نساء خالدات

تقليص

عن الكاتب

تقليص

محب المصطفى مسلم اكتشف المزيد حول محب المصطفى
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46

    سارة بنت هاران
    زوجة نبي الله ابراهيم عليه السلام




    الاسم: سارة بنت هاران بن ناحور ويصل نسبها إلى نوح عليه السلام، وهى بنت عم إبراهيم عليه السلام.

    الكنية: أم إسحاق .

    الأزواج: نبىّ الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام .

    الأولاد: إسحاق عليه السلام .

    محل الإقامة: بابل - فلسطين .



    - سارّة بنت هاران ( عم إبراهيم الأكبر) بن ناحور، ويرجع نسبها إلى نبىّ الله نوح عليه السلام، وقد ولدت فى أرض بابل، وآمنت بإبراهيم عليه السلام، وهاجرت مع زوجها إبراهيم الخليل وابن أخيه لوط إلى أرض فلسطين، وعندما حدث جفافُُ فى أرض فلسطين هاجرت مع زوجها إبراهيم إلى مصر، وهناك تعرضت لمحنةٍ عظيمةٍ مع ملك مصر، ولكنّ الله حفظها ونجّاها ، فعادت مع زوجها إبراهيم عليه السلام مرةً ثانيةً إلى الأرض المقدسة فى فلسطين، واستقرّت بها، وكانت سارةُ عقيمًا لاتلد ، فلما رأت اشتياق زوجها للولد وهبته جاريتها هاجر التى أهداها لها ملك مصر، فتزوّج إبراهيم من هاجر وولدت له إسماعيل عليه السلام، وشاءت إرادة الله أن تحمل سارة وهى فى سنّ الشيخوخة وتلد نبى الله إسحاق عليه السلام.

    - لمّا اشتد الجفاف بأرض فلسطين قرّر إبراهيم عليه السلام الهجرة بزوجته وابن أخيه لوط إلى مصر، وكان بها ملكُُ مولعُُ بالنساء الجميلات، وكان حرّاسه يبحثون له عن النساء الجميلات، وكانت سارّة من أجمل النساء، وذات حسنٍ باهر، حتى قيل: إنه لم تكن امرأة بعد حواء إلى زمانها أحسن منها رضي الله عنها ، فلما علم الحراس بوجود إبراهيم عليه السلام بمصر ومعه زوجه الجميلة أسرعوا إلى الملك ليخبروه بالأمر، فطلب فرعون من جنوده أن يحضروا سارة، فلما علم إبراهيم بذلك قال لها: "إنه لو علم أنك زوجتى يغلبنى عليك، فإن سألك فأخبريه بأنك أختى، وأنت أختى فى الإسلام، فإنى لا أعلم فى هذه الأرض مسلمًا غيرى وغيرك" .

    - وعن أبى هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لم يكذب إبراهيم الا ثلاث كذبات ثنتان منهن في ذات الله قوله: إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا ، وقال بينا هو ذات يومٍ وسارة اذ أتى على جبارٍ من الجبابرة فقيل له ههنا رجل معه امرأة من أحسن النساء ، فأرسل إليه وسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختي. فأتى سارة، فقال: يا سارة، ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني ، فأرسل إليها، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده، فأُخذ (أى شُلت يده)، فقال: ادعيِ الله لي ولا أضرك، فدعت الله ، فأطلق، ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد، فقال: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعا بعض حجبته، فقال: إنك لم تأتني بإنسان وإنما أتيتني بشيطان، فأخدمها هاجر (أى أعطاها جارية تخدمها تسمى هاجر) فأتته وهو قائم يصلي فأوْمأ بيده مهيم؟ (أى : ماذا حدث) فقالت: ردّ اللهُ كيْد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدمني هاجر" قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بني ماء السماء. (رواه البخارى).

    - وكان إبراهيم من وقت أن ذُهب بها إلى الملك قام يصلّى لله عز وجل، ويسأله أن يدفع عن أهله، وأن يرد بأس هذا الذى أراد أهله بسوء ، وكذلك فعلت سارة رضى الله عنها، فقد ذكر أنّها لمّا دخلت على الملك قام إليها، فقامت تتوضأ وتصلي وتقول: "اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علىّ الكافر" (رواه أحمد). فعصمها الله وصانها لعصمة عبده ورسوله وحبيبه إبراهيم الخليل عليه السلام.

    - أقبل على إبراهيم ذات يوم جماعةُُ من الضيوف، فاحسن الخليل استقبالهم، وشوى لهم عجلا سمينًا من خيار بقره، فلمّا قرّبه إليهم وعرض عليهم الطعام لم ير لهم همّةً إلى الأكل، فتعجب إبراهيم من شأنهم، عندئذٍ أخبره ضيوفه أنهم ملائكةُُ مرسلون من عند الله إلى قوم لوط بسبب ما يرتكبونه من فسقٍ وفجور وفواحش، فاستبشرت عند ذلك سارة غضبا لله عليهم وكانت قائمة على رءوس الأضياف كما جرت به عادة الناس من العرب وغيرهم، فلما ضحكت استبشارًا، بشرّتها الملائكة بأن الله سيرزقها بولد وهو إسحاق وسيكبر إسحاق وينجب ولدا وهو يعقوب عليهما السلام، فتعجبت سارة من هذه البشرى، وقالت: كيف يلد مثلي وأنا عجوزُُ وعقيمُُ أيضا، وزوجى شيخُُ كبير؟ فقالت الملائكة الكرام: "قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (سورة هود الآية 73).

