مناظرة مع بابا الفاتيكان حول الدين والعقل

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرة مع بابا الفاتيكان حول الدين والعقل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كنت قد جهزت ردى على بابا الفاتيكان وسلمته للطباعة من أكثر من شهرين مضيا ، وتاخرت المطابع ، إضافة إلى قلة الموارد ، وبالتالى تأخر الرد ، ويرى الناشر أن طباعته فى كتاب تأخر وأن الموضوع قد مات ، مثل موضوع تهجم الدنيمارك على الرسول صلى الله عليه وسلم. وأرى أن أضعه على المنتدى ليستفيد به الكل ، ولننتظر رداً من البابا أو من يمثله بالنيابة أو بالأصالة عن نفسه:

    نص خطاب بابا الفاتيكان:

    ألقى بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر محاضرة في جامعة ريجنسبورج بولاية بافاريا بجنوب ألمانيا إلى أساتذة جامعيين وطلاب اللاهوت فى راتيسبون جنوب ألمانيا ، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 12-9-2006 ، كان عنوانها ”الإيمان والعقل والجامعة .. ذكريات وانعكاسات“، ودار مضمونها حول الخلاف التاريخي والفلسفي بين الإسلام والمسيحية في العلاقة التي يقيمها كل منهما بين الإيمان والعقل.

    ومن هنا كان خطر هذه المحاضرة ، فهو يوجه هذا الكلام الذى ستقرأه بعد قليل لقساوسة ورهبان وأساقفة وكاردينالات ورجال سياسة وحرب، وكل منهم يرأس مجموعة من البشر ، فلك أن تتخيل أن البابا يحشد ما يقرب من 800 مليون كاثوليكى فى العالم لمعاداة الإسلام ، ناهيك عن ملايين أخرى من البشر الذين يأخذون كلام البابا دون فحص أو تمحيص ، أو قد يأيدون البابا مع انتمائهم لطوائف أو أحزاب أو إتجاهات أخرى.

    فأنا أرى أن البابا أطلق بهذا الكلام النفير العام لمحاربة المسلمين والتهجم عليهم وعلى عقائدهم ، وهذا يبعده عن روح المحبة التى ينادى بها كل أتباعه ، ويتنافر مع نقضه لمن لا يُحكِّم عقله ، ويهرع للسلاح بدلاً من الحوار.

    وهذا فعلاً ما حدث ، فقد فجر الزعيم الروحي السابق للكنيسة الأنجيليكية بلندن اللورد كاري أزمة جديدة مع المسلمين في جميع أنحاء العالم، وأعلن تأييده لتصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر المسيئة للإسلام ، وكذلك تحديه لما وصفه ”بالعنف“ في الإسلام. ويعتبر أسقف كانتربري وزعيم هذه الكنيسة الإنجليزية هو أعلى سلطة دينية مسيحية هنا.

    وفي خطاب مستفز للمسلمين قال كاري إنه ينبغي على المسلمين أن يعالجوا ”على وجه السرعة“ مسألة ارتباط الإسلام بالعنف على حد زعمه. وقال في خطابه الذي ألقاه في أحد المعاهد في منطقة بيركشير غربي لندن إنه يرى أن ”الصدام بين الحضارات هو صدام مع الإسلام ككل وليس مع المتطرفين“ فقط .

    http://www.almahdy.net/vb/showthread.php?t=3738

    هذا على الرغم من هجوم بعض الصحفيين ورجال الدين الباحثين عن الحقيقة على البابا ، فقد أورد موقع الجزيرة على شبكة النت بعضاً منها، ففي صحيفة ”دير بوند“ المحايدة كتبت باربارا إنجل تقول ”إن غضب الشارع الإسلامي يعود إلى عاملين اثنين، الأول أن بعض الحكومات والمنظمات تتعمد تحريك مشاعر الناس، والثاني أن الغرب المسيحي يضخم في كثير من الأحيان من الأشياء ويكذب، مثلما فعل الرئيس بوش لإقناع العالم بخطورة ما يصفه بالإرهاب.“

    وتعتقد إنجل أن كلمات البابا كان لها بعد سياسي أكثر مما هي دينية، سيما أن الحديث عن الحكمة والمنطق والعقل يعطي الانطباع بأن البابا لا يقصد فقط أتباعه المتدينين ولكن أيضا الزعماء الأقوياء في العالم، أي بوش وأولمرت وأحمدي نجاد.

    وترى الكاتبة أن استقاء الأمثلة من الإسلام على العلاقة بين الدين والعنف غير موفق، لأن تاريخ المسيحية "يعطينا المزيد من الأمثلة على استخدام الدين كستار للعنف ابتداء من الحروب الصليبية ومرورا بمحاكم التفتيش"، وتؤكد أن "خير مخرج من هذه الأزمة هو اعتذار البابا للمسلمين، ليثبت بأنه يطبق التسامح الذي ينادي به".

    وتحت عنوان (هنا خدع البابا نفسه) كتب ميخائيل ماير في الصحيفة الليبرالية السويسرية ”تاجِس أنتسايجر“ يقول "لم يكن البابا ذكيا عند اختياره للحديث عن الإسلام هذه المقاطع التي لا تتناسب مع مكانته السابقة كأستاذ متخصص في علوم اللاهوت ولا مع منصبه الحالي كرأس الكنيسة الكاثوليكية".

    ثم يتابع إن الغرب أدرك منذ أزمة الرسوم الكاريكاتورية مدى حساسية الدين ورموزه لدى المسلمين، وأنه لا ينبغي استفزازهم أو جرح مشاعرهم.

    ويتساءل ماير "ولكن لماذا فعل البابا عكس ذلك عند زيارته لوطنه الأم؟"، ويجد أن الإجابة هي ببساطة "أن البابا ينظر إلى الكاثوليكية على أنها أعلى من جميع الديانات، ولم يتغير موقفه هذا منذ بدأ سلمه الكهنوتي، وهو يبدو للناس من الخارج رجلا هادئا ولكنه من الداخل من المتشددين".

    ويؤكد أن البابا انتهى به المطاف إلى أن "أصبح لا يرى سوى ظلال دينه، فكان لابد للساسة ورجال الدين أن يذكروه الآن بالحروب الصليبية وكيف تعاملت الكنيسة مع المسلمين واليهود في الأندلس"، لكن النتيجة هي أن "الحوار السلمي بين الأديان قد خرج عن مساره الصحيح بسبب تلك التصريحات البابوية".

    وفى موقع ”عرب تايمز“ على شبكة النت قالت انجريد ماتسون رئيسة الجمعية الإسلامية لشمال أميركا الأربعاء إن انتقادات البابا للإسلام "غير دقيقة وانتهازية". وأوضحت انجريد فى تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن "الربط الواضح بين الإسلام وديانة تقوم على العنف أمر غير دقيق وانتهازي." وأضافت انجريد أن البابا "يستفيد من الظرف السياسى الحالى فى مسعى لتسجيل نقاط دينية" مشددة على أن "الوقت غير ملائم للدخول فى مثل هذه المسابقات، إن هدف القيادات الدينية يجب أن يكون قيادة رعاياهم إلى قيم أفضل وأسمى." وقالت انجريد ماتسون وهى أول امرأة تتولى رئاسة الجمعية الإسلامية لشمال أميركا منذ بداية أيلول- سبتمبر "أشعر بخيبة أمل" إزاء تصريحات البابا. وتضم الجمعية فى عضويتها حوالى 20 ألف عضو فى الولايات المتحدة وكندا كما يتبعها 350 مسجدا ومركزا اسلامياً.

    وأضافت انجريد وهى أستاذة للدراسات الإسلامية فى هارتفورد بولاية كونكتيكت "إذا بدأنا القيام بمقارنة بين العنف الذى ارتكب باسم الكنيسة الكاثوليكية وذلك الذى ارتكب باسم الإسلام فإن هذه المقارنة ستأخذ الكثير من الوقت"، فى اشارة الى محاكم التفتيش التابعة للكنيسة ومعارضة الاصلاح والحروب الصليبية.

    http://www.arabtimes.com/news/EEVlkuVAZpKQsRfbNm.php

    كما بعث الحاخام السفارادي (لليهود الشرقيين) الأكبر في إسرائيل شلومو عمّار برسالة إلى الشيخ يوسف القرضاوي في قطر عبّر فيها عن أسفه على أقوال البابا بنديكتوس السادس عشر حول النبي محمد والإسلام. وأفاد موقع هآرتس الالكتروني الأحد 18-9-2006 أن الحاخام عمار كتب للشيخ القرضاوي أن "طريقنا هي احترام كل ديانة وكل أمة وشعب وفقا لطريقتهم, وحتى عندما يكون هناك صراع بين شعوب لا يتوجب تحويله إلى حرب أديان."

    بدأ البابا المحاضرة باجترار الذكريات التي عايشها أثناء مرحلة الدراسة والعمل بالجامعات الألمانية ومن بينها جامعة ريجنسبورج .. .. ثم انتقل للحديث عن العلاقة بين العقل والعنف في الديانة الإسلامية والخلاف في هذا الصدد بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، واستشهد بهذه المناسبة بكتاب يفترض أنه للإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني (1350-1425) وفي هذا الكتاب الذي يحمل عنوان "حوارات مع مسلم المناظرة السابعة"، وقدمه ونشره في الستينيات عالم اللاهوت الألماني واللبناني الأصل تيودور خوري من جامعة مونستر، يعرض الإمبراطور الحوار المفترض أنه أجراه بين 1394 و1402 مع فارسي مسلم مجهول.

    كما أدان البابا فى تصريحه الذى ألقاه غداة ذكرى تفجيرات 11 سبتمبر 2001 ”الجهاد“ و”اعتناق الدين مروراً بالعنف“ ، وذلك ليُظهر مدى تسامح المسيحية مع المخالفين لها، مقارناً ذلك بالجهاد فى الإسلام، وذلك تبعاً لما كتبته الصحيفة الألمانية ”الفرانكفورتر ألجيماينه تسايتونج“ ، متناسياً محاكم التفتيش ، وحرق الساحرات، وحرق كتب ومكتبات وعلوم كل من أتى بشىء يُخالف تعاليم الكنيسة أو الكتاب الذى تقدسه ، فقد قالت حرفياً: إن ”البابا تطرق إلى مفهوم الجهاد ليُظهر الفارق بين المسيحية والإسلام“.

    وفيما يلي ترجمة عربية من إسلام أون لاين.نت للفقرات الكاملة من محاضرة البابا المتعلقة بهذا المحور (العلاقة بين العقل والعنف في الإسلام والمسيحية)، نقلا عن موقع الفاتيكان الإلكتروني باللغة الألمانية:

    ”تداعت هذه الذكريات إلى ذهني عندما قرأت منذ فترة وجيزة جزءاً من حوار نشره البروفيسور تيودور خوري، من جامعة مونستر، جرى بين الإمبراطور البيزنطي العالم مانويل الثاني ومثقف فارسي حول المسيحية والإسلام وحقيقة كل منهما خلال إقامته بالمعسكر الشتوي بالقرب من أنقره عام 1391.“

    ”يبدو أن هذا الإمبراطور قد سجل هذا الحوار إبان حصار القسطنطينية بين عامي 1394 و1402، ويدل على ذلك أن مناظرته كانت أكثر توسعا من مناظرة محاوره الفارسي“.

    ”الحوار تناول كل ما يتعلق بشرح بنيان العقيدة حسبما ورد بالكتاب المقدس والقرآن، وركز الحوار بصفة خاصة على صورة الرب وصورة الإنسان، أو على العلاقة بين ما نسميه الشرائع الثلاثة أو نظم الحياة الثلاثة، ألا وهي العهد القديم والعهد الجديد والقرآن.“

    ”في هذه المحاضرة لا أريد أن أناقش هذه القضية، ولكن أريد التطرق لنقطة واحدة فقط هامشية نسبياً وشغلتني في كل هذا الحوار وتتعلق بموضوع الإيمان والعقل، وهذه النقطة تمثل نقطة الانطلاق لتأملاتي حول هذا الموضوع.“

    ”ففي جولة الحوار السابعة كما أوردها البروفيسور خوري تناول الإمبراطور موضوع الجهاد، أي الحرب المقدسة. من المؤكد أن الإمبراطور كان على علم بأن الآية 256 من السورة الثانية بالقرآن (سورة البقرة) تقول: لا إكراه في الدين .. إنها من أوائل السور، كما يقول لنا العارفون ، وتعود للحقبة التي لم يكن لمحمد فيها سلطة ويخضع لتهديدات. ولكن الإمبراطور من المؤكد أيضا أنه كان على دراية بما ورد، في مرحلة لاحقة، في القرآن حول الحرب المقدسة.“

    ”وبدون أن يتوقف على التفاصيل، مثل الفرق في معاملة (الإسلام) للمؤمنين وأهل الكتاب والكفار، طرح الإمبراطور على نحو مفاجئ على محاروه (...) السؤال المركزي بالنسبة لنا عن العلاقة بين الدين والعنف بصورة عامة. فقال: أرني شيئا جديدا أتى به محمد، فلن تجد إلا ما هو شرير ولا إنساني، مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف.“

    ”الإمبراطور يفسر بعد ذلك بالتفصيل لماذا يعتبر نشر الدين عن طريق العنف أمرا منافيا للعقل. فعنف كهذا يتعارض مع طبيعة الله وطبيعة الروح. فالرب لا يحب الدم، والعمل بشكل غير عقلاني مخالف لطبيعة الله، والإيمان هو ثمرة الروح وليس الجسد؛ لذا من يريد حمل أحد على الإيمان يجب أن يكون قادرا على التحدث بشكل جيد والتفكير بشكل سليم وليس على العنف والتهديد .. لإقناع روح عاقلة لا نحتاج إلى ذراع أو سلاح ولا أي وسيلة يمكن أن تهدد أحدا بالقتل.“

    ”الجملة الفاصلة في هذه المحاججة ضد نشر الدين بالعنف هي: العمل بشكل مناف للعقل مناف لطبيعة الرب، وقد علق المحرر تيودور خوري على هذه الجملة بالقول: بالنسبة للإمبراطور وهو بيزنطي تعلم من الفلسفة الإغريقية، هذه المقولة واضحة. في المقابل، بالنسبة للعقيدة الإسلامية، الرب ليست مشيئته مطلقة وإرادته ليست مرتبطة بأي من مقولاتنا ولا حتى بالعقل.“

    ”ويستشهد (تيودور) خوري في هذا الشأن بكتاب للعالم الفرنسي المتخصص في الدراسات الإسلامية (روجيه) ارنالديز (توفي في إبريل الماضي) الذي قال إن ابن حزم (الفقيه الذي عاش في القرنين العاشر والحادي عشر) ذهب في تفسيره إلى حد القول إن الله ليس لزاما عليه أن يتمسك حتى بكلمته، ولا شيء يلزمه على أن يطلعنا على الحقيقة. ويمكن للإنسان إذا رغب أن يعبد الأوثان.“

    ”من هذه النقطة يكون الطريق الفاصل بين فهم طبيعة الله وبين التحقيق المتعمق للدين الذي يتحدانا اليوم. فهل من الفكر اليوناني فقط أن نعتقد أنه أمر مناف للعقل مخالفة طبيعة الله أم أن هذا أمر مفهوم من تلقائه وبصورة دائمة؟ أعتقد أنه ، من هذه الوجهة ، هناك تناغم عميق ملحوظ بين ما هو إغريقي وبين ما ورد في الكتاب المقدس من تأسيس للإيمان بالرب. أول آية في سفر التكوين، وهي أول آية في الكتاب المقدس ككل استخدمها يوحنا في بداية إنجيله قائلا: في البدء كانت الكلمة. هذه هي الكلمة التي كان الإمبراطور يحتاجها: الرب يتحاور بالكلمة، والكلمة هي عقل وكلمة في نفس الوقت. العقل القابل للخلق ويمكن تناقله، شريطة أن يظل رشدا. يوحنا أهدانا بذلك الكلمة الخاتمة لمفهوم الرب في الكتاب المقدس. ففي البدء كانت الكلمة والكلمة هي الرب. الالتقاء بين الرسالة التي نقلها الكتاب المقدس وبين الفكر الإغريقي لم يكن وليد صدفة. فرؤيا بولس المقدس (...) الذي نظر في وجه مقدونياً وسمعه يدعوه: تعال وساعدنا – هذه الرؤية يجب أن تفسر على أنها تكثيف للتلاقي بين العقيدة التي يشتمل عليها الكتاب المقدس وبين السؤال اليوناني.“

    ”اليوم نعرف أن الترجمة اليونانية للعهد القديم بالإسكندرية (المعروفة باسم السبتواجنتا) أي الترجمة السبعينية، لم تكن مجرد ترجمة للنص العبري فقط بل إنها خطوة هامة في تاريخ الوحي الإلهي، التي أدت إلى انتشار المسيحية.“

    ”كان هناك تلاق بين الإيمان والعقل، بين التنوير الحقيقي والدين. مانويل الثاني كان يمكنه القول، من خلال الإحساس بطبيعة الإيمان المسيحي، وفي الوقت نفسه بطبيعة الفكر اليوناني الذي اختلط بالعقيدة وامتزج بها، من لا يتحاور بالكلمة فإنه يعارض طبيعة الرب.“

    ”هنا يمكن ملاحظة أنه في نهايات العصر الوسيط ظهرت اتجاهات في التفسير الديني تجاوزت التركيبة اليونانية والمسيحية. فتميزت مواقف تقترب مما قاله ابن حزم وتتأسس على صورة تعسف الرب الذي لا يرتبط بحقيقة أو بخير.“

    ”الاستعلاء، الذي هو الطبيعة المخالفة للرب، تجاوزت المدى لدرجة أن رشدنا وفهمنا للحقيقة والخير لم يعد المرآة الحقيقية للرب، وتظل إمكانياتها غير المحدودة مخفية وغير متاحة لنا إلى الأبد. في مقابل ذلك تمسك الاعتقاد الكنسي بحقيقة أنه يوجد بيننا وبين الرب وبين روح الخلق الأبدية وبين عقلنا تطابق.“

    ”وختاماً فرغم كل السرور الذي نرى به الإمكانيات الجديدة التي أدخلها الإنسان، نرى أيضاً التهديدات التي تتنامى من هذه الإمكانيات. ويجب أن نسأل أنفسنا كيف يمكن أن نسيطر عليها. ولن يمكننا ذلك إلا إذا تلاقى العقل والإيمان بصورة جديدة. ومن خلال ذلك فقط يمكننا أن نكون مؤهلين لحوار حقيقي بين الحضارات والأديان الذي نحن في أمس الحاجة إليه.“

    ”العقل الذي يكون فيه الجانب الرباني أصم ، والدين الذى ينتمي إلى الثقافات الثانوية هو عقل غير صالح لحوار الحضارات. وقد قال مانويل الثاني إنه ليس من العقل ألا يكون التحاور بالكلمة؛ لأن ذلك سيكون معارضا لطبيعة الرب، قال ذلك من خلال منظوره لصورة الرب المسيحية، لمحاوره الفارسي.. بهذه الكلمات وبهذا البعد من العقل ندعو لحوار الحضارات مع شركائنا.“

    انتهى خطاب البابا ، والذى نقلته لكم من موقع إسلام أون لاين.نت.

    صدق الله تعالى حيث قال: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} سورة آل عمران (186)

    وقال تعالى: {وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} آل عمران (69-71)

    وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة البقرة (109)

    خرج علينا بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر الذى يترأس الكنيسة الكاثوليكية فى محاضرته التى ألقاها فى ألمانيا بجامعة ريجنسبرج بتصريحات مسيئة للإسلام ، تنم فى الحقيقة عن افتقاره للحكمة كرجل سياسى ، وجهله بالدين الإسلامى كرجل دين، جعل الحوار بين الأديان احدى أولويات بابويته ، أو تجهيله لمستمعيه، أو تقريره لأحقاد رجال الدين فى العصور الوسطى، ربما لشحذ همم الأوربيين لكره الإسلام والمسلمين ، أو الحصول على تأييد منهم لممارسات الغرب الإرهابية فى كل الدول الإسلامية ، وخاصة فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان والشيشان.

    ويُظهر مشاعر كره هذا البابا وسوء فهمه للإسلام التصريح الذى أدلى به عام 2004 عندما كان كبير علماء اللاهوت فى الفاتيكان ، فقد أعرب فيه عن مناهضته لانضمام تركيا للإتحاد الأوروبى فقط لأنها دولة مسلمة.

    وفى الحقيقة لم يحدث هذا بصورة عفوية منه ، بل عن حقد دفين على الإسلام، يؤكد ذلك أن هذا الموضوع وهو التوفيق بين (العلم والدين) أو (العقل والعقيدة) من الموضوعات المفضلة إليه قديما وحديثاً. أى إنه من الموضوعات ، التى ينبغى أن يكون قد قتلها بحثاً. وقد صُدم فيه كل مثقف من المسلمين وغيرهم وفى علمه الضحل بتاريخ الإسلام والمسلمين.

    ويتضح حقده هذا فى تعمُّده اقتباس ما قاله القيصر البيزنطى إيمانويل الثانى فى القرن الرابع عشر، دون أن يرد عليه أو يعلق برفضه لكلامه على أساس من العلم، الذى ينبغى أن يكون البابا قد ألم به، نتيجة أبحاثه فى هذا الموضوع، كما أغفل رد المسلم المناظر، الأمر الذى يشعر معه القارىء بتعمده تجهيل وتضليل من يسمع له. وأتمنى أن يكون كل من سمع له فى ألمانيا وفى العالم كله قد فهم هذا ، وإلا لكانت الكارثة محققة. حيث يقود أعمى أناس ربطت أعينها لكى لا ترى ، وتركته يقودهم إلى الظلام الذى يتخبط هو فيه.

    لذلك لم يستشهد مثلاً بما قاله القيصر الألمانى جليوم الثانى قبل أقل من قرن واحد، بدلاً من أن يذهب سبعة قرون إلى الوراء ليصل للقيصر البيزنطى إيمانويل الثانى. كما أغفل ما قاله غيره من العلماء والفلاسفة الألمان عن الإسلام.

    وعلى الرغم من كل هذا يخرج علينا المتحدث باسم الفاتيكان ليقول تصريحاً لا يقبله العقل، ولا أعرف هل هذه العقول هى التى تدير شئون الكاثوليك فى العالم، أم أنهم يستجهلون المسلمين، ويسيئون الظن بهم وبعقولهم. فقد قال فدريكو لومباردى: "من الواضح أن نية البابا هى تشجيع موقف من الاحترام والحوار تجاه الأديان والثقافات الأخرى ، ومن الواضح أن ذلك يشمل الإسلام".

    ما هذا الهراء؟ وهل تعتقد أن السباب والإتهام دون علم سيجعلكم تكسبون فى ساحة الحوار؟ إن هذا ربما يتم فى حلبة المصارعة الحرة ، حيث يخرج علينا المصارع الهزيل بعبارات تملأها الثقة، ويُلوِّح بالنصر ، ليكسب تأييد زائف من أناس ، تصب عليه لعناتها عند هزيمته هزيمة لا يُسمع له صوت بعدها. فأنتم الذين تهربون من المناظرات ، ويا ليت بابا الفاتيكان يقبل مناظرة المسلمين فى أى من عقائده التى يؤمن بها ، ويدعو العالم إليها!

    وأوضح لك عزيزى البابا: أن للحوار أدابه وقواعده كما تعلم ، فمتى التزم بها المتحاورون ، كان الحوار مثمراً وبنّاءً ، وإلا فإنه سيفتح أبواباً من الجدل العقيم ، وإثارة الأحقاد الدفينة ، والضغائن القديمة ، الأمر الذى لا يفيد قضية الحوار ، بل ربما أتى بنقيض ما أريد بها.

    فلك عزيزى البابا أن تكفر بالله ورسوله كما تشاء، وأن تُسىء الظن، وألا تُحسن فهم الإسلام ورسالته كما يحلو لك ، ولك أن تسجد للأقانيم ، وتماثيل يسوع ومريم وغيرهم، فهذا شأنك، فلا إكراه فى الدين، لأن حسابك فى تلك القضية عند الله، أما أن يُحوَّل هذا الكفر إلى سباب وأكاذيب ، فهذا ليس من باب أحبوا أعداءكم ، وهو مخالفة صريحة لدينك وللعقل، الذى تدعى أنه هو ميزان المسيحية الوحيد ، ويُخالف منطق الحوار الذى تُطالب به ، وترفع لواءه. فأنت بذلك تحيد عن الموضوعية ، وتُغلق باب الحوار قبل أن تفتحه ، كما لو كان لسان حالك يتمنى ألا يُفتح حوار مع المسلمين ، ربما لخوفك من افتضاح تاريخ المسيحية الأسود على البشرية ، وربما لخوفك من اتساع رقعة هروب الكاثوليك من هذا الدين أكثر ، لبعده عن العقل والمنطق ، وربما لإيمانك بقوة الإسلام الروحية، وتأثيره على نفوس البشر.

    وأسألك عزيزى بابا الفاتيكان: هل قرأت ما نشره العالم الطبيب الفرنسى موريس بوكاى عن الإسلام ورسوله  فى كتابه (التوراة والإنجيل والعلم الحديث)؟

    وأسألك: هل قرأت ما قاله المؤرخ الأوروبى "جيمس ميتشنر" عن الرسول  فى مقال تحت عنوان "الشخصية الخارقة"؟

    وأسألك: هل قرأت ما قاله الروائى الروسى والفيلسوف الكبير تولستوى عن الإسلام ورسوله  فى مقال له بعنوان "من هو محمد؟"؟ إنه يقول: (إن محمداً هو مؤسس ورسول، كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنسانى خدمة جليلة، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق ، .. .. ومنعها من سفك الدماء ، وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقى والمدنية، وهو عمل عظيم لا يقدم عليه إلا شخص أوتى قوة ، ورجل مثله جدير بالاحترام والإجلال).

    ويقف المفكر لورد هدلى مندهشاً عند معاملة النبى  للأسرى من المشركين فى معركة بدر الكبرى ، مُلاحظاً فيها ذروة الأخلاق السمحة والمعاملة الطيبة الكريمة ، ثم يتساءل: "أفلا يدل هذا على أن محمداً لم يكن متصفاً بالقسوة ولا متعطشاً للدماء؟ كما يقول خصومه ، بل كان دائماً يعمل على حقن الدماء جهد المستطاع ، وقد خضعت له جزيرة العرب من أقصاها ، إلى أقصاها ، وجاءه وفد نجران اليمنيون بقيادة البطريق ، ولم يحاول قط أن يكرههم على اعتناق الإسلام ، فلا إكراه فى الدين ، بل أمَّنَهم على أموالهم وأرواحهم ، وأمر ألا يتعرض لهم أحد فى معتقداتهم وطقوسهم الدينية).

    ويقول الفيلسوف الفرنسى (وولتر): (إن السنن التى أتى بها النبى محمد كانت كلها قاهرة للنفس ومهذبة لها ، وجمالها جَلَبَ للدين المحمدى غاية الإعجاب ومنتهى الإجلال، ولهذا أسلمت شعوب عديدة من أمم الأرض ، حتى زنوج أواسط أفريقيا، وسكان جزر المحيط الهندى). اقرأها مرة أخرى عزيزى البابا!

    ويقول الفيلسوف والكاتب الإنجليزى المعروف برنارد شو: (إن أوروبا الآن ابتدأت تحس بحكمة محمد، وبدأت تعيش دينه، كما أنها ستبرىء العقيدة الإسلامية مما اتهمها بها من أراجيف رجال أوروبا فى العصور الوسطى).

    ولا أريد أن أنقل لك كل ما قاله عظماء المفكرين والفلاسفة فى العالم من أمثال الفيلسوف توماس كارليل فى القرن التاسع عشر ، والمستشرق الأمريكى إدوارد رمسى ، والفيلسوف والشاعر الفرنسى لامارتين ، والعالم الألمانى رودى بارت ، والأستاذ بالسربون إدوارد بروى ، ومارسيل بوازار ، وآرنولد توينبى المؤرخ البريطانى المعاصر، وول ديورانت ، وجوستاف لوبون ، وجورج برنارد شو ، وفولتير، ومايكل هارت، والمستشرق الإيطالى مايكل أنجلو أغناطيوس، والدكتورة الألمانية زيجريد هونكه ، وكارل بروكمان ، والشاعر الأديب الألمانى جوته ، وآينشتاين ، وجان جاك روسو ، وغيرهم الكثيرون. ويُرجع فى ذلك إلى كتاب (الرسول فى عيون غربية منصفة) وكتاب (الإسلام فى عيون غربية)

    فأين أنت أيها البابا من هذه الشهادات التى أثبت العلم والتاريخ صحتها، ولم تُثبت أنت عكسها إلا إدعاءً وتطاولاً دون تبيان؟

    وإذا كنت لم تقرأ هذه الشهادات وتُكذبها بتوثيق تاريخى وعلمى ، فألا تدل قراءاتك لمن يسبون الإسلام ويتحاملون عليه أنك تؤيدهم فيما يذهبون إليه دون علم؟ ألا يدل هذا على تعصبك ضد الإسلام؟ ألا ينفى هذا القداسة التى يعتقدها الناس فيك؟ ألا ينفى هذا بُعد الروح القدس عنك ، وهى المرشدة صاحبها إلى الخير والتقى الأمر الذى يهز ثقة أتباعك أنك ممثل الرب على الأرض؟

    وربما يظن القارىء أنه ليس من السهل تجهيل الأوروبى ، لأنه إنسان قارىء ومثقف. فى الحقيقة لقد جانب الصواب من يظن ذلك. فهم أناس يقرأ القليلون منهم الكتب المتخصصة ، والأقل منهم من يهتم بالدين أو يقرأ فيه، ويقرأ الكثيرون القصص والروايات بمختلف اتجاهاتها.

    لذلك كان من السهل جداً تجهيلهم وتضليلهم فقط عن طريق وسائل الإعلام ، ويستحضرنى حديث امرأة سويسرية ، قالت لى: "لا يمكنك أن تتخيل مدى الرعب الذى يجتاحنا فى أوروبا من أن يحكمنا مسلم". وسألتها لماذا؟ فقالت لى: ألا تعلم أن المسلم لا يتورَّع ولا يتردد عن قتل أى مسيحى؟ فسألتها عن مصدر هذه المعلومات، فقالت لى: إن هذه الحقيقة معروفة للكل ، فهى تُعد من الحقائق لدينا.

    فقلت لها: أى إنك قرأت هذا فى الصحف السويسرية ، وسمعتِها فى وسائل الإعلام الأوروبية ، وربما درستٍها فى المدرسة. فقالت لى: نعم. فقلت لها: ألا تلاحظين أن كل وسائل الإعلام هذه طرف غير محايد فى الموضوع. فمن مصلحتهم أن يشوهوا الإسلام ، لتظلوا أسرى هذا الدين ، تشعرون معه أنه دين الأمن والسلام والمحبة. وبدأ يتطرق بنا الحديث إلى عدة موضوعات عن أقوال القرآن عن الحرب والأسرى ، وأقوال الرسول  عن القتال ، وما دوافع القتال لدى المسلم ، والتطبيقات العملية لذلك من المسلمين من وقت أن فتح عمرو بن العاص مصر.

    وقد بُهتت المرأة مما سمعت ، وخاصة أنها تعلم أن دينها انتشر بالإرهاب ، وأن تحديد أسماء الكتب المقدسة داخل كتابها (القانون) فُرضَ بالقوة، وتم تثبيته بالسلاح.

    وكان هذا هو نفس تصرف الملك فيصل رحمه الله تعالى فى رده على العالم الطبيب موريس بوكاى قبل أن يسلم ، فقال رداً على عدم إعجابه بالقرآن، واعتقاده أنه ليس منزلاً من عند الله، أنه لم يقرأ القرآن باللغة التى نزل بها، ولكنه أخذها عن مترجم، قد يُخطىء، وقد يُصيب، والمشكلة أنه اعتقد أنه معصوم وصدق ما قرأه له. فكانت نقطة تحول للطبيب الباحث عن الحق، كثَّف بعدها دراسته للغة العربية، وقرأ القرآن بلغته التى نزل بها ، وهداه الله للإسلام.

    وعلى ذلك فجريمة تغريب الغرب والشرق عن الحقائق ليست وليدة اليوم ، بل هى استمرار للنيل من الإسلام ، واستكمالاً لسلب ثروات المسلمين ، تحت أى مسمَّى كان. فقد كذب البابا جرجورى السابع المنحدر من عائلة يهودية وسمَّى المسلمين كفرة ، وطالب بالحرب ضدهم. وبالفعل قامت الحروب الصليبية بعده بمائة سنة على يد باباوات كذبة أيضاً منهم أوربان الثانى وأيولوسولت الثانى وهم أيضاً من اليهود الذين ادعوا التنصُّر، وادعوا أن المسلمين يمنعون المسيحيين من الصلاة فى بيت المقدس ، بينما الحقيقة التى أعلنوها فيما بعد هى أنهم أرادوا الإستيلاء على الأراضى التى تفيض لبناً وعسلاً.

    هذا وقد تباينت التصريحات وردود الفعل المختلفة بين مطالب البابا بالإعتذار ، وبين مطالبه بسحب كلامه ، أو توضيح مراده ، إن لم يقصد الإساءة إلى الإسلام والمسلمين. ومنهم من طالبه بقراءة القرآن والسنة والتاريخ الإسلامى من مصادره ، ومنهم من اتهمه بالجهل بالدين الإسلامى ، أو بالتعصب الأعمى للمسيحية ، ومنهم من اتهمه صراحة أنه يقوم بتعبئة الرأى العام الأوروبى ضد الإسلام والمسلمين ، بانحيازه إلى الصهيونية العالمية ، والتى يمثلها أيضاً الرئيس الأمريكى بوش.

    فأصدر مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا ، والذى يقع مركزه الرئيسى في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية ، بياناً يحتوي على إجابات على الملاحظات التي أبداها البابا بشأن قضايا عقيدية في الإسلام. قال فيه:

    إنه "ورغم كل مشاعر الغضب والاستياء التي تجتاح العالم الإسلامي عامة وتجتاح مشاعر أعضاء المجمع وخبرائه خاصة بمناسبة هذه التصريحات الفجة ، إلا أننا سننطلق من أدب الإسلام في مجادلة المخالفين، ونستصحب قوله تعالى في محكم آياته: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} سورة العنكبوت (46) ، وسنتوجه بكلمة هادئة إلى البابا بنديكت السادس عشر وإلى العالم من ورائه راجين أن يكون فيها إقامة للحجة وتبرئة للذمة".

    في البداية وصف بيان مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا تصريحات البابا بأنها "تنم عن ذهول أو جحود لأبسط الحقائق الإسلامية، الأمر الذي لا يليق برجل في مثل سنه ومكانته اللاهوتية، فهو الذي شارف الثمانين من عمره، وأنفق حياته بأسرها في الدراسات اللاهوتية، وتبوأ منصب الأستاذية بالجامعة، وأسس بها علم الأديان، وتدرج في المناصب اللاهوتية حتى تبوأ منصب البابوية منذ ما يزيد على عام".

    ثم تناول البيان بالتفنيد الشرعي ما أثاره البابا حول طلاقة المشيئة الإلهية، والثبات والتطور في مدلول كلمات الله، والعلاقة بين الاسلام والعقل، ومفهوم الجهاد في الاسلام، والجديد الذي جاء به محمد . ثم أجاب عما إذا كان يمكن اعتبار ما صدر عن البابا من قبيل الزلة العارضة.

    وفى الحقيقة المتتبع لتصاريح البابا السابقة والحالية ليقف متعجباً من مواقفه، فتارة تجده يصرح بأنه يحترم الإسلام، فى الوقت الذى يرميه فيه بالتعصب المقيت، وإذا حاولت أن تجمع بين التصريحين لن تتمكن من ذلك سبيلا.

    إلا أن البابا لم يكتف بهذه التصريحات ، بل أعلن أسفه لغباء المسلمين وسوء فهمهم لكلماته الواضحة المعنى. فأساء إلى المسلمين مرة أخرى ، بدلاً من أن يعتذر لهم ، ولو بإعلانه أن هذا هو ما يفهمه بالفعل عن الإسلام ، ويعد المسلمين بدراسة دينهم وتاريخهم دراسة متأنية ، ليعلن لهم الحقيقة التى توصل إليها.

    ولو كان الأمر بيدى لطالبته بالإعتذار للشعوب المنكوبة من جراء حروب الصهيونية والدول الإستعمارية التى يؤيد البابا إرهابهم للآمنين ، ولو بعدم توجيه أى اتهام لهم.

    ولو كان الأمر بيدى لطالبته بالإعتذار لشعوب الدول المسيحية المسالمين لعدم توضيح الإعلام أو الفاتيكان حقائق الأمور المتعلقة بالدين وعقيدة المسلمين ، أو الكتاب الذى يقدسه البابا، ويدعو إليه الفاتيكان، وينفق فى سبيله مليارات الدولارات التى يدفعها المساكين من دافعى الضرائب والمتبرعون ، ليتهجم البابا باسم إله المحبة على إله المحبة وعلى عقيدة مسالمة ، ولا ترفع السيف إلا فى وجه كل معتدٍ: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}سورة البقرة (190)، وتسالم من يطلب السلام: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} سورة الأنفال (61)

    ولو كان الأمر بيدى لطالبته بالإعتذار لكل فرد فى العالم لأن تصريحه سوف يُعبىء الرأى العام العالمى ضد الإسلام والمسلمين، الأمر الذى سوف يؤدى إلى تصارع وحروب العديد من الطوائف ، وفى النهاية سوف تنتهى بحرب صليبية ثامنة.

    ولو كان الأمر بيدى لطالبته بالإعتذار لله حيث يصدق الكتاب الذى يقول عن الرب إنه بات مخموراً: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65

    ولو كان الأمر بيدى لطالبته بالإعتذار لله على ما نسبوه له من أنه يأمر بالفحشاء والمنكر ، فقد أمر موسى ـ كما يدعون ـ بسرقة ذهب ومنسوجات المصريين عند خروجهم من مصر ، (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22 وكذلك أيضاً (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ)تكوين12: 35-36

    كما يدعون أن الرب أمر نبيه هوشع بالزنى، والزواج من زانية وإنجاب أولاد من الزنى: (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».) هوشع 1: 2 ؛ (1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ) هوشع 3: 1

    فى الحقيقة فالبابا مُطالب بالإعتذار دون إنقطاع ، فاسألوا الله له الهداية!

    لقد فهم المسلمون كلامه كما أراده البابا والدليل على ذلك أنه لم يستجب لمستشاريه ، الذين لفتوا نظره لخطورة كلامه هذا ، قبل أن يُلقيه ، ودليل آخر على أن كلامه قد فهمه المسلمون كيفما أراده البابا أن صحيفة النيويورك تايمز أدانت تصريحات البابا فى افتتاحية عددها الصادر يوم السبت 16 سبتمبر 2006 ، مطالبة البابا بوجوب اعتذاره قائلة: ”إن العالم يستمع باهتمام لكلمات أى بابا .. وإنه من الخطير والمؤلم أن ينشر أحد ما الألم سواء عامداً أو غير مكترث .. إن البابا بحاجة إلى أن يقدم اعتذاراً عميقاً ومقنعاً ليبين أن الكلمات يمكن أيضاً أن تشفى الجراح“.

    ونأخذ نحن أيضاً على الجريدة أنها على الرغم من اتهامها للبابا بالقسوة فى خطابه، إلا إنها تؤكد بصورة مستترة كلامه ، وتتمنى لو أن البابا قد عالج هذه الجراح بالكلمات اللينة.

    كما أدانت الكاتبة باربارا إنجل فى صحيفة ”دير بوند“ المحايدة حديث البابا، واعتبرته غير موفق ، وتؤكد أن "خير مخرج من هذه الأزمة هو اعتذار البابا للمسلمين، ليثبت بأنه يطبق التسامح الذي ينادي به".

    وتحت عنوان (هنا خدع البابا نفسه) كتب ميخائيل ماير في الصحيفة الليبرالية السويسرية ”تاجِس أنتسايجر“ يقول "لم يكن البابا ذكيا عند اختياره للحديث عن الإسلام هذه المقاطع التي لا تتناسب مع مكانته السابقة كأستاذ متخصص في علوم اللاهوت ولا مع منصبه الحالي كرأس الكنيسة الكاثوليكية" ، ويؤكد أن نتيجة تصريح البابا هذا هي أن "الحوار السلمي بين الأديان قد خرج عن مساره الصحيح بسبب تلك التصريحات البابوية".

    وقالت انجريد ماتسون رئيسة الجمعية الإسلامية لشمال أميركا الأربعاء وفى موقع ”عرب تايمز“ على شبكة النت إن انتقادات البابا للإسلام "غير دقيقة وانتهازية". وأوضحت انجريد فى تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية قائلة: "أشعر بخيبة أمل" إزاء تصريحات البابا.

    كما قال الحاخام السفارادي (لليهود الشرقيين) الأكبر في إسرائيل شلومو عمّار فى رسالة إلى الشيخ يوسف القرضاوي معبراً عن أسفه لحديث البابا: إن "طريقنا هي احترام كل ديانة وكل أمة وشعب وفقا لطريقتهم, وحتى عندما يكون هناك صراع بين شعوب لا يتوجب تحويله إلى حرب أديان."

    كما دعا الرئيس الفرنسى جاك شيراك لعدم الخلط بين الإسلام والتطرف.

    لذلك عبَّر العديد من المسئولين بالفاتيكان ، طالبوا بعدم الكشف عن هوياتهم ، عن قلقهم قبل أن يلقى البابا خطابه الذى كتبه بنفسه كما ذكرت جريدة (الشرق الأوسط) بموقع النبأ على شبكة النت. ”وقال المسؤولون إنه كان هناك قلق قبل أن يلقي الخطاب من ناحية رد الفعل بين المسلمين والكيفية التي تصور وسائل الإعلام بها الفقرات ذات العلاقة بالإسلام. وقال المسؤولون إن ذلك القلق وصل إلى الحلقة العليا للقيادة، ولكن من غير الواضح ما إذا كان قد وصل إلى البابا.“







    تعريف بالبابا بنديكت السادس عشر

    هو أستاذ اللاهوت السابق ، وبابا الكاثوليك حالياً ، اسمه الأصلى جوزيف آلويس راتسينجر ، ولد لأسرة ريفية تعيش في ظروف متواضعة أثناء الإحتفالات بعيد الفصح، أى يوم 16-4-1927م لعائلة ألمانية كاثوليكية تتمسك بتعاليم دينها، في منطقة بافاريا، الواقعة بحنوب ألمانيا ، والتى تنتشر فيها الكاثوليكية انتشاراً كبيراً ، ويفخر راتسينجر أنه تمَّ تعميده يوم ميلاده ب ”ماء عيد الفصح“.

    أعرب جوزيف عن رغبته في أن يصبح قسيساً عندما بلغ السادسة عشرة من عمره ، مثل عمّ أبيه جورج راتسينجر، الذي كان قسيساً وعضواً في مجلس الرايخ الألماني آنذاك، كما كان أخوه جورج راتسينجر قسيساً أيضاً. وخدم فى الجيش النازى ، فكان عمله إنشاء حواجز ضدّ الدبابات في النمسا، الواقعة جنوبى بافاريا، وذلك حتى الأيّام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وكان منذ عام 1941م من "شبيبة هتلر".

    كما تذكر الصفحة الرسمية بعبارة واحدة أنّ راتسينجر "طُلب في الشهور الأخيرة من الحرب العالمية الثانية لخدمة سلاح الدفاع الجوي"، ولا تذكر أنّه كان قبل تلك الفترة ـ أي منذ كان في الرابعة عشرة من عمره ـ عضوا فيما سمّي "شبيبة هتلر" وأنّه قام بعدد من المهامّ آنذاك، ولكنّ مصادر كنسية أخرى تشير إلى أنّ جميع طلبةِ معاهدَ متميّزةٍ بعينها، كمعهد "سانت ميشائيل" الذي انتسب إليه جوزيف راتسينجر، كانوا يُضمّون قسرا إلى تلك المنظمة الشبابية، لضمان انضباطهم.

    وتذكر الصفحة الشبكية أنّه عايش كيف اعتدى النازيون على أحد القساوسة بالضرب، مؤكّدة عداء النازية للكنيسة الكاثوليكية، ومتجاوزة ما يقال عنها في تلك الحقبة وما يُنشر من شبهات حول سكوتها عن النازية أو حتى التعاون معها، وهذا ما ارتبط تاريخياً باسم البابا بيوس الثاني عشر (شغل المنصب من 1939 حتى وفاته 1958م).

    كما بلغ على المستوى العلمي التخصّصي في علم الأديان (الكاثوليكي) وفي المناصب الكنسية، ما لم يبلغه سواه من معاصريه، وما جعل اختياره متوقّعا، بل لم تستغرق عملية الاختيار مدة طويلة عندما نقارن 28 ساعة مع ما استغرقته فى الماضى. ففي القرون الماضية استمرت لأسابيع أو لشهور بل وتوفي بعض الكرادلة أثناء المجمع، وفي احدى المرات استغرق أحد المجامع ثلاث سنوات.

    لكن ماذا يعنى انتخاب البابا بنديكت السادس عشر وراء أبواب مغلقة لمدة 28 ساعة؟ هل يعنى هذا أن انتخابه كان انتخابا سياسياً؟

    فى الحقيقة لا يمكن إلغاء العامل السياسي كليّا، ولكن لا ريب أنّ الوصول إلى منصب البابوية في روما لا يتحقّق إلاّ لمن بلغ في منزلته الكنسية أعلى الرتب، وهذا ما يسري على بنديكت أيضا ، الذى بلغ الثامنة والسبعين من عمره عند اختياره ، وهو يجيد الألمانية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية والأسبانية واللاتينية، كما يقرأ اللغتين الإغريقية والعبرية.

    وفي سائر الأحوال فإنّ هذه الفترة ـ رغم كونها محدودة الأثر على حياته ـ لم تمنع من انتشار الانزعاج في الأوساط اليهودية بسبب اختياره، إلى درجة قول بعض المسؤولين الإسرائيليين "اليوم خرج دخان أسود من مبنى الفاتيكان"، في إشارة ذات مغزى إلى الدخان الأبيض الذي يطلقه المسؤولون في الفاتيكان، عندما يتمّ الاتفاق وراء الأبواب المغلقة على اسم البابا الكاثوليكي الجديد، ومضى الموقف الحكومي الإسرائيلي الرسمي إلى الإشارة لخلفيته التاريخية بلهجة دبلوماسية تنطوي على مطالبته بسياسة محدّدة، عبر القول إنّ "هذا البابا الجديد سيكون بخلفيّته مثل سلفه تماما، صوتا قويا ضدّ العداء للسامية بكافة أشكال ظهوره".

    لذلك خاطب اليهود فى أول قداس أشرف عليه بعد انتخابه أواخر أبريل 2005م بقوله (الإخوة الأعزاء) وأفاض عليهم بكلمات تملأها المودة والإعزاز، ولم يذكر المسلمين بكلمة ، ربما حفاظاً على مشاعر اليهود أيضاً ، الذين يمقتون الإسلام والمسلمين.

    وربما كان هذا هو الذى جعله يقع تحت ضغط اللوبى اليهودى فيخطب ودهم ، سواء بإدانة النازية ، واعترافه بالمحارق الهتلرية لليهود ، أو بإذاعة تصريحات تتهم الإسلام بالتطرف ، وتوحد الأوربيين ضد الإسلام والمسلمين.

    لذلك زار البابا بنديكت المعبد اليهودى فى ألمانيا ، وبعد ما حيا البابا الجميع بالعبرانية ، تفقد مشاركة قيادة الرابطة اليهودية صالة ذكرى المحرقة النازية داخل المعبد ، وذلك بحضور وزير الداخلية الألمانى وقادة أحزاب ألمانيا. ووصفها البابا بأنها جريمة لا توصف ولم تكن تخطر بالبال مسبقاً.

    وأضاف قائلاً: إننى أحنى رأسى أمام الذين عانوا من (جرائم النازية) التى لا يمكن وصفها، والأحداث الرهيبة فى ذلك الوقت، ويتعين علينا أن نوقظ ضمائرنا، وننهى الصراعات ، ونتحرك نحو السلام.

    وأكد البابا أن زيارته للكنيس اليهودى يعنى خطوة فى نهج تحسين العلاقات والصداقة مع اليهود ، الذى سلكه سلفه البابا الراحل يوحنا بولس الثانى.

    وقد قام راتسينجر فى شبابه بدراسة الفلسفة واللاهوت (علم الأديان الكاثوليكي)، في ميونيخ، وقبل حصوله على الدكتوراة عام 1953م بعامين تمّ تعيينه "قسيسا"، وكانت رسالة الدكتوراة التي كتبها حول "شعب الإله وبيته في تعاليم أوجوستينوس الكنسية".

    ويُذكر أنّه لم يكن من أنصار "توما الأكويني" الذي توفي عام 1274م، ويعتبر من أوائل المجدّدين الكنسيين عبر محاولته التوفيق بين التعاليم الكنسية وفلسفة "أرسطو" العقلانية، متأثرا بما نُقل عن الفيلسوف العربي ابن رشد، أمّا أوجوستينوس الذي توفي عام 430م، فيعتبر أشهر مراجع التعاليم الكنسية إطلاقا، ويمكن ذكر ثلاثة إنجازات كبرى له، ذات علاقة باقتناعات البابا الكاثوليكي الحالي:

    1- ترسيخ ما عُرف بالدوجما الكنسية، أي الإملاءات العقدية الكنسية، فما تقوله الكنيسة هو "الدين" ويجب أن يطاع، وإن تناقض مع العقل، والكنيسة هي "البشر" الذين يبلغون إرادة الله لسواهم (فقد استخدم الخالق مخلوقه الإنسان وأوحى إليه لينطق بكلمته إلى العالم) وفق مقولة تُنسب إلى بنديكت السادس عشر، والإنجيل (كلمة الله التي أوصلها عبر المجتمع الإنساني) ويوجد (منطق داخلي يحكم الإنجيل المسيحي يجيز له ويتطلب أيضا تعديله وتطبيقه بحسب الأوضاع الجديدة).

    وبهذا فالبابا على اقتناع تام أنه المندوب السامى الإلهى على الأرض ، وما يحله أو يحرمه ، فعلى أتباع الكنيسة أن يؤمنوا أن هذا الذى يفعله البابا هو من عند الرب. لأن هذا هو الدين ، وعن طريقه يخلد المرء فى الجنة بعد موته: (فما تقوله الكنيسة هو "الدين" ويجب أن يطاع، وإن تناقض مع العقل). كما يُعطى لنفسه وكنيسته الحق فى تغيير الإنجيل و(تعديله وتطبيقه بحسب الأوضاع الجديدة)

    والجدير بالذكر أن من أهمّ القضايا العقدية التي تستحوذ على اهتمام البابا بنديكت السادس عشر قضية العلاقة بين العقل والإيمان، والتي كانت موضوع محاضرته المختلف إليها بسبب إساءته للإسلام فيها، عبر القول بوجود تناقض بينه وبين العقل والعلم.

    2- تثبيت الأسلوب الكنسي في معاملة من يرفض الطاعة، وينكر ـ أو حتى يشكّك في ـ ما تقول به الكنيسة الكاثوليكية على صعيد العقيدة، فيُتّهم آنذاك بالهرطقة، وقد حدّد أوجوستينوس لمعاملته درجات متتالية، تبدأ بمحاولة الإقناع، ثمّ ممارسة الشدّة باعتدال، ثمّ العقاب والنفي، وتنتهي إلى الإعدام.

    وإن دلَّ هذا فيدل على القسر فى اعتناق الكاثوليكية ، وإلا الخراب والدمار يقفان له بالمرصاد. وقد طبّقت الكنيسة ذلك زهاء تسعة قرون عندما امتلكت السلطة مع القياصرة أو بمفردها.

    3- بعد خلافات كنسية حادّة استمرّت ثلاثة قرون من قبل، كان أوجستينوس هو الذي أقرّ صياغة عقيدة التثليث التي تبنّتها الكنيسة من بعد، ومحورها قوله "المسيح إله إنسان وإنسان إله في وقت واحد"، وأضيف لاحقا عليها اعتبار الروح القدس هو الأقنوم الإلهيّ الثالث، واستمرّت الخلافات الكنسية على التفاصيل بضعة قرون أخرى، وهي في مقدّمة أسباب تعدّد الكنائس المسيحية، كما أنّها من بين أسباب أخرى من وراء ما وقع من حروب دينية طاحنة آنذاك، كحرب المائة عام وحرب الثلاثين عاما وغيرها، وهو ما يذكّر بدوره بحديث بنديكت السادس عشر في المحاضرة المشار إليها عن مسألة العنف، وتناقضه مع الدين. وستجد فى كل ما نسبه بنديكت للإسلام ، هو ما يُشين تاريخ المسيحية ، وارتباطها الأزلى بالعنف والتخلص من المخالفين. لذلك ينطبق عليه المثل القائل: (رمتنى بدائها وانسلت).

    وممّا يشير أيضا إلى ارتباط فكر البابا الكاثوليكي بتعاليم أوجستينوس أنّه بعد حصوله على درجة الأستاذية عام 1957م، انتُدب لتدريس فرع "الإملاءات العقدية الكنسية" وفرع "الدين الأصولي"، ولاحقا "تاريخ الإملاءات العقدية الكنسية" وغير ذلك في عدد من كليّات علم اللاهوت الكنسي في الجامعات الألمانية.

    حصل راتسينجر على الدكتوراة عام 1953م في العلوم الدينية، وعلى درجة الأستاذية عام 1957م في فرع "أسس علم الأديان"، وبدأ بالتدريس في العام التالي، لما يُسمّى الإملاءات العقدية الكنسية وتاريخها، وفي عام 1959م بدأ التدريس في جامعة بون بمحاضرة عنوانها ”إله الإيمان وإله الفلسفة“، وفى عام 1969م في جامعة ريجينسبورج (وهي الجامعة التي ألقى فيها محاضرته يوم 12/9/2006م، التي تضمّنت الإساءة إلى الإسلام) وفي عام 1977م أصبح كبيرَ الأساقفة في المدينة نفسها، وبعد شهر واحد تمّ تعيينه برتبة "كاردينال"، وفي تلك الفترة كان لقاؤه الأول مع سلفه يوحنا بولس الثاني، قبل أن يصل الأخير إلى كرسي البابوية في روما بفترة وجيزة.

    وفي الفترة التي جمعت بين دراسته الجامعية ومناصبه الكنسية، بدأت اتجاهاته الكنسية بالظهور، ومن بينها التأكيد أنّ على البابا الكاثوليكي أن يأخذ في قراراته الحاسمة مجموع الكنيسة في الاعتبار، منتقدا الانفراد والمركزية في اتخاذ القرار الكنسي. ولكنّ "إصلاح الكنيسة" باتجاهٍ "ديمقراطي" لم يستمرّ طويلا، بل اضمحلّ نسبياً في مواقفه وكتاباته لاحقا، ويعلّل هو ذلك بتأثره بمصادماته سابقا مع أنصار ما يسمّى "ثورة الطلبة"، وأصبح في هذه الأثناء يُصنّف بين "المحافظين" في نطاق الكنيسة، والمقصود بهذا التصنيف في الدرجة الأولى مواقفه على الصعيد الاجتماعي أي رفضه المطلق لتمييع موقف الكنيسة في قضايا العلاقات الجنسية، لا سيّما ما انتشر من تقنين الشذوذ في كثير من البلدان الغربية في هذه الأثناء، بالإضافة إلى رفضه انخراط النساء في المراتب الكنسية الكاثوليكية العليا.

  • #2
    وكان لإنجازاته العلمية دورها في لفت الأنظار إليه، ليعمل خبيرا لدى رئاسة أسقفية كولونيا، ومؤتمر الأساقفة الألمان، واللجنة العالمية للشؤون الدينية، كما أصدر مع علماء دين آخرين مجلة "كومنيو" عام 1972م، وفي 25-3-1977م عيّنه البابا بولص السادس في رتبة كبير أساقفة ميونيخ وفرايزينج، وكلاهما في ولاية بافاريا التي ولد ونشأ فيها، والتي تنتشر فيها الكاثوليكية انتشارا واسعا على النقيض من ولايات أخرى تنتشر فيها البروتستانتية في ألمانيا، التي شهدت ميلاد المذهب البروتستانتي فيما اعتبر ثورة "التنوير" الأولى على الكنيسة الكاثوليكية في أواخر القرون الوسطى الأوروبية.

    وبعد شهرين فقط جرى تنصيبه (في عام 1977م نفسه) في مرتبة كاردينال، وبدأت أبواب الفاتيكان تُفتح له على أوسع نطاق، فكان من المشاركين في اختيار البابا يوحنا بولص الثاني عام 1978م، وبدأ يؤدّي سلسلة من المهام الكبرى داخل الفاتيكان، بدءاً بتعيينه مبعوثاً خاصاً للمؤتمر الدولي الثالث للماريولوجية - وهي الجزء المخصّص عن مريم البتول في فرع الإملاءات العقدية الكنسية - مروراً برئاسة العديد من المؤتمرات واللجان التابعة للفاتيكان.

    في فترة وجود "الكاردينال راتسينجر" في الفاتيكان بات يوصف باليد اليمنى للبابا يوحنا بولس الثاني، ومن أسباب ذلك مسئوليته عمّا يسمّى "مجمع شئون الإيمان"، وهو الاسم الذي اختير لمجمع كان يحمل سابقاً المسئولية عن تثبيت تهمة الهرطقة على مَن تقرّر الكنيسة محاكمتهم. وعزّزت تلك الفترة الجانب "العقلاني" في قناعات راتسينجر الذاتية، وارتبط باسمه إصدار الكنيسة عام 1998م قرارا بفتح الملفّات الوثائقية القديمة عن تاريخ المحاكمات التي أودت في القرون الوسطى بحياة العديد من العلماء والمعارضين.

    وراتسينجر الذي يرأس إدارة الفاتيكان التي عرفت في يوم من الأيام باسم محكمة الإيمان يبلغ اليوم (2006) من العمر 79 عامًا، ومعروف بوجهات نظره المؤثرة، وعرف بلقب داعم البابا، كما توجه إليه دائمًا اتهامات بأنه يحاول إسكات المنشقين عن الفاتيكان.

    ويعدّد بعض المصادر 17 منصباً رئيسياً له منها قبل استلامه كرسي البابوية، من أهمّها مسؤوليته عن لجنة شؤون الإيمان، التي تعتبر في محور صياغة القضايا العقدية وفق الرؤية الكاثوليكية، وعضوية "سكرتارية الفاتيكان للعلاقات مع الدول الأخرى"، فضلا عن عضويته الفخرية في "الأكاديمية البابوية للعلوم"، تقديرا لإنجازاته التي كان من أشهرها في بداية حياته العلمية كتاب "مدخل إلى المسيحية" من عام 1968م، ومن أشهرها "الإملاءات العقدية الكنسية والدعوة"، بينما كانت أوّل وثيقة كنسية أصدرها بعد تسلمه منصب البابوية بعنوان "الإله هو المحبة".

    اعتلى راتسينجر الذى يُعرف بأنه المحامي العقائدي للفاتيكان طوال 23 عاماً كرسي البابوية يوم 19-4-2005م، ليواجه عددا من المهامّ المقترنة بالتساؤلات عمّا ستكون عليه سياسة الكنيسة في عهده، بعد أن اكتسبت صبغةً جديدة وحركةً دائبة في عهد سلفه يوحنا بولس الثاني، الذي بقي في كرسي البابوية أكثر من ربع قرن. وأهمّها ثلاثة:

    1- إنعاش القيم الكنسية في السياسات الرسمية على حساب العلمانية بعد انتشار ظاهرة "التديّن" الشعبي عالميا.

    2- التعامل مع تبعات حملة الهيمنة الأمريكية وعسكرتها عالميا، والمقترنة بتصوّرات "الصهيونية المسيحية"، والعداء للإسلام تخصيصا.

    3- مركزية موقع الكنيسة الكاثوليكية في روما (وكان من أوائل قراراته إلغاء كلمة "الرومي" من لقب البابا الكاثوليكي الرومي)، وبالتالي مركزية دورها على خارطة الطوائف والمذاهب المسيحية وخارطة الحوار مع "الآخر" عقديا وثقافيا.

    وبذلك كان على ألمانيا والألمان الانتظار 482 عاما بعد البابا الكاثوليكي هادريان السادس، قبل أن يقع الاختيار مجددا على رجل كنسي ألماني الأصل، لاعتلاء كرسي بابوية الكنيسة الكاثوليكية في روما ورئاسة دولة الفاتيكان في 16/4/2005م، وليحمل منذ ذلك اليوم اسم بندكت، أو بندكتوس (ومعنى الكلمة: مبارك) السادس عشر.

    هذا ويُعانى البابا من من أمراض في القلب والحساسية وعلة في النَفَس تجعله يشعر بالتعب سريعًا.

    البابا المحافظ والسياسى:

    يُعرف عن البابا شدّة اعتراضه على جميع ما شهدته البلدان الغربية من تطوّرات جديدة، تبيح الشذوذ الجنسي، وتَعتبر المعاشرة بين ما يوصف بالمثليين جنسيا مشروعة، وتشرّع لذلك القوانين، بما في ذلك "حقّ الزواج المدني"، ولم يكن ذلك دون أثر سياسي، ومن ذلك مثلا أنّ توقيت تأكيده لهذا الموقف جاء مع طرح مسألة الإجهاض في معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2004م، ممّا ساهم في سقوط جون كيري آنذاك.

    وهذا يجعل البعض يرى فى محاضرة البابا أنه يريد تعبئة عامة للأوربيين ضد الإسلام والمسلمين ، ربما إنقاذاً للأمريكان من المأزق الذى رموا أنفسهم فيه فى العراق، وربما تمهيداً ، أو التعبئة العامة لخوض حرب عالمية ضد إيران ، تحت مسمَّى مكافحة الإرهاب.

    وهذا أيضاً بعض ما يجلب على بنديكت شبهة تلاقيه مع أفكار المحافظين الجدد، من حيث إعادة المسيحية إلى مركز الثقل في صناعة القرار السياسي، فهو تلاقٍ بمنظور كاثوليكي بغض النظر عن منظورهم "الصهيوني المسيحي".

    ويؤخذ عليه بهذا الصدد عدم اتخاذه موقفا حاسما في الاعتراض على الحروب "الوقائية وغير الوقائية" الجارية، وذلك على النقيض من سلفه، ورغم كثرة حديثه عن أنّ الحرب تتناقض مع العقل ، ومن ثمَّ مع الإيمان كما ورد في محاضرته التي تضمنت الإساءة إلى الإسلام، إلى جانب مطالبة المسلمين بإلغاء الجهاد أو ما أسماه "الحرب المقدّسة".

    ويُنتقد أيضا بسبب موقفه من الحرب العدوانية ضدّ لبنان مؤخراً، والتي أثارت معارضة شعبية واسعة النطاق في أوروبا، وقد كان جوابه عندما سئل عن موقفه من مجرى الأحداث تعميميا بصورة ملحوظة، وخاليا من أيّ إدانة، بقوله:

    (ليس لدينا بالطبع سلطة سياسية ولا نريدها، ولكن نناشد المسيحيين وجميع من يشعرون بصورة ما أنّهم مخاطَبون بكلمة الكرسي المقدس ـ يقصد: الكرسي البابوي ـ تعبئة سائر القوى التي تدرك أنّ الحرب هى الحل السيّئ للجميع، بمن في ذلك من يبدو في موقع المنتصر، ونحن في أوروبا نعلم ذلك تماماً من خلال الحربين العالميتين، وما نحتاج إليه جميعاً هو السلام. وتوجد جماعة مسيحية كبيرة في لبنان، ويوجد مسيحيون عرب ومسيحيون في إسرائيل، ويشعر المسيحيون في العالم كافّة بالقلق على هذه البلدان الغالية، نريد تعبئة القوى الأخلاقية التي يكون لديها الاستعداد للاقتناع بضرورة أن نعيش مع بعضنا، وعلى السياسيين أن يجدوا الطرق التي تحقق ذلك بأسرع وقت ممكن وقبل كلّ شيء بصورة دائمة)، وذلك كما ورد نصا في مقابلة إعلامية مستفيضة ونادرة، أجراها معه في مطلع آب / أغسطس 2006م، ممثلو ثلاث محطات تلفازية وإذاعية ألمانية مع ممثل إذاعة الفاتيكان، قبيل زيارته الأخيرة إلى بافاريا في ألمانيا.

    ومن يتعمّق في التأمّل في هذه الكلمات لا يجدها بعيدة كثيرا عمّا كان المسئولون الأمريكيون يطرحونه في ثوب أخلاقي في فترة سعيهم لتأجيل اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار آنذاك.

    بنديكت ذهبى الفم:

    يشمل تشدّد بنديكت الجانب العقدي أيضا، كما يؤخذ من مشاركته مشاركة رئيسية في صياغة وثيقة "تعاليم إلهية" في عهد يوحنا بولص الثاني، والتي نشرت المخاوف من تجدّد سوء العلاقة بين الكاثوليك والبروتستانت، وكذلك مشاركته في صياغة وثيقة بابوية تحظر المناصب الكنسية العليا على النساء. وبهذا الصدد أُطلق على راتسينجر لقب "الفم الذهبي"، في إشارة إلى يوحنا كروزوستوموس، ويعني اسمه بالإغريقية "الفم الذهبي"، وكان مشهورا بتشدّده في الإملاءات العقدية الكنسية.

    كما أنّ في اختياره هو اسم "بنديكت " في كرسي البابوية إشارة إلى تقديره لمؤسس "أديرة الرهبان" بنديكت المتوفى عام 547م، وأحد مشاهير الفلسفة المدارسية الكنسية التي رسّخت تطبيق الإملاءات العقدية في الكاثوليكية آنذاك، كما يُشار بهذا الصدد إلى البابا بنديكت الخامس عشر، المتوفى عام 1922م، الذي اشتهر بمعارضته للحروب بعد الحرب العالمية الأولى، وباستعداده للمصالحة مع فلاسفة الحداثة، بعد ترسيخ العلمانية في أوروبا وتأسيس دولة الفاتيكان في إطار تثبيت دور الكنيسة الديني خارج نطاق الدول الأوروبية.

    وعلى ضوء هذه الخلفية كانت التساؤلات تصدر من مختلف الاتجاهات حول مستقبل الحوار مع الآخر بمنظور الكنيسة الكاثوليكية في روما. وقد قيل الكثير عن موقف بنديكت ، سواء حول الحوار مع أصحاب المذاهب المسيحية غير الكاثوليكية الرومية، أو الديانات الأخرى.

    وكان استقبال المسؤولين عن الكنيستين الكاثوليكية نفسها والبروتستانتية لخبر تنصيب البابا بنديكت مقتصِرا ـ بلهجة مهذبة ـ على الإعراب عن الأمل في أن يدعم الحوار المذهبي كسلفه، فلم يتضمّن التعليق على الحدث مثلا الإعراب عن الثقة بمستقبل الحوار أو التفاؤل به. فإذا كان أقرب الأقربين إليه فى حالة قلق من مواصلته لحوار الأديان ، فهذا يعنى أن تاريخه غير ناصع البياض فى هذا الشأن، أو أن آراءه بشأن الحوار لا تبعث على التفاؤل. الأمر الذى جعل بيرند جورينج، ممثل ما يُسمّى في ألمانيا الكنيسة الشعبية أو الكنيسة من القاعدة، يقول عند تولى البابا كرسى الباباوية "إنّنا نعتبر انتخاب راتسينجر كارثة".

    وكان ممّا يلفت النظر بعد توليه منصبه اهتمامُه الخاص بالحوار أو التقارب مع كنائس بعينها دون سواها، لا سيّما الأورثوذكسية، فبدأ التواصل مع البطاركة الأورثوذكسيين في روسيا وتركيا، وفي هذا الإطار تقرّرت دعوته لزيارة تركيا في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2006م، فهي ممّا يصنّف في التقارب بين الكنيستين وليس بين الكاثوليكية والإسلام. لا سيّما وأن الأورثوذكسية كانت مع الكاثوليكية وحدة واحدة في معظم مراحل الخلافات الكنسية أثناء القرون الأربعة الأولى من تاريخ المسيحية، ولم يبدأ الانفصال ويتطوّر إلى قطيعة، إلاّ بعد أن وصل الخلاف مداه بشأن تفاصيل تعاليم التثليث، مثل اعتبار الروح القدس "أقنوما ثالثا" دون مشورة الأورثوذكسيين مسبقا، ثمّ الخلاف حول موقع ماريا البتول من التثليث، فالخلاف حول الصور والتماثيل.

    وكان غالب ما انتشر من تساؤلات بصدد الحوار منصبّا على ما إذا كان بنديكت السادس عشر سيلتزم بسياسة سلفه، يوحنّا بولص الثاني، الذي رأى في استفحال انتشار العلمانية في الغرب، ثمّ في ظهور تيّار "الصهيونية المسيحية" التي أدخلت العنصر العسكري على خلفيّة دينية في نشر الهيمنة الأمريكية، خطرا على الكاثوليكية وعلى الأديان عموما ، فضاعف جهوده - السابقة لتلك المرحلة - من أجل تعزيز أسباب الحوار على مختلف المستويات، وكانت له مواقف رمزية عديدة في هذا الإطار، منها على سبيل المثال "تقبيله" لنسخة مطبوعة طباعة فاخرة من المصحف الشريف عند إهدائها إليه عام 1999م.

    أمّا بنديكت السادس عشر فيُسجّل له في ميدان الحوار مواقف رمزية من نوع آخر، فقد كان على استعداد للالتقاء مع "الطرف الآخر" في نطاق الديانة المسيحية، مثل الأسقف بيرنارد فيليه رغم طرده من الكنيسة منذ عام 1988م، أو مع عالم الدين الألماني هانس كينج المعروف بنقده للكنيسة الكاثوليكية، أمّا تجاه الإسلام والمسلمين فيلفت النظر لقاؤه السرى مع الكاتبة الإيطالية "أوريانا فالاشي" المعروفة بكتاباتها المتحاملة على الإسلام منذ عشرين عاما على الأقلّ، والمتوفاة يوم 15/9/2006م، وكان اللقاء يوم 27/8/2005م ، والتى كانت ملاحقة من قبل القضاء الإيطالي بتهمة الإساءة إلى المسلمين في بعض كتاباتها.

    وكانت الصحافية البالغة من العمر 75 عاما والمقيمة في الولايات المتحدة حيث تتلقى علاجا من إصابتها بالسرطان، جددت في 25 حزيران/ يونيو هجماتها على الدين الاسلامي في مقابلة أجرتها معها صحيفة وول ستريت جورنال، وقالت في تلك المقابلة: ”أوروبا لم تعد أوروبا، إنها أوروبا العربية، مستعمرة إسلامية لا يغزوها الإسلام على الصعيد المادي فحسب، بل كذلك بالمعنيين المعنوي والثقافي“.

    على أنّ هذه اللقاءات وأمثالها بقيت -كالدعوات إلى الحوار- في نطاق تبني التعاليم الكاثوليكية واعتبارها هي الحقيقة المطلقة، التي يمكن أن تحتضن الآخرين، وفي نطاق مخاوف بنديكت السادس عشر على الكنيسة الكاثوليكية ومستقبلها، رغم تفاؤله - يوم تنصيبه في باباوية روما - بقوله (الكنيسة حيّة، الكنيسة شابّة).

    ويعبّر عن نظرته الرسمية، مع ما يوحي بالخوف على الكنيسة الكاثوليكية وعن نظرته بالتالي إلى الحوار، كثير ممّا ورد في المقابلة الإعلامية المشار إليها مثل قوله:

    (لقد أعاد البشر هيكلة العالم بأنفسهم، وأصبح من العسير العثور على ما وراءه. ليس هذا إذن خاصّا بألمانيا بل شاملا للعالم بأكمله، ويظهر في العالم الغربي تخصيصا. من جهة أخرى يزداد التماسّ بين الغرب وثقافات أخرى يمثّل التديّن بصيغته الأصلية قوّة فاعلة فيها، مع إحساس بالرعب من انتشار البرود في الغرب تجاه الإله. إنّ وجود هذا العنصر المقدس في ثقافات أخرى يستثير العالم الغربي، يستثيرنا نحن الموجودين في نقطة ملتقى كثير من الثقافات).

    وقد يكون الأقرب إلى تحديد وجهة تحرّكه في الحوار مع البلدان الإسلامية هو العمل على توثيق الروابط مع المسيحيين فيها، وهذا ما يشير إليه في المقابلة نفسها، فعندما سئل عن مستقبل الكنيسة في أوروبا وخارجها كان جوابه:

    (أودّ بعضَ التدقيق أوّلا، فالمسيحية نشأت في الشرق الأدنى كما نعلم، وكانت لها قوّتها هناك في الدرجة الأولى لمدة طويلة، ثمّ انتشرت بعد فترة في آسيا أكثر بكثير ممّا قد يوحي به الوضع الراهن بعد التغيّرات التي أحدثها انتشار الإسلام. ولاحقا أصبح محور الكنيسة تدريجيا في أوروبا، وهنا استطعنا - ونفخر بذلك- تطويرَها لتأخذ شكلها الحضاري والثقافي. ولكن أعتقد بأهمّية التذكير بالمسيحيين في المشرق - وهم لا يزالون أقلية لها أهميتها - فحاليا يوجد خطر تعرّضهم للهجرة. الخطر كبير أن تصبح المنطقة التي كانت منبع المسيحية خالية من المسيحيين، ويجب علينا أن نساعدهم بقوة ليتمكنوا من البقاء).

