يسوع على أعواد الصليب ( 2 )

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مجدى زكى اكتشف المزيد حول مجدى زكى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يسوع على أعواد الصليب ( 2 )

    يسوع على أعواد الصليب (2)



    مات ربى . مات الله ، ابن الله ، " الوحيدالذى هو فى حضن ( الله ) الآب " يو1/18 .
    مات ربى ، ملعونا من الله الآب " لأنه مكتوب ملعون كل من عُلّق على خشبـة " غل 3/13
    مات ربى ، قتيلا بيد اليهود ، رغم أن أباه " يعود ويرحمهم استجابة لطلبة الرب يسوع : ( يا أبتاه اغفر لهم ... ) لو 23/34 ، فإن الله قد اعتبرهم قاتلين سهوا للرب يسوع " (1) !!!! .
    مات الإبن الذى ضحى به أبوه ، بعد أن استرحم أبا الآب فلم يرحم ، مات صارخا : " لَمَا شبقتنى " مت 27/46 .
    مات ربى ، بعد أن " تذلل ولم يفتح فاه ، كشاة تساق إلى الذبح ، وكنعجة صامتة أمام جازيها ، فلم يفتح فاه " إش 53/7 .
    مات ربى وإلهى ، مات معبودى من دون الحى الذى لا يموت " بل العبادة هى لهذا الإله المتجسد " (2) .
    مات ربى وإلهى . دفنه يوسف " ودحرج حجرا كبيرا على باب القبر " !!!! مت 27/60 .
    مات ربى ، كيوم ولدته أم ربى ، عريانا مكشوف السوأتين .
    مات ربى وإلهى ، جلدوه ، ولكموه ، وضربوه بالقصبة ، وبصقوا عليه ، وألبسوه إكليل الشوك .
    مات رب العزة ، ديان الخليقة ، بيد أحقر وأذل خليقته : اليهود " الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءهم " 1 تس 2/15 .
    مات ربى ، مالك الملك ، و " ليس له أين يسند رأسه " مت 8/21 ، لو9/58 .
    مات ربى ، " أبو اليتامى " مز 68 / 5 ، وإن كان لم يكفل يتيما ، أو يمسح دمعة يتيم .
    مات ربى ، " قاضى ( المدافع عن ) الأرامل " مز 68/ 5 ، القائل مستنكرا " من أقامنى عليكما قاضيا ؟ " لو 12/14 ، ولم ينصف يوما أرملة .
    مات ربى ، ملك السلام ، الذى لم يمسك هراوة أو نبلا ، ودفع الجزية للرومان ، برغم أنه المعنىّ بـالنبوءة " تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار ... وبجلالك اقتحم . اركب ... نبلك المسنونة فى قلب أعداء الملك ، شعوب تحتك يسقطون " !!!! مز 45/ 3 – 5 .
    مات ربى ، " ملك اليهود " مت 2/ 2 القائل عن غيرهم من الأمم : " ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب " مت 15/26 ، " لا تعطوا القدس للكلاب ، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير " مت 7/6 " .
    مات ربى وإلهى ، ناعيا على تلاميذه : " كلكم تشكون فىّ فى هذه الليلة " مت 26/31 ، و " من ثمارهم تعرفونهم " مت 7/16 .
    مات ربى ، وقد تنكر له أهله وإخوته " ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه ، لأنهم قالوا إنه مختل " مر 3/21 ، " لأن إخوته أيضا لم يكونوا يؤمنـون به " يو 7/5 .
    مات ربى وإلهى ، " لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة " عب 9/22 .
    مات ربى ، " لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت ، أى إبليس " عب 2/14 ، و " لينزع عنه كل سلطانه على البشر " (3) .


    مات ربى وإلهى ، يقول القوم : " أنه بعد أن أسلم الروح ، طُعِن بحربة ، فخرج للوقت دم ومـاء يو 19/34 وهذا لا يمكن خروجه من أجساد الموتى البشريين" (4) .

    ربى وإلهى : ما أعظم أجساد الموتى الإلهيين وأقدسها . إنها تفعل ما لا تفعله أجساد الموتى البشريين . شتان بين جسد أموات الآلهة ، وجسد أموات البشر ، هكذا قال لنا القساوسة الذين قلتَ فيهم " مَن غفرتم خطاياه تغفر له ، ومن أمسكتم خطاياه أُمسِكتْ " يو 20/23 . كَمْ هو عظيـم سـر التقـوى الإلهيـة .


    ولكن لى سؤال عن هذا المـاء والـدم الإلهى الذى خرج من جنبك بطعنة الحربة : هل هو ماء نقى ، صافٍ ، طاهر ، معقم ، أم أنه مما يليق بأنابيب الصرف الصحى ؟ .
    مع عظـيم الاعتـذار سيدى وإلهى . إذن لنـدَعْ ما يُعتـذَر منـه .

    وهذا الدم الإلهى ، يقول الأنبا يوأنس : " يقول الكتاب المقدس عن دم المسيح أنه دم أزلى (عب 9/14 ) وأنه دم الله ، كما يقول بولس لقسوس أفسوس أن يهتموا برعاية كنيسة الله التى اقتناها بدمه ، فإذا كان الدم الذى سال على الصليب يوصف بأنه دم الله ... " (5) .


