المناظرة الكبرى مع القمص زكريا بطرس حول عقيدة التثليث

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    اليهود والروح القدس:
    واليهود أهل التوراة يعرفون حقيقة معنى الروح ، ويعرفون أن الروح القدس هو الذى يأتى بالوحى إلى الأنبياء، وأنه جبريل u، وأنه ينفذ أوامر الله، لا يأتي بشيء من عنده، وما هو إلا عبد من عباد الله ورسوله، وأحد خلقه من ملائكة الله المقربين، ولكنهم مع كثرة نزوله بالعقاب عليهم لكثرة عصيانهم لله، ومخالفة أمره، كرهوا ملاك الله جبريل ، وكرهوا اسمه، واعتبروه عدوًا لهم، ومحاربًا لهم ، فقد ذكر سفر إشعياء هذه العداوة التي ملأت قلوبهم، ونطقت بها أفواههم، إذ جاء فيه: (7إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَذْكُرُ. تَسَابِيحَ الرَّبِّ. حَسَبَ كُلِّ مَا كَافَأَنَا بِهِ الرَّبُّ وَالْخَيْرَ الْعَظِيمَ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَافَأَهُمْ بِهِ حَسَبَ مَرَاحِمِهِ وَحَسَبَ كَثْرَةِ إِحْسَانَاتِهِ. 8وَقَدْ قَالَ حَقّاً: «إِنَّهُمْ شَعْبِي بَنُونَ لاَ يَخُونُونَ». فَصَارَ لَهُمْ مُخَلِّصاً. 9فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ. 10وَلَكِنَّهُمْ تَمَرَّدُوا وَأَحْزَنُوا رُوحَ قُدْسِهِ فَتَحَوَّلَ لَهُمْ عَدُوّاً وَهُوَ حَارَبَهُمْ.) إشعياء 63: 7-10
    هذه العداوة من اليهود للروح القدس جبريل u جعلتهم يكرهون ذكر اسمه، لذلك فقد اهتم اليهود بسؤال الأنبياء عن الروح الذى يأتى بالوحى من السماء، فإن كان جبريل قاطعوا النبي ولم يسمعوا له، فقد ثبت في صحيح البخارى عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال: سمع عبد الله ابن سلام بقدوم رسول الله r، وهو فى أرضٍ يخترف ، فأتى النبي r، فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبى ، فما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: أخبرني بهن جبريل آنفًا ، قال: جبريل؟ قال: نعم ، قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة ، فقرأ هذه الآية: [قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * </div><div align="right"></="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt">مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ] (البقرة 97 [-98])... الحديث)) (رواه البخاري ـ كتاب التفسير ـ باب قوله تعالى (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ) حديث رقم 4480 ، وكتاب التوحيد ـ باب ذكر الملائكة ، حديث رقم 3207) .
    وروى الإمام أحمد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: أقبلت يهود إلى رسول الله r، فقالوا: يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشيـاء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قالوا: الله على ما نقول وكيل ، قال: هاتوا ـ الحديث ـ إلى أن قالوا: صدقت ، إنما بقيت واحدة ، وهي التي نبايعك إن أخبرتنا بها ، فإنه ليس من نبى إلا له ملك يأتيه بالخبر، فأخبرنا من صاحبك؟
    قال: جبريل ـ u ـ قالوا: جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا، لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان، فأنزل الله عز وجل: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ) إلى قوله: (فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) (رواه الإمام أحمد في مسنده ج1 ص273، الطبعة الميمنية عام 1405).
    وساق ابن جرير بسنده نحوًا من هذا الحديث ، ثم ذكر روايات أخرى جاء فيها زعم اليهود أن جبريل عدوهم، وأنه يأتيهم بالشـدة وسفك الدماء، والحـرب والقتال (انظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن مج 1ج 1ص 431-435).
    فتبين أن هؤلاء اليهود يعرفون حقيقة الروح القدس وأنه جبريل u وهو المذكور في كتبهم المنزلة على أنبيائهم.
    * * *
    وحتى استنتاج الأنبا غريغوريوس فى موسوعته ”اللاهوت العقيدى الجزء الأول ص 534“ على أن الروح القدس هى الله وهى الأقنوم الثالث من الثالوث الذى يقدسونه لتحليل ساذج متهافت فهو يقول: (الروح القدس هو الله، لأن الله روح، والقدس، لأنه قدوس.) ونسى أن الروح من خلق الله وهو الذى أعطاها هذه القداسة، وأنه بذلك جعل الله مخلوقًا!
    وتراه قد بدأ استنتاجه بالنتيجة التى يريد أن يثبتها ، ولم يأت بدليل غير أن ”الله روح، وهو قدوس، إذًا هو الروح القدس“. وإذا كان الأمر بهذه البساطة فإن الشيطان أُطلق عليه فى الكتاب المقدس كلمة الروح. وعلى ذلك فلابد أن تعترفوا به إلهًا: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
    وأُطلق عليه رئيس هذا العالم: (اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً) يو12: 31
    بل أُطلِقَ عليه إله هذا الدهر: (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
    وهو (الشيطان) فى نفس الوقت إله الحكمة ، وسيد المواقف الصعبة التى يفشل فيها الإله وملائكته ، فقد فشل الإله وملائكته فى إغواء أخاب، كما ذكرنا من قبل فى (ملوك الأول 22: 19-22) وعلم الشيطان بموعد اجتماعهم ومكانه وسببه، وكان يعلم أيضًا بحكمته أن هذا الإله ليس بإله محبة ، وأنه سوف يُضمر حنقه على البشرية كلها، وكان يعلم أن بنى آدم خطَّاء، لذلك وسوس لحواء وآدم للأكل من الشجرة المحرمة عليهما، ليطردهما الرب من الجنة ، ولينزلا ليعيشا ويُنجبا ذرية تعيش فى الأرض، ولينزل الرب بعد سنوات عديدة ليُعدم صلبًا، وبذلك يكون قد سحب الإله بعيدًا عن عرشه وعن ملائكته، وجعله يتجسد ليسهل عليه السيطرة عليه ، فقبض عليه وأسره لمدة أربعين يومًا، لم يُطعمه فيها، ولم يُسقه، ولم يسمح أن يقترب منه أحد من ملائكته ليخدمه، وسحبه معه أينما ذهب تحت مسمى أنه يجربه، وقد يكون قد قتله فى الصحراء أو أطعمه للسباع البرية ، وتجسَّد هو فى صورته:
    (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13
    وبما أن الله لا يُجرَّب بالشرور ، فيكون يسوع الذى جربه الشيطان بالشرور ليس الله: (لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يُجَرِّب أحداً) رسالة يعقوب 1: 13
    وعندما أحس الشيطان أن الرب يريد أن يتراجع ، وبكى ، ودعا الله أن يُذهب عنه كأس الموت ، دفع يهوذا الإسخريوطى أن يشى به ويُعجِّل بتحرير البشرية من الخطيئة الأزلية. وبالتالى فهو المحرر الحقيقى للبشرية من الخطيئة الأزلية. وبهذا العمل البطولى ل”سيد العالم“ يعيش النصارى الآن أحرارًا من الخطيئة التى لم يرتكبوها ، ولم يوافقوا عليها. ومازال هو الجندى المجهول ، فلم يشكروا لمحررهم الأول وهو الشيطان وحليفه يهوذا الإسخريوطى هذا الصنيع. فلعنوا الأول وقالوا عن الثانى خائن.
    الأمر الذى تطلب منهم أن يؤمنوا بمحبة الأعداء! ومن هو العدو الأكبر لبنى آدم فى الحياة غير الشيطان سبب كل شرور العالم؟ فقال متى: («سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ.) متى 5: 43-44
    وبذلك فهو الذى يستحق العبادة، وليس الرجل خائر القوة الذى صلبوه. (وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
    وهناك من الأرواح الرديئة الشيطانية التى تُنسب للرب، وحلت على أنبيائه فقتلوا ودمروا ، وبمنطق الأنبا غريغوريوس سيصل القارىء إلى كون الرب شيطان (سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرا!).
    فحل روح الرب على شمشون فقتل ثلاثين رجلاً. (قضاة 14: 19)
    وأرسل الرب روحًا فأوقع بين قومين دمَّر عليهم مدينتهم ، وأباد شعبها وأتلف زرعهم: (23وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحاً رَدِيئَاً بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ, فَغَدَرَ أَهْلُ شَكِيمَ بِأَبِيمَالِكَ. .. .. .. 45وَحَارَبَ أَبِيمَالِكُ الْمَدِينَةَ كُلَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ, وَأَخَذَ الْمَدِينَةَ وَقَتَلَ الشَّعْبَ الَّذِي بِهَا, وَهَدَمَ الْمَدِينَةَ وَزَرَعَهَا مِلْحاً. 49فَقَطَعَ الشَّعْبُ أَيْضاً كُلُّ وَاحِدٍ غُصْناً وَسَارُوا وَرَاءَ أَبِيمَالِكَ, وَوَضَعُوهَا عَلَى الصَّرْحِ وَأَحْرَقُوا عَلَيْهِمِ الصَّرْحَ بِالنَّارِ. فَمَاتَ أَيْضاً جَمِيعُ أَهْلِ بُرْجِ شَكِيمَ, نَحْوُ أَلْفِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ.) أنظر سفر القضاة 9: 23 ، 45 ، 49, فما هو الإرهاب إن لم تسموا هذا إرهابًا؟
    وكان روح الرب على شاول، فخلع هو أيضًا ثيابه وتنبّأ هو أيضًا. وانطرح عريانًا ذلك النهار كله وكل الليل. (صموئيل الأول 19: 24)
    خرج الروح واجتمع مع الرب وملائكته لإهلاك آخاب (ملوك الأول 22: 19-22) ،
    وأهلكهم الرب إله المحبة وأمر أن تُترك جثثهم لتأكلها الكلاب. فماذا كان سيفعل الشيطان غير ذلك؟: (23وَقَالَ الرَّبُّ عَنْ إِيزَابَلَ أَيْضاً: [إِنَّ الْكِلاَبَ تَأْكُلُ إِيزَابَلَ عِنْدَ مِتْرَسَةِ يَزْرَعِيلَ. 24مَنْ مَاتَ لأَخْآبَ فِي الْمَدِينَةِ تَأْكُلُهُ الْكِلاَبُ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْحَقْلِ تَأْكُلُهُ طُيُورُ السَّمَاءِ].) ملوك الأول 21: 23-24
    ومثَّل بجثة يهوياقيم ، ومنع أى فرد من نسله أن يرث كرسى داود: (30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً.) إرمياء 36: 30 ،
    مع الأخذ فى الاعتبار أنه قد جاء من نسل يهوياقيم هذا يسوع الذى تسمونه الروح القدس ، وعلى ذلك فقد نعته الآب بأنه ليس بقدوس! وهذا هو السبب الذى جعل كاتب إنجيل متى يُسقط اسم يهوياقيم من نسل يسوع!!
    * * *
    كان هذا بالنسبة لقول الأنبا غريغوريوس عن كلمة الروح ، أما بالنسبة لكلمة القدس فيدعى الأنبا غريغوريوس فى موسوعته ص534: أن ”كلمة قدوس لا تُطلق إلا على الله، يقولوا الإنسان قديس ، إنما الله هو القدوس“ ، ودليله على ذلك إنشاد الملائكة فى السماء قائلين: ”قدوس ، قدوس ، قدوس“. ولم يعلم الأنبا أن الرب أمر موسى أن يكلم جماعة بنى إسرائيل ويقول لهم إنه (موسى) قدوس الرب: (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ.) لاويين 19: 2
    وقالها الرب عن هارون: (16وَحَسَدُوا مُوسَى فِي الْمَحَلَّةِ وَهَارُونَ قُدُّوسَ الرَّبِّ.) مزامير 106: 16
    وقد أطلقها الرب أيضاً على نفسه ، فقال: (45إِنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً. فَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ»)لاويين 11: 45
    وقالها الرب على كل فاتح رحم أى الابن البكر من بنى لاوى: (23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ.) لوقا 2: 23
    أما قول الرب: (2لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ) صموئيل الأول 2: 2 ، فيدل على أنه هناك آخرون يُطلق عليهم قدوس ، ولكن لله القداسة الكاملة.
    وكيف فات النصارى أن يسوع عندهم فى الكتاب لم يتمتع مطلقاً بهذه القداسة التى تُنسب لله. فقد وحدوا الرب الخالق مع الإنسان والروح القدس، وكان بذلك الإله يتبول على نفسه، ويتبرز فى ملابسه، وكان يهرب من اليهود خوفاً من قتله، وفى النهاية قبضوا عليه، وأهانوه، وبصقوا فى وجهه، ثم قتلوه. فأى قداسة ترونها فى ذلك؟ وأى كرامة تبقت له؟ مع الأخذ فى الاعتبار أن الثالوث لا ينفصل ولا يتجزأ!
    (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.) يوحنا 7: 1
    (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً) يوحنا 11: 53-54
    (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ) متى 27: 28-31
    وبصفة عامة فإن اليهود نسبوا لله كل ما يتعلق بطبيعته من قدرة وإرادة ، أو يخضع لإرادته مثل ”سماوات الله“ أو ما يخرج من عنده مثل شريعة الله،أو ينتسبون لله تشريفاً من الله لهم، مثل أنبياء الله، ورسل الله، وأحباب الله، وأولاد الله وغيره.
    * * *
    وبذلك نكون قد علمنا من السطور السابقة أن المسيحيين يؤمنون أن إلههم الذى يعبدونه يتكون من ثلاثة أقانيم ، أقنوم الأب وهو إله ، وأقنوم الابن وهو إله، وأقنوم الروح القدس وهو إله أيضًا. وعلى الرغم من أنهم يتكلمون عن كل واحد بمفرده، ويؤمنون أن كلاً منهم إله منفصل عن الآخرين ، ولكنهم مع ذلك إله واحد.
    ومعنى هذا أن هذا الإله إمَّا أن يكون مثل الإله البازل Puzzle الذى يركبه الصبية، ولا تتم صورته ولا تكمُل إلا بتركيب كامل أجزائه مع بعضها البعض. وإمَّا أن يكون إلهًا واحدًا تم تقسيمه إلى ثلاثة أقانيم ، وتم توزيع الأدوار على كل منهم.
    وعلمنا رأيهم فى الأقانيم ومعناها ، وقد قمنا بتفنيد آراءهم ، وعقيدتهم ، كما بيَّنَّا أن أصول هذه العقيدة من اختراع قساوسة الكنيسة وآبائها فى القرن الثالث والرابع، وعلمنا أن الكتاب المقدس لا يحتوى على كلمة التثليث أو كلمة أقنوم أو قول على لسان يسوع يأمر فيه اليهود أن يسجدوا له ، ويتوجهوا إليه بالعبادة ، والصوم والدعاء.
    وكل ما نراه هو توحيد خالص ، تشير إليه الكثير من النصوص المحكمة ، التى نعتبرها الأساس الثابت ، الذى نقيس على فهمنا له باقى النصوص، وما يختلط فيه التأويل أو الفهم ، يكون من المتشابه ، الذى يجب رده إلى المحكم، ليتضح الأمر.
    وعلى ذلك نتجه فى النقطة القادمة إلى أدلة التوحيد فى العهدين القديم والجديد. ولا يجب أن ننسى أن العقيدة التى أمر بها الرب أنبياءه فى عهده القديم يجب أن تكون هى نفس عقيدة القوم فى العهد الجديد من عدة نواحٍ: أن عيسى u لم يأت لينقض ، ولا يوجد نسخ فى العقيدة ، وإنما النسخ الذى تعرفه الأديان هو فى الأحكام للتدرُّج. هذا ولا يعترف المسيحيون بالنسخ فى دينهم على الرغم من وجوده بوفرة (راجع فى هذا كتابى ”الناسخ والمنسوخ فى التوراة“)
    لكن ماذا إذا اختلفت العقيدة بين العهدين؟ ألا يدل هذا على أن أحد الكتابين قد تم تحريفه؟ أم يدل هذا على أن الرب تلاعب بعبيده فأوحى فى عهده القديم عقائد تغاير ما أوحاه فى كتابه الآخر؟
    وقد أكدت دائرة المعارف الفرنسية ما ذهبنا إليه ، فقد ورد فيها نقلا عن دائرة معارف القرن العشرين ، محمد فريد وجدى ج10 ص199 ”جاء لفظ روح الله ونفخة الله فى التوراة ولم يقصد بها إلا أصل القدرة الإلهية أو طريقة تأثير تلك القدرة ... وقد جاء فى الأناجيل ذكر الآب والابن والروح القدس، ولكنه لا يوجد فيها إشارة ما إلى التثليث، ولا إلى ما يشير إليه العلم اللاهوتى اليوم ، فالإله الذى كان يتكلم عنه عيسى u وحوارييه هو الله الواحد رب الأنبياء والأولياء الذى تجب له العبادة وحده، وكان عيسى عليه السلام يدعو هذا الإله بالآب ولا يدعو ربًا سواه“.(ص226 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
    * * *

    تعليق


    • #17
      كيف دلَّل الله على ألوهيته فى القرآن الكريم:
      إن إعلام الله لألوهيته فى التوراة والقرآن أخذ صورًا عديدة منها:
      1- التصريح المباشر ، حيث لا تخضع العقائد للإستنتاجات ، وإلا لكثرت العقائد وتغيرت الأديان بين الحين والآخر، تبعًا لعقول المفكرين والقائمين على كل دين:
      {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (14) سورة طـه
      {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (25) سورة الأنبياء
      {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ} (2) سورة النحل
      {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران
      فهل صرَّح عيسى u بألوهيته ، أم هذا ما استدل عليه 15% من الأعضاء الحاضرين فى مجمع نيقية؟ هل أرسل يسوع أحدًا ليُخبر الناس أنه هو الله؟
      * * *
      2- الإعلام بصفات الله الحميدة وأسمائه الحسنى، فهو حكيم، عزيز لا يُقهر، عادل لا يَظلم، قدوس لا يُهان ، قادر على كل شىء ، حى أبدى لا يموت، وهكذا:
      {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (22-24) سورة الحشر
      {... إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} (66) سورة هود
      {... وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} (18) سورة الأنعام
      {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} (61) سورة الأنعام
      {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (40) سورة النساء
      {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ} (19) سورة الشورى
      {وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} (87) سورة الأعراف
      ويقول الكتاب المقدس: (إنى أنا قدوس) لاويين 11: 41
      (3وَأَنْتَ الْقُدُّوسُ الْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبِيحَاتِ إِسْرَائِيلَ.) مزامير 22: 3
      (2لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ, لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ, وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلَهِنَا.) صموئيل الأول 2: 2
      (49لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ) لوقا 1: 49
      (الرب إله عليم) صموئيل الأول 1: 30 ؛ و2: 3 من نفس السفر.
      (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ) الأمثال 15: 3
      (36وَقَالَ: يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ) مرقس 14: 36
      وبعد ما قرأت بعضًا من صفات الرب الذى تقدسه فى كتابه ، اقرأ ما قاله نفس الكتاب عن يسوع!
      فلم يكن يفعل شيئًا بحوله ولا بقوته ، وأكَّدَ ذلك قائلاً: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30
      وأكَّدَ ذلك أيضًا بقوله: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20
      (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!) متى 12: 28
      فأين ألوهيته وعلمه وعظمته وقدرته؟ أيستعين الإله بإله أقوى منه لإخراج الشياطين؟ فهل الشياطين لها قدرة أعظم من قدرة اللإله الابن لدرجة تجعله يستعين بروح الله؟ وكيف يستعين بروح الله وهو نفسه الله وروحه؟
      كما كان يجهل موعد الساعة، ونفى علمها عن كل المخلوقات، وأضافه لله الواحد الأحد فقط: (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.) متى 24: 36 فهل يُعَد الجاهل بشئون الملك إلهًا؟
      ولم يعلم بموعد إثمار التين: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ».) مرقس 11: 12-14
      ولم يعلم التى لمست ملابسه: (25وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً 26وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيراً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئاً بَلْ صَارَتْ إِلَى حَالٍ أَرْدَأَ - 27لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ جَاءَتْ فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ 28لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». 29فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ. 30فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟» 32وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هَذَا. 33وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ. 34فَقَالَ لَهَا: «يَا ابْنَةُ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ».) مرقس 5: 25-34
      ولم يعلم كم مرَّ من الزمان على إصابة الصبى بالمس الشيطانى: (21فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ.) مرقس 9: 21
      ولم يعلم أين وضعوا الميت لعازر، فسأل أخته: (أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟)يوحنا 11: 34
      وهذه شهادة لأحد معاصريه أن الله هو الذى عمل المعجزات التى تُنسب ليسوع على يدى يسوع: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22 ،
      و(1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
      وأكَّد عيسى u نفسه هذه الأقوال، قائلاً إنه لم يقل شيئًا أو يفعله إلا بإرادة الله، وأن كل ما قاله وما فعله صادر عن الله ، أى ليس له هو نفسه من الأمر شيئًا: (وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 14: 24، (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50
      (... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 36
      لذلك وقف قبل إحياء العازر شاخصًا بصره إلى السماء ، مخاطبًا الله تعالى أن يُجرى هذه المعجزة على يديه ، فقط ليؤمنوا أنه رسول من عنده: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي»)يوحنا 11: 41-42
      وهذا اعتراف بولس أن عيسى u كان عبدًا رسولاً لله مثل موسى ويعقوب وباقى أنبياء الله، وهو كان معروفاً بذلك فى قومه. (6لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.) كورنثوس الأولى 8: 4-6،
      وأعاد نفس الفكرة فى: (5رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، 6إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.) أفسس 4: 5-6
      وكلمة ”رب واحد“ لا تعنى إلهًا ، ولكنها تعنى معلمًا واحدًا أى رسولاً (مدرسًا) واحدًا ، الذى نتعلم منه كل شىء، ولا كيان لشريعتنا بدونه، ولا ندخل الجنة إلا به: (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 20: 16
      وكذلك كلمة (ربى): (38فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: «رَبِّي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ) أَيْنَ تَمْكُثُ؟») يوحنا 1: 38
      ولو طبقنا بقية هذه الأسماء الحسنى والصفات العليا على يسوع، فلن نجد أى صفة من هذه الصفات تنطبق عليه. فلم يكن قدوسًا ، فقد أهانه عبيده ، وبصقوا فى وجهه، بعد أن كان يخافهم ويهرب منهم ، وفى النهاية استهزأوا به ، ثم علقوه على شجرة ، ثم قتلوه، وبهذا انتفت عنه صفة الله الحى ، وصفة الأول ، وصفة الآخر ، وصفة القوى ، وصفة القادر ، وصفة العزيز. وكان يحتاج للماء أو الورق ليتطهر من بوله وبرازه، والمحتاج لغيره ليس بإلإله الصمد.
      * * *
      ثم إنه تبعًا لما يقوله كتابهم فإن الله ليس بإنسان ، وإن الذى له لحم وعظام ليس بإله ، لأن الله لا يُرى، ولا يمكن لأحد أن يراه:
      (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. ... .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. ...) تثنية 4: 12 ، 15
      وعندما طلب موسى من الله أن يراه: (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20
      ويؤكد سفر إشعياء هذا قائلاً: (15حَقّاً أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ) إشعياء 45: 15 ، وهو نفس ما أكده يوحنا: (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ) يوحنا1: 18
      كما أكد عيسى u نفس القول ، فقال: (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) يوحنا 3: 24 فإذا كان الله روح ، ولا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح فإن (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18
      وقال يسوع: (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
      فكيف يكون عيسى u هو الله؟ وهل الله له جسد أو مولود من الجسد؟ لا. (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6
      و(كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْترِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3
      وبما أنه ليس للروح عظام أو لحم ، فقد كان عيسى u إذن بشرًا له جسد ، وليس بإله يتجسد!!
      وجسد يسوع الذى تم تكفينه ودفنه لهو أيضًا دليل على أنه كان بشرًا له جسد مولود من بشر له جسد: (58فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ) متى 27: 57-60
      ولطالما أنه ظهر لقومه بالجسد، وهو مولود من الجسد ، من أمه مريم العذراء ، وما زالت صور جسده تملأ الكنائس والمنازل فهو إذن ليس بإله ، وما كان له أن يتحد مع رب الأرباب إله كل جسد: (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟) إرمياء 32: 17.
      والله ليس بإنسان: (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ، هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفى؟) عدد 23: 19
      (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟) حزقيال 28: 9
      (هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ.) حزقيال 28: 1-2
      (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9
      أما يسوع فقد كان إنسان، والله ليس بإنسان ، وليس كمثله شىء. وبذلك يكون قد نفى عن نفسه الألوهية ، فقال: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ) يوحنا 8: 40
      (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ) أيوب 25: 6
      (وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12
      (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20
      فهل قبلتم هذا التحقير على إلهكم؟ هل قدستم بهذا التحقير من تألهونه؟
      * * *
      3- إعلامه خلقه أنه هو خالق الكون والبشر، سواء بالتصريح المباشر منه Y أو جاء الإعلام على لسان أحد عباده المؤمنين:
      {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ * أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } (60-64) سورة النمل
      {... قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (16) سورة الرعد
      {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (62) سورة الزمر
      {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } (62) سورة غافر
      {أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} (59) سورة الواقعة
      {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ...} (24) سورة الحشر
      {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (3) سورة فاطر
      {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (102) سورة الأنعام
      فهل ادعى يسوع أنه خالق البشر؟ هل ادعى يسوع أنه خالق السماوات والأرض؟ هل قال يسوع إنه الله الرزاق الوهاب الخالق البارىء المصوِّر؟
      لا. بل قال: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30
      واعترف بعبوديته لله فقال (إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 17
      وقال: (إِلهي، إِلهي، لِماذا تَرَكْتني؟) متى 27: 43
      (وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ».) لوقا 22: 41-42
      وقال («يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي».) لوقا 23: 46
      * * *
      4- إعلامه خلقه بنعمه عليهم التى أمدهم بها ، ودفعهم للتفكير لو حرمهم منها:
      {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ} (71) سورة القصص
      {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (72) سورة القصص
      {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ} (30) سورة الملك
      {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (34) سورة يونس
      {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (35) يونس
      فهل تمكَّن يسوع من هداية يهوذا الإسخريوطى للحق؟ هل تمكن من هداية اخوته للحق؟ (5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ) يوحنا 7: 5، بل قالوا عنه إنه مخبول: (21وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!».) مرقس 3: 21
      وهل تمكَّن من هداية المذنب المصلوب معه للحق؟ (39وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!») لوقا 23: 39
      {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (16) سورة الرعد
      {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} (3) سورة الفرقان
      فهل كان يملك يسوع لنفسه جلب المنافع أو دفع الأضرار؟ لا. فبذلك تنتفى عنه صفة الألوهية.
      ولم يستطع أن يوجد ثمرة تين تُنقذه من جوعه ، وتثبت ألوهيته ، وتحفظ ماء وجهه أمام تلاميذه.
      ولم يستطع أن يقتل شعوره بالعطش، فأراق ماء وجهه وطلب ليشرب وهو على الصليب، فازداودا استهزاءًا به، وأعطوه (خَلاًّ مَمْزُوجاً بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ)متى27: 34
      ولم يستطع الفكاك من الشيطان الذى أسره فى الصحراء أربعين يومًا، فلم يتركه يأكل أو يشرب، ولا نعرف كيف كان يتبوَّل أو يتبرَّز أو حتى يستحم أمام الشيطان.
      ولم يستطع دفع من أرادوا قتله ، على الرغم من استغاثته بالله ، ورجائه أن يدفع عنه كأس الموت هذا!! وعلى ذلك فإن يسوع ليس بإله!
      وكان يدفع الجزية لقيصر صاغرًا، فقال لهم: («أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 21
      * * *
      5- دفعه الناس للأخذ بالأدلة العقلية والكونية على إنه هو الله:
      {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} (7) سورة النبأ
      {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (41) سورة العنكبوت
      {ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (69) سورة النحل
      {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} (16) سورة التكوير
      {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (125) سورة الأنعام
      {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (59) سورة آل عمران
      {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (101) سورة الأنعام
      {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} (185) سورة الأعراف
      {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (5) سورة يونس
      {إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} (6) سورة يونس
      {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (34) يونس
      {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} (26) الحجر
      {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } (5) النحل
      {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (8) النحل
      {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} (81) النحل
      {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (70) الإسراء
      {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}(33)الأنبياء
      {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} (12) المؤمنون
      {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (14) المؤمنون
      {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (91) المؤمنون
      {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} (3) سورة الفرقان
      {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } (191) سورة الأعراف
      {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (20) النحل
      {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} (60) النمل
      {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (64) سورة النمل
      {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (19) سورة العنكبوت
      {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} (10) لقمان
      {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (37) سورة فصلت
      {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (33) سورة الأحقاف
      {... إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (17) سورة العنكبوت
      {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (4) سورة الأحقاف
      ولم يكن يسوع يملك إلا خبز يومه، حتى إنه لم يكن معه النقود التى يدفعها كجزية، فأمر بطرس أن يذهب ليصطاد ، وسيجد بها النقود: (24وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟» 25قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» 26قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27وَلَكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».) متى 17: 24-27
      (3خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ) لوقا 11: 3 ، وهذا الطلب ليدل على أنه لا يملك إلا قوت يومه ، ويسأل الله الرزَّاق هذا القوت! الأمر الذى ينفى عنه الألوهية بكل أشكالها! فكيف تؤمنون بإله لا يملك لنفسه أى شىء؟
      وما الفرق بينه وبين أى عبد مؤمن آخر من عباد الله؟
      أين ادعى يسوع أنه هو الله الخالق؟
      أين نفى يسوع الألوهية عن غيره؟
      وما هى الأدلة العلمية التى تركها لنا يسوع تدليلاً على ألوهيته؟
      ماذا خلق لنتعرف على ألوهيته من اتقان خلقه؟
      * * *
      6- الإستدلال العقلى على أنه يستحيل أن يكون فى الكون أكثر من إله:
      {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (194) سورة الأعراف
      {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (91) سورة المؤمنون
      {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (22) سورة الأنبياء
      {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} (3) سورة الفرقان
      {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } (191) سورة الأعراف
      {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (20) النحل
      {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} (60) النمل
      {أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (61) سورة النمل
      {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} (62) سورة النمل
      {أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (63) سورة النمل
      {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (64) سورة النمل
      {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} (20) سورة الملك
      {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} (21) الملك
      * * *
      7- نفى استحقاق الألوهية عن غير الله:
      {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} (3) سورة الفرقان
      {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ} (191-192) سورة الأعراف
      {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (194) سورة الأعراف
      {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ ...} (18) سورة يونس
      {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (104) يونس
      {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ} (106) سورة يونس
      {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ} (73) سورة النحل
      {إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (116) سورة التوبة
      {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (66-67) سورة الأنبياء
      {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} (73) سورة الحـج
      {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (17) سورة العنكبوت
      {قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} (17) سورة الأحزاب
      {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} (22) سبأ
      {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ...} (40) سورة فاطر
      {قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (71) سورة الأنعام
      {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (75) المائدة
      وبما أن يسوع لم يُدلل على ألوهيته ، ولم يذكر أنه إله ، ولم يذكر أنه لا ناصر أو رازق أو خالق غيره ، فكيف عرفتم أنه إله؟
      * * *

