارىء من جميع تلك الآيات مقدار اهتمام (الإسلام) بمنع عوامل الفساد الناشئة عن التعشق بين المسلمين لكي يجعل الأزواج والآباء في راحة ونعيم .. ولقد (أصبحت) للمسلمين أخلاقًا مخصوصة،عملًا بما جاء في القرآن أو في الحديث، وتولدت في نفوسهم ملكات الحشمة والوقار، وجاء هذا مغايرًا لآداب الأمم المتمدنة اليوم على خط مستقيم، ومزيلا لما عساه كان يحدث عن ميل الشرقيين إلى الشهوات، لولا هذه التعاليم والفروض. والفرق بين الحشمة عند المسلم وبينها عند المسيحي كما بين السماء والأرض).

            * * *

            ويرى إيتين دينيه ضرورة تعدد الزوجات، ومقصد الإسلام منها كالآتى: (الإسلام لا ‎‎يكفيه أن يساير الطبيعة، وأن لا يتمرد عليها، وإنما هو يدخل ‏على قوانينها ما يجعلها‎ ‎أكثر قبولا، وأسهل تطبيقا في إصلاح ونظام ورضا ‏ميسور مشكور حتى لقد سمي القرآن لذلك (بالهدى)؛ لأنه المرشد إلى ‏أقوم مسالك الحياة والأمثلة العديدة لا تعوزنا، ولكنا‎ ‎نأخذ بأشهرها وهو ‏التساهل في سبيل تعداد الزوجات ... فمما لا شك فيه أن التوحيد في‎ ‎الزوجة هو المثل الأعلى، ولكن ما العمل وهذا الأمر يعارض الطبيعة ‏ويصادم الحقائق‎ ‎بل هو الحال الذي يستحيل تنفيذه. لم يكن للإسلام أمام ‏الأمر الواقع، وهو دين اليسر، ‎‎إلا أن يستبين أقرب أنواع العلاج فلا يحكم ‏فيه حكما قاطعا ولا يأمر به أمرًا‎ باتا).

            * * *

            ويبيِّن الطبيب والمؤرخ الفرنسى جوستاف لوبون فضل الإسلام على المرأة الأوروبية فيقول: (‎إذا أردنا أن نعلم درجة تأثير القرآن في أمر‏‎ ‎النساء وجب علينا أن ننظر ‏إليهن أيام ازدهار حضارة العرب، وقد ظهر مما قصه ‎‎المؤرخون أنه كان لهن ‏من الشأن ما اتفق لأخواتهن حديثًا في أوروبا .. إن الأوروبيين أخذوا عن العرب مبادئ الفروسية وما اقتضته من احترام المرأة، فالإسلام إذن، لا النصرانية هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت فيه، وذلك خلافًا للاعتقاد الشائع، وإذا نظرت إلى نصارى الدور الأول من القرون الوسطى رأيتهم لم يحملوا شيئًا من الحرمة للنساء. وعلمت أن رجال عصر الإقطاع كانوا غلاظًا نحو النساء قبل أن يتعلم النصارى من العرب أمر معاملتهن بالحسنى).

            ويقول: (لم يقتصر الإسلام على‎ ‎إقرار مبدأ تعدد الزوجات الذي كان موجودًا قبل ‏ظهوره، بل كان ذا تأثير عظيم في حال ‎‎المرأة في الشرق. والإسلام قد ‏رفع حال المرأة الاجتماعي وشأنها رفعًا عظيمًا بدلًا من‎ ‎خفضهما خلافا ‏للمزاعم المكررة على غير هدى، والقرآن قد منح المرأة حقوقًا إرثية‎ أحسن مما في أكثر قوانيننا الأوربية .. أجل أباح القرآن الطلاق كما أباحته ‏قوانين‎ ‎أوروبا التي قالت به، ولكنه اشترط أن يكون {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} سورة البقرة (241)... وأحسن‎ ‎طريق لإدراك تأثير الإسلام في أحوال النساء في ‏الشرق هو أن نبحث في حالهن قبل‎ ‎القرآن وبعده.)

            ويقول جوستاف لوبون: (إن حالة [النساء المسلمات] الحاضرة أفضل من حالة أخواتهن في أوروبا ‏حتى عند الترك .. وأن ‎‎نقصان شأنهن حدث خلافًا للقرآن، لا بسبب القرآن. ‏على كل حال .. إن الإسلام .. رفع المرأة كثيرًا، بعيد عما [حدث لها من] إنحطاط، ‏ولم نكن أول من دافع عن هذا الرأي، فقد سبقنا‎ ‎إليه كثيرون.)‏‎

            ويُجاهر بصراحة رافعًا شأن تعدد الزوجات، منتقدًا اتخاذ الخليلات، فيقول:(إن تعدد الزوجات المشروع عند الشرقيين أحسن من تعدد‎ ‎الزوجات ‏الريائي عند الأوروبيين، وما يتبعه من مواكب أولاد غير شرعيين.)

            * * *
            وتؤكد ذلك مارسيل بوازار بقولها: (إن الشعراء المسلمين هم الذين علموا مسيحي أوروبا - عبر إسبانيا - احترام المرأة)

            وشاء الله أن يُقام الشهود المنصفون من القوم على أنفسهم ومن سار في ركبهم، فهذه امرأة غربية تكشف الحقيقة بممارسة سلوكية واقعية حين تقول الليدى مارى مونتكاد زوجة السفير الإنجليزي في تركيا لشقيقتها: يزعمون أن المرأة المسلمة في استعباد وحجر معيب، وهو ما أود تكذيبه، فإن مؤلفي الروايات في أوروبا لا يحاولون الحقيقة ولا يسعون للبحث عنها، ولولا أنني في تركيا اجتمعت إلى النساء المسلمات ما كان إلى ذلك من سبيل. فما رأيته يكذب كل التكذيب أخبارهم عنها. إلى أن تقول ولعل المرأة المسلمة هي الوحيدة التي لا تعنى بغير حياتها البيتية، ثم إنهن يعشن في مقصورات جميلات. (قالوا عن الإسلام ص425-426)

            وترى أستاذة في الجامعة الألمانية: أن حل مشكلة المرأة في ألمانيا هو في إباحة تعدد الزوجات (ظلم المرأة: محمد الهبدان، ص78)

            ويعترف أحد الغربيين الذي هداهم الله للإسلام بأن التعدد في البلاد الإسلامية أقل إثمًا وأخف ضررًا من الخبائث التي ترتكبها الأمم المسيحية تحت ستار المدنية، فلْنخرج الخشبة التي في أعيينا أولًا، ثم نتقدم لإخراج القذى من أعين غيرنا. (قالوا عن الإسلام: ص427)

            وفي الوقت الذي يؤيد فيه غربي آخر تعدد الزوجات عند المسلمين معتبرًا إياه قانونًا طبيعيا وسيبقى ما بقي العالم، هو في المقابل ينتقد النظام الغربي، ويبيِّن الآثار المترتبة على الإلزام بزوجة واحدة.

            * * *

            وينتقد إيتين دينيه عدم وجود تعدد للزوجات فى المسيحية، ممتدحًا إياه فى الإسلام قائلًا: (هل حقيقي أن الديانة المسيحية بتقريرها الجبري‎ ‎لفردية الزوجة‎ ‎وتشديدها في تطبيق ذلك قد منعت تعدد الزوجات؟ وهل يستطيع شخص ‏أن‎ ‎يقول ذلك دون أن يأخذ منه الضحك مأخذه؟‎ [فها هم] مثلا ملوك فرنسا الذين كانت لهم الزوجات ‏المتعددات والنساء الكثيرات، وفي الوقت نفسه لهم من‎ ‎الكنيسة كل ‏تعظيم وإكرام. وإن تعدد الزوجات قانون طبيعي وسيبقى ما بقي العالم،‏‎ ‎لذلك فإن ما فعلته المسيحية لم يأت بالغرض الذي أرادته، فانعكست الآية ‏معها، وصرنا‎ ‎نشهد الإغراء بجميع أنواعه ....

            إن نظرية الزوجة الواحدة ‏‏(التي) تأخذ بها‎ ‎المسيحية ظاهرًا تنطوي تحتها سيئات متعددة ظهرت ‏على الأخص في ثلاث نتائج واقعية‎ ‎شديدة الخطر جسيمة البلاء، تلك ‏هي الدعارة، والعوانس من النساء، والأبناء غير‎ ‎الشرعيين. إن هذه ‏الأمراض الاجتماعية ذات السيئات الأخلاقية لم تكن تعرف في البلاد ‎‎التي ‏طبقت فيها الشريعة الإسلامية تمام التطبيق وإنما دخلتها وانتشرت فيها ‏بعد ‎الاحتكاك بالمدنية الغربية.)

            و(جاء في كتاب (الإسلام) تأليف (‎شمتز دوملان) (أنه (عندما غادر ‏الدكتور مافروكورداتو الآستانة سنة 1827 إلى برلين‏‎ ‎لدراسة الطب لم يكن ‏في العاصمة العثمانية كلها بيت واحد للدعارة. كما لم يعرف فيها‎ ‎داء ‏الزهري - وهو السفلس المعروف بالشرق بالمرض الافرنكي - فلما عاد ‏الدكتور بعد أربع‎ ‎سنين تبدل الحال غير الحال. وفي ذلك يقول الصدر ‏الأعظم الكبير رشيد باشا في حسرة‎ ‎موجعة: إننا نرسل أبناءنا إلى أوروبا ‏ليتعلموا المدنية الافرنكية فيعودون إلينا‎ ‎مرضى بالداء الافرنكى.)

            ويقول أيضًا: (‎إننا نخشى أن تخرج المرأة ‎‎الشرقية إلى الحياة العصرية ... فينتابها ‏الرعب لما تشهده لدى أخواتها الغربيات، ‎‎اللائي يسعين للعيش وينافس ‏في ذلك الرجال، ومن أمثلة الشقاء والبؤس الكثيرة)

            ويقول أيضًا: (‎إن تعاليم المرأة يساير كل المسايرة جميع تعاليم الدين،‏‎ ‎وقد كان في ‏عصر ازدهار الإسلام يفاض فيضًا على المسلمات، وكانت ثقافتهن حينذاك أرفع‎ ‎من ثقافة الأوربيات دون جدال.)

            * * *

            ويقول المؤرخ الأمريكى المعاصر ول ديورانت، صاحب كتاب (قصة الحضارة) مبيِّنا كيف رفع الإسلام المرأة: (‎رفع ‎‎الإسلام من مقام المرأة في بلاد العرب ... وقضى على عادة وأد ‏البنات وسوى بين الرجل‎ ‎والمرأة في الإجراءات القضائية والاستقلال ‏المالي، وجعل من حقها أن تشتغل بكل عمل‎ ‎حلال، وأن تحتفظ بمالها ‏ومكاسبها، وأن ترث، وتتصرف في مالها كما تشاء، وقضى‎ ‎على ما اعتاده ‏العرب في الجاهلية من انتقال النساء من الآباء إلى الأبناء فيما‎ ‎ينتقل لهم ‏من متاع، وجعل نصيب الأنثى في الميراث نصف نصيب الذكر، ومنع ‏زواجهن‎ ‎بغير إرادتهن.)

            وفى الحقيقة إن مقولة أن الذكر يأخذ ضعف نصيب البنت فى الميراث هى مقولة خاطئة على لسان الكثير من الناس، والحقيقة أن الرجل يأخذ ضعف المرأة فى ثلاث حالات فقط، إذا ورث الأخ والأخت من أبيهم أو أمهم، وإذا ورث الأب والأم من أحد أبنائهم الذى لم ينجب بعد، ويرث الزوج من زوجته ضعف ما ترث هى منه. وما عدا ذلك فهم يتساوون فى 17 حالة تقريبًا (ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد) النساء: 11، وكذلك: إذا ماتت امرأة وتركت زوجاً وأختاً لأب: فلكل منهما النصف. (راجع: إنسانية المرأة بين الإسلام والأديان الأخرى)

            وهناك حالات ترث فيها البنت ولا يرث فيها الرجل، مثل: إذا مات وترك بنتًا وأختًا وعمًا: فللإبنة النصف وللأخت النصف ولا شىء للعم. ومثل: لو مات رجل وترك ابنة وزوجة وأباً وأخ شقيق. فالبنت الصلبية تأخذ النصف، والزوجة الثمن، ويأخذ الأب السدس والباقى تعصيبًا، ولا شىء للأخ الشقيق.

            وهناك حالات يرث فيها الرجل سواء أقل أو أكثر من ضعف ميراث البنت، مثل: لو مات الابن وترك أبًا وأمًا وأخوةَ وأخوات، فترث الأم السدس، ويرث الأب خمسة أسداس تعصيبًا ويحجب الإخوة. فقد ورث الرجل هنا خمسة أضعاف المرأة. وكذلك أيضًا: إذا مات رجل وترك ابناً وست بنات: فالإبن يأخذ الثلث والبنات الثلثين: وفى هذه الحالة سيكون الابن ثلاث أضعاف أى من البنات الستة. فإذا ترك 18000 ألف جنيهاً ، فسيأخذ الابن 6000، وكل بنت تأخذ 2000 جنيهاً. فيكون الأخ أخذ ثلاثة أضعاف أخته. ولا ننسى أنه مكلف بالإنفاق على اخواته.

            ‎ويبيِّن المؤرخ الأمريكى ول ديورانت كيف قلَّل الإسلام البغاء فى المجتمع الإسلامى: (تفتح الشريعة‎ ‎الإسلامية منافذ كثيرة لإشباع الغريزة الجنسية [عن طريق الزواج وتعدد الزوجات] ولهذا قل البغاء في أيام ‏الرسول  والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.)

            ويقول عن مركز المرأة المسلمة فى مجتمعها المسلم: (‎كان مركز المرأة المسلمة يمتاز عن مركز المرأة في بعض‎ ‎البلاد ‏الأوروبية من ناحية هامة، تلك هي أنها كانت حرة التصرف فيما تملك، ولا ‏حق‎ ‎لزوجها أو لدائنيه في شيء من أملاكها..)

            وعن تعليم المرأة يقول: (‎كانت‎ ‎البنات يذهبن إلى المدارس سواء بسواء، ونبغ عدد من النساء ‏المسلمات في الأدب والفن.)‎

            * * *

            ويقول الباحث الفرنسى المعاصر والأستاذ بالمعهد الإسلامى الفرنسى جاك. س. ريسلر: ‎(لقد وضعت المرأة على قدم‎ ‎المساواة مع الرجال في القضايا الخاصة ‏بالمصلحة فأصبح في استطاعتها أن ترث، وأن تورث، وأن تشتغل بمهنة ‏مشروعة، لكن مكانها الصحيح هو البيت. كما أن مهمتها‎ ‎الأساسية هي ‏أن تنجب أطفالا .. وعلى ذلك رسم النبي  واجبها (أيما‎ ‎امرأة مات زوجها، وهو راض عنها، دخلت الجنة).. وإن تعدد ‏الزوجات، ‏‎‎بتقييده الانزلاق مع الشهوات الجامحة، قد حق بهذا التشريع ‏الإسلامي تماسك الأسرة،‏‎ ‎وفيه ما يسوغ عقوبة الزوج الزاني)
            ويمتدح العلاقات الأسرية فى ظل الإسلام، وحنان الأم بأطفالها، ورعايتها لهم والضمان الإجتماعى الذى يوفره الإسلام للأسرة فيقول: (‎كانت الأسرة الإسلامية‎ ‎ترعى دائما الطفل، وصحته، وتربيته، رعاية ‏كبيرة. وترضع الأم هذا الطفل زمنا‎ ‎طويلًا، وأحيانا لمدة أكثر من سنتين، ‏وتقوم على تنشئته بحنان وتغمره بحبها ‎وباحتياطات متصلة. وإذا حدث أن أصاب الموت بعض الأسرة، وأصبحوا يتامى، فإن‎ ‎أقرباءهم المقربين لا ‏يترددون في مساعدتهم وفي تبنيهم.)

            * * *

            كما يبيِّن الباحث المهندس أحمد نسيم سوسه، الذى كان يهوديًا من يهود العراق وهداه الله للإسلام، فضل الإسلام على المرأة، فيقول: (يجب‎ ‎ألا يغرب عن البال أن المرأة لم تكن قد حازت ‏حقوقًا تتمتع بها إلا بعد ظهور الإسلام،‎ ‎لأن الإسلام هو أول ‏من رفع قدر المرأة وأعطاها حقها في الحياة كحق ‏الرجل).

            ويقول أيضًا: (كانت المرأة في ديار العرب قديمًا محض متاع، مجرد ‏ذكرها‎ ‎أمر ممتهن. هكذا كان الوضع حينما جاء النبي ‏ فرفع مقام‎ ‎المرأة في آسيا من وضع المتاع الحقير إلى ‏مرتبة الشخص المحترم، الذي له الحق بالحياة‎ ‎حياة ‏محترمة، وله الحق في أن يملك ويرث المال.)

            ويعلق على كيفية تبنى الإنجيل حظر الطلاق فى الوقت الذى رأوا أنه ضرورة إجتماعية حتمية، فضربوا بكلام الأناجيل عرض الحائط وقرروه قانونًا: (لقد حرمت المسيحية الطلاق، ولكن في الوقت نفسه نجد ‏أنظمة‎ ‎البلاد المسيحية وقوانينها الرسمية تنص على ‏إباحته. إن المسيحيين أنفسهم قد ضربوا‎ ‎بتعاليم ‏ديانتهم عرض الحائط، ووضعوا القوانين التي تنقضها من ‏الأساس، وما كان ذلك‎ ‎كرها لديانتهم، ولكن رغبة في ‏وضع ما تتطلبه نفسية المجتمع البشري، من نظام يضمن‎ ‎الاطمئنان في علاقات الجنسين ويكفل السعادة البشرية. ‏ولو صحا المسيحيون من غفلتهم، ‎وتأملوا في الأمر، لا تضح ‏لهم أن الإسلام قد سبقهم في هذا المضمار من قبل ثلاثة ‏عشر‎ ‎قرنًا.)

            ‎ويتعجب من قلة حالات الطلاق لدى المسلمين الذى يشرع دينهم الطلاق، وكثرته فى المقابل عند المسيحيين: (من الغريب أن يصبح الطلاق اليوم عند‎ ‎المسلمين إلى ‏جانب القلة ويكثر عند الغربيين الذين كانوا ينكرونه ‏أشد الإنكار، وما‎ ‎فتىء يزداد مع الزمن انتشارا ‏مطردًا، فإنه يحصل بالولايات المتحدة الأمريكية كل ‏سنة‎ ‎ما ينيف على المائتي ألف طلاق، وفي أوروبا يبت ‏في عشرات الألوف من قضايا الطلاق‎ ‎وعلى الأخص في فرنسا‏. ولا يغيب عن الذهن أن الإسلام مع إباحته الطلاق ‏للضرورة، فإنه ‎يُعَدُّ أبغض الحلال عند الله، كما أنه ورد ‏في القرآن الكريم ما يحتم الرفق بالمرأة، ‎‎ويفرض ‏المحافظة على حقوقها ويقصي الرجل عن الإقدام [على] الطلاق ‏ما أمكن.)

            فى الحقيقة ارتفعت نسبة الطلاق حاليًا فى كل بلدان العالم، فقد تعدت الـ 60% فى أمريكا، وكذلك ارتفعت فى البلدان الإسلامية، وأقل نسبة هى فى ماليزيا، حيث تناقصت من 32& إلى 7% فى أقل من سنة، حيث فرض رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد على الزوجين أخذ دورة فى كيفية التعامل وحقوق وواجبات كل منهما، ولابد من الحصول على رخصة الزواج، التى تُمنح بناءً على حضور هذه الدورة. وهذا لا يُخالف التشريع الإسلامى، حيث (ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب). وأن الحفاظ على كيان الأسرة، ورعاية الأطفال، وبناء المجتمع اقتصاديًا ونفسيًا وتعليميًا من أهداف الشريعة الإسلامية.

            * * *

            ويؤكد المستشرق الفرنسى لويس سيديو على رفع الإسلام للمرأة وكيانها فى ظل الإسلام فيقول: (إن القرآن، وهو دستور المسلمين، رفع شأن المرأة بدلا ‏من خفضه. فجعل حصة البنت في الميراث تعدل نصف حصة أخيها، مع ‏أن البنات كن لا يرثن في زمن الجاهلية. "وهو" وإن جعل الرجال ‏قوامين على النساء، بيَّنَ أن للمرأة حق الرعاية والحماية على زوجها. وأراد ‏ألا تكون الأيامى جزءًا من ميراث رب الأسرة، فأوجب أن يأخذن ما ‏يحتجن إليه مدة سنة، وأن يقيض مهورهن، وأن ينلن نصيبا من أموال المتوفى.)

            ويقول أيضًا: (لا شي أدعى إلى راحة النفس من ‏‏عناية محمد  بحال اليتامى ‏على الدوام بالأولاد . فهو قد حرم "بأمر الله" عادة الوأد ... وكان يجد في ملاحظة صغار الأولاد أعظم لذة، ومما حدث ذات يوم أنه كان يصلي فوثب الحسين ‏بن على  فوق ظهره، فلم يبال بنظرات الحضور فانتظر ‏صابرًا إلى حين نزوله كما ورد.)
            ويقول أيضًا: (وما ألطف أقوال محمد عن حنان الأم وحب الوالدين، ... وما أجمل ما فى كلمته: (الجنة تحت ‏أقدام الأمهات) من تكريم الأمهات! فيمكن أن يكتب فصلًا رائعًا من حياة محمد  حول هذا الموضوع.)

            وقال أيضًا: (أُحلَّ الطلاق فى الإسلام، ولكنه جُعل تابعًا لبعض الشروط، فيمكن ‏الرجوع عنه عند الطيش والتهور. والطلاق، لكي يكون باتا، يجب أن ‏يكرر ثلاث مرات ..... والمرأة إذا ما طُلِّقت الطلقة الثالثة لا تحل لزوجها ‏الأول إلا بعد أن تنكح زوجا آخر، فيطلقها هذا الزوج. وهذا الحكم على ‏جانب عظيم من الحكمة لما يؤدي إليه من تقليل عدد الطلاق، ولا ‏يحق ‏للمرأة أن تطلب الطلاق إلا عند سوء المعاملة.) وفى الحقيقة فقد جانب الكاتب الصواب فى هذه النقطة، فيحق للمرأة أن تطلب الطلاق فى أى وقت شاءت (مع التشديد على حرمانية التلاعب بذلك)، وهذا ما يسميه الشرع الخلع.

            ويقول أيضًا: (جزاء الزنا صارم (في الإسلام).. ولا بد من أربعة شهود لإثباته. ولميُقصِّر محمد  في منع انتشار الفجور، وله نصائح ‏غالية بهذا‏الصدد، وهو يأمر المؤمنين بالاحتشام، وينظم أمورهم نحو ‏أُجرائهم وأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم [فى] رفق أبوي ممزوج بلسان المشترع ‏الوقور الجليل.)

            * * *

            وتقول الباحثة الإيطالية فى التاريخ الإسلامى لورا فيشيا فاغليرى: (‎في ما يتصل بالزواج لا تطالب السنة الإسلامية بأكثر من‎ ‎حياة أمينة ‏إنشائية يسلك فيها المرء منتصف الطريق، متذكرا الله من ناحية، ومحترما‎ ‎حقوق الجسد والأسرة والمجتمع وحاجاتها من ناحية ثانية).

            وتقول أيضًا: (إنه لم يقم الدليل حتى الآن، .. .. على أن تعدد ‏الزوجات هو بالضرورة‎ ‎شر اجتماعي وعقبة في طريق التقدم. ولكنا نؤثر ألا ‏نناقش المسألة على هذا الصعيد.‏‎ ‎وفي استطاعتنا أيضًا أن نصر على أنه ‏في بعض مراحل التطور الاجتماعي، عندما تنشأ‎ ‎أحوال خاصة بعينها، كأن ‏يقتل عدد من الذكور ضخم إلى حد استثنائي في الحرب مثلا،‏‎ ‎يصبح تعدد‎ ‎الزوجات ضرورة اجتماعية. والحق أن الشريعة الإسلامية التي تبدو اليوم‎ ‎وكأنها حافلة بضروب التساهل في هذا الموضوع إنما قيدت تعدد الزوجات ‏بقيود معينة،‏‎ ‎وكان هذا التعدد حرا قبل الإسلام، مطلقا من كل قيد. لكن الإسلام ‏شجب بعض أشكال‎ ‎الزواج المشروط والمؤقت التي كانت في ‏الواقع أشكالًا مختلفة للتسري (المعاشرة‎ ‎من غير الزواج) وفوق ‏هذا منح الإسلام المرأة حقوقًا لم تكن معروفة قط من قبل. وفي استطاعتنا، في كثير من اليسر، أن نحشر الشواهد المؤيدة لذلك.)

            وتقول أيضًا: (‎القرآن يبيح الطلاق. ومادام المجتمع الغربي قد ارتضى الطلاق‎ ‎أيضًا، واعترف به في الواقع كضرورة من ضرورات الحياة، وخلع عليه في مكان ‏تقريبًا ‎صفة شرعية كاملة، ففي ميسورنا أن نغفل الدفاع عن اعتراف ‏الإسلام به. ومع ذلك فإننا ‎بدراستنا له، وبمقارنتنا بين عادات العرب ‏بالجاهلية وبين الشريعة الإسلامية، نفوز ‎بفرصة نظهر فيها أن القانون ‏الإسلامي قد دشن في هذا المجال

            أيضًا إصلاحًا‎ ‎اجتماعيًا. ‏فقبل عهد الرسول  كان العرف بين العرب قد جعل‎ ‎الطلاق عملًا بالغ السهولة .. أما القانون الإلهي فقد سن بعض القواعد ‏التي لا تجيز‎ ‎إبطال الطلاق فحسب، بل التي توصى به في بعض الأحوال ‏‏.. وليس للمرأة حق المطالبة‎ ‎بالطلاق، ولكنها قد تلتمس فسخ زواجها ‏باللجوء إلى القاضي، وفي إمكانها أن تفوز‎ ‎بذلك إذا كان لديها سبب وجيه ‏يبرره.*

            والغرض من هذا التقييد لحق المرأة في المبادرة‎ ‎هو وضع حد ‏لممارسة الطلاق، لأن الرجال يعتبرون أقل استهدفا لاتخاذ القرارات تحت‎ ‎تأثير اللحظة الراهنة من النساء. وكذلك جعل تدخل القاضي ضمانًا لحصول ‏المرأة على‎ ‎جميع حقوقها المالية الناشئة عن إنجاز فسخ الزواج. وهذه ‏القاعدة، والقاعدة الأخرى‎ ‎التي تنص على أنه في حال نشوب خلاف داخل ‏الأسرة يتعين اللجوء إلى بعض الموفِّقين‎ ‎ابتغاء الوصول إلى تفاهم، ‏تنهضان دليلًا كافيا على أن الإسلام يعتبر الطلاق عملًا ‎جديرًا باللوم والتعنيف. والآيات القرآنية تقرر ذلك في صراحة بالغة... وثمة‎ ‎أحاديث نبوية ‏كثيرة تحمل الفكرة نفسها. ..)

