وتلألأ من جبل فاران .. حقائق دامغة وتأويلات باطلة!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

القبطان المسلم مسلم اكتشف المزيد حول القبطان المسلم
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    يقول المعترض: "وقد إختلف هؤلاء الكتاب في تحديد موقع فاران ولم يتفقوا على شيء"! وكأن علماءهم هم الذين اتفقوا! ويعلّق على الكـُتاب المسلمين، فيقول عن كلام رحمت الله الهندي: "هكذا دون توثيق"، وعن محمد الشرقاوي: "ولم يذكر لنا خريطة تدل على ذلك"، وعن بشري زخارى: "وليته يدلّنا على خريطة واحدة أو مرجع واحد يثبت صحة مزاعمه"!!

    القضية لديه إذن قضية توثيق وخرائط! حسناً .. أين توثيقكم وخرائطكم أنتم؟ لقد رأينا - وسنرى أيضاً - تضارب علماء الكتاب المقدس وخرائط الكتاب المقدس في تحديد موضع فاران! فعن أي دقة تتحدثون؟ حقاً لقد صدق المسيح حين قال: "ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها!!" (مت 7: 3).

    ثم يعلّق المعترض على ما أورده ياقوت الحموي في معجم البلدان بقوله: "إذ أنه قال: أن فاران موجودة في أربعة محلات وهي مكة والحجاز ومصر وبلاد فارس!!". اهـ

    وأنا أقول لجنابه: أنت تعجب من وجود فاران في أربع محلات .. فأخبرني إذن أين توجد الإسكندرية؟ ولا تقل لي إنها توجد في محلة واحدة، فإن ذلك ليس هذا صحيحاً، بل تقع الإسكندرية في مصر والعراق وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان وغيرها، وهي كلها تُنسَب للإسكندر الأكبر. فأي غرابة في ذلك!!

    بل .. لننظر أصلاً في فاران المذكورة في الكتاب المقدس .. هل توجد في محلة واحدة فقط كما يزعم هذا المعترض؟ والإجابة بالطبع هي: لا .. الكتاب المقدس نفسه يتحدث عن فارانات لا فاران واحدة! فاعرفوا جغرافية كتابكم يرحمكم الله:

    الكتاب المقدس يذكر أربعة أماكن اسمها فاران

    (1) فاران الواقعة في سيناء:
    وهي التي يتحدث عنها سفر العدد في رحلة الخروج، وهي وادي فيران في جنوب غرب سيناء فوق الطور:




    وتطابق فيران مع فاران سفر العدد هو سبب وضعها في هذا الموضع على بعض خرائط الكتاب المقدس، كالخريطة التي تفضل بإيرادها حبيبنا دكتور أزهري في مداخلة سابقة:


    وبالرغم من ذلك، فإن هذا التطابق بين فاران سفر العدد وفيران السيناوية يكشف عن ضعف كاتب سفر العدد في الجغرافية: لأنه جعل بني إسرائيل يغادرون جبل سيناء إلى فاران، بينما تقع فيران جغرافياً قبل جبل سيناء لا بعده! ولا توجد في المنطقة فاران أخرى غير هذه!

    ماذا فعل علماء الكتاب المقدس لكي يخرجوا من هذا المأزق الجغرافي؟ لقد اخترعوا جغرافيا جديدة!! جغرافيا تفصيل على مقاس رحلة الخروج في سفر العدد، فزحزحوا فاران هذه من تلقاء أنفسهم إلى شمال شرق سيناء!!


    فخالفوا جغرافية سيناء حفاظاً على عصمة كاتب سفر العدد!!

    وجدير بالذكر أن هذه هي فاران المصرية التي يذكرها الجغرافيون العرب مع الطور بعد القلزم وهو خليج السويس. فعلى سبيل المثال يقول الإدريسي في نزهة المشتاق: "ومن القلزم على الساحل إلى فاران أربعون ميلاً .. وإزاء فاران موضع متجون من قبل البحر .. ومنه إلى جبل الطور وهو على مقربة من البحر". اهـ (*)


    (2) فاران الواقعة شرق الأردن:
    وهي المذكورة في أول سفر التثنية، وهي غير فيران المذكورة في سفر العدد. وهذا هو ما أقرّ به هؤلاء العلماء:

    - فيقول آدم كلارك: "هذه لا يمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر .. على بُعد شاسع من الموضع سابق الذكر". اهـ (*)

    - ويقول ويزلي: "(فاران): ليست هي نفسها المذكورة في سفر العدد 10: 12، والتي تُدعى هناك وفي غير ذلك (برية فاران) والتي هي بعيدة جداً. ولكن يوجد مكان ما أُطلِق عليه نفس الاسم". اهـ (*)

    - ويقول كيل و ديلطش في أول تفسيرهما للتثنية:
    Paran is at all events not the desert of this name in all its extent
    "فاران في جميع الأحوال ليست هي البرية التي تحمل نفس الاسم على كامل امتدادها". اهـ (*)

    وعبثاً يحاول مفسّروهم التوفيق بين كلا الموضعين!!

    (3) فاران الواقعة في الحجاز الشمالي:
    وهي التي تحدّث عنها يوسبيوس كما رأينا وقال إنها تقع إلى الشرق من إيلة، وهي داخلة في نطاق أرض مدين الواقعة شمال الحجاز شرق خليج العقبة. وهي المقصودة في سفر الملوك: "وقاموا من مديان وأتوا إلى فاران، وأخذوا معهم رجالاً من فاران، وأتوا إلى مصر" (1 مل 11: 18).

    (4) فاران الواقعة في الحجاز الجنوبي:
    وهي موطن إسماعيل كما يقول سفر التكوين: "وسكن في برية فاران" (تك 21: 21)، وحدّد موقعها حبقوق فقال: "الله يأتي من الجنوب، والقدوس من جبل فاران" (حب 3: 3). وعلامة فاران الجنوبية هذه هي زمزم بئر الماء الإلهية فيها (تك 21: 19). فعجباً .. هل أنتم أعلم بموطن إسماعيل من نسله!!

    ولاحظوا أن الفارانـَين الأوليين لم يرد فيهما أي ذكر لإسماعيل أو الإسماعيليين بتاتاً: فكانت فيران سيناء عبارة عن قفر (عد 14: 29)، وجاء ذكر فاران الأردن بشكل عابر دون تفاصيل (تث 1: 1). وإسماعيل لم يسكن لا هذا الموضع ولا ذاك! أما فاران مدين فكانت داخلة في الأراضي التي سكنها بنو إسماعيل، وآية ذلك أن القافلة التي أخذت يوسف وباعته في مصر كانوا إسماعيليين (تك 37: 27) من مدين (تك 37: 36).

    يقول السمعاني في كتاب (الأنساب): "الفاراني: بفتح الفاء والراء بين الالفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما إلى جبال فاران، وهي جبال بالحجاز، قيل إن في التوراة ذكر جبال فاران قاله ابن ماكولا. والمشهور بهذه النسبة بكر بن القاسم بن قضاعة القضاعي الفاراني الاسكندراني أبو الفضل توفي بالاسكندرية سنة سبع وسبعين ومائتين قاله ابن يونس، والثاني إلى قرية من قرى سمرقند يقال لها فاران وهي بين سمرقند وإشتيخن". اهـ (*)

    هذه الفارانات سُمّيت على اسم زعيم العماليق
    وقد سبق وأشرتُ إلى ذلك، وأن هذه الشخصية مذكورة في كتب التاريخ العربي. وأذكر هنا ما نقله الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب): "كما قيل في جبال الحرم جبال فاران وذكرت بذلك في التوراة وإنما نسبت إلى فاران بن عمرو بن عمليق". اهـ (*)

    كما سبق وأشرتُ إلى أن مدينة أيلة في عهد إبراهيم كان اسمها (إيل فاران) نسبة إلى هذا الرجل، وكانت هذه المدينة في نطاق "بلاد العمالقة" (تك 14: 7). وأما فاران في سيناء فكانت هي الأخرى واقعة في نطاق عماليق سيناء (خر 17: 8). وبهذا وُصفت أيضاً في الكتب العربية، فيقول ابن مطهر في كتابه (البدء والتاريخ): "ومن قلزم إلى الطور طريقان أحدهما في البحر والآخر في البر وهما جميعا يؤديان إلى فاران وهي مدينة العمالقة". اهـ (*)

    يتبع إن شاء الله

    تعليق


    • #47
      خدعوك ... فقالوا !!!
      داود نزل برية فاران!

      يقول المعترض: "وعن موقع فاران يقول الكتاب أنها تقع على الطريق بين مصر وفلسطين، بالقرب من سعير وبجوار مصر ... " وَمَاتَ صَمُوئِيلُ فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَنَدَبُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ. وَقَامَ دَاوُدُ وَنَزَلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ "(2صموئيل25/1)". اهـ

      فهل حقاً نزل داود برية فاران؟ وأين هي فاران هذه؟

      هنا .. ينكشف التزوير .. ولكن ليس من علماء الكتاب المقدس هذه المرة، ولكن من النص العبري المسوري للعهد القديم. ولكن السبعينية هذه المرة هي التي تكشف هذا التزوير القديم المتعمَّد!!

      الإصحاح 25 من سفر صموئيل الأول طبقاً للسبعينية هكذا:
      και απεθανεν σαμουηλ και συναθροιζονται πας ισραηλ και κοπτονται αυτον και θαπτουσιν αυτον εν οικω αυτου εν αρμαθαιμ και ανεστη δαυιδ και κατεβη εις την ερημον μααν

      ".. وقام داود ونزل إلى برية معون". اهـ (*)

      وهذا هو الصحيح، لأن هذا الإصحاح يتحدث عن قصة نابال في معون بعدها مباشرة: "وكان رجل في معون وأملاكه في الكرمل" (1صم 25: 2).

