تساؤلات حول قراءات القرآن الكريم و الاحُرف السبعة والرسم.

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تساؤلات حول قراءات القرآن الكريم و الاحُرف السبعة والرسم.

    المراد بالأحرف السبعة

    اختلف العلماء في المراد من الأحرف السبعة في الأحاديث المذكورة اختلافًا كبيرًا، حتى قال السيوطي: اختُلِفَ في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولاً.(1)

    والناظر في تلك الأقوال يقطع بأن أكثرها متداخل، وكثيرٌ منها لا يُعلم قائله، ولا يُعلم له دليلٌ يؤيده عند النظر والتمحيص.
    قال المرسي(2) هذه الوجوه كلها متداخلةٌ، ولا أدري مستندها، ولا عمَّن نُقلت، ولا أدري لمَ خصَّ كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بِما ذكر؛ مع أنَّ كلها موجودة في القرآن، فلا أدري معنى التخصيص! وفيها أشياء لا أفهم معناها على الحقيقة، وأكثرها يعارضه حديث عمرَ مع هشام بن حكيمٍ الذي في الصحيح، فإنَّهما لم يختلفا في تفسيره ولا أحكامه، إنَّما اختلفا في قراءة حروفه، وقد ظنَّ كثيرٌ من العوامِّ أن المراد بِها القراءات السبعة، وهو جهلٌ قبيح.(3)

    والذي يستحق المناقشة من هذه الأقوال ستة أقوال:

    القول الأول: أن الحديث من المشكل المتشابه الذي لا يُعلم معناه، لأن الحرف مشترك لفظي، يصدق على معانٍ كثيرة، كالكلمة والمعنى، وحرف الهجاء، والجهة، ولم يُعيَّن المراد منها في الحديث.
    وهو قول أبي جعفر محمد بن سعدان النحوي.(4)

    ويُرَدُّ هذا القول بأنه لا يلزم من مجرد الاشتراك اللفظي الإشكال الصارف عن إدراك معنى المقصود؛ لأن المشترك اللفظي يترجح أحد معانيه بقرينة لفظية أو حالية.

    وقد قامت القرائن على تعيُّن أحد المعاني، ومنع ما عداه، فلا يصح إرادة الكلمة هنا، لأن القرآن مؤلف من كلمات كثيرة، وليس من سبع فقط، ولا يصح إرادة المعنى، لأن معاني القرآن كثيرة جدًّا تفوق الحصر، ولا يصح إرادة حرف الهجاء، لأن القرآن مشتمل على جميع حروف الهجاء، لا على سبعة منها فقط، فتعيَّن أن المراد بالحرف هنا هو الجهة، وبذلك يبطل القول بإشكال معنى الحديث.

    كما يُرَدُّ بِما ثبت في نص الحديث من أن النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم أُمِر أن يقرئ أمته بِهذه الأحرف، وأنه قد فعل، وأمر أمته أن تقرأ القرآن بِها، وقد فعلت، فقرأ الصحابة على هذه الأحرف، فهي معلومة لدى الكثير منهم، فلا يعقل أن يكون الحديث مع كل ذلك من المتشابه الذي لا يُدرى معناه.

    ويُرَدُّ أيضًا بأن الحديث نص على أن الحكمة من إنزال الأحرف السبعة هو التيسير على الأمة، فكيف يتحقق التيسير بشيء مجهول؟!

    القول الثاني: أن حقيقة العدد غير مرادةٍ، وذلك لأن لفظ السبعة يطلق في لسان العرب ويراد به الكثرة في الآحاد، كما يطلق لفظ السبعين ويراد به الكثرة في العشرات، ولفظ السبعمائة ويراد به الكثرة في المئات.
    وهو مذهب القاضي عياض ونحى هذا المنحى القاسمي، والرافعي.(5)

    ويردُّ هذا القول أن الأحاديث الواردة في هذا الأمر صريحة في إرادة حصر العدد في السبعة، ففيها استزادة الرَّسُول صلى الله عليه و سلم من جبريل الأحرف حرفًا حرفًا، وهذا قرينة على أن المرادَ العددُ الآحادُ الواقعُ بين الستة والثمانية.(6)

    القول الثالث: أن المقصود سبعة أصناف من المعاني والأحكام، وهي: الحلال والحرام، والأمر والزجر، والمحكم والمتشابه، والأمثال.

    وقد استدل أصحاب هذا الرأي بِما روي عن ابن مسعود عن النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم أنه قال: كان الكتاب الأول ينزل من باب واحدٍ، وعلى حرفٍ واحدٍ، ونزل القرآن من سبعة أبوابٍ، وعلى سبعة أحرف: زاجرٌ وآمرٌ، وحلالٌ وحرامٌ، ومحكمٌ ومتشابهٌ، وأمثال، فأحلُّوا حلاله، وحرِّموا حرامه، وافعلوا ما أُمرتُم به، وانتهوا عمَّا نُهيتهم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بِمحكمه، وآمنوا بِمتشابِهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا.(7)

    ويُناقش هذا القول بأن هذا الحديث قد انتقده العلماء، ولم يسلموا بصحته.
    قال ابن عبد البر: وهو حديث عند أهل العلم لا يثبت، وهو مجمع على ضعفه.(8)
    قال الحافظ ابن حجر: وقد صحح الحديث المذكور ابن حبان والحاكم، وفي تصحيحه نظرٌ؛ لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود، وقد أخرجه البيهقي من وجه آخر عن الزهري عن أبي سلمة مرسلاً، وقال: هذا مرسل جيدٌ.(9)

    كما أن سياق الأحاديث يأبى حمل المراد بالأحرف السبعة على هذه الوجوه، بل هي ظاهرةٌ في أن المراد أن الكلمة الواحدة تُقرأ على وجهين وثلاثة وأربعة إلى سبعة، تَهوينًا وتيسيرًا.

    كما أن الشيء الواحد لا يكون حلالاً وحرامًا في آن واحد.

    قال الطبري: ومعلومٌ أن تَماريهم فيما تَماروا فيه من ذلك، لو كان تَماريًا واختلافًا فيما دلت عليه تلاوتُهم من التحليل والتحريم، والوعد والوعيد، وما أشبه ذلك لكان مستحيلاً أن يصوِّب جميعهم.(10)

    ولذلك ذهب أبو علي الأهوازي وغيره إلى أن قوله: زاجرٌ وآمرٌ… استئناف كلام آخر، أي هو زاجرٌ، أي القرآن، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة.

    ويؤيد ذلك ما جاء في بعض روايات الحديث: زاجرًا وآمرًا… بالنصب، أي: نزل على هذه الصفة.

    وقال أبو شامة: يحتمل أن يكون التفسير المذكور للأبواب، لا للأحرف، أي: هي سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه، وأنزله الله على هذه الأصناف، لم يقتصر منها على صنف واحدٍ، كغيره من الكتب.(11)

    قال ابن حجر: ومِما يوضح أن قوله زاجرٌ وآمرٌ الخ ليس تفسيرًا للأحرف السبعة: ما وقع في مسلم من طريق يونس عن ابن شهاب عقب حديث ابن عباس، قال ابن شهاب: بلغني أن تلك الأحرف السبعة إنَّما هي في الأمر الذي يكون واحدًا لا يختلف في حلال ولا حرام.(12)

    قال ابن عطية: هذا القول ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى أحرفًا، وأيضًا فالإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلالٍ، ولا تحليل حرام، ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.(13)

    القول الرابع: أن المراد سبع لغات من لغات العرب الفصحى أنزل بِها القرآن، فهي متفرقة فيه، لا على أن هذه اللغات تجتمع في الكلمة الواحدة.(14)
    وهو قول أبي عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن يحيى ثعلب، وصححه البيهقي، واختاره ابن عطية، وحكاه بعضهم عن القاضي أبي بكر الباقلاني.(15)

    ويكفي في ردِّ هذا القول ما سبق من اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم في القراءة، وهما قرشيان، ولغتهما واحدة، فدلَّ على أن اختلافهما لم يكن في اللغات.(16)

    كما أن قولهم إن هذه اللغات مفرقة في القرآن الكريم مردودٌ بأنه لو كانت الأحرف السبعة لغات في مواضع متفرقة من القرآن لَما حصل خلاف بين القراء في شيء من القرآن؛ لأن كل موضع سيكون مقروءًا بوجه واحد، ولَما حصلت المناكرة بين الصحابة عند سماع بعضهم قراءة بعضٍ.

    ويرد هذا القول أيضًا أن نزول القرآن على سبعة أحرف إنَّما كان تيسيرًا على المكلفين، بنص الحديث، فلو فرض أن القرآن مؤلف من عدة لغات، كل جزء من لغة، لَما أمكن أهل كل لغة أن يقرؤوا منه إلا جزءًا واحدًا، وهو النازل بلغتهم.(17)
    القول الخامس: أن المراد سبع لغات، ولكن على أن تكون في الكلمة الواحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، كقول القائل: هلمَّ، وتعالَ، وأقبلْ، وإليَّ، ونحوي، وقصدي، وقُرْبي.
    وهو قول سفيان بن عيينة وابن جرير الطبري والطحاوي، ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء.(18)

    ويدل لِهذا القول حديث أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ. قَالَ مِيكَائِيلُ عليه السلام : اسْتَزِدْهُ، فَاسْتَزَادَهُ، قَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ. قَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَاسْتَزَادَهُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، قَالَ: كُلٌّ شَافٍ كَافٍ، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ، أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ، نَحْوَ قَوْلِكَ تَعَالَ وَأَقْبِلْ وَهَلُمَّ وَاذْهَبْ وَأَسْرِعْ وَاعْجَلْ.(19)
    قال السيوطي: إسناده جيد.(20)

    ويجاب عن هذا القول بأن الأحاديث التي احتجوا بِها لا تدل على حصر الأحرف في نحو ما ذهبوا إليه، وإنما بيَّن الرَّسُول ? فيها الأحرف السبعة بِمثال يوضح نوعية هذه الأحرف، وأنَّها لا تؤدي إلى تناقض أو تضاد.