    - وكذلك تعجب إبراهيم عليه السلام استبشارًا بهذه البشارة وتثبيتًا لها وفرحًا بها ، فأكّدوا الخبر بهذه البشارة، فبشروهما بغلام عليم، وهو إسحاق،قال الله تعالى: " وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ " (الصافات:112-113).وقال: " وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب * قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ* قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (هود:69-73).

    - وقال تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ " (الحجر: 51-56).

    - وقال تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ " (الذاريات:24-30).

    - كانت السيدة سارة رضى الله عنها مؤمنةً طائعةً لله، فقد آمنت بالله لما رأت من صدق إبراهيم، وتأييد الله له، وكيف نجّاه من النار.

    - وكانت امرأةً كريمةً تحب الضيوف مثل زوجها وتخدمهم وتقدم لهم أفضل ما عندها.
    وفي الحديث: أن خديجة -رضوان الله عليها- بكت، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما يبكيك؟ " فقالت: درت لبنة القاسم -أى نزل بعض اللبن من ثديها- فذكرته، (وفي رواية لبينة القاسم) فقال لها: "أما ترضين أن تكفله سارة في الجنة؟ " قالت: لوددت أني علمت ذلك، فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومد إصبعه، فقال: "إن شئت دعوت الله أن يريك ذاك" فقالت: بلى، أصدق الله ورسوله.

    - ماتت السيدة سارّة قبل الخليل إبراهيم بفترة، ولها من العمر مائةُُ وسبعُُ وعشرون سنة، فحزن عليها إبراهيم حزنًا شديدًا، ورثاها رحمها الله، وقد دفنت سارّة فى أرض حبرون (مدينة الخليل الآن)، وهى التى دفن فيها الخليل إبراهيم بعد وفاته أيضا، وقيل كان عمرها عندما ماتت 127سنة.


    ____________
    المصدر :
    Cd تحت اسم: نساء خالدات.
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:37 م.
    شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
    حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
    ،،،
    يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
    وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
    وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
    عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
    وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




    أحمد .. مسلم

    تعليق


    • #47
      أم أيوب


      الاسم : أم أيوب بنت قيس بن سعيد بن امرؤ القيس الأنصارية الخزرجية .

      الأزواج : أبو أيوب خالد بن زيد من بنى مالك بن النجار .

      الأولاد : عمرة بنت أبى أيوب .

      محل الإقامة : المدينة المنورة .



      - أم أيوب بنت قيس بن امرؤ القيس من قبيلة الخزرج ، نشأت أم أيوب فى بيت يعرف بعراقة النسب ، ومحاسن الأخلاق فى أسرة اشتهرت بالكرم والإيثار ، بالمدينة المنورة تزوجت من ابن عمها أبى أيوب خالد بن زيد من بنى مالك من بنى النجار وهو ممن شهد بيعة العقبة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سبعين رجلا من رجالات المدينة ، وأسلم قبل أن يهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة . ‌

      - ولما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة مهاجراً أمر - صلى الله عليه وسلم - ببناء المسجد يقول ابن حجر : انتقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة واقترعت الأنصار على استضافة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشرف بذلك أبو أيوب و نزل ببيت أبى أيوب فى الحجرة السفلى من البيت وأم أيوب وزوجها فى الحجرة العليا ، حتى كان يوم أريق ماء فى الغرفة العليا ، فأخذت هى وزوجها يتتبعان الماء خوفا أن يخلص إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفى الصباح أخذا يرجوان رسول الله -- صلى الله عليه وسلم - أن يصعد هو إلى أعلى وينزلا هما إلى الطابق الأسفل لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يُرد أن يثقل عليهما لكثرة من يأتى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

      - وعاش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بيت أم أيوب سبعة أشهر حتى تم بناء المسجد والبيت ، وكانت أم أيوب فى هذه الأشهر تجهز لرسول الله - صلى الله عليه وسلم

      - مطالبه وحاجياته وتعد له الطعام حتى أتى أهله - صلى الله عليه وسلم - وبنى بيته إلى جوار المسجد، فانتقل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بأهله إلى بيته ، فكان جارا لأبى أيوب الأنصارى وزوجه أم أيوب الأنصارية رضى الله تعالى عنهما، ولما انتقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهله إلى بيته كانت أم أيوب قريبة الصلة ببيوتات أمهات المسلمين ، وظلت كذلك إلى أن وافتها المنية رضي الله عنها وأرضاها .

      - أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بيت أبى أيوب حتى بنى مسجده وبيوته قال ابن إسحاق : حدث أبو أيوب قال : لما نزل علىّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بيتى نزل فى السفل وأنا وأم أيوب فى العلو، فقلت له : يا نبى الله بأبى أنت وأمى إنى لأكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتى، فاظهر أنت فكن فى العلو وننزل نحن فنكون فى السفل فقال : " يا أبا أيوب أرفق بنا وبمن يغشانا - يدخل علينا زائرا - أن نكون فى سفل البيت " . قال : فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سفل البيت وكنا فوقه فى المسكن .

      - ولقد انكسر جب " الجرة الكبيرة " فيه ماء ، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف، غيرها ننشف بها الماء تخوفا أن يقطر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه شىء فيؤذيه.

      - وقال أبو أيوب : وكنا نصنع له العشاء ثم نبعث به إليه فإذا ردّ علينا فضله " ما تبقى منه " تيمّمت " قصدت " أنا وأم أيوب موضع يده ، فأكلنا منه نبتغى بذلك البركة حتى بعثنا إليه ليلة بعشائه ، وقد جعلنا له فيه بصلا أو ثوما ؛ فرده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم أر ليده فيه أثراً قال: فجئت فزعا. فقلت : يا رسول الله بأبى أنت وأمى رددت عشاءك ولم أر فيه موضع يدك وكنت إذا رددته علينا تيمّمت أنا وأم أيوب موضع يدك نبتغى بذلك البركة فقـال - صلى الله عليه وسلم - : " إنى وجـدت فيه ريح هذه الشجـرة وأنا رجـل أناجى الملائكة فأما أنتم فكلوه " . قال : فأكلناه ولم نصنع له تلك الشجرة بعد ( أى لم نقدم له طعاما فيه بصلا أو ثوما ) ( سيرة ابن هشام ).

      - وفى السنة الخامسة من الهجرة وأثناء العودة من غزوة بنى المصطلق تخلفت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وأرضاها عن الجيش وحملها صفوان بن المعطل وتحدّث الناس من المنافقين بقصة الإفك ونال أم المؤمنين عائشة من الاتهام ما نالها ، وانتشر الخبر بين الناس ووصل إلى أم أيوب فوصفته هى و زوجها بالكذب والإفك .

      - ذكر الإمام محمد بن إسحاق عن أبيه ، عن بعض رجال بنى النجار : أن أبا أيوب خالد بن زيد الأنصارى قالت له امرأته رضى الله عنها : يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس فى عائشة - رضى الله عنها - ؟ قال : نعم وذلك الكذب أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب ؟ قالت : لا والله ما كنت لأفعله . قال : فعائشة والله خير منك ، فنزل قوله تعالى : " لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ " (سورة النور الآية 12) .

      - عرفت أم أيوب بأصالة المنشأ ، فهي من أسرة ذات حسب ونسب ، وعرفت بأخلاقها الفاضلة فهى وزوجها أبو أيوب آثرا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمقام عندهما والقيام على أمره قبل أن ينتقل - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته .

      - روت أم أيوب الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبلغ عدد ما روته تسعة أحاديث ومما روته رضى الله عنها وأرضاها : ·
      - ما رواه الإمام أحمد فى مسنده والطبراني وابن جرير عن أم أيوب قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أصبت وفى رواية : أيها قرأت أجزأك "
      - وما رواه الإمام أحمد فى مسنده وابن حبان والترمذي ( عن أم أيوب قالت : إنها تكلفت طعاما فيه بعض البقول وفى رواية : فيه البصل والثوم ) فقربوه فكرهه - صلى الله عليه وسلم - وقال لأصحابه : " كلوا لست كأحد منكم إنى أخاف أن أؤذى صاحبى " .



      ____________
      المصدر :
      CD تحت اسم: نساء خالدات.
      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:37 م.
      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
      ،،،
      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




      أحمد .. مسلم

      تعليق


      • #48

        زينب بنت جحش


        الاسم :
        زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية .

        الكنية : أم الحكم .
        أميمة بنتُ عبد المطلب بن هاشم عمّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


        تاريخ الميلاد : قبل البعثة بـ 33 سنة .

        الأزواج :
        زيدُ بن حارثة ، ثم زوّجها الله تعالى سيدَ الأنبياء والمرسلين - صلى الله عليه وسلم - .
        محل الإقامة : مكة المكرمة ثم المدينة المنورة .


        الوفاة :
        - توفيت السيدة زينب بنت جحش فى سنة ( 20 هـ ) التى توافق ( 641 م ) - عليها رضوان الله تعالى


        - أمّ المؤمنين زينبُ بنت جحشٍ ابنةُ عمةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نشأت فى أسرةٍ كريمةِ الحسب والنسب ، وكانت جميلةً ذكيةً ، أسلمت قديمًا مع أخيها عبد الله بن جحش وبقية أسرتها .