            وتقول عن حجاب المرأة وقيمته فى الحفاظ على عفة المجتمع: و(اجتنابا للإغراء‎ ‎بسوء، ودفعًا لنتائجه، يتعين على المرأة المسلمة أن تتخذ ‏حجابا، وأن تستر جسدها‎ ‎كله، ماعدا تلك الأجزاء التي تعتبر حريتها ضرورة ‏مطلقة كالعينين والقدمين. وليس هذا‎ ‎ناشئًا عن قلة احترام للنساء، أو ‏ابتغاء كبت إرادتهن، ولكن لحمايتهن من شهوات‎ ‎الرجال. ‏‎وهذه القاعدة العريقة في القدم، القاضية بعزل النساء عن الرجال،‏‎ ‎والحياة الأخلاقية التي نشأت عنها، قد جعلت تجارة البغاء المنظمة ‏مجهولة بالكلية‎ ‎في البلدان الشرقية، إلا حيثما كان للأجانب نفوذ أو ‏سلطان. وإذا كان أحد لا يستطيع‏‎ ‎أن ينكر قيمة هذه المكاسب، فيتعين ‏علينا أن نستنتج أن عادة [وهو عبادة وليس عادة] الحجاب ... كانت ‎‎فائدة لا تقدر بثمن للمجتمع ‏الإسلامي.)

            وتقول عن مكانة المرأة فى المجتمع الأوروبى: (إذا كانت المرأة قد بلغت، من وجهة‎ ‎النظر الاجتماعية في أوروبا، مكانة ‏رفيعة، فان مركزها، شرعيا على الأقل، كان‎ ‎حتى سنوات قليلة جدا، ولا ‏يزال في بعض البلدان، أقل استقلالا من المرأة المسلمة‎ ‎في العالم ‏الإسلامي. إن المرأة المسلمة إلى جانب تمتعها بحق الوراثة مثل إخوتها‏‏، ‎ولو بنسبة صغيرة [وذلك لأن أخوها يعولها وينفق عليها من الزيادة التى حصل عليها، بل ومن ماله الشخصى؛ حتى لو لم يرثا]، ومن حقها في أن لا تزف إلى أحد إلا بموافقتها الحرة، ‏وفي أن لا‎ ‎يسيء زوجها معاملتها، تتمتع أيضًا بحق الحصول على مهر من ‏الزوج، وبحق إعالته ‎‎إياها، وتتمتع بأكمل الحرية، إذا كانت مؤهلة لذلك ‏شرعيا، في إدارة ممتلكاتها‎ ‎الشخصية.)

            * ** **

            ويقول ليوبولد فايس المفكر والصحافى النمساوى المشهور الذى تسمى باسم محمد أسد بعد إسلامه
            عن رأيه فى تعدد الزوجات من الناحية البيولوجية والاجتماعية: (إن الشريعة ‎‎الإسلامية، بمقتضى الحكمة التي تأخذ الطبيعة البشرية بعين ‏الاعتبار الكلي دائما،‏‎ ‎لا تأخذ على عاتقها أكثر من صيانة الوظيفة الاجتماعية - ‏البيولوجية للزواج (بما‎ ‎فيها طبعًا العناية بالنسل أيضًا) فتسمح للرجل بأن يتخذ لنفسه ‏أكثر من زوجة واحدة، ولا‎ ‎تسمح للمرأة بأن تتخذ لنفسها أكثر من زوج واحد في ‏الوقت نفسه، في حين أنها تترك‎ ‎للشريكين مسألة الزواج الروحية التي لا يمكن أن ‏تقاس، وبالتالي تقع خارج دائرة ‎‎الشريعة. فمتى كان الحب تامًا كاملًا فعندئذ تنعدم ‏الرغبة عند كل منهما في الزواج ‎‎ثانية ومتى كان الرجل لا يحب زوجته من كل قلبه ‏ولا يرغب مع ذلك في فقدها، فإن‎ ‎بإمكانه أن يتزوج بأخرى... ومهما يكن فإنه لما ‏كان الزواج في الإسلام عقدًا مدنيا ً‎فحسب، فإن في مكنة الشريكين في الزواج أن ‏يلجأ دائمًا إلى الطلاق، خصوصًا وأن الوصمة‎ ‎التي تلصق بالطلاق، سواء بشدة أقل أو ‏أكثر، في المجتمعات الأخرى، معدومة في‎ ‎المجتمع الإسلامى.)

            ويبرهن وجه نظر الإسلام فى جريمة الزنا قائلًا: (إن الحرية التي تمنحها الشريعة ‎‎الإسلامية كلا من الرجل والمرأة على حد سواء ‏لعقد الزواج أو حل هذا العقد، يفسر‎ ‎السبب الذي من أجله تعتبر هذه الشريعة ‏الزنا من أقبح الآثام: ذلك أنه تجاه هذا ‎التسامح وهذه الحرية لا يمكن أن يكون ‏هناك أيما عذر للوقوع في حبائل العاطفة أو‎ ‎الشهوة....)

            وقال مادحًا الوضع الذى أعطاه الإسلام للمرأة: (‎جاء النبي  بما لم يُسمع ‎به من قبل: الرجال والنساء سواء أمام ‏الله، وأن جميع الواجبات الدينية مفروضة على‎ ‎الرجل والمرأة على حد سواء. والحق ‏أنه ذهب إلى أبعد من ذلك فأعلن .... أن المرأة شخص‎ ‎بملء حقها وليس لمجرد ‏صلتها بالرجل كأم أو زوجة أو أخت أو ابنة، وأنها لذلك من‎ ‎حقها أن تقتني ملكًا ‏وأن تتعاطى التجارة على حسابها ومسؤوليتها وأن تهب نفسها لمن‎ ‎تشاء عن طريق ‏الزواج)

            * ** **

            وعن الخطيئة الأزلية التى تحمل المسيحية مسئوليتها للمرأة وحدها يقول المفكر الفرنسى المعروف روجيه جارودى
            ، وأحد كبار زعماء الحزب الشيوعى الفرنسى سابقًا: (إن‎ ‎القرآن، من وجهة النظر اللاهوتية، لا يحدد بين الرجل والمرأة ‏علاقة من التبعية‎ ‎الميتافيزيقية: فالمرأة في القرآن توأم وشريكة ‏للرجل لأن الله خلق [الرجل والمرأة كزوجين، والزوج هو النصف المشابه والمتطابق مع النصف الآخر، وهو أيضًا رأى المفكرة مارسيل بوازار] {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ..} سورة الذاريات (49)

            ويؤكد جارودى على تفوق وضع المرأة فى الإسلام مقارنة بوضع المرأة فى المسيحية فيقول: (إذا نحن قارنا قواعد القرآن بقواعد جميع المجتمعات‎ ‎السابقة ‏فإنها تسجل تقدمًا لا مراء فيه، ولا سيما بالنسبة لأثينا ولروما ‏حيث كانت‎ ‎المرأة قاصرة بصورة ثابتة.)

            ويذكر جارودى من حقوق المرأة المسلمة، معترفًا أن هذه الحقوق نالتها المرأة المسيحية بقوانين وضعية ولا علاقة لها بالمسيحية بعد ثلاثة عشر قرنًا بعد المرأة المسلمة: (في القرآن تستطيع المرأة التصرف‎ ‎بما تملك وهو حق لم يعترف ‏لها به في معظم التشريعات الغربية ولا سيما في فرنسا إلا‎ ‎في ‏القرن التاسع عشر والعشرين. أما في الإرث فصحيح أن للأنثى نصف ما للذكر [وهى ليست مطلقة هكذا فى الإسلام، فالذكر يأخذ ضعف الأنثى فى ثلاث حالات فقط: إذا كانت أخته والميراث من الأب أو الأم، فى حالة وراثة الزوج من زوجته، ولو ورث الزوج وزوجته من ابنهما الذى ليس له وارث غيرهما]، إلا ‎‎أنه بالمقابل تقع جميع الالتزامات وخاصة أعباء ‏مساعدة [الأخت أو الزوجة أو] أعضاء الأسرة الآخرين على ‎‎عاتق الذكر. والمرأة معفاة ‏من كل ذلك. والقرآن يعطي المرأة حق طلب الطلاق وهو ما‎ ‎لم ‏تحصل عليه المرأة في الغرب إلا بعد ثلاثة عشر قرنا.)

            أما عن تعدد الزوجات فيقول روجيه جارودى: (في القرآن إقرار بتعدد الزوجات. إلا أن هذا التعدد لم‎ ‎يؤسسه ‏هو، كان موجودًا من قبل (وهو موجود كذلك في التوراة وفي ‏الإنجيل)، وقد فرض‎ ‎عليه، على العكس، حدودًا مثل العدل التام ‏بين مختلف الزوجات في الإنفاق والمحبة‎ ‎والمعاشرة الجنسية، ‏وهي قواعد إذا ما جرى تطبيقها بحرفيتها تجعل تعدد الزوجات‎ ‎مستحيلًا.)

            ويذكر الغرب أن المعاملة الرقيقة التى تتمتع بها المرأة الغربية من قبل زوجها أو أبيها أو أخيها أو غيرهم ترجع فى أصولها إلى الإسلام، فقال: (يحسن ألا ننسى أن جميع ألوان الرقة في الحب والشفافية ‏فيه...على نحو ما ظهر في الغرب لدى شعراء التروبادور ... وفي ‏قصائد دانتي ..‏‎ ‎من أصول عربية إسلامية.)

            * ** **

            أما إمام المستشرقين الإنجليز، وأستاذ اللغة العربية فى جامعة لندن فى عام 1930، وبجامعة أكسفورد منذ سنة 1937 والعضو المؤسس فى المجمع العلمى المصرى، وأحد محررى دائرة المعارف الإسلامية السير هاملتون روكسين فيقول
            عن حماية الإسلام للمرأة وحفاظه على شعورها: (‎حين ننتهي من‎ ‎حذف الانحرافات (الفقهية المتأخرة) وشجبها، تعود ‏تعاليم القرآن والرسول  الأصلية إلى الظهور في ‏كل نقائها ورفعتها وعدالتها المتساوية إزاء الرجل‎ ‎والمرأة معا. عندئذ نجد ‏أن هذه التعاليم تعود إلى المبادىء العامة وتحدد الفكرة‎ ‎التي تجب أن ‏يوضع ويطبق القانون بمقتضاها أكثر من أن تعين صيغًا حقوقية حاسمة. ‏وهذه‎ ‎الفكرة، فيما يخص المرأة، لا يمكنها إلا أن تكون نابضة بالود ‏الإنساني و‎بشعور ‎‎الاحترام لشخصيتها والرغبة في محو الأضرار التي ألحقها بالمرأة ‏سير المجتمع سيرًا‎ ‎قاسيًا وناقصًا فيما مضى. وبعدما ننتهي من ‏استخلاص هذه الفكرة وهضمها، يمكننا أن‎ ‎نفهم التشريع الخاص بالقرآن ‏فهما صحيحًا. حالما نتوصل إلى ذلك نرى أن الموقف‎ ‎الإسلامي تجاه ‏المرأة، والطريقة الإسلامية في فهم شخصيتها ونظامها الاجتماعى، ‎وطريقة حماية التشريع الإسلامي لها، تفوق كثيرًا ما هي عليه في ‏الديانات الأخرى.)

            وعن المرأة المسلمة والعدل بينها وبين الرجل تقول الليدى إيفيلين كوبولد احدى النبيلات الإنجليزيات الاتى اعتنقن الإسلام: (لما جاء الإسلام رد للمرأة‎ ‎حرياتها، فإذا هي قسيمة الرجل لها من الحق ‏ما له وعليها ما عليه ولا فضل له عليها‎ ‎إلا بما يقوم به من قوة الجلد ‏وبسطة اليد، واتساع الحيلة، فيلي رياستها، فهو لذلك‎ ‎وليها، يحوطها بقوته، ‏ويذود عنها بدمه، وينفق عليها من كسب يده، فأما فيما سوى ذلك‎ ‎فهما ‏في السراء والبأساء على السواء. وذلك ما أجمله الله بقوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} سورة البقرة (228).*

            وهذه الدرجة هي ‏الرعاية والحياطة لا‎ ‎يتجاوزها إلى قهر النفس وجحود الحق، وكما قرن الله ‏سبحانه بينهما في شؤون الحياة،‏‎ ‎قرن بينهما في حسن التوبة وادخار ‏الأجر وارتقاء الدرجات العليا في الدنيا والآخرة.‏‎ ‎وإذا احتمل الرجل مشقات ‏الحياة، ومتاعب العمل وتناثرت أوصاله، وتهدم جسمه في سبيل‎ ‎معاشه ‏ومعاش زوجه فليس ذلك بزائد مثقال حبة عن المرأة إذا وفت لبيتها ‏وأخلصت لزوجها ‎‎وأحسنت القيام في شأن دارها.)

            * ** **

            ويمتدح المفكر الإنجليزى عبد الله كويليام تحرير الإسلام للعباد من عبادة العباد إلى عبادة وتقديس رب العباد، وتحريره للمرأة وقضائه على الرهبنة التى يزعمونها والفساد اللاأخلاقى الذى يظهر من تحت عباءتها، فيقول: (‎إن زعماء النصرانية أبدلوا دين‎ ‎المسيح  بما كانت ترمي إليه ‏أهواؤهم، وأوجدوا عقائد أخرى من تلقاء ذاتهم، ‎‎وتظاهروا في مقاومه ‏الشهوات البشرية بالرهبنة والعزوبية، واتخذوهما ستارًا للفسق ‎ولأعمالهم التضليلية، حتى ضل الناس، وأشركوا بالواحد القهار واتخذوا لفيفًا ‏من هؤلاء ‎‎القديسين والرهبان أربابًا من دون الله، فلما جاء الإسلام استأصل ‏شأفة هذه الخزعبلات، ‎‎وقضى على جميع الأباطيل، والترهات، وأقيمت الحجة ‏الثابتة على استهجان العزوبية، ‎‎واعتبار الزواج كدليل للتقوى الحقيقية، وأنه ‏من أوليات القواعد الدينية إذ فيه بيان‎ ‎قدرة الخالق ووحدانيته وجلاله، فالإسلام هو الذي حض على الزواج وأبطل الرهبنة.)‎

            ويقول أيضًا: (أما تعدد الزوجات فإن موسى  لم يحرمها ‎‎وداود  ‏أتاها وقال بها ولم تحرم في العهد الجديد (أي الإنجيل) .. إلا من عهد غير ‏بعيد. ولقد أوقف محمد  الغلو فيها عند حد ‏معلوم. وعلى‏‎ ‎كل حال فإن مسألة تعدد الزوجات أمر شاذ كثيرًا عن ‏الدستور المعمول به في البلاد‎ ‎الإسلامية المتمدنة .. وهو بكل ما قيل فيه ‏من القول الهراء لا يخلو من الفائدة فقد‎ ‎ساعد على حفظ حياة المرأة ‏وأوجد لها في الشريعة حسن المساعدة. وتعدد الزوجات في‎ ‎البلاد ‏الإسلامية أقل إثما، وأخف ضررًا من الخبائث التي ترتكبها الأمم المسيحية ‏تحت‎ ‎ستار المدنية. فلنخرج الخشبة التي في أعيننا أولا ومن ثم نتقدم ‏لإخراج القذى من‎ ‎أعين غيرنا.) هذا لو كان بأعين غيرهم قذى.

            وجاء يسوع/يهوه ولم يحرم تعدد الزوجات، ولا أى قانون من قوانين العهد القديم، بل جاء متبعًا تمامًا ما جاء به الأنبياء من قبله: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18

            ويقول أيضًا المفكر الإنجليزى عبد الله كويليام: (جاء في القرآن {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} سورة النساء (3). فيما‎ ‎يتعلق بمسألة تعدد ‏الزوجات التي تنتقدون فيها على المسلمين ظلمًا وعدوانًا. إذ لا شك ‎‎في ‏أنكم تجهلون عدل النبي  بين أزواجه {رضوان الله ‏عليهن} ‎وحبه فيهن حبًا مساويًا مما علَّم المسلمين الانتماء والإنصاف ‏بينهن. على أن القرآن لم ‎يأمر بتعدد الزوجات بل جاء بالحظر مع الوعيد ‏لمن لا يَعْدِل في الآية المتقدمة، ولذلك‎ ‎ترى اليوم جميع المسلمين منهم ا‎لقليل لا يتزوجون إلا امرأة واحدة خوف الوقوع تحت‎ ‎طائلة ما جاء من الإنذار ‏في القرآن المجيد. .... ولا نسلم بالاعتراف .... بحصر الزواج في امرأة واحدة إذعانًا للقانون ‏واتخاذ عدة‎ ‎أزواج أخريات [غير شرعيات] من وراء الجدار.)

            وعن حقوقهن أمام الله يقول المفكر الإنجليزى عبد الله كويليام: (ورد في‎ ‎القرآن نصوص كثيرة تثبت أن النساء لا يعاقبن في الدار الآخرة ‏فقط على ما أتين من ‎سيء الأعمال، بل كذلك يجازين خير الجزاء على ما ‏يعلنه من طيب أعمالهن بمثل ما يكون‎ ‎للرجال. وعلى ذلك نرى أن ‏الله [سبحانه] لا تمييز عنده في الإسلام بين الأجناس.)

            * ** **

            ويقول النحَّات والناقد الفنى الإنجليزى، وأستاذ الدراسات الإسلامية والأسيوية روم لاندر
            : (‎يوم كانت النسوة يعتبرن، في العالم‎ ‎الغربي، مجرد متاع من الأمتعة، ‏ويوم كان القوم هناك في ريب جدى من أن لهن أرواحًا، ‎كان الشرع ‏الإسلامي قد منحهن حق التملك. وتلقت الأرامل نصيبًا من ميراث أزواجهن‏‏،‏‎ ‎ولكن البنات كان عليهن أن يقنعن بنصف حصة الذكر [وقلنا من قبل أن المرأة تأخذ نصف أخيها أو زوجها لما عليه من تبعات مالية تجاهها وتجاه آخرين أو أخريات من العائلة].. إلا أن علينا أن لا ‏ننسى أن‎ ‎الأبناء الذكور وحدهم كانوا، حتى فترة حديثة نسبيًا، ينالون في ‏الديار الغربية حصة‎ ‎من الإرث).

            * ** **

            أما الأستاذ الدكتور الباحث الإنجليزى لايتنر، والحاصل على أكثر من شهادة دكتوراة فى الشريعة والفلسفة واللاهوت، فيقول عن الزواج فى الإسلام:
            (إن الزواج عند‎ ‎المسلمين يجل عما رماهم به كتاب النصارى. والقول بأنه لا يوجد حد ‏للزواج والطلاق‎ ‎عند المسلمين فغير صحيح، والطلاق عندهم ليس هو بالأمر الهين، فعدا عن ‏وجود‎ ‎المحكمين، فعلى الرجل أن يدفع صداقها المسمى عند إجراء العقد، وهذا غالبا يكون فوق ما‎ ‎يقدر زوجها على إيفائه بسهولة، فمركز المرأة بالإسلام قوي مؤمن من الطلاق. إن‎ ‎النصارى ‏والبوذيين يرون الزواج أمرًا روحيًا ومع ذلك نرى عقدة النكاح محترمة عند‎ ‎المسلمين أكثر مما ‏هي محترمة في البلاد المسيحية ... ويسوءني أن أذكر ما ليس لي مناص‎ ‎من ذكره وهو أنني ‏سكنت بين المسلمين أربعا وخمسين عاما، ابتداءً من سنة 1848 فمع وجود‏‎ ‎التساهل في أمر ‏الطلاق عندهم وعسره عند النصارى، فقد وقع حوادث طلاق عند النصارى‎ ‎أكثر مما وقع عند ‏المسلمين بكثير. وإني أقول الحق بأن الشفقة والإحسان عند‎ ‎المسلمين نحو عيالهم والغرباء ‏والمسنين والعلماء لمثال‎ مجد يجب على النصارى أن‎ ‎يتقدوا به.)

            وعن تعدد الزوجات يقول الدكتور لايتنر: (أما تعدد الزوجات، فإنا بقطع النظر عن منافعه‎ ‎الحقيقة، لأنه يقلل النساء الأماكن التي هن فيه ‏أكثر من الرجال،وبقطع النظر عن‎ ‎أنه يقلل وجود لمومسات وأضرارهن، ويمنع مواليد الزنا، ‏فلا يمكننا أن ننكر بأن‎ ‎أكثر المسلمين ذو زوجة واحدة. والسبب في ذلك هو تعليم دين الإسلام ‏لقد أتى محمد  بين أمة تعد ولادة الأنثى شرًا عظيمًا عليهم، وهكذا كانوا ‏يئدونها،‏‎ ‎ولم يكن للرجال حد يقفون عنده من جهة الزواج، وكانوا يعدون النساء من جملة المتاع، ‎‎ويرثونها من بعد موت بعلها. فجعل  لهذه الحالة حدًا، فلا يقدر ‎‎الرجل أن ‏يتزوج بأكثر من أربع نساء بشرط المساواة بينهن في كل شي، حتى فى المحبة‎ ‎والوداد، فإن لم ‏يكن قادرا ًعلى كل ذلك، فلا يباح له أن يتزوج غير واحدة .ومن يتدبر‎ ‎شريعته يرى أنه قد ‏حض على الزواج بامرأة واحدة، ولقد رفع مقام المرأة ورقاها رقيا عظيمًا، فإنها بعد ما كانت ‏تعد كمتاع مملوك صارت مالكة، وحكمها مؤيد وحقوقها‎ ‎محفوظة.)

            ويقول أيضًا: (أما بخصوص الرهبانية فليس لها وجود في الإسلام، ‏‎‎وتكاد لا ترى امرأة غير متزوجة، ‏وقصاص الزنا متساوٍ فيه الرجل والمرأة ... والشريعة‎ ‎الإسلامية لا تسمح بإهانة أولاد المملوكة، وهم يرثون أبناءهم مع أولاد السيدة ...‎ وليس في الإسلام محلات للفاجرات، ولا قانون يبيح ‏انتشار المومسات. ومسامرات‎ ‎المسلمين العمومية خير مما هي في أوروبا. ومسامرات شبان ‏المسلمين في المدراس خير‎ ‎وأطهر من مسامرات شبابنا..‏‎*
            والحق أولى أن يقال: فإن كثيرًا من كلام شبان الإنكليز ‎لو قاله أحد في بلاد المسلمين لنال قائله ‏القصاص الصارم. وللمرأة المسلمة مركز‎ ‎شرعي خير من مركز المرأة الإنكليزية بكثير.)

            * ** **

            ويتغزَّل أستاذ الفلسفة الدكتور المسيحى نظمى لوقا فى النظم والشرائع التى أتى به الإسلام للمرأة
            ، فيقول: (‎المرأة في الإسلام إنسان له حقوق الإنسان وكل تكاليفه‎ ‎العقلية ‏والروحية فهي في ذلك صنو الرجل تقع عليها أعباء الأمانة التي تقع عليه‎، ‎أمانة العقيدة والإيمان وتزكية النفس .. وقد نجد هذا اليوم من بدائة الأمور.‏‎ ‎ولكنه لم يكن كذلك في العالم القديم، في كثير من الأمم حيث كانت ‏المرأة تباع‎ ‎أحيانا كثيرة كما تباع السلعة .. وكانت في كثير من الأحيان ‏منقوصة الأهلية لا تمارس‎ ‎التصرفات المالية والقانونية إلا عن طريق وليها ‏الشرعي أو بموافقته، بل لم تكن‎ ‎تملك تزويج نفسها على الخصوص، ‏وإنما الأمر في ذلك لوليها يجريه على هواه. وأكثر من‎ ‎هذا، كانت قبائل ‏العرب في الجاهلية تئد البنات كراهة لهن وازدراء لشأنهن، ومن لم‎ ‎يئدهن ‏كان يضيق بهن ضيقًا شديدًا).
            ويقول الدكتور نظمى لوقا: (في سور القرآن إشارات إلى‎ ‎المساواة عند الله بين الذكر والأنثى بغير ‏تفريق في التكليف أو الجزاء، وإشارات‎ ‎صريحة لمساواة المرأة والرجل في ‏ثمرات الأعمال والجهود .. وفي بعض الأمم القديمة،‏‎ ‎والحديثة، كانت ‏المرأة تحرم غالبًا من الميراث، فأبى الإسلام هذا الغبن‎ ‎الفاحش).

            ويقول أيضًا: (ليس الإسلام - على حقيقته - عقيدة رجعية تفرق بين‎ ‎الجنسين في ‏القيمة. بل إن المرأة في موازينه تقف مع الرجل على قدم المساواة. لا‎ ‎يفضلها إلا بفضل، ولا يحبس عنها التفضيل إن حصل لها ذلك الفضل بعينه ‏في غير مطل أو‎ ‎مراء، وما من امرأة سوية تستغني عن كنف الرجل بحكم ‏فطرتها‎ الجسدية والنفسية على‎ ‎كل حال. وذلك حسب عقيدة لتكون صالحة لكل ‏طور اجتماعي على تعاقب الأطوار والعصور،‏‎ ‎على سنة العدل التي لم يجد ‏لها عصرنا اسمًا أوفق من (تكافؤ الفرص)، الذي يلغي كل ‎التفريق، ‏ويسقط كل حجة، ويقضي على كل تميز إلا بامتياز ثابت صحيح).

            ويقول أيضًا: (العلاقة الزوجية في الإسلام" ليست مسافدة حيوانية بين ذكر‎ ‎وأنثى، ‏على إطلاق بواعث الرغبة والاشتهاء الغريزي بين جنسي النوع البشري ‏لغير هذا‎ ‎قامت كوابح الآداب وضوابط الشرائع والعقائد: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} سورة الروم (21)، وإني لأرى في‎ ‎قوله (من أنفسكم) لمسة تمس ‏شغاف القلب وتذكر بما في الزواج من قربى تجعل الزوجة ‎‎قطعة من ‏النفس‎*

            ثم أردف ذلك بالسكن، وما أقرب السكن في هذا الباب من سكنية‎ ‎النفس ‏لا من مساكنة الأجساد! بدليل ما أردف بذلك من المودة والرحمة .. وتلك ‏عليا‎ ‎مناعم المعاشرة الإنسانية، بما فيها من غلبة الروح على نزوات ‏الأجساد ودفعات‎ ‎الرغبة العمياء. فالزواج مطلب نفسي وروحي عند ‏الإنسان،‏‎ وليس مطلبًا شهويًا جسديًا‎ ‎وان كان له أساس جسدي.)

            ويقول عن الزواج: (‎كان لابد من إصلاح ما بين الإنسان‎ ‎ونفسه التي بين جنبيه بعقيدة ‏موفقة بين الدين والدنيا، وقد نهض بهذا الإسلام، ‎وكانت سنته في الزواج ‏كفاء خطته في جوانب الهداية البشرية الفطرية، لتحرير البشر ‎‎من الذعر ‏والخزي وعقدة الإثم الشوهاء التي كبلته ولم تزل تكبل الكثيرين عن ‏انطلاقة‎ ‎الحياة وسوء الفطرة.)

            * ** **

            وترى الأمريكية البروتستانتية سالى جان مارش والحاصلة على الماجستير فى العلوم السياسية
            من واشنطن على القيود التى يدعيها المرء على المرأة: (على فرض وجود بعض‎ ‎القيود على المرأة المسلمة في ظل الإسلام، ‏فإن هذه القيود ليست إلا ضمانات لمصلحة ‎‎المرأة المسلمة نفسها، ‏ولخير الأسرة، والحفاظ عليها متماسكة قوية، وأخيرًا فهي‎ ‎لخير المجتمع ‏الإسلامي بشكل عام).

