شبهات حول افتتاحية سورة الروم ونبوءتها والردود عليها

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شبهات حول افتتاحية سورة الروم ونبوءتها والردود عليها

    شبهة اختلاف الآراء - نبوءة سورة الروم كمثال

    موضوع حوار منقول من منتدى التوحيد / د.هشام عزمى بتصرف محدود
    http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=433

    من طالع كتب العلماء الأولين و ردودهم على الشبهات ، علم انهم لم يشغلوا انفسهم إطلاقا بالجاهلين و المشاغبين من طارحي الشبهات .. و انت قد تقلب عشرات الصفحات فلا تجدهم اعتنوا بشبهة سببها نزع النصوص من سياقها أو التدليس في العرض أو حتى "الفهلوة" في الطرح .

    و لكنه قد جدت أشياء جعلت شبهات هذه الأيام - إن لم تكن تكرارا لشبهات الماضين - عبارة عن نصب و خداع و "فهلوة" .. و لا نجد في اي مرجع من يدل المسلم العادي لمواطن الخلل في هذه الشبهات .. لذا بدأت هذه السلسلة لكشف بعض هذه المواطن داعيًا الله أن يكون هذا العمل بداية لبحث جاد قد يتناوله شخص بعدي على درجة عالية من التاهيل الذي قد يمكنه من بحثه و دراسته بصورة أفضل ..
    و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل .


    الشبهة محل البحث

    وضع احد الأخوة الافاضل هذه الشبهة في منتدى الجامع للرد على النصارى كمثال على الطعون في إعجاز القرآن ، و هي شبهة مثالية لغرضنا .. و هي إن كانت سهلة إلا أني جئت بها للتوضيح على مرادي و لا أنوي أن اورد شبهات معقدة في هذه المرحلة من السلسلة ان شاء الله .

    يقول كاتبه :
    يرون نبوءة تاريخية كبرى فى قوله : " غلبت الروم فى أدنى الأرض ، و هم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين ، لله الأمر من قبل و من بعد ، و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ينصر من يشاء و هو العزيز الرحيم ، وعد الله ، لا يخلف الله وعده ، و لكن أكثر الناس لا يعلمون " ( الروم 2 – 6 ) .

    قصة الروم هذه لا تمت الى السورة التى تستفتحها بصلة . فلا يعرف زمانها . ثم ان لها قراءتين على المعلوم ( غلبت ) و على المجهول ( غلبت ) . و بحسب اختلاف القراءة قد تعنى الروم و الفرس ، أو الروم و العرب . و آية مجهولة المعنى لا تكون نبأ غيبيا .

    و ( أسباب النزول ) تؤيد ذلك ، قال السيوطى : " أخرج الترمذى عن أبى سعيد قال : لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين ، فنزلت ( آلم غلبت الروم ) الى قوله ( بنصر الله ) يعنى بفتح العين . و أخرج ابن جرير عن ابن مسعود نحوه " – فعلى القراءة بالمعلوم ان الآية تسجيل واقع تاريخى مشهود ، يتوسم فيه المسلمون خيرا لهم تجاه المشركين . " و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب قال : بلغنا ان المشركين كانوا يجادلون المسلمين و هم بمكة قبل أن يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون : الروم يشهدون أنهم أهل كتاب ، و قد غلبتهم المجوس ، و أنتم تزعمون أنكم ستغلبونا بالكتاب الذى أنزل على نبيكم .
    فكيف غلبت المجوس الروم و هم أهل كتاب ، فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم . فأنزل الله ( آلم غلبت الروم ) . و أخرج ابن جرير نحوه عن عكرمة و يحيى بن يعمر " – واقع الحال قبل الهجرة لا يسمح بمثل هذا الحوار ، فقد ظل المسلمون مغلوبين على أمرهم فى مكة حتى اضطروا إلى الهجرة الى يثرب . مع ذلك يستنتج السيوطى : " و قتادة فى الرواية الأولى على قراءة ( غلبت ) بالفتح لأنها نزلت يوم غلبهم يوم بدر . و الثانية على قراءة الضم ( غلبت ) فيكون معناه ، و هم من بعد غلبتهم فارس سيغلبهم المسلمون ، حتى يصح معنى الكلام ، و إلا لم يكن له كبير معنى " – فكبير المعنى عنده ان المسلمين سيغلبون الروم بعد انتصارهم على الفرس . و هذه نظرية ثالثة فى معنى الآية .

    و نبأ له ثلاثة معان ليس بنبوءة غيبية .

    و قد تكون القراءة على المجهول ، أى انتصار الروم على الفرس بعد هزيمة الروم ، هى الفضلى ، فى شبه اجماع . لكن على هذه الحال ، ليس فى الخبرمعنى النبوءة الغيبية ، " لأنها نزلت يوم غلبهم ، يوم بدر " ، انها تسجيل حدث مشهود عام 624 م فرح به المسلمون لنصر الإيمان ، كما فرحوا بنص بدر على مشركى العرب . و التاريخ خير شاهد : فقد بدأت حملة الفرس الظافرة عام 612 م فاحتلوا سورية سنة 622 م ، و فلسطين 614 م و مصر 618 م . و ظهر هرقل فسار بحملة الثأر الظافرة سنة 622 م ، و سنة 624 م كان طرد الفرس من سوريا ، يوم نصر بدر . و ظل هرقل زاحفا حتى احتل عاصمة فارس ، و استرجع منها ذخيرة الصليب . فما يسمونه نبوءة فى آية الروم ليس سوى واقع تاريخى مشهود .


    د.هشام عزمى

    من الواضح أن صاحب الشبهة قد قام بعرضها في صورة سيئة لا تساعد على فهمها بسهولة أو استيعاب جميع جوانبها بيسر .

    قضيته التي بنى عليها الشبهة هو ان الاية لها تفسيرات عدة و هذه التفسيرات متناقضة . و عليه لا يمكن الجزم بكونها نبوءة مستقبلية غيبية كما يتشدق بذلك المسلمون .


    سيف الكلمة
    الروم سورة مكية
    وهزيمة الروم تمت قبل الهجرة
    وتزوير التاريخ هنا فيه سوء قصد
    هزم الروم الفرس قبل يوم بدر ووصلت أخبار انتصار الروم على الفرس يوم بدر
    لم يتم هزيمة الفرس فى معركة واحدة ولكن حسم المعارك تم فى منخفض عن سطح البحر من الأرض بالشام عام 624 وهذا تفسير تعبير أدنى الأرض
    هزيمة الروم بيد الفرس واحتلال الشام تم قبل الهجرة بسبع سنوات
    تعديل تواريخ الأحداث اشتهر عن بنى إسرائيل والنصارى لتتوافق الأحداث مع النبوءات الموجودة بالكتاب المقدس
    فقد ذكروا عن هدم الهيكل بيد نبوخذ نصر أنه تم عام 586و588و589 قبل الميلاد
    وذكروا هدم بيت المقدس بيد الرومان لأول مرة أعوام 36 و37 و38 قبل الميلاد
    وذكروا عن الهدم الثانى الرومانى لبيت المقدس أعوام 68 و70 بعد الميلاد
    وكثير من التعديلات تتم لا لسند من خبر تاريخى موثق ولكن لتتوافق تفسيراتهم للنبوءات
    وتاريخ المسلمين والأحداث المتعلقة به لا نأخذه من متبعى ديانات بنى إسرائيل لانتفاء الحيدة ولأنهم يعدلون فى التواريخ كيف شاءوا
    وتعديل تاريخ لنفى نبوءة إسلامية أمر وارد
    السورة مكية ولم تتنزل عام 624 حيث كان لمحمد بالمدينة سنتين
    وثقتنا فى ما ورد بكتب السيرة أكبر من الآتى عن طريق بنى إسرائيل
    والمسيح كان آخر أنبياء بنى إسرائيل
    والروم كانوا نصارى وأعداء للمسلمين وظلوا كذلك حتى الآن
    وكلمة غلبت لها قراءتين وكلتاهما صحيحة
    وفسرت النبوءة ومحمد فى مكة على قراءتها بضم حرف الغين والمبنى للمجهول وصدقت النبوءة وكسب أبو بكر رهانا لثقته فى النبوءة الآتية من الله
    وفسرت النبوءة بعد ذلك رقميا فى عهد صلاح الدين الأيوبى بقراءة غلبت الروم بفتح الغين قبل معركة حطين وهزيمة الروم فيها وفتح القدس فى نفس العام
    وقد أورد ابن كثير خبر النبوءة فى البداية والنهاية قبل أربعة سنوات من فتح القدس وحدث كما قال مفسرها رقميا وأمره صلاح الدين بخطبة الجمعة فى الصخرة
    وقد بين الألوسى كيفية الحساب كما تم فى روح المعانى الجزء الأول تفسير الم البقرة كما ورد هذا الخبر من مصادر أخرى
    وبالرغم من عدم قناعة الكثيرين بالتفسير الرقمى المتأخر يبقى أن حدوث نصر الروم على الفرس وحده دليل صدق النبوءة ولا نلتفت لتضليل مؤرخى الغرب بعد أن أضلوا متبعى كتابهم المقدس بما أضافوا إليه وحذفوا منه
    وأما التفسير الثالث بأنه بعد غلب فارس لهم سيغلبهم المسلمون فهو بعيد عن قول الله فى بضع سنين حيث البضع بين الثلاثة والتسع والسورة مكية وقد غلب المسلمون الروم فى أول عهد عمر بن الخطاب وهذا أكثر من التسع


    أحمد منصور

    التأويل يحتمل معنيين
    المعنى الاول:
    الفرس انتصروا على الروم وبعد ذلك ببضع سنين سينتصر الروم فيفرح المسلمون
    المعنى الثاتي:
    الروم انتصرو على الفرس وبعد ذلك ببضع سنين سينتصر المسلمون عليهم فيفرح المسلمون

    والان ترتيتب الاحداث:

    [______التفسير الاول___________]......................................
    أنتصر الفرس (بضع سنين) ينتصر الروم (بضع سنين) ينتصر المسلمون
    ..................................[________التفسير الثاني___________]

    اذا كانا المعنايان سليمان يكون الاعجاز مركب وهما بشارتان لا واحدة.



    أميرة الجلباب


    أنا لم أتوصل إلا لتفسيرين فقط...
    وهذا موقع يتعلق بالموضوع

    في هذا الموقع التاريخي نجد الدليل على صدق
    معجزة القرآن عندما أخبر
    بانتصار الروم على الفرس في بضع سنين :

    http://www.roman-emperors.org/heraclis.htm

    the Persians under the rule of Chosroes had begun a series of
    successful attacks on the empire resulting in the loss of Damascus
    in 613, Jerusalem in 614 (destroying the Church of the Holy
    Sepulchre and capturing the Holy Cross) and Egypt in 619.
    Recognizing the difficulty in fighting on two opposing fronts at the
    same time, Heraclius signed a peace treaty with the Avars in 619,
    and focused on the eastern half of the empire. In the spring of 622,
    Heraclius left Constantinople for Asia Minor and began training his
    troops over the summer, focusing on a more involved role for the
    Byantine cavalry.

    In the autumn, Heraclius' army invaded Armenia and soon won several
    victories over the Persians

    في سنة 614 هزيمة الرومان وسقوط القدس بيد
    الفرس

    في سنة 622 بدأت جيوش هرقل تحقق انتصارات على
    الفرس

    المدة : 8 سنوات (في بضع سنين )

    وصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل :
    غلبت الروم في أدنى الأرض وهم
    من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين .
    سورة الروم



    حسام الدين حامد


    1- الروم غلبوا الفرس و كانت الآية تسجيلًا لحادثة وقعت .