      تعليق


      • #18
        من دلائل التوحيد فى العهد القديم:
        وبعد أن علمنا كيف دلَّل الله تعالى على ألوهيته فى القرآن الكريم ، فإن العهد القديم قد دلَّل على ألوهية الله بطريقة قريبة من طريقة القرآن ، بغض النظر عن الاستدلال العلمى على ألوهية الله. إلا أنهم نسبوا لله الصفات والأفعال البشرية. الأمر الذى ينفى عنه الألوهية ، ويُلحق به الضعف البشرى. من ذلك أنهم نسبوا إلى الرب الندم والتأسف والتراجع عما عمله ، والنوم والسُّكْر ، وأنه سرق مع موسى وقومه حُلى المصريين ، وأنه أمر داود بالسب:
        (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».) تكوين 6: 6-7 ،
        وأيضاً (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 14 ،
        وأيضاً (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 15: 35
        (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65
        (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22
        وكذلك أيضًا (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
        (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟») صموئيل الثانى 16: 10
        * * *
        ففى العهد القديم نعلم أن موسى u دعا لعبادة الله وحده ، ونزهه عن الشرك بكل صوره، ويُشير بكلمات واضحة أن الإله المعبود بحق هو إله واحد، وما عداه آلهة ضلال وشرك وطواغيت عبدت من دونه:
        1- فقد ورد على لسان موسى u فى سفر الخروج 20: 1-5: (1ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: 2«أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 3لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. 4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ)
        2- وقال أيضًا فى التثنية 6: 4-10: (4«إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 5فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. 6وَلتَكُنْ هَذِهِ الكَلِمَاتُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ عَلى قَلبِكَ 7وَقُصَّهَا عَلى أَوْلادِكَ وَتَكَلمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ 8وَارْبُطْهَا عَلامَةً عَلى يَدِكَ وَلتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ 9وَاكْتُبْهَا عَلى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلى أَبْوَابِكَ.)
        3- وقال كذلك فى التثنية 11: 16-20: (16فَاحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَنْغَوِيَ قُلُوبُكُمْ فَتَزِيغُوا وَتَعْبُدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُوا لهَا 17فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُغْلِقُ السَّمَاءَ فَلا يَكُونُ مَطَرٌ وَلا تُعْطِي الأَرْضُ غَلتَهَا فَتَبِيدُونَ سَرِيعاً عَنِ الأَرْضِ الجَيِّدَةِ التِي يُعْطِيكُمُ الرَّبُّ. 18«فَضَعُوا كَلِمَاتِي هَذِهِ عَلى قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ وَارْبُطُوهَا عَلامَةً عَلى أَيْدِيكُمْ وَلتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عُيُونِكُمْ 19وَعَلِّمُوهَا أَوْلادَكُمْ مُتَكَلِّمِينَ بِهَا حِينَ تَجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ وَحِينَ تَمْشُونَ فِي الطَّرِيقِ وَحِينَ تَنَامُونَ وَحِينَ تَقُومُونَ. 20وَاكْتُبْهَا عَلى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلى أَبْوَابِكَ)
        4- وقال داود فى أخبار الأيام الأول 17: 20 (20يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ حَسَبَ كُلِّ مَا سَمِعْنَاهُ بِآذَانِنَا!) فكم كان من البشر مثل يسوع؟
        5- وقال إشعياء 45: 5 (5أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ.) ، لا يسوع ولا موسى ولا محمد. لا إله إلا الله، (إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب)
        6- وقال هوشع 13: 4 (4«وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَإِلَهاً سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي) ، فهل تعتقدون أن يسوع هو الذى كان يُخاطب موسى ويُخبره أنه خلصه من العبودية من أرض مصر؟ كيف وهو لم يُخلِّص نفسه من اليهود ، وطلب الخلاص من الله المُخلِّص؟ (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».) متى 26: 39
        7- إشعياء 44: 6 (6هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ الْجُنُودِ: «أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي.) ، والآن فكِّر متى ولد يسوع ومتى مات؟ ثم احكم هل المولود هو الأول؟ وهل الذى يموت هو الآخر؟
        8- وقال حبقوق 1: 12 (12أَلَسْتَ أَنْتَ مُنْذُ الأَزَلِ يَا رَبُّ إِلَهِي قُدُّوسِي؟)، وقد علمت أن يسوع لم يكن أزليًا ، بل ولد من امرأة ، وكان أول مخلوق (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.) رؤيا يوحنا 3: 14، ولم يكن يسوع قدوسًا ، حيث أُهين من اليهود ، وبصقوا فى وجهه ، وأسره الشيطان أربعين يومًا فى الصحراء ، ثم قيَّد اليهود حركة الرب وانتزعوا منه روحه بأن قتلوه! فلم يُبقوا له كرامة أو عزة أو قداسة. الأمر الذى يؤكد أن غيره هو الله القدوس!
        9- وقال إشعياء 37: 16 (.. أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) وتكررت أيضًا فى (ملوك الثانى 19: 16). بينما كان يسوع يتضرع لهذا الإله. فهل سمعت عن إله يتضرع لإله آخر؟ (إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) متى 27: 46
        10- وقال إشعياء 44: 24 (هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الْبَطْنِ: «أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي. بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟) فهل ادعى يسوع أنه خلق السماوات والأرض؟ لا. بل قال: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30
        11- وقال إشعياء 45: 18 (لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَر.) ، وقال يسوع: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً) يوحنا 5: 30
        12- وقال داود فى المزامير 93: 2 (كُرْسِيُّكَ مُثْبَتَةٌ مُنْذُ الْقِدَمِ. مُنْذُ الأَزَلِ أَنْتَ)، وقد أثبتنا أكثر من مرة أن يسوع مولود من مريم العذاراء: (31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.) لوقا 1: 31 ، (11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.) لوقا 2: 11 ، (4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ) غلاطية 4: 4
        وقال عنه الكتاب إنه مخلوق: (15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.) كولوسى 1: 15 ، وأيضًا قوله: (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.) رؤيا يوحنا 3: 14
        وبذلك نفى عنه الأزلية. كما أن (كُرْسِيُّكَ) تعنى ملكوتك، تعنى عرشك، ولم يكن يسوع ملكًا يومًا من الأيام. بل كان من عامة الشعب الواقعين تحت الجزية: (وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟» 25قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» 26قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27وَلَكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».) متى 17: 24-27
        * * *
        من دلائل التوحيد فى العهد الجديد ونفى ألوهية يسوع:
        هذا ما كان فى القرآن الكريم والعهد القديم ، فهل تعتقد عزيزى المسيحى أن يسوع دلَّل على ألوهيته بأى طريقة من الطرق السابقة؟ لا يوجد نص فى العهد الجديد يحتوى على تصريح من يسوع أنه هو الله ، ويأمر فيه التلاميذ وأمه أن يسجدوا أو يتعبدوا له ، ويرشدكم إلى أنه هو الذى خلق السماوات والأرض ، وهو الرزاق، وهو المحيى والمميت. ألا تعتقد معى أنه (لو كان يسوع إلهًا) مع عدم وجود تصريح من يسوع بذلك ليدل على أنه ترككم بدون عقيدة واضحة ، يختلف فيها الكاثوليك عن الأرثوذكس عن البروتستانت عن المارمون عن شهود يهوه؟
        فهل مثل هذا يُطلق عليه إلهًا ، ناهيك عن تسميتكم له بإله المحبة؟ أنا لا أريد أن أصدمك عزيزى المسيحى ، ولو أن الأمر لا بد له من صدمة تفيق بعدها. ففكر هداك الله: إذا لم يكن هناك نص يُصرِّح فيه يسوع بألوهيته ، ولم يقل إنه هو الله الخالق ، ولم يأمر أحد بالصلاة له والصيام لمرضاته. فبما استحق يسوع التأليه؟
        وما الغرض من كتاب طويل عريض لم يعلن فيه الإله عن ألوهيته ، وأهم عقيدة فى حياتكم وآخرتكم وتركها لكم لإستنتاجها؟
        هل تعتقد أن الإله ينزل ويتجسَّد على الأرض ، وبعد أن أجهد أمه فى الحمل والولادة والرضاعة والتربية والتعليم ، وبعد رحلة رُعب زعموها له ولأمه إلى مصر ، ومشوار من الهرب من اليهود، وإهانات وتحقير من اليهود والفريسيين له، ثم صلبه وموته موت الملاعين ، نسى الإله هكذا أن يُخبركم أنه هو الله ، كما نسى أن يُعلمكم بعقيدة التثليث وأنه الأقنوم الثانى من ثلاثة أقانيم؟
        ما شعوركم وأنتم ترتدون الصليب رمز إهانة الإله وجلب اللعنة عليه؟ (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ») غلاطية 3: 13 ، وهل بذلك تقدسون الإله أو تحبونه؟
        فى الحقيقة لا بد أن نبدأ قضية تأليه يسوع بتعريف الألوهية ثم نُطبقها على يسوع ، مع الأخذ فى الاعتبار أن قانون الإيمان ينص على أن الأب والابن والروح القدس ثلاثة آلهة فى إله واحد ، وأن صفة الإلوهية لا تُفارق يسوع طرفة عين. وعلى ذلك فهو إله ، فى جسد بشرى.
        فالله واحد فى ذاته، لا يقبل الانقسام ولا التجزُّوء، واحد فى صفاته، لا شبيه له، ولا مثيل له فى أفعاله أو صفاته ، ولا معين له، له كل صفات الكمال، والتنزيه عن النقص والتشبيه والتمثيل. فهو قادر على كل شىء يتناسب مع صفات كماله. فلا يقولن أحد إن الله تجسَّد فى صورة إنسان، لأنه قادر على كل شىء، ويقدر أن يفعل ذلك. فمن يقل بمثل هذا لا يفهم شيئًا عن صفات الله تعالى:
        ف (اللَّهُ أَحَدٌ) أى متفرد فى صفاته، فلا شبيه له ولا مثيل
        و(اللَّهُ الصَّمَدُ) تنفى عن ذاته التجزوء والتبضُّع والتأليف
        و(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) تنفى الحدوث ، سواء بالولادة أو الإنبثاق ، وتنفى كذلك أن يكون له شريك فى الملك ، فلا هو أب يلد ، ولا هو ابن يولد. ويثير المسيحيون هنا استفسار مفاده: كيف قال الله (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) فنفى أن يلد قبل أن يولد، مع أن الترتيب المنطقى أن يكون الشخص مولودًا أولاً ليكون والدًا فيما بعد.
        والرد بسيط جدًا وهو: لينفى قولهم فى الترتيب (باسم الأب والابن). ثم إذا كان هذا هو الترتيب المنطقى الذى تقبله عقولهم ، فلماذا يبدأون (باسم الأب قبل الابن) مع إن الترتيب المنطقى هو أن يكون ابنًا أولاً ، وعندما يكبر يكون أبًا؟
        و(وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) تنفى أن يكون له شريك أو معين سواء من الروح القدس أو الابن أو الزوجة أو أى أحد.
        وفى الحقيقة إن العهد الجديد لملىء بالفقرات والعبارات الدالة على وحدانية الله دون تثليث، كما أنه يصرح بفقرات وعبارات توضح أن عيسى u لم يكن أكثر من بشر رسول من عند الله. منها:
        1- فقد أفرد عيسى u الله وحده بالألوهية ، وطالب أنصاره ألا يدعوا لهم إلهًا على الأرض، بل الله هو الذى فى السماوات، وذلك فى الوقت الذى فيه يسوع على الأرض ، ولو كان هو إلهًا مساويًا لله ، لكان استثنى نفسه، وما سمَّى نفسه معلمًا وأفرد الرب الذى فى السماوات بالألوهية. الأمر الذى يعنى عدم تساويهما فى الألوهية. فقال: (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.) متى 23: 8-10
        2- وحسم بولس فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس 2: 5 موقف الله ويسوع، فاعترف بوجود إله واحد ، لا إله إلا هو الواحد الأحد ، المتفرِّد بالألوهية والكمال. ووسيط واحد ، ولا يوجد وسيط بين الله والبشر إلا نبى الله ورسوله ، وعلى ذلك فعيسى u هو رسول من رسل الله، الذى وصفه بولس بأنه إنسان: (5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ)
        3- وفى لوقا 18: 18-19 رفض أن ينسب أحد له الصلاح، وطالبهم بنسبته لله وحده، الأمر الذى يعنى عدم ألوهيته، وعدم تساويه بالأب: (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.) ، ولو كان يسوع هو الله، لكان قد مدح الذى قال له ذلك، لأن صُلب العقيدة وأصلها هى معرفة الله وحده وعبادته. الأمر الذى تنسبونه ليسوع ، وهو لم يُصرِّح به مُطلقًا، بل عرَّف أتباعه أن أول مفتاح للجنة هو معرفة الله تعالى وحده والإيمان به، ثم الإيمان بيسوع كنبى ورسول أرسله الله تعالى: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
        4- فقد قال فى متى 4: 10 للشيطان الذى أسر يسوع: (لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ)، وكان يسوع يعبد الله ويسجد له ، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية ، لأن الإله الحقيقى لا يسجد لأحد ولا يتعبَّد له: (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي) متى 26: 39، وهو نفس ما أعلنه للمرأة أن السجود لله وحده، وليس للابن أو الروح القدس، الأمر الذى ينفى إلاهية الابن والروح القدس وعدم تساويهما بالأب: (21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ.) يوحنا 4: 21
        فهل تتخيل صفة هذا الإله الذى أخفى عن الشيطان أنه هو إلهه ، كما أخفى ذلك عن المرأة التى كانت تتكلم معه ، وأخفاه عن تلاميذه ، وعن أمه التى أرضعته ، وعن الكهنة والفريسيين؟ إن هذا الإله الذى يخفى ألوهيته ويترك الناس تسجد للعرش الخالى فى السماء من إلهه لهو إله مضلِّل!! وذلك حيث يؤمن الأرثوذكس أن الله نزل من السماء متجسدًا فى جسد يسوع!
        5- وقد أقر يعقوب فى رسالته 2: 19-20 أن كل المخلوقات من الإنس والشياطين تؤمن بالله وحده: (19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!) ، ولم يقر أن المخلوقات تؤمن بالابن والروح القدس كإلهين.
        6- وتقرأ فى الإصحاح الأول لمتى والثالث للوقا نسب يسوع من أجداده وآبائه، ولا يُلتفت لما يقوله البعض أن أحدهما نسب يوسف ابن يعقوب ، والآخر لمريم. فهذا هراء يُضحَك به على عقول السذَّج، حيث لم يكتب اليهود نسبًا للنساء فى تاريخهم، إضافة إلى أن عنوان الفقرات نفسها تبدأ بقولها (نسب يسوع). ولا يوجد نسب أرضى لله. والذى له آباء وأجداد ونسب أرضى سواء من الأب والأم سويًا أم من أحدهما ليس بإله.
        7- وشهد يسوع أنه رسول من عند الله، وأن الأعمال والمعجزات التى يقوم بها، بل والتعاليم التى يخبر أتباعه بها هى من عند الله، ولا علاقة له بها، فهو مجرد مبلِّغ عن الله:
        يوحنا 10: 25 (25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي.)
        يوحنا 15: 15 (لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.)
        يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.)
        يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
        يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
        يوحنا 12: 48-50 (48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
        يوحنا 14: 24 (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        وكل هذا يؤكد أن عيسى u لم يكن أكثر من رسول بشر، يعتمد على الله فى كل حركاته وسكناته ، وكل أقواله وتعاليمه. الأمر الذى ينفى عنه الألوهية ، لأن الله ليس بتابع ، وهو المتصرِّف فى أمور ملكوته دون الرجوع لأحد.
        8- أقر يسوع أن الله أبيه أعظم منه: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 29 وكان دائمًا يُبديه عن نفسه، فقد مر بنا أنه قال إنه لا صالح إلا واحد هو الله: (لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.) لوقا 18: 19. ولا يمكن ليسوع مع هذا الاعتراف أن يكون هو الله أو يتساوى معه. حيث كان يسوع يتكلم عن كيانين: أحدهما الأعظم وهو الوحيد الصالح ، والآخر أقل من الأول فى العظمة ونفى عن نفسه الصلاح.
        وقد كرر بولس نفس هذه الفكرة فى كورنثوس الأولى 11: 3 (وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ).
        9- والله تعالى هو الأول وهو الآخر وهو على كل شىء قدير، كما قال سفر رؤيا يوحنا 1: 8 (8أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.)، ولم يكن عيسى لا الأول ، ولا الآخر. فقد أقرت الأناجيل أنه مات ، وأسلم الروح إلى بارئها: (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) متى 27: 45-50 ، (59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ) متى 27: 59، والله تعالى إله سرمدى لا يموت: (أَما عَلِمتَ أَوَما سَمِعتَ أَنَّ الرَّبَّ إِلهٌ سَرمَدِيّ ...) إشعياء 40: 28 (الترجمة اليسوعية) ولم يكن على أى شىء قدير إلا بحول الله وقوته ، كما أخبر بذلك فى العديد من المواقف.
        10- قال يسوع: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) ، حتى الشياطين كان يُخرجها بحول الله وقوته: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20
        بينما يقول الكتاب عن الله إنه على كل شىء قدير: (3وَقَالَ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ: «اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرَ لِي فِي لُوزَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَبَارَكَنِي.) تكوين 48: 3
        (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ) خروج 6: 3
        (الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) أشعياء 13: 6 ، ويوئيل 1: 15
        (يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.) كورنثوس الثانية 6: 18
        («قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».) رؤيا يوحنا 4: 8
        («نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) رؤيا يوحنا 11: 7
        (عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ.) رؤيا يوحنا 15: 3
        كما أشار متى إلى قدرة الله المطلقة فقال: (9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ.) متى 3: 9
        وصرح مرقس بقدرة الله المطلقة ، فقال: (27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».) مرقس 10: 27
        (36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ) مرقس 14: 36
        11- الرب ملك أبدى ، ولم يكن يسوع ملكًا يومًا من الأيام. فهل يُعقل أن يكون يسوع هو الله الملك، ثم ينزل إلى مستوى العبيد؟ (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ) إرمياء 10: 10
        12- أعلمهم يسوع أن الله هو الإله الحقيقى وحده، وأنه رسول الله: فقال فى يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
        وقال فى يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
        وقال فى يوحنا 13: 20 (20اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
        وقال فى يوحنا 20: 21 (21فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا».)
        وفى يوحنا 14: 24 (وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        وأيضًا فى يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
        ولا يمكن أن يكون الرسول أعظم من مرسله، وبالتالى نفى عن نفسه المساواة بالله، الأمر الذى يُشير إلى تهافت قانون الإيمان الذى وضعه الآباء الأولون: وقد أعلن يسوع هذا فقال: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16، وقال: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
        13- مجَّد يسوع الله، ونفَّذ أوامره ، فقال فى يوحنا 17: 4 (4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ)، ولا تُملى على الله إرادة ما، بل هو الذى يُملى إرادته على مخلوقاته. الأمر الذى يعنى أن يسوع لم يكن إلهًا.
        14- رفع يسوع عينيه إلى السماء قبل أن يُحيى العازر بإذن الله ، راجيًا الله أن يحقق هذه المعجزة التى هو بصددها على يديه لسبب واحد فقط وهو: ليؤمنوا أنه رسول الله: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)، ولا يُمكن أن يكون رسول الله هو الله نفسه.
        15- اعترف الكتاب أن تلاميذه أقروا بموته، وأنه كان عبدًا لله، وأن الذى أحياه هو إلهه الحى الذى لا يموت. فقد جاء فى أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه) [ترجمة الآباء اليسوعيين]
        ولا يمكن أن يكون العبد أفضل من سيده ، والمخلوق أفضل من خالقه: متى 10: 24-25 (24«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. 25يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ.)
        أعمال الرسل 2: 32 (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.)
        أعمال الرسل 5: 30 (30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ) ، والميت الذى يقيمه الله من الموت هو عبد من عباد الله مثلنا.
        16- ومن النصوص الدالة على أنه عبد الله ورسوله: (إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه،) أعمال الرسل 3: 13،
        و(27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) أعمال الرسل 4: 27
        جاء هذا فى الترجمة اليسوعية ، إلا أن الترجمة العربية المشتركة وترجمة الفاندايك يترجمان هذه الكلمة ب (فتاه / فتاك).
        ووافق الترجمة اليسوعية على ترجمة الكلمة عبدك أو خادمك الكثير من التراجم الألمانية ، على موقع www.diebibel.deمنها:Einheitsübersetzung, Elberfelder 1871, Elberfelder 1905, Elberfelder rv, Elberfelder rv2, Luther 1545, Luther 1912,
        13 Der Gott Abrahams, Isaaks und Jakobs, der Gott unserer V&auml;ter, hat seinen Knecht Jesus verherrlicht, den ihr verraten und vor Pilatus verleugnet habt, obwohl dieser entschieden hatte, ihn freizulassen.
        ومن التراجم التى قالتها (رسوله) الترجمة الألمانية Hoffnung für alle:
        13 [b]Nein, es ist der Gott Abrahams, Isaaks und Jakobs, der Gott unserer Vorfahren, der uns mit dieser Wundertat die Macht und Ehre seines Gesandten Jesus gezeigt hat. Diesen Jesus habt ihr verraten und verleugnet, obwohl Pilatus entschlossen war, ihn freizulassen.
        http://www.biblegateway.com/passage/?search=ACTS%203&interface=print&version=33
        ومن التراجم الإنجليزية التى ذكرتها (عبده) :ASV, Basic eng., CEV, DARBY, ESV, NASB, NIRV, NIV, NIV UK, NKJV, RSV, وكذلك ترجمة AMP فى هامشها. وهذا مثال من ترجمة الملك جيمس الحديثة:
        13 The God of Abraham, Isaac, and Jacob, the God of our fathers, glorified His Servant Jesus, whom you delivered up and denied in the presence of Pilate, when he was determined to let Him go.
        17- إن الله حى أبدى لا يموت، وقد مات يسوع ، والذى لا يموت ليس بإله: دانيال 6: 26 (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
        وقال بولس فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس 1: 17 (17وَمَلِكُ الدُّهُورِ الَّذِي لاَ يَفْنَى وَلاَ يُرَى، الإِلَهُ الْحَكِيمُ وَحْدَهُ، لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ.)
        ويقول أيضًا فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس 6: 13-16 (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا [أى معلمنا] يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.)
        وقد مات يسوع: (فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ)متى 27: 50
        18- إن يسوع أسره الشيطان أربعين يومًا فى الصحراء ، يتحكَّم فى حركاته وسكناته، حتى كان يسحبه معه أينما توجَّه ، ولا يُهزم الله ، ولا تُملى عليه إرادة، ولا يُكبَّل، ولا يُأسر، ولا يطلب منه الشيطان أن يسجد له: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13
        والله تعالى قوى، عزيز، لا يُقهر، ولا يُهزَم، ولا يُجبر على شىء، ولا يُجرَّب: (لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يُجَرِّب أحداً) رسالة يعقوب 1: 13
        19- عرفه تلاميذه الذين ظنوا أنه صُلب ومات أنه ليس أكثر من نبى: (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)لوقا 24: 13-20
        20- عرفه الأعمى الذى شفاه بإذن الله أنه نبى: يوحنا 9: 8-17 (8فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى قَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟» 9آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ». وَآخَرُونَ: «إِنَّهُ يُشْبِهُهُ». وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: «إِنِّي أَنَا هُوَ». 10فَقَالُوا لَهُ: «كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟» 11أَجَابَ: «إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِيناً وَطَلَى عَيْنَيَّ وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ». 12فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ ذَاكَ؟» قَالَ: «لاَ أَعْلَمُ». 13فَأَتَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ بِالَّذِي كَانَ قَبْلاً أَعْمَى. 14وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ الطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. 15فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً كَيْفَ أَبْصَرَ فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ طِيناً عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ فَأَنَا أُبْصِرُ». 16فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: «هَذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ». آخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذِهِ الآيَاتِ؟» وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ. 17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
        21- عرفه رؤساء الكهنة والفريسيين أنه نبى ، لذلك تركوه يُدرِّس فى معبدهم: (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ)متى 21: 45-46، وهو نفس ما كتب وقيل عن يوحنا المعمدان: (5وَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ خَافَ مِنَ الشَّعْبِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 14: 5 ، وتكررت فى متى 21: 26 (26وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاسِ نَخَافُ مِنَ الشَّعْبِ لأَنَّ يُوحَنَّا عِنْدَ الْجَمِيعِ مِثْلُ نَبِيٍّ)
        22- بل عرفته الجموع كلها على أنه نبى: (وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».) متى 21: 10-11، فهل من الممكن أن يكون يسوع إلهًا مُضلِّلاً ، ضحك على كل هذا الشعب ، وأوهمهم أنه نبى مرسل من قبل الله ، وهو الله نفسه؟
        وهذا ما أقر به لوقا أيضًا فى إنجيله: لوقا 7: 16 (16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
        23- عرفه جموع الشعب أنه نبى من عند الله ، وأنه من البشر، الذى لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ، فقد أعطاه الله هذه المعجزات، لذلك عندما قام بعمل معجزة، وشُفىَ المفلوج بإذن الله، مجَّدوا الله، الذى أعطى البشر مثل هذه المعجزات: متى 9: 8 (8فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللَّهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَاناً مِثْلَ هَذَا.)
        24- وقال عنه بطرس إنه نبى قام بكل هذه المعجزات بحول الله وقوته: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)

        تعليق


        • #19
          25- وقال عنه رئيس اليهود نيقوديموس إنه نبى ، أعطاه الله هذه المعجزات: يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
          وليس هذا هو الموقف الوحيد الذى نلمس فيه تعبير اليهود عن بشريته البحتة، فقد اتهموه أن به شيطان ، ولا يُمكن أن يتلبَّس الشيطان إلا إنسان أو حيوان ، ولا يُمكن أن يقرب الله ، لأنه يقشعر فقط خوفًا من اسمه ، فما بالك لو اقترب منه؟
          (34أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ».) متى 9: 34
          (20أَجَابَ الْجَمْعُ: «بِكَ شَيْطَانٌ. مَنْ يَطْلُبُ أَنْ يَقْتُلَكَ؟») يوحنا 7: 20
          (48فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟») يوحنا 8: 48
          (20فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ: «بِهِ شَيْطَانٌ وَهُوَ يَهْذِي. لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ لَهُ؟») يوحنا 10: 20
          وقال يعقوب عن الشياطين وإيمانهم بالله، نقلاً من ترجمة الآباء اليسوعيين: (19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ أحد، فَقَد أَحسَنتَ. وَالشَّيَاطِينُ هىَ أَيْضًا تُؤْمِنُ بِه وتَرتَعِد.) رسالة يعقوب 2: 19
          ففكِّر عزيزى المسيحى: هل تؤمن الشياطين بالله وتعتقد أنه فردٌ أحد ، وتؤمن أنت أنه مكون من ثلاثة أقانيم ، ثم تدعى أن الثلاثة أقانيم كونوا وحدة واحدة؟
          26- وأقر يسوع بنبوته عندما تعجب الجموع من علمه وحكمته، على الرغم من معرفتهم له ولأمه ولاخوته، قال لهم (إنه لا كرامة لنبى فى بلده): متى13: 54-57 (54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ 56أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ كُلُّهَا؟» 57فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ») وأيضاً مرقس 6: 1-4
          27- وعندما سأل تلاميذه عن نفسه وفيما يقولونه عنه ، لم يزد أحدهم عن أنه أحد الأنبياء: مرقس 8: 27-30 (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.)
          إلا أن متى أوضح قوله بصورة أكبر، حيث سمَّى نفسه فى سؤاله (ابن الإنسان): متى 16: 13 (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»)
          28- أعلم يسوع تلاميذه أنه لا يوجد إله على الأرض ، وإنما ربهم الذى فى السماوات، وهو الذى يتوجهوا إليه بالدعاء. فقال لهم: متى 23: 8-10 (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.)
          29- إن الله هو العليم. يعلم ما فى السماوات والأرض ومابينهما. ولا يغرب عن علمه شىء فى الأرض ولا فى السماء. وهذا ما قاله الرب نفسه: (الرب إله عليم) صموئيل الأول 1: 30 ؛ و2: 3 من نفس السفر.
          (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ) الأمثال 15: 3
          (23أَلَعَلِّي إِلَهٌ مِنْ قَرِيبٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَلَسْتُ إِلَهاً مِنْ بَعِيدٍ. 24إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟) إرمياء 23: 23-24
          اعترف يسوع بعدم معرفته لموعد قيام الساعة، كما نفى علمها عن أى إنسان، وحتى عن الملائكة، ونسب علمها لله وحده: متى 24: 36 (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.)
          ولم يعلم بموعد إثمار التين: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ».) مرقس 11: 12-14
          ولم يعلم التى لمست ملابسه: (25وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً 26وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيراً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئاً بَلْ صَارَتْ إِلَى حَالٍ أَرْدَأَ - 27لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ جَاءَتْ فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ 28لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». 29فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ. 30فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟» 32وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هَذَا. 33وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ. 34فَقَالَ لَهَا: «يَا ابْنَةُ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ».) مرقس 5: 25-34
          ولم يعلم كم مرَّ من الزمان على إصابة الصبى بالمس الشيطانى: (21فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ.) مرقس 9: 21
          ولم يعلم أين وضعوا الميت لعازر، فسأل أخته: (أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟)يوحنا 11: 34
          الأمر الذى ينفى بكل المقاييس أن يكون يسوع إلهًا ، أو يتساوى بالله.
          30- كثيرًا ما كان يُخاطب الله عز وجل ، ولا يقول عاقل هنا أنه متحد فى هذا الوقت مع الآب والروح القدس ، وإلا لكان يهزى ويكلم نفسه ، أو يخدع مستمعيه، ويوهمهم أنه غير متحد معهما ، الأمر الذى يُخالف قانون الإيمان، الذى يؤمنون به كقانون إلهى، والذى يُجزم أن الثلاثة واحد ، ولا ينفصلون طرفة عين. ويكون فى هذه الحالة مُضلِّل. وبأى أخذت فالله غير ذلك: يقول (36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ».) مرقس 14: 36 ،
          وفى قوله: (4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 4
          وفى قوله: (إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) مرقس 15: 34
          وفى قوله: وقال: (يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي.) لوقا 23: 46
          31- يقول يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) ، ويقول يوحنا 3: 6 (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.)
          فإذا كان الله روح، فلا يمكن أن يراه إنسان: (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ)يوحنا 1: 18، وقد رأى الناس يسوع ، وتعاملوا معه ، وأكلوا معه. وبما أن الآب والابن والروح القدس متحدون، ولا ينفصلون طرفة عين، فمعنى ذلك أن الرب نفسه تجسَّد، وهو الأمر الذى ينفيه الكتاب. وعلى هذا فإن يسوع ليس بإله! بل إنسان كما عرَّف هو نفسه بهذا: (وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ) يوحنا 8: 40
          كما أخبر الله نفسه أنه لا يمكن أن يراه الإنسان: (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20
          وأكَّد أنه ليس بإنسان: (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟) عدد 23: 19
          (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9
          بل أقر بولس بضلال الذين عبدوا المخلوق مثل الخالق ، وأبدلوا مجد الله الذى لا يفنى بالإنسان الذى يفنى: (21لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. 22وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ 23وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ. 24لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضاً فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. 25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 26لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ) رومية 1: 21-26،
          وهو هنا يُشير إلى الضالين الذين يعبدون يسوع أو أى بشرًا آخرًا على أنه الله.
          32- يقول الكتاب المقدس سواء على لسان الرب القوى أو أحد أنبيائه: (هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3
          (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
          (تزلزلت الجبال من وجه الرب) قضاة 5: 5
          (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!) مزامير 24: 8
          (17لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ الإِلهُ العَظِيمُ الجَبَّارُ المَهِيبُ) تثنية 10: 17
          فالله إذن هو القوى ذو القوة المتين. ونلمس هذا فى العديد من الأقوال، فهو الذى أخرج بنى إسرائيل من مصر ، وهو الذى أغرق فرعون وجنوده فى البحر، وهو الذى قسم الجبابرة. فهل هذا الإله الذى لا يُعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء يبكى ويخاف عبيده؟
          فهل تتخيل الإله الذى صوَّر نفسه بهذه القوة ، وعرف عنه عبيده أنه بهذه العزة والمنعة، يبكى لدرجة أن يتطوَّع ملك من السماء، ترأَّف لحال الإله فنزل بدون إذن إلهه ، الذى تجسد ، ليُواسيه ويقويه!! (43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 43-44 ، فهل الإله فعلاً يحتاج لمثل هذا؟
          33- يؤمن المسيحيون أن يسوع ولد من الله (سبحانه وتعالى)، وأنه بكر كل مولود فى الخليقة (كولوسى 1: 15، رؤيا يوحنا 3: 14)، وأن الروح القدس انبثق من الآب أو من الآب والابن على اختلاف المذاهب. ولا يعنى هذا إلا استحداث الابن والروح القدس بعد الآب. وعلى ذلك لا يمكن أن يتساووا فى الأزلية.
          وقد أخبركم الله تعالى أنه لن يُصوَّر بعده إله: (قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. 11أَنَا أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ. 12أَنَا أَخْبَرْتُ وَخَلَّصْتُ وَأَعْلَمْتُ وَلَيْسَ بَيْنَكُمْ غَرِيبٌ. وَأَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَنَا اللَّهُ.) إشعياء 43: 10-12
          ومع ذلك لم يترككم هكذا ، بل حدَّد أن الله هو المخلَّص ، ولا يمكن لغيره أن يُخلِّص، بل وأشهدكم على ذلك. وقد فهم يسوع ذلك جيدًا، فكان يصلى ويتضرَّع لله تعالى، راجيا أن يُنقذه من أيدى اليهود: (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».) متى 26: 39
          بل وصل به الأمر ليتقبل الله دعاءه أنه كان يتفصَّد جبينه دمًا بدلاً من العرق، حتى أرسل الله له ملاكًا من السماء يواسيه ويُطمئنه أنه معه، ولن يتركه أبدًا يلقى هذا الهوان: (43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ.44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 43-44
          وبالفعل تقبَّل الله دعاءه وأنقذه من أيدى اليهود، فلم يصلبوه ولم يقتلوه: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) عبرانيين 5: 7
          وذلك لأن عيسى u كان نبيًا بارًا تقيًا أطاع الله فأنقذه الله: (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.) يوحنا 8: 29
          وهو نفس ما تحدَّى به يسوع اليهود بأنهم لن يمسكوه ، ولن يتمكنوا منه، وذلك لأنه لن يكون على الأرض، بل سيرفعه الله إليه ، وسيكون فى مكان لن يُمكنهم الوصول إليه: (33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».) يوحنا 7: 33-34
          وأعاد تحديه لهم مرة أخرى: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» ... ... 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».) يوحنا 8: 21-24
          بل قال لهم بوقوع الشبه عليهم فى المصلوب، فسوف يظنون أنه هو ابن الإنسان الذى سيرفعونه على الصليب. ومرة أخرى بعد مرات أعلمهم أن هذا سيتم بإرادة الله وبحوله وبقوته ، حتى لا يتخذ إنسان هذا الحدث ذريعة لتأليهه: (28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 28-29
          34- الله سبحانه وتعالى هو القدوس ، وقد اختاروا ليسوع ميتة الملاعين، والله ليس كذلك. فاختيارهم له هذه الميتة (ناهيك عن أن الله حى لا يموت) لينفى عنه صفة التأليه كليةً! فقالوا: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
          ولكى تتعرف على من هو الملعون فاقرأ هذا، واحكم بنفسك على الذى يموت ملعونًا أو ميتة الملاعين يستحق التأليه: (15مَلعُونٌ الإِنْسَانُ الذِي يَصْنَعُ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ مَسْبُوكاً رِجْساً لدَى الرَّبِّ عَمَل يَدَيْ نَحَّاتٍ وَيَضَعُهُ فِي الخَفَاءِ. وَيُجِيبُ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَيَقُولُونَ: آمِينَ. 16مَلعُونٌ مَنْ يَسْتَخِفُّ بِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. 17مَلعُونٌ مَنْ يَنْقُلُ تُخْمَ صَاحِبِهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. 18مَلعُونٌ مَنْ يُضِلُّ الأَعْمَى عَنِ الطَّرِيقِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. 19مَلعُونٌ مَنْ يُعَوِّجُ حَقَّ الغَرِيبِ وَاليَتِيمِ وَالأَرْمَلةِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. 20مَلعُونٌ مَنْ يَضْطَجِعُ مَعَ امْرَأَةِ أَبِيهِ لأَنَّهُ يَكْشِفُ ذَيْل أَبِيهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. 21مَلعُونٌ مَنْ يَضْطَجِعُ مَعَ بَهِيمَةٍ مَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. 22مَلعُونٌ مَنْ يَضْطَجِعُ مَعَ أُخْتِهِ ابْنَةِ أَبِيهِ أَوْ ابْنَةِ أُمِّهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. 23مَلعُونٌ مَنْ يَضْطَجِعُ مَعَ حَمَاتِهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. 24مَلعُونٌ مَنْ يَقْتُلُ قَرِيبَهُ فِي الخَفَاءِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. 25مَلعُونٌ مَنْ يَأْخُذُ رَشْوَةً لِيَقْتُل دَماً بَرِيئاً. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. 26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 15-26
          35- صرَّح عيسى u أن الله هو إلهه ، كما هو إله التلاميذ والبشر، فقال: (34وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟» (اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) مرقس 15: 34، وأخبر مريم المجدلية أيضًا بذلك ، فقال لها: (وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ.) يوحنا 20: 17،
          وهو نفس الذى أعلنه يسوع مرة أخرى فى رؤيا يوحنا 3: 12 فقد تكلم فيها عن إلهه عدة مرات فقال: (12مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُوداً فِي هَيْكَلِ إِلَهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلَهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلَهِي أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلَهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ.)
          36- يقول بولس فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس 6: 13-16 (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
          ولو قارنت هذا بما قرأته عن يسوع ، فلن يبق لديك أدنى شك أنه يستحيل أن يكون يسوع إلهًا، فقد كان ميتًا: (33وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ.) يوحنا 19: 33 ، (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) متى 27: 50 ،
          وأحياه الله ، وهو الذى سيُظهره فى الوقت المحدد:
          1- (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.) أعمال الرسل 2: 32
          2- (15وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ.) أعمال الرسل 3: 15
          3- (26إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ) أعمال الرسل 3: 26
          4- (30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ) أعمال الرسل 5: 30
          5- (24بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضاً الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ.) رومية 4: 24
          والله هو ملك الملوك ، ورب الأرباب ، العزيز ، الحى الذى لا يموت، الذى له الكرامة والقدرة الأبدية. فهل كان ليسوع أى صفة من هذه الصفات؟
          لا. لقد كان يهرب من اليهود، وأهانوه وبصقوا فى وجهه واستهزأوا به، فأى كرامة تبقت له، وأى قداسة تتحدثون عنه، وأى عزة ونصر أحرزه على عبيده؟
          (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.) يوحنا 7: 1
          (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ... ) يوحنا 11: 53-54
          (59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.) يوحنا 8: 59
          ناهيك عن إنهم استهزأوا به وضربوه وبصقوا على وجهه: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31
          وبما أن الله (وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ) إذن فيسوع الذى مات ودُفِنَ فى قبر جديد على عقيدتكم وكتابكم ليس هو الله.
          37- (52وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.) لوقا 2: 52 ، والله لا ينمو جسمه (؟) ، ولا تطول قامته (؟) ، ولا يزداد علمًا، ولم يكن حيوانًا منويًا فى رحم امرأة ، ولم يكن طفلاً رضيعًا ، ولم يكن يتبول أو يتبرز فى ملابسه ، أو يحتاج لأحد عبيده أن يُنظفه ، ويبدل له ملابسه! ولم يكن الإله يومًا ما جاهلاً يعلمه عبيده ، أو لا يتكلم أو يهزى هزيان الأطفال ، ويضحك منه أو عليه الناس لبرائته وعدم إفصاحه عما يريد. الأمر الذى ينفى الألوهية عن يسوع.
          ولا يتقدم الإله فى العلم أو الحكمة ، لأنه حكيم وعليم منذ الأزل. الأمر الذى ينفى عن يسوع الألوهية كليًا وجزئيًا. كما أن النص يُشير إلى أن كل هذا يحدث ليسوع ، وينال رضا الله. فهل تعتقدون أن يسوع كان يخدع الناس ويوهمهم أن الله كان يرضى عنه ، وهو نفسه الله؟
          يقول الكتاب: (لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهٌ عَلِيمٌ) صموئيل الأول 2: 3، ولم يكن يسوع كذلك.
          (25اَلإِلَهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ.) رسالة يهوذا 1: 25 ، ولم يكن يسوع كذلك.
          وبالطبع لا يُمكن أن يكون هذا الإله هو يسوع ، لأنه لم يستطع تخليص نفسه ، كما اتخذ جسدًا وتغيرت هيئته وصفاته مرات عديدة إلى الضعف والذل والهوان والجهل والعبودية لله ومن العدم إلى الوجود ، ومن الحياة إلى الموت، ومن الموت إلى الحياة: (1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. 2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ) متى17: 1-2 ومرقس9: 2 ولوقا9: 29
          ولم تكن له قدرة ذاتية ، بل كان يستمدها من الله. فقال: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30 ، وقال: (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي) يوحنا 8: 28 ، وبالتالى لن يتمكن من تخليص غيره.
          كما أن الله أزلى لا يتغير أو تتغير صفاته بمرور الزمان: (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6
          38- (40وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.) لوقا 2: 40 ، وفى الترجمة العربية المشتركة: (40وكانَ الطِّفلُ يَسوعُ يَنمو ويَتقوَّى ويَمتَلئُ بالحِكمَةِ، وكانَت نِعمةُ اللهِ علَيهِ.) ، وفى الترجمة اليسوعية: (40وكانَ الطِّفْلُ يَتَرَعَرعُ ويَشتَدُّ مُمْتَلِئاً حِكمَة، وكانت نِعمةُ اللهِ علَيه.)
          فلك أن تتخيل أن الرب طفل يترعرع، ويشتد عوده، وتنمو عضلاته، ويزداد فى الحكمة والأدب. (8مَعَ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ.) عبرانيين 5: 8
          ثم هل من كانت نعمة الله عليه يكون هو الله نفسه؟ كما أن الله أزلى لا يتغير أو تتغير صفاته بمرور الزمان: (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6
          39- (10لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ.) عبرانيين 2: 10،
          وفى الترجمة العربية المشتركة: (10نعم، كانَ مِنَ الخَيرِ أنَّ اللهَ الّذي مِنْ أجلِهِ كُلُّ شيءٍ وبِه كُلُّ شيءٍ، حينَ أرادَ أنْ يَهديَ إلى المَجدِ كثيرًا مِنَ الأبناءِ، جعَلَ قائِدَهُم إلى الخَلاصِ كامِلاً بالآلامِ،
          وفى الترجمة البولسية (أَنْ يَجعَلَ مَن يَقودُهم الى الخَلاصِ، بالآلامِ)
          فقد جعل صاحب الرسالة إلى العبرانيين يسوع قائدَ المهديين، الذين هداهم الله من بين الأبناء ، وأكمله. والله تعالى هو الهادى الكامل، ولا يحتاج لمن يهديه أو يُكمله. الأمر الذى ينفى الألوهية عن يسوع ويُثبت له النبوة فقط.
          40- الله تعالى هو القوى ، العزيز الذى لا يُقهر: (هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3
          (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
          كما أنه هو الله غافر الذنوب: (أَمَّا هُوَ فَرَأُوفٌ يَغْفِرُ الإِثْمَ وَلاَ يُهْلِكُ وَكَثِيراً مَا رَدَّغَضَبَهُ وَلَمْ يُشْعِلْ كُلَّ سَخَطِهِ) مزامير 78: 38 ، ويقول يسوع فى متى: (وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْأَيْضاً زَلَّاتِكُمْ) متى 6: 15
          فهل يحتاج القوى غافر الذنوب لمن يقوِّيه أو يغفر له ذنوبه؟ لقد نزلت روح الرب كحمامة ، واعتمد يسوع على يد نبى الله يوحنا المعمدان، ومن المعروف أن المعمودية يُقصد بها إعلان الندم عن الذنوب ، والتبرُّأ من الشيطان، وبداية حياة جديدة مع الله: (5وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ) مرقس 1: 5 ، متى 3: 5
          فهل الإله فى حاجة إلى الندم وطلب الغفران؟ وهل يُعمَّد الإله على يد نبى؟ وهل الإله فى حاجة لأن ينزل عليه إله آخر يقويه، كما حدث مع يسوع عندما نزلت روح الرب كحمامة أثناء تعميده فى نهر الأردن؟
          تقول ترجمة فاندايك: (37أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الأَمْرَ الَّذِي صَارَ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئاً مِنَ الْجَلِيلِ بَعْدَ الْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا. 38يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْراً وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.) أعمال 10: 37-38
          وتقول الترجمة البولسية: (37وأَنْتُم تَعْلَمونَ بِما قَدْ جَرى في كل المّعمودِيَّةِ التي كَرَزَ بِها يوحنَّا، 38كيفَ مَسحَ اللهُ بالرُّوحِ القُدُسِ والقُدْرَةِ، يَسوعَ النَّاصريَّ، الذي اجتازّ وهُوَ يُحسِنُ [الى النَّاسِ] ويُبرِئُ جَميعَ الذينَ أَرْهَقَتُهُ الشَّيطان؛ لِأَنَّ اللهَ كانَ مَعَه) أعمال 10: 37-38
          الترجمة العربية المشتركة: (37وأنتُم تَعرِفونَ ما جرى في اليَهوديَّةِ كُلِّها، اَبتداءً مِنَ الجَليلِ بَعدَ المَعموديَّةِ الّتي دعا إلَيها يوحنَّا، 38وكيفَ مسَحَ اللهُ يَسوعَ النّاصِريَّ بالرُّوحِ القُدُسِ والقُدرَةِ، فسارَ في كُلِّ مكانٍ يَعمَلُ الخَيرَ ويَشفي جميعَ الّذينَ اَستولى علَيهِم إبليسُ، لأنَّ اللهَ كانَ معَهُ.)
          الترجمة اليسوعية: (37وأَنتُم تَعلَمونَ الأَمرَ الَّذي جرى في اليَهودِيَّةِ كُلِّها وكانَ بَدؤُه في الجَليل بَعدَ المَعمودِيَّةِ الَّتي نادى بِها يوحَنَّا، 38في شأنِ يسوعَ النَّاصِرِيّ كَيفَ أَنَّ اللهَ مَسَحَه بِالرُّوحِ القُدُسِ والقُدرَة، فمَضى مِن مَكانٍ إِلى آخَر يَعمَلُ الخيرَ ويُبرِئُ جَميعَ الَّذينَ استَولى علَيهم إِبليس، لأَنَّ اللهَ كان معَه)
          فهل الذى مسحه الله يكون هو الله نفسه؟
          وهل الذى يكون الله معه ، يكون هو الله نفسه؟
          ولسنا بصدد مقارنة التراجم والإلتزام النصى للنصوص التى وردت فى النسخة اليونانية ، ولكننا بصدد تأكيد أن الله هو الذى أعطى يسوع القدرة على إبراء المرضى والذين مسَّهم الشيطان. وقد أكد يسوع هذا بقوله: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30
          وأكَّدَ ذلك أيضاً بقوله: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20
          وأكَّدَ ذلك ثالثًة بقوله: (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!) متى 12: 28
          وأكَّدَ ذلك رابعًة بقوله:: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي») يوحنا 11: 41-42
          وأكد ذلك رؤساء الكهنة والفريسيين: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22 ،
          و(1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
          فلو كان يسوع إلهًا ، لما احتاج أن يمسحه إله آخر أو يقويه أحد من خلقه: (43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ.) لوقا 22: 43
          أليست كل هذه أدلة على عدم ألوهية يسوع؟
          41- إن الله هو الكامل، والكامل لا يُخطىء ولا يُجرَّب، وقد اعترف الكتاب بأخطاء ليسوع، فقد تجسَّد من امرأة مخطوبة لرجل آخر ، كما قلت من قبل ، وعُمِّدَ لغفران الذنوب: (4كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. 9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ.) مرقس 1: 4 و9
          وقال عنه سفر العبرانيين: (15لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.) عبرانيين 4: 15
          وتبعًا لقول يعقوب فإن الله لا يُجرَّب بالشرور: (لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً.) يعقوب 1: 13
          وقد نهى يسوع الشيطان أن يُجرِّب الله تعالى، فقال له: (7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ».) متى 4: 7 ، وذلك (لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ) يعقوب 1: 13
          كما أمر الشيطان يسوع بالسجود له ، وأمره أن يرمى بنفسه من أعلى الجبل (6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». ... 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».) متى 4: 6-9 ، فهل لو كان يسوع إلهًا لكان ترك الشيطان يُجربه ويُكذبه فيما قاله يعقوب فى رسالته؟
          فلو كان يسوع هو الله لما أخطأ ، ولما جُرِّبَ من قبل الشيطان ، ولما قال عنه سفر العبرانيين إنه (مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا)!! وإذا كان الكتاب يُشبهه بآدم الثانى أى يعتبره بشر مثله ، فما فضله ليؤله دون آدم الأول؟ (45هَكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضاً: «صَارَ آدَمُ الإِنْسَانُ الأَوَّلُ نَفْساً حَيَّةً وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحاً مُحْيِياً».) كورنثوس الأولى 15: 45
          وصدق الله العظيم فى قوله: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (59) سورة آل عمران
          42- يؤمن المسيحيون تبعًا لما جاء فى كتبهم أن الخطيئة الأولى أتت عن طريق إنسان ، وبالتالى حل على البشرية الموت والتعب: (12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12 ،
          ولن يتمكن الرب من غفران هذه الخطية إلا عن طريق فداء بشر سوى غير وارث للخطيئة. وبما أنه لا يوجد بشر غير وارث للخطيئة فقد اختار الرب أن ينزل متجسدًا فى صورة رجل ليفدى البشرية من هذه الخطيئة: (19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 19
          إذا كان يسوع هو الرب الذى أوحى هذا الكتاب، فإن هذه العقيدة لكفيلة أن تنقى عن يسوع الألوهية.
          أولاً: إن الخطيئة الأولى لم تأت من الرجل ، بل أتت من امرأة: (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي،) تيموثاوس الأولى 2: 14 ، وعلى ذلك كان لا بد من أن يتجسَّد الإله فى صورة امرأة ليتم الخلاص الفعلى.
          ثانيًا: أتى يسوع من امرأة ، وهو يعلم أن كل الجنس البشرى القادم من آدم وحواء يحمل الخطيئة الأزلية ، وعلى ذلك فهو قد جاء فعليًا من السيدة مريم العذراء، التى حملت هى الأخرى الخطيئة الأزلية ، فورثها منها. ناهيك أن بولس يؤكد أن يسوع جاء من منى رجل داودى، فلا فكاك من حمله للخطيئة الأزلية: (الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ) رومية 1: 3
          ولو استثنى السيدة مريم العذراء بمفردها لسقطت عنه أيضًا الألوهية ، لأنه فى هذه الحالة سيكون ظالمًا لباقى عباده ، والله ليس بظالم.
          وسوف أسرد لك بعض التراجم التى تؤكد هذه الترجمة على النت ومواقعها تسهيلا على الباحث، مع الأخذ فى الاعتبار أنه لم تجرؤ ترجمة عربية على ترجمة الفقرة هكذا (الذى جاء من منى أو نُطفة داود) كما جاءت فى العديد من التراجم الأجنبية:
          über seinen Sohn, (der aus dem Samen Davids gekommen (Eig. geworden) ist dem Fleische nach
          http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_elberfelder_1871_...
          über seinen Sohn, (der aus dem Samen Davids gekommen ist dem Fleische nach,
          http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_elberfelder_1905_...
          ونفس ترجمة Elberfelder الألمانية التى أبقت على هذه الترجمة الحرفية فى طبعاتها عام 1871 وعام 1905 ، ووافقته ترجمة Luther لعام 1945، وترجمة Schlachter لعام 1951 .
          http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=10
          http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_schlachter_1951_u...
          إلا أن ترجمة Elberfelder غيرتها فى طبعاتها الحديثة إلى (الذى جاء من نسل داود) بدلاً من (الذى جاء من منى أو نُطفة داود)، وطبعًا السبب معروف.
          über seinen Sohn, der aus der Nachkommenschaft Davids gekommen ist dem Fleische nach
          http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=54
          أما بالنسبة للتراجم الإنجليزية ، فكان شأنها شأن التراجم الألمانية ، فمنها من أقر قول أصول نص الكتاب: (الذى جاء من منى أو نُطفة داود)، ومنهم من غيرها إلى من نسل داود:
          concerning his Son, who was born of the seed of David according to the flesh, (ASV)
          http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=as v&Book=45N&from_chap=1...
          http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=16
          http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=do uay_rheims_ucs2&Book=4...
          http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=48
          http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?RMR+1&nomb&nomo&nomd&bi=kjv
          http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=50
          http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?RMR+1&nomb&nomo&nomd&bi=webster
          http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=we b&Book=45N&from_chap=1...
          http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=53
          http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?RMR+1&nomb&nomo&nomd&bi=ylt
          وحتى لا يشك إنسان أن السبب فى هذه اللخبطة هم المترجمون ، فأنا أؤكد لهم أن السبب فى هذا التشويش هو أن اللفظة اليونانية هى كلمة (الحيوان المنوى)، لذلك تحايلوا على ترجمتها ، ومنهم من آثر الحق، ولو على ما يؤمن به. وإليك النسخ اليونانية التى ورد فيها لفظة الحيوان المنوى:

