الصحابة في القرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abanna اكتشف المزيد حول abanna
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصحابة في القرآن



    الصحابة في القرآن


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد,

    عادة ما تقترن الدعوة إلى إنكار السنة مع الدعوة إلي الطعن في الصحابة - رضي الله عنهم -، ومن ثم فعندما يحتج على هؤلاء الزنادقة بفضائل الصحابة في السنة يُجيبون بأنهم لا يرون صحة هذه الأحاديث، بل ربما بالغ بعضهم في الوقاحة فزعم أن الصحابة أنفسهم هم الذين وضعوا الأحاديث في فضائلهم، ولما كان كل منتسب إلى الإسلام مهما بلغ إجرامه لا يجرؤ على الطعن في القرآن، كان من المناسب إفحام هؤلاء القوم بالحجة القرآنية مع إيماننا وتصديقنا بأحاديث فضائلهم - رضي الله عنهم - من باب قول الخليل - عليه السلام - للملك الظالم (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ)(البقرة: من الآية 258) فنسأل الله - عز وجل - أن تكون تلك الآيات البينات في فضائل الصحابة الكرام إلجاماً لشانئيهم، فمن ذلك:



    وُصف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكتب السماوية السابقة - التوراة والإنجيل - على أفضل ما يوصف به المؤمن، فجاءت صفتهم بأنهم: أشدّاء على الكفار، رحماء بينهم، وأنهم ركّعٌ سجّدٌ، وأنهم يبتغون فضل الله ورضوانه، وأن سيماهم في وجوههم من أثر السجود، وهذا كله قطعاً فيهم، وقد أخبر سبحانه عن ذلك، فقال: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)(الفتح:29).



    ومن صفاتهم المكتوبة فيها: أنهم عظّموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونصروه، واتبعوه واتبعوا تعاليمه وسننه وهديه، وأحكام كتابه الذي أنزل عليه، والسنن التي نزلت معه، فوعدهم الله بذلك الرحمة الواسعة والخير و الحسنى، وقد أخبرنا الله – تعالى - عن ذلك في القرآن الكريم؛ فقال: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والإنجيل يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)( الأعراف 156ـ157).



    ولاحظ أن هذا الوصف قد ذكره الله - عز وجل - جواباً لدعوة موسى - عليه السلام - الذي أختاره قومه، فلم يجد فيهم غير سبعين رجلاً جاءوا يستغفرون الله فأخذتهم الرجفة، فدعا موسى - عليه السلام - ربه فناسب في هذا الجمع الذين هم خيرة بني إسرائيل أن يذكرهم الله - عز وجل - بفضل محمد - صلى الله عليه وسلم - وليس فضله فقط، بل وفضل أولئك الذين يؤمنون به ويوقرونه وينصرونه، هذا وصفهم في الكتب السابقة، وأنزله الله في قرآنه لتعلم الأجيال القادمة فضيلة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أما صفتهم في القرآن الكريم، فالقرآن مليءٌ بفضلهم وخلقهم وأدبهم وشجاعتهم وصدقهم وعلوّ شأنهم وعظيم مكانتهم، وكان القرآن ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيثني على الصحابة - رضي الله عنهم - في كل موضع نصروا فيه الله ورسوله، فمن ذلك: قال الله – تعالى - في فضل المهاجرين : (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)(الحشر:8).



    وفي هذه الآية وغيرها فضيلة لا يمكن لأحد من الأمة أن يدركها بعد عصر الصحابة، وهو ثناء الله على بواطنهم بقوله: (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً) كما أن فيها حصرٌ للصدق فيهم بقوله: (أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، وهذا أسلوب حصر، ولذلك قال غير واحد من السلف في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) إنهم هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -.



    وهكذا الأنصار وفيهم قوله – تعالى -: (وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(الحشر:9).



    وقدم الله أهل بدر على من سواهم في الفضل والجهاد والسبق، يقول الله -عز وجل-: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(آل عمران:123).