            وتقول عن الجوانب الأخلاقية فى المجتمع الإسلامى: (لقد لاحظت أن المشكلات (‎‎العائلية التي يعانى منها الغرب) لا وجود لها ‏بين الأسرة المسلمة التي تنعم‎ ‎بالسلام والهناء وكذلك الحب فلا الزوج ولا ‏زوجته في ظل الإسلام يعرفان شيئا عن موعد‎ ‎العشاق ومودة الصديقات ‏السائدين هذه الأيام في الأقطار غير الإسلامية. لقد أحببت‎ ‎هذا الجانب ‏من الحياة الإسلامية حبًا كثيرًا، لأنه يمنح الزوج والزوجة والأبناء ما‎ ‎لا بد ‏لهم عنه من حب وإخلاص وسلام يعمر حياتهم. وليس ذلك فحسب بل ‏بفضل هذا الإخلاص‎ ‎في العلاقات الزوجية بين المسلمين، هم واثقون أن ‏أبناءهم حقًا من صلبهم غير دخلاء‎ ‎عليهم. وهذا مفقود في المجتمعات ‏الأخرى.)

            * ** **

            وبعد دراسة وتحقيق وجدت الباحثة منى عبد الله ماكلوسكى التى تعمل قنصلًا لبلادها ألمانيا فى بنجلاديش
            : (‎في ظل الإسلام استعادت المرأة حريتها واكتسبت مكانة‎ ‎مرموقة. ‏فالإسلام يعتبر النساء شقائق مساوين للرجال، وكلاهما يكمل الآخر.)

            وتقول عن إنجازات الإسلام للمرأة: (لقد دعا الإسلام إلى تعاليم المرأة، وتزويدها بالعلم ‎‎والثقافة لأنها بمثابة ‏مدرسة لأطفالها. قال رسول الله : (طلب‎ ‎العلم ‏فريضة على كل مسلم ومسلمة). كما منح الإسلام المرأة حق التملك ‏وحرية‎ ‎التصرف فيما تملك. وفي الوقت الذي نرى فيه أن المرأة في أوروبا ‏كانت محرومة من‎ ‎جميع هذه الحقوق إلى عهد قريب جدًا، نجد أن الإسلام ‏منح المرأة بالإضافة إلى ما تقدم‎ ‎حق إبرام العقود للزواج. والمهر في نظر ‏الإسلام هو حق شخصي للمرأة. والمرأة في‎ ‎الإسلام تتمتع بحرية الفكر ‏والتعبير.)

            وتقول: (‎إن المرأة‎ ‎المسلمة معززة مكرمة في كافة نواحي الحياة، ولكنها ‏اليوم مخدوعة مع الأسف ببريق‎ ‎الحضارة الغربية الزائف. ومع ذلك فسوف ت‏كتشف يومًا ما كم هي مضلَّلة في ذلك، بعد أن‎ ‎تعرف الحقيقة.)
            وتقول: (إن الإسلام يحضنا على القيام بالعمل المثمر،‎ ‎شريطة أن نلتزم نحن ‏النساء بالحشمة في لباسنا، وأن نستر جمال أجسادنا. وعلينا أن‎ ‎نكون ‏جادين‎* في حديثنا. وهكذا فالإسلام لا يمنع المرأة من ممارسة أى عمل شريف‏‎ ‎يناسب طبيعتها. إلا أن أقدس واجب على المرأة هو واجبها الطبيعي في ‏خدمة أسرتها‎ ‎والعناية بأعضائها لأن جزاءها على هذا يعادل أجر المقاتلين ‏في سبيل الله، والمرأة‎ ‎المسلمة مازالت تقوم بهذه الواجبات بكل اعتزاز.)

            * ** **

            أما الصحفية الإنجليزية روز مارى هاو التى ولدت فى عائلة نصرانية متدينة،
            ولكنها مع بلوغها مرحلة الوعى بدأت تفقد قناعتها الدينية السابقة، وتطلعت إلى دين يمنحها الجواب المقبول، وفى عام 1977 أعلنت إسلامها، وتعمل حاليًا فى صحيفة (الأراب تايمز) الكويتية، فتقول عن حجاب المرأة المسلمة: (‎الحجاب شيء أساسي في الدين‎ ‎الإسلامي لأن الدين ممارسة عملية ‏أيضًا، والدين الإسلامي حدد لنا كل شيء: كاللباس‎ ‎والعلاقة بين الرجل ‏والمرأة والحجاب الذى يحافظ على كرامة المرأة ويحميها من نظرات‎ ‎الشهوة، ‏ويحافظ على كرامة المجتمع ويكف الفتنة بين أفراده. لذلك فهو يحمي ‏الجنسين‎ ‎من الانحراف. وأنا أؤمن أن السترة ليست في الحجاب فحسب، بل يجب أن تكون العفة‏‎ ‎داخلية أيضًا، وأن تتحجب النفس عن كل ماهو ‏سوء.)

            ‎وترى أيضًا: أن (‎الإسلام قد كرم المرأة وأعطاها حقوقها كإنسانة، وكامرأة، وعلى ‏عكس ما يظن الناس ‎من أن المرأة الغربية حصلت على حقوقها ... فالمرأة ‏الغربية لا تستطيع مثلًا أن تمارس ‎‎إنسانيتها الكاملة وحقوقها مثل المرأة ‏المسلمة. فقد أصبح واجبا على المرأة في‎ ‎الغرب أن تعمل خارج بيتها ‏لكسب العيش. أما المرأة المسلمة فلها حق الاختيار، ومن‎ ‎حقها أن يقوم ‏الرجل بكسب القوت لها ولبقية أفراد الأسرة. فحين جعل الله سبحانه ‎‎وتعالى للرجال القوامة على النساء كان المقصود هنا أن على الرجل أن ‏يعمل ليكسب قوته‎ ‎وقوت عائلته. فالمرأة في الإسلام لها دور أهم وأكبر من ‏مجرد الوظيفة، وهو الإنجاب ‎‎وتربية الأبناء، ومع ذلك فقد أعطى الإسلام ‏للمرأة الحق في العمل إذا رغبت هي في‎ ‎ذلك، وإذا اقتضت ظروفها ذلك.)

            * ** **

            وتقول روز مارى عن علاقة الزوجين: (أنا أفهم أن الإسلام ‎يعتبر الزوج أقرب صديق لزوجته، إذ تكن له كل ما ‏في نفسها، لأن الزواج في الإسلام ‎علاقة حميمة مبنية على شريعة الله ‏لا تضاهيها العلاقات العادية الأخرى.)

            * ** **

            أما الدكتورة زيجريد هونكه المستشرقة الألمانية المعاصرة،
            وصاحبة (شمس الله تشرق على الغرب) و(الله ليس كذلك) فتقول: (إن احترام العرب لعالم ‎النساء واهتمامهم به ليظهران بوضوح ‏عندما نرى أنهم خَصُّوه بفيض من العطور وبأنواع‎ ‎الزينة، التي ‏وإن لم تكن غير مجهولة قبلهم، إلا أنها فاحت بثروة الشرق ‏العطرية‎ ‎الزكية، وبالأساليب الفائقة في تحضيرها. كذلك فإن ‏العثنون الذي كان يزين الوجوه‎ ‎الحليقة، منذ حملات الصليبيين، ‏على طريقة النبي محمد  قد أصبح‎ ‎نموذجا يقلده ‏الرجال.)

            وتقول عن فضل الإسلام على المرأة الأوروبية: (‎قاوم العرب كل التيارات المعادية‎ ‎للمرأة واستطاعوا القضاء ‏على هذا العداء للمرأة والطبيعة، وجعلوا من منهجهم‎ ‎مثالًا احتذاه ‏الغرب ولا يملك الآن منه فكاكًا، وأصبح الاستمتاع بالجمال جزءًا من‎ ‎حياة الأوروبيين شاءوا أم أبوا.)

            وتقول عن مكانة المرأة المسلمة: (ظلت المرأة في الإسلام‎ ‎تحتل مكانة أعلى وأرفع مما احتلته في ‏الجاهلية. ألم تكن خديجة  زوجة ‎النبي  الأولى، التي عاش معها أربعة وعشرين عاما، أرملة لها ‎شخصيتها ومالها ومكانتها الرفيعة في مجتمعها؟ لقد كانت نموذجًا ‏لشريفات العرب، أجاز لها الرسول  أن تستزيد من العلم والمعرفة ‏كالرجال‎ ‎تماما؛ وسار الركب وشاهد الناس سيدات يدرسن ‏القانون والشرع ويلقين المحاضرات في ‎‎المساجد ويفسرن أحكام ‏الدين. فكانت السيدة تنهي دراستها على يد كبار العلماء، ثم‎ ‎تنال منهم تصريحًا لتدريس ما تعلمته هي بنفسها ، فتصبح الأستاذة ‏الشيخة. كما لمعت من بينهن أديبات وشاعرات، والناس لا ترى ‏في ذلك غضاضة أو خروجًا على التقاليد.)

            وتنتقد ما حدث لها على يد الحكام الذين انتسبوا إلى الإسلام، فتقول: (إن النساء في صدر الإسلام لم يكن مظلومات أو مقيدات،‏‎ ‎ولكن ‏هل دام هذا طويلًا؟ لقد هبت على قصور العباسيين رياحًا جديدة ‏قدمت من الشمال ‎‎فغيرت الأوضاع، وقدم الحريم من الجاريات ‏الفارسيات واليونانيات .. وكان أن حرمت‎ ‎المرأة العربية من ‏مكانتها الرفيعة في المجتمع وقيدت حرياتها حين سيطرت على‎ ‎المجتمع العادات الفارسية القديمة. والإسلام برىء من كل ما حدث، والرسول  لم يأمر قط بحجب النساء عن المجتمع. ‏لقد أمر المؤمنين من الرجال والنساء ‎‎على حد سواء، بأن يغضوا ‏الطرف وأن يحافظوا على أعراضهم وأمر النساء بألا يظهرن من‎ ‎أجسادهن إلا ما لا بد من ظهوره، وألا يظهرن محاسن أجسادهن إلا ‏في حضرة أزواجهن.)

            وتقول عن الزواج فى الإسلام: (الإسلام قدس الزواج وطالب بالعدل بين الزوجين أو الثلاث أو ‎‎الأربع في المعاملة. {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} سورة النساء (3). أليس هذا ‏نصًا صريحًا يطلب‎ ‎فيه من المؤمنين ألا يتزوجوا بأكثر من واحدة، إلا ‏إذا كان في استطاعتهم تحري العدل‎ ‎بين النساء؟)

            * ** **

            ويقول مونتجومرى وات عميد الدراسات العربية فى جامعة أدنبرا سابقًا:
            (‎إن الفكرة الرائدة‎ ‎في القرآن، هي أنه إذا تبنى المسلمون تعدد الزوجات‏‏، فإن جميع الفتيات اللواتي هن‏‎ ‎في سن الزواج يمكنهن الزواج بصورة ‏حسنة .. .. تعدد ‏الزوجات يسمح للنساء الكثيرات بالزواج‎ ‎الشريف، كما يضع حدًا لاضطهاد ‏الأرامل اللواتي تحت الوصاية، كما يخفف من إغراء‎ ‎الزواج المؤقت الذي ‏يسمح به مجتمع عربي ذو عوائد أميَّة. ويجب اعتبار هذا الإصلاح،‏ ‎بالـنظر ‏لبعض العادات السائدة آنذاك، تقدمًا مهمًا في تنظيم المجتمع.)

            ويقول: (لقد قام محمد  في ميدان الزواج والعلاقات‏‎ ‎العائلية‏‏، بتنظيم عميق واسع للبناء الاجتماعي. وقد وجدت قبله نزعات جديدة ‏فردية،‏‎ ‎ولكن أثرها كان هدامًا أكثر منه بناء.)

            ويقول: (كانت التشريعات القرآنية تهدف إلى أن لا يتعدى الوصي على‎ ‎حقوق أي ‏قاصر أو امرأة في الميراث الطبيعي.)

            وقال واندر:
            (‎‎من خلال‎ ‎معايشتي للمسلمين اكتشفت العلاقة الرائعة بين أفراد ‏الأسرة المسلمة، وتعرفت كيف‎ ‎يعامل الآباء المسلمون أبناءهم، وعرفت ‏العلاقة الوثيقة التي تربط أفراد الأسرة ‎‎المسلمة، كما أعجبت بالمكانة ‏التي يتمتع بها كبار السن بين المسلمين. وفي الوقت‎ ‎الذي أجد فيه كبار ‏السن في الغرب وفي بلادي أمريكا، قمة الحضارة الغربية المادية‎ ‎المعاصرة، يلقى بهم في مؤسسات العجزة، وينبذون فلا يلتفت إليهم ‏أحد، أجد الجد ‎‎والجدة المسلمين في مركز الأسرة وبؤرتها من حيث ‏الحفاوة والتكريم. لقد أحببت ذلك‎ ‎كثيرا ...)

            فهل تعتقد أن مثل هذه العظمة والسمو، التى تكلم بها الإسلام عن المرأة يحتاج إنسان ما إلى تخبئتها؟ إنها نقطة من أقوى ما جاء به الإسلام، وسبب لفخر أى مسلم يفهم دينه حق الفهم. فمن الذى يتفادى التفاخر بمصدر عزه وأصل من أصول قوته؟! إنه لفخر للمسلم أن يُظهر نقاط القوة هذه للغرب؟ إن الغرب لو عرف فقط هذه الحقائق عن المرأة فى الإسلام لسارع إلى اعتناقه، ولتقاتل مع غيره ليكون له السبق فى الإنتماء لهذا الدين، الذى لم يترك جانبًا من جوانب الرفعة والنُبل إلا وأقرها!

            تعليق


            • #7
              الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب


              اقرار الإسلام الرجل بضرب زوجته الناشز:

              أما بالنسبة لحق الرجل فى ضرب زوجته فأذكرك بقول الله تعالى ورسوله وأقوال المفسرين، وأقوال كتابك الذى تقدسه وعلمائكم من رجال الدين:

              لكن قبل الرد يجب الأخذ فى الاعتبار أن من أهم ما يميز الإسلام أمر الله تعالى عباده بالعدل والإحسان فى كل شىء، فالإسلام يعتبره من القيم الإنسانية الأساسية التي جاء بها، بل وجعلها من مُقَوِّمَاتِ الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية، حتى جعل القرآنُ إقامةَ القسط - أي العدل - بين الناس هو هدف الرسالات السماوية كلها، فقال تعالى: }لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْـمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ{ الحديد 25
              وهو المقصود الأول من إرسال الله تعالى رُسُله، وإنزاله كتبه؛ فبالعدل أُنْزِلَتِ الكتب، وبُعِثَتِ الرسل، وبالعدل قامت السموات والأرض. (يوسف القرضاوى: ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده ص133)

              والعدل في الإسلام لا يتأثَّر بحُبٍّ أو بُغْضٍ، فلا يُفَرِّقُ بين حَسَب ونَسَب، ولا بين جاهٍ ومالٍ، كما لا يُفَرِّقُ بين مسلم وغير مسلم، بل يتمتَّعُ به جميعُ المقيمين على أرضه من المسلمين وغير المسلمين، مهما كان بين هؤلاء وأولئك من مودَّة أو شنآنٍ.

              وفي تقرير واضح وصريح لإحقاق العدل وتطبيقه ولو كُنَّا مبغضين لمن نَحْكُم فيهم، يقول الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ{ النساء *135، فلك أن تتخيل أن الإسلام يأمرنا بإقامة العدل ولو على الوالدين أو الذرية أو الزوجة والأقرباء، بل ولو على أنفسنا. أى نحكم للغير ضد مصالحنا الشخصية لو كان هذا هو العدل.

              *ويقول أيضًا: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{ المائدة 8، *"أي لا يحملنَّكم بُغْض قوم على ترك العدل فيهم، بل استعملوا العدل في كُلِّ أَحَدٍ؛ صديقًا كان أو عدوًّا". (ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 2: 43)

              كما حرم الظلم، فقال الله تعالى فى حديث قدسى: (يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْـمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا) البخاري في الأدب المفر (490)، ومسلم من حديث أبي ذر: كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم (2577)، وأحمد(21458) ، وابن حبان (619)، والبيهقي في شعب الإيمان (7088)، والسنن الكبرى (11283).

              وقال الرسول : (ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْـمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الْغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ) الترمذي: كتاب الدعوات، باب في العفو والعافية (3598) *وقال: هذا حديث حسن. وابن ماجه *(1752)، وأحمد (8030) وقال شعيب الأرناءوط: صحيح بطرقه وشواهده. (نقلا بتصرف عن د. راغب السرجانى)

              ومن هذا المنطلق فإن الإسلام حرم ظلم الرجل للمرأة أو المرأة للرجل بكل صوره، فلا سبيل أن يضرب الرجل زوجته باطلا، أو لهوى فى نفسه، ولا يحل له أن يضربها إلا بشروط الله فى الآية القرآنية (بالسواك أو ماشابهه، ضربًا غير مبرحًا).

              وقد اعتمدت فى هذا الرد على (المرأة .. بين إشراقات الإسلام وافتراءات المنصرين) للأستاذ سامى العامرى فى رائعته فى الرد على كتاب (المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام) للقمص مرقس عزيز خليل:
              يقول الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} سورة النساء 34

              بداية أتساءل: ما هو السبيل الذى يفرضه الإسلام أو حتى العقل لإصلاح المرأة الناشز، التى تعصى الله ورسوله ولا تريد أن تُسلِّم لحكم الله وتتوب، وترجع عما تقوم به، على الرغم من التبيان والوعظ والزجر والتهديد والهجر فى المضجع، غير الطلاق، الذى يُعد بمثابة الحد الفاصل فى هذه العلاقة؟

              وهل أتى الكتاب الذى يقدسه كاتب (الإسلام بدون حجاب) بعهديه بحل تربوى ليس فيه ضرب أو قتل بعد وعظ وزجر وتهديد؟ فليفتح كتابه ويقرأ كم التهديدات والوعيد التى استعملها رب هذا الكتاب فى زجر بنى إسرائيل، قبل أن يُنزل عليهم عقوبة صارمة حقيقية، لا ينفع معها التراجع!

              تقول الآيات بإباحة عقوبة الزوجة الناشز بالضرب بالسواك، ضربًا غير مبرحًا، بعد استنفاذ كل طرق الإصلاح من توجيه وعتاب ووعظ وهجر فى الفراش. وليس هناك وجوب أو إلزام للزوج بضرب زوجته. كما أن معنى الآية يحمل نهى تام عن عقوبة الزوجة غير الناشز، لأن هذه الأحكام تتعلق فقط بالزوجة الناشز.

              ويؤخذ فى الاعتبار أن الأصل في العلاقة الزوجية، هو إحسان الرجل إلى زوجته لما تواترت به النصوص من الدعوة إلى الرفق واللين وحُسن المعاملة، والصبر عليها، فإن كان يكره منها تصرفًا أو خُلُقًا، رضى منها آخر. أى إن الإسلام يأمره أن يكون إيجابى، وأن ينظر إلى إيجابيات الزوجة وليس إلى سلبياتها: فقد قال رسول الله : (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ أَوْ قَالَ غَيْرَهُ). رواه مسلم: 1469.

              وعَنْ سُلَيْمَانَ بْن عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي : (أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَّرَ وَوَعَظَ فَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ قِصَّةً فَقَالَ أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا أَلَا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ)

              قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَمَعْنَى قَوْلِهِ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ يَعْنِي أَسْرَى فِي أَيْدِيكُمْ) رواه الترمذي وحسنه الألباني

              وعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: (مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ، شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه مسلم

              فقد قال الإمام الذهبى فى كتاب (الكبائر) 1/178: (وإذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها وبطلب رضاه، فالزوج أيضًا مأمور بالإحسان إليها واللطف بها والصبر على ما يبدو منها من سوء خلق وغيره، وإيصالها حقها من النفقة والكسوة والعشرة الجميلة لقول الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} النساء 19)*

              وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} سورة الروم 21

              وقال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيم}. سورة البقرة 228
              قال ابن عباس: (إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي؛ لأن الله عز وجل يقول: {مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، وما أحب أن أستوفي جميع حق لي عليها؛ لأن الله عز وجل يقول: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}) رواه ابن أبي شيبة 4/196 وابن جرير 2/453 والبيهقي 7/295

              وعن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي  قال: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَىْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ) رواه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم وذريته، (ح/3331). ومسلم، كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء (ح/1468)
              قال المناوي: (وفيه ندب المداراة لاستمالة النفوس، وتألّف القلوب، وسياسة النساء بأخذ العفو عنهن والصبر عليهن، وأن من رام تقويمهن؛ فاته النفع بهن مع أنه لا غنى له عن امرأة يسكن إليها.) فيض القدير، 2/388
              رغم إباحة الشرع للرجل أن يضرب زوجته لتأديبها إن أتت حرامًا، إلاّ أنه لا يحبّذه؛ فقد قال (إياس بن أبي ذباب)، قال رسول : (لا تضربوا إماء الله!).

              فقد تتعظ الزوجة بوعظ زوجها لها، مجرد وعظ، وتتوب عما تقترفه فى حق الله أو حق الأسرة، أو حق الزوج، وكلها سلسلة متصلة. أو إنه يظهر لها غضبه ومخاصمته لها، بأن يهجرها فى الفراش، فإن أبت كل وسائل الإصلاح هذه، لم يتبق له إلا أن يؤدبها ويفرض سلطانه كزوج عليها أو يُطلقها. ولا يحل لرجل أن يأخذ بحكم الشرع في جواز ضرب زوجته، إلا إذا استكمل جميع المحاولات والطرق الليّنة لإرجاع زوجته إلى طريق الصواب. لذلك قال (ابن الجوزي): (وقال جماعة من أهل العلم الآية على الترتيب: فالوعظ عند خوف النشوز، والهجر عند ظهور النشوز، والضرب عند تكرره واللجاج فيه، ولا يجوز الضرب عند ابتداء النشوز، قال القاضي أبو يعلى: وعلى هذا مذهب أحمد.) ابن الجوزي، زاد المسير، 2/76

              الضرب المقصود في الآية ليس هو التعنيف بالضرب المبرّح، وإنّما هو ضرب المرأة بسواك أو ما شابهه مما لا يؤذي بدنًا
              .. فعن (عطاء) قال: (قلت لابن عباس: (ما الضرب غير المبرح؟). قال: (السواك وشبهه يضربها به.) رواه ابن جرير 5/68

              ولا ننسى أن الله حرم الظلم فى كل صوره، فقد قال رسول الله : (مَن ضرب سوطًا ظلمًا؛ اقتصّ منه يوم القيامة.) رواه البزار والطبراني في الأوسط (1445) وإسنادهما حسن (مجمع الزوائد 10/353)
              لكن لو هذه المرأة ابنتك أو أختك، فأى العقوبتين تفضل لها: أن يضربها بالسواك أو ما شابهه ضربًا غير مبرحًا، لا يترك ندبة أو جرحًا، لتتراجع عن معصية الله ولتستمرر الحياة بينهما فى ظل من الود والمحبة وفى وسط ذريتهما أم يطلقها، وتتحمل هى نتيجة عصيانها الله تعالى فى الدنيا والآخرة؟

              أعتقد أن أى عاقل أو عاقلة سيكون اختياره الضرب بالسواك، تفضيلا على الطلاق.*

              تعليق


              • #8
                الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب



                لكن ماذا تقترح من عقوبة للناشز أو العاصى المخالف لأوامر الرب؟


                هل تترك أو يترك العاصى المخالف لتعاليم الله دون ردع بالموعظة الحسنة ثم بالتهديد ثم بتنفيذ حكم الله؟ فكيف سيأتى إذن ملكوت الله الذى هو حكمه وملكه على الأرض؟

                أم أنت من الذين يغلقون ملكوت الله ولا يريدون أن يدخلوا فيه، أو يتركوا الداخلين يدخلون فيه، ففى أمثال هؤلاء قال يسوع: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ..... 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!) متى 23: 13-15

                ومازلت أكرر السؤال: هل يحلق لها شعرها، كما اقترح بولس؟ (5وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ.) كورنثوس الأولى 11: 5-6
                أم يغلق فمها بثقل من الرصاص، كما فعل الرب نفسه؟ (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8


                فأى الأديان كانت رحمة على المرأة؟ وأى إله أحسن إلى المرأة؟

                وهل لا يقر كتابك الضرب المبرِّح، بل القتل والحرق بالنار كعقوبة للمخطىء؟


                ألم يأمر بحرق ابنة الكاهن الزانية، وهى عقوبة خاصة بالمرأة فقط؟ (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9

                ألم يأمر بحرق من يجمع بين الزوجة وأمها؟ (14وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذَلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ.) لاويين 20: 14

                ألم تأت عقوبة قطع اليد للمرأة فقط دون أن يُطبق هذا القانون على الرجل؟ (11«إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.) تثنية 25: 11-12

                ألم يأمر بقتل الممسوس بالجان؟ (27«وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».) لاويين 20: 27

                ولم يسلم الحيوان من القتل والتنكيل بسبب وبدون سبب، فقد أمر بقتله فى الحروب، حتى إن الرب غضب على شاول لأنه أبقى على الحيوانات الجيدة، مُخالفًا لأوامر الرب: (15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ. 17وَلا يَلتَصِقْ بِيَدِكَ شَيْءٌ مِنَ المُحَرَّمِ لِيَرْجِعَ الرَّبُّ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ وَيُعْطِيَكَ رَحْمَةً. يَرْحَمُكَ وَيُكَثِّرُكَ كَمَا حَلفَ لآِبَائِكَ) تثنية 13: 15- 17

                (لِيَرْجِعَ الرَّبُّ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ وَيُعْطِيَكَ رَحْمَةً)؟؟!!

                فهل بعد أن تقرأ فى كتابك أن حمو غضب الرب لا يزول، ولا تتنزل رحماته إلا بالإبادة البشرية والتصفية العرقية وقتل الحيوانات وتدمير البيئة، تعترض على ضرب الزوج لزوجته الناشز بالسواك أو ماشابهه؟


                ثم ألا يغضب الرب على الزوجة الناشز؟
                وألا يُسر الرب بعودتها إلى شريعته وطاعتها له ولزوجها دون قتل أو تدمير، فقط بالضرب بالسواك؟ أم الضرب بالسواك ليس من شيم الرب، وأنه لا يهدأ إلا برؤية الدم والقتلى؟

                عجبت لك يا زمن!!