    والجدير بالذكر أنّ هذا الحديث عن "خطر تهجير المسيحيين" تزامن مع مناقشة مشروع قرار تقدّم به إلى مجلس النواب الأمريكي مايكل ماكول من ولاية تكساس، وخصّصه للمطالبة بإدانة "اضطهاد السلطة الفلسطينية للمسيحيين وتحميلها مسؤولية هجرتهم من الأرض المقدّسة". والجدير بالذكر بالمقابل أيضا أنّ ممثلي الكنائس المسيحية في فلسطين سبقوا سواهم إلى رفض الإساءة الصادرة عن بنديكت السادس عشر للإسلام والمسلمين في محاضرته بألمانيا لاحقا.

    وقد بات معروفا في هذه الأثناء حجم الأزمة التي أثارتها كلمات بنديكت في محاضرة له في جامعة "ريجينسبورج" بألمانيا، نتيجة ما كان فيها من إساءة للإسلام والمسلمين، وبالتالي عن موقع الإسلام من مسألة الحوار بين الأديان في إطار الفكر الذي يحمله البابا الكاثوليكي في روما.

    ويشهد على ذلك شهادة ذات مغزى أنّ الاستشهاد الذي أورده بنديكت السادس عشر على لسان القيصر البيزنطي مانويل بالالويوجوس الثاني (المتوفى عام 1425م) مهاجما فيه الإسلام بافتراءات واضحة، كان قد نقله عن "القرآن. ترجمة وتعليق" بقلم بروفيسور عادل تيودور خوري، اللبناني الأصل، المقيم في ألمانيا، حيث درّس اللاهوت وعمل منذ عشرات السنين في ميداني التبشير والحوار، وقد صدرت آخر نسخة عن الترجمة مع التعليق عليها عام 2005م.

    وفي هذه الأثناء أبدى الخوري البالغ 76 عاما من عمره، استياءه من "اجتزاء" البابا الكاثوليكي لبعض ما أورده في الكتاب، ممّا نشر انطباعا خاطئا، كما تساءل عن سبب امتناعه في "محاضرة علمية" عن الاستشهاد بمصادر إسلامية عند حديثه عن الإسلام، معتبرا ذلك خروجا عن المنهج العلمي.

    بنديكت السادس عشر والإسلام:

    إن من يُطالع تصريحات البابا، يرى تناقضات صارخة فى تصريحاته وتضاربها مع بعضها البعض. ففى الوقت الذى يعتبر فيه الإسلام ديناً بعيداً عن العقل ، يُصرِّح أنه يحترم الإسلام. وفى الوقت الذى يرى أن نبى الإسلام لم يأت إلا بكل سىء إلى الإسلام ، يرى أن الإسلام كثير التنوّع، ولا يمكن حصره فيما بين الإرهاب أو الاعتدال. أى يرى فيه على الأقل شيئاً ما من الإعتدال.

    لقد صدرت عن البابا الكاثوليكي كلمةُ مجاملةٍ عابرة في أثناء لقائه مع قيادات دينية عالمية، عقب تنصيبه على رأس الفاتيكان بأيام، فأعرب فيها عن امتنانه لوجود مَن يمثّل الإسلام بينهم، وتقديره للحوار بين المسلمين والمسيحيين.

    باستثناء ذلك مرّت الشهور التسعة الأولى على وجود جوزيف كاتسينجر في منصب البابا الكاثوليكي باسم بنديكت السادس عشر دون أن يصدر عنه ما يوضّح مواقفه من القضايا الأساسية التي يواجهها مع كنيسته ودولة الفاتيكان، بما في ذلك مسألة الحوار عموما، ومع الإسلام تخصيصا.

    ومعظم ما يُنشر عن توجّهاته يأتي نتيجة دراسات قامت بها جهات أخرى، تستقرئ سياساته البابوية في الفاتيكان من أفكاره ومواقفه قبل حمل هذه المسئولية، وهنا ينبغي التمييز بين:

    1- موقف رسمي يصدر عن مسئول في الكنيسة الكاثوليكية، فلا يخرج به عادة عن الموقف المقرّر من جانبها، بغضّ النظر عن موقفه الشخصي واحتمال تناقضه مع الموقف الرسمي أو تمايزه عنه قليلا أو كثيرا.

    2- موقف ذاتي شخصي، يظهر عادة في أثناء المناقشات أو في مناسبات معينة، فيعبّر عن توجّه قائم بذاته عند صاحبه، يمكن أن يؤثّر على صناعة القرار الكنسي على حسب موقع المسئولية لصاحبه، وهو ما يعني ازدياد تأثيره على صناعة القرار عبر الوصول إلى كرسي البابوية.

    من أبرز الأمثلة على الموقف الرسمي على صعيد التعامل مع الإسلام، صدر عن راتسينجر وهو يشغل المرتبة الثانية في الفاتيكان؛ إذ صرّح بأنّ الإسلام كان لفترة زمنية طويلة متفوّقا على المسيحية في الميادين العلمية والفنية، وقد أعرب بذلك عن ردّ دولة الفاتيكان وكنيستها على مقولة رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلوسكوني، بشأن تفوّق الحضارة الغربية، والتي أثارت ضجّة في حينه، وصدرت في حمئة الحملة التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش ضدّ الإسلام والمسلمين، عقب تفجيرات نيويورك وواشنطون، إلى درجة قوله في وصفها إنّها "حرب صليبية".

    ومن الأمثلة الأخرى قول راتسينجر في مقابلة صحفية: "إنّ الإسلام كثير التنوّع، ولا يمكن حصره فيما بين الإرهاب أو الاعتدال".

    بغضّ النظر عن الاقتناع الذاتي كانت مواقف راتسينجر العلنية آنذاك تمثّل الاتجاه الذي قرّرته الكنيسة الكاثوليكية لنفسها في عهد يوحنا بولس الثاني، وهو ما تضمّن معارضة الحملات العسكرية الأمريكية ونشر الهيمنة الأمريكية من خلالها عالميا، بحجّة "الحرب ضدّ الإرهاب"، وفي تلك الفترة بالذات، أي في السنوات الثلاث الأولى عقب تفجيرات نيويورك وواشنطن، تبنّت الكنيسة في روما الدعوة إلى حوار الأديان، الإبراهيمية على وجه التخصيص، بعد أن بقي التعامل مع الإسلام ضمن إطار حوار الأديان عموما.

    أمّا عن الموقف الشخصي الذاتي، المعبّر بالتالي عن رؤية ذاتية واقتناع داخلى للبابا تجاه الإسلام، فهو واضح من تصريحاته القليلة التى تناول فيها الإسلام. فقد كتب دانييل بايبس في "نيويورك صن" يوم 17-1-2006م، نقلا عن القسيس جوزيف ديسيو، الذي شارك مع البابا -الجديد آنذاك نسبيا- في ندوة كنسية حول الإسلام في سبتمبر 2005م ويقول إنّه لم يشهده في ندوات مشابهة (تعقد بإدارته منذ 1977م)، يدخل في النقاش ولكن بصورة هادئة وبعد الاستماع إلى الآخرين، أمّا في تلك الندوة فقد اعترض اعتراضاً سريعاً ومباشراً على فكرة "قابلية الإسلام للتطوّر" التي طُرحت في الندوة نقلاً عن وجهة نظر أحد علماء باكستان المسلمين؛ إذ قال بنديكت السادس عشر معترضا من بداية النقاش، ما مؤدّاه "إنّ كلمة الله عند المسلمين كلمة أبدية كما هي، غير قابلة للتلاؤم مع المستجدّات أو التأويل، وهذا فارق أساسي مع المسيحية واليهودية، فكلمة الله عندهما أوكلت إلى البشر، وأوكل إليهم أن تتعدّل لتتلاءم مع المستجدّات".

    وهذا اعتراف من البابا أن القرآن قد حفظه الله، ويقدسه المسلمون، وأن ما يسمونه الكتاب المقدس يتم تعديله ليتلاءم مع المستجدات ، وفيه إشارة أخرى إلى أن الكتاب المقدس لا ينفع كدستور للحياة ، وعلى القائمين على المسيحية القيام بتعديلات فيه ليواكب العصر. ولو أن هذا لا يعنى أنه يعتقد أن القرآن صالح لكل زمان ومكان.

    ولتصحيح هذا التصور المغلوط يقول مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا: إن كلمات الله منها المحكم القطعي ، ومنها المتشابه الظني ، ولله في ذلك كله الحكمة البالغة، ولوشاء الله عز وجل أن يجعل كلماته جميعا على نحو لا يحتمل في الفهم إلا معنى واحدا ما أعجزه ذلك، ولكنه جعل منها القواطع التي تمثل الشرع المحكم الذي تجتمع عليه كلمة المسلمين ويمثل مبنى دينهم، وجعل منها المتشابهات التي تمثل دائرة المرونة والتوسعة في هذه الملة ، حتى لا تحبس الأمة في اجتهاد واحد أو في تفسير واحد، وبهذا يجمع مدلول كلمة الله بين الثبات والتطور، وبين القطعي والظني، وبين المحكم والمتشابه، ولهذا استوعبت شريعة الإسلام ما لا يحصى وما لا يتناهي من الوقائع والأحداث، وبينت أحكام الله بشأنها.

    وأوضح البيان أن المكتبة الإسلامية ذخرت بمئات الألوف من الذخائر الفقهية التي حوت نفائس الاجتهادات ودقائق الاستنباطات، واستوعبت حاجات الإنسان على مدى الزمان وعلى مدى المكان، فلم تضق بجديد ولم تصادر فطرة، ولم تقمع حاجة بشرية حقيقية، ولم تعنت أحدا من البشر، ولا يزال فقهاؤنا يتحدثون عن تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان ، وعن المصلحة ودروها في استنباط الأحكام ، وعن الضرورات وفقهها، والحاجات وتنزيلها منزلة الضرورات في إباحة المحظورات في منظومة تشريعية بديعة محكمة ومنضبطة أذهلت العالم كله شرقا وغربا مما لا أظنه يخفى عن رجل في مثل سن البابا وعلمه، ولا تزال المجامع الفقهية المعاصرة تنظر نوازل الأمة ومستجدات حياتها، وتستنبط أحكامها وتقدم الصيغ والبدائل للمعاملات المحرمة في إطار يجمع بين المحافظة على الأصل واستيعاب العصر، فلم تحل حراما مجمعا عليه، ولم تحرم حلالا مجمعا عليه، ولم تبدل شرعا مجمعا عليه، ولم تقدم بين يدي الله ورسوله، فبقي الدين محفوظا من الخلل، وبقيت الأمة ممنوعة من الزلل.

    هل توجد ثوابت إيمانية أو أخلاقية فى المسيحية؟

    لقد اعترف البابا بعدم وجود ثوابت إيمانية أو كتابية لديه ، ويؤكد الواقع الكنسى أنه لا توجد لديهم أيضاً ثوابت أخلاقية ، يدل على ذلك تحليل بعض الكنائس بتزويج الرجال للرجال ، وهو ما يُعرف باسم زواج المثليين. فقد قال: "إنّ كلمة الله عند المسلمين كلمة أبدية كما هي، غير قابلة للتلاؤم مع المستجدّات أو التأويل، وهذا فارق أساسي مع المسيحية واليهودية، فكلمة الله عندهما أوكلت إلى البشر، وأوكل إليهم أن تتعدّل لتتلاءم مع المستجدّات".

    والثبات على مبادىء الدين نفسه غير متوفرة فى المسيحية ، ولا أعلم كيف يغفل البابا عن ذلك ، فهم بطوائفهم المختلفة لم يتفقوا على قانون واحد للكتاب المقدس ، فبينما يؤمن الكاثوليك والأرثوذكس بوجود 73 سفراً فى كتاب الرب المقدس ، يرفض البروتستانت منهم ستة كتب ، ولا يعتبرونها من وحى الله ، وكذلك الأمر بشأن العقيدة ، وبشأن الطقوس الكنسية ، وعدد أسرار الكنيسة.

    ومعنى ذلك أن البابا يتفاخر بأن دينه ليس به ثوابت ربانية، عكس الإسلام. وأن كتابه تغير على مر العصور ليتواكب مع مستجداتها. فعلام الفخر؟ وكيف يُسمِّيه ديناً سماوياً أو كتاباً إلهياً من الأصل؟ فهل هذا يتفق مع العقل الذى يدعو إليه البابا؟ ومعنى ذلك أيضاً أن البابا يُقر أن الرب أعطاه هو ورجال كهنوته أن يشرعوا ويغيروا فى الكتاب الذى ينسبونه للرب ، ليتواكب الكتاب والدين والرب نفسه مع المستجدات التى تطرأ على الساحة! فما دليله على ذلك؟

    وهل أمر الرب بعض الكنائس دون الأخرى بزواج الشواذ من النساء أو من الرجال؟ وهل رجال الكنيسة الكاثوليكية التى تزكم أنوفنا سمعتهم السيئة فى الإعتداء على الأطفال والبنات القُصَّر أيضاً من الموحى إليهم ، والذين يملكون تغيير الدين تبعاً لمستجدات العصر ، أم إن هذا حق للبابا وحده؟

    وإذا كان هذا حقاً للبابا وحده، فهل كان هذا أيضاً حقاً لباباوات الكنيسة السابقين؟

    وأذكرك ببعض أخلاق الباباوات المتدنية ، لترجع إلى رشدك ، وتعترف لرعيتك إذا كان الرب يأمر أمثال هؤلاء بتغيير الدين، أم كان هؤلاء عصابة من البشر أكلت أموال الناس بالباطل ، متخذة من الدين ستاراً ، لتنفيذ أغراضهم الدنيئة:

    فها هو البابا الإسكندر السادس (1492-1503) المنحدر من أسرة يهودية قد صرح فى عام 1498 أمام مجمع الكرادلة بأن سيزار ابن له غير شرعى. أى عن طريق الزنى. فكيف كان رجلاً مقدساً وهو مدنس بالزنى؟

    كما زاد عدد الكرادلة ليحقق مكاسب مادية، منهم واحد فى الحادية عشر، وآخر فى الخامسة عشر، وعين ابنه سيزار كردينالاً، وكان فى الثانية عشر، كما عين ألسندرو فرينزى ، لأن أخته جوليا كانت عشيقة البابا ، وكانت جميلة رائعة سماها أحد الظرفاء (عروس المسيح). كما ولدت له امرأة أخرى سنة 1498 طفلاً اسمه رومانس.

    و(اتخذ له عشيقة اسمها جيلبا فارنيس، وكانت موفورة الجمال، صغيرة السن، اغتصبها من خطيبها ، واحتفظ بها بعد ارتقائه كرسى البابوية.) (موقف الإسلام والكنيسة من العلم ، عبد الله المشوخى ، ص 104)

    كما اتهم بمضاجعة ابنته لكريدسيا ، وقيل إنه نافس أبناءه فى عشقها ، وكان إذا غاب عن روما عهد إليها تصريف أمر البابوية وفض رسائله. فأين العقل فى قداسة هؤلاء الباباوات أو وجود الروح القدس عندهم؟ (مسيحية بلا مسيح ص 279-281)

    وكانت خلافة البابا اينوتشنتو الثامن (الذى اعتلى الكرسى البابوى من 1484 إلى 1492) فاقعة الفساد ، كولاية خلفه زير النساء البابا اسكندر السادس. فقد اشتهر اينوتشنتو الثامن بأنه كان رجل المحسوبية وخراب الذمة ، كما أنه كان أول بابا يعترف علناً بأبنائه غير الشرعيين ، وكان دأبه توسيع أملاك أسرته.) فماذا كان سيفعل غير ذلك لو هذه الروح هى روح الشيطان؟

    وقبل أن يكون يوحنا الثالث والعشرين بابا روما ، كان نائباً عن البابا ، فحكم بولونيا حكم زعماء العصابات المغامرين، وفرض الضرائب على كل شىء، حتى على العاهرات، وأغوى مائتى عذراء وزوجة وأرملة وراهبة. (مسيحية بلا مسيح للدكتور ص 292) فأين هداية الروح القدس؟

    وتقدم مجمع الكرادلة بأربع وخمسين تهمة وجهت لهذا البابا ، وهى تنص على أنه كافر، كاذب، متاجر بالمقدسات والمناصب الكهنوتية، خائن، غادر، فاسق، لص .. وكانت هناك ست عشرة تهمة أخرى استبعدت لشدة قسوتها. (مسيحية بلا مسيح ص 272) فهل استحق هذا الرجل الباباوية بالعقل؟ لا. ولا بالإيمان.

    كما أنه (متهم بأنه سمَّ سلفه ، وأنه باع الوظائف الكنسية ، وأنه كان كافراً ولوطياً.) (معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير ص 70-71)

    أنشأ البابا ليو العاشر (1513-1521) مناصباً جديدة باعها بنحو (11.112.500 دولاراً) ، ومع ذلك كان يقترض من مصارف روما بفائدة 40% ، بسبب إهمال فى إدارة الشئون المالية البابوية ، ورهن ضماناً لهذه القروض صحافه الفضية ، وطنافس جدران قصره ، وجواهره. وقيل إنه التهم أموال ثلاثة باباوات: أمول يوليوس الثانى ، وإيراد ليو ، ودخل من خلفه.(مسيحية بلا مسيح ص 287)

    وكان للبابا يوليوس الثانى (1503-1513) ثلاث بنات غير شرعيات أى من الزنى. فهل هذا كانت عنده الروح القدس؟ ولماذا لم تمنعه من الفجور؟ أين العقل؟

    كما قامر البابا يوليوس الثالث (1550-1555) بمبالغ كبيرة ، ورعى مصارعة الثيران ، التى يستمتع فيها المرء بقتل حيوان أبكم وتعذيبه حتى الموت ، ورقَّى لمناصب الكردينالية تابعاً له يعتنى بنسناسه ، وأعطى روما آخر رشفة من وثنية النهضة. (مسيحية بلا مسيح ص 284 ، 290) فأين النسناس؟ أقصد أين العقل؟

    وكان بيوس الثانى (1458-1464) – قبل أن يصبح بابا – يتنقل بين المناصب الدينية والسياسية ، وبين صدور النساء ، كأنه يقوم بالتدريب على القيام بمهام البابوية وبمهام الحياة الزوجية ، وقد أنجب عدداً من الأبناء غير الشرعيين ، وبرر سلوكه بأنه (ليس أكثر قداسة من داود ولا حكمة من سليمان.) (مسيحية بلا مسيح ص 274)

    وفى عام 1458 عندما أصبح الكردينال بيكو لومينى البابا بيوس الثانى ، طلب من ديتر فون إيزنبورج مبلغ 20.500 جيلدر ، قبل أن يؤيد ترشيحه لمنصب كبير أساقفة ماينز سنة 1459 ، فما كان من ديتر إلا أن رفض بحجة أنه أكثر مما كان يدفع من قبل، فأصدر البابا قراراً بحرمانه من غفران الكنيسة. (مسيحية بلا مسيح ص 300)

    رافق [الكاردينال ردريجو بورجيا] بيوس الثانى إلى أنكونا سنة 1464 ، وهناك أصيب بمرض تناسلى (لأنه لم ينم بمفرده) ، كما يقول الطبيب. ثم عقد حوالى سنة 1466 علاقة نسائية مع فانتساده كاتانى ، وكانت فى الرابعة والعشرين ، متزوجة، وقد هجرها زوجها سنة 1468 ، فولدت لردريجو (الذى أصبح قساً) أربعة أبناء ، نسبوا جميعاً إلى فانتسا على شاهد قبرها ، واعترف بهم ردريجو فى أوقات مختلفة. وقد نجح فى ترقية أبنائه فى المناصب الكنسية ، كما نجح فى الحصول على كرسى البابوية. (مسيحية بلا مسيح ص 278-179)

    تآمر البابا سكتس الرابع (1471-1484) مع آل باتسى على اغتيال لورندسو أثناء القداس الذى سيقام فى الكنيسة الكبرى يوم عيد الفصح سنة 1478. وذهب لورندسو إلى الكنيسة لا يحمل سلاحاً ، ولا يصحب حرساً ، وبينما كان القس يرفع يده بالقربان المقدس ، تم طعن لورندسو فى صدره حتى سقط على الأرض ، وظل المتآمرون يكيلون له طعنات يتلقاها بذراعيه ، حتى أقبل أصدقاؤه ، وفر المتآمرون. (مسيحية بلا مسيح ص 277)

    ناهيك عن بيع صكوك الغفران ، وإرهاب مخالفيهم بقرارات الحرمان ، وكذلك كان رجال الدين من رأس الكنيسة إلى أصغر كاهن يكنزون المال ويقتنون الضياع. فلقد كانت ممارسات رجال الإكليروس للتسرى مشاهدة فى كل مكان، باعتباره شرعاً مقبولاً، كما كان يُتغاضى عن الشذوذ الجنسى، دون أدنى مبالاة.)

    الأمر الذى جعل الناس يتندرون على صكوك الغفران مثل "توماس جسكونى" مدير جامعة أكسفورد ، الذى قال: (لست أبالى كم أرتكب من الذنوب أمام الله ، لأن من السهل علىّ أن أتخلص من كل ذنوبى، ومما يترتب عليها من العقاب، بالمغفرة، وصكوك الغفران التى يمنحنى إياها البابا نظير أربعة بنسات أو ستة ، كأنها أكسبها فى لعبة مع من يمنحنى الغفران.)

    بل أدى التنافس على بيع صكوك الغفران إلى النزول بقيمتها ، نظير بنسين تارة، وجرعة من الخمر تارة، وقد يكون نظير استئجار عاهر، أو ارتكاب جريمة اللواط. (مسيحية بلا مسيح ص 293)

    وكتب مايكونيوس وهو راهب فرنسسكانى تقريراً سنة 1517 يقول فيه عن الراهب الدومينيكانى جوهان تيتزل الذى كان يعمل فى توزيع صكوك الغفران منذ سنة 1500: (إن ما قاله هذا الراهب الجاهل – تيتزل –وبشَّرَ به ، أمر لا يُصدَّق ، لقد أعطى خطابات مختومة ضمنها أن الخطايا التى يعتزم المرء أن يرتكبها سوف تغفر له ، وقال: إن البابا يملك سلطاناً يفوق سلطان الرسل والملائكة والقديسين ، بل يفوق سلطان مريم العذراء نفسها ، لأن هؤلاء جميعاً أتباع المسيح ، أما البابا فإنه ندٌّ للمسيح). (مسيحية بلا مسيح ص 294)

    وقد ذكر لوثر أن تيتزل قال: (إذا حدث المستحيل، واغتصب رجل أم الرب، فإن صك الغفران كفيل بأن يمحو عنه هذا الإثم.) (مسيحية بلا مسيح ص 294)

    كما أورد الأستاذ إبراهيم سليمان الجبهان فى رائعته: معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير ص 70-71):

    (أن البابا (يوحنا الثانى) كان خليعا ماجناً اتهم من قِبَل أربعين أسقفا وسبعة عشر كردينالاً بأنه فسق بعدة نساء ، وأنه قلد مطرانية (طودى) لغلام كان سنه عشرين سنة ، ثم قُتِلَ وهو متلبس بجريمة الزنا مع امرأة ، وكان القاتل له زوجها.)

    (وأن البابا (اينوسنت الرابع) كان متهماً بالرشوة والفساد.)

    (وأن البابا (اكليمنضوس الخامس عشر) كان يجول فى فيينا وليون لجمع المال مع عشيقته.)

    وكان الكاردينال بيتون ثمانية أبناء سفاحاً أى عن طريق الزنى (مسيحية بلا مسيح ص 307)

    * * *

    أما عن المستجدات التى يتفاخر بها البابا أنه يُحدثها فى كتابه ، فمنها حذف نصوص من الكتاب المقدس هى من صُلب العقيدة ، التى طالما حاربت الكنيسة من أجلها ، وراح ضحيتها ملايين البشر. فلك أن تتخيل!! اليوم فقط اكتشفت الكنيسة ضميرها، أو قل تحاكمت إلى العقل ، الذى ظل غائباً مئات السنين، وعلمت أن هذه النصوص غير موجودة فيما يسمونه أصول الكتاب المقدس فحذفتها. ومن هذه المستجدات إلغائهم لنص التثليث برسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 القائلة:

    (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)

    لقد أثبتت الكنيسة دوماً قدسية هذا النص (موضوع تحته خطاً)، ومازالت طبعة الكتاب المقدس فاندايك والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده) يثبتانه.

    وحذفته الترجمة العربية المشتركة وكتاب الحياة ذلك بوضعها بين قوسين معكوفين ، أى أخرجتها من كونها من المتن المقدس إلى كونها شرح لأحد المترجمين ، والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم) ، والترجمة ******ية وقالاها: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ ثَلاَثَةٌ. 8الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ وَهَؤُلاَءِ َالثَّلاَثَةُ مُتَّفِقُون).

    وهناك فرق كبير بين كون الشهود ثلاثة ، وبين كون الثلاثة واحد ، كما تريد الكنيسة أن تُفهم أتباعها. وهناك فرق أيضاً بين كون الروح والماء والدم متفقون ، وبين (هم فى الواحد). فقد أثبت البابا علاقة وطيدة بين العقل والإيمان ، فهل يعرف أنه توجد علاقة أكثر وطادة بين الأخلاق والأمانة والدين؟

    مع الأخذ فى الاعتبار أن ترجمة كتاب الحياة وضعت النص السابع فقط بين قوسين معكوفين ، أى أخرجته من النص المقدس ، ولم تُخرج أيضاً عبارة (وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ) ، وقالت الترجمة المشتركة فى هامشها بعد أن ذكرت النص المحذوف: هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.

    وكما أخرجت نص التثليث هذا ، أخرجت أيضاً نصوصاً أدخلتها الكنيسة للتدليل على تجسد الإله ، منها رسالة يوحنا الأولى 4: 3 القائل:

    (3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهَذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ.)

    وقد أثبتت قداستها ترجمة فاندايك ، وترجمة كتاب الحياة.

    وأثبتت أنها غير مقدسة ولا موحى بها من الله الترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم) والترجمة ******ية والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده) والترجمة المشتركة.

    ومن النصوص التى حذفتها الكنيسة أيضاً نص يوحنا 5: 4 (4لأَنَّ ملاَكاً كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَاناً فِي الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ الْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ.)

    لقد أثبتتها ترجمة فاندايك والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده) على أنها موحى بها من عند الله ، وكذلك ترجمة كتاب الحياة.

    وحذفتها الترجمة ******ية برقمها دون تغيير تسلسل الأرقام بعدها ، أى بعد الرقم (3) جاءت الجملة (5)، وهذا مافعلته أيضاً الترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم).

    أما الترجمة العربية المشتركة. فقد وضعت النصوص من (ينتظرون تحريك الماء إلى نهاية الجملة الرابعة بين قوسين معكوفين وأخرجتهما بذلك من الكتاب المقدس!! وكتبت فى هامشها الآتى: ”ينتظرون تحريك الماء. هذه العبارة وآ4 ، لا ترد فى معظم المخطوطات القديمة“.

    وكما حذفت الكنيسة بعض الجُمل ، حذفت أيضاً بعض الفقرات ، وأخرجتها من دائرة القداسة ، كما أخرجت كتباً بأكملها من دائرة الكتاب المقدس إلى دائرة الكتب التى يُمكن الإطلاع عليها من قبل المتخصصين ، ثم حرمت قراءتها. ومازال هناك اختلاف بيِّن بين الطوائف المختلفة فى عدد هذه الكتب. ففى الوقت الذى يحتوى فيه الكتاب المقدس للأرثوذكس والكاثوليك على 73 كتاباً مقدساً ، رفض البروتستانت الاعتراف بسبعة منهم واكتفوا ب 66 كتاباً.

    لذلك نجد أيضاً أن بعض نسخ الإنجيل غير موجود بها من يوحنا 7: 53 إلى 8: 11 ، لقد أثبتتها ترجمة فاندايك والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده) على أنها موحى بها من عند الله، وكذلك ترجمة كتاب الحياة، والترجمة ******ية، والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم) وترجمة كتاب الحياة.

    وحذفتها الترجمة العربية المشتركة ، وذلك بوضعها بين قوسين معكوفين ، أى أخرجتها من دائرة كلام الله إلى كلام الشيطان الذى أضافها هنا للنص. وعلقت فى هامشها قائلة: “لا نجد 7: 53 – 8: 11 فى المخطوطات القديمة وفى الترجمات السريانية واللاتينية. بعض المخطوطات تجعل هذا المقطع فى نهاية الإنجيل”.

    وفى تقديم الترجمة العربية المشتركة يقول الكتاب: “فى هذه الترجمة استندت اللجنة إلى أفضل النصوص المطبوعة للكتاب المقدس فى اللغتين العبرية واليونانية.” فإذا كانت أفضل النصوص لا تحتوى على هذه الفقرات ، فلماذا تتمسك الكنيسة بها على أنها من وحى الله؟ أين العقل عزيزى البابا؟ (نقلاً عن المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس ـ مكتبة وهبة ، القاهرة)

    وفى تصريح آخر له (ربما كان نفس الإجتماع السابق ذكره) فى اجتماع سرى عُقد فى سبتمبر عام 2005م فى مدينة ”كاستيل جوندولوفو“ الإيطالية بحضور البابا ذكر البابا رأيه فى الإسلام ـ وذلك نقلاً عن أحد الأساقفة (جوزيف فيسيو) ، وهو أمريكى من فلوريدا ـ فقال: إن الإسلام ”بخلاف كل الأديان الأخرى لا يُمكن إصلاحه ، ولذلك فهو لن يتوافق أبداً مع الديمقراطية، لأن حدوث ذلك يقتضى إعادة تفسير جذرية للإسلام ، وهذا مستحيل بسبب طبيعة القرأن نفسه ، وعلاقة المسلمين به“.

    وهذا لا يعنى إلا استخدام العنف والإرهاب مع هذا الدين ، لأنه لا يعرف إلا هذه الوسيلة للتفاهم. ويعنى أيضاً أن محاولة فتح باب الحوار الديمقراطى لتغيير المسلمين (الإرهابيين) لن تجدى ، لأنهم مرتبطين بقرآنهم ، الذى هو أساس الفساد والتخلف الذى هم فيه ، تبعاً لرأيه!!

    وعندما عارضه أحد الأساقفة بأن ذلك مازال ممكنا علق على ذلك بهدوء قائلاً: ”هناك مشكلة أساسية فى هذا الرأى. إن الرؤية التاريخية الإسلامية تؤمن أن الله قد أنزل كلماته على محمد ، وأنها كلمات باقية إلى نهاية الزمان ، وهى ليست كلمات محمد .. وبالمقابل فإن هناك منطق داخلى للإنجيل المسيحى تسمح وتطالبه ان يتغير ويتأقلم مع المواقف المتجددة“.

    وهذا يعنى أن كلمة الله عند المسلمين كلمة أبدية لها قداستها لم تتغير على مر العصور ، وغير قابلة للتلاؤم مع المستجدّات أو التأويل، "وهذا فارق أساسي مع المسيحية واليهودية".

    وأقول له شكراً على صراحتك. ففى الحقيقة هذا التصريح فيه إشارات إلى أن الإسلام لم تتغير جذوره ولا فروعه على مر التاريخ ، وأنه غير قابل للتلاعب به أو تغييره ، كما هو الحال عندكم. بالإضافة طبعاً إلى سوء الفهم ، وسوء التفسير الذى يُلحقه به البابا المثقف.

    والكتاب المقدس كما يؤمن البابا على النقيض من ذلك ، فهو يتم تغييره وأقلمته تبعاً للمواقف المتجددة. الأمر الذى أثبت فيه البابا حفظ الله للقرآن ، وأثبت التحريف والتبديل الذى يقع لكتابه. فكلمة الله عند اليهود والمسيحيين أوكلت إلى البشر، وأوكل الرب إليهم إجراء التعديل المناسب لتتلاءم مع المستجدّات. كما أثبت أن كتابه ليس بكتاب إلهى ، حيث يتطلب كتابه بين الحين والآخر إحداث تجديدات وتغيرات ليتفق مع المواقف المتجددة ويتأقلم معها! فما الفرق بينه وبين أى كتاب آخر؟

    ويقول إندرياس إنجليش، وهو خبير ألماني بشئون الفاتيكان ومختص بشخصية مواطنه الكاردينال، جوزيف راتسينغر، إن البابا الجديد «هو بعكس الراحل الذي كان يجيب بسرعة على مختلف الأسئلة، لأنه يفكر عشر مرات قبل أن يجيب على سؤال بسيط.. إنه رجل يكره الإعلام، ويكره الظهور أمام الناس، وهو ليس بجماهيريّ الهوى، وأنا لا أدري كيف سيتعامل مع عالم متعولم ومعقد ويتطلب منه الحضور السريع والسفر بين القارات» وفق تعبيره.

    وقال إن الكرادلة المحافظين هم من انتخب البابا الجديد «لذلك فإن كل شيء سيبقى كما كان في الفاتيكان، ومن الصعب أن نرى شيئا سيتغيّر، سوى تقليص الميل إلى الحوار مع الآخرين ممن ليسوا بمسيحيين، فالبابا الجديد سيغلق كل شيء، وسيزيل أي محاولات لتعزيز الحوار مع الأديان الأخرى، خصوصا مع الإسلام، مع أنه أكبر لاهوتي عرفه الفاتيكان في القرن العشرين وأوائل الواحد والعشرين، إلى درجة أن البابا الراحل كان يستمع إليه جيدا حين يتحدث، ولم يلحظ عليه أحد أنه اعترضه مرة فيما كان يقول». وهذا التصريح يؤكد أن فهم المسلمين بشأن تصريحات البابا كان سليماً ، وأن البابا هو الذى يُخادعهم أو يستغباهم.

    تعليق


    • #3
      وعلى الصعيد الآخر نجد أن البابا قد أصدر كتاباً عن الإسلام يمتدح فيه الإسلام، فقد أصدر كتاباً بعنوان ”القيم في أوقات الاضطراب“ عن دار النشر ”هيردر“ في فرايبورج بجنوب ألمانيا ، قال فيه: ”إن النهضة الاسلامية لا ترتبط فقط بالثروة المادية، التي ظهرت بالدول الاسلامية في عهد قريب، لكنها أيضا ارتبطت بالوعي، بأن الاسلام ربما يوفر أساساً قوياً وروحياً لحياة الأمم ، التي بدت وكأنها ضاعت في خضم أوروبا القديمة.“ فهل قامت هذه النهضة التى تتكلم عنها بدون عقل؟

      وقال راتسينجر: إن القلق في إطار العالم المسيحي يشبه كثيرا ما يحدث في العالم الإسلامي وإن الاسلام والمسيحية تشتركان في الحث على التسامح. هذا باستثناء حالات تطرف مثلما هو الحال في آراء المتشدد الإسلامي أسامة بن لادن.

      على المسلم نزع ما فى قلبه من حقد على المسيحية:

      ففى الوقت الذى أعرب فيه راتسينجر عن أرضية التسامح المشتركة بين الإسلام والمسيحية ، وعن بالغ انشغاله بتفشي الإرهاب، أكد على ضرورة (نزع المسلمين ما في قلوبهم من حقد، ومواجهة كل مظاهر التعصب، وما يمكن أن يصدر منهم من عنف)، وكان ذلك في مدينة (كولونيا) الألمانية آخر شهر أغسطس أثناء الأيام العالمية للشباب فى لقائه بممثلين عن الجالية المسلمة في أسقفية المدينة.

      وأقول له: فعلام يحقد عليكم المسلم؟ هل على سبكم للرب الذى تعبدونه ووصفه بصفات لا تليق حتى بالبشر؟ أم على سب كتابكم لأنبياء الله؟ أم على التعبيرات الجنسية الفاضحة التى تصرخ بأنها ليست من وحى الله؟ أم على التيه الذى تتخبطون فيه لعدم معرفتكم بكاتب أى كتاب من الكتب التى تنسبونها لله؟ أم على أخلاق الباباوات فى العصور الماضية؟ أم على سوء سمعة رجال الدين والرهبان والراهبات وجرائمهم تجاه البشرية التى تملأ شبكة النت والجرائد اليومية؟ أم على عبادتكم للأوثان وسجودكم للأصنام؟ أم على هروب أتباع كنائسكم فراراً من المسيحية إلى الإسلام؟ أم على ما أنعم الله به عليكم من ثروات أرضية؟! أم على محاكم التفتيش وتعذيبكم لكل مخالف من بنى البشر؟ أم على حرقكم للعلماء ومصادرة العلم؟ أم على تسببكم فى أن تعيش أوروبا فى ظلام الجهل قروناً طويلة؟

      أخبرنى عزيزى البابا: هل حسدكم المسلمون أو حقدوا عليكم وجاءوا بما يُعرف بالحروب الصليبية التى راح ضحيتها الألوف من الرجال والنساء والأطفال ، ليتمتعوا بالأراضى التى تفيض لبناً وعسلاً؟

      هل حسدكم المسلمون وجاءوا ليحتلوا أراضيكم كما فعل الإستعمار الأوروبى فى أفريقيا وغيرها من البلاد؟

      أخبرنى عزيزى البابا: ما هو الذى لديكم ليحقد المسلم عليكم؟ فإذا كنت تعتقد أنه يحقد عليكم بسبب ما تتمتعون به من تقدم صناعى ، فهو يعلم أن هذا التقدم قام على ما سرقه الأوربيون من أبحاث وكتب واختراعات من الشرق وغيره. ويعلم المسلم كما تعلم أنت أنه أصل الحضارة الأوروبية التى قامت فى إسبانيا ، ثم انتقلت بعدها إلى أوروبا. ويعلم أنكم أطفأتم تقدم البشرية ثمانية قرون حكمتم فيها أوروبا بعد قضائكم على مسلمى إسبانيا ، والذين يُقدرون ب (8) مليون مسلم.

      فى الحقيقة فالمسلم يملك حضارة يتفاخر بها إلى أن تقوم الساعة ، ويتعالى بها على اليهودى والمسيحى ، ويملك كتاباً حفظه الله من التغيير والتبديل {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} سورة الحجر (9) ، وهذا ما اعترفت أنت به ، وجعله صالحاً لكل زمان ولكل مكان ، كما يملك رصيداً روحيا وأخلاقياً ستسبب فى حقدكم أنتم عليه.

      فى حين أخبركم ربكم أن هذا الكتاب الذى بين أيديكم ليس كتابه ، وأن الكهنة والكتبة والأنبياء الكذبة حرفوه ، فقال: (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8

      وقال: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5

      وقال: (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16

      وقال: (6رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ, وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ.) حزقيال 13: 6

      وقال: (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً, وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ, قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7

      ولا أجد ما أعبر به عن حالكم غير ما ذكره الله تعالى ، فقد قال: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} سورة البقرة (105)

      وقوله: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا} سورة النساء (54)

      هل قرأت هاتين الآيتين؟ اقرأ ما يكتبه كتابك ، لتعرف من الذى يحقد على من!

      (11تَحْبَلُونَ بِحَشِيشٍ تَلِدُونَ قَشِيشاً. نَفَسُكُمْ نَارٌ تَأْكُلُكُمْ.) إشعياء 33: 11

      (20وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ: [أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، أَأَيْضاً إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟]) ملوك الأول 17: 20 ، أيقول النبى لإلهه (أَسَأْتَ)، فماذا تتقعون أن ينادى غير الأنبياء رموز التقوى إلههم؟

      (53فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ لحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ.) تثنية 28: 53

      (17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) أشعياء 3: 17

      (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ.) صموئيل الثانى 12: 11

      وإذا كنت تؤمن أن نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وأن يعقوب ضرب الرب (تكوين 32: 24-30) ، وأن لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وأن رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ، وأن يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وأن موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وأن داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11) ، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن امرأة شابة فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، وأن أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وأن أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7) ، فأخبرنى بصدق ، إذا كنت تؤمن أن هؤلاء هم أنبياء الله ، فكيف تتصور الشياطين؟

      وكرد فعل على هذا يقول طانيوس حاموش: ”إن إله التوراة هو صنم يسوق شعباً للموت. فماذا تعلمنا التوراة؟ من إبراهيم تجارة الرقيق! ومن إسحاق العنصرية! ومن داود الزنا! ومن سليمان البذخ! إذا كان هؤلاء هم الأنبياء ، فأستحلفك بالله من هم الأعداء؟“ وكيف سيكون الشيطان؟ وإذا كان هذا هو كتاب الرب ، فماذا كان سيعلمك الشيطان غير هذه النماذج الهابطة ، التى يستحى المرء أن يتمثل بها ، أو يحكيها لأولاده ، خشية تقليدها. (نقلاً عن الأفعى اليهودية فى معاقل الإسلام)

      كما كتب البابا فى عام 1996م أن ”الإسلام لا يمكن أن يتعايش مع العالم المتمدن“ ، وهذا لا يعنى إلا أنه دين الإرهاب والهمجية ، ومثل هذه الهمجية يجب إجتثاثها من جذورها ، كما أنه لا يُمكن بحال من الأحوال أن تُنسب لله القدوس.

      كما هاجم فى العام الماضى 2005 قيادات المسلمين فى ألمانيا ، بدعوى أنهم فشلوا فى ”إبعاد أبنائهم عن ظلام البربرية الجديدة“ ، وهو يقصد هنا أن الإرهاب صناعة إسلامية ، وعلى المسلمين إبعاد أبنائهم عن الإسلام الذى يؤدى إلى الإرهاب.

      وفى الحقيقة لا أعرف إن كان هذا الرجل يبغى السلام فعلاً ، ويبحث عنه أم لا. فإذا كان رجلاً محباً للسلام ، فلماذا لم يدن الممارسات الصهيونية فى فلسطين؟ ولماذا لم يُطالب الحكومة الأمريكية بوقف الإرهاب العالمى فى أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان ، بل وفى كل بقاع الأرض؟ وأين موقفه المعارض لما تقوم به إنجلترا وإيطاليا فى العراق؟

      {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} سورة البقرة (44)

      وفى الوقت الذى صرح فيه البابا بهذا فى كتابه المذكور، تجد له تصريحاً آخراً، ألقاه فى القداس الأول له عقب تنصيبه مهام الباباوية. فقال: إن ”السماح لدولة إسلامية بالدرجة الأولى بالانضمام إلى النادي الأوربي سيكون خطأ ضخماً“.

      وقد أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى قول "راتسينجر" خلال عام 2004: إن "أوربا قارة ثقافية وليست قارة جغرافية"، وتركيا "تمثل قارة أخرى.. في خلاف دائم مع أوربا". كما نقلت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قوله: إن "انضمام تركيا سوف يضعف ثقافة ما اعتبرها قارة مسيحية" عندما كان كاردينالاً ودخل في نقاش سياسي حول السماح لتركيا بالانضمام للاتحاد الأوربي، مضيفا بأن "تركيا أمة مسلمة بالدرجة الأولى تتألف من 70 مليون مسلم، وينبغي عليها الارتباط بدول إسلامية أخرى".

      {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} سورة البقرة (120)

      ويقول الدكتور محمد بسام فى صحيفة الشعب على شبكة النت: فى الحقيقة ”ليست تصريحات بابا الفاتيكان الأخيرة، إلا حلقةً في سياق الحرب المفتوحة، التي أعلنها ويخوضها ضد الإسلام والمسلمين، بعضُ قادة الغرب وزعماؤهم، الذين جمّدوا عقولهم، وانساقوا وراء سطوة القوة والجبروت والطغيان، وجسّدوا في سلوكهم الفرق الجوهريّ بين عقل الإسلام والعقل الغربي المأسور بقيد الوسيلة-الغاية، التي يستملكونها، ثم يستخدمونها بعيداً عن مقتضيات العقل والحكمة، فتتحوّل منتجات حضارتهم إلى أدواتٍ فتّاكةٍ تفتك بمصائر الشعوب والأوطان، وتقود العالَم إلى التدمير الشامل! .. ..“

      ويواصل قائلاً: ”إن تصريحات (البابا) الأخيرة الظالمة، لا تخرج عن السياق العام الذي رسمته الإدارة الأميركية المتصهينة، في حملتها التي أطلق عليها (بوش الصغير) اسم: (الحملة الصليبية)، وقد تكامل الدور الصليبي الأميركي مع الدورَيْن الأوروبي والصهيوني، ليخلّف دماراً هائلاً لأوطاننا وشعوبنا وأرضنا، بدأ في أفغانستان، ولم ينتهِ في العراق، وما يزال يمارَس فيهما وفي فلسطين والشيشان وغيرها من أوطان المسلمين.. يمارَس بأبشع درجات الجنون والبشاعة والعنف والعدوان.. وقد سبقت تصريحَ (البابا) تصريحاتٌ متناغمة صدرت عن بعض رجالات الكنيسة ودوائر السياسة الغربية: [في كانون الثاني 2004م، وصف عضو الحزب الوطني البريطاني (نيك جريفن) الإسلامَ بأنه (عقيدة فاسدة)!

      وفي أيار 2005م دعا المذيع الأميركي (مايكل غراهام) إلى ضرب مكة المكرمة وتدمير الكعبة المشرَّفة .. بالسلاح النووي، فضلاً عن تصريحات القس الأميركي (فرانكلن غراهام)، الذي وصف فيها الإسلام بالدين الشرّير والعنيف.. وتصريحات الحاخام الأميركي (مارفين هير)، الذي وصف القرآن بالكتاب المتطرّف،..

      فهل سمع (البابا) عما مارسه ويمارسه حلفاؤه هؤلاء، من عنفٍ وجنونٍ وطغيانٍ وسيطرةٍ واحتلالاتٍ وإذلالٍ وهتكٍ لإنسانية الإنسان؟!.. أفلا يحق لنا أن نتساءل: لماذا يتجاهل (البابا) كل ما يجري من عدوان، ثم يتحدّث بلسان الظالم الجلاد ضد المظلوم الضحية؟! ولماذا يتجاهل كلَ التاريخ الدمويّ للكنيسة وللحملات الصليبية المتعدّدة التي أنعشها حلفاؤه اليوم، ويتجاهل عدوانَ الصهاينة المغتصِبين، الذين يمارسون القتل والتشريد والذبح والفساد في الأرض على مدار الساعة؟!“

      فهل يعنى هذا إلا اتفاق البابا مع قوى الشر والطغيان على الإسلام والمسلمين دون مبرر؟

      فهل يعنى هذا إلا تعبئة البابا لكل القوى المهيمنة إعلامياً وسياسياً وحربياً إلى أن يقوم كل بدوره فى محاربة الإسلام تحت اسم الإرهاب؟

      وما الفرق بين تصريحات البابا اليوم ، وبين ما صرح به أحد خلفائه كذباً من تعبئة الجيوش الصليبية لتحرير القدس من أيدى الغاصبين الذين يمنعون المسيحيين الحج إلى بيت المقدس؟

      مع التذكير أن البابا الراحل اعتذر لجميع ضحايا الحروب والهجمات من اليهود والمسيحيين من المذاهب الأخرى والتي شنها الكاثوليك عليهم في غابر التاريخ, إلا أنه امتنع عن الاعتذار للمسلمين ، والذين كانوا ضحايا حروب صليبية واسعة وطويلة ، على الرغم من أن المسلمين يشكلون السواد الأعظم من ضحايا إرهاب الاحتلال والصراعات القائمة. كما لو كان لسان حاله يقول ”هذا هو الجزاء الأوفى الذى استحقه المسلمون أمس ، ولينتظروا ما سيأتى عليهم إنا منتظرون!“ ، وهو ما أفصح عنه البابا بنديكت السادس عشر.

      ومع كل نداءات ودعوات الحوار السابقة بين المسيحية والإسلام فإنّ البابا الجديد أراد أن يبدأ عهده وموعظته بموقف سياسي ، يدل في واقع الأمر عن المشاعر المتنامية للعداء للإسلام والمسلمين، والتي تنتشر في الغرب تحت مسميات ويافطات الحرب على الارهاب ومكافحة التطرف.

      أليس من العجيب أن تشمل موعظة البابا الأولى موقفاً سياسياً فى الوقت الذى تنحَّى فيه يسوع عن السياسة ، فقال: (أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّه) متى 22: 21؟

      أليس من العجيب ألا يشكر البابا المنتمى للمحافظين المسلمين على مساندتهم له فى حربه للمحافظة على قيم الكنيسة وأخلاق أتباعها ، فى الوقت الذى تتعرض فيه الكنيسة لضغوط كبيرة يراد لها أن تصبح أكثر تحرراً وانفلاتاً من ناحية الجنس والشاذين جنسيا ، والتي وقف البابا الراحل مواقف صلبة منها؟

      لقد وجد البابا في العالم الإسلامي دعما ومساندة له في المؤتمرات العالمية ، والتي أرادت أن تعيد تعريف العائلة ، كما حصل في بكين منذ عدة سنوات. فلماذا لا يعتبر البابا الجديد أن دخول تركيا إلى النادي الأوربي دعما للمواقف الأخلاقية التي ينادي بها ، إلا إذا كانت الاحتقانات التاريخية تملأ قلبه وجوراحه؟

      فمن الذى عليه أن يتخلى عن الأحقاد تجاه الآخر ، عزيزى البابا؟

      فعلاً رمتنى بدائها ، وانسلت!!!

      حق النقد مشروط بأخلاق البحث العلمى:

      علمنا الإسلام التأكد من توثيق المعلومة ، قبل ترديدها أو اتخاذ أى تدبير بشأنها، حتى لا نتسبب فى ضرر الآخرين ، عن جهل. فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} سورة الحجرات (6)، والفاسق هو حامل نبأ الفسق. وذلك لأن الله لا يُحب الجهر بالسوء: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} سورة النساء (148)

      وأعتقد أن هذا هو دعوة العقل والمنطق سواء فى البحث العلمى أو الصحفى أو الجنائى أو الحربى. وهذا أول درس أعلمه البابا فيما جاء به الإسلام من دعوة إلى العقل، والحفاظ على أعراض الناس، وصون أخلاقهم وحياتهم من عبث العابثين.

      وفى الحقيقة من حق البابا وغيره من المسيحيين وغيرهم ، بل ومن المسلمين أيضاً، الدعوة إلى حوار نبيل ومبارزة عقلية للتعرف على الآخر ، وكشف مكامن اللاختلاف بجرأة ، وطرح المنظور المسيحي للإسلام بصراحة وصدق دون جرح لمشاعر الآخرين ، وواجب على المسلمين حينئذ أن يردوا بنفس اللغة، وذات الأدب، وعين الصدق فى تناول هذا التحدى الفائق بالتوضيح والتبيان.

      ومن حق البابا وغيره من المسيحيين الدعوة إلى دينهم دون استغلال جوع أو مرض أو جهل من يدعونهم ، أو الكذب عليهم. بل من حق كل مسيحى أن يُطالب البابا ويُحثه على مناظرة المسلمين فى الكتاب المقدس وفى العقيدة التى يدعو إليها البابا ، وليس فقط فى العقيدة الإسلامية ، ليطمئن على معتقداته ، وليقارن ما لديه بما لدى الآخرين. ثم تأتى النتيجة التى أهديها البابا من تعاليم الإسلام: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} سورة الكهف (29)

      ومن حق كل مسيحى على البابا أن يدعوه لقرائة القرآن والأحاديث الشريفة للتعرف على الإسلام والمقارنة بين ما أتى به مصدر الإسلام ، وبين ما أتى به غيره، ومن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر. ولو فعل البابا هذا لصدَّق الكل أن هذا البابا يثق فى إيمانه ، وعقيدته وكتابه أيَّما ثقة ، وأن دعوته للحب والصدق والسلام دعوة جادة ، لا تشوبها شائبة.

      ومن حق البابا وغيره من كل البشر أن ينتقد الإسلام من مصادره القرآن والسنة الصحيحة انتقاداً موضوعياً ليس فيه استخفاف بعقل القارىء ولا استغلال لجهله ولصعوبة وصول المصادر إليه للتأكد من مصداقية الناقد وموضوعيته. فلا يصح أن يُستشهد برأى فلسفى شاذ لمسلم على صحة عقيدة أهل السنة والجماعة ، وخاصة إذا كان هذا الرأى يُخالف نصوص صريحة فى القرآن أو السنة. أى نُرجع المتشابه والمُختلف فيه إلى المُحكم الثابت ثبوت قطعى بالكتاب والسنة.

      وهناك فرق بين أن ينتقد شخص عادى غير قارىء ، سمع من شخص آخر كلمة أو عبارة فرددها دون علم أو تمحيص أو بحث عن مصدرها ، وبين شخص مثل البابا يُدرِّس علوم اللاهوت، ويتعرض فى محاضراته للإسلام عقيدة وفلسفة وتاريخ.

      فشخص مثل البابا هو ليس من الأشخاص الذين يُرددوا الكلام على عواهنه، فهو أستاذ دكتور ، أى لم يحصل على الدكتوراة إلا بالبحث العلمى الموثَّق، ولم يحصل على الأستاذية إلا بتقديم العديد من الأبحاث العلمية الموثَّقة، التى تُنشر وتُقرأ من قبل أساتذة وعلماء وطلاب علم. أضف إلى ذلك أنه من حقه كأستاذ دكتور أن يُشرف على الأبحاث اللاهوتية التى يتقدم بها طلابه. فإذا كان هذا هو منهاج البابا فى كل أبحاثه، أن ينتقى ما يؤكد وجهة نظر معينة يخطب بها ود الصهيونية العالمية ، ويستخف بها عقول من يستمعون له ، دون تمحيص أو دراسة أو تحقيق، فقل على اللاهوت وعلماء المسيحية السلام.

      وعلى الصعيد الآخر فإن شخص مثل البابا ، ورجل دين ودولة فى مكانته، لا تخرج منه معلومة ما ، إلا إذا كان يعلم إلى أين تذهب به هذه الكلمة، خاصة إذا كانت تتعلق بأصحاب ديانة تُعد ثانى أكبر ديانة فى العالم. ولابد أنه أخذ رأى مستشاريه ، وتباحث معهم فى هذا الأمر.

      ولو استقل البابا برأيه فى هذا الأمر ، ولم يأخذ برأى مستشاريه ، فسيكون هذا هو الدرس الثانى للعقل الذى سيتعلمه من القرآن ، وهو الشورى ، فقد قال الله تعالى فى مدحه للمؤمنين المتوكلين عليه: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} سورة الشورى (38)

      أى إن البحث العلمى ومصدر المعلومة التى تخرج منه ، لا بد أن تكون سليمة تماماً وموثَّقة.

      فهل اتبع البابا أسلوب البحث العلمى فى كتابة خطبته هذه التى ألقاها فى الجامعة أمام العدد الغفير من الأساقفة والقساوسة وطلاب العلم ، والذى قُدِّرَ عددهم بمائتين ألف؟ وهل من العقل أن أسوق فى البحث العلمى ما ساقه الآخرون دون تمحيص؟ وألا يُشكك ذلك فى مصداقية علمك اللاهوتى ، إذا كنت حصلت عليه بنفس هذا الأسلوب ، الذى اتبعته فى محاضرتك هذه عن الإسلام؟

      لقد ذكر البابا ما يجول بخاطره ، وما أراد أن يوجهه للعالم الأوربى، عن طريق ذكره لما قاله الإمبراطور البيزنطى ، وأغفل تماماً رد المسلم الفارسى عليه. فأين المصداقية فى البحث العلمى الذى اتبعه البابا؟ وأين احترامه لعقول من يسمعونه؟ وأين مصداقيته مع نفسه؟ وأين احترامه للمسلمين الذى يتمنى أن يُجرى معهم حواراً حضارياً بنَّاءًا؟

      ومن حق البابا أيضاً أن يقتبس من المصدر الذى يحلو له، لكن للإقتباس شروط، ولا يتم الإقتباس إلا لتأييد رأى ما مقتبس ، أو لذكر الرأى ، وتفنيده علمياً. وليس من حقه بتر النص، أو إخراجه عن مضمونه، أو الإنتقاء التصيدى لما يجول بعقله، ورفض الباقى دون مناقشته، وهذا باعتبار أن هذه القصة قد وقعت بالفعل.

      وهذا مع شديد الأسف ما قام به البابا ، وانتقده الأستاذ الدكتور الخورى صاحب الكتاب المُقتبس منه ، وهذا ما أورده موقع إسلام أون لاين.نت ، فقال: ” وفي هذه الأثناء أبدى الخوري البالغ 76 عاما من عمره، استياءه من "اجتزاء" البابا الكاثوليكي لبعض ما أورده في الكتاب، ممّا نشر انطباعا خاطئا، كما تساءل عن سبب امتناعه في "محاضرة علمية" عن الاستشهاد بمصادر إسلامية عند حديثه عن الإسلام، معتبراً ذلك خروجاً عن المنهج العلمي“.

      http://www.islamonline.net/arabic/fa...06/09/02.SHTML

      وفى الحقيقة فإن ما قام به البابا يقوم به اللئيم من صبياننا فى المدارس ، فعندما يضعف شخص ما عن سب شخصٍ آخر يخشى غضبه ، يقول له: سمعت شخصاً يقول عنك كذا وكذا، ولكننى لم أتركه ورددت عليه أو ضربته من أجلك. أو هل تعرف شخصاً اسمه كذا (اسم وهمى) ، فقد تحادثت معه أمس على النت ، وقال لى إنه بلدياتك ، ويقول إنك كذا وكذا، وأن أمك فعلت كذا، وأبوك سُجن بسبب كذا. أو يسب شخصاً آخراً أمامه بنفس اسمه ، وهو يعنى الشخص الواقف أمامه.

      ومثيل ذلك الرمز تجده أيضاً فى قصص الحيوانات مثل كليلة ودمنة (مع الفارق الكبير)، فالأسد يرمز للحاكم ، ويدور الحوار بينه وبين حيوان آخر ضعيف يمثِّل أحد الرعايا ، وينتصر هذا الحيوان بحكمته على الحاكم ، أو يوجه الكاتب المقولة التى يريد أن يوجهها للحاكم على لسان هذا الحيوان الضعيف للأسد.

      ومثيل ذلك نجده فى التراث ، فقد غنى سيد درويش أغنية عن سعد زغلول فقال: (يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح) فى الوقت، الذى كانت قوى الطغيان تمنع من النطق باسم ذلك الزعيم.

      وهذا ما فعله البابا ، رجل العلم والدين ، الباحث فى الأديان والمحاور بالعقل والخلق والعلم!! لقد سبَّ المسلمين على لسان شخص آخر ، بزعم أنه يقتبس منه!!

      ولكننى سوف أرد عليه رداً بالحسنى ، كما أمرنى دينى الذى يدَّعى أنه لم يأت إلا بكل شىء سىء ، ليكون هذا أول شىء يتعلمه عن محاسن الإسلام ، وأنه يرد الإساءة بالإحسان ، ويدفع عنه الحرب والتعصب متمنياً الحوار. لقد قال الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} سورة النحل (125)

      وقال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} سورة فصلت (34)

      وأذكره بما قاله كتابه معاتباً إيَّاه على ما فعل: (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 21-22

      فما حُكمك أنت الآن ومن اقتبست منه عند ربكما بناءً على هذا السب؟

      وأسأل البابا قبل أن أبدأ ردى عليه: ما مصير من سبَّ أحد أنبياء الله وادعى عليه بالزنى كذباً كما يدعى الكتاب الذى يؤمن به؟

      وما مصير من سبَّ الرب فادعى أنه جاهل أو أحمق أو لا يُشفق على عبيده أو لعنه؟ (لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25

      (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32

      (اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ») غلاطية 3: 13

      هل تعرف حقاً أن كتابك فعل ذلك ، ومازلت تؤمن به وتدعو إليه؟ فما حكم العقل عندك على من صدق أن هذا الكلام من وحى الرب؟ وهل هذا هو العقل الذى تتفاخر به فى كتابك ، وتدعى أن الإسلام بعيداً عنه؟ أنت لم تقرأ القرآن ، وانتقدته كما فعل مارتن لوثر من قبل ، فقد أورد الدكتور نجم عبد الكريم على موقع الحقائق نقلاً عن برنامج في محطة إذاعة الـ“BBC” ضمن حوار يتـناول أفكار مارتن لوثر- مؤسس اللوثرية- والذي تدين بمذهبه بريطانيا، قال أحد المتحاورين:
      أن ”مارتن لوثر رفض أن يقرأ القرآن، ووصفه بالخداع والتخاتل المخجل ..“ هل ترى هذه اللا أمانة فى النقل وفى الحكم؟

      إن أى قارىء أوروبى للقرآن الكريم سيكتشف بسهولة ويسر أن هذا الزعيم كذاب وأفاق. أليس هذا من الأسباب التى تدفع مسيحيكم لترك الكنيسة ، بعد فقد الثقة فى رجالها؟

      هل تدرك معنى أن يكذب رجل الدين ليبرر صحة عقيدته؟ إن هذا هو نفس ما قام به من تسمونهم كتبة الوحى! إنهم كذبوا وحرفوا بالحذف والإضافة لتمرير عقائدهم ، وهذا باعتراف مقدمة الكتاب المقدس الكاثوليكى ******ى: يقول مدخل الكتاب المقدس ص13 عن وجود أخطاء بالكتاب المقدس قائلاً: ”واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه. يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً ، عن حُسن نية ، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً. ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“

      ”ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصَّاً يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول ، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه.“

      لا تعرف مقدار احترامى لطبعة الكتاب المقدس للآباء ******يين الطبعة السادية لعام 2000!! لقد بذل فيها المحققون مجهوداً كبيراً لمصارحة قرائهم بالكثير من الحقائق التى تغيب عن أى قارىء عادى.

      فهل لى أن أطالب الزعماء الدينيين والسياسيين بكشف الحقائق أمام شعوبهم ومصدقيهم ، دون كذب أو زخارف للكلام؟

      لكن هل تعلمون أن الله تعالى أنبأنا بما سيقوم به البابا وأمثاله على مر التاريخ ، وأمرنا بالصبر إلا على الباغين ، فقال تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} سورة آل عمران (186)

      {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} سورة الشورى (39)

      إن الله جل وعلا يأمر المؤمنين بالصبر على أذى أهل الكتاب والمشركين فى أموالهم وأنفسهم. إن البابا يسب المسلمين ويتهم الإسلام بما فى دينه وتاريخه هو ، ويأمرنا الله تعالى بالصبر على أذاهم!! أى دين عظيم هذا؟! فهل هذا دين يدعو إلى الحرب؟ إنها سيمفونية حب ومودة!

      بل وإذا أردت أن أرد على أحدهم فيجب ألا أرد إلا بالحسنى ، وأخبرهم أننى لا أناصبهم العداء ، بل أؤمن بما أنزله الله على أنبيائه موسى وعيسى عليهما السلام: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} سورة العنكبوت (46)

      {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} سورة النحل (125) ما هذا الحب؟ وما هذه المودة؟ أيشتمنى غيرى عن جهل أو علم، ومن الإيمان أن أرد عليه بالحسنى ، وإلا خرجت من دائرة المؤمنين الذين يُخاطبهم الله بقوله هذا!

      وهذا بخلاف أمر الإنجيل بذبح من لا يتخذ يسوع ملكاً: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي.) لوقا 19: 27

      وبخلاف قوله: (30مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ .. .. ..) متى 12: 30

      وبخلاف قوله: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 26

      وأين دليلك على ما قدمت عزيزى البابا؟ هل تعتمد فى بحثك العلمى على مقولة قالها شخص جاهل أو آخر حاقد على الإسلام أو ثالث تحت ظروف سياسية معيَّنة؟

      إن سوء استخدام البابا لحقه فى النقد كان جريمة فى حق كل مسلم من المسلمين البالغ عددهم المليار والنصف ، وجريمة فى حق نزاهة البحث العلمى ، والإستشهاد المنزه عن الغرض، بل وجريمة فى حق 840 مليون نسمة، وهو عدد المنتسبين للكاثوليكية فى العالم، أن يصدقوا هذا الكذب. فالكاثوليكى يؤمن ـ بعصمة البابا بناءً على مرسوم بابوى كنسى أجبر المجمع الفاتكانى الأول عام 1870م أساقفته على التوقيع عليه ـ وأن تصريحات البابا منزهة عن الخطأ، وملزمة لجميع الكاثوليك. الأمر الذى يصعب معه تأسف البابا للمسلمين ـ ويُستثنى اليهود من ذلك طبعاً ـ ، لأن هذا يهدم عقيدة التنزيه فى حق البابا أمام المؤمنين به.

      للكاثوليك سبع طوائف كبيرة تتمثل فى:

      1- كنيسة الروم الكاثوليك

      2- كنيسة السريان الكاثوليك

      3- كنيسة الأرمن الكاثوليك

      4- كنيسة اللاتين الكاثوليك

      5- الكنيسة المارونية الكاثوليكية

      6- الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية

      7- الكنيسة الكاثوليكية القبطية

      وتقول موسوعة ويكيبديا المسيحية: ”والدول التى بها نسبة كبيرة من أتباع الكاثوليك فى أوروبا هى: البرتغال وفرنسا وبلجيكا وجنوب هولندا وإيرلندا واسكتلندا وجنوب ألمانيا وجنوب سويسرا وإيطاليا والنمسا وسلوفينيا وكرواتيا وسلوفاكيا والتشيك وبولندا وغرب أوكرانيا ورومانيا وبعض مناطق لاتفيا ولتوانيا. وتوجد أقليات كاثوليكية فى إنجلترا وويلز وبعض مناطق إيرلندا الشمالية.“

      هذا ويبلغ عدد المنتسبين إلى الكنيسة الكاثوليكية فى العالم 840 مليون نسمة. فلك أن تتخيل أيها البابا أنك توجه دولاً بأكملها ، وشعوباً برمتها ، وطائفة كاملةً ضد الإسلام والمسلمين ، باقتباس تدعى أنه غير مقصود ، ثم تتوجه إلى المسلمين بزعم آخر ، وهو أنك تحترم الإسلام!! فهل هذه هى طريقتك فى احترام الآخرين؟

      أما عن قول البابا فى اجتماعه الإستثنائى مع سفراء دول إسلامية معتمدين لدى الفاتيكان فى 27-9-2006 من أنه ”يحترم الأديان وخاصة الإسلام“. فلو كان يحترمه فعلاً، لشككنا حقيقةً فى قواه العقلية، لأن ما قاله قبل ذلك ب 15 يوماً ، وما استشهد به ليدل على فظاعة هذا الدين ، ولا يُحترم مثل هذا الدين ، الذى لم يأت إلا بكل ما هو شرير ، ولا يصلح للعقل البشرى ، ولا لإقامة حوار حضارات.

      ألم يقل لك كتابك الذى تؤمن بقداسته: (وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 22؟

      الأمر الذى دفع اتحاد علماء المسلمين إلى إصدار بيانٍ جاء فيه: لقد كنا نود من البابا أن يدعو إلي حوار إيجابي بين الأديان، وحوار حقيقي بين الحضارات، بدل الصدام والصراع، وقد استجبنا من قبل للدعوة الموجهة من جمعية سانت جديو في روما إلي الحوار الإسلامي المسيحي. وشهدنا دورة للحوار مع أحبار الكنيسة في روما، وفي برشلونة ، فيما سمي ”قمة إسلامية مسيحية“ ، وشاركنا في مؤتمرات للحوار الإسلامي المسيحي في الدوحة.

      ثم تساءل البيان قائلاً: هل يريد الحبرالأعظم أن نغلق أبواب الحوار ، ونستعد للصراع في حرب أو حروب صليبية جديدة؟

      أتمنى ألا يُغلق باب الحوار الموضوعى، وليس أحادى الجانب، وأن يعرف البابا حقاً قدر الإسلام والمسلمين، وألا ينساق سياسياً وراء الصهيونية العالمية،أو تهديدات اليهود! وليس معنى هذا أننى أؤمن أن ما قاله البابا زلة لسان ، بل إننى أؤمن أنها مقصودة تماماً ، مثل زلات اللسان المتعمدة لجورج بوش فى قوله: ”إسلام فاشى“ ، ”حرب صليبية“ ، وقول سيلفيو برلسكونى ”تفوق الثقافة الغربية“. وخاصة أن البابا قال كلمته فى محاضرة أعد لها من قبل، وليس فى تصريح صحفى عابر.

      وكما يقول موقع الجزيرة على النت: لو كان الأمر أمر محاضرة تاريخية لوجب على البابا أن يتحدث عن تاريخ الكنيسة الكاثوليكية مع العقل والعلم وقد عطلتهما أكثر من خمسة قرون، ومع العنف الذي أودى بحياة الملايين من البشر من المسيحيين أنفسهم إلى ما بعد "عصر التنوير" الأوروبي.

      ولوجب عليه أن يتحدث عن تاريخ الغرب مع العنف الذي انتشر في أنحاء الدنيا من عصر المجامع واضطهاد المخالفين،إلى عهد الحروب الصليبية، إلى عهد محاكم التفتيش التى انتهت بقرار كنسى عام 1975م، إلى عهد كولومبوس وإبادة الهنود الحمر ، إلى عهد أميركا في حقبة دعوتها للتحرير من الاستعمار ، إلى عهد احتلال الغرب للدول الإسلامية ، إلى عهد الحربين العالميتين الأولى والثانية ، إلى عهد احتلال فلسطين والعراق وضرب غيرها من البلاد الإسلامية مثل أفغانستان ، وقبلهم قنبلة هيروشيما وناجازاكي، إلى عهد أميركا وحروبها الإرهابية والوقائية بأسلحتها الفتاكة في أنحاء الأرض ، وغيرها الكثير.

      ولو كان الأمر أمر محاضرة عن الإسلام، لكان عليه أن يورد من المصادر الإسلامية الموثوقة ما ورد بشأن الدعوة بالحسنى وموضع الجهاد في الشريعة، وبشأن الإنسان وتكريمه وحرية العقيدة والعدالة مع المحسن والعدو، بدلا من أن يورد فيما أورد آية "لا إكراه في الدين" ليزعم أنها كانت في فترة عدم امتلاك الرسول  أسباب القوة. الأمر الذى سنقوم بتفنيده فيما بعد.

      وهذا ما يلتقي فيه واقعيا مع أصحاب فكر العنف الحديث، الذين يزعمون بنسخ هذه الآية، على النقيض مما يقول به العلماء المسلمون الأقدمون والمعاصرون.

      استفهامات حول اقتباس البابا:

      ونقلاً عن محمد عبد الحليم من موقع إسلام أون لاين.نت: ”تقول موسوعة ”أباطرة الرومان“ على الإنترنت في محاولة لتفسير الفارق الزمني الكبير بين الحوارات وزمن انتهاء الكتابة: "ربما كان الإمبراطور يقوم بكتابة تدوين فقط في أثناء إجراء الحوار مع القاضي المسلم".

      http://www.islamonline.net/Arabic/ne...09/16/02.shtml

      http://www.roman-emperors.org/manuel2.htm

      لكن الموسوعة التاريخية ترجح على الأقل أن بعض هذه الحوارات لم يتم أصلا، وأنها نتاج خلط الحقيقة بالخيال.

      فهل من العقل أن يقتبس عالم ما من قصة خيالية شيئاً يُدلِّل به على صدق نظريته؟ فهذا ما فعله البابا! لقد اقتبس من حوار بين إمبراطور وشخصية اخترعوها، ونسبوها للإسلام ، وربما لا يعرف الحوار غير ما قاله الإمبراطور البيزنطى!

      "ويعزز الشكوك المثارة حول هذه الحوارات التي قيل إنها مع "فارسي" مسلم أن الموسوعة ذكرت هذا المسلم باعتباره فارسياً، بينما المعروف تاريخياً أنه كانت بين الدولة الصفوية (في فارس) والدولة العثمانية سجال سياسي وعسكري؛ وهو ما يضعف تلك الرواية؛ حيث يفترض منطقياً أن يكون الحوار مع شخصية عثمانية وليست فارسية."

      "وتشير موسوعة أباطرة الرومان إلى أن الإمبراطور اعتمد ضمن هذه الحوارات في سياق دفاعه عن المسيحية ضد الإسلام على آراء جده لأمه جون السادس، والتي تنبني أصلا على نقد القرآن والمعروفة باسم "Confutatio Alchorani" لراهب الدومنيكان Ricoldo of Montecroce ريكولدو أوف مونتيكروسي المتوفى عام 1320."

      "وخلصت الموسوعة إلى أن رؤية الجد (جون السادس) والحفيد (مانويل الثاني) ورأيهما التقليديين يظلان كلية في الإطار العام للجدل البيزنطي المعادي للإسلام."

      ومعنى هذا أن الموسوعة نفسها لم تؤيد رأى هذا الإمبراطور ، ورأت أن رأيه متحاملاً على الإسلام ، بناء على الحرب القائمة بينهما. وأن هذا الرأى كان للتشنيع على الإسلام فى إطار الحرب ، وتنفير غير المسلمين من الإسلام. وبذلك فهى تحكم على الإمبراطور بالكذب وعدم الأمانة ، وتحكم على البابا بالجهل فى اقتباسه ومشاركة الإمبراطور فى الكذب والحرب الدعائية ضد الإسلام.