          περιτουυιουαυτουτουγενομενουεκσπερματοςδαυιδκατασαρκα
          ConcerninghisSonJesusChristourLordwhichwas madeofthe seedof Davidaccordingto the flesh


          περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυιδ κατα σαρκα

          περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαβιδ κατα σαρκα

          περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυειδ κατα σαρκα

          περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυιδ κατα σαρκα

          وهى تعنى أيضًا منى الرجل والزرع والنسل الفعلى الذى يأتى من زواج الرجل بالمرأة ومعاشرتها معاشرة الأزواج ، ومثل هذا أتى فى متى 22: 24-25، ولقد جاءت 44 مرة فى العهد الجديد فى 41 آية ، وهى تحت رقم 4690:
          4690. sperma (sper'-mah) from speiro; something sown, i.e. seed (including the male "sperm"); by implication, offspring; specially, a remnant (figuratively, as if kept over for planting)
          وتجدها فى موقع: http://scripturetext.com/romans/1-3.htm
          ومن موقع آخر للمخطوطات اليونانية تجد الكلمة اليونانية والترجمة الإنجليزية بجوارها ، ونطقها اليونانى تحتها:
          http://www.scripture4all.org/OnlineInterlinear/NTpdf/rom1.pdf
          ويمكنك فى البحث فى معانيها فى هذا الموقع أيضًا:
          http://www.blueletterbible.org/cgi-bin/words.pl?book=Rom&chapter=1&verse=3&strongs=4690&p age=
          ولطالما كان يسوع من نطفة داود فهو ليس الله ، لأن الله لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد. أى ليس له نسل.
          ثالثًا: لا توجد ما يُسمَّى بالخطيئة الأزلية ، وقد نفاها الله ، وحذَّر من القول بها. وقد سبق لنا أن فنَّدنا هذه الفرية. إلا أننى سأكرر نصًا واحدًا فقط ، وهو القائل:
          (19وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23

          تعليق


          • #20
            43- وتكملة للنص السابق ، إن المسيحيون يؤمنون أنه بدون سفك دماء ، لا يُمكن أن تحدث المغفرة: (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
            وعلى ذلك فإن يسوع قد فدى البشرية كما يؤمنون بدمه: (34لَكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ.) يوحنا 19: 34، (18عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، 19بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ،) بطرس الأولى 1: 18-19
            والله روح أى ليس له دم: (24اَللَّهُ رُوحٌ ...) يوحنا 4: 24 ، ناهيك عن أن الله حى لا يموت! (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.) تيموثاوس الأولى 6: 16، (17وَمَلِكُ الدُّهُورِ الَّذِي لاَ يَفْنَى وَلاَ يُرَى، الإِلَهُ الْحَكِيمُ وَحْدَهُ، لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ.) تيموثاوس الأولى 1: 17
            وعلى ذلك ليس يسوع بإله.
            44- ولقد علمنا لتونا أن الله سبحانه وتعالى حى أبدى، لا يموت. كما علمنا أنهم يؤمنون أن يسوع قد مات، وأسلم الروح إلى بارئها: (فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ)متى 27: 50، (46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ.) لوقا 23: 46، وقلنا إن هذا لينفى عن يسوع الألوهية التى ينسبونها له.
            والجديد هنا هو عدة نصوص يشهد بها سفر أعمال الرسل والرسائل، تشير إلى أن الله هو الذى أقام عبده يسوع من الموت. فإذا كان الله حى، وهو الذى أقام يسوع الميت، فأين يكون التساوى الذى تنادون به بين الحى القادر المالك اللا محدود، وبين الميت الضعيف المحدود بكفنه داخل قبره؟
            1- (24اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ) أعمال الرسل 2: 24
            2- (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ) أعمال الرسل 2: 32
            3- (الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) أعمال الرسل 3: 15
            4- (إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ) أعمال الرسل 3: 26 ،
            ولا أعرف سبباَ لاختيار المترجم كلمة (فتاه) بدلاً من عبده ، إلا لتضليل شعب الكنيسة. فقد جاءت فى الكثير من التراجم كلمة عبده:
            Act 3:26 To you, first, God sent his servant, blessing you by turning every one of you from his sins. (BBE)
            Unto you first God, having raised up his Servant, sent him to bless you, in turning away every one of you from your iniquities. (ASV)
            Euch zuerst hat Gott, als er seinen Knecht erweckte, ihn gesandt, euch zu segnen, indem er einen jeden von euren Bosheiten abwendet. (GEB)
            Euch zuv&ouml;rderst hat Gott auferweckt seinen Knecht Jesus und hat ihn zu euch gesandt, euch zu segnen, da&szlig;ein jeglicher sich bekehre von seiner Bosheit. (GLB)
            وانظر إلى هذه الترجمة يتضح لك لعب المترجم ليتناسب ما يكتبه وإيمان طائفته، فقد حذف المترجم كلمة (إذ أقام الله عبده يسوع) وأضاف (ابنه المختار):
            God sent his chosen Son to you first, because God wanted to bless you and make each one of you turn away from your sins. (CEV)
            تم نقل هذه الترجمات من موقع e-Sword على النت
            وهل تعرف لماذا غيروا كلمة (عبده) بكلمة (فتاه)، لأن عيسى u قال إن العبد لا يمكن أن يكون أعظم من سيده ، ولا الرسول أعظم من مرسله ، أى ينفى الاتحاد المزعوم بينه وبين الله. (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ)يوحنا14: 16-17
            وأقرَّ أن الله أعظم منه ، فهو رسوله إلى بنى إسرائيل ، ويستحيل أن يتحد الإله القدوس بالعبد الذليل: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
            5- (الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) أعمال الرسل 4: 10
            6- (30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ) أعمال الرسل 5: 30
            7- (40هَذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ) أعمال الرسل 10: 40
            8- (30وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.) أعمال الرسل 13: 30
            9- (33إِنَّ اللهَ ... إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ) (34إِنَّهُ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) (37وَأَمَّا الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ) أعمال الرسل 13: 33-37
            10- (إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) أعمال الرسل 17: 31
            11- (نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ.) رومية 4: 24
            12- (رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ) رومية 8: 11
            13- (اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) رومية 10: 9
            14- (وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) غلاطية 1: 1
            15- (إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) أفسس 1: 20 ، تسالونيكى الأولى 1: 10
            16- (بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي اقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.) كولوسى 2: 12
            17- (الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) تسالونيكى الأولى 1: 10
            18- (21أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْداً، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ.) بطرس الأولى 1: 21
            أى يؤمنون بإله يسوع ، الذى أحياه الله من الموت ، وأعطاه المجد الذى كان يتمتع به فى حياته. فكيف تُؤلهون الرجل الذى مات ، وتُساوونه بالله الحى الذى لا يموت، والذى أحياه من الموت، وأخرجه من قبره.
            (انظروا الآن: أنا. أنا هو. وليس إله معى. أنا أميت وأحيى.) تثنية32: 39 أمَّا يسوع (قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) يوحنا 19: 30
            (إنى أرفع إلى السماء يدى ، وأقول حى أنا إلى الأبد) تثنية32: 40 ، لكن يسوع (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) متى: 27: 50
            (أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.) إرمياء 10: 10، أما يسوع: (46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ.) لوقا 23: 46
            (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى) دانيال 6: 26، ولكن يسوع: (فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) مرقس: 15: 37
            (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
            (2عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ.) مزامير 42: 2
            ([أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) دانيال 4: 34
            (16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»)متى16: 16
            (كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ) يوحنا 6: 57
            (نُبَشِّرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا مِنْ هَذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا) أعمال الرسل 14: 15
            (وهناك يدعون أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ) رومية 9: 26
            (لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ،) تسالونيك الأولى 1: 9
            45- يقول بولس: (11وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ) رومية 8: 11، علمنا توًا أن الله وحده هو المحيى ، وهو الذى أحيا يسوع، وأن ذلك ينفى ألوهية يسوع المفتراه ، ويسقط التساوى المزعومة بينهما، حيث تسكن روح الله الذى أحيا يسوع من الموت فينا كلنا. وعلى ذلك إن تأليه يسوع يستتبع أيضًا تأليه كل البشر. وهذا رد قوى مفنِّدًا لقول القائلين بأن قول يسوع إنه والله واحد ، أو من رآنى فقد رأى الآب دليل على ألوهية يسوع.
            46- استعملت كلمة (kurios) بمعنى سيد أو رب، ولا تعنى فقط الألوهية، حيث استخدمها الكتاب الذى يقدسونه لأشخاص عديدة، منها (صاحب) الكرم أى مالكه، كما جاءت فى (متى 20: 8)، ومالك العبيد (24«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ.) متى 10: 24
            كما نودى نبى الله إبراهيم من زوجته بهذا اللقب (6كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةً إِيَّاهُ «سَيِّدَهَا». الَّتِي صِرْتُنَّ أَوْلاَدَهَا، صَانِعَاتٍ خَيْراً، وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفاً الْبَتَّةَ.) بطرس الأولى 3: 6 ،
            وتعنى أيضًا القائد السياسى (26وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ يَقِينٌ مِنْ جِهَتِهِ لأَكْتُبَ إِلَى السَّيِّدِ.) أعمال الرسل 25: 26
            وعلى ذلك فإن كلمة (سيِّد) تشير إلى شخص له سيادة على الآخرين ، أو نضعه فى درجة أعلى من بعض الناس، وقد استُخدم هذا اللفظ مع يسوع دون أن يُقصد به الألوهية. والدليل على ذلك استعماله لبشر آخرين.
            47- إن الله هو الذى خلق يسوع كبشر ، وجعله نبيًا ممسوحًا أى مسيحًا، وعلى ذلك فإن الله أعلى وأعظم من يسوع ، الأمر الذى لا يتفق مع قانون الإيمان الذى يساويه بالله، بل ويجعله إلهًا أزليًا. (36فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبّاً وَمَسِيحاً».) أعمال الرسل 2: 36 ، وقد علمنا أن كلمة (رب) تعنى معلم الشريعة من بنى هارون.
            48- كذلك فإن ما قام يسوع بتعليمه أتباعه لم تكن تعاليمه ، بل تعاليم الله الذى أرسله، ولا يحتاج الإله إلى اقتباس تعاليم إله غيره: (16أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 7: 16 ، كما أقر أن الإله الحقيقى هو إلهه الذى أرسله: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
            وعلى ذلك لو كان يسوع إلهًا ، لما كان له أدنى قيمة أو فائدة. فالتعاليم ليست تعاليمه ، وأعماله ومعجزاته من الله، ولا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا ، وكل الذى يعمله ، يقوم به من أجل مرضاة الله خالقه. فما دوره هو الذى تميَّز به عن غيره من الأنبياء؟
            والإله الحقيقى ليس له إله يتعبَّد له: (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي .) متى 26: 39 ، (44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 44
            فلو كان يسوع هو الله لما قال إن التعاليم التى يقولها ليست له ، لأنها بالفعل تعاليمه، وإلا لكان كاذبًا أو مخادعًا. وبأى الأحوال أخذت نفت عنه الألوهية!
            49- حدَّد يسوع فروقًا بينه وبين الروح القدس وخاصة فيما يتعلق بالذنوب، فالتجديف على الله أو الروح القدس لا يُغتفر، أما التجديف عليه هو شخصيًا فيُغتفر. فقال: (32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) متى 12: 32
            الأمر الذى يجعل كل عاقل يقول بأنه لا يتساوى مع الله أو الروح القدس، وأنهما أعلى منه قدرًا ومكانة. وخاصة أن الروح هو الذى علمه وقوَّاه ، وأزال جهله: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 ، كما أنه اعترف بأن الله أعظم منه: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 ، وعلى ذلك لا بد أن يتقدم الروح القدس على الابن فى صيغة التثليث.
            50- كذلك لا يُمكن أن يتساوى يسوع بالله، وتلمس ذلك فى العديد من التعبيرات الصادرة من فم يسوع نفسه ، منها: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30 ، والله على كل شىء قدير: (نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) رؤيا يوحنا 11: 7
            وكذلك قوله: (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.) يوحنا 12: 49
            وكذلك من قول بولس، فعنده الابن سوف يخضع للآب، فكيف يكون الثلاثة واحدًا ، لهم نفس القداسة والأزلية والقوة والألوهية وأحدهم يخضع للآخر؟: (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.) كورنثوس الأولى 15: 28
            بل لم يُحاول يسوع أن يتساوى بالرب كما حاول آدم وحواء: (1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».) التكوين 3: 1-4
            الأمر الذى جعل الرب يضرب حراسة على المداخل الشرقية للجنة ، حتى لا يتساوى آدم وحواء به: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) التكوين 3: 22-24
            ومثله أيضًا قول الملوك فى سفر إشعياء: (14أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ.) إشعياء 14: 14
            والغريب أنه لم يقل أحد بالمرة بتساوى آدم أو ملوك الأرض بالرب، على الرغم من وضوح النصوص المنسوبة للرب فى ذلك ، وقالوها عن يسوع رغم اعترافات يسوع بعكس ذلك!!
            بل أكثر من ذلك فقد تواضع يسوع وقلَّل من نفسه واعتبر نفسه عبدًا لله ، والله لا يكون عبدًا لأحد أبدًا، مهما قال بولس قبلها أو بعدها: (6الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. 7لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. 8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ) فيليبى 2: 6-8
            والله لا يمكن أن يكون فى صورة الإنسان العبد لخالقه. فمن ناحية فهو لا يتغير (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6 ، ومن ناحية أخرى هو نفى عن نفسه أن يكون إنسان: (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ.) عدد 23: 19
            (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟) حزقيال 28: 9
            (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9
            ألا تستنكرون تشبيه الرب بالإنسان الذى قال هو عنه إنه يولد كجحش الفرا؟ (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12
            ألا تستنكرون تشبيه الرب بالإنسان الذى قال هو عنه إنه لا مزية له عن البهيمة؟ (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20
            ألا تستنكرون تشبيه الرب بالإنسان الرمة وابن آدم الدود؟ (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ) أيوب 25: 8
            51- ذُكر يسوع عدة مرات فى الكتاب ”رجل“ و”ابن الإنسان“ ، ولم يُذكر مرة واحدة ”إله“، سواء كان هذا على لسانه أم على لسان تلاميذه، منها: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ) يوحنا 8: 40،
            (وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا: «قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ) يوحنا 12: 23 ،
            (34جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فَتَقُولُونَ لوقا 7: 34،
            (58فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».) لوقا 9: 58 ،
            (48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟») لوقا 22: 48
            وقال له اثنان من تلاميذه: (19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.) لوقا 24: 19
            وقالت الجارية لبطرس: (17فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضاً مِنْ تلاَمِيذِ هَذَا الإِنْسَانِ؟») يوحنا 18: 17
            وتقول ترجمة الفاندايك: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. 23هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ.) أعمال الرسل 2: 22-23
            وتقول الترجمة اليسوعية: (22يا بَني إِسرائيلَ اسمَعوا هذا الكَلام: إِنَّ يَسوعَ النَّاصِريّ، ذاكَ الرَّجُلَ الَّذي أَيَّدَه اللهُ لَدَيكُم بِما أَجْرى عن يَدِه بَينَكم مِنَ المُعجِزاتِ والأَعاجيبِ والآيات، كما أَنتُم تَعلَمون، 23ذاكَ الرَّجُلَ الَّذي أُسلِمَ بِقضاءِ اللهِ وعِلمِه السَّابِق فقتَلتُموه إِذ علَّقتُموه على خَشَبةٍ بأَيدي الكافِرين،) أعمال الرسل 2: 22-23
            (31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ».) أعمال الرسل 17: 31
            (5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،) تيموثاوس الأولى 2: 5
            وكما قال عن نفسه إنه ابن الإنسان ، أطلق هو نفس هذه الكلمة على آخرين، الأمر الذى يدل على أنه ساوى بينه كابن إنسان وبين البشرية كلها: (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟») لوقا 12: 13-14
            ولا يليق بجلال الله أن يكون مثل عبيده. الأمر الذى ينفى عنه الألوهية. ناهيك عن أن الله نفسه فى كتابكم قد وضع حدودًا فاصلة بيَّن فيها أنه هو الله ، وليس بإنسان: (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9
            ونفى عن نفسه الشبه والمثيل: (ليس مثل الله) تثنية 34: 26
            (20يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ) أخبار الأيام الأولى 17: 20
            (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5
            وكنت قد ذكرت فى النقطة السابقة أن الإنسان كجحش الفرا يولد ، وأنه فارغ عديم الفهم ، وما يحدث له من موت يحدث للبهيمة أيضًا ، وهو فى ذلك لا مزية له عنها ، فالكل سيتحول إلى رمة ودود:
            (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ ... ... فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ.) الجامعة 3: 19
            (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12
            (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ) أيوب 25: 8
            وبذلك فقد نفى يسوع عن نفسه الألوهية ، وقال إنه إنسان تمامًا مثل الإنسان الذى طلب منه أن يقضى بينه وبين أخيه فى الميراث، وهكذا فهم أتباعه وأحبابه.
            والنقطة الثالثة هى قوله (وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ) أنه يوجد شخصان: أحدهما المتكلم، والآخر المستمع والمطيع للأول. فكيف يتحدان؟ إن اتحادهما لا يعنى إلا كذب يسوع ، لأنه سيكون هو المتكلم وهو المنفِّذ، ويكون هو الراسل وهو الرسول وما هذا إلا خداع ، يبرأ منه الله ورسوله!
            والنقطة الرابعة هى يخبرهم أنهم يريدون قتله. فلو هو الله كما تدعون ، لما تكلم عن قتله أو موته ، لأن الله هو الحى الذى لا يموت:
            (إنى أرفع إلى السماء يدى ، وأقول حى أنا إلى الأبد) تثنية 32: 40
            (أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.) إرمياء 10: 10
            (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى) دانيال 6: 26
            (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟) حزقيال 28: 9
            ولا يقولن إنسان إنه كان يتكلم بناسوته ، وليس بلاهوته ، لأن هذا وهم يعيش فيه من أغلق عقله ، عن تدبر كلام يسوع. فقد أثبتنا إلى الآن أنه بشر ، وأثبتنا أنه لم يكون أكثر من بشر ، ولا يحتوى الكتاب الذى يقدسونه على كلمة لاهوت ، أو أتى الكتاب بجملة واحدة قال فيها يسوع إنه هو الله أو إنه تجسَّد فى أقنوم الابن ، أو إنه ثالث ثلاثة.
            فقد كان يخشى القبض عليه بالفعل ، فكان دائم الهرب منهم:
            (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.) يوحنا 7: 1
            (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ... ) يوحنا 11: 53-54
            (59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.) يوحنا 8: 59
            ووقف يُصلى ويتضرع لله ، أن يُنقذه من الموت على أيديهم:
            (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
            وعندما علم برضى الله عنه ، وقف وتحداهم أن يقبضوا عليه أو يمسوه بسوء:
            (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» ... ... 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».) يوحنا 8: 21-24 ، وأيضًا يوحنا 7: 33-34 ، ولا يُبحث إلا عن بشر ، فلم يبحث إنسان عاقل عن إلهه ليقبض عليه ويميته، الأمر الذى لا يدل إلا على بشريته!
            ولم يصعد إلى السماء يسوع فقط كما يظن البعض، بل سبقه للصعود اثنان غيره وهما أخنوخ وإيليا: (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.) عبرانيين 11: 5 ، وتكوين 5: 24
            كما صعد إيليَّا: (11وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.) ملوك الثانى 2: 11
            وأثبت سفر العبرانيين تقبل الله لدعائه وإنقاذه من الموت: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) عبرانيين 5: 7 ، ولا يموت إلا المخلوق.
            فإذا كان بشرًا رسولا ، وأقر ببشريته ، وأقر أنه قابل للموت مثل باقى البشر، فما الدليل على ألوهيته؟ مع الأخذ فى الاعتبار أن كل انصوص التى يستخدمونها للدلالة على ألوهية يسوع هى تأويلات الكنيسة والآباء ، ولا يوجد نص صريح أقر فيه يسوع بألوهيته!
            52- نسب لوقا لمريم القول: (48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!») لوقا 2: 48 ، وكان عمره حينئذ اثنتى عشرة سنة ، فلو كان يسوع هو الله لرفض قول أمه هذا، على أساس أنه إله من إله ، وليس له أب على الأرض. كما أن هذا يؤكد للناس أنه ابن زنى. ومن غير المنطقى أن يخطر على بال الطفل ابن الاثنتى عشرة سنة أن أمه تقصد هنا أنه ابنه بالتربية أو التبنى، لأن مثل هذا لا يفوت الإله. وسكوت يسوع على هذا الكلام يُثبت أنه ليس بإله، أو كان يجهل نتائج سكوته هذا.
            كما أن الله ليس له كفوًا أحد ، لا أب ولا لأم ولا أخوة. الأمر الذى يتوفَّر ليسوع بغض النظر عن قول الكنيسة إن اخوته هؤلاء غير أشقاء أى من يوسف زوجها وزوجة أخرى، ليُثبتوا أن مريم ظلت عذراء حتى بعد ولادة يسوع ، ونسوا أنهم نسبوا لها الزوج، الذى من حقه أن يُعاشرها مُعاشرة الأزواج بعد الولادة: (55أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟) متى 13: 55
            53- تقولون إن يسوع هو الله نفسه ، ولا يُمكن للإله أن يكون ظالمًا أو معتديًا على حقوق الآخرين، لأن الله تعالى هو عين العدل ذاته. فقد تجسَّد الإله على زعمكم من امرأة عذراء مخطوبة لرجل آخر. والخطوبة فى اليهودية هى زواج ، ولفسخ الخطوبة تُطلَّق الفتاة المخطوبة ، وكان يُمكن للإله أن يتجسَّد من فتاة عذراء غير مخطوبة لرجل آخر: (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 18-21
            فهذه الطريقة التى اختاروها للإله أن يتجسَّد لتُنفى عنه الألوهية ، لأسباب عديدة: منها أن الله ليس بإنسان كما ذكرنا النصوص عدة مرات. ومنها أن تجسُّد الإله فى ظلم ليوسف خطيب مريم ، وفيه تعريض لسمعة مريم وزوجها والطفل للقيل والقال. والأغرب من ذلك أن لا يُكلِّف الإله وسعه ويُنزل آيات بينات يدافع فيها عن أمه ، ويُبرِّئها ممَّا تسبب فيه من تعريضها للقذف والتشهير.
            ناهيك عن أن الروح القدس يجب هنا أن يحتل المكانة الثانية بعد الآب، وليست الثالثة بعد الابن. لأنه انبثق من الآب فقط قبل وجود الابن، وليس من الآب والابن، كما يؤمن الكاثوليك. وهذا ينفى المساواة بين الثلاثة كما يدعى قانون إيمانهم، بل إن أثبت ليُثبت أنهم ثلاثة. كما ينفى كون الثلاثة واحد ، حيث لم يكن للابن وجود، فى الوقت الذى كان فيه الروح القدس موجود هو والآب. فهل من الجائز أن ينقص الثالوث فردًا أو يزداد فردًا دون أن يقدح هذا فى عمل الثالوث؟
            هذا بالإضافة إلى أن الذى حبَّل مريم هو الروح القدس وليس الآب. وعلى ذلك لا يجب أن يُنسب الابن للآب ، بل للروح القدس.
            ولو كان يسوع هو الله لجاء ليُخلص العالم من خطاياهم وليس شعبه فقط كما أخبر الروح القدس بذلك ، لأن الله هو إله العالمين وليس إلهًا محليًا.
            54- كانت أول معجزات يسوع فى بداية دعوته هى تحويل الماء الطيب لخمر مُعتَّق: (1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ».4قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ».6وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثلاَثَةً. 7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ - لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا - دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ». 11هَذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُهُ.) يوحنا 2: 1-11
            فإذا كان هذا عمل الإله أن يصنع الماء الطيب إلى خمر، ويحوِّل أصحاب العقول إلى مساطيل، فماذا كان الشيطان سيفعل لو كان مكان يسوع غير الذى عمله يسوع؟
            وإذا كان الإله طيبًا ، ولا يقبل إلا طيبًا ، فإن الذى حوَّل الطيب إلى خبيث ليس هو الله، ولا يمكن أن تكون فيه روح القداسة ، تبعًا لأقوال الرب نفسه فى الكتاب: فهى محرمة تمامًا على المنذور لعبادة الله (1وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا انْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ لِيَنْذُرَ نَذْرَ النَّذِيرِ لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ 3فَعَنِ الخَمْرِ وَالمُسْكِرِ يَفْتَرِزُ وَلا يَشْرَبْ خَل الخَمْرِ وَلا خَل المُسْكِرِ وَلا يَشْرَبْ مِنْ نَقِيعِ العِنَبِ وَلا يَأْكُل عِنَباً رَطْباً وَلا يَابِساً. 4كُل أَيَّامِ نَذْرِهِ لا يَأْكُل مِنْ كُلِّ مَا يُعْمَلُ مِنْ جَفْنَةِ الخَمْرِ مِنَ العَجَمِ حَتَّى القِشْرِ.) عدد 6: 1-4
            ومحرمة شربها قبل الصلاة (8وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: 9«خَمْراً وَمُسْكِراً لاَ تَشْرَبْ أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ عِنْدَ دُخُولِكُمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ لاَ تَمُوتُوا. فَرْضاً دَهْرِيّاً فِي أَجْيَالِكُمْ 10وَلِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ وَبَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ 11وَلِتَعْلِيمِ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ الْفَرَائِضِ الَّتِي كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ بِهَا بِيَدِ مُوسَى».) لاويين 10: 8-11،
            بل حدَّد الرب أن المدمنين هم من الأشقياء، وهدَّدهم بالويل، والكرب والجروح وازمهرار العينين: (29لِمَنِ الْوَيْلُ؟ لِمَنِ الشَّقَاوَةُ؟ لِمَنِ الْمُخَاصَمَاتُ؟ لِمَنِ الْكَرْبُ لِمَنِ الْجُرُوحُ بِلاَ سَبَبٍ؟ لِمَنِ ازْمِهْرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ 30لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ الْخَمْرَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي طَلَبِ الشَّرَابِ الْمَمْزُوجِ.) أمثال 23: 29-30 ،
            وقد مُدِحَ يوحنا لأنه لايشرب الخمر، فلك أن تتخيل أن يوحنا هو القدوس الذى لا يشرب الخمر، ويصنعها الإله ، إمعانًا فى ذهاب روح القداسة من قلوب شاربيها وتضليلهم ، (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15
            بل شربها الإله نفسه حتى الثمالة: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65 ، وكذلك قال يسوع عن نفسه إنه شريب خمر: (34جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فَتَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ.) لوقا 7: 34
            وإذا كان الرب قد أمر أن تُعطى الخمر لكل هالك، فما هذا الشعور وهذه النفسية التى تجعل يسوع وهو مدعو على عُرس، أى ضيفًا على أناس فى بيتهم، أن يعتبرهم من الهالكين، ويُسقيهم الخمر المهلكة؟ (6أَعْطُوا مُسْكِراً لِهَالِكٍ وَخَمْراً لِمُرِّي النَّفْسِ.) الأمثال 31: 6، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية ، لأن الرب محبة.
            والأغرب من ذلك أن يدَّع المسيحيون أن الرب أوحى لبولس أن يكف الناس عن شرب الماء الطيب ، ويتجهوا لشرب الخمر: (23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 23

