يوسف النجار .. هل حقا نكح أخته

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مسلم للأبد مسلم اكتشف المزيد حول مسلم للأبد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يوسف النجار .. هل حقا نكح أخته

    يوسف النجار .. هل حقا نكح أخته
    المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها في القرآن الكريم، ولها سورة باسمها، اصطفاها الله وطهرها واصطفاها على نساء العالمين، أنها مريم البتول أم سيدنا المسيح، لقد تحدث القرآن عن جذورها وملابسات ولادتها، ،أنبتها الله نباتا حسنا وتربت تربية حسنة في عبادة وطاعة لربها، وكفلها نبي كريم هو زكريا عليه السلام، وكان رزقها يأتيها من السماء،

    أما في الكتاب المقدس فقد استبدلوا نبي الله زكريا بيوسف النجار الذي قارب المائة، واختلفوا فيما إن كان قد تزوجها أم خطبها فقط، وفي كلتا الحالتين فان علاقة النجار بمريم العذراء مشكل إذ أنها أخته بالتبني حسب أقوال الآباء، وهذا ما سوف نثبته في هذا المقال
    مشكلة علاقة مريم العذراء بيوسف النجار ترجع إلى مشكلة نصية عويصة حار فيها اللاهوتيون ولا تزال تحير الباحثين، وهي تناقض نسب يسوع في إنجيلي متى ولوقا، والتوفيق بين نصوص متى ولوقا أوجدت مشكلة العلاقة غير الشرعية بين العذراء والنجار - فلنرى أولا نوع المشكلة قبل البحث في الحلول التي أوجدت المشكلة الكبرى،

    ولنترك الأب متى المسكين، يحدثنا عن مشكلة نسب يسوع،
    يقابلنا في سجلاَّت النسب التي وُضِعَت للمسيح في إنجيل القديس. متى وإنجيل ق. لوقا اختلافات ليست بسيطة، حيث نجد الأنساب في سجلاَّت ق. متى تبدأ من إبراهيم إلى المسيح،
    بينما نجدها عند ق. لوقا تسير في الاتجاه المخالف، إذ تبتدئ من المسيح عائدة إلى خلف، كما نجدها مطوَّلة. ونجدها أيضاً تمتد بالتسجيل من إبراهيم إلى آدم ثم الله لتعطي ما مجموعه 78 اسماً. وبينما ق. لوقا يضع في الحقبة الزمنية من إبراهيم إلى المسيح 57 اسماً نجد ق. متى يضع 41 اسماً. أمَّا في الحقبة من داود إلى المسيح فيختلف التسجيل بين ق. متى وق. لوقا اختلافاً كلياً ولا يتقابلان إلاَّ في اسمي شألتئيل وزربابل، بل ويختلفان حتى في الاسم الذي أُعطي للشخص الذي يمثل أبا يوسف حتى أصبح من العسير الحصول على توافق بين تسجيل إنجيل ق. متى وإنجيل ق. لوقا.
    ( متى المسكين، شرح إنجيل لوقا، ص 179 )


    إذن سلسلة نسب يسوع في إنجيلي متى ومرقس تختلفان كليا، ومن داود إلي المسيح لا يشتركان إلا في اسمين وهما شألتئيل وزربابل، ولكن الذي يهمنا في هذا المقال هو اسم والد يوسف النجار، الذي يدعوه كاتب إنجيل متى " يعقوب" ويدعوه كاتب إنجيل لوقا "هالي" فهل هو هالي أم يعقوب

    هناك عدة حلول لمشكلة تضارب نسب يسوع، فهناك من رفض هذه النصوص مثل فوستيوس الذي قال إن كاتب إنجيل متى نفسه لم يسم افتتاحيته إنجيلا، بل قال انها كتاب ميلاد يسوع، بينما مرقس الذي لم يذكر النسب، بدأ بقوله " بدء إنجيل يسوع المسيح" وبناء على هذا قال فوستيوس ان سلسلة النسب خارج الوحي الإلهي، وبهذا قال المفسر ماثيو هتري Matthew Henry
    ففي تفسيره للوقا 3/23 قال، ان قدسية الأناجيل لا تتأثر بتضارب سلسلة النسب، إذ ان الإنجيليين لم يكتبوا سلسلة النسب اعتمادا على معرفتهم، أو عن طريق الوحي، بل نقلوها من سجلات اليهود
    وقال آخرون ان النسب في إنجيل لوقا ليس نسب يسوع من جهة يوسف النجار وإنما من أمه مريم، أي ان هالي هو والد مريم العذراء، وفي نفس الوقت والد يوسف النجار الشرعي،أي بالتبني،