      "وساهمت هذه الرؤية في تشكيل صورة ذهنية سلبية عن الإسلام وعن نبيه محمد  في الثقافة السائدة في التراث الغربي، مفادها أن المسلمين نشروا دينهم "بالسيف والدم".. وأن تعاليم الإسلام الآن تغذي "الإرهاب" الذي يشيعه في العالم أتباعه من "الإرهابيين"!.

      "لكن الموسوعة نفسها لم تغفل في الوقت نفسه كون تلك الرؤية غذاها واقع سياسي يعد أسود للدولة البيزنطية في ذلك الحين؛ وهو ما يمكن أن يفقدها الكثير من الموضوعية، وربما كان إنعكاسا لمأساة عاشها الإمبراطور حيث فرض السلطان العثماني بايزيد الأول - وهو رابع قادة العثمانيين والمعروف بالصاعقة لشدة بأسه وسرعة بطشه بأعدائه- على الأباطرة البيزنطيين السابقين، زيادة الجزية المفروضة عليهم، وإنشاء محكمة إسلامية، وتعيين قضاة مسلمين بها للفصل في شئون الرعية المسلمة، وكذلك تعيين قاض مسلم يعد حاكما بجواره فيما يعرف بأدبيات السياسة في القرن الماضي بالمندوب السامي، وبناء مسجد كبير بها والدعاء فيه للسلطان "بايزيد" يوم الجمعة، بجانب تخصيص 700 منزلاً داخل المدينة للجالية المسلمة بها."

      "وكان بايزيد قد حقق انتصارات كاسحة ضد الروس والبلغار، وفي المجر والنمسا واليونان، فضلا عن كون مانويل الثاني يعد بمثابة تابع للسلطان العثماني الذي وجه له في إحدى رسائله تلك العبارة الشهيرة: "إذا لم تكن راغبًا في تنفيذ أوامري فأغلق عليك أبواب القسطنطينية، واحكم داخلها فقط؛ لأن جميع ما وراء أسوارها ملك لي".

      وعندما أعلن الإمبراطور مانويل رفضه وتذمره من تبعيته للسلطان بايزيد تقدم الأخير لحصار القسطنطينية ، ولم ينته ذلك الحصار إلا بعد رضوخ الإمبراطور البيزنطي لمطالب السلطان العثماني التي كان على رأسها ضرورة تشييد مسجد جديد للمسلمين في مدينة القسطنطينية.“

      ومعنى ذلك أن كل ما قاله مانويل يؤخذ بعين الريبة ، لأنه فقد التمتع الكامل بإمبراطوريته ، وأصبح تابعاً وخاضعاً لسلطان الدولة العثمانية. الأمر الذى دفعه للإنتقام والتشنيع على الإسلام. ولو انتشر الإسلام بالسيف كما يدعى ، لكان هو أول الواقعين تحته.

      وفى الوقت نفسه سوف أفترض صحة ما قاله هذا الإمبراطور وسأقوم بالرد عليه وتفنيده ، ليعلم القارىء أن هذا الإمبراطور كذَّاب، ومدلِّس، وكان حقاً على البابا ألا يستشهد به ، لكى لا يُضلل كل من سمع له وصدقه ، سواء سهواً أم عن عمد.

      من إسهامات الإسلام فى جانب الأخلاق:

      مما لا شك فيه عزيزى البابا أنك أغفلت جانباً من أهل الجوانب ، التى يعتبرها الإسلام والعقل لب الدين نفسه، وهو جانب الأخلاق. ولم أسمع من مسيحى أو يهودى قام بإلقاء محاضرة عن ”علاقة الدين بالأخلاق“ وليس العقل فقط. لأنه من العقل أن يكون دين رب العالمين دعوة إلى مكارم الأخلاق ، ونهى عن الفحش والموبقات ، وإلا لكانت أوامر الرب هذه أقرب لتعاليم الشيطان من كونها كلام الرب. وهذا جزء مما أتى به محمد .

      اعلم عزيزى البابا أن الله لا يتقبل صلاة من لا أخلاق له، ويعلم كل مسلم أن الصلاة عمود الدين، وأنها أولا ما يُحاسب العبد عليه، وأنها إن صلحت صلح باقى عمله، وإن فسدت فسد باقى عمله (أنقلها لكم من كتاب لى تحت الإعداد):

      ويقول سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى عن الصلاة: (إنَّما أَتَقَبَّلُ الصَّلاةَ مِمَنْ تَواضَعَ بها لعظمتي، ولم يَسْتَطِل بها على خَلْقي، ولم يَبِت مُصرَّاً على معصيتي، وقطع النهار في ذكري، ورحم المسكين، وابن السبيل، ورحم الأرملة، ورحم المصاب) رواه الزبيدى فى (3/21) و(8/352) نقلاً عن (أخلاق المؤمن)

      وكذلك كانت كل العبادات ، من صوم وزكاة وحج وصدقات وغيرها ، فقد قال النبى : (إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلَا ‏يَرْفُثْ ‏وَلَا يَجْهَلْ فَإِنْ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ) رواه مسلم فى الحديث رقم 1941

      وكذلك الحج ، فيقول الحق تبارك وتعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} البقرة (197)

      وكذلك قدَّم التوبة عن السيئات أولاً، ثم أتبعها بالفرائض: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}التوبة (11)

      لدرجة أن الله تعالى قدَّمَ الأخلاق عن الفرائض، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} البقرة (277)

      وكذلك قدَّم فى بعض الآيات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بعد الإيمان بالله على الصلاة والزكاة ، فقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} التوبة (71)

      وكذلك أمرنا الله وبنى إسرائيل، فقال: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ} البقرة (83)

      وقالها الحق تبارك وتعالى صراحة إن البر ليس فقط فى وقوفك للصلاة ، ولكن يسبقها الإيمان والعمل الصالح ، فقال: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} البقرة (177)

      واقرأ حرص الله تعالى على الأخلاق فى سورة المؤمنين ، وهم الذين اجتمع فيهم العبادة مع حسن الخلق ، ولاحظ أن الله تعالى أتى بصفات ثلاث للمؤمنين من ناحية العبادة ، وأربع من ناحية الخُلق: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} وهذه (عبادة) {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} وهذا (خُلق) {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} (عبادة) {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} وهذا (خُلق) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} (خُلق) {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (عبادة) سورة المؤمنون (1-9) (نقلاً عن أخلاق المؤمن بتصرف)

      وكذلك أورد الحق تبارك وتعالى صفات عباده المقربين فقال: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا * وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) سورة الفرقان (63-76)

      لقد أتى الله بأربع صفات للعبادة تبيِّن عباده الأتقياء فى مقابل ثمان صفات فى الخُلق. ألا يدل هذا على حرص الرحمن على الخُلُق؟ ألا يدل هذا على ربط الحق سبحانه وتعالى للعبادة بالخُلُق؟ هل هذا هو الشىء السىء فى نظرك أيها البابا المحافظ الذى أتى به الإسلام؟ أعتقد أنك تشعر الآن بتسرعك وندمك على ما قلت، إن كان ضميرك حيَّاً!

      وكذلك عندما ذم الله تعالى المتهاونين فى العبادات، أرفق بها جانب الأخلاق: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) سورة الماعون (4-7)

      وحدد الله تعالى أن المقياس الأعدل والأمثل للتفاضل بين البشر عنده وهو مقياس أخلاقى ودينى رفيع ، فقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} سورة الحجرات (13)

      وإن هذه التقوى هى التى يتم التمييز بها عند الله بين إنسان وإنسان. "والتقوى" تعنى الخوف من الله وحده بإطاعته فيما أمر به والانتهاء عما نهى عنه ـ لا الخوف من الإنسان ـ كائناً من كان مبلغه من القوة أو الثروة أو العلم.

      ‏وقد ربط الرسول  الإيمان ودخول الجنة بالحب ونشر السلام بين العباد، فعَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ‏ ‏قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏‏(لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ) رواه مسلم

      وأعلن الله تعالى أن السبب الأول لإرساله رسوله  هو تزكية البشر أى تعليمهم الأخلاق قبل الكتاب، فقال: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} (151) سورة البقرة ، انظر أيضا آل عمران (164) ، والجمعة (2)

      وقال رسوله : (إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ تَرَكَهُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ) رواه البخارى والترمذى

      وقال رسول الله : (‏إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ ‏الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ) أخرجه أحمد.

      وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (‏لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) مسلم

      وقد حذر الرسول  المسلم سىء الخلق أنه مفلس من الحسنات يوم القيامة: فعن أبى هُريرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  ‏قَالَ: (‏أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ. فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ‏وَقَذَفَ ‏هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ ‏ ‏يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ) رواه مسلم والترمذى

      وجعل النبى  حسن الخلق أثقل ما يوضع فى ميزان العبد يوم القيامة: (مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ) رواه أبو داود فى سننه

      وجعل  حُسن الخلق من دلائل حُسن الدين: فعَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  ‏(خَيْرُكُمْ إِسْلَامًا أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا إِذَا فَقُهُوا) رواه الإمام أحمد فى مسنده

      وجعل  حُسن الخلق من علامات الكمال عند المؤمن: فعَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ‏ ‏قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ) رواه أبو داود والإمام أحمد فى مسنده

      لذلك كان أكثر ما يدخل الناس الجنة يوم القيامة هو حُسنُ الخلق: فعَنْ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏قَالَ: (سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ  ‏عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ) رواه الترمذى وابن ماجه

      وإن أراد المسلم أن يحبه الله فليتخذ من الإحسان وسيلة ينل بها تلك الغاية {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} سورة البقرة (195).

      وإن المتطلع إلى الخلود في جنات النعيم والنظر إلى الرب العرش العظيم فعليه بالإحسان، {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} سورة يونس (26). فالحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم.

      لقد ربح إذاً الخُلق القويم مع العبادات ، وسقطت العبادات مع سوء الخلق. فأى دين عظيم هذا الذى يحرص على خلق المجتمع ويجعلها هى أصل الدين والعبادة؟!

      وأوجز الرسول  معنى الإيمان فى شهادة الحق ، والعمل الصالح ، وذلك فى قوله عن أبى هريرة: (الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً ‏أَفْضَلُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَوْضَعُهَا ‏إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ) سنن النسائى برقم (4919)

      كما جعل الله الناس سواسية، فلا فرق لإنسان على آخر إلا بالتقوى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} سورة الحجرات (13)

      وقال الرسول : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا ‏لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى)

      الأمر الذى حدا بالرافعى أن يقول عن فلسفة الدين الإسلامى فى (وحى القلم) نقلاً عن أخلاق المؤمن ص 7: (لو أننى سئلت أن أُجمل فلسفة الدين الإسلامى كلها فى

      تعليق


      • #4
        لفظين ، لقلت: إنها ثبات الأخلاق ، ولو سئل أكبر فلاسفة الدنيا أن يوجز علاج الإنسانية كلها في حرفين لما زاد على القول: إنه ثبات الأخلاق ولو اجتمع كل علماء أوروبا ليدرسوا المدنية الأوروبية ، ويحصروا ما يعوزها فى كلمتين لقالوا: "ثبات الأخلاق").

        وإذا ما تتبعنا عوامل التربية وتنشأة الأفراد ومن ثم الأمم لوجدنا أنها تتم على عدة مستويات تذكر منها السيدة "ليلى جريبة": التربية بالملاحظة ، والتربية بالعادة، والتربية بالإشارة، والتربية بالموعظة وهدى السلف الصالح فيها ، والتربية عن طريق الترغيب والترهيب.

        ومن ثم فإن الكتاب التربوى التعليمى الذى يهتم بأخلاق الفرد وصلاح المجتمع يهتم بكل وسائل هذه التربية. والقرآن ملىء بكل أنواع هذه الوسائل. وبعد أن أشرت إلى التربية بالإشارة وضرب الأمثال للأمم السابقة ، يبقى لنا الكلام عن الترغيب والترهيب. فهو من العوامل الأساسية لتنمية السلوك وتهذيب الأخلاق وتعزيز القيم الاجتماعية.

        ويمثل دوراً مهماً وضرورياً في حياة الإنسان؛ لأن الأعمال التي يقوم بها قد تكون شاقة عليه ، وتحتاج إلى حافز يدفعه إلى القيام بها حتى تصبح سهلة، كما أن الترغيب يعلمه عادات وسلوكيات تستمر معه ويصعب عليه تركها.

        وقد أثبتت الدراسات الحديثة حاجة المربي إلى الترهيب، وأن الطفل الذي يتسامح معه والداه يستمر في إزعاجهما، والعقاب يصحح السلوك والأخلاق، والترهيب له درجات تبدأ بنبذ الله حبه لهذا العمل {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} سورة البقرة (190)، و{وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} سورة البقرة (205) ، و{وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} سورة آل عمران (57) ، و{إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} سورة النساء (107) ، و{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} سورة النساء (148)

        وترتفع الدرجات حتى يغضب الله عليه ويلعنه ثم يَعِدَه بالعذاب المقيم أو يُقام عليه

        الحد فى الدنيا: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} سورة النساء (93)

        {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} سورة الفتح (6)

        ولو كان الإمبراطور قرأ أن الله حرم كل ما هو سىء لما قال ما قاله لو كان عنده شيئاً من الضمير الحى والأمانة: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} سورة الأنعام (151)

        {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} سورة الأعراف (28)

        {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} سورة الأعراف (33)

        {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ .. } سورة الأعراف (29)

        {.. فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} سورة الأعراف (35)

        لذلك فإن القرآن لم يترك فضيلة إلا وقد صبغها برضى الله وطبع عليها صورة الجنة بنعيمها الخالد ، ولا رذيلة إلا وقد صبغها بغضب الله أو لعنته ووضع عليها صورة النار والعذاب.


        رأى الكتاب المقدس والتاريخ المسيحى فى المرأة:

        أما ما أضافه الإسلام فى جانب المرأة، وإصلاحه لما أتلفه رجال الكهنوت اليهود والمسيحيون فحدث بلا حرج، وأبدأ بتذكير البابا مدى تحقير المسيحية للمرأة، ثم أهدى له جانب من أحلى جوانب الإسلام للبشرية، لعله يعى بذلك جمال ما أتى الإسلام به فى هذا الجانب، الأمر الذى يكذب الإمبراطور فيما ذهب إليه من ادعاء أن الإسلام لم يأت إلا بكل شىء سىء ، ويكذِّب كل من ذهب وراءه أو سبقه بهذا الإدعاء.

        إن المرأة فى الكتاب المقدس وأقصد به العهدين القديم والجديد امتداد لما لاقته المرأة فى الحضارات الوثنية القديمة ، فبينما كانت المرأة فى الهندوسية عند الهنود القدماء تعتبر مخلوقاً نجساً ، قاصرة طيلة حياتها ، وكانت تُنفى الأنثى فى فترة الطمث إلى مكان بعيد خارج المدينة، ولا يجوز لأحد مخالطتها إلا الخدام الذين يقدمون لها الطعام. وظلت كذلك عند اليهود والمسيحيين حتى بزوغ المدنية، التى ظهرت بانفصال الدولة عن المسيحية والكنيسة.

        فأما كونها مخلوقاً نجساً فى تشريعهم: فقد كانت فى فترة طمسها نجسة لا يقربها إنسان أو حيوان ، وكل من يلمسها أو تلمسه فهو نجس إلى المساء وعليه أن يستحم. وبذلك حرموها من المشاركة فى الحياة العامة ، من مشاركة فى اجتماعات أو تدريس أو تطبيب أو بيع أو شراء أو حتى كأم تريد أن تحتضن ابنها أو ابنتها. فكل هذا محرم عليها طالما هى فى فترة طمثها أو نفاسها.

        ويؤكد هذا الكتاب المقدس قائلاً: (19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. .. .. .. .. .. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا.) لاويين 15: 19-30

        ومعنى ذلك أنها تعيش نصف عمرها تقريباً منبوذة، يخشاها الناس، ويخشون الإقتراب منها، خوفاً أن يتنجسوا حتى يستحموا فى المساء فى الوقت الذى يندر فيه الماء فى بعض الأماكن أو يصعب الحصول عليه، وكذلك خوفاً على ممتلكاتهم، التى إذا لمستها المرأة الحائض مثل إناء أو زهرية ورد، لا بد أن تكسر هذه الزهرية، لأنها أصبحت نجسة!!

        وحرموا عليها قراءة الكتاب المقدس لأنها مخلوق نجس: فقد (أصدر البرلمان الإنجليزى قراراً فى عصر هنرى الثامن ملك إنجلترا [1509 – 1547] يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى الإنجيل، لأنها تعتبر نجسة).

        على الرغم من أن يسوع (الإله عندهم) كان يتبول ويتبرز فى ملابسه أيام طفولته المبكرة، كما كانت تحمله أمه وتدلِّله عدداً من السنين حتى فى أثناء حيضها، ولم يقل إنسان ما إن الإله تنجس من هذا البول أو البراز. فلك أن تتخيل أن المرأة عندهم أشد نجاسة وأنكى من بول الإله وبرازه. لذلك ليس عليها أن تمسك الكتاب المقدس بيديها!!

        وأما كونها قاصرة طيلة حياتها فى تشريع النصارى فحدث ولا حرج، فقد كانت المرأة هكذا أيضاً فى الفارسية. وكانت تحت سيطرة الرجل المطلقة ، ويحق له أن يحكم عليها بالموت ، أو يُنعم عليها بالحياة.): وقد اقتبسه بولس هذا من هذه الحضارات المتخلفة بغرض تدمير ديانة عيسى  وقد أفلح ، فقال: (7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7

        وقوله: (22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ) أفسس 5: 22

        وقوله: (18أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ.) كولوسى 3: 18

        وقوله: (8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 8-9، أى إن الرجل هو الأساس ، ولكن المرأة هى جزء من الرجل.

        (ونص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.)

        وبالتالى لم يكن لها الحق فى امتلاك العقارات أو المنقولات ، ولم يكن لها الحق فى أن تفتح حساباً فى البنك باسمها ، وبعد أن سمحوا أن يكون لها حساب ، لم يكن لها الحق أن تسحب منه ، فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقودا من حسابها ، الأمر الذى لا يتم إلا مع الأولاد القُصَّر والمجانين.

        بل إنه إلى عهد قريب كانت المرأة إذا تزوجت فقدت اسم أبيها وعائلتها ، وحملت اسم عائلة زوجها ، وإذا مات زوجها أو انفصلت عنه ، وتزوجت بآخر حملت اسم عائلة الزوج الجديد ، وهكذا فقدت المرأة أخص خصوصياتها ، وهو اسمها.

        وفى عام 1567م صدر قرار من البرلمان الاسكوتلاندى بأن المرأة لا يجوز أن تُمنَح أى سلطة على أى شىء من الأشياء.

        و(ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)

        لذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"

        وكان (القانون الإنجليزى عام 1801م وحتى عام 1805 قد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، وهذا كرم من القانون إذ اشترط موافقتها على أن تصبح عبدة ذليلة بعد أن كانت امرأة حرة.

        وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام 1931م بخمسمائة جنيه ، وقال محاميه فى الدفاع عنه: (إن القانون الإنجليزى عام 1801م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد أُلغِىَ عام 1805م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن ، وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات.)

        (وجاء فى مجلة "حضارة الإسلام" السنة الثانية صفحة 1078: حدث العام الماضى أن باع إيطالى زوجته لآخر على أقساط ، فلما امتنع المشترى عن سداد الأقساط الأخيرة قتله الزوج البائع.)

        كما أن المرأة فى الهندوسية ليس لها الحق فى أن تطلب الطلاق من زوجها مهما يكن من أمر الزوج ، حتى لو أصيب بأمراض تمنع من أهليته للحياة الزوجية.

        كما كان للزوج فى الحضارة اليونانية ـ التى يتفاخر البابا أن عقيدته ودينه قاما عليها ـ الحق فى بيعها وأن تظل عند المشترى فترة تحت التجربة ، كما كان لزوجها الحق فى قتلها إذا اتهمت ولو بمجرد النظر إلى شخص غريب ولا مسئولية عليه فى ذلك. ومع هذا فإن له الحق فى أن يزنى فى منزل الزوجية ، وليس لزوجته حق الاعتراض ، كما أن حق الطلاق مكفول له متى شاء وكيف شاء. ومع ذلك فإنها تظل بعد طلاقها منه مقيدة برأيه فى زواجها لمن يريده. ويوصى عند موته بزواجها ممن يرتضيه هو وليس لها أو لأحد من أهلها حق الاعتراض.

        وقد يكون هذا الذى اقتبسه متى من هذه الشرائع لإلغاء الطلاق: فقال: (9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». متى 19: 9

        أو اقتبسها من قانون اليهود بالنسبة للبنت التى يتم اغتصابها: (28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ.) تثنية 22: 28-29

        بل وأعطى الحق فى الطلاق للأب!! فشاول اليهودى زوج ابنته ميكال من رجل آخر بينما كانت هى زوجة لداود ، ووالد زوجة شمشون طلقها منه لغيابه فترة.

        فهل تخيل الرب بعلمه الأزلى أن الزوجين المتنافرين المتصارعين سيكوِّنان أسرة سعيدة وسيكُوُنان رحمة على أطفالهما؟ ولو لم يكن عندهما أطفال فلماذا يصر الرب على إفساد باقى حياتهما؟ وهل منع الرب المشاكل التى تحدث بين الزوجين؟ وهل مكَّن الرب الحب فى قلب كل زوج وزوجة على وجه الأرض حتى لا تحتاج أسرة للطلاق؟ فأين العقل فى هذا التشريع عزيزى البابا؟

        إن الغرض من منع الطلاق ليس إلا تدمير الأسرة المسيحية والمجتمع بأكمله.

        وفى شرائع الهندوس أيضاً أنه: (ليس الصبر المقدر، والريح، والموت، والجحيم، والسم ، والأفاعى ، والنار، أسوأ من المرأة)

        أليس هذا ما قاله الرب فى سفر الجامعة (فوجدت أمر من الموت المرأة التي هي شباك ، وقلبها أشراك ويداها قيود. الصالح قدام الله ينجو منها. أما الخاطئ فيؤخذ بها.) سفر الجامعة 7: 26

        (ويذكر جوستاف لوبون أن المرأة فى الهند (تُعِّدُ بعلها ممثلاً للآلهة فى الأرض ، [أليس هذا قريب من قول بولس: 22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ) أفسس 5: 22] وتُعَدُّ المرأة العزب، والمرأة الأيم، على الخصوص من المنبوذين من المجتمع الهندوسى، والمنبوذ عندهم فى رتبة الحيوان، والمرأة الهندوسية إذا فقدت زوجها ظلت فى الحداد بقية حياتها، وعادت لا تُعامَل كإنسان، وعُدَّ نظرها مصدراً لكل شؤم على ما تنظر إليه، وعُدَّت مدنِّسة لكل شىء تلمسه، وأفضل شىء لها أن تقذف نفسها فى النار التى يحرق بها جثمان زوجها ، وإلا لقيت الهوان الذى يفوق عذاب النار.)

        بل إن بعض القبائل الهندية القديمة لا تراها أهلاً لتُحرَق مع جثة زوجها باعتبارها المخلوق النجس، ولذلك كانوا يرون دفنها حية أو حرقها بعد موت زوجها. فإذا كان للرجل أكثر من زوجة دُفِنَّ جميعاً أو حُرِقْنَ جميعاً.

        وقد لقيت الحكومات الهندية أشد الفتن من مجتمعاتها ، خاصة من رجال الدين الهنود، حين حاولت القضاء على مثل هذه العادات المسترذلة والتى استمرت تهضم حقوق المرأة وكيانها حتى القرن السابع عشر.

        وكانت المرأة فى الصين لا تقل مهانة أو مأساة عن بقية المجتمعات ، ويظهر مدى امتهان المرأة فى المثل الصينى الذى يقول: إن المرأة كالكرة ، كلما ركلتها برجلك ارتفعت إلى أعلى.

        وشبهت المرأة عندهم بالمياه المؤلمة التى تغسل السعادة والمال ، [أى إنها سبب التعاسة والفقر] وللصينى الحق فى أن يبيع زوجته كالجارية، وإذا ترملت المرأة الصينية أصبح لأهل الزوج الحق فيها كإرث، وللصينى الحق فى أن يدفن زوجته حية.

        وكان من حق الرجل طلاق زوجته متى أراد هو، أما المرأة إذا أبدت رغبة فى الطلاق من زوجها طُرِحَت فى النهر لتغرق ، أو طردَت فى الشوارع نصف عارية لتتعرض للمهانة والفجور.

        وكانت إذا تزوجت ولم تحمل لفترة طويلة اعتبرت أنها أصابتها لعنة الآلهة أو أصابها مس من الشيطان فتصبح فى حاجة إلى الرقى والطلاسم ، فإذا ظلت عاقراً بعد ذلك فلابد من موتها للتخلص منها.

        وهذا أقرب ما يكون للقانون اليهودى عند إصابة أحد بالمس فإنه يُقتَل رجلاً كان أو امرأة: (27«وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».) لاويين 20: 27

        ولم يكرمها الرب نفسه، بل أرسل ملاكه ليسبها، ويُكمم فاها بثقل من الرصاص: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8

        فماذا تنتظر من عباد الله المؤمنين أن يكون موقفهم حيال المرأة التى وصفها الرب وملاكه بالشر، كما وصفها الكتاب من بعد أنه سبب الخطية، وسبب خروج البشر من الجنة، وسبب شقاء البشرية جمعاء، وحليف الشيطان الأول ضد البشرية، وسبب قتل الإله؟

        (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3

        (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14

        (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12

        (فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18

        هل تعرف كم تسبب ذلك فى قتل النساء وتعذيبهن فى العالم الغربى الذى كان بعيداً عن الإسلام وتعاليمه؟ لقد نشرت ميدل ايست أون لاين ما مفاده: فقد قام متحف التاريخ الألمانى بعمل معرض لمعالجة موضوع ملاحقة الساحرات بهدف توضيح خلفيات تلك ‏الظاهرة الغريبة وإلقاء الضوء على ما كن يسمين بالساحرات وأسباب ملاحقتهن و‏قتلهن حرقا منذ 300 سنة، والتي راح ضحيتها ستون ألف فردا.

        ونبه بيرنجر إلى أنه من مدعاة الحزن حاليا التوقف على حصيلة ضحايا ‏‏الشعوذة في العصور الوسطى إذ أنه ذهب ضحية المحاكم البدائية وملاحقة الساحرات ‏والبطش بهن في أوروبا خلال 300 سنة الماضية أكثر من 1780 شخصا في ألمانيا و 60 ألف ‏ ‏شخصا في بقية البقاع الأوروبية مشيراً إلى أن قادة المحاكم الظالمة آنذاك كانوا من ‏ ‏ممثلي الكنائس الكاثوليكية وليس من الحقوقيين أو القضاة المدنيين.

        وعجز ممثلو الكنائس خلال محاكمة المتهمين بالسحر في القرون الوسطى عن تقديم ‏ ‏البراهين والأدلة الدامغة وما كان على الرعايا إلا أن يشجعوا ملاحقة الساحرات ‏والساحرين وإلا خضعوا لعقوبات شديدة الأمر الذي يفسر التمادي في ملاحقة الساحرات.

        ونسب إلى المؤرخ اللوكسيمبورجي ماري - باول يونجبلوت قوله إن الصورة التي ‏ ‏تعلق في أذهاننا بخصوص ما كان رجال الدين يطلقونه على المفكرات وصاحبات التجديد ‏‏والتطور في العصور الوسطى هي صورة فعلية من حيث المظهر إذ أن تلك الصورة قد تكونت ‏ ‏بسبب التعذيب والعزلة التي كانت تفرض عليهن في غياهب السجون المظلمة. (كونا)

        أما بالنسبة لحرق المرأة فى الكتاب المقدس فقد أخذه أيضاً من الحضارات القديمة، ويجب أن تعلم أن عقوبة الحرق للمرأة ضعف مثيلتها عند الرجال: يوجد ثلاث حالات تُحرق فيها المرأة حية فى مقابل حالة واحدة عند الرجل: (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9

        (14وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذَلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ.) لاويين 20: 14

        وأيضاً عقوبة قطع اليد التى يعيبونها على الإسلام مع السارق غير المحتاج للنقود إلا للتربح فهى خاصة أيضاً بالمرأة فقط: (11«إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.) تثنية 25: 11-12

        أما دفن الصينى لزوجته حية فقد كان أرحم من القانون الذى استنه الإنجليز للتفكه على صراخ النساء أثناء تعذيبهن بصب الزيت المغلى على أجسادهن: فقد "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "

        وكان معبد الإلهة (عشتروت) فى بابل القديمة يمتلىء من العاهرات اللائى يتقدمن إلى زائرى المعبد. كما كان على كل امرأة أن تتقدم مرة على الأقل إلى معبد فينوس ليواقعها أى زائر فى المعبد. وكانت الفتيات من الصين واليابان وغيرهما من بلاد العالم يتقدمن إلى الكهنة فى المعابد ، وكان من الشرف الكبير أن يواقعها الكاهن الذى هو ممثل الإلهة على الأرض. وكان هذا النوع من البغاء يُعرَف بالبغاء الدينى.

        وهو قريب مما كان يحدث للراهبات إلا من رحم ربى ، فقد قال نيكولاوس فون كليمانجيس Nikolaus von Clemanges (أحد علماء اللاهوت وعميد جامعة باريس سابقا: (أن تترهبن المرأة اليوم فمعنى هذا أنها أسلمت نفسها للعهارة).

        وقد سبقه فى مثل هذا القول دومبريديجر جايلر فون قيصربرج Domprediger Geiler von Kayserberg (إن المرأة فى الدير ليست إلا عاهرة)

        وقد شاع المثل الشعبى فى العصور الوسطى القائل: (من لفت رأسها، عرت بطنها، وهذه عادة كل الراهبات)

        وكان من يقتل بنتاً يُفرَض عليه أن يقدم ابنته لأهل القتيلة يقتلونها أو يملكونها. وإذا لم يُثمر الزواج مولوداً خلال عشر سنين يُعتبر العقد فيه مفسوخاً. وكان للرجل حق قتل أولاده وبيعهم. ولم يحرَّم ذلك إلا فى القرن الخامس قبل الميلاد، على الرغم أن هذا مخالف لأوامر الرب.

        وهو كذلك فى العهد القديم ، فمن حق الرجل أن يبيع ابنته لتصبح أمة (عبدة) ، ولا يُفعل هذا مع الرجل: (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7

        ولم يترك الرب المرأة المسبية تهنأ فى أول شهر زواجها، فأمر زوجها أن يحلق رأسها ، وعليها أن تبكى أباها وأمها طوال هذا الشهر ، ثم يدخل بها: (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14

        ولم تكن المرأة لترث، فإذا لم يكن هناك ذكور من أسرة الموروث ورثوا الذكور من أسرة زوجته ولكن زوجته لا ترث.

        وهانت عليهم المرأة فجعلوا مهرها 100 غُلفة ذكر رجل ، أى قطعة لحم فاسدة سيتم رميها فى القمامة!! (25فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.) صموئيل الأول 18: 25

        وكانت اليونان فى قديم الزمان أكثر الأمم حضارة ومدنية. وكانت أثينا مدينة الحكمة والفلسفة والطب والعلم ، ومع هذا كانت المرأة عندهم مُحتقرة مهينة ، مثل أى سلعة تباع وتُشترى، مسلوبة الحقوق، محرومة من حق الميراث وحق التصرف فى المال، بل أكثر فقد سموها رجساً من عمل الشيطان، ولم يسمحوا لها إلا بتدبير شئون البيت وتربية الأطفال. وكان الرجل فى أثينا يُسمَح له أن يتزوج أى عدد يريده من النساء ، بلا قيد ولا شرط.

        ومما يُذكر عن فيلسوفهم سقراط قوله: (إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار فى العالم ، إن المرأة تشبه شجرة مسمومة ، حيث يكون ظاهرها جميلاً ، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت من فورها.)

        وتذكر الأساطير اليونانية أن المرأة هى سبب الأوجاع والآلام للعالم كله ، وذلك لأن الناس فى اعتقادهم كانوا يعيشون فى أفراح ولا يعرفون معنى الألم ولا الحزن، ولكن حدث أن الآلهة أودعت أحد الناس صندوقاً وأمرته ألا يفتحه ، وكان له زوجة تُسمَّى (باندورا) مازالت تغريه بفتحه حتى فتحه فانطلقت منه الحشرات. ومنذ تلك اللحظة أُصيب الناس بالآلام والأحزان. فلهذا كانت المرأة سبباً فى الكوارث التى حلت بالبشرية كلها نتيجة لفضول المرأة وإغراء زوجها بالعصيان.

        ولعلنا نلحظ شبهاً فى هذه الرواية بما تحدث عنه سفر التكوين من إغواء حواء لآدم بالأكل من الشجرة المحرمة بعد أن أغوتها الحية: (6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ. .. .. .. 12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 6-12

        وكان أرسطو يعيب على أهل إسبرطة التهاون مع النساء ومنحهن بعض الحقوق ، بل إن سقراط كان يعزو سقوط إسبرطة إلى منحها الحرية للنساء. على الرغم من أن هذه الحرية لم تنالها النساء إلا لإنشغال الرجال الدائم فى الحروب.

        ولم يكن يُسمَح بتعليم المرأة اليونانية الحرة ، إنما كان التعليم قاصراً على البغايا. حتى كان الرجل الذى يكره الجهل فى المرأة يلجأ إلى البغى. وكذلك لم يُسمح بتعليم المرأة اليهودية أو المسيحية ، بل حُرِّمَ عليها قراءة الكتاب المقدس ، وتم ملاحقتها ، واتهامها بالسحر والشعوذة إذا كانت من أصحاب العلم والفكر.

        وكانت المرأة تُحسَب فى قانون حمورابى من عِداد الماشية المملوكة، وكان تشريع بابل يعطى رب الأسرة حق بيع أسرته أو هبتهم إلى غيره مدة من الزمن، وإذا طلق الزوج زوجته تُلقى فى النهر ، فإذا أراد عدم قتلها نزع عنها ثيابها وطردها من منزله عارية ، إعلاناً منه بأنها أصبحت شيئاً مُباحاً لكل إنسان. وقضت المادة 143 من قانون حامورابى أنها إذا أهملت زوجها أو تسببت فى خراب بيتها تُلقَى فى الماء. ومن قتل بنتاً لرجل كان عليه أن يُسلِم ابنته ليقتلها أو يمتلكها أو يبيعها إن شاء.

        وكانت المرأة عند الرومان تُبَاع وتُشتَرى كأى سلعة من السلع ، كما أن زواجها كان يتم أيضاً عن طريق بيعها لزوجها. وكان لهذا الزوج بعد ذلك السيادة المطلقة عليها. ولم يكن يُنظَر إلى المرأة كأنها ذو روح بل كانت تُعتَبر مخلوقاً بغير روح ، ولهذا كان يُحرم عليها الضحك والكلام إلا بإذن.

        وهذا مطابق لقول بولس: (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35

        قارن هذا بقول المرأة لعمر بن الخطاب: (اتق الله يا عمر! فإن الله لم يحدد المهور)، وهو يومها خليفة المسلمين: وهو يخطب الناس ويحذرهم التغالى فى المهور! ولم يلبث أن رجع عمر إلى رأيها ، وعاد على نفسه باللائمة!!

        ويقول صاحب "عودة الحجاب": (واقتداءً برسول الله  ، فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهنَّ يوماً إلى الليل، وراجعت امرأةُ عمر عمرَ رضى الله عنه فقال: "أتراجعينى؟" ، فقالت: "إن أزواج رسول الله  يراجعنه ، وهو خير منك".)

        ثم قارن هذا عزيزى البابا بفعل الرب فى الكتاب الذى تقدسه ليخرس المرأة عن التكلم: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8

        وقد اتخض البعض من فعل الرب هذا سُنَّة ، استنوها فى معاملتهم معها كما كان بعضهم يُغالى أحياناً فيضع فى فمها قفلاً من حديد ، كانوا يسمونه الموسيلير Moselier ، وكانوا يحرمون عليها أحيانا أكل اللحوم كما كانت تتعرض لأشد العقوبات البدنية باعتبارها أداة للغواية وأحبولة من حبائل الشيطان. وكان للرجل أن يتزوج من النساء ما يشاء ويتخذ من الخليلات ما يريد.

        ولما اعتنق الرومان المسيحية أصبح للزوجة الأولى بعض الميراث ـ أما بقية الزوجات فكنَّ يُعتَبرن رفيقات. والأبناء منهن يُعاملن معاملة أبناء الزنا اللقطاء، ولذلك لا يرثون ويُعتبرون منبوذين فى المجتمع.

        ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر أن ما لاقته المرأة فى العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف "ليس للمرأة روح" تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها ، وربطها بالأعمدة ، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول ، ويسرعون بهن إلى أقصى سرعة حتى تموت ، ثم يربطون الشقيات بالأعمدة ويصبون النار على أبدانهن.

        وعن سكب الزيت المغلى على أجساد النساء يروى الدكتور اسبرينج Dr. Aspring أن النصارى قد أخذوه وتفننوا فيه ، بل أصبح قانوناً فى بداية القرن السادس عشر: "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية"

        أما كون المرأة بلا روح فليس هذا منحصراً فى القرون الأولى للمسيحية فقط، بل امتد إلى أواخر القرن السابع عشر الميلادى. عندما أصدر رجال العلم والمعرفة فى روما فتوى تنص على أنه (ليس للمرأة روح).

        ففى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام 586م ـ أى فى زمن شباب النبى محمد صلى الله عليه وسلم ـ مؤتمراً (مجمع باكون) لبحث: هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.

        كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها ، ولاتدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".

        وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين"

        وقال لوثر: (المرأة كمسمار يُدَّق فى الحائط)

        ويقول الأستاذ Abduh2000 فى مقاله بمنتدى برسوميات بعنوان: (المرأة في الكتاب المقدس والديانة النصرانية):

        لذا نجد هنا العالم المسيحي المشهور إيكويناس يعتبر المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج Thomas Acquinas : "Summa Theologica" , XXXIX,3(انظر).

        وأما المفسر المسيحي المعروف يوحنا فم الذهب (John Chrysostom) فهو يعتبر المرأة ((خطراً أسرياً وسيئة مصورة))

        Will Durant: The Story of Civilization ... The Age of Faith New York, 1950, p.325

        ومن نتائج هذه الأفكار عن المرأة أن أغلب النصارى الأوائل لم يبالوا، رغم كونهم متزوجين ، بأداء الحقوق الزوجية واعتبروا هذا الأمر غير ضروري بل غير مناسب

        Hans Leitzmann: The Beginnings of the Christian Church ( London, 1955 ), p.135

        لذا نجد أنه بعد أن يصبح المسيحي أسقفاً يكون من حسناته أن يعتزل المرأة وألا يقترب من امرأته إن كان متزوجا وقبل أن يصبح أسقفا.

        W.E.H. Leeky: A History of European Morals ( London, 1911), vol.2 p.329(

        ثم نجد هنا القوانين المضحكة نتيجة لهذه الأمور السابقة ، فمثلا إذا أراد الأسقف أن يلتقى بزوجته لمشورة أسرية وجب عليه أن يفعل ذلك في مكان فسيح وبحضور شهود. وأمر بابا الفاتيكان هيلدبراند (Hildebrand) المسيحين ألا يستمعوا إلى الأساقفة المتزوجين ولا يطيعوهم.

        W.E.H. Leeky: A History of European Morals (London, 1911), vol.2 p.332

        وكانت هذه القوانين قيدا ظالما للرجال والأساقفة ، فلجأوا إلى الحيل الملتوية لإشباع الرغبات ، إلا أن هذه القوانين قد تركت آثارا سيئة عميقة على النساء (فاحتقرن أزواجهن وأُكرهن على الخروج ، وظهر عدد كبير - بسبب هذا الفصل بين الرجل وزوجته - من الجرائم والمصائب)

        H.C.Lea:An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy, 1884, p.277

        وتعدى بابا آخر للفاتيكان - وهو أوربان الثاني (Uraban II) حيث أجاز جميع الحدود في سبيل تنفيذ هذه القوانين غير الفطرية حيث (أجاز للحكام أن يسترقوا نساء أولئك الأساقفة الذين رفضوا أن يتركوا زوجاتهن)

        H.C.Lea: An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy, 1884, p.333

        فكان نتيجة هذا أن ساء وضع المرأة في القرون الوسطى وحتى زمن قريب ، فلم يكن لها قيمة ولا احترام في المجتمعات المسيحية. وكان من حق الزوج القانوني ، حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر ، أن يبيع زوجته كما تباع الحيوانات

        Cady Stanton: History of Women's Suffrage, vol.3, p.290 (quoted in Rationalist Encyclopaedia by J.McCabe, London, 1950 , p. 625

        ومن أقوال فلاسفة أوربا ومشاهيرها ورجال الدين بها فى عصر ما بعد النهضة:

        (إذا رأيتم امرأة ، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشرياً ، بل ولاكائناً وحشياً وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته، والذى تسمعونه هو صفير الثعبان) (من وصايات سان بول فانتير - لتلاميذه)

        (المرأة خلقت لكى تخضع للرجل ، بل لكى تتحمل ظلمه) (اعترافات جان جاك روسو)

        (المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه) (شوبنهاور)

        ويستند شوبنهاور إلى وصف يسوع للمرأة الكنعانية أنها كلبة ، وإلى وصف صموئيل الثانى للمرأة بأنها نعجة:

        المرأة نعجة وبقرة: (صموئيل الثانى 12: 1-7) وتحكى أن أرسل الرب ناثان إلى داود يستفتيه فى حكم الرجل الغنى الذى عنده نعاج وأبقار كثيرة ، واعتدى على نعجة الرجل الفقير ، قد سمَّى المرأة فى الحالتين نعجة وبقرة.

        المرأة كلبة: (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-28

        واضطرت المرأة بموافقته على أنها من الكلاب ، حتى يشفى ابنتها: (27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». 28حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.) متى 15: 22-28

        الأمر الذى دفع إيريك بروك Erick Brock إلى الاعتراف أن المرأة تشبَّه فى بعض الأمور الدينية بالمخلوقات المشوهة ، والصُّم ، الحمقى ، والعبيد. بل نزعوا عنها أهم ما يميزها وهى الأنوثة ، فوصموها أنها من المخنثين.

        الأمر الذى دفع جيروم فى القرن الرابع إلى القول: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس)

        اقرأ ما قاله القديس Anselm von Canterbury : “لا يوجد ما يُشين أكثر من المرأة ، فالشيطان لا يغوى إنساناً إلا عن طريق المرأة”.

        بل قال توماس الإكوينى (1225-1274): “على المرأة أن تتصرف تجاه الرجل مثل العيب والنقص تجاه الكمال”.

        بل حرَّم المجمع الكنسى الذى أقيم فى القرن الرابع فى الفيرا Elvira على المرأة أن تكتب خطابات أو تستقبلها باسمها الشخصى.

        بل أمر البابا جريجورى السابع (1073-1080) فى مايلاند بذبح القساوسة المتزوجين أثناء القداس واغتصاب نسائهم على المذابح!!

        ويقول توماس الإكوينى: “إن الجنين المذكر يصبح إنساناً بعد 40 يوماً أما الجنين المؤنث فبعد 80 يوماً ، لأن الأنثى تنشأ من بذور معيبة أو هواء رطب”.

        ويقول إنجيل توما إن “النساء غير جديرات بالحياة”.

        وقال البابا بيوس الثانى (1458-1464): إذا رأيت امرأة فلا تظن أنك ترى إنساناً، فإنك ترى الشيطان بعينه! فطبيعتها شيطانية جهنمية.

        وقال ترتليان: إن المرأة هى بوابة الدخول إلى الجحيم!

        وقال يوحنا فم الذهب ، وهو أحد آباء الكنيسة الأقدمين: إن النساء خلقن فى الأساس لتخليص الرجل من هياجه الجنسى!!

        وقال ترتليان: إن الزواج يقوم على نفس أسس العهارة. لذلك فمن الأفضل للمرء ألا يمس امرأة!!

        وقد أسس ترتليان فكره هذا على قول بولس: (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. .. .. .. 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 1 و27-28

        وقال توماس الإكوينى: ”إن المرأة هى خطأ الطبيعة .... فهى نموذج لرجل مشوَّه، ضال ، فاشل ، وإن تحقيق الكمال البشرى يتمثل فى الرجل“.

        وقد بنى توماس الإكوينى قوله هذا على قول الكتاب: (7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7-9

        لذلك ليس لها أن تفتح فاها فى الجماعة (التى تترجم بالكنيسة): (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ) كورنثوس الأولى 14: 34-35

        الأمر الذى جعل مفكريهم يرون أن المرأة كائن معيب ، وأن صوتها هو صفير الشيطان ، وأن السجن والضرب أقل ما يليق بهذا المخلوق الغريب:

        فمن وصايا سان بول فانتير – لتلاميذه: (إذا رأيتم امرأة، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشرياً ، بل ولاكائناً وحشياً وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته ، والذى

        تسمعونه هو صفير الثعبان)

        وقال هيرونيموس أحد آباء الكنيسة: “إذا لم تخضع المرأة لزوجها ، الذى هو رأسها ، فهى تستحق نفس عقوبة الرجل الذى لا يخضع للمسيح”. وهذا يعنى أن الرجل إله المرأة على الأرض ، وعدم طاعتها له تتساوى مع الكفر ، وعلى ذلك تستحق القتل ، لأنها أصبحت عدوة للمسيح: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27

        وهذا مبنى على كلام الكتاب الذى يأمر المرأة أن تعتبر زوجها إلهاً على الأرض: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16

        (22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.) أفسس 5: 22-24

        (18أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ.) كولوسى 3: 18

        (3وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ.) كورنثوس الأولى 11: 3

        (7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7-9

        وقال مارتن لوثر: إن التفاهة والكفر من طبيعة المرأة التى ورثتها عن أمنا حواء. فهل تعتقد أن صاحب هذا الرأى سيولى المرأة مكانة فى المجتمع؟

        وقال الأب ******ى ساراسا Sarasa : إن الجنس الأنثوى يحتل مرتبة أقل بكثير من الجنس الذكرى ، وإن العقل الأنثوى أخف وأضعف من عقل الرجل.

        تعليق


        • #5
          وقال كابوكراتيس الذى يُعد من مؤسسى الدير وأحد المسيحيين الأول: ”إن الطبيعة تنادى بأن النساء خلقن لمتعة البشر“. وهذا هو دور المرأة فقط فى الحياة كما يراه مؤسسو المسيحية قبل ظهور الإسلام.

          وقال القديس هيرونيموس: “اهربوا من النساء ، فهن مدخل الشيطان ، وطريق الإثم. وإذا ما اقتربن من الرجل احترق.”

          وقرر مجمع توليدو Toledo المنعقد عام 589 “أنه يجب معاقبة القساوسة الذين يأوون النساء اللاتى يثرن شبهة حولهن ، أما بالنسبة للنساء أنفسهن فعلى الأسقف أن يدفع بهن إلى سوق النخاسة ليبَعن كما يباع العبيد”.

          وقرر كليمنس السكندرى وذلك قبل عام 215 أنه “على النساء أن يخجلن من طبيعتهن”.

          وقال يوحنا فم الذهب أن “الجنس الأنثوى هو جنس ضعيف تافه ، ولا يجدن الخلاص إلا عن طريق الإنجاب”. ولكن كيف تخلص المرأة العاقر؟ وكيف تخلص المرأة المصابة بمرض يمنعها من الإنجاب؟ وكيف تخلص المرأة التى يكون زوجها هو العاقر؟ مسكينة المرأة عزيزى البابا ، ولا أعلم عن أى سمو هذا الذى تراه فى المسيحية وتاريخها؟

          بل قرر قانون الكنيسة فى القرن العشرين وبالتحديد عام 1917: “أنه لا يُسمح للأنثى أن تكون وزيرة ، ويُباح لها ذلك فقط عند عدم وجود رجل يشغل هذا المنصب أو مع وجود سبب يبرر ذلك. ولا يُسمح للمرأة بأى حال من الأحوال أن تقترب من المذبح وعليها أن تُجيب [عمَّا يوجه إليها] فقط عن بُعد”.

          بل قرر البابا بولس السادس عام 1980 أن “مهام مساعدى القسيس محرمة على الأنثى”. وهذا ما أقره بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر.

          وقال القديس أودو Odo (878-942): ”إن النظر إلى النساء يتسبب فى القىء. وبما أن المرء يستنكف أن يمس الخراء أو البلغم بطرف اصبعه ، فما الذى يدفعنا إذاً إلى التزاحم على لمس إناء القاذورات نفسه؟“

          ما هذا الذى نقرأه من رجل حمل لقب قديس وكان يعظ بين الناس!! تخيل رد الفعل الذى ينتاب الرجل أو الشاب تجاه أمه أو أخته أو ابنته أو زوجته من تأثير هذا القول الذى يُنسب لرجل ملىء بما تسمونه الروح القدس!!

          لم أقرأ أقذر من هذه التعبيرات فى حق المرأة. هل تعرف عزيزى البابا أننا لو سلمنا بكل المغالطات التى ادعيتها للإسلام، وسوء فهمك لبعض الأحاديث، وتحاملك على تأويل البعض الآخر، لكانت المرأة المسلمة أيضاً تاجاً على رؤوس سيدات اليهود والنصارى بجانب هذه الأقوال!!

          http://www.humanist.de/zitate/sexu.html

          http://www.politikforum.de/forum/arc...004/07/2/67710

          إن قول القديس أودو قد بُنى على نفس موقف بولس فى الكتاب ، فهو يفضل ألا يمس الرجل المرأة: (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. .. .. .. 25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 1 و25-28

          ومع كل أقوال علماء اللاهوت والكتاب نفسه تجد أحد عالم اللاهوت الكاثوليكى برنهارد هيرنج Bernhard Häring يقول: لا توجد ديانة أو مذهب دينى رفع من شأن المرأة وقدرها مثل الديانة المسيحية!!

          وهل يُعقَل عزيزى البابا أن الذى أمر بكره الأم والإبنة والأخت لتكون تلميذاً له قد أكرم المرأة؟ فماذا كان سيقول الشيطان إذن فى هذا الموقف غير ذلك؟ (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26

          وهل تريد أن تقول أن الذى يأمر بقتل النساء والأطفال الرضع كان رحيما على المرأة التى كانت السبب الأوحد فيما تسمونه الخطيئة الأزلية؟ (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3

          وهل تعتقد أن الرب الذى أمر بإخراج الشعب من رجال ونساء وأطفال وقتلهم بالمناشير والنوارج الحديد والفؤوس كان رحيماً بهذا العمل على المرأة؟ (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ)أخبار الأيام الأول 20: 3

          وهل تؤمن أن الرب الذى أمر بالإمساك بالأطفال وضرب الصخر بهم كان أو سيكون رحيماً على المرأة؟ (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9

          وهل يصدق عقل أن الرب الذى أمر بتحطيم الأطفال وشق بطون الحوامل سيكون رحيماً على المرأة؟ (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

          وهل أمر الرب الصريح بعدم الشفقة والقتل للهلاك والإبادة للشيوخ والشباب والأطفال والنساء كافة سيكون رحيماً عليهن؟ ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. …) حزقيال 9: 5-6

          اقرأ كيف يُكدر الرب فرحة المرأة المسبية يوم عرسها: (12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 12-14

          اقرأ كيف يفرض الرب على المرأة أن تتزوج من أخى زوجها المتوفى: (5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل.) تثنية 25: 5-6

          ألا تشعر المرأة فى كتابك الذى تقدسه عزيزى البابا أنها بزواجها أصبحت مِلكاً لأسرة زوجها ، فإن مات ورثوها وزوجوها أخيه؟ فأى كرامة أو حرية أو آدمية تمتعت بها المرأة فى الكتاب الذى تقدسه؟

          اقرأ كيف أعطى الربُّ الأبَّ فى الكتاب الذى تقدسه الحق فى بيع ابنته القاصر: (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7

          واقرأ أمر الرب الذى يرفض أن تكون المرأة مدرسة أو مُحاضرة أو أستاذة فى الجامعة: (لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. 12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ،13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ،14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 11-14

          يقول ديشنر صفحة 51-52: (لم يعرف اليهود الرحمة مع النساء إلا قليلا ، الأمر الذى أثر فيما بعد فى المسيحية ، فهى منذ قصة الخلق ـ أى منذ الوهلة الأولى للحياة ، وهى مرتبطة بالرجل وخاضعة له ، كما أنها صاحبة أول خطيئة فى التاريخ، وهى الخطيئة الأزلية ، وكانت هى التى غررت بالرجل ، فأصبح الرجل ضحيتها والمُغرَّر به، ويُعذر فى ذلك ، ويُغفر له. وقد تعلل بقوله: (12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) وقد حُكِمَ على المرأة بالولادة وأوجاع الحمل وأن تصبح جارية للرجل: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16

          ونجد قصة الخطيئة الأزلية هذه فى الكثير من الأساطير الوثنية ، فنجدها فى الديانة السومارية والديانة البوذية ، كما تعرف الأساطير الجرمانية أول زوج من البشر عرفه الإنسان (عسكر وإمبلا) إلا أن اتحادهما لم يُعتبر من الآثام مطلقا.)

          (وفى العهد القديم يُظهر لنا اسم الإله (بعل) أنه السيد والمالك زوجته (بعولة) ، ويُشبه سفر اللاويين المرأة بالحيوانات المنزلية المستأنسة) انظر الديانة اليهودية لـ Bousset صفحة 426.

          (وحتى فى أيام يسوع كانت المرأة توضع فى نفس مرتبة الطفل والعبد ، بل إنه فى القرن العشرين [1991] يصلى اليهودى فى المعبد قائلاً: (أشكرك ربى أنك لم تخلقنى كافراً أو عبداً أو امرأة)

          (أمَّا فى جانب العبادة فقد ظُلِمَت المرأة بشدة ، فقد استُبعِدَت من أى مشاركة إيجابية، وكانت إقامة الصلوات ، وعقد المحاضرات ، والوعظ من واجبات الرجل ، بل حُرِّمَ عليها دراسة التوراة ، وكان لا يُسمَح لها بالدخول إلا إلى الفناء الأمامى للمعبد فقط. والغريب أنه حتى الحيوانات التى كانت تُقدَّم على المذبح ، كان لا بد لها أن تكون حيوانات مذكَّرة. وذلك جاء نتيجة لما علمه اليهود من أن الله أحسنَ إلى امرأة ثم أتت منها أول خطيئة فى التاريخ ، وبسببها حلَّ الموت علينا ، حتى ادعى البعض أن مساوىء الرجل أفضل من فضيلة المرأة.)

          (وأكثر من ذلك فقد كانت مُهمَّشة فى الحياة اليومية ، وكان يُعَد الكلام معها أكثر من اللازم أو التمسك بمشورتها والعمل بها من المحرمات ، التى يُعاقب عليها المرء بنار جهنم ، ولم يُسمَح للرجل بتحية المرأة ، أو يُسمَح لها بتحيته. لذلك تعجب تلاميذ يسوع من وقوفه مع المرأة السامرية يتبادل معها أطراف الحديث: (27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ) يوحنا 4: 27

          ولم تكن ولادتها من الأشياء التى تدخل السرور على أهلها، وكانت قمة السعادة تغمرهم بولادة الابن الذكر، كما أغفل العهد القديم عند ذكره للأنسال ذكر أسماء البنات بالمرة ، بل تعدى الأمر أكثر من ذلك ، فقد سَمَحَ للأب ببيع ابنته.) (وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد) خروج21: 7

          (لا يوجد رجل فكر فى المرأة ثم احترمها ، فهو إما أن يحتقرها وإما أنه لم يفكر فيها بصورة جدية) (أوتو فيننجر)

          (الرجل يمكن أن يتصور نفسه بدون المرأة - أما المرأة فإنها لاتتصور نفسها بدون رجل) جوليان بندا

          وهذا هو الذى دعا متى تحبيذ أن يخصى الرجل نفسه لأجل الملكوت: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12

          تقول الكاتبة كارين أرمسترونج: (فى القرن الثالث عشر الميلادى قال الفيلسوف اللاهوتى القديس توما الاكوينى ، الذى ساد الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب ، إن الجنس كان دائماً شراً .. .. وعلى أى حال ، فإن هذا الموقف السلبى لم يكن محصوراً فى الكاثوليك ، فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى أقصى حد بآراء أوغسطين ، وحملا مواقفه السلبية تجاه الجنس والزواج إلى قلب حركة الإصلاح الدينى مباشرة. لقد كره لوثر الجنس بشكل خاص ، على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية فى حركته المسيحية. لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج عمله هو أن يقدم علاجاً متواضعاً لشهوة الإنسان التى لا يمكن السيطرة عليها. فكم صرخ قائلاً: (كم هو شىء مرعب وأحمق تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى لا يمكن شفاؤه بأى دواء ، ولو كان حتى الزواج الذى رُسِمِ لنا خصيصاً من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا.) (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 226)

          (لقد سلم أوغسطين [القرن الرابع الميلادى] إلى الغرب تراث الخوف من الخطيئة، كقوة لا يمكن السيطرة عليها، فهناك فى لب كل تشكيل للعقيدة ، توجد المرأة حواء، سبب كل هذه التعاسة ، وكل هذا الثقل من الذنب والشر ، وكل الانغماس البشرى فى الخطيئة. لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معاً فى ثالوث غير مقدس. فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين ، لا يمكن فصل هذه العناصر الثلاثة. وفى الغرب بقيت المرأة هى حواء إلى الأبد ، هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم. بل إن إنجاب الأولاد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى وينبوع القدرات التى تمتلكها ، نجده فى المسيحية قد غلفه الشر باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة)

          (ويقول القديس جيروم: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى ، فإننا نكرم زوجاتنا. أما إذا لم نمتنع: حسناً! فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)

          وتواصل الراهبة كارين أرمسترونج: (إن المسيحية خلقت أتعس جو جنسى فى أوروبا وأمريكا بدرجة قد تصيب بالدهشة كلا من يسوع والقديس بولس. ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيره على النساء. فبالنسبة لأوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية ، كانت النساء تعنى مجرد إغراء يريد أن يوقعه فى شرك ، بعيداً عن الأمان والإماتة المقدسة لشهوته الجنسية. أما كون العصاب الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء ، فهذا ما يُرى بوضوح من حقيقة أن النساء اللاتى التحقن بالجماعات الهرطيقية المعادية للجنس ، وصرن بتولات ، قد تمتعن بمكانة واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية التقليدية)

          والذى دعا جيروم إلى قوله أن على المرأة أن تفقد أنوثتها وتصبح رجلاً لتخلص فى الآخرة: لقد كتب جيروم يقول: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس) نقلاً عن اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب

          (المرأة آلة للإبتسام . تمثال حى للغباء) (الأديب الفرنسى - لامنيه)

          (المرأة كائن نسبى) (المؤرخ ميشليه) ، وهذا هو الذى دعاهم فى القرن الخامس للدعوة لعقد مجمع باكون ليبحثوا فيه إذا كان للمرأة روح مثل الرجل أم لا.

          لذلك قال أرسطو: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)

          لذلك قال الفيلسوف نتشه: (إنها ليست أهلاً للصداقة ، فما هى إلا هرَّة ، وقد تكون عصفوراً، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة بالنسبة له مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله ، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).

          لذلك قال لوثر: (إذا تعبت النساء، أو حتى ماتت، فكل ذلك لا يهم، دعهن يمتن فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)

          لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).

          (ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)

          وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض)

          وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (إنه نظراً لأن المرأة لا تشبع جنسيا ، فإنها غالبا ما تصطاد بائساً حقيراً لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالاً ليسوا أولادهم)

          وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل)

          (وكانوا يُعدُّون اختطاف الأطفال لتربيتهم على الرهبنة من القربات. وكانوا يفرون من النساء ولو كانوا أقاربهم لاعتقادهم أن مجرد النظر إلى المرأة مُحبِط للأعمال.)- نقلاً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير إبراهيم سليمان الجبهان ص 72-75]

          وفى الوقت الذى قال فيه ترتوليان – أحد أقطاب المسيحية الأولى وأئمتها يبين للبشرية نظرة المسيحية فى المرأة: (إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، وإنها دافعة إلى الشجرة الممنوعة ناقضة لقانون الله ومشوهة لصورة الله – أي الرجل) مستندا فى ذلك إلى قول الكتاب المقدس (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15

          يقول فيه الكتاب المقدس على لسان موسى إنه بسبب خيانتهن للرب حلَّ الوباء على الجماعة: (وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) سفر العدد 31 :15-18

          ويقول فيه سوستام الذي يعد من كبار أولياء الديانة المسيحية في شأن المرأة: (هي شر لا بد منه ، ووسوسة جبلية ، وآفة مرغوب فيها وخطر على الأسرة والبيت ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة) مستندا إلى قول الرب الذى أرسل ملاكه ليقول عنها إنها الشر بعينه: (7وَإِذَا بِوَزْنَةِ رَصَاصٍ رُفِعَتْ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8

          يقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه (الصليب ذو الكنيسة ـ قصة الحياة الجنسية للمسيحية) فى الفصل التاسع عشر ص 230: (قال سيمون دى بوفوارSimone de Beauvoir : لقد أسهمت العقيدة المسيحية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا)

          كما قال ماركوس Marcuse: (إن فكرة أن تكون المرأة حاملة للخطيئة الأزلية، والتى تتعلق بها عقائد الديانة المسيحية تعلقاً لا تكاد تنفك منه أبداً ، هى التى أثرت أسوأ تأثير على الناحية الإجتماعية والقانونية للمرأة)

          وقال دينس ديديروت Denis Diderot: (إن فى كل عادات وتقاليد الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة ، فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله)

          لقد صنع تاريخ المرأة رجالٌ كانوا يتخذون المرأة عدوا لهم منذ العصور الأولى للبابوية. وكان الرجل يعتبرها فى العصور المنصرمة للإمبراطورية الرومانية كأحد مواشيه ، وله أن يتصرف فيها بالبيع أو القتل إن شاء. ولو قتل ابنة رجل آخر أسلم لهم ابنته فيقتلونها أو يبيعونها أو يتملكونها فلهم الحرية فى ذلك.

          وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان ، وسُمِحَ له أن يؤدب زوجته بالضرب كما سُمِحَ له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع أدنى عقوبة عليه.

          كما كانت مخلوقاً ثانوياً وشريكة للشيطان فى الخطيئة الأزلية، وهذا يجعلها تأتى دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على المستوى الكنسى.

          فإذا كان الكتاب المقدس بجزئيه جعل المرأة سبباً فى خطيئة آدم، وسبباً فى خروجها من الجنة للعمل والشقاء، حتى إنجابها للأولاد جعله تكفيراً عن هذه الخطيئة، فماذا تنتظر من أتباع هذا الدين أن يُحسنوا به إليها؟ (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16

          فقد عانت المرأة الويلات من جراء أقوال بولس هذه وغيرها لمدة قرون من الزمان، فقد اعتبر رجال هذا الدين المنسوب للمسيح "أن المرأة دنس يجب الإبتعاد عنه، وأن جمالها سلاح إبليس.

          وحرص آباء الكنيسة على التوكيد على أن المرأة مصدر الخطيئة والشر فى هذا العالم، ومن ثم يجب قهرها إلى أقصى حد واستهلاكها نفسيا تحت وطأة الشعور بالخزى ، والعار من طبيعتها وكيانها البشرى.

          وهذا الإعتقاد تسرب إلى المسيحية من بين معتقدات وعادات كثيرة انتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة، التى كانت تعتبر المرأة تجسيداً للأرواح الخبيثة، والتى كانت متفقة على تحقير النساء وإذلالهن، بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية، ومن بينها إلزام المرأة التى يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد موته وإحراق جثته مباشرة "

          وعلى ذلك أسأل البابا: هل ترى فى كل هذه النصوص سواء الكتابية أم التى صرح بها رجال الدين والكنيسة الأول مدعاة إلى السمو والفخر؟ لا أعتقد. والدليل على ذلك هو حرص المرأة الأوروبية على المناداة بالمساواة بالرجل ، وذلك جراء ما عانته طوال تاريخها ، وصراعها الطويل لنيل شيئاً من الحقوق الآدمية.

          وربما كان مطالبة المرأة بالمساواة بالرجل قد نشأ من اعتبارهم أن الذكر هو المعيار الأمثل للبشرية ، وأن المرأة هى العيب والسُّبة فى هذه الحياة. وعلى ذلك فهى ترى أن الرجل هو أسمى ما تتمنى أن تصل إليه. وهذا بخلاف الإسلام.

          ثم أسألك أين العقل الذى تمتعت به المسيحية بشأن المرأة؟ فلو كان هذا هو العقل فما كان للمرأة فى أوروبا ومفكريها أن يُطالبوا بتحريرها ، ولكان تحريرها هو تحررها من الدين. وعلى ذلك يجب أن تكون الكنيسة ضد ذلك. فما موقفك أنت من هذا؟ هل تؤيد كل هذه النصوص التى قيلت فى المرأة ، أم تقف ضد الكتاب والتقاليد وتؤيد تحريرها من الظلم الذى وقع عليها؟

          رأى الإسلام فى الأنثى:

          وهنا أدعو كل مسلم ومسلمة ، وأناشد كل مسيحى ومسيحية أن يقرأ ما قدمه الإسلام للمرأة فى نقاط سريعة يسهل على القارىء تتبعها مؤيدة بآيات القرآن والأحاديث النبوية. وأدعو البابا وكل أتباعه ليتأملوا ما جاء به الإسلام فقط فى حق المرأة ، وليتتبعوا ، وليبحثوا عما قاله كتابهم بشأن هذه النقاط.

          فلم يكرم دين أو كتاب سماوى أو قانون وضعى المرأة كما كرمها الإسلام. فمن وقت أن أعلن الرب لملائكته أنه سيخلق فى الأرض بشراً ، جعلها خليفة لله ممثلة له على الأرض وشريكة للرجل فى استخلافه لها. لذلك رفع عنها الأغلال التى وضعتها الكتب الأخرى فى عنقها ، وكرمها إذ سفهها الناس وأصحاب الأديان الأخرى ، ورفعها إذ وضعها الناس والفلاسفة النصارى واليهود ، فكرمها بنتاً وأماً وزوجة وأختاً وطفلة ورضيعة وجنيناً فى رحم أمها. ولك أن تتخيل أن الله جعل هدف كل العبَّاد والنسَّاك والزهَّاد تحت أقدام امرأة: فقد ربط الجنة بأسفل أقدام الأم ، امرأة.

          وزاد فى تكريمها فجعل الدنيا مؤنثة ، والرجال يخدمونها ، والذكور يعبِّدونها ، ويعملون من أجلها ، والأرض مؤنثة ، ومنها خلق آدم ، وخلقت البرية ، وفيها كثرت الذرية ، وأُمِروا بتعميرها ، والحفاظ عليها ، والقتال من أجل خلود شريعة الله عليها، كما أُمِرُوا بالسجود لله عليها ، والسماء مؤنثة ، وقد زينت بالكواكب، وحُلِّيَت بالنجوم، التى تهدى الرجال فى طريقهم إلى بر الأمان، والنفس مؤنثة، وهى قوام الأبدان ، وملاك الحيوان، والحياة مؤنثة ، ولولاها لم تتصرف الأجسام، ولا عرف الأنام، والجنة مؤنثة، وبها وعد المتقون، وفيها ينعم المرسلون والشهداء والصالحون.

          انظروا إلى تكريم الله للأب الذى أنجب بنتاً:

          عن عبد الله بن مسعود قال سمعت النبي  يقول: (من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها وأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعم الله التي أوسع عليه كانت له منعة وسترا من النار) رواه الطبراني

          وعن أبي هريرة أن رسول الله  قال: (من كن له ثلاث بنات فعالهن وآواهن وكفهن وجبت له الجنة. قلنا: وبنتين؟ قال: وبنتين. قلنا: وواحدة؟ قال: وواحدة.) رواه الطبراني في الأوسط (مجمع الزوائد ج: 8 ص: 158)

          ولم تشمل هذه الرعاية والعناية بنات الرجل فقط ، بل أكثر من ذلك فقد قرر الله أن الجنة مصير من أدب جاريته وأحسن إليها: عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله : (من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران) صحيح البخاري ج: 2 ص: 899

          فهذا شرف لم يعطه الله للأب الذى أنجب ولداً!! لقد أدخله الله مسابقة الفوز بالجنة! فقط لأنه أب لإبنة! فليفرح وليتفاخر الأب ذو البنات على الأب ذو البنين!

          تقول زيجريد هونكه: (إن الحلى التى يقدمها الأوروبى لحبيبته أو لزوجة صديقه أو رئيسته، سواء أكانت ماساً أصلياً أو زجاجاً مصقولاً ، هى عادة استوردت من الشرق ، ويمارسها الناس كل يوم ، ولا يعرفون لها مصدراً).

          لقد ذكرت المرأة فى القرآن 24 مرة ، وهو نفس العدد الذى ذكر فيه الرجل. ولم تعد المرأة فى ظل الإسلام كما كانت عند الآخرين دنساً يجب التنزه عنه ، ولكن تسامى الإسلام بالمرأة إلى علياء السمو ، وجعل الزواج من نعمه سبحانه على عباده. فقد مدح الله فى كتابه الرسل السابقين لأنهم تزوجوا ، فقال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) الرعد 38

          ومدح الله عز وجل أولياءه بأنهم يسألونه ذلك فى دعائهم ، فقال سبحانه: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * قُلْ مَا يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) الفرقان 74-77

          وجعل الله على المرأة واجبات كما أعطاها حقوقاً، وفرض على الرجل واجبات، مثل ما فرض عليه من حقوق ، لو أخذ كل منهما واجباته، وقام بها، وأعطى الآخر حقوقه ، لاستقام أمر الحياة الزوجية والمجتمع.

          فى الحقيقة لا يعرف الإسلام التفرقة بين الرجل والمرأة على أساس أفضلية أحدهما على الآخر، ولكن تبعاً لطبيعة كل منهما أو الواجبات المُناطة بهما. فقد ساوى الإسلام بينهما فى الإنسانية ، وفى الواجبات ، وفى الحقوق ، بل أولى المرأة اهتماماً ورعاية لم يشملها الكتاب المقدس ولا تاريخ الشعوب اليهودية أو النصرانية أو حتى الوثنية. ولا أى قانون وضعى أنصف المرأة ورفعها ، بل جعلها تاجاً على رؤوس الرجال والمجتمع ، كما فعل الإسلام.

          فقد جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء ، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح ، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبداً .. وبذلك حرر الإسلام المرأة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى: فقد حررها فى كل الجوانب النفسية والجسدية والعقلية والأمنية والعلمية.

          وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين ، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي للمرأة من العبودية ، بل جعل حقوقها جزءاَ من كيان الدين نفسه وشطراً من الحقوق العامة للإنسان قبل أن يشرعها الإعلان العالمى لهذه الحقوق بأكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان. حيث شرعها الإسلام فى القرن السادس الميلادى بينما كان الإعلان العالمى فى عام 1948 (أى فى القرن العشرين).

          ولأن حقوق المرأة فى الإسلام ـ كما أشرت جزء من الحقوق العامة للإنسان فقد كفل الإسلام للمرأة من الحقوق ما أعطاها الحياة نفسها بكل شرف وعزة وإباء ، وجعلها شريكة له فى كل أمور الحياة السياسية والإجتماعية، وراعى الناحية النفسية والأنثوية والجنسية لها. وحتى يُعلم هذا الأمر بصورة أو ضح ، سأبين حفظ حقوق المرأة في الإسلام ابتداءً من كونها جنين في بطن أمها إلى أن تقابل ربها:

          1- حفظ الإسلام حق المرأة قبل أن تُخلق ،فجعلها الله خليفة فى الأرض ، وأشركها فى التكليف مع آدم، فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة 30

          2- حفظ الإسلام إنسانيتها وساواها بالرجل فى الأصل والنشأة: فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13

          (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) النساء 1

          وقال : (إنما النساء شقائق الرجال)

          3- حفظها الإسلام بأن جعلها آية من آياته، تطالب الرجل والمرأة على السواء شكر الله عليها ، فقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21

          4- حفظها الإسلام بأن جعلها هبة الله للبشرية ، فقال تعالى: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ) الشورى 49

          5- حفظها الإسلام بأن جعلها نعمة من نعم الله وقُربة من قرباته للبشرية، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * قُلْ مَا يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) الفرقان 74-77

          6- حفظ الإسلام كيانها فى المجتمع بأن اعتبرها مسئولة عن قيام الفضيلة والقضاء على الرذيلة فى الأرض، عن طريق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مثلها مثل الرجل. وبذلك حمَّلها مسئولية الدين والدعوة إليه ، وجعله أمانة فى عنقها وعنق الرجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 71

          7- حفظ الإسلام الأنثى وجعل الإعتداء عليها من السفه بل اعتبره من الآثام وجعل البيت المسلم يبتهج لمقدمها: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ  يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) النحل 58-59

          (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) الأنعام 140

          8- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل قتلها قتلاً للبشر جميعاً ، وهى تتساوى فى هذا مع الرجل ، فقد قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة 32

          9- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في بطن أمها، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها، أو بعد ولادتها ، أوجب الإسلام على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن) الطلاق 6

          10- حفظ الإسلام حق المرأة بحيث لا يُقام على أمها الحد ، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها (ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها: حتى تضعي ما في بطنك)

          11- حفظ الإسلام حق المرأة راضعة؛ فلما وضعت الغامدية ولدها، وطلبت إقامة الحد قال  (اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه)

          12- حفظ الإسلام حق المرأة مُرضِعة ، فجعل لها أجراً ، وهو حق مشترك بين الراضعة والمرضعة (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) الطلاق 6

          13- حفظ الإسلام حق المرأة مولودة من حيث النفقة والكسوة (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف) البقرة 233

          14- حفظ الإسلام حق المرأة طفلةً بأن جعل الأب يعق عنها مثل الذكر: وقد اختلف الفقهاء فى قدرها، فذهب جماعة إلى أنها شاتان عن الذكر، وشاة عن الأنثى.

