۩ ۞ ۩ الإعجـاز الفيـزيائي في القــرآن الكـريم ۩ ۞ ۩

تقليص

عن الكاتب

تقليص

السهم الثاقب مسلم اكتشف المزيد حول السهم الثاقب
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ۩ ۞ ۩ الإعجـاز الفيـزيائي في القــرآن الكـريم ۩ ۞ ۩


    بسم الله الرحمن الرحيم

    [frame="4 98"]
    الإعجاز الفيزيائي
    في القرآن الكريم
    [/frame]


    قال رسول الله : (كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة رد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي من عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ).

    وقال : (
    إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم ، إن هذا القرآن هو حبل الله وهو النور البين والشفاء النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق من كثرة الرد).

    أعجز القُرآن الكريم في كل المجالات بلا إستثناء وهذا بفضل الله موضوع علمي يربطُ بين دلالات القرآن الكريم وحقائق علوم الفيزياء والفلكـ والرياضيات. يتناولُ في المبحث الأول بأذن الله:



    التعديل الأخير تم بواسطة السهم الثاقب; 9 يول, 2011, 08:09 ص.

    sigpic


    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

  • #2

    [frame="13 98"]
    سرعة الضوء
    يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ
    ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
    [السجدة:5]
    [/frame]



    يستغرق الضوء حوالي 8.19 دقيقة حتى يصل من الشمس إلى الأرض



    آيات الإعجاز:
    قال الله عز وجل :
    يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [السجدة: 5].

    فهم الـمفسـرين:

    قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسيره للآية : "هذا في الدنيا، ولسرعة سيره يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم"
    [راجع الطبري والقرطبي والزمخشري].
    وقال قتادة رضي الله عنه: مقدار مسيره في ذلك اليوم ألف سنة [ذكره الطبري في تفسيره].
    وقال القرطبي: "يعني: في يوم كان مقداره في المسافة (دوماً) ألف سنة".
    وذكر أبو حيّان في تفسيره أن: "السنة مبنية على سير القمر".
    وذكر البغوي في تفسيره لقوله تعالى: "مما تعدون" أي: "للمؤمنين".
    وقال القرطبي: أي: "مما تحسبون".


    [gdwl]اعتاد العرب منذ القدم التعبير عن المسافة بزمن قطعها مع إضمار سرعة فيقال المسافة بين مكة والمدينة "نصف شهر" أي بالجمل ومع التقدم في الوسائل وتنامي سرعة الانتقال أصبحت نفس المسافة "نصف ساعة" بسرعة الطائرة ولذا تكون "الساعة كشهر", وسرعة القوى الفيزيائية Physical forcesفي الفراغ واحدة ويعبر عنها بقيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي أعلى سرعة في الكون الفيزيائي وتعرف بالثابت الكوني للحركة Universal Constant of Motion, وفي مقابل تلك القيمة الثابتة نجد قيمة ثابتة في مقام بيان سرعة قصوى يتضمنها التعبير "فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ", والمقام قياس لما يقطع في يوم بتلك السرعة البالغة بمقياس سير ألف سنة لأن السياق يتعلق بقطع مسافة والتعبير كَانَ مِقْدَارُهُ يعني في اللغة كان مقياسه وحده فلا يزيد المقياس عن هذا الحد في المسافة, واليوم الأرضي المعلوم للعرب المخاطبين لا يصلح أن يساوي ألف سنة من سنيهم إلا في المسافة, والمسافة التي تقطع في يوم محدودة وإن قطعت بأعلى سرعة فهي لا تزيد عن ألف سنة من سنيهم المبنية على حركة القمر حول الأرض بالنظر المجرد, والتعبير مّمّا تَعُدّونَ وصف عائد على الألف سنة المتضمنة لحركة جسم نسبية يتعدد وصفها ويعوزها التحديد فعاد سياقا على الحركة, والسياق يتعلق بقياس حركة أمر ما يملأ الكون بين الأجرام مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ وبيان أن حركته بانحناء كحركة الأعرج في مشيته وهو وصف يتفق مع المعلوم اليوم بحركة القوى الفيزيائية في الفضاء بين الأجرام بانحناء نتيجة لتأثير الأجرام.[/gdwl]


    حقائق علمية:


    في عام 1676 قدّم "أولاس رومر" الدليل الأول في التاريخ على أن سرعة الضوء غير لحظية، واستمرت القياسات ثلاثة قرون إلى أن اعتمدت في باريس سنة 1983 القيمة الدولية لسرعة الضوء في الفراغ وتقدّر بـ: 299792.458 كم/ثانية.
    طبقاً لبيان المؤتمر الدولي للمعايير الذي انعقد في باريس سنة 1983 فإن سرعة الضوء في الفراغ تقدّر بـ 299792.458 كم/ثانية.
    - سرعة الضوء واحدة لكل موجات الطيف وتمثل حد السرعة في الكون الفيزيائي.
    - سرعة جميع الأجسام نسبية تتأثر بحركة الراصد فيلزمها تعيينه إلا سرعة الضوء الوحيدة المطلقة ذات قيمة كونية ثابتة.
    - مسافة شهر وفق ما يعدون (الحساب القمري) = 5152612.269 كم
    - مسافة الألف سنة = 25.83134723 بليون كم
    - السنة القمرية قائمة على حركة القمر حول الأرض.
    - المسافة المجردة التي يقطعها القمر حول الأرض في كل شهر (طول المدار القمري المعزول) = 2152612.269 كم
    - السرعة الوسطية للقمر = 86164.09966 كم/ثانية
    - الشهر النجمي = 27.32166 يوماً
    - طول المدار المرصود = 2414406.35 كم
    - نسبة مركبة السرعة = (جتا هـ) = 0.89157
    ملاحظة: يتم حساب متوسط السرعة المدارية للقمر كما لو كانت الأرض ساكنة مما يعني ضرب متوسط السرعة المدارية للقمر حول الأرض المتحركة × جيب تمام الزاوية التي تدورها الأرض حول الشمس خلال شهر قمري واحد.

    أشكال لتوضيح ما سبق:


    شكل (1)




    شكل (2)



    شكل (3)



    شكل (4)


    التفسير العلمي:
    في سنة 1676 قدّم الفلكي "أولاس رومر" الدليل على أن سرعة الضوء غير لحظية كما ذكرت ذلك الموسوعة البريطانية (http://www.iid-alraid.de/EnOfQuran/Ijazz/01-13_REF.htm) ، واستمرت بعده القياسات ثلاثة قرون إلى أن اعتمدت في باريس سنة 1983 أثناء انعقاد المؤتمر الدولي للمعايير حيث قدرت سرعة الضوء في الفراغ بـ: 299792.458 كم/ثانية.
    هذا ما توصل إليه العلماء في أواخر القرن العشرين، كما ذكرت أيضا الموسوعة البريطانية.

    وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم فإننا نجده قد أعطى معادلة دقيقة تؤكد لنا صحة ما وصل إليه المؤتمر الدولي للمعايير في باريس عام 1983.
    صاحب هذا الاكتشاف هذه المرة هو أحد العلماء المسلمين المتخصصين في الفيزياء وهو الدكتور محمد دودح مستشار لدى هيئة الإعجاز العلمي، حيث استنبط من قوله تعالى في سورة السجدة الآية 5: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} أن الأمر المقصود به في الآية هو الأمر الكوني الفيزيائي في حياتنا الدنيا، وقد قال بهذا أيضاً من قبله ترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فقد روي عنه قوله في تفسير الأمر الذي ذكرته الآية: "هذا في الدنيا ولسرعة سيره (أي الأمر الكوني) يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم".

    وأما عن قوله تعالى: {مما تعدون} فقد ذكر أبو حيان التوحيدي في تفسيره أن: "السنة مبنية على سير القمر" ومعنى ذلك أن العرب كانت تعتمد في حساب الزمن على الحساب القمري، كما كانوا يعبرون عن المسافة بالزمن كأن يقولوا: مسافة ثلاثة أيام، والقرآن نزل بلغة العرب فقال: "مما تعدون".

    وعلى ضوء ما تقدم إذا علمنا أن سرعة جسم ما = المسافة المقطوعة / الزمن
    وبالمطابقة بين المعادلة العلمية والمعادلة القرآنية نجد ما يلي:

    المعادلة القرآنية المعادلة العلمية
    في يوم كان مقداره (زمن يوم أرضي) الزمن

    ألف سنة مما تعدون (بالحساب القمري) = 12000 دورة قمرية المسافة
    الأمر الكوني = ألف سنة مما تعدون 12000 دورة قمرية / زمن يوم أرضي السرعة =المسافة / الزمن

    [gdwl][/gdwl]


    وهذه القيمة لسرعة الأمر الكوني مطابقة تماماً لقيمة سرعة الضوء المعلنة دولياً سنة 1983 في باريس. وقد تم عرض هذا البحث بنتيجته المذهلة على علماء متخصصين في الفيزياء بـ كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية، وصدر تقرير بالموافقة عليه من الناحية العلمية، كما تمت الموافقة عليه أيضاً من ناحية اللغة وتفسير الآيات من طرف جامعة أم القرى قسم اللغة والتفسير بمكة المكرمة (المملكة العربية السعودية). وبذلك اكتسب البحث الموافقة التامة من كل جوانبه.

    وجه الإعجاز في الآية القرآنية :
    هو أنها اعتبرت الحد الأقصى للسرعة الكونية في الفراغ تعادل دوران القمر حول مداره اثنتي عشرة ألف دورة، ومن ثم استنبط الدكتور محمد دودح المعادلة التي تعطي الرقم الصحيح لحساب سرعة الأمر الإلهي، وقد توصل الدكتور محمد دودح إلى أن الرقم القرآني ينطبق تماماً مع الرقم الذي أعلنه المؤتمر الدولي للمعايير في باريس سنة 1983 وهو 299792.458 كم/ثانية.

    [gdwl][/gdwl]


    وبذلك يؤكد القرآن الكريم صحة أهم قانون عرفته البشرية في القرن العشرين، أوليس هذا سبقاً علمياً إعجازياً نطق به القرآن الكريم {قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} وصدق الله القائل: {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} والقائل أيضاً: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.


    دليل في تاريخ الوحي على وحدانية المبدع القدير:
    في تاريخ الوحي ما يؤيد أن تعبير "يوما واحدا عند الرب كألف سنة" يعني: "سرعة مجيء يوم الرب" 2 بطرس 32-14, وهي أقصى سرعة في الكون كله حيث يقع الهلاك بغتة لا يسبقه نذير؛ ولذا وفق تعبير الكتاب: "سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" 2 بطرس 32-14,والكون كله بسمواته وأرضه قائم بأمر الله كن منذ بدء الخلق: "السماوات كانت منذ القديم والأرض بكلمة الله قائمة" 2 بطرس 32-14, فيرجع الكون كله إلى نفس هيئته الأولى وإن تباينت اليوم الأشكال وبنفس مقدار مادة البناء الأساسية ذات السرعة المقدرة الواحدة التي لا تتجاوزها قوة وإن كانت هائلة لأن كل شيء وجد بأمر واحد هو كلمة الله القدير كن, ووحدة السرعة الحدية للانتقال في الكون وثباتها مظهر في الكتاب للتقدير وسرمدية الخالق ووحدانيته لذا قال: "من قبل أن توجد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله.. لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم"؛ وإن بالغ الكاتب فنقض ثبات التقدير بقوله "لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل" المزامير 902-4, وفي الكتاب أمر الله قد أتى وقوى الدمار تقترب مسرعة: "ولولوا لأن يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء" إِشَعْيَاء 136, "ليرتعد جميع سكان الأرض لأن يوم الرب قادم" يوئيل 21, "كلص في الليل هكذا يجيء لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتةً كالمخاض للحبلى فلا ينجون" 1تسالونيكي 52و3, "قريب يوم الرب العظيم قريب وسريع جدا"صفنيا 114.

    أصالة القرآن وتكميل ما سبق:
    التعبير مما تعدون الذي تفرد به القرآن هو "مفتاح القياس", وهو يجعل حركة القمر حول الأرض كمقياس للمسافة في نظام معزول ويقيم معادلة ثابتة تؤيد وحدة الأجرام في الأصل والنظام, وثبات التقدير في القرآن وتفرده بتكميل العلاقة يدفع شبهة النقل عما سبق, ألهذا قال النبي عيسى عليه السلام يوما ما لأتباعه: "إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل بكل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" يوحنا 1612-15, وقال لقومه: "أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه"!متى 2142-44, ولا تبعد تلك الغلبة والتكميل وجمع ميراث النبوات في وصف النبي عيسى عليه السلامللنبوة بعده التي يكتمل بها البناء عن غلبة القرآن والتكميل وجمع ميراث النبوات في قوله تعالى:"وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ" المائدة 48.



    مُختصّر بحث أعدّهُ د. محمد دودح
    الباحث العلمي بالهيئـة العالميــة للإعجاز العلمي في
    القرآن والسنـة رابطة العالم الإسلامي مكة المكرمة

    تحميل الكتاب

    مقاطع فيديو للشرح


    http://www.youtube.com/watch?v=Ywd9ploFC_4





    http://www.youtube.com/watch?v=RbRWzxxoU7g



    يتبع ...

    التعديل الأخير تم بواسطة السهم الثاقب; 9 يول, 2011, 02:45 م.

    sigpic


    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

    تعليق


    • #3

      [frame="13 98"]
      النسبية في القرآن الكريم {1}
      (نسبية الزمان والمكان) بين العلم والقرآن
      بقلم: الدكتور مروان شعبان
      [/frame]


      قبل أن نتحدث عن قانون النسبية، لا بد من توضيح بعض المفاهيم أو النقاط التي تضبط مسار قانون النسبية، وتفرق بينه وبين ما سبقه من تصورات حول الزمان والمكان...


      - الفيزياء الكلاسيكية: أو فيزياء نيتون وغاليليو، تعالج المشاكل والمسائل المتعلقة بالأجسام الكبيرة، التي هي في متناول الإحساس البشري، والتي تسير بسرعة ليست كبيرة، أما النظرية النسبية الخاصة فهي تصف حركة الأجسام في سرعات عالية تقترب من سرعة الضوء كما سيأتي.
      - النظرية الكمية: فهي تصف حركة الأجسام الصغيرة وغير المحسوسة بالإحساس البشري العادي.
      - نسبية غاليليو:
      تعتبر أن الزمان مطلق، أي إن جميع المراقبين في إطر الإسناد، سوف يقيسون الزمن نفسه لحادثة ما، وأن سرعة الضوء نسبية، أي إن كل مراقب يقيس سرعة الضوء حسب السرعة التي تسير بها.
      - أطر الإسناد أو أطر المرجعية
      : يعرّف الإطار الإسنادي بأنه عبارة عن نظام الإحداثيات الديكارتي الذي تنسب إليه الكميات الفيزيائية، فليس هناك أي معنى للحركة دون مرجع، فلو كنا في الفضاء معزولين، لما أمكننا معرفة كوننا متحركين أو ثابتين، لذلك لا بد أن ننسب أي كمية فيزيائية تتعلق بالجسم إلى مرجع معين.
      - النسبية
      : هي اختلاف مشاهدات أو أكثر في وصف كمية فيزيائية تتعلق بالجسم نفسه، كل حسب إطار الإسناد الذي هو فيه
      - الفرق بين النسبية الخاصة والعامة
      : النسبية الخاصة التي وضعها آينشتاين عام 1905، توحد ما بين علمي البصريات والمكانيك، ولكنها تستثني الثقالة (الجاذبية) التي تناولتها النسبية العامة عام 1951، أي إن النسبية الخاصة تعالج الظواهر الكهرومغناطيسية ( الضوء) وعلاقتها بحركات الأجسام القصورية، أي التي تتحرك في خط مستقيم بسرعة ثابتة، أما النسبية العامة: فهي تعالج مفهوم (الثقالة) وتهتم بمعالجة حركة الأجسام غير القصورية ( المتسارعة) [1].

      مفهوم النسبية:

      في الواقع كل شيء في هذه الحياة نسبي، فالجمال نسبي، والثروة نسبية، فالجوهرة وسط الصحراء لا تساوي شيئاً لشخص عطشان قد وجدها، في حين أن جرعة الماء عنده تساوي كل شيء... يقول آينشتاين: إن الزمن والكتلة والمسافة كلها أشياء نسبية، وهذه هي أساس نظرية النسبية الخاصة... سئل آنيشتاين ذات مرة عن نسبية الزمن فقالها في مثال ظريف: إن الإنسان إذا قضى ساعة في جو هادئ مريح لبَدت الساعات دقائق، وإذا قضاها فوق الجمر لبدت الدقائق ساعات... وكذلك بالمثل فإن الزمن على كوكب الأرض غير الزمن على كوكب آخر، فإذا كان المريخ يدور حول الشمس في 88 يوماً فإن السنة هناك أقصر من السنة على الأرض، وإذا كنت راكباً سفينة لا تستطيع تحديد موضعها بشكل مطلق بل إن كل مكان نسبي، والإنسان على الأرض مكانه نسبي أيضاً، لأنه هو والأرض متحركان في الفضاء [2].

      فكرة الزمان ونسبية الزمان والمكان:

      منذ نشأة الإنسان ولغز الزمان ورتم سرعته من الموضوعات التي شغلت تفكيره آلاف السنين، فقال أفلاطون منذ القرن الرابع قبل الميلاد: إن الزمن قائم بذاته ولكننا نقسمه إلى ماض وحاضر ومستقبل أو كان ويكون وسيكون، ويقول آخرون: إن الزمن ثابت ونحن الذين نتحرك وأن الأحداث لا تقع بل نحن الذين نلحق بها في مراحل معينة...