      ولذلك لم تأخذ عدد من الترجمات الإنجليزية بالقراءة العبرية، واعتمدت النص السبعيني:

      New International Version (NIV): Then David moved down into the Desert of Maon
      New American Bible (NAB): Then David went down to the desert of Maon
      New Living Translation (NLT): Then David moved down to the Desert of Maon
      New Century Version (NCV): David moved to the Desert of Maon
      The Message (MSG): Meanwhile, David moved again, this time to the wilderness of Maon

      يقول ديفيد ف. بين تعليقاً على ذلك:



      David F. Payne, I & II Samuel, p. 129

      "إن (فاران) كانت إلى الجنوب بعيداً، فقد يجب تصحيح الاسم إلى (معون) للحصول على صلة بالعدد الثاني. والترجمة اليونانية القديمة المعروفة بالسبعينية فيها الاسم (معون)". اهـ

      ويقول جون ستيفينسون في تعليقاته:
      The Massoretic Text reads that David came to the wilderness of Paran. However, this would have him entering the Sinai desert and this seems doubtful. The NIV has adopted the Septuagint reading of "Maon" as is found in verse 2

      "يقول النص المسوري أن داود جاء إلى برية فاران. إلا أن هذا قد يجعله دخل برية سيناء، وهو الأمر الذي يبدو مشكوكاً فيه. وقد اعتمدت ترجمة NIV القراءة السبعينية (معون) كما هو موجود في العدد الثاني". اهـ (*)

      وقد رأينا أن هذا هو ما اعترفت به دائرة المعارف الكتابية Encyclopaedia Biblica حين قالت:




      Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583

      " معظم النقاد .. اعتمدوا السبعينية في تصليح פָּארָן (فاران) الواردة في النص المسوري، إلى מָעוֹן (معون) المذكورة في العدد التالي". اهـ


      فاتضح أن فاران المذكورة في سفر صموئيل محرَّفة ولا يمكن الاستناد عليها في تحديد موقع فاران الحقيقي كما زعم المعترض!

      لماذا حرّف النص العبري هذه الكلمة؟ وما الغرض من ربط داود بفاران؟ .. والإجابة على هذا اللغز وكشف سر التحريف هنا يحتاج إلى فتح موضوع مستقل إن أحيانا الله تعالى.

      تعليق


      • #48
        عندما تكون الأدلة مجرد احتمالات!!
        يقول المعترض: "وجاء في دائرة المعارف الكتابية: " فاران"، ومعناها " موضع المغاير"، وهي بريّة شاسعة في أقصى جنوبي فلسطين، بالقرب من قادش برنيع. ويرجّح كثيرون من العلماء أنّها كانت تقع في الشمال الشرقي من شبه جزيرة سيناء. ويقول آخرون إنها هي " برّية التيه " في وسط هضبة سيناء. ويقول بينو روتنبرج في كتابه " برّيّة الله "، إنّ " برّيّة فاران " كان الإسم القديم لكلّ شبه جزيرة سيناء في العصور الكتابية". اهـ

        ما أعظم هذه الأدلة التي يستندون إليها في الرد على المسلمين!! لقد انكشف المستور .. واعترفت دائرة المعارف أن الخرائط التي تضع برية فاران في شمال شرق سيناء ليس عندها دليل إلاّ ترجيح العلماء، فهُم لم يجدوا في جغرافية سيناء شيئاً يتطابق مع رحلة الخروج المذكورة في سفر العدد. ويتضح أن الخرائط التي تضع فاران في وسط سيناء ليس لها دليل إلا قول بعض علمائهم أنها مطابقة لهضبة التيه! وهنا أستخدم عبارة المعترض الذي وجّهها للمسلمين: "هكذا دون توثيق"!!

        يقول أنطونيوس فكري (تث 1: 1): "فاران = برية على حدود أدوم جنوب الأردن تجاه جبل سيناء، هي غالباً صحراء التيه". اهـ (*)

        هل تفصّلون الجغرافيا بحسب ظنونكم واحتمالاتكم، ثم تعترضون علينا هداكم الله! هل هذه هي الموضوعية في الرد؟ هل هذا هو التوثيق العلمي!

        وانظروا إلى قول موسوعة الكتاب المقدس القياسية الدولية وهي تصف موقع فاران بأنه غير محدد بدقة:


        The International Standard Bible Encyclopedia, (Paran), p. 662


        "فاران: لفظ كتابي يُستخدم جغرافياً للإشارة إلى مناطق الصحراء غير المحددة بدقة إلى الجنوب والجنوب الغربي من فلسطين". اهـ

        .. فلمَ المكابرة والزعم بمعرفة موضع فاران!

        المضحك في الأمر أن هذه الموسوعة المحترمة رغم اعترافها منذ قليل بأن موضع برية فاران غير محدد بدقة، لكنها لم تستطع أن تتخلّى عن المنهجية التاريخية العظيمة التي اعتادوا عليها، وهي تحويل الاحتمالات والافتراضات في غمضة عين إلى أدلة قطعية ضد الخصم! ماذا فعلوا؟ لقد ضربوا جميع العصافير بحجر واحد، وجمعوا بين جميع الاحتمالات: جنوب كنعان، وشمال شرق سيناء، ووسط سيناء، وجنوب غرب سيناء!!



        وللأسف مثل هذا الدجل منتشر في خرائط الكتاب المقدس .. ولا عزاء للجغرافيا!

        لماذا حرّف علماؤهم موضع فاران السينائية؟
        رأينا أن فاران السينائية هي وادي فيران في جنوب غرب سيناء، وهي نفسها مدينة فاران السينائية المذكورة في كتب الجغرافيين العرب. إلا أن علماء الكتاب المقدس بعد أن اكتشفوا أن كاتب سفر العدد أخطأ في جغرافية سيناء، اخترعوا لأنفسهم جغرافيا خاصة وضعوا فيها فاران بما يتوافق مع العهد القديم، وتركوا الواقع والجغرافيا والتاريخ العلمي!!

        والمفاجأة التي لا تسرّ جناب المعترض هو أن بطليموس ذكر فاران السينائية هذه، وهي ليس لها علاقة بفلسطين، بل مطابقة لوادي فيران في جنوب سيناء. فيقول ريتشارد ليبسيوس بعد استعراض الأدلة:


        Letters from Egypt, Ethiopia, and the Peninsula of Sinai, p. 555

        "من كل هذا، يتضح أن مكان فاران التي ذكرها بطليموس مطابق لفاران الشهيرة في وادي فيران، وهي نفسها فونيقون لدى أرتميدوروس وسترابون". اهـ

        ويقول يوحانان أهاروني:


        The Land of the Bible, p. 199

        "إن الواحة الرئيسية في جنوب شبه جزيرة سيناء فيران من الثابت أنها تحتفظ بالاسم القديم لبرية فاران. وهي معروفة من العصر البيزنطي، ومن بطليموس، بصيغة (فاران). وقداكتـُشف هناك تلّ مع بقايا من العصر الحجري (حوالي القرن السابع قبل الميلاد) إلى العصر العربي دون أي فجوة تـُذكَر". اهـ


        فالتاريخ والجغرافية يشهدان على تزييف الحقائق. ولِمَن يريد أن يعرف السبب، ليقرأ:


        Biblical Repository and Classical Review, p. 789

        "برية فاران، اختار البعضُ أنها توجد في وادي فيران أو فاران، والذي يمتد في الشمال الغربي من جبل سيناء والموصوف في صفحة 764 آنفاً. ولكن هذه الفرضية يصعب التمسك بها: فمن فاران تم إرسال الجواسيس لاستكشاف أرض كنعان (عد 13: 3)، وعادوا ثانيةً إلى "جماعة بني إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش" (عد 13: 26)، الأمر الذي يوضح أن برية فاران ملاصقة لقادش برنيع. من هنا أشار حقاً بوركهاردت إلى أن "فاران يجب البحث عنها في الصحراء غرب وادي موسى وقبر هارون الذي يظهر هناك" أي ملاصقاً لفلسطين من الجنوب. إضافة إلى ذلك، فإن بني إسرائيل في ارتحالهم من سيناء، ذهبوا في رحلة استمرت ثلاثة أيام، ثم ارتحلوا مرتين أيضاً قبل أن يحطوا رحالهم في برية فاران (عد 10: 33؛ 12: 16). وهو الأمر الذي لا يتوافق إطلاقاً مع الفرضية السابقة الخاصة بوادي فيران". اهـ

        هكذا يتلاعبون بالواقع حفاظاً على عصمة سفر العدد! ولكن .. وأنا أعلم أنكم سئمتم من المفاجآت المتكررة .. ولكن ليس بيدي .. فدعوني أقول ..

        المفاجأة
        موسى لم يرسل الجواسيس من فاران! وفي المداخلة التالية تفصيل ذلك بإذن الله.

        تعليق


        • #49
          أخي الفاضل الباحث الفذ : القبطان المسلم

          بارك الله هذه الجهود الطيبة في التعريف بالحقائق

          وجزاكم الله خيرا ونحن معكم متابعون


          زهدي

          تعليق


          • #50
            المشاركة الأصلية بواسطة المهندس زهدي جمال الدين مشاهدة المشاركة
            أخي الفاضل الباحث الفذ : القبطان المسلم



            بارك الله هذه الجهود الطيبة في التعريف بالحقائق

            وجزاكم الله خيرا ونحن معكم متابعون


            زهدي
            أستاذنا العزيز البشمهندس زهدي جمال الدين

            أكرمك الله يا سيدي .. لست باحثاً ولا فذاً، رفع الله قدرك! بل أرجو أن ينير الله القلوب وأن تتفتح العيون والآذان، لعلّ الله بذلك يمحو عني الذنوب والآثام، وأن يتغمدني بالرحمة والإحسان.