    2- الروم غُلِبوا من الفرس ، و الآية تفسر بأن الروم سيغلبون الفرس مرة أخري ، و هذا فيه بشارة للمسلمين لأنهم لهم كتاب مثل الروم .

    3- المسلمون سيغلبون الروم بعد أن غلبوا الفرس .



    هشام عزمى


    سأبدأ في وضع أول جزء من الرد ، و هو بخصوص منهجية طرح الشبهة ... و الله المستعان .


    (1)


    تتلخص جدلية طارح الشبهة في عبارة واحدة ذكرها في وسط كلامه و هي (( و نبأ له ثلاثة معان ليس بنبوءة غيبية )) . و كون النبأ له عدة معان يستلزم كون المعنى المراد - أي المعنى الذي يريده صاحب الكلام و هو الله تعالى - غير معلوم على وجه الدقة لذا قال صاحبنا (( و آية مجهولة المعنى لا تكون نبأ غيبيا )).

    و اعلموا - رحمكم الله - أن هذا الأسلوب في طرح الشبهات هو الأكثر شيوعًا بين أعداء الإسلام : تجدهم ، مثلاً ، يعترضون على قول المسلمين أن الروح القدس هو جبريل عليه السلام و يقولون أن علماء المسلمين اختلفوا في المعنى . و يعترضون على كون الذبيح هو إسحاق لأن علماء المسلمين اختلفوا في هوية الذبيح .. و هكذا ..

    لذا يجب أن يتنبه المسلم المتصدي للرد على أمثال هذه الشبهات لهذا الأسلوب و يتعلم كيف يرد عليه بما يليق به .


    (2)


    لمعرفة معنى كلمة أو جملة في سياق ما يجب أولاً التعرف على كل المعاني المحتملة لهذه الكلمة . و بعد ذلك يتم مقارنة المعاني في ضوء السياق و غيره من الأدلة التي ترجح معنى على معنى .

    هل هذا الكلام صعب ؟ حسنٌ ، سأضرب مثالاً للتوضيح .

    عندما أقول (( شربت من عين زبيدة )) ، فماذا أقصد بكلمة ( عين ) ؟؟ و ما هو معنى الجملة ؟

    من المعلوم أن العين في اللغة لها معان عديدة ، أليس كذلك ؟

    هل يصح وقتها أن نقول أن المعنى مجهول و أن الجملة غير مفهومة ؟؟

    كلا ، بالطبع !

    إذن ما هو السبيل لمعرفة معنى هذه الجملة على وجه الدقة ؟

    أولا : استعراض كل معاني العين في اللغة و هي : العضو الموجود في الوجه و المسئول عن حاسة البصر - الجاسوس - الينبوع الذي تخرج منه الماء - الحسد - النفس يقال عين الشئ أي نفسه .

    ثانيًا : البحث عن أدلة ترجح معنى على معنى من هذه المعاني المتعددة .. و في الجملة موضوع النقاش نجد ان قولي ( شربت ) يرجح معنى ينبوع الماء على باقي المعاني .

    هل استوعبتم هذه الطريقة لمعرفة المعنى على وجه الدقة ؟ هي طريقة سهلة جدًا كما ترون و الحمد لله .


    (3)


    فماذا فعل صاحبنا الهمام صاحب الشبهة ؟

    هو اكتفى بمرحلة ذكر المعاني المحتملة للنص و توقف .

    فأين التحقيق و التدقيق و التمحيص للوصول للمعنى الراجح بين هذه المعاني ؟

    لا يوجد !

    لماذا ؟؟

    هناك سببان . . .

    أولا : لأن هذا هو غرض طارح الشبهة ؛ فهو لا يبتغي أكثر من التشويش على النبوءة و التشكيك فيها من خلال طرح التفاسير المتعددة لها .

    ثانيًا : لأن هذا هو مبلغ علمه ؛ فهو لا يستطيع ان يفعل ما فعله علماء المسلمين عندما رجحوا تفسير النبوءة الغيبية على سواه .. هم اعتمدوا هذا التفسير لأنهم قاموا بالتمحيص و التحقيق و المقارنة و التدقيق حتى توصلوا للتفسير المعتمد . و لكن صاحبنا طارح الشبهة لا يملك ما يؤهله لمثل هذا العمل ، فاكتفى بوضع التفاسير المتعددة : صحيحها و سقيمها بلا تحقيق أو تدقيق .


    و الخلاصة


    أن طارح الشبهة اكتفى بقطع نصف الطريق فصار كالراقص على السلم ( كما يقول المثل الشعبي المصري ) .. و هو بذلك قد سهل على محاوره المسلم الرد عليه ، و ما الرد إلا مواصلة الطريق إلى نهايته أي مقارنة التفسيرات و تمحيصها و تحقيقها لنبلغ المعنى المراد من رب العباد .


    سألخص التفسيرات التي قدمها صاحب الشبهة و التي بنى عليها رفضه للنبوءة ، و هذه التفسيرات ثلاثة سأسردها هنا ثم أقوم غدًا أو بعد غد بدراستها عن قرب إن شاء الله .

    التفسير الأول : أن السورة تشير لنبوءة غلبة الروم على الفرس بعد هزيمتهم و هو الذي عليه إجماع المفسرين .
    التفسير الثاني : أن السورة تشير لنبوءة غلبة المسلمين على الروم و معتمده قراءة (غَلَبَت) بالمبني للمعلوم .
    التفسير الثالث : أنها مجرد تسجيل لواقع مشهود و ليست بنبوءة أصلاً و هو اختيار صاحب الشبهة .


    حسام مجدى


    السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ...

    أخى الحبيب د.هشام أنقل إليك قول الشيخ / محمد نبهان بن حسين مصرى ... حول ردة لمسأله القراءة الأخرى تلك ..

    فهو يقول ... فى مجال ردة على الشبهات فى القراءات ...

    http://www.quraat.com/qraat_since5.asp

    زعم المستشرق جولد زيهر: وجود تناقض بين القراءات في المعنى، واستدل على ذلك بتناقض القراءتين في سورة الروم ] غُلِبت الروم [ بالبناء للمجهول و] سيَغلبون [ بالبناء للمعلوم، والقراءة الثانية (غَلبت الروم) بالبناء للمعلوم (سيُغلبون) بالبناء للمجهول.

    الجواب:

    أن القراءة المتواترة في هذه الآية هي ]غُلبت الروم[ بالبناء للمجهول، أما القراءة الثانية فهي قراءة شاذة غير متواترة، وبالتالي لا تصلح لمعارضة القراءة الأولى ولا تعد قرآناً أصلاً. ولن يجد جولد زيهر ولا غيره من المغرضين ما يمكن أن يكون مثالاً لتعارض القراءات، وصدق الله تعالى إذ يقول: ] ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً [ [النساء82].


    ...

    و أنقل لك رد أخى الكريم أبو مريم فى نفس الآية .. من قول القرطبى ...


    (( وَقَرَأَ أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَمُعَاوِيَة بْن قُرَّة " غَلَبَتْ الرُّوم " بِفَتْحِ الْغَيْن وَاللَّام . وَتَأْوِيل ذَلِكَ أَنَّ الَّذِي طَرَأَ يَوْم بَدْر إِنَّمَا كَانَتْ الرُّوم غَلَبَتْ فَعَزَّ ذَلِكَ عَلَى كُفَّار قُرَيْش وَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ , فَبَشَّرَ اللَّه تَعَالَى عِبَاده أَنَّهُمْ سَيَغْلِبُونَ أَيْضًا فِي بِضْع سِنِينَ ; ذَكَرَ هَذَا التَّأْوِيل أَبُو حَاتِم . قَالَ أَبُو جَعْفَر النَّحَّاس : قِرَاءَة أَكْثَر النَّاس " غُلِبَتْ الرُّوم " بِضَمِّ الْعَيْن وَكَسْر اللَّام . وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عُمَر وَأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ أَنَّهُمَا قَرَآ " غَلَبْت الرُّوم " وَقَرَآ " سَيُغْلَبُونَ " . وَحَكَى أَبُو حَاتِم أَنَّ عِصْمَة رَوَى عَنْ هَارُون : أَنَّ هَذِهِ قِرَاءَة أَهْل الشَّام ; وَأَحْمَد بْن حَنْبَل يَقُول : إِنَّ عِصْمَة هَذَا ضَعِيف , وَأَبُو حَاتِم كَثِير الْحِكَايَة عَنْهُ , وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْقِرَاءَة " غُلِبَتْ " بِضَمِّ الْغَيْن ))

    و بذبك لا يجوز لطارح الشبهة الاحتجاج بها اصلا .... و الله أعلم ....
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 12 أبر, 2021, 09:47 ص.
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

  • #2
    سيف الكلمة


    النص يحكمنا
    والبضع من الثلاثة ودون العشرة
    نصر المؤمنين فى بدر ونصر الروم فى المنخفض كانا فى زمن واحد فى السنة الثانية من الهجرة
    وقيل بأن خبر انتصار الروم جاء فى يوم بدر
    فتح القدس بيد المسلمين على عهد عمر فى أقل التقديرات كان عام 15 هجرية وفى أكثر التقديرات 18 هجرية
    فالوقت بينه وبين بدر من 13 إلى 16 سنة وهو خارج حدود البضع
    فهذا الرأى مستبعد بنص الآية سواء بضم الغين أو فتحها
    يبقى احتمال واحد له شقين على الوجه الآتى
    السورة مكية
    فلم تنزل السورة بعد هزيمة الفرس أو قريش لأن كلاهما تما فى عام 624 من ميلاد المسيح المقابل لعام 2 من الهجرة النبوية
    والقول بأن النص تسجيل لأمر واقع قول جائر
    لنزول السورة بمكة قبل الهجرة أى قبل عام 622 ميلادية
    ولا يلتفت إليه
    السورة نزلت فبل الهجرة بست سنوات أى عام 616 ميلادية والفاصل بينها وبين تحقق النبوءة ثمانية سنوات فى حدود البضع سنين
    والنبوءة لها شقين
    الأول نصر الروم على الفرس فى بضع سنين وقد تحقق بعد ثمانية سنوات فى حدود البضع
    والثانى ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله تم بانتصار المسلمين على مشركى قريش وليس بنصر الروم على الفرس فى نفس العام
    والدليل على أن نصر الله للمسلمين ما يلى
    1) الأولى بفرحة المؤمنين انتصارهم هم على عدوهم من قريش
    2) ينصر الله المؤمنين الذين ينصرونه وهم المسلمين هنا
    ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )
    3) انتصار الروم على الفرس انتصار لأمة مشركة عبدت المسيح على أمة مشركة عبدت النار والنور فكلاهما سواء فى البضاعة حيث توجهت عبادتهم لغير الله ولا يقبل الله غير العبادة الخالصة لوجهه
    وأى فهم يخالف البضع فهم ناقص
    هذا ما استقر عليه رأيى الآن وذلك يخالف ما نقلته عن تفسير لاحق بهزيمة الروم عند فتح القدس فى عهد صلاح الدين الأيوبى نقلا عن كل من بن كثير فى البداية والنهاية والألوسى فى روح المعانى
    والله أعلم



    حسام مجدى


    بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاه و السلام على خير خلق الله سيدنا محمد و على اله و صحبة و سلم تسليما كثيرا


    افحام الخصوم باثبات الاعجاز في نبوءة سورة الروم

    المنهج الذى سوف اتبعة بإذن الله للرد على الشبهات حول النبؤة و اثبات الإعجاز ...
    أولا ... بيان الحقائق التاريخية المختصة بتلك الفترة من المصادر الاجنبية أو الغير اسلامية ... و اثبات توافقها التام مع النبؤة بأمر الله تعالى ..
    ثانيا ... تحديد المعيار التاريخى أو تحديد المراجع التاريخية الحقة الذى يجب أن نقيس به تحقق تلك النبؤة من عدمها ...
    ثالثا ... و هو الأهم ... توضيح مدى أهمية تلك النبؤة من الناحية العقلية قياسا على الظروف التاريخية و الاجتماعية بتلك الفترة فى اثبات نبوة محمد صلى الله علية و سلم ...