      وكانت فكرة الزمان والمكان (الزمكان) المطلق هي المسيطرة على الفكر الإنساني حتى أتى إسحاق نيوتن 1687 وتخلص من فكرة أن المكان مطلق إلى الأبد وكانت هذه هي الفاتحة الحقيقة لتطور العلوم، لكنه لم يخطر بباله أن الزمان غير مطلق، وظلت هذه المعضلة معلقة حتى وضع لآينشتاين نظريته في النسبية العامة حيث أكد أن الزمان غير مطلق، كما أن المكان غير مطلق أيضاً...

      وكان عالم الفيزياء هيرمان مينكويسكي herman minkowski وهو أستاذ آينشتاين ومعلمه في جامعة زيورخ، قد اقترح في سنة 1908 أن الفراغ والزمان متآلفان وأن الأحداث التي تقع يجب أن تعتبر نقاطاً في space time رباعي الأبعاد، لكن القدر لم يسعفه إلى أن يضع القوانين المفسرة لذلك، وتوفي سنة 1909 مما أتاح الفرصة لأينشتاين كي يصوغ هذا سنة 1915 في نظريته عن النسبية العامة.

      وقام آينشتاين بتثبيت سرعة الضوء ، فليس هناك مادة أو إشعاع يمكن أن يسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء ( سرعة الضوء = 300000 كيلو متراً في الثانية) تقريباً ... وإذا كان قانون نيتون الأول الذي يقول: (إن الجسم يحتفظ بحالته إذا كان ساكناً أو متحركاً بسرعة منتظمة دائماً إلا إذا أثرت عليه قوة خارجية غيرت من هذه الحالة) وهذا القانون يعرف بقانون ( القصور الذاتي) هذا القانون غير مفاهيم المكان المطلق وأصبح المكان غير مطلق، وكان له أثر كبير في تحرير العلوم وتقدمها، وكذلك فإن نظرية النسبية بشقيها العامة والخاصة قد حررت الزمن أيضاً من مفاهيمه الخاطئة، وسمحت للعلوم بأن تتغير إلى ما يعرف بعد ذلك بالعلوم الحديثة، والتي تسببت بعد ذلك في ظهور النهضة التكنولوجية الكبرى التي نحيا فيها الآن...

      وطبقاً لنظرية النسبية العامة والخاصة فإن الزمن نسبي، وكل شيء يتحرك في الكون يحمل زمنه الخاص به، فمثلاً الأرض تدور حول الشمس في سنة كاملة، ولكن الدورة نفسها للمشتري تستمر 12 سنة تقريباً، وكوكب بلوتو يصل طول سنته إلى 248 سنة أرضية، وطبقاً للنظرية النسبية فإن الزمان يبطئ كلما ازدادت سرعة الجسم خاصة كلما اقتربت من سرعة الضوء...


      وكل مكان في الكون له زمنه الخاص به طبقاً لجاذبيته وكثافته ودرجة حرارته والضغط الذي يحيط به، وكذلك سرعته التي تحدد زمنه الخاص به، مع باقي هذه العوامل فمثلاً سرعة الإلكترون في درجة حرارة 2000 درجة مئوية تصل إلى 40 ألف كيلو متراً في الساعة، بيد أن سرعته وهو في حالته الطبيعية على سطح الأرض تصل إلى 1760 كيلومتراً في الساعة فقط، بيد أن سرعته تقترب من سرعة الضوء في الشمس وباقي النجوم، نظراً للحرارة العالية والضغط العالي هناك [3]..


      فالزمن كمية فيزيائية تتغير بتغير العوامل المحيطة فلا يوجد زمن رتمه مثل رتم زمن الأرض في الكون، إلا إذا كانت كل صفات هذا المكان مثل الأرض من حرارة وجاذبية وضغط وأجسام محيطة وغيرها من العوامل، والزمان – كما ذكرنا- يتقدم إلى الأمام في سرعات مختلفة تبعاً لسرعة الجسم الذي ينتمي إليه أو ينسب إليه الزمان...


      لقد ربطت النظرية النسبية بين الزمان والمكان، حيث إن المكان يقاس بثلاثة أبعاد، وقد أدخل آينشتاين مفهوم الزمان أو الفراغ كبعد رابع
      space time واستخدم في النظرية النسبية الخاصة سرعة الضوء، للربط بين الزمان والفراغ.

      إذن نستنتج أن النظرية النسبية الخاصة لآينشتاين تقوم على هذه الفروض:

      - الفرضية الأولى: توسيع مبدأ النسبية الخاص ( مبدأ صمود قوانين الفيزياء) ليشمل الظواهر الكهرومغناطيسية ومنها طبعاً ( الضوء) بمعنى آخر: سرعة الضوء (2) يجب أن تكون هي نفسها في كل المراجع العطالية.
      - الفرضية الثانية: سرعة الضوء (2) ثابتة مهما كانت حركة المصدر الضوئي.
      - الفرضية الثالثة: سرعة الضوء هي السرعة القصوى في الكون، ولا يمكن لأي جسم يتحرك أن يبلغ سرعة الضوء، فضلاً عن أن يتجاوزها.
      - الفرضية الرابعة
      : الأثير لا وجود له، وبالتالي فإن الضوء له القدرة على أن ينتشر في الفراغ دون الحاجة إلى وسط...
      من خلال هذه الافتراضات قام آينشتاين بتحليل مفهوم المكان والزمان، وأثبت آينشتاين خطأ مفهوم إسحاق نيوتن الذي يقول بأن المكان مطلق، وأثبت أن الحركة في الكون مفهوم نسبي وأن الكون كله في حركة دائمة مستمرة، ولا وجود لفكرة المكان المطلق الساكن... كما رفض آينشتاين فكرة الزمن المطلق الذي افترض نيوتن أنه يعم الكون بأسره، واستنتج آينشتاين أن الزمان والمكان مفاهيم نسبية وليست مطلقة لأن التزامن ليس مطلقاً في الكون، بل يخضع للحركة التي يقوم بها الجسم أو الراصد.

      لقد أطاح آينشتاين بمفهوم الزمن المطلق الذي يعم أرجاء الكون، ويجري بالمعدل نفسه عند كل الراصدين المتحركين بسرعات مختلفة وقد أضحى الزمن في فيزياء آينشتاين مفهوماً نسبياً يتغير من راصد لآخر، وكل منظومة إسناد في الكون لها زمنها الخاص وقياساتها الزمنية الخاصة بها... الزمن إذن شيء ديناميكي متغير...

      لقد أوضحت النظرية النسبية أنه لا زمان دون مكان، ولا مكان دون زمان، أي إنه لا حقيقة لكل منهما على حدة، وإنما الكون كما يقول آينشتاين كون ( زماني) يختلف مظهره باختلاف حركة المشاهد، وبهذا يكون آينشتاين في نظريته النسبية بشقيها والتي تناولت قضايا كونية أساسية مثل اندماج المكان والزمان، واندماج المادة والطاقة، وانحناء المادة أو الطاقة عن المرور بأي مجال تجاذبي في هذا الكون...

      النسبية والزمن في القرآن الكريم:

      لقد أشار القرآن الكريم إلى خصائص الزمن الفلكية، باعتباره مترتباً على حركة الأفلاك وذلك في أكثر من آية، يقول سبحانه وتعالى: ] وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى[ [4]. ويقول الحق عز وجل: ] وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ، وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم[ [5]. ويقول تعالى: ] الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ[ [6]

      فالقمر له منازل على أبعاد مكانية مقدرة، وأشكال متوالية، ويتخذ خلال تجواله عبر هذه الأبعاد أشكالاً خاصة تكون بحجم محدد، وزمن مقدر تقديراً دقيقاً جداً، وبهذا نرى أن الشمس لها حركتها الذاتية التي تخلّف زمناً، ولكنها تتميز عن النجوم الأخرى لقربها من الأرض، وبأن لها مجموعة من الكواكب والأقمار والمذنبات والكويكبات تتبعها دائماً، وتخضع لقوة جاذبيتها حيث تجعلها من حولها في مدارات متتابعة بيضاوية الشكل، تتحرك حول نفسها وحول الشمس، فالحركة هنا زمن، والزمن حركة.


      وعلماء الكون يقولون [7]: إن للأرض حركتين: إحداهما تتم في أربع وعشرين ساعة، وهي مدار حساب الأيام، وحركة تتم في سنة وبها يكون اختلاف الفصول وعليها مدار حساب السنين الشمسية، ويؤكد القرآن الكريم هذه الحقيقة مرة أخرى حين يقول:
      ] الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ[ أي إن الشمس والقمر يتحركان في بروجهما ومنازلهما بحساب زمني مقدر منتظم، يترتب عليه تنظيم أمور الكائنات الأرضية، وتتعاقب الفصول والأوقات من صيف وخريف وشتاء وربيع، ومن ليل ونهار، ونور وظلال، وبرودة وحرارة...

      كما أشار القرآن الكريم إلى أن عدد السنين وحسابها على سطح أرضنا، مترتب على العلاقة بين الأرض والشمس، أو بين الأرض والقمر، وعلى الوحدة الزمنية التي يملأها النهار والليل، حتى يعقبها شروق شمس يوم جديد، يقول تعالى:
      ]يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاًوَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُالْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[ [8] ويقول عز وجل: ]فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[ [9].

      فحركة الأرض والقمر أو الشمس سبب للزمن، والزمن ناتج من الحركة، والمكان نسبي في الكون لأننا نتحرك مع سطح الكرة الأرضية وهي تدور حول نفسها، ولأننا نتحرك مع الأرض وهي تدور حول الشمس، ولأن الشمس مع الأرض وبقية كواكب المجموعة الشمسية تسير إلى نجوم مجرتنا الطريق اللبني، ولأن مجرتنا – كالمجرات الأخرى- تدور حول نفسها وشمسنا تدور معها، ولأن مجرتنا – كباقي المجرات – منطلقة في الفضاء الكوني متباعدة عن أخواتها... فالحركة نسبية والزمن نسبي، والزمن مرتبط بحركة ارتباطاً تناسبياً.

      وقد أشار القرآن الكرم في ثلاث آيات بينات لنسبية الزمان وهي:

      1- ]وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ [ [10].
      2- ] يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ[ [11].
      3- ] تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَ [ [12].

      وقد ذهب الدكتور منصور محمد حسب النبي [13] رئيس قسم الطبيعة بكلية البنات بجامعة عين شمس، في كتابه "الكون والإعجاز العلمي للقرآن" إلى تفسير هذه الآيات تفسيراً علمياً، مستدلاً منها على حساب السرعة الكونية القصوى لنقل الأمر الإلهي وذلك من خلال الحسابات التالية:


      إن الألف سنة مما تقدرون تعني ( 12000) دورة قمرية حول الأرض، وخلال هذا العدد من الدورات يقطع القمر مسافة تساوي المسافة التي يقطعها الأمر الكوني بالسرعة القصوى في يوم أرضي واحد، وبهذا يمكن كتابة المعادلة السابقة كما يلي باعتبار أن أي مسافة تساوي حاصل ضرب السرعة× الزمن إذا كانت السرعة منتظمة.

      الحد الأقصى للسرعة الكونية = 12000× متوسط السرعة المدارية للقمر × زمن الشهر القمري
      على زمن اليوم الأرضي

      ويتم حساب متوسط السرعة المدارية للقمر، كما لو كانت ساكنة، مما يعني ضرب متوسط السرعة المدارية للقمر حول الأرض المتحركة × جيب تمام الزاوية التي تدورها الأرض حول الشمس خلال شهر قمري واحد، وقد وجد الدكتور منصور محمد حسب النبي من المعادلة أعلاه نتيجة مدهشة هي:

      الحد الأقصى للسرعة الكونية = 299792,50 كيلو متراً في الثانية، هذه النتيجة مدهشة حقاً، لأنها تتطابق تماماً مع أدق القياسات الدولية لسرعة الضوء وهي 299792,45 كيلو متراً في الثانية.

      إلا أؤكد دائماً في هذه الموسوعة على أهمية التحري الدقيق في الحسابات، وأن لا نجزم أن مراد الحق تبارك وتعالى هو هذه النتيجة الحسابية، بل نقول: هذا تفسير بشري واجتهاد مقبول يؤجر عليه صاحبه، ولا يجوز قصر معنى الآيات عليه فقط فلننتبه...


      حقاً ما قال تعالى:
      ] وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ[ [14] أي من أيام الأرض، ويمكن أن نعتبر هذه الآية الكريمة إشارة إلى تحديد سرعة الضوء بشرط أن يكون مدلول اليوم الإلهي ليس منحصراً بهذا الرقم، بل إنه ينسحب على هذا الرقم ويتعداه ليبقى مطلقاً في علم الله تعالى، بمعنى أن نعتبر أن اليوم الإلهي هو حقبة زمنية لا يعلم حدّها إلا الله سبحانه وتعالى، قد تكون آلاف أو مليارات السنين، ولذلك جاء التنويع في الآيات الكريمة، فتارة بألف يوم مما تعدون، وتارة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، وتارة يتحدث عن اليوم في خلق السموات والأرض على أنها حقبة زمنية لا يعلم تقديرها إلا هو تبارك وتعالى، كما في قوله: ] وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ[ [15].

      وهناك إشارات قرآنية رائعة تشير إلى نسبية الزمن، من ذلك:
      1- قوله تعالى: ] وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً[ [16] وهذه إشارة واضحة إلى أن 300 سنة شمسية تعادل: 309 سنة قمرية، بالنسبة لسكان الأرض، وبهذا سبقت الآية علوم الفلك والحسابات الفلكية... (كما سـ يُفصّل في المشاركة التالية).

      2- وفي قصة الرجل الذي مرّ على القرية الخاوية، نجد مفهوم النسبية، نسبية الزمان واعتباره شيئاً متغيراً، يقول تعالى: ] أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِي [ [17]. إن سؤال الله تعالى عن الزمن كم لبثت؟ ليس استفهاماً بل هو تقرير من الله عز وجل على نسبية الزمان، فما اعتبره الرجل الصالح يوماً أو بعض يوم هو في الواقع مائة عام.

      3- نقل عرش بلقيس، وذلك في قوله عز وجل: ] قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ، قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ، قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ[ [18] ونقل العرش كما يتضح يستغرق زمناً نسبياً، يتفاوت بين نقله الطبيعي الذي يأخذ أياماً أو أسابيع، وبين زمن نقله عن طريق عفريت الجن الذي يستغرق معه زمناً مدته قيام سليمان عليه السلام من مقامه، وبين زمن نقله عن طريق الذي عنده علم من الكتاب، والذي لا يستغرق زمن نقله إلا جزءاً من الثانية ] قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ [ فالمسألة نسبية، تربط الحركة بالزمن والقوة والسرعة.

      4- آيات كثيرة تتحدث عن نسبية الزمن، وذلك بعد توقف الحركة الأرضية وجمود الزمن تبعاً لجمود الحركة، أي بعد قيام الساعة، حيث يصف الحق عز وجل نسبية الزمن وصفاً رائعاً، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى في هذا الحوار الجميل: ]قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ، قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ، قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ، فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ[ [19]

      ويقول تعالى:
      ]وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ[ [20]... والآيات في هذا المعنى كثيرة، وتحديد نسبية الزمان بتحديد الحركة ورد كثيراً كما رأينا في القرآن الكريم، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أن القرآن تحدث عن قانون النسبية بشكل واضح وصريح - كما رأينا- قبل آينشتاين بقرون متطاولة، وهذا يدل على أن كثيراً من قوانين الفيزياء والكيمياء قد سجلت في صفحات كتاب الله تعالى، ولو كان آينشتاين مسلماً لربما توصل إلى إعلان قانون النسبية وهو يقرأ القرآن، قبل موعد إعلانه الذي أعلنه بسنين... على كل لا يحق لنا أن ننكر فضل آينشتاين في بلورة وتجسيد واكتشاف قانون النسبية، فهذا حقه الطبيعي، بل باكتشافه هذا القانون قلب مفاهيم الفيزياء، وتجاوز ذلك إلى مرحلة العلم الحديث واكتشافاته الهائلة التي نشاهدها اليوم...

      وقد أمرنا القرآن الكريم أن نقول للمحسن... أحسنت، وأن نشكر ونبارك له عمله، يقول تعالى:
      ] مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ، أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [ [21] ولاحظوا قوله: ]نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ[ أي نشكرهم على أعمالهم، لأنهم كانوا سبباً في تطوير وتنمية زينة الحياة الدنيا ]لاَ يُبْخَسُونَ[أجرهم المادي أو المعنوي، وفي الآخرة إن كانوا مسلمين لهم الدرجات العلا وجنات النعيم، أما إن كانوا غير مسلمين، فمصيرهم كما تبين الآية نفسها: ]أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[ لأن أي عمل مهما كان عظيماً إن لم يكن نابعاً عن إخلاص لله وللدار الآخرة، ومرتكزاً على أساس الإيمان بالله وبجميع الكتب والرسل والشرائع، وخاصة شريعة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، فلن يجد صاحبه قبولاً، ولا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل.