          ورأى آخرون ـ ومنهم الإمام مالك ـ أنها شاة عن الذكر والأنثى ، مستدلاً بحديث رواه ابن عباس: أن رسول الله  عقَّ عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً.

          15- حفظ الإسلام حق المرأة في فترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين ، وأوجب على الزوج النفقة عليها في هذه الفترة لعموم أدلة النفقة على الأبناء.

          16- حفظ الإسلام حق المرأة في الحياة الهنيئة ، فنهى عن الرهبانية وامتدح الزواج: (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) الحديد 27

          وقال رسوله الكريم : (تزوجوا فإنى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ، ولا تكونوا كرهبانية النصارى). أخرجه البيهقى

          واعتبر الزواج من أُسس الحياة الهنيئة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21

          17- حفظ الإسلام حق المرأة في التمتع الجنسى بزوجها ووفَّى بمتطلباتها الجنسية معه: فببزوغ فجر الإسلام تبددت الأوهام التى كانت تعد الرابطة الزوجية دناءة بهيمية، ولم يقف الإسلام على ذلك ، بل تسامى بتلك الرابطة فوق طابع الشهوة إلى ممارسة سامية عالية ، فقد أرشد النبى  الزوجين إلى استصحاب التسمية ، وحضَّ على ذلك لما فيها من الخير الكثير: عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله : (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتى أهله قال: "بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا"، فإنه إن يقدر بينهما ولد فى ذلك اليوم ، لم يضره الشيطان أبداً). متفق عليه

          ولم ير عيباً فى الزواج، وجماع الرجل لزوجته، بل علم المسلمين الطريقة المثلى للجماع ، فلا يقع الرجل على زوجته مثل الحيوانات ، ويستمتع هو دونها ، فأمر الرجل المسلم أن يُقدِّم لنفسه ويُهيِّىء زوجته ونفسه لهذا ، بل وأثاب عليه: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) البقرة 223

          وعن أبى سعيد رضى الله عنه قال رسول الله : "إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ، ونظرت إليه ، نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة ، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما"). صحَّحه السيوطى

          18- حفظ الإسلام حق المرأة في الميراث عموماً ، صغيرة كانت أو كبيرة قال الله تعالي (فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ)

          19- حفظها الإسلام نفسياً ومعنوياً وإجتماعياً بأن ساوى بينها وبين الرجل فى أغلب التكاليف: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ ا للّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)النساء 36

          (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ  وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ) العنكبوت 7-9

          (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)النحل 90-91

          (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً  وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا  رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا  إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا  وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا  وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا  إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا  وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا  وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً  وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً  وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً  كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا ) الإسراء 22-40

          20- حفظ لإسلام المرأة بأن دافع عنها الله بنفسه وتوعد الذين يؤذونهن ، وهى تشترك فى ذلك مع الرجل: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الأحزاب 58

          (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) البروج 10

          21- حفظ الإسلام حق المرأة بأن طلب إلى المؤمنين أدباً سامياً فى دخول البيوت للحفاظ على أعراض النساء وسمعتهن ، وبعداً بها عن مواطن الزلل والفتنة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)النور27-28

          تعليق


          • #6
            22- حفظ الإسلام المرأة بأن أمر رسوله أن يستغفر الله لها: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) محمَّد 19

            23- حفظ الإسلام أيضاً المشركات بأن منع قتلهن فى الحروب: عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: (وُجِدَت امرأة مقتولة فى بعض مغازى النبى  فنهى عن قتل النساء والصبيان) [الشيخان وغيرهما]

            24- حفظ الإسلام المرأة وحرَّمَ وأدها صغيرة، وفرض حسن تربيتها وتعليمها: قال الله تعالى: (وإذا الموءودة سُئلت بأى ذنب قتلت)

            وقال : (من كانت له أنثى ، فلم يئدها ، ولم يُهِنْها ، ولم يؤثر ولده عليها ، أدخله الله الجنة)

            25- حفظ الإسلام المرأة بأن اعتبرها من المكونات الأساسية لخيرات الدنيا والآخرة: قال : (أربع من أعطيهنَّ فقد أعطى خير الدنيا والآخرة: (قلباً شاكراً ، ولساناً ذاكراً ، وبدناً على البلاء صابراً ، وزوجة لا تبغيه خوفاً فى نفسها ولا ماله)

            26- حفظ الإسلام المرأة بأن جعلها خير ما فى الدنيا كلها: قال : (الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة).

            27- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل الجنة غاية حياة كل مؤمن تحت أقدامها ، فأى شرف هذا الذى نالته المرأة فى الإسلام؟ وقال : (الجنة تحت أقدام الأمهات) وهو ضعيف سنداً ، لكن يؤيد متنه الحديث الحسن الذى يليه.

            فقد روى أن رجلاً جاء إلى النبى  فسأله النبى: (هل لك من أم)؟ قال: نعم. فقال : (الزمها ، فإن الجنة تحت أقدامها). ذكره الألبانى فى صحيح الجامع

            28- حفظ الإسلام المرأة بأن نزع عنها لعنة الخطيئة الأبدية التى وصمتها بها الأديان السابقة، واعتبرها وزوجها قد أذنبا ثم منحهما التوبة والغفران، فقال تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) البقرة 36 ، وقال: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ) الأعراف 20

            وعندما أدان شخصاً بمفرده ، أدان آدم فقط ، فقال تعالى:(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) طه 120

            29- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل لها نصيباً فى الميراث ، بعد أن كانت جزءاً منه فقال تعالى: (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) النساء 7

            فقرر نصيباً لها فى الميراث باعتبارها زوجة، وباعتبارها بنتاً، وباعتبارها أماً، وباعتبارها أختاً.

            (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَا نَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا * وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) النساء 11-12

            30- حفظ الإسلام المرأة بأن وهبها جميع حقوقها المدنية: فلها الحق فى إبرام العقود من بيع وشراء وإجازة وشركة وقرض ورهن وهبة وأن توكل غيرها ، وأن تتوكل عن غيرها فيما يملك.

            31- حفظ الإسلام المرأة بأن أزال عنها القصر الدائم ، فأقر أهليتها الكاملة ، مانحاً إياها حق الولاية على مالها وشئونها.

            32- حفظ الإسلام المرأة بأن ذكرها الله تعالى فقط عندما تكلم عن العمل الصالح فقال تعالى بالعموم: (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) غافر 40، أما فى الخير فقد جاء بالذكر والأنثى (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40

            33- حفظ الإسلام حق المرأة في اختيار الزوج المناسب ، ولها أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيباً لقوله عليه الصلاة والسلام (لا تنكح الأيم حتى تستأمر) وقوله: (ليس للولى مع الثيِّب أمر)

            وفى الصحيحين: أن الخنساء بنت حزام قد زوَّجها أبوها وهى كارهة ، وكانت ثيباً! فأتت الرسول  ، فردَّ نكاحها.

            34- حفظ الإسلام حق المرأة إذا كانت بكراً فلا تزوج إلا بإذنها لقوله عليه الصلاة والسلام (ولا تنكح البكر حتى تستأذن)

            وجاء فى السنن من حديث ابن عباس: أن جارية بكراً أتت النبى  ، فذكرت أن أباها زوجها وهى كارهة. فخيرها النبى .

            وجاءت فتاة إلى النبى  فقالت: إن أبى زوجنى ابن أخى ليرفع بى خسيسته. قال الراوى: فجعل أمرها إليها.

            فقالت: قد أجزتُ ما صنع أبى! ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس للآباء من الأمر شىء.

            35- حفظ الإسلام حق المرأة في صداقها ، وأوجب لها المهر (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) النساء 24

            36- حفظ الإسلام حق المرأة مختلعة، إذا بدَّ لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله عليه الصلاة والسلام (أقبل الحديقة وطلقها)

            37- حفظ الإسلام حق المرأة مطلقة: (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) البقرة 241

            38- حفظ الإسلام حق المرأة أرملة ، وجعل لها حقاً في تركة زوجها: قال الله تعالي (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ) النساء 12

            39- حفظ الإسلام حق المرأة بأن لا يكون لها عدة، إذا طُلِّقت قبل الدخول بها: قال الله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا) الأحزاب 49

            40- حفظ الإسلام حق المرأة يتيمة ، وجعل لها من المغانم نصيباً ، قال الله تعالي (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) الأنفال 41

            وجعل لها من بيت المال نصيباً قال الله تعالي (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين) الحشر 7

            وجعل لها في القسمة نصيباً (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين فارزُقُوهُم مِنْهُ) النساء 8

            وجعل لها في النفقة نصيباً (قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين) البقرة 215

            41- حفظ الإسلام حق المرأة في حياتها الاجتماعية ، وحافظ على سلامة صدرها ، ووحدة صفها مع أقاربها ، فحرم الجمع بينها وبين أختها ، وعمتها ، وخالتها ، كما في الآية ، والحديث المتواتر.

            42- حفظ الإسلام حق المرأة في صيانة عرضها ، فحرم النظر إليها (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) النور 30

            43- حفظ الإسلام حق المرأة في معاقبة من رماها بالفاحشة ، من غير بينة بالجلد (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) النور 4

            44- حفظ الإسلام حق المرأة في ردِّ زوجها الناشز إلى حدود الله عن طريق إدخال أحد الأهل أو ذوى الرأى للإصلاح بينهما: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ.) النساء 128

            45- حفظ الإسلام حق المرأة إذا كانت أماً، وأوجب لها الإحسان، والبر، وحذر من كلمة أف في حقها ، بل جعل دخول الجنة متوقفاً على رضاها. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} سورة الإسراء (23)

            46- حفظ الإسلام حق المرأة في السكنى وساواها بزوجها: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) الطلاق 6

            47- حفظ الإسلام حق المرأة في صحتها فأسقط عنها الصيام إذا كانت مرضع أو حبلى

            48- حفظ الإسلام حق المرأة في الوصية ، فلها أن توصي لِما بعد موتها قال الله تعالي (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ) النساء 12

            49- حفظ الإسلام حق المرأة في الإجارة: فقد أجارت أم هانىء رجلاً من المشركين فى بيتها، أراد على أن يقتله بناءً على أوامر رسول الله ، ولم تكن تعرف أن الرسول  قد أباح دمه. فذهبت واشتكت ذلك للرسول  ، فقال لها: (قد أجرنا مَن أجَرَتِ يا أم هانىء).

            50- حفظ الإسلام حق المرأة في الإستقلال السياسى بشخصيتها ، وتلمح هذا فى الزعامة النسائية التى قادتها هند بنت عتبة عندما رأست وفد النساء لمبايعة الرسول .

            وإذا علمت أن التى روت هذا الحديث هى أميمة بنت رقيَّة ؛ لا يبعد أن تلمح على وجهها هى الأخرى دلائل: (سكرتيرة الحركة النسائية)

            فقال : (أبايعكن على أن لا تُشركن بالله شيئا)

            فقالت هند: وكيف نطمع أن يقبل منا ما لم يقبله فى الرجال؟

            فقال : (ولا تسرقن)

            فقالت هند: إن أبا سفيان رجل شحيح! إنى أصبت من ماله هناة ؛ فما أدرى: أتحل لى أم لا؟ فقال أبو سفيان ـ وكان حاضراً ـ: ما أصبت من شىء ـ فيما مضى ـ فهو لك حلال. فضحك رسول الله  ـ وعرفها ـ فقال لها: (وإنك لهند بنت عتبة!)

            قالت هند: نعم! فاعف عما سلف ـ يا نبى الله ـ عفا الله عنك.

            فقال : (ولا تزنين!)

            فقالت: أو تزنى الحرة؟

            فقال: (ولا تقتلن أولادكن)

            فقالت: ربيناهم صغاراً ، وقتلتهم كباراً. فأنت وهم أعلم! (تشير إلى مقتل ابنها حنظلة ، وقد قتل يوم بدر) فضحك عمر ـ وكان حاضراً ـ حتى استلقى على ظهره! وتبسم رسول الله .

            فقال: (ولا تأتين ببهتان!)

            فقالت: إن البهتان لأمر قبيح! وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق!

            فقال: (ولا تعصيننى فى معروف)

            فقالت: والله ما جلسنا مجلسنا هذا ، وفى أنفسنا أن نعصيك فى شىء.

            فانظر إلى هذه الظاهرة العظيمة: ظاهرة حرية المرأة فى نقاشها ، وحوارها للنبى ! حرية لا يحلم بها الرجال عند أعظم ملوك الأرض ديمقراطية!!

            ولعلك فهمت من مبايعة النبى  للنساء مبايعة مستقلة عن الرجل، أن الإسلام يعتبرهن مسئولات عن أنفسهن مسئولية خاصة مستقلة عن مسئولية الرجل!

            فقبل أن يعرف العالم كله ما يسمى بالحقوق السياسية سواء كانت للرجال أم للنساء كانت المرأة المسلمة تتمتع بهذا الحق وفى أعلى مستوياته ـ أعنى حقها فى مبايعة رئيس الدولة كما كان الرجال يبايعون الرسول  على السمع والطاعة والالتزام بما يأمر به الشرع من الأحكام وهو ما يعرف باسم "البيعة".

            وقد روى فى الصحيحين أن النساء اجتمعن مرة ، وقلن للرسول : (غلبنا الرجال! فاجعل لنا يوماً من تلقاء نفسك. فوعدهن يوماً لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن)

            ولا تعوزك الآيات الصريحة التى تقرر للمرأة استقلالها التام عن الرجل تجاه الله: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) التحريم 10

            (وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) التحريم 11

            فالمرأة فى القرآن امرأة صالحة لا يؤثر عليها صلاح الرجل أو فساده أو هى طالحة لا ينفعها فى الآخرة صلاح الرجل وتقواه أو طغيانه ؛ فهى ذات مسئولية مستقلة فيما يتعلق بشئونها أمام الله! الأمر الذى جعل الله أن يوجه اللوم لآدم وحواء على ذنبيهما.

            51- حفظ الإسلام للمرأة الإدلاء برأيها وضمن لها الحق في تحاورها مع أعلى سلطة فى الدولة فى شأن زواجها وأولادها: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)) المجادلة 1-4

            هذه الآيات الأربع نزلت فى حادثة بين أوس بن الصامت وزوجه خولة بنت ثعلبة. قال لها: أنت علىّ كظهر أمى.

            وما برحت حتى نزلت الآيات تشنع على المظاهرين من نسائهم ، وتبكتهم ، وتضع طريقاً للخلاص من الظهار، وتبين أنه ليس طلاقاً ولا موجبا للفرقة.

            وانظر بعد ذلك كيف جعل القرآن مجادلة المرأة للرسول  قرآناً يُتلى إلى يوم الدين ، وجعله تشريعاً عاماً خالداً.

            فآيات الظهار وأحكامه فى الشريعة الإسلامية ، وفى القرآن الكريم لأثر من آثار الفكر النسائى ، وصفحة إلهية خالدة تلمح فيها على مر العصور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة ، وأن الإسلام لا يراها مخلوقة تُقاد بفكر الرجل ورأيه ، وإنما لها رأيها. ولرأيها قيمته فى بناء المجتمع المسلم، بل وفى التشريع الإسلامى.

            52- حفظ الإسلام حق المرأة فى مناقشة الحاكم ومراجعته فيما يخالف أوامر الله: وعلى هذا المبدأ ـ وهو مبدأ احترام رأى المرأة وأن لها حقها فى التفكير وإبداء الرأى ـ قبل عمر بن الخطاب نقدها إياه ـ وهو خليفة المسلمين ـ وهو يخطب الناس ويحذرهم التغالى فى المهور! ولم يلبث أن رجع عمر إلى رأيها ، وعاد على نفسه باللائمة!!

            53- جعل لها الحق فى المشاركة فى نصرة دين الله:

            فتركها تطبب المجاهدين وتسقيهم، وفرض عليها الجهاد بكل ما تملك وقت غزو الأعداء على الدولة المسلمة. وكان يقرع الرسول  بين نسائه إذا أراد أن يغزو أو يحج. وكان  يعطى المرأة من الغنائم. وكان يبيح قتل المرأة إذا كان لها فى قوة العدو رأى ، أو كانت تمسك بالسيف وتحارب كالرجال. وقد ذكر رجال الحديث أن جملة من لم يؤمنهم النبى  يوم الفتح أربعة عشر ، منهم ستاً من النساء.

            وهذا اعتراف من الإسلام أن هناك من النساء من لها من قوة الرأى والقوة السياسية ما يجعلها تساوى عدة رجال!!

            54- حفظ الإسلام حق المرأة فى حفاظه على إنسانيتها وقت حيضها، فلم يجعلها تتسبب فى نجاسة كل ما تلمسه ، بل جعل زوجها يتمتع بها وتتمتع به ، دون الجماع. كما حافظ على إنسانيتها أثناء فترة حيضها ونفاسها ، فلا يحق للرجل نبذها أو عزلها عن المجتمع بسبب حيضها ، ولنا فى رسول الله  أسوة حسنة فى معاملة السيدة عائشة رضى الله عنها أثناء فترة حيضها. فكان يلامسها ويفاخذها دون الوطأ ، وكان يتحرى موضع فيها على الإناء ليضع عليه فاه ويشرب.

            55- حفظ الإسلام حق المرأة فى احتفاظها باسمها الشخصى ولقب العائلة: فقد نادى الله مريم باسمها الشخصى فى القرآن، واسمها منسوباً إلى جذور عائلتها ، وجعل اسمها قرآناً يُتلى ويُتعبَّد به ، شأنها فى ذلك شأن الأنبياء ، بل نادى نبيه وحبيبه عيسى  بابن مريم ، ولم يكتفى بقول عيسى فقط: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) آل عمران 42

            (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) البقرة 87

            (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوك اِمْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمّك بَغِيًّا) مريم 28

            (وَمَرْيَم اِبْنَة عِمْرَان الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجهَا) التحريم 12

            56- كرَّمَ الإسلام المرأة بأن سمَّى سورة باسم النساء الكبرى ، وسورة باسم النساء الصغرى (المشهورة بسورة الطلاق) ، وسورة باسم مريم، وليس هناك سورة باسم الرجال.

            57- سجل القرآن للمرأة قوة فراستها: حيث لم تكن رأته غير مرة واحدة سقا لهما فيها ماشيتهما. وهذا القدر من الرؤية ليس من شأنه أن يمكن الإنسان من معرفة أسرار النفوس ودخائلها ، إلا إذا كان قد أوتى من قوة الفراسة ما أوتيته ابنة شعيب!

            (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)القصص26

            58- سجل القرآن للمرأة حسن حيلتها: وكيف أنقذت بحسن هذه الحيلة طفلاً من بطش فرعون: (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) القصص 12

            59- سجل القرآن للمرأة ذكاءها وبعد نظرها: فقالت ملكة سبأ لمستشاريها: إن كان نبيا حقا لم تصادف هديتنا مكاناً فى قلبه ، ولم تَحُل بينه وبين تبليغ أمر ربه. وإن لم يكن ، فسوف يفرح بها ، ويعرض عن قتالنا!!

            (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) النمل 35

            وقد كان لها ما قدره بعد نظرها وعلمها بالأمم الأخرى ، وإلمامها بشىء من أديان وحضارات الشعوب الأخرى: ( فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ) النمل 36-37

            60- سجل القرآن للمرأة حسن سياستها وتدبير ملكها على أساس الشورى ، وعدم الإستبداد بالرأى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) النمل 29-34

            انظر إلى الآيات التى تصور حصافة رأى المرأة ، وسبرها لغور النفوس ، وتجد فى الوقت نفسه عدم الإغترار بما يبديه الأتباع والأشياع من إظهار الاعتداد بنفوسهم وقوتهم ، وعدم الإكتراث بغيرهم فى وقت الكلام.

            يصور كذلك عدم تبعيتها العمياء لما يقوله الرجال ، حتى ولو كانوا من كبار رجالات الدولة أو ذوى الرأى والمشورة ، فقد أظهرتها الآيات أنها كانت أكثر منهم عقلاً وحكمة وعلماً وفراسة وحسن تدبير لعظائم الأمور.

            61- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى الدماء: وقد يكون هذا من أهم مظاهر التسوية بين الذكر والأنثى فى الحقوق البشرية المشتركة بينهما: فقد قررت أن يقتل الرجل بالمرأة ، والمرأة بالرجل.

            (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) المائدة 45

            (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 179

            62- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى اللعان: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَؤُ عَنْهَاالْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) النور 4-9

            وقان بإلغاء ما يعرفه الكتاب المقدس من أن تشرب المرأة ماءً مخلوطا بالتراب، فإن لم تمرض فهى بريئة.

            63- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى الشهادة: فهناك حالات لا تُقبل فيها إلا شهادة المرأة دون الرجل ، وهى القضايا التى لم تجر العادة بإطلاع الرجال على موضوعاتها ، كالولادة والبكارة ، وعيوب النساء فى المواضع الباطنة.

            وهناك شهادة الرجل وحده ، وهى القضايا التى تثير موضوعاتها عاطفة المرأة ، ولا تقوى على تحملها بما أودع فيها من عاطفة الرحمة والحياة ، وذلك كالحدود والقصاص.

            ومع ذلك فقد رأوا قبول شهاداتها فى الدماء ، إذا تعيَّنت طريقاً لثبوت الحق ، وذلك فيما إذا وقعت الجريمة فى مكان ليس به إلا النساء. ومن القضايا ما تقبل فيها شهاداتهما معاً ، وهى القضايا التى ليس موضوعها من أحد النوعين السابقين.

            64- حفظ الإسلام حق المرأة في جسدها بعد موتها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله  (كسر عظم الميت ككسره حيا)

            65- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في قبرها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله  (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر)

            66- حفظ الإسلام حق المرأة فى الحساب أمام رب العالمين ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة: وبذلك ساوى بينهما فى الثواب والعقاب فى الآخرة: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الأحزاب 35

            (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل 97

            (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40

            (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء 124

            (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) آل عمران 195

            (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 72

            (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا) الفتح 5

            (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)الحديد12

            67- حفظ حق المرأة فى أن ربطها بالسعادة الأبدية فى الدنيا والآخرة:

            وجعل الجنة تحت أقدامها ، ودخولها يتوقف على رضاء الأم على أبنائها من الرجال والنساء. وجعل عقوبة عقوق الوالدين تُعجل فى الدنيا قبل الآخرة. وجعل الأم من أحق الناس بحسن صحابة المرء.

            وقد أكد القرآن على هذا الرابط بين السعادتين، وجعل سعادة الدنيا وسيلة لسعادة الآخرة. (وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) الإسراء 72

            بل من جميل صنع الله بالمرأة أن جعل الرجل يتعامل مع الأجناس الدنيا من الوجود، فإنه إما زارع يتعامل مع التربة والمواشى والحيوانات ، وإما صانع يتعامل مع المادة الصماء .. ولكن المرأة تتعامل مع أشرف شىء فى الوجود وهو الإنسان، والمرأة التى لا تريد الإقتناع بهذه المهمة تكون امرأة فاشلة.

            بل خلَّدَ القرآن امرأة فى سورة المجادلة ، واحترم الإسلام رأيها، وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول، وجمعها وإياه فى خطاب واحد (والله يسمع تحاوركما) المجادلة 1. وقرر رأيها ، وجعله تشريعاً عامًّا خالداً. فكانت سورة المجادلة أثراً من آثار الفكر النسائى ، وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة ، فالإسلام لا يرى المرأة مجرد زهرة ، ينعم الرجل بشم رائحتها ، وإنما هى مخلوق عاقل مفكر ، له رأى ، وللرأى قيمته ووزنه.

            قارن هذا عزيزى البابا بقول بولس: (12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي)تيموثاوس الأولى 2: 12-14

            وقوله: (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35

            إنها بحق كارثة حلَّت على المرأة بسبب الكتاب الذى تعتقدون قدسيته عزيزى البابا! فما علاقة كتابكم بالعقل أو الإنسانية أو الرحمة أو حتى المحبة؟

            وكان النبى  يقول عن نفسه: (أنا ابن العواتك من قريش). والعواتك هنَّ نساء من قريش ، كانت كل منهن تُسمَّى عاتكة.

            وقال : (النساء شقائق الرجال) ، أى جزء أو شق منهم.

            وقال : (من سعى على ثلاث بنات فهو فى الجنة ، وكان له أجر المجاهدين صائماً قائماً.)

            وقال : (خيركم خيركم لنسائه ، وأنا خيركم لنسائى).

            وحتى لا يشقُّ الرجال على نسائهم، فقد قال  عنهن: (أنهن خُلِقنَ من ضلع أعوج، إذا حاولت أن تقيمه كسرته ، فسايسوهن تستمتعوا بهن).

            وعن أسماء بنت أبى بكر قالت: قدمت على أمى وهى مشركة في عهد قريش ، إذ عاهدوا رسول الله ، ومدتهم مع أبيها، فاستفتت النبي  فقالت له: (يا رسول الله ، إن أمي قدمت علىّ وهي راغبة؟ أفأصلها؟ قال: (نعم، صليها).

            جاء رجل إلى رسول الله  فقال: يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أبوك).

            وقال : (إذا صلت المرأة خَمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها ، قيل لها: ادخلى الجنة من أىِّ الأبواب شئت.)

            ويكفى النساء المسلمات شرفاً على الرجال أن أول من آمن بالرسول  هى زوجته السيدة خديجة، وأول شهيدة فى الإسلام هى سُميَّة أم عمَّار بن ياسر، وأول من أؤتُمِنَ على حفظ كتاب الله بعد جمعه هى أم المؤمنين حفصة بنت عمر.

            وقال : (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً ، وخياركم لنسائهم خلقاً)

            وقال : (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى) حسن صحيح ، أخرجه الترمذى والدارمى وابن ماجه

            قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب الذى تقدسه عزيزى البابا ، وآراء آباء وفلاسفة المسيحية:

            الرب يرسل ملاكه ليسب المرأة ويُكمِّم فمها بثقل من الرصاص: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8

            وبقول يسوع إن عليك أن تكره أباك وأمك وامرأتك وأولادك واخوتك وأخواتك حتى نفسك لتكون تلميذاً له: فما علاقة إله المحبة بذلك الكره والبغض؟ (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26

            وبقول الرب إن أصل الخطيئة الأزلية هى المرأة: (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15

            ويقول توماس الإكوينى: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج)

            وبقول البابا (اينوسنسيوس الثامن) الذى أعلن فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "

            وبقول الفيلسوف نتشه: (إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).

            وبقول أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).

            وبقول القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل).

            عزيزى البابا: إن قضية ربط الدين بالعقل لهى قضية أنت خاسرها من قبل أن تبدأ التفكير فيها. ويا ليتك تخبرنا متى اجتمع العقل مع المسيحية؟ فى أى من عقائدك ترى العقل؟ وهل من العقل الإيمان بأشياء غير عقلية، وتُخالف الواقع وطبيعة الرب، وهى ما تسمونها أسرار الكنيسة؟

            فإذا كنت تؤمن أن الله عادل ـ ويؤكد هذا نصوص عديدة بالكتاب الذى تقدسه ـ فأخبرنا أين هذا العدل فى أن يحمل إنسان ما خطية آخر؟

            (11اَللهُ قَاضٍ عَادِلٌ وَإِلَهٌ يَسْخَطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ.) مزمور 7: 11

            (8وَهُوَ يَقْضِي لِلْمَسْكُونَةِ بِالْعَدْلِ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاِسْتِقَامَةِ.) مزمور 9: 8

            (7لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ.) مزمور 11: 7

            (الْعَدْلُ وَالْحَقُّ قَاعِدَةُ كُرْسِيِّكَ. الرَّحْمَةُ وَالأَمَانَةُ تَتَقَدَّمَانِ أَمَامَ وَجْهِكَ)مزمور89: 14

            (الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ) تيموثاوس الثانى 4: 8

            (2لأَنَّ أَحْكَامَهُ حَقٌّ وَعَادِلَةٌ) رؤيا يوحنا 19: 2

            ثم أخبرنى عزيزى البابا: هل علمت كل هذا عن الإسلام وكتمته عن أتباعك؟

            وهل علمت كل الذى كتبته لك عن الإسلام وتدعى أنه لا علاقة له بالعقل؟

            وهل علمت كل الذى كتبته لك عن المسيحية وكتمته عن مستمعيك وقرائك؟

            وهل علمت كل الذى كتبته لك عن المسيحية تدعى أنها بنيت على العقل؟

            فلو كنت علمت ذلك وكتمته عن قرائك فأنت غير أمين، وغير جدير بالمنصب الذى تشغله ، ويجب ألا تقود أياً من المؤمنين بك!! لأن الذى تفعله لا يقره الإيمان ولا العقل! ولو كنت لا تعلمه فهذه كارثة أكبر!! لأن الإيمان والعقل يدفعانك لعلم هذا!


            الأخلاق فى الكتاب المقدس:

            اقرأوا أعزائى القراء، لماذا يتجنب البابا ورجال الكنائس إلقاء محاضرة بعنوان ”الدين والأخلاق“ وذكر أخلاق الأنبياء فى كتابهم!

            عزيزى البابا على الرغم من أن الكتاب المقدس يورد أحياناً تشديدات الرب على تحريم الزنى ، وتشديده على تحريم سوء معاملة الوالدين، وتحريمه للسرقة، وسوء الأخلاق ، إلا أن الكتاب تملأه المتناقضات. ففى الوقت الذى يحرم فيه الرب الزنى، تجده هو نفسه يأمر نبيه هوشع أن يتخذ لنفسه امرأة زنى ، ويُشجع على الزنى سواء بتعرية النساء أو الأنبياء أو بقول كلام مثير جنسياً:

            الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنى (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».) هوشع 1: 2-3

            الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة فاسقة متزوجة محبوبة لزوجها (وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ».) هوشع 3: 1

            يُصلِعُ السيد هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ (17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) أشعياء 3: 17

            الرب يأخذ نساء داود ويدفعهم للزنى: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. (صموئيل الثانى 12: 11)

            الرب يأمر نبيه إشعياء أن يمشى حافياً عارياً: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ .. .. ) حزقيال 20: 2

            فلك أن تتخيل أن رجلاً عارياً كما ولدته أمه لمدة ثلاث سنوات ، يقوم فيها خطيباً فى الرجال والنساء، ويعلمهم أمور دينهم، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر والزنى!! فكيف وافق أجدادكم على هذا التبذُّل؟ وأين العقل والمنطق فى أن تقف جدتك لتستمع لهذا الذى تسمونه نبياً؟ هل هذا النبى سيُعلِّم بذلك أتباعه الحياء الذى هو أبو الأخلاق؟ كيف وهو يفتقد إليه؟ كيف وقد أمره الرب بهذا الفجور؟ وهل هذا دليل فى كتابكم على عدم حرمانية وجود شواطىء للعراة؟

            فأى إله هذا الذى يخدش حياء نبيه وكل المعاصرين له من نساء ورجال؟ وأى رجل هذا الذى سيسمح بمثل هذا التبذُّل؟ أى رجل هذا الذى سيجلس فى مجلس علم أو يُصلى مع هذا النبى العارى؟ وفى أى مكان كان يُصلى هذا النبى؟ وهل كان الناس يقتادون به فى هذا العرىّ؟ وهل كان يُصلى بالناس فى المعبد؟ فما الفرق إذاً بين المعبد وشاطىء العراة؟ إن الذى كتب هذا الهراء ليعنى طمس كل خلق جميل ، وكل تصوُّر أمين عن الرب وأنبيائه!!

            (لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.) (أمثال7: 7-22)

            (وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.) (أمثال 5: 18-19)

            (10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! ... 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. ... 15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ. 16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.) (نشيد الإنشاد 1: 10-16)

            (1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5

            (1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.) نشيد الإنشاد 4: 1-7

            (1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8

            (1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 8: 1-4

            تعليق


            • #7
              تعترف مقدمة هذا السفر للطبعة الكاثوليكية دار المشرق ص226 ، والتى ترأسها أنت عزيزى البابا ، بأن هذا السفر لا يُعزى إلى سليمان ، فيقول: “إن السفر يعود إلى عهد متأخر دون ريب على الرغم من بعض التلميحات إلى سليمان ، نستخلص ذلك من لغته ومفرداته التى تتخللها كلمات إيرانية. فقد يكون من الجيل الرابع”.

              وعلى فكرة فلم يعزو الكتاب المقدس طبعة الآباء ******يين أى سفر من أسفار الكتاب المقدس إلى الله ، بل إلى كاتب مجهول أو لا يُعرف على وجه اليقين. فقل لى أين العقل فى تقديسك لهذا الكتاب ودعوتك إياه ”الكتاب المقدس“ وهو ليس بكتاب الله؟ يؤكد معرفتك لهذا وإيمانك به ، تفاخرك بمخالطة الأفكار الإغريقية للعقيدة المسيحية ، فقد قلت فى محاضرتك: (الفكر اليوناني الذي اختلط بالعقيدة وامتزج بها). وهذا يعنى أن المسيحية لم تصل إليكم سليمة نقية من وثنية الرومان أو اليونانيين ، كما كانت من قبل فى مهدها على يد عيسى .

              وأنت تعلم عزيزى البابا أن الدين اليونانى هو دين وثنى ، نشأ فى وسط وثني مشحون بالأساطير، واستمد جذوره من هذه الأساطير، ولم يخل من عناصر الوثنية والأسطورية قط، فأين العقل فى نقلكم دين تدعون أنه امتداد لدين إبراهيم عليه السلام ، وهو وثنى الجذور والفروع؟

              وأنقل لك عزيزى البابا ما قاله المدخل إلى هذا السفر بالكتاب المقدس للآباء ******يين. والذين كتبوا هذا الكلام ليسوا بمسلمين، ولكنهم علماء الكتاب المقدس الذين يعرفون اللغة الأصلية التى كتب بها هذا السفر: علماء نصوص الكتاب المقدس ، وهم أيضاً من الكاثوليك ، وذلك بصفحات 1378-1379: ”إن هذا الكتاب الصغير يُشكِّل مسألة من أشد المسائل المتنازع عليها فى نصوص الكتاب المقدس. فما معنى هذه القصيدة الغزلية (أو مجموعة القصائد الغزلية) فى العهد القديم؟ فللكتاب طابع غرامى ، وهو لا يتوقف على الجمال الطبيعى ، ولا يذكر الله ولا إنجاب الأولاد. فيه إشارات إلى جغرافية فلسطين، لا بل فيه ذكريات أسطورية، ومع ذلك فلا نجد فيه أى مفتاح لتفسيره. من الذى ألَّفه وفى أى تاريخ؟ ولماذا أُلِّف؟ وإذا صحّ أن وجوده فى قانون الكتب المقدسة لم يكن مصادفة ، فكيف اكتسب مكانه حتى إنه وَجَدَ دوره فى رتبة الفصح اليهودى فى وقت لاحق؟“

              ”يرى بعضهم فيه مجرّد مجموعة قصائد للأعراس ، تتجاور فيها أغانى الحب، دون اهتمام بالزواج“.

              ومعنى ذلك أنه لا يقصد الحب العفيف، بل يقصد النوع الآخر، الذى يُطلق عليه الفجور والزنى!! فأين العقل؟ وأين الأخلاق؟ وأين مذهب المحافظين الذى تتزعمه؟

              هذا على الرغم من قوله فيما بعد: ”هل أُنشدت هذه القصائد فى الأعراس؟ من الصعب أن نُثبت هذا الأمر ، مع أن العادة قد جرت بإنشادها فى قاعات المآدب. أمَّا استعمال الكتاب فى رتبة عيد الفصح اليهودى ، فلا شاهد على ذلك قبل القرن الخامس ب. م.“.

              ”جرت محاولات قيل فيها إن التأليف يرقى عهده إلى زمن سليمان أو إلى ما بعده بقليل ، لكن الإنشاء واللغة يدلان على أنه جاء متأخراً ، فى أيام الفرس مثلاً (القرن الخامس ق.م.) أو حتى فى العصر الهلِّينى (القرن الثالث ق. م.) .. .. .. ولكن من الواضح أن مؤلفها ليس سليمان. لقد نُسب نشيد الأناشيد إلى سُليمان ، كما نُسبَ إليه سفر الأمثال وسفر الجامعة وسفر الحكمة“.

              وعن التفسير الليتُرجى يقول: ”هو صيغة أخرى للتمثيل. يرى نشيد الأناشيد نقل شعائر دينية وثنية شرق أوسطية إكراماً لإله يموت ، وتفتش عنه فى الجحيم حبيبته إلاهة الحب والحرب“.

              وإذا أغلقت الكتاب الذى أنقل منه ستجد على الغلاف مكتوباً ”الكتاب المقدس“!!

              حب غير عفيف .. دعوة للفجور .. تصويرات وإيماءات جنسية .. إقتباسات من الشعائر الوثنية .. ثم يقولون: (16كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، 17لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.) تيموثاوس الثانية 3: 16-17 ،

              فأين العقل عزيزى البابا؟ وأين الصدق تجاه المؤمنين بك؟ لماذا لا تصارحهم أن هذا الكتاب ليس بكتاب الله؟

              اقرأ معى قول العلماء الأمناء على كلمة الرب!

              ففى صفحة 1380 من الطبعة ******ية يقول: “ولكن من المحتمل أن يكون حب نشيد الأناشيد بشرياً، جنسياً ومقدساً فى آن واحد”!!

              على الرغم من قول مقدمة هذا السفر فى النسخة الكاثوليكية دار المشرق ص226: ”لا يقرأ نشيد الإناشيد إلا قليل من المؤمنين لأنه لا يلائمهم كثيرا“.

              ويقول ول ديورانت فى كتابه “قصة الحضارة” ج3 ص388: ”مهما يكن من أمر هذه الكتابات الغرامية فإن وجودها فى العهد القديم سر خفى .... ولسنا ندرى كيف غفل أو تغافل رجال الدين عما فى هذه الأغانى من عواطف شهوانية وأجازوا وضعها فى الكتاب المقدس“.

              ناهيك عن قصص زنى الأنبياء قدوة البشر وأخيارهم سواء مع بناتهن أو مع زوجات أبيهم أو مع جيرانهم ، وزنى أبناء الأنبياء مع أخواتهن (زنى المحارم) ، والكلام المثير جنسياً ، وعلى الرغم من كل هذا تنسبونه لله. فأناشدك الله أن تصدقنى: أين العقل فى هذا؟

              اقرأ وأخبرنى أيها البابا: أين العقل وأين الأخلاق وأين القدوة بل أين الدين فى زنى نبى الله لوط بابنتيه؟ (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» -وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين 19: 30-38

              اقرأ عزيزى البابا ثم أخبرنى: هل تجد القدوة التى تتمناها لشعبك فى نبى الله إبراهيم الذى لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذب؟ (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16

              اقرأ كيف زنى النبى الأب القدوة بزوجة ابنه ، ثم أخبرنى أين العقل فى أن يكون قدوة الشعب من الزناة الحقراء؟ فكتابك يدعى أن نبى الله يهوذا  قد زنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38)

              ناهيك عن زنى نبى الله رأوبين بن يعقوب بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22؛ 49: 3-4)

              اقرأ كيف تتجسد قمة الحقارة فى شخص يزنى بزوجة أحد جنوده ، وهو جاره فى نفس الوقت ، وعندما تحمل زوجة هذا الجندى ، يطلب من قائد جبهة القتال أن يرسله إليه، ويأمره أن يدخل على زوجته لعد الإطمئنان على أحوال الجنود، ويأبى الجندى الأمين أن يترك حراسة النبى ويتمتع بالدفىء فى أحضان زوجته ، فيقرر النبى القدوة التخلص من هذا الرجل ، فيرسل معه خطاباً ، ومن فرط أمانة الجندى أنه لم يفتح هذا الخطاب ، مفاده (حامل هذا الخطاب يهمنا قتله ، فقدمه فى مواجهة صفوف العدو ، وعندما تبدأ المعركة ، تراجع بقواتك واتركه يلقى الموت مع من معه.)

              إن كتابك عزيزى البابا يقول إن هذا الشخص الزانى والقاتل والخائن هو نبى الله داود  (صموئيل الثانى صح 11).

              اقرأ أمر الله تعالى فى الإحسان إلى الجار ، ثم أخبرنا عن موقع كتابك من هذا: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} سورة النساء (36)

              ثم اقرأ أقوال الرسول  فى الجار، ثم أخبرنا هذ صدقك الإمبراطور الكذَّاب الذى ادعى أن الرسول  لم يأت إلا بكل سىء! ثم فكر لماذا قال الإمبراطور ذلك الكذب؟ إنه نفس السبب الذى جعلك تقتبس منه ، وأنت تعلم أنه كاذب:

              لقد جعل الرسول  أن من يؤذى جاره ، فقد انتفت عنه صفة الإيمان بالله واليوم الآخر: (‏وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ الْجَارُ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ. ‏قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا بَوَائِقُهُ. ‏قَالَ: شَرُّهُ) مسند الإمام أحمد

              وقال  (‏مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ) سنن أبى داود

              وقال (‏لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ ‏بَوَائِقَهُ) مسند الإمام أحمد

              وقال  (‏مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الْجَارُ الصَّالِحُ) مسند الإمام أحمد

              وقال  لِأَصْحَابِهِ (مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا؟ قَالُوا: حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏ ‏لِأَصْحَابِهِ: ‏لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ. قَالَ: فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ؟ قَالُوا حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهِيَ حَرَامٌ. قَالَ: لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ)

              أين العقل أو حتى الأخلاق فى أمر الكهنة للشعب بصناعة تماثيل لبواسيرهم؟ (5وَاصْنَعُوا تَمَاثِيلَ بَوَاسِيرِكُمْ وَتَمَاثِيلَ فِيرَانِكُمُ الَّتِي تُفْسِدُ الأَرْضَ, وَأَعْطُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ مَجْداً لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ يَدَهُ عَنْكُمْ وَعَنْ آلِهَتِكُمْ وَعَنْ أَرْضِكُمْ)صموئيل الأول 6: 5

              و هل تعلم عزيزى البابا كيف سيصنع المثَّال تمثالاً مطابقاً لبواسير شخص ما؟ سيقف الشخص طالب التمثال عارياً منحنياً للأمام ، مظهراً أغلظ ما فى عورته للمثَّال ليقلد بواسيره؟ فقل لى ماذا ستفعل النساء؟ ومن الذى سيقبل هذا على زوجته أو ابنته أو أخته أو أمه أو نفسه؟ وكيف سيتأكد طالب التمثال أن هذا التمثال مطابق لبواسره هو وليست بواسير شخص آخر؟ ليتك تخبرنا أين العقل فى هذه الأوامر المقدسة!

              وهناك قصة مقدسة حكاها رب الخُلُق والعقل فى كتابه المقدس ، تُعلم قارئها كيف يزنى الأخ بأخته: (يتمارض أمنون بن داود ، وتأتى أخته ثامار أخت أبشالوم بن داود لتعد له الطعام ، فيمسك بها ويغتصبها) (صموئيل الثانى صح 13)

              فليخبرنى كل أب مسيحى يريد أن ينشأ أولاده وبناته على الخلق القويم: هل يأمن وجود ابنته البالغة مع ابنه البالغ بمفردهما يقرآن هذه القصة من الكتاب المقدس؟ وإذا كان كتاب الرب لابد أن يكون صالحاً للتعليم والتربية ، فأين موقع هذه القصة من التربية أو الأخلاق أو ضرب القدوة؟ وأين ذم الرب لما حدث؟

              ثم اقرأ كيف زنى الابن أبشالوم بزوجات أبيه داود: (فَنَصَبُوا لأَبْشَالُومَ الْخَيْمَةَ عَلَى السَّطْحِ، وَدَخَلَ لِمُضَاجَعَةِ مَحْظِيَّاتِ أَبِيهِ عَلَى مَرْأَى جَمِيعِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ) صموئيل الثاني 16: 22

              وعندما شاخ نبى الله داود أشاروا عليه أن ينام فى حضن امرأة شابة عذراء ، حتى يتمكن من النوم!! ملوك الأول 1: 1-4

              وزنى نبى الله شمشون فى غزة بامرأة زانية (قضاة 16: 1)

              وتصحيحاً لمفاهيمك عزيزى البابا: لو أن هذا هو العقل الذى تدعو الناس إليه ، فأنت قد أخطأت فى المسمَّى، فهذا لا يسميه العقلاء عقلاً، بل يسمونه عُهر ودعارة.

              الرب يأمر بالكذب والسرقة: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22

              وكذلك أيضاً (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36

              الرب يأمر بالسبّ: (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟)صموئيل الثانى 16: 10

              ولكن ماذا عن قول الرب: (إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 22 ، احكم أنت بنفسك على الرب ونبيه ، ثم أخبرنى أين العقل فى الإيمان بقول الرب (دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ.)؟

              نبى الله سليمان يعبد الأوثان: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.) الملوك الأول 11: 4-7

              قل لى بعقلك أيها البابا: كيف أرسل الرب هذا النبى وهو يعلم بعلمه الأزلى أنه سيكفر ويُضل البشرية ، ثم بعد ذلك يُحاسب الرب من ضللهم نبيه ويُدخلهم النار ، ورغم كل هذا فهو إله المحبة ، الذى ضلل الناس باختياره لهذا النبى الضال؟

              نبى الله إرمياء يحكم على نبى الله حننيا بالكفر ويقتله: (15فَقَالَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ لِحَنَنِيَّا النَّبِيِّ: [اسْمَعْ يَا حَنَنِيَّا. إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُرْسِلْكَ وَأَنْتَ قَدْ جَعَلْتَ هَذَا الشَّعْبَ يَتَّكِلُ عَلَى الْكَذِبِ. 16لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا طَارِدُكَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. هَذِهِ السَّنَةَ تَمُوتُ لأَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِعِصْيَانٍ عَلَى الرَّبِّ]. 17فَمَاتَ حَنَنِيَّا النَّبِيُّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ.) إرمياء 28: 15-17

              نبى الله داود يقتل أولاده الخمس من زوجته ميكال لإرضاء الرب: (صموئيل الثاني 21: 8-9) وقد عُدِّلَت فى التراجم الحديثة من ميكال إلى ميراب. ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله.

              يفتاح الجلعادى ينذر ذبح وشىّ ذريته تقرباً للرب: (30وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْراً لِلرَّبِّ قَائِلاً: «إِنْ دَفَعْتَ بَنِي عَمُّونَ لِيَدِي 31فَالْخَارِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي عِنْدَ رُجُوعِي بِالسَّلاَمَةِ مِنْ عِنْدِ بَنِي عَمُّونَ يَكُونُ لِلرَّبِّ, وَأُصْعِدُهُ مُحْرَقَةً». .. .. .. 39وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ الشَّهْرَيْنِ أَنَّهَا رَجَعَتْ إِلَى أَبِيهَا, فَفَعَلَ بِهَا نَذْرَهُ الَّذِي نَذَرَ.) القضاة 11: 30-39

              ألفاظ غير ربانية تصدر من نبى وتُكتب فى كتاب ينسبونه للرب: (30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ, أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟) صموئيل الأول 20: 30

              وأخيراً يأسر الشيطان الرب لمدة أربعين يوماً دون أن يتركه يأكل أو يشرب: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ)لوقا 4: 1-13

              أعد قراءتها مرة أخرى عزيزى القارىء ، ودقق القراءة فى كيف كان يُقتاد الرب عند المسيحيين مسلوب الإرادة ، يحركه الشيطان كيفما أراد ، وأينما يريد لمدة أربعين يوماً، ثم تركه إلى حين!!

              والأغرب من ذلك أن تُخلِّد الكنيسة هذه الذكرى بجعل هذه الأيام صيام ، تماماً كما تُخلِّد ذكرى تعذيب الرب وإعدامه صلباً بتقديسهم لأداة التعذيب الصليب!!

              لكننا هنا لسنا لتفنيد معتقداتهم ، ولكن للتعرف على الأثر الذى تركته هذه المعتقدات على البشرية. ماذا يظن المؤمن بقدسية هذا الكتاب فى ربه وفى الشيطان؟ أعتقد أنه سيؤمن أن الشيطان أقوى من الرب ، فقد لجأ إليه الرب أيضاً وإلى فكره لإغواء أخاب ، كما قبض عليه الشيطان وأسره لمدة أربعين يوماً.

              ناهيك عن أن الشيطان هو الذى أغوى حواء للأكل من الشجرة المحرمة ، وبناءً عليه اضطر الرب للنزول من على عرشه ، ليموت موتة دموية مُهاناً على الصليب ليغفر خطيتها. وبالتالى انتصر الشيطان على الرب ، وبلع الطُعم الذى رماه له الشيطان ، حيث تمكن من سحب الإله من على عرشه ، إلى الأرض ليفعل به الشيطان ما خطط إليه!! فأيهما يستحق العبادة؟

               الرب يعطى متعمداً فرائض غير صالحة (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20: 25

              بولس يعتقد أن الرب لم يُشفق على ابنه: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32

              بولس يعتقد أن للرب جهالة وضعف: (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25

              ولا ينتهى الأمر عند فرائض يعطيها الرب ليضللهم ، ولكن الموضوع أبعد من ذلك ، فهذا الأمر يُفقد المؤمن بهذا الكتاب الثقة التامة فى الرب وعدله وفرائضه. الأمر الذى سيتسبب فى تجنب العبد لأوامر ربه ونواهيه ، وإفساد البلاد والعباد!! فما رأيك فى هذا الجنون الذى تسميه عقلاً؟

              وماذا نقول فى الأنبياء الفسدة والكافرة الذين أعطاهم الرب النبوة واعتقد أنهم سيهدون البشر وسيكونون أمناء على شريعته؟

              والآن عزيزى البابا ذكرت لك نُبذة عن محتويات الكتاب الذى تقدسه ، ونُبذة عن أوامر الرب ، وأخلاق الأنبياء. فأصدق نفسك: الأنبياء هم خير البشر الذين يصطفيهم الله لهداية خلقه. أى هم قدوتنا. فهل تريد أن يقترف أبوك أو أمك أو ابنك أو ابنتك مثل هذه الفواحش؟ بالطبع لا. فأنت تؤمن إذاً أن هذا يستحيل على قدوتنا.

              وأطالبك كما يُطالبك العقلاء من المؤمنين بك وبدينك أن تُخبرنا: أين هى القدوة والنموذج الذى يجب أن يُحتذى الذى قدمه الكتاب المقدس للبشرية؟ وأين العقل عزيزى البابا فى أن يكون القدوة أحقر خلق الله وأفسدهم فى قومه؟

              فالرب كذَّاب ، ويأمر بالكذب والسرقة والفجور ، ويصطفى أناساً هم شرار الخلق لإفساد خلقه!! وعلى ذلك فإن أى عاقل لن يصدق الرب أو كتابه. فماذا أحدث هذا الكتاب غير الأمراض النفسية المعقدة ، والتناقض الذى لا مثيل له؟! ثم بعد ذلك تسمى ذلك عقلاً وسمواً!!

              وأنبياء الرب منهم الكافر، ومنهم الفاجر، ومنهم المتفحِّش، ومنهم الزانى، ومنهم السارق ، ومنهم من ضرب الرب! الأمر الذى يعنى أنه على القارىء الباحث عن الحق أن يرفض الرب ليس من أجل كذبه وأمره بالسرقة أو الفجور فقط ، بل لسوء اختياره لأنبياء أضلت البشرية ، وكانت حليفة للشيطان!!

              رأى رب الكتاب المقدس فى أنبيائه:

              (11لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعاً بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 23: 11

              (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) إرمياء 23: 13

              (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31

              (لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) إرميا 8: 10

              (14فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ])إرميا 14: 14

              فكيف تثقون بعد ذلك فى كلام أنبيائكم وكهنتكم إذا كان علام الغيوب قد وصفهم بالكذب؟ أى يقولون ما لم يقله الله، ويدعون أنه منزَّل من عنده. أليس هذا دليل على التحريف؟ أليس هذا أكبر دليل على سحب الثقة من هذا الكتاب وهؤلاء الأنبياء؟

              لذلك قال الرب: (فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَنْطَلِقَ مِنْ عِنْدِهِمْ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً زُنَاةٌ جَمَاعَةُ خَائِنِينَ. 3يَمُدُّونَ أَلْسِنَتَهُمْ كَقِسِيِّهِمْ لِلْكَذِبِ. لاَ لِلْحَقِّ قَوُوا فِي الأَرْضِ. لأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ شَرٍّ إِلَى شَرٍّ وَإِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا يَقُولُ الرَّبُّ.) إرميا 9: 2-3

              ألا يذكر هذا النص قرار الله بسحب شريعته من هذا الشعب وعدم جعل النبوة فى نسلهم بسبب ما اقترفوه من الزنا والكذب؟ فقد سحب الله ثقته منهم ، فكيف تقتنع أنت اليوم بالثقة فيهم وفى كتاباتهم وأقوالهم؟

              (14فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ])إرميا 14: 14

              من هم هؤلاء الأنبياء الكذبة حتى نستثنى كتاباتهم من الكتاب المقدس حتى يكون اسم الكتاب على ما يُسمَّى؟ هل حذفوا أسماءهم أم قصد الرب كل الأنبياء؟

              هل هى كتابات سليمان الذى عبد الأوثان (الملوك الأول 11: 9 –10)؟ أم هل هى كتابات الزناة من الأنبياء أمثال داود (صموئيل الثانى 11) ولوط (تكوين 19: 30- 38) ويهوذا ورأوبين و.. و..؟

              أم هل هى كتابات نبى الله إبراهيم وأبى الأنبياء الذى يتهمه الكتاب المقدس بالتربح من عرض زوجته وشرفها وشرفه (تكوين 12: 11-16)؟

              أم هل هى كتابات أنبياء لصوص أمثال نبى الله يعقوب الذى يتهمه الكتاب المقدس بالكذب على أبيه وسرقة البركة والنبوة من أخيه (تكوين 27) ولم يكتفِ بذلك بل نهب بهائم وغنيمة سكان عاى لنفسه (حسب قول الرب!!!) (يشوع 8: 27) وموسى الذى يتهمه الكتاب المقدس بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر (خروج 3: 22 وأيضاً خروج 12: 35 –36) وذلك تبعاً لأوامر الرب ، وبمساعدة الرب نفسه؟ تعالى الله عما تقولون علواً كبيرا.

              بل قال الرب عن أنبياء بنى إسرائيل إنهم أنبياء للضلالة والكذب، أى أتباع الشيطان: (11لَوْ كَانَ أَحَدٌ وَهُوَ سَالِكٌ بِـالرِّيحِ وَالْكَذِبِ يَكْذِبُ قَائِلاً: أَتَنَبَّأُ لَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ لَكَانَ هُوَ نَبِيَّ هَذَا الشَّعْبِ!) ميخا 2: 11

              ويُنسب إلى عيسى  القول: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8

              إذا لا كتاب ، ولا دين ، ولا فضيلة ، ولا علم يُؤخذ عن هذا الرب ولا هؤلاء الأنبياء ولا هذا الكتاب ولو وصل إلينا سليماً بدون تحريف!!

              وهذه الفقرات الكتابية تدفع أى عاقل إلى تجاهل هذا الكتاب ، ويفعل كما قال برنارد شو ، أى يضعه فى خزانة حديدية ولا يفتحه أبداً. أى صيغة مؤدبة لما يريد أن يقوله ، وهو أن تُخفيه عن أعين الصغار والكبار وتجعله فى طى النسيان.

              انظر إلى نقطة واحدة من التأثيرات السلبية للمؤمنين بقدسية هذا الكتاب ، لقد فَسَقَ البابا بيوس الثانى بالعديد من النساء ، وعندما سُئلَ عن ذلك علَّل جرائمه بأنه لن يكون أقدس من الأنبياء ، الذين يصورهم الكتاب بصورة الكفرة والفجرة:

              ”وكان بيوس الثانى (1458-1464)– قبل أن يصبح بابا – يتنقل بين المناصب الدينية والسياسية ، وبين صدور النساء ، كأنه يقوم بالتدريب على القيام بمهام البابوية وبمهام الحياة الزوجية ، وقد أنجب عدداً من الأبناء غير الشرعيين ، وبرر سلوكه بأنه (ليس أكثر قداسة من داود ولا حكمة من سليمان.) (مسيحية بلا مسيح ص 274)“ نقلاً عن الروح القدس فى محكمة التاريخ ص72

              تعظيم الله لأنبيائه فى القرآن:

              إن هؤلاء الأنبياء والرسل هم صفوة الله من بين جميع الناس، هداهم الله واجتباهم، وأنعم عليهم ، فهم قمم البشرية الشوامخ خلقاً وسلوكاً وصبراً وجهاداً.

              يقول الله تبارك وتعالى عنهم:

              (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ) سورة مريم 58

              ويقول الله تبارك وتعالى عنهم:

              (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) سورة الأنبياء 73

              فأى الكتابين أريح وأربح لعقلك؟

              وأى الكتابين أنصف الله وأنبياءه؟

              وأى الكتابين كان من ثمار الله للبشرية؟

              وأى الكتابين كان رحمة من الله للعالمين؟

              وأى الكتابين أتى بكل شرور الدنيا ، وجمعها فى كتاب أسميتموه كتاب الرب؟

              صورة الرب بين الإسلام والمسيحية:

              بعد ما تبين لك عزيزى البابا كذب الإمبراطور وجهله بالإسلام ، فننتظر منك أن تقف وتُعلن للعالم كله ، خطأ ما قلته ، وما اقتبسته.

              وبما أن البابا تعرض لصورة الرب والإنسان فى محاضرته ، فيجب عليكم أن تعلموا أيضاً صورة الرب ، التى يخفيها كل من يتكلم عن الكتاب المسمَّى بالكتاب المقدس. فمن بين ما يحكم به العقل ويقره هو أن تكون صورة الإله الذى أعبده وأقدسه وصفاته فى مخيلتنا على أكمل وجه وأقدس صورة. وها هى صفات الله أنقلها لكم من كتابى (الله بين اليهودية والمسيحية والإسلام) ومن كتابى (إنجيل يهوذا):



              صفات الله فى الإسلام:

              العقلاء، وهم المؤمنون، يرون أن الإله المعبود لابد أن يتصف بكل صفات الكمال، ومع كونه قادراً على كل شىء، إلا أنه لا يفعل إلا ما يتناسب مع هذه الصفات ، بحيث لا يقدح هذا فى قداسته أو عزته أو علوه ، أى لا يقدح فى إلوهيته.

              فليس معنى أن الله على كل شىء قدير أن يتجسد فى شكل خروف. لأنه لو تجسد فى شكل خروف لانتفت عنه صفة القداسة، ولما أصبح يستحق قولنا "الله أكبر" ، لأنه لو تحول إلى خروف لكان الحمار أكبر منه ، ولكانت البقرة أكبر وأنفع منه للبشر. يُضاف إلى ذلك قول الكتاب نفسه: (12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ!) متى 12: 12

              فهل يليق أن يكون المخلوق أفضل من خالقه أو العبد أفضل من سيده؟ فليس هذا من العقل ، كما أنه يُخالف نصوص الكتاب المقدس: (لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ.) متى 10: 24 ، (20اُذْكُرُوا الْكلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ.) يوحنا 15: 20

              هذا ويضم غلاف الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى أسماء وصفات لله تعالى تتشابه مع أسمائه الحسنى وصفاته العلى فى القرآن الكريم، إن لم تكن تتفق معها. منها أنه هو إله واحد أحد، لا شريك له، لا يُرى، وليس له جسم، ولا يمكن أن يتجسد، ولا يحده مكان، ولا زمان، هو المالك، والملك، وهو الخالق، وهو الحى المحيى، الذى لا يموت، ولا تأخذه سنة ولا نوم، يتصف بكل صفات الكمال، ويتنزه عن كل نقص.

              وما نراه فى الكتاب من صفات للنقص والضعف نسبوها لله ، فهذا مرجعه للتحريف واتخاذهم كتاب الله وراءهم ظهريا. لقد عبدوا العجل ، وعبدوا إيزيس أو الإلهة نوت إلهة السماء عند المصريين القدماء، فعاقبهم الله بأن أخفى اسمه من أفواههم: (25هَكَذَا تَكَلَّمَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ وَنِسَاؤُكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِفَمِكُمْ وَأَكْمَلْتُمْ بِأَيَادِيكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نُتَمِّمُ نُذُورَنَا الَّتِي نَذَرْنَاهَا أَنْ نُبَخِّرَ لِمَلِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَنَسْكُبُ لَهَا سَكَائِبَ فَإِنَّهُنَّ يُقِمْنَ نُذُورَكُمْ وَيُتَمِّمْنَ نُذُورَكُمْ. 26لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا جَمِيعَ يَهُوذَا السَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. هَئَنَذَا قَدْ حَلَفْتُ بِاسْمِي الْعَظِيمِ قَالَ الرَّبُّ إِنَّ اسْمِي لَنْ يُسَمَّى بَعْدُ بِفَمِ إِنْسَانٍ مَا مِنْ يَهُوذَا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: حَيٌّ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) إرمياء 44: 26

              وعبدوا البعل، كما جاء فى الإصحاح 32 من سفر الخروج، على الرغم من أن أول وصايا الله لهم هى عبادته وحده وعدم الإشراك به: (1ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: 2«أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.3لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ) خروج 20: 1-5

              وبما أنهم عبدوا العجل أو الحمار أو أى صنم من دون الله ، فقد رأوا فى هذه الآلهة صفات الكمال التى لم يجدونها فى الله الخالق والذى عبدوه من قبل. أو إن شئت قلت إن هذا الإله الجديد لا يكلفهم بفروض ، ولا يحاسبهم إن أخطأوا ، أى إله تفصيل على هواهم. وهذا هو شأن العلمانيين أو الشيوعيين اليوم. إنهم لا يريدون قيوداً تنظم حياة البشر من حولهم.

              وسأذكر الصفات التى يراها المسيحيون لا تليق بالله عند المسلمين ، وسوف أرد عليها ، كما سأذكر ما يأخذه المسلمون على الصفات التى ينسبونها لله فيما بعد.

              فهم يرون أن صفات المنتقم، والمذل ، والجبَّار ، والمتكبِّر ، والقهَّار، والضَّار ، ومكر الله صفات لا تليق بالله. فهو ينبغى أن يكون إله للمحبة والوداعة.

              وأقول لهم:

              إن صفة الحب والود الذى هو أشد من الحب هى من الصفات الأصيلة لله تعالى والتى تكون فى شأن المؤمنين الذين يأتمرون بأوامر الله ، وينتهون بنواهيه. وكل هذه الصفات الواردة هى بشأن المجرمين، ليزجرهم عن أعماله السيئة ويخافون الله. فالله ينتقم من المجرم ، ويذله ، ويقهره ، وهو عليه جبار. فهل تريدون أن يكون الله وديع وودود مع القاتل أو السارق أو الزانى؟ كيف وهو قد تعدى حدود الله واعتدى على أموال أو أنفس أو محارم الغير؟ وما الفرق إذاً بين المؤمن العامل والمتكبِّر فى الأرض؟

              إن الله بمثابة الحاكم فى الأرض ، فمن أحسن قابل أعماله بالإحسان ، أى أدخله جناته وأنعم عليه من فضله ، ومن أساء عاقبه فى الدنيا أو فى الآخرة أو فى الاثنين وهذا العقاب هو إذلال للمُعَاقَب.

              وهذا ما قاله الله: (يَحْفَظُونَ شَعَائِرِي لِكَيْ لاَ يَحْمِلُوا لأَجْلِهَا خَطِيَّةً يَمُوتُونَ بِهَا) لاويين22: 9

              وهذا ما قاله الله عن بنى يعقوب: (وسَيُعاقِبُ بَني يَعقوبَ على طُرُقِهِم ويُجازيهِم بِحسَبِ أعمالِهِم.) هوشع 12: 3 الترجمة المشتركة

              إذن فالإنسان بالإيمان بالله وطاعته يموت نظيفًا بدون الخطيئة المتوارثة.

              وأن الهلاك يأتى بسبب عصيان الله وعدم التوبة والإقلاع عن المعاصى: (إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ.) لوقا 13: 3

              فهل عقاب الله للمسىء ليس إذلالاً له؟ هل لا تعنى هذه الفقرات الكتابية أن الله لا ينتقم من المسىء؟

              (فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثاني 7: 14

              (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ. 13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33: 11-16

              اقرأ كم هو الله غفور رحيم ، وكم هو جبَّار ومنتقم من المخالفين ، وفى هذا رحمة بهم لكى يرجعوا عن شرورهم ، ويصلح المجتمع ، وهذا ما قاله الله تعالى فى القرآن. فقد قال: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 179 ، فكل من يعلم أن القانون الإلهى سيعاقبه وسيذيقه من نفس الكأس الذى قَبِلَ أن يذيق غيره منه ، سيكون له رادع. وبهذا تستقيم الحياة للإنسان الوديع وللإنسان الذى تسوِّل له نفسه الإعتداء على الآخرين. فصفات الله هذه هى إذاً رحمة من الله بالمؤمنين والودعاء على الأرض ، ورحمة أيضاً بالمجرمين إذ قد يزجرهم الخوف من انتقام الله أو بطشه بهم أو إذلاله لهم ، فينصلح أحوالهم.

              لكن هل لم تأتى هذه الألفاظ فى حق الرب عندهم فى الكتاب الذى يقدسونه؟

              اقرأ هذه النصوص لتكون شاهداً على جهل قائل هذه المغالطة:

              («جَمِيعَ الوَصَايَا التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ تَحْفَظُونَ لِتَعْمَلُوهَا لِتَحْيُوا وَتَكْثُرُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكُمْ. 2وَتَتَذَكَّرُ كُل الطَّرِيقِ التِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هَذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي القَفْرِ لِيُذِلكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلبِكَ أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لا؟ 3فَأَذَلكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطْعَمَكَ المَنَّ الذِي لمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ وَلا عَرَفَهُ آبَاؤُكَ لِيُعَلِّمَكَ أَنَّهُ ليْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَل بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الرَّبِّ يَحْيَا الإِنْسَانُ.) تثنية 8: 1-3

              (3فَاعْلمِ اليَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ العَابِرُ أَمَامَكَ نَاراً آكِلةً. هُوَ يُبِيدُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ أَمَامَكَ فَتَطْرُدُهُمْ وَتُهْلِكُهُمْ سَرِيعاً كَمَا كَلمَكَ الرَّبُّ.) تثنية 9: 3

              وقال سفر المزامير عن الله: (19يَسْمَعُ اللهُ فَيُذِلُّهُمْ) مزامير 55: 19

              وبمثل هذه الأسماء تجدها فى الكتاب المقدس ، فالله ليس حليم فقط أو رافع فقط أو معز فقط. فهو رافع وخافض معز ومذل: (6الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ. 7الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ.) صموئيل الأول 2: 6-7

              (6لِيَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. 7مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ.) أشعياء 45: 6-7

              إذن فالله يذل الشرك والمشركين، ولكنه برحمته يُمهلهم حتى يعودوا إليه مؤمنين. ومن يُصر على المعصية فإنه جبَّار قادر أن ينتقم منه ، لأنه هو المحيى والمميت. ولا يمكن أن يُقبض عليه أو يُهان أو يُبصق فى وجهه أو يُعدم.

              (5وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ». 8وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.) تكوين 6: 5-8

              (17فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لِأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. 18وَلَكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 19وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لِاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَراً وَأُنْثَى.) تكوين 6: 17-19

              (21فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ وَجَمِيعُ النَّاسِ. 22كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْيَابِسَةِ مَاتَ. 23فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ وَالدَّبَّابَاتَ وَطُيُورَ السَّمَاءِ فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ.) تكوين 7: 21-23

              وقال الله لبنى إسرائيل: (1وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنَ المِدْيَانِيِّينَ ثُمَّ تُضَمُّ إِلى قَوْمِكَ». 3فَقَال مُوسَى لِلشَّعْبِ: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلجُنْدِ فَيَكُونُوا عَلى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلى مِدْيَانَ.) العدد 31: 1-3

              وقال عنه داود إنه المنتقم: (39فَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ أَنَّ نَابَالَ قَدْ مَاتَ قَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي انْتَقَمَ نَقْمَةَ تَعْيِيرِي مِنْ يَدِ نَابَالَ, وَأَمْسَكَ عَبْدَهُ عَنِ الشَّرِّ, وَرَدَّ الرَّبُّ شَرَّ نَابَالَ عَلَى رَأْسِهِ».) صموئيل الأول 25: 39

              وقال عنه صموئيل إنه هو المنتقم: (19وَقَالَ أَخِيمَعَصُ بْنُ صَادُوقَ: «دَعْنِي أَجْرِ فَأُبَشِّرَ الْمَلِكَ، لأَنَّ اللَّهَ قَدِ انْتَقَمَ لَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ».) صموئيل الثانى 18: 19

              وها هو نبى الله إرمياء يطالب الله بالإنتقام من أعدائه: (15أَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَ. اذْكُرْنِي وَتَعَهَّدْنِي وَانْتَقِمْ لِي مِنْ مُضْطَهِدِيَّ.) إرمياء 15: 15

              وها هو يقول الرب بنفسه إنه المنتقم: (24لِذََلِكَ يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ عَزِيزُ إِسْرَائِيلَ: «آهِ! إِنِّي أَسْتَرِيحُ مِنْ خُصَمَائِي وَأَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي) إشعياء 1: 24

              وقال: (36لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُخَاصِمُ خُصُومَتَكِ وَأَنْتَقِمُ نَقْمَتَكِ وَأُنَشِّفُ بَحْرَهَا وَأُجَفِّفُ يَنْبُوعَهَا.) إرمياء 51: 36

              وقال: (وَبِغَضَبٍ وَغَيْظٍ أَنْتَقِمُ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا) ميخا 5: 15

              والرب هو الجبَّار: (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!)مزامير 24: 8

              (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65

              وبسلطانه وبقوته يُذل الكافرين ويرفع المؤمنين: (10مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ. الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ, وَيُعْطِي عِزّاً لِمَلِكِهِ, وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ.) صموئيل الأول 2: 10

              وإضافة إلى أنه الجبَّار فهو القهَّار ، وعلى ذلك أدلة كثيرة منها: (6يَمِينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ. يَمِينُكَ يَا رَبُّ تُحَطِّمُ الْعَدُوَّ. 7وَبِكَثْرَةِ عَظَمَتِكَ تَهْدِمُ مُقَاوِمِيكَ. تُرْسِلُ سَخَطَكَ فَيَأْكُلُهُمْ كَالْقَشِّ 8وَبِرِيحِ أَنْفِكَ تَرَاكَمَتِ الْمِيَاهُ. انْتَصَبَتِ الْمِيَاهُ الْجَارِيَةُ كَرَابِيَةٍ. تَجَمَّدَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ.) خروج 15: 6-8

              (مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ.) صموئيل الأول 2: 10

              (10إِنْ بَطَشَ أَوْ أَغْلَقَ أَوْ جَمَّعَ فَمَنْ يَرُدُّهُ؟) أيوب 11: 10

              (أَنَا هُوَ وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. أَفْعَلُ وَمَنْ يَرُدُّ) أشعياء 43: 13

              أليس طرد الرب للشيطان من الجنة ومن رحمته فيه إذلال له إلى يوم الدين؟

              أليست الخطيئة الأزلية التى تؤمنون بها كانت إذلالاً لعباد الله المؤمنين والكافرين إلى أن تحنَّن الرب ونزل ليُهان ويُبصّق فى وجهه ويُعدم ويموت ليغفر هذه الخطيئة؟

              أليست بعض الأوامر الكتابية الخاصة بالمرأة إذلالاً لها؟

              أليس بيع الرجل لإبنته بيع الانسان لقطعة من الأثاث أو لخروف فيه مهانة وذل وقهر للمرأة؟ (وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7

              ألا يُعد سب ملاك الرب للمرأة، وقوله عنها أنها الشر نفسه مهانة للجنس اللطيف كله؟ (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8

              أليست أوامر الرب تجاه المرأة التى تلد طفلة مهانة لكل الجنس اللطيف؟ (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا.) لاويين 12: 1-5

              ألا يُعد أخذ نساء داود وطرحهم للزنى إذلالاً وقهراً لنبى الرب ونسائه؟ (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ.) صموئيل الثانى 12: 11

              وحتى لو سلَّمنا بما يقولونه إن هؤلاء أنبياء يُخطئون مثلنا ، أليس ذكر الرب لفضائحهم فى كتابه إذلال لهم إلى يوم الدين؟

              لكن تناسى المتقوِّل على الإسلام دعوة الله ورسوله للإستغفار، وإعلام المسلم أن الله يغفر الذنوب جميعاً، وأن الذنوب شىء طبيعى ينتمى لكل البشر، ويعلم الله ذلك، وهو ينتظر من المؤمنين كثرة الإستغفار، حتى لو لم يذنبوا، لأن الإستغفار ذكر: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا)النساء110

              (وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) آل عمران 131-136

              وروى مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة: قال رسول الله : (والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا، لذهب الله تعالى بكم، ولجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر الله لهم.)