            تعليق


            • #21
              55- لكل من يسوع والله إرادة قائمة بذاتها ، غير متعلقة بالأخرى ، بل مستقلة عنها تمامًا، ونلمس هذا فى قول يسوع: (يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ.) لوقا 22: 42، الأمر الذى ينفى ألوهية يسوع والقول بالتساوى المزعوم بين المخلوق (يسوع) والله الخالق، بل يؤكد أن يسوع أقل من الله ، وتخضع إرادته لإرادة الله ومشيئته. فلو كان الآب والابن واحدًا لما كان هناك إرادتان مختلفتان.
              56- حثَّ يسوع اليهود على التنافس على نيل مجد الله ، وألا يسعوا لتمجيد بعضهم البعض. (43أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذَلِكَ تَقْبَلُونَهُ. 44كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْداً بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ؟ وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلَهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟ 45«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ.) يوحنا 5: 43-45 ، والمدقِّق فى القراءة يُدرك أن يسوع يتكلم عن الله بصيغة الغائب، وسماه أبيه ، ولم يُطالبهم بالحصول إلا على مجد الله وحده ، والبُعد عن تمجيد البشر للبشر ، الذى هو واحد منهم. ولا يُعقل أن يطلب الإله من عبيده ألا يمجدونه!! الأمر الذى يعنى أيضًا أنه يختلف عن الله ، ولا يمكن أن يتساوى معه.
              57- الله تعالى هو الأعلى وهو الأقوى ، ولا يمكن لإنسان أن يعمل عملاً إعجازيًا يكبر على الله. إلا أن يسوع قال لتلاميذه: (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي.) يوحنا 14: 12 ،
              ومعنى ذلك أن كل من يؤمن به سواء من تلاميذه أو غيرهم سيكون أكبر من الله فى المعجزات. الأمر الذى يرفضه الدين والعقل ، وتأباه الصفات والأسماء الحسنى التى تُنسب لله تعالى. وبناءًا على هذا، فلا يمكن أن يكون يسوع هو الله. لأننا بين نارين: إما أن يكون يسوع قائل هذا القول كاذب كافر، وإما أن يكون يسوع ليس بإله أو حتى نبى حتى يصدق القول!! ولم نسمع عن مجهودات آباء الكنيسة فى إشفاء مرضى السرطان ، وإبراء ذوى العاهات بسبب الحروب أو الحوادث. الأمر الذى يؤكد عدم صحة هذا القول.
              58- وكما قلنا إن الله هو العلى الأعلى ، ويوضع يسوع فى المرتبة بعده ، وكما أوضحت من قبل، فقد اعترف يسوع أن الله أعظم منه، (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 ، كما أقر أن الله هو الذى يُملى عليه ما يقوله وما يجب عليه أن يفعله. (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28
              ونقرأ فى رسالة كورنثوس الأولى أن كل شىء سيخضع لله ، حتى يسوع نفسه. فتقول الرسالة: (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ) كورنثوس الأولى 15: 28
              ومن هنا لا يمكن أن يكون يسوع إلهًا ، أو مساويًا لله ، لأن الله لا يخضع لأحد، ويخضع له كل الوجود.
              59- أعلم يسوع اليهود أنه والله اثنان ، ولا يُمكن أن يكونا واحدًا إلا فى الهدف والرسالة، كما كان التلاميذ بينهم وبين بعضهم البعض: (وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي) يوحنا 17: 22-23
              وأكَّد ذلك مرة أخرى فقال: (وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 17وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ. 18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».) يوحنا 8: 17-18
              وقد حدَّد أنه ليس وحده ، الأمر الذى يعنى التعدُّد ، وينفى كونه هو الله ، وكون الله هو يسوع. كما حدَّد وجود شهادتين، شهادته عن نفسه وشهادة الآب الذى أرسله. وتبعًا للناموس عليهم أن يصدقوه، لأنه أقام عليهم الحجة بذلك.
              وبقولكم بألوهية يسوع وأنه هو الله سبحانه وتعالى نفسه لتقذفون يسوع بالنصب والإحتيال على اليهود لإثبات نبوته، بعد فشله الذريع فى إقناعهم بمعجزاته أو بالعقل فى الوقت الذى هو فيه والآب واحد وليسا اثنين.
              وهنا أنت عزيزى المسيحى أمام أمرين ، كل منهما أمرُّ من الآخر:
              إما أن تتهم يسوع بالنصب على اليهود، والكذب لتمرير أمر ما عليهم ، وهذا يقدح فى ألوهيته ، لأن الله سبحانه وتعالى ليس بكذاب: (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ.) عدد 23: 19
              وإما أن يكون هذا الموقف لم يحدث، وبالتالى يقدح فى صحة الكتاب ، ويؤكد تحريفه. الأمر الذى يُسقط المسيحية بأكملها وبالتالى أيضًا تأليه يسوع!
              وقد أكد يسوع على هذا الإنفصال بينه وبين الآب فى عدة أقوال منها: (1«لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي.) يوحنا 14: 1، وكما يقول الهامش السفلى لهذه الجملة فى الترجمة العربية المشتركة (أنتم تؤمنون أو: آمنوا). ومعنى ذلك أنه يُطالبهم بالإيمان باثنين: بالله ، ثم به. فلو كان هو الآب واحد ، لما ضللهم بهذا القول.
              ومنها قول الكتاب إن يسوع سيجلس على يمين الرب: (مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ».) متى 26: 64 ، وقد ذكرها أيضًا مرقس فى إنجيله ، وأحجم عنها يوحنا ، فلم تُذكر عنده ، إلا أن لوقا ذكرها بدون قولة (مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ)، وذلك لأنه منذ رفع يسوع إلى الآن لم يُبصر أحد الله ولا ابن الإنسان جالسًا على يمينه ، ولا يُمكن لإنسان أن يصل نظره إلى ما لا تصل إليه أحدث التليسكوبات الإلكترونية ، لذلك قالها لوقا: (69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ».) لوقا 22: 69
              وما يعنينا هنا هو كون أحد الأقانيم جالسًا على يمين الآخر. الأمر الذى يعنى وجود اثنين ، ليكون الأول يسار الثانى ، والثانى يمين الأول.
              أما بالنسبة لقوله إنه والآب واحد (30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ) يوحنا 10: 30، فلا تعنى أنهما واحد فى الألوهية، ويدل على هذا العديد من النصوص، التى تفصل بينه وبين الله تعالى فى العلم والعظمة والإرادة وغيرها. وإنما تعنى أنهما واحد فى الرسالة، لذلك كان يسوع مطيعًا لله، ويفعل فى كل وقت ما يُرضى الله: (وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29
              يُثبت هذا أنه اعتبر التلاميذ معه هو والآب واحد، وهذه شهادة بحُسن فهم التلاميذ لرسالته وتعاليمه، وحُسن اختيار الله لهم ، وليس كما تدعى الأناجيل عليهم: (22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.) يوحنا 17: 22-23
              60- الله سبحانه وتعالى قدوس فى ذاته: (إنى أنا قدوس) لاويين 11: 41
              ويقدسه غيره من الناس: («قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ».) إشعياء 6: 3
              («قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».) رؤيا يوحنا 4: 8
              والغريب قبل أن أسترسل فى ذكر الآيات الدالة على قدسية الله تعالى وقداسته، أن تقرأ لبعض الكتَّاب المسيحيين يدعى أن قول الرب (قدوس) ثلاث مرات تُشير إلى التثليث. فما هو قولكم فى النصوص التى تذكرها مرة واحدة؟ هل هى نصوص كُفَّار لا يؤمنون بالثالوث؟ أم تعنى أنه قد مات أقنومان ولم يتبق إلا أقنوم واحدٌ؟
              (3وَأَنْتَ الْقُدُّوسُ الْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبِيحَاتِ إِسْرَائِيلَ.) مزامير 22: 3
              (2لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ, لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ, وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلَهِنَا.) صموئيل الأول 2: 2
              بل ويقدسه الشياطين ويقشعرون: (19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!) رسالة يعقوب 2: 19
              ويحكى الكتاب أن الله هو الذى قدَّس يسوع، أى إنه ليس مقدسًا فى ذاته، وأن سبب قداسته هو الله ، الذى أنعم عليه بها: (36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟) يوحنا 10: 36 ، فهل يستوى الوهَّاب مع المُنعَم عليه؟
              ويحكى الكتاب أن يسوع لم يكن مقدسًا عند الناس ، فقد كان ذليلاً مُهانًا يخشى أن يمشى بين اليهود علانية: (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ... ) يوحنا 11: 53-54
              (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.) يوحنا 7: 1
              كما أنهم قبضوا عليه واستهزأوا به ، وبصقوا فى وجهه: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31
              وأذلَّه خوفه من الموت فجثا على ركبتيه وتضرَّع للقادر أن يُخلصه من الموت: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
              كما أن الشيطان أسره فى الصحراء أربعين يومًا ، عاش فيها فى ذل واستعباد للشيطان ، فلم يتركه يأكل أو يشرب، واصطحبه الشيطان معه أينما ذهب ، صاغرًا: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ)لوقا 4: 1-13
              وفى النهاية نسبوا إليه ميتة الملاعين الخارجين عن القانون والناموس والآدمية: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ») غلاطية 3: 13 ،
              فكيف يتساوى الله القدوس مع يسوع الذى تتعبدون بلعنه ، فرحين أن لعنة الرب تسببت فى تحريركم من خطيئة لم تقترفوها!! بمعنى أن الرب حرركم من خطيئة حواء ، وقيَّد نفسه بلعنة الله ولعنة الناس له!! فما لكم كيف تفكرون؟
              61- هناك بعض النصوص فى رسائل بولس تقول إن يسوع هو صورة الرب: (15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.) كولوسى 1: 15 ، (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
              ولا يمكن أن يقول عاقل إن صورة شخص ما هى الشخص نفسه، وإلا لما ذهب أحد إلى الجيش وأرسل صورته فقط، ولما تواجد الطبيب بالمستشفى، وترك صورته لعلاج المرضى. وعلى ذلك فقول الكتاب إن يسوع صورة الرب ، فهى تعنى وجود الأصل والصورة ، الأمر الذى ينفى ألوهية يسوع. يدل على ذلك أن صفات الله، لا يمكن نسبتها ليسوع ، ومنها القداسة والعلم والقوة.
              62- هناك نصوص أخرى تنفى بكل الطرق ألوهية يسوع أو مساواته بالله تعالى، وفى الحقيقة إنى لأتعجب من تفكيرهم هذا مع وجود هذه النصوص. فأين تتلمسون ألوهية يسوع فى ظل نص يقول إن الله وحده هو الحكيم ، وله المجد الأبدى عن طريق يسوع: (27ِللهِ الْحَكِيمِ وَحْدَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.) رومية 16: 27 ، وهذه كانت ترجمة فاندايك.
              وتقول الترجمة اليسوعية: (27للهِ الحَكيمِ وَحدَه لَهُ المَجْدُ بِيَسوعَ المسيح أَبَدَ الدُّهور. آمين.)، وتقول ترجمة كتاب الحياة: (المجد إلى الأبد لله، الحكيم وحده، بيسوع المسيح. آمين!)، وتقول الترجمة العربية المشتركة: (المجد لله الحكيم وحده، بيسوع المسيح إلى الأبد. آمين.)
              وطبعا الخداع ظاهر فى ترجمة فاندايك ، حيث وضع (لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ) بعد كلمة يسوع، فكانت صفة ودعاءًا ومجدًا أبديًا ليسوع، الأمر الذى يعنى تأليهه. ولن أذكر التراجم الإنجليزية والألمانية فى هذا الشأن ، فهى كالترجمة العربية المشتركة أو الآباء اليسوعيين.
              لكن إذا كان الله هو الحكيم وحده ، فقد انتفت الحكمة الإلهية عن يسوع ، إلا بالقدر الذى يسمح له به الله ، وإذا كان يسوع هو الذى يُمجد الله ، فهو إذن عبد من عباد الله. فكيف يكون العبد سيدًا وإلهًا فى نفس الوقت؟ (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.) يوحنا 14: 16-17 ، وإذا كان الله أعظم من يسوع عبده ورسوله (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 ، فإن هذا يُفنِّد قانون الإيمان الذى يُساوَى فيه الله تعالى بعبده يسوع.
              63- ومن هذه النصوص أن عيسى u كان عبدًا لله، ولم يكن الله تعالى عبدًا لأحد. الأمر الذى ينفى ألوهية العبد يسوع تمامًا أو مساواته لله:
              تقول ترجمة الآباء اليسوعيين: (إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) أعمال الرسل 3: 13
              وتقول ترجمة الآباء اليسوعيين: (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه) أعمال الرسل 3: 26
              وتقول ترجمة الآباء اليسوعيين: (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) أعمال الرسل 4: 27
              وتقول ترجمة الآباء اليسوعيين: (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع) أعمال الرسل 4: 30
              وأجمعت باقى التراجم العربية الفاندايك وكتاب الحياة والترجمة العربية المشتركة على ترجمة كلمة (عبدك) بكلمة (فتاك)
              ونادى إلهه مُعاتبًا إيَّاه قائلاً: (إِلهي، إِلهي، لِماذا تَرَكْتني؟) متى 27: 43
              وقال لمريم المجدلية إن الله إلهه وإلههم وجمع بينهم فى العبودية لله: (وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 17
              64- قام يسوع بالعديد من المعجزات بإذن الله ، وأعرب أنه لا يستطيع أن يفعل من نفسه شيئًا: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30
              وأنه يشفى المرضى بحول الله وقوته. ويخرج الشياطين بإصبع الله: (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!) متى 12: 28، (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20
              بل لم يكن يفعل شيئًا من نفسه ، بل كان خاضعًا لله تعالى ، يفعل ما يُمليه عليه، ويتكلم بما أمره الله به: (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي) يوحنا 8: 28
              (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50
              (وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 14: 24
              وعندما قام المفولج (المشلول) ومشى: (8فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللَّهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَاناً مِثْلَ هَذَا.) متى 9: 8
              ويقول الكتاب أيضًا: (38يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْراً وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.) أعمال الرسل 10: 38
              ويقول الكتاب: (22يا بَني إِسرائيلَ اسمَعوا هذا الكَلام: إِنَّ يَسوعَ النَّاصِريّ، ذاكَ الرَّجُلَ الَّذي أَيَّدَه اللهُ لَدَيكُم بِما أَجْرى عن يَدِه بَينَكم مِنَ المُعجِزاتِ والأَعاجيبِ والآيات، كما أَنتُم تَعلَمون) أعمال الرسل 2: 22
              والله لا يحتاج لأحد ليبرهن ألوهيته ، بينما احتاج يسوع لتأييد الله ليؤكد نبوته: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي») يوحنا 11: 41-42
              65- والغريب أن يسوع قد أُعطىَ العديد من الأشياء والصفات، التى كان يجب أن تكون لديه منذ الأزل كإله أزلى ، وذلك مثل القداسة والقدرة والقوة والكلام الذى يتكلم به والمعجزات. وهنا تستوقفنى كلمة (معجزات يسوع): هل ما يفعله الإله يُطلق عليه معجزة؟ إن النفس لتؤمن أن الله على كل شىء قدير، وإن كل معجزة أتى بها يسوع، وتعجب منها الناس ، لتدل على إيمانهم أن يسوع هذا ليس بإله. ولو علموا أنه قال لهم إنه إله، أو آمنوا أنه إله لما تعجبوا ، لأن أولى قواعد الإيمان الفطرى بالله أنه على كل شىء قدير. فلا تعجب النفس أن يشفى الإله مريضًا ، وهو الذى خلق السماوات والأرض بغير عمد ، ويمسك السماء أن تقع على الأرض، ويدير ملكوته بإبداع ما بعده إبداع.
              ومن هذه المعطيات ليسوع النص المذكور فى النقطة السابقة وهو: (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50
              الله هو الذى مسحه بروح القداسة، وأعطاه القوة، التى استعملها فى معجزات إبراء المرضى: (38يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْراً وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.) أعمال الرسل 10: 38
              الله هو الذى جعله نبيًا ورسولاً، وأوكل له تعليم الشريعة، بأن جعله (معلمًا): (36فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبّاً وَمَسِيحاً».) أعمال الرسل 2: 36
              الله هو الذى قدسه: (36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟) يوحنا 10: 36
              الله هو الذى رفعه: (9لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ) فيليبى 2: 9
              والله هو الذى فعل المعجزات بيد يسوع: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22
              والله صاحب السلطان الأسمى، ويُعطى القوة والمنعة لمن يشاء من عباده: (18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ) متى 28: 18
              وأكَّد يسوع هذا العطاء الربانى له ، وأن المعجزات كلها بيد الله ، وأنه ليس له من الأمر شىء، فقال: (32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟») يوحنا 10: 32
              وهكذا أفهم الناس ، وهكذا فهم الناس ، وهكذا أوحاها الرب فى كتابه: (8فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللَّهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَاناً مِثْلَ هَذَا.) متى 9: 8
              (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50
              فما هذا الإله الذى لا يتكلم من نفسه ، بل يُملى عليه آخر ما يجب أن يقوله أو يفعله؟ وكيف يتساوى القادر مع الضعيف ، والعالم مع الجاهل؟ ولماذا لم يتكلم من نفسه؟ هل يجهل ما يجب عليه أن يقوله أو يعمله؟ أم يخشى الخطأ وترك القرار فى يد من هو أعلم منه؟
              (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20
              (7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 7-8
              (وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 36، وهذه الأعمال تشهد فقط أنه رسول الله ، وليس بإله!!!
              ناهيك عن أن المعجزات لا تدل على ألوهية من يقوم بها ، بل لا تدل على أنه نبى أو حتى رجل صادق: (24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.) متى 24: 24
              66- يقول الكتاب الذى يقدسونه: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. 23هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ)أعمال الرسل 2: 23
              فإذا كان يسوع هو الله ، فهو الذى حكم على نفسه وبمشورة نفسه أن يُأخذ ويُصلب ويُقتل. وما هذا إلا انتحار ، والمنتحر كافر باعتراف كل الكتب ، والله ليس بكافر وليس بمحرض على الفسق أو الفساد. الأمر الذى ينتفى معه كون يسوع هو الله.
              ثم أى مشورة هذه التى تتكلمون عنها فى ظل فهمكم أن الأب هو الابن هو الروح القدس؟ فهل شاور نفسه أم شاور عبيده؟ فلو شاور نفسه فهذا استبداد بالرأى وليست مشورة. وهذا يُفنِّد ألوهية يسوع المزعومة، لأن الله ليس بمستبد، ولو فعل هذا لعلَّم عباده الإستبداد ، والله محبة لا يُعلم الشر أبدًا. ولو شاور عبيده لكان إلهًا ناقصًا يحتاج إلى مشورة عبيده.
              ونفس هذه الفكرة تكررت فى الأناجيل، فقد قال يسوع عن نفسه إنه هو الراعى الصالح، الذى يبذل نفسه ويضحى بها فى سبيل الخراف: (11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ) يوحنا10: 11
              وقال فى موضع آخر إنه سيضرب الراعى فتتبدَّد الخراف: (لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ.) متى 26: 31؛
              فإذا كان هو الراعى، وهو ضارب الراعى، أى سيقتل نفسه، وهذا انتحار. الأمر الذى ينفى ألوهية المنتحر ، لأنه كافر يأس من رحمة الله ، ولو كان هو الرب لكان إلهًا فاسدًا علم عبيده الإنتحار!!
              67- لم تُذكر عبارة ألوهية يسوع أو تأليه يسوع فى الكتاب كله ، حتى شخصية المسِّيِّا التى تتحدث عنها الأسفار المختلفة ، تتحدث عن شخص بشر، نبى، رسول من عند الله ، يأتى بشريعة جديدة ، وهو عهد جديد يقيمه الله مع كل البشر، وهو قوى ، مُحارب، يقضى على الإمبراطورية الرومانية. أى إنه سيكون نبيًا مثل نبى الله داود. ويكفيك أن تتذكر أنه ليس بإله وأن الله هو الذى سيعطيه المسيانية: (36فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبّاً وَمَسِيحاً».) أعمال الرسل 2: 36
              والغريب أن بعض العبارات الكتابية التى يستخدمها المسيحيون للتدليل على ألوهية يسوع ، هى فى الحقيقة دليل على نفى الألوهية عنه. وأذكر منها:
              (9فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً.) كولوسى 2: 9
              الترجمة اليسوعية: (ففيه يحلُّ جميعُ كمال الألوهية حلولا جسديًا)
              (19لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ انْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ،) كولوسى 1: 19
              الترجمة اليسوعية: (فقد حسُنَ لدى الله أن يحلَّ به الكمال كله) كولوسى 1: 19
              (19أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ.) كورنثوس الثانى 5: 19
              إن التعبير الذى يقول إن ملء اللاهوت سيحل فى المسيح أو سيسكن فيه ، لتعنى أنه سيمتلىء بالكمال والصلاح، الأمر الذى كان يسوع يفتقر إليه، ومعنى هذا أن يسوع لم يكن كاملاً ، والله تعالى هو الذى أكمل له خُلُقه وعلمه وحكمته. ومعنى هذا أيضًا أنه يفتقر إلى الله ويدين له بالصلاح الذى أعطاه إياه. فهل هذا يعنى أنه أصبح إلهًا أو كان إلهًا؟ ولك أن تتخيل أن يسوع هو الله سبحانه وتعالى ، ثم فكر ماذا سيكون معنى أن (الله سيحل فى الله) وأن (فى الله سُرَّ الله أن يحل فى الله كل الملء)!!
              وأذكركم بقول يسوع الذى طلب فيه من الله أن يحل فى التلاميذ ويكون واحد معهم كما هو واحد معه ، وهو نفس القول السابق الذى يعنى أن يرشدهم الله إلى الصلاح ، وألا يتركهم لأنفسهم طرفة عين ، أو يُمكِّن الشيطان منهم: (... لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي) يوحنا 17: 22-23
              68- لله صفات بديهية ، كنا قد ذكرناها متفرقة ، ونجمعها هنا، منها أنه القدوس الأول والآخر، وأنه ذاتى الوجود، وأنه يملأ الوجود، وأنه حى لا يموت، وأنه بكل شىء عليم، وأنه أحكم الحاكمين، وهو القادر المقتدر، وهو الصالح كما تذكرها الأناجيل. ولا تُنسب أى من هذه الصفات ليسوع:
              1- لم يكن يسوع قدوسًا: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31
              2- كانت له بداية، فهو مولود: (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.) رؤيا يوحنا 3: 14، (31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.) لوقا 1: 31 ، (11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.) لوقا 2: 11 ، (4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ) غلاطية 4: 4
              3- لم يكن ذاتى الوجود ، بل ولد من مريم العذراء، ويستمد وجوده من الله: (وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ) يوحنا 6: 57
              4- مخلوق: (بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.) كولوسى 1: 15 ، وأيضًا قوله:
              5- كانت له نهاية: (فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ)متى27: 50
              6- ليس بحى أزلى ، فقد مات يسوع ، وأسلم الروح لبارئها: (33وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ.) يوحنا 19: 33
              7- لم يكن بكل شىء عليم: كما كان يجهل موعد الساعة (متى 24: 36)
              ولم يعلم بموعد إثمار التين: (مرقس 11: 12-14)
              ولم يعلم الذى لمس ملابسه: (مرقس 5: 25-34)
              ولم يعلم الزمن الذى مرَّ على إصابة الصبى بالمس الشيطانى: (مرقس 9: 21)
              ولم يعلم أين وضعوا الميت لعازر: (يوحنا 11: 34)
              وكان يأمل ألا يموت وتعبر عنه كأس الموت: (35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ.) مرقس 14: 35
              8- لم يكن على كل شىء قدير: (أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً)يوحنا5: 30
              9- لم يكن أحكم الحاكمين ، بل تعلم الحكمة وازدادت حكمته: (40وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.) لوقا 2: 40 ، (52وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.) لوقا 2: 52
              10- نفى يسوع عن نفسه الصلاح: (19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.) لوقا 18: 19
              11- لم يكن يملأ كل مكان: (15وَأَنَا أَفْرَحُ لأَجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ لِتُؤْمِنُوا. وَلَكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ».) يوحنا 11: 15 ، وكان فى أقماطه وهو طفل رضيع (12وَهَذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعاً فِي مِذْوَدٍ».) لوقا 2: 12، وكان فى كفنه فقط وهو فى القبر (41وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ. 42فَهُنَاكَ وَضَعَا يَسُوعَ لِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ الْيَهُودِ لأَنَّ الْقَبْرَ كَانَ قَرِيباً.) يوحنا 19: 41-42
              فبما استحق يسوع التأليه؟
              إن المؤلهين ليسوع ليرتكبون إثمًا عظيمًا فى حق الله ، إذا يُنقصون من كماله وقدرته ، أى يقدحون فى ألوهيته ، ويحجمون عظمته وقدرته وحكمته وعلمه، بل وكل أسمائه الحسنى ، وصفاته العليا. وهم فى نفس الوقت لا يرفعون يسوع بهذا التأليه، بل يثيرون الشكوك فى بعض أقواله ، وأكثر من ذلك فهم يُظهرونها بمظهر الكذب أو على أقل تقدير بمظهر الهذيان والخطأ ، الذى يُنزَّه عنه الله ، بل وأنبياؤه.
              69- يقول يوحنا: (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29 ، وكنا قد تكلمنا عن أن يسوع مرسل من عند الله ، وذكرنا رأى تلاميذه وأنصاره والمعاصرين له وأعدائه ، وأجمع الكل على أنه نبى مرسل من عند الله. وأُذكِّر بنصين يعبران رأى التلاميذ وجموع الشعب فيه:
              (فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)لوقا 24: 13-20 ،
              (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».) متى 21: 10-11
              ولكن يلفت نظرك فى نص يوحنا هذا قول يسوع إن الله لم يتركه وحده ، لأنه فى كل شىء يفعل ما يرضى الله. فلو يسوع والآب واحد ، وليسا اثنين، لكان كلامه هذا من باب الخداع لمستمعيه ، لأنه يوهمهم أنه يعبد إلههم الذى فى السماء ، فى الوقت الذى هو نفسه هذا الآب، وفى الوقت الذى تخلو فيها السماء من إله. والله ليس كذلك. ولو قال هذا تخوفًا من اليهود ، لكان جبانًا ، والله ليس بذلك.
              وهل من الممكن أن يدع إله أنه لن يُضر بشىء ، لأنه مستعصم بالله ويفعل فى كل وقت ما يرضى الله؟ من هو إله هذا الإله الذى يحرص على إرضائه؟ أليس هو الأحق بالعبادة؟
              70- (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 17
              لقد أوضح النص أن كلمة أبى تعنى إلهى. ومعنى أنه سيصعد إلى إلهه ، أن الله ليس على الأرض ، ولكنه فى السماء. وأنهما اثنان ، وليسا واحدًا إلا فى الهدف. يؤكد هذا قول الكتاب أن يسوع سوف يكون فى السماء على يمين الآب. الأمر الذى لا يعنى إلا وجود اثنين: (69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ».) لوقا 22: 69
              وهو نفس ما كرره يسوع فى مرة أخرى: (لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي) يوحنا 14: 12،
              وقوله: (لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالاِبْنِ) يوحنا 14: 13 ، فلو كانا الاثنان واحدًا لكان الآب الذى هو الابن يمجِّد نفسه ، ولم يبق معنى لقوله إن الآب يتمجَّد بالابن. والواقع أنهما اثنان أحدهما فاعل والآخر يقع عليه نتيجة فعل الأول.