                (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 20-24

                (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً، وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ، وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً، لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي») صموئيل الأول15: 3-11

                هكذا ندم الرب الرحيم، إله المحبة، عندما فوجىء بما حدث من شاول، أنه عفا عن أجاج وعن الجيد من الغنم والبقر والحملان والخراف!!! إنها الكارثة بعينها!! فهل يغفر الرب ويغير من صفاته الدموية التى لا تأبى إلا الإبادة الجماعية؟ لا. فهو الرب لا يتغير: (6لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ) ملاخى 3: 6، وسيظل إلى الأبد إله النقمات، إله الإبادة الجماعية، إله التصفية العرقية: (1يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ يَا رَبُّ يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ أَشْرِقِ.) مزمور 94: 1

                ألم يضرب بلعام حمارته فى حضرة ملاك الرب، ولم يحرك ملاك الرب ساكنًا، ولم يوجه الرب له لومًا؟ (21فَقَامَ بَلعَامُ صَبَاحاً وَشَدَّ عَلى أَتَانِهِ وَانْطَلقَ مَعَ رُؤَسَاءِ مُوآبَ. 22فَحَمِيَ غَضَبُ اللهِ لأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ وَوَقَفَ مَلاكُ الرَّبِّ فِي الطَّرِيقِ لِيُقَاوِمَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلى أَتَانِهِ وَغُلامَاهُ مَعَهُ. 23فَأَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ وَاقِفاً فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ فَمَالتِ الأَتَانُ عَنِ الطَّرِيقِ وَمَشَتْ فِي الحَقْلِ. فَضَرَبَ بَلعَامُ الأَتَانَ لِيَرُدَّهَا إِلى الطَّرِيقِ. 24ثُمَّ وَقَفَ مَلاكُ الرَّبِّ فِي خَنْدَقٍ لِلكُرُومِ لهُ حَائِطٌ مِنْ هُنَا وَحَائِطٌ مِنْ هُنَاكَ. 25فَلمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ زَحَمَتِ الحَائِطَ وَضَغَطَتْ رِجْل بَلعَامَ بِالحَائِطِ فَضَرَبَهَا أَيْضاً. 26ثُمَّ اجْتَازَ مَلاكُ الرَّبِّ أَيْضاً وَوَقَفَ فِي مَكَانٍ ضَيِّقٍ حَيْثُ ليْسَ سَبِيلٌ لِلنُّكُوبِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. 27فَلمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ رَبَضَتْ تَحْتَ بَلعَامَ. فَحَمِيَ غَضَبُ بَلعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالقَضِيبِ. 28فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ فَقَالتْ لِبَلعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الآنَ ثَلاثَ دَفَعَاتٍ؟» 29فَقَال بَلعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي. لوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلتُكِ».) العدد 22: 21-29

                فأين عقوبة الرب لبلعام على اعتدائه على الحيوان؟
                بل أمر الرب بكسر عنق دابة تكفيرًا عن قاتل مجهول: (1«إِذَا وُجِدَ قَتِيلٌ فِي الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَمْتَلِكَهَا وَاقِعاً فِي الحَقْلِ لا يُعْلمُ مَنْ قَتَلهُ 2يَخْرُجُ شُيُوخُكَ وَقُضَاتُكَ وَيَقِيسُونَ إِلى المُدُنِ التِي حَوْل القَتِيلِ. 3فَالمَدِينَةُ القُرْبَى مِنَ القَتِيلِ يَأْخُذُ شُيُوخُ تِلكَ المَدِينَةِ عِجْلةً مِنَ البَقَرِ لمْ يُحْرَثْ عَليْهَا لمْ تَجُرَّ بِالنِّيرِ. 4وَيَنْحَدِرُ شُيُوخُ تِلكَ المَدِينَةِ بِالعِجْلةِ إِلى وَادٍ دَائِمِ السَّيَلانِ لمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلمْ يُزْرَعْ وَيَكْسِرُونَ عُنُقَ العِجْلةِ فِي الوَادِي. 5ثُمَّ يَتَقَدَّمُ الكَهَنَةُ بَنُو لاوِي - لأَنَّهُ إِيَّاهُمُ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِ الرَّبِّ وَحَسَبَ قَوْلِهِمْ تَكُونُ كُلُّ خُصُومَةٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ - 6وَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلكَ المَدِينَةِ القَرِيبِينَ مِنَ القَتِيلِ أَيْدِيَهُمْ عَلى العِجْلةِ المَكْسُورَةِ العُنُقُِ فِي الوَادِي 7وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لمْ تَسْفِكْ هَذَا الدَّمَ وَأَعْيُنُنَا لمْ تُبْصِرْ. 8اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل الذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ وَلا تَجْعَل دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيل. فَيُغْفَرُ لهُمُ الدَّمُ. 9فَتَنْزِعُ الدَّمَ البَرِيءَ مِنْ وَسَطِكَ إِذَا عَمِلتَ الصَّالِحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.) تثنية 21: 1-9

                فلك أن تتخيل أن يأمر الرب بكسر عنق دابة على قيد الحياة ليتعرف الناس على قاتل دابة أخرى؟ ألم يكن من الأسهل أن يخبرهم عن طريق أحد أنبيائه حرصًا على رحمة الناس بالحيوان، ورحمة منه على مخلوقاته؟
                فهل هذا أرحم من ضرب الزوجة الناشز بالسواك؟ (3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟) متى 7: 3

                ألم يأمر الرب بقتل النساء فى حروبه، التى أمر بها، على الرغم من عدم اشتراكهن فى الحروب؟
                (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3

                ألم يأمر بضرب رؤوس الأطفال فى الصخر، واعتبرها من القربات إليه؟
                (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9

                ألم يأمر بتحطيم الأطفال وبشق بطون الحوامل؟

                ألم يأمر بقتل الأجنة فى بطون أمهاتهم؟

                أليس هذا أمر بقتل النساء نفسيًا ومعنويًا عن طريق قتل أطفالهم أمام عيونهم؟

                (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

                بل كانت أوامر الرب أن يُقدم أول ابن للأم قربانًا للرب:
                (لاَ تُؤَخِّرْ تَقْدِيمَ بَاكُورَةِ مَحْصُولِ بَيْدَرِكَ وَمَعْصَرَتِكَ، وَأَعْطِنِي أَبْكَارَ بَنِيكَ.) الخروج 22:29

                ولم يُبق فى الحروب إلا على العذراوات من النساء:
                (17فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ.) عدد 31: 17-18، ولن أسألك: كيف يوجد أطفال من نساء لم يضاجعهن ذكر؟ فهذا موضوع آخر.

                بل أمر بأكل أطفالها فى المجاعة:
                (53فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ لحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ.) تثنية 28: 53

                كما أمر بقتل طفلها المعاند لأبويه:
                (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) تثنية 21: 18-21

                أليست هذه كلها عقوبات قاتلة للزوجة أو الأم نفسيًا قبل قتلها على وجه الحقيقة؟


                كما أمر انتقامًا أن يُقدم الآباء أبناءهم البكر للرب تُحرق حية
                على المذبح إرضاءً للرب، وتنفيذًا لأوامره الرحيمة: (26وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ لأُبِيدَهُمْ، حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.) حزقيال 20: 26
                وها هو الرب يطالب المؤمنين بتقديم أنفسهم ذبيح قربان للرب: (1فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ.) رومية 12: 1

                ألم يقر الرب عقوبة بالأوبئة الفتَّاكة والقتل لبنى إسرائيل، إن لم يتأدبوا ويطيعوه؟
                (14«لَكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي وَلَمْ تَعْمَلُوا كُلَّ هَذِهِ الْوَصَايَا 15وَإِنْ رَفَضْتُمْ فَرَائِضِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُكُمْ أَحْكَامِي فَمَا عَمِلْتُمْ كُلَّ وَصَايَايَ بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي 16فَإِنِّي أَعْمَلُ هَذِهِ بِكُمْ: أُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ رُعْباً وَسِلاًّ وَحُمَّى تُفْنِي الْعَيْنَيْنِ وَتُتْلِفُ النَّفْسَ. وَتَزْرَعُونَ بَاطِلاً زَرْعَكُمْ فَيَأْكُلُهُ أَعْدَاؤُكُمْ. 17وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّكُمْ فَتَنْهَزِمُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ وَيَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ مُبْغِضُوكُمْ وَتَهْرُبُونَ وَلَيْسَ مَنْ يَطْرُدُكُمْ.) لاويين 26: 14-17

                (27«وَإِنْ كُنْتُمْ بِذَلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ 28فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ سَاخِطاً وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ 29فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ.) لاويين 26: 27-29، راجع أيضًا (حزقيال 29: 8-16).

                ألم يأمر الرب موسى بالتمثيل بجثث الموتى بعد قتلهم عقوبة لكفرهم؟
                (4فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ جَمِيعَ رُؤُوسِ الشَّعْبِ وَعَلِّقْهُمْ لِلرَّبِّ مُقَابِل الشَّمْسِ فَيَرْتَدَّ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ عَنْ إِسْرَائِيل».) العدد 25: 4

                ألم يعاقب الرب الأطفال غير المؤدبين لتهكمهم على نبيه أليشع؟
                (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24
                ألم يقتل الرب 50070 نفسًا فقط لأنهم نظروا إلى تابوت الرب؟ (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.) صموئيل الأول 6: 19

                ألم يقذف الرب العماليق أعداءه من نساء ورجال بحجارة من عنده؟
                (11وَبَيْنَمَا هُمْ هَارِبُونَ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ وَهُمْ فِي مُنْحَدَرِ بَيْتِ حُورُونَ، رَمَاهُمُ الرَّبُّ بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى عَزِيقَةَ فَمَاتُوا. وَالَّذِينَ مَاتُوا بِحِجَارَةِ الْبَرَدِ هُمْ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالسَّيْفِ.) يشوع 10: 11

                ألم يحرم الرب المرأة من الجنة والنجاة فى الآخرة؟
                فهل ينتظر إله فعل هذا بالمرأة أن يحترمها الرجال من البشر؟ إن الجنة والنجاة مازالت بنصوص الكتاب للرجال الذين لم يتنجسوا مع النساء، أى لا نجاة للنساء، حتى لو أصلحن: (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا حَمَلٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ. 2وَسَمِعْتُ صَوْتاً مِنَ السَّمَاءِ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ وَكَصَوْتِ رَعْدٍ عَظِيمٍ. وَسَمِعْتُ صَوْتاً كَصَوْتِ ضَارِبِينَ بِالْقِيثَارَةِ يَضْرِبُونَ بِقِيثَارَاتِهِمْ 3وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ كَتَرْنِيمَةٍ جَدِيدَةٍ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ. وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إِلَّا الْمِئَةُ وَالأَرْبَعَةُ وَالأَرْبَعُونَ أَلْفاً الَّذِينَ اشْتُرُوا مِنَ الأَرْضِ - 4هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْحَمَلَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هَؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً لِلَّهِ وَلِلْحَمَلِ. 5وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ،لأَنَّهُمْ بِلاَ عَيْبٍ قُدَّامَ عَرْشِ اللهِ)رؤيا يوحنا 14: 1-5

                فأيهما أرحم: ضرب المرأة الناشز بالسواك أم أحكام الرب فى كتابك؟ (3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟) متى 7: 3

                ألم يقر يسوع عقوبة النفس وتحمل الألم فى الدنيا، أفضل من عقوبة الله فى الآخرة؟
                (28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.) متى 5: 27-29

                وأمر الرب باستخدام العصا، وليس السواك، فى تأديب الأبناء: (24مَنْ يَمْنَعُ عَصَاهُ يَمْقُتُ ابْنَهُ وَمَنْ أَحَبَّهُ يَطْلُبُ لَهُ التَّأْدِيبَ.) الأمثال 13: 24

                (15اَلْجَهَالَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِقَلْبِ الْوَلَدِ. عَصَا التَّأْدِيبِ تُبْعِدُهَا عَنْهُ.) الأمثال 22: 15

                (12وَجِّهْ قَلْبَكَ إِلَى الأَدَبِ وَأُذُنَيْكَ إِلَى كَلِمَاتِ الْمَعْرِفَةِ. 13لاَ تَمْنَعِ التَّأْدِيبَ عَنِ الْوَلَدِ لأَنَّكَ إِنْ ضَرَبْتَهُ بِعَصاً لاَ يَمُوتُ. 14تَضْرِبُهُ أَنْتَ بِعَصاً فَتُنْقِذُ نَفْسَهُ مِنَ الْهَاوِيَةِ.) الأمثال 23: 12-14

                ألم يقرأ الكاتب فى كتابه أنّ (الضرب) علامة (الحبّ، ورضى الرب)، ومنها جاء المثل الذى يقول "إن ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب"؟ فيقول الرب فى العهد القديم: (12لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ وَكَأَبٍ بِابْنٍ يُسَرُّ بِهِ.) الأمثال 3: 12

                وأكّد سفر سيراخ في العهد القديم على أن (الضرب) دلالة على (عميق الحبّ) (!)؛ فقال:
                (1من أَحَبَّ ابنَهُ، أَكْثَرَ مِن ضَرْبِهِ لكي يُسرُّ في آخرته) سيراخ 30: 1

                ويقول يسوع فى العهد الجديد: (5وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. 6لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». 7إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ 8وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ.) الرسالة إلى العبرانيين 12: 5-8

                ومعنى هذا أنه لا يمكن للمسيحى أن يكون ابنًا للرب، دون أن يتعرض للتأديب، كما قال القديس يوحنا ذهبى الفم فى John Chrysostom، “Homilies XXIX ،” in Nicene and Post-Nicene Fathers، 14/500
                • ألم يقل كتاب (الديداخي) ص 165، الذي عدّه قديس الكنيسة أثناسيوس من الكتب التعليميّة القانونيّة: (لا ترفع يدك عن ابنك أو ابنتك)، أى إنه أمرٍ مباشر بالضرب المستمرّ المتواصل للطفل!!

                • ألم يقرأ الكاتب ما أمرت به (الدسقولية) ص140-في الباب الخامس والعشرين الواقع تحت عنوان (يجب على الآباء تعليم أبناءهم)- في نصح الأب في معاملته ابنه لتعليمه: (علّموا أولادكم كلام الربّ. وتوّجوهم بالضرب..).. فالضرب هنا علامة إكرام وتشريف؛ فهو (تاج) يتزّين به الطفل!!!

                • جاء في (الدسقولية) في نفس الفصل، اقتباسًا عن (سليمان) (!): (هشِّم أجنابه ما دام صغيرًا لئلا يعصي ولا يرضيك.) وهو نفس المعنى الذي جاء في سيراخ 30/ 12: (أرضض أضلاعه ما دام صغيرًا لئلا يتصلب فيعصيك.) (الترجمة الكاثوليكيّة) .. ألم ير الكاتب كلمة ((هشّم)) و((ارضض)) التي تهدر حرمة جسد الطفل المسكين؟!!

                لماذا يستنكر الكاتب فعل الضرب بإطلاق، رغم أنّ الكنيسة تقول إنّ ما جاء في صموئيل الثانى
                7: 12-14 في خطاب الربّ (لدواد)، هو نبوءة عن المسيح: (وَمَتَى اسْتَوْفَيْتَ أَيَّامَكَ وَرَقَدْتَ مَعَ آبَائِكَ، فَإِنَّنِي أُقِيمُ بَعْدَكَ مِنْ نَسْلِكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ مَنْ أُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاِسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ عَرْشَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا، إِنِ انْحَرَفَ أُسَلِّطُ عَلَيْهِ الشُّعُوبَ الأُخْرَى لأُقَوِّمَهُ بِضَرَبَاتِهِمْ).

                وفى الترجمة اليسوعية: (أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا. وإذا أثم أؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني البشر، وأما رحمتي فلا تنزع عنه) وهذا يعنى أن الرب يقر أن الضرب لا يُذهب بالرحمة، بل هى من أجل استمرار نزول رحماته.

                وفى ترجمة الأخبار السارة، وفى الترجمة العربية المشتركة: (14أنا أكونُ لَه أبًا وهوَ يكونُ لي اَبنًا، وإذا فعَلَ الشَّرَ أُؤدِّبُهُ بِعصًا كالتي يستخدِمُها النَّاسُ وبها يَضرِبونَ، وأما رحمتي فلا أنزعها عنه).

                أى لو انحرف يسوع الإله الابن (؟) عن طريق الإله الآب (؟)، فسوف يؤدبه الرب (بِعصًا كالتي يستخدِمُها النَّاسُ وبها يَضرِبونَ). فإذا جاز عند الكاتب وبقيّة أرباب الكنيسة وأبنائها أن يُضرَب الإله (!) الابن الناشز (!) من الإله الآب المؤدِّب؛ فلِمَ يُستنكر من هؤلاء أن تضرب المرأة الناشز!؟؟

                لذلك حذفت ترجمة كتاب الحياة، والترجمة الحديثة، كلمة العصا أو قضيب الناس بالمرة وجاءت بتعبير لا تحتمله الترجمة (أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا، إن انحرف أسلط عليه الشعوب الأخرى لأقومه بضرباتهم، ولكن لا أنزع رحمتي منه)

                * * * * *

                تعليق


                • #9
                  الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب

                  الحدود الإسلامية وإنهاء العنف من المجتمع:

                  أما بالنسبة للحدود الإسلامية من قتل المرتد والقاتل المتعمِّد وقطاع الطرق (البلطجية)، وجلد السكير، وقطع يد السارق، فهذه هى حدود الله تعالى فى الإسلام لضبط المجتمع بأكمله، ولا تنفذ إلا بضوابط صارمة. فماذا قدمت المسيحية من قوانين لضبط المجتمع وعقاب المخالف؟ لا قوانين بها.

                  فالرب قد غفر للكل: المؤمن والكافر، البار والفاجر فور صلبه وموته ميتة الملاعين وتساوى الكل، الأمر الذى يجعل عمل الرب من إرسال أنبياء وكتب من قبل عملا لا قيمة له، ولم يكن بحاجة إلى ذلك، ومعنى ذلك أن كل الملايين الذين قتلوا فى حروب بنى إسرائيل قد قتلوا دون داعٍ: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13

                  ونزل إلى جهنم أو الأراضى السفلية عقب موته وخلص من كان بها، وأكيد قام أيضًا بتخليص القديس يهوذا الإسخريوطى، الذى دفعه للصلب، وكان العامل الأكبر فى عملية صلب يسوع: (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى.) أفسس 4: 9

                  (19الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ.) بطرس الأولى 3: 19

                  فهل انضبط المجتمع المسيحى فى أى عصر من عصور الكنيسة؟ مطلقًا. والدليل على ذلك النكسة الحضارية والعلمية التى منيت بها أوروبا المسيحية لمدة ألف عام، كانت فيها السيطرة فيها للكنيسة وقوانينها ورجالها. ولم تتقدم أوروبا إلا بعد أن فصلت الدين عن الدولة. والنكسة الخلقية التى يعانى منها الأوربيون وأطفالهم من رجال الكنيسة فى أوروبا فى القرن الحادى والعشرين وما سبقه.


                  ولكن إن كنت تؤمن بقدسية العهد القديم وأنه من كلام الرب، فإليك تعاليم الرب يسوع/يهوه وأوامره فى الحدود:

                  عقوبة القتل: يُعاقب المرء بالقتل فى الحالات الآتية:
                  (1) عبادة الأوثان: (تثنية 13: 10-11) ولو ارتكبت مدينة بأكملها هذا الجرم (تثنية 13: 12-16)، مع تحطيم الأوثان وكل ما يتصل بعبادتها ومذابحها وحرقها بالنار (تثنية 7: 5 و 25)

                  (2) تقديم الأطفال ذبيحة: (لاويين 20: 2)

                  (3) السحر والعرافة ومخاطبة الأرواح: (تثنية 18: 10-11 وخروج 22: 18).

                  (4) التجديف على الله وعلى الرؤساء: (لاويين 24: 11-23)، (خروج 22: 28، و رومية 13: 1 و 2).

                  (5) النبوة الكاذبة: (تثنية 18: 20-22).

                  (6) كسر السبت: (خروج 31: 14-17)، (عدد 15: 32-36).

                  (7) الاستخفاف بناموس الله: أى عدم الخضوع له (عدد 15: 30 و 31)

                  (8) عدم الخضوع لقرارت الكاهن فى خيمة الاجتماع أو الهيكل: (تثنية17: 8-12)

                  (9) القاتل متعمداً: (خروج 21: 12 وعدد 35 : 31)

                  (10) من اعتدى على أحد والديه بالضرب أو السب: (خروج 21: 15)

                  (11) الشذوذ الجنسى والسدومية: (لاويين 18: 22 و29 ولاويين20: 3)

                  (12) الاضطجاع مع بهيمة: (لاويين 20: 15-16)

                  (13) الزنا: (لاويين 20: 10، تثنية 22: 24).

                  (14) اغتصاب فتاة مخطوبة أو إغوائها: (تثنية 22: 25-27)

                  (15) زواج المحارم: (لاويين 20: 11-14) (لاويين 20: 11 و12 و17 و 19-21) (تثنية 27: 23) و(لاويين 18: 10).

                  (16) المعاشرة الزوجية في فترة الطمث: (لاويين20: 18).

                  (17) معاندة الوالداين: (تثنية 21: 18-21)

                  (18) خطف الإشخاص: (خروج 21: 16) و(تثنية 24: 7)

                  (19) ومن يتعدى على وصية بالتحريم كما حدث مع عخان بن كرمي (يشوع 7: 25) وقد رجم استفانوس لاتهامه بالتجديف (أعمال 7: 57 و 58).

                  (20) الإعدام بالحرق للرجل الذي يتخذ امرأة وأمها: (لاويين 20: 14).

                  (21) الإعدام بالحرق لإبنة الكاهن إذا تدنست بالزنى: (لاويين 21: 9).

                  كما كانت هناك عقوبات مثل البتر، وكانت فى حالة:
                  (1) المرأة التى تتقدم لكي تخلص رجلها من يد ضاربه، فتمد يدها و تمسك بعورته، (تثنية 25: 12).

                  (2) الاعتداء والتشويه: (خروج 21: 24-25 وخروج 21: 26 و 27)

                  وهناك عقوبات أخرى مثل:

                  (1) الجلد: وكان وسيلة عقاب الرجل الذي يتهم زوجته باطلاً بأنها لم تكن عذراء عندما تزوجها، (خروج 21: 20 و 26 و 27).

                  (2) والتعويض والغرامات: (خروج 22: 1-4).

                  (3) والاستعباد: (خروج 22: 1-3). مثل عدم دفع الديون (ملوك الثانى 4: 1، نحميا 5: 5، عاموس 2: 6)، و"إذا افتقر أخوك عندك وبيع لك فلا تستعبده استعباد عبد. كأجير كنزيل يكون عندك إلي سنة اليوبيل يخدم عندك" (لاويين 25: 39-43). )

                  وهناك عقوبات غريبة لا معنى لها قام بها الرب نفسه أو أمر بها، مثل:
                  (1) الضرب بالحذاء والبصق فى الوجه: (تثنية 25: 5-10)

                  (2) الزنى: فقد أسلم رب الأرباب نساء نبيه داود للزنى: (صموئيل الثانى12: 11-12)

                  (3) أكل الخراء: الرب يأمر نبيه حزقيال بأكل الخراء الآدمى: )حزقيال 4: 12)

                  (4) القذف بالخراء: فقد أمسك الرب الخراء بيديه وقذفه فى وجوه الكهنة: (ملاخى 2: 3)

                  (5) المشى حافياً عارياً: الرب يأمر إشعياء أن يمشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات: (إشعياء 20: 2-4)

                  (6) الرب يأمر بقتل كل امرأة عاشرت رجلاً من قبل والإبقاء على العذارى:
                  عدد 31: 17-18

                  (7) الرب يعطى متعمداً فرائض غير صالحة: (حزقيال 20: 25)

                  (8) هدم المنزل المُصاب بالبرص: (45فَيَهْدِمُ الْبَيْتَ: حِجَارَتَهُ وَأَخْشَابَهُ وَكُلَّ تُرَابِ الْبَيْتِ وَيُخْرِجُهَا إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَانٍ نَجِسٍ.) لاويين 14: 45

                  (9) حرق الملابس المُصابة بالبرص: (50فَيَرَى الْكَاهِنُ الضَّرْبَةَ وَيَحْجِزُ الْمَضْرُوبَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 51فَمَتَى رَأَى الضَّرْبَةَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ إِذَا كَانَتِ الضَّرْبَةُ قَدِ امْتَدَّتْ فِي الثَّوْبِ فِي السَّدَى أَوِ اللُّحْمَةِ أَوْ فِي الْجِلْدِ مِنْ كُلِّ مَا يُصْنَعُ مِنْ جِلْدٍ لِلْعَمَلِ فَالضَّرْبَةُ بَرَصٌ مُفْسِدٌ. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 52فَيُحْرِقُ الثَّوْبَ أَوِ السَّدَى أَوِ اللُّحْمَةَ مِنَ الصُّوفِ أَوِ الْكَتَّانِ أَوْ مَتَاعِ الْجِلْدِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ الضَّرْبَةُ لأَنَّهَا بَرَصٌ مُفْسِدٌ. بِالنَّارِ يُحْرَقُ.) لاويين 13: 50-52

                  (10) المعايرة والفضح على الملأ: (45وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفاً وَيُغَطِّي شَارِبَيْهِ وَيُنَادِي: نَجِسٌ نَجِسٌ)لاويين13: 45

                  (11) الرب قتل 50070 رجلاً لأنهم نظروا تابوت الرب:
                  هل تتخيل عقوبة القتل لمن ينظر تابوت الرب! أليس خير له أن تُقطع يده أو تُفقأ أحد عينيه ويعيش؟ فلماذا لم ينتظر حتى ينزل ويُصلَب، حتى لا يعاقبهم مرتين؟ أين رحمته؟ بل أين عدله؟ وأين محبته؟ (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.) صموئيل الأول 6: 19

                  (12) الرب يعاقب الأشدوديين بالبواسير: (6فَثَقُلَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى الأَشْدُودِيِّينَ, وَأَخْرَبَهُمْ وَضَرَبَهُمْ بِالْبَوَاسِيرِ فِي أَشْدُودَ وَتُخُومِهَا.) صموئيل الأول 5: 6

                  (13) الرب حكم على الحيَّة أن تأكل تراباً بقية عمرها جزاء إغوائها لآدم وحواء: فهل سمعتم عن حيَّة تأكل التراب؟ (14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.) تكوين 3: 14

                  (14) الرب يحكم على بنى آدم بالتعب عمره كله:
                  (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) تكوين 3: 16-19

                  (15) التمثيل بالموتى:
                  (11فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذَا كَانَ رَجُلاَنِ بَاغِيَانِ يَقْتُلاَنِ رَجُلاً صِدِّيقاً فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرِهِ! فَالآنَ أَمَا أَطْلُبُ دَمَهُ مِنْ أَيْدِيكُمَا وَأَنْزِعُكُمَا مِنَ الأَرْضِ؟» 12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ. وَأَمَّا رَأْسُ إِيشْبُوشَثَ فَأَخَذُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ أَبْنَيْرَ فِي حَبْرُونَ) 2صموئيل 4: 12
                  والآن فى أى كتاب من كتابك الذى تقدسه العيب والنقص؟ هل فى العهد القديم الذى يقر بعقوبات جنائية من قتل وحرق وقطع، أم ما تسمونه العهد الجديد، والذى لا يوجد به قوانين تغطى على الأقل الجرائم الجنائية؟
                  وهل خلق الرب الناس كلهم بأخلاق الملائكة أبرار، صادقين، أمناء، وسيطرت المحبة بينهم، حتى يلغى العقوبات؟ الواقع ينفى ذلك.

                  وأستحلفك بالله الخالق، الحى الذى لا يموت: أى الكتب ترى أنها أنفع للبشرية؟

                  فلو كنت تعرف القرآن والإسلام، فأنا على يقين أنك ستختاره.

                  تعليق


                  • #10
                    الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب


                    هل يتلوَّن المسلمون لنشر دينهم؟

                    ويواصل كاتب كتاب (الإسلام بدون حجاب) اتهامه للمسلمين تحت عنوان (تغيير الهوية) قائلا: (إنهم يحرصون على تأكيد أنهم يؤمنون بموسى وعيسى (يسوع). إنهم لا يطلقون الآن على اليهود إسم "الصهاينة" ولا يطلقون على المسيحيين إسم "الصليبيين" ولا يسمونهم "الكفار". إن آخر شئ يريدونه هو إحداث صدمة للناس. أحد مقدمي برنامجهم الإسلامي أسمه بول (بولس)، لأن أسماءً مثل محمد أو مصطفى أو عمر غير مستساغة عند المواطن الغربي. إنهم يستعملون الآن التعبير "مدارس الأحد" بدلا من "درس الجمعة"، ويختمون برامجهم بعبارة "الرب يبارككم" التي يستعملها المسيحيون في كلامهم. إنهم يتباهون بأنهم أمريكيون، ويغطون خلفية برامجهم بالعلم الأمريكي. هذا هو العلم الذي طالما أحرقوه في البلاد الإسلامية وهم يطلقون على أمريكا اسم "الشيطان الأكبر".) انتهى.

