منهج الاستغباء ، وإثبات صحة الأسفار ( عيدية )

تقليص

عن الكاتب

تقليص

بورائد اكتشف المزيد حول بورائد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منهج الاستغباء ، وإثبات صحة الأسفار ( عيدية )

    ملحوظة : ارجو ذكر اسم المنتدى عند النقل واسم صاحب الموضوع وإلا فدعه !




    بسم الله الرحمن الرحيم


    منهج الاستغباء ، وإثبات صحة الأسفار




    لعلك تستغرب العنوان ؛ فلم تعتد قراءة كلمة مثل الاستغباء فى مثل هذا المقام و لعلك تستغرب أكثر من كون الغباء منهجا . فما هذا المنهج ؟ و ما علاقته بصحة أسفار الكتاب المقدس ؟وما علاقتة بارتباط النصراني بالنصرانية ؟

    إن منهج الغباء يتلخص في استغباء القارىء ، واستغلال سذاجته وعدم فهمه لغرس فهم أو عقيدة باطلة ، ومن ثم تبنى العقائد الباطلة على منهج استغباء القارىء ، وعدم احترامه . وهذا هو المنهج الذى يستخدمه علماء وقساوسة النصرانية من أجل تثبيت الأتباع على عقيدة ما ، أو من أجل إقناعهم بشيء ما. ومن ضمن أمور كثيرة يتم فيها استغباء الخراف، إقناعهم بعصمة الكتاب المقدس والاستدلال على ذلك بوجود كم كبير من المخطوطات.


    يقول راعي الكنيسة القبطية نظير جيد ( شنودة ) مستغبيا شعبه :
    « يوجد في المتاحف نسخ للإنجيل ترجع إلى القرن الرابع، تماماً كالإنجيل الذي بين أيدينا الآن .. ونقصد بها:



    النسخة السينائية.

    والنسخة الفاتيكانية.

    والنسخة الإفرامية.

    والنسخة الإسكندرية.

    وكل منها تحوي كل متن العهد الجديد التي في أيدينا، بنفس النص بلا تغيير. وهي مأخوذة طبعاً عن نسخ أقدم منها . ويستطيع أي إنسان أن يرى تلك النسخ القديمة، ويرى أنها نفس إنجيلنا الحالي »[1] .










    ولكنه لم يكن الوحيد الذي سلك هذا المنهج ، بل سلكه كثيرين فمثلا يقول الأنبا غريغوريوس :
    «عندما نعمل مقارنات تؤكد أن الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا هو بعينه الكتاب المقدس الموجود في المخطوطات من وقت موسى النبي»[2] .




    وكذلك نجد من الكتَّاب البروتستانت من يروج لنفس الفكرة حفاظاً على الشعب ومنهم الدكتور فريزر صموئيل حيث ينقل عن العديد من الكتاب والعلماء واللاهوتيين المسيحيين قولهم :
    «إن كتابنا المقدس، كتاب فريد في كل شيء في وحيه وكتابته ووحدته وبقائه وترجمته وتعاليمه وتأثيره. وتوجد منه مخطوطات ترجع إلى القرن الثاني حتى الخامس الميلادي، وهي تطابق الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا اليوم، مما يؤكد صحة الكتاب المقدس وبالتالي صحة حادثة موت المسيح على الصليب مدونة فيه » [3].





    و نقرأ نفس الكلام ونسمع نفس النغمة في مكان آخر حيث كتب المركز اللوثري للخدمات الدينية :
    «إن الادعاء بتحريف الكتاب المقدس لم يبرز إلى الوجود إلى بعد عدة قرون من بداية المسيحية، وما يدحض هذا الادعاء، هو وجود نسخ كاملة من الكتاب المقدس تعود إلى القرون الأولى للميلاد، أي قبل ظهور ادعاءات المدعين . وهذه النسخ محفوظة في المتاحف الشهيرة في أماكن مختلفة حول العالم، ويمكن الرجوع إلى هذه النسخ الأصلية التي سبقت الإدعاء بالتحريف لمقارنة الكتاب المقدس الحالي بتلك القديمة وكلها طبعاً متوافقة تدحض التحريف » [4].