              تعليق


              • #22
                71- (21لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. 22وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ 23وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ. 24لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضاً فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. 25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 26لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ) رومية 1: 21-26
                إن قول بولس فى رسالته إلى رومية لهو من أجل تحقير هؤلاء الواهمين ، الذين تركوا مجد الله الذى لا يفنى ولا يموت، ليعبدوا المخلوق الفانى، الذى مات ، والذى على صورة الإنسان وهم بذلك قد استبدلوا الحق بالكذب ، وتركوا الخالق وعبدوا المخلوق. وبسبب هذا الكفر أسلمهم الله إلى (النَّجَاسَةِ لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ)!!!
                وماذا كان يسوع إلا بشرًا خلقه الله من امرأة دون رجل؟
                مولود: (31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.) لوقا 1: 31 ، (11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.) لوقا 2: 11 ، (4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ) غلاطية 4: 4
                ومخلوق: (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.) رؤيا يوحنا 3: 14 ، و(بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.) كولوسى 1: 15
                72- إن قانون الإيمان المسيحى يُحدِّد أن الأقانيم الثلاثة متحدة، لا تنفصل طرفة عين ، بمعنى أن يسوع هو الآب ، وهو الابن ، وهو الروح القدس , ومن صفات الألوهية الأزلية أن الله سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم ، لأنه لو غفل عن خلقه، فمن الذى يقوتهم ، ومن الذى سيحميهم، ومن الذى سيستجيب دعاءهم، ويشفى مرضاهم، ومن الذى سيسجل عليهم أعمالهم؟ فيقول الكتاب: (3لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ. 4إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ.) مزمور 121: 3-4
                فإذا علمت أن يسوع كان ينام ، فقد انتفت عنه صفة الألوهية ، لأنه كان يُمكنه كإله ألا ينام ، وبالتالى يكون قد أعلن عن ألوهيته بهذه الطريقة: (وَإِذَا اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى غَطَّتِ الأَمْوَاجُ السَّفِينَةَ وَكَانَ هُوَ نَائِماً.) متى 8: 24، (وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ نَامَ.) لوقا 8: 23، (وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً. فَأَيْقَظُوهُ.) مرقس 4: 38
                73- حتى بعد القيامة، فقد ظهر لهم بجسده بلحمه وعظامه، وأثبت لهم أنه ليس المصلوب ، لأن الذين يقومون من الأموات لن يكون لهم جسد ، يحتاج للأكل والشراب أو الزواج، بل سيكونون كائنات لا تُرى مثل الملائكة: (34فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هَذَا الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ 35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.) لوقا 20: 34-36
                فأثبت لهم أنه إنسان تمامًا مثلهم ، بل طلب منهم شيئًا من الطعام ليأكل أمامهم ، مع الأخذ فى الاعتبار أنه كان يُمكنه ألا يأكل لمدة أربعين يومًا، إلا أنه أكل معهم ليدلهم على أن الله ليس له جسد ، وليس له لحم وعظام ، أو يأكل مثل البشر: (36وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحاً. 38فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.) لوقا 24: 36-43
                وبذلك نفى الألوهية عنه تمامًا.
                74- الله واحد لا شريك له ولا شبيه:
                فقد قال إشعياء 46: 5 (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) ،
                وقال أيضًا: (25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ.) إشعياء 40: 25،
                وقال أيضًا (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ) إشعياء 40: 18 ،
                وقال داود: (20يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ) أخبار الأيام الأول 17: 20 ،
                وقال إرمياء 10: 6 (6لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ!)
                بينما كان هناك الكثيرون مثل يسوع سواء من البشر أو من الأنبياء أو من الكهنة المعلمين. وهذا ما قالته رسالة إلى العبرانيين: (9أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ) عبرانيين 1: 9، أى أكثر من سابقيك بالنبوة. الأمر الذى يشهد له بالنبوة والرسالة والصلاح وليس بالألوهية.
                وهو ما أشار إليه نفس هذا السفر فى موضع آخر معتبرًا يسوع رئيسًا للكهنة: (5كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». 6كَمَا يَقُولُ أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ».) عبرانيين 5: 5-6 ، والكاهن هو معلم الناس الشريعة وتأويل الكتاب، وهو بشر مثلهم اصطفاه الله لهذا العمل، وهو ”المعلم“ الذى عبَّر عنه الكتاب بلفظ ”ربى“: (38فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: «رَبِّي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ) أَيْنَ تَمْكُثُ؟») يوحنا 1: 38
                75- (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                فإن كان يسوع إلهًا ، فقد حكمتم أنه يدعوكم إلى الإيمان بتعدد الآلهة! لأنه فى هذه الحالة قد سبقه آلهة أخرى تجسدت ، وكانت هذه الآلهة لصوص وسُرَّاق. الأمر الذى يقدح فيمن أرسلهم إلى الأرض ، وتبين أنه لم يكن يبغ إلا الفساد، حيث إنه أرسلهم بعلمه الأزلى فاسدين. فماذا تنتظر من الشجرة الفاسدة إلا الثمرة التالفة؟ ونفس الشىء نطبقه إذا كان يسوع يقصد الأنبياء السابقين له.
                إلا أن هذا القول قد شبَّه فيه يسوع نفسه بالأنبياء السابقين ، أى بالبشر. فأنت الآن عزيزى المسيحى بين أمرين ، كل منهما أمرُّ من الآخر: إمِّا أن يكون يسوع كإله لم يُشبِّه نفسه بأحد من الخلق ، وبالتالى يكون هذا الكلام ليس كلامه ، بل مدسوس عليه ، فسواء أكان نبى أو إله ، فليس من حُسن الخُلق سبُّ الأنبياء السابقين. وكان عليه أن يكتفى إما بإثبات الدليل ، وإما بذكر محاسنهم ، والتغاضى عن سيئاتهم.
                والأمر الآخر هو أن يسوع لو شبَّه نفسه بالبشر لكان إلهًا كاذباً أو مضللا، لأنه قال إنه لا مثيل له.
                76- قال يسوع لأتباعه: (32فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ 33وَلَكِنْ مَنْ يُنْكِرُنِي قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 10: 32-33 ،
                فكم العدد الذى سيظهر فى المُحاكمة؟ إنهم ثلاثة: الأول وهو الله الملك الحاكم القاضى، والثانى وهو المُحاكَم المعترف بيسوع أو المنكر له، والثالث هو يسوع الشاهد على هذا الشخص ، بالكلام الذى علمه إياه أو قاله لسلفه ، ولم يتبعه هو. فكيف يكون يسوع هو الله؟ وكيف يكون متحدًا مع الله؟ وما دور الروح القدس فى هذه المُحاكمة؟
                ولو كان يسوع هو الآب والابن والروح القدس لكانت مُحاكمة ظالمة ، حيث سيكون هو القاضى والشاهد ضد المُحاكم!! والله ليس بظالم!
                77- (2نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ،) أفسس 1: 2-3 ،
                وأعتقد أن هذا النص لا يحتاج إلى مجهود ذهنى لنفهم أن السلام من اثنين ، أحدهما أبو الآخر أى إلهه. والآخر هو ربنا أى معلمنا أى رسولنا. (38فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: «رَبِّي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ) أَيْنَ تَمْكُثُ؟») يوحنا 1: 38 ، وأيضًا: (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 20: 16
                78- حتى بعد أن تمجَّد ، وقام من الأموات ، ظل يُسمِّى الله إلهه: (مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُوداً فِي هَيْكَلِ إِلَهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلَهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلَهِي أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلَهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ) رؤيا يوحنا 3: 12 ، فهل الإله له إلهًا أعلى منه ، يكون الهيكل هيكله ، والمدينة المقدسة مدينته ، ولا يُكتب عليها إلا اسمه؟ فأين أسماء الابن والروح القدس؟
                79- الله هو الديَّان ، وأثبت عيسى عليه السلام ذلك ، ونفاه عن نفسه ، الأمر الذى يستلزم نفى الألوهية عنه: (17لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.) يوحنا 3: 17 ،
                (47وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ.) يوحنا 12: 47
                ويعترف سفر العبرانيين أن الله هو ديَّانُ الجميع، فيقول: (وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ) عبرانيين 12: 23، وأيضًا: (وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ)عبرانيين 13: 4
                فإذا كان الله هو الديَّان، وهو الذى بيده الموت والحياة، والجنة والنار فى الآخرة، ونفى يسوع عن نفسه أن يُدين أحد ، فهو ينفى عن نفسه بذلك الألوهية!!
                وبذلك نكون قد أوضحنا مفهوم الثالوث عند المسيحيين وناقشنا مضمونه، وأثبتنا خطأه ، وعدم إمكان وجوده عقلاً أو نقلاً. حيث إنهم يقولون بالشىء وضده. والجمع بين الشىء وضده ليس من العقل. فهم يقولون إن الله واحد أحد ، وفى نفس الوقت يتكون من ثلاثة آلهة. وأعتقد أن العقل نفسه يفهم بكلمة ثالوث التعدد والجمع لثلاثة أشخاص، بغض النظر عن قولهم بعدها إن الثلاثة واحد بدون دليل نقلى أو عقلى.
                وعلمنا أن يسوع وتلاميذه والمعاصرون قد نفوا تأليه يسوع، وأقر أن الله أعظم منه، وكان كل غرض يسوع هو إرضاء الله ، وطاعته فى كل ما يأمره به. فلم يقل قولاً أو يعمل عملاً إلا بناءًا على أوامر الله له. (31وَلَكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هَكَذَا أَفْعَلُ.) يوحنا 14: 31، (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 18: 29،
                ويبقى لنا أن نتعرف على مصدر قولهم بالتثليث هذا ، فقد علمنا أنه لا وجود لكلمة تثليث أو ثالوث أو أقنوم بالكتاب الذى يقدسونه، أى ليس لها سند من الكتاب المقدس بل العكس من ذلك , فإن الكتاب المقدس قد صرح بوحدانية الله تعالى وتفرده، ونفي الشريك عنه.
                كما علِمنا أيضًا أن التثليث عقيدة وضعتها المجامع المسكونية التى فرضها الأباطرة والقساوسة بأهوائهم. ولا يجوز فى منطق العقل أو الشرع أن تكون أمور العقائد من وضع وصياغة البشر الذين لا يُوحى إليهم، لأن مسائل العقيدة يقررها الله وحده أو الرسل الذين أوحى إليهم و أُذن لهم بذلك.
                كما أنه لا يوجد تصريح من يسوع على لسانه يُطالب فيه أتباعه بالصلاة لأجله، أو التضرع باسمه، ولم يقل لهم مرة إنه الله أو الأقنوم الثانى المتحد مع الآب والروح القدس مكونين وحدة واحدة. وكل ما هناك هو تأويل لنصوص يجب أن تُحمل على المُحكم من النصوص. بمعنى أنه إذا علمت أن الله لم يره أحد قط ، ولا يمكن أن يراه الإنسان ، فيجب أن يُحمل مفهوم نص (من رآنى فقد رأى الله) على هذا الأساس، وأن يكون مفهوم النص الأخير لا يُخالف مفهوم النص الأول المُحكم الثابت عند كل الأنبياء، فيكون المفهوم مجازى، أى ليس لكم حاجة فى رؤية الله، لأن الإنسان لا يرى الله، كما هو ثابت بنصوص العهد القديم، ولكن لكى تتعرف على الله يكفيك أن تعرف رسالته ونبيه الذى اصطفاه لكم.
                التوحيد في تاريخ المسيحية:
                رأينا فيما سبق، فى القرآن والتوراة ، كيف دلَّلَ الله تعالى على ألوهيته بالإعلان الصريح، وبإخبارنا عن صفاته التى يستحق بها الألوهية ، وبأعماله التى تشهد له بالربوبية.
                كما علمنا أنه لم يتفوَّه يسوع بكلمة تدل من قريب أو بعيد أنه هو الله ، ولا أمر أحد أن يعبده، ولا علَّمَ هذا أحد من تلاميذه، وكل ما هنالك تأويلات متأخرة لآباء ضلوا وأضلوا. أما أصل الدين فهو التوحيد ، الذى جاء به كل الأنبياء من قبل.
                فلم يكن عيسى u يرشم الصليب ، أو يعلمهم الصلاة أو فعل الخيرات باسم الآب والابن والروح القدس. ولم يُطالبهم إلا بالصلاة لله إلهه وإلههم: (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ.) متى 6: 9-10 ،
                وأن الصوم لله: (18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ.) متى 6: 18 ،
                وأن يحمدوا الله الذى فى السماوات، كما كان هو نفسه يحمده: (فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ يَسُوعُ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ) متى 11: 25،
                وأن يعملوا لنيل غفران الله: (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.) متى 6: 14-15،
                بل أمرهم أن يرجوا الله فى صلاتهم طالبين منه غفرانه: (12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.) متى 6: 12 ،
                وأن يتخذوا الله قدوتهم، وأن يُجاهدوا للوصول إلى الكمال البشرى: (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.) متى 5: 48،
                فهو وحده علام الغيوب: (لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ) متى 6: 8 ،
                وهو العاطى ، فإن سألتم النعيم ، فاسألوه من نعيمه: (11فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ) متى 7: 11،
                وحذرهم أن الله هو الذى سيدين المخطىء علانية أمام الناس فى اليوم الأخر: (فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.) متى 6: 18 ،
                وعلمهم أن يفعلوا ما يُرضى الله ، ليكون هو نفسه له أخًا أو أبًا أو أختًا أو أمًا ، أى يكون من شيعته يوم القيامة ، ويُحشر تحت لوائه: (50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي.) متى 12: 50،
                وأن الشمس شمس الله وهو المتصرِّف فيها: (فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.) متى 5: 45 ،
                ويكفيهم الزهد فى الدنيا طالبين ملكوت الله والعمل بشريعته: (33لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. 34فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي اليَوْمَ شَرُّهُ.) متى 6: 33-34 ،
                وحذرهم أن كل من يفعل شيئًا باسمه فهو ليس من شيعته ، ولا من أحبابه ، ولا من قومه ، بل هو الضال ، الخارج عن دينه ، ولو كان هذا الذى يفعله هو الخير: (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 21-23
                وسنرى فيما بعد أن علماء اللاهوت ينكرون التثليث وتأليه يسوع ، بل أقروا أن التاريخ قد أثبت أن هناك فِرَقًا من النصارى الأول كانوا موحدين، وكان يسوع فى نظرهم بشرًا نبيًا.
                وبتقرير عقيدة مجمع نيقية حارب الآباء ديانة التوحيد ، وحاربوا دفاعًا عن عقيدة قسطنطين الوثنى، وقتلوا مَن خالفهم، ومن ناصر مُخالفيهم، وحرقوا كتبهم. إلا أن هذه الحركة لم تمت إلى الأبد ، ويوجد منهم حاليًا طائفة كبيرة نسبيًا فى العالم كله تحت مسميات مختلفة.
                وقد تعرفتُ على أحد قادة هذه الجماعات فى سويسرا، وهو الدكتور روبرت كيل تسلر ، الذى تُطبع كتبه تحت عنوان: (ديانة الإنسان المعاصر). وتُنادى هذه الجماعة بأنه لا إله إلا الله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله. وتُنشر كتب هذه الجماعة وأفكارها على النت، وقد شرفت بترجمة كتابين من كتب هذا العالم والتعليق عليهما، وهما: (حقيقة الكتاب المقدس تحت مجهر علماء اللاهوت) و(الروح القدس فى محكمة التاريخ)، أما الكتاب الثالث الذى اقتبست الكثير من محتواه فكان عن بولس ، ونشر بعنوان (بولس يقول دمروا المسيح وأبيدوا أهله).
                التوحيد في ما قبل مجمع نيقية
                شهد عيسى uوالتلاميذ وأتباعه من اليهود التائبين ، والفلاسفة بوحدانية الله وعدم وجود شريك له. ومن هؤلاء الفلاسفة:
                فلاسفة اليونان

                قال أكسينوفان: ”لا يوجد إلا إله واحد“.
                وقال أيضا: ”لو كان لله شريك لما استطاع أن يفعل كل ما يريد“.
                قال مليسوس: ”اللامتناهي واحد فقط ، إذ يمتنع أن يكون هناك شيء خارج اللامتناهى“.
                قال أفلاطون: ”الله واحد لا شريك له، وإلا لَحدَّ الشريك من سلطته، التي لا يثبت له الكمال إلا إذا كانت لا حد لها".
                قال أرسطو: ”مما يدل على وحدانية الله، انتظام العالم وتناسق حركاته“.
                فلاسفة اليهود
                قال موسى بن ميمون: ”الله واجب الوجود بالبرهان، وهو واحد لا شريك له“.
                وقال فيلون: ”الله واحد لا شريك له“.
                فلاسفة المسيحية
                قال فكتور كوزان: ”لما كان الله غير متناه، كان هو الموجود الأوحد“.
                وقال توما الأكويني: ”لو كان هناك إلهان لوجب أن يتمايزا فيما بينهما، فيصدق على الواحد شيء لا يصدق على الآخر ، وكان أحدهما تبعًا لذلك عادمًا كمالاً ، فلا يكون إلهًا“.
                وقال ترتليان: ”إذا لم يكن الله واحدًا لا يكون هو الله، لأن الله لا يكون إلاّ فريدًا في العظمة. ولا يكون فريدًا في العظمة إلا من لا مساوٍ له، ومن لا مساوٍ له لا يكون إلا واحدًا منفردًا“.
                وقال أيضًا فى (المنافحة): ”لكن إذا كان ساترنوس إنسانًا ، فلا شك أنه ولد من إنسان؛ وبما أنه انحدر من إنسان ، فما أتى قطعًا من السماوات والأرض.“
                وقال أيضًا فى نفس الكتاب السابق: ”إن افترضنا إذن وجود من يصنع الآلهة، فلأهتم بفحص علل صنع آلهة من البشر ، ولا أجد لذلك مبررًا إلا إن كان ذلك الإله الأعظم يبتغى له أعوانًا ومساعدين على مهامه الربَّانيِّة. أولاً: لا يليق بمقامه أن يحتاج إلى معونة آخر ، وفان فوق ذلك. بينما كان أجدر به منذ البدء ، وهو يعلم رفبته اللاحقة فى عون فان ، أن يصنع للغرض إلهًا بالأحرى. على أنى لا أرى للعون مجالاً: فبيّن أن كيان هذا العالم كله ، سواء كان قديمًا على رأى فيثاغورث أو محدثًا على رأى أفلاطون، قد رُتِّبَ منذ البدء بتدبير حكيم على نحو بديع من التنسيق والنظام والاتساق ، ولا يمكن أن يكون ناقصًا من أنشأ كل الكائنات على ذلك النحو من الكمال.“
                إنه يتعجَّب: ما الحاجة لوجود آلهة أخرى مع الله؟ فإذا كان يحتاج لمساعد أو ونيس ، فهذا يُسقط ألوهيته، لأن الله كامل. وللأسف هذا نفس ما يعتنقه المسيحيون فى الثالوث، ويُميزون كل أقنوم بوظيفة محددة ، لا يُمكن للآخر أن يقوم بها.
                وقال أيضًا فى نفس المصدر السابق: ”فمنذ بداية الخليقة بعث في العالمين رسلا أهّلتهم أمانتهم واستقامتهم لمعرفة الله وبيانه للنّاس، وأفاض عليهم روحه ليدْعوا إلى إله واحد، هو من أنشأ الأكوان وصنع الإنسان من صلصال، ... ونظّم العالم مقدّرا لكلّ شيء مبتداه ومنتهاه. وأرسل كذلك آيات على جلاله الأمطارَ والنّيرانَ، وحدّد السبل لاستحقاق رضوانه، وعيّن جزاء من يجهلها ومن يخالفها ومن يستمسك بها، حتّى يحكم في نهاية الدّهر فيكافئ عباده البررة بالنّعيم الأبديّ، ويعاقب الكفرة بنار أبديّة كذلك لا يخبو لها أوار، يوم يبعث كلّ الموتى ويعيدهم نشأة أخرى ويحشرهم وازنا أعمالهم ليعيّن لكلّ أيّ الجزاءين استحقّ.
                راجع ترجمة (المنافحة) لعمّار الجلاصي، 3/3/2001 بهذا الموقع
                http://www.tertullian.org/articles/jelassi_apologeticum.htm
                فهل فعل يسوع ذلك؟ هل ما تسمونه العهد الجديد يحتوى على هذا الدستور؟ لا. بل لقد وضعتم على لسان يسوع أن كل من سبقه من الأنبياء هم لصوص!! ووضعتم على لسان الإله أن كل الأنبياء زناة ، حقراء، كُفَّار!! فبما استحق الإله الذى تعبدونه التأليه؟
                هل استحقها بجهله وسوء اختيار من يُمثله ويُمثِّل دينه على الأرض؟
                أم استحقها بعلمه الأزلى وتعمُّده إفساد خلقه؟
                ألا يدل هذا على تسلُّط الشيطان على كتابكم؟
                فهل كان ترتليان من الموحدين ونُسِبَت إليه زورًا كتابات التثليث والأقانيم؟
                أم كان من المنافقين أو المختلين الذين يكتبون الشىء وضده؟
                أما إستشهاد الكتاب المسيحيين بنصوص العهد القديم على التثليث ، وخاصة قول الرب (لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا) تكوين 1: 26 ، وقوله: (هوذا الإنسان قد صار كواحد منّا) تكوين 3: 22 ، وقوله: (هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم) تكوين 11: 7، فإن صح هو دليل على تعدد الآلهة وليس على توحيد الثلاثة فى الواحد.
                http://www.lpj.org/newsite2006/biblical-pastoral/trinity.html
                لقد كان المسيحيون الأوائل موحدين ، وكانت تلك هي تعاليم المسيح وتلاميذه ، وتشهد دائرة المعارف الفرنسية بأقوال قدماء المؤرخين على ذلك فيقول (جوستن مارستر) مؤرخ لاتيني في القرن الثاني: ”إنه كان في زمنه في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح ويعتبرونه إنسانًا بحتًا ، وإن كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصَّر من الوثنيين ؛ ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل“. (دائرة معارف القرن العشرين ، محمد فريد وجدى. (10/202). نقلاً عن (النصرانية من التوحيد إلى التثليث)، د. محمد أحمد الحاج ، ص(225))
                ”وبنظرة تاريخية سريعة على القرون الأولى للمسيحية ترينا أن النصرانية كانت بين شقى الرحى ، بين اضطهاد اليهود ، واضطهاد الوثنية الرومانية ، وفي سنة 325م كانت القسطنطينية قاعدة الدولة الرومانية الشرقية ، ولما كان أغلب رعايا الإمبراطور قسطنطين من المسيحيين ، وكان أغلب الوثنيين في حوزة روما في الغرب ، فلكي يقوّي مركزه قَرَّبَ المسيحيين إليه ، ولكن لما كانوا هم أنفسهم مختلفين حول المسيح فقد دعاهم إلى عقد مجمع لحسم هذه الخلافات العقائدية التي كان لها أثرها على إشاعة عدم الاستقرار في إمبراطوريته لذلك عقد مجمع نيقيّة سنة 325 وقد حضره (2048) أسقفًا من جميع أنحاء العالم وذلك لتحديد من هو المسيح ، فتناظر المجتمعون وقرر (1731) من الأساقفة المجتمعين وعلى رأسهم (آريوس) أن المسيح u إنسان.
                ولكن (أثناسيوس) الذى كان شماسًا بكنيسة الإسكندرية انتهز هذه الفرصة فأراد أن يتقرب إلى قسطنطين الوثنى فأعلن أن المسيح هو الإله المتجسد ، وتبعه فى ذلك الرأى (317) عضوًا ، ومال قسطنطين الذى كان ما يزال على وثنيته إلى رأى (أثناسيوس) لما فيه من عقيدة وثنية تؤمن بتجسيد الآلهة ونـزولها من السماء ، فأقر مقالة (أثناسيوس) ، وطرد الأساقفة الموحدين وعلى رأسهم (آريوس).
                وأخطر من هذا أنه قضى بحبس الكتاب المقدس فلا يسمح بتداوله بين الناس ، وأن يقتصر تعليم الدين على ما يقوم القساوسة بتلقينه للناس ، وبهذا "سيكون من قبيل الجهد الضائع محاولة العثور على حكمة واحدة أو وحي أو أية رسالة مرفوعة إلى يسوع المسيح بلغته الخاصة ، ويجب أن يتحمل مجمع نيقية إلى الأبد مسئولية جريمة ضياع الإنجيل المقدس بلغته الآرمية الأصلية ، وهي خسارة لا تعوض".
                وقد خرجت من مجمع نيقية قرارات اعتبرت مع قرارات مجمع آخر عقد عام 381م هو مجمع القسطنطينية "والذي حضره (150) أسقفًا وقد كان حصيلة هذا المجمع الصغير أن الروح القدس هو إله من جوهر الله"، وبهذين المجمعين اكتملت عقيدة التثليث عند النصارى.
                فالتثليث المسيحي لم يكن معروفًا إلى سنة 325م حيث عقد مؤتمر نيقية ، ولم يعترف المؤتمر إلا بالأب والابن ،ثم أدخلوا الروح القدس عام 381م في مجمع القسطنطينية كما رأينا ، "وقد جاء التثليث بالتصويت في المجامع - تصويت مصحوب بالتهديد والوعيد - تصويت على حل وسط، أراد الإمبراطور الروماني إلهًا يعجبه هو شخصيًا، إلهًا ليس واحدًا حتى لا يغضب الوثنيون الذين يؤمنون بتعدد الآلهة ، وإلهًا واحدًا حتى لا يغضب الموحدين! فكان اختراع التثليث، واحد في ثلاثة أو ثلاثة في واحد؛ فهو واحد إن شئت أو هو ثلاثة إن شئت ، وهكذا فإن التثليث ليس قول عيسى ولا وحيًا من الله، بل هو اختراع إمبراطورى، صدر على شكل مرسوم أجبر الناس على تكراره دون فهم أو تصديق ، آمن به، آمن به فقط ولا تسأل".
                وهل كان هناك من المعاصرين ليسوع من الموحدين الذين يؤمنون بأن الله الذى فى السماوات هو الإله الحقيقى وحده ، وأن يسوع ليس أكثر من نبى الله وحبيبه؟
                نعم. لقد كان الجيل المعاصر لعيسى u يؤمنون بأنه رسول من عند الله ، وكنت قد ذكرت الكثير من الآيات التى تفوَّه بها يسوع صارخًا بأنه رسول الله، كما أن أحبابه وأعداؤه والمعاصرون قد شهدوا بأنه نبى الله ورسوله:
                1- لوقا 7: 16 (16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
                2- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
                3- متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
                4- يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
                5- يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
                6- لوقا 9: 7-8 (7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَارْتَابَ لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ».)
                7- وقال له تلميذان من تلاميذه ، كانا متجهين إلى قرية عِمواس ، وذلك ردًا على سؤاله عن الحديث الذى يتكلمان عنه: (18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.) لوقا 24: 13-20
                8- وقال يسوع فى لوقا 13: 33 (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)
                9- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
                10- وقال بطرس فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                11- يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                12- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                13- يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                14- يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                15- يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                كان هذا هو إيمان الجيل الذى عاصر عيسى u ، والجيل الذى عقبه، فقد رأينا فى أعمال الرسل 2: 22 ما قاله بطرس عن يسوع. ولبولس أقوال يُقدِّم فيها يسوع أيضًا كنبى لله: (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا [أى معلمنا] يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.) تيموثاوس 6: 13-16
                وقوله: (24بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضاً الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا [أى معلمنا] مِنَ الأَمْوَاتِ.) رومية 4: 24
                وكان يُصلى لله ويتضرع إليه، ويكفى هذا اعترافًا صريحًا على عبوديته لله: (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».) متى 26: 39
                وقد حدَّد الكتاب أن السجود لله تعالى وحده. وشهادة يسوع هى روح النبوة ، وليست عين الألوهية: (10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ».) رؤيا يوحنا 19: 10
                وقوله: (15لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.) عبرانيين 4: 15
                مع التحفُّظ أننى أؤيد أقوال علماء نصوص الكتاب المقدس فى أن الرسالة إلى العبرانيين لم يكتبها بولس ، وأن بولس كما قال مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصرى لم يكتب إلا بضعة أسطر فقط. فقد قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25) (راجع أيضًا: المناظرة الكبرى مع القُمُّص زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس).
                الأمر الذى حدا بالقس الباحث بطرس قرماج أن يقول في كتابه "مروج الأخبار في تراجم الأبرار" عن بطرس ومرقس: أنهما ”كانا ينكران ألوهية المسيح“. ونقلاً بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار أواصل:
                تقول دائرة المعارف الأمريكية: ”لقد بدأت عقيدة التوحيد كحركة لاهوتية بداية مبكرة جداً في التاريخ أو في حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين“.
                وتقول دائرة معارف لاروس الفرنسية : ”عقيدة التثليث وإن لم تكن موجودة في كتب العهد الجديد ولا في عمل الآباء الرسوليين ولا عند تلاميذهم المقربين إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستنتي يدعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين في كل زمان ...
                إن عقيدة إنسانية عيسى كانت غالبة طيلة مدة تكوُّن الكنيسة الأولى من اليهود المتنصرين، فإن الناصريين سكان مدينة الناصرة وجميع الفرق النصرانية التي تكونت عن اليهودية اعتقدت بأن عيسى إنسان بحت مؤيد بالروح القدس، وما كان أحد يتهمهم إذ ذاك بأنهم مبتدعون وملحدون، فكان في القرن الثاني مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنساناً بحتاً. ...
                وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ظهرت عقائد لم تكن موجودة من قبل“.
                ويقول عوض سمعان : ”إن المتفحصين لعلاقة الرسل والحواريين بالمسيح يجد أنهم لم ينظروا إليه إلا على أنه إنسان ... لأنهم كيهود كانوا يستبعدون أن يظهر الله في هيئة إنسان. نعم كانوا ينتظرون المسيّا، لكن المسيا بالنسبة إلى أفكارهم التي توارثوها عن أجدادهم لم يكن سوى رسول ممتاز يأتي من عند الله، وليس هو بذات الله“.
                وتؤكد دائرة المعارف الأمريكية بأن الطريق بين مجمع أروشليم الأول الذي عقده تلاميذ المسيح ومجمع نيقية لم يكن مستقيمًا.
                ويتحدث الكاردينال دانيلو عن انتشار التوحيد حتى في المواطن التي بشر بولس بها كأنطاكية وغلاطية حيث واجهته مقاومة عاتية.
                وكُشِفَ مؤخراً عن وثيقة مسيحية قديمة نشرت في جريدة "التايمز" في 15يوليو 1966م تقول: إن مؤرخي الكنيسة يسلمون أن أكثر أتباع المسيح في السنوات التالية لوفاته اعتبروه مجرد نبي آخر لبني إسرائيل.
                ويقول برتراند رسل الفيلسوف الإنجليزي: ”تسألني لماذا برتراند رسل لست مسيحيًا؟ وأقول ردًا على سؤالك: لأنني أعتقد أن أول وآخر مسيحي قد مات منذ تسعة عشر قرنًا، وقد ماتت بموته المسيحية الحقة التي بشر بها هذا النبي العظيم“.
                لكن هذا لم يمنع من انتشار دعوة بولس الوثنية في أوساط المتنصرين من الوثنيين الذين لاقوا في دعوته مبادئ الوثنية التي اعتادوها إضافة إلى بعض المثل والآداب التي تفتقرها الوثنيات الرومانية واليونانية.
                وقد عورضت دعوة بولس من لدن أتباع المسيح، ونلمس ذلك فى المحاكمة التى عقدها له التلاميذ وأدانوه وكفروا معتقداته وأمروه بالتوبة والإقلاع عن هذه الأفكار، بل أرسلوا إلى من أضلهم بولس من يُصحِّح لهم ما أفسده هذا الرجل: (وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
                واستمر الموحدون يواجهون أتباع بولس، وظهر ما تسميه الكنسية في تاريخها بفرق الهراقطة وهم الخارجون عن أراء الكنيسة الدينية، ومنهم الفرق التي كانت تنكر ألوهية المسيح.

                تعليق


                • #23
                  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

                  جزاك الله خيرا أخونا و أستاذنا و معلمنا أبو بكر. هل ممكن تلك الورقة البحثية بصيغة pdf ؟

