شرح قصة موسى عليه السلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح قصة موسى عليه السلام

    شرح قصة موسى عليه السلام


    في الآية المتضمنة قتل الكافر قال تعالى ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد
    فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه
    إلى قوله فقضى عليه
    فمن أقوال المخلطة في هذه القصة أن موسى عليه السلام قتل القبطي من أجل
    العبراني لأن كان العبراني من قبيله والقبطي من غير قبيله فصيروا الكليم عليه السلام
    متعصبا لأجل قبيله وعشيرته وليس الأمر كذلك وحاشاه من ذلك
    فإن هذه هي حمية الجاهلية وإنما مر موسى عليه السلام برجلين يقتتلان أحدهما يعرفه
    مؤمنا والآخر يعرفه كافرا فاستغاثه المؤمن على الكافر فوكز الكافر ليحمي المؤمن فصادف
    مقتلا من مقاتله بتلك الوكزة فمات
    فصل
    فإن قيل من أين لكم أن تحكموا بإيمان أحدهما وكفر الآخر وإنما نطق الكتاب ب رجلين
    أحدهما من شيعته أي من بني إسرائيل والآخر من عدوه لكونه من القبط
    فنقول ومن أين علمتم أيضا أن أحدهما كان قبطيا والآخر كان سبطيا والكتاب إنما نطق
    برجلين
    فإن قالوا لقوله تعالى هذا من شيعته وهذا من عدوه والشيعة القبيل والرهط فمن أين
    نقلتم الحقيقة إلى المجاز ومن أين صح لكم العلم بكفر أحدهما وإيمان الثاني
    فنقول علمنا ذلك من ثلاثة أوجه
    أحدها أن شيعة الكافر قبيله ونسيبه وصنفه وشيعة المؤمن إنما هو شريكه في الإيمان
    كان من قبيله أو من غير قبيله قال تعالى إنما المؤمنون أخوة
    وقال في قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه
    وقال في الكفرة فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون
    وقال تعالى يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه
    والمرء هذا الكافر بدليل قوله تعالى ألأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين
    والأخلاء هنا المؤمنون
    وقال تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين
    وقال تعالى في الكافر ويوم يعض الظالم على يديه
    إلى قوله يا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا
    إلى غير ذلك مما جاء في الكتاب والسنة من تبرئ المؤمن من الكافر ومجموع هذا يدل
    على أن الذي استغاث بموسى عليه السلام كان مؤمنا على بقايا من دين يوسف عليه
    السلام
    قال تعالى وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه
    فكان في بني إسرائيل وفي القبط مؤمنون يكتمون إيمانهم فكان هذا الرجل المستغيث
    بموسى عليه السلام منهم
    الثاني قول الله تعالى لأم موسى عليه السلام يأخذه عدو لي وعدو له
    ومعلوم قطعا أن الله تعالى ما سمى فرعون عدوا له ولنبيه إلا لأجل كفره فخرج من هذا أن
    هذا القبيل إنما كان عدوا لموسى عليه السلام من اجل كفره ولو اجتزأنا بهذا الدليل
    لاكتفينا به عما سواه
    الثالث أن الله تعالى قال هذا من شيعته وهذا من عدوه فلو كان المقصود بالشيعة القبيل
    لقوبل في النقيض بقبيل آخر لا بالعدو فإنه ليس من وصف من لم يكن من القبيل أن يكون
    عدوا ثم قد يكون
    العدو من القبيل بل من الأخ والولد قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم
    وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم فصحت عداوة الدين مع ثبوت النسب
    فيخرج العدو هنا مخرج قوله تعالى يأخذه عدو لي وعدو له حرفا بحرف وكذلك قوله تعالى
    فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فخرج من مضمون هذا أن موسى عليه
    السلام وكز الكافر العدو لأجل كفره لا لغير ذلك إذ ليس لله تعالى شيعة ولا قرابة سبحانه
    وتعالى وقد أثبت لنفسه عدوا
    فإن قيل فإذا كان هذا هذا فلم ندم على قتله وتحسر واستغفر ربه وغفر له ومع هذا يمتنع
    يوم القيامة من الشفاعة لأجل هذا المقتول ويقول معتذرا ومعترفا قتلت نفسا لم يأمرني
    الله بقتلها وأيضا فإن الله تعالى عاتبه في الدنيا عند المناجاة فقال له وقتلت نفسا فنجيناك
    من الغم
    فكيف يعاتب كليمه على قتل كافر
    وأيضا فقد قال هو لفرعون حين عرض له بقتل القبطي فقال وفعلت فعلتك التي فعلت
    وأنت من الكافرين قال فعلتها إذا وأنا من الضالين
    فنقول أما قولكم لم ندم وتحسر واعتذر واستغفر وغفر له فهذا من النمط الذي قدمناه في
    حق غيره من الأنبياء عليهم السلام أنهم يتحسرون ويندمون ويستغفرون على ترك الأولى
    من المباحات فلا فائدة في إعادة تفصيل ما فرغنا من جملته وتفصيله
    على أن ندم موسى عليه السلام لم يكن على مباح وإنما كان ندمه على فعل لم يؤمر به
    والأفعال قبل الشرع انما هي مطلقة لا غير فإن المباح يقتضي مبيحا فإذا لم يثبت شرع
    فلا مباح ولا مبيح
    وهذا أوسع في عذر موسى عليه السلام إذ لم يكن مشروعا له عندما قتله وإن كان قد
    التزم شريعة يوسف عليه السلام على وجه من الوجوه فتخرج له على الوجه المتقدم
    وأما قولكم إن الله تعالى عاتبه عند المناجاة على قتل القبطي فباطل وإنما عدد ربه تعالى
    عليه في ذلك المقام الكريم نعمه السالفة عليه وآلاءه العميمة في قوله تعالى إذ أوحينا
    إلى أمك ما يوحى أن أقذفيه في التابوت إلى قوله تعالى واصطنعتك لنفسي ثم ذكر له
    من جملتها كيف نجاه من كيد فرعون وغم كان في قلبه من أجل طلبه إياه حين فر بنفسه
    منه
    ولو عاتبه ربه على ذلك لخرج له مخرج ما قدمناه من عتاب الله تعالى لأنبيائه على بعض
    المباحات من غير أن يلحق بهم ذنب ولا عتب
    وأما قوله عليه السلام لفرعون فعلتها إذا وأنا من الضالين فيعني به أنه كان عندما قتله من
    الغافلين الغير مكلفين فكأنه يقول له فعلتها قبل إلزام التكليف وإذ كنت غير مكلف فلا
    تثريب علي فإنه لا يقع الذنب والطاعة إلا بعد ثبوت الأمر والنهي والدليل على أن ضلال
    الأنبياء غفلة لا جهل قوله تعالى لنبينا عليه السلام ووجدك ضالا
    فهدى يعني غافلا عن الشريعة لا تدري كيفية العبادة فهداك لها بالأمر والنهي ثم قال له
    بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين
    والجاهل لا يسمى غافلا حقيقة لقيام الجهل به فصح أن ضلال الأنبياء عليهم السلام
    غفلة لا جهل
    وقال بعض مشايخ الصوفية وجدك ضالا أي محبا له فهدى أي اختصك لنفسه خصوص
    الهداية والصحبة
    يعضد ذلك ما أخبر تعالى عن إخوة يوسف عليه السلام إن أبانا لفي ضلال مبين أي في
    حب مبين ليوسف وكذلك قولهم له بعد ذلك تالله إنك لفي ضلالك القديم أي في حبك
    القديم له ومن أسماء المحبة عند العرب الضلال
    ومع ما ذكرناه في هذه القصة من تبرئة موسى عليه السلام من الذنب في قتل الكافر أن
    قتله كان خطأ فإنه ما طعنه بحديدة ولا رماه بسهم
    ولا ضربه بفهر ولا بغيره وإنما وكزه وما جرت العادة بالموت من الوكزة وإن مات منها أحد
    فنادر والنادر لا يحكم به فقد تبرأ موسى عليه السلام من الذنب في قتل الكافر براءة
    الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السلام
    من كتاب
    تنزيه الأنبياء

    عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
    أبي الحسن علي بن أحمد السبتي الأموي

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    فإن قيل من أين لكم أن تحكموا بإيمان أحدهما وكفر الآخر وإنما نطق الكتاب ب رجلين
    أحدهما من شيعته أي من بني إسرائيل والآخر من عدوه



    شكرا أخى ( وليد المسلم ) فأنا كنت أعتقد ذلك أيضا !!!!!!!!!!!! قبل قراءة التوضيح والشرح فى موضوعك

    ولكن كنت أعتقد ذلك للآتى:_

    ** الآية الكريمة (( لمن لا يعلم )) قد توحى فى ظاهرها بذلك

    ** كان من المعروف تحامل القبط وذلهم لبنى إسرائيل فى تلك الفترة

    ** انه عليه السلام ( أخذ عليه تسرعه فى هذا الوكز ) وعدم السؤال عن سبب الخلاف على الأقل أولا !!!!!!!!
    والله أعلم (( معلومة من برنامج دينى )).

    ** أنه عليه السلام قد أخذ عهدا على نفسه ( بإنصاف ومساعدة المظلومين) على الظالمين

    ولأن ( سيدنا موسى من بنى إسرائيل ) , (و بنى إسرائيل هم (( المظلومين)) من قبل جنود فرعون القبط ((الظالمين )) )


    فطبيعى إذا أن ينصف ممن ينتمى إليهم من المظلومين !!!!!!

    وان أتضح بعد ذلك سوء الاسرائيلى لسيدنا موسى
    .

    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .




    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيراً كثيراً
      تعمَّدَ موسى عليه السلام الوكز ولم يتعمد القتل والبون شاسع
      ووقوع هذا الخطأ من سيدنا موسى لا يقدح في اعتقادنا بعصمة الأنبياء
      فالأنبياء عليهم صلوات الله معصومون من الخطأ فيما يبلغون عن رب العزة من الوحي الإلهي ، وهم معصومون كذلك من الوقوع في الكبائر ، ولكنهم غير معصومين من الوقوع في بعض الصغائر غير أنها تبين لهم فيتداركونها سريعاً بالتوبة والعمل الصالح الكثير ..


      وقد كان حوار ماتع بين نصراني محترم وأستاذنا الكبير متعلم وكان للنصراني اعتراضات حاول من خلالها إثبات تعمد سيدنا موسى قتل القبطي غير أن الأستاذ متعلم قد كفى ووفى وأردتُ أن أقتطفَ لكم جزءاً هاماً من الحوار فتابعوا واستمتعوا :


      ((إعتراضات النصراني باللون الأحمر ورد الأستاذ متعلم باللون الأسود ))


      ------------------------------



      (1) .. محاولة موسى إعادة الكرة مرة أخرى

      تقول : " كيف تنقلع [الشبهة] وقد حاول موسى اعادة الموضوع مرة اخرى ؟ "


      ما هو " الموضوع " الذى حاول موسى عليه السلام إعادته ؟

      عليك أن تنتبه إلى هذا !