              وروى الترمذى عن أنس رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله  يقول: (قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنويك عنان السماء، ثم استغفرتنى، غفرت لك ولا أبالى، يا ابن آدم إنك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة) حديث حسن.

              ووعد المؤمنين كما توعّد الكافرين والمجرمين فقال: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ * لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ * نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ) الحجر 45-50

              (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ * إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) الزخرف 68-78

              كان هذا بشأن الصفات المنتقم، والمذل ، والجبَّار ، والقهَّار. فما شأن المتكبِّر ، والضَّار ومكر الله؟

              إن المتكبر ورد فى القرآن والسنة. فقد قال الله تعالى: (السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) الحشر 23

              وفى السنة قال الله تعالى: (العز إزارى، والكبرياء ردائى، فمن ينازعنى، عذبته) صحيح مسلم بشرح النووى (16/264).

              والكبر فى اللغة هو نقيض الصغر. فنقول: كبَّر الأمر أى جعله كبيراً، واستكبره: أى رأَهُ كبيراً كقوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) يوسف 31 ، أى أعظمنه. والتكبير التعظيم ، والتكبر والاستكبار: التعظم. والكُبر: الرفعة فى الشرف ، والكبرياء أى العظمة والتجبر. وتاء المتكبر ليست تاء التعاطى والتكلُّف كما يُقال: فلان يتعظَّم وليس بعظيم ، وإنما هى تاء التفرد والتخصص.

              أما فى الشرع فهى صفة تنزيه لله تعالى عن صفات الخلق والشر. فهو المتكبر عن السوء، وهو المتكبر عن الظلم، وهو المتكبر عن المماثلة والمشابهة، وهو الذى يتكبر عن عُتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فيقصمهم.

              فهى صفة كمال فى حق الله تعالى ، أما فى حق العباد فهى صفة نقص وعيب فى حقهم ، وبذلك ورد قوله  عن أبى هريرة فى ذم هذه الصفة: (الكبر بطر الحق وغمط الناس) الجامع الصغير للألبانى (2/845).

              وقوله  فى صحيح مسلم بشر النووى (2/ 117 ، 118): (لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر).

              لذلك جعل الله النار مثوى المتكبرين: (ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) غافر 76، وقوله: (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ) الزمر 60

              تعليق


              • #8
                وبهذا المعنى جاءت صفة المتكبر أو المتعال أيضاً فى الكتاب المقدس: (7لأَنَّ اللهَ مَلِكُ الأَرْضِ كُلِّهَا رَنِّمُوا قَصِيدَةً. 8مَلَكَ اللهُ عَلَى الأُمَمِ. اللهُ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ قُدْسِهِ. .. .. .. لأَنَّ لِلَّهِ مَجَانَّ الأَرْضِ. هُوَ مُتَعَالٍ جِدّاً.) مزامير 47: 7-9

                (13لِيُسَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ تَعَالَى اسْمُهُ وَحْدَهُ. مَجْدُهُ فَوْقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ) مزمور 148: 13

                (8أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَمُتَعَالٍ إِلَى الأَبَدِ.) مزامير 92: 8

                (16وَيَتَعَالَى رَبُّ الْجُنُودِ بِالْعَدْلِ وَيَتَقَدَّسُ الإِلَهُ الْقُدُّوسُ بِالْبِرِّ.) أشعياء 5: 16

                (قُومُوا بَارِكُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ مِنَ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ وَلْيَتَبَارَكِ اسْمُ جَلاَلِكَ الْمُتَعَالِي عَلَى كُلِّ بَرَكَةٍ وَتَسْبِيحٍ. 6أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا وَالأَرْضَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا وَالْبِحَارَ وَكُلَّ مَا فِيهَا وَأَنْتَ تُحْيِيهَا كُلَّهَا. وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ.) نحميا 9: 5 –6

                (22[هُوَذَا اللهُ يَتَعَالَى بِقُدْرَتِهِ. مَنْ مِثْلُهُ مُعَلِّماً؟ 23مَنْ فَرَضَ عَلَيْهِ طَرِيقَهُ أَوْ مَنْ يَقُولُ لَهُ: قَدْ فَعَلْتَ شَرّاً؟ 24اُذْكُرْ أَنْ تُعَظِّمَ عَمَلَهُ الَّذِي يَتَرَنَّمُ بِهِ النَّاسُ. .. .. .. .. 26هُوَذَا اللهُ عَظِيمٌ وَلاَ نَعْرِفُهُ) أيوب 36: 22-26

                ولا توجد صفة المتكبر فى الكتاب المقدس إلا فى حق العباد ، لذلك فهى صفة مزمومة ، وصفة نقيصة يعاقب الله عليها صاحبها.

                وكيف يوصف الرب بأنه خير الماكرين؟

                (24وَتَعْظُمُ قُوَّتُهُ وَلَكِنْ لَيْسَ بِقُوَّتِهِ. يُهْلِكُ عَجَباً وَيَنْجَحُ وَيَفْعَلُ وَيُبِيدُ الْعُظَمَاءَ وَشَعْبَ الْقِدِّيسِينَ. 25وَبِحَذَاقَتِهِ يَنْجَحُ أَيْضاً الْمَكْرُ فِي يَدِهِ وَيَتَعَظَّمُ بِقَلْبِهِ. وَفِي الاِطْمِئْنَانِ يُهْلِكُ كَثِيرِينَ وَيَقُومُ عَلَى رَئِيسِ الرُّؤَسَاءِ وَبِلاَ يَدٍ يَنْكَسِرُ.) دانيال 8: 24-25

                المكر نوعان: مكر محمود ، وذلك أن يتحرى بذلك فعل جميل ، وعلى ذلك قال سبحانه وتعالى: (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) فلا يكون مَكرُه إلا خيراً. وهو موجه أساساً ضد مكر المسيئين. وعلى ذلك فلا أحد يأمن مكر الله أى تدبيره: (أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) الأعراف 99

                ومكر مذموم ، وهو أن يتحرى به فعل قبيح ، وهو من أفعال العباد: قال تعالى (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) فاطر 43

                فالمكر هو تدبير الشر أو تدبير الخير أو تدبير ما يبدِّد المكر السىء ، والأخيران هما تدبير الله سبحانه وتعالى عن أن نقيصة. لذلك وصف الله بها نفسه تحذيرا لمن يمكر برسل الله ، ليعلمهم أنه هو المنتصر ، هو ورسله: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) النمل 50-53، فكان مكر الله هو انتصاره هو ورسله، وهزيمة الكفار والمجرمين ، ونجاة المؤمنين. فهل هذا مكر يّذمُّ أم يُمدح؟

                وضرب مثلاً لهؤلاء المجرمين أن من سبقهم من الأمم مكروا أيضاً ضد الله ورسله ، والحق الذى جاءت به الرسل ، فلم يغن عنهم مكرهم من الله شيئاً وكان النصر لله ورسله ، والخزى لمن يمكر ضدهم: (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) الرعد 42

                وقوله: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال 30

                فهل ألحقت هذه الصفة بالله فى الكتاب المقدس؟

                فاقرأ ما نسبوه لرب من صفات المكر: (6فَاعْلَمُوا إِذاً أَنَّ اللهَ قَدْ عَوَّجَنِي وَلَفَّ عَلَيَّ أُحْبُولَتَهُ. 7هَا إِنِّي أَصْرُخُ ظُلْماً فَلاَ أُسْتَجَابُ. أَدْعُو وَلَيْسَ حُكْمٌ. 8قَدْ حَوَّطَ طَرِيقِي فَلاَ أَعْبُرُ وَعَلَى سُبُلِي جَعَلَ ظَلاَماً. 9أَزَالَ عَنِّي كَرَامَتِي وَنَزَعَ تَاجَ رَأْسِي. 10هَدَمَنِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ فَذَهَبْتُ وَقَلَعَ مِثْلَ شَجَرَةٍ رَجَائِي 11وَأَضْرَمَ عَلَيَّ غَضَبَهُ وَحَسِبَنِي كَأَعْدَائِهِ.) أيّوب19: 6-11 ، أليس هذا إذلال ومكر لله أى انتصار لله من الأشرار؟

                بل اتهموه أنه هو فاعل الشر: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».) صموئيل الثانى 12: 11-12

                وأنه أعطى فرائض غير صالحة لا يحيون بها، أى لا تدخلهم الجنة: (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25

                كيف يكون الله أرحم الراحمين هو الضَّار؟

                تنقسم الحياة الدنيا والآخرة إلى نفع وضر. وليس شرطاً أن كل نفع يكون مفيداً لصاحبه. فقد يؤدى الغنى الفاحش مع الحماقة إلى ضرر بالغ للشخص الغنى ومَن حوله. ربما لو لم يغنيه الله من فضله ، لكان خيراً له ولمن حوله. وكذلك ربما أرى فى فقر فلان ضرر ، وهو فى حد ذاته نفع ما بعدها نفع ، فإذ ربما يؤدى غناه إلى البطش. وقس على هذا الصحة والسلطان والذرية وغيره.

                وينبغى أن يُلحق اسم الضَّار مع كلمة النافع. لأن الله سبحانه وتعالى ليس نافعاً فقط ، وليس بضار فقط. ومثال ذلك قوله تعالى: (نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ) الحجر 49-50

                ولا يكون السؤال كما يطرحه غير المسلمين ، ولكن ينبغى أن يكون السؤال: الله ضار بالنسبة لمن ونافع بالنسبة لمن؟ هل من يتق الله ويطيعه يضره الله؟ وهل من يعص الله ويحاربه ينفعه الله؟

                أليس أمر الرب لأنبيائه فى الحروب بإبادة الأعداء وقتل الأطفال وشق بطون الحوامل نفعاً للمؤمنين وضراً للكافرين؟ [هذا إن كانت هذه أوامر الرب فنحن لنا اعتراضات كبيرة على هذه القسوة] فهو إذاً النافع والضار.

                (17فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ.) عدد 31: 17-18 ، ألا يؤذين هؤلاء النساء فى مشاعرهن؟ ألا يتذكرن كيف قتل آباؤهن وأخواتهن أمام أعينهن؟ أليس هذا قهر وإذلال وإضرار بهن؟

                أليس قتل ابنك الرضيع أمام عينيك إذلالاً من الرب لك: (16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ.)أشعياء 13: 16

                حتى لو تزوجن من رجال من بنى إسرائيل ، فشهر العسل سيكون شهر العكننة والذل والقهر تبعاً لأوامر الرب: (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14

                أليست العبودية إذلالاً للأحرار الذين تم استعبادهم؟ (10فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, وَكَانُوا عَبِيداً تَحْتَ الْجِزْيَةِ.) يشوع 16: 10

                أليس التمثيل بالجثث إذلالاً للجنس البشرى كله؟ (وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ)صموئيل الثانى4: 12

                أليس نشر الشعب بمناشير وقتلهم بالنوارج والفؤوس من باب الإرهاب وفرض الدين على المخالف، وإلا فإن جزاؤه القتل والإذلال؟ (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3

                أليس تحطيم الأطفال وشق بطون الحوامل من التعذيب والإذلال؟ (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

                ثم اقرأ كيف أذل الرب بنى إسرائيل وأباد منهم الفرح والسعادة وجعلهم عبيداً لمدة سبعين سنة لأهل بابل ، ثم عاقب بعدها ملك بابل وشعبه: (9هَئَنَذَا أُرْسِلُ فَآخُذُ كُلَّ عَشَائِرِ الشِّمَالِ يَقُولُ الرَّبُّ وَإِلَى نَبُوخَذْنَصَّرَ عَبْدِي مَلِكِ بَابِلَ وَآتِي بِهِمْ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ وَعَلَى كُلِّ سُكَّانِهَا وَعَلَى كُلِّ هَذِهِ الشُّعُوبِ حَوَالَيْهَا فَأُحَرِّمُهُمْ وَأَجْعَلُهُمْ دَهَشاً وَصَفِيراً وَخِرَباً أَبَدِيَّةً. 10وَأُبِيدُ مِنْهُمْ صَوْتَ الطَّرَبِ وَصَوْتَ الْفَرَحِ صَوْتَ الْعَرِيسِ وَصَوْتَ الْعَرُوسِ صَوْتَ الأَرْحِيَةِ وَنُورَ السِّرَاجِ. 11وَتَصِيرُ كُلُّ هَذِهِ الأَرْضِ خَرَاباً وَدَهَشاً وَتَخْدِمُ هَذِهِ الشُّعُوبُ مَلِكَ بَابِلَ سَبْعِينَ سَنَةً. 12[وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ السَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ وَتِلْكَ الأُمَّةَ يَقُولُ الرَّبُّ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَرْضَ الْكِلْدَانِيِّينَ وَأَجْعَلُهَا خِرَباً أَبَدِيَّةً.) إرمياء 25: 9-12

                عزيزى البابا: إن تحالفك مع الصهيونية لسبة فى جبينك ، ولجريمة تجاه أتباعك من الكاثوليك. إن اليهودى الذى تحكمه تعاليم التلمود يؤمن أن قتلك أو قتل أى مسيحى من القربات ، التى يتقرب بها إلى الله. "من العدل أن يقتل اليهودى كل من ليس يهوديا، لأن من يسفك دم الغرباء يقدم قربانا لله" وهذا ما حدث مثلا وليس على سبيل الحصر، في جريمة العصر لبشاعتها والتى وردت تفاصيلها على لسان اليهودى موسى أبو العافية أحد المجرمين المشتركين في جريمة ذبح الأب توما الكبوشى فى حى اليهود في دمشق سنة 1840، والذى ذبح وبعد ذلك قطع إربا ليرمى في المجارى، بعد أن سحب دمه لاستخدامه في عجين فطير الفصح عند اليهود، حيث اعترف بجريمته وقال: "الدم يوضع في الفطير، ولا يعطي هذا الفطير إلا للأتقياء من اليهود".

                ويحث تلمودهم أيضاً على قتل المسيحيين فيقول: "على اليهود أن لا يفعلوا مع الأغيار لا خيرا ولا شرا، وأما مع النصارى فيسفكوا دمهم ويطهروا الأرض منهم … كنائس المسيحيين كبيوت الضالين ومعابد الأصنام فيجب على اليهود تخريبها" وهذا ما فعلوه بكنائس بعض الطوائف المسيحيية فى الولايات المتحدة بأمثال جيري فالويل وبات روبرتسون، وجيري فاينر وفرانكلين جراهام.

                إن ثقافة التوراة هي ثقافة عنصرية إرهابية تدعوا إلى رفع اليهود فوق القانون البشري، حيث يطبق القانون البشري على جميع الشعوب، لكنه لا يطبق على اليهود. فلذلك نجد في عالم القطب الواحد أن قرارات الأمم المتحدة تطبق على كل بقاع الأرض لكنها لا تطبق على الكيان الصهيوني!

                فهل انتقدتها أيها البابا الشجاع؟ لا. لقد توددت إليهم ، وخطبت رضاهم عنك.

                إن هذا الإرهاب الصهيونى ، الذى أنت تسكت عنه ، هو صناعة كتابك ، وإن شئت قلت ، إن كتابك صناعتهم. اقرأ نصوصهم الإرهابية مع غير اليهود:

                (15نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً) غلاطية 2: 15

                (22فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ، وَاحِدٌ مِنَ الْجَارِيَةِ وَالآخَرُ مِنَ الْحُرَّةِ. 23لَكِنَّ الَّذِي مِنَ الْجَارِيَةِ وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ، وَأَمَّا الَّذِي مِنَ الْحُرَّةِ فَبِالْمَوْعِدِ. .. .. 30لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ».31إِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَسْنَا أَوْلاَدَ جَارِيَةٍ بَلْ أَوْلاَدُ الْحُرَّةِ.) غلاطية 4: 22-23، 30-31

                (22هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هَا إِنِّي أَرْفَعُ إِلَى الأُمَمِ يَدِي وَإِلَى الشُّعُوبِ أُقِيمُ رَايَتِي فَيَأْتُونَ بِأَوْلاَدِكِ فِي الأَحْضَانِ وَبَنَاتُكِ عَلَى الأَكْتَافِ يُحْمَلْنَ. 23وَيَكُونُ الْمُلُوكُ حَاضِنِيكِ وَسَيِّدَاتُهُمْ مُرْضِعَاتِكِ.. بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ وَيَلْحَسُونَ غُبَارَ رِجْلَيْكِ فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لاَ يَخْزَى مُنْتَظِرُوهُ».) إشعياء 49: 22-23

                (5وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ تُسَمُّونَ خُدَّامَ إِلَهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ) إشعياء 61: 5-6

                (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20

                (2وَهَذَا هُوَ حُكْمُ الإِبْرَاءِ: يُبْرِئُ كُلُّ صَاحِبِ دَيْنٍ يَدَهُ مِمَّا أَقْرَضَ صَاحِبَهُ. لا يُطَالِبُ صَاحِبَهُ وَلا أَخَاهُ لأَنَّهُ قَدْ نُودِيَ بِإِبْرَاءٍ لِلرَّبِّ. 3الأَجْنَبِيَّ تُطَالِبُ وَأَمَّا مَا كَانَ لكَ عِنْدَ أَخِيكَ فَتُبْرِئُهُ يَدُكَ مِنْهُ.) تثنية 15: 2-3

                («مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا وَطَرَدَ شُعُوباً كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الحِثِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لا تَقْطَعْ لهُمْ عَهْداً وَلا تُشْفِقْ عَليْهِمْ 3وَلا تُصَاهِرْهُمْ. ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً. 5وَلكِنْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلهُمْ بِالنَّارِ. 6لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لهُ شَعْباً أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ) تثنية 7: 1-7

                وحتى لا يظن عزيزى القارىء المسيحى أن استشهاداتى كانت من العهد القديم فقط، على الرغم من إيمان المسيحى بالعهدين ككتاب الله ، فأنقل له بعض النصوص التى تؤيد ما قام به الرب وبنو إسرائيل فى العهد القديم:

                فقد أقر عيسى  أنه لم يأت لنقض تعاليم الناموس أو الأنبياء ، بل كان بنو إسرائيل يستفتونه فى تعاليم وفقه التوراة، وكانت إجاباته كلها نابعة من الناموس والأنبياء مؤيداً أقواله بنصوصها ، ولم يتغير هذا الوضع إلا على يد بولس الذى قام بإلغاء تعاليم الناموس. ويعنى هذا موافقته التامة على ما جاء بهذا الصدد:

                ففى الوقت الذى يقول فيه عيسى : (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19

                وقال فيه داود من قبل: (ناموس الرب بلا عيب) مزمور 18: 7 ، و(ناموس الرب كامل) مزمور 19: 7

                يقول فيه بولس: (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19

                ويقول أيضاً: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16

                وقال: (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6

                أما بالنسبة لأخلاق بنى إسرائيل فى الحروب ، فيُنسب إلى عيسى  القول: (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40

                (وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26

                (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27

                ويرى التلاميذ أن إهلاك الرب لهذه الأمم نعمة ورحمة: (19ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِالْقُرْعَةِ.) أعمال الرسل 13: 19

                (14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟)كورنثوس الثانية 6: 14-16

                (23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) رؤيا يوحنا 2: 23

                (30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. .. .. .. 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ) عبرانيين 11: 30 –34

                ألن يدخل الله فى الآخرة المؤمنين الجنة جزاءاً بما فعلوا ويدخل الكفار والمشركين النار؟ ألا ترى أن فى هذا نفع للمؤمنين وضر للآخرين؟

                ألم يعاقب الرب بنى إسرائيل على رفضهم فرائضه ولأنهم نجسوا سبوته ، وأعطاهم فرائض غير صالحة ليبيدهم بمكره؟ (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25

                أليس فى كل هذا إذلال من الرب للكفَّار والمشركين؟ أليس فى هذا قهر من الرب للمشركين والكفار؟ إليس فى هذا علو وتعالِ ونصر وتكبُّر للرب والمؤمنين على الشرك والمشركين؟ ألم يعزُّ الرب بقانون حربه هذا المؤمنين؟ ألم يكن قانونه هذا ضاراً بالكفار والمشركين؟ إذاً فالله هو النافع والضَّار ، وهو المعزُّ والمذل ، وهو العلى الكبير المتعالِ ، وهو الجبَّار والمتكبر قاصم الجبابرة، وهو الرحمن الرحيم.

                ومن الجدير بالذكر أن صفة جبَّار هى صفة نسبت لله فى الكتاب المقدس وفى القرآن ، وهى صفة حميدة فى حق الله ، لأنها تبعث على الإطمئنان ، فالرب هو الناصر ولا مخلِّص من يديه ، وبهذا يأخذ للمظلوم حقه من الظالم. وهى فى نفس الوقت صفة سلبية فى حق العبد إلا إذا كان فى الحرب على أعداء الله. وكذلك صفة التسلط ، والسَّحق والإبادة والإماتة والسُّخط والغضب:

                (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!) مزامير 24: 8

                (إن العلىّ متسلط فى مملكة الناس) دانيال 4: 17

                (39اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ. 40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.) تثنية 32: 39-40

                (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10

                (13مِنَ السَّمَاوَاتِ نَظَرَ الرَّبُّ. رَأَى جَمِيعَ بَنِي الْبَشَرِ. 14مِنْ مَكَانِ سُكْنَاهُ تَطَلَّعَ إِلَى جَمِيعِ سُكَّانِ الأَرْضِ.15الْمُصَوِّرُ قُلُوبَهُمْ جَمِيعاً الْمُنْتَبِهُ إِلَى كُلِّ أَعْمَالِهِمْ. 16لَنْ يَخْلُصَ الْمَلِكُ بِكَِثْرَةِ الْجَيْشِ. الْجَبَّارُ لاَ يُنْقَذُ بِعِظَمِ الْقُوَّةِ.) مزامير 33: 13-16

                (27وَلاَ يَضْطَجِعُونَ مَعَ الْجَبَابِرَةِ السَّاقِطِينَ مِنَ الْغُلْفِ النَّازِلِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ بِأَدَوَاتِ حَرْبِهِمْ, وَقَدْ وُضِعَتْ سُيُوفُهُمْ تَحْتَ رُؤُوسِهِمْ, فَتَكُونُ آثَامُهُمْ عَلَى عِظَامِهِمْ مَعَ أَنَّهُمْ رُعْبُ الْجَبَابِرَةِ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ.) حزقيال 32: 27

                وخلاصة القول:

                إن لله صفات الرحمة والود والنصر والإنتصار للمؤمنين والمظلومين ، وله صفات الردع والزجر والإنتقام من المجرمين وتأديبهم، إعماراً للأرض ، وتنفيذاً لعدله، ورحمة بالمؤمنين وانتصاراً للمظلومين ، بل ورحمة وزجراً للمجرمين ليكفوا ظلمهم عن عباد الله. وهذا ما تقرأه فى قول داود:

                (3عِنْدَ رُجُوعِ أَعْدَائِي إِلَى خَلْفٍ يَسْقُطُونَ وَيَهْلِكُونَ مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ .. .. .. 5انْتَهَرْتَ الأُمَمَ. أَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. 6اَلْعَدُوُّ تَمَّ خَرَابُهُ إِلَى الأَبَدِ. وَهَدَمْتَ مُدُناً. بَادَ ذِكْرُهُ نَفْسُهُ. ...9وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمُنْسَحِقِ. مَلْجَأً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ.10وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ. لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ) مزامير 9: 3-10

                صفات الرب غير اللائقة فى الكتاب المقدس

                بعد أن تعرفنا على ما يفهمه المسيحيون عن أسماء الله وصفاته فى الإسلام ورددت عليه ، نقدم مآخذنا نحن المسلمون على الصفات والأفعال التى نسبوها لله تعالى فى كتابهم:

                1- السارق:

                 فقد حكى الرب فى خروج 3: 21-22 (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».)

                 وقد ساعدهم الرب فى ذلك بأن حبَّب قلوب المصريين للإستجابة لطلباتهم وتقرأ هذا فى تكوين 12: 35-36: (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.)

                 وعندما اقتربوا من أورشليم قال لتلميذين فى متى 21: 2-3: («اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا».)

                 وجاء ليأكل من شجرة تين ليست مملوكة له، ودمرها عندما لم يجد فيها تين: متى 21: 18-19 (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.)

                 تكوين 31: 14-16 (14فَأَجَابَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ: «أَلَنَا أَيْضاً نَصِيبٌ وَمِيرَاثٌ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟ 15أَلَمْ نُحْسَبْ مِنْهُ أَجْنَبِيَّتَيْنِ لأَنَّهُ بَاعَنَا وَقَدْ أَكَلَ أَيْضاً ثَمَنَنَا؟ 16إِنَّ كُلَّ الْغِنَى الَّذِي سَلَبَهُ اللهُ مِنْ أَبِينَا هُوَ لَنَا وَلأَوْلاَدِنَا. فَالْآنَ كُلَّ مَا قَالَ لَكَ اللهُ افْعَلْ».)

                2- المحرض على الزنى:

                وكنت قد ذكرت هذه النصوص من قبل ، ولا مانع من تكرارها:

                 هوشع 1: 2 (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».)

                 هوشع 3: 1 (1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ)



                 ملوك الأول 1: 2 (2فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: [لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجِعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ].)

                 إرميا 8: 10 (10لِذَلِكَ أُعْطِي نِسَاءَهُمْ لِآخَرِينَ وَحُقُولَهُمْ لِمَالِكِينَ لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.)

                 صموئيل الثانى 12: 11-12 (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ:هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ»)

                 عاموس 7: 17 (17لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ[لأمصيا]: امْرَأَتُكَ تَزْنِي فِي الْمَدِينَةِ وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ وَأَرْضُكَ تُقْسَمُ بِـالْحَبْلِ وَأَنْتَ تَمُوتُ فِي أَرْضٍ نَجِسَةٍ وَإِسْرَائِيلُ يُسْبَى سَبْياً عَنْ أَرْضِهِ».)

                 إشعياء3: 16-17 (16وَقَالَ الرَّبُّ:«مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ 17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.)

                3- المثير جنسياً:

                 أمثال 7: 7-22 (لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.)

                 أمثال 5: 18-19 (وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.)

                 نشيد الإنشاد 3: 1-5 (1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.)

                 نشيد الإنشاد 4: 1-7 (1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.)

                 نشيد الإنشاد 7: 1-8 (1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ)

                 نشيد الإنشاد 8: 1-4 (1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.)

                 حزقيال 16: 1-34 (1وَكَـانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا .. .. 15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!)

                4- السِّكِّير:

                 مزامير 78: 65 (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.)

                5- صانع الخمر:

                 نشيد الإنشاد 5: 1 (كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ. اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ.)

                 يوحنا 2: 7-10 (7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ - لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا - دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ».)



                6- زعيم العصابة:

                 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22

                فهل يتآمر الرب مع ملائكته ليهلك نبياً من خلقه؟ أإله يكذب؟ أنبى يكذب؟ ومن هذا الروح الذى تعاون معه الرب للتخلص من نبيه؟ ألم يخشى هذا الإله لو جعل نبيه كذَّاباً لأفقد ثقة عبيده فيه نفسه ، لأنه سيكون هو المتهم الأول أمامهم ، لأنه هو الذى اختاره واصطفاه؟ وكيف سيخلص الرب نفسه فى الآخرة إن حاجه هذا النبى وقاضاه واتهمه أنه هو الذى ضلله بالتعاون مع الشيطان؟ هل سيكذب الرب مرة أخرى وينكر؟ أم يُلقيه ظلماً فى أُتون النار؟ أليس مثل هذا الهراء يفقد العقلاء منكم الثقة فى الرب وفى عدله؟ أليس العقلاء منكم يرفضون هذا الهراء لأن الرب أعز وأقدس من أن تُلصق به تهمة التعاون مع الشيطان ليضلل عباده؟ أيجتمع الشيطان مع ملائكة الله المختارين فى حضرة الرب؟ أيقترب الشيطان من عرش الرب؟ ألا يخشى الرب؟ أليست صورة الرب هذه أشبه بصورة زعيم عصابة يجتمع مع رجاله المقربين ليُخطط لعمل إجرامى؟ ألا يخشى الرب أن يشى به الشيطان ويكشف مخططاته الشيطانية لعباده؟ أتصدق أن الرب وكل جنود السماء لم يستطيعوا حل هذه المشكلة وحلها الشيطان؟ وكيف عرف الشيطان باجتماع الرب مع ملائكته وفشلهم؟ وهل اعتاد الشيطان على حضور مثل هذه الاجتماعات مع الرب وملائكته؟

                7- المدمِّر للبيئة:

                 متى 21: 18-19 (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) فأضاع على عبيده من البشر والحيوانات والطيور الإنتفاع بثمرها وظلها والأكسجين الذى تخرجه نهاراً.

                 كذلك قتل الخنازير ، (وهذا نوع من أنواع الإعتداء على ممتلكات الغير أو ممارسة البلطجة بقوة معينة يمتلكها) وضيع على أصحابها الإنتفاع بلحومها أو بثمنها، ولوث الماء والسمك: مرقس 5: 11-14 (11وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى 12فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ. 14وَأَمَّا رُعَاةُ الْخَنَازِيرِ فَهَرَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَفِي الضِّيَاعِ فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى.)

                 ملوك الثانى 3: 19 (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ].) أليس هذا أمر بتدمير البيئة؟ ألا يعرف الرب أن عيون الماء هذه نافعة للبشر والحيوانات والطيور والنباتات والأشجار؟

                فأصدقنى القول عزيزى البابا: أى خير هذا الذى أتى به هذا الكتاب الذى تُقدسه؟

                فإذا كان الكتاب قد حرم الزنى ، فقد أقره الرب على أنبيائه ، حيث كان يعلم بعلمه الأزلى ، ما سوف يؤول إليه أخلاق هؤلاء الأنبياء ، ومع ذلك اصطفاهم للنبوة وقيادة البشر.

                وإذا كان الكتاب قد أمر بعدم إغتصاب حقوق الآخرين ، فقد اغتصب الرب نفسه امرأة عذراء مخطوبة لرجل ، أى زوجته فى عرف اليهود ، وتجسَّدَ منها ، وعرَّض سمعتها للقيل والقال. فقل لى أيها البابا: أين كان عقل الرب؟ ولماذا لم يتجسد من امرأة غير مخطوبة؟

                 تثنية 13: 15-17 (15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.) أليس هذا تلويثاً للهواء؟

                 صموئيل الأول 15: 3 (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً».)

                8- الإرهابى ومجرم الحرب:

                هل تعلمون أن الكتاب المسمَّى (الكتاب المقدس) هو الكتاب الوحيد فى الدنيا الذى يأمر بقتل الأطفال والرضَّع والأجنة والنساء ، بل والعجزة وشق بطون الحوامل؟

                هل تصدق أن إله المحبة مجرم حرب يأمر بقتل الأجنة فى بطون أمهاتهم؟

                هل تصدق أن هذا الكتاب يأمر بالإبادة الجماعية؟

                هل تصدقون أن إله المحبة إرهابى ، يأمر بقتل الآمنين والعزَّل؟

                هل تتصورون أن أنبياء إله المحبة يُمثلون بجثث الموتى؟

                هل تصدقون أن إله المحبة يأمر بتدمير البيئة فى الحروب؟

                اقرأوا بعضاً من هذه النصوص:

                 أخبار الأيام الأول 20: 3 (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.)

                 مزامير 137: 9 (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!)

                 حزقيال 9: 5-7 ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.)

                 هوشع 13: 16 (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ)

                 صموئيل الأول 15: 3 (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً»)

                 أشعياء 13: 15-18 (15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ)

                 أخبار الأيام الأول 20: 3 (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.)

                 صموئيل الثانى 4: 12 (12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.)

                 ملوك الثانى 3: 19 (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ])

                 ملوك الثانى 10: 17 (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.)

                 يشوع 10: 28-40 (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.)

                 يشوع 11: 10-12 (10ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ.... 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.)

                 تثنية 13: 15- 17 (15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.)

                 يشوع 6: 21 و24 (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.)

                 عدد 31: 7-11 (7فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ. 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. ... 9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ)

                 تثنية 13: 15- 17 (15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.)

                (15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ)أشعياء 13: 13-18

                 متى 10: 34-40 (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.)

                 لوقا 12: 49-53 (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ...51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً.52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا»)

                 لوقا 19: 27 (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».)

                9- المخرِّب:

                 مرقس 11: 12-14 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.)

                 كذلك اختار أنبياء لصوص وسراق (يوحنا 10: 8)

                 يزنون مثل داود (صموئيل الثانى 11)

                 ويعبدون الأوثان مثل سليمان (ملوك الأول 11: 9-10) ،

                 أو عندهم عته ومجانين مثل إشعياء الذى قال الكتاب المقدس عنه أنه مشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات (إشعياء 20: 3-5)

                10- لُعبة الشيطان:

                 (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ».13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ)لوقا4: 1-13

                لك أن تتخيل أنَّ الإله القادر القاهر الخالق المحيى المميت المعز المذلَّ ذليل أسيرٌ للشيطان لمدة 40 يوماً؟ فأين العقل الذى تُحاضر عنه؟

                ولك أن تتخيل أنَّ الشيطان اللعين ورع تقى: ما إن قال له عيسى  («اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ») إلا والتزم وأطاع؟ الشيطان من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه؟!

                يا له من إله! مُهان من خلقه لدرجة أنه فكَّرَ فى النزول بنفسه ليغفر لهم وليهابوه. مُهان من الشيطان الذى أسره؟ لاقيمة له عند ملائكته الذين تركوه طوال هذه المدة، ثم أتوا بعد مدة الأَسْر والذُّل ليخدموه!! إله فاشل فى انتقاء أتباعه ومبلغى رسالته للبشر: منهم الزناة ، ومنهم عبدة الأوثان ، ومنهم من صارعه وغلبه وأملى عليه إرادته ، وفرض عليه أن يباركه ويعطيه النبوة التى سرقها من أخيه ، ومنهم من خدعه ، فنزل إليهم وأعلن نفسه فتركوه يُصلَب وأنكروا معرفته!!

                عزيزى المسيحى! لقد قال الشيطان لربكم: («لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ».)! فهل تتخيل أن يكون الشيطان هو الغنى وهو المعطى وهو الوهَّاب وهو الرزَّاق وهو العزيز المعز وربك هو الفقير الذليل المُهان؟

                لك أن تتخيل أن الشيطان أبله لا يعرف إلهه ولا يهابه ، فلماذا كان إذاً يُجربه؟ وكيف سيحاسبه الرب فى الآخرة؟

                تعليق


                • #9
                  لك أن تتخيل أن الرب لا يهابه أحد ، فقرر إرسال ابنه فى الجسد ليهابوه! أأبله هو؟ لا يخافون الأب فيخافون الإبن؟ والله إن هذا ليذكرنى بخناقات الصبية عندما يقول الأضعف للأقوى: (والله لجيب لك أخويا الكبير يُوَرِّيك)! إلا أن الأمر هنا قد عُكِس، فقد أرسل الرب ابنه لعلهم يهابوه بعد أن أهانوا الإله الأكبر الأقوى.

                  وهل هو بهذا الصنيع جعلهم يهابوه؟ لا. بل أهانوا الآب والابن. فبعد أن استهزأوا به وبصقوا فى وجهه وأعدموه ، وطعنوه بحربة فى جانبه ، يفعلون الآن ما يحلو لهم لأنه يتحمل خطاياهم. وبذلك ازدادوا إثما على آثامهم. فأين هيبته؟ أين عزته؟ أين قداسته؟ أين كبريائه؟ أين تكبُّره على الصغائر؟ لقد ضاعت بذلك إلى الأبد!

                  11- الخاسر:

                  فقد خسر مباراة المصارعة مع يعقوب ، وتوسل إلى يعقوب ورجاه أن يترك رجله ، إلا أن يعقوب المنتصر رفض أن يترك ربه حتى أملى عليه شروط المنتصر القاهر وانتزع منه البركة!!:

                   تكوين32: 22-30 (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ:«أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ:«لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».)

                  12- الخانع المضطر:

                  فقد اشترى يعقوب النبوة بطبق عدس ومع ذلك أصبح نبياً وأُوحىَ إليه:

                   تكوين 25: 29-34 (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.)

                  كما سرق النبوة من أبيه إسحق ولا يعلم الرب بل أنزل إليه الروح القدس وأوحى إليه!! فإن جاز الضحك على النبى، فهل يجوز الضحك على الرب؟

                   تكوين 27: 1-29 (6وَأَمَّا رِفْقَةُ فَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنِهَا: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ أَخَاكَ قَائِلاً: 7اِئْتِنِي بِصَيْدٍ وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً لِآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ وَفَاتِي. .. .. .. .. .. .. .. 15وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ 16وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى. 17وَأَعْطَتِ الأَطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا. 18فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هَئَنَذَا. مَنْ أَنْتَ يَا ابْنِي؟» 19فَقَالَ يَعْقُوبُ لأَبِيهِ: «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي لِتُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». .. .. .. .. 23وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ. فَبَارَكَهُ. 24وَقَالَ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو؟» فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». .. .. .. 28فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. 29لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّداً لإِخْوَتِكَ وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».)

                  وضربه يعقوب وأجبره على أن يباركه (تكوين32)، ذُكرت فى الصفحة السابقة

                  13- الخائف:

                   تكوين 3: 22-24 (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.)

                  14- الكذّاب:

                   خروج 11: 1-2 (1ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ضَرْبَةً وَاحِدَةً أَيْضاً أَجْلِبُ عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى مِصْرَ…. 2تَكَلَّمْ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ صَاحِبِهِ وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ صَاحِبَتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ».)

                   كما كلَّفَ الشيطان بأن يتحكم فى لسان الأنبياء، فيجعلهم يكذبون:ملوك الأول 22: 19-22 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.)

                  15- الملعون:

                   غلاطية 3: 13 (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».)

                  16- المقرف:

                   حزقيال 4: 12 (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ.)

                   حزقيال 4: 15 (15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».)

                  17- الذَّليل:

                   يوحنا 7: 1 (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.)

                   متى 26: 37-41 (37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».)

                  18- المُهان:

                   متى 27: 28-31 (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.)

                   مزامير 78: 65 15 (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ)

                  19- الناقص:

                   (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21. فقد فقد الإله الرضيع جزءاً من عضو تذكيره. فلك أن تتخيل أن الإله كان به جزءًا فاسداً أى ولد غير كامل!!

                  20- الخائن:

                   خروج 4: 22-26 (21وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «عِنْدَمَا تَذْهَبُ لِتَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ انْظُرْ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِي يَدِكَ وَاصْنَعْهَا قُدَّامَ فِرْعَوْنَ. وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ. 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». 24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». 26فَانْفَكَّ عَنْهُ.)

                  21- فاقد الحياء:

                   يوحنا 13: 4-5 (4قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا 5ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا.) ، وهكذا استعمل الرب المنشفة التى كانت تستر عوراته ، وانحنى عارياً مُظهراً أغلظ ما فى عوراته ، لينشف أرجل التلاميذ!!

                  22- ذو العلم المحدود:

                   وتكوين 3: 11 (11فَقَالَ:«مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟»)

                   (9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».) تكوين 3: 9

                   كما نزل على الأرض ليتفقد المدينة والبرج تكوين 11: 5 (5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا.)

                   كذلك نزل عندما كثُر صراخ سدوم وعمورة وخطيتهم عظمت ليتأكد التكوين 18: 20-21 (20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ».)

                   تكوين 6: 6-7 (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».)

                   وأيضاً صموئيل الأول 15: 35 (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.)

                  23- الناسى:

                   خروج 2: 24 (24فَسَمِعَ اللهُ أَنِينَهُمْ فَتَذَكَّرَ اللهُ مِيثَاقَهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ.) ، أين هذا العقل الذى تتكلمون عنه فى كتابكم؟

                   مزامير 13: 1 (1إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي كُلَّ النِّسْيَانِ!)

                   مزامير 42: 9 (9أَقُولُ لِلَّهِ صَخْرَتِي: لِمَاذَا نَسِيتَنِي؟ لِمَاذَا أَذْهَبُ حَزِيناً مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟)

                   مزامير 44: 24 (24لِمَاذَا تَحْجُبُ وَجْهَكَ وَتَنْسَى مَذَلَّتَنَا وَضِيقَنَا؟)

                  24- الهارب:

                   يوحنا 7: 1 (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.)

                   يوحنا 11: 53-54 (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً .)

                   يوحنا 8: 59 (59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.)

                  25- الغاشم (المنتقم بلا رحمة):

                   خروج 20: 5 (لأنى أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضى)

                   تثنية 23: 3 (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) ، هذا على الرغم أن يسوع جاء من نسل سليمان ، وكانت نعمة العمونية زوجته (ملوك الأول 14: 21)

                   حزقيال 9: 10 (10وَأَنَا أَيْضاً عَيْنِي لاَ تُشْفِقُ وَلاَ أَعْفُو. أَجْلِبُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ».)

                   وأمر بعدم الرحمة أو الشفقة مع المحاربين: حزقيال 9: 5-7 ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. .. .. .. [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.)

                   مزامير 137: 8-9 (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!)

                   هوشع 13: 16 (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ)

                   أيّوب 16: 11-12 (11دَفَعَنِيَ اللهُ إِلَى الظَّالِمِ وَفِي أَيْدِي الأَشْرَارِ طَرَحَنِي. 12كُنْتُ مُسْتَرِيحاً فَزَعْزَعَنِي وَأَمْسَكَ بِقَفَايَ فَحَطَّمَنِي وَنَصَبَنِي لَهُ هَدَفاً.)

                   أيّوب 19: 6-11 (6فَاعْلَمُوا إِذاً أَنَّ اللهَ قَدْ عَوَّجَنِي وَلَفَّ عَلَيَّ أُحْبُولَتَهُ. 7هَا إِنِّي أَصْرُخُ ظُلْماً فَلاَ أُسْتَجَابُ. أَدْعُو وَلَيْسَ حُكْمٌ. 8قَدْ حَوَّطَ طَرِيقِي فَلاَ أَعْبُرُ وَعَلَى سُبُلِي جَعَلَ ظَلاَماً. 9أَزَالَ عَنِّي كَرَامَتِي وَنَزَعَ تَاجَ رَأْسِي. 10هَدَمَنِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ فَذَهَبْتُ وَقَلَعَ مِثْلَ شَجَرَةٍ رَجَائِي 11وَأَضْرَمَ عَلَيَّ غَضَبَهُ وَحَسِبَنِي كَأَعْدَائِهِ.)

                   أيوب 24: 12 (12مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّونَ وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ.)

                   أيّوب 4: 18 (18هُوَذَا عَبِيدُهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً.)

                   أيّوب 30: 20-21 (20إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ. 21تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي)

                   أيّوب 12: 19-24 (19يَذْهَبُ بِالْكَهَنَةِ أَسْرَى وَيَقْلِبُ الأَقْوِيَاءَ. 20يَقْطَعُ كَلاَمَ الأُمَنَاءِ وَيَنْزِعُ ذَوْقَ الشُّيُوخِ. 21يُلْقِي هَوَاناً عَلَى الشُّرَفَاءِ وَيُرْخِي مِنْطَقَةَ الأَشِدَّاءِ. 22يَكْشِفُ الْعَمَائِقَ مِنَ الظَّلاَمِ وَيُخْرِجُ ظِلَّ الْمَوْتِ إِلَى النُّورِ. 23يُكَثِّرُ الأُمَمَ ثُمَّ يُبِيدُهَا. يُوَسِّعُ لِلأُمَمِ ثُمَّ يُشَتِّتُها. 24يَنْزِعُ عُقُولَ رُؤَسَاءِ شَعْبِ الأَرْضِ وَيُضِلُّهُمْ فِي تِيهٍ بِلاَ طَرِيقٍ. 25يَتَلَمَّسُونَ فِي الظَّلاَمِ وَلَيْسَ نُورٌ وَيُرَنِّحُهُمْ مِثْلَ السَّكْرَانِ)

                  إرهاب ، وتدمير ، وإبادة ، وتعصُّب أعمى ، وسب للرب ، وملائكته وأنبيائه! فكيف يُنسب هذا الكتاب لله؟ أين العقل عزيزى البابا؟

                  26- الجاهل:

                   مرقس 11: 12-13 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.)

                   مرقس 13: 32 (32وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ.)

                   كورنثوس الأولى 1: 25 (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!)

                  27- الضعيف:

                   كورنثوس الأولى 1: 25 (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!)

                  28- العنصرى:

                   تثنية 23: 19-20(لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.)

                  (21«لا تَأْكُلُوا جُثَّةً مَا. تُعْطِيهَا لِلغَرِيبِ الذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.) تثنية 14: 21

                   متى 15: 24 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)

                   متى 15: 26 («لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».)

                   متى 10: 5-6 (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.)

                  29- المتطرف:

                   أستير 8: 11-17 (16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.)

                  30- الغاشم الظالم:

                   انظر كم من البشر أباد الرب لأنهم فقط نظروا تابوت الرب: صموئيل الأول 6: 19 (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً.)

                  فلماذا عاقب الرب فقط من نظر لتابوته؟ هل كانت محاولة من الرب لإبعادهم تماماً عن كتابه لعلمه بكذبهم وتحريفهم لكتابه؟ أليس هذا هو ما أثبته الرب فيما بعد فى كتابه؟ ألم يقل: (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8

                  (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16

                  (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.) إرمياء 23: 30

                  (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9

                  (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ – هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ – أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. .. .. .. 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 31-36

                  وقال عيسى  لليهود نفس هذا المعنى: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9

                  31- المُتعَب:

                   التكوين 2: 3 (3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقاً.)

                  32- الباكى:

                  (بكى يسوع) يوحنا 11: 35

                  33- الحزين:

                   متى 26: 37 (وابتدأ يحزن ويكتئب)

                   متى 26: 38 (فقال لهم: نفسى حزينة جداً حتى الموت)

                  34- خائر القوى:

                   لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)

                  35- المُضلِّل لعباده:

                   حزقيال 24: 20-21 (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا 26وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ لأُبِيدَهُمْ, حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.) ، إضافة إلى سوء اختياره لأنبيائه.

                  36- الفقير:

                   متى 8: 20 (20فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».)

                   ومتى 17: 27 (ولكن لئلا نُعثِرَهم اذهب إلى البحر وألق صنَّارة والسمكة التى تطلع أولا خذها ومتى فتحت فاها تجد إستاراً فخذه وأعطهم عنى وعنك)

                   إشعياء 7: 2020 (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً)

                  37- المنتحر: فهو الضارب وهو المضروب وهذا انتحار:

                   متى 26: 31 (لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ.)

                   يوحنا10: 11 (11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ)

                   رومية 3: 23-25 (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) ، وبما أن الابن هو الآب فقد قدم نفسه كفارة عن الذنوب السالفة.

                  38- النادم:

                   تكوين 6: 6-7 (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».)

                   وأيضاً خروج 32: 14 (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.)

                   وأيضاً صموئيل الأول 15: 35 (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.)

                  39- الشرير

                   خروج 32: 14 (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.)

                   صموئيل الثانى 12: 11 (هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ)

                   صموئيل الثانى 17: 14 (فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ.)

                  40- متعلم غير عالم:

                   خروج 12: 22 (22وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ وَمُسُّوا الْعَتَبَةَ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ بِالدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ. وَأَنْتُمْ لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ 23فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْتَازُ لِيَضْرِبَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ الرَّبُّ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَ.)

                   (40وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ) لوقا 2: 40

                  41- قاسى القلب:

                   رومية 8: 31-33 (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟)

                   صموئيل الأول 6: 19 (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً.)

                   مزامير 137: 9 (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!)

                   حزقيال 9: 5-7 ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.)

                   هوشع 13: 16 (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ)

                   صموئيل الأول 15: 3 (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً»)

                  42- المنوِّح ، المولول ، الحافى ، العارى ، المنتحب:

                   ميخا 1: 8 (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ.)

                  43- المعتدى:

                   متى 1: 18 (لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) ، فلماذا لم يتجسد من امرأة غير مخطوبة؟

                  44- سليل القتلة والزناة والأنبياء الكفرة:

                   متى 1: 3 (يهوذا ولد فارص وزارح من ثامار) ،وثامار هذه زوجة أبناء يهوذا (تكوين 38)

                   (وسلمون ولد بوعز من راحاب)متى 1: 5، (راحاب امرأة زانية)يشوع 2: 1-15

                   (وبوعز ولد عوبيد من راعوث) متى 1: 5،(وراعوث هى راعوث الموابية) راعوث 4: 5

                   (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر)تثنية23: 3

                   (وداود الملك ولد سليمان من التى لأوريا) متى 1: 6 اقرأ قصة زنا داود بامرأة جاره (صموئيل الثانى 11)

                   (وسليمان ولد رحبعام) متى 1: 7 ، اسم زوجة سليمان أم رحبعام هى نعمة العمونية (ملوك الأول 14: 21) ، (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب ، حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3

                   سليمان كافر عابد للأوثان:

                  ملوك الأول 11: 4-7 (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.)

                  وعقوبة المرتد الرجم حتى الموت (تثنية 13: 6-10)

                   ورأوبين يزنى بسرية أبيه التى هى فى حكم أمه: (لأنك صعدت على مضجع أبيك حينئذ ودنسته) تكوين 49: 4

                  وحكمهما هو القتل: (وإذا اضطجع رجل مع امرأة أبيه فقد كشف عورة أبيه، إنهما يقتلان كلاهما، دمهما عليهما) لاويين 20: 11

                  وإبراهيم ديُّوث سلَّمَ امرأته لفرعون لعبث بها وبعرضه فى مقابل أبقار وأغنام: (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16

                  وحكمه هو وزوجته القتل.

                  45- الجاهل علميَّاً:

                   حزقيال 7: 2 (قد جاءت النهاية على زوايا الأرض الأربعة)

                   أيوب 9: 6 الأرض لها أربعة أعمدة

                   لاويين 11: 5-8 الأرنب والوبر من الحيوانات المجترة

                   لاويين 11: 20 ، 21 ، 23 طيور لها أربعة أرجل

                   تكوين 30: 37-39 الغنم تتوحم

                   لاويين 15: 2-23 الرجل تأتيه الدورة الشهرية مثل النساء

                  46- التائب:

                   متى 3: 13-15 (13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ)

                  47- المستأجر الفقير:

                   إشعياء 7: 20 (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً)

                  48- الساجد:

                   مرقس 1: 35 (... قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلى هناك)

                   متى 14: 23 (وبعد ما صرف الجموع صَعِدَ إلى الجبل منفرداً ليصلى)

                  49- المتضرِّع:

                   لوقا 22: 41-42 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ».)

                  50- كالتنين:

                   صموئيل الثانى 22: 7-16 (7فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَإِلَى إِلَهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي وَصُرَاخِي دَخَلَ أُذُنَيْهِ. 8فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ. أُسُسُ السَّمَوَاتِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ، لأَنَّهُ غَضِبَ. 9صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. 10طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ. 12جَعَلَ الظُّلْمَةَ حَوْلَهُ مَظَلاَّتٍ، مِيَاهاً مُتَجَمِّعَةً وَظَلاَمَ الْغَمَامِ. 13مِنَ الشُّعَاعِ قُدَّامَهُ اشْتَعَلَتْ جَمْرُ نَارٍ. 14أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ. 15أَرْسَلَ سِهَاماً فَشَتَّتَهُمْ، بَرْقاً فَأَزْعَجَهُمْ. 16فَظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْبَحْرِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِ الرَّبِّ، مِنْ نَسْمَةِ رِيحِ أَنْفِهِ.)

                  51- الحمامة

                   متى 3: 16 (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ)

                  52- كالشاة

                   أعمال الرسل 8: 32 (مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)

                  53- الأنعام

                   أعمال الرسل 8: 32 (مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)

                  54- الخروف

                   رؤيا يوحنا اللاهوتى17: 14 (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ،وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ»)

                  55- كالأسد

                   هوشع 13: 7 (7«فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ.)

                  56- كالنمر

                   هوشع 13: 7 (أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ)

                  57- كالدبة

                   هوشع 13: 8 (8أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ)

                  58- كالَّبوة

                   هوشع 13: 8 (وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ)

                  والنص الكامل هو: هوشع 13: 4-8 (4«وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَإِلَهاً سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. 5أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ. 6لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي. 7«فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. 8أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.)

                  59- الرب كالعُث:

                   هوشع 5: 12 (12فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَالْعُثِّ وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَالسُّوسِ)

                  60- الرب كالسوس:

                   هوشع 5: 12 (12فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَالْعُثِّ وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَالسُّوسِ)

                  61- الإنسان

                   تيموثاوس الأولى 3: 16 (اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ)

                  62- الرمة والدودة:

                   (فى البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله ... والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) أى أصبح إنساناً (يوحنا 1: 1 و 14)

                   أيوب 25: 6 (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)

                  63- المفضول:

                   بعد أن عرفت أنهم يقولون إن رب الأرباب خروف، فاقرأ ما أملاه الوحى لمتى: قال يسوع (12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ!) متى 12: 12

                  64- مؤلف للخيال العلمى والأفلام الهندى

                   صموئيل الثانى 23: 8 (8هَذِهِ أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ رَئِيسُ الثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً.)

                   أخبار الأيام الأول 11: 11 (11وَهَذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً.)

                   تكوين 30: 37-39 (37فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قُضْبَاناً خُضْراً مِنْ لُبْنَى وَلَوْزٍ وَدُلْبٍ وَقَشَّرَ فِيهَا خُطُوطاً بِيضاً كَاشِطاً عَنِ الْبَيَاضِ الَّذِي عَلَى الْقُضْبَانِ. 38وَأَوْقَفَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَشَّرَهَا فِي الأَجْرَانِ فِي مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ كَانَتِ الْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ تُجَاهَ الْغَنَمِ لِتَتَوَحَّمَ عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ. 39فَتَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ وَوَلَدَتِ الْغَنَمُ مُخَطَّطَاتٍ وَرُقْطاً وَبُلْقاً.)

                  65- النائم:

                   متى 8: 24 (وكان هو نائماً)

                   لوقا 8: 23 (23وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ نَامَ)

                   مزامير 78: 65 (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.)

                  66- الجوعان:

                   متى 4: 2 (فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة جاع أخيراً)

                   متى 21: 18 (وفى الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع)

                  67- العطشان:

                   يوحنا 19: 28 (قال أنا عطشان)

                  68- التعبان:

                   تكوين 2: 2 (2وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ.)

                   يوحنا 4: 6 (فإذا كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر)

                  69- العبيط (حيث يصفر للذباب مع إن الذباب لا يسمع لأنه ليس له جهاز سمعى:

                   إشعياء 7: 18 (18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ)

                  70- المغلوب على أمره:

                   (أنا لا أقدر أن أفعل من نفسى شيئاً) يوحنا5: 30

                   أعمال الرسل8: 32 («مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)

                  71- إله النقمات:

                   مزامير 94: 1-2 (1يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ يَا رَبُّ يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ أَشْرِقِ. 2ارْتَفِعْ يَا دَيَّانَ الأَرْضِ. جَازِ صَنِيعَ الْمُسْتَكْبِرِينَ.)

                  72- الظالم للمرأة:

                  وكنت قد أفرزت لها فصلاً كاملاً، فقد حرم عليها الطلاق فيما يُسمى العهد الجديد، وجعلها هى أم الخطيئة فى الحياة ، والسبب الرئيسى فى طرد البشرية من نعيم الجنة إلى الشقاء والضنى ، فلم يتمكن الشيطان إلا منها ، وحبَّذ الرجل على عدم التزوج ، والأفضل أن يخصى الرجل نفسه ، ومنع تزوج المطلقات لعلة الزنى، وبالتالى فقد قضى بهذه القرارات على إنسانية المرأة وحقها الطبيعى فى الحياة والإستمتاع بزوجها.

                  كذلك ضرب على المرأة قيوداً تجعلها أسيرة الذلة والفضيحة طوال عمرها. فالمرأة الحائض نجسة، ومن يلمسها فهو نجس، وثيابها نجسة، ومن يلمس ثيابها فهو نجس، والفراش الذى تجلس عليه يكون نجس، ومن يجلس على هذا الفراش يتنجس، وبعد أن ينتهى وقت طمثها وتطهر تكون نجسة لمدة سبعة أيام أخرى! فلك أن تتخيل المرأة يأتيها الطمث لمدة سبعة أيام تكون فيها نجسة ومنبوذة من الآخرين ثم تستمر فترة نجاستها أسبوع آخر: أى نصف الشهر وهذا يعنى نصف السنة ونصف عمرها تكون نجسة منبوذة!! (اللاويين 15: 19-28)

                  بل أباح للأب أن يبيع ابنته: (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7

                  73- النجس:

                  (10وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ الْمَجَامِعِ فِي السَّبْتِ 11وَإِذَا امْرَأَةٌ كَانَ بِهَا رُوحُ ضُعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ الْبَتَّةَ. 12فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضُعْفِكِ». 13وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ.) لوقا 13: 10-13

                  (19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ

                  تعليق


                  • #10
                    النص الثانى للتثليث هو نص رسالة يوحنا الأولى:

                    (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.) يوحنا الأولى 5: 7-8

                    والنص واضح جدا فى دمج الأب والكلمة والروح ، وهؤلاء الثلاثة هم واحد. كما دمج على الأرض الروح والماء والدم. ويطمئن المسيحيون جداً لهذا القول كدليل لديهم على التثليث وشرعيته.

                    ويقول موقع Biblegateway.comللكتاب المقدس على النت تعليقاً على هذه الفقرة إنها غير موجودة فى أى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر:

                    http://bible.gospelcom.net/passage/?...fen-NIV-30617a

                    6This is the one who came by water and blood–Jesus Christ. He did not come by water only, but by water and blood. And it is the Spirit who testifies, because the Spirit is the truth. 7For there are three that testify: 8the[a] Spirit, the water and the blood; and the three are in agreement. 9We accept man's testimony, but God's testimony is greater because it is the testimony of God, which he has given about his Son.

                    Footnotes:

                    1 John 5:8 Late manuscripts of the Vulgate testify in heaven: the Father, the Word and the Holy Spirit, and these three are one. 8 And there are three that testify on earth: the (not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)

                    وتعلق عليها ترجمة الملك جيمس الحديثة قائلة:

                    1 John 5:8 NU-Text and M-Text omit the words from in heaven (verse 7) through on earth (verse 8). Only four or five very late manuscripts contain these words in Greek.

                    http://bible.gospelcom.net/bible?sho...&language=engl...

                    لاحظ قوله إن هناك بعض النسخ حذفت كلمات (فى السماء) من الفقرة السابعة و(فى الأرض) من الفقرة الثامنة ولم تحتويها أى نسخة غير أربع أو خمس نسخ من النسخ المتأخرة (الحديثة نسبياً). ألا يثبت هذا الاختلافات الواقعة بين النسخ القديمة التى يتفاخرون بها؟ وألا يثبت هذا وجود التحريفات التى دخلت هذا الكتاب لمدة ما من الوقت ، ثم أنبهم ضميرهم فحذفوا غير الموجود فى أقدم النسخ؟ ألا يثبت هذا تلاعبهم بكتاب يُطلقون عليه كتاب الله ، ويثبت عدم إيمانهم به ككتاب لله وإلا لما تلاعبوا به؟

                    وقد وضعها مترجم كتاب الحياة بين قوسين معكوفين ، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب!!

                    أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة فقد حذفوا النص ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله، فحذفوا ما تحته خط: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)

                    وكتبوها كالآتى: (7والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ(1): 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ.) ، تُرى متى تفيق ضمائر باقى المسؤلين عن ترجمة الكتاب المقدس ونقده ، وينقون الكتاب مما علق به.

                    وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص.

                    وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟

                    أما ترجمة الكاثوليك لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.

                    أما الترجمة الكاثوليكية للأباء ******يين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به.

                    وأقول له: إن معنى هذا أنه لا يوجد تطابق بين ما تسمونه أقدم النسخ لديكم ، والتى تسمونها أصول الكتاب المقدس!!

                    وأسأله: ما مصير من آمن بهذا النص أنه موحى به من عند الرب من الأجيال السابقة من القرن السادس عشر حتى عاد ضمير المترجم إلى صوابه فى القرن العشرين أو الواحد والعشرين؟

                    إنَّ مشكلة هذا النص الوحيدة (كما يقول الأستاذ eeww2000) أنه غير موجود فى الأصول اليونانية ، ولم يظهر إلى الوجود إلا فى عصور متأخرة وليس قبل القرن السادس عشر بعد 1500 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام الآن نبدأ بملخص القصة قصة هذا النص:

                    هذا النص وجد فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر وهذه هى أرقام المخطوطات 61 و88 و429 و629 و636 و318 و2318 و221.

                    والمخطوطة الأخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر أى بعد ألف سنة ، وموجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.

                    ومعنى ذلك أنه لا يوجد أى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى أى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم أربعة كُتِبَ فيها النص على الهامش. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت إلى اليونانية.

                    والقصة واضحة: لفت نظر أحد النساخ لفظ ثلاثة الموجود فى العدد الثامن 8 "والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد." فلم يجد مانع من أن يضيف على لسان يوحنا ثلاثة أخرى لتساعده فى إثبات عقيدة التثليث التى لا تجد لها أى نص صريح فى الكتاب المقدس.

                    ويقول بعض علمائهم إن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة ما ، تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم ، ثم وجدت هذه الإضافة طريقا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.

                    وقد سُئِلَ عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص. هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب ، وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية. والسؤال كيف يجادل أحد والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟

                    فهل تعلمون ما معنى أن يضغط كبار رجال الكنيسة وآباؤها على إيرازموس لإضافة نص إلى الكتاب المقدس وهى غير موجود فى أصوله؟ هل تعلمون ما معنى الحرية التى يتمتع بها هؤلاء الناس لإضافة نص أو حذف آخر أو لوى الحقائق لتمرير عقيدة ما وهدم أخرى؟

                    ليس عندى تعليق على هذا إلا أنهم أنفسهم لا يؤمنون بقدسية هذا الكتاب ، إنهم أفاقون، مراؤون ، كذَّابون! وأمثال هؤلاء لا يقوم دين أو عقيدة سليمة على أعناقهم. إن أمثال هؤلاء هم الذين قال الله فيهم:

                    (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8 : 8

                    (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟) إرمياء 23: 33-35

                    (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36

                    (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 9

                    هذا وتعتمد الترجمة الألمانية لرسالة يوحنا على الطبعة الثانية من كتاب إيرازموس هذا 1519 ولذلك حذف الألمان من عندهم هذه الصيغة فى أى عصر من العصور. فلك أن تتخيل هذا!

                    ونسخة الملك جيمس الشهيرة اعتمدت بصورة رئيسية على النسخة اليونانية للطبعة العاشرة لنسخة تيودور بيزا التى هى فى الأساس تعتمد على الطبعة الثالثة لنسخة إيرازموس السابق ذكرها ولذلك هذه الصيغة مشهورة عند الشعوب الناطقة بالإنجليزية فقط أكثر من غيرهم.

                    ولذلك عندما اجتمع 32 عالم نصرانى ، يدعمهم خمسون محاضر نصرانى لعمل النسخة القياسية المراجعة حذف هذا النص بلا أى تردد.

                    وهناك شهادة عالم كبير هو إسحاق نيوتن الذى يقول إن هذا المقطع ظهر أول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس للعهد الجديد. ويضيف نيوتن أيضا نقطة قوية: وهى أن هذا النص لم يستخدم فى أى مجادلات لاهوتية حول الثالوث من وقت جيروم وحتى وقت طويل بعده. ولم يذكر أبدا ولكن تسلل النص بطريقة شيطانية مستغلا غفلة أتباع الصليب الذين يقبلون أى شىء إلا التنازل عن الثالوث المفبرك كما رأينا. وهذا هو الرابط

                    http://cyberistan.org/islamic/newton1.html

                    وإليك ما قاله الكاتب جون جلكر ايست فى كتابه للرد على العلامة الشيخ أحمد ديدات واسم الكتاب "نعم الكتاب المقدس كلمة الله" يعترف بكل ذلك ويلقى باللوم على نساخ الإنجيل وإليك نص كلامه من موقع كتابه على الانترنت.

                    (3المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب التي صحَّحتها ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5: 7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى, ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءاً من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر قِدَماً لا تورد هذه الآية. ويفترض ديدات أنَّ "هذه الآية هي أقرب إلى ما يُسمِّيه النصارى بالثالوث الأقدس وهوأحد دعائم النصرانية" صفحة 16.).

                    http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1J...mo&nomd&bi=kjv

                    7For there are three that bear record in heaven, the Father, the Word, and the Holy Ghost: and these three are one. (KJV)

                    وترجمتها: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.)

                    7And the Spirit is the witness, because the Spirit is the truth. (RSV)

                    http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1J...mo&nomd&bi=rsv

                    وترجمتها: (والروح هو الشاهد ، لأن الروح هو الحق)

                    فهل أضاف المترجم هذه الجملة من عند نفسه؟ أم احتوتها احدى النسخ وغفلتها نسخة أخرى؟ وهل بالرغم من كل هذا تسمونه وحى من الله؟

                    هذا من كلامهم ومن موقعهم للرد على هذه الفضيحة نعم فضيحة بكل المقاييس تخيل النص الوحيد الواضح والذى يردده جميعهم مفبرك ليس له وجود باعترافهم!

                    وإليك اعتراف آخر من كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس بقلم جون ستون يقول بالحرف: "هذا العدد بأكمله يمكن اعتباره تعليقا أو إضافة بريق ولمعان. ويشبهها فى ذلك عبارة فى الأرض فى العدد الثامن. ويدعو بلمر هذه القراءة أنها لا يمكن الدفاع عنها ويسجل أدلة فى عشرة صفحات على أنها مفبركة .... فهذه الكلمات لا توجد فى أى مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر وقد ظهرت هذه الكلمات أول ما ظهرت فى مخطوطة لاتينية مغمورة تنتمى إلى القرن الرابع ثم أخذت طريقها إلى النسخة المعتمدة وذلك بعد أن ضمها إيرازموس فى الطبعة الثالثة لنسخته بعد تردد. ولا شك أن الكاتب تأثر بالشهادة المثلثة التى فى العدد الثامن ، وفكر فى الثالوث. لذلك اقترح شهادة مثلثة فى السماء أيضاً. والواقع أن تحشيته ليست موفقة فالإنجيل لا يعلم أن الآب والابن والروح القدس يشهدون جميعا للابن ولكنه يعلم أن الآب يشهد للابن عن طريق الروح القدس" انتهى بالنص صفحة 141.

                    وهذا اعترافه كاملاً ، بل يوضح ويقول إن وضع هذا النص كان من نوع (جاء يكحلها عماها) وأن تحشيته غير دقيقة.

                    وهذه أسماء بعض الترجمات الانجليزية للكتاب المقدس التى حذفت هذه الزيادة:

                    1 - The Bible in Basic English

                    2 - Hebrew Names Version of World English Bible

                    3 - The Revised Standard Version

                    4 - Holy Bible: Easy-to-Read Version

                    5 - The Darby Translation

                    6 - The American Standard Version

                    7 - The New Revised Standard Version

                    8 - International Standard Version

                    9 - The New American Standard Bible

                    10 - Contemporary English Version

                    11 - The New Living Translation

                    12 - World English Bible

                    13 - Weymouth's New Testament

                    14 - GOD'S WORD translation

                    بقيت نقطة أخيرة: هل تعرفوا كيف يهرب المسيحيون من هذه المشكلة الآن؟ آخر ما لاحظته أنهم يقولون إن الروح القدس ألهمت الكاتب أن يضيف هذا النص!!

                    هكذا قيل فعلا فى المنتديات الإنجليزية والرد كان كيف تلهم الروح القدس شخصاً أن يقول كلام على لسان شخص آخر (يوحنا هنا)؟ لماذا لم يقل هذا المزور: أنا ألهمت النص الفلانى من الروح القدس وسأضعه فى المكان الفلانى؟ وإلا كان هذا اتهام للروح القدس بالتدليس والكذب على الناس!

                    وأصبح اليوم لا مفر أمامهم من التسليم وكل نصرانى يستخدم هذا العدد لاثبات التثليث بعد اليوم يطلق عليه لقب مدلس أو جاهل مخدوع إذا كان حسن النية مثل إيرازموس. فما رأى القس زكريا بطرس فى هذا؟

                    وقد استعنت فى كتابة هذا الموضوع بما كتبه الأستاذ eeww2000 على صفحات النت.

                    هل يفهم البابا أو آباء الكنيسة التثليث؟

                    لكن هل يفهم أحد من المسيحيين أو حتى البابا نفسه ما هية التثليث؟ لا. إنهم يؤمنون بها بلا عقل ، ولا يمكن فهمها ، وكل محاولات توضيحها فهى محاولات تبوء بالفشل ، وذلك لسبب بسيط جداً ، وهو أن التثليث سر من أسرار الكنيسة ، أى شىء غامض ، لا يمكن توضيحه أو شرحه ، أو فهمه. لذلك تجد الكتاب قديماً وحديثاً يؤكدون هذا المعنى ، وهذا اعتراف بتعارض المسيحية مع العقل.

                    يقول الدكتور منقذ السقار فى كتابه (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة) تحت عنوان التثليث سر لا يطيقه العقل: كان لابد أن يعمل النصارى عقولهم على جمع هذه المتناقضات التي يستحيل تصورها معاً، وعلى تفهيم البشر قضية الثلاثة الذين هم واحد، والواحد الذي هو ثلاثة.

                    وأمام ضعف هذه العقيدة وعجز العقل البشري عن تصورها، بل رفضه لها لا يجد النصارى من سبيل إلا القول بأن تثليثهم سر من الأسرار التي لا يمكن للعقل أن يقف على كنهها، بل يعترف البعض منهم بتعارض المسيحية والعقل

                    فيقول القديس أوغسطين : "أنا مؤمن، لأن ذلك لا يتفق والعقل".

                    ويقول كير كجارد: "إن كل محاولة يراد بها جعل المسيحية ديانة معقولة لابد أن تؤدي إلى القضاء عليها".

                    و قد جاء في "التعليم المسيحي": لا يجوز التدخل في أسرار الله، لأننا لا نستطيع إدراك أسرار الإيمان.

                    ويقول زكي شنودة: "وهذا سر من أسرار اللاهوت الغامضة التي لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشري".

                    ويقول الأب جيمس تد: "العقيدة المسيحية تعلو على فهم العقل".

                    ويقول القس أنيس شروش: "واحد في ثلاثة، وثلاثة في واحد، سر ليس عليكم أن تفهموه، بل عليكم أن تتقبلوه".

                    وقال القديس ديسقوروس الأول في القرن الخامس: ”اتحاد اللاهوت بالناسوت في المسيح، لم يكن بامتزاج أو اختلاط، لأن كلاً منهما غير قابل للامتزاج أو الاختلاط بالآخر، بل كان بوسيلة إلهية تفوق العقل والادراك.“، وهذا السر الذى هو لب عقيدتهم ويؤمنون به، بعيداً عن العقل والإدراك.

                    وليس التثليث فقط الذى لا يخضع للعقل ، بل كل أسرار الكنيسة السبعة ، ولو فهمت واحدة منهم ، لما أسمتها الكنيسة سراً.

                    ويعلق الأستاذ الدكتور عبد المعطي بيومي في تصريح له لقناة الجزيرة بتاريخ 16\9\2006، على ربط البابا للمسيحية بالعقل وأنها قامت على التسامح ونبذ العنف بعكس الإسلام قائلاً: ”وكلام البابا إن صح جدلا في تبشيره بالمسيحية – القائمة على الربوبية والعقل المنفصلة عن العنف - حسب زعم البابا - فإنه يكون معبراً عن تيار شاذ في عقلانيته ثاو في فكر البابا نفسه وطائفة خفية من العقلانيين من مدرسته المجهولة ، الذين إن تمسكوا بعقلانيتهم إلى النهاية فلا بد من خروجهم في النهاية من المسيحية نفسها ، كما أنه لا يعبر عن مسار المسيحية التاريخي العريض في تتويجها لأكثر الحروب دموية في التاريخ ، في أوربا وآسيا وأمريكا ، ولا في استمساكها الرئيس بما لايعقل عن التثليث والصلب والفداء وكبائر الأنبياء.

                    كما أنه لا يعبر عن مسار المسيحية التاريخي العريض في تتويجها لأكثر الحروب دموية في التاريخ وضحاياها يفوق المائة مليون ، في أوربا وآسيا وأمريكا وأفريقيا والهنود الحمر ، ولا في استمساكها الرئيسى بما لايعقل في التثليث والصلب والفداء بل إنه لا يعبر عن عقيدة الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) التي يجلس البابا اليوم على عرشها والتي أعلنت الحرب الصليبية على الإسلام من عقر دارها.