        ذ- هاجرت السيدة زينب بنت جحش من مكة إلى المدينة مع سائر أهلها من بنى جحش رجالا ونساءً ، وهى بذلك من المهاجرات الأوائل ، وكانت السيّدة خديجة ُبنت خويلد قد أهدت غلامها زيد بن حارثة إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لمّا رأته تعلّق به ، وتبناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان التبنى فى الجاهلية يلحقُ بالنسب في الميراث ومعاملةِ الأبناء . وتحرُم زوجةُ الإبن المتبنّى على متبنّيه ، فلما جاء الإسلام كان من مقاصده أن يزيل الفوارق بين الناس فلا فضلَ لأحدٍ على أحد إلا بالتقوى ، وأراد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحقق هذا عمليًا ،وذلك بأن يزوج زينبَ بنت جحش ابنةَ عمتِه ذات الحسبِ والنسب والجاه فى قومها من مولاه زيد بن حارثة حتى تسقطَ الفوارقُ الطبقيّة الواهية فى المجتمع الجاهلى ، وكانت زينبُ كارهةً لهذا الزواج فكيف تتزوجُ القرشية الهاشمية ذات الحسب والنسب من هذا الذى كان بالأمس مملوكًا! ، فأنزل الله تعالى فى ذلك قرآنًا يُتلى إلى يوم الدين . قال تعالى : " ومَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا "(سورة الأحزاب الآية 63).

        - فلمّا نزلت هذه الآيةُ ما كان من زينبَ وأخيها عبدِ الله إلاأن يرضخا لحكم الله تعالى ، وتزوج زيدُ بن حارثة من زينب بنت جحش ، فهدم الله تعالى بهذا الزواجِ التفرقةَ الطبقيةَ ، قال تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "(سورة الحجرات الآية 31).
        - تزوجت السيدة زينبُ من زيد على أن يعلَّمها كتابَ الله تعالى وسنةَ نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، ولكن سَرعان ما دب الخلافُ بين الزوجين فكانت زينبُ تتعالى بحسبها ونسبها ، وبدأ الخلاف يتفاقمُ بين الزوجين وتعذرت الحياة وتعسّرت المعيشة، وكان زيدُُ يأتى النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - يشكو من زينب فيقول له النبى - صلى الله عليه وسلم - : " أمسك عليك زوجك واتق الله " .
        - ولكن الحياةَ الزوجيّة بينهما لم يكتب لها الصفاءُ والوفاق ، ونزلت آيات إبطال التبنى ، وكان جبريلُ - عليه السلام - قد أخبرَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بأن زينب ستكونُ زوجًا له ، ولكن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وجد فى نفسه غضاضةً أن يأمرَ زيدا بطلاقها ثمّ يتزوجها هو من بعده فتشيعَ المقالةُ بين الناس : أن محمدًا تزوج حليلةَ ابنِه ، وكان العرب فى الجاهلية يحرِّمون زوجةَ الابنِ المتبنَّى ، فأخفى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أمرَ زواجها منه فى نفسه لعل اللهَ تعالى أن يُحدثَ فى ذلك أمرًا ، فنزل قول الله تعالى :" وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ " (سورة الأحزاب الآية 73).
        - وبيّن المولى عز وجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الهدف من هذا الزواجِ هوالتشريعُ لإبطال تحريم زوجة المتبنى وأن لا يعامل المتبنّى معاملةَ الأبناء ، فقال تعالى : " لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً " (سورة الأحزاب الأية 73). َ

        - فلما جاء زيدُُ شاكيا أذِن النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - له بطلاقها ، فلما انقضت عدتها من زيد زوجها الله تعالى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال تعالى : " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا " (سورة الأحزاب الآية 73).
        - أخرج البخارى عن أنس - رضى الله عنه - قال :جاء زيد بن حارثةَ يشكو فجعل النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول : " اتق الله وأمسك عليك زوجك " قال أنس : لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتما شيئا لكتمَ هذه .

        - قال : فكانت زينب تفخرُ على أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - تقول : زوجكن أهاليكُن وزوجنى اللهُ تعالى من فوق سبع سماوات . ‏

        - فلما انقضت عدتها أرسل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - زيدَ بن حارثة إلى السيدة زينب يخطبُها لنفسه ، فقد أخرج الإمام مسلم فى كتاب النكاح عن أنس - رضى الله عنه - قال : لما انقضت عدةُ زينبَ بنتَ جحشٍ - رضى الله عنها - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة : " اذهب واذكرْها لى " يقول زيد: فلما قال ذلك عظُمت في نفسى ، فذهبت إليها وجعلت ظهرى إلى الباب وقلت : يا زينبُ بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكُرُك . فقالت : ما كنت لأحدث شيئا حتى أؤامرَ ربى عز وجل . فقامت إلى مسجد لها ، فأنزل الله عز وجل : " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا " (سورة الأحزاب الآية 73) . ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليها بغير إذن .
        - وبذلك نجح زيد بن حارثة فى الامتحان أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى قوة إيمانه وانقياده لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
        - وذكر صاحب حلية الأولياء :عن زينب قالت : فلما انقضت عدتى لم أعلم إلا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دخل بيتى وأنا مكشوفةُ الشعر فعلمتُ أنه أمرُُ من السماء فقلت : يا رسول الله بلا خطبةٍ ولا إشهاد ؟ قال : " الله زوّج ، وجبريلُ شاهد " . ودخل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأولم على زينب ما لم يولم على غيرها من نسائه .