      إن موسى عليه السلام لم يقتل عن عمد فى المرة الأولى ليحاول القتل عن عمد مرة أخرى .. كلا ! .. وإنما حاول موسى أول مرة " دفع أذى الكافر " ـ عن أخيه المؤمن ـ بضربه ووكزه وليس بقتله .. والذى أراده موسى عليه السلام للمرة الثانية هو نفس ما أراده فى الأولى : " دفع أذى الكافر " ـ عن أخيه المؤمن ـ بضربه والبطش به .

      هذا هو الظاهر من الرواية القرآنية ، وليس فى الرواية أبداً أنه تعمد قتل القبطى ، لا فى الأولى ولا فى الثانية .. ومن ادعى أن موسى عليه السلام كان متعمداً للقتل فى أى منهما فى الرواية القرآنية فعليه الإتيان بالدليل ، وإلا بطلت دعواه .

      وهذا على فرض اكتفائنا بموقف الممتنع ومطالبة المدعى بالدليل .. فكيف وقد قدمنا دليلاً على عدم تعمد موسى عليه السلام للقتل فى الرواية القرآنية ، وهو المتمثل فى لفظة " فوكزه " ، فبينا أن الوكز ليس الأداة المفضلة لمن يتعمد القتل .. ولا يخفى عليك أن المعول عليه فى هذا المقام هو معانى الألفاظ القرآنية .


      * * * * *




      (2) .. القرب الزمنى بين هم موسى بالمحاولة الثانية وفعلته الأولى

      تقول : " كيف تنقلع وقد حاول موسى اعادة الموضوع مرة اخرى ؟ وليس بعد مده .. "لا" .. بل فى ثانى يوم ! .. هل لحق ان ينسى انه قتل نفس بالامس ليحاول قتل نفس جديدة فى اليوم التالى ؟ "


      تصرح الرواية القرآنية أن محاولة موسى عليه السلام " للبطش " بالكافر الثانى قريبة زمنياً من " قتله الخطأ " للكافر الأول ، وبالتحديد فى اليوم التالى مباشرة .. ولا ضرر عندنا فى هذا ؛ لأننا لا نقول ـ كما تقول ـ إنه قتل الأول متعمداً ثم أراد قتل الثانى عمداً فى اليوم التالى .. لا نقول بذلك لأننا نتبع الرواية القرآنية ولا نحملها ما صرحت بضده .

      إن موسى عليه السلام لم يشأ قتل القبطى فى المرة الثانية ، وإنما أراد دفع أذاه عن أخيه المؤمن ، وكل ما عبر به القرآن عن ذلك هو : " فلما أن أراد أن يبطش بالذى هو عدو لهما " .. و" البطش " هو الأخذ الشديد وليس تعمد القتل كما توهمت .

      فعُلم من ذلك أن قولك : " هل لحق ان ينسى انه قتل نفس بالامس ليحاول قتل نفس جديدة فى اليوم التالى ؟ " من الخطأ بمكان .. لأن موسى لم يحاول قتل نفس جديدة فى اليوم التالى ـ كما لم يحاول فى السابق ـ وإنما أراد دفع أذى الكافر بضربه كما فعل فى الأولى .. ولو التزمت بالوقوف عند الرواية القرآنية لما استطعت أن تدعى أن موسى " حاول قتل نفس " مرة أخرى .. وهذا الادعاء العارى عن الدليل لا يلزم القرآن فى شىء ؛ لأنه قد صرح بخلافه .


      * * * * *



      (3) .. بالنسبة لـ " وكزه " فالظاهر فيها عندك أنها بقصد القتل ، والقول بغير ذلك عندك غريب .. لأن ادعاء أن موسى لم يكن يعلم قوته الفعلية إلى ذلك الحين هو ادعاء مرفوض ..

      تقول : " كما ان محاولات التبرير ان "وكذه" كان بغير مقصد غريبة ... الم يكن يعلم انه ذو قوة مفرطة من قبل ؟ "


      دقق النظر أكثر يا عزيزى وتأنَ !

      لم يقل أحد بأن " الوكز " كان بغير قصد ! .. بل صرحت الرواية القرآنية بأن موسى عليه السلام كان متعمداً للوكز فى المرة الأولى ، ومتعمداً للبطش فى المرة الثانية .. لكن الوكز والبطش فى كفة ، والقتل فى كفة أخرى !

      إنما الذى قلناه سابقاً هو أن الوكز لا يؤدى للقتل فى العادة ، وهذا دليل على أن موسى عليه السلام لم يشأ قتل القبطى متعمداً وإلا لعمد لوسيلة أخرى فعالة بخلاف الوكز الذى يعرف الناس أنه لا يقتل .. وقد بينا معنى الوكز وأثبتناه بالدليل .. ولم تحاول أنت مناقشة ذلك من قريب أو بعيد .. ولا يبعد عن إنصافك أن الدعوى لا وزن لها حتى يصحبها الدليل .

      أما مسألة عدم تقدير موسى عليه السلام لقوته الحقيقية ، فأنت ترى أنه ـ عليه السلام ـ كان يعلم قوته الحقيقية .. حتى هذا يا عزيزى لا يضير ! .. لأن معرفة موسى بأنه شديد القوى لا يعنى أنه سيمنع نفسه عن مدافعة أى إنسان خشية قتله ! .. بل يعنى أنه سيستخدم القدر الملائم فقط .. ونحن نرى من عرفوا بقوتهم المفرطة لا يمتنعون عن المزاح الجسدى مع أصدقائهم ، ولم تمنعهم معرفتهم بمقدار قوتهم المفرطة من ذلك .. كل ما هنالك أنهم لا ينوون قتل أصدقائهم وإنما مزاحهم فقط .. وكذلك لم نشاهدهم يمتنعون عن " تأديب " من تطاول عليهم .. بل يستخدمون من قوتهم بمقدار ذلك فقط .. ولتقريب الأمر إلى الأذهان نقول : إن معرفتك بالفرق العظيم بين قوتك وقوة طفلك لا تمنعك أبداً من تأديبه لو لزم الأمر !