    قال أبو عمر بن عبد البر: إنما أراد بِهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها، أنَّها معانٍ متفقٌ مفهومها، مختلفٌ مسموعها، لا يكون في شيء منها معنىً وضده، ولا وجهٌ يخالفُ معنى وجهٍ خلافًا ينفيه ويضادُّه، كالرحمة التي هي خلاف العذاب وضده.(21)

    ويردُّ هذا القول أيضًا بأن الحكمة من تنْزيل القرآن على سبعة أحرف هي التيسير على المكلفين، لاختلاف ألسنتهم، ولم يكن أكثر اختلاف العرب في استعمال الألفاظ المترادفة، بل أكثر اختلافهم إنَّما كان في اللهجات، من فكٍّ وإدغامٍ، وفتح وإمالة، وهمزٍ وتخفيفٍ، ونحو ذلك، ولا شك أن المشقة عليهم في هذه الأبواب أعظم من المشقة في استعمال هلمَّ مكان تعالَ أو أقبلْ.
    كما أنه على قول ابن جرير لا يُدرى كيف يتخرَّج وجود الأوجه المتعددة من القراءات في المصاحف العثمانية، وكلها مثبتة فيها، سواء برسم واحدٍ، أو برسمين.

    القول السادس: أن المراد بالأحرف السبعة الأنواع التي يقع بِها التغاير والاختلاف في القراءات القرآنية، أو في لغات العرب، ولا يخرج عنها، نحو الاختلاف في إعراب الكلمة، أو تغير صورتِها بالزيادة أو النقصان، أو اختلاف لغات العرب من الفتح والإمالة والإظهار والإدغام، ونحو ذلك.
    وهو قول أبي حاتم السجستاني وابن قتيبة وأبي الفضل الرازي، وابن الجزري.(22)

    والقائلون بِهذا القول اختلفوا في تعيين الوجوه التي وقع بِها التغاير اختلافًا كبيرًا:

    فذهب أبو حاتم السجستاني إلى أنَّها: إبدال لفظ بآخر، وإبدال حرف بآخر، والتقديم أو التأخير بين الألفاظ أو الحروف، وزيادة حرف أو نقصانه، واختلاف حركات البناء، واختلاف الإعراب، والاختلاف الصوتي بين التفخيم والإمالة والإظهار والإدغام.(23)

    ويرى ابن قتيبة والباقلاني أنَّها: الاختلاف بالتقديم والتأخير، والاختلاف بالزيادة والنقصان، والاختلاف بتغيير صورة اللفظ و معناه، والاختلاف بتغيير لفظ الكلمة ومعناها دون صورتِها، والاختلاف في بناء الكلمة ولفظها بِما لا يغير كتابتها ولا معناها، والاختلاف بِما يغير الصورة واللفظ، ولا يغير المعنى، والاختلاف في حركات الإعراب والبناء.(24)

    ويرى أبو الفضل الرازي أنَّها: الاختلاف بين الإفراد والتثنية والجمع، والاختلاف في تصريف الأفعال وما يسند إليها، والاختلاف في وجوه الإعراب، والاختلاف بالزيادة والنقص، والاختلاف بالتقديم والتأخير، والاختلاف بقلب وإبدال كلمة بأخرى أو حرف بآخر، واختلاف اللغات.(25)

    وذهب ابن الجزري إلى أنَّها: الاختلاف في الحركات بلا تغيير في المعنى والصورة، والاختلاف في الحركات بتغيير المعنى فقط، والاختلاف في الحروف بتغيير المعنى لا الصورة، والاختلاف في الحروف بتغيير الصورة لا المعنى، والاختلاف في الحروف بتغيير الصورة والمعنى، والاختلاف في التقديم والتأخير، والاختلاف بالزيادة والنقصان.(26)

    القول الراجح

    إذا نظرنا في الأخبار الواردة في الأحرف السبعة، وتفحصنا ألفاظها، لم نجد فيها عبارة صريحة تبين المراد بالأحرف السبعة، والذي يظهر أن ذلك كان لوضوح المراد منها عند السلف الأول، بشكل لا يحتاج معه إلى تفسير، حتى تتحقق الحكمة من الرخصة، فليس من المعقول أن يرخص لهم في شيء مجهول.

    ولَما كانت الحاجة في بداية الأمر إلى إزالة ما وقع في نفوس الصحابة من شبهة وقوع التناقض والاضطراب، أو التصرف في كتاب الله تعالى، لأنَّهم ألفوا أول الأمر قراءة القرآن على وجه واحد، ثم سمع بعضهم بعضًا يقرأ على أوجهٍ متغايرة، أزال النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم هذه الخواطر بأن أخبرهم بالرخصة، وضرب لَهم مثالاً على أنواع الاختلاف بين هذه الأوجه، وأنه ليس من باب التناقض والتضاد، بل من باب التنوُّع وزيادة المعاني.

    وعند تدبر أوجه القراءات المتواترة التي نقلت إلينا نجد أن اللفظ الواحد قد يُقْرأ بأوجهٍ متعددةٍ، والناس إلى يومنا هذا يتناكرون عند سماع هذه الوجوه إذا لم يكن لهم سابقُ علمٍ بِها .

    فالذي يظهر والله أعلم أن المراد من الأحرف السبعة في الحديث الشريف أوجه متعددة متغايرة من وجوه القراءة، تكون في الكلمة القرآنية الواحدة، بحيث تُقرأ على وجهٍ واحد، أو أكثر من وجهٍ، إلى سبعة أوجه.(27)

    ولا يلزم على هذا القول أن يكون في كل كلمة قرآنية أكثر من وجهٍ، بل توجد هذه الوجوه في بعض الكلمات دون بعض.
    وقد ورد مثل ذلك في سورة الفرقان، وقد جمع الحافظ ابن حجر في شرحه على صحيح البخاري كل ما ورد من الخلاف في هذه السورة من القراءات المتواترة والشاذة، فبلغت مواضع الخلاف فيها مائة وثلاثين موضعًا.(28)

    ولا يشكل عليه أيضًا ورود أكثر من سبع قراءات في بعض الكلمات، مثل قوله تعالى: } وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ {،(29) فقد ذكر فيه أبو حيان اثنتين وعشرين قراءة،(30) فإن علماء المسلمين أجمعوا على اشتراط التواتر لثبوت قرآنية أي نصٍّ، وبدون التواتر لا تثبت قرآنيته، وهذا الموضع وغيره إذا عرض على هذا الشرط لم يبق فيه من القراءات المتواترة ما يزيد على السبعة.

    ففي الموضع المذكور قراءتان متواترتان: فقرأ حمزة} وَعَبُدَ الطَّاغُوتِ {، بضم الباء من (عبُد) وخفض (الطاغوت)، وقرأ الباقون} وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ {، بفتح الباء من (عبَد)، ونصب (الطاغوت).(31)

    ومع اعتبار أن كثيرًا من أفراد الأحرف التي نزل بِها القرآن قد نسخ في العرضة الأخيرة للقرآن الكريم، فلا إشكال في عدم وجود كلمة من القرآن تقرأ على سبعة أوجه، فإن أقصى ما ورد من الأوجه المتواترة في مواضع من القرآن هو ستة أوجه، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: } أَرْجِهْ {،(32) فيها ست قراءات متواترة، وهي:

    1. } أَرْجِهِ {، دون همزة، وبكسر الهاء من غير إشباع، قرأ بذلك قالون وابن وردان.
    2. } أَرْجِهِ {، كالوجه السابق، لكن مع إشباع كسرة الهاء بوصلها بياء، وقرأ بذلك ورش والكسائي وابن جمَّاز، وخلف في اختياره.
    3. } أَرْجِئْهُ و{، بالهمز، مع ضم الهاء وإشباع ضمها بوصلها بواو، وبذلك قرأ ابن كثير وهشام.
    4. } أَرْجِئْهُ {، بالهمز، مع ضم الْهاء من غير إشباع، وقرأ كذلك أبو عمرو ويعقوب.
    5. } أَرْجِئْهِ {، بالهمز، مع كسر الهاء من غير إشباع، قرأ بذلك ابن ذكوان.
    6. } أَرْجِهْ {، دون الهمز، مع سكون الهاء، وهي قراءة الباقين من القراء العشرة.(33)