    يقول أنطونيوس فكري
    يوسف خطيب العذراء مريم هو ابن يعقوب بالجسد . وهالي هو أبو العذراء مريم أو جدها ( حسب ما يـذكر
    التلمود اليهودي وكتب اليهود ). وحينما تزوج يوسف من العذراء نسب لهالي . وهالي إذا كان والـد العـذراء
    مريم وليس جدها فهو اسم ثانٍ لاسم يواقيم . ووالد العذراء مريم أنجب ً بنتا ثانية هي سالومة زوجة زبدي وأم يوحنا الحبيب ويعقوب . ووالد العذراء مريم لم يكن له ابن لذلك دعي يوسف خطيب مريم ً ابنا له ( أنطونيوس فكري، تفسير الأناجيل 1، المقدمة، ميلاد السيد المسيح، ص 68 )


    ويقول يوسف درة حداد
    نسب يوسف الشرعي هو في الواقع نسب مريم الطبيعي فظاهر حرف لوقا هو نسب يوسف، وباطنه وواقعه هو أيضًا نسب مريم.ولا يتعارض متى الذي يسمي يوسف (( ابن يعقوب )) ، مع لوقا الذي يسميه (( ابـن هالي )) . فيوسف هو ابن يعقوب طبيعيا وابن هالي شرعا. وهكذا يسقط التعارض الموهوم، والازدواجية المشبوهة .
    ولوقا ما كان ليختلف عن الرسول متى في نسب يسوع ويوسف؛ لكنه أكمل متـى بإِبراز نسب يوسف الشرعي، الذي هو أيضاً نسب مريم الطبيعي . فينال يسوع شرف النسب الداودي من طرفيه بفرعيه؛ بل يكتمل شرف النسب الداودي من طرفيه بيسوع . وهكذا تسقط كل الاعتراضات التي اشتبهوا بها على نسب يوسف ما بين متى ولوقا . فيوسف هو (( ابن يعقوب )) بحسب الطبيعة، كما عند متى؛ و (( ابن هالي )) بحسب الشـريعة كما عند لوقا
    (يوسف درة حداد، تاريخ المسيحية في الإنجيل بحسب لوقا، ص 224،225 )

    في قول يوسف درة حداد مشكلة صغيرة تحتاج إلي حل، وهي ان إنجيل يعقوب التمهيدي، يذكر ان اسم والد العذراء هو يواقيم، بينما إنجيل لوقا يسميه هالى، وجل هذه المشكلة عند يوسف درة حداد كالتالي
    لكن الاعتراض الوحيد على هذا التخريج : هل هالي، أبو يوسف الشرعي، وأبو مريم الطبيعي هو (( هاليا قيم )) أو كما يعربونه (( يواكيم )) ؟
    من الظاهر أن الاسـم فـي صـيغتيه مركب في العبرية، من (( هالي )) و (( يو )) ـ وهو اسم الجلالة ـ ومن (( قيم )) أو (( كـيم )) بحسب القراء??ة . ومن المعروف أن (( يو )) هو اسم الجلالة المرخّم في العبرية؛ وأن (( أَلي??ا )) ـ في (( أَلياقيم )) ـ هو اسم الجلالة المركب من مرادفين لاسم الجلالة: ( أل )) و (( يا )) و (( يو )) ،ومعناه : (( أل )) هو (( يو )) ، كما تدل عليه أداة التعريف عندهم (( ها )). فيكون هالي ترخيم هالياقيم أو يواكيم ( المصدر السابق )


    ومن من هذه الأقوال يتضح لنا ان يوسف النجار صار ابنا شرعيا لوالد العذراء، ولكن أنطونيوس وضع التبني بعد زواج يوسف من مريم، وهذا ليس عليه دليل، بل هناك دليل على العكس سنبينه، وعلى أي حال فيوسف صار ابنا شرعيا لوالد العذراء، وحمل اسمه ويرثه، وبذلك صار أخا لمريم العذراء، أما ما يشير إلي حدوث التبني قبل الزواج هو، أخوة يعقوب وهالي


    يقول الأب متى المسكين
    وقد قام العالِم القديم أنيّوس الذي من فيتربو( ) (سنة 1490م) ببحث هذه الأنساب فقال: إنه بينما يعطي ق. متى أنساب المسيح من يوسف، فالقديس لوقا يعطيها من العذراء مريم. فإذا أخذنا بهذه الأبحاث يكون والد العذراء هو هالي كما جاء في إنجيل ق. لوقا هكذا: » ولمَّا ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يُظن ابن يوسف ابن هالي ... «(على اعتبار أن يوسف يُدعى تجاوزاً ابن حميه هالي). ولكن هذا التسلسل لا يأخذ في الاعتبار تركيز ق. لوقا بأن يوسف “من بيت داود” (لو 27:1)، فلم يُؤْخَذ به.