    وفي هذا القول تحدٍّ لقدرة القارىء على مقارنة كل هذه النسخ ببعضها ولجهله بمحتواها ولغتها، و يسبق ذلك كله معلومة هي أن الكتاب موحى به وأنه معصوم عن الخطأ، وذلك لمنع المساكين من مجرد التفكير في مراجعة مثل هذه المعلومة، لثقته المبدأية في القائل و لرغبته أصلا في تصديق ذلك ، ويعد الاستدلال بمثل هذا الكم من المخطوطات مماثلاً للقول بأن للثور الفلاني 3583573955 شعرة ، وإن لم تصدق فعليك أن تأتي بثور وتثبت خطأ العد عملياً !



    ولكن ألا تكفي مراجعة مخطوطة واحدة أو على الأقل معرفة ما تحتويه من أسفار للحكم على مدى صدق التصريحات السابقة من علماء المسيحية هؤلاء ؟!!




    لعله من المنطقي في وسط هذا الكم الهائل من المخطوطات أن نقارن واحدة من أهمها بالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا حاليا، نقصد " المخطوطة السكندرية "، التي يقول عنها القمص متى مرجان[5] :
    «وقد دُعيت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة الإسكندرية التي خطت فيها ولها أهميتها بين النسخ القديمة وقد أهداها بطريرك القسطنطينية المدعو كيرلس لوكارس إلى ملك إنجلترا شارل الأول سنة 1628 م وقد أحضرها معه من الإسكندرية وهى مكتوبة باليونانية تحتوى على كل أسفار الكتاب المقدس للعهدين القديم والجديد وفى المقدمة واضح أن هذا الكتاب نسخ بمعرفة سيدة شريفة مصرية اسمها "تقلا" وذلك نحو سنة 325م وقد علق البطريرك كيرلس عليها بخط يده أن هذا التاريخ حسب رأيه صحيحاً والنسخة مكتوبة بالحروف على ورق قسمت صفحاته الى حقلين كل حقل 50 سطرا ، ولا تزال هذه النسخة محفوظة بالمتحف البريطاني في لندن وهى مطابقة تماما لما بين أيدينا الآن »[6] .



    ويقول عنها أيضا اللاهوتي البروتستانتي عوض سمعان :
    «قارن كثير من العلماء هذه النسخ [ يقصد السينائية والفاتيكانية والاسكندرية ] بالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا، فلم يجدوا اختلافاً في موضوع ما، الأمر الذي يدل على أن حادثة قيامة يسوع من الأموات الواردة بهذا الكتاب حادثة حقيقية»[7] .



    و أيضاً كتب جرجس دير أروتين عن دقة المخطوطة الفاتيكانية ومطابقتها للكتاب الحالي، قائلا :
    «مقرر أنه توجد الآن ثلاث نسخ قديمة جداً خُطت من نحو ألف وخمسمائة سنة وهي نسخة طور سينا والنسخة الإسكندرية ونسخة الفاتيكان. فإذا فحصت يا هذا الكتب المقدسة المنتشرة الآن في العالم أجمع تجدها مطابقة لهذه النسخ القديمة . وهذا برهان وافٍ أن الإنجيل الشريف لم يحرف في مدة ألف وخمسمائة سنة كما لم يحرف في السنين الأولى من النصرانية »[8] .



    فبعد أن عرفنا أهمية هذه المخطوطة ، وقرأنا أهميتها في إثبات عصمة وعدم تحريف الكتاب المقدس بل واستحالة حدوث ذلك أصلا - كما يحاول كل هؤلاء المسيحيين في محاولتهم تثبيت المساكين، سنقوم ( بِعَدّ شعر الثور ) أي بفحص ما في المخطوطة، ولعل هذا الأمر سهل جداً؛ فلن نحتاج إلى مقارنة النصوص مع بعضها بين الكتاب المقدس الحالي والمخطوطة الإسكندرية من أجل تحقيق زيف الادعاء بمطابقتها للكتاب المقدس، بل سنثبت ذلك بمجرد قراءة عناوين الأسفار التي تحتويها تلك المخطوطة، فقد تتفاجأ بوجود رسالة كاملة لا توجد في الكتاب الحالي وهي رسالة إكليمندس الروماني حيث كانت مدرجة كجزء من أسفار العهد الجديد حتى القرن الخامس ، و هو ما أكده المفسر الأرثوذوكسي تادرس يعقوب ملطي :
    «احتلت هذه العظة مع الرسالة الأصلية مركزاً هاماً في الكنيسة الأولى ، فجاءتا كملحق للعهد الجديد في المخطوط الإسكندري للكتاب المقدس ( القرن الخامس )، كما وردتا في المخطوط السرياني ما بين رسائل البولس والكاثوليكون . بل وجاءتا في القوانين الرسولية كجزء من أسفار العهد الجديد»[9] .