      والمقصود أن معرفة موسى عليه السلام بعظيم قوته لا تمنعه أبداً من دفع أذى الكافرين فى المرتين بحجة أن مجرد وكزة منه تكفى لقتل أى إنسان .. لأن من عادة كل إنسان التحكم فى استخدام قوته بالقدر الذى يرغب .


      * * * * *




      (4) .. لو لم يرد موسى قتل القبطى متعمداً لكان اكتفى بالفصل بين المتقاتلين وهو أولى من الوكز

      تقول : " اما كان اولى بدل ان "يوكذ" القبطى ان يفصل بينهما اما كان هذا اولى ؟ "


      مجرد وكز أو ضرب موسى للقبطى لا يلزم منه إرادة موسى لقتله متعمداً ، بل التعبير بالوكز مناقض لذلك ، لأن من أراد قتل إنسان لا يلجأ إلى وكزه !

      أما مسألة " الفصل أولى من الوكز " .. فلا نسلم بمطلق هذه الأولوية .. لاحظ أن الإسرائيلى والقبطى لم يكونا يلعبان الشطرنج وإنما " يقتتلان " ! .. ثم لاحظ أننا لا نسوى بينهما ، بمعنى أننا نقول بأن القبطى كان معتدياً على الإسرائيلى ظالماً له ، ووصل الأمر لمقاتلته ، ويلزمنا هنا استصحاب التاريخ العريض للأقباط فى ظلم الفئة المؤمنة واستعبادها " يقتلون أبنائهم ويستحيون نسائهم " .. والذى أشارت إليه سورة القصص فى بدايتها .. فالمقصود أن هذا القبطى الكافر كان معتدياً على المؤمن ويتقاتل معه .. هذا هو الذى شاهده موسى عليه السلام .. ومعلوم أن مجرد ضرب الكافر المقاتل للمؤمن ليس أدنى من الفصل فى كل حالة .

      لكن .. تعال نسلم بأن الفصل كان أولى من الوكز فى الحادثة المنشودة .. فهل هذا ينافى عقيدة أهل السنة فى عصمة الأنبياء ؟ ..

      بالطبع كلا ! ..

      لأن موسى ـ فى هذه الحال ـ يكون قد فعل خلاف الأولى ، وعصمة الأنبياء لا يناقضها فعل النبى خلاف الأولى ، بل قد فعل ذلك خيرهم وأفضلهم عليه الصلاة والسلام ، لكن الله لا يقرهم على ذاك ، بل يتوبون فيغفر لهم .


      * * * * *



      (5) .. تستدل على تعمد موسى لقتل القبطى فى المرة الأولى بطريقة رواية القرآن لهمه بتكرير الفعلة ..
      (أ) .. " يبطش " .. فموسى تدخل ليبطش ـ ويقتل ـ لا ليفض شجاراً

      تقول : " كما ان الايه التى بعدها واضحه .. " فلما [ أن ] اراد ان يبطش بالذى هو عدو لهما .. " فهو هنا لم يدخل ليفض شجار بل دخل ليبطش ويقتل .... فدخل هذه المره ليس ليوكز بل انظر الى التعبير " ليبطش " .


      أولاً :
      يا عزيزى إن موسى لم يتدخل ليهدى باقة زهور للكافر ! .. ولا تدخل " ليفض شجاراً " على حد تعبيرك ! .. لقد كان غرض موسى عليه السلام " ضرب " الكافر والبطش به .. ولم يقل أحد بخلاف ذلك .. لكن مشكلتك أنك تتوهم ذلك الضرب والبطش هو " قتل عمد " من موسى عليه السلام .. وهو قول لا يجرؤ على التصريح به من له أدنى اطلاع على القوانين والدساتير البشرية منها والإلهية .. وإنما نقول إن ضرب موسى للكافر وبطشه به ليرد أذاه عن أخيه المؤمن .

      ثانياً :
      من قال إن معنى البطش هو القتل بالضرورة ؟ ..

      البطش : هو التناول بشدة والأخذ الشديد في كل شيء ..
      [لسان العرب ج: 6 ص: 267 ، القاموس المحيط ج: 1 ص: 755 ، المصباح المنير ج: 1 ص: 51]

      إذن البطش ليس مرادفاً للقتل ، وإنما هو الأخذ الشديد ، ونحن لا ننكر أن موسى عليه السلام كان مريداً لأخذ القبطى الثانى بشدة وعنف ، لكن هذا شىء وإرادته للقتل شىء آخر ..

      ونفس هذا المعنى اللغوى للبطش نجده فى كثير من الروايات ..

      فى الحديث الصحيح : " الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش " .. ومعلوم أن معنى القتل ـ كمرادف للبطش ـ هنا غير وارد بالمرة .

      وفى صحيح مسلم يصف ابن عباس هيئة معينة رآها من النبى عليه الصلاة والسلام فقال : " ... ثم وضع أطراف أصابعه على قرن الرأس ، ثم صبها ، يمرها كذلك على الرأس ، حتى مست إبهامه طرف الأذن مما يلي الوجه ، ثم على الصدغ وناحية اللحية ، لا يقصر ولا يبطش بشيء إلا كذلك ... " .. وقد فسر العلماء قوله " لا يقصر ولا يبطش " بأن معناها " لا يبطئ ولا يستعجل " ..