      [glint]المصادر والمراجع[/glint]
      [1]
      انظر: المفاهيم الحديثة في الفيزياء، هيثم محمد خير الله، ونصر عبد القادر الخطيب، دار اليازوري، ص13-14، وانظر: طبيعة الكون، كليف كيلمستر، ترجمة: محمد البيطار، ص82.
      [2]
      انظر: مفاهيم في الفيزياء الحديثة، سامر إبراهيم حسين إسماعيل، ص16، وانظر: تطور الفيزياء، ليوبولد إنفلد، ترجمة: علي المنذر، أكاديميا، ص135، وما بعدها، وانظر: أسرار الكون، د. محمد أحمد الشهاوي، ص98 وما بعدها، وانظر: مفاهيم في الفيزياء الذرية والنووية، د. مناف حسن، ص69 وما بعدها.
      [3]
      انظر: الأرض والزمان والتقاويم، د. أحمد عبد الهادي، ص30 وما بعدها ، انظر: فيزياء القرن العشرين، ب.جوردان، ترجمة: محمد العبد، ص49، وما بعدها، وانظر: آينشتاين وغاليليو ونيوتن، فرانسواز باليبار، ص119، وانظر: فكرة الزمان عبر التاريخ، كولن ولسون وآخرون، ترجمة فؤاد كامل، ص197.
      [4]
      الرعد: 2.
      [5]
      يس: 37- 38.
      [6]
      الرحمن: 5.
      [7]
      انظر: هندسة النظام الكوني، د. عبد العليم خضر، تهامة، ص56، وانظر: من الذرة إلى المجرة، محمد صالح المحب، ص42 وما بعدها، وانظر: في أعماق الفضاء، عبد الحميد سماحة، ص29، وانظر: الفيزياء الحديثة، د. علي سعيد، ص238، وانظر: تطور الأفكار في الفيزياء، البرت أينشتاين، وليوبولد إنفلد، ترجمة: د. أدهم السمان، ص131 وما بعدها.
      [8]
      الأعراف: 54.
      [9]
      الأنعام: 96.
      [10]
      الحج: 7.
      [11]
      السجدة: 5.
      [12]
      المعارج: 4.
      [13]
      انظر: الكون والإعجاز العلمي للقرآن، د. منصور محمد حسب النبي، ص356، وانظر: القرآن والكون، أسامة علي خضر، ص315 وما بعدها.
      [14]
      الحج: 47.
      [15]
      ق: 38.
      [16]
      الكهف: 25-26.
      [17]
      البقرة: 259.
      [18]
      النمل: 38-40.
      [19]
      المؤمنون: 112 – 116.
      [20]
      الروم: 55- 56.
      [21]
      هود: 15-16.



      يتبع ...


      sigpic


      يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

      تعليق


      • #4

        [frame="13 98"]
        النسبية في القرآن الكريم
        {2}

        قانون النسبية في القرآن الكريم
        بقلم:
        محمد مرسي محمد
        [/frame]



        النسبية علم قرآني في أصله، ولكن الناس حينما يسمعون الكلمة ينتابهم الإحساس بالغموض؛ لأنها ارتبطت في نظر العامة والخاصة على حد السواء بالمعادلات والألغاز الرياضية، وقد يكون الناس محقين في ذلك، فكثير من حلول فروض نظرية النسبية الخاصة والعامة (لإينشتين) تحتاج إلى عقول رياضية جبارة. ولننظر كيف عالج القرآن موضوع النسبية من خلال بعض الآيات القرآنية.

        العلاقة بين الزمان والمكان:
        قال - تعالى -: ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا (25) قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا (26) الكهف: 25، 26.


        واللفتة القرآنية المعجزة في قوله - تعالى -: قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض (26) الكهف: 26. بعد التصريح المباشر بأنهم لبثوا 300 سنة وازدادوا تسعاً.


        وقد سبق القرآن كل علوم الفلك حينما قدر الفترة التي لبثها أهل الكهف بثلاثمئة سنة، والتي تعدل في الوقت نفسه 309 أعوام.. بمعنى أن كل 300 سنة شمسية = 300 × 25، 365 = 109575 يوماً.
        300 عام قمري = 300 × 37، 354 = 106311 يوماً.
        الفرق بين التقويمين = 109575 106311 = 3264 يوماً= 9 سنوات.


        إذاً النسبة بين التقويم الميلادي الشمسي، والتقويم القمري الهجري لعدد السنين في النظام الاقتراني معروفة علمياً وقرآنياً بأن 300 عام قمري يقابلها 291 سنة ميلادية بفرق 9 سنوات (1).
        وصدق الله حيث يقول: ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا (25) الكهف: 25.
        فإذا ما تعددت أماكن الحساب نجد أن 300 عاماً (109575) يوماً تعادل على عطارد = 109575 88 (سنة عطارد 88 يوماً أرضياً) 1245 سنة.
        على الزهرة = 109575 243 = 451 سنة.
        على المريخ = 109575 687 = 59.5 سنة.
        وهكذا يظل الزمن نسبياً (2).


        أما القيمة الحقيقة فلا توجد إلا عند من أحاط بالزمان والمكان وهو الله - سبحانه وتعالى -، وصدق الله حيث يقول: قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض (26) الكهف: 26.


        فأي جديد أتى به (اينشتين) في نظريته الخاصة سنة 1950م حينما قال: "ليس لنا أن نتحدث عن الزمان دون المكان، ولا عن المكان دون الزمان، وما دام كل شيء يتحرك فلا بد أن يحمل زمنه، وكلما تحرك الشيء أسرع فإن زمنه سينكمش بالنسبة لما حوله من أزمنة مرتبطة بحركات أخرى أبطأ منه". وقد توصل إلى أن الزمن ليس حقيقة مطلقة، وأنه يمضي بمعدلات مختلفة بالنسبة لمختلف الراصدين ويتوقف ذلك على السرعة النسبية لكل راصد.


        يصرح القرآن الكريم بنسبية الحياة الدنيا في العديد من الآيات: قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (112) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين (113) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون (114) المؤمنون: 112 _ 114.
        ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون (55) الروم: 55.
        كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها (46) النازعات: 46.


        أما عن انكماش الزمان يقول "أحمد بهجت" (3): أيسأل الناس كيف صعد "عرج" الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالروح والجسد إلى قمة القمم في السماء ثم عاد دون أن يبرد فراشه.. أي معجزة هنا تزيد على معجزة تحول النطفة إلى إنسان، أو معجزة تحول البذرة إلى شجرة، أو معجزة إحياء الماء للأرض أو ريه للعطش، أو معجزة حب يربط بين قلبين دون سابق معرفة.


        ولكي لا يستغرب العقل عودة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى فراشه الدافئ بعد رحلة المعراج علينا أن نستوعب ما توصلت إليه النسبية نظرياً وعملياً؛ حيث ثبت أنه كلما زادت سرعة الجسم المتحرك في الفضاء الكوني أبطأت عقارب ساعته من دورانها. فالجسم الذي يتحرك بسرعة 3000 كم في الثانية يبطئ معه الزمن ثلث ثانية كل ساعة، فإذا ما زادت السرعة إلى 30.000 كم ث أبطأ زمنه ثمانية عشرة ثانية كل ساعة، أما في حالة إذا ما بلغت سرعته السرعة الكونية العظمى فإن الزمن يتوقف، مع ملاحظة أنه لا يوجد شيء يمكنه أن يسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء وأنه إذا تحرك جسم بسرعة تساوي سرعة الضوء، فإن كتلة هذا الجسم سوف تصبح كتلة لا نهائية، وبالتالي تصبح مقاومته للحركة لا نهائية، وبالتالي يتوقف، وهذه فرضية مستحيلة؛ لأنه لا يوجد جسم يمكنه أن يسير بسرعة الضوء إلا الضوء ذاته.


        إذن فمن المحال أن تفسر نظرية النسبية العامة حادثة المعراج؛ لأن قوانينها تتوقف عند ذلك، فبأي قوة وبأي أمر تمت الرحلة؟ لا يمكن أن تكون إلا بأمر "كن فيكون" أمر الله - تعالى - صاحب الأمر كله فلم يتثاقل الجسد؟ ولم تستغرق الرحلة إلا جزءاً يسيراً من الزمن.
        ومن المحال أيضاً أن نفسر رحلة الإسراء والمعراج بقانون النسبية أو العلة والمعلول؛ فإن العلة تسبق المعلول، أو الأسباب تسبق النتائج، والقرآن عبر عن ذلك بأسلوب معجز؛ ففي حديثه عن الإسراء وهي رحلة أرضية أقام الرسول - - الدليل عليها بإخبارهم عن العبر التي رأها في الطريق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ووصفه لبيت المقدس وهو لم يره من قبل: ومن هنا جاء التعبير بقوله لنريه من آياتنا1 الإسراء: 1 في الآية الأخرى لقد رأى" من آيات ربه الكبرى" 18 النجم: 18 أما في مشاهد المعراج والتي لا يعرف البشر حتى اليوم أوصافها فقد أتى القرآن بالفعل الماضي رآه فالبشر يرون آيات الأرض التي رآها الرسول - - في الإسراء، أما آيات السماء التي رآها رسول الله - - في المعراج، فلن تتيسر إلا لواحد فقط وهو محمد - -، ولن يراها سواه، إنها تشريف وتعظيم لقدره وحده.


        إن مسألة توقف الزمن مسألة مثيرة حقاً، فلو افترضنا أن المسافة بين مدينتين 3650 كيلو متراً، وأردنا أن نسافر من إحداهما إلى الأخرى سيراً على الأقدام بافتراض أن ما يقطعه السائر في اليوم يساوي 10 كيلو مترات، فإن الزمن اللازم للسفر سنة كاملة. فإذا ما كانت السيارة هي وسيلة السفر، وكانت سرعتها (150 كيلومتر ساعة) فإن السيارة تستغرق وقتاً قدره 3650 /150= 3، 24ساعة.. أي يوم.
        فإذا ما تيسرت وسيلة مواصلات تسير بسرعة دوران الأرض 44، 10ميل ساعة = (1680كم ساعة) فإن الرحلة سوف تستغرق 3650 /1680=2.2 ساعة.
        فإذا ما اخترع آلة تسير بسرعة الضوء (300 ألف كيلو متر في الثانية تقريباً) فإن الرحلة تستغرق = 3650 /300000=12% جزء من المائة من الثانية.
        ولو تخيلنا وسيلة مواصلات تسير بسرعة تبلغ (10أضعاف سرعة الضوء) حينئذ تستغرق الرحلة واحد في الألف من الثانية (0.001 second)، فما بالك لو بلغت السرعة مئات الأضعاف من سرعة الضوء.. الرحلة ستتم إذاً في لازمن.
        وقد عبر القرآن أصدق تعبير عن نسبية الزمن؛ فألف سنة مما نعد تعدل عند الله يوماً: وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون (47) الحج: 47.
        وما يقطع من مسافة في ألف سنة مما يعد يقطعه الأمر الإلهي في يوم مما نعد، ولكن اليوم الأخير يوم من أيام الله: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون (5) السجدة: 5.
        _______________________________
        الهوامش:
        1 حسني حمدان، العلاقة بين الزمان والمكان، دار الوفاء للنشر، المنصورة، 2002م، ص: 11.
        2 عبد الهادي ناصر، التقويم، دار الفكر للنشر، القاهرة، 2001، ص: 38.
        3 أحمد بهجب، أنبياء الله، دار الشروق للنشر، القاهرة، 1999م، ص: 112.


        المصدر: موقع المختار صفحة الكاتب

        التصنيفات >> القرآن وعلومه >> التفسير









        يتبع ...


        sigpic


        يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

        تعليق


        • #5

          [frame="13 98"][motr]إعجاز القرآن الكريم[/motr]
          في فيزياء الضوء
          [/frame]
          (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22]



          تُعرّف ظاهرة تحلُلِ (تشتيت) الضوء بأنها عملية إنكسار للضوء وتحدث نتيجة لمرور الأشعة بين وسطين مختلفي معامل الانكسار (من الهواء إلي الماء أو الزجاج أو ..) حيث تحدث إعاقة للضوء فينتج ألوان الطيف الـ(7) مُختلفة الأطول الموجية الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي. وأول من إختبر هذهـ الظاهرة عالم الفيزياء الكلاسيكي نيوتن صاحب النظرية الجسيمية للضوء.



          اللون الذي ينتقل بسرعة بطيئة في الزجاج سوف ينحرف عن مساره بحدة كبيرة عند الحد الفاصل بين الهواء و(الماء أو الزجاج ..). اما اللون الذي يتحرك بسرعة كبيرة في (الماء أو الزجاج ..) فلن يتأثر كثيرا كما في الحالة السابقة، ولهذا فإن الضوء
          الأبيض
          المكوّن من ألوان الطيف فـ سوف يتفرّق حسب الطول الموجي لـ كل لون وسرعته عند نفاذهـِ عبر الوسط وبالتالي نستطيع رؤية الوان الطيف بشكلها البديع عند خروج الضوء من الجهة الأخرى للوسط.وهذه الظاهرة تعرف باسم تشتيت الضوء dispersion.

          رابط لـ موقع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا):
          http://science.hq.nasa.gov/kids/imag...s/visible.html

          يُمكن مُشاهدة هذهـ الظاهرة في المُختبر أو بـ صورة تلقائية في الطبيعة مثل ظواهر الـ قوس المطر والشفق والغسق.

          {1}ظاهرة قوس المطر





          ويُشاهد قوس المطر عند هطول الأمطار نتيجة لتشتيت الضوء الأبيض إلي ألوان الطيف عند نفاذهِـ بقطرات المياهـ بألطريقة الموّضحة.
















          {2} الشفق والغسق

          يُشاهد الشفق الأحمر بعد غروب الشمس جهة الغرب ويظهر بعدهُـ الـ غسق وقد أقسم اللهُ بألآيات الكريمة:
          فَلَا أُقُسِمُ بِالشَّفَقِ 16 وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ 17 وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ 18 من سورة الإنشقاق.






          أما الشفق الأبيض فيُشاهد وقت الفجر




























          يتبع ...
          ..
          التعديل الأخير تم بواسطة السهم الثاقب; 9 يول, 2011, 08:23 م.

          sigpic


          يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

          تعليق


          • #6

            الصور للشفق القطبي THE AURORA
































            شاهد الشفق القُطبي وسبِحِ الخالق تباركـ إسمهُ أحسن الخالقين



            http://www.youtube.com/watch?v=nJewr...eature=related

            لـ تجربة تشتيت الضوء في المختبر نستخدم المنشور الزجاجي ونُسلط عليه الضوء الأبيض لـ نتحصل علي الـ(7) أطياف بنفس الطريقة التي تحدث في الطبيعة
            تختلف الأطوال الموجية فتنتج الألوان.


            ...







            إذا قسمت ورقة دائرية إلي 7 أجزاء ولوّنت كل واحدة بـ لون مُختلف وأدرتها بعد تثبيتها من مركز الدائرة بـ قلم سـ تري الورقة بيضاء.








            سبحان الله !!!







            يتبع ...

            sigpic


            يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

            تعليق


            • #7

              [frame="13 98"]
              ظاهرة السراب
              بين العلم وحقائق الكتاب
              الكاتب الأستاذ حسن يوسف شهاب الدين
              [/frame]




              قال الله عزّ وجل: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب{39}[ سورة النور].

              السراب عند المفسرين الأوائل
              هذا مثل ضربه اللّه تعالى للكفار الذين يحسبون أنهم على شيء من الأعمال والاعتقادات. فمثلهم في ذلك كالسراب.
              والسراب: ما يرى نصف النهار في اشتداد الحر، كالماء في المفاوز يلتصق بالأرض. وسمي السراب سراباً لأنه يسرب سروباً, أي يجري كالماء{1}, ولانسرا به في مرأى العين.{2}. ويقال: سرب الفحل أي مضى وسار في الأرض. ولا يكون السراب إلا في الأرض القيعة والحر فيغتر به العطشان.

              قال الشاعر:
              فلما كففنا الحرب كانت عهودهم *** لمع سراب بالفلا متألق

              والقيعة جمع القاع, والقاع ما انبسط من الأرض واتسع ولم يكن فيه نبت، وفيه يكون السراب. وأصل القاع الموضع المنخفض الذي يستقر فيه الماء، وجمعه قيعان. وقال الجوهري: القاع المستوي من الأرض.

              وقال الشاعر عدنان مردم‏

              والناسُ أحلامُ السرابِ بقيعةٍ ** تطوى كرجعِ صدىً يرنُّ بوادِ
              {3}.

              وفي معنى: ﴿ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ,
              فعل (حسب): يدل على أن الشيء الذي تحسبه موجود, هو في الحقيقة ليس كذلك, فهو غير موجود حقيقة, وبالتالي فهو مناقض لما ترى. والظمآن: أي العطشان. وقال الزجاج: هو أَشدُّه. وقد ظمِئَ فلان يَظْمَأُ ظَمَأً إِذا اشتدَّ عَطَشُه. وظَمِئَ إِلى لِقائه: اشْتاقَ.{4}. فيكون المعنى: إذا رأى السراب من هو محتاجٌ إلى الماء, سيقصده ليشرب منه, لأنه على حد علمه ماء يشرب, فلما انتهى إليه {لم يجده شيئاً} فكذلك الكفار, يعولون على ثواب أعمالهم, فإذا حاسبهم اللّه سبحانه وتعالى يوم القيامة عليها لم يجدوا منها شيئاً، كما قال الله تعالى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا{23} [الفرقان]. كما لم يجد صاحب السراب إلا أرضاً لا ماء فيها.{6,5}.

              وقال رسول الله في الحديث الطويل:

              ﴿ أنه يقال يوم القيامة لليهود ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد عزير ابن اللّه، فيقال كذبتم ما اتخذ اللّه من ولد ماذا تبغون؟ فيقولون: يا رب عطشنا فاسقنا، فيقال: ألا ترون؟ فتتمثل لهم النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً فينطلقون فيتهافتون فيها﴾.{7}.

              ومنه فالسراب كما فهمه السلف الصالح وعلماء اللغة العربية أنه فيما لا حقيقة له.
              وكان يضرب به المثل ليدل على الكذب فيقال:
              السَّرَاب أكْذَبُ مِنْ يَلْمَع.{8}. وقال الشاعر:
              وإنك والتماس الأجر بعدي *** كباغي الماء يتبع السرابا
              {9}.
              فالسراب في الحقيقة خدعة بصرية يحسبه الرائي ماء لا وجود له.

              السبق العلمي لدراسة ظاهرة السراب:

              كان السبق في دراسة هذه الظاهرة إلى علمائنا المسلمين الكبار وعلى رأسهم صاحب كتاب المناظر في البصريات العالم المسلم الحسن ابن الهيثم البصري الذي كان رائداً في هذا المجال وكان أول من أعطى تفسيراً لهذه الظاهرة بشكل علمي وفيزيائي.