    لعلك تدرك حجم هذه الشهادة إذا عرفت أن تادرس يعقوب هو واحد من أهم المفسرين المسيحيين الأرثوذكس وذلك لأن تفسيره ليس له بل نقل لشهادة الآباء الأولين ونضيف إلى شهادته شهادة مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصري على أن رسالة إكليمندس كانت تقرأ في الكنائس وكانت ضمن الكتاب المقدس، و هو ما نقله عنه تادرس يعقوب ملطي:
    « كتب المؤرخ الكنسى يوسابيوس ((Eus: H . E . 3:16 يقول : علمنا أن هذه الرسالة كانت تقرأ جهارا فى الاجتماعات العامة فى العديد من الكنائس سواء فى أيام القدماء أو فى أيامنا»[10] .




    إلى هنا نكون قد تعرفنا أن هناك رسالة اسمها الرسالة إلى كورنثوس ضمن المخطوطة الإسكندرية ، فما النصوص التي تحتويها هذه الرسالة وكانت تعتبر ضمن الوحي المقدس ويقرأ على المؤمنين في الكنائس لقرون عديدة كما أرخ لهذا يوسابيوس؟


    من العجيب أن نجد أن ما في هذه الرسالة هو دعم لمنهج الاستغباء - محل البحث - بل وتأكيد على أنه كان منهج الكنيسة وآبائها منذ القدم، فنجد القديس إكليمندس الروماني، مؤسساً لعقلية الخرافة، ينقل لنا من خرافات الوثنية قصصاً وهي ضمن الوحي المقدس كما رأينا من كلام الآباء، أصبحت الخرافات وحياً ولا عزاء للأتقياء، وهي قصة العنقاء، التي قال عنها الدكتور اكرام لمعي والأب كرستيان فنسبان :
    «فونيكسPhoenix: العنقاء : طائر خرافي زُعم أنه يعمر خمسة قرون، ثم يذهب فيموت في محرقة في مصر القديمة، وبعد ثلاثة أيام ، ينبعث من رماده لفترة خمسة قرون جديدة . رأى فيه آباء الكنيسة صورة المسيح الذي مات على خشبة ثم قام . تُحفر صورته على قبر، بشكل طائر محاط بهالة، ويرمز إلى الإيمان بقيامة الأموات . . . وهو خليط غريب من فكر وثني ومسيحي في الطير الرائع الذي تنبأ بقيامة يسوع »[11] .



    و لحسن الحظ يوجد ذكر هذه الخرافة في كتاب الموتى الفرعوني وهو ما نقله عن الفرعونية عالم المصريات الشهير والس بدج :
    «الجلال لك أيا ملك الملوك . . سيد السادة . . أمير الأمراء . . من رحم «نوت » . . لقد حكمت العالم و إخرجت « يا » من جسدك من الذهب ورأسك من اللازورد والضوء القرمزي يحيط بك . إن ملايين السنين ل « أون » ، تمتد كلها في جسدك وجمال وجهك يبدو في« تازسرت » . رضاك ل«كا »« قرين »« أوزيريس آني » الكاتب لتمنحه العظمة في السماء والقدرة على الأرض والنصر في نترخرت . . عسى أن أبحر نازلاً إلى « ددو » كروح حية وصاعداً إلى« إبدو » كالعنقاء « اللقلق » » [12] .