            وأسأل الله أن يعيننا على كلمة الحق

            تعليق


            • #51
              قادش ليست هي فاران
              كاتب سفر العدد يعي تماماً الفرق بين قادش وفاران، فهذه ليست هي تلك:

              @ فقد ارتحل الشعب من جبل سيناء إلى قبروت هتأوة (عد 11: 34)
              @ ثم ارتحلوا من قبروت هتأوة إلى حضيروت (عد 11: 35)
              @ ثم ارتحلوا من حضيروت إلى برية فاران (عد 12: 16)
              @ ثم ارتحلوا من برية فاران إلى برية صين (عد 20: 1)
              @ وبرية صين فيها قادش (عد 20:1)، بل هي نفسها قادش (عد 33: 36)
              @ ثم ارتحلوا من قادش إلى جبل هور (عد 20: 22).

              فهل قادش في فاران؟ بالطبع لا، بل قادش إنما هي في برية صين وليس فاران.

              موسى أرسل الجواسيس من قادش لا فاران
              هكذا يقول كاتب سفر التثنية بصيغة المتكلم على لسان موسى نفسه: "ثم ارتحلنا من حوريب وسلكنا كل ذلك القفر العظيم المخوف الذي رأيتم في طريق جبل الأموريين كما أمرنا الرب إلهنا، وجئنا إلى قادش برنيع .. فتقدمتم إليَّ جميعكم وقلتم: دعنا نرسل رجالاً قدامنا ليتجسّسوا لنا الأرض .. فحسُن الكلام لديَّ، فأخذتُ منكم اثني عشر رجلاً، رجلاً واحداً من كل سبط. فانصرفوا وصعدوا إلى الجبل، وأتوا إلى وادي أشكول وتجسّسوه .. لكنكم لم تشاءوا أن تصعدوا وعصيتم قول الرب إلهكم .. فأجبتم وقلتم لي: قد أخطأنا إلى الرب، نحن نصعد ونحارب حسب كلّ ما أمرنا الرب إلهنا .. فخرج الأموريون الساكنون في ذلك الجبل للقائكم وطردوكم كما يفعل النحل، وكسروكم في سعير إلى حُرمة .. وقعدتم في قادش أياماً كثيرة كالأيام التي قعدتُم فيها" (تث 1: 19-46).

              لا يوجد أي ذِكْر لفاران هنا إطلاقاً، فبكل وضوح نجد أن موسى إنما أرسل الجواسيس من قادش التي كان مقيماً فيها بنو إسرائيل وقتها. ولما رفضوا دخول الأرض ثم ندموا، ذهبوا لمحربة الأموريين من الكنعانيين والعمالقة في جبلهم، فنزل هؤلاء ولاقوهم في سعير، وكسروهم إلى حُرمة. وظلّ القوم من بعدها في قادش أياماً كثيرة أيضاً.

              ولكن هل يتفق كاتب سفر العدد مع هذا؟ يبدو أن كاتب سفر العدد إما أنه مصاب بانفصام الشخصية أو اشترك معه كاتب آخر في هذا السِفر، كما سنرى. فهو يؤكد هنا صحة رواية سفر التثنية، فيذكر أن موسى نفسه قال: "هكذا فعل آباؤكم حين أرسلتُهم من قادش برنيع لينظروا الأرض، صعدوا إلى وادي أشكول ونظروا الأرض" (عد 32: 8-9). ولا وجود هنا أيضاً لبرية فاران المزعومة! ما المشكلة إذن؟

              المشكلة أنه في موضع آخر قال شيئاً آخر (!) ولكن هذه المرة بصيغة الغائب وليس على لسان موسى: "ثم كلّم الربُّ موسى قائلاً: أرسل رجالاً ليتجسسوا أرض كنعان التي أنا معطيها لبني إسرائيل .. فأرسلهم موسى من برية فاران حسب قول الرب .. فأرسلهم موسى ليتجسسوا أرض كنعان، وقال لهم: اصعدوا من هنا إلى الجنوب .. فصعدوا وتجسسوا الأرض من برية صين إلى رحوب في مدخل حماة .. وأتوا إلى وادي أشكول .. فساروا حتى أتوا إلى موسى وهارون وكل جماعة بني إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش .. وتذمَّر على موسى وعلى هارون جميعُ بني إسرائيل .. وكلّم الرب موسى وهارون قائلاً: حتى متى أغفر لهذه الجماعة الشريرة المتذمّرة عليَّ .. ولما تكلم موسى بهذا الكلام إلى جميع بني إسرائيل بكى الشعب جداً، ثم بكّروا صباحاً وصعدوا إلى رأس الجبل قائين: هُوَ ذا نحن، نصعد إلى الموضع الذي قال الرب عنه، فإننا قد أخطأنا. فقال موسى: لماذا تتجاوزون قول الرب، فهذا لا ينجح .. لكنهم تجبروا وصعدوا رأس الجبل .. فنزل العمالقة والكنعانيون الساكنون في ذلك الجبل، وضربوهم وكسروهم إلى حُرمة" (عد 13، 14).

              ونلاحظ على هذه الرواية ما يلي:
              @ كان إرسال الجواسيس بأمر من الله، لكن في التثنية كان بطلب من الشعب.
              @ أرسل موسى الجواسيس من برية فاران، لكن في موضع آخر من العدد وفي التثنية من قادش.
              @ أمر موسى الجواسيس أن يصعدو "من هنا"، فصعدوا "من برية صين". ثم رجعوا إلى الشعب في "قادش". فهذه التفاصيل تتعارض مع قوله إنهم كانوا في فاران! فقد رأينا أن قادش إنما هي في برية صين لا فاران. ووجود صين وقادش في هذه الرواية يؤكّد على صحة رواية سفر التثنية، إذ لا دخل لفاران هنا. ولا أدري هل هو نفس الكاتب الذي ذكر تصريح موسى بإرساله الجواسيس من قادش في نفس السِفر؟!

              من أجل ذلك، ومن باب ضرب العصافير بحجر واحد، لجأ علماؤهم إلى الزعم بوجود برية صين وقادش في فاران!! وهذا على طريقة "كلُّه على كُلُّه" .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

              .. والعجب العجاب
              أن كاتب سفر العدد في الإصحاح 33 - على فرض أنه هو نفس الكاتب - أعاد ذكر رحلات بني إسرائيل بالتفصيل: فذكر بين حضيروت وقادش 18 موضعاً ليس فيها ذِكر لشيء اسمه فاران!!

              فلماذا كل هذا التخبّط واللبس في شأن فاران بين سفري العدد والتثنية!!

              سؤال في الصميم ، وإجابة لولبية!
              يقول ولتر ك. قيصر وآخرون:


              Hard Sayings of the Bible, p.166

              من أين انطلق الجواسيس؟
              لماذا يقول سفر العدد 13: 3 أن الجواسيس غادروا من برية فاران، في حين يقول سفر العدد 32: 8 أن هذا كان من قادش برنيع؟ هل كان هذان موضعين مختلفين أم أن هناك طريقة معينة لتفسير احتمالية أن يكون كلاهما صحيحاً؟

              إن برية فاران هي منطقة متعذر تحديدها جيداً في الجزء الواقع وسط وشرق شبه جزيرة سيناء، يحدّها من الشمال الغربي برية شور، ومن الشمال الشرقي برية صين، وبرية سيناء من الجنوب. ومعظم سنوات التيه الأربعين كان بنو إسرائيل مقيمين في قادش برنيع (عد 14: 34؛ تث 1: 19-20).

              طبوغرافياً (!)، كان موقع قادش برنيع جزءاً من برية فاران. وفي الواقع، في السبعينة اليونانية سفر العدد 33: 36 هناك إضافة تفسيرية في المتن تقول: "في برية فاران وهي قادش". اهـ

              إن هذا المرجع هو الآخر يؤكد لنا من جديد - كما تأكّد لنا مراراً وتكراراً - أن فاران لدى علماء الكتاب المقدس تمثـّل لغزاً، وأنه من الصعب تحديد موقعها بدقة!!

              أقصى ما يستطيعون عمله هو الأخذ برواية سفر العدد على أنها حقائق تاريخية غير قابلة للنقاش، بينما الواقع يشهد بتعارض وتضارب هذه الرواية حتى مع رواية سفر التثنية نفسه!

              والإضافة التفسيرية اليونانية في عد 33: 36 ليست تفسيراً في واقع الأمر، بل هي تحريف صريح! لأن النص العبري يقول بوضوح: "برية صين وهي قادش"، وقد سبق ورأينا أن صين غير فاران، فكيف يأتي مترجم ويُحرّف في بعض النسخ السبعينية ويضيف من عنده كلمة فاران، ثم تصبح هذه الزيادة المحرفة حقيقة طبوغرافية؟؟ أعطوني عقولكم أكرمكم الله!