              تفسير السراب من الناحية العلميـة
              تعريف ظاهرة السراب
              هي خدعة بصرية (ضوئية) تحدث نتيجة ظروف البيئة المحيطة من اشتداد درجة الحرارة والأرض المستوية واختلاف في معامل الانكسار مما يجعلها في حالة توهج شديد حيث تبدو كالماء الذي يلتصق بالأرض ليعكس صوراً وهمية للأجسام وكأنها منعكسة عن سطح مرآة كبيرة, وترجع تسمية السراب عند العرب إلى سرب الماء أي جرى وسار, أما التسمية الإنكليزية لهذه الظاهرة فتعود إلى كلمة mirage وتعني المرآة باللغة الفرنسية وتُعرف بـ ظاهرة الانعكاس الكلي الداخلي.



              أنــــواع الســـــراب




              (1) - السراب السفلي


              السراب الصحراوي:

              يحدث هذا النوع في الصحراء نتيجة الحرارة الشديدة التي تنعكس عن رمالها مما يجعلها في حالة توهج شديد ليأخذ شكل سطح مائي أمام عين الناظر (المسافر) فيعكس صوراً عديدة وهمية تمثل انعكاساً للمسافة الممتدة أمامه, ويفسر ذلك بأن كثافة طبقة الهواء الساخنة القريبة من الأرض تكون أقل من الطبقات الأعلى منها مما يجعل الضوء المنعكس عن هذه المنطقة يصاب بدرجة من التقوس والانحناء تجعله يرتد عنها إلى أعلى فيبدو لعين الناظر وكأنه سطح مرآة ينعكس عليه صفحة الماء الهادئ يمتد أمامه إلى مالا نهاية بسبب شدة الحرارة بدليل أنه كلما اقترب منه ابتعد عنه. {10}.


















              السراب في المدن:

              يحدث هذا النوع من السراب في المدن وخاصة على الطرق المبلطة والمعبدة بالإسفلت التي تسخن بشدة تحت تأثير أشعة الشمس وبفضل لونها الأسود فيبدو سطح الطريق من بعيد وكأنه مغطى ببركة من المياه ويعكس الأجسام البعيدة وبذلك يدرك الناظر أن هذه الظاهرة خدعة بصرية لأنه كلما اقترب منها ابتعدت عنه, وتبقى المسافة ثابتة بين البركة الخادعة وعينه.








              (2) – السراب الجانبي:

              وهو انعكاس لأحد الجدران العمودية الساخنة بتأثير الشمس, وقد أتى على وصفه أحد المؤلفين الفرنسيين حين لاحظ عند اقترابه من سور القلعة أن الجدار المسطح للسور بدأ يلمع فجأة مثل المرآة وقد انعكس فيه المنظر الطبيعي بما فيه الأرض والسماء وعند اقترابه عدة خطوات إلى الأمام لاحظ نفس التغيير قد طرأ على الجدار الآخر للسور وبدا له وكأن السطح الرمادي غير المنتظم قد تحول إلى سطح لماع وكان يوما شديد الحر أدى إلى تسخين الجار بشدة واختلفت الكثافة بين طبقات الهواء وبالتالي اختلاف معاملات الانكسار وهذا السبب الفيزيائي لرؤية الجدار يلمع.

              والسبب الفيزيائي للسراب السفلي و الجانبي: يكون الهواء بالحالات الثلاث السابقة أسخن بالقرب من الأرض ومعامل الانكسار ضعيفاً مما يجعل الضوء يسير بسرعة أكبر وتنحني أشعة الضوء إلى الأعلى لذا نرى انعكاس السماء أو جسم بعيد على الأرض كما لو كان هناك ماء وما يحدث في هذه الحالة ليس مجرد انعكاس بل ما يسمى بلغة الفيزياء (الانعكاس الكلي) ولكي يحدث هذا الانعكاس يجب أن يكون الشعاع الداخل في طبقات الهواء مائلاً أكثر من الميل الذي هو عليه وفيما عدا ذلك لا تتكون لديه (الزاوية الحرجة) لسقوط الشعاع التي لا يحدث بدونها انعكاس كلي ولكي يحدث هذا الانعكاس يجب أن تكون طبقات الهواء الكثيفة أعلى من الطبقات التي تقل عنها كثافة, وتتحقق هذه الحالة بوجود الهواء المتحرك حيث لا تتحقق بدونه، وعند الاقتراب من السراب تزداد قيمة الزاوية المنحصرة بين الأشعة والأرض فيقل انحناء الأشعة فيختفي الماء الخادع {11}.


              (3) - السراب القطبي:

              وهو ظاهرة مألوفة لسكان الشواطئ خاصة في المناطق الباردة وفيه تبدو الأجسام الموجودة على سطح الأرض و كأنها مقلوبة ومعلقة في السماء. وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون طبقات الهواء السفلي باردة بينما تهب في الطبقات العليا تيارات ساخنة، وبذلك تقل كثافة طبقات الهواء بزيادة بعدها عن سطح الأرض، وبالتالي تقل معاملات انكسار طبقات الهواء المتتالية صعوداً.






              لذلك إذا تتبعت شعاعاً ضوئياً صادراً من مركب شراعي تجده ينكسر في طبقات الهواء المتتالية بعداً عن العمود و متخذاً مساراً منحنياً حتى تصبح زاوية سقوطه في إحدى الطبقات أكبر من الزاوية الحرجة لهذه الطبقة بالنسبة للطبقة التي تعلوها فينعكس انعكاساً كلياً ليتخذ مساراً منحنياً في الاتجاه المضاد ليصل إلى العين فيبدو المركب معلق في الهواء وهو مقلوب.





              تفسير حدوثه :

              - عندما تكون طبقات الهواء السفلي باردة وطبقات الهواء العليا دافئة، فإنه كلما ارتفعنا إلى أعلى تقل كثافة الهواء وبالتالي تقل معاملات الانكسار لطبقات الهواء المتتالية.
              - الشعاع الصادر من مركب شراعي ينتقل من طبقة معامل انكسارها كبير إلى طبقة أخرى معامل انكسارها صغير لذا ينكسر الشعاع مبتعداً عن العمود المقام على الحد الفاصل.
              - يستمر انكسار الأشعة الضوئية بين طبقات الهواء المتتالية مبتعدة عن العمود المقام حتى تصبح زاوية السقوط في إحدى الطبقات أكبر من الزاوية الحرجة لهذه الطبقة بالنسبة للطبقة التي تليها فينعكس الشعاع انعكاساً كلياً داخلياً متخذاً مساراً منحنياً إلى أسفل.
              عندما يصل الشعاع إلى العين تُرى صورة المركب على امتداد الشعاع فتبدو الصورة مقلوبة وكأنها معلقة في السماء.{12}.





              وجه الإعجاز العلمي:

              عبر القرآن الكريم عن ظاهرة السراب تعبيراً رائعاً ووصفاً علمياً دقيقاً يضاهي تعريف العلماء وأصحاب الاختصاص, كما جاء وصفها أيضاً بكلام نبيه المصطفى عليه صلوات الله وسلامه بالحديث الشريف, وقبل شرح أوجه الإعجاز دعونا نتذكر صفات السراب لنبين الإيجاز في تعبير آيات القرآن الكريم والوصف العلمي الدقيق لها.

              ظاهرة السراب
              1 - المكان المناسب لحدوثها.
              2 - اشتداد الحرارة.
              3 - السراب يشبه سطح الماء.
              4 - وجود الهواء المتحرك.
              5 - كلما اقتربنا منه ابتعد عنا, ( ثبات المسافة بين عين الناظر والسراب).

              قال الله تعالى في محكم تنزيله في سورة النور:
              ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب {39} [ سورة النور]. أما في قوله سبحانه ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ . فهذا يعني أن السراب لا يحدث إلا في الأرض القيعة والتي تعني الأرض المستوية أو ما انبسط من الأرض ولا يتكون السراب إلا بوجود هذا المكان الخاص.

              ولكن الكفار ليسوا فقط من أهل الصحراء الذين ألفوا السراب وعرفوه, بل هم في كل مكان مأهول, فمنهم من يعيش في المدن ذات الطرقات المرصوفة والأبنية الشاهقة, ومنهم من يعيش في المناطق الساحلية.
              وهنا يكمن إعجاز القرآن الكريم في أن السراب يحدث في كل الأماكن التي تكون فيها الأرض منبسطة ومستوية, وهذه المعلومات عن أنواع السراب سابقة الذكر لم تكن معروفة في زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأنها اقتصرت على السراب الصحراوي.

              وفي قوله عزّ من قائل ﴿ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء ﴾. أما الظمآن فهو ما اشتد عطشه و يصبح كذلك تحت ظروف الجو الحار, وهذا يدل على الشرط الثاني. والإعجاز المبهر والذي لا جدال فيه عند أصحاب الاختصاص, تشبيه السراب بالماء وليس بالمرآة مثلما قال العلماء الغربيون فشتان ما بين الانعكاس عن سطح الماء وسطح المرآة لان حادثة السراب لا تحدث إلا بوجود الهواء المتحرك (تيارات الحمل) فتظهر طبقات الهواء متموجة مثل الماء, وهذا هو الشرط الثالث والرابع.

              والمعادلة الفيزيائية لظاهرة السراب تكمن بقوله تعالى:﴿ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ﴾, نستنبط من هذه الكلمات الربانية أنه كلما اقتربنا من السراب ابتعد عنا وبالتالي فإن المسافة بين عين الناظر والسراب ثابتة وهذا هو الشرط الخامس.

              وجه الإعجاز البياني:

              استعمال الفعل ( يحسب ) دون الفعل ( يظن ).
              نستدل على دقة اللفظ القرآني في هذه الآية الكريمة من سر اختيار الله سبحانه وتعالى للتعبير عن أعمال الذين كفروا كالسراب بفعل ﴿ يَحْسَبُهُ, دون الفعل (يظنُّه), لأن الفرق في المعنى بينهما دقيق جداً وكل فعل منهما له معنى مختلف عن الآخر. وجيء به على صيغة المضارع, ليفيد معنى التجدُّد والاستمرار. فالفعل (حسب): حسب, يحسِب, حِسباناً من الحِسبان بكسر الحاء. والحِسبانُ هو أن يحكم الحاسِبُ لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله.

              وهذا واضح في قول الله تعالى:
              ﴿ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا {18} الكهف. قال أهل التفسير في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا ﴾: كانت أعينهم مفتوحة وهم نائمون, فكذلك كان الرائي يحسبهم أيقاظا. وقيل: تحسبهم أيقاظا لكثرة تقلبهم كالمستيقظ في مضجعه.{12}. إذاً تحسبهم أيقاظاً دون أن يخطر ببالك أنهم نائمون, فغلب على حسابك اليقظة, مع إهمال احتمال رقودهم.

              وفي نفس المعنى قال الله تعالى:
              ﴿ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ {44} سورة النمل (27). فعندما رأت ملكة سبأ الصرح حسبته ماء وهو ليس ماء, بل كان صرح ممرد من قوارير زجاجية, فغلب عليها الأول وأهملت الثاني. ومنه يأتي الفعل (حسب) مناقض لما ترى. فالسراب في الحقيقة خدعة بصرية يحسبه الرائي ماء لا وجود له.

              أما فعل ( يظنُّ ) فهو من الظنِّ. والظنُّ هو أن يخطر النقيضان ببال الظانِّ، فيُغلِّب أحدهما على الآخر. فالظَّنُّ: التَّرَدُّدُ الراجِحُ بين طَرَفَي الاعْتِقَادِ غيرِ الجازِم.
              فأصل الظن وقاعدته الشك مع ميل إلى أحد معتقديه وقد يوقع موقع اليقين، لكنه لا يوقع فيما قد خرج إلى الحس فلا تقول العرب في رجل مرئي حاضر: أظن هذا إنساناً. ويكمن الإعجاز البياني في استعمال الفعل (حسب) دون الفعل (ظن), لأنه يستعمل لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر ببال الحاكم.

              [gdwl]والسؤال هنا من أخبر النبي المصطفى قبل 14 قرنا عن ظاهرة السراب وشروطها وتفسيرها العلمي والفيزيائي. ومن علمه أسرار اللغة العربية وفنونها, وهو النبي الأمي. إنه بلا شك الله العليم التواب والذي نرجو برحمته لنا ولكم ولكافة المسلمين الأجر والثواب. [/gdwl]


              --------------


              المراجع

              القرآن الكريم
              [12,3,1,6]. الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي.
              2 - مفردات ألفاظ القرآن الكريم كتاب السين. سرب.
              4 - لسان العرب لابن منظور.
              5 - مختصر تفسير ابن كثير. اختصار الصابوني, المجلد الثاني, تفسير سورة النور.
              7 - صحيح مسلم بشرح النووي، للإمام النووي كتاب. باب معرفة طريق الرؤية.
              8 - مجمع الأمثال الجزء الثاني. - الباب الثاني والعشرون3193.
              9 - الإصابة، لابن حجر الجزء الأول. [ص:15].
              10 - الفيزياء المسلية
              11. مجلة الكنانة لتكنولوجيا المعلومات www.kenanah.com
              12 - منتدى الفيزياء www.hazemsakeek.com
              وموقع اكتشف بنفسك.
              عن شبكة الإعجاز في القرآن والسنة
              المصدر : منتدى أنصار السنة
              (بتصرف يسير)


              يتبع ...


              التعديل الأخير تم بواسطة السهم الثاقب; 9 يول, 2011, 10:54 م.

              sigpic


              يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

              تعليق


              • #8
                جزاكم الله خيراً .
                أستغفرُ اللهَ لِى وللمسلمينَ حتى يرضَى اللهُ وبعدَ رضاه، رضاً برضاه .
                " ... وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّـى لِتَرْضَى"
                اللَّهُمَّ اجعَل مِصرَ وأَهلَهَا وسَائِرَ بِلادِ المسلِميْنَه فِى ضَمانِكَ وأمانِكَ .

                تعليق


                • #9

                  وجزاكم مثلهُ أخي المِفضال
                  شاكرٌ لـ مروركـ ودعاءكـ

                  المشاركة الأصلية بواسطة عبد مسلم مشاهدة المشاركة
                  جزاكم الله خيراً .

                  sigpic


                  يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                  تعليق


                  • #10
                    سبحان الله.

                    تعليق


                    • #11
                      [frame="13 98"]إعجاز الكتاب
                      في وصف السحاب {1}
                      بقلم الأستاذ الدكتور كارم غنيم
                      رئيس جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة[/frame]





                      يقول الله تعالى : (
                      أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)[سورة النور: 34].

                      ورد في (غريب القرآن ) أن قول الله تعالى :(يزجي سحاباً) يعني يسوقه بالرياح، (ثم يؤلفه بينه) : يعني يجمع قطع السحاب، فيجعلها سحاباً واحداً متراكماً ساداً للأفق .
                      (الودق) يعني : المطر أو القطر، (يخرج من خلاله) يعني: من فتوقه (من جبال فيها من برد) يعني : كما أن الجبال جمع جبل، من جبال في السماء. وقال عامة المفسرين: إن في السماء جبالاً من برد خلقها الله فيها كما خلق في الأرض جبالاً من حجر.

                      وقال أهل المعنى: السماء ههنا الغيم (السحاب) المرتفع فوق رؤوس الناس، والمراد بالجبال كثرتها.. وقبل أن ندخل في جولة بين التفاسير المشهورة، وهي عديدة، لنتعرف على السحاب، وكيف يتكون، وما أنواعه ..
                      ومحاولات علماء الفيزياء و الأرصاد الجوية لاستزراع السحب.

                      ما هو السحاب؟

                      يعرف العلماء السحاب (
                      Cloud) بأنه بخار الماء متكاثف يتألف من جسيمات (Particales) متكون من قطيرات (Droplets) صغيرة الحجم من الماء السائل، أو بلورات ( Crystals) صغيرة من الثلج، قطر الواحد منها لا يتجاوز عشرة أجزاء من الألف من المليمتر، ولو صُف ألف جسيم منها لم يتعد طوله 1.5 سنتمتر. يقوم الهواء بحمل هذه الجسيمات الدقيقة، فتظل متعلقة في الجو، ويمدها غالباً بتيارات صاعدة(مندفعة في الأسفل إلى الأعلى ). ويحتوي الهواء مواد عديدة كالبكتيريا، وأملاح البحار، والأتربة والدخان، والهباب، والغبار، وحتى حبوب لقاح الأزهار، وهي ما يطلق عليها العلماء اسم [ نوى التكاثف Condensation nuclei] وهي مواد يتوفر وجودها في طبقات الجو السفلى، وتتكثف عليها قطرات الماء الصغيرة جداً في السحب، فتزداد أحجامها، ويتألف منها المطر بعد أن تصعد الرياح الحارة المشبعة ببخار الماء إلى طبقات الجو العليا وتتكون منها السحب.


                      صورة توضح كيفية تكاثف قطرات الماء الصغيرة حول نوى التكاثف
                      وأما المصدر الطبيعي للملح في الجو، فإن الرياح حيت تلطم سطح البحر صباح مساء تحمل رذاذه المحمل بجزيئات الملح إلى الجو، وترتفع في طبقاته، وتعمل كنوى تكاثف في السحب، إضافة إلى الشوائب الأخرى التي أشرنا إلى أهمها من قبل. ومما يذكر في هذا المقام أن جميع السحب التي تغطي سطح الأرض في وقت واحد، لا تحتوي سوى واحد بالألف من ماء الكرة الأرضية.. !! كيف يتكون السحاب .. وكيف يتساقط منه البريد ؟؟؟

                      لقد أفاض القرآن العظيم في وصف العوامل والأسباب التي تتدخل في تكوين السحب، وهطول المطر، وذلك قبل أن يتوصل العلماء حالياً إلى معرفتها. وأوضح القرآن أن الرياح هي التي تثير السحب وتوزع حملها من الأمطار : (
                      اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ {48} وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) [سورة الروم].