    (1) الإتقان في علوم القرآن (1/131).
    (2) هو شرف الدين محمد بن عبد الله السلمي المرسي، عالم بالأدب والتفسير والحديث، ضرير من أهل مرسية بالأندلس، له ثلاثة تفاسير: الكبير والصغير والأوسط، وله مؤلفات في النحو، توفي سنة 565 هـ. انظر سير أعلام النبلاء (23/312)، والأعلام للزركلي (6/233).
    (3) انظر الإتقان في علوم القرآن (1/141)، قال أبو شامة: ظنَّ قومٌ أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل. انظر فتح الباري (8/646)، وقد تكلف الدكتور حسن ضياء الدين عتر الرد على هذا الوهم بِما فيه كفاية، وإن كان من الضعف بحيث لا يحتاج إلى ردٍّ. انظر الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها ص 346-352.
    (4) الإتقان في علوم القرآن (1/131)، والبرهان في علوم القرآن (1/213).
    (5) انظر الإتقان في علوم القرآن (1/131)، وتفسير القاسمي (محاسن التأويل) (1/287)، وإعجاز القرآن والبلاغة النبوية للرافعي ص 70-72.
    (6) انظر الإتقان في علوم القرآن (1/132).
    (7) رواه الطبري في مقدمة تفسيره، باب القول في البيان عن معنى قول رَسُول اللهِ ? أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة (1/30).
    (8) البرهان في علوم القرآن (1/216).
    (9) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/645).
    (10) تفسير الطبري، المقدمة (1/20-21).
    (11) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/645)، وانظر تفسير الطبري، المقدمة (1/30-31).
    (12) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/645)، وروى هذا البلاغ مسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافرين وقصرها، بَاب بَيَانِ أَنَّ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، صحيح مسلم مع شرح النووي (6/101) ح 819.
    (13) انظر تفسير القرطبي، المقدمة (1/34-35).
    (14) وقد اختلف القائلون بهذا القول في تعيين اللغات التي نزل بِها القرآن اختلافًا كبيرًا، وليس هو من مقصود هذا البحث، فليراجعه من شاء في: البرهان(1/219-220)، والإتقان (1/135-136).
    (15) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/643)، والإتقان (1/135)، والبرهان في علوم القرآن (1/217)، والجامع لشعب الإيمان للبيهقي (5/221).
    (16) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 119، وفتح بشرح صحيح البخاري (8/644).
    (17) انظر الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها، للدكتور حسن ضياء الدين عتر، ص 172-173.
    (18) الإتقان في علوم القرآن (1/134)، وتفسير الطبري، المقدمة (1/25)، وتأويل مشكل الآثار للطحاوي (4/185-488).
    (19) رواه أحمد في مسنده، مسند البصريين (6/37) ح 19992.
    (20) الإتقان في علوم القرآن (1/134).
    (21) انظر البرهان في علوم القرآن (1/221).
    (22) فتح الباري (8/644-645).
    (23) مقدمة كتاب المباني ص 221-228، والأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها ص 148-153.
    (24) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 36-38، والإتقان في علوم القرآن (1/132).
    (25) انظر الإتقان في علوم القرآن (1/133).
    (26) النشر في القراءات العشر (1/25-28)، والإتقان في علوم القرآن (1/133-134).
    (27) هذا القول أشار إليه السيوطي في الإتقان (1/135) على طرفين هما القول الثالث والقول الرابع، وكذلك صدر بنحوه الحافظ ابن حجر شرحه لحديث الأحرف السبعة، انظر فتح الباري (8/639).
    (28) راجع فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/648-653).
    (29) سورة المائدة من الآية 60.
    (30) تفسير البحر المحيط ( 3/529-531).
    (31) انظر النشر في القراءات العشر (2/255).
    (32) في موضعين: الآية 111 من سورة الأعراف، والآية 36 من سورة الشعراء.
    (33) النشر في القراءات العشر (1/311-312).
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 10 يول, 2019, 05:04 ص.

  • #2
    الأحرف السبعة في الجمع النَّبويّ وجمع أبي بكر للقرآن
    الأحرف السبعة في الجمع النَّبويّ وجمع أبي بكر للقرآن

    مرَّ بنا أن النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم أُمر أن يُقرئ أمته القرآن على سبعة أحرفٍ، فلا شك أنه صلى الله عليه و سلم قد قرأ على هذه الأحرف السبعة؛ ليتعلمها منه أصحابه، وينقلوها إلى الأمة من بعده.

    وكان النَّبِيّ
    صلى الله عليه و سلم يعرض القرآن على جبريل عليه السلام ، في رمضان من كلِّ سنة، فيُثْبِت الله ما يشاء وينسخ ما يشاء، أو يأمر بالقراءة على حرف أو أكثر من الأحرف السبعة.(1)

    قال ابن عبد البَرِّ: وقد يُشكل هذا القول على بعض الناس، فيقول: هل كان جبريل يلفظ باللفظ الواحد سبع مرات؟ فيُقال له: إنَّما يلزم هذا إن قلنا إن السبعة الأحرف تجتمع في حرف واحد، ونحن قلنا كان جبريل يأتي في كل عرضةٍ بحرف، إلى أن تَمُرَّ سبعةٌ.(2)

    وقد مرَّ بنا أنًّ النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم عرض القرآن على جبريل عليه السلام في العام الذي توفي فيه مرتين، ولا شكَّ أنه قد نسخ بعض القرآن في تلك العرضة، كما نسخت بعض الأحرف السبعة التي نزل بِها القرآن.

    ومن أمثلة ذلك حديث عائشة السابق في عدد الرضعات المحرمات.
    فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ، ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ.(3)

    ففيه أن النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم توفي، وكانت هذه الآيات المنسوخات مما يتلى من القرآن، مِمَّا يدل على أنَّها نسخت في آخر حياة النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم، وأغلب الظنِّ أن ذلك إنَّما كان في العرضة الأخيرة.

    فقد كانت العرضة الأخيرة مراجعة أخيرة للكتاب الحكيم، عرض فيها القرآن مرتين، فنسخ الله من ما شاء، وأثبت فيه ما كتب له البقاء.

    وقد وردت الروايات بحدوث النسخ لبعض آيات الكتاب في العرضة الأخيرة.

    فَعَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَيُّ الْقِرَاءتَيْنِ تَعُدُّونَ أَوَّلَ؟ قَالُوا: قِرَاءةَ عَبْدِ اللهِ. قَالَ: لا بَلْ هِيَ الآخِرَةُ، كَانَ يُعْرَضُ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه و سلم فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَشَهِدَهُ عَبْدُ اللهِ فَعَلِمَ مَا نُسِخَ مِنْهُ وَمَا بُدِّلَ.(4)

    وقال البغوي: يُقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة، التي بُيِّن فيها ما نُسِخ وما بَقِي.(5)

    وقال ابن الجزري: ولا شك أن القرآن نُسخ منه وغُيِّر في العرضة الأخيرة، فقد صحَّ بذلك النصُّ عن غير واحدٍ من الصحابة.(6)

    وكل ما نسخ في العرضة الأخيرة من القرآن أو من أوجه القراءة لم يُثبَت في الجمعين النبوي والبكري.

    ونستطيع أن نستخلص من العرض السابق الأمور الآتية:

    1 - أن النسخ قد شمل بعض الأحرف السبعة في العرضة الأخيرة، ويدل على ذلك عدم ورود كلمة من الكلمات القرآنية تقرأ على أكثر من ستة أوجه من طريق متواتر.

    وقد اعترض بعض على ذلك بأن موضوع النسخ لا يشمل الألفاظ.

    قال ابن قدامة: وأحال قومٌ نسخ اللفظ، فإن اللفظ إنَّما نزل ليُتلى ويُثاب عليه، فكيف يُرفع؟

    والمقصود من ذلك أن النسخ: هو رفع حكم شرعي بخطاب متراخ عنه، وليس في نسخ تلاوة اللفظ رفع حكم شرعي.(7)
    ثم أجاب ابن قدامة عن ذلك فقال: فإن التلاوة، وكتابتها في القرآن، وانعقاد الصلاة بِها، من أحكامها، وكل حكمٍ فهو قابل للنسخ، وأما تعلقها بالمكلَّف في الإيجاب وغيره فهو حكم أيضًا يقبل النسخ.(8)

    2 - أن الأحرف السبعة لم تنسخ كلها، لأن الأصل إباحة القراءة بِها، ولم يدل دليلٌ على نسخ تلك الإباحة في زمن النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم.

    3 - أنَّه لا يُعلم قدر ما نسخ من الأحرف السبعة في حياة النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم، إذ لا دليل عليه، ويرى بعض العلماء أن المنسوخ من تلك الأحرف أكثر مِما بقي، نظرًا لِما يرونه من الكثرة العظيمة في الروايات التي تعج بِها كتب التفسير من القراءات غير الثابتة، باعتبار أنَّها في أحسن أحوالها قراءات منسوخة.

    وقد اتفق العلماء على أن جمع القرآن في زمن أبي بكر الصديق ، بقي على نفس الصورة التي تركها عليه النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم، ولم يتغير منه شيء، سواء في ذلك من رأى أن الأحرف السبعة باقية كلها، ومن قال إن الأحرف نسخت ولم يبق إلا واحدٌ، ومن ذهب إلى أن الباقي بعض الأحرف السبعة.(9)

    (1) انظر الفصل الرابع من الباب الأول، وهو العرضة الأخيرة.
    (2) انظر البرهان في علوم القرآن (1/220).
    (3) رواه مسلم في صحيحه كتاب الرضاع باب التحريم بخمس رضعات (10/29-31) ح 1452.
    (4) رواه أحمد في مسنده، مسند بني هاشم (1/598) ح 3412، ورواه النسائي في السنن الكبرى كتاب فضائل القرآن (3/7)، وكتاب المناقب (4/36).
    (5) شرح السنة (4/525).
    (6) النشر في القراءات العشر (1/32)، وانظر الإتقان في علوم القرآن (1/142).
    (7) انظر روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة (1/190).
    (8) روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة (1/201-202).
    (9) انظر: البرهان في علوم القرآن (1/223)، ومناهل العرفان (1/253-254).
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 10:02 م.