      وأخرج ابن أبى حاتم فى تفسيره : " أن قوم نوح كانوا يبطشون به فيخنقونه حتى يغشى عليه ، فإذا أفاق قال : الله اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون " .. والشاهد هنا واضح .. فلو توهمنا معنى البطش هنا : القتل .. لكان معنى الرواية أن قوم نوح كانوا يقتلونه كل يوم ! .. وإنما البطش الأخذ بشدة ، كما فعل بنوح فى الرواية المذكورة ، وهو نفس ما أراد موسى عليه السلام فعله مع القبطى فى المرة الثانية .

      والمقصود أن البطش ـ مع شدته وعنفه ـ ليس مرادفاً للقتل ، وبالتالى من أكبر الخطأ أن نفهم إرادة موسى للبطش بالقبطى على أنها إرادة لقتله ، وإنما هى إراده لضربه بشدة ، منعاً لأذى كافر ، ونصرة لأخ فى الإيمان .


      * * * * *



      (ب) .. عرف موسى من المرة الأولى أنه قوى بما يكفى لقتل من يبطش به
      (ج) .. هذه المعرفة قريبة جداً لم تمحَ من الذاكرة القريبة بعد

      تقول : " فهو هنا ... دخل ليبطش ويقتل على الرغم من قتله نفس قبلها بيوم ومعرفته انه مفرط القوة .. "


      أجبنا عن ذلك من قبل ونكرره هنا .. لم يشأ موسى قتل القبطى فى المرة الثانية ولا شاء ذلك فى الأولى .. ولا دليل واحد لدى من يدعى ذلك .. وإنما أراد موسى ـ عليه السلام ـ ضرب القبطى فى الثانية كما ضربه فى الأولى ، مع عدم تحمله لمسئولية القتل الخطأ الذى لم يرِده منذ اللحظة الأولى .

      وكون موسى عليه السلام مدركاً لقوته المفرطة ، لا يمنعه أبداً من محاولة تأديب وضرب من أراد ، لأنه يعرف فى نفسه أنه سيتحكم فى قوته كما ينبغى ، كما نرى ذلك من أصحاب القوة المفرطة على مر الزمان ، ومنكر ذلك مكابر .


      * * * * *




      (د) .. صرح القبطى بأن إرادة موسى للبطش به هى إرادة لقتله كما قتل نفساً بالأمس

      تقول : " ولما رد عليه القبطى وقال " اتريد ان تقتلنى كما قتلت نفسا بالامس ان تريد الا ان تكون جبارا فى الارض وما تريد ان تكون من المصلحين " .. وهذا يعنى ان من قتله موسى بالامس كان عن طريق انه بطش به ايضا "

      أولاً :
      على افتراض أن ذلك من كلام القبطى ، فلا حجة فى قول ذلك الكافر .. لأنه يدعى على موسى ـ عليه السلام ـ أنه يريد أن يكون جباراً فى الأرض ولا يريد الإصلاح ، ومعلوم من القرآن أن ادعاء ذلك على موسى عليه السلام هو من أبلغ الفساد ، فكيف يكون فى بعض كلام القبطى حجة وبقية كلامه بهذا الخطل والفساد ؟ .. إن كلام القبطى ـ إن كان له ـ هو من وجهة نظره فقط ، وليس هو الصواب فى حقيقة الأمر .. وشتان ما بين الأمرين !

      ثانياً :
      نكرر فنقول : إن موسى عليه السلام لم يتدخل فى المرة الأولى ليهدى القبطى الكافر باقة من زهور ، وإنما تدخل ليدفع أذاه ـ عن أخيه المؤمن ـ بضربه ووكزه ، وليس مسئولاً عن القتل الخطأ الذى نتج عن ذلك .. وفى المرة الثانية أراد أيضاً ضرب الكافر والبطش به .. وفى كلا المرتين لم يشأ القتل منذ الوهلة الأولى ، كما هو ظاهر من الرواية القرآنية ، التى عبرت بلفظتى " الوكز " و " البطش " ، اللتين لا ترادفان القتل بحال .


      **********


      والخلاصة ..

      ظاهر الرواية القرآنية أن موسى عليه السلام لم يتعمد قتل القبطى الأول ولا أراد قتل الثانى ، وإنما أراد الضرب والبطش بالعدو الكافر الذى يذيق الفئة المؤمنة سوء العذاب .

      والاعتراضات الواردة على ذلك بينا ما فيها والحمد لله ..

      (1) .. محاولة موسى إعادة الكرة مرة أخرى .. لا مشكلة فيها ، لأنه لم يحاول القتل ، وإنما حاول ضرب الكافر كما فعل فى الأولى ، وليس مسئولاً عما لم يتعمده .

      (2) .. القرب الزمنى بين هم موسى بالمحاولة الثانية وفعلته الأولى .. لا يضير ، بل نصت عليه الرواية القرآنية صراحة .. لكنها لم تقل أبداً إنها قتل بعد قتل .. وإنما بطش بعد وكز .

      (3) .. أما أن الوكز هو القتل أو أداته المعروفة .. فلا دليل على ذلك ، بل صرحت المصادر بخلافه .

      (4) .. ومسألة " الفصل أولى من الوكز " .. لا نسلم بمطلق هذه الأولوية .. ولو سلمنا لما ناقضت عقيدة عصمة الأنبياء .