                      كما فرق القرآن بين أنواع السحب، وأوضح كيف يخرج الودق [أي المطر ] من خلال هذا الركام (الذي يشبه الجبال)، وكيف ينهمر البرد من هذا الركام (الذي يشبه الجبال)، وكيف ينهمر البرد من هذا النوع فقط من السحب : (
                      وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء)[سورة النور:43]. وكيف يحدث البرق والرعد ؟ وكيف تقوم الرياح بتلقيح السحب؟ :( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ {22} )[سورة الحجر].

                      وأصبح من المعلوم الآن أن السحب تتكون حينما يبرد الهواء، ويصل إلى نقطة الندى (
                      Dew Point أو درجة التشبع (Saturation فتقل قدرته على حمل بخار الماء (water vapour) فيتحول إلى نقطة ماء، أو إلى بلورات ثلج، حسب درجة حرارة تلك المنطقة من الجو هذا وقد أشرنا إلى أن القطيرات المائية، التي تتصاعد محمولة على متن الريح الصاعدة، صغيرة جداً بحيث لا ترى إلا بالمجهر [ الميكروسكوب]، وخفيفة جداً لدرجة أنها تصعد مع أهدأ تيار هوائي.. وتزداد أحجام هذه القطيرات شيئاً فشيئاً ـ كما أوضحنا من قبل ـ فتكون السحابة في النهاية مشكلة من قطيرات ماء وهواء، ويمثل الهواء النقي أكثر من 99% من مكونات أية سحابة.

                      وينزل الماء الطهور العذب بهطول السحابة وهو ما أشار إليه القرآن العظيم في قول الله تعالى :(
                      وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا) [سورة الفرقان: 48]. (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا)[سورة المرسلات:27].

                      نعم وذلك لأن أشعة الشمس بما فيها من أشعة فوق بنفسجية (
                      Ultraviolet) وأشعة تحت حمراء ( infrared) وغاز الأوزون ( Ozon) ولأن البرق، ولأن المركبات الكيميائية المختلفة الموجودة في طبقات الجو العليا، تقوم هذه وتلك بقتل الميكروبات، وإعدام الأحياء الدقيقة الضارة التي تحملها الرياح عادة وتدخل بها في السحب، وبالتالي ينزل المطر بماء طاهر نظيف خال من الجراثيم والميكروبات، وهي الكائنات التي لم يعرفها الإنسان إلا بعد أن أكتشفها العالم الفرنسي " باستير" في القرن التاسع عشر الميلادي ( أي بعد نزول القرآن بنحو أثني عشر قرناً ميلادياً) .

                      وماء المطر عذب " فرات"، فبالرغم من أن ما صعدت به الرياح وكونت به السحب، إنما هو ماء مالح من البحار والمحيطات ، فإن الله سبحانه هيأ الأسباب لإزالة ملوحته أثناء عملية البخر الطبيعي !!! أليس هذا إعجاز للكتاب في وصف السحاب ؟ ! بل إنه كذلك، وسوف نزيد ذوي الألباب من الكثير في هذا الباب .






                      لدينا أربعة نصوص قرآنية تشرح ـ بالتفصيل ـ جوانب مهمة في السحب والمطر هي :

                      (1)(لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)[سورة النور:43].

                      (2)
                      (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ {48} وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ)[سورة الروم].

                      (3)
                      ( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ {68} أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ {69} لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ{70} أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ )[سورة الواقعة:68_70].

                      (4)
                      (إنَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِوالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ ِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَامن كل ِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[سورة البقرة:164].

                      هذه نصوص قرآنية سنرجع إليها كثيراً، لذلك أثبتناها هنا، وفيما يلي نعرض ما نريد أن نوضح به جوانب فيها كل الناس (حتى القرن السابع عشر الميلادي) يعتقدون بأن السحب عبارة عن هواء بارد سميك، إلى أن ظهر " ديكارت" وقال بأن الهواء وبخار الماء شيئان مختلفان، ولكن القرآن العظيم حين نزل (في القرن السابع الميلادي) فرق بين الرياح والسحب، وبين الدور الذي تقوم به الرياح في تكوين السحب وإنزال المطر والبرد منها.




                      وكلما اكتشف العلماء حقيقة علمية أو توصلوا إلى معرفة أسرار حدث كوني أو أمر طبيعي، ثم طالعنا آيات القرآن العظيم، وجدناها قد أشارت إليه، أو ذكرته، أو شرحته، مباشرة أو بطريقة غير مباشرة. وهكذا يظهر القرآن على غيره مما يحاول الحاقدون أن يتشبثوا به ... وهكذا يظل هذا الكتاب المجيد متجدداً ومستمر العطاء ودائم الإبهار لجميع الدراسين له..

                      ومنذ مدة لا تزيد على 200سنة فقط، قام " لوك هوارد " بوضع تقسيم السحب، ولا يزال يعمل به المتخصصون إلى الآن، وذلك حسب الشكل والسمك والارتفاع، ويتضمن ثلاثة أنواع:










                      [1] السحب العالية:يتراوح ارتفاعها بين 8 ـ 14 كيلومتر، حيث الجو شديد البرودة، ويسمى السحاب الموجود على هذه الارتفاعات (سمحاق) وتقابله اللفظة الأجنبية " سيرس Cirrus" أي : ريشية الشكل، كذيول الخيل. ويظهر السحاب في السماء كالشعر الأبيض في مساحات واسعة، ويظهر مع الشمس في شكل هالة، ويتألف من بلورات ثلج صغيرة منفصلة عن بعضها البعض، ولونه أبيض نهاراً وردي صباحاً وعند الغسق (Dusk)، ويعقبه حدوث تقلبات جوية وأعاصير، ومنه سمحاق طبقي، وسمحاق ركامي.

                      سحب السمحاق العالية


                      [2] السحب المتوسطة :
                      يترواح ارتفاعها بين 2_5 كيلومترات، وتسمى (السحب الركامية)، وهي تقابل اللفظة الأجنبية " كيوميولسCumulus "ويبدأ تكون هذه السحب في فترة الضحى أو قبيل العصر، ويزداد نموها رأسياً مع اقتراب المساء، وترتفع حتى يصل سمكها إلى 5 كيلومترات . ويصحب هذه السحب حدوث عواصف واضطرابات جوية، كالرعد والبرق، وخصوصاً مع بداية هطول المطر منها، وقد يصحب هذا المطر سقوط (برد) .. تتنوع السحب الركامية إلى: سحب بيضاء وسحب ممطرة، وغيرها.ويتألف السحاب الركامي من ثلاث طبقات، بعضها فوق بعض هي :

                      أ ـ منطقة عليا :
                      وتحتوي بلورات ثلجية ناصعة البياض.
                      ب ـ منطقة وسطى:وتحتوي خليطاً من نقطة الماء الزائدة البرودة (over cold)، وبلورات الثلج المتساقطة من أعلى (بفعل الجاذبية الأرضية (Gravity).
                      ج ـ منطقة سفلى:وتحتوي على نقطاً من الماء أو بلورات من الثلج على أهبة الاستعداد للسقوط إلى الأرض، ولونها معتم غير منفذ للضوء .

                      سحب ركامية مزنية
                      تُعرف عند العرب
                      بـ الصيب



                      سحب طبقية


                      سحب تراكمية في استراليا


                      [3] السحب المنخفضة:
                      لا يزيد ارتفاعها على 600متر فوق سطح الأرض، وتسمى (السحب الطبقية) أو (السحب البساطية )، وتقابل بالأجنبية (Stratiform Clouds)تتكون هذه السحب في الجو المستقرن ولا يصاحبها حدوث عواصف رعدية، أو سقوط برد، ولذلك يرحب بها الناس عادة. والسحب الممطرة (المزن) في جو الأرض قليلة إذا قوبلت بالسحب غير الممطرة، وهي كثيفة قاتمة، وليس لها شكل معين، وحوافها مهلهلة، وينهمر منها المطر أو الثلج بصفة مستمرة.


                      والسحاب الثقال ذكره القرآن بقول الله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ)[سورة الرعد:12]. وبقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ لرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ لثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[الأعراف:75]. وهذا السحاب الثقال نمط من السحب، يرتفع إلى 20 كيلومتراً عن سطح الأرض، ويصل قطره إلى 400كيلومتراً، وحمولته 500طن من الماء، ومحتواه الحراري يكفي لسد حاجيات دولة كبرى كالولايات المتحدة من الكهرباء، لثلث ساعة تقريباً .

                      ويسقط المطر على سطح الأرض وسطح البحار والمحيطات، فيعيد ما سبق أن أخذته الرياح منها، من ماء وطاقة حرارية، ثم امتصاصها بالتبخير إلى طبقات الجو العليا، ثم يمتص الماء والطاقة الحرارية مرة أخرى، ثم يعيدها المطر مرة أخرى، وهكذا في دورة مستمرة، عبر عنها القرآن المجيد بقول الله تعالى : (والسماء ذات الرجع) .





                      نعود إلى النصوص المذكورة صدر هذه المقالة، ففي النص القرآني الأول يوضح المولى جل جلاله أنه يزجي، أي :"يسوق" قطع السحاب برفق نحو بعضها البعض، ثم " يؤلف بينه" أي : يتم التجاذب فيما بينها نظراً لاختلاف شحناتها الكهربائية .
                      وهكذا فإن الفعل : يؤلف يشير إلى التجاذب الكهربائي بين السحب الركامية. وأما كيف تتراكم الشحنات المتشابهة مع بعضها البعض في مكان واحد، فغير معلوم على وجه الدقة حتى الآن، فقد تكون السحابة الركامية مثلاً موجبة الشحنة عند القمة، ثم سالبة الشحنة في وسطها، ثم موجبة الشحنة عند قاعدتها، ثم تولد هذه الشحنة شحنة أخرى سالبة تحتها ... وبذلك فإن الفعل " يؤلف " المذكور في الآية يفيد التأليف بين السحاب ـ ضمن إفاداته الأخرى ـ من حيث الشحنات الكهربائية، أي : تجميع الشحنات المتشابهة والمختلفة داخل السحابة الركامية الواحدة والجملة القرآنية ( ثم يجعله ركاماً ) تعني أن الله يهيء الظروف لتراكم قطع السحب فوق بعضها البعض فتصبح " ركاماً " ويشبه الجبال، ولذلك جاء في نفس الآية القرآنية قول الله سبحانه : (وينزل من السماء من جبال فيها من برد ) فالسحب الركامية ضخمة وعالية ومتراكبة، أي أنها متراكمة في أحجام الجبال، كما عبرت الآيات القرآنية المعجزة .

                      نصل كلامنا بالفقرات السابقة، ونواصل تناول تعبيرات وجمل وكلمات الآيات الواردة في النصوص القرآنية التي صدرنا بها الحلقة المذكورة، لنرى قول الله تعالى: (فترى الودق يخرج من خلاله ) يعني المطر ذي القطرات الكبيرة تهبط من الفتوق التي تحدث بالتراكم من هذه الجبال، أي : الجبال السحبية. وأما " البرد " الذي جاء ذكره في قول الله تعالى : ( وينزل من السماء من جبال فيها من برد ) فقد تكلمنا عن نشأته آنفاً، وعلينا الآن أن نعرف آثاره المدمرة، إذ يسقط في شكل حبيبات ثلجية كروية، تتكون من طبقات شفافة ومعتمة، تشبه البصلة، ويصل وزن الواحدة رطلاً وثلث الرطل.


                      وقد حدث أن سقط البرد في نبراسكا في يوليو 1928م وسقط في كانساس في سبتمبر 1970م، وكانت حبات البرد حين تسقط تسبب خسائر اقتصادية خطيرة أحياناً، فلقد خسرت الولايات المتحدة في إحدى الفترات ما قيمته 300 مليون دولار بسبب سقوط البرد على البلاد.


                      وهكذا يتبين من هذه الجزئية : (
                      وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءوَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) كيف أن القرآن العظيم سبق العلم الحديث بإشارته إلى أن السحاب الركامي هو النوع الوحيد من السحب الذي ينزل منه (البرد) .

                      أما الجزئية التي أعقبت تلك الجزئية في نفس النص القرآني :( فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ) تفيد بأن الله يصيب بالبرد أناساً، ويقي آخرين منه، أي أن تأثيره محلياً وليس عالمياً، بل وقد يكون في البلد الواحد حقل يسقط عليه البرد وحقل آخر لا يسقط عليه. ومن نافلة القول إن التنبؤ بموعد سقوط البرد أمر غير متاح بدقة حتى الآن ...!!


                      وأما الجزئية الأخيرة في هذا النص الكريم، فتتحدث عن " البرق " وهو حدث فيزيائي ينشأ كشرارة في الجو نتيجة مختلفتين، فإذا تم هذا التفريغ بين سحابة وبين جسم موجود على سطح الأرض (كجبل أو شجرة مثلا) سمى الناتج عن هذا التماس [صاعقة] .. وعند حدوث
                      التفريغ الكهربائي يرتفع فوق الجهد لدرجة تجعل الهواء موصلاً للكهرباء لأن ذراته قد تأينت فتمر الشرارة ويحدث البرق في زمن قليل قد لا يتعدى جزء من الثانية ...

                      والرعد يصاحب " البرق " وذلك لأن درجة حرارة شرارة البرق تصل إلى أكثر من 1000درجة مئوية، فيسخن الهواء ويتمدد وتحدث الفرقعة المدوية. وإذا نظر الإنسان في وجه البرق الشديد الضياء فإنه لا بد وأن يصاب بالعمى المؤقت، لذلك قال الله في نفس الآية القرآنية : (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار)، ويشير النص القرآنية: (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار)، ويشير النص القرآني الذي أثبتناه في الفقرة السابقة [الآية 48 من سورة الروم] إلى تكوين السحب البساطية، وكيف أنها تكون (كسفا) أي : طبقة رقيقة فوق طبقة رقيقة، أي كتلة أفقية تنمو دائماً أفقياً وليست رأسياً (كما هو الحال في السحب الركامية) .


                      وأما النص الثالث[ الآيات 68ـ 70من سورة الواقعة ]، فيشير إلى السحب الممطرة باللفظ "المزن "، وكيف أن الله أنزل الماء الصالح للشرب للمخلوقات الحية من هذه السحب الممطرة، وأنه قادر على جعله ملحاً أجاجاً بدل أن يجعله عذاباً فراتاً .


                      ونصل سريعاً إلى النص القرآني الأخير [ الآية 164من سورة البقرة]، وهي نص جامع شامل للعديد من الأمور الكونية والأحداث الطبيعية، ثم يختم المولى جل جلاله هذا النص بإظهار الحكمة من إيراده، وهي أن الله خلق وصنع وقدر وأحكم كل الظواهر والأشياء لكي يتفكر الإنسان فيها ويتدبر عظمة الخالق جل جلاله .. ونمر سريعاً مع هذا النص الكريم لنفهم بعضاً مما ورد فيه:


                      [1] (إن في خلق السماوات والأرض)
                      ، أي في إبداعها وإبداع الدقة والإحكام فيهما، والسموات والأرض هما الكون كله ـ عموماً ـ بما فيه من أجرام فلكية، وليس المدلول اللفظي للكلمات فقط، وذكر هما يدل أيضاً على ما بينهما من مخلوقات.

                      [2] (واختلاف الليل والنهار)
                      أي : حدوثهما وتعاقبهما وعدم تساوي مدتيهما يومياً . ويدل هذا ضمناً على دوران الأرض حول محورها أمام الشمس . ولا شك أن طول كل منهما يختلف في المكان الواحد من فصل إلى آخر، كما يختلف طول كل منهما في الفصل الواحد حسب خط عرض المكان.

                      [3] (والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس).
                      وفي هذا إنعام من الله على الإنسان، أن خلق لخدمته ظاهرة الطفو على سطح الماء، ليركب الإنسان السفن، ويتنقل هنا وهناك ويدير حركة التجارة البحرية وغير ذلك من شئون الحياة.

                      [4] (وما أنزل الله من السماء من ماء)،
                      هو المطر، والمطر هو المصدر الأساسي لماء الأرض، وهو ـ في الأحوال الطبيعية العادية ـ عذب فرات صالح للشرب. إذاً (فأحيا به الأرض بعد موتها ) وإحياء التربة هو إنباتها للنبات، فيظهر لها رونق وجمال ونضرة، وتدب الحياة فيها وعليها.

                      [6] (وبث فيها من كل دابة)،
                      لفظة " بث " تعني فرق ونشر ووزع، والدابة هي كل ما يدب على الأرض وأغلب استعمالها في اللغة لحيوانات الركوب والأحمال.

                      [7] (تصريف الرياح)
                      يعني توجيهها وتيسيرها وتوزيعها بقدرة الله، وقد شرحنا هذا في حلقة سابقة.

                      [8] (والسحاب المسخر بين السماء والأرض)
                      أي : السحب التي تسير وفق إرادة الله فهي مسخرة في نشأتها وفي حركتها وفي وجهتها، تبعاً لإرادة الله، إذ لو بقي السحاب معلقاُ في الهواء لكثر وتعاظم وزادت أحجامه واتسعت مساحاته وحجب ضوء الشمس عن المخلوقات، وفي هذا ضرر شديد، وإذا تكاثر السحاب ودام لاستمر هطول الأمطار وغرقت الأرض، وفي هذا أيضاً ضرر شديد. لكن الله يسوق الرياح فتحرك السحاب وتقوده إلى حيث يشاء الله، وينزل منه المطر في الوقت والمكان اللذين تحددهما المشيئة الإلهية، التي شاءت أيضاً أن ينزل هذا القرآن هداية للناس ومنهاجاً لصلاح دنياهم وآخرتهم .


                      المصادر
                      موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
                      موسوعة المعرفة


                      يتبع ...
                      التعديل الأخير تم بواسطة السهم الثاقب; 10 يول, 2011, 05:11 م.

                      sigpic


                      يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                      تعليق


                      • #12
                        [frame="14 98"]
                        إعجاز الكتاب
                        في وصف السحاب{2}
                        مراحل تكوّن السحاب الطبقي
                        [line]-[/line]
                        الدكتور محمد دودح الباحث في الهيئة العالمية
                        للاعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة
                        [/frame]



                        السحاب الطبقي يمتد عدة كيلومترات لأعلى ويكون مصحوب عادة بالبرق والرعد ونزول البرد مع المطر الغزير




                        قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ" (النور43).