                  تعليق


                  • #24
                    ومن أهم هذه الفرق: الأبيونية وتنسب لقس اسمه أبيون، وقيل: الأبيونية هم: الفقراء إلى الله، فسموا بذلك لفقرهم وزهدهم ، وتسميهم الكنائس اليوم بالهراطقة.
                    يقول ايريناوس في كتابه "ضد الهرطقات" (188م): ”والذين يدعون باسم الأبيونية يوافقون على أن الله هو الذي خلق العالم، ولكن مبادئهم عن الرب مثل كرنثوس ومثل كربو قراط ... وهم يستخدمون إنجيل متى فقط، ويرفضون بولس الرسول، ويقولون عنه: إنه مرتد عن الناموس، ويحفظون الختان، وكل العوائد المذكورة في الشريعة“.
                    ويقول يوسابيوس القيصري (ت240م) في تاريخه: ”قد كان الأقدمون محقين إذ دعوا هؤلاء القوم (أبيونيين)، لأنهم اعتقدوا في المسيح اعتقادات فقيرة ووضيعة، فهم اعتبروه إنساناً بسيطاً عادياً قد تبرر فقط بسبب فضيلته السامية“. كما كان الأبيونيون يقولون بردة بولس وكانوا يتهمونه بالتحريف.
                    وقد كان لهذه الفرقة شأن، إذ كثروا حتى شمل نفوذها- باعتراف أعدائهم - فلسطين وسوريا وآسيا الصغرى ووصل إلى روما، واستمر وجودهم إلى القرن الرابع الميلادي حيث يفهم من كلام القديس جيروم في القرن الرابع أنهم كانوا في حالة من الضعف والاضطهاد، وذلك بعد مخالفتهم لأوامر قسطنطين ومجمع نيقية.
                    وفي فترة نشأة هذه الفرقة عام (73م) ظهر الداعية -الذي سبق ذكره- كرنثوس، ويسميه المؤرخ يوسابيوس: زعيم الهراقطة، وقد كان يعتقد أن المسيح كان مجرد إنسان بارز، كما رفض الأناجيل عدا متى (أي النص العبراني المفقود).
                    وفي أواخر القرن الثاني ظهر أمونيوس السقاص بدعوته بأن المسيح إنسان خارق للعادة حبيب لله، عارف بعمل الله بنوع مدهش، وأن تلاميذه أفسدوا دعوته، وبمثل هذا نادى كربو قراط، ويعرف أتباعه بالمعلمين أو المستنيرين، لكنهم بالغوا في إثبات بشرية المسيح حتى قالوا كان كسائر الحكماء، ويقدر جميع الناس أن يفعلوا مثله، ويسلكوا سلوكه، فكانت ردة فعلهم على قول القائلين بألوهيته غير صحيحة، ففى زحمة إنكارهم لألوهيته هضموه وأنقصوه عن حقه.
                    وفي أواسط القرن الميلادى الثالث ظهرت فرقة البولينية وهم أتباع بولس الشنشاطي، والذى تولى أسقفية إنطاكية عام 260م كما كان يشغل منصباً كبيراً في مملكة تدمر.
                    ويلخص القس كيرد (ت 1324م) عقيدة الشنشاطي، فيقول في كتابه "مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة": ”ملة تدعى البولية أو البوليانيون، وهي ملة بولس السميساطي بطريك إنطاكية، وهم الذين يؤمنون بأن الله إله واحد، جوهر واحد، أقنوم واحد، ولا يسمونه بثلاثة أسماء، ولا يؤمنون بالكلمة أنها مخلصة، ولا أنها من جوهر الأب، ولا يؤمنون بروح القدس المحيي، ويقولون: إن المسيح إنسان خلق من اللاهوت مثل خلق آدم، وكمثل واحد منا في جوهره، وأن الابن ابتداؤه من مريم ... ونظروا إلى كل موضع من الكتب فيه ذكر أزلية الابن ولاهوته وأقانيم ثالوثه، فغيروا وكتبوا مكانه غيره كما يحبون، وعلى ما يوافق ديانتهم، ولم يغيروا أسماء الكتب ولا أسماء الرسل ولا حديثهم“.
                    وقد عقدت الكنسية ثلاث مجامع خلال خمس سنوات لإقناعه بالعدول عن مذهبه، آخرها مجمع في إنطاكية عام 268م، ودافع فيه عن مذهبه، فطرد وعزل من جميع مناصبه، لكن أتباعه استمر وجودهم إلى القرن الميلادي السابع.
                    كما ظهر في بداية القرن الميلادي الرابع عالم مترهب يدعى لوسيان، وكان يرى أن المسيح كائن سماوي أخرجه الله من العدم إلى الوجود، وتجلى فيه العقل الإلهي في كيفيته الشخصية، فكانت روحه غير بشرية لكنه لم يكن الإله على الإطلاق. ويظهر في هذه الفرقة أثر العقائد المنحرفة، إذ لا يخلو قولهم في المسيح u من شيء من الغلو.) كان هذا نقلا بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار.
                    التوحيد فيما بعد مجمع نيقية:
                    استمرت عقيدة التوحيد بصورة غير رسمية بعد مجمع نيقية (مجمع تصنيع الآلهة وتجميعها) ، وذلك على يد عدة طوائف منها الأريوسية. ففي عام 325م صدر أول قرار رسمي يؤله المسيح بعد تبني الإمبراطور الوثني قسطنطين لهذا الرأي، ورفض ما سواه، واعتبر آريوس- الذي عقد المجمع من أجله- هرطوقيًا.
                    ونقلا بتصرُّف من كتاب (الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟) للدكتور منقذ السقَّار. يقول: إن آريوس كان من رهبان الكنيسة، وكان يقول كما نقل عنه منسي يوحنا في كتابه "تاريخ الكنيسة القبطية": "إن الابن ليس مساويًا للأب في الأزلية، وليس من جوهره، وقد كان الأب في الأصل وحيدًا، فأخرج الابن من العدم بإرادته، والآب لا يمكن أن يراه أو يكيفه أحد، ولا حتى الابن، لأن الذي له بداية لا يعرف الأزلي، والابن إله بحصوله على لاهوت مكتسب".
                    وقد توفي آريوس 336م، لكن دعوته انتشرت بعد وفاته، وأصبحت كما يقول محمد حسني الأطير في كتابه (عقائد الفرق الموحدة في النصرانية): ”أوشك العالم أن يكون كله أريوسيًا - حسب قول الخصوم - لولا تدخل الأباطرة في العمل على ضرب تلك العقيدة واستئصال تبعيتها“.
                    ويقول أسد رستم في كتابه (كنيسة مدينة الله العظمى): ”كان آريوس فيما يظهر عالمًا زاهدًا متقشفًا يجيد الوعظ والإرشاد فالتف حوله عدد من المؤمنين، وانضم إليه عدد كبير من رجال الاكليروس“ ويؤكد كثرة الأريوسيين ابن البطريق، وينقل أن أكثر أهل مصر كانوا أريوسيين.
                    ومما يؤكد قوة مذهب آريوس إبَّان حياته، وبعد موته أن الكنيسة عقدت مجامع عدة لبحث عقيدته، كما كان لآريوس وأتباعه مجامع منها مجمع قيسارية 334م، وصور 335م، وقد قرر في مجمع صور المجتمعون عزل أثناسيوس البابا – الداعي لألوهية المسيح والذي كتبت أمانة النصارى بإشرافه في مجمع نيقية - كما نفوه إلى فرنسا، ثم عقدوا مجمعًا آخر في إنطاكية عام 341م حضره سبع وتسعون أسقفًا أريوسيًا قرروا فيه مجموعة من القوانين التي تتفق مع مبادئهم ومعتقداتهم.
                    ثم أعاد الإمبراطور الروماني الأسقف أثناسيوس إلى كرسي البابوية، فاحتج الأريوسيون لذلك، وأثاروا اضطرابات عدة، ثم عقدوا مجمعًا في آرلس بفرنسا عام 353م، وقرروا فيه بالإجماع – عدا واحدًا- عزل أثناسيوس.
                    ثم أكدوا ذلك في مجمع ميلانو 355م فعُزِل، وتولى الأسقف الآريوسي جاورسيوس كرسي الإسكندرية، وفي عام 359م عقد الإمبراطور مجمعين أحدهما للغربيين في "ريمني"، والآخر للشرقيين في "سلوقيا"، وقرر المجمعان صحة عقائد الأريوسية، وباتت الكنائس الغربية آريوسية.
                    ويذكر المؤرخ ناسيليف أن الإمبراطور قسطنطين نفسه قد تحول إلى المذهب الأريوسي ممالأة لأفراد شعبه، وذلك بعد نقل عاصمته إلى القسطنطينية، وقد تعلق بذلك الأنبا شنودة وهو يبرر كثرة أتباع المذهب الأريوسي ، فذكر بأنه بسبب معاضدة الإمبراطور له.
                    وفي مجمع إنطاكية 361م وضع الأريوسيون صيغة جديدة للأمانة ومما جاء فيها: ”الابن غريب عن أبيه، ومختلف عنه في الجوهر والمشيئة“، وفي نفس العام عقدوا مجمعًا في القسطنطينية وضعوا فيه سبعة عشر قانونًا مخالفًا لما تم في مجمع نيقية.
                    وفي هذا العام أيضًا تولى الإمبراطورية يوليانوس الوثني، فأعاد أثناسيوس وأساقفته إلى أعمالهم [يُلاحظ أن تعيين أثناسيوس يتوقف على وثنية الإمبراطور ، الذى يرى مشابهة مسيحية أثناسيوس لدينه الوثنى.]، وجاهر بعبادة الأصنام، وسلم الكنائس للنصارى الوثنيين، ثم خلفه الإمبراطور يوبيانوس 363م، ففعل كما فعل سلفه، وعادى الأريوسيين، وفرض عقيدة النصرانية الوثنية، ومما قاله مخاطبًا شعبه وأركان دولته: ”إذا أردتم أن أكون إمبراطوركم كونوا مسيحيين مثلي“، ثم حرم مذهب الأريوسيين، وتبنى قرارات نيقية، وطلب من الأسقف أثناسيوس أن يكتب له عن حقيقة الدين المسيحي الذي كان قد أجبر الناس عليه قبل أن يقف على حقيقته.
                    وانتشرت هذه الطائفة انتشارًا عظيمًا حتى كانت كنائسها هى الكنائس الغالبة. وفى هذا يقول ابن البطريق (محاضرات فى النصرانية ص121): ”«فى ذلك العصر غلبت مقالة آريوس على القسطنطينية وأنطاكية وبابل» ، وأسيوط قد علمت أن كنيستها كانت موحدة“.
                    ويقول أيضًا: ”فأما أهل مصر والإسكندرية فكان أكثرهم أريوسيين ، فغلبوا على كنائس مصر والإسكندرية وأخذوها، ووثبوا على أثناسيوس بطريرك الإسكندرية [الذى كان رئيس شمامسة ألكسندروس] ليقتلوه، فهرب منهم واختفى“.
                    ”وقد كان على كثير من الكنائس رؤساء موحدون يستمسكون بالتوحيد ويحثون على الاستمساك به، وكلما ولى أسقف غير موحد ثاروا به ، وهموا بقتله“.
                    ويحكى لنا ابن البطريق أن أهل بيت المقدس قد وثبوا على بطريقهم لأنه لم يكن من الموحدين، وأرادوا قتله فهرب منهم. فصيَّروا (أراقليوس) أسقفًا على بيت المقدس وكان أريوسيًا. (محاضرات فى النصرانية ص121)
                    ومن أمثال الفرق الموحِّدة التى انتشرت بعد مجمع نيقية، فرقة النساطرة. التى ظهرت في القرن الخامس امتدادًا لآريوس وفرقته، وذلك على يد أسقف القسطنطينية نسطور الذي شايعه بعض الأساقفة والفلاسفة، وكان نسطور يقول: إن في المسيح جزءًا لاهوتيًا، لكنه ليس من طبيعة المسيح البشرية، فلم يولد هذا الجزء من العذراء التي لا يصح أن تسمى أم الله.
                    ويرى نسطور أن اتحاد اللاهوت بعيسى الإنسان ليس اتحادًا حقيقيًا، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بعيسى على المجاز أي حلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في إحدى خطبه: ”كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟“ وقال: ”كيف يكون لله أم؟ إنما يولد من الجسد ليس إلا جسدًا، وما يولد من الروح فهو روح. إن الخليقة لم تلد الخالق، ...“.
                    وأتعجب كيف ترى الكنيسة أن هذا الرجل وفرقته من الضالين؟ أليس هذا هو قول يسوع؟ (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
                    وسؤال فى صميم العقل والعقيدة وجهه نسطور: (كيف يلد المخلوق خالقه؟) أى كيف تلد مريم ربها وخالقها؟ وكيف يكون الإله طفلاً رضيعًا ، جاهلاً ، غير قادر على تنظيف نفسه أو إعالتها؟ فهل من مُجيب؟
                    وقد عقد في أفسس 431م مجمع قرر عزله ونفيه، فمات في صحراء ليبيا، يقول عنه المؤرخ سايرس ابن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة": ”إن نسطور كان شديد الإصرار على تجريد المسيح من الألوهية إذ قال: إن المسيح إنسان فقط. إنه نبي لا غير“.
                    وذكر ابن المقفع أنه عند نفيه أرسل له البطاركة أنه إذا اعترف بأن المصلوب إله متجسد فسوف يعفون عنه، فيقول ابن المقفع: ”فقسا قلبه مثل فرعون ولم يجبهم بشيء“.
                    وقد تغير مذهب النسطورية بعد نسطور فأشبه مذاهب التثليث إذ يقول النسطورية: إن المسيح شخصية لها حقيقتان: بشرية وإلهية، فهو إنسان حقًا، وإله حقًا ، ولكنه ليس شخصية قد جمعت الحقيقتين ، بل ذات المسيح كانت تجمع شخصيتين!
                    وطوال قرون تعاقبت على النصرانية في ظل سيطرة الكنيسة لم ينقطع تواجد الموحدين، وإن ضعف نشاطهم وتواجدهم بسبب محاكم التفتيش وقوة الكنيسة وسلطانها.
                    وعندما ضعف سلطان الكنسية واضمحل، عادت الفرق الموحدة للظهور، وبدأت عقيدة التثليث بالاهتزاز، وهو ما عبر عنها لوثر بقوله: ”إنه تعبير يفتقد إلى القوة، وإنه لم يوجد في الأسفار“.
                    وشيئًا فشيئًا عادت الفرق الموحدة للظهور وازدهر نشاط الموحدين في أوروبا، حتى إن ملك المجر هوجون سيجسموند (ت1571م) كان موحدًا.
                    وفي ترانسلفانيا ازدهر التوحيد كما تذكر دائرة المعارف الأمريكية، وكان من الموحدين المشهورين فرانسس داود الذي أُدخل السجن بعد وفاة الملك جون وتولي الملك ستيفن باثوري الكاثوليكي، وتوفي سنة 1579م، وكان الملك الجديد قد منع الموحدين من نشر كتبهم دون إذن منه.
                    كما ظهر في هذا القرن سوسنس الموحد في بولوينة، وكان له أتباع يعرفون بالسوسنيون أنكروا التثليث، ونادوا بالتوحيد، وفر بعضهم من الكنسية إلى سويسرا، ونادى سرفيتوس بالتوحيد في أسبانيا فأحرق حيًا عام 1553م، وكان يقول في كتابه "أخطاء التثليث": ”إن أفكارًا مثل الثالوث والجوهر وما إلى ذلك إنما هي اختراعات فلسفي، لا تعرف عنها الأسفار شيئًا“.
                    كما ظهر في ألمانيا مذهب الأناباست الموحد، واستطاعت الكنيسة سحقه.
                    ثم ظهرت جمعيات تحارب التثليث منها ”الحركة المضادة للتثليث“ ، وأنشأت في شمال إيطاليا في أواسط القرن السادس عشر، تلتها ”الحركة المعادية للتثليث“ والتي ترأسها الطبيب المشهور جورجيو بندراثا عام 1558م ، وفي عام 1562م عقد مجمع بيزو، وكان القسس يتكلمون عن التثليث فيما كان غالبية الحضور من المنكرين له.
                    وفي القرن السابع عشر قويت بعض الكنائس الموحدة على قلة في أتباعها، وأصدر الموحدون عام 1605م مطبوعًا مهمًا جاء فيه "الله واحد في ذاته، والمسيح إنسان حقيقي، ولكنه ليس مجرد إنسان، والروح القدس ليس أقنومًا، لكنه قدرة الله".
                    وفي عام 1658م صدر مرسوم طردت بمقتضاه جماعة موحدة في إيطاليا. وكان من رواد التوحيد يومذاك جون بيدل (ت 1662م)، وسمي: "أبو التوحيد الإنجليزي". وكان قد توصل من خلال دراسته إلى الشك في عقيدة التثليث، فجهر بذلك وسجن مرتين، ثم نفي إلى صقلية.
                    وفي عام 1689م استثنى مرسوم ملكي الموحدين من قانون التسامح الديني. وذلك لا ريب يعود لكثرة هؤلاء وتعاظم أثرهم، وهو ما يعبر عنه بردنوفسكي في كتابه "ارتقاء الإنسان"، فيقول: ”كان العلماء في القرن السابع عشر يشعرون بالحرج من مبدأ التثليث“.
                    وفي القرن الثامن عشر سمي هؤلاء الموحدين بالأريوسيين، ومنهم الدكتور تشارلز شاونسي (ت 1787م) راعي كنيسة بوسطن، وكان يراسل الأريوسيين الإنجليز.
                    وكذا ناضل الدكتور يوناثان ميهيو بشجاعة ضد التثليث، ونشر الدكتور صموئيل كتابه "عقيدة التثليث من الأسفار" ووصل فيه إلى نتيجة: "أن الآب وحده هو الإله الأسمى، وأن المسيح أقل منه رتبة"، ورغم إنكاره بأنه آريوسي، فإنه يصعب التميز بين أقواله وتعليم آريوس، ومثله العالم الطبيعي جون بربستلي (ت1768م)، وقد طبع رسالته "التماس إلى أساتذة المسيحية المخلصين الموقرين" ووزع منها ثلاثين ألف نسخة في إنجلترا، فأرغم على مغادرتها، فقضى في بنسلفانيا.
                    واعتزل ثيوفليس ليندساي (ت1818م) الخدمة الكنسية، ثم ما لبث أن تحول إلى كنيسة موحدة، كما عين زميله الموحد توماس بلشام في منصب كبير في كلية هاكني اللاهوتية، ثم أسسا معًا "الجمعية التوحيدية لترقي المعرفة المسيحية وممارسة الفضيلة عن طريق توزيع الكتب".
                    ثم بعد إقرار الحقوق المدنية كون الموحدون اتحادًا أسموه "الاتحاد البريطاني الأجنبي للتوحيد". وفي القرن التاسع عشر الميلادي أسس في مناطق متعددة عدد من الكنائس الموحدة التي اجتذبت شخصيات مهمة مثل وليم شاننج (ت1842) راعي كنيسة بوسطن، وكان يقول: بأن الثلاثة أقانيم تتطلب ثلاثة جواهر، وبالتالي ثلاثة آلهة. وكان يقول: ”إن نظام الكون يتطلب مصدرًا واحدًا للشرح والتعليل، لا ثلاثة، لذلك فإن عقيدة التثليث تفتقد أي قيمة دينية أو علمية“.
                    ومثله قال القس جارد سباركس راعي كنيسة الموحدين في ليتمور والذي صار فيما بعد رئيسًا لجامعة هارفرد، وتكونت عام 1825م جمعية التوحيد الأمريكي.
                    وفي منتصف هذا القرن أضحت مدينة ليدن الهولندية وجامعتها مركزًا للتوحيد، وكثر عدد الموحدين الذين عرفوا باللوثريين أو الإصلاحيين.
                    ومع مطلع القرن العشرين تزايد الموحدون، وزادوا نشاطهم، وأثمر بوجود ما يقرب من 400 كنيسة في بريطانيا ومستعمراتها، ومثلها في الولايات المتحدة إضافة إلى كليتين لاهوتيتين تعلمان التوحيد هما مانشستر وأكسفورد في بريطانيا، وكليتين في أمريكا، إحداهما في شيكاغو، والأخرى في بركلي في كاليفورنيا، وما يقرب من مائة وستين كنيسة أو كلية في المجر، وغير ذلك في كافة دول أوربا النصرانية.
                    وعقد في عام 1921م مؤتمر حضره عدد كبير من رجال الدين في أكسفورد برئاسة أسقف كارليل الدكتور راشدل الذي ذكر في خطاب ألقاه فيه: أن قراءته للكتاب المقدس لا تجعله يعتقد أن عيسى إله، وأما ما جاء في يوحنا مما لم تذكره الأناجيل الثلاثة فلا يمكن النظر إليه على أنه تاريخي، ورأى أن كل ما قيل في ميلاد المسيح من عذراء أو شفائه الأمراض أو القول أن روحه سابقة للأجساد، كل ذلك لا يدعو للقول بألوهيته. وقد شاركه في آرائه عدد من المؤتمرين.
                    ويقول إيميل لورد فيج: ”لم يفكر يسوع أنه أكثر من نبي، وليس بقليل أن يرى نفسه في بعض الأحيان دون النبي، ولم يَحدُث أبدًا من يسوع ما يخيل به إلى السامع أن له خواطر وآمال فوق خواطر البشر وآمالهم. ... يجد يسوع كلمة جديدة صالحة للتعبير عن تواضعه بقوله: إنه ابن الإنسان، وقديماً أراد الأنبياء أن يلفتوا الأنظار إلى الهوة الواسعة التي تفصلهم عن الله، فكانوا يسمون أنفسهم بأبناء الإنسان. ...“.
                    وفي عام 1977م اشترك سبعة من علماء اللاهوت في كتاب مشهور عنونوا له "أسطورة الإله المتجسد" ومما فيه عن هذه المجموعة "أنها قبلت التسليم بأن أسفار الكتاب المقدس كتبها مجموعة من البشر في ظروف متنوعة، ولا يمكن الموافقة على اعتبار ألفاظها تنزيلاً إلهيًا ... إن المشتركين في هذا الكتاب مقتنعون أن تطورًا لاهوتيًا آخر لا بد منه في آخر هذا الجزء الأخير من القرن العشرين".
                    ثم أصدر ثمانية من علماء اللاهوت في بريطانيا كتابا أسموه "المسيح ليس ابن الله"، أكدوا فيه ما جاء في الكتاب الأول، وقالوا: ”إن إمكانية تحول الإنسان إلى إله لم تعد بالشيء المعقول والمصدق به هذه الأيام“.
                    وفي مقابلة تلفزيونية جرت في إبريل 1984م في بريطانيا ذكر الأسقف دافيد جنكنز والذي يحتل المرتبة الرابعة بين تسعة وثلاثين أسقفًا يمثلون هرم الكنيسة الأنجليكانية، فكان مما قاله بأن ألوهية المسيح ليست حقيقة مسلماً بها.
                    وكان لكلماته صدى كبير ، فقامت صحيفة "ديلي نيوز" باستطلاع رأى واحد وثلاثين أسقفًا - من الأساقفة التسعة والثلاثين- حول ما قاله الأسقف دافيد، ثم نشرت نتيجة الاستطلاع فى عددها الصادر في 25/6/1984م ، وكانت نتيجته أن "أصر 11 فقط من الأساقفة على القول بأنه يجب على المسيحيين أن يعتبروا المسيح إلهاً وإنسانًا معًا، بينما قال 19 منهم بأنه كان كافيًا أن ينظر إلى المسيح باعتباره الوكيل الأعلى لله"، فيما أكد 15 أسقفًا منهم "أن المعجزات المذكورة في العهد الجديد كانت إضافات ألحقت بقصة يسوع فيما بعد". أي أنها لا تصلح في الدلالة على الألوهية.
                    وهكذا تشكك الكنيسة ممثلة بأساقفتها في مسألة ألوهية المسيح، وترفضها، وتقر أنها عقيدة دخيلة على النصرانية، لم يعرفها المسيح ولا تلاميذه، إذ هي من مبتدعات بولس والذين تأثروا به ممن كتبوا الأناجيل والرسائل.
                    ومن كل ما ذكرنا يتبين لنا أن التوحيد حركة أصيلة في المجتمع النصراني، تتجدد كلما نظر المخلصون منهم في أسفارهم المقدسة، فتنجلي عن الفطرة غشاوتها، وتعلن الحقيقة الناصعة أن لا إله إلا الله.

                    تعليق


                    • #25
                      ابن الإنسان الذى فى السماء:
                      يستشهد الأنبا شنودة ص45 من كتابه (لاهوت المسيح) ، وكذلك القمص مرقس عزيز خليل ص25 من كتابه (هل المسيح هو الله؟) بنص يوحنا 3: 13 القائل: (13وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.) للتدليل على أن ابن الإنسان ويقصدون به يسوع هو على الأرض ، وفى نفس الوقت فى السماء. وهذه ترجمة النص من فاندايك ومن كتاب الحياة والترجمة الكاثوليكية لأغناطيوس زياده لعام 1986.
                      وقبل أن نناقش هذه الفقرة ، علينا أن نرى مدى صدق ترجمتها فى الترجمات المختلفة. ونلاحظ أن جملة (الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ) حذفتها التراجم الآتية:
                      فلم تورده ترجمة الآباء اليسوعيين (الطبعة السادسة لعام 2000 ، على الرغم من ذكرها فى طبعة 1986): (13فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء وهو ابنُ الإِنسان.)
                      ولم تورده الترجمة العربية المشتركة: (13ما صعَدَ أحدٌ إِلى السَّماءِ إِلاَّ ابنُ الإنسانِ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء)
                      ولم تورده الترجمة البولسية: (13فإِنَّهُ لم يَصْعَدْ أَحَدٌ الى السَّماءِ إِلاَّ الذي نَزَلَ منَ السَّماءِ، ابنُ البَشَرِ الكائِنُ في السَّماء.)
                      ولم تذكره الترجمات الألمانية الآتية:
                      Einheitsübersetzung, Elberfelder rv, Elberfelder rv2, Gute Nachricht, Hoffnung für alle, Luther 1912, Luther 1984
                      وقد كتبتها ترجمة Elberfelder لعامى 1871 و1905 كما كتبتها ترجمة الفاندايك ، ثم حذفت فى طبعتها المنقحة تعبير (الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ).
                      Und niemand ist hinaufgestiegen in den Himmel, als nur der aus dem Himmel herabgestiegen ist, der Sohn des Menschen, der im Himmel ist. (Elberfelder 1871)
                      http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_elberfelder_1871_...
                      http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_elberfelder_1905_...
                      13 Und niemand ist hinaufgestiegen in den Himmel als nur, der aus dem Himmel herabgestiegen ist, der Sohn des Menschen. (Elberfelder rv und rv2)
                      http://www.biblegateway.com/passage/?search=JOHN%203&interface=print&version=54
                      وكما فعلت ترجمة Elberfelder قامت به أيضًا ترجمة لوثر لعام 1545، فقد ذكرت (ابن الإنسان الكائن فى السماء) فى هذه الطبعة ، وحذفتها فى الطبعة التالية، وكانت عام 1912 ، ثم رجعت إلى النص القديم مرة أخرى فى طبعتها لعام 1912 ذات النجمة ، ثم حذفتها مرة أخرى فى طبعتها عام 1984، وها هى مواقعها بالترتيب المذكور:
                      http://www.biblegateway.com/passage/?search=JOHN%203&interface=print&version=10 (1545)
                      http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?JOH+3&nomb&nomo&nomd&bi=luther(1912)
                      http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_luther_1912_ucs2&... (1912*)
                      http://www.bibel-online.net/buch/43.johannes/3.html#3,1 (1984)
                      ولم تذكره الترجمات الإنجليزية الآتية:
                      Basic, CEV, ESV, HCSB*, MSG, NASB, NIRV, NIV, NIV UK, NLT, NRSV*, RSV, TNIV,
                      وعلَّقت عليه بعض التراجم أن هناك بعض المخطوطات تضيف (الكائن فى السماء). مثل ترجمة HCSB

                      ولا تختفى هذه الزيادة من الترجمات الحديثة فقط، وإنما اختفت أيضًا من كل ترجمات الكتاب المقدس الموجودة قبل القرن السابع. مثل: الترجمة اللاتينية القديمة وفولجات جيروم ، البشيطة ، السريانية ”هاركلين“، القبطية، القوطية ، الأرمينية، الأثيوبية ، الترجمة العربية القديمة الموجودة بالفاتيكان.
                      ولم يذكره الآباء الآتى أسماؤهم فى استشهاداتهم بهذه الفقرة: أوريجانوس، يوسابيوس القصرى، أدمانتيوس، غريغوريوس النزيانزى، أبولينارس، غريغوريوس أسقف نسَّا ، ديداموس ، إبيفانوس ، ثيودورت ، جيروم,
                      وحذفها علماء المخطوطات الآتى أسماؤهم: نستل ألاند ووستكوت وهورت.
                      ولم تذكره المخطوطات الآتية: بردية 66 ، بردية 75 ، السينائية ، الفاتيكانية ، القبطية الصعيدية، القبطية البحيرية، القبطية الأخميمية، القبطية الفيومية، الجورجية، الدياتسرون 1241 ، 1010 ، 33 ، 083 L T W(راجع: تحريف مخطوطات الكتاب المقدس) على الريس ص122-127
                      وهذا يغنينا عن الخوض فى تفسير هذه الجملة لأنها غير كتابية، ولكن المحرفون أضافوها إلى نصوص الكتاب ليؤكدوا بها عقيدتهم غير الكتابية. والغريب أن تمر هذه الجملة على مستمعى يسوع دون أن يسألونه فى فهمها: فكيف يكون ابن الإنسان الذى يخاطبهم فى السماء وفى نفس الوقت على الأرض ، إلا إذا كان يعنى بابن الإنسان شخصًا آخرًا.
                      ناهيك عن أنها تُخالف ما قاله الكتاب نفسه ، فقد صعد إلى السماء نبيان لم ينزلا من السماء ، وما دلت على ألوهيتهما ، وهما أخنوخ وإيليا: (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.) عبرانيين 11: 5 ، وتكوين 5: 24
                      (11وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.) ملوك الثانى 2: 11
                      فلماذا استشهد الأنبا شنودة والقمص مرقس عزيز خليل بنص غير كتابى ولا يوجد فى المخطوطات المذكورة تدليلاً على ألوهية يسوع ، إلا إذا كان البحث عن دليل يستدلان به على صدق عقيدتهما قد أعياهما.
                      عَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ
                      يوجد فى الحقيقة نص كُتب بنهاية إنجيل متى (28: 18-19) وهو النص الوحيد (مع نص رسالة يوحنا الأولى 5: 7) الذى يستشهد به المثلثون على صدق عقيدتهم فى التثليث، وباقى أدلتهم عبارة عن تأويل، مثل ما مرَّ علينا من قول القديس غريغوريوس من استشهاده بنشيد الملائكة (قدوس، قدوس، قدوس) فهو يرى أن تكرار الكلمة ثلاث مرات دليل على صحة عقيدة التثليث. ويتغاضى إذا ما ذكرت فى باقى النصوص مرة واحدة.
                      وقبل أن أذكر النص الذى نحن بصدد الكلام عنه،أفترض ما يفترضه المسيحيون أن هذا النص يدل على التثليث ، وأن يسوع هو الله (سبحانه وتعالى). ونذكِّر بأن هذه العقيدة هى لب المسيحية وأساسها.
                      ففكَّر معى:
                      ما الذى أنسى الرب لب هذه العقيدة ، التى هى أساس الدين وقوامه، إلى أن يُقتل ويقيمه إلهه من الأموات؟
                      لماذا لم يذكر يسوع هذه العقيدة مرات ومرات ليؤكِّد عليها ، كما أكد العهد القديم والجديد على أن الله واحد أحد ، لا يُرى ، ولم يره أحد من قبل؟
                      وإذا كانت نهاية إنجيل مرقس 16: 9-20 قد تم إضافتها بيد متأخرة ، وأنها غير موجودة فى أهم النسخ ، وقد فقدت من الأصول ، وأضافها التلميذ أرستون ليكمل بها القيامة. وهذا ما ذكره الأب متى المسكين فى تفسيره لإنجيل متى ص622. كما أشار الدكتور وليم باركلى أستاذ العهد الجديد بجامعة جلاسجو إلى أن نهاية إنجيل متى مفقودة، وأن الأعداد من 9 إلى 20 ليست موجودة فى أقدم النسخ وأصحها ، كما أن أسلوبها اللغوى يختلف عن أسلوب باقى الإنجيل ، ويستحيل أن يكون كاتبها هو نفس كاتب الإنجيل. وهذا ما قالت به ترجمة الآباء اليسوعيين ، والترجمة العربية المشتركة ، ودائرة المعارف الكتابية. ولا توجد فى النسخ السينائية والفاتيكانية والسريانية والقبطية الصعيدية والأرمينية والجورجية (تحريف مخطوطات الكتاب المقدس ، ص92-107)
                      وأكرر: فإذا كانت نهاية إنجيل مرقس 16: 9-20 قد تم إضافتها بيد متأخرة، وأنها غير موجودة فيما يسمونه بالأصول اليونانية ، وإذا كان هذا هو رأى علماء المخطوطات ونصوص الكتاب المقدس فيها ، فما الذى يمنع من إضافة نصوص أخرى غير التى أضيفت إلى متى؟
                      إن إنجيل مرقس هو أقدم الأناجيل من ناحية تاريخ كتابته ، ويكاد ينعقد الأمر بالإجماع بين علماء اللاهوت على أن إنجيل مرقس كان ضمن المصادر التى استقى متى منها معلوماته بنسبة تصل إلى 91.6% من عدد الجمل. وأن ”البشائر لا تورد المادة والفكر فحسب، بل الكلمات أيضًا ، فبشارة متى تستخد 51 فى المائة من كلمات بشارة مرقس“.
                      فيقول تفسير "إنجيل متى" لوليم باركلى فى تفسيره ص 17: إن ”المادة الموجودة فى بشارة متى وبشارة لوقا مستقاة من بشارة مرقس كأساس لهما. ويمكن تقسيم بشارة مرقس إلى 105 فقرة ، ونستطيع أن نجد 93 فقرة منها فى بشارة متى، و81 فقرة منها فى بشارة لوقا. ومن هذه الفقرات ال 105 الواردة فى بشارة مرقس نجد أربع فقرات فقط لا وجود لها فى بشارة متى وبشارة لوقا.“ أى 88.6% من عدد الفقرات من فقرات إنجيل مرقس قد نقله متى مع تغيير يؤيد وجهة نظره العقائدية.
                      وبحساب الجُمَل يقول وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص 17 نجد أن (مرقس يحتوى على 661 عددًا، ومتى 1068 عددًا، وفى بشارة لوقا 1149 عددًا. ويورد متى أكثر من 606 من الأعداد الواردة فى مرقس [أى 91.6%] ، ويورد لوقا 320 منها.) وهناك أيضًا 55 عددًا موجودة عند مرقس ولا يذكرها متى ، ومن هؤلاء الجمل نجد 31 عددًا يوردها لوقا.
                      وفى ص 19 يقول باركلى: (فكلاهما [متى ولوقا] أخذ من مرقس رواية الأحداث فى حياة يسوع ، ولكنهما أخذا رواية التعاليم من مصدر آخر. وقرينة ذلك أن 200 عددًا فى متى تتشابه مع نظيرها فى لوقا ، وهذه مختصة بتعاليم يسوع. ونحن لا نعرف المصدر الذى استقيا منه هذه التعاليم ، ولكن علماء الكتاب المقدس يعتقدون أن هناك كتاب يجمع تعاليم المسيح ، ويرمزون إليه ب (Q)) التى تعنى المصدر.
                      إذن لقد كان متى ينتقى كما أقر العلماء ، بدليل أنه ترك 55 جملة كانت عند مرقس ، وأتى من مصدر آخر مجهول ومفقود بباقى إنجيله.
                      ويرفع ر. ت. فرانس فى التفسير الحديث لمتى ص 25 نسبة إسهامات متى الشخصية فى إنجيله فيقول: ”نجد فى إنجيل مرقس ما يقرب من 45% من مادة إنجيل متى، فى صيغة مماثلة (وأحيانًا متطابقة تمامًا)، بل يكاد تكون بنفس الترتيب، وثمة 20% أو أكثر أخرى تشترك بنفس الطريقة مع إنجيل لوقا ، هذا فضلاً عن وجود توافق تقريبى فى ترتيب الكثير من الأجزاء المشتركة وإن اختلف مكانها فى الهيكل العام لكل إنجيل ، وبهذا لا يتبقى سوى 35% من الإنجيل ، وهى محصلة ما ساهم به متى شخصياً فى الإنجيل المعروف باسمه، على الرغم من أنه بلا شك قدم الكثير من المادة المشتركة بطريقة واضحة مميزة ، إلى حد أنه قد يكون من الصعب أحيانًا تحديد ما إذا كان فى الواقع ثمة تقليد مشترك يستند إليه الإنجيل فى سرده لحدث أو قول معين.“
                      ومعنى ذلك أن متى أضاف من عنده 35% من هذا الكتاب المنسوب إليه، وباقى ال 65% فهى مادة يشترك فيها مع مرقس ولوقا ، ونلاحظ اعتراف الكاتب بأن ما أضافه متى هو إسهام شخصى منه ، ويدل على ذلك المادة التى قدمها متى (بطريقة واضحة مميزة). وأنه يصعب أحيانًا تحديد إذا كان هناك تقليد مشترك يستند إليه الإنجيل فى سرده لحدث أو قول معين ، أم هو اتفاق بين كبار الكهنة والكتبة على التحريف. فالأمر الخاص بالتقليد المشترك لا يعدو أن يكون أيضًا مجرد تخمين.
                      وإذا كان متى قد نقل من مرقس ما يقرب من 91.6% من عدد الجمل الواردة عنده ، فما أصل نص التعميد هذا الذى أورده متى وما مصدره ، فهو لم يُذكر إلا عنده، فلا يعرفه الإنجيليون الآخرون ، ولا سمعه التلاميذ ولا استعملوه؟
                      وإذا كانت هذه تعاليم يسوع ، فكيف أغفلها الباقون؟ فهل طرد الباعة من الهيكل أهم من أساس هذا الدين؟ لقد ذكر هذه الحادثة الأناجيل الأربعة.
                      وهل لعنه لشجرة التين أهم من لب عقيدتكم التى ما جاء وأُهين وبُصق فى وجهه إلا من أجلها؟ لقد ذكرها متى ومرقس.
                      وهل ذكر دخوله أورشليم على جحش وأتانة أهم من ذكر قوام الدين عندكم؟
                      ولنتعرف الآن على هذا النص وملابساته عن قُرب.
                      يقول النص:
                      (18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.).
                      فهذه هى الصيغة التى يعتبرونها تدل على التثليث ، والتى ذُكرت فى نهاية إنجيل متى، ويتمسك بها القائلون بالتثليث. وهو النص الوحيد الذى يحتوى على هذه الصيغة بين كل أسفار ورسائل الكتاب الذى يقدسه المسيحيون. ولم يعرف التلاميذ ، كما يقص علينا سفر أعمال الرسل إلا التعميد على اسم يسوع أو باسم الرب.
                      ونبدأ بتحليل النص:
                      فالقارىء للنص (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ) يُثبت أن الدافع له هذا السلطان شخص آخر غير يسوع ، وهو أعظم من يسوع ، لأنه صاحب هذا السلطان ، وقد تنازل عنه بأى صورة كانت ليسوع. وعلى هذا فهو يُثبت وجود شخصين اثنين مختلفين غير متحدين، أحدهما المالك الأصلى والدافع، والآخر المدفوع له السلطان. ولو كانا شخصًا واحدًا، لكان المتكلم يهزى أو يضحك عليكم، ولا نرى داعٍ لهذه المسرحية.
                      ومعنى هذا أن يسوع لم يكن يملك هذا السلطان قبل موته وقيامته ، الأمر الذى يدل على عدم تساويه بالله تعالى فى الألوهية ، فكيف وبأى حق دفع يسوع كل سلطان فى الأرض وفى السماء لبطرس أو للتلاميذ وهو لا يملكه؟: (18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) متى 16: 18-19 ، أو دفعه للتلاميذ كلهم كما يقول متى 18: 18 (18اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.)
                      ولو فعل يسوع هذا بأمر الله كما صرح من قبل فى يوحنا 14: 24 (وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) ، فكيف تراجع الرب فى كلامه وسحب الهيمنة على ملكوت السماوات والأرض من التلاميذ وأعطاها ليسوع؟
                      ولو سحبها الرب من التلاميذ وأعطاها ليسوع ، فبأى سلطان أو روح كان يتكلم التلاميذ بعد اليوم الخمسين؟
                      وهل يُمكننا الثقة فى كلامهم وأعمالهم بعد أن سحب الرب ثقته فيهم وتراجع فى هيمنتهم على ملكوت السماوات والأرض؟ أليس سحب الرب هذا الملكوت منهم يدل على سحب ثقته فيهم؟
                      وكيف يمكنك الثقة فى التلاميذ وفهمهم للب عقيدة معلمهم ، إذا كانوا لم يفهموا كلامه أو أمثاله فى حياته وهو معهم؟
                      فلم يفهموا مثل الزوان: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
                      ووصفهم بقلة الإيمان: (فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟»)متى8: 26
                      ولم يهتموا لسماعهم عن موته وفراقهم له ، بل تنازعوا على الزعامة: (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ. 25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. 26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ.) لوقا 22: 21-26
                      وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16
                      وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) متى 17: 16-21
                      وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذن لم يكونوا من المصليين الصائمين بصورة تُرضى الله عنهم!!
                      (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) مرقس 10: 13-16 .
                      على الرغم من أنه قال لهم عن الأولاد الصغار من قبل: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
                      وكانت غلظة قلوبهم سببًا فى عدم فهمهم: (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
                      كما وصف بطرس أيضاً بقلة الإيمان: (25وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ. 26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. 30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟») متى 14: 25-31
                      بل اتهمه أنه لا يهتم بأوامر الله ، ولا يهتم إلا بما يُعجب الناس ، أى اتهمه بأنه مرائى ومنافق، الأمر الذى جعله ينعته بأنه شيطان: (فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»)متى 16: 23
                      ووعدوه بنصرته ، وتخلوا عنه كلهم: (35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.) متى 26: 35 ، (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.) متى 26: 56
                      بل لقد أقسم بطرس كذبًا أنه لا يعرف معلمه (إلهه؟) ، وتركه (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» .. ) متى 26: 69-74
                      نعود لنص متى (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ).
                      ومن الذى أمر يسوع أن يعطيها للتلاميذ أو لبطرس فقط؟ إنه الآب: (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50 ،
                      فإذا كان الآب هو الذى أمره أن يقول هذا ، فلماذا نسخ الرب أوامره، بالرغم من رفضكم للنسخ فى كتابكم ، وتعتبرونه سُبَّة فى جبين الإسلام!!
                      إن سحب الملكوت والهيمنة عليه من أيدى التلاميذ وإعطائها ليسوع قد يكون تأكيد من الرب لكلام يسوع أنهم أغبياء ولا يستحقون هذه المنزلة!!
                      ولو تصرَّف يسوع بدافع شخصى ، وأعطاهم هذا السلطان من تلقاء نفسه، لكان كاذبًا كافرًا ، لأنه فى هذه الحالة كذب فى أن كل ما يقوله أو يفعله من الله ، ويكون قد كفر لأنه تأوَّل على الله وقال ما لم يخبره به!! يؤكِّد هذا أنه مات مقتولاً، ويقول الرب فى سفر اتثنية إن من يقل كلامًا من تلقاء نفسه وينسبه للرب يموت مقتولاً: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) التثنية 18: 20 ، وجاءت فى التوراة السامرية والترجمة اليسوعية (فيُقتل ذلك النبى). الأمر الذى لا يُقره عاقل من المسلمين أو المسيحيين.
                      أو على الأقل لكان مناقدًا لنفسه ، إذ كيف يكونوا أغبياء ويُعطيهم الهيمنة على ملكوت السماوات والأرض؟
                      وألا يدل هذا على أن الله هو المتسلط على هذا الملكوت يعطيه من يشاء ويسلبه ممن يشاء ، وقد تساوى يسوع مع التلاميذ فى هذا العطاء ، فلا سبب مقنع لتأليه يسوع دون التلاميذ؟
                      نُجمل قولنا فى الاستفسار والتعجُّب أن هذا السلطان الذى أعطاه يسوع للتلاميذ، ألغاه الله ، وأعطاه ليسوع. الأمر الذى يؤكد عدم ألوهية يسوع ، وأنه ليس له من الأمر شىء وأن الأمر والنهى كله بيد الله!!
                      والغريب أن يسوع أخذ من الرب السلطان على ملكوت السماوات والأرض، على الرغم من أن الرب نفسه لم يكن يملكه. فقد كان بأيدى الشيطان ، ووعد به يسوع إن أطاعه وسجد له: (8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».) متى 4: 8، ولم يعترض يسوع إلا على السجود له ، فلم يقل له إن هذا الملكوت ملكًا لى أو ملكًا لله ، وليس لك منه شىء، حتى لا يتوهم إنسان أن الشيطان يمكنه أن يعطى السلطان والتسلط على العالم لمن يطيعه. وإلا لكانت تجربة يسوع متهافتة لا قيمة لها ، مثل الذى يدخل الإمتحان ويعرفه ويعرف إجاباته مسبقًا.
                      فالشيطان يطلب منه أن يسجد له ، وهو الإله الذى تسجد له كل الخلائق، ويريد الشيطان أن يُكافئ الإله بأن يهبه ملكوت السماوات والأرض، الذين هم من ممتلكات الإله. فلك أن تتخيل أننى أطلب منك طلبًا، أو أسألك سؤالاً، وأحدد المكافأة عليه أن أعطيك سيارتك مكافأة على ذلك! فهذا لا يحدث إلا فى ثلاث حالات فقط:
                      1- إما أن يكون الشيطان يُهزِّر مع إلهه ويرفه عنه فى أسره!! ومثل هذا ليس بشيطان ، ولا المأسور المتمتع بهزار الشيطان معه بإله.
                      2- وإما أن يكون الشيطان غبى ، وليست هذه صفته. فالشيطان الذى يتمكَّن من أسر إلهه ، والضحك عليه ، ليس بغبى!!
                      3- وإما أن يكون الشيطان قد رأى فى الإله السذاجة الكافية ، التى تمكنه من الضحك عليه ، وإظهار غباء هذا الإله! وهذا هو ما اتضح ، حيث لم ينوِّه يسوع أن هذا الملكوت ملكوته هو ، فكيف سيُكافأ به؟
                      فيسوع ليس له إذن سلطان ذاتى ، أى ليس بإله ، ولكنه استمد قدراته وسلطانه من الله تعالى. ومثل هذا كثير فى الأناجيل وفى أقوال عيسى u ، الأمر الذى لا يدع مجالاً للشك أنه كان يتكلم عن إلهه، الذى هو يسوع أقل منه، وأضعف منه، وتابعًا له، ومنها:
                      1- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                      2- يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) ، أى هو رسول الله!
                      3- لوقا 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) تكلمت أكثر من مرة عن معنى ربى الذى تفسيره يا معلم: (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 20: 16 ، وهذا دليل بين على عدم ألوهيته ، أو اتحاده مع الله ، وأن إرادة الأب الذى فى السماوات ، هى التى يجب أن نسعى لتحقيقها حتى نفوز بالخلود الأبدى فى الجنة.
                      4- لوقا 7: 22-23 (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) فهذا النص وحده يكفى لتفنيد عقيدة الثالوث والتجسد، التى يعتنقها أهل الصليب. أليس باسمك .. ..؟ هؤلاء هم الذين اتخذوه إلهًا ، وصنعوا كل هذا باسمه بدلاً من اسم الله الواحد الأحد. فسمَّاهم فاعلى الاثم، وطردهم بعيدًا عنه، لأنهم لم يلتزموا بوصاياه وتعاليمه.
                      وعندما نتعرض لصيغة التعميد التى مارسها التلاميذ، سنجدهم كانوا يعمدون الناس على اسم يسوع. فهل يدل ذلك على أنهم هم فاعلو الإثم ، الذين سيبعدهم يسوع عن نفسه يوم الحساب؟
                      5- يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) ، أى إن الخلود فى الجنة يتوقف على شهادة ألا إله إلا الله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله. فما علاقة هذا بالتثليث؟
                      6- لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) ، وهذا إقرار من عيسى u أنه لا يفعل معجزة إلا بقدرة الله!
                      7- يوحنا8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                      8- يوحنا 14: 16 (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                      9- يوحنا 14: 28 (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                      فهل بعد كل هذه النصوص ، تُنادون أعزائى المسيحيين بالتثليث ، وباتحاد الابن مع الآب والروح القدس؟
                      ألم تفكر عزيزى المسيحى أن اتحاد الثالوث لا يتم إلا إذا كان هناك ثلاثة منفصلون يتم الاتحاد بينهما ، وإلا لما قلنا كلمة اتحاد من الأساس؟ فمتى كان هناك ثلاثة آلهة؟ ومتى اتحدوا؟ ولماذا؟ ولو أنصفت فى الإجابة على هذه الأسئلة لأدت بك إلى رفض التثليث ، والإيمان بالله الواحد الأحد ، الذى لا يتكون من أقانيم.
                      ألم تُفكر عزيزى المسيحى أن كلمة ثالوث تعنى ثلاثة ، مثل كلمة ثنائى التى تعنى اثنين؟ فكيف يُشير الجمع المحدد بثلاثة إلى المفرد الذى يعنى الواحد فقط؟
                      وإذا كان قانون الإيمان يريد أن يجمع بين الفطرة والدين الصحيح الذى يقر أن الله واحد أحد ، وبين ما يَدَّعون من كونه ثلاثة فى واحد ، فما دليل قانون الإيمان على قوله من ناحية العقل والنصوص الصريحة الدالة على ذلك فى العهدين القديم والجديد دون تأويل؟
                      ألم تفكر عزيزى المسيحى أن يسوع كان يطوف القرى والمجامع ، وليست له إلا وظيفة واحدة هى أن يكرز بملكوت الله؟ ففى متى 4: 17 كان عمله الوحيد من وقت موت يوحنا المعمدان الكرازة باقتراب ملكوت الله: (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».). وفى لوقا 8: 1 يقول: (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي [كل (الترجمة اليسوعية)] مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.). وهذا هو لب رسالته التى كان يعلمها تلاميذه وكانوا يتعاونون معه فى البشارة بقرب مجىء ملكوت الله.
                      ألا ترى معى أنه لو كان عيسى u إلهًا ، لكان قد أخطأ فى حق كل البشرية؟ ألم يكن من واجبه أن يبشر كل الناس بأنه الإله أو البشر المتجسِّد معه؟ فهل نسى أم خاف من اليهود؟ وإذا كان يخشى اليهود فلماذا لم يخرج إلى الوثنيين وعُبَّاد الثالوث فى الهند والصين ومصر والرومان وغيرهم؟ ألا تعتقد أن هذا سيكون أوقع لدعوته وأكثر جدية ومصداقية مما حدث؟
                      وإذا كان هذا هو لب رسالته ، فما علاقة هذا بألوهيته أو بتجسده؟ وما علاقة لب رسالته هذه التى تنادى باقتراب ملكوت الله بالخطيئة الأزلية والفداء؟ فلماذا لم ينطق بألوهيته بلفظ صريح، ويُخلصكم من هذه التخبطات؟ لماذا لم يُصرِّح لكل هذه القرى التى طاف بها أنه تجسَّد ليفدى البشرية من الخطيئة الأزلية التى اقترفتها حواء؟
                      وهل من العقل أن ينزل الإله على الأرض متجسدًا ، يلقى الهوان من عبيده، بين هروب منهم ، وتسفيه له، والقبض عليه، والإستهزاء به، والبصق فى وجهه، ولطمه على وجهه ، ثم تقييده وشل حركته ، ثم انتزاع حياته منه ، أكرر: هل من العقل أن ينزل ويحدث له كل هذا وينسى أن يخبرهم أنه هو الإله المتجسد، أو يخبرهم بأنه نزل ليفديهم من الخطيئة الأزلية؟
                      هل تعرف عزيزى المسيحى أن يسوع ذكر فى الأناجيل كلمة ابن الإنسان حوالى 83 مرة ؟ بل ذكرت كلمة شيطان 14 مرة ، وذكرت كلمة ابليس 26 مرة، فكم مرة ذكر أنه إله؟ وكم مرة ذكر كلمة الخطيئة الأزلية؟ وكم مرة ذكر آدم أو حواء؟
                      عزيزى المسيحى: إن دخولك الجنة يتوقف على رضى الله. ورضى الله يتوقف على اتباعك لرسوله إليك. وقد أقر رسول الله إليك أنك لن تدخل الجنة إلا بقولة (لا إله إلا الله ، عيسى رسول الله): (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ [(ويَعْرِفُوا) الترجمة اليسوعية] وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4
                      عزيزى المسيحى: إن يسوع الذى تحبه يُحذرك من أن تتخذه إلهًا ، فيقول لك: (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) لوقا 7: 22-23
                      ويقول لك: لا إله إلا الله. إن الله هو أعظم منه، وهو الذى يستحق العبادة فقال: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28، وأنه لا صالح إلا هو، فقال: (لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.) لوقا 18: 18-19 ، ولا يجب أن تؤلهوا رسوله، فقال (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16 ، فماذا تنتظر لتفيق إلى أمر الله ورسوله؟
                      * * *