    تعليق


    • #3
      الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية
      الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية

      اختلف العلماء في بقاء الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية -بناءً على اختلافهم في المراد بالأحرف السبعة- على ثلاثة أقوال:

      القول الأول:
      أن المصاحف العثمانية اشتملت على حرف واحد فقط من الأحرف السبعة، وهو حرف قريش، وأن الأحرف الباقية إما نسخت في زمن النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم، أو اتفق الصحابة على تركها درءًا للفتنة التي كادت تفتك بالأمة عندما اختلف الناس في قراءة القرآن.
      وإلى ذلك ذهب ابن جرير الطبري، وأبو جعفر الطحاوي، وابن حبان، والحارث المحاسبي، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبيد الله بن أبي صفرة.(1)

      وقال أبو شامة: وصرَّح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده بأنه حرف منها.(2)
      قال ابن عبد البر: فهذا معنى الأحرف السبعة المذكورة(3) في الأحاديث عند جمهور أهل الفقه والحديث، منهم سفيان بن عيينة، وابن وهب، ومحمد بن جرير الطبري، والطحاوي وغيرهم، وفي مصحف عثمان الذي بأيدي الناس منها حرفٌ واحد.(4)

      وقال أبو عبيد الله بن أبي صفرة: هذه القراءات السبع إنما شرعت من حرف واحد من السبعة المذكورة في الحديث، وهو الذي جمع عثمان عليه المصحف، وهذا ذكره النحاس وغيره.(5)

      وهذا القول مبني على القول بأن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات في الكلمة الواحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، وهو قول ابن جرير ومن وافقه.

      فقد رأى القائلون بِهذا القول ندرة الكلمات القرآنية التي يصدق عليها ما رأوه في المراد بالأحرف السبعة، فقالوا إنَّها نسخت، أو اتفق الصحابة على منع القراءة بِها، وكتبوا المصاحف على حرف واحد، هو لسان قريش.

      واحتج القائلون بِهذا القول بأدلة منها:
      قول عثمان لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ.(6) قالوا: وهذا يدل على أنَّهم جمعوا القرآن على حرف واحد، وهو لسان قريش، وتركوا ما سوى ذلك من الأحرف الستة.

      أن الأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة؛ للضرورة؛ لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة واحدة، فلما كثر الناس والكتاب، وارتفعت الضرورة ارتفع حكم هذه السبعة، ورجَّح ذلك قيامُ الخلاف بين القراء، بما كاد يؤدي إلى فتنة عظيمة، فأجمعت الأمة بقيادة إمامها الناصح الشفيق عثمان بن عفان على أن تقتصر على حرف واحد من الأحرف السبعة، جمعًا لكلمة المسلمين، فأخذت به، وأهملت كل ما عداه، فعاد ما يُقرأ به القرآن على حرفٍ واحدٍ.(7) أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبةً على الأمة، وإنما كانت جائزةً لهم مرخصًا لهم فيها، وقد جعل إليهم الاختيار في أي حرف اختاروه، فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجتمعوا على حرف واحد، اجتمعوا على ذلك اجتماعًا شائعًا، وهم معصومون من الضلالة، ولم يكن في ذلك ترك واجب ولا فعل حرام.(8) ثم اختلف القائلون بأن الباقي من الأحرف السبعة هو حرف واحد، هل نسخت الأحرف الستة في حياة النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم ؟، أو أن الصحابة اتفقوا على تركها؟ فذهب أكثرهم إلى أنَّها نسخت في حياة النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم، واستقر الأمر على حرف واحد، وذلك بعدما لانت ألسنة العرب بالقرآن، وتمكن الناس من الاقتصار على الطريقة الواحدة.

      قال القرطبي: ثم اختلفوا: هل استقر في حياته ؟ أو بعد وفاته؟ والأكثرون على الأول.(9)

      القول الثاني:
      أن المصاحف العثمانية اشتملت على جميع الأحرف السبعة، ولم تُهمل منها حرفًا واحدًا.
      وهو ما ذهب إليه جماعات من القراءة والفقهاء والمتكلمين، وهو الذي اختاره القاضي الباقلاني وابن حزم والداودي وغيرهم.
      قال القاضي الباقلاني: الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رَسُول اللهِ صلى الله عليه و سلم، وضبطها عنه الأئمة، وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف، وأخبروا بصحتها، وإنَّما حذفوا منها ما لم يثبت متواترًا، وأن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى، وليست متضاربة ولا متنافية.(10)
      وقال الداودي: وهذه القراءات السبع التي يقرأ الناس اليوم بِها ليس كل حرف منها هو أحد تلك السبعة، بل تكون مفرقة فيها.(11)

      واستدلوا على ذلك بأدلة منها:

      أنه لا يجوز على الأمة أن تُهمل نقل شيء من الأحرف السبعة؛ لأنَّها قرآن منَزَّل. أن الصحابة أجمعوا على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر، وقد كانت مشتملة على الأحرف السبعة، وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك.(12)

      أن الأحرف السبعة كان مرخصًا فيها، ولا يجوز أن يُنهى عن القراءة ببعض المرخص فيه، إذ ليس بعضه بأولى من بعضٍ.(13)

      أن الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف كانت التيسير على الأمة في تلاوة القرآن، والتيسير ما زال محتاجًا إليه، إذ لم تكن قراءة القرآن على حرف واحد، في العصر الأول بين العرب الأقحاح -أصعب منها على من أتى بعدهم من المسلمين في العصور المتأخرة، وقد فشا فيهم اللحن والعجمة، فهم أحوج إلى التيسير من العرب الأُوَل. القول الثالث:
      أن المصاحف العثمانية اشتملت على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة، متضمنة لما ثبت في العرضة الأخيرة.
      قال ابن الجزري: وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنَّ هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه و سلم على جبريل عليه السلام، متضمنة لَها، لم تترك حرفًا منها.

      قال: وهذا القول هو الذي يظهر صوابه؛ لأن الأحاديث الصحيحة، والآثار المستفيضة تدلُّ عليه، وتشهد له.(14)

      واحتج أصحاب هذا القول بِما احتج به أصحاب المذهب الثاني على بقاء بعض الأحرف السبعة، والحاجة إليها، واحتجوا على أن السبعة لم تبق كلها بِما ورد من الآثار التي تدل على حدوث النسخ في العرضة الأخيرة لبعض أوجه القراءة، فكتب الصحابة في المصاحف عند الجمع ما تيقنوا أنه قرآن ثابت في العرضة الأخيرة، وتركوا ما سوى ذلك.

      قال السيوطي: ولا شك أن القرآن نُسخ منه في العرضة الأخيرة وغُيِّر، فاتفق الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن مستقرٌّ في العرضة الأخيرة، وتركوا ما سوى ذلك.(15)

      وقال البغوي في شرح السنة: يُقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نُسخ وما بقي، وكتبِها لرسول الله ?، وقرأها عليه، وكان يُقرئ بِها الناس حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف.(16)

      وقد وردت الآثار بأن القرآن قد نسخ منه وغُيِّر في العرضة الأخيرة، وأن قراءتنا التي جمعها الصحابة هي ما كان في تلك العرضة.

      فَعَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ أنه قال: القراءة التي عُرِضَت على رسول الله صلى الله عليه و سلم في العام الذي قبض فيه -هذا القراءة التي يقرأها الناس.(17) يعني بذلك قراءة زيد بن ثابت .

      وعن سمرة قال: عُرض القرآنُ على رَسُول اللهِ صلى الله عليه و سلم عرضات، فيقولون: إن قراءتنا هذه العرضة الأخيرة.(18)

      وعن ابن سيرين، قال: كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه و سلم كل سنة في شهر رمضان مرةً، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين، فيرون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة.(19)

      (1) انظر البرهان في علوم القرآن (1/224،226،239،241)، وشرح النووي على صحيح مسلم (6/100).
      (2) البرهان في علوم القرآن (1/223).
      (3) يعني القول بأنَّها أوجه من المعاني المتفقة، بالألفاظ المختلفة، نحو أقبل، وهلم، وتعال… الخ.
      (4) انظر البرهان في علوم القرآن (1/220).
      (5) صحيح مسلم بشرح النووي (6/100).
      (6) رواه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب باب نزل القرآن بلسان قريشٍ (6/621)ح 3506.
      (7) تأويل مشكل الآثار للطحاوي (4/190-191)، وانظر: صحيح مسلم بشرح النووي (6/100).
      (8) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (13/395-396).
      (9) انظر البرهان في علوم القرآن (1/213).
      (10) صحيح مسلم بشرح النووي (6/100)، والبرهان في علوم القرآن (1/223-224)
      (11) صحيح مسلم بشرح النووي (6/100).
      (12) الإتقان في علوم القرآن (1/141-142).
      (13) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (13/395-396).
      (14) النشر في القراءات العشر (1/31)، وانظر الإتقان في علوم القرآن (1/141-142).
      (15) الإتقان في علوم القرآن (1/142).
      (16) شرح السنة للإمام البغوي (4/525-526).
      (17) رواه البيهقي في دلائل النبوة (7/155-156).
      (18) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. مستدرك الحاكم (2/230)، ورواه البزار في مسنده، قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد (7/154).
      (19) أخرجه ابن أشتة، انظر الإتقان في علوم القرآن (1/142).

      تابع : الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية

      القول الراجح
      والقول الذي يظهر صوابه هو ما ذهب إليه جماهير العلماء من السلف والخلف من أن الباقي من الأحرف السبعة هو ما ثبت في العرضة الأخيرة، وأن الصحابة لم يختاروا بعض الأحرف الثابتة دون بعض، بل دونوا ونقلوا كل ما ثبتت قرآنيته، وتركوا ما سوى ذلك.

      ولكن ينبغي التنبه إلى أن قولهم: إن المصاحف غير مشتملة إلاَّ على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه و سلم على جبريل، متضمنة لها، لم تترك حرفًا منها -فيه نوع تناقض، إذ قد يُفهم منه أن هناك شيئًا من الأحرف السبعة عرضه النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم على جبريل في العرضة الأخيرة، ولم يكتبه الصحابة في المصاحف العثمانية.