                        الدلالة العلمية:

                        تتكون السحب الركامية Cumuliform clouds من ثلاث طبقات: الطبقة العليا وتتكون من بللورات الثلج والبرد, والطبقة الوسطى وتتكون من خليط من نقط الماء فوق المتبرد وبللورات الثلج, والطبقة السفلى وتتكون من قطيرات الماء النامية, وتتكون السحب الركامية بالنمو الرأسي بسمك يتراوح من 15 –20 كم، وقد يصل حجم قطع البرد النازل من السحاب الركامي في بعض الأحيان إلى حجم قبضة اليد, وتتوفر في هذا النوع رطوبة أكثر وتكون عوامل التكوين أكبر وأقوى ولذا تنمو السحابة رأسيا أكثر وتعطي مطرا أغزر, ويصاحبها الرعد والبرق لاختلاف شحنة القمة عن القاع ومع الارتفاع البالغ يتكون البرد, وحينما يتكثف بخار الماء المحمول تزداد سرعة التيارات الهوائية الصاعدة فيزداد تدفق بخار الماء, وتخترق التيارات الهوائية السحب ليتكثف بخار الماء على هيئة طبقات من أسفل إلى أعلى, وتشتمل السحب الركامية على بللورات الثلج فى قممها, وعلى خليط من البرد وقطرات من ماء شديدة البرودة فى وسطها, وعلى قطرات الماء البارد فى قاعدتها؛ وتصاحبها ظواهر البرق والرعد وهطول المطر وسقوط حبات البرد وبللورات الثلج, وعندما تضعف قوة الرياح الصاعدة أو عندما تزيد حمولة التراكم على قدرة الحمل تتوقف وتبدأ المكونات فى الهبوط نحو سطح الأرض وأول ما ينزل منها الماء وقد يصاحبه نزول البرد, ويتكثف بخار الماء فى قمم السحاب الركامى وتنمو قطرات الماء إلى أحجام كبيرة نسبيا وتتجمد على هيئة بللورات, وفى وسط السحابة الركامية يتحول بخار الماء إلى خليط من البرد والماء الشديد البرودة, وحينما تسقط بلورات الثلج من قمم السحب الركامية إلى أواسطها تتجمد قطرات الماء المتواجدة فى وسط السحاب وتتكون جبال البرد, ويتولد فرق جهد كهربائى أثناء تجمد محلول مائى (ظاهرة وركمان ورينولدز) وكذلك تتولد شحنات كهربائية أثناء ذوبان الجليد (دينجر وجون وآخرون) ولذا يرجع البرق وما يلازمه من صوت الرعد إلى التفريغ الكهربائي الناجم أساسا عن البرد.
                        التوافق مع العلوم الحديثة:


                        تصف الآية الكريمة بدقة بالغة مراحل تكون السحاب الركامي, فإزجاء السحاب سوقه ودفعه برفق وسهولة فى البداية ثم تبسطه الرياح الأفقية ومع نموه تجتمع القطع المتفرقة وتتلاحم وتسوق الرياح تلك القطع سوقا لطيفا وتستغرق العمليات الأولى وقتا كبيرا نظرا للحجم الكبير للقطع المتناثرة, والحرف "ثُمَّ" الذى يفيد في اللغة التعقيب مع التراخى يعبر عن طول تلك الفترة الزمنية, والتأليف هو الجمع ليصبح السحاب كيانا واحدا, والتراكم فى اللغة يأتى بمعنى إلقاء الشىء بعضه فوق بعض ليتضاعف, وتراكم السحاب يعنى نموه رأسيا عن طريق كتل الهواء الصاعدة التى تجلب المزيد من بخار الماء إلى داخل السحاب, وضمير (بَرْقِهِ) في قوله تعالى (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) يرجع إلى كلمة (بَرَدٍ) في قوله تعالى (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ) مما يعني أنه الأساس في تكوين تلك الظاهرة المتسمة باللمعان الشديد.




                        Related References:
                        1. Debbie Williams and Carol Hickson, Aerospace and the Environment, DOT, FAA, U.S. Government Pringing Office, Washington, D.C., 1978.
                        2. Arthur Wiebe, Project AIMS - Our Wonderful World, Environmental Studies Book 7, Fresno Pacific College, AIMS Education Foundation, 1986
                        . 3. Henry Smith, Amazing Air, Walker Books Ltd., Great Britian, 1982
                        . 4. T.J. Chandler, The Air Around Us, Garden City, New York, 1963.
                        5. L. G. Jacchia, Static Diffusion Models of the Upper Atmosphere with Empirical Temperature Profiles, Smithson. Astrophys. Obs. Spec. Rept. No. 170, Cambridge, Massachusetts, 1964. 6. L. G. Jacchia, Revised Static Models of the Thermosphere and Exosphere with Empirical Temperature Profiles, Smithson. Astrophys. Obs. Spec. Rept. No. 332, 1971.


                        نقلاً عن موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة




                        يتبع ...

                        sigpic


                        يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                        تعليق


                        • #13
                          [frame="11 98"]
                          إعجاز القرآن الكريم
                          [line]-[/line]

                          لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ
                          [/frame]


                          بقلم الباحث المهندس : مراد عبد الوهاب الشوابكه

                          قسم الهندسة الكهربائية / هندسة الإتصالات


                          الشكل (1): Chandra observatory


                          قال الله تعالى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ [الرحمن:33]

                          الحمد لله على نعمة الإيجاد، الحمد لله على نعمة الإمداد، الحمد لله على نعمة الهدى والرشاد، الحمد لله على نعمة الإسلام، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. بداية كما لاحظتم من عنوان هذا البحث أنَّ فيه نوعاً من التحدي، وهذا ليس كلامي بل هو كلام ربِّي جل جلاله وحتى لا أطيل عليكم ندخل في تفاصيل هذا الموضوع:

                          خلق الله عز وجل هذا الكون وأودع فيه من الأسرار ما لا يعلمها إلا الله، فهذا الكون يتوسع الآن – وأنت تقرأ – بسرعة الضوء.....(والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون (47) )[سورة الذاريات]. وفي هذا البناء الكوني العجيب من الأجرام السماوية والمجرات بنجومها وكواكبها أعداد هائلة يصل عددها إلى أكثر من 120 مليار مجرََة معروفة حتى الآن(The Known Universe ) في كل واحدة منها مليارات النجوم والأجرام السماويّة إستطاع العلماء أن يرصدوا بعضاً منها بإستخدام المراصد الفلكية ( Telescopes ) التي تعددت في أنماطها، فمنها التي تكون ثابتة على قمم الجبال وبعضها يتحرك في مدارات محددة خارجية مثل ( ( HST (1) وبعضها يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وبعضها بأشعة X مثل (Chandra Observatory) والبعض الآخر بموجات الراديو ( Radio Telescope) والهدف واحد هو معرفة أسرار هذا الكون.

                          الشكل (2) : Hubble space Telescope

                          الشكل (3) Radio Telescope

                          وللمجرات كما تعلمون أشكال مختلفة وأبعاد هندسيّة وأقطار هائلة وإليكم بعض الأمثلة بالأرقام:

                          (1) مجرة درب التبانة (Milky Way Galaxy):

                          قطر المجرّة = 100 ألف سنة ضوئية ( السنة الضوئية = 9.46 تريليون كيلومتر)

                          100.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 946000 تريليون كيلومتر

                          بعد الأرض عن مركز المجرة = 25 ألف سنة ضوئية

                          25000 × 9.46 تريليون كيلو متر = 236500 تريليون كيلومتر. (2)

                          (2) مجرَّة (NGC 4258) :

                          قطر المجرة = 131 ألف سنة ضوئية

                          131000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 1239260 تريليون كيلومتر

                          بعد المجرة عن الأرض ( نقطة إنطلاق الجن والإنس ) = 25 مليون سنة ضوئية

                          25.000.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 236.500.000 تريليون كيلومتر. (3)



                          (3) مجرّة ( M87) :

                          قطر المجرة = 120 ألف سنة ضوئية

                          120.000 × 9.46 تريليون كيلومتر=1135200 تريليون كيلومتر

                          بعد المجرة عن الأرض ( نقطة إنطلاق الجن والإنس ) = 50 مليون سنة ضوئية

                          50.000.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 473.000.000 تريليون كيلومتر. (4)



                          (4) مجرّة (Andromeda):

                          قطر المجرّة = 200 ألف سنة ضوئية

                          200.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 1892.000 تريليون كيلومتر

                          بعد المجرة عن الأرض ( نقطة إنطلاق الجن والإنس ) = 2 مليون سنة ضوئية

                          2.000.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 18920000 تريليون كيلومتر. (5)

                          وهنالك الكثير من الارقام التي لا تتسع لها شاشة الجهاز الله أعلم بها !!!...


                          الشكل (4) : Andromeda Galaxy


                          الشكل (4) : صورة لمجرة درب التبانة


                          وعادة تكون آلاف من هذه المجرات متقاربة بحيث تشكل تجمعات عنقودية


                          (clusters ) يبلغ قطرها أكثر من 10 ملايين من السنين الضوئية.

                          وهناك أيضاً تجمعات عملاقة (superclusters) من المجرات محبوكة مع بعضها بأوتار وخيوط دقيقة ( Filaments) وتشكل منها نسيجاً رائعاً محبوكاً بعنايةٍ إلهية خارقة شأنها شأن السماء كلها (( والسماء ذات الحُبُك ))... (6)

                          ومن أمثلة هذا التجمعات العملاقة ما يعرف بالحائط العظيم (Great Wall ) حيث تصل أبعاده إلى 200 مليون سنة عرضاً و 500 مليون سنة طولاً. ( 7)

                          والآن أريد أن أسألكم سؤالاً : لو أن البشرية كلها بقوتها وتقنيتها أرادت أن تنفذ وتخرج من مجرّة درب التبانة فقط ولا نريد أن نتحدث عن غيرها هل إلى ذلك من سبيل ؟


                          هَبْ أن العلم أمكنهم من صنع مركبة تسير بسرعة الضوء وأمتطوا صهوتها هل سيسيرون في هذا المسار لمدة 25 ألف سنة وهو بعد مركز المجرة عن أرضنا

                          ومن هو هذا الكائن الذي يمتلك هذا العمر السحيق...؟!

                          ولو أنَّ لكائن ما هذا العمر، فمن أين لمركبته الخارقة الوقود الذي يسيرها على مدى هذه الآلاف والملايين والمليارات من السنين وليست السنين العادية بل السنين الضوئية...؟!

                          فعلى سبيل المثال أطلقت وكالة ناسا ((NASA)) عام 1980م رحلة ((voyager )) تحتوي على مركبتين وأطلقوا على هذه المهمة (The Interstellar Mission)، فمثلاً إحدى هاتين المركبتين (voyager 1) تتميز بسرعة هائلة، ولتقريب هذه السرعة إلى الأذهان فإنها تقطع المسافة بين لوس أنجيليس ونيويورك في أقل من أربع دقائق، فلك أن تتخيل سرعتها، وهي مزودة ببطارية نووية طويلة الأمد، ولكن موضع الشاهد هنا " ينتهي عمر البطارية بحلول عام 2020 " وهي ماقطعت إلا جزءاً يسيرا من سنة ضوئية واحدة. (8)

                          فبالله عليكم كيف لو أرادت البشرية بعلمها وتقنيتها أن تخترق ما يسميه العلماء اليوم بالحائط العظيم (Great wall) طولاً أو عرضاً ولديهم المركبة الضوئية التي تقطع 9.46 تريليون كيلومتر في ثانية واحدة من أين لأحدهم هو ومركبته الخارقة هذا العمر الخيالي ( 200 مليون سنة أو 500 مليون سنة ).......؟!

                          لقد صدق الله العظيم إذ يقول:
                          يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ [الرحمن:33]

                          وأزيدكم علماً بأن كل ماذكرناه لكم ليس إلاّ جزءاً يسيراً من السماء الدنيا التي هي بالنسبة إلى السماء الثانية كحبّة في صحراء فكيف بالله عليكم بهذا الملكوت الذي لا يعلم إتساعه وعظمة خلقه إلا خالقه جل جلاله لا شك أن ذلك لا يكون إلا بسلطان المعجزة من الله.


                          كما أن الخلق كلهم لو أرادوا أن ينفذوا من الأرض وطبقاتها السبع لأنصهروا قبل أن يصلوا إلى اللب الخارجي من شدة حرارته وعمق قراره.

                          هل يستطيعون ذلك ؟ أظنُّ أنَّ هذا السؤال ليس بحاجة إلى تفكير فقد كفاك الله الجواب .... لا تنفذون إلا بسلطان......
                          ولكن عندي لك أخي المسلم خبر جميل : أنّ رجلاً واحداً فقط إخترق هذا الكون بمركبة ضوئية،أتعرفون من هو ؟ - إنّه محمد صلى الله عليه وسلم الذي نفذ من هذا الكون ورأى ما لم يره الأولون والآخرون بسلطان المعجزة والقدرة من عند الله في حادثة الإسراء والمعراج على البراق، فاستحقَّ بذلك أن يكون :
                          أول رائد فضاء حقيقي عرفته البشريّة


                          م.مراد الشوابكه

                          للتواصل مع المؤلف عن طريق الموقع الالكتروني:
                          (موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)
                          وعن طريق البريد الألكتروني :

                          [email protected]


                          الهوامش:

                          (1) Hubble Space Telescope

                          (2) http://www.nasa.gov/worldbook/galaxy_worldbook.html

                          (3)Microsoft Encarta 2005 / Galaxies/ NGC 4258

                          (4) Microsoft Encarta 2005 / Galaxies/ M87

                          (5) Microsoft Encarta 2005 / Galaxies/Andromeda

                          (6) “Cosmic web” see: www.kaheel7.com

                          (7) http://www.nasa.gov/worldbook/galaxy_worldbook.html

                          (8) The Great Adventure Continues, www.nasa.gov, August 26, 2005


                          شاهد المجرات في المقطع:

                          http://www.youtube.com/watch?v=JByUx...eature=related

                          يتبع ...


                          sigpic


                          يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                          تعليق


                          • #14

                            [gdwl][/gdwl]

                            سلسلة موضوعات
                            في الإعجاز والتفسير العلمي

                            إعداد/ أ. د. حسين يوسف راشد عمري
                            قسم الفيزياء
                            / جامعة مؤتة / الأردن


                            E mail:
                            [email protected]
                            (or) [email protected]


                            فهرسة المواضيع :

                            [frame="14 98"]
                            المُقدمات:

                            الأولي : معاني السماء في آي القرآن الكريم
                            الثانية : بعض معاني الأرض في القرآن
                            الثالثة : بعض لطائف العدد سبعة


                            [line]-[/line]


                            أبحاث الإعجاز المنشورة في مجلات علمية مُحكمة ومفهرسة :

                            1_ خلق الكون بين الآيات القرآنية والحقائق العلمية
                            2_ بناء السماء والمادة المُظلمة الباردة دراسة مُقارنة بين الفلك والقرآن
                            3_ الأرضون السبع وتوزيع الصفائح المجريّة الضخمة علي نطاق كوني واسع
                            4_ بعض أسرار القسم الربّاني بمواقع النجوم (النسخة العربية)
                            5_ بعض أسرار القسم الرباني بمواقع النجوم
                            6_ الإعجاز الفيزيائي الكوني في قوله تعالي: (وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد)
                            7_ الإعجاز الفيزيائي في آيات مدّ الأرض
                            8_ حبك السماء بالأمواج الصوتية والإعجاز في قوله تعالي (والسماء ذات الحبك)
                            9_ الكون ومقارنة بدايته مع نهايته
                            10_ بعض جوانب الإعجاز الفيزيائي في آية خلق الأزواج
                            11_ بعض جوانب الإعجاز الرياضياتي في آية خلق الأزواج
                            12_ معجزة التمييز بين طول المسار والبعد فيما بين السماء والأرض
                            13_ خلق السماوات والأرض في ستة أيام
                            14_ دخان السماء المُرتقب
                            15_ حساب سرعة توسع الكون المرئي وقطره من القرآن والسنة
                            16_ معجزات الإسراء والمعراج
                            17_ القرآن يُحدّد النسب للطاقة المظلمة والمادتين المظلمة والعادية
                            18_ حديث الجلجلة ونبوءة الرسول صلي الله عليه وسلم



                            [line]-[/line]


                            بعض محاضرات الإعجاز :

                            19_ القسم بمواقع النجوم
                            20_ إنزال الحديد
                            21_ التمييز بين البعد وطول المسير
                            22_ معاني الأرض
                            [/frame]

                            sigpic


                            يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                            تعليق


                            • #15

                              [frame="13 98"][motr]الفصل الأوّل
                              معاني السماء في
                              آي القرآن الكريم[/motr][/frame]





                              بسم الله والحمد لله وأفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم على خير الخلق وأشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
                              لقد وردت لفظة السماء في القرآن الكريم وفي أحاديث الرّسول (صلّى اللّه عليه وسلّم) الشّريفة بمعان فيزيائيّة مختلفة. لذا لا بدّ للباحث من معرفة هذه المعاني جميعاً بين يدي المحاولة الجادّة لدراسة خلق وتطوّر الكون من خلال فهم آي القرآن . وفيما يلي أهمّ معاني السماء في آي القرآن:


                              1) السّماء بمعنى البناء

                              وفيما يلي بعض الآيات التي ترد فيها السّماء بمعنى البناء:
                              - (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) سورة البقرة آية رقم 22 .
                              - (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة البقرة آية رقم 29 .
                              - (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) سورة الأنبياء آية رقم 32 .
                              - (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) سورة الأنبياء آية رقم 104.
                              - (أَلَمْ تَر أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) سورة الحج آية رقم 65 .
                              - (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) سورة فصلت آية رقم 12.
                              - (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) سورة ق آية رقم 6.
                              - (فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) سورة الرحمن آية رقم 37 .
                              - (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) سورة الحديد آية رقم 4 .
                              ومن هذا القبيل جميع الآيات التي تتحدّث عن خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ. فالمراد منها هو السموات السّبع والأرضين السّبع.
                              - (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ) سورة الحديد آية رقم 21.
                              - (وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) سورة الحاقة آية رقم 16.
                              - (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا) سورة الفرقان آية رقم 25 .
                              - (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ) سورة المعارج آية رقم 8 .
                              - (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا) سورة المزمل آية رقم 18.
                              - (وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ) سورة المرسلات آية رقم 9 .
                              - (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا) سورة النازعات آية رقم 27 .
                              - (وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ) سورة التكوير آية رقم 11 .
                              - (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ) سورة الانفطار آية رقم 1 .
                              - (إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ) سورة الانشقاق آية رقم 1 .
                              - (وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) سورة الغاشية آية رقم 18 .
                              - (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) ] الملك 3 [. أي طبقة بعد طبقة .... ([1]).
                              - (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) ] 12 النبأ [. يريد سبع سماوات قويّة الخلق مُحكمة البناء، ولهذا وصفها بالشِّدَّة ([2]).
                              - (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) ] 17 المؤمنون[ . والطّرائق هي الطّبقات بعضُها فوق بعض أو وراء بعض ([3]). ولمّا كان البناءُ خالياً من الفطور والشُّقوق فإنّهُ لا بُدَّ بناءٌ قويٌّ متماسك.
                              - (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا) ] 15 نوح[. أي واحدة فوق واحدة ( [4]).