        - وأخرج البخارى فى كتاب النكاح :عن أنسٍ - رضى الله عنه - قال : ما أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على امرأة من نسائه أكثرَ وأفضل مما أولم على زينب . فقال له ثابت : ما أولم ؟ قال : أطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه .(رواه الإمام مسلم فى كتاب النكاح) .

        - وكان زواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسيدة زينب فى السنة الخامسة من الهجرة فى هلال شهر ذى القعدة ، وكانت السيّدة زينب تسمى بَرّة فلما دخل عليها النبى- صلى الله عليه وسلم - حوّل اسمها إلى زينب .فقد ذكر ابن الأثير عن زينب بنت سلمة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكح زينب بنت جحش واسمها بَرّة فغيره إلى زينب.
        - وتحدث المشركون والمنافقون فقالوا : تزوج محمد حليلةَ ابنِه ، فأنزل الله تعالى : " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " (سورة الأحزاب الآية 40). وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قد تبنى زيدًا وهو صغير فما لبث أن صار رجلا ويقا ل له زيد بن محمد فأنزل الله تعالى : " ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِى الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ "(سورة الأحزاب الآية 5).
        - وعاشت أم المؤمنين زينب فى بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عابدةً ساجدة شكرا لله تعالى لما حباها بهذا الفضل العظيم والمنزلة الكريمة أن تكون من أمهات المؤمنين ، وعاشت زينب إلى ما بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبقيت على عبادتها وصلتها بالله عز وجل حتى لحقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت أول أمهات المؤمنين لحوقا برسول الله- صلى الله عليه وسلم - بعد مارية القبطية - رضى الله عنها وعن أمهات المؤمنين -
        - عاشت أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش حياة حافلة بالكثير من المواقف ، فلقد حجت السيدة زينب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه ألا يخرجن بعد هذه الحجة فكن يخرجن إلا السيدة سودةَ والسيدة زينب بنت جحش - رضى الله عنهما - .
        - أخرج الإمام أحمد عن أبى هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للنساء عام حجة الوداع : " هذه ثم ظهور الحُصْر " (ملازمة البيوت) قال : فكن كلهن يحججن إلا سودة وزينب بنت جحش فإنهما كانتا تقولان :والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
        - وكان عمر بن الخطاب بعد أن أصبح أميرًا للمؤمنين قد جعل لأم المؤمنين زينب عطاء فى بيت مال المسلمين فكانت تقسمه فى سبيل الله تعالى .
        - ذكر ابن سعد فى الطبقات عن عبد الله بن رافع عن برزة بنت رافع قالت : لما جاء العطاء بعث عمر إلى زينب - رضى الله عنهما - بالذى لها ، فلما دخل عليها قالت : غفر الله لعمر ، لَغيرى من أخواتى كان أقوى على قسْم هذا منى ، قال : هذا كلُّه لك . فقالت : سبحان الله ، واستترت دونه بثوب وقالت : صبوه واطرحوا عليه ثوبا ، فصبوه وطرحوا عليه ، وقالت لى : ادخلى يدك فاقبضى منه قبضة ، فاذهبى إلى آل فلان ، وآل فلان من أيتامها وذوى رحمها ، فقسمته حتى بقيت منه بقية فقالت لها برزة :غفر الله لك والله لقد كان لنا من هذا حظ قالت : فلكم ما تحت الثوب فرفعنا الثوب فوجدنا خمسة وثمانين درهما ثم رفعت يدها وقالت : اللهم لا يدركنى عطاءُ عمرَ بعد عامى هذا . قالت : فماتت ، (ذكره صاحب صفة الصفوة ، وابن سعد فى طبقاته).
        - وكان للسيدة زينب موقفها العظيم نحو أم المؤمنين عائشة فى قصة الإفك حين سألها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عائشة فقالت : خيراً .
        - ولذلك كانت أم المؤمنين عائشة تقول فى حديث الإفك الذى ذكره ابن كثير :قالت : أمّا زينب بنت جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا ،وأما أختها حمنة بنت جحش فهلكت فيمن هلك .
        - اختصت السيدة زينب بنت جحشٍ بكثير من المناقب فهى ابنة عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن السابقات إلى الإسلام ومن المهاجرات .
        - ونزل فى شأنها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة فقد نزل فيها قول الله تعالى : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا "(الأحزاب آية 63) .
        - ولقد أكرمها الله تعالى بأن زوجها رسول الله من فوق سبع سماوات ، فقال تعالى : " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا " (الأحزاب آية 73).
        - من أجل ذلك كانت السيدة زينب تفخر بذلك على سائر أمهات المؤمنين ، فعن أنس - رضى الله عنه وأرضاه - قال : كانت زينب تفخر على نساء النبى - صلى الله عليه وسلم - وتقول : زوجنى الله من السماء وأولم عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخبز ولحم . (أخرجه البخارى) .
        - عن أنس - رضى الله عنه - قال : جاء زيد بن حارثة يشكو ، فجعل النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول : " اتق الله وأمسك عليك زوجك " . قال أنس : لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتما شيئا لكتم هذه . قال : فكانت زينب تفخر على أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - تقول : زوجكن أهاليكن وزوجنى الله تعالى من فوق سبع سماوات . (أخرجه البخارى) .
        - وكانت رحمة الله تعالى ثم زينب سببا لأن يبطل الله تعالى أمرين من أمور الجاهلية: الأول أنه لا فضل ولا فخر ولا تسامى بين الناس ، الكل لآدم وآدم من تراب ، فكان زواج زيد بن حارثة العبد مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من سيدة قريش وجميلة جميلاتها زينب بنت جحش إذ لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى ، فقال تعالى : " يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (سورة الحجرات الآية 31) . d
        - والأمر الثانى إبطال التبنى وأن لا يلحق الولد المتبنى بغير أبيه ، وأن زوجة المتنبى لا تحرم على من تبناه ، فنزل قول الله تعالى : " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً " (سورة الأحزاب الآية 73) .
        - وقوله تعالى : " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا " (سورة الأحزاب الآية 40).