              النتيجة: موسى لم يرسل الجواسيس من فاران، بل أرسلهم من قادش في برية صين كما ورد ذلك صريحاً في سفر العدد 32: 8 وفي سفر التثنية 1: 19. بل إنه فوق كل هذا، لم تـُذكَر فاران لا من قريب ولا من بعيد في الرواية التفصيلية لرحلات الخروج المذكورة في آخر سفر العدد! واتضح لنا أن الخرائط كلها تـُبنى على نظرية "ضرب العصافير"

              تعليق


              • #52
                بسم الله الرحمن الرحيم
                ...
                جزاك الله خيراً أخي الكريم على طرحك الممتع , جعله الله في ميزان حسناتك

                ..
                سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
                وَاتْلُ عليهِمْ نبأَ الذي آتيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ منها فأتبعهُ الشيطانُ فكان من الغاوين () ولو شئنا لرفعناهُ بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواهُ فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركهُ يلهث ذلك مثلُ القوم الذين كذبوا بآيتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون (الأعراف 175-176 )
                ......................
                مثلُ الذين حمِّلوا التوراةَ ثم لم يحملوها
                كمثلِ الحمارِ يحملُ أسفاراً بئس مثلُ القومِ الذين كذبوا بآياتِ اللهِ واللهُ لا يهدي القومَ الظالمين ( الجمعة 5 )

                تعليق


                • #53
                  المشاركة الأصلية بواسطة ضياء الاسلام مشاهدة المشاركة
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  المشاركة الأصلية بواسطة ضياء الاسلام مشاهدة المشاركة
                  ...
                  جزاك الله خيراً أخي الكريم على طرحك الممتع , جعله الله في ميزان حسناتك

                  ..
                  سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين


                  بارك الله فيك أخي ضياء الإسلام وتعليقك هو الأمتع

                  وأسأل الله أن تكون كلماتنا خالصة لوجهه الكريم

                  تعليق


                  • #54
                    خدعوك ... فقالوا !!!
                    سيناء وسعير وفاران جبال متجاورة!

                    يقول معترض آخر في ردوده الوهمية: "جبال سيناء وسعير وفاران، ثلاثة جبال متجاورة تقع في شبه جزيرة سيناء، جاء ذكرها معاً في تثنية 33 الذي يحوي بركة موسى لبني إسرائيل قبل موته، فقال إن الله جاءهم في جلال ومجد على قمم هذه الجبال الثلاثة ليقطع معهم عهداً ويعطيهم شريعته، وذلك:

                    - من سيناء، من الشرق كما تشرق الشمس. وكان السحاب على جبل سيناء كثيفاً يشبه الدخان، فكان الجبل يرتجف كله (خروج 19: 18). ويقول المرنم في مزمور 68: 8 «الأرض ارتعدت. السماوات أيضاً قطرت أمام وجه الله. سينا نفسه من وجه الله إله إسرائيل».

                    - وأشرق الله لبني إسرائيل من جبل سعير، وهو أرض أدوم الجبلية على الجانب الشرقي من البرية العربية.

                    - وتلألأ الله لهم من جبل فاران، وهي صحراء جنوب يهوذا (1صم 25: 1-5) شرق برية بئر سبع وشور (تكوين 21: 14، 21). وكانت فيها مدينة قادش (العدد 13: 26) وبطمة فاران، المعروفة اليوم باسم إيلات، غرب العقبة على البحر الأحمر (تكوين 14: 6). وفي هذه البرية تنقّل بنو إسرائيل أربعين سنة. وقد جاء ذكر فاران في تكوين 14: 6 والعدد 10: 122 و12: 16 و13: 3 وتثنية 1:1 و1ملوك 11: 18 وفي غير ذلك.

                    وفي تثنية 33 يذكّر موسى بني إسرائيل بفضل الله عليهم، بأن أعطاهم شريعته فضاءت لها القمم العالية لجبال سيناء وسعير وفاران، الجبال الثلاثة المتجاورة الواقعة في شبه جزيرة سيناء. هناك قطع الله عهده معهم، لأنه أحبهم، وهم جلسوا عند قدميه يتقبَّلون أقواله (آية 3) فأوصاهم بشريعة موسى، ميراثاً لآل يعقوب (آية 4)". اهـ (*)

                    في الحقيقة هذا الرجل المسكين الأحرى به أن يتعلَّم الجغرافيا أولاً قبل أن يصير مضحكة! وقد نصَّب نفسه مدافعاً عن الكتاب المقدس يردّ فيه على المعترضين، ويزيل الشبهات "الوهمية"!

                    كان الأولى به على الأقل أن يراجع الخرائط "الوهمية" التي وضعها علماء الكتاب المقدس، حتى يتحقق ويتثبت من المعلومات الجغرافية العظيمة التي أفحمنا بها! فالرجل غارق لأذنيه في التناقض والتخبّط .. وزاد الطين بلة!

                    بدأ ردّه العلمي الخطير بحقيقة لا أدري كيف غابت على العلماء أجمعين، فقد وصف سيناء وسعير وفاران بأنها: "ثلاثة جبال متجاورة تقع في شبه جزيرةسيناء"!! متجاورة .. بل وفي شبه جزيرة سيناء ذاتها! فهيا ننظر كيف حدَّد هذا الرجل أماكن الجبال الثلاثة لنتعرف على عبقريته الجغرافية الفذة:

                    (1) جبل سيناء: يقع في الشرق!! ولا أدري شرق ماذا؟ بصراحة تحديد جغرافي دقيق!

                    (2) جبل سعير: يقع في أرض أدوم "على الجانب الشرقي من البرية العربية". وهل أرض أدوم في شبه جزيرة سيناء يا عالم!! ثم نصحّح لجنابه أن قوله "البرية العربية" خطأ والصواب هو "وادي عرَبة".

                    (3) جبل فاران: وهو
                    - صحراء جنوب يهوذا (1صم 25: 1-5)
                    - شرق برية بئر سبع وشور (تكوين 21: 14، 21).
                    - وكانت فيها مدينة قادش (العدد 13: 26)
                    - وبطمة فاران، المعروفة اليوم باسم إيلات، غرب العقبة على البحر الأحمر (تكوين 14: 6)

                    وأنا أتساءل: هل هذا الموقع الجغرافي تقع في شبه جزيرة سيناء! ولكن ماذا نصنع إذا كان الروح القدس قد ألهم جنابه ذلك!


                    - أما قوله إنه جنوب يهوذا، فمستنده في ذلك هو سفر صموئيل الذي ذكر نزول داود إلى فاران. وكلمة فاران هنا محرَّفة كما سبق وكشفنا ذلك هنـــــا.

                    - وأما قوله شرق بئر سبع وشور فمستنده في ذلك سفر التكوين في الإصحاح 21، ولا ذِكر فيه لشور أصلاً! ولا أدري لماذا أقحم شور في الموضوع، فالواضح أن المسكين لا يعرف أن شور طبقاً لخرائط علمائه ليس لها علاقة ببئر سبع! إضافة إلى ذلك، فإن الإصحاح لا يقول أصلاً أن برية فاران تقع شرق برية بئر سبع .. فمن أين أتى جنابه بهذا التحديد الجغرافي؟ فبرية فاران وفقاً له تقع على الخريطة شرق بئر سبع:


                    انظروا بئر سبع أين تقع .. وحاولوا أن تتخيلوا فاران شرقها!! وأهدي جنابه الخريطة التي استند إليها زميله ليعترف أننا حين نقول أنكم متخبطون في فاران نكون على الحق المبين :


                    فهُم يضعون فاران جنوب بئر سبع لا شرقها!

                    - وأما قوله إنه كانت فيها مدينة قادش، فمستنده في ذلك سفر العدد في الإصحاح 13 وهو الذي يتحدث عن إرسال الجواسيس. وقد فضحنا تدليس كاتب سفر العدد في هذا الموضع ومحاولته ربط قادش بفاران هنــــا.

                    حينئذ .. أسأل جنابه: إذا كنت تقرر أن سعير في أرض أدوم شرق وادي العربة، وفاران تقع شرق بئر سبع في جنوب أرض يهوذا، فبالله عليك ما دخل هذه الأماكن بشبه جزيرة سيناء!! العجيب أنه في آخر ردّه أعاد نفس الحقيقة الجغرافية العظيمة قائلاً: الجبال الثلاثة المتجاورة الواقعة في شبه جزيرة سيناء!!

                    جبل في أقصى جنوب سيناء .. وجبل في شرق وادي العربة .. وجبل بزعمه شرق بئر سبع جنوب يهوذا .. كيف تكون هذه الجبال الثلاثة متجاورة؟؟ بل ويصرّ أنها تقع جميعاً في شبه جزيرة سيناء!!

                    هكذا يخدعون شعبهم ويضلّلون خرافهم، ليظهروا أمامهم بصورة الأبطال الذين قهروا المسلمين وأفحموهم! فلم يزدهم التدليس إلا جهالة، ولم يزدهم الحقد إلا ضلالة! فابحثوا في كلام علمائكم ولا تنقلوه بالقص واللصق هداكم الله.