    و لعلك ــ عزيزي القارئ ـ لا تعرف الكثير عن القديس إكليمندس الروماني ، فإليك نبذة يسيرة عنه :
    « هو اكليمندس ، ثالث خلفاء القديس بطرس على كرسي رومه ، وقد خدم الكنيسة الجامعة من عام 92 حتى وفاته عام 102 ، وقد يكون بطرس الرسول نفسه هو الذي رسمه أسقفاً حسب قول ترتليانوس . إننا لا نعرف شيئاً عن حياته السابقة لرسامته . على أن أوريجينوس والمؤرخ أوسابيوس يؤكدان أنه هو نفسه الذي امتدحه بولس في رسالته إلى أهل فليبي ( 4 / 3 ) ، ولكن ل« هو اكليمندس ، ثالث خلفاء القديس بطرس على كرسي رومه ، وقد خدم الكنيسة الجامعة من عام 92 حتى وفاته عام 102 ، وقد يكون بطرس الرسول نفسه هو الذي رسمه أسقفاً حسب قول ترتليانوس . إننا لا نعرف شيئاً عن حياته السابقة لرسامته . على أن أوريجينوس والمؤرخ أوسابيوس يؤكدان أنه هو نفسه الذي امتدحه بولس في رسالته إلى أهل فليبي ( 4 / 3 ) ، ولكن ليس هناك ما يثبت ذلك ؛ كما أنه ليس لدينا ما يثبت استشهاده »


    ليس هناك ما يثبت ذلك ؛ كما أنه ليس لدينا ما يثبت استشهاده »
    [13].

    و نجد القديس أكليمندس الروماني يروي لنا هذه القصة ـ قصة العنقاء ـ :
    «ولنتأمل ذلك ( الرمز ) العجيب الذي يحدث في البلاد الشرقية أي في العربية والبلاد المحيطة بها . هناك طير يسمى فينيكس ( العنقاء ) . إنه فريد في نوعه ، يعيش خمسمائة عاماً . وعندما تدنو نهايته ليموت ، يبني لنفسه تابوتاً من البخور والمر ومن عطور أخرى ، يدخله عند تمام الزمان ويموت . لكن إذ ينحل الجسد تخرج دودة من نوع معين تتغذى على نتاج جسد الطير الميت ، وينبت لها ريش . وعندما يشتد ( الطائر الجديد ) ويقوي حمل التابوت إلى حيث ترتاح عظام الميت ، مجتازاً البلاد العربية ، قاصداً مصر إلى مدينة هليوبوليس . وفي يوم كامل وعلى مرأى من الجميع يطير ويضع التابوت فوق مذبح الشمس ثم يسرع عائداً إلى حيث كان . أما الكهنة فيفحصون مخطوطاتهم ويراجعون التواريخ ليجدوا أن وصوله تم بعد إنقضاء خمسمائة سنة تماماً»[14] .




    و لم يكتف برواية هذه القصة ، بل إنه استدل بها على إثبات حادثة القيامة المزعومة والتي لم يرها أحد!!!



    يقول مفسر الأقباط الأرثوذكس القمص تادرس يعقوب ملطي عن رسالة القديس كليمندس الروماني:
    « يعالج الفصلان 24 ،25 من رسالته الأولى موضوع القيامة من الأموات ، ولأول مرة تستخدم الأسطورة الرمزية القديمة الخاصة بالطائر "فونيكس" أو "العنقاء" فى كتابات مسيحية لتأكيد القيامة » [15] .



    و لم يكن هو الوحيد الذي استدل بهذه الخرافة (كما وصفها القمص تادرس يعقوب ملطي) بل قام بذلك العديد من الآباء القديسين المتكلمين بالروح القدس . وهو ما نقله عنهم أيضا تادرس يعقوب ملطي قائلاً :
    «لأول مرة تُستخدم الأسطورة الرمزية القديمة الخاصة بالطائر « فونيكس » أو «العنقاء » في كتابات مسيحية لتأكيد القيامة . وهو طائر خرافي زعم قدماء المصريين أنه يعمر خمسة قرون ، بعدها يموت ويدفن نفسه في تابوت من المر واللبان والعطور ليقوم وهو أتم ما يكون شباباً وجمالاً . وقد استخدم بعض الآباء هذه الأسطورة في كتاباتهم بعدما سجلها أكليمندس ، مثل ترتليان ، وأورجين ، وأمبروسيوس وأبيفانوس وروفينوس الخ . . . كما ظهرت على العملات والمداليات « الأوسمة » والخواتم وعلى المقابر . وقد نادى البعض مثل بلليني وتاكيتوس وديوكاسيوس أن العنقاء عاد فعلاً للظهور في مصر عام 34 م بعد غيبة 250 عاماً ، كما قال بليني أنه أحضر إلى روما عام 47 م » [16] .