    *******************************


    بيان الحقائق التاريخية

    أولا .... أدرج ما قد قاله الأخ الحبيب حاتم في مناظرتة مع الأخ الغزالي حول تلك النقطة ...

    الحقيقة أنني أرى قول الزميل الكريم بأن الفارق بين النبوءة وتحققها أربعة عشر سنة لا تسع سنوات أمر يثير الاستغراب . وجوابي عليه لن يكون من كتاب عربي لأنه يمكن أن يتبادر إلى الذهن أنه يخفي الحقيقة ويزيف التواريخ. إنما سأحيل هنا إلى مواقع تاريخية فرنسية تتحدث عن سنوات تاريخ الأمبراطورية الرومانية يوما بيوم بحسب الأحداث المهمة!!
    مثل هذا الرابط :
    http://www.byzantina.com/haute_epoque.htm
    لكن قبل أن نأخذ التواريخ الرومانية من هذا الموقع ونقوم بتحليلها ، لنرتب حوادثنا التاريخية
    نعلم جميعا أن :
    - البعثة النبوية وقعت في سنة 610 ميلادي.
    - الهجرة حدثت بعد ثلاثة عشر عاما بعد البعثة وهو ما يوافق في التقويم الميلادي سنة 622 وبالضبط في 16 من شهر يوليو.
    - غزوة بدر وقعت في العام الثاني للهجرة ، وهو ما يوافق سنة 624ميلادي .وأشكر زميلي القلم الحر على التصويب، فقد خلطت في مداخلتي الأولى عام الهجرة بانتصار بدر.
    نأتي الآن إلى التاريخ الروماني ونستعرض حوادثه الكبرى بحسب ترتيبها الزمني :
    في خامس من شهر ماي سنة 614 حدث الانتصار الكبير للفرس على الروم .
    في 3 أكتوبر من سنة 614 سينقلب هرقل على فوكاس ، ويعتلي عرش الإمبراطورية في القسطنطينية محولا بذلك الإمبراطورية الرومانية إلى إمبراطورية بيزنطية.
    نأتي الآن للموقع التاريخي الفرنسي
    لنتأمل التواريخ :
    614 Prise de Jérusalem par les Perses
    626 Siège de Constantinople par les Avars
    629 Victoire d’Héraclius et défaite totale de l’Empire Perse
    636 Défaite des armées byzantines sur le Yarmuk face aux Arabes

    أترجم :
    614 استيلاء الفرس على القدس.
    626 محاصرة القسطنطينية من طرف الأفاريين.
    629انتصار هرقل والهزمية التامة للأمبراطورية الفارسية.
    636 هزيمة الجيوش البيزنطية في اليرموك أمام العرب .
    وتلك ترجمة حرفية لما جاء في ذلك الموقع.
    يهمنا بشكل خاص سنة 629 التي وقف عندها زميلي القلم الحر ليحصل على ما يعزز القول بأن انتصار الروم حدث بعد أربعة عشر سنة وليس بعد تسع سنوات.
    ما يدفع هذا التأويل ويجعله غير موضوعي في تحقيق النبوءة هو قول هذا الموقع التاريخي الفرنسي عن هذه السنة بأنها الهزيمة التامة والكاملة للأمبراطورية الفارسية. لأنه احتلال الروم لعاصمة الفرس. فليست من ثم هي الأنتصار الأول. وليس في سياق التاريخ صراع يتم فيه احتلال العواصم بانتصارا أول .بل الأمر يكون حصيلة لأنتصارات سابقة ،فلا تسقط العواصم في الغالب إلا بعد سلسلة من الهزائم.
    إذن تفرض البداهة في قراءة التاريخ أن مثل هذا الانتصار الذي يتحدث عنه زميلي لن يكون هو اول انتصار بل لابد أن تسبق انتصارات هامة .
    لذا من الواجب على زميلي البحث في هذه الأنتصارات السابقة وإعلان تواريخها حتى إذا لم يجد ما يطابق النبوءة القرآنية كان له ذلك؟
    لنعد إلى سنوات التاريخ لنرى ماذا حدث قبل الانتصار النهائي للروم:
    لقد حدثت انتصارات في مناوشات جزئية بدأت عام 623، ثم حدث انتصار مميز في سنة 624 وهو ما يطابق عام بدر، أي تسع سنوات بعد الهزيمة تماما كما تنبأ القرآن.ففي سنة 624ميلادية أخرج الروم الفرس من بلاد الشام.
    وإليك موقعا تاريخيا فيه توثيق كرونولوجي للحظات الأمبراطورية الرومانية :
    http://www.clio.fr/CHRONOLOGIE/chro...e_byzantine.asp
    وأنقل لك منه هذا الجدول الزمني ولاحظ ماذا حدث سنة 624:
    451 Concile de Chalcédoine : condamnation du monophysisme.
    Constitution d’une église monophysite autonome de langue syriaque.
    476 Disparition de l’empire romain d’Occident.
    IVe - VIe siècles Développement du monachisme et du culte des saints et des reliques.
    611-619 Le Perse Chosroes II occupe tout le Proche-Orient et l’Égypte.
    624-627 Heraclius repousse la menace perse.
    وفي هذا الجدول ستلاحظ ان هذا الموقع التاريخي يقول ما ترجمته :
    611-619 احتل ملك الفرس قورش كل الشرق الأدنى ومصر.
    624-627 تمكن هرقل من دفع التهديد الفارسي.
    أي ابتداء من 624 بدأ هرقل في انتصاراته ضد الفرس.
    وعن هذه الانتصار يتحدث القرآن .
    لكن زميلي يعترف بوجود هذا الانتصار ،لكن يراه انتصارا جزئيا !!!
    لذا دعنا نسأل التاريخ عن حقيقة هذا الأنتصار هل هو فعلا جزئي ؟
    لو راجعنا التاريخ لن نجد القرآن ينص على انتصار جزئي كما تفضل زميلي القلم الحر ، بل إن المناوشات الجزئية بدأت في 623، اما سنة 624 المطابقة للنبوءة القرآنية فليست انتصارا جزئيا بل هو الهزيمة التي أخرج بها الروم الفرس من الشام.
    فالقول بجزئية هذا الانتصار لم يقل به مؤرخ وليس بإمكان أي مؤرخ أن يقول به، لأنه يساوي في ميزان الاستراتيجية العسكرية فقدان الفرس لمنطقة الشام كلها


    تعقيبا و استكمالا لكلام أخي حاتم_3 ...


    أولا ... لم أرى فى حياتى هذا الكم التخبط فى التواريخ فى أثناء بحثى فى الجدول الزمنى للمعارك الفارسية الرومية خلال الفترة من 614 حتى 628 ....
    فإليكم هذا الموقع الذى يحتوى على جدول توثيقى كرنولوجى لتلك الفترة ....
    http://www.filetron.com/grkmanual/d...reekchrono.html
    615 .......
    Persians occupy Egypt, Syria and Palestine; they burn and massacre the population in Jerusalem, carrying off the Holy Cross and patriarch
    الترجمة ...
    الفرس يحتلون مصر و سوريا و فلسطين , حرقوا القدس و ارتكبوا مذبحة فيها و اقتلعوا الصليب المقدس و البطريرك . ( لاحظ الاختلاف بين التواريخ فالذى جاء به أخى حاتم كان عام 614 !! )
    623 ......
    While campaigning in Azerbajian, Byzantine troops systematically destroyed the fire temples of the Persian cities, specifically Thebarmes, birthplace of Zoroaster, in revenge for the Persian desecration of Jerusalem
    فى أثناء الحملة على اذربيجان , القوات الرومية تدمر معابد النار فى المدن الفارسية ....... انتقاما لتدنيس الفرس للقدس . ( لاحظ معى اختلاف التواريخ أيضا )

    نجد أن الفترة الفاصلة بين انتصار الفرس و انتصار الروم هى ثمان سنوات ..... (في بضع سنين )
    و لكن ...
    نجد أن ذلك الموقع الذى ذكرة أخى الحبيب حاتم ... و الموقع الذى أتيت به أنا ... كلا الموقعين لم يذكرا موقعة فى غاية الأهمية وقعت بين الروم و الفرس و كانت الغلبة للروم ... و هى مفصلة فى ذلك الموقع التاريخى ...
    http://www.roman-emperors.org/heraclis.htm
    the Persians under the rule of Chosroes had begun a series of
    successful attacks on the empire resulting in the loss of Damascus
    in 613, Jerusalem in 614 (destroying the Church of the Holy
    Sepulchre and capturing the Holy Cross) and Egypt in 619.
    Recognizing the difficulty in fighting on two opposing fronts at the
    same time, Heraclius signed a peace treaty with the Avars in 619,
    and focused on the eastern half of the empire. In the spring of 622,
    Heraclius left Constantinople for Asia Minor and began training his
    troops over the summer, focusing on a more involved role for the
    Byantine cavalry.
    In the autumn, Heraclius' army invaded Armenia and soon won several
    victories over the Persians
    في سنة 614 !! هزيمة الرومان وسقوط القدس بيد الفرس

    في سنة 622 بدأت جيوش هرقل تحقق انتصارات على الفرس

    المدة : 8 سنوات (في بضع سنين )
    ____
    و كذلك فإن هذا الموقع يوثق تاريخ المعارك ببعض الروايات عن لحظاتها ... و يتكلم عن الموقعة التى هزم فيها الروم الفرس 623 بأنة كان نصرا هاما خصوصا من الناحية السيكولوجية النفسية ... إذ كانت أول نصر مؤثر فى حربهم مع أن الأمور كانت لا تزال غير مستقرة ...
    http://www.roman-empire.net/articles/article-012.html
    In February 623, after several failed attempts to come to grips with the Romans and intense skirmishing, Sahrbaraz decided to attack. He divided his army into three groups to charge the imperial forces in front, while one part was hidden in a small valley to await the opportunity to ambush the Roman forces. But the emperor was kept well informed by his scouts, and attacked with picked men the ambush force and completely defeated it. Sahrbaraz had no other choice but to withdraw, leaving Pontus and the way into Persian Armenia in imperial hands.
    Although the victory was important especially from the psychological point of view
    ___
    و كذلك يتكلم عن موقعة الروم فى دخول مدن الفرس و احتلالها و السيطرة عليها فى 624 ... و يتكلم أنة قد حقق فى ذلك العام انتقامة من تدنيس الصليب المقدس و هى الموقعة الأهم ...
    ( لاحظ معى اختلافه فى تحديد مسألة الانتقام هذة عن المصدر السابق !! )
    The army crossed the Euphrated and took Theosiopolis, which opened the gates to the emperor. On they marched, along the north bank of the Araxes river to the capital of Persian Armenia, Dovin, which offered resistance but was also taken (May 624), and to Naxcavan in the south-east.
    The next steps lead the army south, crossing the Araxes into Aserbeidjan (Atropatene). It was summer now, but despite the heat the army moved rapidly. Passing between Taebris (Tauris) and the Urmia-Lake, they conquered the city of Ganzac which was captured after Heraclius routed the troops sent (and perhaps commanded in person) by Chosroe from Ctesiphon to intercept him in July 624. The Roman army stood deep in Persian territory at the back doors of Ctesiphon, which itself, less than 300 miles away, was in danger. They had moved with incredible speed, covering a 1,000 miles in about nine weeks.
    Now Chosroe had to pay for his strategic errors (he himself had some difficulties to evade the Roman troops and return to safety). Sahrbaraz had been hastily recalled, but did not reach the scene to intervene. Another army was raised (the Persian strength is given for 40,000, which is probably too high). Heraclius took his revenge for the capture of the Holy Cross and destroyed one of the oldest and greatest temples of the Zoroastrian religion at Ganzac

    و مما سبق يتبين أن ذلك العام و ما قبلة كان وبالا على كسرى و الفرس عموما ... و كان بداية انهيار الامبراطورية الفارسية ...