                    تعليق


                    • #55
                      القبطان المسلم الغواص في بحار العلم

                      حتى تعم الفائدة واستكمالاً للموضوع الشيق أرجو الرد على باقي كلام القس عبد المسيح عند تناوله الحديث عن تيماء بالتحريف والتزييف حيث يقول في كتابه: ( هل تنبّأ الكتاب المقدّس عن نبيّ آخر يأتي بعد المسيح؟) ص 68 :
                      يقول نيافته:
                      [ أين تقع منطقة تيمان ؟ وعلاقتها بتيماء؟
                      وجاء في سفر حبقوق قوله " اَللَّهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضُ امْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ. وَكَانَ لَمَعَانٌ كَـالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ. قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى" (حبقوق3/3-5).
                      وهنا قال بعض الكتاب من الأخوة المسلمين إن القدوس الذي أتى من جبل فاران هو نبي المسلمين وفي أحد أقوالهم يزعمون أنَّ " تيمان هي بلاد العرب، ومعني كلمة تيمان الصحراء الجنوبية لأنّها جنوب بلاد الشام ولا يزال إلي الآن علي طريق القوافل بين دمشق ومكة قرية تُسمّي تيماء ومعنى هذه الكلمة أيضًا الصحراء الجنوبية، وتيماء أيضًا اسم قبيلة إسماعيلية تسلّسلت من تيماء وكانت تقطن بلاد العرب كما في قاموس الكتاب المقدس!!
                      ويقول نفس الكاتب " يتنبأ حبقوق بالرسول والرسالة وامتداد رقعة الإسلام فيوضّح سلسلة نسب الرسول بمنبت جده إسماعيل عليه السلام في أرض فاران، ثم يتحدث عن امتداد الإسلام... ثم يتحدّث عن الركع والسجود... ثم يتحدث عن الإعجاز للقرآن الكريم "
                      ونقول لسيادته أن هناك فرقًا بين تيمان المذكورة في سفر حبقوق وتيماء التي يذكرها الكتّاب العرب، فـ " تيمان " هو اسم لشخص: هو حفيد عيسو شقيق يعقوب ( أو إسرائيل ) ابن إسحق ابن إبراهيم وقد تَسَمّتْ المنطقة باسمه لأنّه كان أمير قبيلة.
                      يقول الكتاب في تسع آيات أخرى عن تيمان:
                      " هَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي عِيسُو: أَلِيفَازُ ابْنُ عَدَا امْرَأَةِ عِيسُو.... وَكَانَ بَنُو أَلِيفَازَ: تَيْمَانَ وَأَوْمَارَ وَصَفْواً وَجَعْثَامَ وَقَنَازَ " (تكوين36/11).أي أنّ تيمان بن أليفاز بكر عيسو من زوجته الحيثية عَدَا.
                      " بَنُو أَلِيفَازَ: تَيْمَانُ وَأُومَارُ وَصَفِي وَجَعْثَامُ وَقِنَازُ وَتِمْنَاعُ وَعَمَالِيقُ. " (1أخبار1/36).
                      " هَؤُلاَءِ أُمَرَاءُ بَنِي عِيسُو: بَنُو أَلِيفَازَ بِكْرِ عِيسُو أَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ أُومَارَ وَأَمِيرُ صَفْوٍ وَأَمِيرُ قَنَازَ " (تكوين36/15).
                      كما يذكر أمير تيمان بين أمراء قبائل أدوم أي عيسو: "وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أُمَرَاءِ عِيسُو حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ: ... وَأَمِيرُ قَنَازَ وَأَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ مِبْصَارَ،.... هَؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَدُومَ حَسَبَ مَسَاكِنِهِمْ فِي أَرْضِ مُلْكِهِمْ. هَذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ "(تكوين36/40-42؛ 1أخبار1/35).
                      كما كانت اسم مدينة أو قبيلة في الجزء الشمالي من أدوم " لِذَلِكَ اسْمَعُوا مَشُورَةَ الرَّبِّ الَّتِي قَضَى بِهَا عَلَى أَدُومَ وَأَفْكَارَهُ الَّتِي افْتَكَرَ بِهَا عَلَى سُكَّانِ تِيمَانَ. إِنَّ صِغَارَ الْغَنَمِ تَسْحَبُهُمْ. إِنَّهُ يَخْرِبُ مَسْكَنَهُمْ عَلَيْهِمْ. لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ. " (أرميا49/20؛ حزقيال25/13)،
                      ويرى البعض أن موقعها الحالي هو " طويلان " على بعد ثلاثة أميال إلى الشرق من البتراء.
                      أما تيماء(Tema)، والذي يخلط هؤلاء الكتاب بينها وبين تيمان، فهي غير تيمان وليست هي المقصودة في النبوة على الإطلاق!! فتيماء اسم عبري معناه " الجنوبي " وهو اسم أحد أبناء إسماعيل الإثنى عشر " هَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَاء وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. "(تكوين25/13-15؛ 1أخبار1/29-31) ، وأيضًا اسم القبيلة التي جاءت منه " وَدَدَانَ وَتَيْمَاءَ وَبُوزَ وَكُلَّ مَقْصُوصِي الشَّعْرِ مُسْتَدِيراً " (أرميا25/13)، واسم المكان الذي استوطنه نسله " نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. مَوَاكِبُ سَبَأٍ رَجَوْهَا....هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. " (أيوب6/19؛ أشعيا21/14).
                      وتقع تيماء " في شمالي شبه الجزيرة العربية " وهي واحة واسعة تقع تقريبا في منتصف المسافة بين دمشق ومكة، وبين بابل ومصر. وكانت تقع على طريق القوافل القديم الذي كان يربط خليج العقبة بالخليج العربي، ومازالت أحد المراكز التجارية الهامة. و لكن لا يوجد أية علاقة لها بتيمان المذكورة في هذه الآيات مطلقًا.].أﻫ.

                      تعليق


                      • #56
                        الرد على جنابه:
                        إنه وإن كان قد وفر علينا مؤنة الرد لأن في كلامه رد عليه، كيف ذلك؟.
                        أولاً: النص المستشهد به في كلامه نص من سفر (حبقوق3/3-5).. في حين أن النص الذي بين أيدينا هو نص من سفر (أشعياء 21/13-17)، وهذه النقطة لوحدها تكفي.
                        ثانياً: أجهد نفسه ليدلل على أن تيمان المستشهد بها في النص غير تيماء العربية!!..
                        ونحن نقره على ذلك إذ أننا لم نستشهد في نصوصنا بتيمان وإنما كان استدلالنا بتيماء.
                        ثالثاً: ومع ذلك فإنه في نفس النص الذي استشهد به رد عليه، كيف؟.إليك الآتي:يقول جنابه:
                        1ـ قوله: وجاء في سفر حبقوق قوله " اَللَّهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضُ امْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ. وَكَانَ لَمَعَانٌ كَـالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ. قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى" (حبقوق3/3-5).
                        ويقول معلقاً على النص السابق:
                        وفي أحد أقوالهم يزعمون أنَّ " تيمان هي بلاد العرب، ومعني كلمة تيمان الصحراء الجنوبية لأنّها جنوب بلاد الشام

                        ثم يستدل على كلامه بما هو موجود في سفر التكوين هكذا: كما يذكر أمير تيمان بين أمراء قبائل أدوم أي عيسو: "وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أُمَرَاءِ عِيسُو حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ: ... وَأَمِيرُ قَنَازَ وَأَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ مِبْصَارَ،.... هَؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَدُومَ حَسَبَ مَسَاكِنِهِمْ فِي أَرْضِ مُلْكِهِمْ. هَذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ "(تكوين36/40-42؛ 1أخبار1/35).

                        تمام النص المستشهد به هكذا:

                        [40وَهذِهِ أَسْمَاءُ أُمَرَاءِ عِيسُو، حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ: أَمِيرُ تِمْنَاعَ وَأَمِيرُ عَلْوَةَ وَأَمِيرُ يَتِيتَ 41وَأَمِيرُ أُهُولِيبَامَةَ وَأَمِيرُ إَِيلَةَ وَأَمِيرُ فِينُونَ 42وَأَمِيرُ قَنَازَ وَأَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ مِبْصَارَ 43وَأَمِيرُ مَجْدِيئِيلَ وَأَمِيرُ عِيرَامَ. هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَدُومَ حَسَبَ مَسَاكِنِهِمْ فِي أَرْضِ مُلْكِهِمْ. هذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ. تكوين 36/40ـ42.
                        ولقد أنهى كلامه عند هَذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ حتى يفهم من الكلام أن أَدُومَ هو رجل وليس أسم علم على مكان كما هو وارد في تكوين36/ 15:[ 15هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ بَنِي عِيسُو: بَنُو أَلِيفَازَ بِكْرِ عِيسُو: أَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ أُومَارَ وَأَمِيرُ صَفْوٍ وَأَمِيرُ قَنَازَ 16وَأَمِيرُ قُورَحَ وَأَمِيرُ جَعْثَامَ وَأَمِيرُ عَمَالِيقَ. هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَلِيفَازَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. ].

                        2ـ قوله: كما كانت اسم مدينة أو قبيلة في الجزء الشمالي من أدوم " لِذَلِكَ اسْمَعُوا مَشُورَةَ الرَّبِّ الَّتِي قَضَى بِهَا عَلَى أَدُومَ وَأَفْكَارَهُ الَّتِي افْتَكَرَ بِهَا عَلَى سُكَّانِ تِيمَانَ. إِنَّ صِغَارَ الْغَنَمِ تَسْحَبُهُمْ. إِنَّهُ يَخْرِبُ مَسْكَنَهُمْ عَلَيْهِمْ. لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ. " (أرميا49/20؛ حزقيال25/13)،
                        والمدقق في النص المستشهد به نجده قد تلاعب في النص بالحذف والتبديل، فلقد أضاف من عنده الجملة التي أسفلها الخط، إنها ليست من تمام النص: لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ.

                        وإنما النص بتمامه كالآتي:
                        أرميا 49/ 20 [20لِذلِكَ اسْمَعُوا مَشُورَةَ الرَّبِّ الَّتِي قَضَى بِهَا عَلَى أَدُومَ، وَأَفْكَارَهُ الَّتِي افْتَكَرَ بِهَا عَلَى سُكَّانِ تِيمَانَ: إِنَّ صِغَارَ الْغَنَمِ تَسْحَبُهُمْ. إِنَّهُ يَخْرِبُ مَسْكَنَهُمْ عَلَيْهِمْ. 21مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ رَجَفَتِ الأَرْضُ. صَرْخَةٌ سُمِعَ صَوْتُهَا فِي بَحْرِ سُوفَ.].

                        ولقد ذيل النص المستشهد به بكتابة المرجع هكذا: (أرميا49/20؛ حزقيال25/13)

                        مما يفهم منه أن النص بتمامه موجود في المرجعين الآنفين، في حين أنه قد استل هذه الفقرة من حزقيال وأضافها إلى النص السابق لتصبح من تمام كلام الرب:

                        [ لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ.] ، لقد تلاعب القس في الوحي (المقدس) بالحذف والإضافة، فمن الذي أعطاه هذه السلطة؟؟!!.