                    بل إنه لا يعبر عن رأى مارتن لوثر الألمانى زعيم المسيحية البروتستانتية الأكثر شهرة في مجال ادعاء العقلانية المسيحية: وهو يهاجم ملكة العقل، مرعدا في التنديد بها واصفا إياها بأنها (تلك المجنونة الصغيرة الحمقاء عروس الشيطان السيدة العقل ألد أعداء الله!!) وهو يقول أيضا: (نحن نعرف أن ملكة العقل من الشيطان لا تفعل سوى التشهير والأذى ، في كل ما يقوله الله ويفعله .. تمسك إذن بالوحي الإلهي ولا تحاول الفهم") نقلا عن "تكوين العقل الحديث" لهرمان راندال ج 1 ص 255-257

                    أو كما يقول بيير بايل فيلسوف التنوير الفرنسي (1706م) : (لا تحاولوا أن تفهموا الأسرار .. ولا تحاولوا أن تخففوا من ظاهر استحالتها .. اعتقدوا كمسيحيين ولكن امتنعوا عن الاعتقاد كفلاسفة)

                    ويقول لللاهوتين المعتمدين على العقل: (ستضطرون إلى الرجوع للسبب الأول الذي تعتمدون عليه: التقليد والسلطة ، وأفضل استعمال للعقل قي هذه الحالة هو ألا يستعمل العقل) المصدر السابق“

                    الصلب بين النقل والعقل:

                    عندما تفكر فى العقيدة المسيحية بناءًا على الثالوث الذى يؤمنون به ، تجدهم يؤمنون أن الثلاثة أقانيم متحدة فى شخص واحد ، ولا ينفصلون طرفة عين:

                    ففى ذلك قال القديس باسيليوس الكبير في القرن الرابع: ”إن لاهوت المسيح لم يفارق ناسوته لحظة واحدة، أو طرفة عين.“

                    وقال القديس كيرلس الكبير في القرن الخامس: ”ربنا يسوع المسيح هو أقنوم واحد، لأن ناسوته متحد مع لاهوته باتحاد إلهي لا مجال فيه للتفكك أو الانفصال على الاطلاق.“

                    وانطلاقاً من هنا فإن الابن هو الأب هو الروح القدس، فأيهما قتلت فقد مات الكل. فكيف يتفق هذا مع قول الكتاب إن الله خالد لا يموت؟ فهناك العديد من النصوص التى تصف الله بأنه هو الله الحى القيوم إلى الأبد ، منها:

                    (انظروا الآن: أنا. أنا هو. وليس إله معى. أنا أميت وأحيى.) تثنية32: 39

                    (إنى أرفع إلى السماء يدى ، وأقول حى أنا إلى الأبد) تثنية 32: 40

                    (أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.) إرمياء 10: 10،

                    (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى.) دانيال 6: 26

                    (26لأَنَّهُ مَنْ هُوَ مِنْ جَمِيعِ البَشَرِ الذِي سَمِعَ صَوْتَ اللهِ الحَيِّ يَتَكَلمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ مِثْلنَا وَعَاشَ؟) تثنية 5: 26

                    (2عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ.) مزامير 42: 2

                    ([أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) دانيال 4: 34

                    (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى.) دانيال 6: 26

                    (10لَكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ) هوشع 1: 10

                    (وهناك يدعون أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ) رومية 9: 26

                    (فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ».) متى 16: 16

                    (15«أَيُّهَا الرِّجَالُ لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هَذَا؟ نَحْنُ أَيْضاً بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ نُبَشِّرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا مِنْ هَذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا) أعمال الرسل 14: 15

                    (9لأَنَّهُمْ هُمْ يُخْبِرُونَ عَنَّا أَيُّ دُخُولٍ كَانَ لَنَا إِلَيْكُمْ، وَكَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ،) تسالونيك الأولى 1: 9

                    (15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.) تيموثاوس الأولى 6: 15-16

                    (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36

                    وبهذه الصورة وضع المسيحى نفسه فى مأزق: إما أن يُكذب تعاليم كنيسته، وأقوال بولس، التى تؤكد أن الرب ليس بحى إلى الأبد، ويُصدق أن الرب مات وأُعدم على الصليب، وإما أن يكذِّب كلام الرب وكتابه، القائل بأن الرب حى إلى الأبد، ويقول له: لا. أنت إله كذَّاب، لأنك مُت على الصليب، وأُعدمت على الصليب.

                    وبالتالى سيقف أمام مأزق آخر: فإذا كان الأب والابن والروح القدس لا ينفصلون طرفة عين، فمن الذى أحيا الرب الذى مات، وبيده وحده الإحياء والإماتة؟ وهنا تتوقف جميع الإجابات والكلام ، لأن موضوع موت الإله موضوع ليس له علاقة بالعقل ، الذى تكلم عنه بابا الفاتيكان.

                    كما أن النصوص الأخرى التى قالها يسوع تؤكد أن اليهود لن يصلوا إليه ، ولن تمتد أيديهم إليه بالأذى ، بل سيرفعه الله إليه ، وسيصلبون شخصاً آخراً مكانه: (33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».) يوحنا 7: 33-34

                    وأكد ذلك مرة أخرى فقال: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» .. .. .. .. .. .. «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». .. .. .. .. «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29

                    إذن فقد أعلمهم عيسى عليه السلام أن الله سوف يتوفَّاه إليه أى يستخلصه وينقذه منهم ويرفعه إليه، أما الشخص الذى ستقبضون عليه، وتهينونه، فعندما ترفعونه على الصليب فسوف تفهمون أنى أنا هو هذا الشخص المعلق: (مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) ، وهو فهم خاطىء، لأنه لا بد أن تثقوا أنى سأغلب العالم كله، (ولكن ثقوا أنى قد غلبت العالم) يوحنا 16: 33 ، فلن تتمكنوا منى ، وهذه هى إرادة الله: ولن تنالوا منى، لأننى فى كل وقت أفعل ما يرضى الله، وهو معى ولن يتركنى أبداً: وهذه هى أوامر الله النافذة ، التى أمرنى أن أبلغها لكم ، فما أنا إلا رسول الله إليكم: (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29

                    لكن هل يسوع هنا هو ابن الإنسان؟ لا. وإلا ما تكلم عنه بصيغة الغائب قائلاً: (مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ) ، ولما تحداهم أنهم لن يصلوا إليه ، فمن العته أن يقول لهم إنهم لن يقبضوا عليه ، وأنه سينتصر عليهم ، ثم يحكى لهم عن الوقت الذى سيكون فيه تحت قبضتهم على الصليب ، ولما تعجبوا هم أيضاً وقالوا أين سيذهب؟ هل سيذهب إلى شتات اليونان؟

                    لكن لماذا لا يكون يسوع هو ابن الإنسان؟ لاحظ أنها نبوءة أخبرهم بها! فلو كان يقصد نفسه ، فما الحكمة إذاً من أن يُعلمُهم ذلك فى مجال التبكيت واللوم والتحدى؟ وهل من العقل أو من الكلام المفيد أن أقول لك: أتحداك أنك لو أطلقت علىَّ النار ، سأموت ، وستعلم حينئذ أنى أنا الميت وليس آخر؟

                    أضف إلى ذلك تضرع يسوع لله وصلاته له وبكاءَه من أجل أن يقبل الله صلاته ودعاءه وينقذه من الموت: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44

                    وقد تقبل الله صلاته ، وأنقذه من الموت: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7 ، وإلا كيف يكون قد تقبل صلاته لو لم ينقذه من الصلب؟ وأين يكون اتحاد الثالوث هنا؟

                    ولو أن الأب متحد مع الابن والروح القدس ، لكان دعاء الابن ، وتذللـه للأب أن ينقذه من باب الهراء ، والتهريج الذى لا معنى له. فلك أن تتخيل أنك ترانى أرجو نفسى ، وأتضرع إليها أن أفعل أنا شيئاً بنفسى ولنفسى ، وأملك أن أفعله دون هذه المسرحية، فماذا ستقول على إلا أننى مخبول، فقدت عقلى. فعن أى عقل تتكلم عزيزى البابا؟

                    ولو كان هو الذى عُلِّقَ على الصليب لكان إلهاً تافهاً كاذباً، فقد تحدى اليهود، وأخبرهم أنه سيغلبهم وسوف يغلب العالم كله ، فهل بعد كلامه هذا تغلبه شرذمة قليلة من اليهود؟ بل تسقط نبوته فى هذه الحالة لسببين:

                    أولاهما أن الرسول لا يخبر إلا الصدق، ويتكلم بما يوحى إليه ، فكيف يتحداهم رسول الله، بناءً على تعليمات من الإله ثم يخدعه هذا الإله ويتركه يُصلَب أو تتمكن هذه الشرذمة من الرب ونبيه؟

                    وثانيهما أن الرب توعَّد النبى الكاذب بالقتل: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) تثنية 18: 20 ، وفى نسخ عام 1844 ، وفى التوراة السامرية (فليُقتل ذلك النبى) ، وهذا هو سبب تغيرهم للترجمة.

                    20But if I haven't spoken, and a prophet claims to have a message from me, you must kill that prophet, and you must also kill any prophet who claims to have a message from another god.

                    http://bible.gospelcom.net/bible?sho...&language=engl...

                    كما أنها نبوءة فى المقام الأول، ولا بد أن تتحقق ، وإلا كان نبياً كاذباً وحاشاه. وعلى ذلك فإن الذى فهمه اليهود كان خطأً ، وماتوا فى خطيتهم وهم يؤمنون أنهم صلبوا رسول الله.

                    ولو سلمتم أن يسوع هو ابن الإنسان هنا ، لانتفت عنه صفة الألوهية ، لقول الكتاب إن الله ليس كمثله أحد أو شىء قط. أى لا يشبهه إنسان ولا حيوان ولا طائر ولا أى كائن: (ليس مثل الله) تثنية 34: 26

                    (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟) إشعياء 40: 18

                    (25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ.) إشعياء 40: 25

                    (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟.) إشعياء 46: 5

                    (6لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ.) إرمياء 10: 6

                    (قد عظمت أيها الرب الإله لأنه ليس مثلك ، وليس إله غيرك) صموئيل الثانى 7: 22

                    (يا رب ليس مثلك، ولا إله غيرك)أخبارالأيام الأولى17: 20

                    فلماذا تشبهونه بالإنسان؟ ولماذا تشبهونه بالخروف؟

                    ولقول الكتاب إن الله ليس إنسان:

                    (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟) عدد 23: 19

                    (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟) حزقيال 28: 9

                    (هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ.) حزقيال 28: 1-2

                    (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9

                    ولقول الكتاب إن الله حى لا يموت: (إنى أرفع إلى السماء يدى ، وأقول حى أنا إلى الأبد) تثنية32: 40

                    وقوله: (أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.) إرمياء 10: 10

                    (هل يسكن الرب حقاً على الأرض؟ هو ذا السموات وسماء السماوات لا تسعك) ملوك الأول 8: 27

                    (الله لم يره أحد قط) يوحنا1: 18

                    (وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20

                    وبذلك يتضح لك عزيزى البابا أن المسيحية التى تدين بها بعيدة كل البعد عن العقل. ففى الوقت الذى تؤمن فيه أن الرب تجسد ، وأصبح إنسان ، يقول لك كتابك إن الرب ليس له شبيه ، وليس بإنسان. وفى الوقت الذى تؤمن فيه بموت الإله على الصليب ، يقول لك كتابك إن الله حى إلى الأبد ، وهو وحده الذى له عدم الموت. أى إن الذى مات إنسان وليس بإله. وفى الوقت الذى تؤمن فيه أن يسوع قبض عليه وصُلب ، تقرأ فى كتابك أنه تحدى اليهود أنهم لن يتمكنوا منه. فأين العقل؟



                    الخطيئة الأزلية والفداء بين النقل والعقل:

                    تؤمنون عزيزى البابا أن حواء هى أصل الشر والويلات التى حلت على العالم ، وهى سبب طرد الجنس البشرى من الجنة ، بل سبب إعدام الإله ، فهى فى نظركم المخلوق الذى اتحد مع الشيطان، لهلاك البشرية. (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14

                    وبالتالى فقد صبَّ الإله جام غضبه على بنى البشر ، وأصبحوا حاملى الخطيئة التى لم يعملوها ، ولم يشهدوها ، ولم يساهموا فيها ولو بالسكوت أو الرضا القلبى. فجمع إله المحبة الأبرار مع الأشرار فى أتون النار ، انتظاراً لنزوله يوماً ما ، متجسداً فى صورة بشر ، فيُمسكه عبيده ويضربونه ، ويهينونه ، ويستهزأون به ، ويبصقون فى وجهه ، ثم يقومون بإعدامه على الصليب.

                    فبسبب خطيئة المرأة تمكنت من تدمير كل جميل فى الحياة حتى الإله نفسه. الأمر الذى جرَّ على المرأة الويلات على مر العصور. ويكفيك أن تقرأ ما قاله آبابء الكنيسة ورجالها فى المرأة ، وما تسبب ذلك عن إصدار قوانين ، لم تصدر من قبل على عدو ما لدولة متوحشة متجبرة:

                     فقد ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطَلَحَ القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.

                     و(نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.)

                    وبالتالى لم يكن لها الحق فى امتلاك العقارات أو المنقولات ، ولم يكن لها الحق فى أن تفتح حساباً فى البنك باسمها ، وبعد أن سمحوا أن يكون لها حساب ، لم يكن لها الحق أن تسحب منه ، فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقوداً من حسابها ، الأمر الذى لا يتم إلا مع الأولاد القُصَّر والمجانين.

                     وكان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال".

                     وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل) فإذا كانت المرأة هى مدخل الشيطان ، وأساس الخطيئة الأزلية ، فكيف تريدننا أن نعطيها القوامة ، وهى السبب فى موت الإله على زعمكم؟

                     (وفى زمن شباب النبى محمد  عقد الفرنسيون فى فرنسا عام 586م (مجمع باكون) لبحث: هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب.) إن هذا لقمة التحقير للمرأة ، الأمر الذى تطلب من الأوروبيات ، وساعدهم فى ذلك الرجال أصحاب العقول ، وذوو الضمائر الصالحة على القيام بحركة مناهضة لتعاليم الكنيسة وكتابها ، وطالبوا بتحرير المرأة من قيود الكتاب المقدس عليها ، ومن أفكار رجال الكنيسة.

                     يقول توما الإكوينى: (إن المرأة خاضعة للرجل لضعف طبيعتها الجسمية والعقلية معاً. والرجل مبدأ المرأة ومنتهاها، كما أن الله مبدأ كل شىء ومنتهاه. وقد فُرِضَ الخضوع على المرأة عملاً بقانون الطبيعة، أما العبد فليس كذلك.)

                     وقد ظلت المرأة فى نظر القساوسة ورجال الدين كما كانت عند القديس يوحنا فم الذهب: شراً لا بد منه ، وإغواءً طبيعياً ، وكارثة مرغوباً فيها ، وخطراً منزلياً ، وفتنة مهلكة ، وشراً عليه طِلاء ، وهى أداة الشيطان المحببة التى يقود بها الرجال إلى الجحيم.) (الفيلسوف المسيحى والمرأة ص 144) ، وقد تناولنا هذا الموضوع بالتفصيل عند تناولنا رأى المسيحية فى المرأة.

                    وقد حكم الكتاب نفسه على من يأخذ البرىء بذنب المذنب فهو ظالم، فاقرأ قول إبراهيم مناجياً الرب: (23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟») التكوين 18: 23-25

                    أيُعَلِّمُ النبى إلهه كيف يكون حكيماً ورحيماً مع عباده؟ هل كان إبراهيم أرحم على العباد من خالقهم؟ انظر إلى الفطرة القويمة للنبى التى ترفض أن يتساوى البار مع الأثيم! وانظر إلى تسميته لهذا الحكم بالظلم: (حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟) فمن الذى ربَّى النبى وعلمه هذه الحكمة وهذا العدل؟ أليس هو إلهه الذى اصطفاه للنبوة وعلمه؟ فهل فاقد الشىء يعطيه؟

                     هل تتخيل أن المخلوق أرحم بعبيد الله منه؟ فنبى الله أبو الأنبياء يستنكر على الإله الخالق الذى أرسله أن يُهلِك مدينة قد يكون فيها عدد قليل من الأبرار حتى ولو خمسون باراً!!

                     لك أن تتخيل رحمة نبى ، يُتهم بأنه ديوث ، أكبر وأشمل من قسوة وبطش إلاهه!! إله أضمر الشر والرغبة فى الإنتقام ألوفاً من السنوات .. .. وفى النهاية قرر الإنتقام من ابنه أقصد من نفسه!! نبى يشفع فى خمسين باراً من مدينة واحدة، وإله ينتقم من خلقه أجمعين حتى رسله الأبرار ، حتى الذين عبدوه حق عبادته ، وأطاعوه وشهد لهم بأنهم أرضوه ، أدخلهم جحيمه فور موتهم حتى يحين وقت موته هو لينزل إلى الجحيم ليخلصهم!!

                    وإليك كلام الرب الذى لم يأت عيسى عليه السلام لينقضه يؤكد لك قول الله تعالى فى القرآن: {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ} الأنعام (164)

                    {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} سورة الإسراء (15)

                    {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} فصلت (46)

                    {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى} سورة النجم (39)

                    {مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} سورة الروم (44)

                    ويقول كتابك عزيزى البابا:

                    1- (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16

                    2- (6وَلَكِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ أَبْنَاءَ الْقَاتِلِينَ حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ مِنْ أَجْلِ الْبَنِينَ، وَالْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ].) ملوك الثانى 14: 6

                    3- (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطاً وَأَعْدَاءَهُ عِقَاباً)إشعياء59: 18

                    4- (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ.) مزمور 62: 12

                    5- (3أَلَيْسَ الْبَوَارُ لِعَامِلِ الشَّرِّ وَالنُّكْرُ لِفَاعِلِي الإِثْمِ! 4أَلَيْسَ هُوَ يَنْظُرُ طُرُقِي وَيُحْصِي جَمِيعَ خَطَوَاتِي. 5إِنْ كُنْتُ قَدْ سَلَكْتُ مَعَ الْكَذِبِ أَوْ أَسْرَعَتْ رِجْلِي إِلَى الْغِشِّ 6لِيَزِنِّي فِي مِيزَانِ الْحَقِّ فَيَعْرِفَ اللهُ كَمَالِي.) أيوب 31: 3-6

                    6- (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-13

                    7- (5الرَّبُّ يَمْتَحِنُ الصِّدِّيقَ. أَمَّا الشِّرِّيرُ وَمُحِبُّ الظُّلْمِ فَتُبْغِضُهُ نَفْسُهُ. 6يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ فِخَاخاً نَاراً وَكِبْرِيتاً وَرِيحَ السَّمُومِ نَصِيبَ كَأْسِهِمْ. 7لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ.) مزمور 11: 5-7

                    تعليق


                    • #11
                      8- (3لاَ تَجْذِبْنِي مَعَ الأَشْرَارِ وَمَعَ فَعَلَةِ الإِثْمِ الْمُخَاطِبِينَ أَصْحَابَهُمْ بِالسَّلاَمِ وَالشَّرُّ فِي قُلُوبِهِمْ. 4أَعْطِهِمْ حَسَبَ فِعْلِهِمْ وَحَسَبَ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ. حَسَبَ صُنْعِ أَيْدِيهِمْ أَعْطِهِمْ. رُدَّ عَلَيْهِمْ مُعَامَلَتَهُمْ.) مزمور 28: 3-4

                      9- الحكمة (هي التي حفظت أول من جبل أبا للعالم لما خلق وحده ، وأنقذته من زلته وآتته قوة ليتسلط على الجميع) سفر الحكمة 10: 1 ، أعد قراءة هذا النص مرة أخرى ، تجد أن الحكمة هى التى أنقذت آدم عندما كان بمفرده فى العالم من زلة الشيطان ، وأنقذته أيضاً من زلته التى وقع فيها ، وهذا يدل على أن آدم أخطأ ، وندم وتاب ، وتقبل الله توبته ، فلا وجود إذاً للخطيئة الأزلية.

                      10- (وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.) متى 16: 27 ، أى مطابق لقول الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا)، ومطابق لقوله تعالى: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) ، ومطابق لقوله تعالى: (وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ)

                      11- (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3

                      12- (19اِصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هَذَا الشَّعْبِ كَعَظَمَةِ نِعْمَتِكَ وَكَمَا غَفَرْتَ لِهَذَا الشَّعْبِ مِنْ مِصْرَ إِلى هَهُنَا». 20فَقَال الرَّبُّ: «قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ.) عدد 14: 19-20

                      فالرب قد صفح وسامح وغفر دون أن ينزل أو يتجسد ويُهان ليعدم صلباً. فما الذى وقف فى نفسه دون أن يغفر لآدم وحواء؟

                      13- (لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7 ، ولماذا يُطالبهم الرب بالتوبة ، إذا كان كل شىء لن يُجدى إلا بنزوله وصلبه؟

                      14- (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, .. .. .. 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, .. .. وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً .. .. .. 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ, بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. 15لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 16وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَاناً وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْناً وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً 17وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. 18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً, وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ, فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ.) حزقيال 18: 1-18

                      15- (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23

                      فقرار الله سبحانه وتعالى هو (لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ)، وبسبب تعجب الناس، أو لكى لا يتعجب الناس من هذا الحكم ، وضح الله لهم السبب: إنه إله رحيم وعادل ، لا يُسر بموت الشرير ، بل بتوبته وعودته إلى الله مرة أخرى ، ويقابل الله توبته وندمه على معاصيه السابقة بالغفران.

                      فلا وجود إذن لفرية الفداء والصلب ، التى اخترعها بولس، ولا وجود لخطيئة حواء التى عانت فيها المرأة على مدى العصور التى تسلطت فيها الكنيسة على حياة البشر أشد أنواع التعسف والظلم والجور على كل حقوقها المدنية.

                      هذا فى الوقت الذى يعارض فيه بولس كل هذه النصوص ، ويدعى أن الرب غير رحيم ، وأن البشرية كانت حاملة للخطيئة الأزلية ، إلى أن نزل الإله وصلب:

                      (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12

                      (6لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. 7فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. 8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 6-14

                      (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 18-19

                      (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22

                      (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25

                      (21وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ،) انظر كولوسى 1: 22

                      (4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. 5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً) رومية 4: 4-5

                      (14إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ،) كولوسى 2: 14

                      (14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) ثيطس 2: 14

                      (إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ) رومية 8: 31-32

                      قارن كلام بولس بقول الرب: (37لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ) متى 12: 37 ، وبقوله: (وحينئذ يحاسب كل إنسان على قدر أعماله) متى 16: 27

                      فما علاقة صلب الإله بغفران ذنوبى إذا كان حسابى سوف يتوقف على ما أتكلم به أو ما أفعله؟ ولماذا أحمل من خطية آخر وأنا لم أشارك فى هذا العمل بأى صورة من الصور؟

                      فعن أى عقل كنت تتكلم عزيزى البابا؟ وعن أى سمو وجدته فى المسيحية؟ هل من العقل أن تصدق بولس ، الذى ادعى أنه رأى مسيحاً فى الطريق ، وليس عنده شاهداً على ذلك ، وتضاربت أقواله فى حكاياته المختلفة ، وخالف الناموس ، بل ألغاه ، بل خالف أقوال يسوع نفسه وأعماله هو وتلاميذه؟

                      هل من العقل أن أترك كلام الأنبياء وأتمسك بكلام بولس الذى نافق الكل ليربح الكل لدينه الجديد؟



                      أين العقل فى تصديقكم أقوال بولس؟

                      لقد جعل الإسلام العقل حكماً فى كل شىء ، وجعله حكماً فى الدين وفى الإيمان نفسه، وردَّ التقليد والإلف والمتابعة من غير تعقل وتدبر، وما جاء فيه من إشارة إلى أن كفر المشركين وزيغ المنحرفين عن الحق إنما كان بسبب: الإلف والعادة والتقليد والإتباع من غير حجة ولا بيّنة، أو سند عقلي مشروع. قال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ * وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} سورة البقرة (170-171)

                      ويقول الشيخ محمد عبده فى تفسير هذه الآية إنّ "التقليد بغير عقل وهداية هو شأن الكافرين وأن المرء لا يكون مؤمناً إلا إذا عقل دينه، وعرفه بنفسه، حتى اقتنع به. فمن ربي على التسليم بغير عقل، والعمل ولو صالحاً بغير فقه، فهو غير مؤمن؛ لأنه ليس القصد من الإيمان أن يذلل الإنسان للخير كما يذلل الحيوان، بل القصد منه أن يرتقي عقله وتتزكى نفسه بالعلم بالله، والعرفان بدينه، فيعمل الخير لأنه يفقه أنه الخير النافع المرضي لله ويترك الشر لأنه يفهم سوء عاقبته، ودرجة مضرته في دينه ودنياه. ويكون فوق هذا على بصيرة وعقل في اعتقاده فلا يأخذه بالتسليم". حتى ذهب بعض العلماء إلى أن أول الواجبات التي يكلّف العبد بها معرفة الله تعالى، ومن ثم معرفة الواجبات الشرعية.

                      بل لقد ذهب بعض المتكلمين، استناداً إلى ما ورد في القرآن الكريم من وجوب النظر ولزوم التقليد والإتباع، إلى القول بأن: "أول الواجبات المفروضة على المكلف هو الشَّك"، وهذا هو ما اختاره أبو هاشم الجبّائي، أول مبشر بفلسفة الشك المنهجي من أجل الوصول إلى اليقين، هو أيضاً ما ذهب إليه وأقرَّه الإمام أبو حامد الغزالي حيث يقول: "من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر كان في العمى والضلال"، وهو القائل في مناسبة أخرى: "فأية رتبة في عالم الله أخسّ من رتبة من يتجمّل بترك الحق المعتقد تقليداً، بالتسارع إلى قبول الباطل تصديقاً، دون أن يقبله خبراً وتحقيقاً". (نقلا عن د. عرفان عبد الحميد فتاح)

                      وقد تردد هذا الإنكار للإلف والعادة والتقليد بوصفه نقيض العلم الصحيح، ولهذا فهو ليس طريقاً إلى المعرفة، حتى لقد نسب الإمام ابن حزم الظاهري إلى عموم الأشاعرة قولهم: "ليس مؤمناً من لم يستدل" على دينه بعقله. وأكد علماؤنا أن تعطيل العقل عن وظيفته، أعني في التفكير والتدبر وحسن الفهم والتبين وإدراك المعلوم على ما هو عليه، يهبط بالإنسان إلى مستوى الدواب. واستشهدوا لذلك بقول الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} الأنفال (22)

                      اقرأ عزيزى البابا اعتراف بولس بنفاقه ليمرر عقيدته الجديدة ، ثم أحبرنى أين العقل فى تسميتكم له ”بالرسول“ أو ”القديس“، واتباعكم له من دون المسيح؟:

                      لا تتعجب عزيزى البابا! فقد قالها صراحة إنه ينافق ليكسب أتباعاً لدينه ، إنه يكذب ليغلب أتباعه أتباع عيسى  عدداً ، إنه يحتال لينشر دينه ويكون له الغلبة ويتلاشى دين عيسى  ويذوب أتباعه تدريجياً فى بوتقة بولس ، ومع شديد الأسف فإن مثال بولس يحتذيه الكثير من المنصرين فى كل مكان فى العالم ، وأسأل الله أن يحفظنا جميعاً ، عزيزى البابا ، من الوقوع فى الكذب لنشر الدين:

                      لقد نافق بولس كل طائفة حسب عقيدتها، وطالب العاملين معه فى الدعوة ومن يدعوهم لدينه الجديد أن يظل كل واحد على ما اعتاد عليه ، حتى لا تُقابل الدعوة بمعارضة ومؤامرات فى بدايتها ، سواء كان هذا لليهودى الذى اعتاد على تقاليد الكهنة والناموس ، أو كان وثنياً اعتاد على عبادة الأوثان. فقال: (20اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا.) كورنثوس الأولى 7: 20

                      وهذا يعنى أنه إذا دُعى اليهودى للمسيحية وقبلها ، فليعمل بحسب شريعته التى درج عليها ، وإذا دُعى اليونانى أو الوثنى إلى المسيحية وقبلها ، فليعمل بحسب قوانين شريعته التى تحكمه واعتاد عليها. بمعنى “إله تفصيل لكل مواطن” و“شريعة تبع طلب الزبون” مثل البيتزا تُشكلها كما يحلو لك!!

                      ومثل هذا الدين لا سمو له ، ولا يمكن أن ينتشر إلا بالكذب والإلتفاف على الآخرين. وهذا ينفى العقل عنه تماماً ، لأن الدين الذى يعقله كل الناس هو أسرع الأديان انتشاراً ، ما إن علم الناس صحته. وهذا هو الذى يجعل البابا وغيره يُحاربون الإسلام ، ويُشيعون عنه ما ليس فيه ، لأنه إذا ما تواجهت الديانتان بالعقل والمنطق ، إنهارت المسيحية فى أول لقاء.

                      فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ ......) أعمال 16: 3 ، فأين الولاء لله ، والبراء من أفعال الشيطان وأوامره؟

                      ونافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنماً مكتوباً عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) أعمال 17: 23

                      وجاهر بهذا النفاق ، وأعلن أنه هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23

                      أليس هذا هو النفاق بعينه؟ فهل المنافق يُطلَق عليه قديس؟ وهل المنافق يُؤتَمَن على كلمة الله؟ هل لم يجد الرب بشراً آخراً يصطفيه لنقل رسالته غير هذا الكذَّاب؟ لماذا لا يصطفى الرب إلا الكذَّاب أو المنافق أو الزانى أو السارق أو الذى سيكفر ويَضل ويُضلِّل غيره معه؟ هل مثل هذا الإله يُدعى إلهاً للمحبة؟ هل من العقل التسليم لهذا الإله أو الإيمان به؟ كيف يكون إنسان بهذه الشخصية شريكاً فى كتابكم الموحى به من عند الرب؟ وأين عقولكم فى قبول هذه الشخصيات كأنبياء أو رسل؟ ألا يُعد هذا كدليل على تحريف هذا الكتاب ، الذى تقدسونه ، ودليل على انتفاء وجود المنطق أو العقل فى دينكم؟

                      وفكر عزيزى البابا هداك الله لدينه الحق: ماذا كان سيفعل الشيطان لو كان مكان الرب غير ما فعله الرب نفسه؟ أين عقولكم؟ بل أين الأمناء من رجال دينكم؟

                      والغريب أنه لا يستحى من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

                      فكيف يُؤخذ دين وعقيدة من كذَّاب ومنافق؟ قارن هذا بقول عيسى : (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 16 ، إذن فمجد الله يزداد بالأعمال الصالحة وليس بالكذب كما ادعى بولس.

                      والأعجب من ذلك أنه يتفاخر بذلك قائلاً: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16

                      لكن ربما يظن شخص ما أن بولس واصل نشر رسالة عيسى  ولكن بطريقته هو!

                      فى الحقيقة هذا افتراض عارى تماماً من الصحة ، فبولس ليس بالرجل الأمين الذى يفعل ذلك ، وهذا باعترافه بنفسه. فقد أقر أنه هو واضع أساس دين جديد، وطالب غيره بالبناء عليه: (10حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاساً وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلَكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ.) كورنثوس الأولى 3: 10-11 ، (20وَلَكِنْ كُنْتُ مُحْتَرِصاً أَنْ أُبَشِّرَ هَكَذَا: لَيْسَ حَيْثُ سُمِّيَ الْمَسِيحُ لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلَى أَسَاسٍ لِآخَرَ.) رومية 15: 20

                      وقال أيضاً: (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12

                      (17الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ.) كورنثوس الثانية 11: 17

                      بل أقر أنه فعل الكثير ضد ما فعله وما قاله يسوع الناصرى: (8لِمَاذَا يُعَدُّ عِنْدَكُمْ أَمْراً لاَ يُصَدَّقُ إِنْ أَقَامَ اللهُ أَمْوَاتاً؟ 9فَأَنَا ارْتَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُوراً كَثِيرَةً مُضَادَّةً لاِسْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ.) أعمال الرسل 26: 8-9

                      يُضاف إلى أدلة نفاق بولس:

                      وتظهر شهادة نفاق بولس أيضاً في مقارنتك لرسائله إلى أهل رومية ورسائله إلى أهل غلاطية:

                      1- فقال لأهل رومية إن خلاص الله ومجده لليهودي أولا (طبعاً بالناموس) ، ثم لليوناني من بعده (16لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ.) رومية 1: 16، ونسى أن كل البشر أمام الله سواسية كأسنان المشط: (11لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ.) رومية 2: 11

                      وقال فى غلاطية إنه بأعمال الناموس لا يتبرر أي إنسان أمام الله: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16

                      2- وقال لأهل رومية إن الذين يعملون بالناموس (ينفذون وصايا التوراة) يصيرون أبرارا (يدخلون الجنة): (12لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. 13لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.) رومية 2: 12-13

                      ثم تنكَّر للناموس فى خطابه إلى غلاطية: (وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».) غلاطية 3: 11

                      3- وقال لأهل رومية إن الإيمان يَثبُت بالناموس (أي بالعمل بشريعة التوراة): (31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ) رومية 3: 31

                      فى الوقت الذى قال فيه لأهل غلاطية: (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، .. .. ..) غلاطية 3: 10

                      4- وقال لأهل رومية: (28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ. 29أَمِ اللهُ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ بَلَى لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ 30لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ. 31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ) رومية 3: 28-31

                      وقال لأهل غلاطية:( وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ) غلاطية 3: 12

                      5- وقال لأهل رومية إن الناموس مقدس ووصاياه مقدسة وعادلة وصالحة: (12إِذاً النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ.) رومية 7: 12

                      فى الوقت الذى يقول فيه لأهل غلاطية إن الناموس جاء زيادة (بلا فائدة) لأجل التعديات: (19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّباً بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. 20وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. 21فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 19-21

                      6- وقال لأهل رومية إن اليهود لهم عند الله التبنِّي والمجد والعهود والتشريع والعبادة ولهم الأنبياء ومنهم المسيح: (4الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالِاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ) رومية 9: 3 (ويقصد أنهم أبناء الله)

                      فى حين أنه سبَّ التوراة ومن اتبعها لدى أهل غلاطية ، فيقول: إن الذي ينفذ وصايا الله في التوراة فقد تكبَّر على المسيح وسقط من النعمة: (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.) غلاطية 5: 4

                      بل شتم أهل غلاطية لأنهم يؤمنون بضرورة تنفيذ وصايا الله في التوراة: (1أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوباً! 2أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هَذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟) غلاطية 3: 1-2

                      وذلك لأن المسيح لا ينفع المختون: (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2

                      كيف وهو قد تم ختانه؟ كيف وهو عهد الله الأبدى فى إبراهيم ونسله؟

                      كما حرض الناس على ترك الختان: (12جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْمَلُوا مَنْظَراً حَسَناً فِي الْجَسَدِ، هَؤُلاَءِ يُلْزِمُونَكُمْ أَنْ تَخْتَتِنُوا، لِئَلاَّ يُضْطَهَدُوا لأَجْلِ صَلِيبِ الْمَسِيحِ فَقَطْ. 13لأَنَّ الَّذِينَ يَخْتَتِنُونَ هُمْ لاَ يَحْفَظُونَ النَّامُوسَ، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ تَخْتَتِنُوا أَنْتُمْ لِكَيْ يَفْتَخِرُوا فِي جَسَدِكُمْ. 14وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ. 15لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ.) غلاطية 6: 12

                      اقرأ عهد الله الأبدى فى الختان مع إبراهيم ونسله: (9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 9-14

                      بل قرَّرَ الرب أن يقتل موسى لأنه نسِىَ أن يختن ابنه: (21وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «عِنْدَمَا تَذْهَبُ لِتَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ انْظُرْ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِي يَدِكَ وَاصْنَعْهَا قُدَّامَ فِرْعَوْنَ. وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ. 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». 24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». 26فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ». 27وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: «اذْهَبْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لاِسْتِقْبَالِ مُوسَى». فَذَهَبَ وَالْتَقَاهُ فِي جَبَلِ اللهِ وَقَبَّلَهُ. 28فَأَخْبَرَ مُوسَى هَارُونَ بِجَمِيعِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي أَرْسَلَهُ وَبِكُلِّ الآيَاتِ الَّتِي أَوْصَاهُ بِهَا.) خروج 4: 21-28

                      وهذا ما فعله عيسى ويوحنا المعمدان عليهما السلام (59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».) لوقا 1: 59-60 ، (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21

                      عزيزى البابا: لقد أخرجكم بولس من عهد الرب ومن عداد المؤمنين نسل إبراهيم؟

                      لكن ربما يظن شخص ما أن بولس واصل نشر رسالة المسيح عيسى ابن مريم  ولكن بطريقته هو!

                      فى الحقيقة هذا افتراض عارى تماماً من الصحة ، فبولس ليس بالرجل الأمين الذى يفعل ذلك ، وهذا باعترافه بنفسه. فقد أقر أنه هو واضع أساس هذا الدين ،لذلك تجده لم يستشر أحد من التلاميذ ، ولم يقل مرة ”قال يسوع“ ، ولم يذكر شيئاً عن مولده أو ولادته أو منشأه أو تعاليمه ، ولم يتكلم عن ملكوت السموات ، الذى هو لب رسالة عيسى ، بل طالب غيره بالبناء على الأساس الذى وضعه لهم: (10حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاساً وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلَكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ.) كورنثوس الأولى 3: 10-11

                      وأيضاً: (20وَلَكِنْ كُنْتُ مُحْتَرِصاً أَنْ أُبَشِّرَ هَكَذَا: لَيْسَ حَيْثُ سُمِّيَ الْمَسِيحُ لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلَى أَسَاسٍ لِآخَرَ.) رومية 15: 20

                      وقال أيضاً: (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12

                      (17الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ.) كورنثوس الثانية 11: 17

                      وبذلك لا تتوقع أن يكون بولس مؤيداً لأقوال عيسى ، ولا شارحاً لها، لأنه قرر منذ البدء أنه لن يبنى على الأساس الذى وضعه غيره، وإن كان ذلك الغير هو الله أو حتى رسوله ، وإنما سيأتى بأساس جديد من عنده يُخالف ما عرفه الناس من موسى وعيسى عليهما السلام.

                      ولكى نكون أمناء أكثر فقد حاكى الديانات الوثنية القديمة ، وطبق أقوال الوثنيين على يسوع ، ومن هذه العقيدة ما قاله فى تجسد الإله وموته فداءًا.

                      اقرأوا أقوال عيسى  واعترافه بأن الكلام الذى يقوله ، والأعمال التى يعملها هى من عند الله ، وأنه ناقل لها ليس أكثر: (أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي) يوحنا 10: 25

                      (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28

                      (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50

                      (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 14: 24

                      (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 6-8

                      (14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ) يوحنا 17: 14

                      لذلك تراه لم يتكلم مرة على لسان عيسى ابن مريم  ، ولم يأخذ بنصائح التلاميذ، بل اختلف عقائدياً مع برنابا، وعندما عاد إلى أورشليم أدانه مجمع التلاميذ، وكفروا معتقداته ، وأرسلوا من يُدرِّس العقيدة السليمة والدين الصحيح لمن ضللهم بولس، وأمروه بالإستتابة، وأن يسلك هو أيضاً حافظاً للناموس: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26

                      * * *

                      وحتى لا يُخدع أحد فى بولس أو يتبقى شيئاً فى صدره ، أنقل لكم أيضاً قصة ادعائه ظهور يسوع له ، واعتناق رسالته ، من كتابى (بولس يقول: دمروا المسيح وأبيدوا أهله):

                      هل اعتنق بولس فعلاً دين عيسى ؟

                      ذُكِرَت قصة اتِّباع بولس لديانة عيسى  فى ثلاثة مواضع فى سفر أعمال الرسل، الذى يُعزَى تأليفه إلى بولس نفسه: (9: 3-9 و22: 6-11 و26: 12-17). وسأسوق ملخص القصص الثلاث فى جدول ليسهل على القارىء متابعتها، ثم أحلل هذا الجدول أسفله:
                      رقم الإصحاح موقف المسافرين مع بولس بولس نفسه
                      9: 3-9 سمعوا الصوت

                      لم ينظروا النور

                      وقفوا صامتين أمره بالذهاب إلى دمشق لتلقى الرسالة
                      22: 6-11 لم يسمعوا الصوت

                      نظروا النور

                      لم يُخبر عن كيفية وقوفهم أمره بالذهاب إلى دمشق لتلقى الرسالة
                      26: 12-17 لا يوجد شىء عن الصوت

                      نظروا النور

                      سقطوا على الأرض أعطاه الرسالة فوراً مع وعد بإنقاذه من اليهود والأمم الأخرى.
                      ففى الإصحاح التاسع: سمع المسافرون صوتاً ، ولكنهم لم ينظروا نوراً ، ووقفوا صامتين.

                      أما فى الإصحاح الثانى والعشرين: فلم يسمع المسافرون معه صوتاً ، ولكنهم نظروا النور ، ولا يوجد ما يبين كيفية وقوفهم.

                      ألست معى أن هذا الكلام مخالف لبعضه؟ ألست معى أن مثل هذا الكلام لو قاله إنسان أمام قاضى أو محقق لقبض عليه على الأقل بتهمة الكذب والخداع والتدليس؟ الهم إلا إذا كان مجنوناً مغيَّب العقل!!

                      وفى الإصحاح السادس والعشرين ، لم يذكر شيئاً عن الصوت ، والمسافرون معه رأووا النور ، على خلاف ما قاله فى الإصحاح (22).

                      نقطة خلاف أخرى فى اعترافاته: أنه يدعى أن عيسى أمره بالذهاب إلى دمشق ليتلقى هناك الرسالة ، وكان هذا فى الإصحاحين التاسع والثانى والعشرين ، وهذا كذب مبين! ففى الإصحاح (26) أعطاه الرسالة فوراً ، قبل أن يتحرك من مكانه ويتجه إلى دمشق.

                      فمن الذى سيعلِّمَهُ ويُعطيه الرسالة فى دمشق؟

                      وإذا كان الذى فى دمشق أعلم وأهم فى تبليغ الرسالة من التلاميذ ، فلماذا اصطفى هؤلاء الاثنى عشر وجعلهم دائنين لبنى إسرائيل؟

                      وما قيمة تلاميذ يسوع إذاً إن لم يكن عندهم العلم الكافى لتعليمه بعد أن نزل عليهم الروح القدس؟

                      بل ولماذا اختار يسوع اثنى عشر تلميذاً، إذا كان فى نيته تهميش دورهم، وإعطاء الأمر كله لشاول؟

                      ولماذا نسب الأولون كتاباتهم للتلاميذ، إذا كانت أهميتهم ثانوية بجانب الذى فى دمشق؟

                      ولماذا تقبلون كتاباتهم على أنها من وحى بدلاً من ذلك الذى فى دمشق؟

                      وأين كتابات وتعاليم الذى فى دمشق؟

                      وكيف لم يظهر على مسرح الأحداث أيام حياة يسوع على الأرض؟

                      ولماذا رجع بولس إذن إلى التلاميذ ليحتكم إليهم فى خلافه مع برنابا؟ فقد كانوا إذاً المرجع الدينى والعقائدى للمؤمنين بعد عيسى .

                      ولماذا قبل حكم يعقوب رئيس التلاميذ عليه بالتطهر والتوبة من الهرطقة التى كان يعلمها الأمميين ، إذا كانت هذه الحادثة قد حدثت بالفعل ، وأصبح المرجع الدينى لبولس هو الذى فى دمشق؟ (أعمال الرسل 21: 17-32)

                      ولماذا خالفت تعاليمه التى تلقاها تعاليم عيسى  وتلاميذه؟

                      وهل تلقى بولس الرسالة فى دمشق؟ ومِن مَن؟ أم لم يتلقى الرسالة إلا من يسوع فى فلسطين قبل سفره إلى دمشق؟

                      بأيهما أخذت فالإختيار مر والثانى أمرُّ منه!

                      لك أن تفكر عزيزى المسيحى وتُعمل عقلك: أينزل يسوع على الأرض بعقيدة تُطابق تعاليم موسى والأنبياء من قبله ، ثم يصطفى اثنى عشر تلميذاً يتبعونه ، ويسيرون على نفس النهج الذى رسمه لهم ، وهو ينوى فى الوقت نفسه أن يُهمِّش دورهم وتعاليمهم ، ويُعطى لآخر عقائد مختلفة وتعاليم مُخالفة لما أعطاه لمن قبلهم؟

                      فهل الذى ظهر له هو فعلاً المسيح عيسى ابن مريم؟ كيف وهو لم يره مرة واحدة فى حياته؟ ولماذا لم يظهر لرئيس الكهنة الذى حرض عصابته للقبض على بعض التلاميذ وحبسهم؟ ولماذا لم يظهر لمن قتل بعض التلاميذ؟ ولماذا لا يظهر اليوم ليحل مشكلة الثالوث والروح القدس والطقوس الكنسية بين الطوائف المختلفة؟ بل لماذا لم يظهر أثناء مجمع نيقية ليحل لهم مشكلة تقرير عقيدة المسيحية ، ويُظهر لهم إنجيله بدلاً من الأناجيل الأربعة المختلفة التفاصيل ، كما أثبت فى كتابى البهريز فى الكلام اللى يغيظ؟

                      أم الذى ظهر له فهو شيطان كان يُسيَّره ويدفعه لعمل ما يمليه عليه؟ (14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. 15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 14-24

                      ألست معى أن هذا يجعلنا نرفض قضية اتباع بولس لديانة عيسى  برمتها؟ فالإختلاف فى التعاليم بين بولس ويسوع وفى وقت وزمن تلقى الرسالة، وبأحوال المسافرين معه: هل سمعوا صوت المتكلم أم نظروا الضوء فقط أم انكفأوا على الأرض دون سماع أو رؤية؟

                      أضف إلى ذلك أنه تبعاً لسفر أعمال الرسل (الإصحاح التاسع) تقابل بولس مع الحواريين الآخرين بعد قليل من إعتناقه لديانة يســوع أثناء رحلته إلى دمشق ، وكان ذلك في أورشليم ، بينما لم يسافر إلى أورشليم تبعاً لسفر غلاطية (1: 18) إلا بعد ذلك بثلاث سنوات: (18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً.)

                      (27فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى الرُّسُلِ وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِي الطَّرِيقِ وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ وَكَيْفَ جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. 28فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 9: 82

                      (22وَلَكِنَّنِي كُنْتُ غَيْرَ مَعْرُوفٍ بِالْوَجْهِ عِنْدَ كَنَائِسِ الْيَهُودِيَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 22

                      ويرى البروفسور كونتسلمان في كتابه "أعمال الرسل" طبعة توبنجيه لعام 1963 أن هذين التقريرين السابقين (أعمال الرسل (9) وغلاطية 1: 18 وما بعدها) "لا يمكن عمل مقارنة بينهما".

                      ويضيف أيضاً قائلاً: ["إن الأشنع من ذلك هو التناقض بين أعمال الرسل (9: 8) وما بعدها [فكان يدخل معهم ويخرج معهم في أورشليم ويجاهر باسم الرب يســوع، وكان يخاطب ويباحث اليونانيين فحاولوا أن يقتلوه"] وبين غلاطية (1: 22) ["ولكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية التي في المسيح. غير أنهم كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه .فكانوا يسجدون لله فيّ"] (ص60).

                      لكن لماذا سافر بولس إلى دمشق بتفويض من رئيس الكهنة؟ وما سلطة رئيس كهنة أورشليم على كنائس دمشق والبلدين كانتا تحت الحكم الرومانى؟ وهل كانت هناك كنائس أم كان التلاميذ حتى بعد ثلاث سنوات يتمركزون فى الهيكل يعلمون اليهود فى المعبد دينهم الحق ، الذى أتى عيسى  لينقيه من تقاليد الكهنة وضلالهم؟ فهذه الأسئلة تظل غير مجاب عنها، الأمر الذى جعل علماء اللاهوت يتنازعون فى شخصية بولس، وهل هى شخصية خرافية نُسبت إليها هذه الرسائل ، أم أنه كتب سبعة رسائل منها فقط.

                      بل يؤكد أوريجانوس أن بولس لم يكتب سوى أسطر قليلة فقط ، وفى ذلك يقول يوسابيوس ناقلاً عن أوريجانوس: “أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها”. (يوسابيوس 6: 25)

                      فأين عقولكم عزيزى البابا فيما تؤمنون به ، وفيما درسته وتُعلمه؟




                      لا إكراه فى الدين:

                      ونأتى الآن لأقوالك عزيزى البابا. فقد ادعيت الآتى:

                      ”ففي جولة الحوار السابعة كما أوردها البروفيسور خوري تناول الإمبراطور موضوع الجهاد، أي الحرب المقدسة. من المؤكد أن الإمبراطور كان على علم بأن الآية 256 من السورة الثانية بالقرآن (سورة البقرة) تقول: لا إكراه في الدين .. إنها من أوائل السور، كما يقول لنا العارفون ، وتعود للحقبة التي لم يكن لمحمد فيها سلطة ويخضع لتهديدات. ولكن الإمبراطور من المؤكد أيضا أنه كان على دراية بما ورد، في مرحلة لاحقة، في القرآن حول الحرب المقدسة.“

                      لم يكتف البابا بما استشهده الإمبراطور الجاهل، بل سايره فيما ذهب إليه، دون بحث عن مصداقية المعلومة التى تلقاها عنه ، واعتقد على لسانه ـ وهذا يدل على تبني المقتبس لما اقتبسه ، وهو تبرير مضلل كاذب ، لا يفصح أن وراءه عالم أكاديمى باحث ـ أن آية "لا إكراه في الدين" لا تدل على توجه الإسلام للسلام، لكونها إنما جاءت في الفترة المكية ، فترة ضعف محمد ، أما عندما قويت دولته، فقد أخذ ينشر إسلامه بما أسماه "الحرب المقدسة".

                      أولاً أنت أخطأت بادعائك أن آية سورة البقرة {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} هى آية نزلت فى الحقبة التى (التي لم يكن لمحمد فيها سلطة ويخضع لتهديدات) أى آية مكية. فهى آية مدنية مثل سورة البقرة. أى نزلت بعد غزوة بني النضير، فى الوقت الذى كوَّن فيه النبى محمد  دولته ، ومدَّ سلطانه على المدينة المنورة بصفة خاصة ، وعلى الجزيرة العربية بصفة عامة ، ولم تُنسخ هذه الآية مطلقاً ، بل عمل بها الخلفاء والصحابة والتابعين من بعدهم. وأعتقد أنك لو منصف وتبحث عن الحق ، فسوف ينقلب نقدك له إلى مدح. فالرجل الذى أصبح فى قمة مجده ، يقول {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}. أى لا يجب على مسلم أن يُكره غيره على اعتناق الإسلام، لا بالخطف، كما يدعى البعض فى يومنا هذا، كلما أسلمت فتاة، ولا بالسلاح، ولا بالإبتزاز. ولن يقبل الله إسلام إنسان مُكره على الدخول فيه ، لأن الإسلام معناه خضوع القلب والجوارح وإسلامهم لله.

                      وإليك ما ذكره ثقات المفسرين في سبب نزول هذه الآية: روى أنه كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان متنصران قبل مبعث النبي  ، ثم قدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الزيت ، فلزمهما أبوهما وقال: لا أدعكما حتى تسلما ، فاختصموا إلى النبي ، وقال: يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر؟ فأنزل الله تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ …) الأية ، فخلَّى سبيلهما.

                      ولم يكن هذا جديداً على الإسلام ، ففى العهد المكى ، وهو عهد الضعف وابتزاز المسلمين ، وإكراههم على ترك دينهم الجديد ، ومصادرة ممتلكاتهم ، وتعذيبهم ، نزل القرآن من عند الله تعالى يقول: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِيْ الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيْعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُوْنُوْا مُؤْمِنِيْنَ) يونس: 99

                      ولكى يُصدق قلبك ، ويستقر هذا الكلام فى وجدانك ، عليك أن تتبع سيرته الشريفة وهديه وهدى صحابته فى الحروب:

                      قال رسول الله  مبيناً الغرض الأساسي من البعثة النبوية: (إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ)، ومكارم الأخلاق هذه هي النظام الأساس في حفظ حقوق الآخرين وعدم الاعتداء، وسلامة المجتمع، وبالتالي التقليل من الخسائر بما يضمن للآخرين التعايش بالصورة الصحيحة.

                      من هذا الجانب تراه  وضع قواعد واسعة عامة يمكن من خلالها الحد من نشوب الحروب وإمكانية التقليل من الخسائر عند اشتعالها، علماً بأن هذه القواعد والأنظمة إنما هي أسس أخلاقية. وهى مشتقة من قول الله تعالى فى كتابه العزيز: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلوةَ وَآتَوُا الزَّكَوةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) الحج 41

                      ففي حديثىْ الرسول  أحدهم رواه أحمد عن بن عباس والآخر رواه أبو داود عن أنس. نقرأ قوله: (لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيراً، ولا امرأة، ولا أصحاب الصوامع، ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا، وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) أى كل من لا يحمل سلاح من الأطفال والنساء والشيوخ والرهبان، أي كل من لم يحمل السيف ويغلق به طريق الدعوة لا يجوز قتله. كما نهى  والخلفاء من بعده عن بدء العدو بالقتال.

                      تعليق


                      • #12
                        هل تمعنتم فى أوامر رسول الرحمة للعالمين؟ إنها وصية لمصلين يتأهبون للصلاة ، لا وصية لمحاربين يستعدون للقتال.

                        فقد نهت الشريعة الإسلامية عن وضع الأغلال في أيدى الأسرى، وأمرت بتركهم أحرارا من دون تقييد أو تحديد لحركتهم، مع العلم أن ذلك ربما يطمعهم بالغدر ولكن الشريعة آثرت الخلق الرفيع، فكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه يأمر بعدم التعرض للعاجزين والممتنعين عن الحرب بقوله: (ولا تصيبوا معسوراً) حيث يأمر الخلق الإسلامي بإطعامه والرفق به واحترام حقوقه كإنسان، وهذا القانون الإسلامي قد سبق بأكثر من عشرة قرون ما توصلت إليه اتفاقية جنيف فى 12 / آب / 1949 ..

                        لا تمثلوا..

                        كما نهت الشريعة الإسلامية عن التمثيل برجال العدو الذين قتلوا أو الذين استنفذت كافة قوتهم، فهم بين الحياة والموت يلفظون أنفاسهم الأخيرة فإيذاؤهم وهم بهذه الحالة يعتبر انتقاماً فيه من البشاعة ما هو خارج عن إطار الخلق الإنساني مما ترفضه الشريعة الإسلامية السمحاء .. وهذا ما توصل إليه القانون الدولي والمشرعون الدوليون أخيراً في ضرورة دفن جثث القتلى في أماكن معروفة كي تسهل عملية تسليمهم وعدم العبث بها، وذلك ما سبق إلى تطبيقه الرسول الكريم  وخاصة في معركة بدر حتى تعداه إلى مداواة جرحى العدو والسماح إلى أفرادهم بحمل جثث قتلاهم وجرحاهم، وهذا أيضاً ما أفصح عنه لاحقاً القانون الدولي بضرورة تشريع منظمة الصليب الأحمر الدولية وما أنيط بها من دور أثناء الحروب.

                        فأين هذا من تمثيل داود والرب بالقتلى فى الحروب وتعذيبهم بالنشر؟

                        (12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12

                        (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3

                        (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

                        (22لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: [هَئَنَذَا أُعَاقِبُهُمْ. يَمُوتُ الشُّبَّانُ بِالسَّيْفِ وَيَمُوتُ بَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ بِالْجُوعِ. 23وَلاَ تَكُونُ لَهُمْ بَقِيَّةٌ لأَنِّي أَجْلِبُ شَرّاً عَلَى أَهْلِ عَنَاثُوثَ سَنَةَ عِقَابِهِمْ) إرمياء 11: 22-23

                        (7ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ الرَّبُّ: أَدْفَعُ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا وَعَبِيدَهُ وَالشَّعْبَ وَالْبَاقِينَ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ مِنَ الْوَبَإِ وَالسَّيْفِ وَالْجُوعِ لِيَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ وَلِيَدِ أَعْدَائِهِمْ وَلِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ فَيَضْرِبُهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. لاَ يَتَرَأَّفُ عَلَيْهِمْ وَلاَ يُشْفِقُ وَلاَ يَرْحَمُ]) إرمياء 21: 7

                        اقرأ أوامر إله المحبة بالإبادة الجماعية: (8وَيَكُونُ أَنَّ الأُمَّةَ أَوِ الْمَمْلَكَةَ الَّتِي لاَ تَخْدِمُ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابَِلَ وَالَّتِي لاَ تَجْعَلُ عُنُقَهَا تَحْتَ نِيرِ مَلِكِ بَابَِلَ إِنِّي أُعَاقِبُ تِلْكَ الأُمَّةَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ يَقُولُ الرَّبُّ حَتَّى أُفْنِيَهَا بِيَدِهِ.) إرمياء 27: 8

                        لا تغدروا..

                        وهناك أساس أخلاقي آخر أشار إليه الرسول  في حديثه آنف الذكر وهو عدم الغدر، وهو نظام يهدف إلى عدم الانقضاض على العدو قبل دعوته إلى الحرب، وإنذاره بادئ الأمر، وقد التزم  بذلك أثناء حروبه وبكافة تعهداته مع العدو فتراه في صلح الحديبية يلتزم بالمقررات المتفق عليها حتى ظهر خلاف ذلك من العدو لكافة تعهداته.

                        أما أمير المؤمنين رضى الله عنه فكان بثباته على تعاليم رسول الله  يقول: (الوفاء توأم الصدق)، وفي عهده إلى مالك الأشتر في ولايته لمصر (وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمة، فَحِطْ عهدك بالوفاء.. فلا تغدرن بذمتك.. ولا تختلن عدوك.).

                        وقد قال حذيفة بن اليمان: ما منعنى أن أشهد بدراً إلا أننى خرجت أنا وأبو الحسيل فأخذنا كفار قريش فقالوا إنكم تريدون محمداً. فقلنا: ما نريد إلا المدينة. فأخذوا علينا عهد الله وميثاقه لننطلق إلى المدينة وألا نقاتل معه ، فأتينا رسول الله  فأخبرناه الخبر فقال: “انصرفا. نفى بعهدهم ونستعين الله عليهم”.

                        كذلك وفَّى رسول الله  بعهده مع قريش المعروف باسم صلح الحديبية والذى كان من بنوده أن يرد النبى  من يأتيه مسلماً من قريش رغم استغاثة أبى جندل: يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنونى عن دينى؟

                        كما سمح المسلمون ليهود خيبر وبنى النضير ـ بعد هزيمتهم ـ أن يستلموا صحفهم من التوراة. وعليكم هنا أن تقارنوا ذلك بما فعله الأسبان مع المسلمين عقب النصر عليهم. إذ أحرقوا كتبهم على يد القسيس “خمنيس دى سيسنيروس”. كما حرق الرومان كتب اليهود المقدسة بعد فتح أورشليم عام 70م ثم داسوها بأرجلهم. وهو نفس ما فعله النصارى أثناء الحروب الصليبية: فقد خاضت الجياد فى المسجد الأقصى فى الدم حتى الركب ، بل وحتى اللجام ، وقتلوا 000 100 من المسلمين وداسوا المصاحف والكتب المقدسة بأرجلهم وأقدام الخيول ، كما دخلت خيول نابليون الجامع الأزهر وداست المصاحف والكتب الإسلامية التى تحتوى على كلام الله ورسوله بالأقدام.

                        ومن دلائل البربرية أيضا محو الوجود الإسلامى فى الأندلس وصقلية ، وتعرض المسلمين لمصادرة الأموال والقتل الجماعى، والإجبار على التنصير والتهجير ، وعدم استخدام اللغة أو الأسماء أو الملابس العربية، وتحويل جميع المساجد إلى كنائس.

                        الغريب أنه فى الوقت الذى تعرض فيه المسلمون لهذه الأهوال فى أطراف البلاد الإسلامية ، لم تتعرض الأقليات المسيحية فى دار الإسلام لإجراءات انتقامية مماثلة. اللهم إلا بعض الحالات الفردية. هل تعرفون لماذا؟ لأن الإسلام حرم أن يؤخذ إنسان بذنب آخر ، فقال: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) فاطر: 18 ، وقال: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى) النجم: 39-41

                        وهذا النهج هو عين النهج الذي سار عليه مؤتمر لاهاى الثالث حيث ألزم العازمين على شن الحرب بضرورة إنذار الخصم قبل أربع وعشرين ساعة من بدء العمليات الحربية .. مع الالتزام بكافة التعهدات والمقررات التي سبق أن اتفق عليها..

                        ومن هنا نلاحظ أن هذه القوانين تصب في نفس النتيجة التي سبق وأن أشارت إليها الشريعة الإسلامية مع العلم أنها كانت مطبقة على الواقع العملى في عهد الرسول  وكذلك في عهد خلافة أمير المؤمنين علي رضى الله عنه، ولكننا نراها اليوم مجرد قوانين وأنظمة ـ أى حبر على ورق ـ لا يلتزم بها أحد بل العمل يسير على خلافها من الغدر ونقض في العهود والمواثيق .. فترى اليهود من جانب يحاولون اللف والدوران وكسب الوقت للحيلولة دون الاعتراف بالحقوق المصادرة واسترداد الأراضي المغتصبة.

                        ومن جانب آخر ترى الصليبية تعود للغدر والانقضاض على أى تواجد إسلامي ومحاولة محوه بأى وسيلة كانت من الوسائل الخارجة عن كل المعايير الأخلاقية والقانونية، فتراهم في البوسنة والهرسك يمثلون بجثث القتلى من المسلمين ويبقرون بطون الحوامل ليراهنوا على ما فيها هل هو ولد أم بنت؟ وإلى غير ذلك من الوحشية في عصر يطلقوا عليه عصر التطور وتدعى فيه المنظمات الدولية احترام حقوق الإنسان وينادون فيه بالتعايش السلمي.

                        قارن هذا بكلام الرب فى الكتاب المقدس عزيزى البابا:

                        لقد غدر نبى الله يهوذا القدوة أبو شعب الله المختار بالرب (11غَدَرَ يَهُوذَا وَعُمِلَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ وَفِي أُورُشَلِيمَ. لأَنَّ يَهُوذَا قَدْ نَجَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ الَّذِي أَحَبَّهُ وَتَزَوَّجَ بِنْتَ إِلَهٍ غَرِيبٍ.) ملاخى 2: 11

                        وغدر نبى الله سليمان بالرب وعبد الأوثان: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.) ملوك الأول 11: 4-7

                        وغدر كل الأنبياء ، فكانوا كلهم لصوص وسراق: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8

                        بل وغدر الرب نفسه بالمؤمنين، فتبعاً لعقيدة بولس فالكل مذنب ، والكل فى النار إلى أن نزل الرب متجسداً وأُعدم بيد عبيده ، يتساوى فى ذلك النبى والشيطان ، المصلح والمفسد ، البار والفاجر ، المؤمن والكافر. كما غدر بعبده يوسف وتجسد من امرأته قبل أن يدخل بها ، ولوَّث سمعتها وسمعته.

                        لا تقتلوا شيخاً فانياً ولا..

                        وفي إشارة أخرى إلى أساس أخلاقي آخر من أسس الشريعة السمحاء فقد أمر  بعدم التعرض لكبار السن والنساء والأطفال باعتبارهم غير محاربين، ولا يقوون على حمل السلاح، فاعتبرهم من غير المشمولين بالحرب والقتل.. وهذا ما وصلت إليه الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف لحماية المدنيين في 12 / آب / 1949 وهو كسابقه أصبح ـ حبراً على ورق ـ لما نراه اليوم من تعرض المدنيين شيوخاً ونساءً وأطفالاً إلى القتل والدمار وبكافة أنواع الأسلحة، وحتى المحرمة دولياً كالأسلحة السامة، والكيماوية والبيولوجية، ناهيك عن أسلحة الدمار الشامل .. فتراهم من جهة أخرى يصرّحون باتفاق معين لخدمة البشرية والسلام، ومن جهة أخرى يتغاضون عن أفعالهم في تدمير المجتمعات بوسائل أكثر وحشية.. فترى المجتمع الدولي رغم ما يمر به من مراحل التطور والرقي، يفقد أغلى وأثمن شيء ممكن أن يتعامل به وهو الجانب الأخلاقي تجاه شعوب لا ذنب لها إلا رغبة الدول الكبرى والمستعمرين في الرجوع إلى عصر الجاهلية في اتخاذ القرارات التي تخدم مصالحهم في إبادة الشعوب وتحطيم كبريائهم وتمزيق وحدتهم من أجل السيطرة على مقدراتهم واستعمارهم بأى وسيلة.

                        قارن ذلك عزيزى البابا بما قاله الكتاب الذى تقدسه من قتل الأطفال والنساء والشيوخ. إن هذه النصوص هى الإرهاب بعينه! وللتخلص من الإرهاب فى العالم يجب إعادة تشكيل المسيحى مرة أخرى فى ضوء نصوص غير هذه النصوص، وعليكم بالإسراع بوضع هذا الكتاب فى خزانة حديدية محكمة لا تُفتح مطلقاً إنصياعاً لأوامر برنارد شو تجاه هذا الكتاب:

                        (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

                        (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9

                        اقرأ مقدار محبة إله المحبة فى قتل الأطفال أما عيون آبائهم ، بل وفى قتل الأجنة فى بطون أمهاتهم! (13لِذَلِكَ أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَتَتَزَعْزَعُ الأَرْضُ مِنْ مَكَانِهَا فِي سَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ وَفِي يَوْمِ حُمُوِّ غَضَبِهِ. 14وَيَكُونُونَ كَظَبْيٍ طَرِيدٍ وَكَغَنَمٍ بِلاَ مَنْ يَجْمَعُهَا. يَلْتَفِتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شَعْبِهِ وَيَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ. 15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ) أشعياء 13: 13-18

                        إله المحبة يقتل الشبان ، ولا يرحم أطفالهم ، ويميتهم بالجوع: (22لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: [هَئَنَذَا أُعَاقِبُهُمْ. يَمُوتُ الشُّبَّانُ بِالسَّيْفِ وَيَمُوتُ بَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ بِالْجُوعِ. 23وَلاَ تَكُونُ لَهُمْ بَقِيَّةٌ لأَنِّي أَجْلِبُ شَرّاً عَلَى أَهْلِ عَنَاثُوثَ سَنَةَ عِقَابِهِمْ) إرمياء 11: 22-23

                        ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7

                        فماذا تُسمِّى عزيزى البابا مثل هذه النصوص؟ وهل كان الإمبراطور المثقف الذى ناظر المسلم المجهول على علم بمثل هذه النصوص؟ لو كان أحد منكم على علم بهذه النصوص ، ومازال يعتقد أن المسيحية هى دين المحبة والسمو فهو واهم ، واختلط عليه معنى الإرهاب والتطرف بمعنى المحبة.

                        كان الرسول العظيم محمد  يوصى الجيش قبل أن يتحرك بقوله: “انطلقوا باسم الله .. وعلى بركة رسوله .. لا تقتلوا شيخاً فانياً ، ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة ، وألا تغلوا ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين، .. إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ..”

                        وعندما هُزِمَ المسلمون فى غزوة أحد خرج الرسول  من المعركة جريحاً ، وقد كسرت رباعيته ، وشج وجهه ، ودخلت حلقتان من حلقات المغفر فى وجنتيه ، فقال له بعض من أصحابه: لو دعوت عليهم يا رسول الله ، فقال لهم: ”إنى لم أُبعَث لعَّاناً ، ولكنى بعثت داعية ورحمة .. اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون“

                        قارن هذا بما فعله نبى إله المحبة أليشَعَ! فقد لعن أطفال واستجاب الرب وسلط عليهم دُبتان تأكلهم: (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24

                        وفى نفس هذه المعركة التى جُرحَ فيها الرسول  ، قُتل عمه أسد الله حمزة بيد رجل يُدعى وحشى ، بتحريض من هند زوج أبى سفيان ، ولما خرَّ أسد الله حمزة أخذت هند تفتش عن قلب حمزة حتى احتزته ، ثم مضغته مبالغة فى التشفى والانتقام ..

                        ولما أسلمت هند وأسلم وحشى لم يزد الرسول على أنه استغفر لهند ، وقبِلَ إسلام وحشى وقال له: إن استطعت أن تعيش بعيداً عنا فافعل. هذا كل ما كان من معلم الإنسانية الخير مع قاتل عمه ومع ماضغة قلبه!!

                        ورأى فى أحد حروبه امرأة من الأعداء مقتولة ، فغضب وأنكر وقال: ألم أنهكم عن قتل النساء؟ ما كانت هذه لتُقتل.

                        ولما فتح مكة ودخلها الرسول ظافراً على رأس عشرة آلاف من أبطاله وجنوده، واستسلمت قريش ، ووقفت تحت قدميه أمام الكعبة، تنتظر حكم الرسول عليها بعد أن قاومته 21 سنة … ما زاد  على أن قال: يا معشر قريش. ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال اليوم أقول لكم ما قال أخى يوسف من قبل: لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. اذهبوا فأنتم الطلقاء.

                        هذا هو محمد رسول الله معلم الإنسانية الخير ، لا القائد السفاح الذى يسعى لمجده وسلطانه فتسكره نشوة النصر.

                        ومن وصايا أبى بكر الصديق  لقائد جيشه: ”لا تخونوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له“ وفى هذه الوصايا نهى صريح عن التمثيل بجثة أو تخريب للبيئة أو تدمير كل ما هو نافع للحياة. وهذا هو البروتوكول الأول لسنة 77 الملحق بأحكام اتفاقيات جنيف الأربع ، المادة 51 ، 54. كما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى كتابها ”من ذاكرة التاريخ العربى والإسلامى“.

                        ثم قارَنَ الكتاب بين قرار الخليفة العباسى المعتصم بالله ، بألا يفرق بين أعضاء العائلات التى وقعت فى الأسر وبين المادة 82 من اتفاقية جنيف بشأن حماية المدنيين وقت الحرب.

                        كما قارن الكتاب وصية الخليفة على بن أبى طالب ”إذا هزمتموهم فلا تقتلوا مدبراً، ولا تجهزوا على جريح، ولا تدخلوا داراً إلا بإذن ، ولا تأخذوا من أموالهم شيئاً ، ولا تعذبوا النساء بأذى وإن شتمنكم وشتمن أمراءكم ، واذكروا الله لعلكم ترحمون“ وبين المادة 41 و76 من بروتوكول 77 الملحق باتفاقية جنيف. (نقلا عن محمد  فى الترجوم والتلمود والتوراة ص187 ، نقلاً عن مقال أ / أحمد بهجت بالأهرام 6 / 5 / 1994م بتصرف)

                        وكذلك كان تصرف أمير المؤمنين علىُّ بن أبى طالب فقد كان يعطى الفرصة لإيضاح الأمر لدى الخصم والناس، وتقديم البينة على ذلك، فقد كان يدعوا خصمه إلى حكم الإسلام واستنفاذ كافة حججه بمناقشة مستفيضة من أجل إعطائه فرصاً إضافية للرجوع عن الحرب).

                        كما قال علىٌّ رضى الله عنه في معركة صفين: (والله ما دفعت للحرب يوماً إلا وأنا أطمع أن تلحق بى طائفة، فتهتدى بى وتعشوا إلى ضوئى..).

                        ومنها عدم البدء بالقتال فكان علىُِ رضى الله عنه يقول: (لا تبدأوهم بقتال)، فكان يتمسك بذلك من أجل تلافي سفك الدماء وإعطاء الفرصة للخصم للتراجع عن مواقفه في الحرب، فقد أوصى رضى الله عنه إلى بعض قادته بقوله: (ولا تدن من القوم دنو من يريد أن ينشب الحرب).

                        نعم لقد كان رسول الله  وأهل بيته وخلفاؤه حقاً يعطون أكثر مما يأخذون. فكانوا الأساس في تطبيق الشريعة السمحاء بوجهها الأبيض الناصع، وذلك ما أخذت منه القوانين الدولية بعض مقرراتها وأنظمتها، ولكنها اليوم تحارب الإسلام وتعتبره نظاماً إرهابياً متخلفاً رغم ما يرونه أمام أعينهم وما عرفوه عن طريق مستشرقيهم وغيرهم، من كون الشريعة الإسلامية والقانون الإسلامي هو النظام السبيل الوحيد الذي يضمن لبني البشر العيش بطمأنينة وسلام ولا غير.

                        ولما فتح عمرو بن العاص بيت المقدس وأصر أسقفها أن يحضر الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه ليتسلم مفاتيح المدينة بعد أن فرَّ جيش الرومان هارباً .. ذهب عمر استجابة لرغبة هذا الأسقف (صفرنيوس) وذهب لزيارته فى كنيسة القيامة ، ولم يقتله! ولم يبقر بطنه! ولم يراهن على دلق أحشائه بضربة سيف واحدة! ولم يأكل لحوم أجسادهم، كما فعل الصليبيون فى الممالك السورية وكما فعل الصرب فى مسلمى البوسنة والهرسك ، ولم يحرم المدينة ويقتل كل من فيها من إنسان أو حيوان! ولم يقتل طفلاً! ولم يقتل امرأة! ولم يقتل شيخاً ، ولم يحرق المدينة! كما يدعى الكتاب المقدس أن هذا ما فعله أنبياء بنى إسرائيل، وعندما حان وقت صلاة الظهر .. ضرب أروع الأمثلة فى العدل والمحافظة على حقوق الآخرين ، وهو القائد الفارس المنتصر! فقد خرج عمر من الكنيسة وصلى خارجها حتى لا يتوهم المسلمون فيما بعد بصلاته فى الكنيسة حقاً يؤدى إلى طرد المسيحيين منها أو الإستيلاء عليها ، أو حتى اتخاذها مكاناً لصلاة المسلمين أو اجتماعاتهم.