    ربى وإلهى : هل يوجد الدم الأزلى إلا فى أوعية دموية أزلية ، تكونتْ وامتدتْ وتفرعتْ فى جسد أزلى ؟ ؟ منذ الأزل : قبل خلق الزمان ، والمكان .
    جسدك : لحمك وعظامك ، شَعرك وبَشَرُك ، جلدك وعَصبك ، غددك وأحشاؤك ، دمك وإفرازاتك ، كلها أزلية ؟ ؟ ؟ ما أقدس هذا ، وما أروعه ، كم أنت عظيم يا إلهى .


    أم كان الدم الأزلى فى سَحّاحَةٍ أزلية ، تساقطت قطراته فى رحم العذراء ، على مراحل تكوين الجنين ، ابن المبارك ؟ ؟ .


    ربى وإلهى ، لا يليق بالدم الأزلى أن يخرج من فتحة يستقذرها الكهنة والقساوسة والرهبان ، من مخـرج بـول أنـثى ؟ ؟ " مولودا من امرأة ، مولودا تحت الناموس " غل4/4 .
    لِمَ لَمْ تخرج من فمها مثلا ؟ ؟ فتكون المعجزة أكبر ، وأظهر ، وأطهر . بعيدا عن موضع الدنس والنجاسة ومستقذرات الكهنة ... ؟ وما يخدش الحياء من عورات النساء ؟ ؟


    يقول القساوسة عن ربى : " أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين " (6) حتى وهو فى القبر .
    فما كُنْـه علاقة اللاهوت بجسـدٍ ميـتٍ ، رهـين القـبر ؟ ؟ طريـح التـراب ؟ ؟

    كما يقولون إن " القديس توما ( الشكّاك ) عندما وضع يده فى جنب الرب ، كادت تحترق يده من نار اللاهوت " (7) . بربك ، كيف أن يوسف ونيقوديموس اللذين لفّا جسدك بالأطياب والأكفان لم يدركا هذه النيران المشتعلة ؟ ؟ لم تلسع أياديهما ؟ مع أن " اللاهوت لم يفارق الناسوت لحظة واحدة " .


    ويقولون : " فالمتألم إله ، تكبر آلامه وإهانته بما لا يقاس ، فهو غير محدود ، فآلامه غير محـدودة ، ولذا ظلت آثار الصليب ( المسامير والحربة ) على جسده الممجد حتى فى السماء " (8) .

    ربى وإلهى : ما زلت تعانى عذابا لا نهائيا ، غير محدود ، ولا محصور ، دائما لا ينقطع ولا ينقضى ؟ ؟ ؟ سرمديا بمقدار طلاقة قدرتك ، ومجدك ، وعظمتك ، وسلطانك ، ومحبتك ... اللانهـائية ، واللامحـدودة ؟ ؟
    ما زلت تتوجع وتتألم وتتأوه يا إلهى ؟ ؟ عذابك لا يفتر ولا ينتهى ، كامل باق لا أمَدَ له ، لا يحـده حـد ، ولا يحصيه عـد ؟ ؟
    لهـفى عليـك ربى وإلـهى وسيـدى ومـولاى .
    عليـك يتفطـر قلبـى كـل وقـت وحـين !!!! .


    لماذا لم يعتبر أبوك الآب خطيئة آدم سهـوا فيغفـرها ، كما اعتبر قتل اليهـود لك سهوا ويرحمهم ؟ ؟
    تلك زلة من زلات الآب ، أو قل خدْعـةً من خدَعـهِ .


    ألم يكن لديك ربى وإلهى وسيلة أخرى للانتصار على إبليس بغير الموت المهين على الصليب ؟ ؟


    كيف لم يتملك هذا الفزعُ من الشيطان كُلا من موسى ومحمـد ، بينما يفر ربى هلعا من أن يتعرف عليه الشيطان " فلم يدَعْ لإبليس ولا لجنوده فرصة لمعرفة حقيقته ، حتى لا يعـمد المعـاند إلى مقاومة تدبير الله فى الخلاص " (9) .


    أيهما أحق بالخوف : الله ، أم الشيطان ؟ ؟ أيهما أقدر على إفساد تدبير الآخر : الله ، أم الشيطان ؟ ؟ أيهم أثبت جنانا ، وأقوى قلبا ، وأصلب إرادة : ربى وإلهى ، أم موسى ومحمـد ؟ ؟ ؟

    أجبنـى سيـدى : " لَمَا شبقتنى ؟ ... أى لماذا تركتنى ؟ " مت 27/46 .

    المراجع :
    1- دراسات فى إنجيل متى – تعريب وهيب ملك صـ 35 .
    2- طبيعة المسيح – البابا شنوده صـ 9 .
    3- تفسير الأناجيل الأربعة معا – د. شماس حمدى صادق صـ 282 .
    4- التثليث والتوحيد – الأستاذ فوزى جرجس صـ 109 .
    5- عقيدة المسيحيين فى المسيح – الأنبا يوأنس صـ 214 – 215 .
    6- اللاهوت المقارن – الأنبا شنوده صـ 11 .
    7- السنكسار جـ 2 – صـ 96 .
    8- تفسير الأناجيل الأربعة معا – د. شماس حمدى صادق صـ 281 .
    9- تفسير الأناجيل الأربعة معا – د. شماس حمدى صادق صـ 55 .

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة ابن النعمان, 7 ينا, 2024, 10:13 م
ردود 0
29 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ابن النعمان
بواسطة ابن النعمان
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:27 ص
ردود 0
33 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 21 يون, 2023, 01:43 م
ردود 0
62 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة Mohamed Karm
بواسطة Mohamed Karm
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 6 يون, 2023, 01:44 ص
ردود 4
52 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 23 ماي, 2023, 12:04 م
ردود 0
19 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
 
يعمل...
X