      فالأولى أن يقال جامعة للعرضة الأخيرة، ويلغى التقييد بِما يحتمله رسم المصاحف، إذ قد علمنا أن الصحابة قد كتبوا مصاحف متعددة، وفاوتوا بينها ليحتمل البعض منها من أوجه القراءة ما لا يحتمله البعض الآخر.

      ويدل على صحة هذا القول مجموع الأدلة السابقة، فلا شكَّ أن الحكم ببقاء الأحرف السبعة أو عدم بقائها مبنيٌّ على المراد بالأحرف السبعة، ونحن إذا نظرنا إلى كافة الأقوال التي ذكرناها في المراد بالأحرف السبعة، بقطع النظر عن الراجح منها وجدنا في القرآن بعض تلك الأوجه بلا شكٍّ.

      أمَّا على القول بأن الحديث مشكلٌ لا يُدرى معناه، فلا إشكال في بقاء الأحرف السبعة أو عدم بقائها، فليس لهذا القول -على ضعفه الشديد- أثرٌ على اعتبار الأحرف السبعة باقية أو غير باقية.

      وأمَّا على القول الثاني القائل بأن حقيقة العدد غير مرادةٍ، بل المراد الكثرة، فلا إشكال أيضًا، إذ القراءات المتواترة التي نقلت إلينا فيها كثرةٌ ظاهرةٌ، لا يمكن معها الزعم بأن كل هذه الاختلافات هي حرفٌ واحد.

      وأمَّا على القول الثالث القائل بأن المقصود سبعة أصناف من المعاني والأحكام، وهي: الحلال والحرام، والأمر والزجر، والْمحكم والمتشابه، والأمثال، فلا شكَّ أن القرآن المنقول إلينا فيه كل ذلك، وهو أمر ظاهر جلي.

      على أن كل الأوجه السابقة في غاية الضعف.

      وأمَّا على القول الرابع القائل بأن المراد سبع لغات من لغات العرب الفصحى متفرقة في القرآن لا تجتمع في الكلمة الواحدة، فذلك أيضًا كثيرٌ في القرآن، فقد ورد فيه من غير لسان قريش شيء كثير، وقد أفرده بعض العلماء بالتصنيف، ونقل السيوطي من ذلك الكثير في باب أفرده فيما وقع بغير لغة الحجاز، وذكر فيه ما وقع في القرآن على نحو ثلاثين لغة من لغات العرب.(1)

      وقد سبق الرد على هذا القول وبيان ضعفه.

      وأمَّا على القول الخامس القائل بأن المراد سبع لغات تكون في الكلمة الواحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، فهو الذي دعا أصحاب القول الأول إلى زعم أن الأحرف الستة غير باقية في القرآن، وعلى فرض التسليم بأن قولهم هو الصواب في المراد بالأحرف السبعة في الحديث، فإنه ما زال في القرآن كلمات تقرأ باختلاف في اللفظ، مع اتفاق المعنى، ومن أمثلة ذلك من القراءات المتواترة:

      قوله -جلَّ ذِكْرُهُ: } قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ {،(2) فقرأ حمزة والكسائي بالثاء المثلثة، والباقون بالباء، واللفظان متوافقان في المعنى.(3) قوله تعالى: } إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا {،(4) وقوله: } إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا {،(5) فقد قرأها الجمهور هكذا من التبيُّن، وقرأ حمزة والكسائي وخلف في اختياره: } فَتثَبَّتُوا { من التثبت، والتبين والتثبت متفقان في المعنى.(6) قوله تعالى : } وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ {،(7) فقد قرأ عاصمٌ هكذا من البشر، جمع بشير، وقرأ الباقون من النشر، فقرأ حمزة والكسائي وخلف في اختياره: } نَشْرًا { على أنه حال، أي: ناشرةً، أو منشورةً، أو ذات نَشْرٍ، وقرأ أبو جعفرٍ ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: } نُشُرًا {، بضم النون والشين جمع ناشر، وقرأ عبد الله بن عامر: } نُشْرًا { بضم النون وسكون الشين، كالسابق مع التخفيف بتسكين الشين، والبشر والنشر متوافقان في المعنى.(8)

      وأمَّا على القول السادس بأن المراد بالأحرف السبعة الأنواع التي يقع بِها التغاير والاختلاف في القراءات القرآنية، أو في لغات العرب، فالموجود منها في القراءات المتواترة يفوق الحصر، وهو كل ما اختلف فيه القراء، من فتح وإمالة، وإثبات وحذف، واختلاف حركات الإعراب، والزيادة والنقصان.(9)

      ومن أظهر الأدلة على أن الصحابة عندما نسخوا المصاحف في زمن عثمان كتبوا كل ما ثبت عرضه في العرضة الأخيرة من الأحرف السبعة -اختلافُ المصاحف العثمانية وتفاوتُها، كما مرَّ بنا،(10) إذ لو كانت مكتوبة بلغة واحدة، على حرف واحد لَما كان بينها اختلافٌ.

      وأمَّا القول الأول القائل بأن الأحرف السبعة قد ذهبت ولم يبق إلا حرفٌ واحدٌ، فيجاب عن أدلته بِما يأتي:

      أما استدلالهم بقول عثمان : فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ. فقد سبق بيان أن ما نقل إلينا متواترًا من القرآن فيه الكثير من غير لغة قريش، وسبق أيضًا بيان أن مراد عثمان من ذلك أن أكثر القرآن ومعظمه نزل بلسانِهم، أو أن ابتداء نزوله كان كذلك، وعليه فلا إشكال في هذا الأثر على القول بأن بعض الأحرف باقٍ، إذ ليس فيه أن عثمان أمر بإلغاء تلك الأحرف.(11) قال الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه أنزل بلسان هذا الحي من قريش، أي: معظمه وأكثره نزل بلغتها، ولم تقم حجة قاطعة على أن القرآن بأسْرِه نزل بلغة قريش… ويجزئ من الدليل قوله تعالى: } إنا جعلناه قرآنًا عربيًّا{،(12) ولم يقل قرشيًّا…(13)

      كما أن قول عثمان : إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ… يدل على أنه لم يأمر بإلغاء الأحرف السبعة، فاللفظ صريحٌ في أنه أمر بإثبات لغة قريش عند الاختلاف فقط، أما عند الاتفاق فليكتبوا بأي لغة صحَّ أن النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم قرأ بِها في العرضة الأخيرة، ولم ينقل إلينا أنَّهم اختلفوا في شيء إلا في لفظ (التابوت) كما مرَّ.(14)

      وأما احتجاجهم بأن الأحرف السبعة كانت في أول الأمر ضرورة لاختلاف لغات العرب، ومشقة أخذ جميعهم بلغة واحدة، فقد سبق الكلام على أن المشقة ما زالت باقية، فما زال في الأمَّةِ: (الْعَجُوزُ وَالشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْغُلامُ وَالْجَارِيَةُ، وَالرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ)، بل لعلها الآن أشد مِمَّا كانت عليه فيما مضى.

      وأما قولهم إن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة، فنحن نوافق على ذلك، ولكن نخالف في أن القراءة غير الحفظ، فإنه وإن لم يكن واجبًا على الأمة أن تقرأ بالأحرف السبعة جميعها، فإنه لا شكَّ أن حفظ هذه الأحرف التي هي بعض القرآن من الضياع واجبٌ على الأمة. ويدل على بقاء الأحرف التي ثبتت في العرضة الأخيرة أيضًا أنه قد ثبت أن كُتَّاب المصاحف في زمن عثمان إنما انتسخوا ما كتبه الصديق في الصحف في مصاحف وأرسلوها إلى الأمصار، وقد علمنا أن جمع أبي بكر للقرآن لم يلغ شيئًا مِمَّا ثبت في العرضة الأخيرة باتفاق، فثبت بذلك أن جمع عثمان لم ينقص شيئًا مِمَّا جمع في زمن أبي بكر .

      عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: … فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ: أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ، فَأَرْسَلَتْ بِها حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ ابْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ.(15)

      ويردُّ دعوى أن عثمان إذ نسخ المصاحف ألغى الأحرف الستة واقتصر على حرف واحد -أنه لم يرد في خبر صحيح، ولا ضعيف أنه أمر كُتَّاب المصاحف أن يقتصروا في كتابتها على حرف واحد، ويلغوا الستة الباقية.(16)

      ويردُّ هذه الدعوى أيضًا أنه لو صحَّ أن عثمان جمع الناس على حرف واحد، وألغى الستة الباقية، وأجمع معه على ذلك الصحابة لكان ذلك كافيًا في القطع بالْمراد بالأحرف الستة، ولَمَا اختلف العلماء بعد ذلك في المراد منها كل هذا الاختلاف، ولَمَا حصل خلاف بعد الإجماع الأول في بقاء الأحرف السبعة من عدمه، إذ الإجماع حجة عند المسلمين، ولا يسوغ بعده خلافٌ.(17)

      ومِمًّا يرد به هذا القول أيضًا أنه يحمل طعنًا في الصحابة ، واتِّهامًا لهم بالتصرف برأيهم في كتاب الله تعالى، ولا يكاد يصدق مؤمنٌ يعلم قدر الخليفة الراشد عثمان بن عفان أنَّه قرر برأيه إلغاء الأحرف الستة والإبقاء على حرف واحد، ولا يكاد يتصور أيضًا أن الصحابة وهم كثرة كاثرةٌ في ذلك الوقت يقرونه على ذلك الفعل.