                        ولما فتحت جيوشنا المدن السورية أبرموا معهم معاهدات الدفاع عنهم فى نظير أن يدفع الذمى الجزية وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم ، فلما اجتمع الروم لقتال المسلمين ، اجتمع المسلمون وخرجت الجيوش الإسلامية من المدن السورية للقاء العدو ، وجمع خالد بن الوليد أهل حمص وأبو عبيدة أهل دمشق وغيرهم من القادة وأهل المدن الأخرى وقال لهم: إنا كنا قد أخذنا منكم أموالاً على إن نحميكم وندافع عنكم ، ونحن الآن خارجون عنكم لا نملك حمايتكم ، فهذه أموالكم نردها إليكم .. .. فقال أهل المدن: ردكم الله ونصركم. والله لو كانوا مكانكم لما دفعوا إلينا شيئاً أخذوه ، بل كانوا يأخذون معهم كل شىء يستطيعون حمله ..

                        وهل سمعتم بجيش منتصر يخرج من البلد الذى فتحه ، لأن القائد المسلم لم يعطِهم مهلة الثلاثة أيام؟

                        وإليكم أيضاً أغرب حادثة فى تاريخ البشرية .. ..

                        لما ولى الخلافة عمر بن عبد العزيز ، وفدَ إليه قوم من أهل سمرقند ، فرفعوا إليه أن قتيبة قائد الجيش الإسلامى فيها دخل مدينتهم وأسكنها المسلمين غدراً بغير حق. فكتب عمر إلى عامله هناك أن ينصب لهم قاضياً ينظر فيما ذكروا ، فإن صدقوا أمر بإخراج المسلمين من سمرقند.!

                        فنصب لهم الوالى “جميع بن حاضر الباجى” قاضياً ينظر شكواهم ، فحكم القاضى وهو مسلم بإخراج المسلمين .. على أن ينذرهم قائد الجيش الإسلامى بعد ذلك ، وينابذهم وفقاً لمبادىء الحرب الإسلامية ، حتى يكون أهل سمرقند على استعداد لقتال المسلمين فلا يؤخذوا بغتة.

                        فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له فى التاريخ من عدالة تنفذها الدولة على جيشها وقائدها .. قالوا: هذه أمة لا تحارب، وإنما حكمها رحمة ونعمة، فرضوا ببقاء الجيش الإسلامى، وأقروا المسلمين أن يقيموا بين أظهرهم.

                        هل رأيتم فى تاريخ الدنيا كلها جيشاً يفتح مدينة ، فيشتكى المغلوبون للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر ويأمر بإخراجه ، ولا يدخلها بعد ذلك إلا بإقرار أهلها؟!!

                        أرأيتم فى التاريخ القديم والحديث حرباً يتقيد أصحابها بمبادىء الأخلاق والحق كما تقيد به جيش المسلمين؟ إنى لا أعلم فى الدنيا كلها موقفاً مثل هذا لأمة من أمم الأرض ..

                        هل تعرفون ماذا فعل الصليبيون من فظائع فى القدس؟

                        يقول المؤرخ الراهب روبرت: “كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وأسطح المنازل ليرووا غليلهم فى التقتيل ، وذلك كاللبؤات التى خطفت صغارها وكانوا يذبحون الأولاد والشبان والشيوخ ويقطعونهم إرباً إرباً، وكانوا يشنقون أناساً كثيرين بحبل واحد بغية السرعة، فياللعجب ويا للغرابة أن تذبح تلك الجماعة الكبيرة المسلحة بأمضى سلاح من غير أن تقاوم، وكان قومنا يقبضون على كل شىء يجدونه ، فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعاً ذهبية ، فيا للشره وحب الذهب .. .. وكانت الدماء تسيل كالأنهار فى طرق المدينة المغطاة بالجثث .. .. ولم يكن بين تلك الجماعة الكبرى واحد ليرضى بالنصرانية ديناً ، ثم أحضر (بوهيموند) جميع الذين اعتقلهم فى برج القصر، وأمر بضرب رقاب عجائزهم وشيوخهم وضعافهم وبسوق فتيانهم وكهولهم إلى أنطاكية لكى يباعوا فيها”

                        يقول المؤرخ ميشو فى كتابه “الحروب الصليبية” حين فتح الصليبيون معرة النعمان ـ أعظم مدن الشام – قد قتلوا جميع من فيها مِنَ المسلمين اللاجئين إلى الجوامع والمختبئين فى السراديب ، فأهلكوا أكثر من 000 100 مائة ألف إنسان .. وكانوا يكرهون المسلمين على إلقاء أنفسهم من أعالى البروج والبيوت ، ويجعلونهم طعاماً للنار وكذلك لم ينج اليهود من مذابحهم ولم ينج منزل أو كتاب من الحرق ، فقد أحرقوا دار الحكمة فى طرابلس وكان فيها نحو 000 100 مائة ألف مجلد.

                        وتقول الدكتورة زيجريد هونكه:

                        في 2 يناير 1492م رفع الكاردينال (دبيدر) الصليب على الحمراء، القلعة الملكية للأسرة الناصرية، فكان إعلاناً بانتهاء حكم المسلمين على أسبانيا.

                        وبانتهاء هذا الحكم ضاعت تلك الحضارة العظيمة التي بسطت سلطانها على أوروبا طوال العصور الوسطى، وقد احترمت المسيحية المنتصرة اتفاقاتها مع المسلمين لفترة وجيزة ، ثم باشرت عملية القضاء على المسلمين وحضارتهم وثقافتهم.

                        لقد حُرِّم الإسلام على المسلمين، وفرض عليهم تركه، كما حُرِّم عليهم استخدام اللغة العربية، والأسماء العربية، وارتداء اللباس العربى، ومن يخالف ذلك كان يحرق حيًّا بعد أن يعذّب أشد العذاب.

                        وهكذا انتهى وجود الملايين من المسلمين في الأندلس فلم يبق في أسبانيا مسلم واحد يُظهر دينه.

                        فهل تعرفون ماذا فعل المسلمون حين استردوا بيت المقدس على يد صلاح الدين؟

                        كان فى القدس حينما استعادها صلاح الدين من الصليبيين مائة ألف صليبى ، منهم ستون ألف راجلاً وفارساً ، إضافة إلى من تبعهم من النساء والأطفال، فأبقى صلاح الدين على حياتهم، واستوصى بهم خيراً ، وقرر فقهاؤه بضرب فدية عادلة ، وعجز بعضهم عن دفع الفدية، فأدى الملك العادل أخو صلاح الدين فدية عن ألف صليبى، واقتدى به صلاح الدين نفسه فأعفى كثيرين من الفدية ، وأغضى عن جواهر الصليبيين وذهبهم وفضتهم ، وعامل نساءهم معاملة كريمة ، وسهل السبيل لخروج ملكتين بما كان معهما من جواهر وأموال وخدم، ورخص للبطريرك الأكبر أن يسير آمناً بأموال البيع والجوامع التى كان نهبها الصليبيون فى غزوهم. وعندما اعترض المسلمون على صلاح الدين بأن هذا البطريرك يقوى بما أخذ على حرب المسلمين ثانية ، قال: لا أغدر به.

                        ولما عقد الصلح بين المسلمين والصليبيين دخل خلق عظيم منهم إلى القدس فأكرمهم صلاح الدين وقدم لهم الأطعمة وباسطهم. وبذلك ألقى صلاح الدين على الصليبيين درساً فى مكارم الأخلاق وسماحة الإسلام.

                        يبدو عزيزى البابا أنك لا تعرف شيئاً بالمرة عن الإسلام ، إلا ما سمعته من طرف يهودى أو مسيحى ، أى طرف غير محايد ، لا يؤخذ برأيه ، ولا يقوم له دليل ، لأنه من مصلحته تشويه الآخرين إما عن عمد ، وإما عن جهل. فاقرأ ما ينادى به الإسلام لمنع الحروب والتشاحن والبغضاء:

                        لقد فرض الله عز وجل الجهاد على أنبيائه ورسله الكرام لما علم سبحانه بأن الشيطان سوف يزج بأوليائه لقتال الرسل وأتباعهم لمنعهم من نشر رسالة الله إلى عبيده، وأنه سوف يدفع عباده وأولياءه لرفع السيف في وجوههم ، فقال له رب العزة: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا) سورة الإسراء 64

                        ففرض الله الجهاد والحرب للدفاع عن النفس أو الوطن أو عن العقيدة أو عن المظلوم. فلا حرب استعمارية: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة 190

                        وحتى فتح سورية والعراق كانت دفاعية وخشية هجوم الأعداء، كما يدل على ذلك قول عمر بن الخطاب: (لوددت أن بين السواد (العراق) وبين الجبل سداً لا يخلصون إلينا ، ولا نخلص إليهم). وهو مصداقاً لقول الرسول : (لا تتمنوا لقاء العدو. وإذا لقيتموهم فاصبروا) عن أبى هريرة.

                        عزيزى البابا:

                        ولأنك اقتبست من كلام لإمبراطور مسيحى ، وعلى الرغم من أن اقتباسك مبتور وشوَّه ما أراده الكاتب ، وذلك باعتراف مؤلف الكتاب البروفيسور عادل تيودور خورى ، سأقتبس أنا أيضاً لمؤرخين مسيحيين منصفين ، لكن دون بتر للحقائق:

                        يقول المؤرخ درايبر في كتابه "النمو الثقافي في أوربا": "إن العرب لم يحملوا معهم إلى أسبانيا لا الأحقاد الطائفية، ولا الدينية ولا محاكم التفتيش، وإنما حملوا معهم أنفس شيئين في العالم، هما أصل عظمة الأمم: السماحة والفلاحة".

                        ويقول جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب: "إن القوة لم تكن عاملاً في نشر القرآن ، وإن العرب تركوا المغلوبين أحراراً في أديانهم … والحق أن الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب، ولا ديناً سمحاً مثل دينهم".

                        ويقول السير توماس أرنولد: "لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة ، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة حرة ، وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح".

                        ويقول مفسر القرآن جورج سيل: "ومن قال إن الإسلام شاع بقوة السيف فقط ، فقوله تهمة صرفة ، لأن بلاداً كثيرة ما ذكر فيها اسم السيف، وشاع الإسلام".

                        وأنقل لك التالى من موقع المجلة الإسلامية:

                        http://www.aldana.ae/islamyat/index....=verart&aid=26

                        هذا ويوضح نورمـان ستلمان "Norman Stillman "في كتابه "يهـود البـلدان العربيـة" الذي أعدّه لجمعية النشر اليهودية في أمريكا الدور الأساسي الذي قام به الدين الإسلامي في التسامح مع أهل الذمة فيقول: "ولذلك، فالإسلام هو الذي أرسى القواعد التي تصرفت بموجبها الجماعة المسيطرة على المسلمين "نحو رعاياهم الذين تتسامح معهم. ويجب أن ينظر إلى تاريخ اليهود في البلدان العربية ضمن هذا الإطار." (2) إنّ الإسلام هو العامل الرئيس الأساسي الذي يؤثر على نظرة العربي لليهودي، وموقفه منه، وبشكل جوهري أيضاً ، معاملته له." (2)

                        ويذكر وول ديورانت في كتابه " قصة الحضارة" أنّ أهل الذمة من المسيحيين واليهود كانوا يستمتعون في ظل الحكم الإسلامي "بدرجة من التسامح لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم .. ..، ولم يفرض عليهم أكثر من أداء ضريبة عن كل شخص تختلف باختلاف دخله" (6)

                        وفي كتابه "تحت حكم الهلال والصليب. اليهود في العصور الوسطى" يقارن أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة برنستون "مارك كوهين" بين أوضاع اليهود في ظل الحكم المسيحي في أوروبا واليهود في ظل الإسلام فيقول: "وفي الواقع، فعلى عكس ما كان عليه الحال في ظل المسيحية، فقد أتيح المجال، في ظل الإسلام، لليهود ليزدهروا، وحتى للمشاركة في الحياة السياسية والثقافية في مجتمع الأغلبية (الإسلامي)". (7)

                        ويشهد البروفيسور اليهودي "برنارد لويس"، أستاذ الدراسات الشرقية في جامعتي لندن وبرنستون، ومحرّر موسوعة الإسلام بأنّ تسامح الإسلام مع اليهود كان ليس له مثيلاً ويقول: "كل هذا ساعد في خلق.. تكافل وتعايش بين اليهود وجيرانهم (المسلمين)، ليس له مثيلاً في العالم الغربي في الفترة الواقعة بين العصر الهليني والعصر الحديث. فقد كانت هناك اتصالات شاملة وحميمة بين اليهود والمسلمين والتي تضمنت علاقات اجتماعية بالإضافة إلى العلاقات الثقافية – تعاون واختلاط وحتى صداقات شخصية". (8)

                        وقال أيضاً: "تمتع اليهود في ظل الحكم الإسلامي"بممارسة ديانتهم بحرية، وحقوق ملكية عادية، وكثيراً ما عملوا في وظائف الدولة، وعلى الأغلب في أعلى المراكز، وقد سمح لهم بالاشتراك في النقابات المهنية." (9)

                        وفي كتابه "المجتمعات اليهودية في بلدان الشرق الأوسط الإسلامية" الذي أعدّه لحساب اللجنة الأمريكية اليهودية، والرابطة اليهودية البريطانية أكد "لاندشت" تسامح المسلمين مع اليهود وقال "ويجب إعادة التأكيد من جديد، أنه بشكل عام، فإنّ تسامح المسلمين مع اليهود وغيرهم (من أهل الذمة) كان يفوق بشكل كبير تسامح أتباع الديانات الأخرى". (10)

                        ويشهد "ليو بنجامين" أنّ اليهود والعرب في ظل الحكم الإسلامي قد تقاسموا" خبزهم معاً، لقد أحبوا واحترموا وأجلُّوا بعضهم بعضاً، بل وتصادقوا. كما دفن كل طرف منهم موتاه بجانب الطرف الآخر." (11)

                        أما رئيس الدراسات الشرقية في الجامعة العبرية في القدس، جويتن" Goitein" فيقول: "بكل تأكيد إنّ الوضع القانوني والواقعي لليهود في القرون الوسطى كان في البلدان العربية المسلمة أفضل بكثير من أوروبا المسيحية. (12)

                        ويؤكد ذلك مارتن جلبرت "Martin Gilbert " في كتابة " الأطلس التاريخي لليهود" فيقول: "وَجَدَ اليهود تحت الحكم الإسلامي تسامحاً أكثر مما وجدوا تحت الحكم المسيحي" . (13)

                        ويصف تقرير اللجنة الملكية البريطانية لفلسطين الصادر عام 1937م، المكانة التي وصلها اليهود في إسبانيا فيقول: "وفي إسبانيا، وصلت الحياة اليهودية أعلى نقطة لها منذ أن فقدت وطنها القديم. وكانت جميع المهن مفتوحة أمامهم، ...، وعندما كانت إسبانيا في عهد الحكم العربي تقود العالم، كانوا قادة في إسبانيا في عهد العرب - أمناء سر، أو وزراء للخليفة، دبلوماسيون، ممولون، علماء، وأطباء، وأساتذة." (14)

                        ويستشهد الدكتور يوسف القرضاوي بشهادة العلامة الفرنسي"جوستاف لوبون" بشأن الإسلام ويقول: "وهذا التسامح مع المخالفين في الدين من قوم قامت حياتهم كلّها على الدين، وتمّ لهم به النصر والغلبة، أمر لم يعهد في تاريخ الديانات، وهذا ما شهد به الغربيون أنفسهم."

                        وقال روبوتسن في كتابه (تاريخ شارلكن): إن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم، وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وأنهم مع امتشاقهم الحسام نشراً لدينهم: تركوا من لم يرغبوا فيه أحراراً في التمسّك بتعاليمهم الدينية". (15)

                        ويوضح البروفيسور "مارك كوهين"، الفرق بين معاملة المسلمين لليهود ومعاملة أوروبا لهم حيث ويقول: "وعلى عكس ما كان الحال عليه في أوروبا، فإن اليهود في ظلّ الإسلام، لم يحدث أن أصبحوا تحت التبعية القانونية المباشرة للحاكم، كما لم تربط العهدة العمرية التسامح مع اليهود بالمنفعة والحاجة الاقتصادية إليهم، كما كان يحدث في أوروبا". (16)

                        وهكذا شهد مؤرخون ومختصون يهوداً وغربيون بأنّ تسامح المسلمين مع اليهود لم يكن له مثيلاً في الغرب، حيث سمح لهم بممارسة ديانتهم بحرية، وفي التملك وتقلد الوظائف المختلفة، وفي الاشتراك في النقابات المهنية.

                        كما ضمنت الدولة الإسلامية حق اليهود في الحياة، وحتى بعد انهيار الدولة العثمانية المسلمة. إذ يذكر الباحث اليهودي "أبيشار" أنه عندما "خشي اليهود في الخليل أن يسيء العرب إليهم، بعد افتضاح أمر وعد بلفور، قام أهل الخليل المسلمون خلال الأيام التي كان فيها فراغ سلطة في الخليل، بين انسحاب العثمانيين منها، ودخول الإنجليز إليها، بتنظّيم حراسات ليلية لحماية منازل اليهود، إلى أن تولى الإنجليز مقاليد الحكم والإدارة". (17)

                        ويشهد البروفيسور اليهودي برنارد لويس (Bernard Lewis ) في كتابه "العرب في التاريخ" أن العرب حافظوا على حق اليهود في الحياة ويقول بأنه "لم يحدث قط أن أكرهوا على تحمّل عقوبة الاستشهاد (الإعدام) أو النفي بسبب معتقداتهم الدينية (كما كان يحدث في الغرب)." (18)

                        وإليك قائمة مراجع الكاتب:

                        (2) Norman A Stillman “The Jews of Arab Lands’’ (Philadelphia; The Jewish Publication Society of America, 1979) p.(108).

                        (3) د. يوسف القرضاوي، "غير المسلمين في المجتمع الإسلامي" (بيروت: دار الرسالة) 1983، ص (9-10)

                        (4) الاستقلال 5/4/2001

                        (5) د.احمد سوسة، "العرب واليهود في التاريخ" مصدر سبق ذكره، ص(320(

                        (6) ول ديورانت "قصة الحضارة" ترجمة محمد بدران مجلد 13 ص130 عن د. مروان القدومي ، جريدة القدس 1/9/1989م

                        (7) Mark R.Cohen"Under Crescent and Cross “The Jews in the Middle Ages" Ages (Princeton: Princeton University Press, 1994) pp. (lx, xvii, xvii,xviii, 2.)

                        (8) Bernard Lewis "The Jews of Islam" (Princeton: Princeton University Press, 1984) P. (88).

                        (9) Bernard Lewis, "The Arabs In History" (London: Hutchinson,(1975) P(93-94)

                        (10) Land shut"Jewish Communities in the Moslem Communities of the Middle East" (London: The Jewish Chronicle, 1956) p (8).

                        (11) Leo Benjamin, "Arab Jewish Brotherhood" (new York: Impress House, 1973) p.(3)

                        (12) S.D. Goitein "Jews And Arabs. Their contacts Through Age" (New York .Schocken Books Inc. 1955) p. (7).

                        (13) Martin Gilbert "Jewish Historical Atlas" (London: Widen field and Nicolson, n.d.) p.(19)

                        (14) Palestine Royal Commission Report presented to the Secretary of State for the Colonies, July 1977. Cmd. 5479 London His Majesty Stationary Office, 1937 p.(7).

                        (15) د. يوسف القرضاوي، "غير المسلمين في المجتمع الإسلامي" (بيروت: دار الرسالة) 1983 ص(21(

                        (16) Mark Cohen,”Islam and the Jews : Myth and Counter Myth” in, Shlomo Deshen & Walter P.Zenner edition. “Jews Among Muslim Communities of the Pre-Colonial Middle East” (London: Macmillan Press Ltd., 1996) p. 57.

                        (17) أبيشار، مصدر سبق ذكره، صفحة 29(-47(

                        (18) Bernard Lewis, "The Arabs In History" (London: Hutchinson, (1975) P(93-94)

                        كانت هذه هي شهادات اليهود للعرب والمسلمين بأفواههم، وبأقلام مؤرّخيهم، فماذا كان ردهم على تسامح العرب والمسلمين معهم؟

                        ورد على البابا هانس كونج عالم اللاهوت السويسرى والمحاضر السابق بالجامعات الألمانية، ومؤسس (مشروع الأخلاق الكونية) قائلاً: إن البابا "وضع العنف والإسلام فى سلة واحدة، وأغفل ما ارتبط بالمسيحية على مدار التاريخ".

                        واستطرد كونج كما يقول البيان: "المسلمون لا يتذكرون فقط الحملات الصليبية؛ بل يذكرون أيضا الاستعمار الأوربى بالقرن الـ19 الذى امتد من المحيط الأطلنطي حتى ماليزيا".

                        لما لا نُحكِّم العقل عزيزى البابا؟ لو كان قتل المخالف من عقائد الإسلام ، لما ادخر المسلم وسعاً فى قتل المسيحيين فى البلاد التى فتحوها ، ولما وجدت مسيحياً واحداً فى البلاد المسيحية التى انتشر فيها الإسلام. أو على الأقل كان عدد القتلى من المسيحيين فى الحروب التى خاضها المسلمون ضد المسيحيين لتضاعف آلاف المرات.

                        ثم مثل هذا الجو من القتل والتعصُّب لابد أن يؤدى إلى كوارث علمية واقتصادية وسياسية ، الأمر الذى حدث لديكم بسبب حكم الكنيسة الكاثوليكية لأوروبا ، مما زاد من تخلفها العلمى والإقتصادى والسياسى ، ولم تنهض أوروبا من كبوتها إلا بعد تحررها من ربقة الكنيسة ورجالها.

                        وهل لو أساء الإسلام إلى أهل الكتاب لسمح له الفارسى المسلم المثقف المجهول هذا، والذى يُمثل فى ذلك الوقت الجانب القوى المنتصر ، أن يُسب الإسلام أمامه دون أن يُقدمه للمحاكمة أو يقتله؟ ولو صدَّقنا البابا فيما ذهب إليه ، ألا يدل هذا على انتشار سماحة المسلمين بين أهل الكتاب ، وأن الإسلام لم ينتشر بالسيف على حد قول البابا والإمبراطور؟

                        ولو كان السيف هو الحاكم فى علاقة المسلم بغيره ، لما قامت من الأساس مناظرات ومساجلات بين الاثنين ، وصل عددها كما نفهم من اقتباس البابا إلى سبع مناظرات. ولما قام للإسلام حضارة أنارت ظلام أوروبا وجهلها ، ولما عرف البابا الفلسفة الأفلاطونية ، التى وصلته عن طريق العالم المسلم ابن رشد.

                        * * *

                        تعليق


                        • #13
                          البابا يسب دينه:

                          وقال الإمبراطور المثقف للفارس العربى المجهول: ”أرني شيئا جديدا أتى به محمد، فلن تجد إلا ما هو شرير ولا إنساني، مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف.“

                          نشر الدين بالعنف يتعارض مع طبيعة الله وطبيعة الروح. فالرب لا يحب الدم، والعمل بشكل غير عقلاني مخالف لطبيعة الله ، ولإقناع روح عاقلة لا نحتاج إلى ذراع أو سلاح ولا أي وسيلة يمكن أن تهدد أحدا بالقتل.“

                          يقول الأستاذ نبيل شبيب - نقلا عن موقع إسلام أون لا ين: يوجد من ألف الكتب في جمع مقولات كبار المفكرين والفلاسفة ورجال السلطة في ألمانيا نفسها، وفي الغرب عموما - مثل توينبي أو تولستوي- ممن أدلوا بدلوهم في إنصاف الإسلام وإنكار ما نشرت الحقبة الصليبية في القرون الوسطى عنه من أقاويل.

                          ومن هؤلاء القيصر الألماني فيلهلم الثاني الذي عبر خلال زيارة له في فلسطين عن تقديره للإسلام بمقولة مشهورة لدى الألمان والمسلمين، والأديب الألماني يوهانس فولفجانغ جوته الذي كتب عن الإسلام ما اشتهر عنه لاحقا بأنه يتضمن احتمال - أو شبهة - أنه أسلم.

                          ونضيف على سبيل المثال ما كتبه المستشرق الإنجليزي توماس أرنولد عن انتشار الإسلام سلميا في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" وما كتبه مونتجومري وات في كتابه "الحضارة العربية" عن عقدة أوربا في إسقاطاتها على الإسلام ، وما كتبه توماس كارليل في كتابه "الأبطال" في مصداقية محمد  ، وإتيين دينيه المستشرق الفرنسي في كتابه "محمد رسول الله" ، وجوستاف لوبون المستشرق الفرنسي في كتابه "حضارة العرب" وزيجريد هونكه المستشرقة الألمانية في كتابها "شمس الإسلام تسطع على الغرب" ولورافيشيا فاغليري في كتابها "دفاع عن الإسلام" ، أو لوثروب ستودوارد في كتابه "حاضر العالم الإسلامي" إلخ، وكما يقول بعض أساتذتنا الكبار: إنه ما من نقيصة نسبها مستشرق للإسلام إلا ورد عليها مستشرق "منافس" في سياق دراسته للإسلام وإن لم تكن منصفة بوجه عام

                          فلماذا ينتقي أستاذ تاريخ "الإملاءات العقدية/ الدوغماتية" الكنسية سابقا، وبابا الكنيسة الكاثوليكية لاحقا، - كما يقول الأستاذ نبيل شبيب -: (عبارة من أسوأ ما قيل عن الإسلام في الغرب، دون سواها، ودون أن يفندها، أو أن يقول إنه لا يتبناها، في استشهاد أو رده في محاضرة خصصها للحديث عن العلاقة بين العقل والدين وبين العنف والحوار؟)

                          وفى الحقيقة لا أعرف كيف فات على البابا وهيئة كهنوته هذه النقطة. فقد اتهم الإمبراطور الرسول  ، ويؤيده فى ذلك البابا ، أنه لم يأت بشىء جديد، وهذا يعنى أن كل الذى جاء به الرسول  قد جاء فى كتبهم، ومعروف لديهم، لكن أن يتهمه بعد ذلك أنه سىء، فهو يتهم إذاً ما عنده والذى يشبه ما جاء به الرسول ، وأنا أرى أنه هنا قد سب دينه ودين آبائه وأجداده، وهذا مناف للعقل موضوع المحاضرة، التى يطالبنا فيها البابا بإعمال العقل. ونطالبه نحن بالتعقل قبل رمى الآخرين بتهم دون دليل بيِّن.

                          أما ما تشابه مع ما جاء فى الكتاب الذى يقدسه ، فهذا أمر طبيعى أن تتشابه أصول الأديان تشابهاً تاماً من جهة التوحيد وعبادة الله وحده ، والدعوة إلى مكارم الأخلاق ، ونبذ العنف ، وتجنب الإرهاب ، والبعد عن سوء الخلق والفحش، طالما أنها خرجت من عند نفس الإله. ولا يجب أن يختلف دين عن آخر فى العقيدة مطلقاً، ولو اختلف أحدهما عن الباقين ، لكان العيب فى الدين المخالف. ولكن يكون الإختلاف فى التشريع ، والأحكام. وعلى ذلك فأنت بهذا تضم محمد  إلى قائمة أنبياء الله ، لأنه لم يك يقرأ أو يكتب أو يحضر مجالس علم لليهود أو النصارى فى مقر إقامته أو خارجه ، حنى نظن أنه أخذ عنهم.

                          ولكن ما نسبتموه إليه من أنه لم يأت إلا بكل سىء ، فهذا من باب سوء أدب كتابكم مع كل الأنبياء ، بل ومع الله نفسه. فكنت قد ذكرت لك كيف اتهمتم نبى الله إبراهيم بالدياثة ، ونبى الله لوط بالزنى مع ابنتيه، وأبشالوم بالزنى مع زوجات أبيه، ويهوذا بالزنى مع زوجة ابنه و .. و .. إلخ، ولو صدق ما تتقولونه عن النبى محمد  (وحاشاه) لكان من العدل أن ترفضوا نبوة كل هؤلاء الأنبياء ، وبالتالى كل ما أتوا به. أى ما تبقى لكم نبى ولا كتاب ولا دين ولا إله. واللبيب يشتمُّ هنا رائحة الصهيونية.

                          وهنا أدعو البابا لإعمال عقله فى هذه المسألة، فاليهودية والإسلام يوحدون الله ، ويرفضون التثليث. فمن أتى المسيحيون به ولا يعرفه اليهود أو العالم الوثنى القديم إلا فى الأساطير الوثنية القديمة؟ ومن أى نبى تعلمتموه وقد نادى كل الأنبياء بالتوحيد وليس باتحاد الثالوث؟

                          ولو دققت النظر فيما قاله القرآن عن قصص الأنبياء وغيرهم، لوجدت اختلافاً تاماً فى بعض النقاط، منها على سبيل المثال أن العهد القديم يُحدد أن الفيضان حدث فى كل الكرة الأرضية، ولم يؤيد القرآن هذا الكلام.

                          وفي مجال العقيدة أيضًا، لا توجد كلمة واحدة في جميع أدبيات الكتب المقدسة - كما يذكر عبد الأحد داود في كتابه "محمد في الكتاب المقدس" - حول قيامة الأجساد، أو حول الجنة والنار؛ بينما نجد القرآن الكريم حافلاً بهذه المسائل، بل جعل الإيمان بها من أهم مرتكزات الإيمان الصحيح.

                          وفى مجال الأسرة نظرت التوراة إلى المرأة باعتبارها مصدر كل شر، أما الإسلام فقد رفع مكانة المرأة، ولم يفرق بينها وبين الرجل إلا في مواضع اقتضتها طبيعة الأشياء والأمور، قال تعالى موضحًا هذه الحقيقة: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } البقرة (228)

                          أما في مجال العبادات، فلم يحصر القرآن مفهوم العبادة في نطاق ضيق، ولاضمن شكليات محددة وطقوس جامدة، بل وسَّع مفهوم العبادة غاية الوسع، وجعل القصد من الخلق والحياة العبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات (56) وأيضاً لم يقيِّد أداء العبادة في مكان محدد، بل جعل الأرض كلها مكانًا لذلك {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} البقرة (115) ، ولا يخفى أن الأمر في الشرائع السابقة لم يكن على ما جاء به القرآن.

                          أما فى السلام والحرب فقد اعتبر القرآن السلام هو الأصل في الإسلام ، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافة ..} البقرة (208) ، وجعل الحرب ضرورة تقتضيها سَُنَن العمران والدفع الحضارى، من الخير للشر ، ومن الحق للباطل؛ هذا فضلاً عن آداب القتال التى شرعها الإسلام. وكل هذا لا نقف عليه فى الشريعتين اليهودية والمسيحية.

                          كما ذمَّ القرآن موقف المسيحيين من الرهبنة، وينعى عليهم هذا الموقف السلبي من الحياة، فيقول: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} الحديد (27). فالشريعة الإسلامية – كما نزلت في القرآن – ترى في الرهبانية موقفًا لا يتفق بحال مع ما جاءت به من الوسطية والتوازن بين حاجات الروح ومتطلبات الجسد. كما كفَّرَ القائلين بالتثليث ، وبألوهية عيسى  أو أمه أو بتجسُّد الله.

                          إضافة إلى نفى القرآن الخطيئة الأزلية ، وقرر أن كل إنسان يتحمل وزر نفسه، بل وصرح أن سبب الخطيئة هو آدم وحواء ، وليست المرأة بمفردها.

                          ناهيك عما يقوله كتابك عزيزى البابا عن الأنبياء، ولم يؤيده القرآن، بل عارضه معارضة صريحة. فقال تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ) سورة مريم (58) ،

                          وقوله تعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) سورة الأنبياء (73)

                          إضافة لما يقوله كتابك عن الرب من أنه يسكر ، بل تدمع عيناه من شدة السكر ، ويتعب ، وينام، ويدعو على نفسه بالويل، ويندم ، ويتبول ويتبرز ، وتُسلب منه النبوة ، ويُضرب ، ويُهان ، ويُقتل. وكل هذا ينفيه القرآن ، فالله هو القدوس ، وهو العزيز ، وهو القاهر ، وهم المعز والمذل ، والرافع الخافض. هو الله الأحد الصمد، الذى لا تأخذه سنة ولا نوم. وسوف أذكر لك فرقاً آخراً بنهاية الكتاب.

                          الرب لا يُحب إلا الدماء:

                          أما بشأن طبيعة الرب التى لا تحب الدماء ، فأدعوك لقراءة أوامر إله المحبة التى يتنافى سفك الدماء مع طبيعته الخيرة:

                          (10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. .. .. .. 16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً...)تثنية 20: 10- 17

                          (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 21- 24

                          (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 28-40

                          (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً».) صموئيل الأول 15: 3

                          (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17

                          (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3

                          (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9

                          (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

                          (15لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا أُطْعِمُ هَذَا الشَّعْبَ أَفْسَنْتِيناً وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ الْعَلْقَمِ 16وَأُبَدِّدُهُمْ فِي أُمَمٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ وَأُطْلِقُ وَرَاءَهُمُ السَّيْفَ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ].) إرمياء 9: 15-16

                          (22لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: [هَئَنَذَا أُعَاقِبُهُمْ. يَمُوتُ الشُّبَّانُ بِالسَّيْفِ وَيَمُوتُ بَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ بِالْجُوعِ. 23وَلاَ تَكُونُ لَهُمْ بَقِيَّةٌ لأَنِّي أَجْلِبُ شَرّاً عَلَى أَهْلِ عَنَاثُوثَ سَنَةَ عِقَابِهِمْ) إرمياء 11: 22-23

                          (11وَقَالَ الرَّبُّ لِي: [لاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هَذَا الشَّعْبِ لِلْخَيْرِ. 12حِينَ يَصُومُونَ لاَ أَسْمَعُ صُرَاخَهُمْ وَحِينَ يُصْعِدُونَ مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً لاَ أَقْبَلُهُمْ بَلْ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ أَنَا أُفْنِيهِمْ].) إرمياء 14: 11-12

                          ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7

                          أى إنَّ إله المحبة هذا ، الذى تتعارض طبيعته مع العنف ، وتتفق مع الإبادة الجماعية ، لم يرحم الشيخ ، ولم يَرقَّ للطفل الرضيع ، ولم يُشفق على امرأة عجوز أو حامل ، ولم يرحم مُعاق!! فأى رحمة عرفها الرب؟ وأى محبة تربَّى عليها أتباع هذا الكتاب؟ وأى إله رحيم هذا الذى يطلب الإبادة الجماعية؟ وأى قلب هذا الذى يملكه من اقترف هذه الجرائم؟ وأى محبة تجدونها فى هذه الأوامر؟

                          (17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.) أستير8: 17

                          وهذا اعتراف كتابكم بأنه يدعوا إلى الإرهاب والقتل والإبادة الجماعية وتدمير البيئة حتى يعتنق الناس هذا الدين!!

                          عزيزى البابا: تبعاً لقول بولس فإن الرب لا يغفر إلا بالدم ، وليس دم الأضحية فقط ، بل ببذل دم ابنه ، حتى تهدأ نفسه ، ويتمكن من الغفران:

                          (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22

                          (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25

                          (7الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ،) أفسس 1: 7

                          (20وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ امْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.) كولوسى 1: 20

                          (14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) ثيطس 2: 14

                          والأهم من ذلك هو قول بولس نفسه الذى قد أيد كل ما ورد فى العهد القديم من دموية …. فنجده يقول فى الرسالة إلى العبرانيين:

                          (30بالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. .. .. .. .. .. .. 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّا رِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوُّوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ) عبرانيين 11: 30 – 36

                          إذن فبولس نفسه يرى أن ما فعله هؤلاء من سفك دماء وجرائم حرب إنما هو من تقوى الله، وتقرب إليه عن طريق بتنفيذ أوامره!

                          وفى العهد الجديد نقرأ أيضاً:

                          (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40

                          (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53



                          رد على تفسير الأنبا شنودة:

                          وقد سمعت تعليقاً على هذه الفقرات من الأنبا شنودة غير مقنعة ولا تتناسب مع صفات الله بالمرة. فقد قال ما معناه إن هذا القول يصف حال الأسرة إذا ما تنصر فيها أحد أفرادها فيكون هناك صراعاً داخل الأسرة بسبب تباين الدين.

                          ويرفض العقل هذه الإجابة للأسباب الآتية:

                          1- إن السيف أداة من أدوات القتل أو الحرب أو الدفاع. (يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ) إرمياء 15: 3، فمعنى مجيئه بالسيف إما أنه جاء مقاتلاً معتدياً أو مدافعاً عن العقيدة بقوة السيف. وهذا مخالف لقول الكتاب: (38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. 43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5-38-44

                          2- إنه قال إنه جاء مدمراً للأرض، فجاء واصفاً لأفعاله هو، فهو إذن المدمِّر للأسر ، ناشر الفرقة بين أفرادها ، وليس للنتيجة التى ستصل إليها حالة الأسر فى وقت ما: («جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً)

                          3- نعتبر الشخص الذى لا يرى فى عمل ما إلا الشر متشائماً ، وهذا لا يليق بجلال الله وقداسته. فما يأت به الرب هو الخير ، وهو السعادة ، وهو السلام. ومن يرفض هذا فهو المدمر ، وهو الإرهابى المخرب ، وهو الكافر. فكيف يتسنى أن ينسب الإله لنفسه كل هذا التخريب والدمار والإرهاب؟ وكيف لا يرى الرب فى الأسرة إلا أهل الضلال الذين لم يؤمنوا بكلمته؟

                          4- ولطالما أنه إله المحبة ، فلماذا لم يضرب لنا المثل على كيفية حب الشخص لعدوه ، وقال جئت لأنشر السلام والمحبة بين أهل البيت الواحد بدلاً من قوله هذا؟

                          5- عندما يقول الرب: (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً.) تكون طبيعة عمله ، وسبب وجوده على الأرض هو إضرام النيران، وبث الإرهاب، ونبذ السلام، وهذا لا يتفق إلا مع طبيعة الشيطان ، ولا علاقة له بالله الذى قال: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} سورة الإنسان (8)

                          {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} سورة المائدة (93)

                          والذى قال: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) التوبة: 6

                          والذى قال: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) الممتحنة 8-9

                          6- وهل ما قاله من أنه أتى ليلقى سيفاً على الأرض، ويُضرم النار فيها، من باب ترغيب الناس فى دينه أم من باب ترويع الناس وإبعادهم عنه وعن دينه؟ ألا ترى أنه كان من الأليق أن يقول إنه جاء ليلقى سلاماً على الأرض وليس سيفاً؟

                          ودليلى على ذلك النص القادم الذى يطالبكم فيه بكره الأب والأم لتصبح من تلاميذه! فهل فعل تلاميذه ذلك؟ هل كانوا يكرهون آباءهم وأمهاتهم؟ وأين البر بالوالدين فى هذا النص؟

                          (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 26

                          كما أمر بذبح أعدائه الذين لا يتخذونه ملكاً عليهم، فقال: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي) لوقا 19: 27

                          اقرأ عزيزى البابا قول الله فى البر بالوالدين المشركين لتعرف ما هو الجديد والعظيم الذى أتى به الإسلام: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} سورة الأنعام (151)

                          {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} سورة الإسراء (23)

                          حتى الأم الكافرة والأب المشرك حماهما الله تعالى بنص قرآنى لا خلاف عليه، فقد أمر بالإحسان إليهما ، ومصاحبتهما فى الدنيا ، لكن لا طاعة لهما فيما يغضب الله: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} سورة لقمان (15)

                          وقال رسول الله : (‏إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِاللَّهِ ‏وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ) رواه الترمذى

                          والبر بالوالدين سبباً للنجاة من البلايا ، ويعطي الله به الرزق والخير ، وفي الآخرة يوصل إلى الجنة إذا تحقق الإيمان ، فقد ذهب صحابي اسمه "جاهمة" يستأذن الرسول في الجهاد فقال له الرسـول : (هل لك من أم؟) قال: نعم. قال : فالزمها فإن الجنة عند رجلها) رواه أحمد والنسائى وإسناده جيد.

                          ما رأيك عزيزى البابا؟ أليس هذا من الجديد الذى أتى به الإسلام؟ ألا ترى أنه دين السمو والعزة والإنصاف؟

                          كما طالب يسوع أتباعه فى نهاية أيامه على الأرض أن يقتنوا سيفاً: (36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!».) لوقا 22: 36-37

                          (14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟)كورنثوس الثانية 6: 14-16

                          (30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. .. .. .. 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ) عبرانيين 11: 30 –34

                          (23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) رؤيا يوحنا 2: 23

                          (5وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا وَتَأْكُلُ أَعْدَاءَهُمَا. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا فَهَكَذَا لاَ بُدَّ أَنَّهُ يُقْتَلُ.) رؤيا يوحنا 11: 5

                          كانت هذه أخلاق الحرب عند أهل الكتاب ، أما بالنسبة للأحكام التى تتعلق بالشرائع فلم أذكر منها شيئاً ، لكن اعلم أنه: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28

                          فهذا هو كتابكم الذى تزعمون أنه دين المحبة والسمو والسلام. فنحن نؤمن أن هذه ليست رسالة عيسى  وأن رسالته هى مثل كل الرسالات السماوية تهدف إلى خير البشرية وسعادتها. إلا أن الكتاب المقدس لليهود والنصارى يأبى إلا أن تعيش البشرية على دين واحد. كل منهم يعتقد إنه صاحب الدين الأسمى والديانة الحقة ويسعى إلى إبادة مخالفيه.

                          الإجرام المسيحى فى العالم:

                          وها هو (القديس Polykarp ) يلخص هذا بقوله: إن كل من لا يعترف بأن المسيح قد ظهر بجسده فهو مسيخ دجال .. بل مولود من الشيطان .. بل باكورة أبناء الشيطان. (التاريخ الجنائى للمسيحية صفحة 143).

                          عزيزى البابا!

                          فى القرن الخامس الميلادى أغرى (برسوما) - أسقف نسطورى – ملك الفرس بتدبير اضطهاد عنيف للكنيسة الأرثوذكسية ويقال: إن عدداً يبلغ 7800 من رجال الكنيسة الأرثوذكسية مع عدد ضخم من العلمانيين قد ذبحوا بناء على وصية هذا الأسقف .. وتمت محاولة أخرى أعدم فيها الألوف من أبناء هذه الطائفة أيضاً بتحريض أحد اليعاقبة الذى أقنع ملك الفرس بتنفيذ هذه المذبحة.

                          أما فى مصر فقد قتل أيضاً حوالى 000 100 مائة ألف مصرياً لرفضهم اعتناق مذهب الدولة الرومانية التى حاولت فرضه على مسيحيى مصر.

                          وكان على رأس هؤلاء المعذبين أخو بنيامين الذى جردوه من ملابسه ثم أضجعوه على لوح من المعدن الرقيق وأوقدوا الشموع تحته حتى ذاب شحم جسمه ثم قذفوه بعد ذلك فى المياه المالحة إمعانا فى العذاب.

                          فى عام 1340م أرغم الملك شارل روبرت غير المسيحيين فى المجر على التنصر أو النفى من البلاد.

                          وفى مصر قتل جستنيان الأول عام 560م 000 200 شخصاً فى الأسكندرية وحدها لإجبارهم على اعتناق المسيحية.

                          وفى النرويج ذبح الملك "أولاف" كل من رفض اعتناق المسيحية.

                          وفى روسيا فرض فلاديمير عام 988م المسيحية على كل الروس بالقوة.

                          وفى الجبل الأسود قاد الأسقف الحاكم دانيال بيتروفيتش عملية ذبح غير المسيحيين ليلة عيد الميلاد عام 1703م

                          فلم يكن هذا فهم الشعوب البربرية والجاهلة فقط كما تدعى ، بل هو عقيدة القوم حتى اليوم.

                          ففى منتصف القرن التاسع عشر فوجىء أهل لبنان برجل اسمه الأب ماكسميليان وهو رجل دين جاء من لتوانيا .. ولم يكد يهبط إلى شاطىء لبنان حتى صرخ فى الناس ، فالتف حوله الناس يسألونه عما دهمه ، فإذا به يطلب من المسيحيين إبادة كل مسلم ومسلمة ، وإخلاء لبنان من المسلمين.

                          وفى أوائل القرن العشرين جاءت سيدة كاثوليكية اسمها “إميليا” من مدينة ”تورنتو“ الإيطالية .. لقد زعمت هذه السيدة أنها رأت ”العذراء“ وقالت لها قومى الآن .. وسافرى إلى مدينة ”صور“ وسوف تجدين فى الشارع الواسع بيتاً أبيضاً .. أمامه شجرة عنب أحمر .. ادخلى البيت ، وأطلقى الرصاص على الذى يفتح الباب ولا تتأسفى على ذلك. فهذا أمر من السماء .. وقد اختارتك السماء لنشر دين المسيح ..!

                          وعادت القاتلة – السيدة .. الأم .. ـ إلى إيطاليا سعيدة بعد أن قتلت طفلاً مسلماً بريئاً عمره لا يزيد عن الخامسة. وبذلك فقد أراحت ضميرها وأدت واجبها ونشرت دين المسيح!!!

                          هل مرَّ على هذا زمن طويل؟ فماذا يقولون في هذا القرن العشرين الذي نعيش فيه ، والذي يسمونه عصر الحضارة الإنسانية الراقية؟!

                          لقد شهد هذا القرن من الحروب التي قامت بها الدول المسيحية، ما شهدت تلك العصور الوسطى المظلمة ـ عندهم ـ بل وأشد وأقسى!!.

                          غزت الاتحاد السوفيتى أفغانستان ولم تمد دولة فى العالم يد المساعدة إليهم. وهو نفس تصرُّف الغرب حين فتح الأحباش نيران رشاشاتهم الروسية على المصلين فى مسجد مدينة ريردار فأبادوا منهم ألفاً دفعة واحدة. ونفس الموقف السلبى لكل الدول الأوروبية تجاه ذبح الصرب المسيحى لأهل البوسنة المسلمين.

                          كتب الأديبان الفرنسيان “كوليت وفرانسيس جانسون”: “لعل العبث بالدين الإسلامى كان المجال المفضل لدى القائد “روفيجو” فقد وقف هذا القائد الفاجر ونادى فى قومه: إنه يلزمه أجمل مسجد فى المدينة ليجعل منه معبداً لإله المسيحيين. وطلب إلى أعوانه إعداد ذلك فى أقصر وقت ممكن. ووقع الاختيار على “جامع القشاوة” وهو أجمل مساجد الجزائر ويقع فى وسط المدينة وفى قلب الحى الأورُبّى. وتحدد ظهر يوم 18 من ديسمبر 1832 لإنجاز هذا العمل وتحقيق رغبة القائد المسيحى ناشر السلام!!!

                          ففى الميعاد المحدد تقدمت احدى فرق الجيش، وأخذت أهبتها للعمل فى ميدان السودان، وخرجت من بينها فرقة فهاجمت أبواب المسجد بالبلط والفئوس، وإذا داخل المسجد 4000 أربعة آلاف مسلم، قتلوا جميعاً، وفى الصباح كانت القرارات قد صدرت وصار المسجد الجامع (كاتدرائية الجزائر).

                          وما إن انتهى الجنود من هذا العمل حتى استداروا صوب ”مسجد القصبة“ فدخله القواد والضباط والجنود ، وأقاموا فيه شعائرهم الدينية، حتى إذا انتهى القداس، شرع القساوسة فى تمجيد إله الجيوش وترتيل نشيد الغفران!!!

                          وقد انضم القس سوشيه الوكيل العام لأسقف الجزائر إلى هؤلاء الجنود الجهلة وضباطهم العابثين دون أن يستنكر هذه الفعلة النكراء. فهو لم يجد فى كتابه ما ينهيه عن ذلك!!! بل جاء مدحه لهذه الجرائم فى كتاب نشره سنة 1839 أسماه ”رسائل مفيدة ومشوقة عن الجزائر“ وجه فيه الكلام إلى عاهل فرنسا، يمتدح فيه القاتل مسيو فاليه ويصفه بالرجل ذى الضمير الحى.

                          وكتب الأديبان الفرنسيان ”كوليت وفرانسيس جانسون“ أيضاً وهم يرويان من واقع تقارير لجان رسمية أو من رسائل مكتوبة بخط قادة أو ضباط يتركون أنفسهم على سجيتها وهم يتحدثون إلى زوجاتهم، أو ذوى قرباهم، فقالا:”بناء على تعاليم الجنرال (روفيجو) خرجت قوة من الجنود فى مدينة الجزائر ليلة السادس من أبريل سنة 1832 ، وانقضَّت قبيل الفجر على أفراد القبيلة وهم نيام تحت خيامهم ، فبغتتهم جميعاً دون أن يستطيع أحد منهم الدفاع عن نفسه، وقد لقى الجميع حتفهم بلا تمييز بين رجل وطفل أو بين رجل وامرأة، وعاد الفرنسيون من هذه الحملة وهم يرفعون رؤوس القتلى على أسنة رماحهم.

                          ويقول الجنرال شان جانييه: إن رجاله وجدوا التسلية فى جزر رقاب المواطنين من رجال القبائل الثائرة فى بلدتى (الحواش) و (بورقيقة).

                          كما جاء فى تقرير رسمى: أن كل الماشية قد بيعت إلى قنصل الدنمارك ، وعرض باقى الغنيمة فى سوق باب عزون، حيث كانت ترى أساور النساء محيطة بمعاصم مقطوعة ، وأقراط تتدلى من قطع لحم أدمى ، وقد بيعت هذه المصوغات ووزع ثمنها على ذابحى أصحابها. وفى ليل ذلك اليوم أصدر البوليس أوامره إلى أهل المدينة باضاءة الأنوار فى حوانيتهم علامة على الإبتهاج!!!

                          وقالت إحدى اللجان الرسمية الفرنسية فى تقرير لها كتبته بعد تحقيق أجرته أثر بعض هذه المذابح: ”لقد ذبحنا أناساً كانوا يحملون تراخيصاً بالتنقل ، كما قضينا على مناطق بأكملها، اتضح فيما بعد أن ضحايانا فيها كانوا أبرياء ، وقد حاكمنا رجالاً عرفوا بالقداسة بين عشيرتهم ، وآخرين لا تنقصهم صفة الإحترام بين ذويهم لمجرد أنهم مثلوا أمامنا سائلين الرحمة بزملائهم.“ (الإستعمار أحقاد وأطماع ص 28)

                          وقد كتب المارشال سانت أرنو إلى أهله يقول: إن بلاد بنى منصر بديعة، وهى من أجمل ما رأيت فى أفريقية، فقراها متقاربة، وأهلها متحابون، لقد أحرقنا فيها كل شىء، ودمرنا كل شىء. (الإستعمار أحقاد وأطماع ص 28)

                          حدث ذات مرة أن ثار الجزائريون أثناء الحرب العالمية الثانية مطالبين بحريتهم، فما كان من البوليس الفرنسى أن تبادل اطلاق النار مع الثائرين بصورة وحشية فى الثامن من مايو سنة 1945، فأعلنت الأحكام العرفية على أثر ذلك، وأقبل الطراد “ديجواى - تراون” فأمطر مدينة “خزاطة” وابلاً من قنابله الثقيلة، وقامت قوات الجيش بالحملات التأديبية، وشنق الوطنيين من غير محاكمة، وكانت النتيجة أن قتل من الأوربيين 102 قتيلاً على وجه التحديد، أما عدد القتلى من العرب فقد قيل أولاً بصفة رسمية إنه 1500 ، غير أن الجيش أعلن أنه يتراوح بين 6000 و 8000. ثم جاءت إحصاءات أخرى تقول إن العدد الصحيح 20000، وبعد إعادة النظر فى حقائق الأمور تبين أن العدد الصحيح هو 40000 قتيل، وقد أيده القنصل الأمريكى ببيانات من عنده.

                          لك أن تتخيل!! أربعون ألف قتيلاً يُحصدون هكذا بين عشية وضحاها!!! أتظن لو انتشر وباء الطاعون بالبلد البائس أكان يغتال هذا العدد بهذه السرعة؟

                          ويأتى القساوسة الكاثوليك بعد ذلك لينصِّروا اليتامى من أبناء وبنات الشهداء – تماماً كما حدث لأبناء وبنات مسلمى البوسنة والهرسك – وليقولوا لهم وهم يحشرونهم فى احدى الملاجىء المسيحية: “الله محبة!!” و“على الأرض السلام!!” و“للناس المسرة!!”.

                          على ركام من أشلاء الموتى والجرحى ومشوهى الحرب، على ركام من أطلال منازلهم وخراب مصانعهم ومزارءهم وجثث حيواناتهم، على ركام من هؤلاء ذاهب فى الطول والعرض، وبعد أمواج من الرعب يخلفها هذا السيل المشئوم من الدماء، يجاء بالأولاد التائهين وبقايا الأحياء فى أنحاء الأرض ليسمعوا بقلوب قد فطرها الثكل والفزع: أن الله محبة!!!

                          وقالت ملكة إنجلترا (الكاثوليكية) في القرن السادس عشر في كتاب (بناة الإنسانية): (بما أن أرواح الكفرة سوف تحرق في جهنم أبداً ؛ فليس هناك أكثر شرعية من تقليد الانتقام الإلهي بإحراقهم على الأرض).

                          ثم لا ينبغى أن ننسى تجارة الرقيق الأفريقى التى حصدت أرواح عشرة ملايين إنسان، ولا الحروب الإستعمارية التى شنتها الدول المسيحية على القارة الأفريقية ، ولا الغزو الاستعمارى المتلاحق، فضلا عن الحروب والبرامج والثورات والإبادات الأخرى. إن أعداد السكان الأصليين الذين أبيدوا فى شمال أمريكا ووسطها وجنوبها لترتفع إلى رقم العشرين مليونا فى خلال ثلاثة أجيال لا غير.

                          وبالإضافة إلى ألوان التخريب والعنف الأوربى فى الماضى، أخذت الحضارة الغربية الحروب مرة أخرى إلى مسافاتٍ لم تعرفها البشرية من قبل حتى إن أحد الإحصاءات المتحفظة ليصل بعدد المقتولين قتلا وحشيا فى القرن العشرين إلى أكثر من مائتين وخمسين مليونا ، يتحمل المسلمون منها وِزْر أقل من عشرة ملايين ليس إلا، على حين يُسْأَل النصارى أو المنتمون إلى النصرانية عن مائتى وأربعين مليوناً من ذلك العدد. و يعود معظم أعداد هؤلاء القتلى إلى الحرب العالمية الأولى 20 مليونا، والحرب العالمية الثانية 90 مليوناً

                          كما تسبب الغرب المسيحى فى هذا القرن الذى لم يشهد التاريخ مثله دموية فى إيقاع الإصابات بين المدنيين بما لا يقاس به ما صنعه المسلمون [والإسلام أيضاً برىء من هذه الدموية] على مدار تاريخهم جميعا: فقد قتلوا بين عامى 1992 و1995م 900000 فرداً من سكان رواندا المسيحية. وأباد المسيحيون الصرب تحت سمع وبصر البابا وكل العالم المسيحى أكثر من 300000 مسلم من مسلمى البوسنة، وكذلك اغتصبوا أكثر من 100000 امرأة مسلمة فى البوسنة.

                          فهذه الحقائق البشعة تقول بلغة الأرقام والإحصاءات التى لا تعرف الكذب إن الحضارة المسيحية لهى أشد حضارات التاريخ عنفا ودموية، وإنها مسئولة عن إزهاق مئات الملايين من الأرواح ، ولا تصلح لقيادة البشر أو لإصلاحه

                          وكلهم عزيزى البابا كانوا يقلدون تعاليم الكتاب المقدس من قتل وإبادة وتشويه واعتداءات جنسية. وعلى الرغم من أن المسلمين يؤمنون بخلود الكفَّار فى نار جهنم، إلا أنهم لم يفكروا أن يفعلوا ذلك على الأرض مع مخالفيهم فى العقيدة.

                          هل تعلم أنه عُرِضَ اقتراح على هيئة الأمم المتحدة ضد التفرقة العنصرية بجنوب أفريقيا. وهذا شىء إنسانى رائع لا يرفضه إلا كل جاهل غشيم أو متعصِّب أو مستفيد من هذه الكوارث!!

                          هل تعلمون من الذى عارض الإقتراح ووقف يناصر التفرقة العنصرية ، ويعلن العداء لحقوق الإنسان؟ إنها كل من البلاد المسيحية المتحضرة الآتية: بريطانيا واستراليا وكندا ونيوزيلندة وبلجيكا. وامتنع عن التصويت كل من: الولايات المتحدة والنرويج وتركيا والدانيمارك وفرموزا.

                          هؤلاء هم بنى دينك ، وأتباع تعاليمك ، والمؤمنون بالكتاب الذى تقدسه! اقرأ لتعرف من المتطرف! اقرأ لتعرف من الإرهابى! اقرأ لتعلم أى الكتب التى تدعو للإرهاب ، ولابد للمجتمع الدولى أن يصادرها ويُحرِّم طباعتها!

                          أما سياسة فرنسا فى هذه القضية وغيرها فقد شرحها أحد علماء القانون الفرنسى فى هذه العبارات:

                          ”إذا قلنا سيادة الشعب فلا يعنى هذا شعوب مدغشقر أو أفريقيا الاستوائية أو مسلمى مراكش ...! إن حقوق الانسان والمواطن لا تطبق ولا تراعى إلا لصالح الشعب الفرنسى بالقارة الأوربية. فالوطن فى مدغشقر أو الهند الصينية مهما بلغت مكانته الاجتماعية وثقافته وعلمه لا يعتبر مساوياً للفرنسى الأوربى.“

                          هل تعلم أن جزيرة مدغشقر قد ثارت بعد الحرب العالمية الثانية تطالب بحريتها، فكان جزاء الثائرين أن تحركت القوات الفرنسية، وقتلت من الآهلين 000 80 ثمانين ألف نفساً فى ضربة واحدة!!

                          ونفس الشىء حدث لقبائل ”الماو ماو“ فى كينيا عندما ثارت تطالب بحريتها فقد أباد الإنجليز أهلها حتى لم يتبق من هذه القبائل سوى 250 أو 300 نفساً على الأكثر. إذن قد أبيدت عشرات الألوف من هؤلاء المطالبين بحقوق الانسان!! فى الوقت الذى ادعى الإنجليز أن وحوشاً برية قد ظهرت بكثرة فى هذا الموطن وفتكت بالناس فتكاً ذريعاً! حتى الحيوانات المفترسة لم تسلم من إلصاق تهماً بها تغطية على فضائح وجرائم الإنجليز! ثم رنموا: “الله محبة!” و“على الأرض السلام!” و“للناس المسرة!”.

                          ونفس هذا الإجرام تجده أيضاً بين فرق النصارى أنفسهم: فقد اشتركت الكنيسة الكاثوليكية فى صربيا مع قساوستها ورجال الإكليرك والرهبان وكذلك أعضاء منظمات الشباب الكاثوليك فى المذابح التى لاقاها الأرثوذكس من أهل الصرب فى معسكرات الاعتقال التى كان يشرف عليها القساوسة الكاثوليك وأسفرت عن مقتل 000 700 من الصرب الأرثوذكس و 000 90 من اليهود والزيجويتر، على الرغم من علم البابا بما يحدث هناك تبعاً للتقرير المفصل الذى قدمه إليه (بوكون) فى الثامن من أكتوبر لسنة 1942.

                          وها هو أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط فى وزارة الخارجية الأمريكية ، ومستشار الرئيس جونسون لشئون الشرق الأوسط حتى سنة 1967 يقول عن سبب عداء الأوربيين للإسلام: يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هى خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية.

                          ويستطرد قائلاً: لقد كان الصراع محتدما ما بين المسيحية والإسلام من القرون الوسطى وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصورة مختلفة. ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب وخضع التراث الإسلامى للتراث المسيحى.

                          ويتابع قائلاً: إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هى جزء مكمل للعالم الغربى ، فلسفته ، وعقيدته ، ونظامه ، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقى الإسلامى، بفلسفته وعقيدته المتمثلة فى الدين الإسلامى، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف المعادى للإسلام وإلى جانب العالم الغربى والدولة الصهيونية ، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها.

                          هذا ما قاله روستو. إن الهدف الأعلى من استعمارهم للشرق الأوسط ومساندت الكيان الصهيونى الإسرائيل هو إذن تدمير الحضارة الإسلامية ، وأن قيام دولة إسرائيل هو جزء من هذا المخطط. وليس ذلك إلا استمراراً للحروب الصليبية!!

                          ألم يقف (اللورد اللنبي) ممثل الحلفاء: إنجلترا ، وفرنسا ، وإيطاليا ، ورومانيا ، وأميركا ، في بيت المقدس في سنة 1918 ، حين استولى عليه في أخريات الحرب العالمية الأولى قائلاً: (اليوم انتهت الحروب الصليبية)؟!

                          ألم يؤكد هذا باترسون سمث فى كتابه ”حياة المسيح الشعبية“؟ قائلاً: باءت الحروب الصليبية بالفشل ، لكن حادثاً خطيراً وقع بعد ذلك، حينما بعثت انجلترا بحملتها الصليبية الثامنة، ففازت هذه المرة. إن حملة اللنبى على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى هى إذن الحملة الصليبية الثامنة والأخيرة.

                          ألم تنشر الصحف البريطانية صور اللنبى ، وكتبت تحته عبارته المشهورة التى قالها عندما غزا القدس: ”اليوم انتهت الحروب الصليبية“.

                          ألم يهنىء لويد جورج وزير الخارجية البريطان الجنرال اللنبى فى البرلمان البريطانى لإحرازه النصر فى آخر حملة من الحروب الصليبية ، التى سماها لويد جورج الحرب الصليبية الثامنة.

                          والجنرال الفرنسي (غورو) ممثل الحلفاء عندما تغلب على جيش ميسلون خارج دمشق توجه فوراً إلى قبر البطل المسلم (صلاح الدين الأيوبي) عند الجامع الأموى، وركله بقدمه وقال له: ”ها قد عدنا يا صلاح الدين“.

                          يؤكد استمرار الحروب الصليبية ما قاله وزير خارجية فرنسا مسيو بيدو عندما زاره بعض البرلمانيين الفرنسيين وطلبوا منه وضع حداً للمعركة الدائرة فى المغرب أجابهم: ”إنها معركة بين الهلال والصليب“ وإنك تؤجج أوارها الآن عزيزى البابا!

                          وحزب الكتائب وشمعون يعتبرون أن حرب لبنان هى حرب صليبية، كما نشرت فى عنوانها الرئيسى جريدة العمل اللبنانية التى يشرف عليها بيير الجميل.

                          ألم يقل راندولف تشرشل بعد سقوط القدس سنة 1967: لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء ، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود. إن القدس قد خرجت من أيدى المسلمين ، وقد أصدر الكنيست اليهودى ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين فى أية مفاوضات مقبلة بين المسلمين واليهود.

                          وعندما دخلت قوات إسرائيل القدس سنة 1967 تجمهر الجنود حول حائط المبكى ، وأخذوا يهتفون مع موشى دايان:

                          هذا يوم بيوم خيبر ... ...

                          وتابعوا هتافهم: حطوا المشمش عالتفاح ، دين محمد ولَّى وراح ...

                          وهتفوا أيضاً: محمد مات .. خلف بنات ..

                          واستغلت إسرائيل صليبية الغرب فخرج أعوان إسرائيل فى باريس بمظاهرات قبل حرب سنة 1967 يحملون لافتات ، سار تحت هذه اللافتات جان سارتر ، كتبوا على هذه اللافتات ، وعلى جميع صناديق التبرعات لإسرائيل جملة واحدة: ”قاتلوا المسلمين“! فالتهب الحماس الصليبى الغربى ، وتبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط ... كما طبعت إسرائيل بطاقات معايدة كتب عليها ”هزيمة الهلال“ بيعت بالملايين ... لتقوية الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الأورُبّيّة فى المنطقة ، وهى محاربة الإسلام وتدمير المسلمين.

                          إنهم لايزالون يريدون القضاء على الإسلام واحتلال ديار المسلمين وثرواتهم!

                          فهذا لورنس براون يفصح عن نوايا التنصير وأهدافه فيقول: ”إن الإسلام هو الجدار الوحيد فى وجه الإستعمار الأوربى“

                          ويقول جلاد ستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً: ”ما دام هذا القرآن موجوداً فى أيدى المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق“.

                          ويقول الحاكم الفرنسى على الجزائر فى ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر: ”إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرأون القرآن ، ويتكلمون العربية ، فيجب أن نزيل القرآن العربى من وجودهم ، ونقتلع اللسان العربى من ألسنتهم.

                          وفى افتتاحية عدد 22 أيار لسنة 1952 من جريدة أوزباكستان - وهى الجريدة اليومية للحزب الشيوعى لأوزباكستان: ”من المستحيل تثبيت الشيوعية قبل سحق الإسلام نهائياً“

                          تعليق


                          • #14
                            ويقول أحد المنصريين “المبشرين”: إن القوة الكامنة فى الإسلام هى التى وقفت سداً منيعاً فى انتشار المسيحية، وهى التى أخضعت البلاد التى كانت خاضعة للنصرانية.

                            ويقول مسئول فى وزارة الخارجية الفرنسية سنة 1952: ”ليست الشيوعية خطراً على أوربا فيما يبدو لى ، إن الخطر الحقيقى الذى يهددنا مباشراً وبعنف هو الخطر الإسلامى ، فالمسلمون عالم مستقل كل الإستقلال عن عالمنا الغربى ، فهم يملكون تراثهم الروحى الخاص بهم ، ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة ، فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد ، دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية فى الحضارة الغربية.

                            فإذا تهيأ لهم أسباب الإنتاج الصناعى فى نطاقه الواسع انطلقوا فى العالم يحملون تراثهم الحضارى الثمين ، وانتشروا فى الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية ، ويقذفون برسالتها إلى متحف التاريخ.

                            وقد حاولنا نحن الفرنسيون خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعب المسلمة، فكان الإخفاق الكامل على الرغم من مجهوداتنا الكبيرة الضخمة.

                            إن العالم الإسلامى عملاق مقيد، عملاق لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافاً تاماً، فهو حائر، قلق، كاره لانحطاطه وتخلفه، وراغب رغبة - يخالطها الكسل والفوضى – فى مستقبل أحسن ، وحرية أفضل ...

                            فلنعط هذا العالم الإسلامى ما يشاء ، ولنقوِ فى نفسه الرغبة فى عدم الإنتاج الصناعى والفنى حتى لا ينهض ، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف: وهو إبقاء المسلم متخلفاً ، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه ، فقد بؤنا بإخفاق خطير ، وأصبح خطر العالم العربى ، وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً ينتهى به الغرب، وتنتهى معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم.“

                            ويقول مورو بيرجر فى كتابه (العالم العربى المعاصر): إن الخوف من العرب ، وإن اهتمامنا بالأمة العربية ، ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند العرب ، بل بسبب الإسلام. فيجب محاربة الإسلام، للحيلولة دون وحدة العرب، التى تؤدى إلى قوة العرب، لأن قوة العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره. إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر فى القارة الإفريقية.

                            اقرأها عزيزى المسلم مرة أخرى لتعرف سبب الهجوم على الإسلام ورموزه: (إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر فى القارة الإفريقية). اقرأها مرات ومرات عزيزى المسيحى المغرر بك! إنه الحقد ، إنه الحسد ، إنه الإتحاد التام مع الشيطان للقضاء على دين الله!

                            وبعد استقلال الجزائر ألقى أحد كبار المستشرقين محاضرة فى مدريد كان عنوانها: لماذا كنا نحاول البقاء فى الجزائر؟

                            وأجاب على هذا السؤال بشرح مستفيض ملخصه: إننا لم نكن نسخِّر النصف مليون جندى من أجل نبيذ الجزائر أو صحاريها أو زيتونها .. إننا كنا نعتبر أنفسنا سور أوربا الذى يقف فى وجه زحف إسلامى محتمل يقوم به الجزائريون واخوانهم من المسلمين عبر البحر المتوسط ، ليستعيدوا الأندلس التى فقدوها ، وليخلوا معنا فى قلب فرنسا بمعركة بواتيه جديدة ينتصرون فيها، ويكتسحون أوروبا الواهنة، ويكملون ما كانوا قد عزموا عليه أثناء حلم الأمويين بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية خالصة. من أجل ذلك كنا نحارب فى الجزائر.

                            يقول جاردنر: إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس، إنها كانت لتدمير الإسلام.

                            ونشيد جيوش الاستعمار كان يقول: أنا ذاهب لسحق الأمة الملعونة ، لأحارب الديانة الإسلامية ، ولأمحوا القرآن بكل قوتى.

                            ويقول المستشرق الفرنسى كيمون فى كتابه (باثولوجيا الإسلام): “إن الديانة المحمدية جذام تفشى بين الناس ، وأخذ يفتك بهم فتكاً ذريعاً ، بل هو مرض مريع ، وشلل عام ، وجنون ذهولى يبعث على الخمول والكسل ، ولا يوقظه من الخمول والكسل إلا ليدفعه إلى سفك الدماء ، والإدمان على معاقرة الخمور ، وارتكاب جميع القبائح ، وما قبر محمد إلا عمود كهربائى يبعث الجنون فى رؤوس المسلمين ، فيأتون بمظاهر الصرع والذهول العقلى إلى ما لا نهاية ، ويعتادون على عادات تنقلب إلى طباع أصيلة ككراهة لحم الخنزير ، والخمر والموسيقى. إن الإسلام كله قائم على القسوة والفجور فى اللذات.”

                            عدد قتلى المسلمين والمشكرين فى حروب الرسول:

                            عزيزى البابا: أعتقد أنك لا تحتاج لأن أعيد على مسامعك كم من مئات الألوف بل الملايين قتلوا باسم المسيحية وباسم إله المحبة فى اليوم الواحد فى كل بقاع الأرض، ولكنى سأذكرك بصورة سريعة لأعداد قتلوا فى يوم واحد:

                            فى عام 1832 قتل الفرنسيون 4000 أربعة آلاف مسلم اعتصموا بمسجد فى الجزائر ، وذلك ليحول القائد المسيحى أجمل وأكبر مسجد إلى كاتدرائية.

                            قتل الفرنسيون 000 80 ثمانين ألف نفساً فى ضربة واحدة من أهل مدغشقر!

                            قتل الفرنسيون بعد الحرب العالمية الثانية 40000 من شعب الجزائر فى يوم واحد ، جزاءًا لهم لمطالبتهم بالتحرر من الإستعمار الفرنسى.

                            أطلق الروس رشاشات مدافعهم على المصلين فى أفغانستان فقتلوا ألفاً منهم فى لحظة واحدة.

                            وكان عدد القتلى فى الحرب العالمية الأولى التى حدثت بين عامى 1914 و1918 تسعة ملايين نسمة فى خمس سنوات.

                            وكان عدد القتلى فى الحرب العالمية الثانية التى حدثت بين عامى 1939 و1945 (62) مليون نسمة فى ست سنوات.

                            إن هذه الإحصائية لمهمة جداً فى تبيان الإجرام الذى يحدث فى العالم باسم الصليب ، ثم يرمون الإسلام بالتعصب والإرهاب.

                            هل تعرف عزيزى البابا كم عدد القتلى جراء الغزوات التى خاضها الرسول  ضد المشركين؟ إنهم 139 شهيداً مسلماً ، و112 من الكفار فى سبعة حروب. أى بواقع 36 فرداً من الطرفين فى كل حرب ، أى بواقع 2.51 فردين ونصف فى السنة:

                            وتفاصيلهم كالآتى:
                            اسم الغزوة عدد شهداء المسلمين عدد قتلى الكفار
                            غزوة بدر 14 70
                            غزوة أحد 70 22
                            غزوة الخندق 6 3
                            غزوة المصطلق لم تُذكَر 3
                            غزوة خيبر 19 لم تُذكَر
                            غزوة مؤتة 14 14
                            غزوة حنين 4 لم تُذكَر
                            المجموع   139 112
                            وهذا الإجرام ليس ببعيد عن رجالك عزيزى البابا ، فالكنيسة الكاثوليكية مشهورة بعلاقتها بالإرهاب العالمى ، وعصابات المافيا ، وقد قتل البابا يوحنا بولس الأول لشروعه فى تطهير الفاتيكان من مثل هذه العلاقات. ففى عام 1978 تم انتخاب البابا المذكور، وأول إجراء أمر به هو البحث في حقائق الاشاعات التي كانت تدور حول تورط بنك الفاتيكان بعلاقات مشبوهة مع الماسونية والمافيا.. وعلاقاته المالية مع بنوك أخرى مشبوهة.. وأول عمل قام به البابا الجديد هو عزل الكاردينال المسؤول عن بنك الفاتيكان.. كإجراء أولي للحد من العمليات المشبوهة للمصرف. وكان من نتيجة ذلك أنه قد تم اغتياله بعد 33 يوماً من استلامه للبابوية ، حتى لا يكشف حقائق تورطات بنك الفاتيكان مع المنظمات الإرهابية.