      (5) .. والاستدلال على تعمد موسى لقتل القبطى فى المرة الأولى بطريقة رواية القرآن لهمه بتكرير الفعلة غير مجد ..

      (أ) .. فلفظة " يبطش " لا تفيد تعمد القتل بحال ، وإفادتها لإرادة الضرب لم ننكره أبداً ، ولا يضيرنا هنا .

      (ب) (ج) .. ومعرفة موسى من المرة الأولى أنه قوى بما يكفى لقتل من يبطش به وقرب هذه المعرفة .. لا يكفى ذلك فى امتناع موسى عليه السلام عن ضرب الكافر الذى يقاتل المسلم ، بل يمكنه أن ينوى ضربه مع عدم إرادة قتله .

      (د) .. وتصريح القبطى بأن إرادة موسى للبطش به هى إرادة لقتله .. هو من وجهة نظره وحده فقط .


      **************


      أمران بقيا ألفت النظر إليهما ..

      الأمر الأول :

      إن تصوير الحادثة على أنها مجرد " شجار " بين طرفين ثم قتل موسى أحدهما .. هذا التصوير هو باطل محض ! .. وهو الذى يؤدى إلى بقية التصورات الفاسدة حول الحادثة .. وإنما لا بد من استصحاب كل الخلفيات التى أوردها القرآن عن معاناة الفئة المؤمنة من استعباد أقباط مصر لهم .. " يذبحون أبنائهم ويستحيون نسائهم " ..

      إن موسى عليه السلام لم يتدخل ليفض شجاراً لا ناقة له فيه ولا جمل ! ..
      إن موسى عليه السلام كان ينصر أخاه المؤمن ضد عدو كافر يستذله هو وقومه أبلغ الذل ، ويستعبده أبشع الاستعباد .


      الأمر الثانى :

      تكرر فى كلامى نفى تعمد قتل القبطيين عن موسى عليه السلام .. وليس هذا النفى لأن القبطيين كانا غير مستحقين للقتل بإطلاق .. وإنما نقول إن موسى عليه السلام لم يكن مأموراً بالقتل آنذاك ، ففرق بين كون الكافر مستحق للقتل وبين كون المؤمن مأموراً بتنفيذ ذلك القتل ، إذ لا تلازم بين الأمرين ، كما كانت الفئة المؤمنة تعذب فى مكة ، لكنها لم تكن مأمورة بالقتال ، ولم يكن معنى ذلك أبداً أن أبا جهل لم يكن مستحقاً للقتل .. ولذلك سيقول الكليم يوم الشفاعة الكبرى " إنى قتلت نفساً لم أومر بقتلها " .

      ومرادى من توضيح هذا الأمر تصحيح الصورة ..
      حتى لا يتوهمن أحد أن مجرد قتل القبطى الكافر الذى يستذل المؤمنين جريمة بشعة .. كل ما هنالك أن موسى عليه السلام لم يؤمر بقتله .







      ---------------------------


      الحوار كامل على هذا الرابط :

      http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=1794&st=0


      فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
      شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
      مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
      لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
      إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
      أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
      خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
      الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

      أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
      <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
      ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

      تعليق


      • #4

        نبى الله هارون يعبد العجل ويدعوا لعبادته: خروج 32عدد 1-6
        هرون يعبد العجل

        خروج32 عدد2: فقال لهم هرون انزعوا اقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها. (3) فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها الى هرون. (4) فاخذ ذلك من ايديهم وصوّره بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكا.فقالوا هذه آلهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر. (5)فلما نظر هرون بنى مذبحا امامه.ونادى هرون وقال غدا عيد للرب. (6)فبكروا في الغد واصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة.وجلس الشعب للاكل والشرب ثم قاموا للّعب (svd)


        تعليق


        • #5
          النبي موسى يتكلم مع الله بكل غجرفة
          عدد 11 عدد11: فقال موسى للرب لماذا اسأت الى عبدك ولماذا لم اجد نعمة في عينيك حتى انك وضعت ثقل جميع هذا الشعب عليّ. (12) ألعلّي حبلت بجميع هذا الشعب او لعلّي ولدته حتى تقول لي احمله في حضنك كما يحمل المربي الرضيع الى الارض التي حلفت لآبائه. (13) من اين لي لحم حتى اعطي جميع هذا الشعب.لانهم يبكون عليّ قائلين اعطنا لحما لناكل. (14) لا اقدر انا وحدي ان احمل جميع هذا الشعب لانه ثقيل عليّ. (15) فان كنت تفعل بي هكذا فاقتلني قتلا ان وجدت نعمة في عينيك.فلا ارى بليتي (SVD)



          موسي وهارون خانين للرب

          تثنية32 عدد48: وكلم الرب موسى في نفس ذلك اليوم قائلا. (SVD)
          (الفانديك)(التثنية)(Dt-32-50)(ومت في الجبل الذي تصعد اليه وانضمّ الى قومك كما مات هرون اخوك في جبل هور وضمّ الى قومه.)
          : (الفانديك)(التثنية)(Dt-32-51)(لانكما خنتماني في وسط بني اسرائيل عند ماء مريبة قادش في برية صين اذ لم تقدساني في وسط بني اسرائيل.)

          تعليق


          • #6
            رد: شرح قصة موسى عليه السلام

            رد شبهة : نبيُّ أخبر أن موسى فقأ عينَ ملكِ الموتِ !