                              2) السّماء بمعنى العلوّ

                              - (أَلَمْ تَر كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ) سورة إبراهيم آية رقم 24 .
                              - (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ‏) [الحج 31]
                              - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ مِيلًا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لَا يَرَاهُمُ الْآخَرُونَ قَالَ أَبُو عَبْدِالصَّمَدِ وَالْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ سِتُّونَ مِيلًا . البخاري \ بدء الخلق \ حديث رقم 3004 .

                              3) السّماء بمعنى العلوّ المطلق

                              - (أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) سورة الملك آية رقم 16.
                              - (أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) سورة الملك آية رقم 17 .

                              - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي قَابُوسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . التّرمذي \ البر والصلة \ حديث رقم 1847.
                              - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ أَبُو بَكْرٍ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْكَحَنِي مِنَ السَّمَاءِ وَفِيهَا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ . النسائي \ النكاح \ حديث رقم 3200.
                              (بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذ عطس رجل من القوم . فقلت : يرحمك الله ! فرماني القوم بأبصارهم . فقلت : واثكل أمياه ! ما شأنكم ؟ تنظرون إلي . فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم . فلما رأيتهم يصمتونني . لكني سكت . فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبأبي هو وأمي ! ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه . فوالله ! ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني . قال " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس . إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " . أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : يا رسول الله ! إني حديث عهد بجاهلية . وقد جاء الله بالإسلام . وإن منا رجالا يأتون الكهان . قال " فلا تأتهم " قال : ومنا رجال يتطيرون . قال " ذاك شيء يجدونه في صدورهم . فلا يصدنهم ( قال ابن المصباح : فلا يصدنكم ) قال قلت : ومنا رجال يخطون . قال " كان نبي من الأنبياء يخط . فمن وافق خطه فذاك " قال : وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية . فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب [ الذئب ؟ ؟ ] قد ذهب بشاة من غنمها . وأنا رجل من بني آدم . آسف كما يأسفون . لكني صككتها صكة . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي . قلت : يا رسول الله ! أفلا أعتقها ؟ قال " ائتني بها " فأتيته بها . فقال لها " أين الله ؟ " قالت : في السماء . قال " من أنا ؟ " قالت : أنت رسول الله . قال " أعتقها . فإنها مؤمنة " . ) (الراوي: معاوية بن الحكم السلمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 537، خلاصة حكم المحدث: صحيح)

                              4) السّماء بمعنى الغيم (السّحاب)

                              - (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ) سورة البقرة آية رقم 19 . كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ أي كمطر من السّحاب .
                              - (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة الأعراف آية رقم 96 . بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ أي المطر من السّحاب .
                              - (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ) سورة الأنعام آية رقم 99 .
                              - (إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ) سورة الأنفال آية رقم 11 .
                              - (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ …) سورة يونس آية رقم 24 .
                              - (وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) سورة البقرة آية رقم 22 .
                              - (أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ) سورة الرعد آية رقم 17 .
                              - (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) سورة الحجر آية رقم 22 .
                              - (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ) سورة النحل آية رقم 10 .
                              - (وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) سورة النحل آية رقم 65 .
                              - (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ) سورة الكهف آية رقم 45 .
                              - (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى) سورة طه آية رقم 53 .
                              - (أَلَمْ تَر أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) سورة الحج آية رقم 63 .
                              - (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا) سورة الفرقان آية رقم 48 .
                              - (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) سورة العنكبوت آية رقم 63 . أي من السّحاب مطرا .
                              - (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) سورة الجاثية آية رقم 5 . مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ : من السحاب من المطر .
                              - (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِ بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) سورة الروم آية رقم 24 .
                              - (أَلَمْ تَر أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) سورة فاطر آية رقم 27 .
                              - (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) سورة الزخرف آية رقم 11 .
                              - (وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ) سورة ق آية رقم 9 .

                              وجدير بالملاحظة أنّ معنى السّماء التي تسترق منها الشياطين السّمع هو العنان أو السّحاب كما في الحديث الشريف
                              :- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَنْزِلُ فِي الْعَنَانِ وَهُوَ السَّحَابُ فَتَذْكُرُ الْأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ فَتَسْمَعُهُ فَتُوحِيهِ إِلَى الْكُهَّانِ فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ. البخاري \ بدء الخلق \ حديث رقم 2971.


                              5) السّماء بمعنى مصدر الرّزق من المطر والطاقة الشّمسيّة وغير ذلك

                              - (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) سورة يونس آية رقم 31 . من السماء : أي بالمطر ينزل من السّحاب .
                              - (أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ) سورة النمل آية رقم 64 . أي بما ينزل من مطر السّماء .
                              - (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) سورة فاطر آية رقم 3 . يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاء : أي المطر .
                              - (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) سورة غافر آية رقم 13 . مِنْ السَّمَاءِ رِزْقًا : المطر من السّحاب .

                              6) السّماء بمعنى الغيث (المطر)

                              - (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ) سورة الأنعام آية رقم 6 . يريد المطر الكثير ، عبّر عن المطر بالسّماء لأنّه من السّماء ينزل ، ومنه قول الشّاعر :
                              إِذا سقط السّماء بأرض قوم
                              - (وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) سورة هود آية رقم 52 . أي يرسل المطر متتابعا يتلو بعضه بعضا .
                              - (يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا) سورة نوح آية رقم 11 . أي يرسل المطر عليكم غزيرا متتابعا .

                              7) السّماء بمعنى الغلاف الجوّي للأرض

                              - (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) سورة النحل آية رقم 79 .
                              - (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) سورة الروم آية رقم 48 .
                              - (أَلَمْ تَر أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) سورة النور آية رقم 43 .
                              المقصود بالسّماء في هذه الآيات هو الطبقة الأولى في الغلاف الجوّي، وتسمىّ الطّبقة المتقلّبة (Troposphere) . وتحتوي هذه الطّبقة على معظم بخار الماء الموجود في الغلاف الجوّي، لذا فهي الطّبقة الّتي تتكوّن فيها الغيوم.

                              8) السّماء بمعنى المجموعة الشّمسيّة

                              - (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) سورة الصّافات رقم 6 . الكواكب ترى بالعين المجرّدة فقط من داخل المجموعة الشّمسيّة .
                              - (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا) سورة الفرقان آية رقم 61 . المجموعة الشمسيّة تحوي الشمس (سِرَاجًا) والقمر. ويمكننا من داخل المجموعة الشمسيّة أن نرى البروج.

                              9) السّماء بمعنى الحيّز الدّاخلي والقريب من البناء السَّمَاوي الأوّل

                              - (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) سورة الحجر آية رقم 16 .
                              - ( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) سورة فصلت آية رقم 12 .
                              - (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) سورة الملك آية رقم 5 . جعل الله مادّة النجوم (الشّهب) رجوماً للشياطين التي تحاول استراق السّمع من الغمام. أمّا المصابيح فهي زَينة السَّمَاء الدُّنْيَا؛ السّماء بمعنى الحيّز الدّاخلي والقريب من البناء السَّمَاوي الأوّل.

                              10) السّماء بأكثر من معنى

                              - (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) سورة البقرة آية رقم 59 . السماء هنا بمعنى العلو أو الفلك أو الأجرام السماويّة أو السّحب.
                              - (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنْ السَّمَاءِ أَوْ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) سورة الأنفال آية رقم 32 . السماء هنا بمعنى العلو أو الفلك أو الأجرام السماويّة.
                              - (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمْ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنْ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) سورة سبأ آية رقم 9 . وأنّ السّموات والأرض ملكه ، و أنّهما محيطتان بهم من كلّ جانب. لذا فإنّ السماء هنا بمعنى البناء أو العلو أو الفلك أو الأجرام السماويّة.
                              - (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنْ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ) سورة الشعراء آية رقم 187 . بمعنى البناء أو الفلك أو الأجرام السّماويّة.
                              - (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا) سورة الإسراء آية رقم 92 .
                              - (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) سورة السجدة آية رقم 5 . بمعنى العلو أو البناء.
                              - (حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) سورة الحج آية رقم 31 . بمعنى العلو أو البناء .
                              - (فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأنعام آية رقم 125 . بمعنى العلو والبناء والغلاف الجوّيّ.
                              - (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) سورة البقرة آية رقم 164 . السَّمَاوَاتِ : البناءوقد تكون عامّة تشمل كافّة معاني السّماء، أما لفظة السماء التالية فبمعنى الغيم ، والأخيرة بمعنى البناء .
                              - (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا) سورة النساء آية رقم 153 . بمعنى العلو ومصدر الوحي: لقد سألت اليهود محمّدا (صلّى اللّه عليه وسلّم) أن يصعد إِلى السّماء وهم يرونه فينزل عليهم كتابا مكتوبا .
                              - (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)سورة البقرة آية رقم 144 . السّماء هنا بمعنى العلو ومصدر الوحي.
                              - (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ) سورة الأنعام آية رقم 35 . بمعنى العلو أو البناء أو مصدر الوحي.
                              - (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) سورة المائدة آية رقم 112 . بمعنى العلو أو البناء.
                              - (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) سورة الشعراء آية رقم 4 . بمعنى العلو والبناء أو مصدر الوحي.
                              - (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْأَنهَارَ) سورة إبراهيم آية رقم .
                              السَّمَاوَاتِ : بمعنى البناءوقد تكون عامّة تشمل كافّة معاني السّماء، أما لفظة السماء التالية فبمعنى السحاب .
                              -(قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا) سورة الإسراء آية رقم 95 . السَّمَاء هنا بمعنى العلو والبناء .
                              -(فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنْ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) سورة الكهف آية رقم 40 . السَّمَاء هنا بمعنى العلوّ والسّحاب، أو الشّمس، أو الكتل السّابحة في المجموعة الشّمسيّة.
                              - (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) سورة النمل آية رقم 60 . السَّمَاوَاتِ بمعنى البناء وقد تكون عامّة تشمل كافّة معاني السّماء، والسَّمَاء بمعنى السّحاب، أو المجرّة؛ حيث أنّ مصدر ماء الأرض ناتج عن قذف الأرض بالمذنبات في المراحل الابتدائيّة لتكوّن الأرض.
                              - (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ)] 10 لقمان [. بغير عمد ([5]).
                              - (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ... ) ] الرعد 2 [. بغير عمد ([6]).
                              السَّمَاوَاتِ بمعنى البناء المرفوع بغير عمد، أو النّجوم والمجرّات والعناقيد المحمولة بجاذبيّة مادّة مظلمة؛ فتصبح العمد غير مرئيّة.

                              11)السماء بكلّ معانيها:

                              السّماء في الآيات التالية قد تكون عامّة تشمل كافّة معاني السّماء:
                              الخالق
                              - (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) 32] إبراهيم [14.
                              - (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ) سورة الأنبياء آية رقم 16 .
                              - (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ النَّارِ) سورة ص آية رقم 27 .
                              - (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة الحديد آية رقم 4 .
                              - (خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) 44] العنكبوت [29.
                              - (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) 8] الروم [30.
                              - (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) 38] الزمر [39.
                              - (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) 6] يونس [10.
                              العليم
                              - (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) 18] الحجرات [49.
                              - (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا) 55] الإسراء [17.
                              - (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) سورة الحج آية رقم 70 . فعلمه سبحانه وسع كلّ شيء.
                              - (قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) سورة الأنبياء آية رقم 4 .
                              - (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) 61] يونس [10.
                              أللّه
                              - (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) سورة الزخرف آية رقم 84 . فهو سبحانه المعبود بحقّ على مرّ الزّمان والمكان.
                              الرّبّ
                              - (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) 16] الرعد [13.
                              - (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا) 102] الإسراء [17.
                              - (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) 14] الكهف [18.
                              - (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) 65] مريم [19.
                              - (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ)24] الشعراء [26.
                              - (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ) 5] الصافات [37.
                              - (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) 66] ص [38.
                              - (سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) 82] الزخرف [43.
                              - (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) 7] الدخان [44.
                              - (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) 36] الجاثية [45.
                              - (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا) 37] النبإ [78.
                              - (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنْ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) سورة الروم آية رقم 25.
                              - (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) 9] البروج [85.
                              لا يعجزه شيء
                              - (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) سورة العنكبوت آية رقم 22 .
                              - (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) 44] فاطر [35.
                              النفَخُ فِي الصُّورِ
                              - (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) 87] النمل [27.
                              - (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) 68] الزمر [39.
                              لَطِيفٌ خَبِير
                              - (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِير) 16] لقمان [31.
                              وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
                              - (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) 4] الفتح [48.
                              - (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) 7] الفتح [48.
                              - (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) سورة الدخان آية رقم 29 . رَبُّ السَّمَاوَاتِ
                              السماء لها أبواب

                              - (وَفُتِحَتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا) سورة النبأ آية رقم 19 .
                              - ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) سورة الأعراف آية رقم 40 .
                              - (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) سورة الحجر آية رقم 14.
                              - (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ) سورة القمر آية رقم 11 . قال علي –رضي اللّه عنه- إِنَّه المجرة وهي شرج السماء ومنها فتحت بماء منهمر .

                              وفيما يلي بعض الأحاديث التي توضّح أنّ للسماء أبوابا:


                              - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ . البخاري \ الصوم \ حديث رقم 1766 .

                              - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ . الدارمي \ الصوم \ حديث رقم 1710 .

                              - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ أَتَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ إِلَى رَوْحِ اللَّهِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ فَيَقُولُونَ دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا فَإِذَا قَالَ أَمَا أَتَاكُمْ قَالُوا ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ فَيَقُولُونَ اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الْأَرْضِ فَيَقُولُونَ مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ . النسائي\ الجنائز \ حديث رقم 1810 . يدلُّ الحديث على أنّ أرواح الكفّار في النّار : قَالُوا ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ ، يقول تعالى (فأُمُّهُ هَاوِيَة وما أدراك ماهية نارٌ حامية)

                              - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَتْ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي فَقَالَتْ أَطْعِمُونِي أَعَاذَكُمُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ فَلَمْ أَزَلْ أَحْبِسُهَا حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ قَالَ وَمَا تَقُولُ قُلْتُ تَقُولُ أَعَاذَكُمُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ وَسَأُحَذِّرُكُمُوهُ تَحْذِيرًا لَمْ يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ إِنَّهُ أَعْوَرُ وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلَا مَشْعُوفٍ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ فِيمَ كُنْتَ فَيَقُولُ فِي الْإِسْلَامِ فَيُقَالُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَصَدَّقْنَاهُ فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا وَيُقَالُ عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا فَيُقَالُ لَهُ فِيمَ كُنْتَ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي فَيُقَالُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ فَيَقُولُ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلًا فَقُلْتُ كَمَا قَالُوا فَتُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْكَ ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَيُقَالُ لَهُ هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا كُنْتَ عَلَى الشَّكِّ وَعَلَيْهِ مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُعَذَّبُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو فَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ قَالُوا اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ وَاخْرُجِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَيُقَالُ مَنْ هَذَا فَيُقَالُ فُلَانٌ فَيُقَالُ مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ادْخُلِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي وَيُقَالُ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ قَالُوا اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ اخْرُجِي مِنْهُ ذَمِيمَةً وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ ( وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ) فَمَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا فَيُقَالُ مَنْ هَذَا فَيُقَالُ فُلَانٌ فَيُقَالُ لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ارْجِعِي ذَمِيمَةً فَإِنَّهُ لَا يُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَتُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَيُقَالُ لَهُ وَيَرُدُّ مِثْلَ مَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ سَوَاءً *أحمد \ باقي مسند الأنصار \ حديث رقم 23938.

                              - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ أَبْشِرُوا هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى . ابن ماجة \المساجد والجماعات \ حديث رقم 793 .

                              - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (ثقة) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ثقة حافظ) عَنْ سَعْدَانَ الْجُهَنِيِّ (صدوق) عَنْ سَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ وَكَانَ ثِقَةً عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ وَكَانَ ثِقَةً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ دُونَ الْغَمَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ بِعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ . ابن ماجة \ الصيام \ حديث رقم 1742.