    ***************************************

    يمكننى أن أكتب كل النتائج التى توصلت اليها خلال البحث فى تلك القضية ... و لكن لن نصل إلا إلى حقيقة واحدة ...

    أن التواريخ المذكورة فى معظم المصادر سواء على الانترنت أو الكتب العلمية متناقضة تماما و كل ما يمكن أن نتوصل الية هو التالى ...


    1 - تمت غلبة الفرس على الروم فى الفترة بين عام 614 و 615 ...
    2 - تمت اولى المعارك التى انتصر فيها الروم على الفرس منذ عام 622 و بدأت اولى المعارك المؤثرة استراتيجيا و نفسيا و التى كانت بداية الانهيار للجيش الفارسى فى العامين 623 و 624 كما اسلفت ...

    و هذا الموقع يؤيد كلامى ...

    http://www.angelfire.com/nt/Gilgamesh/sasanian.html و هو يتكلم عن تاريخ الساسانيين ... ( الفرس )

    و هذا أيضا ....

    http://www.kessler-web.co.uk/Histor...sternPersia.htm

    و فى كل الحالات لا يملك عاقل إلا أن يصدق بتلك النبؤة ... فى بضع سنين كما أخبر الحق تبارك و تعالى ....




    *******************************************


    النقطة الثانية و التى تمثل القشة التى يتعلق بها المنكر لتلك النبؤة ...

    و هى مسألة تحقق المسلمون لخبر انتصار الروم فى غزوة بدر و التى وقعت فى عام 624 ....

    فيقول المشكك .... إذا ما كان الانتصار قد وقع فى عام 622 فرضا .... فكيف يكون الفرح بالمسلمين يوم بدر 624 ... ؟

    و الرد على ذلك ..

    يجب أولا أن نعلم تاريخ نزول تلك الآية الكريمة ... واليكم الرواية فى ذلك ...

    قال سليمان بن مهران الأعمش عن مسلم عن مسروق قال: قال عبد الله: خمس قد مضين, الدخان, واللزام, والبطشة, والقمر, والروم, أخرجاه. وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع, حدثنا المحاربي عن داود بن أبي هند, عن عامر ـ هو الشعبي ـ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان فارس ظاهراً على الروم, وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم. وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس, لأنهم أهل كتاب وهم أقرب إلى دينهم, فلما نزلت {آلمَ * غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين} قالوا: يا أبا بكر إن صاحبك يقول إن الروم تظهر على فارس في بضع سنين ؟ قال: صدق. قالوا: هل لك أن نقامرك ؟ فبايعوه على أربع قلائص إلى سبع سنين, فمضت السبع ولم يكن شيء, ففرح المشركون بذلك, وشق على المسلمين, فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال «ما بضع سنين عندكم ؟» قالوا: دون العشر. قال «اذهب فزايدهم, وازدد سنتين في الأجل» قال:(( فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس, ففرح المؤمنون بذلك))

    و لقد اجتمع المفسرون على أن الخبر بانتصار الروم على الفرس قد نزل على المسلمون فى يوم انتصارهم على كفار قريش فى بدر ...

    و أنقل اليك هذة الرواية من كتاب أسباب النزول للنيسابورى ص284

    " اخبرنا اسماعيل بن ابراهيم الواعظ قال : اخبرنا : الحرث بن شريح قال : اخبرنا : المعتمر بن سليمان عن ابية عن الاعمش عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدري قال : لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب المؤمنون بظهور الروم على فارس . "

    و أيضا ...

    {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ} أي ويوم يهزم الروم الفرس ويتغلبون عليهم، ويحل ما وعده الله من غلبتهم يفرح المؤمنون بنصر الله لأهل الكتاب على المجوس، لأن أهل الكتاب أقرب إلى المؤمنين من المجوس، وقد صادف ذلك اليوم يوم غزوة بدر، قال ابن عباس: كان يوم بدر هزيمة عبدة الأوثان، وعبدة النيران .

    و على ذلك فأن الآية فى أغلب الظن قد نزلت فى عام 615 ... و هو الراجح فى رأيى ... لأن البضع فى لغة العرب ما دون العشر أي التسع و بذلك تكون سنة نزول الآية هى 615 أي قبل الهجرة بسبع سنوات ....

    و ربما يطرح هذا سؤال آخر ... إذا ما افترضنا أن انتصار الفرس على الروم كان فى عام 614 و ليس فى 615 ( رغم تناقض المراجع فى ذلك ) فكيف تنزل الآية ف عام 615 ....؟؟

    - و الجواب على ذلك أننا يجب أن نضع فى الحسبان فترة تلقى وصول الخبر من الشام إلى مكة ... و أيضا يجب علينا أن نعرف أن الآية لم تنزل فور وصول الخبر ... فقد كانت هناك فترة بين استقبال المشركون للخبر و بين تقوّلهم و معايرتهم لمحمد صلى الله علية و سلم بذلك ... فإن الآية قد نزلت فور معايرتهم له بذلك الأمر ...

    لذا فحسبنا أن نأخذ بما فى الرواية بأن النزول كان عام 615 و الظهور كان عام 624 .... و بذلك فإن النبؤة قد تحققت يقينا ...

    و لكن نحن لم نجيب على السؤال بعد ...


    إذا ما كان الانتصار قد وقع فى عام 622 فرضا .... فكيف يكون الفرح بالمسلمين يوم بدر 624 ... ؟

    - و الرد على ذلك ..... بعد أن عرفنا أن تاريخ النزول هو عام 615 م ... فإن امامنا احتمالان كلاهما مقبول عقلا ...

    1- أن يكون الخبر الذى وصل إلى المدينة هو خبر نصر الروم فى معركة عام 624 و ليس عام 622 .... على أساس أن البعض قد استصغر هذا الانتصار و إن كان له ( انتصار 622 ) فضل كبير ... إلا أن خبر تلك المعركة ( انتصار 624 ) كان أقوى و أظهر و كان تتمة الانتقام للروم ...

    2 - أو أن يكون الخبر هو انتصار الروم على الفرس عام 622 و وصل إلى المدينة مع انتصار المسلمون على قريش ...

    و كلاهما مقبول عقلا ...

    على أن طارح هذا التساؤل لا يخفى غبائة عن أحد ... فلا شأن له بالمدة التى استغرقها الخبر فى الوصول أو ما هى المعركة التى وصلت انبائها بالضبط ...

    و انما الذى يهم هو مدى انطباق النبؤة على الواقع التاريخى ... و هو ما اثبت توافقة من مراجع غير اسلامية فضلا عن المراجع الاسلامية ذاتها ...

    قد أثار مبشر بروتستنتى تلك النقطة من قبل و رد علية استاذنا الكريم د.هشام عزمى من عدة سنوات عندما كان يرفض هذه النبوءة و اقتنع و لم يجد مفرا من الاقرار بهذه النبؤة .. و لكنة جادل فى النقطة السابق ذكرها ... و هذا انما ينم عن الافلاس و الاستكبار عن الحق ..

    يمكن للقارئ الاطلاع على تفاصيل الرد على ذلك الرابط ....
    http://www.geocities.com/noorullahw...moun-false.html


    *****************************************

    و لكن ما هو المعيار ؟؟

    ما هو المعيار الذى يجب أن نعول علية لمعرفة التوثيق التاريخى الصحيح لتلك الفترة ؟

    هل هى الكتب و المراجع التى تضاربت أشد ما يكون التضارب ؟

    أم المراجع الاسلامية ؟ ...

    ربما يستنكر القارئ قولى الآن و يقول ... و كيف تكون تلك المراجع الاسلامية حجة و من أبسط الأمور التى يجب أن يراعيها الباحث فى أخذ مصادرة .. أن تكون تلك المصادر حيادية لا تنتمى للمعسكر المؤمن بالفكرة التى يسعى الباحث لاثباتها ... إذ فما هى فائدة البحث أصلا ... ؟؟ !!

    و أنا هنا أقدم دليلين عقليين لا يقبلا الشك حول حجية المراجع الاسلامية و هيمنتها على غيرها من المراجع فى تلك الفترة التاريخية ...

    1 - إن تلك النبؤة كانت الفصل فى نبوة محمد صلى الله علية و سلم .... و نعلم أنة صلى الله علية و سلم كان له من الأعداء من المنافقين و الكفار من كان يحصى الدقائق و الثوانى لاحصاء تلك العدة ... فلو كانت الفترة قد زادت عن ذلك ... لما كنت أنا هنا أكلمك حول الاسلام أصلا ... !! ... إذ كانت الدعوة قد وأدت فى مهدها معاذ الله ... و رغم ذلك لم يظهر و لو قول واحد من المنافقين أو المشركين بلمحة شك حول زمن تحقق النبؤة إذ كان الحق أظهر ... و خصوصا و أن فتح مكة لم يكن قد حدث بعد ... أي أن من المشركين من لن يخاف بطش مسلم أصلا إذا ما جهر بالتكذيب ... و لكن الحق كان أظهر من أي قول تعسفى حتى ..

    2 - اختلاف المراجع الغير اسلامية فيما بينها حول تواريخ المعارك ... مما يقطع بعدم حجيتها فى النقاش العلمى حول نقطة حساسة كتلك ... مع تفرد المراجع الاسلامية باتفاق كامل و توافق بأن الفترة كانت بضع سنين ... أضف إلى ذلك التواتر فى النقل و الذى يميز التوثيق الاسلامى عموما ...

    و لذلك ...

    فإن دواعى المنهجية العلمية لن تتعارض أبدا بل و تتوافق مع الأولوية البحثية فى الأخذ من المراجع الاسلامية ...

    و بذلك ...

    فقد صدق سبحانة و تعالى فى محكم التنزيل إذ قال ...

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...

    بسم الله الرحمن الرحيم ...

    " الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * ِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "

    صدقت و تعاليت يا رب العالمين ...