                    وأقول له:

                    نعم نحن نؤمن بموسى وعيسى وكل الأنبياء الذين ذكرهم الله فى كتابه، ونؤمن أن هناك أنبياء أخرى لم يذكرها الله تعالى، بل نؤمن بكل كتاب أنزله الله تعالى، فنؤمن بصحف إبراهيم وموسى، والتوراة وزبور داود، وإنجيل عيسى. أكرر مرة أخرى: نؤمن بالكتب التى أنزلها الله بهذه المسميات، وليست الكتب التى أعطيتموها أنتم هذه المسميات، ويبرأ الله تعالى منها، إذ تصفه بأقذع الألفاظ، وتسبه، وتتهم أنبياءه بالكفر والفجور.

                    قال الله تعالى: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة 136
                    (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) البقرة 285
                    وذكر الله تعالى جزاء هؤلاء المؤمنين فى قوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) النساء 152

                    ومرة أخرى نؤمن أن كل صاحب عقيدة ضالة تُخالف تعاليم الإستسلام لله تعالى وحده لا شريك له، فهو كافر ضال.

                    يندرج تحتهم كل من يؤمن بأن الله ثالث ثلاثة، ومن يؤمن بصفات الخسة والوضاعة ناسبًا إياها لله تعالى، ومن يؤمن أن الرب يسكر وينام، ويُقتل ويموت، بعد أن بُصق فى وجهه، وأذاقه عبيده من العذاب والإهانات، ما يرفضه الإنسان الطبيعى على نفسه، فما بالك بإلهه العزيز؟

                    قال الله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المائدة 17
                    (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *) المائدة 71-76

                    وجاء هذا مصداقًا لأقوال يسوع فى الأناجيل، فقد أقرت أنه عبد لله:
                    أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية

                    واعترف هو بعبوديته لله تعالى، فقد كان يعمل فى كل حين على إرضاء الله تعالى، وأنه لا يعمل إلا مشيئة الله ربه الذى أرسله، وأنه لم يقل أو يعمل إلا ما أمره به الله تعالى، وأنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا:
                    يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                    يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                    يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                    ولا يقول إلا ما يخبره الله به:
                    يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                    يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                    يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)

                    ولم يفعل شيئًا إلا بحول الله وقوته:
                    يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
                    لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
                    متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
                    وقال أيضاً: يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)

                    وكان يستمطر رضا الله وموافقته على معجزاته أمام الناس:
                    يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                    مرقس 7: 32-36 (32وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. 33فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ 34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ. 35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً. 36فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ.)
                    فعندما أراد إطعام الجمع: متى 14: 19 (أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.)
                    مرقس 8: 22-26 (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ»)

                    فهل لو كان يعمل المعجزات بلاهوته لفشل واحتاج إلى تجربة ثانية ليشفى الأعمى؟
                    هل يوجد إله يقوم بتجارب يفشل منها ما يفشل، وينجح فى النهاية فى إشفاء أعمى؟

                    ففكر فى قول يسوع الآتى مرقس 10: 27 (27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».) ستجد أنه يقول لك إن كل ما هو غير مستطاع عند الناس، فهو مستطاع عند الله، وستجد أنه يعلنها لكل الناس أنه بشر، وليس بإله!!

                    ودليل آخر على أن المعجزات لا يفعلها بمحض قوته أو إرادته، فقد رفع الله عنه تأييده، فلم يتمكن من إجراء أية معجزة فى وقت ما:
                    مرقس 6: 5 (5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.)

                    وكان يصلى لله فى كل حين:
                    لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
                    متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». ......... 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ......... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». ...... 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)

                    لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)

                    وأقر أنه إنسان قد كلمهم بالحق الذى سمعه من الله ولم يأت به من عند نفسه:
                    يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                    بل أكد الله تعالى وحذر وأنذر أنه ليس بإنسان:
                    عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. ...)
                    هوشع 11: 9 (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.)
                    حزقيال 28: 9 (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)

                    ولم يعرف أحد من التلاميذ عن هذا الثالوث أو التعميد باسم الثالوث، بل نسب التعميد فى الكتاب باسم يسوع. وأقرت الكنيسة وكتابها أن صيغة التثليث برسالة يوحنا الأولى 5: 7 غير أصلية، وأنها أقحمت فى الطبعة الثالثة لترجمة إيرازموس فى الكتاب المقدس، وأنها لا توجد فى أقدم النسخ اليونانية، وأقدم نسخة وجدت بها ترجع للقرن الخامس عشر، وقد ألفتها الكنيسة الكاثوليكية ليوافق إيرازموس على جعلها أحد النصوص المقدسة لتتفق مع عقائد الكنيسة.

                    فقد وجد هذا النص فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر وهذه هى أرقام المخطوطات 61 و88 و429 و629 و636 و318 و2318 و221.

                    والمخطوطة الأخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر أى بعد ألف سنة من رفع يسوع، وموجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.

                    ومعنى ذلك أنه لا يوجد أى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى أى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم أربع كُتِبَ فيها النص على الهامش. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت إلى اليونانية

                    ويقول بعض علمائهم إن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة ما، تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم، ثم وجدت هذه الإضافة طريقًا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.

                    وقد سُئِلَ عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص. هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب، وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية. والسؤال: كيف يجادل أحد والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟

                    فهل تعلمون ما معنى أن يضغط كبار رجال الكنيسة وآباؤها على إيرازموس لإضافة نص إلى الكتاب المقدس وهو غير موجود فى أصوله؟

                    هل تعلمون ما معنى الحرية التى يتمتع بها هؤلاء الناس لإضافة نص أو حذف آخر أو لَىِّ الحقائق لتمرير عقيدة ما وهدم أخرى؟

                    وهل تعلمون ما معنى أن الكنيسة تصنع له مخطوطة لتقنعه بوجود النص بها حتى تخدع هذا الرجل الأمين ويُدخلها فى متن الكتاب؟

                    وهل تعلمون أن معنى هذا أن الكتاب تم تجميعه من مخطوطات مختلفة؟

                    ليس عندى تعليق على هذا إلا قول كتابك المقدس جدًا فيهم:
                    (لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ... 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!) متى 23: 13 و15
                    (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8 : 8
                    (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 31-32
                    (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
                    (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 9
                    هذا وتعتمد الترجمة الألمانية لرسالة يوحنا على الطبعة الثانية من كتاب إيرازموس هذا لعام 1519، ولذلك حذف الألمان من عندهم هذه الصيغة فى أى عصر من العصور. فلك أن تتخيل هذا!

                    ونسخة الملك جيمس الشهيرة اعتمدت بصورة رئيسية على النسخة اليونانية للطبعة العاشرة لنسخة تيودور بيزا التى هى فى الأساس تعتمد على الطبعة الثالثة لنسخة إيرازموس السابق ذكرها ولذلك هذه الصيغة مشهورة عند الشعوب الناطقة بالإنجليزية فقط أكثر من غيرهم.
                    ولذلك عندما اجتمع 32 عالم نصرانى، يدعمهم خمسون محاضر نصرانى لعمل النسخة القياسية المراجعة حذف هذا النص بلا أى تردد. (راجع المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول عقيدة التثليث).

                    ولم يقل إنه هو الله الخالق، البارىء الذى خلق الإنسان والحيوان والشجر والسماوات والأرض، بل لقد أقر أنه لا يستطيع أن يعمل من نفسه شيئًا:

                    وأقر هو نفسه أنه رسول الله إلى بنى إسرائيل:

                    1- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                    2- يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                    3- يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                    4- يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                    5- يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                    6- يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                    7- يوحنا 7: 28-29 (.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
                    8- يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
                    9- يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ....)
                    10- يوحنا 13: 20 (... الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)

                    وأقرت الجموع أن يسوع رسول لله تعالى:
                    متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)

                    وأقر أعداؤه أنه رسول لله تعالى:
                    يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)

                    وأقر من رأوا معجزاته أو شفاهم بإذن الله أنه رسول لله تعالى: يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
                    يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
                    يوحنا 3: 19 (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!)

                    وأقر بطرس أنه رسول لله تعالى: وقال بطرس فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)

                    وأمر أتباعه أن لا يتخذوا إلهًا على الأرض، وكان بالطبع يقصد أن ينفى الألوهية عن نفسه: متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)

                    وشهد أن لا إله إلا الله، وأنه عبد الله ورسوله: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                    وسيكون مصيره فى الآخرة خاضعًا لله تعالى: فبم يستحق التأليه؟: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)

                    * * *

                    تعليق


                    • #11
                      الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب


                      الصهيونية وشعب الله المختار:

                      وها هما موسى وعيسى عليهما السلام الذين نؤمن بهما: عبدان لله تعالى أرسلهما كأنبياء من أولى العزم إلى بنى إسرائيل لهدايتهم.

                      ونؤمن أيضًا أن من يدعون اليوم أنهم من اليهود أسباط بنى إسرائيل فهذه كذبة وادعاء باطل، ويعلم ذلك كل قارىء للتاريخ أو فى الأديان. والمحتلون يتبعون حركة الصهيونية العالمية، التى تزكيها كل دول العالم الغربى المسيحى، تخلصًا من اليهود الذين فى أراضيهم من ناحية، وعملا يُجنى لهم الملايين من تسابق التسلح فى الشرق. وليس إيمانًا بحقهم فى أرض فلسطين، لأن وعد الله تعالى فى الكتاب الذى تنسبونه إليه هو وعد مشروط بتقواهم وصلاحهم واتباع تعاليمه، وهو الأمر الذى لم ينفذوه، فانتفى معه جواب الشرط:

                      إن وعد الله تعالى بتمكين عباده فى الأرض هو وعد مشروط ومحدد للمؤمنين: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النور

                      وعندما كان بنو إسرائيل يعبدون الله دمَّر فرعون وجنوده من أجلهم: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (5-6) سورة القصص
                      وها هو يشترط على إبراهيم u: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (124) البقرة، أى لا يشمل ولا يعُمُّ عهدى الظالمين.

                      وهو نفس قوله على لسان نبيه موسى u:
                      {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (128) سورة الأعراف

                      وهو نفس ما أوحاه لله لنبيه داود u: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (105) سورة الأنبياء

                      والكتاب الذى تقدسه عزيزى الكاتب يقر هذه الحكمة الإلهية: (وَهَذِهِ هِيَ الوَصَايَا وَالفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ التِي أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ لِتَعْمَلُوهَا فِي الأَرْضِ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا ... ... 17احْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمْ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ التِي أَوْصَاكُمْ بِهَا. 18وَاعْمَلِ الصَّالِحَ وَالحَسَنَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لِيَكُونَ لكَ خَيْرٌ وَتَدْخُل وَتَمْتَلِكَ الأَرْضَ الجَيِّدَةَ التِي حَلفَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ) تثنية 6: 1 و17-18
                      وقال أيضًا: (11فَاحْفَظِ الوَصَايَا وَالفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ التِي أَنَا أُوصِيكَ اليَوْمَ لِتَعْمَلهَا. 12«وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هَذِهِ الأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا يَحْفَظُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ اللذَيْنِ أَقْسَمَ لآِبَائِكَ 13وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ: قَمْحَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ وَنِتَاجَ بَقَرِكَ وَإِنَاثَ غَنَمِكَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ لآِبَائِكَ أَنَّهُ يُعْطِيكَ إِيَّاهَا. 14مُبَارَكاً تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. لا يَكُونُ عَقِيمٌ وَلا عَاقِرٌ فِيكَ وَلا فِي بَهَائِمِكَ. 15وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُل مَرَضٍ وَكُل أَدْوَاءِ مِصْرَ الرَّدِيئَةِ التِي عَرَفْتَهَا لا يَضَعُهَا عَليْكَ بَل يَجْعَلُهَا عَلى كُلِّ مُبْغِضِيكَ.) تثنية 7: 11-15

                      وها هو الرب يقرر أن العاقبة للمتقين:
                      (4لا تَقُل فِي قَلبِكَ حِينَ يَنْفِيهِمِ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ: لأَجْلِ بِرِّي أَدْخَلنِي الرَّبُّ لأَمْتَلِكَ هَذِهِ الأَرْضَ. وَلأَجْلِ إِثْمِ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكَ. 5ليْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ وَعَدَالةِ قَلبِكَ تَدْخُلُ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَهُمْ بَل لأَجْلِ إِثْمِ أُولئِكَ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ وَلِيَفِيَ بِالكَلامِ الذِي أَقْسَمَ الرَّبُّ عَليْهِ لآِبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ.) تثنية 9: 4-5
                      (19وَإِنْ نَسِيتَ الرَّبَّ إِلهَكَ وَذَهَبْتَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا وَسَجَدْتَ لهَا أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ لا مَحَالةَ.) تثنية 8: 19
                      (8«فَاحْفَظُوا كُل الوَصَايَا التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ لِتَتَشَدَّدُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا 9وَلِتُطِيلُوا الأَيَّامَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكُمْ أَنْ يُعْطِيَهَا لهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ أَرْضٌ تَفِيضُ لبَناً وَعَسَلاً.) تثنية 11: 8-9
                      (16بِمَا أَنِّي أَوْصَيْتُكَ اليَوْمَ أَنْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ لِتَحْيَا وَتَنْمُوَ وَيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. 17فَإِنِ انْصَرَفَ قَلبُكَ وَلمْ تَسْمَعْ بَل غَوَيْتَ وَسَجَدْتَ لآِلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا 18فَإِنِّي أُنْبِئُكُمُ اليَوْمَ أَنَّكُمْ لا مَحَالةَ تَهْلِكُونَ. لا تُطِيلُ الأَيَّامَ عَلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ عَابِرٌ الأُرْدُنَّ لِتَدْخُلهَا وَتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 30: 16-18

                      وأمرهم أن يحفظوا فرائضه وأن يسيروا فى أحكامه، وألا يأثموا مثل الشعوب التى حرمها الله أرضها بآثامهم، وبذلك يميزهم، فالعاقبة للمتقين: (فَتَحْفَظُونَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَجَمِيعَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا لِكَيْ لاَ تَقْذِفَكُمُ الأَرْضُ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لِتَسْكُنُوا فِيهَا. 23وَلاَ تَسْلُكُونَ فِي رُسُومِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. لأَنَّهُمْ قَدْ فَعَلُوا كُلَّ هَذِهِ فَكَرِهْتُهُمْ 24وَقُلْتُ لَكُمْ: تَرِثُونَ أَنْتُمْ أَرْضَهُمْ وَأَنَا أُعْطِيكُمْ إِيَّاهَا لِتَرِثُوهَا أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي مَيَّزَكُمْ مِنَ الشُّعُوبِ. 25فَتُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالنَّجِسَةِ وَبَيْنَ الطُّيُورِ النَّجِسَةِ وَالطَّاهِرَةِ. فَلاَ تُدَنِّسُوا نُفُوسَكُمْ بِالْبَهَائِمِ وَالطُّيُورِ وَلاَ بِكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِمَّا مَيَّزْتُهُ لَكُمْ لِيَكُونَ نَجِساً.) اللاويين 20: 22-25
                      وقال أيضًا: (3وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: [قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ وَتَضَرُّعَكَ الَّذِي تَضَرَّعْتَ بِهِ أَمَامِي. قَدَّسْتُ هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي بَنَيْتَهُ لأَجْلِ وَضْعِ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ. 4وَأَنْتَ إِنْ سَلَكْتَ أَمَامِي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبٍ وَاسْتِقَامَةٍ، وَعَمِلْتَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُكَ وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، 5فَإِنِّي أُقِيمُ كُرْسِيَّ مُلْكِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ كَمَا قُلْتُ لِدَاوُدَ أَبِيكَ: لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ.6إِنْ كُنْتُمْ تَنْقَلِبُونَ أَنْتُمْ أَوْ أَبْنَاؤُكُمْ مِنْ وَرَائِي، وَلاَ تَحْفَظُونَ وَصَايَايَ فَرَائِضِيَ الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ، بَلْ تَذْهَبُونَ وَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا، 7فَإِنِّي أَقْطَعُ إِسْرَائِيلَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاِسْمِي أَنْفِيهِ مِنْ أَمَامِي، وَيَكُونُ إِسْرَائِيلُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ، 8وَهَذَا الْبَيْتُ يَكُونُ عِبْرَةً. كُلُّ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ يَتَعَجَّبُ وَيَصْفُرُ، وَيَقُولُونَ: لِمَاذَا عَمِلَ الرَّبُّ هَكَذَا لِهَذِهِ الأَرْضِ وَلِهَذَا الْبَيْتِ؟ 9فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمُ الَّذِي أَخْرَجَ آبَاءَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا. لِذَلِكَ جَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ كُلَّ هَذَا الشَّرِّ].) ملوك الأول 9: 3-9

                      وعلى هذا فهم سيكونون شعب الله المحبب إلى قلبه والمختار من بين باقى البشر آنذاك بشرط عبادته هو وحده دون شريك له، واتباعهم أحكامه، وتطبيق شرائعه. فهل هم فعلوا ذلك؟ هل هم فعلوا جملة الشرط لينطبق عليهم جوابه؟

                      لا. لقد تركوه وعبدوا العجل ، واتهموا هارون نبيه فى ذلك، وعبدوا البعل، وكل الآلهة الوثنية فى البلاد التى حلوا بها. وقتلوا أنبياءه ورفضوا شرائعه، وحرفوا كتبه، بل أكثر من ذلك حرَّموا على شعبهم أن ينطقوا باسم الله، حتى أنسوهم اسمه عدة مرات.

                      فهم كما قال عنهم موسى u: (24قَدْ كُنْتُمْ تَعْصُونَ الرَّبَّ مُنْذُ يَوْمَ عَرَفْتُكُمْ.) تثنية 9: 24، وسيظل ذلك حالهم.

                      وقال لهم أيضًا: (27لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ اليَوْمَ قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ فَكَمْ بِالحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي) تثنية 31: 27

                      (4فَأَخَذَ ذَلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالْإِزْمِيلِ وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكاً. فَقَالُوا: «هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ!» 5فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحاً أَمَامَهُ وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَداً عِيدٌ لِلرَّبِّ». 6فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. .....) خروج 32: 4-6

                      (11وَأَوْقَدُوا هُنَاكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْتَفَعَاتِ مِثْلَ الأُمَمِ الَّذِينَ سَاقَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ، وَعَمِلُوا أُمُوراً قَبِيحَةً لإِغَاظَةِ الرَّبِّ. 12وَعَبَدُوا الأَصْنَامَ الَّتِي قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ عَنْهَا: [لاَ تَعْمَلُوا هَذَا الأَمْرَ]. 13وَأَشْهَدَ الرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلاً: [ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ وَاحْفَظُوا وَصَايَايَ فَرَائِضِي حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَالَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ]. 14فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ كَأَقْفِيَةِ آبَائِهِمِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالرَّبِّ إِلَهِهِمْ. 15وَرَفَضُوا فَرَائِضَهُ وَعَهْدَهُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ وَشَهَادَاتِهِ الَّتِي شَهِدَ بِهَا عَلَيْهِمْ، وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ، وَصَارُوا بَاطِلاً وَرَاءَ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ، الَّذِينَ أَمَرَهُمُ الرَّبُّ أَنْ لاَ يَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ. 16وَتَرَكُوا جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِهِمْ وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ مَسْبُوكَاتٍ عِجْلَيْنِ، وَعَمِلُوا سَوَارِيَ وَسَجَدُوا لِجَمِيعِ جُنْدِ السَّمَاءِ، وَعَبَدُوا الْبَعْلَ. 17وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي النَّارِ، وَعَرَفُوا عِرَافَةً وَتَفَاءَلُوا، وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. 18فَغَضِبَ الرَّبُّ جِدّاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَنَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ. 19وَيَهُوذَا أَيْضاً لَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِهِمْ بَلْ سَلَكُوا فِي فَرَائِضِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي عَمِلُوهَا. 20فَرَذَلَ الرَّبُّ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ، وَأَذَلَّهُمْ وَدَفَعَهُمْ لِيَدِ نَاهِبِينَ حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ) ملوك الثانى 17: 11-20

                      (10فقالَ الرّبُّ ليَشوعَ: ((قُم، لماذا تَنحَني حتى الأرضِ؟ 11خطئَ بَنو إِسرائيلَ وخالَفوا عَهدي وما أمَرتُهُم بهِ فأخذوا مِمَّا حَرَّمتُهُ علَيهم: سرَقوا وخبَّأوا ما سرَقوهُ بَينَ أمتِعَتِهِم، 12فما قَدِرَ بَنو إِسرائيلَ أنْ يَثبُتوا أمامَ أعدائِهِم، بلِ اَنهَزَموا مِنْ أمامِهِم لأنَّهُم صاروا مَلعونينَ مِنَ الرّبِّ، فلن أكونَ معَكُم ثانيةً ما لم تُزيلوا الحَرامَ مِنْ بَينِكُم) يشوع 7: 10- 12 الترجمة العربية المشتركة

                      وها هو إيليا يشهد على زيغهم عن طريق الله: (... وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: [مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟] 10فَقَالَ: [قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا].) ملوك الأول 19: 9-10

                      وها هو إشعياء يشهد على زيغهم عن طريق الله: (14لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ يَا رِجَالَ الْهُزْءِ وُلاَةَ هَذَا الشَّعْبِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. 15لأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: «قَدْ عَقَدْنَا عَهْداً مَعَ الْمَوْتِ وَصَنَعْنَا مِيثَاقاً مَعَ الْهَاوِيَةِ. السَّوْطُ الْجَارِفُ إِذَا عَبَرَ لاَ يَأْتِينَا لأَنَّنَا جَعَلْنَا الْكَذِبَ مَلْجَأَنَا وَبِالْغِشِّ اسْتَتَرْنَا) إشعياء 28: 14-15
                      (14لِذَلِكَ هَئَنَذَا أَعُودُ أَصْنَعُ بِهَذَا الشَّعْبِ عَجَباً وَعَجِيباً فَتَبِيدُ حِكْمَةُ حُكَمَائِهِ وَيَخْتَفِي فَهْمُ فُهَمَائِهِ». 15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 14-16

                      (9لأَنَّهُ شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ أَوْلاَدٌ كَذَبَةٌ أَوْلاَدٌ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا شَرِيعَةَ الرَّبِّ. 10الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: «لاَ تَرُوا» وَلِلنَّاظِرِينَ: «لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ. 11حِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ. مِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ. اعْزِلُوا مِنْ أَمَامِنَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ». 12لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمْ هَذَا الْقَوْلَ وَتَوَكَّلْتُمْ عَلَى الظُّلْمِ وَالاِعْوِجَاجِ وَاسْتَنَدْتُمْ عَلَيْهِمَا 13لِذَلِكَ يَكُونُ لَكُمْ هَذَا الإِثْمُ كَصَدْعٍ مُنْقَضٍّ نَاتِئٍ فِي جِدَارٍ مُرْتَفِعٍ يَأْتِي هَدُّهُ بَغْتَةً فِي لَحْظَةٍ. 14وَيُكْسَرُ كَكَسْرِ إِنَاءِ الْخَزَّافِينَ مَسْحُوقاً بِلاَ شَفَقَةٍ حَتَّى لاَ يُوجَدُ فِي مَسْحُوقِهِ شَقْفَةٌ لأَخْذِ نَارٍ مِنَ الْمَوْقَدَةِ أَوْ لِغَرْفِ مَاءٍ مِنَ الْجُبِّ».) إشعياء 30: 9-14

                      (2بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. 3لأَنَّ أَيْدِيكُمْ قَدْ تَنَجَّسَتْ بِالدَّمِ وَأَصَابِعَكُمْ بِالإِثْمِ. شِفَاهُكُمْ تَكَلَّمَتْ بِالْكَذِبِ وَلِسَانُكُمْ يَلْهَجُ بِالشَّرِّ. 4لَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِالْعَدْلِ وَلَيْسَ مَنْ يُحَاكِمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ. قَدْ حَبِلُوا بِتَعَبٍ وَوَلَدُوا إِثْماً. ... أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ وَفِعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ. 7أَرْجُلُهُمْ إِلَى الشَّرِّ تَجْرِي وَتُسْرِعُ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ الزَّكِيِّ. أَفْكَارُهُمْ أَفْكَارُ إِثْمٍ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. 8طَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدْلٌ. جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ سُبُلاً مُعَوَّجَةً. كُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لاَ يَعْرِفُ سَلاَماً. 9مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ابْتَعَدَ الْحَقُّ عَنَّا وَلَمْ يُدْرِكْنَا الْعَدْلُ. نَنْتَظِرُ نُوراً فَإِذَا ظَلاَمٌ. ضِيَاءً فَنَسِيرُ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ. ... 12لأَنَّ مَعَاصِيَنَا كَثُرَتْ أَمَامَكَ وَخَطَايَانَا تَشْهَدُ عَلَيْنَا لأَنَّ مَعَاصِيَنَا مَعَنَا وَآثَامَنَا نَعْرِفُهَا. 13تَعَدَّيْنَا وَكَذِبْنَا عَلَى الرَّبِّ وَحِدْنَا مِنْ وَرَاءِ إِلَهِنَا. تَكَلَّمْنَا بِالظُّلْمِ وَالْمَعْصِيَةِ. حَبِلْنَا وَلَهَجْنَا مِنَ الْقَلْبِ بِكَلاَمِ الْكَذِبِ. 14وَقَدِ ارْتَدَّ الْحَقُّ إِلَى الْوَرَاءِ وَالْعَدْلُ يَقِفُ بَعِيداً. لأَنَّ الصِّدْقَ سَقَطَ فِي الشَّارِعِ وَالاِسْتِقَامَةَ لاَ تَسْتَطِيعُ الدُّخُولَ.) إشعياء 59: 1-14

                      وقال الرب لبنى إسرائيل على لسان إرمياء: (8اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلُ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي وَالرُّعَاةُ عَصُوا عَلَيَّ وَالأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْلٍ وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لاَ يَنْفَعُ. 9[لِذَلِكَ أُخَاصِمُكُمْ بَعْدُ يَقُولُ الرَّبُّ وَبَنِي بَنِيكُمْ أُخَاصِمُ.) إرمياء 2: 8-9