                      تعليق


                      • #26
                        والنقطة الثانية: هل تعنى صيغة (وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) اتحاد الآب بالابن بالروح القدس وذلك لأنه باسم وليس بأسماء؟
                        لا. فإن النص يتكلم عن ثلاث ذوات متغايرة قرن بينها بواو العطف ، التى تدل على المغايرة. وهو مثل قول الكتاب نفسه (أُنَاشِدُكَ أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْمُخْتَارِينَ) تيموثاوس الأولى 5: 21
                        فلو كان نص متى يعنى اتحاد الابن والروح القدس بالرب ، لكان نص تيموثاوس يعنى أيضًا اتحاد يسوع وملايين الملائكة بالرب ، ولم تقف عقيدتكم على الثالوث!
                        وإذا بحثنا فى الكتاب المقدس سنجد نصوصًا تُخالف هذا المفهوم، حيث وردت كلمة اسم بالمفرد وتشير إلى الجمع ، أو قل أفضل جواز إفراد المضاف إلى المضاف إليه الجمع ، منها:
                        1 - (6وَأَمَّا أَوْلاَدُكَ الَّذِينَ تَلِدُ بَعْدَهُمَا فَيَكُونُونَ لَكَ. عَلَى اسْمِ أَخَوَيْهِمْ يُسَمُّونَ فِي نَصِيبِهِمْ.) التكوين 48: 6 ، فهل هنا الاسم المفرد المنسوب إلى أخوين يعنى الوحدة بين هذين الاخوين؟!
                        2- (24وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلى يَدِكَ فَتَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لا يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ حَتَّى تُفْنِيَهُمْ.) التثنية 7: 24 ، ولاحظ هنا أنه استخدم كلمة اسم المفردة للدلالة على أسماء الملوك ، ولم يقل أحد باتحاد هؤلاء الملوك ، كما يقول القمص باتحاد الآب والابن والروح القدس. ومثلها أيضًا ما ذُكر فى سفر التثنية ، حيث ذكر أن الرب سيمحو اسم أعدائه، وهم شعوب كاملة وليس أسمائهم: (14أُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ وَأَجْعَلكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ.) التثنية 9: 14
                        3- (7حَتَّى لاَ تَدْخُلُوا إِلَى هَؤُلاَءِ الشُّعُوبِ أُولَئِكَ الْبَاقِينَ مَعَكُمْ, وَلاَ تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهِمْ وَلاَ تَحْلِفُوا بِهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا.) يشوع 23: 7 ، ومثلها أيضًا فى (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) التثنية 18: 20، وهو هنا استخدم أيضًا كلمة ”اسم“ المفردة للدلالة على الآلهة الوثنية العديدة ، التى تُعبد من دونه، بل وأشار إليها فى الكلمات التى تليها بالضمير المفرد أيضًا.
                        وهنا أتذكر كلمة أحد الزعماء فى مصر عندما كان يستهل خطبته بقوله: (باسم الشعب) ، ولم يعتقد إنسان أنه يقصد اتحاد الشعب فى فرد (أقنوم) واحد.
                        ومثل هذا ورد أيضًا فى القرآن الكريم ، ومنها قوله: {أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (87) سورة آل عمران

                        * * *

                        وبالنسبة لقوله إن الآب هو الابن وهو نفسه الروح القدس فهذا (كما قلنا من قبل) سيؤدى إلى فساد أخلاقى فى المجتمع لا حصر له ، حيث يكون الروح القدس الذى حل على مريم وحبَّلها هو الابن نفسه ، فتكون الأم قد حملت من ابنها (فالروح القدس هو الابن) ثم أنجبت زوجها، الذى هو ابنها أيضًا. فهذا فساد للعقل والأخلاق، ووثنية علمنا بوجودها فى الديانات الوثنية التى حاربها الله تعالى عن طريق كل أنبيائه.
                        ولو كان الآب هو نفسه الابن وهما نفسهما الروح القدس ، لجاز لكم أن تقولوا باسم الروح القدس والآب والابن أو باسم الابن والروح القدس والآب ، وهو غير جائز عندكم، بل يكفر من يفعل ذلك.
                        ولو كان الآب هو نفسه الابن والروح القدس لما قلتم بأن الأقانيم متمايزة أى مختلفة عن بعضها البعض، وتتكامل باتحادها. الأمر الذى يعنى أنهم ثلاثة آلهة ناقصة ، ولا بد من جمعهم فى وعاء أحدهم ليتحد الثالوث ، ويصبح واحدًا.
                        ولا نعرف هل كان هذا الثالوث رابوع أثناء حمل مريم بالآب والابن والروح القدس؟ حيث كان رحمها هو الوعاء الذى حوى هذا الثالوث. وهل كانت هى بنفسها الإله الرابع أم رحمها؟ وهل كان خاموس والصليب يقيده أو القبر يضمه؟
                        ويا ليت القمص زكريا بطرس يخبرنا من الذى كان يحكم العالم وإلهه فى رحم امرأة؟
                        ومن الذى كان يقوت العالم ويحيى ويميت والإله يرضع من ثديى أمه؟
                        ومن الذى مات منهم على الصليب؟ فلو مات الابن فقط لما كملت عملية الفداء ، ولو مات الآب ومعه الباقون فمن الذى أحيا الإله بعد أن ضاعت منه روحه؟
                        والأغرب من ذلك أنهم يقولون إن أصل الوجود هو الآب، ثم بعد ذلك يُقرون أن الروح القدس منبثق من الآب أو الآب والابن. ومعنى ذلك أنه محدث عليهما وليس بأزلى. ونفس الشىء نجده مع الابن ، فهم يقولون إنه مولود ، وقد أثبتُ أن المولود لا بد أن يكون مخلوقًا ، وذلك بنصوص الكتاب أيضًا. الأمر الذى يدل بالبداهة على أنه كذلك مُحدَث على الآب. والدليل على ذلك أن هذا الثالوث لم يظهر إلا فى من يدعى اتباع عيسى u ، ولم يعرفه نبى أو مؤمن فى الكتاب الذى يقدسونه.
                        وحول هذه العبارة قالت دائرة المعارف الفرنسية: ”نعم إن العادة فى التعميد كانت أن يذكروا عليه اسم الأب والابن والروح القدس ، ولكنا سنريك أن هذه الكلمات الثلاث كانت مدلولات غير ما يفهم نصارى اليوم، وأن تلاميذ المسيح الأولين الذين عرفوا شخصه وسمعوا قوله كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنه أحد الأركان الثلاثة المكونة لذات الخالق، وما كان (بطرس) حواريه يعتبره أكثر من رجل يوحى إليه من عند الله“. (ص223 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“ نقلا عن دائرة معارف القرن العشرين، محمد فريد وجدى ج10 ص202)
                        لذلك بيَّن ابن تيمية فى (الجواب الصحيح ج2 ص98) أن عبارة التعميد المقصود منها: (مروا الناس أن يؤمنوا بالله ونبيه الذى أرسله ، وبالملك الذى أنزل عليه الوحى الذى جاء به، فيكون ذلك أمرًا لهم بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، وهذا هو الحق الذى يدل عليه صريح المعقول وصحيح المنقول). (ص224 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
                        وذلك لأن الأب هو الله ، وأن الابن هو المسِّيِّا النبى الخاتم ، الذى أنبأ عيسى u عن قرب قدومه، وأن الروح القدس هو جبريل ملاك الله ورسوله إلى أنبيائه.
                        ”وتستشهد دائرة المعارف الفرنسية بأقوال قدماء المؤرخين، فتؤكد صحة ما ذهبت إليه ، ومن هؤلاء المؤرخين جوستن مارستر (مؤرخ لاتينى فى القرن الثانى) حيث يقول: (إنه كان فى زمنه فى الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنسانًا بحتًا، وإن كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين، ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل)“.(ص225 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)

                        * * *

                        رأى علماء اللاهوت فى عقيدة التثليث:
                        أما عن رأى علماء اللاهوت والكتاب المقدس فى صيغة التثليث فأنقل إليكم هنا ما كتبه (كلينتون دي ويليس): وترجمه (Al_sarem76)
                        (by: Clinton D. Willis, [email protected])
                        ملحوظة:
                        1) كل ما بين قوسين من النوع "{ }" فهو من المترجم.
                        2) لم أقم بترجمة كل الشهادات ولكن معظمها لضيق الوقت ولأن ما فيها مكرر لما هو مترجم بالفعل، وقد تركت لضيق الوقت بعض الشهادات من الموجودة بالمقال وفيما هو موجود الكفاية. [وقمت أنا علاء أبو بكر بإضافة بعض الحروف ليستقيم معنى الجملة العربية لغوياً دون أن تؤثر فى المضمون. ووضع تحتها خطاً. كما أعدت ترجمة بعض الجمل من الأصل]
                        موسوعة الأديان والأخلاق: The Encyclopedia of Religion and Ethics
                        قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19 (إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث. فإن كان غير مشكوك فيه، لكان بالطبع دليلاً حاسمًا، ولكن كونه موثوقًا أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.
                        ونفس الموسوعة أفادت قائلة: (إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (باسم المسيح (1) في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة. {(1) ويشير الكاتب إلي الصيغة التي وردت في أعمال الرسل ورسائل بولس ومن مثلها: (أعمال 8: 12: (ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله و"باسم يسوع المسيح اعتمدوا" رجالا ونساء. و(كورنثوس11: 2 (الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون "باسم ربنا يسوع المسيح" في كل مكان لهم ولنا. وغيرها ولا وجود إطلاقاً لصيغة التثليث في متى}.
                        إدموند شلنك،عقيدة التعميد،ص28: Edmund Schlink, The Doctrine of Baptism
                        صيغة الأمر بالتعميد الوارد بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نُقِلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية.
                        تفسير العهد الجديد لتيندال: (ج1 ص275): The Tyndale New Testament Commentaries
                        إنه من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والابن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قاله عيسى، ولكن إضافة دينية لاحقة.
                        المسيحية، لفيلهيلم بوسيت وكيريوس (ص295): Wilhelm Bousset, Kyrios Christianity
                        إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحًا جدًا برغم وجود صيغة متى 28: 19 وهذا يُثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً.
                        الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، ص236): The Catholic Encyclopedia
                        إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع {عيسى} المسيح لتصبح باسم الأب والابن والروح القدس.
                        قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (طبعة 1963 ، ص1015): Hastings Dictionary of the Bible
                        الثالوث: - غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.
                        النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... وهذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع أُقحم في إنجيل متى. حتى إن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.
                        وأخيرًا فإن صيغة يوسابيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المدافعين عنها. (بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريين أو الفلسطينيين (أنظر ديداكى 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والابن والروح ... .
                        موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية: The Schaff-Herzog Encyclopedia of Religious Knowledge
                        لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى تلاميذه هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس الأولى 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث. بينما لا توجد الصيغة التثليثية إلا في متى 28: 19 فقط، في الديداكى 7: 1، وفي جوستين أعمال الرسل 1: 61 ... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.( صـ 435).
                        كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي: The Jerusalem Bible, a scholarly Catholic work, states قرر أن:
                        من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقًا في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكورًا أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .
                        الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، The International Standard Bible Encyclopedia وتحت عنوان "العماد" Baptism قالت:
                        ماجاء في متى 28: 19 كان تقنينًا {أو ترسيخًا} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.
                        جاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV)عن متى28: 19: New Revised Standard Version
                        يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد فيه باسم الثالوث. .. .
                        ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت: James Moffatt's New Testament Translation
                        في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي
                        انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 +.".
                        توم هاربر: Tom Harpur
                        يخبرنا توم هاربر، الكاتب الديني في صحيفة تورنتو ستار، وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 بهذه الحقائق:
                        كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقًا. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تُعَمِّد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والابن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفردًا".
                        وبناءًا على هذا فقد طُرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مُدِّدَت [غُيِّرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].
                        في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان والموحدون أيضًا في القرن التاسع عشر قد تقررت وقُبِلَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك { Peake }الكنيسة الأولى (33م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا".
                        تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723: The Bible Commentary 1919
                        قالها الدكتور بيك(Peake) واضحة: إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا . وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الآب والابن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بِاسمي.".
                        ويقول أيضًا: يشكُّ معظم المعلقين فى أصالة صيغة التثليث هذه فى إنجيل متى ، حيث إنها لا توجد فى أى مكان آخر من العهد الجديد، الذى لا يعرف هذه الصيغة، ويصف التعميد أنه يتم باسم المسيح، كما جاءت فى أعمال الرسل 2: 38 و8: 16.
                        كتاب لاهوت العهد الجديد: Theology of the New Testament
                        تأليف آر بولتمان، 1951، صفحة 133، تحت عنوان مشكلة الكنيسة الهلينستية والأسرار المقدسة. الحقيقة التاريخية أن العدد متى 28: 19 قد تم تبديله بشكل واضح وصريح. "لأن شعيرة التعميد قد تمت بالتغطيس حيث يُغطَس الشخص المراد تعميده في حمام، أو في مجرى مائي كما يظهر من سفر الأعمال 8: 36، والرسالة للعبرانيين 10: 22، .. والتي تسمح لنا بالإستنتاج، وكذا ما جاء في كتاب الديداكى 7: 1-3 تحديدًا، إعتمادًا على النص الأخير [النص الكاثوليكي الأبوكريفي] أنه يكفي في حال الحاجة سكب الماء ثلاث مرات [تعليم الرش الكاثوليكي المزيف] على الرأس. والشخص المُعَمَّد يسمي على الشخص الجاري تعميده باسم الرب يسوع المسيح، "وقد وُسِّعت [بُدِّلَت] بعد هذا لتكون باسم الأب والابن والروح القدس.".
                        عقائد وممارسات الكنيسة الأولى: Doctrine and Practice in the Early Church
                        تأليف دكتور. ستيوارت ج هال 1992، صفحة 20-21. الأستاذ {بروفيسر} هال كان رسميًا أستاذًا لتاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا. قال دكتور هال بعبارة واقعية: إن التعميد التثليثي الكاثوليكي لم يكن الشكل الأصلي لتعميد المسيحيين، والأصل كان معمودية اسم المسيح.
                        3- يقول ويلز: لم يقم دليل على أن حواريي المسيح اعتنقوا التثليث" . ويقول أدولف هرنك: "صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب والابن والروح القدس، غريب ذكرها على لسان المسيح، ولم يكن لها وجود في عصر الرسل، … كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم النصرانية ما تكلم به المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات. وأن بولس لم يعلم شيئًا عن هذا ".([1]) إذ هو لم يستشهد بقول ينسبه للمسيح يحض على نشر النصرانية بين الأمم
                        4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).
                        ولما حدث أن بطرس استدعي من قبل كرنيليوس الوثني ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه. لما حصل ذلك لامه التلاميذ فقال لهم: "28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. " (أعمال 10: 28)، لكنه لم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل قال "نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ" (أعمال10: 41-42)، أى لليهود فقط.
                        5- وعليه فبطرس لا يعلم شيئاً عن نص متى الذي يأمر بتعميد الأمم باسم الأب والابن والروح القدس. ولذلك اتفق التلاميذ مع بولس على أن يدعو الأمميين ، وهم يدعون الختان أي اليهود يقول بولس: "رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة (الأمم) كما بطرس على إنجيل الختان … أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غلاطية2/7-9) فكيف لهم أن يخالفوا أمر المسيح - لو كان نص متى صحيحًا - ويتقاعسوا عن دعوة الأمم ،ثم يتركوا ذلك لبولس وبرنابا فقط؟
                        6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".([2])
                        الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن،1923، دراسات في العهد الجديد رقم 5:
                        الأمر الإلهي بالتعميد تحقيق نقدي تاريخي. كتبه هنري كونيو صـ 27.: The Catholic University of America in Washington, D. C. 1923, New Testament Studies Number 5
                        "إن نصوص سفر الأعمال ورسائل القديس بولس تشير لوجود صيغة مبكرة للتعميد باسم الرب {المسيح}". ونجد أيضًا: "هل من الممكن التوفيق بين هذه الحقائق والإيمان بأن المسيح أمر تلاميذه أن يعمدوا بالصيغة التثليثية؟ لو أعطى المسيح مثل هذا الأمر، لكان يجب على الكنيسة الرسولية أن تتبعه، ولكننا نستطيع تتبع أثر هذه الطاعة في العهد الجديد. ومثل هذا الأثر لم يوجد. والتفسير الوحيد لهذا الصمت، وبناءًا على نظرة غير متقيدة بالتقليد، أن الصيغة المختصرة باسم المسيح كانت الأصلية، وأن الصيغة المطولة التثليثية كانت تطورًا لاحقًا".
                        والشهادات التى لم أترجمها هي للمصادر التالية، وهي لا تضيف للحجج الماضية شيئًا:
                        1- The Beginnings of Christianity: The Acts of the Apostles Volume 1, Prolegomena 1(أضفت أنا علاء أبو بكر هذا الإستشهاد أثناء تحقيقى له)
                        2- A History of The Christian Church 1953: by Williston Walker former Professor of Ecclesiastical History at Yale University
                        3- Catholic Cardinal Joseph Ratzinger:

                        4- "The Demonstratio Evangelica" by Eusebius: Eusebius was the Church historian and Bishop of Caesarea
                        وسيجد القارىء هذه الإستشهادات ، تحليلاً كاملاً لهذا النص ورأى العلم والعلماء ودوائر المعارف وآباء الكنيسة فى هذا الموقع:
                        http://www.geocities.com/fdocc3/quotations.htm
                        http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
                        ويُعلق Ethelbert W. Bullinger على هذا النص فى هذا الرابط أعلاه قائلاً: ”توجد صعوبة كبيرة فيما يتعلق بكلمات التثليث [التى نقرأها فى متى 28: 19 فى نسخنا الحالية] وهى أن التلاميذ أنفسهم لم يُطيعوا هذا الأمر ، ولا توجد أية إشارة فى بقية العهد الجديد ، ولم يتبعها أى شخص. فقد كان التعميد فقط على اسم الرب يسوع. "ومن الصعب أن نفترض أنهم لم يعترفوا بهذا الأمر الواضح ، هذا إن كانوا قد أُعطوه بالمرة ، أو إذا كان هذا هو فعلاً النص الحقيقى ، الذى احتوته النصوص الأولية. فلا يوجد بين النصوص اليونانية نصًا واحدًا يحتوى على هذه الصيغة يرجع إلى ما قبل القرن الرابع. يُضاف إلى ذلك أن هذا النص مُخرَّب فى كلٍ من المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية ، وترجع باقى المخطوطات اليونانية المعروفة إلى القرن الخامس وما بعده. ومن الواضح أن الكنيسة السورية لم تعرف شيئًا عن هذه الصيغة ، ويبدو .. .. أن هذه الكلمات قد أُدخلت إلى النص (ربما كانت مذكورة فى الهامش) فى كنيسة أفريقيا الشمالية [ويُحتمل أنه كانت كنيسة الإسكندرية التى كان بمثابة المقر الرئيسى للإسكندر وأثناسيوس راجع الملحق الثالث] ، وأن الكنائس السورية لم تتخذ هذه الصيغة فى نصوصها عند نسخها.“
                        (Word Studies on the HOLY SPIRIT, pp. 47-49).
                        وقد علَّق فريدريك س. كونيبير Fredrick C. Conybeare على هذا النص فى نفس الرابط أعلاه قائلاً: ”يُؤخذ فى الاعتبار أن الورقة التى تحتوى على نهاية إنجيل متى قد اختفت من أقدم المخطوطات“.(Zeitschrift f. d. Neutest. Wiss. Jahrg. II, 1901, p. 275)
                        وأنه ”فى المخطوطات الوحيدة التى تحتفظ بقراءة أقدم [تجد قراءة غير مثلثة لنص متى 28: 19] ، وحتى المخطوطة السريانية السينائية ، وأقدم مخطوطة لاتينية قد تلاشت الصفحات التى تحتوى على نهاية إنجيل متى“.
                        ”وقد أورد يوسابيوس نص متى 28: 19 مرات عديدة بين عامى 300-336م وبالتحديد فى تعليقاته المطولة على سفر المزامير ، وتعليقاته على سفر إشعياء وفى كتابه (Demonstratio Evangelica) وكتابه (Theophany) ... وفى كتابه الشهير (تاريخ الكنيسة) وفى كتابه (Panegyric of the Emperor Constantine). وقد وجدت بعد بحث وتأنِّى فى أعمال يوسابيوس هذه أنه ذكر هذا النص سبعة عشر مرة ، وفى كل مرة يذكره كالتالى: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى، وعلموهم أن يطيعوا كل ما أمرتكم به" ... وقد جمعت كل هذه الفقرات فى
                        Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft, edited by Dr. Erwin Preuschen in Darmstaft in 1901, ،
                        ما عدا واحدة نشرت فى مايو فى مجلة ألمانية فى catena“.
                        يُضاف إلى ذلك اعتراف التفسير الحديث للكتاب المقدس (متى) أن هذه القراءة لا توجد حالياً فى أية مخطوطة لإنجيل متى. (ص463)
                        عدم علم التلاميذ وقديسى القرون الأولى بهذا النص:
                        لم تُعرف هذه الصيغة عند التلاميذ أو حتى آباء القرن الأول والثانى حتى نهايته، فلم يعرفها بطرس ولا بولس ولا فيلبُّس ، ولا التلاميذ حيث ظلوا فى أورشليم ، ولم يغادروها كما يقول النص ، حتى اضطروا للخروج منها بسبب الإضطهادات التى كانت واقعة عليهم. وأسوق رأى القديسين فى القرون الأولى للمسيحية فى نص التثليث هذا:
                        فبداية لم يعرفها الحواريون، ويشهد بذلك سفر أعمال الرسل ورسائل بولس:
                        (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.) لوقا 24: 47
                        فها هو بطرس لم يعرفها. وبطرس هذا كما يقول متى قد قال له يسوع: («طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) متى 16: 17-19
                        فيقول لهم بطرس: (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) أعمال الرسل 2: 38، والمفروض أن هذا قاله بطرس بعد رفع يسوع بعدة أيام قليلة. فهل هذه الأيام كافية لأن ينسى أهم تعاليم دينه ، وأهم وصية لأحب شخص لديه؟
                        ولم يعرفها كذلك فِيلُبُّسَ فى أعمال الرسل 8: 12 (12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً.)
                        وكذلك لم يعرفها لا بطرس (كما تبيَّن من أعمال 2: 38) ولا يوحنا ، ولا الروح القدس نفسه. فقد صلى بطرس ويوحنا لله ليتقبل الناس الروح القدس، واستجاب لهم الرب، وتعمَّدَ الناس على اسم الرب يسوع: (14وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا 15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16
                        ومن المستحيل أن يحكم عاقل بخطأ هذه الصيغة التى عمَّدَ بها (فِيلُبُّسَ) الناس أمام بطرس ويوحنا، وبعد صلاتهما، ورضى الرب أن يتم هذا العمل بهذه الكيفية!! لأنه لو كان التعميد خاطىء ، وعلم الرب ذلك بعلمه الأزلى ، ما كان ليتقبل صلاة بطرس ويوحنا ، وما كان لينزل الروح القدس فى المرة الثانية، وإلا لقلنا إنه يُمكن لأى كافر اليوم أن يقوم بطقس التعميد هذا باسم يسوع بصورة خاطئة أو باسم شخص آخر ويطاوعه الروح القدس، ويهبط على المعمَّد، ولا حاجة للقسيس للتعميد! ولكان الرب نفسه متورطًا فى هذا العمل!! ويصعب على العقل أن يتورط ثلاثة من التلاميذ مرة واحدة فى هذا التحريف، ويرضوا جميعًا بتعميد الناس بصيغة لم يتفوَّه بها يسوع!! مع العلم أنه لن يُتهم فى هذا إلا يسوع الذى نسب الإنجيل له القول (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ)
                        وهو نفس الشىء الذى حدث فيما بعد أيضًا مع بطرس نفسه: (44فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. 45فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً - 46لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: 47«أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟» 48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً.) أعمال الرسل 10: 44-48
                        لقد عمَّد بطرس إذن باسم الرب، ولم يعمِّد بالصيغة التى يحتويها إنجيل متى. وهذه هى المرة الثالثة التى نقرأ هذا فيها فى أعمال الرسل. فقد سبق له أن عمَّدَ الناس فى (أعمال الرسل 2: 38) ، واستجاب الرب له وليوحنا ، وأرسل الروح القدس، واستقبله الناس وآمنوا واعتمدوا (بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16 ، فهل تعتقدون أن يتركه الرب يُضلِّل باقى الناس ويستمر فى ضلاله، أم أن صيغة التعميد بإنجيل متى قد أُضيفت فيما بعد بعد مجمع نيقية؟
                        أما بالنسبة للرجل التقى حنانيا فيقول عنه الكتاب: (12ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ) أعمال الرسل 22: 12
                        فقد أمر حنانيا بولس نفسه أن يتطهَّر ويتعمَّد باسم الرب فقط: (16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ.) أعمال الرسل 22: 16
                        وفى أعمال الرسل 19: 5 (5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) عمَّدَ بولس بنفس الصيغة التى كان يعرفها التلاميذ بطرس ويوحنا وفيلُبُّس ، وبنفس الطريقة التى تعمَّد هو بها على يد الرجل التقى حنانيا.
                        كما حدَّد بولس أن التعميد يتم باسم يسوع الذى صُلب، ولا يقول أحد أن الذى صُلب هو الآب والروح القدس، على الرغم من أن قانون الإيمان يُحتِّم أن يكون الصلب قد وقع على الثلاثة ، لأنهم لا ينفصلون طرفة عين: (13هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟) كورنثوس الأولى 1: 13
                        وأوضح موقفه من العماد فى رومية 6: 3 ، فقال: (أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ)
                        وقال أيضًا في غلاطية 3: 27 (27لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.)
                        بل قال الكتاب إن القداسة والتبرير لا يكون إلا باسم الرب (المعلِّم) يسوع: (11وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.) كورنثوس الأولى 6: 11
                        وكل هذا لم يخرج عن وصايا يسوع التى حددها لوقا فى إنجيله، فقد قال لهم إن المكتوب سيتم، ومن ضمن هذا المكتوب أن الكرازة ستكون باسمه، وأشهدهم على ذلك ، وهو الذى فعلوه من بعد: (46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.) لوقا 24: 46-48