    بل و الأدهى من ذلك أن يقتبس القديس كيرلس الأورشليمي عن إكليمندس ليستدل بها على القيامة ، ثم يضيف إلى الخرافة معلومة إضافية و هي أن العنقاء لا تسبح الله ، و لا نعلم من أين أتى بهذه المعلومة عن هذا الطائر الخرافي فنجده يقول:
    ««العنقاء» : ولكن اليونانيين يطلبون قيامة ظاهرة للأموات ، ويقولون: إذا كانت هذه المخلوقات قد قامت ، فلأنها لم تكن قد تلاشت تماماً ، ويحاولون أَن يروا، بصفة أكيدة ، حيواناً قام ثانية بعد تلاشيه . وإذ كان الله يعلم عدم إيمان البشر، فقد خلق طائراً يُدعى العنقاء، وهذا الطائر، كما كتب إقليمندس (في رسالته إلى الكورنثيين، فصل 25) وكما يروي كثيرون غيره، فريدٌ في نوعه . فهو عندما يبلغ السنة الخمس مئة من عمره ، يأتي إلا بلاد مصر ليظهر القيامة . إنه لا يأتي إلى الأماكن الصحراوية خوفاً من أن يظلّ حدوث السرّ مجهولاً ، بل يظهر في مدينة معروفة حتى يلمس الناس ما لا يُصدَّق . ذلك أنه يبني عشاً من اللبان والمر والطيب ، ويدخل فيه عند نهاية حياته ويموت ظاهرياً ويتلاشي . ثم تولد دودة من لحمه الفاسد، ولما تكبر هذه الدودة تتحوّل إلى طائر . لا تنكر ذلك لأنك تراه عند صغار النحل التي تتكون من ديدان . ولقد شاهدت ريش الطيور وعظامها وأعصابها المكوّنة من بيض سائل . ثم عندما تكتسي العنقاء المذكورة بالريش وتصبح كاملة كالسالفة، تحلق في الجو كالأولى التي ماتت ، مظهرة للبشر قيامة الموتى . إن العنقاء طير عجيب ، ولكنه طير غير عاقل لا يسبّح الله . فهو يخترق الجو طائراً ، ولكنه لا يعرف ابن الله الوحيد . وهكذا تمنح القيامة من الموت لطائر غير عاقل لا يعرف الخالق»[17] .




    وفي النهاية ..


    نستخلص أن الآباء والقسس قديما وحديثا لجأوا إلى تأسيس عقلية الخرافة، وزرع اليأس من محاولة الفهم أو التفكير في الإيمان عند الشعب المسكين. فالعقول التي تتقبل هذه الخرافات الوثنية، بل وتقتنع بكونها أدلة على الإيمان، من السهل فيما بعد أن تقنعها بأي شيء آخر.




    ولعلنا نختم بما قالته المؤرخة المسيحية آل بتشر:
    «إثناسيوس» كان يقول : إن الاستحمام عادة قبيحة مستهجنة لا توافق الآداب ( ما دام الإنسان يقف مجردا من الملابس كما قال أمونيوس ). فلذلك صارت أجسام أولئك الرهبان السذج فى حالة من القذارة والوساخة تشمئز منها نفوس صبيان الأزقة فى البلاد المتمدنة، وهم كانوا يحسبون هذه الوساخة علامة على الزهد والتقوى وإشارة للبر والقداسة » [18].




    ويقول الدكتور رءوف حبيب عن الأنبا أنطونيوس:
    « كان إفطاره مرة واحدة عند الغروب، وأحياناً كان يُمضي ثلاثة أيام أو أربعة في ثلاثة أيام أو أربعة في صيام كامل عن الطعام والشراب. وروي أنه كان في بعض الأوقات يمد فترة الصيام التام حتى تصل إلى أسابيع عدة، وكان يقضي لياليه ساهراً يُصلي فإذا نام كان نومه لفترة وجيزة وعلى حصيرة من سعف النخيل. ولم يغتسل طوال حياته الرهبانية أبداً كما أنه لم يدهن جسده بالزيت»[19].