                      وقال أيضًا: (4مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَأَنْكَرُوا هَذَا الْمَوْضِعَ وَبَخَّرُوا فِيهِ لِآلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ يَعْرِفُوهَا هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ وَلاَ مُلُوكُ يَهُوذَا وَمَلَأُوا هَذَا الْمَوْضِعَ مِنْ دَمِ الأَزْكِيَاءِ 5وَبَنُوا مُرْتَفَعَاتٍ لِلْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا أَوْلاَدَهُمْ بِالنَّارِ مُحْرَقَاتٍ لِلْبَعْلِ الَّذِي لَمْ أُوصِ وَلاَ تَكَلَّمْتُ بِهِ وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي. 6لِذَلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَلاَ يُدْعَى بَعْدُ هَذَا الْمَوْضِعُ تُوفَةَ وَلاَ وَادِي ابْنِ هِنُّومَ بَلْ وَادِي الْقَتْلِ. 7وَأَنْقُضُ مَشُورَةَ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَأَجْعَلُهُمْ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ وَبِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ وَأَجْعَلُ جُثَثَهُمْ أَكْلاً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَلِوُحُوشِ الأَرْضِ. 8وَأَجْعَلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ لِلدَّهَشِ وَالصَّفِيرِ. ... 9وَأُطْعِمُهُمْ لَحْمَ بَنِيهِمْ وَلَحْمَ بَنَاتِهِمْ فَيَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ صَاحِبِهِ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقِ ... 11وَتَقُولُ لَهُمْ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هَكَذَا أَكْسِرُ هَذَا الشَّعْبَ وَهَذِهِ الْمَدِينَةَ كَمَا يُكْسَرُ وِعَاءُ الْفَخَّارِيِّ بِحَيْثُ لاَ يُمْكِنُ جَبْرُهُ بَعْدُ وَفِي تُوفَةَ يُدْفَنُونَ حَتَّى لاَ يَكُونَ مَوْضِعٌ لِلدَّفْنِ. 12هَكَذَا أَصْنَعُ لِهَذَا الْمَوْضِعِ يَقُولُ الرَّبُّ وَلِسُكَّانِهِ وَأَجْعَلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ مِثْلَ تُوفَةَ. 13وَتَكُونُ بُيُوتُ أُورُشَلِيمَ وَبُيُوتُ مُلُوكِ يَهُوذَا كَمَوْضِعِ تُوفَةَ نَجِسَةً كُلُّ الْبُيُوتِ الَّتِي بَخَّرُوا عَلَى سُطُوحِهَا لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ وَسَكَبُوا سَكَائِبَ لِآلِهَةٍ أُخْرَى]. ... 15[هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا جَالِبٌ عَلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَعَلَى كُلِّ قُرَاهَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَيْهَا لأَنَّهُمْ صَلَّبُوا رِقَابَهُمْ فَلَمْ يَسْمَعُوا لِكَلاَمِي].) إرمياء 19: 4-15

                      ويقول الرب على لسان حزقيال: (3وَقُلْ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَيَّتُهَا الْمَدِينَةُ السَّافِكَةُ الدَّمِ فِي وَسَطِهَا لِيَأْتِيَ وَقْتُهَا، الصَّانِعَةُ أَصْنَاماً لِنَفْسِهَا لِتَتَنَجَّسَ بِهَا، 4قَدْ أَثِمْتِ بِدَمِكِ الَّذِي سَفَكْتِ، وَنَجَّسْتِ نَفْسَكِ بِأَصْنَامِكِ الَّتِي عَمِلْتِ، وَقَرَّبْتِ أَيَّامَكِ وَبَلَغْتِ سِنِيكِ. فَلِذَلِكَ جَعَلْتُكِ عَاراً لِلأُمَمِ وَسُخْرَةً لِجَمِيعِ الأَرَاضِي. 5الْقَرِيبَةُ إِلَيْكِ وَالْبَعِيدَةُ عَنْكِ يَسْخَرُونَ مِنْكِ، يَا نَجِسَةَ الاِسْمِ يَا كَثِيرَةَ الشَّغَبِ. ..... 7فِيكِ أَهَانُوا أَباً وَأُمّاً. فِي وَسَطِكِ عَامَلُوا الْغَرِيبَ بِـالظُّلْمِ. فِيكِ اضْطَهَدُوا الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ. 8ازْدَرَيْتِ أَقْدَاسِي وَنَجَّسْتِ سُبُوتِي. 9كَـانَ فِيكِ أُنَاسٌ وُشَاةٌ لِسَفْكِ الدَّمِ، وَفِيكِ أَكَلُوا عَلَى الْجِبَالِ. فِي وَسَطِكِ عَمِلُوا رَذِيلَةً. 10فِيكِ كَشَفَ الإِنْسَانُ عَوْرَةَ أَبِيهِ. فِيكِ أَذَلُّوا الْمُتَنَجِّسَةَ بِطَمْثِهَا. 11إِنْسَانٌ فَعَلَ الرِّجْسَ بِـامْرَأَةِ قَرِيبِهِ. إِنْسَانٌ نَجَّسَ كَنَّتَهُ بِرَذِيلَةٍ. إِنْسَانٌ أَذَلَّ فِيكِ أُخْتَهُ بِنْتَ أَبِيهِ. 12فِيكِ أَخَذُوا الرَّشْوَةَ لِسَفْكِ الدَّمِ. أَخَذْتِ الرِّبَا وَالْمُرَابَحَةَ وَسَلَبْتِ أَقْرِبَاءَكِ بِـالظُّلْمِ، وَنَسِيتِنِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. ... 15وَأُبَدِّدُكِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُذَرِّيكِ فِي الأَرَاضِي، وَأُزِيلُ نَجَاسَتَكِ مِنْكِ. 16وَتَتَدَنَّسِينَ بِنَفْسِكِ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ، وَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ].) حزقيال 2: 3-16

                      وقال دانيال: (6وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ بِـاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. .... 10وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ.) دانيال 9: 6-11

                      وقال هوشع: (1اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِنَّ لِلرَّبِّ مُحَاكَمَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ لأَنَّهُ لاَ أَمَانَةَ وَلاَ إِحْسَانَ وَلاَ مَعْرِفَةَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ. 2لَعْنٌ وَكَذِبٌ وَقَتْلٌ وَسِرْقَةٌ وَفِسْقٌ. يَعْتَنِفُونَ وَدِمَاءٌ تَلْحَقُ دِمَاءً. 3لِذَلِكَ تَنُوحُ الأَرْضُ وَيَذْبُلُ كُلُّ مَنْ يَسْكُنُ فِيهَا مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ وَأَسْمَاكِ الْبَحْرِ أَيْضاً تَنْتَزِعُ. 4«وَلَكِنْ لاَ يُحَاكِمْ أَحَدٌ وَلاَ يُعَاتِبْ أَحَدٌ. وَشَعْبُكَ كَمَنْ يُخَاصِمُ كَاهِناً. 5فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضاً النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ. 6قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلَهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضاً بَنِيكَ.) هوشع 4: 1-6

                      وقال عاموس: (4هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللَّهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا.) عاموس 2: 4

                      وقال ميخا: (9اِسْمَعُوا هَذَا يَا رُؤَسَاءَ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَقُضَاةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَكْرَهُونَ الْحَقَّ وَيُعَوِّجُونَ كُلَّ مُسْتَقِيمٍ. 10الَّذِينَ يَبْنُونَ صِهْيَوْنَ بِـالدِّمَاءِ وَأُورُشَلِيمَ بِـالظُّلْمِ. 11رُؤَسَاؤُهَا يَقْضُونَ بِـالرَّشْوَةِ وَكَهَنَتُهَا يُعَلِّمُونَ بِـالأُجْرَةِ وَأَنْبِيَاؤُهَا يَعْرِفُونَ بِـالْفِضَّةِ وَهُمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَلَيْسَ الرَّبُّ فِي وَسَطِنَا؟ لاَ يَأْتِي عَلَيْنَا شَرٌّ!» 12لِذَلِكَ بِسَبَبِكُمْ تُفْلَحُ صِهْيَوْنُ كَحَقْلٍ وَتَصِيرُ أُورُشَلِيمُ خِرَباً وَجَبَلُ الْبَيْتِ شَوَامِخَ وَعْرٍ.) ميخا 3: 9-11

                      وقال صفنيا: (1وَيْلٌ لِلْمُتَمَرِّدَةِ الْمُنَجَّسَةِ، الْمَدِينَةِ الْجَائِرَةِ. 2لَمْ تَسْمَعِ الصَّوْتَ. لَمْ تَقْبَلِ التَّأْدِيبَ. لَمْ تَتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ. لَمْ تَتَقَرَّبْ إِلَى إِلَهِهَا. 3رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا أُسُودٌ زَائِرَةٌ. قُضَاتُهَا ذِئَابُ مَسَاءٍ لاَ يُبْقُونَ شَيْئاً إِلَى الصَّبَاحِ. 4أَنْبِيَاؤُهَا مُتَفَاخِرُونَ، أَهْلُ غُدْرَاتٍ. كَهَنَتُهَا نَجَّسُوا الْقُدْسَ. خَالَفُوا الشَّرِيعَةَ.) صفنيا 3: 1-4

                      وقال زكريا: (9[هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: اقْضُوا قَضَاءَ الْحَقِّ وَاعْمَلُوا إِحْسَاناً وَرَحْمَةً كُلُّ إِنْسَانٍ مَعَ أَخِيهِ. 10وَلاَ تَظْلِمُوا الأَرْمَلَةَ وَلاَ الْيَتِيمَ وَلاَ الْغَرِيبَ وَلاَ الْفَقِيرَ وَلاَ يُفَكِّرْ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَرّاً عَلَى أَخِيهِ فِي قَلْبِهِ. 11فَأَبُوا أَنْ يُصْغُوا وَأَعْطُوا كَتِفاً مُعَانِدَةً وَثَقَّلُوا آذَانَهُمْ عَنِ السَّمْعِ. 12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ. 13فَكَانَ كَمَا نَادَى هُوَ فَلَمْ يَسْمَعُوا كَذَلِكَ يُنَادُونَ هُمْ فَلاَ أَسْمَعُ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.) زكريا 7: 9-13

                      وقال ملاخى: (8أَمَّا أَنْتُمْ فَحِدْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ وَأَعْثَرْتُمْ كَثِيرِينَ بِالشَّرِيعَةِ. أَفْسَدْتُمْ عَهْدَ لاَوِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 9فَأَنَا أَيْضاً صَيَّرْتُكُمْ مُحْتَقَرِينَ وَدَنِيئِينَ عِنْدَ كُلِّ الشَّعْبِ كَمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَحْفَظُوا طُرُقِي بَلْ حَابَيْتُمْ فِي الشَّرِيعَةِ]. .... 11غَدَرَ يَهُوذَا وَعُمِلَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ وَفِي أُورُشَلِيمَ. لأَنَّ يَهُوذَا قَدْ نَجَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ الَّذِي أَحَبَّهُ وَتَزَوَّجَ بِنْتَ إِلَهٍ غَرِيبٍ. 12يَقْطَعُ الرَّبُّ الرَّجُلَ الَّذِي يَفْعَلُ هَذَا السَّاهِرَ وَالْمُجِيبَ مِنْ خِيَامِ يَعْقُوبَ وَمَنْ يُقَرِّبُ تَقْدِمَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ. ... 17لَقَدْ أَتْعَبْتُمُ الرَّبَّ بِكَلاَمِكُمْ. وَقُلْتُمْ: [بِمَ أَتْعَبْنَاهُ؟] بِقَوْلِكُمْ: [كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الشَّرَّ فَهُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَهُوَ يُسَرُّ بِهِمْ]. أَوْ: [أَيْنَ إِلَهُ الْعَدْلِ؟].) ملاخى 2: 8-17

                      وشهد عليهم عيسى u بما أوحى إليه أنهم أشرار مثل آبائهم، وأنهم سائرون على ضلال من سبقهم: (31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 31-33

                      وقال الله تعالى فى كتابه المكنون: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (78) سورة المائدة

                      فهل الكذَّابون، المنافقون، الكافرون، المعادون لله وحدوده، المحرفون لكتابه، القاتلون لأنبيائه، هم أحباب الله وشعبه المختار؟ فما الفرق بينهم وبين الشياطين؟ فهل يقول عاقل إن الشيطان من أحباب الله؟ إن الشياطين أحباب لأوليائهم! فأى منزلة تنزولونها إلهكم؟

                      لقد ضحكتم على أنفسكم وضحك عليكم أحباركم وكهنتكم، لأنكم جهلاء لا تقرأون كتابكم، طيبون لا تفتشون الكتب، ولا تبحثون عن الحق، خوافون، فلا يمكنكم مناقشة القس فى الكنيسة ومجادلته للوصول إلى الحق، وخوفًا من اتهامكم بالخروج عن المسيحية، ثم البطش بكم!

                      إن قولكم بأنهم مازالوا شعب الله المختار، لهو سبٌّ للرب، واتهامه بالتخلف العقلى، ووصمه بأنه حليف الشيطان الأكبر! فهل يحب الرب الكذابين؟ هل يحب الرب المنافقين؟ هل يحب الرب الملعونين منه؟ هل يحب الرب من تركوا شريعته؟ هل يحب الرب من تركوه وعبدوا الأوثان؟ هل يحب الرب من اتهموا أنبياءه بالكذب؟ هل يحب الرب من قتلوا أنبياءه؟ هل يحب الرب من غيروا دينه وحرفوا فى كتابه، واستبدلوا شريعته بتقاليدهم؟

                      (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9

                      (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 6-13

                      لذلك إن كل من يؤيد الصهاينة فى فكرهم أو أعمالهم، فهو من الصليبيين الجدد، الذين يرون أن احتلال العالم الإسلام، وإبادة المسلامين هو عمل وطنى يرضى الإله الإرهابى المتطرف يهوه، الذى يعشق الإبادة البشرية، والتصفية العرقية، ثم يندم بعد إبادتهم، لأنها حرمته من رائحة شواء اللحم: (20وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ 21فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضاً أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.) تكوين 8: 20-21

                      فلماذا أستخدم ألفاظ الحرب والتنفير لفئة ما، لا أعرف اتجاهها السياسى؟ ألم يأمرنا ربنا أن تكون الموعظة بالحسنى؟ (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل 125، وبالطبع ليس كل مسيحى صليبى، وليس كل يهودى صهيونى. وإنصافًا للحق، فإن هناك بعض الكتاب المسلمين المتصهينين، وهؤلاء نقصدهم أيضًا بتعبير الصهاينة.

                      أما استخدام غير المسلمين من المستشرقين أو الدارسين المنصفين، أو من أسلم من الأوربيين ولم يغير اسمه، فهذا لا يعيب الإسلام ولا المسلمين. لكن يُعاب على من يستخدم أسماء إسلامية وهو مسيحى ليوهم المسلمين البسطاء بأنه مسلم تنصر، وهو عين ما تفعلونه فى برامجكم الموجهة للمسلمين. وأعتقد أنكم ترموننا بما يشينكم ويشين تاريخكم كالمعتاد، فهذا نهج القمص زكريا بطرس فى برامجه، والسيدة ناهد متولى (فيبى عبد المسيح)، وأشك أنه يوجد مسلم يتخذ اسم بولس للدعوة إلى الإسلام، فهو من باب الهراء، ولا أصدقه، لأن المسلم يعلم بوجومد وادى فى جهنم اسمه بولس! فهل رأيت مسلم يتسمى باسم سقر أو جهنم ويدعو الناس لدخول الجنة؟ أتمنى أن تحترم عقول القراء!

                      (حشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن من جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار ويسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال) رواه البخارى فى (الأدب المفرد)، والترمذى فى سننه


                      تعليق


                      • #12
                        الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب

                        أما وجود العلم الأمريكى فى أحد البرامج الإسلامية الأمريكية، فذلك لأن هذا البرنامج يُبث من أمريكا، ويبثه أمريكان أسلموا أو مسلمين، والإسلام لا يمنع من حب الإنسان لوطنه. فهل أفهم من هذا أنك تقترح أن يتفاخر الأمريكان بالعلم المصرى أو السعودى؟ أو يرفع المصريون العلم الأمريكى دون علم بلدهم؟

                        لكن إن كنت تريد أن تتهم المسلم بالنفاق أو أنه ينتهج نهج الغاية تبرر الوسيلة، فقد جانبت الصواب، لأن المسلم لا يستفيد ماديًا من دعوة غيره للإسلام، بل غالبًا ما يدفع من قوته وقوت أسرته فى سبيل هذه الدعوة. كما أنه يعلم أن الله تعالى لا يتقبل إلا العمل الخالص لوجهه. وعلى ذلك فهو لن يستفيد من جراء هذا العمل (غير الخالص، كما ربما تظن) إلا تضيع وقته وجهده وماله فى الدنيا، دون أدنى جدوى فى الآخرة، إلا ذنوبًا على تضييع وقته وماله. إذن ليست هناك جدوى فى سوء الظن، ولا يوجد لها أدنى مبرر.

                        أما الغاية تبرر الوسيلة فهو نفس النهج الذى سار عليه رب الكتاب الذى تقدسه عندما اتحد مع الشيطان، ووافقه على الكذب لإغواء أخاب؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22

                        أليست هذه نفس السياسة التى انتهجها رب الصهيونية عندما أمر موسى بالكذب على المصريين لسرقة حليهم
                        ، بل ساعدهم بسلطته الإلهية بأن جعل المصريين يوافقون على اقراضهم هذا الحلى؟ (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22
                        (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36

                        أليست هى نفس السياسة التى نسبوها لنبى الله إبراهيم، عندما ضحَّى بشرفه، وأقنع زوجته الجميلة سارة أن تقبل أن يقول إنها أخته، لأن فرعون سيأخذها ويزنى بها، ويكون لإبراهيم حظوة فى عينى فرعون فيكافأه على هذا العمل؟

                        (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16

                        بل كرر هذا (التعريص) مرة أخرى مع أبيمالك:
                        (1وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. 2وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ. 3فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ بِبَعْلٍ». 4وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهَا. فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟ 5أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي إِنَّهَا أُخْتِي وَهِيَ أَيْضاً نَفْسُهَا قَالَتْ هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هَذَا». 6فَقَالَ لَهُ اللهُ فِي الْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضاً عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هَذَا. وَأَنَا أَيْضاً أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ لِذَلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. 7فَالْآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ». 8فَبَكَّرَ أَبِيمَالِكُ فِي الْغَدِ وَدَعَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ وَتَكَلَّمَ بِكُلِّ هَذَا الْكَلاَمِ فِي مَسَامِعِهِمْ. فَخَافَ الرِّجَالُ جِدّاً. 9ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا وَبِمَاذَا أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟ أَعْمَالاً لاَ تُعْمَلُ عَمِلْتَ بِي!». 10وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا رَأَيْتَ حَتَّى عَمِلْتَ هَذَا الشَّيْءَ؟» 11فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قُلْتُ: لَيْسَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ خَوْفُ اللهِ الْبَتَّةَ فَيَقْتُلُونَنِي لأَجْلِ امْرَأَتِي. 12وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضاً هِيَ أُخْتِي ابْنَةُ أَبِي غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ ابْنَةَ أُمِّي فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.) تكوين 20: 1-12

                        أليست هذه نفس السياسة التى انتهجها يعقوب فى سرقة البركة والنبوة من أخيه عيسو؟ لقد استغل يعقوب جوع أخيه واشترى منه النبوة والبركة بطبق عدس:
                        (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 29-34

                        ثم احتال مع أمه على أبيه وسرق البركة والنبوة من أخيه
                        : (تكوين 27: -)

                        ثم صارع الرب نفسه وهزمه، وأجبره على مباركته: (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 22-30

                        فالإستغلال والنصب والسرقة والكذب والدياثة (التعريص) هى من الوسائل التى يبثها الكتاب المقدس جدًا؛ لتبرير ما يريده شعب الله المختار جدًا جدًا وبعناية فائقة، بل وضرب الرب نفسه إذا لزم الأمر!!
                        والأغرب من ذلك أنه حتى بعد أن ضُرِبَ الرب، وصعد إلى عرشه، استمر فى إرسال الوحى ليعقوب، ونسى ما فعله يعقوب بأخيه! أى بارك الرب الكذب والاحتيال، ونسى العلقة التى فقد فيها كرامته، وعزته أمام عبده، بل تفاخر الرب بهذه العلقة، وسجلها فى كتابه المقدس جدًا، ليتعظ الناس أن ضرب الإله والتطاول عليه مُجدى جدًا، قد يصل بك إلى أن تكون من أنبيائه المقربين!!

                        وها هو بولس يقر أن الكذب لمجد الرب شىء لا يُعاب: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

                        فهل صدق الله ومجده يحتاجان إلى كذب بولس ونفاقه؟
                        وهل يقبل الرب الداخل فى دينه مُغررًا به، مضحوكًا عليه، لا يفهمه حق الفهم؟
                        وهل عجز الرب أو فشل عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق فلجأ إلى الكذب؟
                        وهل يُعقل أن يلجأ الرب إلى الكذب والكذابين والمنافقين لنشر دينه بين الناس؟
                        وما حكمة الإله أن يوحى إلى كذاب بنشر رسالته وتعاليمه؟
                        وهل أراد أن يعلم عبيده أن الكذب فى الدين بغية تنصير الإنسان وجعله يؤمن بمبادىء غير حقيقية ولو بالكذب هى بغيته؟
                        وهل رضى الرب بكذب بولس ليكسب أتباعًا جددًا لدينه؟ أليس هذا من باب النصب والتحايل؟ أيخادع الرب عبيده؟ ألا يُظهر هذا فشله أمام أنبيائه وعباده؟ ألا ينقص هذا من قداسته واحترام المحترمين أصحاب المبادىء له؟
                        وكيف أُأنب ابنى أو أعاقبه إذا كذب، وهو يتبع إله كاذب، لا ينشر دينه إلا بالكذب؟
                        وما مصير من اتخذوا كذب الرب ذريعة وآمنوا أن الغاية تبرر الوسيلة؟
                        ألا يخشى ذلك الإله من تفشى الكذب بين شعبه؟
                        وكيف أثق فى هذا الإله الذى يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟
                        وهل سيحاسبكم الرب على الكذب فى الآخرة يوم الحساب؟ كيف وهو ناشره؟
                        وألا يوصف الرب بذلك أنه كذَّاب ، لأن من أعان على الكذب فهو كذَّاب؟
                        وما الفرق بينه وبين الشيطان فى هذه الصفة الرذيلة؟
                        وإذا كان إلهًا صادقًا، فكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليس ذلك من النفاق؟ أليست هذه حجة عليه؟ أليس هذا من الظلم؟ ألم يقل فى الناموس (لا تكذب)؟ فلماذا أعان الكاذب وأوحى إليه؟

                        كما كان النفاق والمهادنة نهجه؛ لكسب أى إنسان لدينه الجديد المخترع؛ ليحارب دين نبى الله عيسى u، وجاهر بهذا النفاق ، وأعلن أنه هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23، مبادرة شخصية، وأمنية ذاتية، فى أن يكون شريكًا فى كتابكم! فما دخل هذا بالوحى؟ وما علاقة هذا بالقداسة؟


                        وتظهر شهادة نفاق بولس أيضاً في مقارنتك لرسائله إلى أهل رومية ورسائله إلى أهل غلاطية:
                        1- يقول لأهل رومية إن خلاص الله ومجده لليهودي أولا (طبعاً بالناموس)، ثم لليوناني من بعده (16لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ.) رومية 1: 16، ونسى أن كل البشر أمام الله سواسية كأسنان المشط: (11لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ.) رومية 2: 11

                        وقال فى غلاطية إنه بأعمال الناموس لا يتبرر أي إنسان أمام الله: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16

                        2- يقول لأهل رومية إن الذين بالناموس (ينفذون وصايا التوراة) يصيرون أبرارا (يدخلون الجنة): (12لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. 13لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.) رومية 2: 12-13

                        وتنكَّر للناموس فى خطابه إلى غلاطية: (وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».) غلاطية 3: 11

                        3- يقول لأهل رومية إن الإيمان يَثبُت بالناموس (أي بالعمل بشريعة التوراة): (31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ) رومية 3: 31
                        فى الوقت الذى يقول فيه لأهل غلاطية: (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، .. .. ..) غلاطية 3: 10

                        4- يقول لأهل رومية: (28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ. 29أَمِ اللهُ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ بَلَى لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ 30لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ. 31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ) رومية 3: 28-31
                        فى حين يقول لأهل غلاطية:(وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ)غلاطية 3: 12

                        5-يقول لأهل رومية إن الناموس مقدس ووصاياه مقدسة وعادلة وصالحة: (12إِذاً النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ.) رومية 7: 12
                        فى الوقت الذى يقول فيه لأهل غلاطية إن الناموس جاء زيادة (بلا فائدة) لأجل التعديات: (19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّباً بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. 20وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. 21فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 19-21

                        عزيزى كاتب كتاب (الإسلام بدون حجاب) النفاق ليس من شأن المسلم، ولا علاقة له بالدعوة. بعد هذا التلوث السمعى والبصرى والعقلى الذى قرأته، فهو من شأنكم أنتم، وكتابكم وتاريخكم وبرامجكم وكتبكم، بل وعقيدتكم فى التثليث، التى تعرفون أنها لا توجد فى مخطوطة يونانية واحدة، كما سبق وذكرنا، يشهدون عليكم بذلك. اقرأ قول الله تعالى فى المنافقين فى الإسلام:

                        قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) النساء 145
                        وقال رسول الله r: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) متفقٌ عليه. وفي رواية : (وإن صام وصلى وزعم أنهُ مسلمٌ).

                        وهناك الكثير من الآيات والأحاديث التى تنهى وتنفر من الكذب والنفاق.

                        فأى الكتابين أحق أن يُنسب لله، ويُطلق عليه الكتاب المقدس؟

                        وأى الشرائع أحق أن تكون شريعة الله العالمية؟


                        تعليق


                        • #13
                          الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب


                          هل عرف اليهود والمسيحيون فى تاريخهم المحبة؟

                          ويواصل كاتب كتاب (الإسلام بدون غطاء) قائلا تحت عنوان (2- تغيير اللغة): (إنهم يستعملون الآن اصطلاحات جديدة غريبة على لغتهم مثل المحبة والنعمة. إنهم يتكلمون في موضوعات لاهوتية مسيحية الأصل مثل: الخلاص والتبرير والتقديس.)

                          تعريف النعمة من محاضرة للأنبا شنودة بالأسكندرية بتاريخ الأحد 15/8/2010: (النعمة هي ما أنعم الله به على الإنسان. فكل شيء يأتي بركة للإنسان يكون نعمة من الله. .... وفي الحقيقة كل حياتنا سببها النعمة، أي مجرد أننا موجودين نعمة من الله فالوجود نعمة من الله، بل الخليقة كلها هي نتاج نعمة الله. ونعمة الله للكل. ليست للأبرار فقط، بل حتى للأشرار أيضًا. أي لولا النعمة التي يعطيها الله للإنسان الشرير، ما كان يتوب. ولولا نعمة الله مع غير المؤمن، ما كان يؤمن.)
                          http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...day-Grace.html

                          إذن النعمة هى فيض الله تعالى على عبيده المؤمن والكافر، من الصحة وغفران الذنوب والأمن والشعور بالأمان و....