        - وكانت السيدة زينب سببا في نزول آيات الحجاب ، فقد أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السيدة زينب وحضر هذه الوليمة جمعُُ من الصحابة وكانت أحداث هذه الوليمة سببا لنزول الآية الكريمة من سورة الأحزاب فى قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِى مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِى مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا " (سورة الأحزاب الآية 35).
        - وقد ذكر ابن كثير ملخص هذه القصة ، فقال :إن الذين حضروا الوليمة جلسوا يتحدثون واستحيا النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يأمرهم بالخروج فتهيّأ للقيام ليفطنوا لمراده فيقوموا بقيامه ، فلما ألهاهم الحديث عن ذلك قام وخرج فخرجوا بخروجه إلا الثلاثة الذين لم يفطنوا لذلك لشدة شغل بالهم بما كانوا فيه من الحديث ، وفى غضون ذلك كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يقوموا من غير مواجهتهم بالأمر بالخروج لشدة حيائه- صلى الله عليه وسلم - فيطيل الغيبة عنهم بالتشاغل بالسلام على نسائه وهم فى شغل بالهم ، وكان أحدهم فى أثناء ذلك قد أفاق من غفلته فخرج وبقى الاثنان ، فلما طال مكثهما ووصل النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى منزله فرآهما فرجع فرأياه لما رجع - فطنا فخرجا، فدخل النبى - صلى الله عليه وسلم - ونزلت الآية 35 من سورة الأحزاب . فأرخى الستر بينه وبين أنس ولم يكن له عهد بذلك .( ورد في فتح الباري ).
        - ولقد امتدحتها أم المؤمنين عائشة - رضى الله عنها وأرضاها - وأشادت بها وأنه ليس من أمهات المؤمنين من فى منزلتها إلا ما كان من زينب بنت جحش فقد أخرج الإمام مسلم فى كتاب التوبة :عن عائشة - رضى الله عنها وأرضاها - قالت : كانت زينب هى التى تسامينى من أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - ولم أر امرأةً قطُّ خيرا فى الدين من زينب وأتقى لله وأصدقَ حديثا وأوصلَ للرحم وأعظمَ صدقةٍ وأشد ابتذالا لنفسها فى العمل الذى يُتصدّق به ويتقرب به إلى الله عز وجل ما عدا سوْرةٍ من حِدًّة كانت فيها ، تسرع منها الفيئة .(تغضب سريعا وتعود سريعا).
        - وكانت - رضى الله عنها وأرضاها - كثيرة الصدقة فى سبيل الله تعالى فقد أخرج الإمام مسلم فى كتاب فضائل الصحابة باب من فضل زينب :عن عائشة - رضى الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أسرعُكن لحوقا بى أطولُكن يدا " قالت : فكن يتطاولن أيتهن أطولُ يدا . قالت : وكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق. –
        - وكانت - رضى الله عنها وأرضاها - كثيرةَ التضرع لله تعالى والخشوع بين يديه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصفها بكثرة خشوعها وتضرعها لله تعالى.
        - فقد أخرج ابن عساكر وذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب : عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن شداد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر بن الخطاب : " إن زينب بنت جحش أوّاهة " ، فقال رجل : يا رسول الله ما الأوَّاه ؟ قال : " الخاشع المتضرع وإن إبراهيم لحليم أواه منيب " .
        - لم تكن السيدةُ زينبُ بنت جحش من المكثرات فى رواية الحديث ، وقد أحصى لها أصحابُ السنن أحد عشر حديثا اتفق لها البخارى ومسلم على حديثين ، وروى عنها ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش ، وأم المؤمنين أم حبيبة ، وزينب بنت أم سلمة .
        - ومما روته - رضى الله عنها وأرضاها - :ما أخرجه الإمام أحمد فى مسنده : عن زينب بنت جحش أنها كانت تُرَجِّلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالت مرة: كنت أرجل رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى مخضب من صُفر( الحنّاء).
        - وما رواه الإمام أحمد فى مسنده :عن زينب بنت جحش زوج النبى - صلى الله عليه وسلم - قالت :استيقظ النبى - صلى الله عليه وسلم - من نوم وهو محمّرُُ وجهُه وهو يقول : " لا إله إلا الله ويلُُ للعرب من شرٍّ قد اقترب ، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثلُ هذه . وحلّق " . قلت : يا رسول الله ، أنهلكُ وفينا الصالحون ؟ قال - صلى الله عليه وسلم - : " نعم إذا كثُر الخبث " .(أخرجه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى).
        وفيه لفظ وحلق بإصبعه.
        - وما أخرجه الإمام أحمد فى مسنده :عن زينب بنت جحش أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " ، وزادت رواية : " كما يتوضئون " .
        - عاشت أم المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها - حياةً حافلة بالعطاء والكرم والزهد والتضرع والخشية لله تعالى حتى وافتها المنية .- ولما حضرتها الوفاة قالت : إنى قد أعددت كفنى وإن عمر سيبعث إلىّ بكفن فتصدقوا بأحدهما وأوصت أن تُحمل على سرير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
        - وتُوفيت فى يومٍ شديدِ الحرارة فضرب عمر - رضى الله عنه - فسطاطا " (بيت من شعر) وهو أولُ فسطاطٍ على قبر " على الحفّارين الذين يحفرون قبر زينب - رضى الله عنها - وكانت أسماء بنت عميس قد جعلت لها نعشا وقالت لعمر بن الخطاب : يا أمير المؤمنين ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه لنسائهم ؟ فوافق ، وعندما صنعته ووجده قد ستر أم المؤمنين قال : ما أحسنَ هذا !! ما أسترَ هذا !! وأمر المنادى فنادى : أنْ اخرجوا على أمكم، وكان قبل ذلك قد أمر ألا يخرج لتشييعها إلا أقارُبها من ذوى رحمها ، وكان أخوها أبو أحمد بن جحش الذى زوَّجها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يحملُ سريرها " نعشها " ويبكى وهو مكفوفُ البصر فيقول عمر : يا أبا أحمد تنح عن السرير لا يُعَنِّكَ " أى لا تعترض " الناس فقال : يا عمر هذه التى نلنا بها كل خير ، وإن هذا يُبرِّد حرَّ ما أجد ، فقال عمر: الزم الزم . وصلى عليها عمر بن الخطاب وسار فى جنازتها حتى وصل قبرها ، وأراد أن يدخلها قبرها فأرسل إلى أمهات المؤمنين ليسألهن : من يدخلها قبرها ؟ فقلن لا يحل لك أن تدخل القبر وإنما يدخل من كان يراها وهى حية ، فقال : صدقن .
        - وأدخلها فى قبرها فى البقيع بنو أخيها أبى أحمد وابن أخيها عبد الله وابن أختها حمنة محمد بن طلحة بن عبد الله .
        - وكانت وفاتها فى عام 20 هـ ولها من العمر 35 عاما - رحمة الله تعالى عليها - .