    وكذا أهل بيعة الرضوان وفيهم يقول سبحانه : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)(الفتح:18). وهذه الآية وغيرها شهادة لهم -رضي الله عنهم- برضا الله عنهم، وهي شهادة لجميع أصحاب بيعة الشجرة بالجنة، وأما اختصاص العشرة بأنهم المبشرون بالجنة؛ فذلك لأنهم وردوا في سياق واحد من قوله -صلى الله عليه وسلم- فدل هذا علي فضيلة خاصة بهم.



    ويقول الله - عز وجل - في صدقهم وثباتهم على الحق والإيمان والمبدأ ونبيل خلقهم: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)(الأحزاب:23)، والظاهر في هذه الآية أنها أنزلت مرتين مرة يوم أحد في مجموع أبطال اُحد، ورأى الصحابة أن من أولاهم دخولاً فيها أنس بن النضر -رضي الله عنه-، ونزلت مرة ثانية في غزوة الخندق في سعد بن معاذ خاصة أو أنها تشملهم.



    وذُكِر بعضهم بالاسم وهو زيد - رضي الله عنه - في قوله -تعالى-: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا).

    وذكر بعضهم بالكناية عنهم وصفتهم، كأبي بكر - رضي الله عنه - في قوله - سبحانه وتعالى -: (وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى) وكما في قوله -عز وجل-: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)(الزمر:33)، وكما في قوله – تعالى -: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)(التوبة: من الآية40)،



    وعليّ - رضي الله عنه - وغيره ممن يشملهم قوله – تعالى -: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا).



    وصهيب - رضي الله عنه - في قوله - سبحانه وتعالى -: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)(البقرة:207).



    وأما أعجب ما يمكنك أن تجده من حب الله - عز وجل - لصحابة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فتجده في عتاب الله لهؤلاء الأخيار على أخطائهم على ندرتها، وهي المواطن التي تتوقع أن تجد فيها شدة، إلا أن سابقة القوم إلى الإيمان، ونصرتهم للرسول الكريم شفعت لهم عند أرحم الراحمين، وقد قدّر الله على بعضهم المعصية أحياناً؛ لنتعلم منهم حال خطأهم كما تعلمنا منهم حال صوابهم، فنرى توبتهم وندمهم واستغفارهم، ثم نرى رحمة الله بهم ومغفرته لهم، فنطمع إذا سرنا على طريقهم أن ننال مثل عفوهم.



    ففي أُحُد قال معاتباً إياهم على ما بدر من تقصير بعضهم: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ) بيد أن الآية لم تتم حتى ذكر الله فيها عفوه عنهم، وكذلك في حُنَيْن ذكر إكرامه لهم فقال: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ)(التوبة:26).



    وفي تبوك يذكرهم منته عليهم بالتوبة لإتباعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في ساعة العسرة فقال: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(التوبة:117).



  • #2
    أصلح الله حالك يا أخينا الكريم ، وبارك فيك

    دعوى إنكار السنة على إطلاقها لها العديـــــــد من المآرب ولا ينتهجها إلا ضال أو مضل

    الله صل وسلم وبارك على النبى الأمى وعلى آله وصحابته ومن والاه إلى يوم الدين

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة _الساجد_ مشاهدة المشاركة
      أصلح الله حالك يا أخينا الكريم ، وبارك فيك

      دعوى إنكار السنة على إطلاقها لها العديـــــــد من المآرب ولا ينتهجها إلا ضال أو مضل

      الله صل وسلم وبارك على النبى الأمى وعلى آله وصحابته ومن والاه إلى يوم الدين

      جزاك الله كل خير يا اخي

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 16 فبر, 2023, 02:50 ص
      رد 1
      39 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
      ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 28 يون, 2021, 12:22 م
      ردود 0
      3,129 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة وداد رجائي
      بواسطة وداد رجائي
       
      ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 أكت, 2018, 12:57 م
      ردود 0
      357 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة محمد بن يوسف
      بواسطة محمد بن يوسف
       
      ابتدأ بواسطة زين العابدين الجزائري, 21 أغس, 2015, 11:17 ص
      ردود 0
      1,502 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة زين العابدين الجزائري  
      ابتدأ بواسطة عمار خليفة, 18 أغس, 2015, 09:38 م
      ردود 2
      1,277 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عمار خليفة
      بواسطة عمار خليفة
       
      يعمل...
      X