    ****************************************

    توضيح مدى أهمية تلك النبؤة من الناحية العقلية قياسا على الظروف التاريخية و الاجتماعية بتلك الفترة فى اثبات نبوة محمد صلى الله علية و سلم

    إن الباحث فى الظروف التاريخية و الاجتماعية لتلك الفترة ... ليتعجب أشد العجب من تلك النبؤة إذا ما كان يؤمن بأن محمد هو مؤلف القرآن الكريم ولا يقر بنبوتة ...

    و لهذا كانت جدلهم المتهافت الذى بينا تهافتة و من بعدة أنخرست الألسنة بعون الله و مشيئتة ..

    فى أسباب النزول لتلك الآية للإمام النيسابورى يقول ..

    قال : المفسرون بعث كسرى جيشا إلى الروم و استعمل عليهم رجلا يسمى شهريران فسار إلى الروم بأهل فارس و ظهر عليهم فقتلهم و خرب مدائنهم و قطع زيتونهم و كان قيصر بعث رجلا يدعى يحنس فالتقى مع شهريران باذرعات و بصرى و هى ادنى الشام إلى ارض العرب فغلب فارس الروم و بلغ ذلك النبى صلى الله علية و سلم و اصحابة فشق ذلك عليهم و كان النبى صلى الله علية و سلم يكرة أن يظهر الأميون من اهل المجوس على اهل الكتاب من الروم و فرح كفار مكة و شمتوا فلقوا اصحاب النبى صلى الله علية و سلم فقالوا : انكم اهل كتاب و النصارى اهل كتاب و نحن اميون و قد ظهر اخواننا من اهل فارس على اخوانكم من الروم ... و انكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم فانزل الله تعالى " الم غُلبت الروم فى ادنى الأرض " ... إلى آخر الآيات . اخبرنا اسماعيل بن ابراهيم الواعظ قال : اخبرنا : الحرث بن شريح قال : اخبرنا : المعتمر بن سليمان عن ابية عن الاعمش عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدري قال : لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب المؤمنون بظهور الروم على فارس .

    إذا فنحن أمام معجزة بحق .... لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل ...

    فالظروف فى ذلك الوقت كانت لا تبشر ابدا بانتصار الروم ... على الاقل هذا ما توافر لاهل مكة من معلومات فى هذا الوقت ... لذا فإنة من المخاطرة بحق أن يربط محمد صلى الله علية و سلم هذا التخمين بصدق نبوتة على افتراض انة من الف القرآن ... و كأنة شخص يقول " أن سوريا سوف تحتل أمريكا بعد 10 سنوات !!! " .... و لا يكتفى بهذا بل و يربطها بصدق نبوتة .. !!!

    و نضع الموضوع قيد التحليل المنطقى : -

    نجد أولا ... إذا ما أراد محمد صلى الله علية و سلم أن يؤلف شيئا كهذا يجب أن يتوافر للأمر أولا جانب مهم جدا ألا و هو ... الدافع ..

    إن القارىء لظروف تلك الفترة لا يجد دافعا و لو حتى بسيطا لجعل محمد صلى الله علية و سلم يدخل فى تحد كهذا أبدا ..

    إذ أنة كان تقريبا فى عز الاضطهادات البربرية لقريش و فى وقت أشتدت فية الفتن على المؤمنين فما كان لرسول الله صلى الله علية و سلم أن يأتى بأمر كهذا كدليل على نبوتة و هى أقرب الى الاستنكار منها الى التصديق !! ...

    و ما كان ليخاطر بأمر الرساله الى تلك الدرجة و هو غنى عن ذلك إذ قلما تجد بيتا فى مكة فى ذلك الوقت إلا و يوجد فيه متبع لمحمد صلى الله علية و سلم ... فما حاجتة لأمر كهذا يا ذوى العقول ؟؟؟ !! ... امن أجل أمر يغيظ به الكفار ؟؟ ... تذكروا ما تقولونة جيدا ... أن محمدا صلوات ربى و سلامة علية كان عبقريا ... و ما كان لمدعى عبقرى أن يقع فى تلك المخاطرة أبدا !!

    نجد ثانيا .. أن محمدا صلى الله علية و سلم من الناحية المنطقية لا يمكن ابدا أن يصل الى تخمين كهذا على فرض الظن ... إذ أن من يقطع بهذا يجب أن يكون ملما و متابعا جيدا و بإستمرار لفترة طويلة لأخبار تلك الحروب و لكن تصرفة صلى الله علية و سلم و موقفة كان موقف المتضايق المستغرب لهذا الأمر ... و ما كان لأحد يتابع الأمر و الأخبار أولا بأول إلا أن يقطع بإنتصار الفرس حتميا على الروم ... و هو ما لم يتوافر فى ردة فعل رسول الله صلى الله علية و سلم ... مما يثبت قطعيا و بلا جدال ... نسف كل النظريات الظنية حول تلك النبؤة نسفا ... كالتى ساقها المستشرق " اميل درغام " فى أن النبؤة كانت متوقعة من قبل محمد و هو قول أحمق ... لا يملك المفكر فية إلا التسليم بنبوة خير خلق الله صلى الله علية و سلم ....

    و هذا عين ما قلتة للزميل " وليد غالب " فى الحوار حول تلك المسألة فى منتدى التوحيد ...

    و لن أجد مثال خير من الحوار الذى دار بين الأخوة و بين الزميل " وليد غالب " فى منتدى التوحيد ... و الذى أفحم فية و لم يرد من وقتها رغم أنة شارك بعدها فى أكثر من موضوع ....


    و يمكنكم الاطلاع على الحوار على هذا الرابط

    http://70.84.212.52/vb/showthread.p...%E1%ED%DE%C7%CA


    هذا و الله اعلم و ان كنت احسنت فمن الله و ان كنت اخطات فمن نفسى و الشيطان و الله اعلم و انتم لا تعلمون ...

    و الحمد له رب العالمين ....
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق


    • #3
      حسام مجدى



      شبهة أخرى حمقاء وجدتها على أحد مواقع التبشير النصرانية بالانجليزية ... و خلاصتها ... أن القرآن الكريم قد وقع في لغط تاريخي بذكرة " الروم " بأنهم الروم و ليسوا " البيزنطيون " ... حيث أن الدولة البيزنطية كانت قد قامت في ذلك الوقت على انقاض الدولة الرومانية القديمة عام 610 م ...

      و ليس هناك رد على هذا الأحمق ... أبلغ من قول " ابن كثير " في تفسيرة الكبير ... و هو يتكلم عن " الروم " و أنسابها و صفة هؤلاء القوم عند العرب ...

      " وَأَمَّا الرُّوم فَهُمْ مِنْ سُلَالَة الْعِيص بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم وَهُمْ أَبْنَاء عَمّ بَنِي إِسْرَائِيل وَيُقَال لَهُمْ بَنُو الْأَصْفَر وَكَانُوا عَلَى دِين الْيُونَان وَالْيُونَان مِنْ سُلَالَة يَافِث بْن نُوح أَبْنَاء عَمّ التُّرْك وَكَانُوا يَعْبُدُونَ الْكَوَاكِب السَّيَّارَة السَّبْعَة وَيُقَال لَهَا الْمُتَحَيِّرَة "

      فالروم هم جماعة من القوم ... و القرآن الكريم لا يتكلم عن الأحداث السياسية في ذلك الوقت .. و انما يتكلم عن الصفة العامة للقوم ... فالمصريون هم المصريون سواء كانوا في عهد الملكية أو في عهد الجمهورية و الثورة ... و كذلك فالروم عند العرب هم هؤلاء الفئة من القوم ... و القرآن نزل بلغة العرب .. و يكفي هذا في بيان تهافت تلك الشبهة !!

      و كذلك فإن العبقري صاحب العقل الرائع ... يقول أن محمدا صلى الله علية و سلم قد تنبأ بالصدفة بذلك الانتصار ( و هو ما بينا تهافتة تماما في مداخلتنا السابقة و لله الحمد ) ... عن طريق تتبعة لاخبار الروم و أخبار المعارك ...

      و نحن نسأل هذا الغبي ..

      هل الذي يتتبع أخبار الروم حتى يصل به الأمر إلى ذلك التنبأ الغريب و المصيب إلى تلك الدرجة ... يجهل ما حدث من نشوء الدولة البيزنطية ؟؟؟ !!!!!
      قاتل الله الجهل !! ...



      حسام مجدى




      لماذا " بضع " ؟!


      قال صاحب الشبهة ..


      انتصار الروم قد وقع بعد تسع سنوات من نزول آية "وهم من بعد غلبهم سيغلبون* في بضع سنين" ، والتسع هى من البضع..

      السؤال الآن..لماذا استخدم الله - سبحانه و تعالى - الكامل المعرفة كلمة عائمة مثل "بضع" ولم يقل كلمة تحدد بالضبط موعد الانتصار ؟

      لماذا لم يقل القرآن : غُلبت الروم* في أدنى الأرضِ وهم من بعد غلبهم سيغلبون* في تِسْعِ سنين* ؟


      و الجواب : .. أقول مستعينًا بالله سبحانه و تعالى ..


      إن هذا اللفظ من الدلالات القوية على أن هذا القرآن الكريم من عد الله سبحانه و تعالى .. و أنه كلام الله سبحانه و تعالى و لا ريب ..


      و إليك أيها المشكك أسباب قوله سبحانه و تعالى لذلك اللفظ بديلًا عن " تسع " ..


      أولًا .. لم يحدد الله - سبحانه و تعالى - عدد السنين لأن العرب و الرومان و الفرس كل منهم يستخدم تقويم مختلف عن الآخر و كل منهم يعد السنين بطريقة مختلفة عن الآخر ... فإن حدد القرآن عدد السنين لتنازع الناس هل كانوا تسع بالضبط ام تسع و كسر و هل الكسر يحذف ام يجبر و هكذا .. القرآن تفادى اي خلاف او جدال يصرف النظر عن الاعجاز الغيبي ... و إن قلت : إن تلك الآية عرضت على مشركي قريش .. فإذن يكون الحساب بتقويمهم .. فأقول أن هذا باطل من عدة وجوه .. منها أن القرآن الكريم هو للبشرية كلها .. و ليس لفئة بعينهم .. لذا فإن كل شخص سوف تصله تلك الآيات سوف يبدأ بحسابها في هذا الوقت بطريقته هو ظنًا منه أنها الطريقة الواحدة الصحيحة و أن الله سبحانه و تعالى لابد و أنه سيحسب ذلك بتلك الطريقة ( الخاصة به هو ) .. و وقتها سيكون اختلاف الناس ظاهرًَا .. لذا فكانت تلك اللفظة القرآنية المعجزة لتنهي هذا الخلاف .. و لا تضع مكانًا لمشكك ..

      و لو أن الله سبحانه و تعالى قال " تسع " .. لتسائلت أنت أيها المشكك و قلت : " لماذا إذن لم يراعي الله - سبحانه و تعالى - أن لكل بلد تقويم مختلف ؟ أليس القرآن الكريم للبشرية جمعاء ؟؟؟ ! .. " و وقتها لن أستطع الرد عليك ! ..