        ____________
        المصدر :
        CD تحت اسم: نساء خالدات.
        ملحوظة: تاريخ الميلاد وتاريخ الوفاة ومدة الحياة قد تحتاج لمراجعة
        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:37 م.
        شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

        سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
        حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
        ،،،
        يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
        وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
        وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
        عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
        وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




        أحمد .. مسلم

        تعليق


        • #49

          ريحانة بنت شمعون



          الاسم : ريحانة بنت شمعون بن زيد من بني قريظة . وقيل اسمها ريحانة بنت زيد بن عمرو بن شمعون بن زيد .

          الأزواج : تزوجت رجلاً من بني قريظة يدعى الحكم . ولما أُسرت بعد مقتل زوجها لحكم كانت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بملك اليمين .

          محل الإقامة : في ديار بني قريظة ثم عند رسول الله - صلى الله عليه و سلم - بالمدينة المنورة

          الوفاة : توفيت في العام 10 هـ - 632 م ، لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حجة الوداع عليها رحمة الله تعالى ، ودفنت بالبقيع .




          - ريحانة بنت شمعون بن زيد وقيل زيد بن عمرو بن قنافة أو حنافة أو خنافة وقيل هي من بني النضير إلا أن الأرجح أنها من بني قريظة، وكانت ذات جمالٍ وملاحةٍ وذات عقلٍ راجحٍ وكانت من قومها بحسبٍ ونسبٍ، تزوج منها رجلٌ يهودي من بني قريظة يدعى الحكم وعاشت في بيته يكرمها، وتكرمه، حسنةُ العشرة، ولما دخل رسول الله -صلى الله عليه و سلم - المدينة وعلى أبواب غزوة الخندق وخشي رسول الله -صلى الله عليه و سلم - غدرة اليهود عقد رسول الله -صلى الله عليه و سلم - مع يهود بنى قريظة حلفًا أن لا يكونوا مع قريش عليهم إلا أن يهود بني النضير انطلقوا إلى كعب بن أسد القرظى سيد بني قريظة وصاحب الكلمة فيهم وكان قد عاهد رسول الله -صلى الله عليه و سلم -على أن ينصره إذا أصابته حرب لكن كعبًا نقض عهده مع رسول الله-صلى الله عليه و سلم - وقامت يهود بنو قريظة بعمليات الحرب ضد رسول الله-صلى الله عليه و سلم -