    أما القديس أغسطينوس فقد تحدث حول مشكلة نسب يسوع في عدة مواضع منها كتابه THE HARMONY OF THE GOSPELS وقال أغسطينوس ان المشكلة تحل بكل سهولة، إذا قلنا ان يوسف النجار كان له أبوين، أحدهما البيولوجي، والثاني الذي تبناه
    Augustin, Harmony of the Gospels. Book II.Chapter III


    وقد شرح البابا شنودة الثالث تفاصيل ما ذهب إليه القديس أغسطينوس وغيره من الآباء فقال في شرح مطول

    في الواقع أن متى الإنجيلي سرد من جانبه النسب الطبيعي للسيد المسيح ، بينما سرد لوقا النسب الشرعي أو الرسمي .
    و لتفسير هذا نقول الآتي :
    نصت شريعة موسى علي أنه توفي رجل بدون نسل ، يجب أن يدخل أخو المتوفى علي أرملة أخيه ، و ينجب لأخيه المتوفى نسلاً منها ، أي أن الابن الذي ينجبه يصبح من الناحية الشريعة أبنا رسمياً لأخيه المتوفى ، وإن كان يعتبر ابناً طبيعياً لهذا الأخ الذي أنجبه من صلبه .

    وبهذا يكون لمثل هذا الابن أبوان : أب طبيعي وهو الذي أنجبه ، وأب شرعي وهو عمه المتوفى بدون نسل .
    وهذا هو ما ورد في سفر التثنية عن هذا الأمر : " إذا سكن أخوة معاً ،ومات واحد منهم وليس له ابن ، فلا تصر إمرأة الميت إلي خارج لرجل . أخو زوجها يدخل عليها و يتخذها لنفسه زوجة ، ويقوم لها بواجب أخي الزوج . والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه المتوفى ، لئلا يمحي اسمه من إسرائيل " ( تث 25 : 5، 6) .
    فإن حدث أن هذا المتوفى بدون أولاد لم يكن له أخ ، فإن أقرب أقربائه يأخذ امرأته ليقيم له نسلاً ،
    لأن الابن الذي يولد ينسب لهذا المتوفى حسب الناموس وإذا كان النسيب الأقرب لا يريد أن يأخذ زوجة المتوفى حسبما كلف ، فإن النسيب الذي يليه في القرابة لابد أن يقبل هذا الزواج ، لأن الشريعة تحرص علي إقامة نسل لذلك المتوفى بدون إنجاب بنين . وهذا النوع من الزواج يسمي ( الفك) ، وله مثل واضح في سفر راعوث في قصتها من بوعز .

    وفي تفصيل ذلك يقول القديس ساويرس بطريرك إنطاكية :
    " وبهذه الطريقة فإن يوسف خطيب القديسة العذراء ينتسب في الواقع إلي أبوين اثنين :
    لأنه حيث أن هالي اتخذ له امرأة ومات دون أن ينجب بنين ، فإن يعقوب - الذي كان أقرب الأنسباء إليه - تزوج امرأته لكي ينجب له نسلاً منها حسبما أمرت الشريعة . فلما أنجب منها يوسف هذا ابناً شرعياً لهالي المتوفى ، و في نفس الوقت ابناً طبيعياً ليعقوب ". ومن أجل هذا قال متى من جانبه إن يوسف هو ابن يعقوب .
    ولوقا من الجانب الآخر قال أنه ابن هالي . أحدهما أورد النسب الطبيعي ، والآخر أورد النسب الشرعي .

    ومتى من جانبه ذكر الآباء الطبيعيين ليوسف ، ولوقا من الجانب الآخر ذكر الآباء الشرعيين .

    ووصل لوقا بالنسب الشرعي للمسيح حتى ناثان بن داود ، ومتى وصل بالنسب الطبيعي حتى سليمان بن داود . وتلاقي الاثنان عند داود ... وبين متى و لوقا ، كان المجري يتشابه أحياناً ، ثم ينقسم متنوعاً ، ثم يعود فيتحد ثم ينفصل ... وبهذا سواء من الناحية الطبيعية أو الشريعة يثبت نسب المسيح ... من حيث أنه ابن لداود ، وابن لإبراهيم ، وابن لآدم .
    ( الأنبا شنودة الثالث، سنوات مع أسئلة الناس ج 7 - ص 19)


    مما سبق يتبين لنا ان هالي هو والد مريم العذراء وفي نفس الوقت والد يوسف النجار شرعا وفي المستندات الرسمية، وبذلك تكون العذراء أختا ليوسف النجار، اي ان يوسف النجار حسب حلول العلماء المسيحيين قد نكح أخته
    إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

    من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
    إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
    فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
    ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
    لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
    ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
    لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
    ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
    ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
    أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
    ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاك الله خيرًا اخى ابو مريم
    تذكرت بحث قسم للاستاذ السيف البتار فى نفس الموضوع
    http://www.ebnmaryam.com/vb/t28987.html

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ أسبوع واحد
    ردود 3
    82 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ابن الوليد
    بواسطة ابن الوليد
     
    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 4 أسابيع
    ردود 0
    36 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة زين الراكعين  
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
    ردود 0
    7 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 4 أسابيع
    رد 1
    43 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة زين الراكعين  
    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 4 أسابيع
    ردود 0
    17 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة زين الراكعين  
    يعمل...
    X