      ثانيًا .. إن من طالع تحقيقي الذي اوردته بأعلى .. سيجد أن أول انتصار للروم حدث بالفعل سنة 622 .. و هذا الانتصار رغم أهميته .. فلم يكن هو النصر المقصود في الآية القرآنية الكريمة .. لأن الله سبحانه و تعالى قد حدد أن هذا الانتصار يحدث يوم أن يفرح المؤمنون و " يوم إذٍ يفرح المؤمنون " وقد اختلف المفسرون فمنهم من قال أن تلك الفرحة خاصة بصدق النبوءة و منهم من قال أنها لأجل غزوة بدر .. و أنا آخذ بأنها لغزوة بدر لاتفاق جمهور الصحابة على ذلك و قد دلت الأحاديث الصحيحة على ذلك أيضًا .. بالإضافة إلى قوله سبحانه و تعالى " بنصر الله " و هو يوضح أن ذلك الفرح هو فرح انتصار .. و ما من نصر أعظم مما حدث يوم بدر .. بالإضافة إلى أن التاريخ يذكر بوضوح أن انتقام هرقل من تدنيس الصليب و خروج الفرس من الشام تمامًا حدث عام 624 أي عام بدر ..

      فكل تلك الدلائل من الآية الكريمة و الأحاديث و الروايات الخاصة بالصحابة تدل دلالة قاطعة على أن النصر المقصود هنا .. هو النصر الذي حدث عام 624 و ليس نصر 622 أو نصر 623 ...

      و هذا يبين لماذا قال الله سبحانه و تعالى " بضع " و لم يقل " تسع " ..

      لأن النصر حدث على سنين متتابعة .. و قد حدد الله سبحانه و تعالى أن يوم أن يأتي خبر النصر للمسلمين بالمعركة المقصودة هو يوم فرح المسلمين بنصر الله سبحانه و تعالى ..

      و كان من الممكن أن يقول سبحانه و تعالى " تسع " .. و لكنه - و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم - لم يترك للمشكك مكان ليقول ..

      " قرآنكم يقول " تسع " و أول نصر حدث بالفعل قد حدث عام 622 أي بعد سبع ! " ...

      خصوصًا مع اختلاف المفسرين في تفسير لفظ " نصر الله " و هل هو مختص بنصر بدر أم بالنبوءة .. و مع اختلاف المصادر التاريخية في بعض التواريخ و اتفاقها تمامًا - و سبحان الله العظيم - في أنها كلها في " بضع " سنين .. !!!!



      فسبحان محكم الآيات .. و مجري السحاب .. و هازم الأحزاب ..


      و الحمد لله رب العالمين ..


      الصقر



      أخى فى الله حسام مجدى جزاكم الله كل خير على هذه المعلومات القيمه.

      أود أن أسأل عن معنى كلمه أدنى التى وردت فى نفس السوره الكريمه , وسبب سؤالى أن العديد من المنتديات تناول معنى هذه الكلمه وكانت مداخلات اللادينيين والمسيحيين تنصب على أن معنى أدنى ليس أخفض وإستندوا فى ذلك إلى العديد من التفاسير التى تقضى بأن معناها أقرب وليس أخفض .

      أرجو الإفاده عن هذه النقطه يا أخى فى الله وجزاكم الله كل خير



      حسام مجدى


      أخي الكريم هذه الشبهة ساقطة حمقاء تمامًا ..

      فقولهم أن هذه الكلمة ما اتخذت بمعنى " أخفض " إلى في عصر د . زغلول النجار و الإعجاز العلمي .. حماقة أخرى تضاف إلى مجموع الحماقات ..

      فالله سبحانه و تعالى يقول في القرآن الكريم ..

      " ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون " .. فلو أن كلمة أدنى لا تعني إلا أقرب .. فإذًن الآية تعني لنزيقهم من العذاب الأقرب دون العذاب الأكبر !!!!

      و قس على ذلك تلك الآية الكريمة أيضًا ..

      " ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم " ..

      و تلك الآية الكريمة أيضًا ..

      " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل " ..



      أخي الكريم قد كفاني الله سبحانه و تعالى و إياك الرد .. فقد وفق الله سبحانه و تعالى أخ آخر و هو المهندس العزيز
      " عبد الدائم الكحيل " .. في الرد على تلك الشبهة الحمقاء ..

      هنا ..

      http://www.55a.net/firas/arabic/ind...lect_page=rodod
      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
      وينصر الله من ينصره

      تعليق


      • #4
        الردّ على منكري الإعجاز في سورة الروم

        بقلم: مهندس عبد الدائم الكحيل


        https://www.hurras.org/vb/newre...quote=1&p=6605

        الحمد لله الذي جعل كتابه مليئاً بالمعجزات، الحمد لله الذي أودع في هذا الكتاب العظيم دلائل وبراهين تؤكد إعجازه الخالد على الرغم من محاولات المشككين لإطفاء نور الله ويأبى الله ذلك، الحمد لله الذي نبّأنا بما سيفعله هؤلاء من محاولات لإخماد نور الحق والإيمان فقال: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)[التوبة: 31-33].

        فهؤلاء الذين جعلوا من رسولهم المسيح عليه السلام إلهاً-تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً- لم يكتفوا بذلك، بل يحاولون أن يشككوا المسلمين بعقيدتهم وإيمانهم وكتاب ربهم. ولكن الله الذي أنزل القرآن سوف يسخِّر لهذا الكتاب من يدافع عنه ويُظهر معجزته وعجائبه التي حدثنا عنها الرسول الكريم عليه وعلى آله وأصحابه الصلاة والتسليم.

        هذا قولهم بأفواههم...

        ومن هذه المحاولات ما قرأته على أحد المواقع والذي يسمي نفسه "الردّ على الإسلام"! إنهم لا يدركون خطورة أقوالهم، فهم عندما يردُّون على الإسلام فكأنما يردون على الله قوله-سبحانه وتعالى. ولذلك فلن تنجح خططهم ولن يحصدوا إلا الخيبة والخسران.

        يقولون في نقد الإعجاز في قوله تعالى:(غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ)[الروم: 2-3]:

        ”درج المفسرون على تفسير أدنى بمعنى الأقرب. وأيضا القرآن نفسه يستعمل أدنى بمعنى أقرب. ولكن طلع علينا السيد الزنداني بفتوى أن أدنى هي أخفض. بينما لا نجد مشكلة في القرآن لاستعمال "أخفض" ككلمة.

        وحيث أن أدنى بحسبه تعني أخفض فيجب أن تكون المعركة تمت بالقرب من القدس كي تكتمل المعجزة. من غير دليل على أن الآية تشير إلى معركة الفرس والرومان سوى إشارة أخفض الأرض. والتي يجب أن تكون القدس.

        الملفت للنظر بأن المسلمين لم يهتموا بدراسة تاريخ تلك الحقبة لتحديد تلك المعركة التي انتصر فيها الفرس على الروم. ولكن صانعوا المعجزات لا يجدون غضاضة في تجاهل التاريخ وعدم البحث عن الحقيقة طالما وافقت هواهم" (1).

        هذا ما قرأته على موقعهم، وسوف نستمع الآن إلى قول القرآن العظيم وأن المعجزة ثابتة ولا يمكن لإنسان عاقل أن يتجاهلها أو يشكِّك في مصداقيتها.

        أدنى الأرض

        يحدثنا القرآن في عصر لم يكن باستطاعة أحد أن يقيس أخفض نقطة على سطح اليابسة من الأرض، يحدثنا عن هذه المنطقة بالذات، وأن معركة وقعت فيها وكانت نتيجتها انتصار الفرس على الروم. يقول تعالى: (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)[الروم: 1-7].

        لقد حدَّدت هذه الآيات موقع المعركة في (أدنى الأرض) فما هو معنى هذه العبارة؟ وهل يمكن أن نفهمها بأنها تعني فقط (أقرب الأرض) كما فسَّرها المفسِّرون الأوائل رحمهم الله تعالى أم أن هنالك معاني أخرى؟ وهل هنالك معجزة في هذه الآية الكريمة؟

        رحلة من التأملات

        لقد تأملت هذا النص الكريم طويلاً واطلعتُ على تفاسيره فوجدتُ أن المفسرين يفسرون قوله تعالى (أدنى الأرض) بأقرب الأرض (2) أي أقرب أرض الروم إلى أرض العرب وهي أغوار البحر الميت أي المنطقة المحيطة بهذا البحر.

        ولكن الذي لفتَ انتباهي هو أن عبارة (أدنى الأرض) عامة وليست خاصة بأرض العرب، أي أن القرآن في هذه الآية يطلق صفة (أدنى) على الأرض دون تحديد أرض معينة، ولذلك فقد فهم المفسرون أن الأدنى هو الأقرب بسبب أنهم لم يتصوّروا أن هذه المعركة قد وقعت في أخفض منطقة على وجه اليابسة.

        وهذه هي عظمة القرآن أن المعجزة تبقى مختفية قروناً طويلة على الرغم من المحاولات الكبيرة لفهمها إلا أن الله تعالى يُظهرها في الوقت المناسب لتبقى آيات الله مستمرة وقائمة إلى يوم القيامة، ولو أن المفسرين استطاعوا تفسير القرآن كله إذن سوف تتوقف المعجزة! والله تعالى قد تعهّد بأنه سيرينا آياته وينبغي علينا ألا ننكرها، يقول تعالى: (وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ) [غافر: 81].

        ثم تأملتُ قوله تعالى عن المسجد الأقصى وهو مسجد يقع في مدينة القدس التي لا تبعد سوى عشرين كيلو متراً عن منطقة البحر الميت حيث دارت المعركة، يقول تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الإسراء: 1]. وبدأت التساؤلات: كيف يصِف الله تعالى منطقة البحر الميت بأنها "أقرب الأرض"، ثم يعود ويصِف المسجد الموجود هناك بأنه "المسجد الأقصى" أي الأبعد؟؟

        ثم تأملتُ في الخرائط الجغرافية فوجدتُ بأن المنطقة التي وقعت فيها المعركة وهي التي سماها القرآن بـ (أدنى الأرض) تبعد عن مكة أكثر من ألف ومئتي كيلو متراً، فكيف تكون هذه الأرض هي "الأقرب" وهي تقع على هذه المسافة الكبيرة؟ وكيف يكون المسجد الأقصى هو "الأبعد" وهو يقع على نفس المسافة من مكة المكرمة حيث نزلت هذه الآيات؟

        ثم تساءلتُ: لو أن الله تعالى يقصد كلمة (أقرب) فلماذا لم يستخدم هذه الكلمة؟ إذن كلمة (أدنى) هي المقصودة وهي الكلمة التي تعطي المعنى الدقيق والمطلوب وهذا ما سنراه يقيناً.

        معاني متعددة للكلمة

        نعلم بأن الله تعالى قد خلق سبع سماوات طباقاً وسمى السماء السفلى أي أخفض سماء سمَّاها (السماء الدنيا)، فقال: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)[فصلت: 12]. وهنا كلمة (الدنيا) جاءت بمعنى الأقرب من الأرض، ولكن تتضمن معنى آخر وهو الطبقة السفلى بين طبقات السماء السبعة. وسُمِّيت بالدنيا لدنوِّها من الأرض(3).

        ويقول أيضاً: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[السجدة: 21]. ويفسر المفسرون كلمة (الأدنى) هنا بمصائب الدنيا وأمراضها. وهنا لا يمكن أن تكون (الأدنى) بمعنى الأقرب بل (الأصغر) لأن الله تعالى يقارن في هذه الآية بين نوعين من أنواع العذاب:

        1- (الْعَذَابِ الْأَدْنَى)

        2- (الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ)

        إذن في هذه الآية نحن أمام مقياسين هما (الأدنى) و(الأكبر) أي الأصغر والأكبر، كما نعبر عنه في مصطلحاتنا اليوم بالحدّ الأدنى والحد الأعلى، ونقصد الأصغر والأكبر.