                          وقد ذكرت كلمة نعمة فى القرآن الكريم 36 مرة، منها: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} إبراهيم: 34،
                          وقال: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} النحل: 18
                          (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران: 171
                          (فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) آل عمران: 174
                          (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ) المائدة: 20

                          فما الحكمة من تبرُّمك أن يستخدم المسلم كلمات القرآن وحقيقة ما تهدف إليه؟

                          لكن هل تعرف المسيحية المحبة والنعمة أم هى كلمات يرددونها دون تدبر؟

                          إن الإيمان بعقيدة توارث الخطيئة الأزلية لتنفى الادعاء بأن الرب محبة، إذ بهذه العقيدة يكون قد أضمر الإله الشر للبشرية من أول خلق آدم، إلى أن نزل ليُهان ويُصلب ويموت فداءًا للبشرية من هذه الخطيئة، التى لم ترتكبها ولم تشارك فيها، ولم تعرفها إلا من حكايات الرسائل الملحقة بالأناجيل، التى لم يتكلم فيها يسوع عن هذه الخطيئة مطلقًا. وذلك لأن علم الرب أزلى، فقد علم إذن قبل أن يخلق آدم وحواء، أنهما سيعصونه، وقرر أن يضع كل الأبرار والأشرار، المؤمنين والكفار فى أتون النار، حتى تحنن عليهم ومات على الصليب ميتة الملاعين ليتمكَّن من أن يغفر لهم. ثم كانت نعمته على الأشرار والكفار والمؤمنين أن نزل إلى جهنم ليخلصهم: (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10
                          (19الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ.) بطرس الأولى 3: 19

                          وقد بيَّن بولس عقيدة المحبة هذه بقوله:
                          (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 8-12

                          فمحبة الرب فى المسيحية هى ارتكاب الآب جريمة قتل، يقتل فيها ابنه، ليغفر لمن حملهم وزرها ظلمًا، وحبسهم فى النار أو المطهر ملايين السنين
                          ، حتى أرسل ابنه ليُقتل، ويرى دمًا، فترتاح نفسه، فيغفر لكم!! فإذا كان هذا حاله مع ابنه المحبوب، فكيف سيكون حاله معكم أو مع من قتلوا أنبياءه وسمُّوا أنفسهم شعبه المختار؟

                          وصاحب هذه الفكرة الشيطانية اتهم الرب بعد ذلك أنه منعدم الرحمة والشفقة على ابنه
                          : (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32

                          صدقت يا كاتب هذه الجملة: إن كان هذا الإله بهذه الصفات معنا، فمن عساه أن يكون علينا؟ إنه يؤكد أن إله الرحمة لا رحمة له! وأن إله المحبة لا يحبنا لأنه بالبديهة ضدنا، ولا يعمل لصالحنا، وما يؤكد ذلك أنه لم يشفق على ابنه! فهل ننتظر أن يشفق علينا ونحن أعداؤه؟

                          (10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ.) رومية 5: 10-11

                          إن الادعاء بأن الرب أمر بقتل النساء والأطفال وشق بطون الحوامل وتدمير البيئة والإبادة العرقية والجماعية لتنفى مصطلح الرب محبة، وتلغى من عقول البشر أن للرب نعمة إلا على شعبه المختار بعناية فائقة، مهما كفر، ومهما سب الرب، ومهما تعبَّد للأوثان، ومهما أذل فى الرب نفسه أو خلقه!

                          (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3
                          (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9

                          (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

                          إن ادعاء الكتاب المقدس جدًا بأن إله المحبة أظهر محبته فى أوامره بأكل الأطفال فى المجاعات، وتقديمهم محرقة، لهى عينة صغيرة على نعمة الرب ومحبته للبشر: (53فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ لحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ.) تثنية 28: 53
                          ما أجمل أن تتذكر عطايا الرب المنجِّسَّة، بأن يحرق كل أب وأم بكرهما فى النار، إرضاءً للرب الذى يحب رائحة الشواء: (26وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ لأُبِيدَهُمْ، حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.) حزقيال 20: 26

                          ما ألطف يهوه، وما أرحمه فى أوامره لموسى بالتمثيل بالجثث!! ما أجمل عطاياه! إنها نعمة لا يقدرها إلا كل إرهابى سادى! (4فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ جَمِيعَ رُؤُوسِ الشَّعْبِ وَعَلِّقْهُمْ لِلرَّبِّ مُقَابِل الشَّمْسِ فَيَرْتَدَّ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ عَنْ إِسْرَائِيل».) العدد 25: 4

                          (2فَنَادَى نَحْوَ الْمَذْبَحِ بِكَلاَمِ الرَّبِّ: [يَا مَذْبَحُ يَا مَذْبَحُ، هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هُوَذَا سَيُولَدُ لِبَيْتِ دَاوُدَ ابْنٌ اسْمُهُ يُوشِيَّا، وَيَذْبَحُ عَلَيْكَ كَهَنَةَ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّذِينَ يُوقِدُونَ عَلَيْكَ، وَتُحْرَقُ عَلَيْكَ عِظَامُ النَّاسِ].) ملوك الأول 13: 2

                          إله المحبة يأمر بذبح أهدائه، الذين يعبدون الأوثان، وحرق عظامهم على المذبح قربانًا له! هل تعرف فعلا معنى المحبة؟ أم هى كلمة تتشدقون بها من إفلاس دينكم أن يقدم شيئًا مفيدًا للمجتمع؟ أن تحسينًا لصورة هذا الإله الإرهابى فى عهد النقمة؟

                          ما أرحم الرب يهوه/يسوع فى قتله لأطفال قالوا لنبيه يا أقرع، فأخرج دبة تعيش فى حرارة جو فلسطين لتأكلهم، فى الوقت الذى ترك فيه نبيًا يسب نبيًا آخر، وفى الوقت الذى أمر فيه رجلا أن يسب آخر!! هاللولويا!!
                          (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَدًا.) ملوك الثانى 2: 23-24
                          (30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟)صموئيل الأول 20: 30

                          يبلغ النبى هوشع قول الرب قائلًا: (1اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ:.... 5فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضًا النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ.)هوشع 4: 5

                          ويأمر الرب أنبياءه بسب أنبيائه: (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟» 11وَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ وَلِجَمِيعِ عَبِيدِهِ: «هُوَذَا ابْنِي الَّذِي خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِي يَطْلُبُ نَفْسِي، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآنَ بِنْيَامِينِيٌّ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ.) صموئيل الثانى 16: 10-11

                          فهل أمر الرب بسب عبده ونبيه داود من باب المحبة والنعمة؟
                          وهل هذا هو مفهومكم عن المحبة والنعمة؟
                          إن ادعاء الكتاب أن الرب أعطى شريعة أو تعاليم غير صالحة لينفى نعمة الرب ومحبته للبشر؟

                          (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـامًا لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال 20: 25
                          (17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) أشعياء 3: 17
                          (23وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحًا رَدِيئًَا بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ، فَغَدَرَ أَهْلُ شَكِيمَ بِأَبِيمَالِكَ.) القضاة 9: 23

                          إن موافقة الرب على العنصرية لصالح شعبه المختار فى الربا وغيره ليدل على أنه لا صلاح فيه ولا محبة ولا عدالة! لقد اتهموا الرب بتحريفهم بالظلم والغشومية!
                          (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِبًا 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِبًا لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20
                          (21«لا تَأْكُلُوا جُثَّةً مَا. تُعْطِيهَا لِلغَرِيبِ الذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.) تثنية 14: 21 هكذا تكون القداسة! وهكذا يكون العدل! وهكذا تكون المحبة! أيكره الرب عبيده كلهم من أجل أشر خلقه، الذى قام هو بنفسه بلعنهم والانتقام منهم!

                          قارن هذا بقول الله تعالى فى اليهود بعد أن أقر أنهم حرفوا دينهم، ونقضوا مواثيقهم، ويحذر المسلمين من خيانتهم، التى لن تنتهى:
                          {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} المائدة 13

                          وقول الله تعالى فيمن يريد أن يفتن المسلم عن دينه، ويجعله وقودًا لنار جهنم: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة 109، إنها نزلت فى المدينة، بعد أن تكوَّن للمسلمين جيش.

                          ثم اقرأ سمو القرآن فى مطالبة الله تعالى لرسوله أن يحكم بين أناس بالقسط ولا يظلمهم، على الرغم من أنهم أغضبوا الله تعالى، ويصفهم الله بالكذابين وأكالين للسحت، ومحرفى كلامه، ونجسى القلوب: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} المائدة 41-42
                          {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًا لَّكُمْ فَاحْذَرُوَهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التغابن 14

                          فهل تستكثر على المسلم أن يرد الإنسان إلى الحق وإلى نعمة الله الحقيقية: إلى الإسلام الذى لا توجد به عنصرية ولا محاباة ولو على الوالدين أو الأقربين، ولا اضطهاد لغير المسلمين؟
                          (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ...) سورة النساء 135
                          (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الأنعام 152

                          وطالب معاملة الأسير معاملة آدمية، والإنفاق عليه قبل أن تأتى هذه فى المعاهدات الدولية. فهى خُلُق المسلم: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) سورة الإنسان 8

                          الإسلام يقرر أن هؤلاء لهم ما للمسلمين من حقوق، وتطبق عليهم القوانين نفسها التي تطبق على المسلمين، إلا ما تعلق منها بشئون الدين فتحترم فيه عقائدهم، فلا توقع عليهم الحدود ولا العقوبات فيما يحرمه الإسلام ولا تحرمه أديانهم، فلا يعاقب النصراني مثلًا إذا شرب الخمر، لأن دينه في أوضاعه الأخيرة يحل شرب الخمر، ولا يعاقب اليهودي من فرقة القرائين مثلًا إذا تزوج بنت أخته أو بنت أخيه، ولا يفسخ عقده، لأن مذهب فرقته يحل هذا الزواج، ولا يدعون إلى القضاء، ولا إلى العمل في أيام أعيادهم.

                          إن المسلمين لمطالبون فوق ذلك بالمجاملة وحسن المعاملة زيادة على ما تقتضيه النصوص، وفي هذا يقول الرسول r:
                          (من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة.)

                          وروي الطبراني بإسناد حسن أنه r قال: (من آذي ذميا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله).

                          وقال r: (من قَتَل معاهَدًا لم يُرَحْ رَائِحَةَ الجنة! وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عامًا!) أخرجه البخاري

                          وقال r: (أيُّما رجلٍ أمَّنَ رجلًا على دمه ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتولُ كافرًا!) أخرجه أحمد، والبخاري في التاريخ الكبير

                          ويقول r: (من آذى ظلمًا يهوديًا أو نصرانيًا كنت خصمه يوم القيامة)

                          وأذن النبي r لنصاري نجران حين وفدوا عليه بأداء صلاتهم في مسجده.

                          وعند ما جاء رسل نجران المسيحيون إلى المدينة ليفاوضوا الرسول r، وكانت مفاوضتهم تقتضي بقاءهم بعض الوقت، خصص لهم الرسول r نصف مسجده ليؤدوا فيه صلاتهم المسيحية. ومرت يومًا جنازة يهودي أمام الرسول r، فقام لها، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال: (أليست نفسًا).

                          وروى أن يهوديًا شكى علي بن أبي طالب إلى عمر بن الخطاب في أيام خلافته، فاستقدم عمر عليًا وأوقفه مع خصمه اليهودي على قدم المساواة، ولكنه عندما أخذ في تحقيق الشكوى خاطب عليًا بكنيته، جريا على عادته في خطابه معه، فقال له: يا أبا الحسن، والخطاب بالكنية في اللغة العربية أسلوب من أساليب التعظيم، على حين أنه خاطب اليهودي باسمه، فظهرت آثار الغضب علىَ عليِّ، فقال له عمر: أغضبت أن كان خصمك يهوديًا وأن مثلت معه أمام القضاء على قدم المساواة؟ فقال علي: لا، ولكنني غضبت لأنك لم تكمل المساواة بيني وبينه، فخاطبتني بكنيتي، وخاطبته باسمه.

                          قارن هذه المواقف الإنسانية السامية بأقوال إله كتابك بالتصفية العرقية للمخالفين فى العقيدة، ويتقديم الربا للغرباء دون اليهود، وببيع اللحوم النافقة لهم!

                          وأوصى الرسول r الجار المسلم أن يحسن إلى جاره غير المسلم، فقال: (الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، فأما الجار الذي له حق واحد فجار غير المسلم (له حق الجوار ويجب الإحسان إليه بمقتضى هذا الحق) وأما الجار الذي له حقان فجار مسلم لا رحم له (أي ليس بينه وبين جاره قرابة) له حق الجوار وحق الإسلام. وأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم، له حق الجوار، وحق الإسلام، وحق القرابة.)

                          كذلك أعطي الخلفاء لأهل الذمة عهودا تدور جميعها علي حسن معاشرة المسلمين لهم, وكف أي يد تحاول إيقاع الأذي بهم, ونضرب لهذه العهود مثلا بعهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل بيت المقدس، والذي جاء فيه:( هذا ما أعطي عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياد من الأمان، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسائر ملتها، لاتسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبها ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون علي دينهم، ولا يضار أحد منهم..)

                          وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t: أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيرا، وأن يوفي بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، وألا يكلف فوق طاقتهم.

                          وبفضل هذه التعاليم رأينا الكنائس في بلاد الإسلام تجاور المساجد، دون أن يتعرض لها أحد بأذي، بل رأينا في العصر الحديث، وأثناء ثورة يناير 2011 في مصر يؤدي المسلمون صلاتهم في حراسة النصاري، ويقيم النصاري قداسهم في حراسة المسلمين، ورأينا المسلمين يتطوعون لحراسة الكنائس عقب الثورة أثناء احتفالات النصاري بأعيادهم، وهو ما يعكس روح التسامح التي عرف بها المسلمون طوال تاريخهم مع من يخالفونهم في العقيدة.

                          ومن هنا فليس عبثًا أن جعل الله للمعاهد ولو كان كافرًا حقا عنده إذا ظلمه مسلم، وذلك في الحديث النبوي الصحيح من قوله r: (اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجاب) أخرجه الإمام أحمد وحسنه الألباني في سلسلته

                          فهل ارتقى دين على وجه الأرض إلى رقى الإسلام وعلوه؟
                          لا. لا نفاق فيه، ولا تعصب ولا عصبية للمخالف فى الدين، ولا تمييز عنصرى، طالما أنه مسالم للمسلمين.

                          لا تقل لى إن المسيحية تعدت ذلك وأمرت بمحبة الأعداء، بقول متى 5: 38- (38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلًا وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. 43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ)

                          فكونك تؤمن بأن العهد القديم هو كتاب أنزله الرب، وأن هذا الإله هو يسوع، فأنت تؤمن بالتالى أن يسوع هو من أنزل تعاليم قتل النساء والأطفال والرضع وشق بطون الحوامل، والإبادة الجماعية، والتصفية العرقية، والعنصرية، والتمثيل بالجثث، وتدمير البيئة. وهو ما تسمونه عهد النقمة.

                          ومن ناحية أخرى أنت تعلم ماهية الحروب التى قامت بين أصحاب الطوائف المسيحية المختلفة، سواء فى مصر أو فى العالم كله. وأذكرك ببعض منها، لتحمد الله تعالى على أنك تعيش وسط مسلمين، وتعلم نعمة الإسلام عليك وعلى قومك:

                          فمنذ القرن الرابع والاعتراف بالتسامح الدينى، واعتناق قسطنطين المسيحية (؟)، وصدرت الأوامر بحرق كتب المخالفين، وصلبهم، ورميهم للوحوش، أو حرقهم أنفسهم، وهدم معابد الوثنيين، وتمّ في عهد تيودوس وحده إصدار 15 مرسوما ملكيّا بالتعذيب ضدّ المخالفين للعقيدة، فتمّ ملاحقة المانويّين وقتلهم، وسمل أعين المارسونيّين، وحرق كتب الآريوسيّين، وإسقاط الحقوق الاجتماعيّة للـ "كفّار" ولم يعد لهم الحقّ في الوراثة ولا المشاركة في المجتمع.

                          وفي سنة 385 أيضا ولأوّل مرّة، يصدر الحكم بحرق شخص "زنديق" حيّا بعد تعذيبه، وهذه البربريّة سيتمّ تعميمها بداية من سنة 447 ميلادى.

                          وكان البابا ثاوفيلوس خصمًا عنيفًا للديانات المخالفة وحتى للمذاهب المسيحية الاخرى، وبمجرد وصوله لمنصب البطريك فى عام 385م بدأ حملة مستعرة لتدمير معابد غير المسيحيين فى شمال افريقيا، بموافقة من الامبراطور ثيودوسيوس الأول، منها معابد سيرابيس وديونيسيوس وميثرا، ومحا كل أثر لهذه المعابد الوثنية، واستخدم حجارة هذه المعابد لبناء كنائس جديدة. كما أنه تزعم، فى سياق اضطهاده للرهبان الأوريجانوسيين Origenist monks (نسبة لأوريجانوس)، قواتًا لتخريب أديرة هؤلاء الرهبان فى الصحراء.
                          Theophilus of Alexandria, Saint." Encyclopوdia Britannica from Encyclopوdia Britannica 2007 Ultimate Reference Suite. 2009

                          كما قام الأرشمندريت شنودة وكان رئيس أحد الأديرة (الدير الأبيض) بموضع يسمى "إتريب" بصعيد مصر، وتعتبره الكنيسة القبطية الأرثوزكسية أحد قداديسها، بشن حملات Crusades خلال الفترة المتأخرة من العقد الأخير من القرن الرابع على معابد منطقة إتريب وأجوارها، ويذكر موقع معهد "ييل" لعلم المصريات Yale Egyptological Institute in Egypt أن شنودة كان مناهضًا للديانة المصرية الوثنية التقليدية بالقول والفعل فى منطقة سوهاج وأخميم، واُغلق الكثير من المعابد الوثنية وقُوِّضت فى عهده، وأن بعض مواد البناء الخاصة بتلك المعابد التى تم تحطيمها أُعيد استخدامها فى إنشاء كنيسة دير شنودة؛ ولذا تجد بعض الكتل الحجرية التى أدمجت فى البناء منقوشة بمشاهد دينية غير مسيحية ونصوص هيروغليفية.
                          Cambridge History of Christianity, Vol. II , Ps , 183–186

                          وفى سنة 415 يهاجم بعض الرهبان المسيحيّن المرأة Hypathia وهي أكبر عالمة رياضيّات بمدرسة الإسكندريّة، ويتمّ قتلها بتحريض من بطريرك الإسكندريّة كيرلس، وذلك كما حكى سقراط، وهو من كبار مؤرخى الكنيسة الذين عاصروا الحدث، وذلك (في كتابه السابع، الفصل 15). فجرّوها من رجليها حتّى كنيسة قيصريّة، وهناك قاموا بنزع ملابسها ثمّ قطّعوا جسدها إربا إربا ثمّ أحرقوها>

                          وبعد مقتلها يغادر العديد من الفلاسفة والعلماء الإسكندريّة خوفًا من همجيّة هؤلاء الرهبان ويتفرّقون في فارس والهند، لتفقد الإسكندريّة بريقها المعرفيّ بعد أن كانت منارة للعلم، ويتمّ حرق كلّ المخطوطات "الكافرة" للفلاسفة والتي استطاع البعض منها النجاة بفضل ما تمّ حفظه عند الفرس والهنود والصينيّين وكذلك عند "العرب: أثناء الفتوحات والذين ترجموا أعمالا عديدة، بينما غطستْ أوروبا في الظلام الدامس. ثم قاموا بحرق مكتبة الأسكندرية، ونسبوها للعرب فى قصة واهية.


                          وذكرها أيضًا تلميذها سنسيوس وهو معاصر لها في إحدى رسائله (الرسالة 24) ويبكي عليها قائلا: عزيزتي الغالية، إنّي أعيش في حزن في بلادي، والخراب الذي حولي يصيبني بالألم، أرى رجالا يُذبحون كالقطعان، وأتنفّس هواءً فاسدا بسبب كثرة الجثث المتحلّلة (...) لن أترك بلادي هذه، فهنا يوجد قبور أجدادي، ولكن لأجلك فقط أترك هذه البلاد، أتركها لكي ألتحق بك.

                          وذكرها الدمشقيّ (Damascios le Diadoque 458- 538)، راويًا أنّه تمّ نزعها من عربتها وجرّها إلى الكنيسة، ونزع ثيابها، وتقطيع أطرافها، التي تمّ تفرقتها في الطرقات وإحراقها. وذكرها كذلك المؤرخ المسيحى يوحنا النقيوسى من القرن السابع.

                          وبين القرن السابع والخامس عشر الميلاديين، وبسبب حرق كلّ المكتبات تقريبا، (إلاّ ما نجا منه عند الفرس والمسلمين) صارت الكنيسة هي الوحيدة التي تملك المعرفة وتمنع الشعب من الاطّلاع حتّى على العهد القديم، وفي تلك الفترة تمّ حرق حوالي مليون امرأة حيّة بتهمة السحر. لذلك يتهمها يوحنا النقيوسى من القرن السابع بأنها كانت ساحرة، محاولا تجميل صورة سلفه.

                          وفى سنة 804 ميلادي يُدخل الإمبراطور شارلمان العديد من الساكسون إلى المسيحيّة، مقترحا عليهم التالي: إمّا أن يصبحوا مسيحيّين وإمّا أن تقطع رؤوسهم، وتمّ قطع عشرات الآلاف من رؤوس الساكسون بمباركة الكنيسة التي تطبّق شريعة إله المحبة على الأرض.

                          وفى القرن الحادي عشر ميلادي يطالب بطريرك الاسكندريّة باستعمال الخميرة في الخبز أثناء الاحتفالات المسيحيّة، لكن بابا روما يؤكّد على ضرورة استعمال الخبز بلا خميرة، وأمام هذا الاختلاف الجوهرى فى العقيدة انقسما وسقط بطبيعة الحال مئات القتلى.

                          وفى سنة 1099 تسقط القدس في الحروب الصليبيّة، ويسلّم الحاكم العربي المدينة بشرط أن يتمّ الحفاظ على الشعب، فوافقوا على ذلك، وعندما فتح الحاكم أبواب المدينة، لم يحترموا العهد، وقتلوا سبعين ألفًا من المدنيّين، أمّا النساء والأطفال فقد تمّ اغتصابهم قبل قتلهم أو استعبادهم، كما فعلوا فى مسلمى البوسنة والهرسك. وحين جاء صلاح الدين الأيّوبي اشترط حاكم المدينة المسيحيّ تسليمها بشرط الحفاظ على الشعب، فوافق صلاح الدين والتزم بالمعاهدة، ولم تُرقْ قطرة دم واحدة ولم يحطّم أيّ كنيسة.

                          وفى سنة 1224 يصدر الإمبراطور فريديريك الثاني مرسوما بقتل الكفّار أو قطع ألسنتهم، لكن هذا القانون (كان يُنفَّذ أصلا من قبل) غير كاف للتخلص من أعداء يهوه، الذى لا يكتفى بقطع اللسان، بل يريد الإبادة الجماعية، فتحرك الإيمان اليهوى فى قلوب المؤمنين جدًا، فصدر قرار (سنة 1255 مع ألفونس العاشر) بضرورة الحرق وتمّ إنشاء محارق ضخمة ألقي فيها المسلمون واليهود أحياء، بوصفهم كفّارا.

                          وفى نهاية القرن العشرين محاولة لتصفية الوجود الإسلامى فى أوروبا، عن طريق إبادة جزء كبير من شعبى البوسنة والهرسك المسلمين، بتآمر من الدول التى تعتبر نفسها راعية للمسيحية. وكذلك قتل وحرق مسلمى كشمير وميانمار فى بورما، والعراق وسورية وغيرها من البلدان الإسلامية والتى تجد تشجيعًا بالسلاح أو الصمت تجاه تصفية الوجود الإسلامى.

                          وإليك نُبذة من أقوال مفكرى الغرب المسيحى عن المسيحية، ثم فكر: هل مثل هذه الديانة تجذب الفاهم لها؟ هل يحتاج المسلم إلى النفاق أو المداهنة ليقنع من يعرفها بتركها واعتناق الإسلام؟ إن من يقول هذا هم أهل الغرب أنفسهم، لذلك عندما يعلوا بذلك فإن أول رد فعل لهم، هو الكفر برب المحبة، والإنسحاب من الكنيسة، أو التحوُّل إلى العلمانية وإنكار وجود هذا الإله.

                          يقول (ديدرو): لم يحدثْ أبدا أنّ ديانة كانت أرضيّة خصبة للجرائم مثل المسيحيّة (...) لا يوجد توجّه واحد في تاريخها ليس فيه دمويّة.
                          « Salon » (1763), dans Oeuvres complètes de Diderot, Diderot, éd. Garnier, 1876, t. 10, p. 185

                          يقول جون جوراس: نحن نحارب المسيحيّة والكنيسة لأنّهما ضدّ حقوق الإنسان.
                          Jean Jaurès, 3 mars 1904, dans Histoire des catholiques français au XIXe siècle, paru chez ةditions du Milieu du monde, 1947, p.389, Henri Guillemin

                          ويقول برتراند رسل: أؤكّد وأنا أزن كلماتي جيّدا أنّ المسيحيّة، كما هي موجودة في كنائسها، تمثّل العدوّ الأوّل للتقدّم الأخلاقيّ في العالم.
                          Why I Am Not a Christian, and Other Essays on Religion and Related Subjects (1927), Bertrand Russell (trad. Wikiquote), éd. Touchstone Books, 1986 (ISBN 9780671203238), p. 21

                          ويقول فولتير: كلّما وُجد أغبياء وحمقى، وُجد الدين، وديننا [أي المسيحيّة] بلا شكّ، هو أغبى مرض وأكثر دمويّة أصاب العالم.
                          « Lettre à Frédéric II, roi de Prusse » (5 janvier 1767), dans Oeuvres complètes de Voltaire, Voltaire, éd. Moland, 1875, t. 45, vol. 13, p. 11

                          ويقول فيورباخ: الديانة المسيحيّة هي ديانة العذاب.
                          (Ludwig Feuerbach / 1804-1872 / L'Essence du christianisme)

                          وقال أناتول فرانس: المسيحيّة من أجل أن تفعل أشياء لأجل الحبّ، قامتْ بالخطيئة!(Anatole France / 1844-1924 / Le jardin d'Epicure, 1894)
                          وقال رمى دو جورمون: المسيحيّة لم تخترع الطهر، بل اخترعت النفاق.
                          (Rémy de Gourmont / 1858-1915 / Epilogues, août 1902)

                          وقال هيلجه كروج: الكنيسة تساعد على التقدّم والتطوّر، في حالة واحدة: حين لا تستطيع منعه! (Helge Krog / 1889-1962 / Aphorismes)

                          وقال شوبنهاور: ما هي ثمار المسيحيّة؟ حروب ديانات، مجازر، محاكم تفتيش، إبادة شعوب الهنود الحمر، واستيراد العبيد السود من إفريقيا.
                          (Arthur Schopenhauer / 1788-1860 / Parerga)

                          وقال ستندال: لو أجد إله المسيحيّين فسأضيع! فهو مملوء بأفكار الإنتقام وفي الكتاب المقدّس يحبّ الحديث عن العذاب، أعتقد أنّي لن أحبّه.
                          (Stendhal / 1783-1842 / Le Rouge et le Noir / 1830)

                          وقال أميل زولا: إن الإنجيل، وبغضّ النظر عن بعض المواضع الأخلاقيّة التي يحتويها، فهو لا يصلح أن يكون تشريعا إجتماعيّا معقولا.
                          (Emile Zola / 1840-1902 / Paris, 1898)

                          مع الأخذ فى الاعتبار أن كاتب ومؤرخ ألمانى مثل Karlheinz Deschner كتب تاريخ الإجرام المسيحى فى عدد من المجلدات قد تفوق الثمانية مجلدات.