                            عزيزى البابا: لقد رضع أتباع الكتاب الذى تقدسه الإجرام ، وتشبعوا بالإرهاب ، وتأصل فيهم التطرف، واستعبدهم الشيطان فلانت له قلوبهم وآذانهم وجوارحهم!! وهذا كله تنفيذا لتعليمات الكتاب المقدس.

                            عزيزى البابا: أنتم المعتدون، وأنتم الإرهابيون، وأنتم المتطرفون، وأنتم الذين تساندون الإستعمار والصهيونية، وتتعاونون مع المافيا، وأنتم الذين تغتصبون أموالنا وأراضينا، وأنتم الذين تناصبوننا العداء، وكل هذا بسبب نصوص كتابكم ، وحقدكم على الإسلام والمسلمين!

                            * * *

                            ما الجديد الذى أتى به محمد ؟

                            ثم نأتى إلى سؤال الإمبراطور على لسانك عزيزى البابا: ما هو الجديد الذى أتى به محمد ؟

                            لقد أتى محمد  بالأخلاق ، ودين يُخاطب العقل ، جاء بدين هو رحمة على أتباعه، رحمة على أعدائه المسالمين، رحمة على الحيوانات، رحمة على البيئة، كما جاء ببرائة الأنبياء كلهم من الزنى والفجور ، وبذلك أثبت لنا ولكم أن هؤلاء الأنبياء والرسل هم صفوة الله من بين جميع الناس، هداهم الله واجتباهم، وأنعم عليهم، فهم قمم البشرية الشوامخ خلقاً وسلوكاً وصبراً وجهاداً، وأن الله تعالى حسن الإختيار، ولا يضل شعبه. يقول الله تبارك وتعالى عنهم:

                            (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ) مريم 58

                            ويقول الله تبارك وتعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) الانبياء 73

                            رفع المسيح ابن مريم وبرأه من اللعن، وبرأ أمه من الزنى، بل جعلها أشرف نساء العالمين. فهل تعرف ماذا فعل إله المحبة مع مريم فى كتابك: تجسد منها وهى امرأة زوجة لرجل لم يدخل بها ، مما عرض سمعتها للقيل والقال. وجعل ابنها يُخاطبها بصورة لا تليق بولد محترم ، نال من التربية قسطاً ، تعلم منه كيفية البر بأمه: (4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 4، كما تنكر لها ولإخوته ، عندما أرادت مخاطبته وسط أصحابه: (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-50

                            أثبت أن عيسى  لم يُقتل ، ولم يُصلب ، وقال بوقوع الشبه ، وهذا ما أثبته إنجيل يهوذا ، الذى يرجع إلى القرن الثانى الميلادى ، ونُشر مؤخراً.

                            وبذلك رفع اللعن والموت بصورة لعينة عن عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليهما السلام: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13

                            أتى محمد  بالعفو والتسامح مع أصحاب الأديان الأخرى ، وعلم العالم كيف يكون القوى صاحب السلطان متسامحاً ، وحافظ على أهل الذمة ، واعتبر أى اعتداء على مسيحى أو يهودى أو كافر من أهل الذمة اعتداء عليه هو شخصياً:

                            كذلك نفَّرَ من الحرب ورغَّب فى السلام والتعايش السلمى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقرة 208

                            ومنع المسلمين من التعرض لهم بأذى ، إذا كفوا أيديهم وأذاهم عنهم: (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) النساء 90

                            وعن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏‏ (‏إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ،‏ ‏وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ) رواه مسلم والإمام أحمد

                            وقال رسوله الكريم: (لا تتمنوا لقاء العدو. وإذا لقيتموهم فاصبروا) أخرجه الإمام أحمد فى مسنده عن أبى هريرة

                            حرم الله الإكراه في الدين ، فقال: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْد مِنَ الْغَيِّ) البقرة 256

                            وقال: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا. أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس 99

                            وقال: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) الكافرون 106

                            وأعلم الله تعالى رسوله أن مهمته هي البلاغ فحسب: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) الغاشية 21-22

                            وقال: (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) العنكبوت 18

                            وقال: (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) النحل 82

                            حرم الله قتل النفس: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ) الأنعام 151

                            حرم قتل الأولاد بسبب الفقر: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) الأنعام 151

                            حرم إزهاق أرواح الآخرين بغير حق: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) النساء 93

                            بل حرَّمَ قتل الذمى أو ظلمه أو انتقاص حقه أو أخذ شىء منه بغير طيب نفسه ، ولو كان كافراً. انظر إلى أقوال الرسول : ”‏مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا“. رواه البخارى وابن ماجه

                            وقال: ”أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا ‏أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا ‏ ‏حَجِيجُهُ ‏ ‏يَوْمَ الْقِيَامَةِ“. سنن أبى داود

                            واعتبر قتل النفس بغير الحق اعتداءًا على البشرية كلها: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) المائدة 32

                            وحرم الشحناء والتباغض والقطيعة والتحزب الذى يؤدى إلى التقاتل: قال رسوله الكريم : (‏‏لا تَحَاسَدُوا وَلَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ) مسند أحمد. وفى رواية أخرى: (لا تباغَضوا)

                            وحرم التنازع: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال 46

                            وقال رسوله الكريم : (‏لَيْسَ الشَّدِيدُ‏ بِالصُّرَعَةِ ‏إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ) أخرجه مسلم

                            وشجَّعَ على المحبة والصلح ، وحرَّمَ هجر المسلم بدون عذر شرعى توطيداً للألفة والتضامن: (‏لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا‏ ‏تَحَاسَدُوا‏ ‏وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ) مسند الإمام أحمد

                            وقال: (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ َيهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ) صحيح مسلم

                            ‏حرم الفساد في الأرض: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) المائدة33

                            وقال: (وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) القصص 77

                            كما حرم الإضرار بالطبيعة: (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) الأعراف -85

                            وذم أعمال المفسدين: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) لروم 41

                            وحذر من شرور أدوات العنف المختلفة كاللسان الذى ينشر الفتن: (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ)

                            وقال : (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ) سنن أبى داود‏

                            وقال : (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ) مسند الإمام أحمد

                            وقال : (لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ ‏‏وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا ‏الْفَاحِشِ ‏‏وَلَا الْبَذِيءِ) رواه الترمذى.

                            وحذر الله من بطش الجوارح في قوله: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) النور 24-25

                            ونهى تعالى عن التعصب في الدعوة: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل 125

                            وحذر‏ ‏‏ من البغي قائلا: (وَأَسْرَعُ الشَّرِّ عُقُوبَةً ‏‏الْبَغْيُ) سنن ابن ماجه

                            كما حث الناس على عدم الجور عند القصاص: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) البقرة 194

                            جاء بتوجيه راق للإحسان والعطاء مهما كان قليلاً ، مع منعه للمن فيه: (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) البقرة 263-265

                            وقال : (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) سنن الدارمى

                            وقال الله تعالى: (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) الشورى 40-43

                            وأمر الله تعالى بكظم الغيظ والعفو عن الظالمين ، وعدَّ كاظم الغيظ من المؤمنين: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران 133-134

                            وشدد العقاب على المعتدين بالسرقة ليرتدعوا وليحفظ أمن المواطنين المسلمين وأهل الكتاب والكفرة: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) المائدة 38

                            وأعطى الله الجوار للكافر وبلغه مأمنه: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) التوبة 6

                            وحثَّ على حسن معاملة الأسير ونهى عن قتله ، وخير القائد بين المن والفداء ، وحرم قتل الرهائن التى بأيدى المسلمين ولو نقض عدوهم العهد وقتلوا رهائنهم: (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) محمد 4

                            واعتبر إطعام الأسير من البر، فقال: (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) الإنسان 5-9

                            وحث على إفشاء السلام فأصبحت تحيتنا "السلام عليكم"

                            وحذر ‏ من الغضب المفضي للعنف: (‏لَيْسَ الشَّدِيدُ ‏‏بِالصُّرَعَةِ‏ ‏إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ) البخارى

                            وحذر ‏ من التعصب للون أو عرق فقال في خطبة الوداع : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا ‏إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا ‏‏لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى) مسند أحمد

                            وحذر ‏ من مذهبات العقل المؤدية إلى الوقوع فى كل المحرمات: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَلَعَنَ شَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَبَائِعَهَا ‏وَمُبْتَاعَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَآكِلَ ثَمَنِهَا) مسند الإمام أحمد

                            كما وضع الإسلام آداباً رفيعة للحرب وأمر جنوده بوجوب التقيد بها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيوةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) النساء 94

                            ونهى عن نقض العهد ومباغتة العدو بالحرب ، فلا بد أن تعلمه بنقض العهد المبرم بيننا وبينهم: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ) الأنفال 58

                            فقد أرسل الرسول  خالد بن الوليد فى سرية إلى قوم فدعاهم إلى الإسلام ، فتكلموا بكلام فهم منه عدم الانقياد فقتلهم. فلما بلغ الخبر النبى  غضب وقال: “اللهم إنى أبرأ إليك مما صنع خالد” ، ثم أرسل علياً بمال أدى به إلى ديار القتلى.

                            ولما قتل المشركون عم النبى  حمزة ومثلوا به ، وأخرجوا كبده بكى عليه بكاءً شديداً ودعا عليهم. فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} سورة آل عمران (128) ، فكفَّ عن الدعاء عليهم.

                            وحذر الرسول  من كل أنواع العنف والاعتداء على كل المخلوقات: الإنسان والحيوان والطير والنبات سواء بالقول أو الفعل.

                            فقد حرَّمَ قطع الأشجار فكان يقول للصحابة إذا بعث سرية: (سيروا بسم الله ، وبالله ، وفى سبيل الله ، وعلى ملة رسول الله ، لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا امرأة و لا تقطعوا شجرا إلا إن تضطروا إليها ، وأيما رجل من أدني المسلمين أو أفضلهم نظر إلى أحد من المشركين فهو جار حتى يسمع كلام الله ، فإن تبعكم فأخوكم فى الدين وإن أبى فأبلغوه مأمنه واستعيذوا بالله)

                            قارن هذا بقول الرب الذى أمر بتخريب البيئة: (وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ، تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ) ملوك الثانى 3: 19

                            وأمر بالرفق بالحيوان، فقال : (لا تجزوا نواصى الخيل ولا أعرافها ولا إذنابها ، فان الخير في نواصيها وان أعرافها دفؤها وان إذنابها مذابها)

                            فقارن هذا بما حكاه كتابك عن نبى من أنبياء الله أحرق 330 ثعلباً: (وذهب وأمسك ثلاثمائة ثعلب وأخذ مشاعل ذنبا إلى ذنب ووضع مشعلاً بين كل ذنبين في الوسط ثم أضرم المشاعل نارًا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون.) قضاة 15: 5

                            واقرأ أمر إله المحبة بأكل الأطفال: (53فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ لحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ.) تثنية 28: 53

                            ونهى الإسلام عن سب الحيوان ، وحرَّمَ التحريش بين الحيوانات ، بل نهى عن ركوب الدواب إلا للسفر ، وأمر ألا تُتخذ ظهورها منابر أو للأحاديث فى الطرقات والأسواق ، بل أمر ألا تبقى فى رقبة بعير قلادة فى مبيتهم. قارن هذا بما كان يفعله السادة بعبيدهم المسلمين وغيرهم. فقد كان العبد يكبَّل فى السلاسل الثقيلة التى تعوقه عن الهرب ، ويظل مكبلاً طوال عمره: فى العمل وأثناء قضاء حاجته ، وحتى أثناء نومه. ونفس هذا الشىء يُطالعنا يومياً على شاشات التلفاز بشأن أسرى جوانتانامو.

                            وذم الذي يفزع الطيور فقد روى أنه رأى أصحابه حمرة فأخذوا أفراخها فجاءت الحمرة فجعلت تفْرِش فجاء النبي فقال: "من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها".

                            وأمر بالإحسان إلى الحيوان بعدم ضربه أو تعذيبه وبإطعامه جيداً بما يكفيه ، وألا نحمله فوق طاقته ، وأن نقوده للذبح قوداً جميلاً، وألا نذبح حيوان أمام الآخر، وأن نحد شفرة الذبح حتى لا يتعذب ، كما نهى عن صيد الحيوانات أو الطيور إلا للأكل.

                            ونهى عن التباغض والتحاسد والحقد الذى يؤدى إلى الكراهية والإقتتال: (وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)النساء 32

                            وأمر ‏ ‏ بمحاسن الأخلاق وساواها بدرجة الصائم القائم: (‏إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ) سنن أبى داود ، ومسند الإمام أحمد

                            وقال ‏ ‏: (‏إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا) الترمذى

                            وقيل يا رسول الله: ما حُسن الخلق؟ قال: (تصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك ، وتعطى من حرمك). رواه البيهقى فى الشعب

                            ونهى الله تعالى عن سب الذين يدعون من دون الله: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) الأنعام 108 ، فهل رأيت أروع من هذا الأدب؟ الذين يسبون الله ويدعون عليه كل الأباطيل ، جاء القرآن لينهى الأمة بأسرها أن تسبهم!

                            بل أمر بالتعايش السلمى مع أهل الكتاب ، والأكل من أكلهم، والتزوج من بناتهم ونسائهم دون اعتداء أو ظلم لأحد منهم: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) المائدة 5

                            ولكن ماذا نقول؟ رمانا أعداء الإسلام بما عندهم. فحسبنا الله ونعم الوكيل. (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) البقرة 105

                            فهذه هى أخلاق الإسلام مع المسلمين بعضهم البعض، ومع الحيوانات، ومع الجماد ، بل ومع مخالفيهم فى العقيدة. فهل مثل هذا الدين ينتشر بالسيف؟ وهل مثل هذا الدين يحتاج للسيف إلا لمنع الشيطان وأتباعه من إفساد الناس أو الوقوف حيلولة دون سماع الناس كلمة الحق؟ بكل تأكيد هو فى كل غنى عن ذلك.

                            وانظر لقول الرسول الكريم  وقارنه بقول كتابك: ”من ظلم معاهداً، أو انتقصه حقه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه ، فأنا حجيجه يوم القيامة”. وقد يكون المعاهد من أهل الكتاب أو مشركاً. فلك أن تتخيل أن الرسول  يُخاصمه ويحاجه يوم القيامة بسببه!!

                            وعلى هذا الدرب سار الخلفاء والمسلمون من بعده. فهذا على بن أبى طالب – رضى الله عنه – يقول: “إنما بذلوا الجزية لتكون أموالهم كأموالنا ودماؤهم كدمائنا”.

                            وكان عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – يسأل الوافدين عليه من الأقاليم عن حال أهل الذمة ، خشية أن يكون أحد من المسلمين قد أفضى إليه بأذى، فيقولون له: “ما نعلم إلا وفاء”. أى وفاء بالعهد الذى أبرِمَ بين الطرفين.

                            روى أبو يوسف فى كتاب الخراج أن عمر بن الخطاب مرَّ على قوم قد أقيموا فى الشمس فى بعض أرض الشام ، فقال: ما شأن هؤلاء؟ فقيل له: إنهم أقيموا فى الجزية! فكره ذلك ، وقال: (هم وما يعتذرون به، فقالوا: يقولون: لا نجد. قال دعوهم ، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون ، ثم أمر بهم فخلى سبيلهم).

                            وحدث أن مرَّ عمر بباب قوم وعليه سائل يسأل، وكان شيخاً ضرير البصر ، فسأله عمر: من أى أهل الكتاب أنت؟ فقال: يهودىّ. فقال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن. فأخذ عمر بيده ، وذهب به إلى منزله وأعطاه مما وجده ثم أرسل به إلى خازن بيت المال وقال له انظر هذا وضرباءه ، فوالله ما أنصفناه إذ أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم. {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ} – سورة التوبة (60). والفقراء هم الفقراء المسلمون، وهذا من المساكين من أهل الكتاب ثم وضع عنه الجزية.

                            لك أن تتخيل أن الحاكم المسلم يطعم اليهودى ويكفيه حاجته من بيت مال المسلمين!! فلم يقتله ، ولم يسبِ أهله ، ولم يحرق بيته. إنه الإسلام عزيزى البابا الذى قلت لك عنه إنه أتى بسلام شامل لكل أهل الأرض. إنه محمد  الذى جاء رحمة للعالمين!

                            وإليك نص المعاهدة التى أمضاها عمر بن الخطاب مع (صفرنيوس) أسقف بيت المقدس كنموذج لموقفه مع المسيحيين: ”بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل “إلياء” من الأمان.

                            أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها ، وسائر ملتها، أنه لا تُسكَن كنائسهم ، ولا تُهدَم ، ولا تُنتَقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبها ، ولا من شىء من أموالهم ، ولا يُكرَهون على دينهم ، ولا يُضار أحد منهم ، ولا يسكن بإلياء معهم أحد من اليهود.

                            وعلى أهل إلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن ، وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمِن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم. ومن أقام منهم فهو آمِن وعليه مثل ما على أهل إلياء من الجزية.

                            ومن أحب من أهل إلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ، ويخلى بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم. ومن كان بها من أهل الأرض مما شاء منهم قعد ، وعليه مثل ما على أهل “إلياء” من الجزية. ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله. وأنه لا يُؤخذ منهم شىء حتى يحصد حصادهم.

                            وعلى ما فى هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله ، وذمة الخلفاء ، وذمة المؤمنين ، إذا أعطوا الذى عليهم من الجزية.”

                            وفى عهد خالد بن الوليد لأهل عانات: “ ... ولهم أن يضربوا نواقيسهم فى أى ساعة شاؤوا من ليل أو نهار ، إلا فى أوقات الصلاة ، وأن يخرجوا الصلبان فى أيام عيدهم“.

                            وقد أجاز بعض فقهاء المسلمين لأهل الذمة إنشاء الكنائس والبيع وغيرها من المعابد فى الأمصار الإسلامية ، وكذلك فى البلاد التى فتحها المسلمون بحد السيف، إذا أَذِنَ لهم إمام المسلمين بذلك ، بناء على مصلحة رآها. ما دام الإسلام يقرهم على عقائدهم.

                            ففى القرن الأول الهجرى بنيت فى مصر عدة كنائس مثل كنيسة “مارمرقص” بالأسكندرية ما بين عامى 39 و56 هـ. كما بنيت أول كنيسة بالفسطاط فى حارة الروم ، فى ولاية مسلمة بن مخلد على مصر بين عامى 47 و 68 هـ. كما سمح عبد العزيز بن مروان حين أنشأ مدينة حلوان بناء كنيسة فيها ، وسمح كذلك لبعض الأساقفة ببناء ديرين.

                            ويقول بن حزم فى كتابه (الفروق): “إن من كان فى الذمة، وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح ، ونموت دون ذلك ، صونا لمن هو فى ذمة الله تعالى وذمة رسوله  .

                            هل سمعت عن هذا فى دين أو قانون لبلد غير ديار الإسلام؟ يخرج المسلم بعتاده ونفسه يدافع عن المعاهد الذى قد يكون من أهل الكتاب أو غيره؟ هل رأيت أو سمعت عن ذلك؟ الدولة الإسلامية التى تُتَّهم بفرض الجزية على مخالفيها فى العقيدة تمول جيوش المسلمين للدفاع عن مخالفيها فى العقيدة من أهل الذمة؟

                            ومن المواقف التطبيقية لهذا المبدأ الإسلامى هو موقف شيخ الإسلام ابن تيمية ، حينما تغلب التتار على الشام ، وذهب الشيخ ليكلم ”قطلو شاه“ فى إطلاق الأسرى ، فسمح القائد التترى للشيخ بإطلاق أسرى المسلمين ، وأبى أن يسمح له بإطلاق أهل الذمة، فما كان من شيخ الإسلام إلا أن قال: لا نرضى إلا بافتكاك جميع الأسرى من اليهود والنصارى فهم أهل ذمتنا، ولا ندع أسيراً، لا من أهل الذمة ، ولا من أهل الملة. فلما رأى إصراره وتشدده أطلقهم له.

                            ويرى أبو حنيف ومالك والليث والشعبى وغيرهم – لم يعترض فى ذلك إلا الشافعى وأحمد – أنه إذا قتل مسلمٌ ذمياً غيلة يقتل به لما رواه النبى : “إنما بذلوا الجزية لتكون أموالهم كأموالنا ودماؤهم كدمائنا”.

                            وروىَ أن النبى قتل مسلماً بمعاهد ، وقال “أنا أكرم من وفَّى بذمته”.

                            وروى أن علياً رضى الله عنه أتى برجل من المسلمين قتل رجلاً من أهل الذمة، فقامت عليه البينة ، فأمر بقتله ، فجاء أخو المقتول وعفا عن القاتل وقبل الديَّة عوضاً عن أخيه.

                            وكذلك فعل الخليفة عُمَر بن عبد العزيز ، فقد أمر بقتل مسلم كان قد قتل معاهداً. ولهذا تُقطع يد المسلم إذا سرق مال الذمى، حتى لو كان هذا المال خمراً أو خنزيراً.

                            أما قوله  “لا يُقتل مسلم بكافر” فالمراد به الكافر وقت الحرب ولا يكون داخلاً فى عهد أو فى ذمة المسلمين.

                            وانظر إلى ما يقوله أئمة الفقه الإسلامى: إن أنكحة غير المسلمين لها أحكام الصحة. لم؟ لأننا أُمِرنا بتركهم وما يدينون.

                            ويبلغ من احترام الحرية الدينية عند المسلمين أن يقبلوا زواج المجوسى (الكافر - عابد النار) من ابنته ما دامت شريعته تبيح له ذلك … ولو مات عن ابنته بعد أن أولدها بنتاً فلهما الثلثان.

                            ومعاملة الإسلام لمن لا يدينون به من أهل الذمة قامت منذ العصر الأول على قاعدة أصيلة لم يُثَر حولها النقاش كمبدأ مشروع، ولم يضطرب تطبيقها على توالى الأزمنة ، إلا فلتات شاذة لا يجوز الاكتراث بها أو الإلتفات إليها. هذه القاعدة هى: “لهم ما لنا وعليهم ما علينا”.

                            ففى الواقع إن الإسلام ينظر إلى من عاهدهم من اليهود والنصارى على أنهم قد أصبحوا من الناحية السياسية أو الجنسية مسلمين، فيما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، وإن بقوا من الناحية الشخصية على عقائدهم، وعباداتهم، وأحوالهم الشخصية.

                            وقال سبحانه: (أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس 99

                            وقال: (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) الكهف 29

                            وذكرت لك من قبل قول الرسول : ”‏مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا“. سنن ابن ماجه

                            وقوله : ”أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا ‏أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا ‏ ‏حَجِيجُهُ ‏ ‏يَوْمَ الْقِيَامَةِ“. سنن أبى داود

                            قارن هذا بما فعله رجالك فى الماضى مع البروتستانت والأرثوذكس:

                            ولننظر نتائج هذه النصوص من التاريخ الأسود للكنيسة مع النصارى أنفسهم

                             فى القرن الرابع الميلادى عارض آريوس القول بألوهية المسيح … فماذا كان رد الفعل؟!

                            إدانة أريوس وإحراق كتاباته وتحريم اقتنائها وإعدام كل من أخفى هذه الكتابات، وفى النهاية مات الرجل مسموماً ، ويُشك فى أثناسيوس أنه القاتل.

                             ثم فى عهد تيودوسيوس ظهرت محاكم التفتيش التى تم تنظيمها فيما بعد فى القرن الثانى عشر و كان أعضاؤها من الرهبان …

                            ماذا كانت وظيفتهم؟!!

                            إنها اكتشاف المخالفين فى العقيدة …

                            وما أدراكم بما يحدث لمن يتم اكتشافه …!!

                            وعلى يد أولئك الرهبان قتل وحرق وعذب الآلاف لأنهم فى نظر الكنيسة هراطقة!!!

                            ومن أشهر ضحايا هذه الأساليب أخو بنيامين كبير أساقفة مصر الذى قاموا بتسليط الشموع على جسده العارى حتى يتم صهر دهون جسده ، وخلعوا أسنانه ثم رموا بجسده الملتهب بعد أن صهروا دهون جسده فى المياه المالحة. وقد أحيق به هذا فقط لرفضه الخضوع لقرارات مجمع خلقدونية الذى قال إن للمسيح طبيعتين. فما بالكم لو كان مسلماً؟!

                             ثم من أشهر المذابح بين النصارى وفرقهم المختلفه التى تكفر كل منهم الأخرى:

                            قتل الكاثوليك ما يزيد عن 000 230 بروتستانتياً حرقا بالنار فى ممالك أوروبّا

                            وفى فرنسا قتل فى يوم واحد 000 30 بروتستانتياً

                            وفى كالابريا الإيطالية قتل مئات الالوف عام 1560م

                            وقتل كارلوس الخامس 000 500 بروتستانتياً بأمر البابا

                            ثم قتل ابنه فيلبس 000 36 بروتستانتياً

                            ثم انتقم منهم البروتستانت …… واصدروا هذه القوانين:

                            1) لا يرث كاثوليكى تركة أبواه

                            2) الكاثوليكى يدفع ضعف الخراج

                            3) لا يعمل الكاثوليك بالتعليم

                            4) من يرسل ابنه منهم للتعليم خارج بريطانيا يقتل هو وولده

                            5) لا يعطى لهم منصب فى الدولة

                            هذا بعض من مجموعة كبيرة من قوانين الإجرام والتعصب والإرهاب التى صدرت ضد الكاثوليك فى بريطانيا … فكان البروتستانت يقتلون علماء الكاثوليك ويحرقون كنائسهم.

                            أما عن أسباب التفرقة العنصرية فى الكتاب المقدس يقول أبو جهاد موقع البوابة

                            (18وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو كَنْعَانَ. 19هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هَؤُلاَءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ. 20وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلَّاحاً وَغَرَسَ كَرْماً. 21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ». 26وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. 27لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُمْ»)تكوين 9: 18-27

                            فكتاب الصليبيين لا يكتفى بوصف نبى الله نوح بشرب الخمر والتعرى فقط !!! بل كان له أن يسير على نفس النهج من التعصب والتطرف وأيضاً التفرقة العنصرية ضد السود ...

                            هل فهمنا الآن سر العداوة العنصرية التى شنها البيض الأوربيون ضد السود الأفارقة؟!

                            إنه الكتاب الذى يسمونه مقدساً ويُنسبونه لله!!

                            هل تعلمون أن هذا النص المنحرف كان ضمن دستور حكومة جنوب افريقيا العنصرية؟؟

                            وهذه البشاعة غير الآدمية تجدها أيضاً قد تمثلت فى الإبادة السوفيتية لشعبى التركستان الغربية والشرقية حيث تناقص عددهم من 44 مليوناً من المسلمين إلى 26 مليوناً فقط.

                            يوضح لنا أحد من نجا من هذه المذابح الأستاذ (عيسى يوسف آلب تكين) فى كتابه “المسلمون وراء الستار الحديدى” عن صور من التعذيب والقتل ... منها:

                            1- دق مسامير طويلة فى الرأس حتى تصل إلى المخ.

                            2- إحراق المسجون بعد صب الزيت عليه وإشعال النار فيه.

                            3- جعل المسجون هدفاً لرصاص الجنود يتمرنون عليه.

                            4- حبس المسجونين فى سجون لا ينفذ إليها هواء ولا نور ، وتجويعهم إلى أن يموتوا.

                            5- وضع خوذات معدنية على الرأس وإمرار التيار الكهربائى فيها.

                            6- ربط الرأس فى طرف آلة ميكانيكية وباقى الجسم فى ماكينة أخرى ، ثم تُدار كل من الماكينتين فى اتجاهات متضادة، فتعمل كل واحدة مقتربة من أختها حيناً ومبتعدة حيناً آخر حتى يتمدد الجزء من الجسم الذى بين الآلتين ، فإما أن يُقر المعذب أو أن يموت.

                            7- كىُّ كل عضو من أعضاء الجسم بقطعة من الحديد مسخنة إلى درجة الإحمرار.

                            8- صبُّ زيت مغلى على جسم المعذَّب.

                            9- دق مسمار حديدى أو إبر الجراموفون فى الجسم.

                            10- تسمير الأظافر بمسمار حديدى يخرج من الجانب الآخر.

                            11- ربط المسجون على سرير ربطاً محكماً ثم تركه لأيام عديدة.

                            12- إجبار المسجون على أن ينام عارياً فوق قطعة من الثلج أيام الشتاء.

                            13- نتف كتل من شعر الرأس بعنف ، مما يسبب اقتلاع جزء من جلد الرأس.

                            14- تمشيط جسم المسجون بأمشاط حديدية حادة.

                            15- صب المواد الحارقة والكاوية فى فم المسجونين وأنوفهم وعيونهم بعد ربطهم ربطاً محكماً.

                            16- وضع صخرة على ظهر المسجون بعد أن توثق يداه إلى ظهره.

                            17- ربط يدى المسجون وتعليقه بهما إلى السقف وتركه ليلة كاملة أو أكثر.

                            18- ضرب أجزاء الجسم بعصا فيها مسامير حادة.

                            19- ضرب الجسم بالكرباج حتى يُدميه ، ثم يقطع الجسم إلى قطع بالسيف أو بالسكين.

                            تعليق


                            • #15
                              20- إحداث ثقب فى الجسم وإدخال حبل ذى عقد واستعماله بعد يومين كمنشار لتقطيع قطع من أطراف الجرح المتآكل.

                              21- ولكى يضمنوا أن يظل المسجون واقفاً على قدميه طويلاً ، يلجأون إلى تسمير أذنيه فى الجدار.

                              22- خياطة أصابع اليدين والرجلين وشبك بعضهما إلى بعض.

                              23- وضع المسجون فى برميل مملوء بالماء فى فصل الشتاء.

                              24- أما بالنسبة لما كانوا يحدثونه بالنساء فحدِّث ولا حرج.

                              يؤسفنا ما يحدث للبشرية من تدمير وتعذيب ومهانة ، ونعلم أيضا من نشرات جمعيات حقوق الإنسان ومن الجرائد ، ومن مواقع الإنترنت، أن المسلمين أنفسهم سواء من قوات الأمن أو من البوليس السياسى يقومون بتعذيب ذويهم بمثل هذه الطرق حفاظاً على مقاعد أسيادهم، وللفوز برضاهم، وهذا شىء يندى له الجبين.

                              لكن هناك فرق بين أن تفعل هذا عن جهل وجهالة، أو تفعله وأنت تعلم أنه مخالف لدين الله ، وأن هذا سيغضب الله ، وسينتقم الله منك بسببه ، وبين أن تفعل هذا ظناً منك أن هذا هو الطريق الذى يرضى عنك به الله ، وهو مجلبة لحب الله ونعمه عليك ، وأن هذا هو الطريق القويم ، الذى سيدخلك إله الرحمة والعدل عن طريقه نعيم جناته!

                              هناك فرق كبير بين أن ترتكب هذه الجرائم وأنت تدرك أنك مجرم ، ويجرمك دينك والقانون أو المجتمع الدولى ، وبين أن تفقد الوعى القويم والحس المستقيم، وتدرك أن الشر هو الخير بعينه، وأن القتل والذبح والتشريد والإبادة الجماعية بل وتدمير البيئة هى من الأعمال التى تُرضى الرب عنك!!

                              فهذا هو دليلى من التاريخ ومن كتبكم على صدق تاريخ الإسلام الناصع ، وتاريخ المسيحية الأسود.

                              يقول المؤرخ الشهير (ولز) فى صدد بحثه عن تعاليم الإسلام: (إنها أسَّسَت فى العالم تقاليد عظيمة للتعامل العادل الكريم ، وإنها لتنفخ فى الناس روح الكرم والسماحة ، كما أنها إنسانية السمة ، ممكنة التنفيذ ، فإنها خلقت جماعة إنسانية يقل ما فيها مما غمر الدنيا من قسوة وظلم اجتماعى عما فى أية جماعة أخرى سبقتها .. .. .. إنه ملىء بروح الرفق والسماحة والأخوة)

                              ويقول السير (مارك سايس) فى وصف الإمبراطورية الإسلامية فى عهد الرشيد: “وكان المسيحيون واليهود والمسلمون على السواء يعملون فى خدمة الحكومة.”

                              ويقول (ليفى بروتستال) فى كتابه إسبانيا الإسلامية فى القرن العاشر: (إن كاتب الذمم كثيراً ما كان نصرانياً أو يهودياً ، … وقد كانوا ينوبون عن الخليفة بالسفارات إلى دول أورُبّا الغربية ، وكانوا يتصرفون للدولة فى الأعمال الإدارية والحربية).

                              ويقول (رينو) فى كتابه تاريخ غزوات العرب فى فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط: (إن المسلمين فى مدن الأندلس كانوا يعاملون النصارى بالحسنى ، كما أن النصارى كانوا يراعون شعور المسلمين فيختنون أولادهم ولا يأكلون لحم الخنزير).

                              ويقول (أرنولد) وهو يتحدث عن المذاهب الدينية بين الطوائف المسيحية: (ولكن مبادىء التسامح الإسلامى حرَّمت مثل هذه الأعمال التى تنطوى على الظلم ، بل كان المسلمون على خلاف غيرهم ، إذ يظهر لنا أنهم لم يألوا جهداً فى أن يعاملوا كل رعاياهم من المسيحيين بالعدل والقسطاس ، مثال ذلك: أنه بعد فتح مصر استغل اليعاقبة فرصة إقصاء السلطات البيزنطية ليسلبوا الأرثوذكس كنائسهم ، ولكن المسلمين أعادوها أخيراً إلى أصحابها الشرعيين بعد أن دلَّلَ الأرثوذكس على ملكهم لها.)

                              ويقول (د. جوستاف ليبون) في كتابه (حضارة العرب): (إن القارئ سيجد في معالجتي للغزوات العربية والسبب وراء انتصارات العرب ـ أن القوة لم تكن مطلقاً عاملاً مساعداً في انتشار التعاليم القرآنية ، وأن العرب قد تركوا أولئك الذين غزوا بلادهم أحراراً في ممارسة عقائدهم الدينية ، وإذا حدث أن اعتنقت بعض الشعوب المسيحية الإسلام ، واتخذت اللغة العربية لغة لها ، فإن ذلك يمكن عزوه أساساً إلى ما أبداه العرب من عدالة لم يعتدها هؤلاء غير المسلمين ، كما أن ذلك يُعزى إلى التسامح واللين اللذين يتسم الإسلام بهما ، وهما غير معروفيْن في الأديان الأخرى).

                              وفي موضع آخر من الكتاب يضيف (د. ليبون) قائلاً: (لقد كان من الممكن أن تتسبب الفتوح العربية الأولى في عدم وضوح قدرتهم على الحكم في الأمور ، وتجعلهم يرتكبون نفس أعمال القهر التي يرتكبها الغزاة عادة ، ومن هنا يسيئون معاملة الشعوب الخاضعة لهم ، وإجبارهم على اعتناق الدين الذي يودون نشره في كل أرجاء الأرض ، ولو كانوا فعلوا ذلك فإن كل الأمم التي ما زالت ليست تحت سيطرتهم ربما قد انقلبت عليهم مثل ما ألمّ بالصليبيين في غزوهم لسوريا بعد ذلك. ولكن الخلفاء الأوائل كانوا يتحلون ببراعة كبيرة في تصريف أمور الدولة ، ولم يكن ذلك متاحاً لغيرهم من دعاة الأديان الجديدة ، هؤلاء الخلفاء قد أدركوا أن القوانين والأديان لا يمكن فرضها بالقوة ، ومن هنا فقد كانوا يتحلون بقدر كبير من العطف في طريقة تعاملهم مع شعوب سورية ومصر وإسبانيا ، وكل قطر آخر أخضعوه لسيطرتهم ، وتركوا لهم حرية ممارسة قوانينهم وتشريعاتهم ودياناتهم ، ولم يفرضوا سوى قدر قليل من الجزية في مقابل حمايتهم ، والحفاظ على السلام بينهم ، وإحقاقاً للحق فإن الأمم لم تعرف قط غزاة رحماءَ ومتسامحين مثل العرب).

                              ويمضي قدماً في الإيضاح قائلاً : (إن رحمة وتسامح الغزاة كانا سببين من ضمن أسباب انتشار الفتوحات ، ودخول الأمم في دينهم، وانتهاج نظمهم ولغتهم، والتي ضربت بجذورها في الأرض ، وقاومت كل أنواع الهجوم ، وظلت موجودة حتى بعد اختفاء سيطرة العرب على المسرح العالمي، على الرغم من أن المؤرخين ينفون هذه الحقيقة ، فإن مصر هي أكبر دليل على ذلك ، فقد اعتنقت دين العرب ، وظلت عليه ، في حين لم يستطع الغزاة السابقون مثل الفرس واليونانيون والبيزنطيون التخلص من الحضارة الفرعونية القديمة، وفرض ما جاءوا به).

                              وأضيف إليه: إن فشل الرومان فى فرض المذهب المالكى فى مصر لهو أكبر دليل على فشل فرض الدين بالقوة مع المصريين أو غيرهم.

                              ثم يضيف في موضع آخر: (إن قليلاً من العلماء الأورُبّيين غير المتحيزين المطّلعين على تاريخ العرب يؤكدون مثل هذا التسامح ، فيقول (روبرتسون) في كتابه (السيرة الذاتية لشارليكين): إن المسلمين وحدهم كانوا هم أول مَن جمع بين الجهاد والتسامح مع أتباع الأديان الأخرى ، ممن أخضعوهم لسيطرتهم ، تاركين لهم إقامة الشعائر الدينية).

                              إنها أخلاق الإسلام ، التى لم يعرفها كتابك عزيزى البابا! هل تعلم عزيزى البابا أن كتابك الذى تقدسه هو الكتاب الوحيد فى الدنيا الذى يأمر بقتل الشيوخ والنساء والأطفال والرضَّع ، بل والأجنة فى بطون أمهاتهم! فكيف لك وأنت رجل دين ورحمة تدعو الناس إلى اعتناق أفكار هذا الكتاب؟

                              يقول المؤرخ الأمريكى سكوت: ”كان دفع الجزية يضمن الحماية لأقل الناس ، وكان يُسمح للورع المتعصب أن يزاول شعائره دون تدخل ، كما يُسمح للملحد أن يجاهر بآرائه دون خشية المطاردة ، وكان الأحبار يزاولون شئونهم فى سلام“.

                              ويستشهد الدكتور ا.س. ترتون مؤلف ”أهل الذمة فى الإسلام“ بشهادة البطريرك النصرانى (عيشويابه): “إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية، بل يمتدحون ملتنا، ويوقرون قديسينا وقسيسينا ، ويمدون يد المعونة إلى كنائسنا وأديرتنا”.

                              يقول المفكر والكاتب وعالم الاجتماع الإيطالى أوغسطين كريستا فى كتابه ”الكياسة الاجتماعية“ نقلا عن ”قالوا عن الإسلام“ ص 87: (وإنك لتجد فى كل موضع من القرآن الذى بشر به محمد  إلى العرب آيات تحث على فعل الخير .. .. أما هو فكان أمينا وأعدل رجل .. ولا يسعنا إلا أن نقدر له كفاحه فى سبيل دينه وعقيدته .. لقد جعل محمد  الإخاء والمحبة ركنين للمجتمع الإسلامى ، وهذا لعمرى تقدم مبهر إذا قارنا عهد الإسلام بعهد الجاهلية ، أيام كان أرباب السيادة والشرف يزدرون بصلفهم المساكين ويسومونهم الخسف)

                              وعن نفس المرجع السابق ص 89 يقول المؤرخ الإنجليزى بوسورت سميث فى كتابه “الأدب فى التاريخ”: (إن حسن الحظ الوحيد فى التاريخ دون غيره هو أن محمداً  أسس فى زمن واحد ثلاثة هى من عظائم الأمور وجلائل الأعمال: فهو مؤسس ديانة وشعب وإمبراطورية. وبرغم أنه لا يكتب ولا يقرأ إلا أنه كان داعية إلى الرحمة والعدل والكرم والشجاعة والصبر على المكاره والصدق والعفة وغير ذلك من كريم الأخلاق .. .. إن دين محمد  هو القانون الأزلى الذى يجب على الناس أن يتبعوه) ، وكل صفات النبل هذه التى تتوفر فى الإسلام وفى مؤسسه  لا تحتاج للسيف.

                              ويقول إميل درمنجهم الذي كتب كتاباً في سيرة النبي محمد : ولما نشبت الحرب بين الإسلام والمسيحية ، اتسعت هوة الخلاف ، وازدادت حدته ، ويجب أن نعترف بأن الغربيين كانوا السابقين إلى أشد الخلاف. فمن البيزنطيين من حقَّرَ الإسلام من غير أن يكلفوا أنفسهم مؤنة دراسته ، ولم يحاربوا الإسلام إلا بأسخف المثالب – فقد زعموا أن محمداً لص! وزعموه متهالكاً على اللهو! وزعموه ساحراً! وزعموه رئيس عصابة من قطاع الطرق! بل زعموه قساً رومانياً بغيضاً حانقاً ، إذ لم ينتخب لكرسي البابوية. وحسبه بعضهم إلهاً زائفاً، يقرب له عباده الضحايا البشرية! وذهبت الأغنيات إلى حد أن جعلت محمداً صنماً من ذهب وجعلت المساجد ملأى بالتماثيل والصور.

                              وفي كتاب (معالم تاريخ الإنسانية) يقول ويلز (كل دين لا يسير مع المدنية فاضرب به عرض الحائط. ولم أجد ديناً يسير مع المدنية أنى سارت سوى دين الإسلام).

                              ويقول (هنري دى شاميون) تحت عنوان “الانتصار الهمجي على العرب” لولا انتصار جيش (شارل مارتل) الهمجي على العرب في فرنسا [بين مدينتي "تور" و"بواتييه"] على القائد الإسلامي (عبد الرحمن الغافقي) لما وقعت فرنسا فى ظلمات العصور الوسطى. ولما أصيبت بفظائعها ولما كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الدينى - ولولا ذلك الانتصار البربرى لنجت إسبانيا من وصمة محاكم التفتيش ، ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون بينما كنا مثال الهمجية.

                              ويقول( أناتول فرانس) عن أفظع سنة (732)م في تاريخ فرنسا حيث حدثت فيها معركة (بواتييه) والتي انهزمت فيها الحضارة العربية أمام البربرية الإفرنجية- ويقول أيضاً : (ليت ”شارل مارتل“ قطعت يده ولم ينتصر على القائد الإسلامي (عبد الرحمن الغافقى) إن انتصاره أخر المدنية عدة قرون).

                              أرأيت إلى هذا الحد يبكى علماؤكم المنصفون ويتباكون على ماضى الإسلام العتيد ، ويتمنون لو قطعت أيدى أبناء جلدتهم ولم يخرج الإسلام من أوروبا ، لأن بخروجه تأخرت المدنية 800 سنة! فهل الدين الذى يبنى المدنية ويعمرها يكون قد انتشر بالسيف وإكراه الناس على اعتناقه؟ هل الدين الذى تسبب فى رقيكم، أيها البابا لم يأت إلا بكل شىء شرير ، سىء ، لا إنسانى؟ هل تريد أن تعود بالحضارة الأوربية إلى عصر الظلام مرة أخرى؟ ألا تكون شاكراً لهذا الدين على الأقل بصمتك وعدم تشويهه ولو من باب الأمانة ، التى تُعهد فى رجل فى مكانتك؟ ماذا ستقول للعلماء والمؤرخين الذين يعرفون طبيعة الإسلام ، ويعلمون أن الإمبراطور الذى تستشهد من كلامه رجلاً كاذباً؟ ماذا ستقول لضميرك عن السبب الذى جعلك تستشهد من كلام هذا الكذاب الجاهل ، دون أن تفنِّد كلامه أو تُحق الحق ، وتُبطل الباطل ، وأنت على رأس رجال الدين الكاثوليك؟

                              ويقول المفكر الإسبانى لى بيير فى كتاب “الحياة والشرق”: (كان محمد  صاحب رسالة الإسلام واضع نظام الشورى بينه وبين أصحابه ، وقد تفوق فى ذلك على ديمُقراطية أثينا وديمُقراطية روما ، بل وديمُقراطيات الأزمنة المتأخرة التى نحياها اليوم). فهل تتماشى الديمقراطية مع سيف الديكتاتورية؟ أليس هذا اعتراف بانتشار الإسلام بالإقتناع؟

                              ويقول (مايكل ميكادو) في كتابه (تاريخ الصليبيين) : (إن الإسلام يدعو إلى الجهاد ، وبجانب ذلك فهناك التسامح مع أتباع أديان أخرى ، فقد أعفى الإسلام البطريركيات والقساوسة ومن يخدمهم من الالتزام بدفع الضرائب ، كما حظر الإسلام ـ وعلى وجه التحديد ـ قتل القساوسة لأدائهم مناسك العبادة ، فعمر بن الخطاب لم يؤذِ المسيحيين عندما دخل القدس غازياً، ولكن الصليبيين عندما دخلوا القدس أعملوا الذبح والقتل في المسلمين ، وأحرقوا اليهود).

                              هذا هو الجهاد الإسلامى الذى تريد أن يلغيه الشباب المسلم القادر على حمل السلاح من عقيدتهم ، ليسهل عليكم احتلال بلادهم ، أو تيسير ذلك لقوى الشر والصهيونية ، التى يربطكم بها رباط وثيق ، أدى إلى مقتل البابا يوحنا بولس الأول، بعد 33 يوماً من جلوسه على كرسى الباباوية.

                              وهى نفس الفكرة الصهيونية التى وضعها اليهود فى أناجيلكم ، فقد أمروا المسيحيين بعدم المقاومة باسم المحبة: (38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ.) متى 5: 38-41

                              (43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ) متى 5: 43-45

                              بل وأرادت الصهيونة التى حرفت كتابكم ، نعم حرفت كتابكم ، أن تفنى كل الجنس البشرى من المسيحيين بعدم الإنجاب ، وعدم السماح للمطلقة أن تتزوج، وعدم الطلاق لإقامة حياة جديدة سعيدة ، بل وتحبيذ بولس عدم الزواج من الأساس: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 ،

                              (وطوبى للخصي الذي لم تباشر يده ماثما ولا افتكر قلبه بشر على الرب فانه سيعطى نعمة سامية لامانته وحظا شهيا في هيكل الرب) سفر الحكمة 3: 14

                              (إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.) كورنثوس الأولى 7: 38

                              (لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 28

                              (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا.) كورنثوس الأولى 7: 1-2

                              (ومن يتزوج مطلَّقة فإنه يزنى) متى 5: 32

                              وأباح للرجل أن يبيع ابنته القاصر، فإذا أنجبت فهم من العبيد ، يعملون تحت إمرة سيدهم: (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7

                              وقد حرَّمَ الإسلام بيع الرجل لابنته ، التى أقرها كتابك عزيزى البابا. ألا ترى فى هذا إنقاذاً لكل الجنس اللطيف فى العالم؟ ألا يُعد محمد  بهذا وحده محرر المرأة؟ فهل تعيب علينا تشريع الله لنا الدفاع عن أنفسنا؟ هل يتناسب هذا مع العقل الذى تدعوا إليه؟ هل من العقل أن أحب أعدائى وأميل إليهم؟ هل تعرف من هو عدوك الأكبر فى هذه الحياة؟ إنه ليس الإسلام ، بل الشيطان. فقل لى: أين العقل فى أن يأمر الرب أن يحب المؤمن شياطين الإنس والجن، ويطيعهم ، حتى لا يدخل فى عداوة معهم؟ ولو كان الإسلام بالنسبة لك عدواً، ما كان لك تبعاً للنصوص السابقة أن تهاجمه.

                              لقد فرض الله الجهاد على المسلمين دفاعا عن النفس، ومقاومة للشرور والفتنة: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} سورة البقرة (190)

                              وما يفعله المجاهدون فى كل البلاد الإسلامية فى فلسطين وفى أفغانستان وفى العراق وفى الشيشان هو حق مشروع ، يقره الدين والعقل. ويسوءك حضرة البابا أنك لم تنبس ببنت شفة لتدين الأمريكان أو الصهاينة على ممارساتهم الإجرامية فى حق الآمنين ، بل تدين المعتدى عليهم ، ليسلموا أسلحتهم.

                              ألا تلاحظ أن الدول المسيحية هى أكثر الدول عددا فى الجنود وأفضلهم تفوقاً فى العتاد؟ فهل فكرت لماذا وقد أمر الرب بالإستسلام للعدو، حتى ولو سلب منك شيئاً؟

                              إنك بين أمرين لا ثالث لهما: إما للإعتداء على الدول الإسلامية الضعيفة، وسلب مقدراتها ، وإبادة أهلها، وإما للدفاع عن النفس. ولو اخترت الأولى، فستكون إرهابياً تقر الإرهاب، ولو اخترت الثانية ، نكون لك شاكرين أنك اعترفت بحق هذه الدول الإسلامية الضعيفة فى الدفاع عن نفسها ، كما تدافع الدول الكبرى عن نفسها. وتكون قد سفهت قولك فى المحاضرة السابقة، وما يكون لك أن تتكلم عن العقل لتناقض تصريحاتك ومفاهيمك عن الإسلام والمنطق.

                              وتحدث بطريرك أنطاكية (ميخائيل الأكبر) الذى عاش فى النصف الثانى من القرن الثانى عشر – بعد أن خضعت الكنائس الشرقية للحكم الإسلامى خمسة قرون – عن تسامح المسلمين واضطهاد الروم للكنائس الشرقية: (وهذا هو السبب فى أن إله الانتقام الذى تفرد بالقوة والجبروت ...: لما رأى شرور الروم، الذين لجأوا إلى القوة فنهبوا كنائسنا وسلبوا ديارنا فى كافة ممتلكاتهم وأنزلوا فينا العقاب فى غير رحمة ولا شفقة، أرسل أبناء إسماعيل (العرب) من الجنوب (الجزيرة العربية) ليخلصنا على أيديهم من قبضة الروم ، وفى الحق أننا إذا كنا قد تحملنا شيئاً من الخسارة بسبب انتزاع الكنائس الكاثوليكية منا وإعطائها لأهل خلقدونية فقد استمرت هذه الكنائس فى حوزتهم ، ولما أُسلمت المدن للعرب خصص هؤلاء لكل طائفة الكنائس التى وجدت فى حوزتها ـ وفى ذلك الوقت كانت قد انتزعت منا كنيسة حمص الكبرى وكنيسة حوران ـ ومع ذلك لم يكن كسباً هيناً أن نتخلص من قسوة الروم وأذاهم وحنقهم وتحمسهم العنيف ضدنا ، وأن نجد أنفسنا فى أمن وسلام).

                              وأنهى ردى بكلام المفكر البريطانى الدكتور ينس أستاذ الديانة المسيحية بجامعة برمنجهام فى إحدى مقالاته: (يا ابن مكة ، ويا نسل الأكرمين ، ويا معيد مجد الآباء والأجداد .. ويا مخلص العالم من عبوديته .. إن العالم يفتخر بك ، ويشكر الله على تلك المنحة العزيزة .. بل ونقدر لك مجهوداتك كلها يا نسل الخليل إبراهيم .. يا من منحت العالم سلامة ، وجلست فى قلوب البشر وجعلت الإخلاص شعارك .. يا من قلت فى شريعتك: ”إنما الأعمال بالنيات“ لك منا الشكر الجزيل.) نقلاً عن “قالوا عن الإسلام ص 97.

                              ثم اقرأ قول الله تعالى فى القرآن:

                              ثم بعد أن علمت شيئاً عن أخلاق النبى  ، وعن مدى تأثر العالم الغربى المنصف بانتهاء أيام هذا الرسول ، اقرأ الآيات التى دفعت النبى  والمسلمين لمثل هذا التصرف: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقرة (208)

                              (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا) النساء (94)

                              (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) النساء 90

                              {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} الأعراف (33)

                              {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} المائدة (87)

                              {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} الشورى (40)

                              {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} يونس (99)

                              {قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ * مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} الجاثية (14-15)

                              وهذا الجدول يضع بين يديك مقارنة مختصرة بين أقوال الإسلام وبين أقوال الكتاب الذى تقدسه وتعتبره وحى من الله:
                              يقول الإسلام يقول الكتاب المقدس
                              لا تقتلوا طفلاً  اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ.(حزقيال9: 6)

                              طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ. (مزامير 137: 9)

                              تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ (هوشع 13: 16)

                              وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ .. طِفْلاً وَرَضِيعاً (صموئيل الأول 15: 3)
                              لا تقتلوا امرأة  فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً (صموئيل الأول 15: 3)
                              لا تنزعوا طفلاً من أمه  وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ (هوشع 13: 16)
                              لا تقتلوا شيخاً  وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ ، مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ.(حزقيال 9: 5-7)
                              لا تمثلوا ولو بكلب عقور  وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ (صموئيل الثانى4: 12)
                              لا تقتلوا حيوانا إلا للأكل  وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. (حزقيال 9: 5-7)
                              لا تحرقوا شجرة  وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ، تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ (ملوك الثانى 3: 19)
                              أحسنوا  لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. (حزقيال 9: 5)

                              اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ (حزقيال 9: 7)
                              من رمى سيفه فليس فى القتال  وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ(أخبار الأول 20: 3)
                              يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً  نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. ، وَإِنْ لمْ تَطْرُدُوا سُكَّانَ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ (حزقيال 9: 5-7)
                              فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً  لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ (حزقيال 9: 5-7)

                              وَلاَ تَعْفُوا. (حزقيال 9: 5-7)

                              اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ (حزقيال 9: 5-7)

                              نَجِّسُوا الْبَيْتَ (حزقيال 9: 5-7)

                              وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. (حزقيال 9: 5-7)

                              وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ (هوشع 13: 16)
                              أفشوا السلام بينكم  فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا (متى 10: 35)

                              إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. لوقا14: 26

                              أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي.(لوقا 19: 27)
                              ومن الحقائق التى لا يجوز أيضاً نسيانها أن هذا الصنيع لم يقابل بحمد ولا تقدير لا منك أيها البابا ولا من أسلافك ولا من معاصريك.

                              وأنهى إجابتى هذه بدفاع الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات عن يهودى اتهم زوراً، وهذا من الجديد الذى أتى به محمد ، وهو القضاء على العنصرية:

                              فقد حدث فى المدينة أن رجلاً مسلماً يدعى (طعمة بن أبيرق) سطا على أهل بيت من المسلمين ، وسرق منهم درعاً ثم خبَّأها عند يهودى.

                              وبحث أصحاب الدرع عنها فوجدوها فى بيت اليهودى ، فاتهموه بأنه سارقها ، وتضافرت كل القرائن على اتهامه ، فطعمة يحلف أنه ما أخذ الدرع ولا استودعها أحد ، ويؤكد اليهودى أنه أخذها من طعمة وديعة.

                              وقد ذهب قوم إلى الرسول يطلبون منه أن ينتصر للحق الذى فى جانب المسلم ، وأن يأخذ اليهودى بالعقاب ويقتص منه. كما جاء قوم طعمة يجادلون عن صاحبهم ويبرؤونه.

                              فإذا بالوحى ينزل كاشفاً الغطاء عن الحقيقة ، مبرئاً ساحة اليهودى ، دامغاً خصمه بأنه خائن أثيم ـ وإن تظاهر بالإسلام ـ مؤنباً قومه لجدالهم عنه وسعيهم لدى الرسول كى يجادل عنه كذلك: وبدأت الآيات الكريمة بخطاب الرسول: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ} سورة النساء (105)

                              فالقرآن مظهر الحق وجوهره والحكم به لإقرار الحق بين الناس قاطبة. فالناس أمام الحق سواء ، يهوداً كانوا أو نصارى أو مسلمين. ومن ثَمَّ يَنهى الله المسلم فى صورة توجيه الخطاب لرسوله أن يكون للخائنين خصيماً للخائنين، وطالبه بالإستغفار، وعدم الجدال عن الخائنين أو مساندتهم لعصبية الإسلام: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} سورة النساء (105-107)

                              ثم يتوجه التقريع إلى قوم السارق الذين حسبوا الإسلام عصبية عمياء ، والذين توهموا أنه ما دام فى القضية يهودى فعليه أن يحمل الوزر: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا * هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيوةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} سورة النساء (108-109)

                              ثم يتجه الوحى إلى السارق بالنصيحة كى يرجع عن غيه ويتوب من ضلاله: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} سورة النساء (110)

                              ويحذره ويحذِّر غيره من المسلمين (لأنه حكيم وعليم سيعلم البرىء من الذنب) ألاّ يرموا باتهم جُزافاً. فإنّ إسناد الجرائم إلى أبرياء إثم كبير ، مهما كانت أجناسهم ودياناتهم ، فإن السّيّئة تحيق بمرتكبها وحده: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} سورة النساء (110-111)

                              ثم يوجه الله خطابه مرة أخرى إلى الرسول  يطلب منه التيقظ لألاعيب الخصوم وكيد المتقاضيين: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} النساء (113)

                              أرأيت كيف أنصف القرآن الرجل اليهودى البرىء وفضح المسلم المذنب. إنه مكيال واحد.

                              إن سماحة الإسلام تتجلى فى مواطن كثيرة، فتبدو فى حُسْنِ المعاشرة، ولطف المعاملة، ورعاية الجوار، وسعة المشاعر الإنسانية من البر والرحمة والإحسان، وهى الأمور التى تحتا ج إليها الحياة اليومية، ولا يغنى فيها قانون ولا قضاء، وهذه الروح تكاد لا تجدها إلا فى المجتمع الإسلامى.

                              تتجلى هذه السماحة فى قول القرآن فى الوالدين المشركين اللذين يحاولان إخراج ابنهما من التوحيد إلى الشرك: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} سورة لقمان (15)

                              وفى ترغيب القرآن فى البر والإقساط إلى المخالفين الذين لم يقاتلوا المسلمين فى الدين: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} سورة الممتحنة (8)

                              والقرآن يصف الأبرار من عباد الله، فيقول: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} الإنسان (8) ، ولم يكن الأسير حين نزلت الآية إلا من المشركين.

                              بل القرآن يُصرُّ على معاملة المشركين المتمسِّكينَ بشركهم أجمل المعاملة وألينها: {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} سورة البقرة (272).

                              وقد روى محمد بن الحسن صاحب أبى حنيفى ومدوِّن مذهبه: أن النبى  بعث إلى أهل مكة مالاً لما قحطوا ليوزع على فقرائهم.

                              وفى قول القرآن يبين أدب المجادلة مع المخالفين: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} سورة العنكبوت (46)

                              قارن هذا بالعنصرية التى يدعو إليها كتابك عزيزى البابا: (هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ.) ملوك الثانى 5: 15

                              (15نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً) غلاطية 2: 15

                              (22فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ، وَاحِدٌ مِنَ الْجَارِيَةِ وَالآخَرُ مِنَ الْحُرَّةِ. 23لَكِنَّ الَّذِي مِنَ الْجَارِيَةِ وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ، وَأَمَّا الَّذِي مِنَ الْحُرَّةِ فَبِالْمَوْعِدِ. .. .. 30لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ». 31إِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَسْنَا أَوْلاَدَ جَارِيَةٍ بَلْ أَوْلاَدُ الْحُرَّةِ.) غلاطية 4: 22-23 ، 30-31

                              (10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ.) تثنية 20: 10- 11

                              (22هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هَا إِنِّي أَرْفَعُ إِلَى الأُمَمِ يَدِي وَإِلَى الشُّعُوبِ أُقِيمُ رَايَتِي فَيَأْتُونَ بِأَوْلاَدِكِ فِي الأَحْضَانِ وَبَنَاتُكِ عَلَى الأَكْتَافِ يُحْمَلْنَ. 23وَيَكُونُ الْمُلُوكُ حَاضِنِيكِ وَسَيِّدَاتُهُمْ مُرْضِعَاتِكِ.. بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ وَيَلْحَسُونَ غُبَارَ رِجْلَيْكِ فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لاَ يَخْزَى مُنْتَظِرُوهُ».) إشعياء 49: 22-23

                              (5وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ تُسَمُّونَ خُدَّامَ إِلَهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ) إشعياء 61: 5-6

                              (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20

                              (2وَهَذَا هُوَ حُكْمُ الإِبْرَاءِ: يُبْرِئُ كُلُّ صَاحِبِ دَيْنٍ يَدَهُ مِمَّا أَقْرَضَ صَاحِبَهُ. لا يُطَالِبُ صَاحِبَهُ وَلا أَخَاهُ لأَنَّهُ قَدْ نُودِيَ بِإِبْرَاءٍ لِلرَّبِّ. 3الأَجْنَبِيَّ تُطَالِبُ وَأَمَّا مَا كَانَ لكَ عِنْدَ أَخِيكَ فَتُبْرِئُهُ يَدُكَ مِنْهُ.) تثنية 15: 2-3

                              وتتجلى هذه السماحة أيضاً فى معاملة الرسول  لأهل الكتاب ، فقد كان يزورهم ويكرمهم ، ويحسن إليهم ، ويعود مرضاهم ، ويأخذ منهم ويعطيهم:

                              فقد قدم وفد نجران – وهم من النصارى – إلى المدينة المنورة ، وكان الرسول  بها ، فدخلوا عليه مسجده بعد العصر ، فكانت صلاتهم ، فقاموا يصلون فى مسجده ، فأراد الناس منعهم ، فقال رسول الله : دعوهم فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم.

                              زار النبى الحبيب  جاره اليهودى - الذى كان يؤذيه ويرمى القاذورات أمام بيته وفى طريقه – عندما مرضَ ، وقال له اليهودى: والله إن أخلاقك لأخلق الأنبياء وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

                              ومرت عليه جنازة فقام  لها واقفاً ، فقيل له: إنها جنازة يهودى! فقال عليه الصلاة والسلام: أليست نفساً؟!

                              وتتجلى هذه السماحة كذلك فى معاملة الصحابة والتابعين لغير المسلمين: فهذا عمر بن الخطاب يأمر بصرف معاش دائم ليهودى وعياله من بيت مال المسلمين ثم يقول: قال الله تعالى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ} سورة التوبة (60)، وهذا من مساكين أهل الكتاب.

                              ويمر عمر فى رحلته إلى الشام بقوم مجذومين من النصارى فيأمر بمساعدة اجتماعية لهم من بيت مال المسلمين.

                              وبعد أن طُعِنَ عمر من أبى لؤلؤة المجوسىّ بخنجر ، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يوصى الخليفة من بعده وهو على فراش الموت فيقول: (أوصى الخليفة من بعدى بأهل الذمة خيراً ، أن يوفى بعهدِهم وأن يقاتل من ورائهم ، وألا يكلفهم فوق طاقتهم).

                              وابن عمر يوصى غلامه أن يعطى جاره اليهودى من الأضحية، ويكرر الوصية عليه مرة بعد مرة ، حتى دُهِشَ الغلام وسأله عن سر هذه العناية بجار يهودى؟ فقال له: إن النبى  قال: مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.

                              وماتت أم الحارث بن أبى ربيعة وهى نصرانية فشيعها أصحاب رسول الله . وكان بعض أجلاء التابعين يعطون نصيباً من صدقة الفطر لرهبان النصارى ولا يرون فى ذلك حرجاً. بل ذهب بعضهم كعكرمة وابن سيرين والزهرى إلى جواز اعطائهم من الزكاة نفسها.

                              فهل يمكنك عزيزى البابا أن تأتينا بصفحات بيضاء ناصعة على تاريخ الكاثوليكية وانتشارها؟

                              هل عرفت ما الذى أتى به محمد ؟ لقد أتى بالحب للخليقة كلها: إنسها وحيوانها وجمادها. لقد أتى بالرفق والرحمة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏‏ (‏إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ،‏ ‏وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ) رواه مسلم والإمام أحمد

                              * * *

                              الرب يحب العمل بشكل عقلانى:

                              يواصل البابا فى محاضرته القول: إن ”الإمبراطور يفسر بعد ذلك بالتفصيل لماذا يعتبر نشر الدين عن طريق العنف أمرا منافيا للعقل. فعنف كهذا يتعارض مع طبيعة الله وطبيعة الروح. فالرب لا يحب الدم، والعمل بشكل غير عقلاني مخالف لطبيعة الله، والإيمان هو ثمرة الروح وليس الجسد؛ لذا من يريد حمل أحد على الإيمان يجب أن يكون قادرا على التحدث بشكل جيد والتفكير بشكل سليم وليس على العنف والتهديد .. لإقناع روح عاقلة لا نحتاج إلى ذراع أو سلاح ولا أي وسيلة يمكن أن تهدد أحدا بالقتل.“

                              ومعنى ذلك أن البابا مقتنع بوجهة نظر الإمبراطور ، ويحاول أن يقنع غيره بها، والتى تتلخص فى أن الإسلام ليس دين إلهى، لأنه دين العنف والإرهاب، واللاعقل.

                              وقد رددت على البابا بشأن هذه الافتراءات، وأثبت له ما أقره التاريخ وعلماء المسيحية أنفسهم ومفكريهم أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، وأنه دين المحبة والسلام، وأن الذى انتشر بالسيف ومازال هى المسحية ، ومن قبلها اليهودية ، وضربت لك الأمثال الواقعية على ذلك.

                              أما عن قولك إن (العمل بشكل غير عقلاني مخالف لطبيعة الله) ، فلا يقول هذا إلا إنسان لا علاقة له بالكتاب المقدس، وأنا لا أستطيع أن أتهمك بهذا الإتهام، لأنك رجل الدين الأول فى الكاثوليكية ، إضافة إلى أنك تحمل درجة الدكتوراة فى أحد علوم هذا الكتاب ، لكننى سأترك نصوص الكتاب تكذبك فيما ذهبت إليه.

                              وبمناسبة كلامك عن العقل وأن المسيحية لا تنفصل عن العقل مطلقاً بخلاف الإسلام ، وأن العمل بشكل غير عقلانى مخالف لطبيعة الله، أوجه إليك عدة نقاط تؤمن بها أنها من وحى الرب، وهى تُخالف العقل تماماً، ولا تفسير لها، بل حذفتها بعض التراجم الكاثوليكية، التى تُشرف أنت عليها، من الكتاب الذى تقدسه ، وبالطبع لم ينسوا كتابة (الكتاب المقدس) على غلاف هذا الكتاب أيضاً بعد حذفها.

                              وإليك المثال الأول:

                              أسألك عن النص الذى يفتتح به يوحنا إنجيله: كيف تكون الكلمة عند الله ، وهى الله نفسه؟ بمعنى: كيف الذى يُستودع كتاباً أن يكون هو نفسه هذا الكتاب؟ وكيف يكون الذى يُستودع خروفاً عنده يكون هو نفسه الخروف؟ اللهم إلا إذا كنت تُصدِّق ما جاء فى كتابك من أن الرب فعلاً خروف: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ .. ..) رؤيا يوحنا 17: 14

                              وإليك مثالاً ثانياً:

                              وأسأله عن العقل والمنطق والحساب فى كيفية كون الابن الأصغر أكبر من أبيه بسنتين؟ وأنقل الإجابة بتصرف بسيط من كتاب (البهريز فى الكلام اللى يغيظ) ج1 ص314:

                              لقد حكم يهورام أورشليم عندما كان عمره 32 سنة ، وحكمها لمدة 8 سنوات ، ثم مات. أى مات وعمره 40 سنة ، فتولَّى ابنه الأصغر أخزيا عقباً عنه ، وكان هذا الابن الأصغر وقتها ابن 42 سنة. وعندما لاحظ علماء الكتاب المقدس هذا اللاعقل والامنطق قاموا بتغييرها فى كل التراجم الأجنبية، وأيضاً فى النسخ العربية الحديثة:

                              42 سنة: (2كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي.) أخبار الأيام الثانى 22: 2 (طبعة فانداك)

                              انظر إلى قول دائرة المعارف الكتابية فى هذا الموضوع (مادة عثليا): (ومات يهورام ملك يهوذا بعد أن ملك ثماني سنوات ، وخلفه ابنه أخزيا ، وهو في الثانية والعشرين من عمره ، وأصبحت عثليا بذلك – " الملكة الأم " – صاحبة المشورة في القصر وفي الأمة . ولكن قبل أن تمضي سنة على أخزيا على العرش ، مات متأثرا بجراحه التي أصابته من جنود ياهو أحد قادة جيش إسرائيل، الذي خرج على يهورام ملك إسرائيل وقتله عند حقلة " نابوت اليزرعيلي " إتماماً لقول الرب على فم إيليا النبي لأخآب بعد قتله لنابوت واغتصاب كرمه ( 2مل 9 :11-29 ، 2أخ 22 :7-9 ).)

                              إذن لقد خالف علماء الكتاب المقدس فى موسوعتهم كلام الرب بأن أخزيا قد تولى الحكم وهو ابن 42 سنة ، فى الوقت الذى مات فيه أبوه ابن 40 سنة. ولكى تلفت نظر القارىء عن هذه الكارثة ، تبنت رأى ملوك الثانى 8: 26 ، الذى يقول فيه الكتاب أنه كان ابن 22 سنة عندما مات أبوه وتولى هو الحكم.

                              20 سنة (طبعة الترجمة المشتركة عن الترجمة السبعينية) (2وكان أخَزْيَا ابن عشرين سنة حين ملك ، وملك سنة واحدة بأورشليم ، وكان اسم أمه عثليا بنت عَمرى) أخبار الأيام الثانى 22: 2

                              22 سنة (طبعة كتاب الحياة من النسختين السريانية والعربية، وكل تراجم الكتاب المقدس الأوربية): (وكان أخزيا فى الثانية والعشرين من عمره حين تولى الملك، ودام حكمه سنة واحدة فى أورشليم، واسم أمه عثليا ، وهى حفيدة عُمرى)

                              ومعنى ذلك أن النسخ الأصلية التى لديهم مختلفة هى الأخرى ، وأنها لا تخلو من الأخطاء.

                              22 سنة: (26وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ)ملوك الثانى8: 26

                              وفى هذه الكارثة تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة أخزيا): (وكان ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة (ملوك الثانى 8: 26). أما عبارة "اثنتين وأربعين سنة" (أخبار الأيام الثانى 22: 2) فلا شك أنها خطأ من الناسخ حيث أننا نعلم من (أخبار الأيام الثانى 21: 5 و 20) أن يهورام أباه كان ابن أربعين سنة عندما مات . كما أنها جاءت "ابن اثنتين وعشرين سنة" في النسختين السريانية والعربية ، "وابن عشرين سنة" في الترجمة السبعينية.)

                              كما اعترف القس الدكتور منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ص 166 أن هذا خطأ من الكاتب!

                              وغيرتها كل التراجم اللاتينية إلى 22 سنة لتتناسب مع ملوك الثانى 8: 26

                              فأين العقل الذى يتفق مع الكتاب الذى تقدسه أيها البابا؟ ولماذا لم توضح لمستمعيك النقاط التى لا تتفق مع العقل فى القرآن؟

                              وإليك مثالاً ثالثاً:

                              من هو صدقيا الذى خلف يهوياكين؟ هل هو أخو يهوياكين أم عمه؟ وما اسم أبوه؟ كان ملك بابل فى هذا الوقت هو الملك (نَبُوخَذْنَصَّرُ)

                              (17وَمَلَّكَ مَلِكُ بَابِلَ مَتَّنِيَّا عَمَّهُ عِوَضاً عَنْهُ، وَغَيَّرَ اسْمَهُ إِلَى صِدْقِيَّا.) ملوك الثانى 24: 17

                              (10وَعِنْدَ رُجُوعِ السَّنَةِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ فَأَتَى بِهِ إِلَى بَابِلَ مَعَ آنِيَةِ بَيْتِ الرَّبِّ الثَّمِينَةِ وَمَلَّكَ صِدْقِيَّا أَخَاهُ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ.)أخبار الأيام الثانى 36: 10

                              ولم يُعرف لأبيه اسماً وتقول دائرة المعارف الكتابية (مادة صدقيا): (ويرى بعض المفسرين أن كلمة "ابنه" (في 1 أخ 3: 16) هنا يقصد بها خليفته.)

                              وإذا رجعت إلى هامش الترجمة العربية المشتركة (أخبار الأيام الثانى 36: 10) تجدهم قد غيروا فى الترجمة والهامش كلمة (أخو) إلى (عم) ، وسأنقلها لكم: ”عم. فى الأصل: أخوه. ملوك الثانى 24: 17. كان صدقيا أخاً ليوياقيم وعم يوياكين. راجع: إرمياء 37: 1 ؛ حزقيال 17: 13“

                              وهكذا صحح المترجمون ما أخطأ فيه الرب، الذى يعمل بصورة عقلانية!! أليس هذا دليل عندكم أن الكتاب المقدس به أخطاء؟ فأين العقل والأمانة العلمية والدينية عزيزى البابا؟

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:35 ص
                              رد 1
                              32 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة abubakr_3, 12 ديس, 2023, 08:24 ص
                              ردود 2
                              88 مشاهدات
                              1 معجب
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة تقي احمد, 18 نوف, 2023, 01:51 ص
                              ردود 0
                              24 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة تقي احمد
                              بواسطة تقي احمد
                               
                              ابتدأ بواسطة Abubra, 2 نوف, 2023, 08:21 ص
                              رد 1
                              49 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 27 سبت, 2023, 02:01 ص
                              ردود 8
                              32 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              يعمل...
                              X