      والخلاف الذي زعموا أنه استدعى إلغاء تلك الأحرف كان قد حصل مثله في زمن النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم، كما جاء في الروايات التي أوردناها قريبًا في أول هذا الباب، فلم يؤدِّ إلى إلغاء الأحرف المنَزلة، بل أرشدهم النَّبِيّ صلى الله عليه و سلم إلى أن القرآن أنزل على جميع تلك الأوجه، وأقر كل واحد من المختلفين على قراءته.(18)

      ويدل أيضًا على عدم صحة هذه الدعوى أن عثمان لو أراد أن يجمع مصاحف الناس جميعًا لَما استطاع، ولو استطاع لَمَا قدر على أن يسلبهم ما يحفظون من الكتاب، إذ قد كانت دولة الإسلام في ذلك الوقت متسعة إلى حدِّ يستحيل معه مثل هذا، فجمعه كان أن كتب للناس مصاحف أئمة يُرجع إليها عند الاختلاف.

      قال ابن حزم: كل هذا(19) باطلٌ ببرهان كالشمس، وهو أن عثمان لم يلِ إلاَّ وجزيرة العرب كلها مَملوءة بالمسلمين والمصاحف والمساجد، والقراء يعلمون الصبيان والنساء، وكل من هبَّ ودبَّ، واليمن كلها في أيامه مدن وقرى، والبحرين كذلك، وعُمان كذلك، وهي بلاد واسعة، مدن وقرى وملكها عظيم، ومكة والطائف، والمدينة والشام كلها كذلك، في كل هذه البلاد من المصاحف والقراء ما لا يحصي عددهم إلا الله تعالى وحده، فلو رام عثمان ما ذكروا ما قدروا على ذلك أصلاً.

      وأما قولهم: إنه جمع الناس على مصحف، فباطلٌ، ما كان يقدر على ذلك لِمَا ذكرنا، ولا ذهب عثمان قطُّ إلى جمع الناس على مصحف كتبه، إنما خشي عثمان أن يأتي فاسقٌ يسعى في كيد الدين، أو أن يهِمَ واهمٌ من أهل الخير، فيبدِّل شيئًا من المصحف، فيكون اختلاف يؤدي إلى الضلال، فكتب مصاحف مجمعًا عليها، وبعث إلى كل أفق مصحفًا، لكي -إن وهم واهمٌ، أو بدَّل مبدِّل -رُجِع إلى المصحف المجمع عليه، فانكشف الحق، وبطل الكيد والوهم.

      وأما قول من قال أبطل الأحرف الستة، فقد كذب من قال ذلك، ولو فعل عثمان ذلك وأراده لخرج عن الإسلام، ولَمَا مطل ساعة، بل الأحرف السبعة عندنا موجودة كلها قائمة كما كانت، مبثوثة في القراءات المشهورة المأثورة، والحمد لله رب العالمين.(20)

      وأما القول الثاني القائل بأن جميع الأحرف السبعة باقية فيُرَدُّ بِما مرَّ من ثبوت وقوع النسخ لبعض وجوه القراءة في العرضة الأخيرة، وكذلك بأنه لا يوجد في القرآن ما يقرأ على سبعة أوجه بالنظر إلى الخلاف في المراد بالأحرف السبعة على أغلب الأقوال، إلا باعتبار وجوه القراءة الشاذَّة، ولا يخفى أنَّ الشاذَّ لا يثبت له الحكم بالقرآنية حتى تبنى عليه مثل هذه المسألة.
      والخلاصة أننا إذا نظرنا إلى حقيقة الخلاف بين الفريقين الثاني والثالث وجدناه خلافًا شكليًّا، إذ كلاهما متفقٌ على أن الصحابة لم يزيدوا ولم ينقصوا مِمَّا عرض في العرضة الأخيرة شيئًا، وإنما اختلفوا هل الأحرف كلها بقيت في العرضة الأخيرة أم لا، ولا يخفى أن النسخ قد ورد على كثير من تلك الأحرف كما مرّ بنا، فخلافهم إذن هو في حصول ذلك النسخ أو عدم حصوله.

      وأما الفريق الأول القائل بأن الباقي حرف واحد، فأكثرهم يرى أن ذلك لثبوت النسخ وعدم العرض في العرضة الأخيرة، وهو ما يوافق القولين الثاني والثالث، وإذًا يصبح الخلاف شكليًّا أيضًا، باعتبار أن البعض يرى أن اختلاف القراء هو الأحرف السبعة المذكورة في الحديث، والبعض يرى أن هذا الاختلاف هو حرف واحد، مع اتفاق الجميع على أن الصحابة ? لم ينقصوا مِمَّا عرض في العرضة الأخيرة شيئًا.

      وأما الذين يرون أن الصحابة اتفقوا على أن تركوا ستة أحرف، وجمعوا الناس على حرف واحد بتصرف منهم واتفاق، بعد أن ترك النَّبِيّ ? الأحرف السبعة وقرأ الناس بِها زمن أبي بكر وعمر وصدرًا من خلافة عثمان، فهؤلاء هم الذين اختلفنا معهم، وناقشنا أدلتهم ورددنا عليها.

      (1) انظر الإتقان في علوم القرآن (1/89-104)، والبرهان في علوم القرآن (1/283-286).
      (2) من الآية 219 من سورة البقرة.
      (3) انظر إتحاف فضلاء البشر ص 157، والنشر في القراءات العشر (2/227).
      (4) من الآية 94 من سورة النساء.
      (5) من الآية 6 من سورة الحجرات.
      (6) النشر في القراءات العشر (2/251).
      (7) من الآية 57 من سورة الأعراف.
      (8) انظر النشر في القراءات العشر (2/269-270)، وإتحاف فضلاء البشر ص 226.
      (9) انظر: والنشر في القراءات العشر (1/25-28)، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 36-38، والإتقان في علوم القرآن (1/132-134).
      (10) انظر المبحث الأول من الفصل الثالث من باب جمع القرآن في زمن عثمان ? .
      (11) انظر البرهان في علوم القرآن (1/284)، ونكت الانتصار لنقل القرآن ص 385، وفتح الباري (8/625).
      (12) من الآية 3 من سورة الزخرف.
      (13) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 385.
      (14) انظر: كتاب المصاحف لابن أبي داود ص 26، وفتح الباري (8/635). وتأويل مشكل الآثار للطحاوي (4/193)، وقد مرّ الحديث عن ذلك في الفصل الثالث من الباب الثالث.
      (15) رواه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/626) ح 4987.
      (16) لا يخفى أن الحديث الذي هو عمدة القائلين بذلك القول في أمر عثمان الكتاب بأن يرجعوا إلى لغة قريش عند الاختلاف لا يدل على الأمر بإلغاء الأحرف الستة، إذ قصارى ما فيه -كما أسلفنا- الاقتصار على لغة قريش عند الاختلاف فقط.
      (17) انظر مناهل العرفان (1/178).
      (18) انظر مناهل العرفان (1/177).
      (19) يعني دعوى أن عثمان ? جمع الناس على حرف واحد وترك الأحرف الستة.
      (20) الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/212-213).
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 10:02 م.

      تعليق


      • #4
        الأحرف السبعة في القرآن الكريم
        الأحرف السبعة في القرآن الكريم (1)
        قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه ) رواه البخاري ومسلم.


        لقد أشكل على كثير من الناس معنى السبعة أحرف التي أنزل القرآن بها فاعتقدوا أنها هي نفسها القراءات السبع فهذا خطأ إذ أن القراءات السبع بل والعشر هي جزء من الأحرف السبع التي أنزل الله بها القرآن الكريم وقد يتساءل البعض ما الحكمة أو ما الهدف من إنزال القرآن على سبعة أحرف فالحكمة من ذلك هو التيسير على الأمة المحمدية لأن العرب الذين أنزل القرآن بلغتهم ألسنتهم مختلفة ولهجاتهم متباينة فلو كلفهم الله تعالى مخالفة لهجاتهم والعدول عنها إلى غيرها لشق عليهم ذلك ولكان من قبيل التكليف بما لا يدخل تحت الطاقة وهذا أمر يتنافى مع سماحة الإسلام ويسره .
        أما المراد من الأحرف السبعة فقد اختلف العلماء اختلافا كبيرا في مرادها وذهبوا إلى مذاهب شتى، ولكن سنختار المذهب الذي اختاره فضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله وهو مذهب الإمام أبي الفضل الرازي وهو أن الأحرف السبع هي الأوجه التي يقع بها التغاير والاختلاف وهذه الأوجه لا تخرج عن سبعة :
        1-اختلاف الأسماء في الإفراد والتثنية والجمع نحو :
        ﴿ وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ﴾ (2) قُرئ ( خطيئته ) بالإفراد وقُرئ ( خطيئاته ) بالجمع
        ﴿مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ ﴾ (3) قُرئ ( الأوليان ) مثنى أولى وقُرئ ( الأولين )جمع أول .
        2-اختلاف تصريف الأفعال من ماضي ومضارع وأمر نحو :
        ﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ (4) قُرئ (تطوع ) فعل ماض وقُرئ (يطوع ) فعل مضارع
        ﴿ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم ﴾ (5) قُرئ ( قال ) فعل ماض وقُرئ (قل ) فعل أمر .
        3-اختلاف وجوه الإعراب نحو :
        ﴿ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ﴾ (6) قُرئ ( حسنة ) بالرفع وقُرئ ( حسنة ) بالنصب .
        4-الاختلاف بالإثبات والحذف نحو :
        ﴿ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ (7) قُرئ بحذف ( هو ) وقُرئ بإثباتها في سورة الحديد.
        5-الاختلاف بالتقديم والتأخير نحو :
        ﴿ وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ ﴾ (8) سورة آل عمران قُرئ (وقتلوا وقاتلوا ) بتقديم ( وقتلوا )وتأخير ( وقاتلوا ) وقُرئ (وقاتلوا وقتلوا ) .
        6-الاختلاف بالإبدال أي بجعل حرف مكان حرف نحو:
        ﴿ فَتَبَيَّنُواْ ﴾ (9) في سورتي النساء والحجرات قُرئ (فتثبتوا ) بجعل الثاء مكان الباء والباء مكان الياء والتاء مكان النون .
        7-الاختلاف في اللهجات :مثل الفتح والإمالة والإدغام والإظهار وإبدال الهمزة وتخفيفها ونقل حركة الهمزة أو إبقائها وغير ذلك.