          - وعقب انتصار المسلمين على الأحزاب سار إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ومن معه بأمر الله ، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ : بأن تقتل الرجال وتسبى الذرية وتقسّم الأموال . وقتل الحكم زوج ريحانة فيمن قتلوا من رجالات بني قريظـة ، فلما علمت ريحانة بذلك قالت : لا أستخلف بعده أبدًا .

          - وأسرت ريحانة وكانت في غنيمة رسول الله -صلى الله عليه و سلم - وبعد تقسيم الغنائم أرسل رسول الله-صلى الله عليه و سلم - بريحانة إلى أم المنذر بنت قيس من بني النجار لتبقى عندها حتى تعتدّ بحيضه واحدة وعندما طهُرت من حضتها في المحرم سنة 6 هـ كانت عند رسول الله -صلى الله عليه و سلم -ملك اليمين، ووافتها المنية بعد ما رجع رسول الله -صلى الله عليه و سلم - من حجة الوداع .

          -يقول ابن اسحاق كانت ريحانة عند رسول الله-صلى الله عليه و سلم - وكان قد عرض عليها أن يتزوجها ويضرب عليها الحجاب . فقالت : يا رسول الله بل تتركني في ملكك فهو أخف علىّ وعليك . فتركها .

          - وكانت حين سباها تعصّبت على الإسلام وأبت إلا اليهودية، فعزلها رسول الله-صلى الله عليه و سلم - ووجد في نفسه، فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه، فقال : "إن هذا لثعلبة بن سَعْيَة يبشرني بإسلام ريحانة" فجاءه فقال : يا رسول الله أسلمت ريحانة . فسرّه ذلك منها. و كان إسلامها عام 6 هـ .

          - وذهب صاحب الطبقات إلى أن ريحانة قالت : لما سُبيتْ بنو قريظة عُرض السبي على رسول الله -صلى الله عليه و سلم - فكنت فيمن عرض عليه فأمر بي فعُزلت، فلما عُزلت خار الله لي، فأرسل بي إلى منزل أم المنذر بنت قيس أيامًا حتى قتل الأسرى وفُرِّق السبي ثم دخل علىّ رسول الله، فتحيي منه حياءً، فدعاني فأجلسني بين يديه فقال : "إن اخترت الله ورسوله اختارك رسول الله لنفسه " فقلت : إني أختار الله ورسوله . فلما أسلمت أعتقني رسول الله وتزوجني وأصدقنا اثنتي عشرة أوقية ونشَّا كما كان صداق نسائه وأعرس في بيت أم المنذر وكان يقسم لي كما يقسم لنسائه وضرب علىّ الحجاب .

          - وبعد أن ضرب عليها الحجاب غارت غيرة شديدة، فطلقها تطليقه وهى في موضعها لم تبرح، فشق عليها وأكثرت البكاء، فدخل عليها رسول الله -صلى الله عليه و سلم - وهى على تلك الحال فراجعها .

          - عرفت السيدة ريحانة برجاحة عقلها وأصالة نسبها وبجمالها ، ومن المقربات إلى رسول الله -صلى الله عليه و سلم - كانت لا تسأل رسول الله - صلى الله عليه و سلم - شيئًا إلا أعطاه لها .

          - ولقد كان رسول الله-صلى الله عليه و سلم - يخلو بها ويستكثر من ذلك. قيل لها : لو كنت سألت رسول الله-صلى الله عليه و سلم - بني قريظة لأعتقهم . وكانت تقول : لم يخل بي حتى فرق السبي .

          - لم ترو السيدة ريحانة بنت زيد الحديث حيث ماتت في حياة رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وذلك عند عودته من حجة الوداع في آخر السنة العاشرة من الهجرة ودفنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع بجوار أم المؤمنين زينب بنت خزيمة رضي الله على الجميع .

          ________________
          المصدر :
          cd تحت اسم: نساء خالدات.
          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:36 م.
          شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

          سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
          حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
          ،،،
          يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
          وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
          وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
          عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
          وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




          أحمد .. مسلم

          تعليق


          • #50
            رد: نساء خالدات

            موضوع رائع .....للرفع
            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:36 م.

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 أكت, 2023, 02:47 ص
            ردود 0
            35 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:24 ص
            ردود 0
            42 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 08:03 ص
            ردود 0
            37 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة Mohamedfaid1
            بواسطة Mohamedfaid1
             
            ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 07:55 ص
            ردود 0
            35 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة Mohamedfaid1
            بواسطة Mohamedfaid1
             
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 سبت, 2023, 02:13 ص
            ردود 0
            19 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            يعمل...
            X