                        والآن اقرأ النص من حزقيال 25/13:
                        [12« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ أَدُومَ قَدْ عَمِلَ بِالانْتِقَامِ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا وَأَسَاءَ إِسَاءَةً وَانْتَقَمَ مِنْهُ، 13لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ، وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَأُصَيِّرُهَا خَرَابًا. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ. 14وَأَجْعَلُ نَقْمَتِي فِي أَدُومَ بِيَدِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَيَفْعَلُونَ بِأَدُومَ كَغَضَبِي وَكَسَخَطِي، فَيَعْرِفُونَ نَقْمَتِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.].

                        والسؤال الآن .. لماذا حذف وبدل؟..
                        الإجابة باختصار شديد تكمن في تكملة النص المستشهد به والتي تنص على:
                        [ 21مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ رَجَفَتِ الأَرْضُ. صَرْخَةٌ سُمِعَ صَوْتُهَا فِي بَحْرِ سُوفَ.]

                        أتعرفون لماذا؟.
                        أولاً: لأن الكنيسة المصرية لا تحبذ إطلاق كلمة البحر الأحمر على بحر سوف ، وهم يطلقون بحر سوف على خليج السويس ليحاولوا رسم خروج بني إسرائيل من مصر طبقاً للمعتقد التوراتي الخاطئ.
                        أنظر إلى الخارطة المستلة من كتابه موضوع الدراسة ، وأرجو التدقيق على خليج السويس لترى كيف تم كتابة بحر سوف عليه.
                        في حين أن الخارطة الأصلية والمعتمدة عند اليهود تثبت أن خليج السويس غير البحر الأحمر، حيث تم كتابة خليج السويس على خليج السويس وكتابة البحر الأحمر على البحر الأحمر.
                        انظر إلى الخارطتين رقم (4) و رقم (5)وقارن التزوير بنفسك...
                        ولو فرضنا أن بحر سوف المقصود بهخليج السويس كما ذكر نيافته، فمعني ذلك أن الميناء السليماني كان يقع على الجانب الأخر من خليجالسويس داخل سيناء، كما هو وارد في سفر ملوك أول الإصحاح 9/26:
                        [26وَعَمِلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ سُفُنًا فِي عِصْيُونَ جَابَرَ الَّتِي بِجَانِبِ أَيْلَةَ عَلَى شَاطِئِ بَحْرِ سُوفٍ فِي أَرْضِ أَدُومَ.]..
                        أي أن سيناء كانت جزءاً من المملكة اليهودية في عهد سيدناسليمان عليه السلام مما يعطي اليهود الحق في امتلاكهم لمصر وذلك على حد زعمهم.
                        مع العلم أن التوراة تؤكد أن كامل مملكة سليمان عليه السلام كانت في القدس ولا علاقةلها بسيناء.

                        ثانياً: وعد الرب لموسى عليه السلام كما هو في خروج 23/31:[31وَأَجْعَلُ تُخُومَكَ مِنْ بَحْرِ سُوفٍ إِلَى بَحْرِ فِلِسْطِينَ، وَمِنَ الْبَرِّيَّةِ إِلَى النَّهْرِ. فَإِنِّي أَدْفَعُ إِلَى أَيْدِيكُمْ سُكَّانَ الأَرْضِ، فَتَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ.].
                        ولأن بحر سوف له علاقة وطيدة بأرض أدوم كما هو في سفر ملوك أول الإصحاح 9/26
                        26وَعَمِلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ سُفُنًا فِي عِصْيُونَ جَابَرَ الَّتِي بِجَانِبِ أَيْلَةَ عَلَى شَاطِئِ بَحْرِ سُوفٍ فِي أَرْضِ أَدُومَ.
                        لذلك تم حذف الفقرة من النص المستشهد به وأبدلها بفقرة أخرى من نص أخر من سفر أخر
                        فلقد حذف الفقرة التالية بالكمال و الواردة في أرميا 49/ 20:[21مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ رَجَفَتِ الأَرْضُ. صَرْخَةٌ سُمِعَ صَوْتُهَا فِي بَحْرِ سُوفَ.].

                        وأبدلها بـالفقرة:[ 13لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ، وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَأُصَيِّرُهَا خَرَابًا. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ.], الواردة في حزقيال 25/13..
                        أتعرفون لماذا؟..
                        ليحاول الهروب من علاقة تيمان بأرض أدوم..ولكن هيهات هيهات..

                        وإليك المزيد:
                        أنظر إلى الخارطة رقم (7)..
                        هذه الخريطة منسوخة من أحد مواقع الكتاب المقدس وهي توضح موقع إدوم التي يخبرنا قاموس الكتاب المقدس أن تيمان تقع جنوبها، ولقد حددت بدائرة موقع الجزيرة العربية بالنسبة لإدوم، وهو كما ترون يقع جنوب إدوم مباشرة مما يؤكد أن تيمان لا تشير إلا لمكان بالجزيرة العربية
                        يقول قاموس الكتاب المقدس في تعليقه على تيمان : (هي مكان يقع جنوب إدوم)..
                        ولكن ما هي إدوم ؟
                        وتيمان التي يقول قاموس الكتاب المقدس أنها تقع جنوب إدوم معناها في جميع المعاجم الخاصة بأصول ومعاني الكلمات هو: الجنوب.
                        وإذا كانت تيمان تقع جنوب إدوم كما يقول قاموس الكتاب المقدس، واليمن تقع جنوب إدوم كما يقول معجم الطرق القديمة، والمعنى العبرى لتيمان واليمن هو الجنوب؛ فإن ما سنستنتجه بداهة هو أن تيمان هي نفسها اليمن.
                        هذا ما قاله معجم الطرق القديمة وقاموس الكتاب المقدس، واستنتجنا منه أن تيمان هي نفسها اليمن..
                        عموما فإن كل المصادر التي عثرنا عليها تتحدث مباشرة عن تيمان قد أراحتنا من عناء هذا الاستنتاج !!..فماذا قالت؟!
                        E’-dom
                        GEOGRAPHY
                        The country of Edom began at a line from the south end of the Dead Sea stretched to the Arabian desert areas to the east. From this line, Edom claimed all the land south to the Red Sea, and farther along the east coast of the Red Sea. How far south depended on daily politics, since it is nothing but desert for the most part. However, it included part of the Incense Route which extends farther south to Sheba the Yemen area today.
                        نسخة مما ذكره معجم الطرق القديمة عن مملكة إدوم
                        يقول معجم الطرق القديمة (إنشنت تراد روتس)تحت عنوان إمبراطوريات(إمبيرز):
                        (إدوم بدأت من النهاية الجنوبية للبحر الميت إلى مساحات من الصحراء العربية إلى الشرق، ومن هذا الخط امتدت إدوم لتشمل كل الأراضي جنوب البحر الأحمر والأراضي على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر..والجزء الجنوبي من إدوم كان عبارة عن أرض صحراوية ممتدة واشتملت إدوم على جزء من طريق البخور يمتد جنوبا إلى شيبا والتي تمثل منطقة اليمن حاليا).
                        نسخة مما ذكره موقع الموسوعة اليهودية ويكيبيديا
                        http://en.wikipedia.org/wiki/Jews_in_Yemen
                        Anyone who has been privileged to meet a Yemenite Jew will have been impressed with the refinement, modesty and piety which are the Yemenite hallmarks. The roots of the Jews in Yemen—Teman in Hebrew—start at the dawn of our history. Besides being mentioned in the Tanach (Job's friend Elifaz came from Teman, and many of the Prophets speak of Teman), the Queen of Sheba is said to have heard about King Solomon from Jews in Yemen, located next to the kingdom of Sheba
                        ترجمة النص السابق من الموقع اليهودي " الموسوعة اليهودية ويكيبديا": (اليهود اليمنيون يسمون بالعبرية التيمانيون وهم اليهود الذين يعيشون الآن في اليمن والتي تسمى في العبرية تيمان وهي أمة تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية ، وهم ينتمون إلى طائفة اليهود المزراحية).
                        وجذور يهود اليمن ـ تيمان بالعبرية ـ تبدأ من بداية تاريخنا. فبجانب الذي ذكر في التوراة العبرانية:( أليفاز صديق يعقوب كان من تيمان وكثير من الأنبياء قد تحدثوا عن تيمان) ، فلقد قيل أيضا أن ملكة شيبا(سبأ) قد سمعت عن الملك سولومون(سليمان عليه السلام) من خلال اليهود في اليمن والتي تقع بجوار مملكة شيبا).