    وتضيف المؤرخة المسيحية آل بتشر:
    «ولو اقتصر الأمر على وساخة الجسم لكان الضرر سهلاً هيناً، بل تعداه إلى وساخة العقول أيضاً، فإن أكثر الرهبان أنكروا على أنفسهم الدرس والمطالعة وامتنعوا عن مزاولة العلم والمعرفة، وكانت النتيجة أن النباهة والحذق وحدة الذهن التى كانت طبيعية فى الأمة « المصرية » التي كان يتوارثها الأحفاد عن الأجداد ضاعت منها بواسطة نظام الرهبنة » [20].





    و هكذا كانت وساخة العقول والأجساد - على حسب تعبير المسيحيين ــ كانت تعني في فترة ما من فترات التاريخ المسيحي علامة الطهر والإيمان و الورع !، هذا أيضا يدعم مفهومنا السابق عن سياسة القيادة وحمل راية الاستغباء .



    _________________________________________________



    المراجع:

    [1]نظيرجيد ( شنوده الثالث ) ،سنوات مع أسئلة الناس-أسئلة في الكتاب المقدس ، صفحة 105 .
    [2]غريغوريوس ( أنبا ) ، الكتاب المقدس وطرق دراسته، جزء 1، صفحة 30 .
    [3]فريز صموئيل ( دكتور ) ، موت أم إغماء ، صفحة 109 .
    [4]المركز اللوثري للخدمات الدينية ، سؤال وجواب (حول الإيمان والحياة المسيحية)، صفحة 51 .
    [5]كاهن كنيسة السيدة العذراء بمغاغة ، وتقديم الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر .
    [6]متى مرجان ( قمص ) ، عصمة الكتاب المقدس ، صفحة 24 .
    [7]عوض سمعان،قيامة المسيح والأدلة على صدقها ،صفحة 136 .
    [8]جرجس دير أروتين ( أب )،كتاب الدعامة محاورات حول المسيحية ، صفحة 276 .
    [9] تادرس يعقوب ملطي ( قمص ) ، القديس اكليمندس الروماني ( كتابته – الأعمال المنسوبة إليه )، صفحة 62 .
    [10]تادرس يعقوب ملطي ( قمص ) ، نظرة شاملة لعلمالباترولجي في الستة قرون الأولى ،صفحة 13 .
    [11] إكرام لمعي ( دكتور قس ) و كرستيان فنسبان ( أب ) ، قاموس أديان ومعتقدات شعوب العالم ، صفحة 385 و 390 .
    [12]والاس بدج (سير)، كتاب الموتى الفرعوني، ترجمة: فيليب عطية ، صفحة 11 .
    [13] اكليمندس الروماني ( راعي هرماس ) ، تعريب : جورج نصور ( أب ) ، جورج حبيب بباوي ، صفحة 9
    [14] تادرس يعقوب ملطي ( قمص ) ، القديس اكليمندس الروماني ( كتابته الأعمال المنسوبة إليه ) ، صفحة 26 .
    [15]تادرس يعقوب ملطي ( قمص ) ، نظرة شاملة لعلمالباترولجي في الستة قرون الأولى ،صفحة 13 .
    [16]تادرس يعقوب ملطي ( قمص ) ، المدخل في علم الباترولجي ، جزء أول ، صفحة 61 .
    [17]كيرلس الأورشليمي ، العظات ، تعريب الأب : جورج نصور، صفحة 357 .
    [18]لويز اديث بوتشر ( السيدة ) ، تاريخ الأمة القبطية وكنيستها، جزء أول ،صفحة 275.
    [19]رؤوف حبيب ( دكتور ) ، تاريخ الرهبنة والديرية في مصر، صفحة 39 .
    [20]لويز اديث بوتشر (السيدة)، تاريخ الأمة القبطية وكنيستها، جزء أول ،صفحة 275.