                          وفى العهد الجديد نقرأ أيضًا عن تعاليم المحبة، التى أدت فى المهاية إلى كل الكوارث الإنسانية. فلم يتبرأ أتباع المسيحية الأول أو من تلاهم من الميراث اليهوى الفاسد، أو ما يسمونه عهد النقمة:

                          فيرى بولس أن إهلاك الرب لهذه الأمم على يد بنى إسرائيل كان نعمة ورحمة لهم: (19ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِالْقُرْعَةِ.) أعمال الرسل 13: 19

                          ويقول يسوع:
                          (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40

                          ثم اقرأ قول الرب الذى يعترف فيه أن السيف للقتل: (.... يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ.....) إرمياء 15: 3

                          ويقول يسوع: (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَامًا. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53

                          وها هو يسوع يشترط عليك أن تبغض أحب الناس إليك أبوك وأمك واخوتك، وزوجتك وذريتك، حتى نفسك، لتكون تلميذًا له: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.) لوقا 14: 25-26

                          وها هو رأى يسوع فيمن لا يتخذه ملكًا: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27

                          وأمر الرب بقتل أولاد إيزابلا بسبب زناها: (22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) رؤيا يوحنا 2: 22-23

                          الرب يميت من لا يدفع له كل ممتلكاته، ويسمى الذى يحتفظ بجزء من أمواله لمعيشته وأهله اختلاسًا: (1وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا وَامْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ بَاعَ مُلْكًا 2وَاخْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ وَامْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذَلِكَ وَأَتَى بِجُزْءٍ وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ. 3فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ 4أَلَيْسَ وَهُوَ بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هَذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ». 5فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هَذَا الْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ.) أعمال الرسل 5: 1-5

                          وما رأيك فى هذه المحبة التى تسببت فى عمى بولس مؤقتًا؟ أليس هذا من عمل الروح القدس أحد أقانيم يسوع الثلاثة؟: (9وَأَمَّا شَاوُلُ الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ 10وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟ 11فَالآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ». فَفِي الْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ.) أعمال الرسل 13: 9

                          وها هو رأى المسيحية فى المخالف لعقيدتها: (14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟) كورنثوس الثانية 6: 14-16

                          وها هو إيمان وتصديق كاتب الرسالة إلى العبرانيين بكل ما قاله الرب أو فعله المؤمنون جدًا بأصحاب العقائد الأخرى: (30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ....... 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ) عبرانيين 11: 30 –34


                          (5وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا وَتَأْكُلُ أَعْدَاءَهُمَا. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا فَهَكَذَا لاَ بُدَّ أَنَّهُ يُقْتَلُ.) رؤيا يوحنا 11: 5

                          كانت هذه أخلاق الحرب عند أهل الكتاب، لكن اعلم أنه: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28

                          أذكرك بقول الله تعالى لتغسل أذنيك من هذا التلوث السمعى، الذى يفيض بالتعصب، ويغيض بكره الآخرين المخالفين للكتاب المقدس جدًا فى العقيدة:
                          {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة 109

                          يقول خير من أنجبت الأرض : (من ظلم معاهدًا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة.)
                          وقال  : (من آذي ذميا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله).
                          وقال : (من قَتَل معاهَدًا لم يُرَحْ رَائِحَةَ الجنة! وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عامًا!) أخرجه البخاري
                          وقال : (أيُّما رجلٍ أمَّنَ رجلًا على دمه ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتولُ كافرًا!) أخرجه أحمد، والبخاري في التاريخ الكبير
                          وقال : (من آذى ظلمًا يهوديًا أو نصرانيًا كنت خصمه يوم القيامة)

                          تعليق


                          • #14
                            الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب


                            من الذى يغير لغة كتابه المقدس ليستميل الناس؟

                            يواصل مؤلف كتاب (الإسلام بدون غطاء) انتقاده للإسلام فيقول تحت عنوان (تغيير اللغة): (إنهم يغيّرون من ترجمة القرآن لتغطية بعض التعاليم الإسلامية العنيفة. وكمثال لذلك الترجمة الفرنسية الجديدة التى أثارت ضجة في العالم الإسلامي لمحاولتها ترضية اليهود بتغيير بعض الآيات القرآنية التى تدينهم مثل الآية الواردة في سورة الإسراء 4:17 ونصها العربي: "وقضينا الى بنى إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوًا كبيرا". هذه الآية كانت ترجمتها القديمة تقول ما معناه: "إن بنى إسرائيل بعد أن بثوا الفساد في الأرض مرتين بهدف استغلال الآخرين سوف يدفعون أنفسهم لتصبح لهم السلطة العليا الى أن يعاقبهم الله". ثم جاءت الترجمة الجديدة بعكس هذا المعنى تماما فقالت: "إن بنى إسرائيل سوف يعتدي عليهم مرتين كأبرياء، ثم سيكافئهم الله بعد ذلك بأن يرفعهم الى أسمى المراتب".)

                            فى الحقيقة إن انتقادك لهذه الترجمة فى محله، وهو غير وارد من مسلم، بدليل قولك أنت (التى أثارت ضجة في العالم الإسلامي)، الأمر الذى يعنى أن المسلمين لم يقوموا بها، ولا يقبلون بهذه الترجمة. وهذا يبرئنا مما تحاول أن تنسبه لنا.

                            لكن لو صدق ما تقول، فالعيب عيب مترجم إما لا يتقن اللغة المترجم منها، أو قد يكون يهوديًا، أراد أن يُظهر أن اليهود أبرياء، يُعتدى على مصالحهم، وأن الله تعالى سوف يكافئهم فى الآخرة، ويرفعهم إلى أسمى المراتب. وعكس معانى الآية تمامًا.

                            لكن لو تعمَّد المترجم هذا الخطأ، فهو مترجم غبى، حيث لم يغير باقى النصوص التى يلعن الله فيها اليهود، ويتهمهم بالإفساد فى الأرض، وقتلهم الأنبياء، وتحريف كتبهم، وقولهم على الله بهتانًا. ناهيك عن وجود العديد من التراجم الفرنسية والإنجليزية، وبلغات أخرى عديدة، لابد من أن يلجأ أى باحث إلى ترجمتين بنفس اللغة أو بلغتين مختلفتين على الأقل ليقارن النصوص ويفهم المقصود.

                            لكن ألا يثبت هذا حفظ الله تعالى لأصول القرآن الكريم؟
                            فكم من السنين مرت، ولم يتمكن كائن من كان أن يغير ولو حرفًا واحدًا من القرآن الكريم، وكل تغيير أو تشويه لحقائق النصوص تتم فى التراجم؟ وهل تغيير هذا اليهودى أو المترجم غير المتمكِّن لترجمة الآية غيَّر من أصلها المحفوظ فى الصدور وفى الصحف؟ هذا إن لم يكن هذا ادعاء منك عليه أو سوء فهم للترجمة!!

                            ألا يدلك محاولة اليهود والمنصرين تغيير واقع الإسلام وحقائق القرآن الناصعة إلى أن هذا الإسلام هو الحق، الذى يقف حجر عثرة فى طريق تقدمهم، وسيطرتهم على عقول أتباعهم وأموالهم، كما كان الكهنوت يفعل أيام صكوك الغفران، ومنعهم من طباعة الكتاب المقدس، ومنعهم من ترجمته إلى لغة يفهمها الشعب، وحكر فهم الكتاب المقدس وتأويل نصوصه على رجال الإكليروس فقط، وحكر الغفران إلا عن طريق رجل الكهنوت ورفع دعوته إلى الرب، بعد أن يدفع للكنيسة غرامة لذنبه، ويعد بأن لا يفعلها مرة أخرى؟

                            ثم هل الترجمات حجة على الدعوة أو الإسلام؟ هل الترجمات حُجة على الأصل؟ وإذا كان هذا حال الترجمات، لا تنقل الأصل كما جاء، فأين أصول أى سفر من أسفاركم باللغة التى كتب بها النبى الذى تنسب إليه هذه الأسفار؟ لا يوجد. ألا يدل عدم حفظ الله لأصول هذه اللغة إلى عدم موافقته على حفظ هذه الكتب إلى الأبد؟

                            ومن الطبيعى أن يجتهد كل مترجم حسب علمه. ثم ما لنا والترجمات طالما أن أصل القرآن مازال بين أيدينا؟ ومازالت الترجمات الأقرب للصحة موجودة بلغات كثيرة، بل وبنفس اللغة الفرنسية.

                            فالوضع مختلف فى القرآن عن الكتاب الذى تقدسه، فلا توجد مخطوطة فى الكتاب المقدس كتبت بيد النبى الذى تُنسب إليه، أو حتى كتبت فى عصره.

                            فعلى سبيل المثال يُنسب إنجيل متى إلى متى تلميذ يسوع، الذى عاصره وتتلمذ على يديه، وتعلم منه. إلا أنك تجد متى يعتمد فى كتابة الإنجيل المنسوب إليه على إنجيل مرقس، الذى لم يكن من تلاميذ يسوع، والذى يُقال إنه كان مترجمًا لبطرس، الذى قال يسوع له أنت شيطان ومعثرة لى: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 23

                            ويكاد ينعقد الأمر بالإجماع بين علماء اللاهوت على أن إنجيل مرقس كان ضمن المصادر التى استقى متى منها معلوماته بنسبة تصل إلى 91.6%، وذلك لأن إنجيل مرقس هو أقدم الأناجيل من ناحية تاريخ كتابته. فقد صرح الدكتور وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص17 أن متى اقتبس 606 عددًا (93 فقرة) من أصل 661 عددًا (105 فقرة) من مرقس، وأن ”البشائر لا تورد المادة والفكر فحسب، بل الكلمات أيضًا، فبشارة متى تستخد 51 فى المائة من كلمات بشارة مرقس“.

                            فهل يُعقل أن يعتمد الأصل على إنسان مجهول؟ ولماذا يكتب متى باليونانية؟ ومايسمونها المخطوطات عن هذا الإنجيل مكتوبة باليونانية، لذلك فهم يدعون أنها ترجمة النص الأرامى الأصلى، ولا دليل على ذلك.

                            وأعيد عليك الآية مرة أخرى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا * إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } الإسراء 4-10

                            فهذا وعد وتهديد لبنى إسرائيل، ونبوءة قادمة. وكم من الآيات القرآنية تحتوى على تهديد ووعيد وذم لبنى إسرائيل. فهل غير المترجم كل هذه النصوص؟

                            وفى الحقيقة إن الكاتب يتبع طريقة (رمتنى بدائها وانسلت) وطرقة (ضربنى وبكى، وسبقنى واشتكى)! فهو يريد أن يرمى الإسلام بتهمة هى لاصقة بكتابهم، ففى الكتاب الذى يقدسونه تلاعب فى النصوص من قبل مترجمين محترفين يتبعون الكنيسة، وبموافقة الكنيسة إن لم يكن بإيعاز منها، وذلك لإخفاء حقائق معينة، أو لتجميل إلههم أمام القراء فيه، ومنها:

                            1- قتل يهوه/يسوع 50070 فردًا لأنهم نظروا تابوته: (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.) صموئيل الأول 6: 19 ترجمة الفاندايك

                            إلا أن تراجم أخرى ترى أن هذا العدد يدين يهوه/يسوع بالإرهاب والتطرف، وعدم الرحمة، ويبعده عن السمعة اللصيقة به، وهى المحبة، فكتبوها بعض التراجم 70 فردًا، ولم يذكروا الـ 50000، ومن ذلك الترجمة العربية المشتركة بين الكنائس الثلاثة الكبار الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية، والترجمة الكاثوليكية اليسوعية، وترجمة كتاب الحياة:

                            (وضرَبَ الرّبُّ أهلَ بَيتِ شَمسَ لأنَّهُم نظَروا إلى تابوتِ العَهدِ، فماتَ مِنهُم سَبعونَ رَجلاً. فناحوا لهذِهِ الضَّربةِ العظيمةِ) صموئيل الأول 6: 19، الترجمة العربية المشتركة
                            (وَعَاقَبَ الرَّبُّ أَهْلَ بَيْتِ شَمْسَ فَقَتَلَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ رَجُلاً لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى مَا بِدَاخِلِ تَابُوتِ الرَّبِّ، فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ أَوْقَعَ بِهِمْ كَارِثَةً عَظِيمَةً.) صموئيل الأول 6: 19، ترجمة الحياة

                            وعز على الترجمة الكاثوليكية أن يكتشف الناس هذا التحريف فتلاعبت بإضافة جملة اعتراضية تقول إن عدد الناس كانوا 5000 بينما من أماته الرب 70 نفسًا: (وضرَبَ الرَّبُّ أَهلَ بَيت شَمْس، لأَنَّهم نَظَروا إِلى ما في تابوتِ الرَّبّ، وقَتَلَ مِنَ الشَّعبِ سَبْعينَ رَجُلاً، وكانوا خَمْسينَ أَلفَ رَجُل. فحَزِنَ الشَّعبُ، لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعبَ هذه الضَّربَةَ الشَّديدة) صموئيل الأول 6: 19، الترجمة الكاثوليكية


                            2- والثانية غيروا كلمة وحى فى نبوءة الرب، وجعلوها قول، حتى لا يتساءل أحد عن كيفية عدم تحقق هذا الوحى،
                            وتكون علامة صدق على نبوة الرسول محمد ، كما غيروا مكان الذى ستخرج منه هذه النبوءة، وبدلا من كتابتها الجزيرة العربية، كتبوها العربة:
                            ترجمة الفاندايك: (13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ...) إشعياء 21: 13-17
                            وانظر إلى العداء الشديد للإسلام ونبيه فى الترجمة الكاثوليكية ، لقد غيروا فى النبوءة لتصبح قول وعلى والعربة، ثم أرادوا طمس باقى النبوءة، فجعلوا قوافل الددانيين يبيتون فى الغابة بدلا من الصحراء: (قَولٌ على العَرَبة: في الغابَةِ في العَرَبةِ تَبيتون يا قَوافِلَ الدَّدانِيِّين.) إشعياء 21: 13
                            وقالت الترجمة العربية المشتركة: (وحيٌ على العربِ: بيتُوا في صَحراءِ العربِ، يا قوافِلَ الدَّدانيِّينَ!) إشعياء 21: 13
                            ترجمة الحياة: (نُبُوءَةٌ بِشَأْنِ شِبْهِ الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ: سَتَبِيتِينَ فِي صَحَارِي بِلاَدِ الْعَرَبِ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ،) إشعياء 21: 13


                            3- كذلك بالنسبة إلى قرية الجرجسيين التى قام فيها يسوع بشفاء أعميين، فاستأذنته الشياطين أن تدخل فى الخنازير
                            ، فرمى ألفين من الخنازير أنفسهم من الجرف إلى مياه البحر فغرقوا. وقد غيرتها كل التراجم العربية من قرية الجرجسيين إلى قرية الجدريين، لأن قرية جرجسة تبعد عن أقرب مياه لها حوالى، بينما تبعد قرية جدرة حوالى، وبالتالى أن يكتب متى قرية جرجسة، فهذا يجعله لا يعرف شيئًا عن فلسطين وجغرافيتها، وبالتالى تسقط كتابه كله كشاهد عيان:
                            تقول ترجمة الفاندايك: (وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ ،اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ ...) متى 8: 28
                            تقول الترجمة العربية المشتركة: (ولمَّا وصَلَ يَسوعُ إلى الشَّاطئِ المُقابِلِ في ناحيةِ الجدريـِّينَ اَستقْبَلَهُ رَجُلانِ ...) متى 8: 28
                            تقول الترجمة الكاثوليكية: (ولَمَّا بَلَغَ الشَّاطِئَ الآخَرَ في ناحِيَةِ الجَدَرِيِّين، تَلقَّاهُ رَجُلانِ ...) متى 8: 28
                            تقول ترجمة الحياة: (وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ، فِي بَلْدَةِ الْجَدَرِيِّينَ، لاَقَاهُ رَجُلاَنِ ...) متى 8: 28
                            تقول الترجمة البولسية: (ولمَّا أَفضى الى العِبْرِ، في أَرْضِ الجَدَرِيِّينَ، اسْتَقْبَلَهُ مَجنونانِ ...) متى 8: 28
                            يقول هامش ترجمة الآباء اليسوعيين ص140: ”بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها فى الآية“.
                            ويحدد مفسرو إنجيل متى (التفسير الحديث للكتاب المقدس) ص174، والمشرف عليه الدكتور القس منيس عبد النور ولفيف من الدكاترة والقساوسة إن: قرية جرجسة تبعد عن البحيرة 50 كيلومترًا. ”والجدريين ربما تكون الكلمة الأصلية فى إنجيل متى“. أى إن المفسرين لا يثقون تمامًا أن ما كتب عند متى هو من وحى الله. وهذا ما اعترفوا به فى هامش هذه الصفحة فقالوا: ”إن كلمة جرجسيين أُدخلت غالبًا بواسطة أوريجانوس لأنه لا جدرا ولا المدينة الرومانية جراسا كانتا على شاطىء البحيرة“.

                            ويقول التفسير الحديث لإنجيل لوقا ص159-160: ”"كورة الجدريين" ، وهى تمثل لنا مشكلة، أن جرجسة تبعد أربعين ميلاً جنوب شرقى البحيرة [أى حوالى 64.374 كيلومترات]، ويسميها متى البشير كورة الجدريين [هذا يُخالف ما جاء فى متى عند فاندايك، حيث أتت جرجسيين]، لكن جدرة تبعد ستة أميال [أى 9.656 كم] وتفصلها منحدرات اليرموك. والبشائر الثلاثة المتشابهة بها هذه الاختلافات، بل وبها أيضًا اختلاف ثالث "كورة الجرجسيين".ويفضل العلامة أوريجون [أوريجانوس] هذا الإسم الأخير، وهو يرى أن الاسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدًا. ويعتقد أن الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكتبة لم يكونوا يعرفون بلدة "جرجسة" الصغيرة ولذلك أبدلوها بأسماء يعرفونها“.

                            ألا يدل هذا دليل واضح على جهل الكُتَّاب وانهم لا يعرفون فلسطين؟ ألا يدل هذا على أن أعداء هذا الدين الناشىء ورجالهلم خارج فلسطين هم من كتبوا هذه الأسفار؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على تصرفهم من تلقاء أنفسهم فى متن النصوص التى ينقلونها؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على أنهم لم يُوحَ إليهم؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على اعتراف أحد آباء الكنيسة وهو أوريجانوس بعدم قدسية هذا الكتاب؟

                            وفى نفس الوقت يختلف مع متى الإنجيلين مرقس ولوقا: فبينما يحددها متى بكورة الجرجسيين، وأن يسوع شفى اثنين من المجانين: (28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ.) متى 8 : 28

                            ويحددها مرقس بكورة الجدريين، وأن يسوع شفى مجنونًا واحدًا: (1وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ. 2وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ.) مرقس 5: 1-2

                            ويوافق لوقا مرقس: (26وَسَارُوا إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ الَّتِي هِيَ مُقَابِلَ الْجَلِيلِ. 27وَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الأَرْضِ اسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ فِيهِ شَيَاطِينُ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ وَكَانَ لاَ يَلْبَسُ ثَوْباً وَلاَ يُقِيمُ فِي بَيْتٍ بَلْ فِي الْقُبُورِ.) لوقا 8: 26-27


                            4- وكذلك النص الشهير الذى يشير إلى التثليث، وأن هؤلاء الثلاثة واحد، فقد حذفته بعض التراجم بعدما فاحت سيرته، وعلموا على وجه اليقين أنه لا ينتمى إلى النصوص المقدسة، فحذفته بعض التراجم، وعدلت فيه بعض التراجم الأخرى، وأبقت عليه أكثر التراجم شهرة عند الأرثوذكس:
                            تقول ترجمة الفاندايك: (فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.) يوحنا الأولى 5: 7
                            تقول الترجمة العربية المشتركة: (والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ.) يوحنا الأولى 5: 7
                            تقول الترجمة الكاثوليكية: (والَّذينَ يَشهَدونَ ثلاثة يوحنا الأولى 5: 7
                            تقول ترجمة الحياة: (فَإِنَّ هُنَالِكَ ثَلاَثَةَ شُهُودٍ غفِي السَّمَاءِ، الآبُ وَالْكَلِمَةُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ، وَهَؤُلاءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌف.) يوحنا الأولى 5: 7 (هكذا كتبت)
                            تقول الترجمة البولسية: (ومن ثَمَّ، فالشّهودُ ثلاثَة ((...)) يوحنا الأولى 5: 7


                            5- ومن أخطاء لوقا الجغرافية قوله إن يسوع كان يكرز فى اليهودية، وليس فى مجامع الجليل كما أجمعت الأناجيل الأخرى، وكما يتضح من لوقا 5: 1، حيث تقع بحيرة جنيسارت على الجليل وليس فى اليهودية، إلا أن غير الأمناء قد غيروا كلمة (اليهودية) التى جاءت عند لوقا بكلمة (الجليل) فى تراجمة الفاندايك التى تعتدُّ بها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية: (44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 44 (ترجمة الفاندايك عام 1989)
                            لوقا 4: 44 (ومَضى يُـبَشِّرُ في مجامعِ اليهوديَّةِ.) الترجمة العربية المشتركة
                            لوقا 4: 44 (وأَخَذَ يُبَشِّرُ في مَجامِعِ اليَهودِيَّة.) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            لوقا 4: 44 (وكانَ يَطوفُ، مُبشِّرًا في مَجامعِ اليَهوديَّة.) الترجمة البولسية
                            لوقا 4: 44 (وَمَضَى يُبَشِّرُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِيَّةِ.) ترجمة كتاب الحياة
                            وهذا ليس خطأ ترجمة، لأن هذا اسم علم، كما أنها جاءت (اليهودية) فى المجلد السينائى، وهو من أقدم مخطوطات الكتاب المقدس، ويرجع إلى القرن الرابع.
                            (23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ.) متى 4: 23
                            (39فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ الْجَلِيلِ وَيُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ.) مرقس 1: 39

                            والأغرب من ذلك أن الأب متى المسكين اعترف بهذا الخطأ دون أن يلفت الأنظار، فقد غيرها من تلقاء نفسه فى تفسيره لإنجيل لوقا ص220. إلا أنه علق بعد شرحه لهذه الجملة قائلا: (لاحظ أن المسيح لم يكن قد انحدر إلى اليهودية بعد.) وذلك على الرغم من أن نسخة الأرثوذكس المعتمدة تذكرها اليهودية!!

                            ونسأله فلماذا ذكر لوقا إن يسوع ذهب إلى اليهودية وأخذ يكرز هناك؟ لقد صحح الأب متى المسكين ما أخطأ فيه الرب، كما فعلت الترجمات الأخرى!!

                            وإذا نظرت إلى خريطة الكتاب المقدس لوجدت أن المسافة بين الجليل التى تقع فى شمال فلسطين واليهودية التى تقع فى جنوبها حوالى 150 كم، الأمر الذى جعل مؤلفى التفسير الحديث للكتاب المقدس يقولون ص111 من تفسير إنجيل لوقا: (وثمة صعوبة بالنسبة لمجامع اليهودية، لأنه لم يرد ذكر فى أى مكان آخر فى الأناجيل المتشابهة عن جولة تبشيرية كهذه، أى فى «مجامع الجليل» والأصوب ما جاء فى ترجمات أخرى «مجامع اليهودية».). وأعتقد أن المؤلفين قد استبدلوا عن سهو المجمعين، أو كان هذا خطأ المترجم.

                            وبذلك لم يكن لوقا يعرف موقع اليهودية، وبعدها عن الجليل، لذلك بعدما قال إن يسوع كان يكرز فى مجامع اليهودية نجده فى الإصحاح الخامس يجتمع الناس حول يسوع على بحيرة جنيسارت الواقعة فى الجليل، فكيف له أن يكون فى الجليل وهو يكرز فى اليهودية؟ (1وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ كَانَ وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ) لوقا 5: 1

                            وعلى ذلك فأنت أيها الكاتب ترمينا بما تجده فى كتابك. أسأل الله لك الهداية!

                            تعليق


                            • #15
                              الرد على كتاب الإسلام بدون حجاب


                              تغيير خطة الدعوة:

                              يواصل الكاتب تحت عنوان (3- تغيير الخطة) فيقول: (إن خطتهم الجديدة هي محاولة أن يكونوا مقبولين ومنتمين ومشاركين في جميع النشاطات الدينية والاجتماعية والسياسية. لقد أصبحوا مشاركين في النشاطات الحزبية حتى تصبح لهم كلمة في برامج الأحزاب. إنهم يشتركون في حملات الخطابات الموجهة لأعضاء الكونجرس حتى يؤثروا على القوانين التشريعية. إنهم يدخلون في الترشيح للوظائف القيادية بهدف الوصول إلى مراكز السلطة. إنهم يستخدمون قوتهم الإنتخابية للحصول على إمتيازات خاصة. إنهم يحرصون على أن يمثلوا في لجان التعليم حتى يغيروا برامج التعليم لتتمشى مع معتقداتهم.)


                              وأقول له:

                              ألا تعلم أن الإسلام دين ودولة؟ ألا تعلم أن قيصر وما لقيصر لله؟ ألا تعلم أن ملكوت الله هو مملكة الله، إمبراطوريته، دولته، التى لا يحق لبشر أن يحكمها إلا بقوانينه سبحانه تعالى؟
                              ما الذى يعيب ما يفعلون من محاولة الإنتشار بين الناس، ليظهروا الإسلام بأخلاقهم وعملهم؟ هل على المسلم أن يتوارى خلف جدران المساجد، ولا يعرف من الإسلام إلا الدروشة، أو الصلاة والصيام والذكر فقط؟ وهل تفعل المسيحية ذلك؟ إن المسيحية التى ليس بها قوانين أو تشريعات تصلح لإقامة مجتمع أو قبيلة أو حتى أسرة حاولت احتلال العالم وفرض سطوتها على الدنيا، فلماذا تضن بذلك على تشريع لم يترك ثغرة إلا وبين حكمها؟

                              هل من الطبيعى أن يرمى بالمسلمين وعلمائهم إلى داخل السجون أو يقتلوا؟ وإن لم يحكم المسلمون أو يشاركوا فى الحكم، فمن عساه أن يحكم بكتاب الله؟

                              وأسأل ضميرك: هل يصلح الكتاب الذى تقدسه بعهديه أن يحكم العالم اليوم، بكل ما فيه من تعصب أعمى لمن يُخالف تعاليمه، التى تقضى بقتل الشيوخ والأطفال والنساء والأجنة فى بطونها، بل والتصفية العرقية، وتخريب البيئة والتمثيل بالجثث ومنع الطلاق، ومنع تعدد الزوجات؟ بالطبع لا. لقد استحدث العالم قوانين غير هذه القوانين التى يشتمل عليها كتابك، وأعطوها مسميات أخرى، فى الوقت الذى سبقهم الإسلام بهذه القوانين بأكثر من 1400 عامًا. وهذا يعنى أن العالم المسيحى كله يرفض أن يؤمن أن هذه التعاليم ربانية، أو أنها تصلح لكل زمان ولكل مكان.

                              لقد جرب العالم حكم الكتاب الذى تقدسه، فراح فى تخلف لمدة ألف سنة، حتى أدركوا أنه لن تقوم لهم دوله ما، ولن يتقدموا علميًا إلا بالتخلص من حكم هذا الكتاب. لذلك تمسكوا بقول يسوع: (اعط ما لقيصر لقيصر، ما لله لله)، ففصلوا الدين عن الدولة.

                              عزيزى الكاتب: إنه منطق معوج!!

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              17 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              1 مشاهدة
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              23 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              6 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                              ردود 0
                              11 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              يعمل...
                              X