        يقول تعالى: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا)[المجادلة: 7].وهنا جاءت كلمة (أدنى) بمعنى أقلّ لأنها قد أُتبعت بكلمة (أكثر). ونرى أن كلمة أدنى تُستخدم هنا مع الأعداد (4).

        كيف نفهم الآية؟

        إذن من معاني كلمة (أدنى) لدينا: الأقل والأصغر والأقرب، فما هي المنطقة على سطح الكرة الأرضية والتي تتصف بهذه الصفات الثلاث؟ إنها منطقة البحر الميت، فهي:

        1- الأقرب: حيث هي أقرب أرض للروم إلى أرض العرب.

        2- الأصغر: فهذه المنطقة مساحتها صغيرة جداً ولا تتجاوز الكيلو مترات المعدودة، وذلك مقارنة بمساحة سطح الأرض والتي تزيد على ملايين الكيلو مترات المربعة.

        3- الأقلّ: فهذه المنطقة هي الأقل ارتفاعاً على سطح اليابسة، فهي تنخفض عن سطح البحر بمقدار 400 متراً تقريباً، ولا يوجد في العالم كله أدنى من هذه النقطة إلا ما نجده في أعماق المحيطات.




        ولذلك فإن فهمنا لهذه الآية على هذا النحو لا يتعارض مع القرآن وكذلك لا يتعارض مع معطيات العلم، ثم إنهم يعترضون على أن كلمة(أدنى) تفسرها المعاجم اللغوية على أنها (أقرب)، وأن هذه المعاجم لم تورد كلمة (أخفض) ضمن معاني الكلمة.

        ولكننا نجد المعاجم تورد معنى الأسفل أو الوادي ضمن معاني هذه الكلمة، فعلى سبيل المثال لدينا في القاموس المحيط في معنى كلمة (دنا): تقول العرب الأدنيان وهما واديان (5). وفي لسان العرب : والأَدْنَى: السَّفِلُ، فالعرب لا تستغرب أن يكون ضمن معاني هذه الكلمة هو الأسفل أو الوادي (6).

        ولكننا نجد هؤلاء القوم يأخذون من المعاني ما يتفق مع حججهم الواهية، ويتركون المعاني التي لا تروق لهم.

        هل القرآن تابع للمعاجم اللغوية؟




        وهنا نود أن نقول: هل نحن ملزمون بأن نفهم القرآن كله على ضوء المعاجم؟ ولو كان هذا صحيحاً إذن لأمكن تفسير القرآن بالكامل ولم يعد هالك حاجة للمفسرين والمجتهدين! ولنفرض أننا لم نعثر على معنى كلمة ما في المعاجم، فهل هذا يعني أن القرآن غير صحيح؟! مثلاً كلمة (الم) و(الر) و(كهيعص) هذه الكلمات غير موجودة في المعاجم، فهل هذا يعني أنها غير صحيحة؟

        طبعاً كلام الله تعالى هو الأساس الذي يجب أن ننطلق منه وليس المعاجم اللغوية، وذلك لأن هذه المعاجم تم وضعها بعد نزول القرآن بمئات السنين، وكذلك التفاسير. وتجدر الإشارة إلى أن معظم الانتقادات التي يوجهها هؤلاء لكتاب الله يعتمدون فيها على الفهم القديم للآية وعلى فهم المفسرين لها، وينسون أن هنالك معجزة متجددة للقرآن تتجلى في كل عصر من العصور بما يتناسب مع علوم العصر.

        فمثلاً عندما فهم المفسرون من قوله تعالى: (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)[الغاشية: 20] أن الأرض ليست كروية بل مسطحة، وذلك حسب معطيات عصرهم، فهل نتابعهم على هذا الفهم ونخالف حقائق العلم؟ أم أننا نتدبر القرآن لنجد أنه لا تناقض بين القرآن والعلم! لأن كلمة (سُطِحَتْ) تعني أن الله قد مهَّدها وجعلها صالحة للحياة، بعكس القمر الذي نجد سطحه مليئاً بالمرتفعات والوديان مما يجعله غير مسطح وغير قابل للحياة. وهذا يعني أن الله تعالى قد جعل للكرة الأرضية سطحاً ممهداً.

        فمثلاً إذا قلنا "انظر إلى هذه القبة كيف أن الذي صمَّمها وصنعها جعل لها سطحاً رائعاً" لا يعني هذا الكلام أن القبة أصبحت مستوية، بل جميع الأجسام تملك سطحاً.

        إن هذه الدقة العلمية في استخدام الكلمات القرآنية هي ما نجده في قول الحق تبارك وتعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].

        إن هذه الآية تقرر أننا إذا ما تدبرنا القرآن سوف لن نعثر فيه على أية تناقضات وهذا دليل كاف على أنه كتاب الله تعالى. إن كتب البشر نجدها تتحدث عن نظرية علمية ثم يأتي عصر يثبتُ فيه خطأ هذه النظرية ورفضها تماماً، بينما نجد القرآن صالحاً لكل زمان ومكان وميسّر الفهم.

        إنهم دائماً يعترضون على الإعجاز العلمي للقرآن لأنه يخاطبهم بلغة قوية هي لغة العلم، ولذلك فإنهم يلجؤون إلى الكتب القديمة حيث كان متعذراً وقتها فهم هذه الآيات كما نفهمها في ضوء المعارف الحديثة. ونقول لهم: لماذا تلزموننا بفهم القرآن كما فهمه المفسرون قبل مئات السنين، ولا تلزمون أنفسكم بفهم الكتاب المقدس كما فهمه القسيسون قبل عشرات السنين فقط عندما حددوا عمر الكون بسبعة آلاف سنة ثم ثبُت يقيناً أن عمره بلايين السنوات!! (7).

        خاتمة

        إن ميزة القرآن الكريم أن البدوي في الصحراء كان لا يجد مشكلة في فهمه والتعامل مع كلماته ومعانيه، وعالم الذرة يفهمه أيضاً ولا يجد مشكلة في تدبره مهما تطور العلم، وعالم اللغة يفهم منه أشياء قد لا يفهمها غيره، وعالم الفلك قد يرى فيه حقائق لم يرها أحد من قبله، وهكذا هو كتاب شامل كامل لجميع البشر ولجميع العصور.

        ونقول لكل من يظن أن النبي الكريم عليه صلوات الله وسلامه هو من وضع القرآن، أن يعود للكتب السماوية السابقة والصحيحة ليجد فيها الحقيقة الإلهية المتمثلة بدعوة الحق تعالى لهؤلاء ليؤمنوا برسالة الإسلام، يقول عز وجل: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[يونس: 157-158].

        للمراسلة على البريد الإلكتروني

        [email protected]

        الهوامش

        (1) http://answering-islam.org/Arabic/Qu...nce/index.html

        (2) انظر مثلاً تفسير الطبري أو تفسير ابن كثير لقوله تعالى: (غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ).

        (4) انظر تفسير فتح القدير للإمام الشوكاني في تفسير قوله تعالى:(ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاَّ هو معهم) أي: ولا أقلّ من العدد المذكور: كالواحد والاثنين، ولا أكثر منه كالستة والسبعة إلاّ هو معهم يعلم ما يتناجون به لا يخفى عليه منه شيء.

        (5) انظر القاموس المحيط في معنى كلمة (دنا): وقوله: "والأَدْنَيانِ: وادِيانِ".

        (6)انظر لسان العرب في معنى كلمة (دنا): "ويقال: دَنَا و أَدْنَى و دَنَّى إِذا قَرُبَ، قال: و أَدْنى إِذا عاش عَيْشاً ضَيّقاً بعد سَعَةٍ. و الأَدْنَى: السَّفِلُ".

        (7)انظر كتاب موريس بوكاي: دراسة الكتب المقدسة.

        ملاحظة

        يرجى الاطلاع على بحث مهم حول هذا الموضوع بعنوان: "انتصار الروم البيزنطيين" إعداد الأستاذ فراس نور الحق. المقال متوفر على الرابط:

        http://55a.net/firas/arabic/index.ph...show_det&id=39


        --------------------------------------------------------------------------------

        تعليق لغوي بقلم الباحث ياسر محمود الأقرع

        بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

        ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ )

        اتفق المفسرون على أن كلمة أدنى الواردة في الآية ( 3 ) من سورة ( الروم ) هي بمعنى: أقرب. وذلك انطلاقاً مما حملته معاجم اللغة من معان لهذه الكلمة لا تكاد تخرج عن معنى القرب والدنوّ.

        وظل مفسرو القرآن ودارسوه يتحدثون عن الإعجاز الغيبي في هذه الآية، ذلك أن الله أخبرنا بها أن الروم سيهزمون الفرس في بضع سنين ( من ثلاث إلى تسع سنوات ) وهذا ما شهده معاصرو نزول الآية بعد نزولها بتسع سنوات.

        ثم طالعنا بحث جديد يؤكد أن أهم مراحل الحرب التي أسفرت عن هزيمة الروم وخسارتهم كانت في أكثر مناطق العالم انخفاضاً، في حوض البحر الميت الذي يقع في منطقة تتقاطع فيها كل من سورية والأردن وفلسطين، ويبلغ مستوى سطح الأرض في هذه المنطقة ( 395 ) متراً تحت سطح البحر، وهذا يعني أنها أدنى منطقة في الأرض.

        ويذهب البحث إلى أن كلمة " أدنى " الواردة في قوله تعالى ( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ) لها معنى آخر هو ( أخفض ) إضافة إلى المعنى الذي تعارف عليه المفسرون وهو ( أقرب ). وقد أنكر بعض من قرأ البحث هذه النتيجة مؤكداً أن كلمة " أدنى " تعني من الوجهة اللغوية ( أقرب ) ، وليس ثمة رأي آخر يدل على أنها قد تأتي بمعنى ( أخفض ) .

        في هذا الموضوع نقول : إن معاجم اللغة _ لمن يتأملها _ بنيت على أساس تراكمي ، إذ أخذ كل معجم مادته ممن سبقه في هذا المضمار، وقلما زاد الأخير على سابقيه شيئاً ، إلى درجة يصعب معها اكتشاف الفروق بين معجم وآخر في تناول معاني الكلمة الواحدة .

        وهذا ما نلحظه بالرجوع إلى مادة " دنا " أو " دنو " في المعاجم اللغوية، إذ نجد أنفسنا أمام معان معينة، وكلام معاد ، وشواهد مكررة، تناقلها أصحاب المعاجم، الواحد عن الآخر.

        فقد أجمعت المعاجم اللغوية على أن كلمة " دنا " بمعنى اقترب .

        أما إن جاءت بالهمز " دنأ " فهي من الدناءة أي : الخسة والوضاعة .

        وإذا كان معنى كلمة دنا مقتصراً ـ من الناحية اللغوية ـ على ما ذكرناه ، فماذا نقول إذاً في قوله تعالى في الآية ( 7 ) من سورة المجادلة:

        ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )

        وكذلك في قوله تعالى في الآية ( 20 ) من سورة المزمل:

        ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ .... )

        نلاحظ أن كلمة أدنى في الآيتين السابقتين جاءت بمعنى " أقل " ولا يستقيم المعنى إذا نحن أوّلناها على أنها " أقرب " نزولاً عند معطيات المعاجم اللغوية.

        في سورة المجادلة جاءت " أدنى " بمعنى " أقل " مرتبطة بدلالة عددية فالأدنى من العدد ثلاثة هو العدد اثنان.