            قالوا: جاء في بعضِ أحاديثِ نبي الإسلام أن موسى uلطمَ ملكَ الموتِ على عينه ففقأها؛ لأنه لا يريد الموت.....!
            هل ملك الملك أعور، وهل تقبل مثل هذه الخرافات....؟!
            اعتمدوا في شبهتِهم على ما جاء في صحيحِ مسلم كتاب ( الفضائل) باب (من فضائل موسى u ) برقم 4374 عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى u فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ : أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ. قَالَ : فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ ، وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ :أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَهْ قَالَ : ثُمَّ الْمَوْتُ .قَالَ: فَالْآنَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:" فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ ".

            الرد على الشبهة

            أولًا : إن نسفَ هذه الشبهةِ نسفًا يكون من خلالِ طرحِ أسئلةٍ ، والإجابةِ عليها ...كما يلي:

            السؤال الأول : هل ملكُ الموتِ كان يظهرُ لبعض الناسِ علانيةً حتى يفقأ موسى u عينَه ؟
            الجواب: نعم، كان يظهر للبعض علانية... دلّ على ذلك ما قاله ابنُ حجرٍ في الفتحِ في قَولِه : ( أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى u فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ ) أَيْ : ضَرَبَهُ عَلَى عَيْنِهِ ، وَفِي رِوَايَةِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ أَحْمَدَ وَمُسْلِمٍ " جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى u فَقَالَ : أَجِبْ رَبَّك ، فَلَطَمَ مُوسَى u عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا " وَفِي رِوَايَةِ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ أَحْمَدَ وَالطَّبَرِيِّ " كَانَ مَلَكُ الْمَوْتِ يَأْتِي النَّاسَ عِيَانًا ، فَأَتَى مُوسَى u فَلَطَمَهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ " . اهـ

            قلتُ : وبالنظرِ إلى القرآنِ الكريم ، وإلى سفرِ التكوين نجد أن ملائكةَ أتت إبراهيمَ ، ولوطًا - عليهما السلام- في صورةِ بشرٍ، كما أن جبريلَ أتى النبيَّ r في صورةِ بشرٍ، وذلك في حديثِ جبريل المشهور وغيره ، و كان يأتيه في صورةِ الصحابيِّ دحية الكلبي t ، ومن المعلومِ والمحسوم أن ملكَ الموتِ من الملائكةِ؛ لقولهI : ] قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) [ (السجدة ).

            إذًا:لا مانع من أنه قد ظهر علانية لموسى u أو لغيرِه، كما تذكر الروايات والآثار عن استأذن ملك الموت النبي قبل أخذ روحه والحديث معهم مثل سليمان ويعقوب....

            السؤال الثاني : لماذا فقأ موسى u عينَ ملكِ الموت ؟ وهل ملكُ الموتِ أعور الآن؟
            الجواب: فقأ موسى u عينَ ملك الموت ؛ لِأَنَّهُ رَأَى آدَمِيًّا دَخَلَ دَارَهُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ ففقأ عينه ... وهذا ثابت في شرعنا أيضًا لحديثين:

            الأول : صحيح البخاري برقم 6393 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ tقَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ r :" لَوْ أَنَّ امْرَأً اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَخَذَفْتَهُ بِعَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ جُنَاحٌ ".
            الْمُرَاد بِالْجُنَاحِ هُنَا: الْحَرَج.

            الثاني : صحيح مسلم برقم 4016 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ :" مَنْ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ ".
            ومعنى الحديث يدور حول (الاعتداء على الحقوق الشخصية ) فالرجل الذي يدخل بيت آخر بغير أذنه ليرى نسائه أو يتحرش بهن، أو يطلع على خصوصيات بيته أو يسرقه ....يحل له فقأ عينه بعد الإنذار...وهذه عقوبة لرد هذا الاعتداء سابقًا....ولا شك أنها جريمة تتعلق بحقوق الإنسان العالمية وليست فقط المحلية....

            أما عن الشق الثاني من السؤال الذي يقول: هل مَلَكِ الْمَوْتِ أعور الآن ؟
            الجواب: لا، فقد جاء في الحديثِ:" فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ ".

            يبقى السؤال: لماذا ردّ اللهُ عليه عينَه؟

            الجواب: رَدَّ اللَّه I عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ لِيَعْلَمَ مُوسَى أَنَّهُ جَاءَهُ مِنْ عِنْدِ ربهI فَلِهَذَا اِسْتَسْلَمَ حِينَئِذٍ، ولأسباب أخرى لا نعلمها....

            السؤال الثالث: هل موسى u لم يكن يريد الموت لذا فقأ عينَ ملك الموت ؟
            الجواب: لا ؛ فموسى u لم يكن يعرف أنه ملك الموت، وَأَنَّ اللَّهَ رَدَّ عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ لِيَعْلَمَ مُوسَى u أَنَّهُ جَاءَهُ مِنْ عِنْدِ ربه ، ولهذا نجد في الحديثِ لما قال اللهُI للملك :" ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ ". قَالَ :" أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَهْ "؟ قَالَ:" ثُمَّ الْمَوْتُ ." قَالَ: "فَالْآنَ ".

            نلاحظ : أن موسى u أختار الموت لما قال :" فَالْآنَ ".