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لقد وضعت يدك يا أبا رائد, على نقطة من أهم النقاط التي يجب ان نركز عليها و نحن نتعامل مع أولئك القوم, الا و هي العقلية التي يتربو عليها (عقلية الخرافة) و من النقول الكثيرة التي سردتها في هذا البحث الماتع يتضح جليا أن هذه العقلية راسخة عندهم منذ المسيحية الأولى, و يتضح أيضا مدى إرتباط هذا الإيمان بالخرافات الوثنية. و لا يسعنا إلا فضح و تعرية هذه الخرافات المتوارية في الكتب, و لا تجد من يكشفها. و نتمنى أن يضاف إلى هذا البحث بحوثا كثيرة. و هو ما يحتاج إلى مجهود كبير و عمل كثير من المسلمين, حتى نعلي كلمة الحق بفضح الباطل و تعريته.
    التعديل الأخير تم بواسطة مسلم عن حق; 16 نوف, 2010, 10:40 م. سبب آخر: خطا إملائي

    تعليق


    • #3
      الحبيب بورائد .. مشرفنا الشرفي .. تم التنسيق
      حياك الله وكل عام وأنتم بخير ..

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        موضوع رائع كما تعودنا منك يا شيخ بو رائد

        الموضوع يبين ما تعودنا من الاباء الكنسيين من تحريف وتزييف للحقائق كما لو كان الكذب عندهم دين

        موضوع الايمان الاعمى ليس وليد العصر وما يعانيه الكهنة اليوم من أحراج وهوان من كل سائل أو مستفسر

        عن العقيدة النصرانية ، المشكلة بجانب قصور العقيدة الناتج عن مخالفة تعاليم الاناجيل المحرفة ، حتى وهي

        محرفة لا يعتمد الايمان عليها، بجانب ذلك ساهم التطور الفكري البشري واتاحة المعرفة والاطلاع لشريحة اكبر

        من الناس ، اصبحت الوسائل القديمة من اللعب بعقول شعوب الكنيسة الاميون بالخرافات والامور الخارجة عن

        التصور لا يتماشى مع عصر المعرفة الان ، فاصبح الكاهن بلا حصانة لانه ايضا غير قادر على الفهم ، فانتج

        ذلك , ان كل كاهن له رؤية ايمانية مختلفة عن اي كاهن اخر يقدمها لمتبعيه ، فتصبح المحصلة عندما تسأل

        اي نصراني عن ايمانه تختلف الاجابة باختلاف الاب الكاهن . وما بني فهو باطل

        جزاك الله خيراً وزادك علماً

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاك الله خيرا أخى المحترم الفاضل أبا رآئد ، حقيقة موضوع فى غاية الخطورة ، وأسلوبك يمتاز بالبساطة وكذلك بالقوة فى نفس الوقت ، واعتمدت على أقوال علماء النصرانية ولم تتجنى عليهم ، وهذه أخلاق الباحث المسلم المنصف ، وحقيقة أفضل شىء استوقفنى وشعرت حياله بدقة شديدة جدا فى التصوير ، هو عنوان هذا البحث الرائع ، اختيار العنوان يدل على أنك تملك عقلية علمية ، فجزاك الله خيرا ، ونفع بك

          تعليق


          • #6
            مسلم عن حق

            تشرفت بمرورك الكريم

            ويدي بيدك كي ندفع بالمسلمين نحو البحث

            تعليق نافع حفظك الله


            بورائد

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم

              بحث رائع جدا استفدت منه كثيرا انا الذي لا يفقه شيئا في النصرانية ,لقد اعجبني جدا مثال شعر الثور و الله قرب المعنى كثيرا بالنسبة لي في فهم معتقد هؤلاء القوم
              بارك الله في جهدك و علمك اخي ابورائد و نفعنا الله بك
              حفظك الله
              IslamCanada

              تعليق


              • #8
                مجهود جبار

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                بارك الله فيك اخي ابو رائد دائما انت دقيق وهو موضوع مهم جدا
                وارجو ان ينشر رابط الموضوع بغرف النصارى على البالتوك وفي مواقعم فهو مهم جدا لهم لعل عقولهم تتحرك قليلا
                فهو موضوع بسيط ولكن ذو زخم علمي واهم حاجة هو موضوع التعجيز الذي يطرحه كبرائهم على صغارهم
                اذ يعلم الكل ان موضوع مقارنة المخطوطات ليس بالعمل السهل ولكن عندما ياتي النقد النصي من مفسريهم عندها تختلف الرؤية وتبسط الامور للعامة
                وبارك الله فيك وبمجهودك الطيب