        وفي سورة المزمل جاءت كلمة ( أدنى ) بمعنى " أقل " مقترنة بدلالة زمنية ( أدنى من ثلثي الليل )، والأدنى من ذلك: نصفه أو ثلثه أو ربعه أو ....

        إذاً جاءت كلمة " أدنى " التي بمعنى أقل ذات دلالة عددية في سورة المجادلة، وذات دلالة زمنية في سورة المزمل، وفي الدلالات العددية أو الزمنية هنالك ما هو أدنى " أقل " وما هو" أكثر" ولكن في الحديث عن الأرض ما هي دلالة كلمة " أدنى " إن كانت بمعنى "أقل" ..!؟

        ما هو أدنى الأرض أو " أقلها " جيولوجياً ..!؟

        أدنى الأرض معناها أقلها سماكة، وحيث تكون الأرض أقل سماكة تكون أخفض.

        وكلمة أدنى بمعنى أخفض، ( والانخفاض ضد العلو) وردت كثيراً في الشعر العربي. كما في قول ابن قيم الجوزية:

        لا تؤثر الأدنى على الأعلى فإن تفعل رجعت بذلة وهوان

        لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتحـ ـرم ذا وذا يا ذلة الحرمانِ

        فنحن نلاحظ في البيتين السابقين ( الطباق ) بين كلمتي: الأدنى والأعلى، وورودهما على أنهما متضادتين من حيث المعنى.

        ويقول( أبو عدي النمري):

        تهامية الأدنى حجازية الذرى كأن عليها من عُمان شقيقها

        على الرغم من أن الشاعر في معرض الحديث عن النسب ، القريب منه والبعيد ، إلا أنه يختار للتعبير عن ذلك كلمتين متضادتين معنوياً من وجهة نظره. وهما: الأدنى ـ الذرا

        الذرا : أكثر الأماكن علوّاً.

        الأدنى: أكثر الأماكن انخافضاً.

        لنعد قليلاً ولنتناول عبارة " أدنى الأرض " على أنها " أقرب الأرض " كما اتفق عليها المفسرون . والقرب والبعد مسألة نسبية. ومن ثم فهي أقرب الأرض إلى مَنْ !؟.

        قيل في تفسير الآية: إنها أقرب أرض الروم إلى فارس. ونحن نلاحظ أن كلمة الأرض في الآية جاءت معرفة بـ( أل ) العهدية. وأل العهدية هذه تضعنا أمام احتمالين:

        إما أن تكون كلمة الأرض ـ هناـ مختصة بمنطقة معينة وموقع محدد. أي تواضع عليها كل من المرسل والمتلقي، فهي معهود ذهني بينهما.

        أو تكون عامة. أي الأرض كلها دون تخصيص، وهي معهود ذهني عام.

        فأما الاحتمال الأول: فهو ما حملته لنا كتب مفسري القرآن ودارسيه من أن الأرض المذكورة هي أقرب أرض الروم إلى فارس.

        ويبقى الاحتمال الثاني وهو ما يجيز لنا أن نعدَّ كلمة الأرض في الآية لفظاً عاماً أريد به الأرض كلها.

        وفي هذه الحالة يصبح أدنى الأرض بمعنى أكثرها انخفاضاً أمراً ممكناً، بل لعله يكون بهذا المعنى أقرب إلى الدقة، وإن كان لا ينفي الاحتمال الأول من الوجهة اللغوية.
        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
        وينصر الله من ينصره

        تعليق


        • #5
          تم النقل بمعرفتي

          تعليق


          • #6
            هذا رد من احد المواقع المسيحية تتكلم عن هذا الموضوع واردت ان انقلها هنا كي لا نترك شيء باذن الله الا وتم الرد عليه

            نص الرد هو................


            لكي يصح ادعاء الإعجاز للنبوءة المفترضة يجب أن تتحقق ثلاثة شروط لم يتحقق منها ولا واحد كما سنرى:
            أولا: أن تكون النبوءة واضحة ولا يحتمل نصها قراءات أو تفسيرات اُخرى
            ثانيا: عدم وجود إشكالية بالتفسير الاعجازي للنبوءة
            ثالثا: إثبات أن التنبؤ معجزة (أي أمر خارق لقوانين الطبيعة) وليس أمرا محتملا

            الاشكال (1): عدم وضوح النبوءة واحتمال نصها قراءات وتفسيرات اُخرى

            الإشكال (1-1) عدم إمكان تحديد زمن النزول المفترض للنص
            مقتبس من الزميل The Sage

            تاريخ نزول الآية غير مثبت بدليل قطعي والأحاديث حول رهان أبي بكر للمشركين (بأن الروم ستغلب خلال 7 أعوام ولما لم يتحقق النصر قال الرسول لأبي بكر أن البضع هو دون العشرة أعوام وطلب منه أن يزيدهم في الأجل عاميين إضافيين) هي أحاديث غير صحيحة في جملتها ولا يعتد بها، المشكلة أن آيات القرآن لم تأت مرتبة زمانيا ولا يوجد دليل عملي موضوعي واحد أن هذه الآية نزلت في أي وقت ، وعموما هناك إختلاف بين علماء المسلمين حول توقيت نزول الكثير من آيات القرآن ومنها المعوذتين اللتان إختلف حولهما العلماء حتي في كونهما مدنيتان أو مكيتان .

            لا تقتصر أهمية هذا التوضيح على أن بالإمكان افتراض أن تأليف نص النبوءة الذي يعتقد المسلمون حسب القراءة السائدة له أنه يتنبأ بانتصار الروم على الفرس قد تم بعد أن بدأت فيه موازين القوى تميل إلى كفة الروم، بل تكمن أهمية هذا التوضيح أيضا في أن بالإمكان افتراض أن تأليف نص النبوءة كان عند انتصار الروم على الفرس وأن النص يفترض انتصار المسلمين على الروم وذلك باعتماد قراءة (غـَلـَبَت الروم وهم من بعد غلبهم سَيـُغلـَبون) وهي التي سنعتمدها في هذا الموضوع مع توضيح أسباب ذلك.

            ملاحظة حول روايات المعجزات المفترضة
            وبالنسبة لرواية الترمذي رهان أبي بكر للمشركين بتحقيق الروم نصرا على الفرس فإن الترمذي نفسه روى حديثا آخر ناقض الحديث الأول حيث أخبر أن النص القرآني قد نزل بعد نصر الروم وليس قبله وحَكَمَ الترمذي على الحديثين بنفس الحُكم، لكن لو افترضنا جدلا صحة رواية النبوءة عند أهل الحديث سندا وضعف الاُخرى فإن المعجزة لا يمكن أن تكون حجة على الناس بخبر آحاد ظني الثبوت فمدار الإعجاز على الدليل القطعي (اليقيني) ولا حجة على المرء في عدم التصديق بما دونه، وهذا باب كبير تدخل فيه كل الروايات التي تدعي معجزات حسية لنبي الإسلام من نبع الماء من أصابعه وحنين الجذع له وتكثيره للطعام وشقه للقمر ولا قيمة لمزاعم "التواتر المعنوي" لتلك الروايات فإنه لا مشترك بين تفاصيل الأحداث التي تزعم وقوع معجزة حسية لنبي الإسلام رغم أن القرآن نفسه يقول بأن الله قد منعه من إرسال الآيات "أن كذّب بها الأولون"(الإسراء: 59) وهذا نص على عدم وجود معجزات حسية لنبي الإسلام، ونقل القرآن أوثق من الروايات التي دوّنت بعد ذلك، فروايات الكتب الستة لم تدوّن إلا ابتداءا من القرن الثالث الهجري مما يجعل من اليسير جدا اختراع روايات عن قدرة نبي الإسلام على إحداث معجزات!
            وكذلك لا حجة لمزاعم حدوث المعجزات الحسية الخارقة للطبيعة على يد موسى مثل شق البحر أو المسيح مثل القيامة بعد الموت وغيرها من الروايات التي قد يُزعم لها الثبوت بالتواتر.

            الإشكال (1-2) قراءات وتفسيرات اُخرى للنبوءة المفترضة
            في النص القرآني قراءتان، قراءة المبني للمجهول بضم الغين وكسر اللام "غـُلِبت الروم" وهي القراءة التي يعتقد أكثر المسلمين اليوم بتواترها وقراءة المبني للمعلوم بفتح الغين واللام "غـَلـَبت الروم" وهي القراءة التي رواها الترمذي بسند حسن غريب.
            القراءة الثانية شاذة والشذوذ في مصطلح قراءات القرآن ليس كالشذوذ في مصطلح الحديث فالشذوذ حين يطلق على القراءة يراد به عند جمهور الاصوليين لا سيما المتأخرين منهم أي قراءة غير متواترة أما الشذوذ في مصطلح الحديث فهو يشير إلى ضعفه.
            اقتباس:

            القراءة الشاذة عند الجمهور هي ما لم يثبت بطريق التواتر.
            http://www.alukah.net/articles/2/51.aspx

            ولا بد من القاء نظرة سريعة على اختلاف قراءة نصين من النصوص التي يدعي المسلمون تواترها لندرك أن تلك القراءات في الحقيقة غير متواترة وإن ادُّعيَ لها ذلك من أجل أن يفهم القارئ سر تجاهلنا لضوابط المسلمين في اعتماد القراءات.
            أمثلة
            إن بعض القراءات السبعة يقرأ "وما انزل على الملـَكين ببابل" بفتح لام الملكين (أي من الملائكة) بينما تـُقرأ في قراءات اُخرى الملـِكين بكسرها (أي من الملوك)
            كما إن بعض القراءات السبعة يقرأ "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنيأ فتبينوا" بينما تـُقرأ في قراءات اُخرى فتثبتوا
            وإن نظرنا محاولين ايجاد اي تفسير لهذه الاختلافات يتفق مع تواتر هذه القراءات لن نجد، ولن يمكننا تفسير ذلك منطقيا الا كنتيجة لعدم شكل ونقط المصحف في عهد عثمان حيث لم يكتمل ذلك الا في القرن الثاني الهجري على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي
            في الواقع نستطيع أن نستنتج من اختلافات قراءات القرآن أن ما يسميه المسلمون "قراءات" هي في الواقع قرائين متعددة بسبب عدم وجود نقط ولا شكل في المصاحف العثمانية التي تختلف هي الاخرى فيما بينها حتى أنهم زادوا في المصحف المكي بخلاف المصاحف الاخرى في سورة التوبة حرف "مِن" في قوله "تجري مِن تحتِها الأنهار" وهي قراءة ابن كثير المكي بخلاف جميع القراءات الاُخرى التي تقرأ "تجري تحتـَها الأنهار" !.

            ببساطة هذه هي النصوص القرآنية التي يعتقد أكثر المسلمين بإعجازها..

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 4 يوم
            رد 1
            40 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة ابن الوليد
            بواسطة ابن الوليد
             
            ابتدأ بواسطة Guardian26, 22 ينا, 2024, 02:18 ص
            ردود 3
            109 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة محب المصطفى
            بواسطة محب المصطفى
             
            ابتدأ بواسطة Muslim1989, 13 ديس, 2023, 02:27 ص
            ردود 8
            88 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة Muslim1989, 11 ديس, 2023, 12:39 م
            ردود 9
            145 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة أحمد عربي أحمد سيد  
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أكت, 2023, 11:53 م
            ردود 0
            171 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            يعمل...
            X