                              - أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (ثقة حافظ) قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ (ثقة) قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ (ثقة) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (ثقة ثبت) عَنْ نَافِعٍ (ثقة ثبت) عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ . النسائي \ الجنائز \ حديث رقم 2028.

                              - حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ نَوْفًا وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ الْعَاصِي اجْتَمَعَا فَقَالَ نَوْفٌ لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا وُضِعَ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى لَرَجَحَتْ بِهِنَّ وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ كُنَّ طَبَقًا مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ رَجُلٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَخَرَقَتْهُنَّ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ فَجَاءَ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَادَ يَحْسِرُ ثِيَابَهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ هَؤُلَاءِ عِبَادِي قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى . أحمد\مسند المكثرين \ حديث رقم 6462.

                              - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ فِيهَا الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ دَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ قَالَ جِبْرِيلُ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ وَمَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ وَمَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ يَحْيَى وَعِيسَى فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَام وَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقِيلَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ الْبَابُ فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ) ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقِيلَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقِيلَ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلَالِ فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَهَا تَغَيَّرَتْ فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصِفَهَا مِنْ حُسْنِهَا قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيَّ مَا أَوْحَى وَفَرَضَ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسِينَ صَلَاةً فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ قَالَ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ وَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقُلْتُ أَيْ رَبِّ خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِي فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فَعَلْتَ قُلْتُ حَطَّ عَنِّي خَمْسًا قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ قَالَ فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى وَيَحُطُّ عَنِّي خَمْسًا خَمْسًا حَتَّى قَالَ يَا مُحَمَّدُ هِيَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ فَتِلْكَ خَمْسُونَ صَلَاةً وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَشْرًا وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى لَقَدِ اسْتَحَيْتُ . أحمد\باقي مسند المكثرين \ حديث رقم 12047.

                              - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ أَخْبَرَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ عَجِبْتُ لَهَا فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ . مسلم \ المساجد ومواضع الصلاة \ حديث رقم 943.

                              - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ هُوَ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ وَقَالَ إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ وَأَبِي أَيُّوبَ قَالَ أَبو عِيسَى حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الزَّوَالِ لَا يُسَلِّمُ إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ . الترمذي \ الصلاة – مرفوع للنبي (ص) \ حديث رقم 440 .

                              - و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قَالَ سَاعَتَانِ يُفْتَحُ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَقَلَّ دَاعٍ تُرَدُّ عَلَيْهِ دَعْوَتُهُ حَضْرَةُ النِّدَاءِ لِلصَّلَاةِ وَالصَّفُّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . مالك \ النداء للصلاة \ حديث رقم 140 .
                              - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ سَعْدَانَ الْقُمِّيِّ عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَسَعْدَانُ الْقُمِّيُّ هُوَ سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو عَاصِمٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَأَبُو مُجَاهِدٍ هُوَ سَعْدٌ الطَّائِيُّ وَأَبُو مُدِلَّةَ هُوَ مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ وَإِنَّمَا نَعْرِفُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَيُرْوَى عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثُ أَتَمَّ مِنْ هَذَا وَأَطْوَلَ . الترمذي الدّعوات \ حديث رقم 3522.

                              - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ (ثقة حافظ) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ (ثقة) حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ رَبَاحٍ (صدوق) قَالَ سَمِعْتُ نِمْرَانَ (مقبول) يَذْكُرُ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ (ثقة) قَالَتْ سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا صَعِدَتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا ثُمَّ تَأْخُذُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا قَالَ أَبو دَاود قَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ رَبَاحُ بْنُ الْوَلِيدِ سَمِعَ مِنْهُ وَذَكَرَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ حَسَّانَ وَهِمَ فِيهِ . سنن أبي داود \ الأدب \حديث رقم 4259.

                              - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ (ثقة حافظ) حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ (ثقة ثبت) حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (ثقة) عَنْ ثَابِتٍ (ثقة) عَنْ أَبِي أَيُّوبَ (ثقة) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ أَبْشِرُوا هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى . ابن ماجة \ المساجد والجماعات \ حديث رقم 793.

                              - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ (ثقة متقن كان لا يحدّث الا عن ثقة) وَأَبُو النَّضْرِ (ثقة ثبت) قَالَا حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (ثقة ثبت) حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ (لا بأس به) قَالَ أَبُو النَّضْرِ (ثقة ثبت) سَعْدٌ أَبُو مُجَاهِدٍ (لا بأس به) حَدَّثَنَا أَبُو الْمُدِلَّةِ (مقبول) مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ قَالَ لَوْ تَكُونُونَ أَوْ قَالَ لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا قَالَ لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ وَلَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ قُلْتُ لِزُهَيْرٍ أَهُوَ أَبُو الْمُجَاهِدِ قَالَ نَعَمْ قَدْ حَدَّثَنِي أَبُو الْمُدِلَّةِ مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . أحمد \ باقي مسند المكثرين \ حديث رقم 7700 .

                              - قَالَ حَدَّثَنَا بَهْزٌ (ثقة ثبت) وَعَفَّانُ (ثقة ثبت) قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ثقة) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (ثقة حجّة) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ (ثقة) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ يُجْزَى غَدًا وَمَلَكًا بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا . أحمد \ باقي مسند المكثرين \ حديث رقم 7709 .

                              - حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ فَلَمْ نُزَايِلْ ظَهْرَهُ أَنَا وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَفُتِحَتْ لَنَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَرَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَلَمْ يُصَلِّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ زِرٌّ فَقُلْتُ لَهُ بَلَى قَدْ صَلَّى قَالَ حُذَيْفَةُ مَا اسْمُكَ يَا أَصْلَعُ فَإِنِّي أَعْرِفُ وَجْهَكَ وَلَا أَعْرِفُ اسْمَكَ فَقُلْتُ أَنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ قَالَ وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهُ قَدْ صَلَّى قَالَ فَقُلْتُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) قَالَ فَهَلْ تَجِدُهُ صَلَّى لَوْ صَلَّى لَصَلَّيْتُمْ فِيهِ كَمَا تُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ زِرٌّ وَرَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمْ السَّلَام قَالَ حُذَيْفَةُ أَوَكَانَ يَخَافُ أَنْ تَذْهَبَ مِنْهُ وَقَدْ آتَاهُ اللَّهُ بِهَا حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ وَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ و قَالَ عَفَّانُ وَفُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَرَأَى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ . أحمد \ باقي مسند الأنصار \ حديث رقم 22243.

                              - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَحْمَدُ بْنُ جَوَّاسٍ الْحَنْفِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَسَلَّمَ وَقَالَ أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ . مسلم \ صلاة المسافرين وقصرها \ حديث رقم 1339.

                              - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام إِذْ سَمِعَ نَقِيضًا فَوْقَهُ فَرَفَعَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ هَذَا بَابٌ قَدْ فُتِحَ مِنَ السَّمَاءِ مَا فُتِحَ قَطُّ قَالَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَمْ تَقْرَأْ حَرْفًا مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ *النسائي \الافتتاح \ حديث رقم903 .
                              حالة السماوات السّبع والأرضين السّبع بين القبض والبسط

                              بدأت الأرضون السّبع قبضاً، ثمّ فتقها الخالق سبحانه وتعالى سبعاً، هذا وستعود يوم القيامة إلى حالة القبض. وهناك أحاديث يردُ فيها ذكر الأرضين بصيغة الجمع. وهذه تبيّنُ تغيّر حالة الأرضين بين القبض يوم القيامة والبسط الآن:

                              عن عبيدالله بن مقْسم أنّه نظر إلى عبدالله بن عمر كيف يحْكِي رسولَ الله – صلّى الله عليه وسلم – قال: (يأخذُ الله عزّ وجلّ سمواته وأرضيه بيديْه فيقولُ: أنا الله – ويقبضُ أصابعهُ ويبسُطها- أنا الملكُ) حتى نظرتُ إلى المنبر يتحرّكُ من أسفل شيءٍ منه حتى إنّي لأقولُ: أساقطٌ هو برسول الله – صلّى الله عليه وسلم –؟ ([7]).

                              ورد في شرح صحيح مسلم للإمام النّووي مختصراً لكلام المازري ([8]): "المراد بقوله يقبض أصابعه ويبسطها النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -، ولهذا قال أنَّ ابن مقْسم نظر إلى عبدالله بن عمر كيف يحْكِي رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم- ... قال القاضي: وفي هذا الحديث ألفاظ يقبض ويأخذ، كلّه بمعنى الجمع لأنَّ السّموات مبسوطة والأرضين مدحوّة وممدودة .. قال: وقبض النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم- أصابعه وبسطها تمثيل لقبض هذه المخلوقات وجمعها (في الآخرة) بعد بسطها، وحكاية للمبسوط (في الدّنيا) المقبوض (في الآخرة) وهو السّموات والأرضون، لا إشارة إلى القبض والبسط الّذي هو صفة القابض والباسط سبحانه وتعالى".

                              جاء حبرٌ من الأحبار إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلم – فقال يا محمّد إنّا نجدُ أنّ الله يجعلُ السّموات على إصبعٍ والأرضين على إصبعٍ والشّجر على إصبع والماءَ والثّرى على إصبعٍ وسائر الخلق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النّبيُّ – صلّى الله عليه وسلم – حتى بدت نواجذهُ تصديقاً لقول الحبر ثمّ قرأ رسولُ الله – صلّى الله عليه وسلم – (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر 67]. وقد خُرّجَ الحديث في عددٍ من مصادر السُّنّة ([9]). يؤكّدُ الحديثُ أنّ الأرضين غير الثّرى؛ حيث أنّ الثرى هو التراب. ويتبيّن ذلك من كون الأرضين على إصبع والثرى على إصبع.

                              تبيّن الآية الكريمة (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [الزمر 67] أنّ حال الأرضين يوم القيامة هو القبض والطّيُّ، والمراد بالأرض الأرضون السّبع ([10]). وأنَّ حالة القبض هذه لا تعود إلا يوم القيامة. أمّا حالهنّ في الدّنيا ففتق وبسط ([11])؛ بعد أن كانتا رتقاً عند بداية الخلق (أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتْقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30].

                              وتؤكّد الآيات والأحاديث أنَّ حالة الأرضين قبضٌ في بداية الخلق، وأمّا الآن فهنَّ بسط وفتق:
                              - (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) [البقرة 29]. في اللّحظة الّتي تلت الانفجار بدأ أيضاً خلقُ الأرض (الأرض بمعنى جهة السُّفل؛ أي الأرضين السّبع) ([12]). ويراد بجهة السّفل الاتّجاه نحومركز الكون، ويُقصدُ بجهة العلوّ الاتّجاه نحو السّماء ([13]). فإنّ كلمة (جَمِيعًا)في الآية قد تُعتبر حالاً من الأرض. ويدلُّ على ذلك قوله جلّ وعلا: (أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30]. (رتقاً) أي كان الجميع متّصلاً بعضه ببعض متلاصقاً متراكماً بعضُه فوق بعضٍ في ابتداء الأمر ([14]).
                              إنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً في بداية خلقهما، ثمّ فتقت السّماء الدّخانيّة في مستويات مختلفة للطاقة، لتُشكّلَ أصلاً لخلق طبقات البناء السّماوي ([15])، كما أنّ الأرض فتقت سبعاً ([16]). إذن ليس هنالك ما يمنع أن تكون كلمة (جَمِيعًا) حالاً من الأرض، أو حالاً من (ما) ، بل لعلّها كذلك. وعندها يكون الخلق الّذي تتحدّث عنه الآيةُ: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) هو خلقُ الله - سبحانه وتعالى- وإيجاده للأرض أو للمادّة الأوّليّة في الأرض (بمعنى جهة السُّفل؛ أي الأرضين السّبع وما كان فيها) عندما كانت الأرضُ رتقاً، وهذه المادّةُ ضروريّة لمراحل الخلق الّتي جاءت متأخّرة. ويؤكّده الزّمخشري في تفسيره الكشّاف: "فإن قلت: هل لقول من زعم أنّ المعنى خلق لكم الأرض وما فيها وجه صحّة؟ قلت: إن أراد بالأرض الجهات السّفليّة دون الغبراء (الكرة الأرضيّة) كما تذكر السّماء وتراد الجهات العلويّة جاز ذلك، فإنّ الغبراء وما فيها واقعة في الجهات السّفليّة ([17])". وهو عين ما قاله كثيرٌ من أئمّة التّفسير: النيسابوري، والعمادي والبيضاوي ([18]).

                              - (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) [البقرة 29]. تشير الآية إلى أنّ حال الأرضين عند بداية خلقهنّ هو القبض والرّتق في جهة السّفل. وهو ما تشير إليه الآية: (أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30]. أي كان الجميع متّصلاً بعضه ببعض في ابتداء الأمر، ثمَّ فتقت السّماوات سبعاً، كما فتقت الأرضُ سبعاً. هذا وسيعود الكون يوم القيامة إلى حالة الرّتق والقبض: (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [الزمر 67].

                              يتّضح من الأحاديث أنَّ الأرضين سبعٌ. ويتّضحُ أنّ عاقبة ظلم الأرض - أخذها بغير وجه حقّ - الخسف بمرتكبه يوم القيامة إلى الأرضين الّتي هي سبع مقبوضة. إنّ حال الأرضين يوم القيامة هو القبض في جهة السّفل؛ ودليله (من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خُسف به يوم القيامة إلىسبع أرضين)([19]). وكذلك الآية الكريمة (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)



                              [1] الصابوني، مختصر تفسير بن كثير. م 3، ص 725 ؛ أبو السعود ، تفسير أبي السعود. ج 9، ص 3

                              [2] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج 19، ص112 ؛ أبو حيّان، البحر المحيط. ج 10، ص 384

                              [3] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج 12، ص 75 ؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. م 3 ، ص 325 ؛ الأندلسي الغرناطي، النهر الماد من البحر الى المحيط. م 4 ص 216-217؛ العمادي، أبي السعود، تفسير أبي السعود، ج 6، ص 127

                              [4] الصابوني، مختصر تفسير بن كثير، م 3، ص 553 ؛ أبو حيّان حيان ، البحر المحيط ، ج 10 ص 221

                              [5] الصابوني ، مختصر تفسير بن كثير. م 3، ص 63 ؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج 14، ص 40

                              [6] الصابوني، مختصر تفسير بن كثير. م 2، ص 268-269 ؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج 9، ص 184

                              [7] رواه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنّة والنّار، حديث رقم 2149.

                              [8] الإمام النّووي، شرح صحيح مسلم، دار الرَّيان للتراث، الطبعة الأولى 1407 هج 1987 م، القاهرة المجلد السّادس، ج 17 ، ص 132.

                              [9]) صحيح البخاري، كتاب التوحيد، الأحاديث رقم: 6864، 6865، 6959؛ صحيح البخاري، كتاب التفسير، حديث رقم: 4437؛ صحيح مسلم، كتاب صفة القيامة والجنّة والنّار، الأحاديث رقم: 4992، 4993؛ التّرمذي، كتاب تفسير القرآن، حديث رقم 3162؛ أحمد، مسند المكثرين من الصّحابة، الأحاديث رقم: 3409، 3878، 4138.

                              [10]) الرّازي، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب. م 14 ، ص 17-18؛ الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني. م 13، ج 24، ص 39-42؛ البيضاوي، أنوار التنـزيل وأسرار التأويل. ج 5، ص 77؛ أبو حيان، البحر المحيط في التفسير. جزء 9 ص 220؛ أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، جزء 7 ، ص 262- 263؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج 15 ص 181؛ النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان. م 6، ص 15؛ الزمخشري، الكشاف. م3 ص 409.

                              [11] العمري، حسين، خلق الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة، 2004. م19، عدد 4، ص 11.

                              [12] البيضاوي أنوار التنـزيل وأسرار التأويل. ج 3، ص 221.

                              [13] العمري، حسين، خلق الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة.

                              [14])العمري، حسين، بناء السّماء والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة، 2002. م 17، عدد 6، ص 187-211؛ الصابوني، مختصر تفسير بن كثير. م 2، ص 506؛ الزمخشري، الكشّاف. م 2، ص 570.
                              45- Weinberg, the first three minutes pp 48-49.


                              [15] العمري، حسين، بناء السّماء والمادّة المظلمة الباردة دراسة مقارنة بين الفلك والقرآن. مؤتة للبحوث والدّراسات، سلسلة العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة، 2002. م 17، عدد 6، ص 187-211.

                              [16]السيوطي، عبد الرحمن، الدرّ المنثور في التفسير المأثور. ج 1، ص 106-107.

                              [17] الزمخشري، أبو القاسم جار الله، الكشّاف. م 1، ص 270؛ مجمع اللّغة العربيّة الإدارة العامّة للمعجمات وإحياء التراث، مصر، المعجم الوسيط. دار الدعوة استنبول تركية، ج 1، ص 643.

                              [18] ) النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان. ج 1، ص 210؛ أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم. ج 1 ، ص 78؛ البيضاوي، أنوار التنـزيل وأسرار التأويل. ج 1، ص 273.

                              [19] صحيح البخاري، كتاب المظالم، حديث رقم 1120.


                              يتبع ...

                              sigpic


                              يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 12 أكت, 2023, 07:10 م
                              ردود 3
                              64 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Islam soldier
                              بواسطة Islam soldier
                               
                              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 10 أغس, 2023, 04:28 ص
                              رد 1
                              81 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Islam soldier
                              بواسطة Islam soldier
                               
                              ابتدأ بواسطة لخديم, 4 مار, 2023, 05:02 م
                              ردود 0
                              32 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة لخديم
                              بواسطة لخديم
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 3 أكت, 2022, 01:26 ص
                              ردود 0
                              84 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة د. أحمد نصر الدين, 23 مار, 2022, 12:53 م
                              ردود 0
                              1,565 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د. أحمد نصر الدين  
                              يعمل...
                              X