                تعليق


                • #9
                  جزاكم الله خيرا أخي الساجد على جهدك الطيب بالتنسيق

                  اشرق البحث بجهودكم


                  بورائد

                  تعليق


                  • #10
                    جزاكم الله خيرا أخى أبو رائد

                    أنا من زمان و أنا من أنصار اعتناق آباء النصارى لنظرية " الإستحمار " و هو أن يستحمر من يسمعه و يستغل جهله

                    و يوجد فيديو قديم على اليو تيوب بعنوان : " زكريا بطرس و استحمار المسيحيين بخصوص حديث الشفاعة "

                    جزاك الله خيرا على الموضوع



                    ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                    تعليق


                    • #11
                      رائع جدا

                      نستخلص أن الآباء والقسس قديما وحديثا لجأوا إلى تأسيس عقلية الخرافة، وزرع اليأس من محاولة الفهم أو التفكير في الإيمان عند الشعب المسكين. فالعقول التي تتقبل هذه الخرافات الوثنية، بل وتقتنع بكونها أدلة على الإيمان، من السهل فيما بعد أن تقنعها بأي شيء آخر.


                      حقيقة عمي الغالي ابا رائد لم اتفاجا لكوني اعلم حضرتك جيدا واعلم عقليتك الرائعه ماشاء الله موسوووووووووووووووعه

                      عيديه رائعه فعلا لمست حقيقه راااااااااااااااااااااااائعه تساءلنا عنها كثيرا جدا لماذا هذا الاستغباء

                      احييكم عمي الغالي الحبيب ابا رائد علي البحث والعيديه الرائعه لمست لب الحقيه موضوووووووووووووووووووووووع هام للغايه ومفيد

                      بارك الله فيك وفي عملك ووقتك وجهدك واولادك ونفع الله بك

                      تعليق


                      • #12
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        وتضيف المؤرخة المسيحية آل بتشر:
                        «ولو اقتصر الأمر على وساخة الجسم لكان الضرر سهلاً هيناً، بل تعداه إلى وساخة العقول أيضاً، فإن أكثر الرهبان أنكروا على أنفسهم الدرس والمطالعة وامتنعوا عن مزاولة العلم والمعرفة، وكانت النتيجة أن النباهة والحذق وحدة الذهن التى كانت طبيعية فى الأمة « المصرية » التي كان يتوارثها الأحفاد عن الأجداد ضاعت منها بواسطة نظام الرهبنة »

                        أليست هذه آل بتشر التي أوجع بها النصارى رؤوسنا في محاولاتهم لتزييف التاريخ, و لإستحمار شعب الكنيسة بإقناعة بالمعجزة الكرتوينة لنقل جبل المقطم, يقينا منهم بأنه لن يحاول أحد من شعب الكنيسة المستحمر أو حتى يخطر على ذهنه قرائة كتابها, و لكنهم لم يحسبو للمسلمين الحساب و لم يستعدو لهم و لن يستطيعو. فهل يطلع علينا الآن أحد ممن أوجعو رؤوسنا بهذه الآل بتشر و يقدح فيها و يكذبها؟ أم أنها صادقة فيما تقول؟

                        بارك الله فيك و في عملك يا أبو رائد, و نتمنى المزيد من أبحاثك.




                        تعليق


                        • #13
                          جزاكم الله خيرا استاذ ابو رائد
                          بارك الله بعلمك وعملك و اسعدك الله بهذا يوم العرض
                          نرجوا الإكثار من هذه الدرر

                          تعليق


                          • #14
                            جزاك الله خير الجزاء

                            جزيت خيرا ابا رائد ونفعنا الله بعلمك اسال الله ان يجعل اعمالك صدقة جارية لوالديك

                            تعليق


                            • #15
                              منهج الاستغباء

                              للثور الفلاني 3583573955 شعرة

                              أحييك أبو رائد
                              وأحبك فى الله


                              أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                              والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                              وينصر الله من ينصره

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              17 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              1 مشاهدة
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              23 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              6 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                              ردود 0
                              11 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              يعمل...
                              X