                        أيحق بعد هذا التوضيح أن يقول على تيمان: ويرى البعض أن موقعها الحالي هو " طويلان " على بعد ثلاثة أميال إلى الشرق من البتراء.
                        3ـ فماذا عن مدينة ددان التي جاء ذكرها في كلامه؟.
                        الواقع هو أن ددان تقع قرب المدينة النبوية المنورة كما تدل على ذلك الخرائط القديمة .
                        وذلك كما توضحه الخرائط القديمة، شاهد الخريطة المرفقة رقم (1)، والتي توضح طرق التجارة العربية في جزيرة العرب في الألف الثاني قبل الميلاد


                        4ـ قوله: أما تيماء(Tema)، والذي يخلط هؤلاء الكتاب بينها وبين تيمان، فهي غير تيمان وليست هي المقصودة في النبوة على الإطلاق!! فتيماء اسم عبري معناه " الجنوبي " وهو اسم أحد أبناء إسماعيل الإثنى عشر " هَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَاء وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. "(تكوين25/13-15؛ 1أخبار1/29-31) ، وأيضًا اسم القبيلة التي جاءت منه " وَدَدَانَ وَتَيْمَاءَ وَبُوزَ وَكُلَّ مَقْصُوصِي الشَّعْرِ مُسْتَدِيراً " (أرميا25/13)، واسم المكان الذي استوطنه نسله " نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. مَوَاكِبُ سَبَأٍ رَجَوْهَا....هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. " (أيوب6/19؛ أشعيا21/14).
                        وتقع تيماء " في شمالي شبه الجزيرة العربية " وهي واحة واسعة تقع تقريبا في منتصف المسافة بين دمشق ومكة، وبين بابل ومصر. وكانت تقع على طريق القوافل القديم الذي كان يربط خليج العقبة بالخليج العربي، ومازالت أحد المراكز التجارية الهامة. و لكن لا يوجد أية علاقة لها بتيمان المذكورة في هذه الآيات مطلقًا.].أﻫ.
                        وللرد نقول:
                        تيماء في المصادر والمراجع النصرانية المعتمدة:
                        1 ـ في قاموس الكتاب المقدس تَيْما وتيماء :
                        اسم عبري ربما كان معناه (الجنوبي) وهي قبيلة إسماعيلية تسلسلت من تيما فكانت تقطن بلاد العرب كما في تك 25 : 15[. 13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. ].
                        و1 أخبار1:30[29هذِهِ مَوَالِيدُهُمْ. بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ: نَبَايُوتُ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 30وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا وَحَدَدُ وَتَيْمَاءُ].
                        وتسمّى أيضاً الجهة التي يسكنون فيها تيماء كما في إشعياء 21 : 14 [14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ، يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. ].
                        وتيماء في بلاد العرب في منتصف الطريق بين دمشق ومكة وعلى مسافة متـساوية من بابل إلى مصر وقد ذكرت تـيما مع سبأ كما في أيوب 6 : 19 [19نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. سَيَّارَةُ سَبَاءٍ رَجَوْهَا. ].
                        وفي دائرة المعارف الكتابية: تيما أو تيماء :
                        اسم عبري معناه " الجنوبي " وهو اسم أحد أبناء إسماعيل الإثني عشركما في تك 25 : 15
                        [13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. ].
                        و1 أخبار1:30[29هذِهِ مَوَالِيدُهُمْ. بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ: نَبَايُوتُ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 30وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا وَحَدَدُ وَتَيْمَاءُ].
                        وأيضاً اسم القبيلة التي جاءت منه كما في ارميا 25: 23 [22وَكُلَّ مُلُوكِ صُورَ، وَكُلَّ مُلُوكِ صِيدُونَ، وَمُلُوكِ الْجَزَائِرِ الَّتِي فِي عَبْرِ الْبَحْرِ، 23وَدَدَانَ وَتَيْمَاءَ وَبُوزَ، وَكُلَّ مَقْصُوصِي الشَّعْرِ مُسْتَدِيرًا، ].
                        واسم المكان الذي استوطنه نسله كما في أيوب 6 : 19[19نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. سَيَّارَةُ سَبَاءٍ رَجَوْهَا. ].
                        وهذا الموطن هو " تيماء " في شمالي شبه الجزيرة العربية، وهو واحة واسعة تقع تقريباً في منتصف المسافة بين دمشق ومكة، وبين بابل ومصر.
                        وكانت تقع على طريق القوافل القديم الذي كان يربط خليج العقبة بالخليج العربي، وهي من أجمل واحات شبه الجزيرة العربية، ومازالت أحد المراكز التجارية الهامة.

                        تيماء في التاريخ العربي
                        أنظر إلى الخارطة رقم (8) والتي توضح موقع تيماء في شمال الجزيرة العربية، حيثاستفادت الجزيرة العربية من الانتعاش الاقتصادي الذي عاشته, بفضل شبكة الطرق التجارية البرية و البحرية بين كافة أجزائها ، و بينها و بين الأمم المجاورة, خلال فترات مختلفة من حقبة ما قبل الإسلام، فاستغلت ثرواتها المالية و التجارية في الموارد الزراعية، وكان لكل دولة نظام اقتصادي ينظم شؤونها .
                        كما أدت الطرق و المنافذ التجارية البرية و البحرية إلى تغييرات أساسية في البنية السياسية للمجتمع العربي قبل الإسلام . ولم يقتصر التكوين القبلي على القبيلة وحدها ،إنما تجاوزها إلى نظام الاتحادات القبلية التي تتكون من مجموعة من القبائل لها رئيس أو زعيم عرف باسم الملك .
                        و بدأت تلك التجمعات تظهر على مسرح الأحداث بصورة واضحة منذ القرن العاشر قبل الميلاد، و كان الهدف الأساسي لهذه السياسة القبلية حماية طرق التجارة من الأخطار الخارجية التي تهددها.
                        و من الأمثلة على ذلك ما ذكرته المصادر الآشورية التي ترجع إلى شلمنصر الثالث ( 824 ـ 858 ق.م) و التي تشير إلى معارك دارت بينه و بين ( جندبو ) ملك العرب الذي كون مع عدد من الملوك الآراميين حلفاً لرد الهجوم الآشوري في موقعة قرقر.
                        وكان لوجود الطرق التجارية القديمة في الجزيرة العربية,وما صاحبها من تداخل ثقافي و اجتماعي، دور أساسي في إيجاد تراث ديني مشترك لعرب الجزيرة العربية جنوبها و شمالها. و تشير الأدلة الآثارية إلى أن معبودات عرب جنوب الجزيرة مثل إل, وود ، ونكرح، وعشتر ،و كهل كانت ضمن معبودات عرب الشمال : الديدانيين و اللحيانيين و الثموديين و الصفويين . و من جهة أخرى فقد كانت معبودات عرب شمال الجزيرة العربية،و على رأسها ذو غابة المعبود الرئيس للحيانيين ، و تعبد عند عرب الجنوب المعينيين .
                        وهناك طرق رئيسة للتجارة البرية والقوافل في الجزيرة العربية ، منها : الطريق الذي يبدأ من الركن الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية حيث ممالك سبأ ومعين وحمير وأوسان وقتبان, ويتجه نحو الشمال مخترقاً الحدود الشمالية لمنطقة سبأ, ثم يتخذ بعد ذلك شكل ممر ضيق يقع في أرض المعينين, ثم يستمر الطريق شمالاً إلى ديدان( العلا الحالية ) ثم إلى مدين( البدع حالياً ).
                        ولا تزال هناك آثار شاخصة تومئ إلى حياة الرفاهية والثروة الكبيرة التي كانت تتمتع بها هاتان المدينتان .
                        ومن مدين يواصل الطريق مسيره إلى أيله ( العقبة حاليا ً) ثم بعد ذلك إلى البتراء عاصمة دولة الأنباط, ثم يتفرع إلى فرعين, أحدهما يتجه إلى تدمر في الشمال, والآخر يتجه صوب الغرب مع ميل خفيف باتجاه الشمال الغربي حيث يصل إلى غزة على الشاطئ الفلسطيني.
                        وعلى هذا الطريق كانت تسير قوافل قريش قبل الإسلام في رحلتيها المشهورتين,إحداهما في الشتاء إلى اليمن والأخرى في الصيف إلى الشام ..
                        وهناك واحة العلا ( ديدان ) والتي تقع شمال المدينة المنورة وتبعد عنها حوالي ثلاثمائة وخمسين كيلاً .
                        ويرجع تاريخ حضارة هذه المنطقة إلى قبيل القرن السادس قبل الميلاد، وقد تحدث العلماء عن الفترة الأولى وأطلقوا عليها اسم ديدان, وجعلوا فترة حكمها تمتد من نهاية القرن السابع حتى بداية القرن الخامس قبل الميلاد واعتمدوا في ذلك على تكرر لقب ملك ددن في بضعة نقوش, ثم أصبحت مملكة لحيان هي المسيطرة منذ القرن الخامس قبل الميلاد, وحتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد .
                        ويعتقد أن الفترة الديدانية يمكن أن نسميها فترة لحيان الأولى, وكانت الدولة فيها تنتمي إلى المكان لشهرته ولمركزه الديني, ثم تحول اسم الدولة إلى اسم القبيلة « لحيان »عندما توسع نفوذها, ويمكن تسميتها لحيان الثانية,وأصبحت تحكم مابين دومة الجندل شرقاً وساحل البحر الأحمر الشمالي حتى خليج العقبة الذي سمي باسمها, فقد كان يسمى خليج لحيان, وبقي صدى هذا المسمى حتى القرون الأولى الميلادية .
                        وفي هذه الفترة كانت لحيان تتاجر مع بلاد الشام شمالاً , ومع العراق شرقاً, ومع جنوب الجزيرة العربية ووسطها جنوباً, وهذا ما تشهد به النصوص والآثار اللحيانية التي وجدت في ديدان ( العلا ) نفسها, أو في مناطق أخرى كقرية ( الفاو ), وجبال كوكب الواقعة جنوب تثليث, وشواهد القبور في سبأ .
                        ومع بداية القرن الثاني قبل الميلاد شارك المعينيون اللحيانين في الحكم, وكانت مملكتهم في منطقة جوف اليمن , وكانت أنشط الممالك العربية في التجارة, بل تفوقوا على سبأ و وصل نشاطهم التجاري إلى قرية والخليج والعلا .
                        وهكذا شارك المعينيون بقوة في تجارة العلا مما أضعف الوجود اللحياني, ثم تلا ذلك امتداد نفوذ الأنباط إلى الجنوب حتى وصل إلى حدود يثرب أما تيماء ,فهي تقع جنوب شرق مدينة تبوك على بعد 260 كيلاً .
                        ولعل أهم الأحداث التي تبرز في تاريخ تيماء مجيء نبونيد من وادي الرافدين وبقائه في تيماء قرابة عشر سنوات, بنى فيها قصره العتيد الذي تدل عليه الأسوار الضخمة.
                        وتذكر الرواية التاريخية أنه أفنى نحو عشرين ألفاً من سكان تيماء ليسيطر عليها وهذا الرقم على ما فيه من مبالغة يدل على الأهمية الاقتصادية والنمو الحضاري الذي كانت تتمتع به تيماء).
                        وقد ذكرت تيماء في النقوش الآشورية والبابلية بوصفها مركزاً تجارياً لبعض القبائل العربية ، وكانت لها أهمية خاصة على الطرق البرية الرئيسة المؤدية إلى الشواطئ الشرقية إلى البحر الأحمر.
                        وقبيل الإسلام بسط الغساسنة نفوذهم على هذه المدينة التجارية المهمة التي وجد بها العديد من الآبار والمعالم الأثرية) .
                        وأهم القبائل التي تسكن هذه المنطقة من دومة حتى تيماء قيدار و أدوم .
                        ولعل اسم دومة اشتق من اسم هذه القبيلة , التي جاء ذكرها في التوراة باعتبارها إحدى القبائل ذات الشوكة في المنطقة.
                        إن أسفار اليهود والنصارى تميز بين بلاد العرب كما هو واضح من المصادر الكتابية وبين وادي العربة،وتيماء، وسلع.
                        ومع أن قاموس الكتاب المقدس، ضم وادي العربة وسيناء إلى بلاد العرب، لكن الحقائق التاريخية والجغرافية من النصوص في هذه الأسفار لا تعتبر كلاً من عربة وعربية اسمين مرادفين كل منهما للآخر كما في الشكل.
                        فنحن إذ نقف هنا أمام حقيقة جغرافية وتاريخية يشهدها المكان والزمان في أرض الجزيرة العربية وأحداثها، وهي حقيقة لا يمكن العبث بها وإنكارها عبر الزمان والمكان، إلا أنها توصلنا إلى نتيجة واضحة نطرح من خلالها تساؤلاتنا التالية:
                        ـ لماذا التحريف والإصرار في ترجمة النسخة الكاثوليكية الصادرة عن دار المشرق ببيروت في استبدال مواقع جغرافية بأخرى ؟.
                        ـ من هو المسئول عن هذا الخطأ في النسخة الكاثوليكية الصادرة عن دار المشرق ببيروت؟. وإذا كانت النصارى تؤمن أن كل الكتاب موحى به من الله، فهل هذا الخطأ صادر عن الوحي أم هي أقلام الكتبة والمحررين لهذه النسخة؟.
                        وهل هو خطأ مطبعي غير مقصود(بافتراض حسن النية من وراء مصادمة حقائق الجغرافيا ومناقضة سائر أسفار الكتاب المقدس)؟.
                        وإذا كان كذلك فلماذا يتكرر في الطبعات اللاحقة وإلى اليوم منذ صدور هذه النسخة؟!..
                        إننا كباحثين يحكمنا المنهج العملي الموضوعي في الكشف عن الحقائق وتفسيرها وبخاصة عندما نقف على الحدث في المكان وحجج يعضدها التاريخ على أرض صلبة لا تثير الريبة ولا الشك، فإن القول بالتحريف المتعمد للنص يظل التفسير الوحيد.
                        قال تعالى: [أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)] البقرة:75
                        إن الهدف والغاية هي محاولة صرف مدلولات النص عن حدث الهجرة النبوية وما تلاها من غزوة بدر الكبرى لارتباطها بالمكان المحدد في النص (بلاد العرب..في الوعر من بلاد العرب)، ولارتباط كلا الحدثين ـ وهذا هو بيت القصيد والدافع الأهم ـ بدلائل النبوة التي تستدعي تلقائياً استحقاق الاعتراف للمبعوث برسالتها وأنه رسول من عند الله حقاً وصدقاً، وأن نبوءة أشعيا قد تحققت في شخصه وفي ما جرى له من تلك الأحداث الفاصلة المعلومة من سيرته الخالدة، والتي هي من حقائق تاريخ المسلمين القطعية الثبوت لا خلاف عليها بينهم.
                        وبدورنا نسأل نيافته.. من هو إذن ذلك القدوس أو النبي العظيم الذي أتى من فاران، وغطى بهاؤه السماوات، وامتلأت الأرض من تسبيحه ؟،وقطعا هو ليس موسى الكليم ، ولا عيسى المسيح ، ولا أي واحد من أنبياء بني إسرائيل ؛ فلم يدع أحد أن فاران قد بعث فيها نبي من بني إسرائيل ، وربما كان تغيير مكان الوحي من الشام إلى بلاد العرب وخروج النبوة من بيت إسرائيل هو السبب في جزع حبوق أحد أنبياء بني إسرائيل عندما سمع الخبر ( يا رب قد سمعت خبرك فجزعت ... الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران).
                        من يكون إذن ذلك القدوس الذي جاء من فاران، ووقف فقاس الأرض فامتلأت الأرض من أتباعه، ونظر فرجفت الأمم فسقطت تحت رسالته الشعوب والممالك ، غير إمام الأنبياء وخاتم المرسلين، مهجة القلب وقرة العين، صاحب اللواء المعقود والحوض المورود والمقام المحمود محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله..