        (1) تقريب المعاني في شرح حرز الأماني في القراءات السبع
        (2) سورة البقرة الآية 81
        (3) سورة المائدة الآية 107
        (4) سورة البقرة الآية 158
        (5) سورة الزخرف الآية 24
        (6) سورة النساء الآية 40
        (7)سورة الحديد الآية 24
        (8) سورة آل عمران الآية 195
        (9)سورة النساء الآية 94 و سورة الحجرات الآية 6
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 10:02 م.

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيكم.
          [glow1=FF0099]
          يقول الله تبارك وتعالى:

          [ يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ]

          اللهم اهدنا فيمن هديت وإخواني وأخواتي في هذا المنتدى المبارك
          اللهم آمين ....

          ربنا يديم عليكو النعمة قميعا يارب .
          [/glow1]

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك أختاه

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم
              مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

              تعليق


              • #8
                تساؤلات حول قراءات القرآن الكريم و الاحُرف السبعة والرسم.

                السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
                ارجو من الاخوه المساعده انا كنت قرات عن الاحرف السبعه والقراءات وفهمت ان منشأ القراءات هي من الاحرف السبعه يعني اختلاف القراءات منشاه هي الاحرف السبعه وكل القراءات متواتره عن سيد الخلق
                وكمان فهمت ان مصحف سيدنا عثمان رسمه يحتوي علي الاحرف السبعه وانه ملغاش ولا حرف وده طبيعي لان اختلاف القراءات جي من اختلاف الاحرف يعني لو لغي باقي الاحرف وجمع الامه علي حرف واحد يبقي حا يكون فيه قراءه واحده فقط الي هنا كان فهمي واستيعابي الي اني سمعت من الشيخ محمد حسان وقرات ايضا ان سيدنا عثمان جمع الامه علي حرف واحد وده خلاني في حيره كبيره ازاي سيدنا عثمان يجمع الامه علي حرف واحد عشان ميحصلشي خلاف بين المسلمين طيب ما نقول انه جمع الامه علي قراءه واحده بس وده غير مفهوم لانه لو يخشي الفتنه كان خلي قراءه واحده فقط وحاليا فيه عشر قراءات وهل العشر قراءات من حرف واحد ام بالطبيعي انها من الاحرف السبعه
                ثانيا منشأ القراءات هو اختلاف الحروف طيب لو فيه حرف واحد حايكون فيه قراءه واحده فقط
                ارجو التوضيح وجزاكم الله خيرا

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ba7es مشاهدة المشاركة
                  السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
                  ارجو من الاخوه المساعده انا كنت قرات عن الاحرف السبعه والقراءات وفهمت ان منشأ القراءات هي من الاحرف السبعه يعني اختلاف القراءات منشاه هي الاحرف السبعه وكل القراءات متواتره عن سيد الخلق
                  وعليْك السلام ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ...

                  بالنسبة لهذا الفهم ... أن منشا القراءات هو الأحرُف السبعة

                  فهو صواب واحسنت أخي حسن الله اليك.

                  واما قولُك أن كل القراءت متواترة عن رسول الله , فإن كنت تقصِد بكل القراءات أي القراءت العشر .. فهذا أيضا صواب ....أم إن كنت تقصِد ما فوق العشر أي القراءات المتممة الى الأربعة عشر أو الشواذ فيكون إطلاقُك خطأ.

                  والتدقيق في هذ الجملة هو أنه لم يتواتر عن رسول الله إلا القراءات العشر ... وهناك قِراءات قد وصلتنا صحيحة بسند صحيح عن رسول الله صلى اللهُ عليْهِ وسلّم ..ولكِنها ليست متواترة ولا يُقْرأ بِها قُرآناً وذلِك مِثل القراءات الأربعة المتممة للأربعة عشر كقراءة الحسن وابن محيصن.


                  _________________________


                  الأخ الحبيب باقي فهمك في باقي الرسالة هذا يُدْخِلنا في مواضيع هامة وتساؤلات مختلفة سأسئلها لك وعليك أن تجيبها حسب فهمك لا حسب ما قرأت :

                  هل حسب فهمِك ... طالما انها أحرف سبعة فلابد أن تكون قراءات سبعة وليس عشرة مثلاً ؟!!

                  وهل كنت تعتقِد أن القراءات عشرة قراءات منذ البدء؟!!

                  وهنا نتطرق للسؤال ماهو مفهومك أصلاً للقراءات العشر؟!!!

                  وهل لديك تصوُّر عن كيف تكوّنت القراءات ؟

                  ثم هل القراءات هي القرآن أم هناك فارِقٌ بينهما ؟

                  ثم ياتي السؤال الأهم وهو هل هناك علاقة بين أن يكون عثمان قد كتب القرآن بسبعة أحرف أو بحرف او باثنين وبين ماوصلنا من نص قرآني اليوم ؟!

                  الإجابة على التساؤلات التالية بحسب فهمك ولو أخطأت الإجابة امر ضروري حتى نبدأ النقاش فيها ويسهُل علينا معاً لوصول للحق بكل سهولة إن شاء الله تعالى .



                  (ملاحظة : كنت قد كتبت للرد موضوع طويل ولكن قدر الله أن تنقطع الكهربا ويضيع ما كتبت , فسيكون الرد الباقي عبارة عن تساؤلات لنصل به إلى مفاهيم مشتركة إن شاء الله تعالى ).
                  "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                  رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                  *******************
                  موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                  ********************
                  "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                  وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                  والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                  (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم د /عبدالله انا بجد بحبك في الله وان شاء الله عارف اني حا افهم مادام اللي بيفهمني د عبد الله
                    هل حسب فهمِك ... طالما انها أحرف سبعة فلابد أن تكون قراءات سبعة وليس عشرة مثلاً ؟!!
                    لا مش شرط ممكن تكون اكتر او اقل


                    وهل كنت تعتقِد أن القراءات عشرة قراءات منذ البدء؟!!
                    عارف ان فيه عشره متواتره وفيه الشاذ

                    وهنا نتطرق للسؤال ماهو مفهومك أصلاً للقراءات العشر؟!!!
                    اعرف انها لهجات مختلفه لاختلاف لهجات العرب وان العرب فيهم قبائل تختلف فيها بعض الكلمات ونطق الحروف عن بعض يعني فيه قبائل لاتستطيع قراءه حرف الحاء وتنطقه ع

                    وهل لديك تصوُّر عن كيف تكوّنت القراءات ؟
                    لا اللي اعرفه انها من الرسول صلي الله عليه وسلم بس مش عارف تكونت ازاي

                    ثم هل القراءات هي القرآن أم هناك فارِقٌ بينهما ؟
                    ايوه القراءات قران بس فيه اختلاف بين القراءات

                    ثم ياتي السؤال الأهم وهو هل هناك علاقة بين أن يكون عثمان قد كتب القرآن بسبعة أحرف أو بحرف او باثنين وبين ماوصلنا من نص قرآني اليوم ؟!
                    مش فاهمه ؟؟؟؟؟؟

                    الإجابة على التساؤلات التالية بحسب فهمك ولو أخطأت الإجابة امر ضروري حتى نبدأ النقاش فيها ويسهُل علينا معاً لوصول للحق بكل سهولة إن شاء الله تعالى .
                    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 10 يول, 2019, 05:02 ص.

                    تعليق


                    • #11
                      هل هناك فرق بين القراءات و القرآن ؟!!




                      بالتأكيد هناك فوارِقُ كثيرة بين القرآن والقراءات وإن لم تكُن فوارِقُ جوْهرِيّة ...

                      1- فليس كل ما يُروى من القراءات تجوز القراءة به بينما كل القرآن يُقرأ بِهِ .

                      2- والقرآن كُلُّهُ مُتواتر , بينما القراءات فيها المتواتر و الصحيح والشاذ .

                      3- والنص القرآني واحِد , بينما القراءات مُتعدِّدة.

                      4- ومأمورون بِحِفظ النص القرآني في الصدور لا بِحِفظ القراءات .

                      5- كما ان دراسة وتعلم القراءات فرض كفاية على جماعة المسلمين بينما تعلم القرآن هو واجب على كل مسلم


                      إذاًَ يجِب تعريف القرآن وتعريفُ القراءات .. لفهم أعمق للفارِق بينهما :



                      فالقرآن هو : كلمات الوحي وحروفه.

                      والقراءة هي: كيفية أداء كلمات القرآن وحروفه.

                      و القراءات هي : معرفة اختِلاف نطق وأداء الكلمات بين القراء الناقلين للقرآن ومذاهِبهم من تخفيف و تشديد وإمالة....الخ


                      يعني ممكن نقول باختِصار ولعدم التشتيت ولسهولة الفهم أن : القراءات هي الإختِلافات بين أداء القراء في الكلمة القرآنية المثبتة بالرسم العثماني ... فمثلاً قراءة عاصِم لهذه الكلمة (...) هي .... بينما قراءة حمزة هي .... الخ.