            السؤال الرابع : هل تعمدَ موسى u فقأ عينِ ملكِ الموت ؟
            الجواب : لا؛ قال النوويُّ- رحمه اللهُ - : أَنَّ مُوسَى u لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَلَك مِنْ عِنْد اللَّه ، وَظَنَّ أَنَّهُ رَجُلٌ قَصَدَهُ يُرِيدُ نَفْسَهُ ، فَدَافَعَهُ عَنْهَا ، فَأَدَّتْ الْمُدَافَعَةُ إِلَى فَقْءِ عَيْنِهِ ، لَا أَنَّهُ قَصَدَهَا بِالْفَقْءِ ، وَتُؤَيِّدُهُ رِوَايَة ( صَكَّهُ ) ، وَهَذَا جَوَاب الْإِمَام أَبِي بَكْر بْن خُزَيْمَةَ وَغَيْره مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ ، وَاخْتَارَهُ الْمَازِرِيّ وَالْقَاضِي عِيَاض ، قَالُوا : وَلَيْسَ فِي الْحَدِيث تَصْرِيح بِأَنَّهُ تَعَمَّدَ فَقْء عَيْنه ، فَإِنْ قِيلَ : فَقَدْ اِعْتَرَفَ مُوسَى u حِين جَاءَهُ ثَانِيًا بِأَنَّهُ مَلَك الْمَوْت ، فَالْجَوَاب أَنَّهُ أَتَاهُ فِي الْمَرَّة الثَّانِيَة بِعَلَامَةٍ عَلِمَ بِهَا أَنَّهُ مَلَك الْمَوْت، فَاسْتَسْلَمَ بِخِلَافِ الْمَرَّة الْأُولَى . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ

            السؤال الخامس: هل أقر موسى u بأنه أرتكب معصيةً، أو خطيئةً كما كان من قتل المصري ؟
            الجواب : لا ؛ لأنه لم يفعل ذنبًا أصلًا؛ يدل على ذلك حديث الشفاعة الثابت في صحيح البخاري ففيه نجد الناسَ يأتون موسى u يطلبون الشفاعةَ فيصرفهم عنه ، ويذكرهم بخطيئةٍ واحدةٍ فقط اقترفها ؛ هي قتل المصري ، ولم يذكر غيرها ؛ الحديث يقول : " فَيَأْتُونَ مُوسَى ، فَيَقُولُونَ يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ عَلَى النَّاسِ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ : " إِنَّ رَبِّى قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ... ".

            وعليه: فكان فعله مع الملك الذي في كان صور أدمي دفع اعتداء... ولو كان فعله u فيه خطيئة ، أو معصية ؛ لذكرها الحديثُ...
            بل إن اللهI أثنى عليه I في كتابِه المجيد لمحمدٍ r قائلاً له : ] وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) [ (مريم) .

            ثانيًا:إنّ محل الاعتراضات حول الخرفات التي من هذا القبيل، مقرها الكتاب المقدس الذي يؤمن به المعترضون...!
            فالمعترضون يتعجبون من أن موسىu رد ملكَ الموتِ؛ لأنه لم يكن يعرفه....
            ولا يتعجبون من أنه ردَّ الله َI الذي يعرفه... قائلًا له : " اِرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ، وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ ".!

            وذلك في سفر حزقيال أصحاح 32 عدد 11فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَقَالَ: «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ؟ 12لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ الْمِصْرِيُّونَ قَائِلِينَ: أَخْرَجَهُمْ بِخُبْثٍ لِيَقْتُلَهُمْ فِي الْجِبَالِ، وَيُفْنِيَهُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ؟ اِرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ، وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ. !

            ويتعجبون من أن موسى u فقأ عين ملك الموت ؛ لأنه لم يكن يعلم أنه ملك الموت...
            ولا يتعجبون من أن نبيَّ اللهِ يعقوب صارع ربَّ العالمين فضربه وغلبه...... مع العلمِ أن يعقوبَu يعلم تمامَ العلمِ أنه يصارع اللهَ...!
            وذلك في سفر التكوين أصحاح32 عدد24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». 29وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
            30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي». لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي»!

            ويتعجبون ويزعمون أن موسى كان لا يريد الموت... ولا يتعجبون من أن ربَّهم يسوع -بحسب إيمانِهم- كان يخاف الموت، ويتضرع إلى اللهِ Iكي ينجيه منه...
            وأعجب العجب أنهم يعتقدون بأنه جاء ليصلب مقتولًا ملعونًا؛لأنه ملعون كل من علق على خشبةٍ ! في حين إنه هو نفسه لا يريد الصلب لا يريد القتل.... !
            جاء في إنجيل مرقس أصحاح 14 عدد 35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ، وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ:«يَا أَبَا الآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ، فَأَجِزْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ». !

            الواضح من النصوصِ أن يسوع المسيحَ uدعا اللهَ Iكي ينجيه من القتلِ ... لقولِه u :" يَا أَبَا الآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ ، فَأَجِزْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ...".
            أي: يا ربي أنت القادر على كل شيء، نجني يا ربي من هذه التجربةِ، اليهودُ يريدون قتلي ....

            وبعد رفعه على الصليب ذكرت النصوص أن يسوعَ كان يائسًا ساخطًا يصرخ في ربِّه؛ لأنه تركه ولم ينجيه... وذلك في إنجيل مرقس أصحاح 15 عدد 34وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:« إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟ » اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ : إِلهِي ، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟!
            لا تعليق !

            كتبه / أكرم حسن مرسي

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 6 يول, 2023, 04:05 ص
            ردود 0
            47 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة mohamed faid, 28 أبر, 2023, 10:19 ص
            ردود 0
            74 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة mohamed faid
            بواسطة mohamed faid
             
            ابتدأ بواسطة رامي1346, 19 أبر, 2023, 04:46 ص
            ردود 0
            137 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة رامي1346
            بواسطة رامي1346
             
            ابتدأ بواسطة روح سقراط, 20 مار, 2023, 06:14 م
            ردود 4
            71 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة روح سقراط
            بواسطة روح سقراط
             
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 يول, 2022, 03:44 ص
            رد 1
            42 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            يعمل...
            X