                        تعليق


                        • #57
                          استدراك

                          حاولت وضع الخرائط في ملف مرفق مضغوط ولكن لم يتم التحميل لسبب أجهلة وذلك لأنني مازلت أجهل كيفية وضع الصور والخرائط داخل المشاركة فخبرتي بعالم النت مازالت ضعيفة..
                          كبر سن وشيخوخة تحولان دون الاستيعاب..
                          عموما من الممكن الاستعانة ببعض الخرائط الموجودة في الموضوع الأصلى والمعد بمعرفة القبطان الفذ فهي تكفي والله ولي التوفيق.
                          زهدي

                          تعليق


                          • #58
                            أستاذنا العزيز البشمهندس زهدي جمال الدين

                            مجهود مبارك ما شاء الله .. والعبد الفقير إلى مولاه أقلّ بكثير من الأوصاف التي تخلعها عليه، أعزَّك الله ورفع درجاتك في علّيين، آمين.

                            أما فيما يتعلّق بـ (تيمان) فسأضع مشاركة تتناول هذا الأمر بإذن الله لتستبين الأمور أكثر بحول الله وقوّته.

                            نوّرتَ هذا الموضوع يا سيدي، ولا تحرمنا من تواجدك بيننا

                            تعليق


                            • #59
                              هناك موضوع ذو صلة لأخينا ليث ضاري حاولت نقله لكن موضوع الصور كان صعب على

                              http://www.albshara.com/vb/showthread.php?t=3270

                              تعليق


                              • #60
                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                ...
                                ما رأيكم بما هو مكتوب هنا ؟ نقلته على عجالة , كنتُ أود لو أوثقه أولاً .

                                من هذا الرابط
                                http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%d8%e1%c7%e1
                                ...
                                طلال
                                جاء في السيرة بكسر الطاء مرة وبتشديد اللام مرة أخرى ، وأراهما وهما ، واسمه اليوم " طلال " بالفتح والتخفيف . ذكر في قصة الرحال وحرب الفجار ، قال البراض يذكر قتله الرحال :
                                وداهية تهم الناس قبلي


                                شددت لها بني بكر ضلوعي
                                هدمت بها بيوت بني كلاب


                                وأرضعت الموالي بالضروع
                                رفعت لها بذي طلال كفي


                                فخر يميد كالجذع الصريع
                                قلت : طلال : بالفتح والتخفيف كما ذكرت آنفا ، عد ماء بعالية نجد على يسار الذاهب من عفيف إلى المدينة ، في الشمال الغربي من عفيف ليس بعيدا من الحسو . وكانت هذه ديار بني عامر ، وهي اليوم ديار عتيبة ، وما زال لطلال هذا ذكر في أشعار البادية لشهرته في هذه الناحية . وتوجد اليوم هضبة قرب طلال تسمى " تيما " فهي ولا شك تحريف لتيمن .

                                .....

                                ونقرأ هنا
                                http://sirah.al-islam.com/places.asp...+%C7%D0%E5%C8+

                                جاء في قصة عروة الرحال وإجارته لطيمة النعمان بن المنذر ، وقتل البراض له بتيمن ذي طلال بالعالية ، عالية نجد - فقال الشعر الذي ذكرنا في " طلال " . والنص يقول : " تيمن ذي طلال " فإذا هما واحد أو متجاوران ، فلذا اكتفينا بتحديد ذي طلال ، فانظره .

                                ..
                                سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
                                وَاتْلُ عليهِمْ نبأَ الذي آتيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ منها فأتبعهُ الشيطانُ فكان من الغاوين () ولو شئنا لرفعناهُ بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواهُ فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركهُ يلهث ذلك مثلُ القوم الذين كذبوا بآيتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون (الأعراف 175-176 )
                                ......................
                                مثلُ الذين حمِّلوا التوراةَ ثم لم يحملوها
                                كمثلِ الحمارِ يحملُ أسفاراً بئس مثلُ القومِ الذين كذبوا بآياتِ اللهِ واللهُ لا يهدي القومَ الظالمين ( الجمعة 5 )

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة المهندس زهدي جمال الدين, 2 يون, 2021, 10:09 ص
                                ردود 90
                                810 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة المهندس زهدي جمال الدين  
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 ينا, 2021, 01:14 ص
                                ردود 0
                                140 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة د. نيو, 20 ديس, 2019, 10:20 ص
                                ردود 5
                                232 مشاهدات
                                1 معجب
                                آخر مشاركة د. نيو
                                بواسطة د. نيو
                                 
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 2 أكت, 2019, 08:14 ص
                                ردود 7
                                1,538 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة أبو أيوب الغرباوي, 25 سبت, 2019, 07:44 م
                                ردود 0
                                161 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة أبو أيوب الغرباوي  
                                يعمل...
                                X