                      إذاً لابد من التمييز بين مصطلحات ثلاثة :
                      1- نص القرآن الكريم بين دفتي اللمصحف.
                      2- القراءات القرآنية للنص القُرآني.
                      3- الرسم العُثماني لنص القرآن حسب القراءة العامة والعرضة الأخيرة.




                      ____________________
                      وبرغم الفوارِق أعلاه ... فإنها لا تُعتبر فروقٌ جوهرية في الأصل بين القرآن والقِراءات ...



                      فمثلاً حين أستمِع إلى القرآن بأي قراءة من القراءات المتواترة فأنا استمِعُ الى القرآن ... فحين اقرأ او اسمع القرآن برواية ورش عن نافِع .. فأنا أستمِع قُرآناً بِرغم انها قراءة ورش , وحين أستمِع إلى القُرآن برواية حفص عن عاصِم , فأنا أسمع القُرآن برواية حفص .. فهي مِن جِهة قراءات ومِن جِهة هي قُرآن ...
                      أخيراً:
                      الحديث عن الأحرف السبعة والقراءات هو حديث عن نقل القرآن وليس عن حِفظ القرآن



                      فنُجمِع جميعاً نحنُ المُسلِمون بان الله سُبحانهُ وتعالى قد تكفّل بِحِفظ القرآن , فأول ما يُحْفظ هو حِفْظُ ألفاظِهِ ... فقال تعالى "لا ياتيه الباطِل من بين يديه ولا مِن خلفِه " , فلا يُمكِن ان يتغيّر أو يتبدل فالواقِع يشهد بِذلِك و التاريخ يشهد بِذلِك , لا يُمكِن أن يُزاد فيهِ حرْف ولا يُمكِن أن ينقُص مِنهُ حرف ... ولِذا فأي معلومة نُناقِشُها في هذا المدخل فهي قضية عِلْميّة لا تؤثِّرُ إطلاقا في قضية حِفْظِ القُرآن ...

                      فالقرآن محفوظ نصه ورسمُه, وأي نِقاش عِلمي لا يعني أبداً أنه يلزم مِنه أن يدخل القرآن خلل أو نقْص من المعلومات ... كل عملنا هذا لا يعني ذلِك ... فمثلاً هناك من أثار أن القراءات متواترة ام غير متواترة ؟!! .. فهل من قال ان القراءات غير متواترة فهل يلزم مِن ذلِك أن القرآن غير محفوظ او ان القرآن ليس هو ما أنزِل على محمد ؟!!... فهل لزم إن تواترت أو لم تتواتر القراءة أن ما بين يدينا ليس هو القرآن ؟!!... بالطبع لا , فالتواتر بتعلق بقضية النقل , وليس قضية الحِفْظ ...
                      إذاً ما نُناقِشُهُ قضايا عِلمية , وليست قضية الحِفظ .. فقضية الحِفظ مُفرغ مِنها ولم نتطرّق لها بعد .
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 10:00 م.
                      "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                      رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                      *******************
                      موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                      ********************
                      "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                      وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                      والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                      (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                      تعليق


                      • #12
                        الاخ الحبيب ... ان انهينا هذه النقطة ... وادركناها
                        نكون قد قطعنا شوطا هاما في بداية فهم القراءات .
                        أنتظر تواصلكم أنت والإخوة القراء لعموم الفهم بيننا.
                        "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                        رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                        *******************
                        موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                        ********************
                        "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                        وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                        والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                        (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                        تعليق


                        • #13
                          جزاكم الله خيرا على الشرح الوافي يا دكتور أمير .


                          أستأذنكم في تغيير عنوان الموضوع إلى : "سؤال في قراءات القرآن الكريم" ؟

                          حتى تعم الفائدة .
                          ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
                          [ النحل الآية 125]


                          وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]


                          تعليق


                          • #14
                            السلام عليكم ورحمه الله وبركاته د \ امير عبد الله

                            اولا جزاك الله خيرا انا قرات كتير عن موضوع القراءات لعلماء كتير بس كان الكلام صعب لان كلام العلماء درر وكنوز وصعب علي عامي زيي ان يفهم هذا الكلام وبجد كان نفسي بشرح مبسط لعامي زيي

                            اولا احب افهم يعني ايه نص القران واحد ويعني ايه كلمه نص والفرق بين النص والرسم
                            هل ما خرج عن الرسم العثماني شاذ يعني (امضوا الي ذكر الله قراه شاذه ) وهل الرسم ده توقيفي من عند الله


                            في النهايه يارب تستحملوني لاني مسلم مقصر وجاهل بدينه وقرانه والجهل ظلام علي العقل والقلب

                            تعليق


                            • #15
                              المقصود بالنص القُرآني هو متن القرآن الكريم الذي بين أيدينا ... وحي اللهِ المنقول إلينا بالتواتر و الذي تلقيناه شفاهة مِن صدر إلى صدر , والمُدوّن في المصاحِفِ بالرسم العُثمانيّ ...

                              أما الرسم العُثماني فهو تصوير حروف كلمات نص القرآن الكريم ورسمها في المصاحِف حسب الرسم الذي اصطلحه صحابة الرسول صلى اللهُ عليهِ وسلّم الذين نسخوا المصاحِف العُثمانية , وهذا الرسم يُخالِف قواِعد الإملاء و أصول الرسم القياسي.

                              وأما ما ذكرتهُ من رواية ( فامضوا إلى ذِكْر الله ) , فهذه ليست قرآناً أصلاً ... بل وليْست قِراءة صحيحة كذلِك ... وإنما هي تفسير للآية (فاسْعوا إلى ذِكْر الله), أي قراءة تفسيرية شاذة ... فالرواية صحيحة السند على أن من قالها هو ابن مسعود وعبدالله بن العباس وأبي أبن كعب ... ولكِنها ليست قُرآناً ... ولم يثبُت قط أنها قُرآن ... ولا يثبُت القرآن إلا بالتواتُر ... وبكل وضوح نُدرِك أنها تفسيرٌ مِنهُم للآية القرآنية (فاسْعوا إلى ذِكْر الله) أي فامضوا إلى ذِكْرِ الله .. و لو كانت قُرآناً لما تأخر الصحابة لحظة في إثباتِها في المصاحِف .. وقد جُمِعت المصاحِفُ بإجماع المُسلِمين ... وعبدالله ابن مسعود قرأ (فاسْعوا إلى ذِكْرِ الله ) كما وصلنا قرءاتِه المتواترة المنقولة في بعض القراءات السبعة كقراءة حمزة ... وإن كانت قرآنا ونُسِخت وهذا لم يثبُت ... فالمُصحف العُثمانيُّ أثبت القراءة العامة التي أقرا بِها رسول الله صحابتهُ الكِرام و التي تتفِقُ مع العرضة الأخيرة ... وكاتِبُ المصاحِفِ هو كاتِب الوحي نفسه زيد بن ثابِت ....
                              -فأجمع الصحابة في قراءتها على أنها فاسعوا ...
                              وأجمع الصحابة في المصاحِف على أنها فاسعوا ...
                              حتى من وصلنا منهم تفسيرها ... فقد قرأوها : فاسعوا ...

                              ونحمد الله تعالى على وعدِهِ بحفظ القرآن الكريم بألفاظِهِ وكلماتِهِ, فلو لم نكُن حفظنا القرآن الكريم في صدورِنا ولو لم نكُن تلقيناه بالسند الصحيح و ولو لم نكن استلمناه جماعات عن جماعات بالتلقي و السماع لكُنا اليوم كالنصارى والعياذ بالله نكتُب في المصاحِف هذه الآية تُقرأ كذا وفي أقدم المخطوطات كُتِبت كذا , أو هذه الآية غير موجودة في أقدم المخطوطات , أو هذه الآية إضافة لاحِقة ...الخ ....الخ....!!!!!!

                              ولكِننا مُنْذُ وفاة الرسول وتوقُّفِ الوحي وحتى اليوم ونحنُ بكل سهولة ويُسر نوقِن أن هذا قرآناً ... وهذا تفسير وشاذ صحيح و شاذ مردود ... فالصحابة أجمعوا في الصحف البكرية على القرآن الكريم حين نقلوه كامِلاً مِن صدور الصحابة ومن لخاف ورق الوحي الذي كُتِب بين يدي الرسول , و الصحابة جميعاً في عهد عُثمان رضي اللهُ عنه نسخوا الصُحُف البكْرِيّة في المصاحِفِ العُثمانية , وارتضوا لرسم القرآن رسما وجب اتِّباعُهُ وعدم مُخالفتِهِ سواءاً كان هذا الرسم اصطلاحاً او توقيفاً.
                              وسأضرِبُ لك المِثال
                              بالقرآن والقراءة و الرسم في الرسالة التالية.





                              يتبع
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 10:00 م.
                              "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                              رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                              *******************
                              موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                              ********************
                              "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                              وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                              والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                              (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة دكتور أشرف, 14 ينا, 2024, 03:18 م
                              ردود 0
                              13 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة دكتور أشرف
                              بواسطة دكتور أشرف
                               
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 20 فبر, 2023, 03:45 ص
                              ردود 0
                              184 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة دكتور أشرف, 9 فبر, 2023, 12:19 ص
                              ردود 0
                              37 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة دكتور أشرف
                              بواسطة دكتور أشرف
                               
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 9 ديس, 2021, 09:29 ص
                              ردود 0
                              291 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 25 نوف, 2021, 06:30 ص
                              رد 1
                              477 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة مصري مسلم
                              بواسطة مصري مسلم
                               
                              يعمل...
                              X