                        * * *

                        تعليق


                        • #27
                          من الأدلة البيِّنة الأخرى على أن صيغة التثليث بمتى لم يعرفها التلاميذ هو أن عيسى u كان مرسلاً فقط إلى بنى إسرائيل وليس للعالمين ، وأتناول هذا فى موضوع قائم بذاته بعد أن أنتهى من صيغة التثليث هذه.
                          والآن: ما الذى يجب على كل مسيحى أن يعمله تجاه هذا النص؟
                          إما أن يُصدِّق يسوع وتلاميذه ويلغى نص التثليث هذا من كتابه ومن حياته، ويعترف أن التحريف أصاب إنجيل متى فى هذا النص.
                          وإما أن يكذب يسوع وتلاميذه، ويضع رأسه فى التراب مثل النعَّامة، التى تريد أن تهرب من الحقيقة دون أن تواجهها، ويُصدِّق متى، الذى لم يكن يومًا ما من تلاميذ المسيح، أو على الأقل يكون تلميذه المنشق عن تعاليمه بناءًا على ما أسلفنا. ويعترف أن التحريف أصاب أقوال يسوع وتآمر عليها التلاميذ وضربوا بتعاليمه عرض الحائط. وبذلك يكون التحريف أصاب كل رسائل بولس، حيث سيكون فى عداد المحرفين ، وعلى الأخص رسالته الأولى إلى كورنثوس ورسالته إلى رومية ورسالته إلى غلاطية وأيضًا إنجيلى مرقس ولوقا، وسفر أعمال الرسل!!
                          وعلى ذلك فلن يخرج هذا الأمر فى النهاية من أحد الإحتمالين: الأول وهو أن يكون نص التثليث هذا موجود بنهاية إنجيل متى. وعلى هذا فعدم ذكر التلاميذ لها سيؤدى إلى أحد هذه الاحتمالات:
                          1- إما أن يكون التلاميذ قد نسوا ما كلفهم به يسوع ، وعمدوا بصيغة أخرى لأى سبب آخر من الأسباب.
                          2- وإما لم يفهموه بصورة صحيحة ، وظنوا أنهم بذلك ينفذون تعاليمه.
                          3- وإما لم يفهموه جيدًا ، وتصرفوا بصورة أخرى حسبوها أفضل من التى أتى بها معلمهم.
                          4- وإما فهموه جيدًا ، ولم يطيعوا أمره عن قصد وتعمُّد.
                          وبأى احتمال أخذت ستجد نفسك تدين الروح القدس ، الذى وافقهم على التعميد باسم يسوع ، ونزل وبارك التعميد!!
                          وبما أنكم تعتبرونه الإله المتجسد، العالم بكل شىء ، والذى أوحى هذه الأناجيل والرسائل بعد صعوده بعدة أعوام، فكان عليه أن يُذكرهم بما قاله لهم ، وألا يتركهم يُضيِّعون مَن وراءهم!!
                          وأرى أنه أخطأ بعدم تذكيرهم خطأ لا يستحق معه التأليه ، لأنه على الأقل قد ضيَّع تلاميذه بعدم معرفتهم لعقيدة التثليث هذه. وبذلك لا فائدة من قوله: (56لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ».) لوقا 9: 56، لأنه فى الحقيقة أهلكهم وأهلك من أتى بعدهم ، لأنهم لم يفهموا رسالته، وكان يعلم بعلمه الأزلى كإله أنهم أغبياء ولن يفهموا ، وبالتالى سينقلون تعاليمه بصورة مغايرة لما أراده ، الأمر الذى سيترتب عليه عدم إتمام الكتاب ، وإحراج الإله: (9لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: «إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً».) يوحنا 18: 9
                          ولا يمكنه أن يُقيم عليهم الحُجَّة يوم القايمة أو يُحاسبهم على ضلالهم. لأنه يعلم أنهم هم حملة لواء الدعوة من بعده، وهو الذى تركهم ينشرون هذه التعاليم ، فتركه لهم يسيرون فى ظلمات الجهل والكفر، تأييدًا لأعمالهم ، وتضليلاً لغيرهم!!
                          وعلى أى حال من الحالات الأربع نصل إلى أن رسالة عيسى u الحقة قد تحرفت، وأن التلاميذ قد ضلوا عن طريق الإيمان ، وأضلوكم!!
                          والإحتمال الثانى أن نص التثليث هذا لم يرد على لسان يسوع. وهذا سيؤدى إلى الآتى:
                          1- إما أن يسوع قد تكلم عن التعميد كما مارسه التلاميذ،
                          2- وإما تكلم عن التعميد بصورة أخرى لا نعرفها ،
                          3- وإما لم يتكلم يسوع عن التعميد مطلقًا، وخاصة أنه لم يكن يُعمِّد.
                          4- وإما أضافه آباء الكنيسة فى القرن الرابع أو بعده تنفيذًا لقرارات مجمع نيقية الوثنى.
                          وعلى أى حال من الحالات الأربع السابقة نصل إلى أن تعاليم عيسى u الحقة وكتابه قد تحرفا!!
                          وحتى صيغة إنجيل مرقس، الذى هو أقدم الأناجيل، والذى نقل منه متى ولوقا، لا يعرف صيغة التثليث هذه ولا التعميد، فيُنسب إلى يسوع قوله: (15وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.) مرقس 16: 15 ، ولا يوجد فيها لا اسمه، ولا اسم الآب ، ولا الروح القدس. مع الأخذ فى الاعتبار أن نهاية إنجيل مرقس مفقودة ، وأن الأعداد من 9 إلى 20 غير كتابية ، فلم يفسرها الأب متى المسكين فى تفسيره ، واعتبر أن إنجيل مرقس قد انتهى إلى العدد الثامن من الأصحاح السادس عشر. ووضعتها التراجم العربية بين قوسين معكوفين أى اعتبرتها شرحًا ، وليست نصًا مقدسًا: مثل الترجمة العربية المشتركة التى يعترف بها الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس ، وعلقت عليها فى هامشها قائلة: (ما جاء فى الآيات 9 إلى 20 لا يرد فى أقدم المخطوطات) ، وقالت عنها ترجمة الآباء اليسوعيين فى هامشها (المخطوطات غير ثابتة فيما يتعلق بخاتمة إنجيل مرقس هذه (9-20)) ، بل أسقطتها الترجمة الإنجليزية القياسية المراجعة RSV لعام 1952 من النص ووضعتها فى الهامش.
                          كذلك لم يعرف تلاميذه أن هناك تعميد باسم الروح القدس ، وهى من مبتدعات بولس ، الذى أقنعهم به: (1فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.) أعمال الرسل 19: 1-6
                          فهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى فهم مراد يسوع؟
                          وهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى استيعاب أهم بنود عقيدة معلمهم؟
                          وهل تؤمنون أن التلاميذ فشلوا فى تطبيق جملة واحدة هى لب عقيدتهم التى تعلموها من معلمهم؟
                          وإذا كان الأمر كذلك فما الذى أدراكم أن من أتوا بعدهم نجحوا فيما فشل فيه الرب وتلاميذه؟
                          وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تعتبرون أناجيلكم موحى بها (هذا إن كان كتابها من التلاميذ أو التابعين)؟ فهل ينفع مع هؤلاء التلاميذ وحى ، لو كان الرب نفسه قد أخبرهم وجهًا لوجه بما يريده؟
                          وهل تعتقدون أن الإله العليم بأن تلاميذه لن يستوعبوا أهم تعاليمه فى حياته ، قد اتخذ القرار بتأجيل هذه التعاليم لبعد موته وقيامته فى الوقت الذى تتيه فيه العقول؟
                          أم تعتقدون أنه قد تعمَّد إضلال أتباعه بعد أن فشل فى تعليمهم؟ وهذا ليس بغريب عن الرب فى كتابكم: فقد اتفق من قبل مع الشيطان لإغواء أخاب (ملوك الأول 22: 19-22) ، كما تعمَّد فى إعطاء بنى إسرائيل فرائض غير صالحة لا يحيون بها: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال 20: 25
                          وبهذا قد أثبت أن صيغة التعميد باسم الثالوث لم يعرفها أحد من التلاميذ ، ولم يمارسها أحد بعد رفع المسيح عيسى ابن مريم u.
                          وننتقل الآن إلى شهادة آباء الكنيسة الأول ومدى معرفتهم لصيغة التثليث هذه، لنتعرف بالضبط على الوقت الذى دخلت فيه هذه الصيغة إلى الأناجيل.
                          شهادة القديس يوسابيوس:
                          وهناك شهادات فى غاية الأهمية ذكرها أبو التأريخ الكنسى يوسابيوس القيصرى، الذى ولد عام 265م ومات عام 339م. فهو لم يعرف صيغة التثليث هذه فى نسخة إنجيل متى التى كانت بحوزته! وقد استشهد مرات عديدة بمتى 28: 19، ولم يذكر الصيغة المثلثة المذكورة بمتى حاليًا مرة واحدة. وهناك استشهادات قليلة بهذه الصيغة المثلثة ولكنها ترجع إلى المؤلفات المتأخرة التى كتبها يوسابيوس فى الفترة التى تلت إنعقاد مجمع نيقية (أى بعد 325م). وكل كتاباته التى ترجع إلى ما قبل إنعقاد هذا المجمع لا تعرف هذه الصيغة المثلثة!!
                          وقد ذكر يوسابيوس القيصرى (265-339م) مؤرخ الكنيسة فى القرن الرابع أن متى لم يذكر هذه الصيغة المثلثة، ولكنها ذكرها بصيغة (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى) ك3 ف5 ص100 فى الترجمة العربية. وقد ذكرها فى كتاباته 17 مرة بنفس الصيغة التى ذكرها بها فى تاريخه.
                          وفى الحقيقة توجد ثلاث صيغ مختلفة لهذا النص فى كتاباته:
                          1- ”اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ... وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (7 مرات)
                          2- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى .. وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (17 مرة)
                          3- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الأب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (5 مرات)
                          والمدقق لهذه الصيغ الثلاثة يجد أن الصيغ التى كانت قبل مجمع نيقية ، والتى لا تشير لا من قريب أو من بعيد إلى التثليث ، قد تجاهلت التعميد ، ولم تظهر صيغة التعميد هذه إلا فى النص الذى صيغ بعد مجمع نيقية. وهذا يتطابق مع أفعال عيسى u لأنه لم يكن يُعمِّد أحد، بل كان تلاميذه هم الذين يقومون بهذا العمل: (2مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تلاَمِيذُهُ) يوحنا 4: 2
                          هذا على الرغم من وجود نص آخر يتعارض مع النص الذى ذُكر، ويؤكد أن يسوع كان يُعمِّد ، فهو يقول: (22وَبَعْدَ هَذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ وَكَانَ يُعَمِّدُ.) يوحنا 3: 22
                          ويوضح الجدول القادم عدد المرات التى استخدم فيها يوسابيوس كل صيغة واسم المؤلَّف الذى ذُكرت فيه، نقلاً عن Wolfgang Schneider من الموقع الأتى:
                          http://www.bibelcenter.de/bibel/trinitaet/mat28_19_allgemein.php
                          اسم المؤلَّف
                          عدد المرات التى ذُكرت بها
                          الصيغة (1)
                          الصيغة (2)
                          الصيغة (3)
                          Demonstratio euangelica
                          3
                          5
                          Commentarius in Psalmos
                          2
                          4
                          Commentarius in Isaiam
                          2
                          Historia ecclesiastica
                          1
                          De laudibus Constantini
                          1
                          Theophania
                          1
                          4
                          1
                          De ecclesiastica theologia
                          1
                          1
                          Der Brief nach Caesarea
                          1
                          Contra Marcellum
                          2
                          ç الإجمالى
                          7 مرات
                          17 مرة
                          5 مرات
                          شهادة القديس جوستين الشهيد Justin Martyr:
                          توجد فى كتابات هذا القديس والتى ترجع إلى 130-140م استشهاد أقره الكثير من العلماء، وهو استشهاد يُشير إلى متى 28: 19، يوجد هذا الاستشهاد فى حديثه مع تريفو 39 ص258، يقول فيه: ”لم يعقد الرب محاكمته بعد، لأنه يعلم أنه مازال هناك أناس يتم تحويلهم إلى تلاميذ باسم مسيحه ، وأنهم سيتركون طريق الخطأ، والذين يقبلون العطايا، مثل أى إنسان جدير بالاحترام، والذين أضاءت أرواحهم من خلال اسم هذا المسيح“.
                          ثم رفضت هذه الكلمات فيما بعد من الكثير من العلماء والاهوتيين كاستشهاد له علاقة بما قاله متى فى 28: 19 ، وذلك لخلو كلامه من صيغة التعميد المثلثة التى ينتهى بها كلام متى. ولكن هذا الرفض قد زال منذ نهاية القرن التاسع عشر ، حينما خرجت كتابات يوسابيوس القيصرى للنور. حيث يبدو أن جوستين كان بيديه نص متى عام 140م والذى استشهد منه يوسابيوس فيما بعد بين عامى 300-340م. (ارجع إلى:Artikel von F. C. Conybeare in The Hibbert Journal von Okt. 1902, page 106)
                          شهادة القديس أفراتس Aphraates:
                          توجد شهادة أخرى جديرة بالاعتبار وهى شهادة القديس الأرامى السورى أفراتس والذى كتب بين عامى 337 و345م ، ويستشهد بالنص بصيغته الرسمية قائلاً: ”تلمذوا جميع الأمم وسوف يؤمنون بى“ ، وتشير كلماته الأخيرة (كما يرى عالم الكتاب المقدس Wolfgang Schneider) إلى صيغة (باسمى) التى تجدها عند يوسابيوس. وكيفما كان الحال فإنها لا تحتوى على صيغة التثليث التى جاءت فى النص المستلم، فلو كان استشهاد أفراتس هو استشهاد شاذ عن المألوف فماذا نقول عن استشهادات يوسابيوس والقديس جوستين الشهيد ، وهو مطابق لاستشهاده؟ (المرجع السابق ص107)
                          وبهذا نجد أيضًا أن أفراتس الذى ترجع كتاباته إلى بدايات القرن الرابع لم يذكر ولو لمرة واحدة صيغة التثليث هذه ، تمامًا مثل جوستين الشهيد فى ذلك.
                          شهادة القديس باسيليوس:
                          يقر القديس باسيليوس الكبير (329-379م) بأن التعميد بصيغة التثليث إنما هو مجرد تقليد ، لأنه من أسرار الكنيسة غير المكتوبة التى تسلمها الآباء من المسيح ، وتوارثوها شفاهًة بالتتابع، ويتحفظون من إعلانها أو حتى كتابتها، كى لا يطلع أعداؤهم على أسرار ديانتهم. وهم يقسرون الإنجيل على ضوء هذه التقاليد وليس العكس .. وبدون ذلك لا يصح التفسير فى نظرهم. فهو يقول:
                          But the object of attack is faith. The one aim of the whole band of opponents and enemies of “sound doctrine” is to shake down the foundation of the faith of Christ by levelling apostolic tradition with the ground, and utterly destroying it. So like the debtors,—of course bona fide debtors— they clamour for written proof, and reject as worthless the unwritten tradition of the Fathers. But we will not slacken in our defence of the truth. We will not cowardly abandon the cause. The Lord has delivered to us as a necessary and saving doctrine that the Holy Spirit is to be ranked with the Father. Our opponents think differently, and see fit to divide and rend asunder, and relegate Him to the nature of a ministering spirit ... "
                          http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf208.vii.xi.html
                          ويُعرِّب د. جورج حبيب بباويما قاله القديس باسيليوس الكبير (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس) ف10 ص91قائلاً: إن الموضوع المتنازع عليه هو مسألة إيمان. وإن هدف عصابة خصوم التعليم الشفاهية [التقليد الشفاهى] وأعدائه هو: ”هدم التسليم الرسولي ومحوهليصبح في مستوى تراب الأرض وهم مثل الذين عليهم دين واقترضوا من آخرين ، ولكنهم يطلبون الإبطال ، أيالوثيقة المكتوبةويرفضونتسليم الآباء غيرالمكتوبكأنه بلا قيمة. أما نحن فلن نتأخر عن الدفاع عن الحق ولن نهرب مثل الجبناء لقد سلمنا الرب كأساس للخلاص [وهو] التعليم بأن الروح القدس يُحسب مع الآبفي جوهر واحد. أما المقاومون فهم يقولون عكس ذلك ويُعبرون عن رأيهم بفصل الروحالقدس عن الآب واعتباره في مرتبة الأرواح الخادمة (نقلاً عن الدكتور أمير عبد الله)
                          إن باسيليوس هذا هو صاحب كتاب يتبنى فيه تأليه الروح القدس. فهل تتخيلون أن من يُنادى بتأليه الروح القدس يعترف أنه لا يوجد لديه نص فى الكتاب بما يقوله، وأن ما ينادى به هو تقليد شفاهى فقط؟ وهذا يعنى أنه إلى الربع الأخير من القرن الرابع لم يكن هذا النص قد أُدخل إلى إنجيل متى!!
                          وإذا كان هذا تقليدًا شفاهيًا ، فكيف ومتى ولماذا دخلت هذه الصغة المثلثة إلى إنجيل متى؟ وما علاقة هذا بتعاليم يسوع وإنجيله؟
                          وإذا كانت موجودة فى الإنجيل فكيف لم يعرفها التلاميذ أو الآباء المذكوين؟ وإذا جاز للتلاميذ أن يُخطئوا فى عقيدة مهمة مثل عقيدة التثليث فكيف تأمنون على باقى العقائد التى أتت عن طريقهم؟ وإذا أخطأ باسيليوس وغيره من الآباء الذين قرروا عدم معرفتهم بصيغة التثليث، فعليكم أن تضربوا عرض الحائط بكل ما أتى عن طريق هؤلاء القديسين!! وإذا قبلتم التثليث كتقليد شفاهى ، فلماذا رفضتم الكثير من التقاليد الشفاهية الأخرى ، ومنها التوحيد الذى كان آريوس يتبنَّاه؟
                          وقد جاء إقرار باسيليوس بذلك فى رده على المعترضين فى زمنه على تأليه الروح القدس من آريوسيين وغيرهم حيث كان هؤلاء يحتجون بأن تأليه الروح لم يرد فى أى أصل مكتوب ويطالبون من يؤلهونه بتقديم السند الكتابى من الإنجيل أو غيره من أصولهم المدونة الذى يبرر دعواهم .. وهو ما يعنى أن صيغة التثليث، أو تأليه الروح القدس حتى ذلك الوقت من القرن الرابع لم تكن قد دونا بعد فى الإنجيل وإلا لكان استشهد بها باسيليوس أو أثناسيوس فى مناظراته ضد آريوس!!
                          وقد يُعلِّل هذا سبب اختفاء نهاية إنجيل متى من المجلد السينائى والفاتيكانى: إنه التخريب المتعمَّد من قِبَل أُناس فقدوا ضمائرهم أو لم يعتبروا هذه الكتب كتبًا إلهية أوحى الله بها. وهو الأمر الذى دعا مترجمو الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين أن يقدموا كتابهم موضحين أن نصوص الكتاب المقدس وعلى الأخص العهد الجديد قد أضاف عليه النسَّاخ فقرات جديدة ، أسموها زخارف وشوائب، تؤيد هذه الفقرات بالطبع وجهة نظر الكنيسة التى ينسخون لها. فقد قال تحت عنوان (نص العهد الجديد): ”فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“
                          ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.“
                          ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“
                          ”ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصًّا يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول ، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.
                          ”يُضاف إلى مراجعة الكتب المخطوطة باليونانية والترجمات القديمة أن علماء نقد النصوص يحاولون الاستفادة مما فى مؤلفات آباء الكنيسة من شواهد كثيرة جداً أُخذت من العهد الجديد. .. .. .. غير أن لهذه الشواهد محذورَيْن. فالأمر لا يقتصر على أن كلاً منها لا يورد إلا شيئًا يسيرًا من النص، بل كان الآباء على سوء طالعنا ، يستشهدون به فى أغلب الأحيان عن ظهر قلبهم ومن غير أن يراعوا الدقة مراعاة كبيرة. فلا يمكننا ، والحالة هذه ، أن نثق تمامًا بما ينقلون إلينا.“
                          ويقول المدخل ص14 عن النص الاسكندرى: ”يكاد يُجمع أهل الإختصاص كلهم على أن لهذا النص قيمة عظيمة من جهة الدقة .. .. وتعتمد طبعات العهد الجديد منذ النصف الثانى من القرن التاسع عشر هذا المثال للنص وهى محقة فى ذلك وإن كان لا يمكن عدَّه خاليًا من الشوائب“.
                          وكما يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه المترجم (فى علم اللاهوت) ج1 ص35: ”لا يوجد مقياس لمعرفة صحيح التقاليد من خاطئها .. فقد دخل فى الأزمنة الغابرة فى الكنيسة كثير من التقاليد التى تمسكوا بها. ثم تبين أنها كاذبة فرفضوها.“ (راجع المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس)
                          فالتحريف إذن ليس بجديد على الآباء أو النسَّاخ ، والكثيرون قد حاولوا زخرفة النصوص بما يتفق مع تقاليد كنيستهم ، سواء كان هذا تخريبًا عن عمد ، أم عن حُسن نية، كما تقول مقدمة الكتاب ، حتى إن علماء نصوص الكتاب المقدس اليوم لا يمكنهم تحديد التقاليد الصحيحة من غيرها!!
                          ثم يستكمل باسيليوس دفاعه مؤكدًا أن التعميد بصيغة التثليث لم يرد مطلقا فى أى أصل مكتوب فى الإنجيل أو غيره .. وإنما هو مجرد تقليد أو تسليم يُسلَّم شفاهًا من الأباء عن المعمودية: فيقول باسيليوس: ”وسوف أحتاج لوقت طويل جدًا إذا حاولت أن أسرد (أسرار) الكنيسة غير المكتوبة. أما عن باقى الموضوعات فلا يجوز لى أن أقول عنها أى شىء .. أما عن الاعتراف بإيماننا بالأب والابن والروح القدس فما هو المصدر المكتوب لهذه العقيدة؟ إذا كان حقا أننا اعتمدنا فإن التسليم الخاص بالمعمودية يحتم الإيمان والاعتراف بصيغة معروفة عند معموديتنا.“ (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس ف27 ص163 تعريب د. جورج حبيب بباوى).
                          موقف أوريجانوس (185-245م):
                          إن موقف أوريجانوس من المعمودية والثالوث يؤكد أيضا عدم أصالة النص ... فقد جاء عن أوريجانوس أنه كان يرى أن صيغة التثليث باسم الاب والابن والروح القدس تُوهِم بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة وليس إلهًا واحدًا، لذلك كان يَستحسِن عدم ذكر التثليث لمن يؤمن بالإله الواحد. ... وها هو النص بحروفه على لسان سليمان الغزى الأسقف الذى عاش خلال القرنين العاشر والحادى عشر: "عبد عبيد يسوع وأصغر أولاد بيعته يرد على من قال كمقالة أوريجانوس ومارون اللذين قالا:
                          لا حاجة لمن وحد الاله إلى ذكر الأقانيم إذ كانت تُوهم الناس بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة. وزعما بجهلهما: أن المعمودية (سنة) وليست فريضة"

                          (مجموعة التراث العربى المسيحى المجلد رقم (9) سليمان الغزى ـ الجزء الثالث: المقالات اللاهوتية النثرية الفقرة39 ، ص63-64 . تحقيق ناوفيطوس أدلبى.)
                          لذلك نجده لا يذكر صيغة متى المثلثة ، وكان هذا المقطع عنده يتوقف دائمًا عند كلمة الأمم!!
                          بل إن عقيدة أوريجانوس فى التثليث وتصوره للروح القدس لتخالف مفاهيم كل الكنائس اليوم ، ولو نادى أحد اليوم بما كان يعتقده أوريجانوس لكفرته الكنائس، بل وأعدمته حيا. فقد كان يعتقد بخلق المسيح للروح القدس ، ولا يعتقد بتساوي الأقانيم في الجوهر!!
                          وهنا نرجع لأنفسنا ونُصرُّ على الحق ونتدبر هذا السؤال: فإذا كانت استشهادات يوسابيوس القيصرى والشهيد جوستين لا يعرفون هذه الصيغة ، ولم تعرفها الوثائق التى كانت بحوزتهما ، ورفضها أوريجانوس ومارون وغيرهم ، ولا يعرفها إنجيل متى الذى كان أحد مصادرهم ، فمن أين جاءت صيغة التثليث هذه؟
                          فلم تكن عقيدة المسيحيين الأول كما يدعى البعض اليوم من أنهم كانوا يؤمنون بالتثليث ، والدليل على ذلك أن مجمع نيقية (325م) لم يتكلم إلا عن علاقة الآب باللابن ، ونسى الروح القدس ، ولم تتحدد علاقة الروح القدس بهؤلاء الاثنين إلا عام 381م فى مجمع القسطنطينية ، الذى رأى أن يؤله الروح القدس أيضًا.
                          ولذك نجد أن التاريخ يؤكد أنه دام صراع دامى فى بعض الأحيان بين الطوائف المسيحية المختلفة حول هذا الثالوث ، ومنها الصراع الذى خاضه أثناسيوس ضد آريوس حول ألوهية يسوع. فلو كان هناك نص يُشير إلى هذه الصيغة المثلثة لكان عرفه آريوس، ولكان استشهد به أثناسيوس وانتهى الصراع.
                          شهادة المؤرخ أبولونيوس (القرن الثانى):
                          ويؤكد التاريخ كذلك بشهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس: ”إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيرًا عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة“. وسوف نعود لهذا النص ، لنتبين أن يسوع لم يُرسل تلاميذه للعالم كله ، الأمر الذى يطعن فى صدق النص بأكمله ، ويُغنينا عن مناقشة مفهوم الثالوث.
                          لكن قبل أن يقول قائل إن كتاب (تعاليم الرسل) والمسمَّى بالديداكى يحتوى على هذه الصيغة المثلثة. ألا يُعد هذا دليل على صحة هذه العقيدة؟
                          وأرد إليه السؤال: وماذا ستقول فى ممارسات الرسل (التلاميذ) أنفسهم. إن سفر أعمال الرسل الموحى به كما تدعون لا يعرفها ، ولم يمارس هذا الطقس المثلث أحد من تلاميذ يسوع؟ فهل ستترك الكتاب الموحى به ، وتستشهد بكتاب آخر يعتبر كتابًا هرطوقيًا؟ فإن جاز لك هذا أقمنا عليك الحجة بعدم وجود التثليث من كتابنا!!
                          شهادة أكليمندس السكندرى (150-215):
                          أما بالنسبة لأكليمندس فلم يذكر نص متى التثليثى عنده إلا مرة واحدة فى أعمال أكليمندس السكندرى ، ولم يذكره كاستشهاد إنجيلى ، بل كقول قاله مبتدع روحى اسمه ثيودوتس ، ولا يشير إلى النص القانونى.
                          وذكر هذا الثالوث (الآب والابن والروح القدس) لأول مرة فى منتصف القرن الثانى الميلادى من المدافع أثيناجوراس ، قائلاً ”إن المسيحيين يعرفون الله وكلمته ، ويعلمون وحدة الابن بالأب، واشتراكه معه، ويعلمون ما هو الروح، واتحاد الثلاثة: الروح والابن والأب ، وتميزهم فى الوحدانية“. واستعملها بعده بعشرات السنين ترتليان ، ولكن بمعنى مختلف عما تعلمه الكنيسة اليوم.

                          تعليق


                          • #28
                            هل أُرسِلَ يسوع إلى قومه أم إلى العالمين؟
                            يتضح من تاريخ دعوة عيسى u إلى نهايتها أنه مرسل فقط لخراف بيت إسرائيل الضالة:
                            فقد أنبأ الملاك يوسف بأنه سيخلص شعبه فقط: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21
                            ولما جاء مجوس المشرق سألوا عن ملك اليهود فقط: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟) متى 2: 1
                            وتحدثت النبوءة التوراتية عن من يرعى شعب إسرائيل: (6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».) متى 2: 6
                            وأعلنها عيسى uصراحة، أنه جاء تابعاً للناموس، مطبقًا له: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
                            وعندما أرسل تلاميذه أرسلهم فقط إلى خراف بيت إسرائيل ، بل نهاهم عن الذهاب إلى أى مدينة للسامريين: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى10: 5-6
                            وكرر على تلاميذه وأكد لهم أن يستمروا فى الدعوة فى مدن إسرائيل: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
                            وقال للمرأة الكنعانية: («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 24-26
                            وكانت دعوته كلها داخل مدن إسرائيل: (1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. 2وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.) متى 19: 1-2
                            وسيدين التلاميذ أسباط بنى إسرائيل: (27فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) متى 19: 27-28
                            بل كانت التهمة الموجهة إليه أنه ملك اليهود: (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
                            وكان معروفًا عند الناس أنه نبى اليهود وبنى إسرائيل: (29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!») متى 27: 29
                            (41وَكَذَلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا: 42«خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا». إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ!) متى 27: 41-42
                            حتى إنهم كتبوا علة المصلوب الذى ظنوه المِسِّيِّا: («هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ».) متى 27: 37
                            أما قوله: (18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) متى 28: 18-19 فهو يناقض كل النصوص المذكورة ، ويُثبت أنه كان فى حياته إلهًا متعصبًا لليهود ، وأنه لم ينزل لخلاص البشرية من خطيئة أدم وحواء، كما تدعون ، بل لخلاص اليهود وإهلاك غيرهم ، وهذا ينافى عدل الإله.
                            ولو كان نبيًا أمره إلهه بخلاص البشرية ولم يفعل فى حياته ولم يبشر إلا اليهود لوجب قتله لأنه عصى الله ولم يفعل ما أُمِرَ به. (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.[وفى الترجمة السامرية واليسوعية: (يُقتل ذلك النبى) وهو يتطابق مع النهاية التى تدعونها ليسوع]) التثنية 18: 20 ، فهل يمكن أن تخالف تعاليمه بعد الصلب تعاليمه قبل الصلب؟
                            وهذا النص ينفى كذلك كون عيسى uإلهًا من ناحية ، لأن الدافع هو الإله الخالق الأقوى ، ولا اتحاد بين المالك الأقوى والمملوك الضعيف.
                            وينفى وجود الثالوث المقدس من ناحية أخرى، لأنه لو كان هناك اتحاد بين الثلاثة لما كان هناك داع للكلام عن هذا الإتحاد ، لأنه بكونه متحدًا فهو واحد ، فلا داع للكلام عن المكونات الأساسية لهذا الإله. ومن ناحية أخرى فلو كان هناك اتحاد لما قال (دُفِعَ إلى) ، بل لكان قال قررت أو أمرت؛ لأن الدافع غير المدفوع له ، والراسل غير المرسل إليه.
                            وإذا كان الأب والابن والروح القدس إله واحد، فما الحكمة من أن ينتقل الملكوت من الرب بصفته أقنوم الاب ، إلى الرب نفسه بصفته أقنوم الابن. أى أخذ بيمينه ووضعها فى يسار يده الأخرى. فمثل هذه الألعاب الأكروباتية لا تُسمى دفع أو انتقال للملكوت ، وليست دليل إلا على وجود ثلاثة، تنازل صاحب الملكوت فيهم عن ملكوته إلى شخص آخر.
                            ولو كان الراسل هو المرسل إليه لكان هذا خداع لكل أتباعه ، ولكان قصد من ذلك أن يخدع عباد الصليب ويوهمهم أنه والأب اثنان وليسا واحدًا.
                            ومع ذلك نرى ظلم الإله فى استئثار الابن بملكوت السماوات والأرض دون الروح القدس! ونرى سكوت الروح القدس على هذا الظلم ، مع أنه إله ولا يجب على الإله السكوت على الظلم ، حيث إن الساكت على الظلم شيطان أخرص! الأمر الذى ينفى ألوهية كل من الأب والابن والروح القدس!!!
                            ولو اتحد الناسوت باللاهوت لأمكنهم عبادة يسوع فى حياته (كناسوت) ، لأنهم على زعمهم لا ينفصلون.
                            وكيف يرسلهم إلى العالم أجمع ، لو كان قد قال لهم: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
                            أضف إلى ذلك وجود تلاميذه فى كل حين فى الهيكل، يسبحون الله ويمجدونه ويعلمون الناس، حتى بعد قيامته (على زعمهم): (53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.) لوقا 24: 53
                            وحتى بعد أن امتلأوا من الروح القدس: (1وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ 2وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ 3وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.) أعمال 2: 1-4
                            (14فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي. .. .. .. .. .. 22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال 2: 14 و 22 فقد كانوا إذاً فى أورشليم وكانوا يُخاطبون اليهود فقط.
                            (46وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.) أعمال 2: 46
                            (وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ.) أعمال 3: 1
                            (1وَبَيْنَمَا هُمَا يُخَاطِبَانِ الشَّعْبَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا الْكَهَنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالصَّدُّوقِيُّونَ 2مُتَضَجِّرِينَ مِنْ تَعْلِيمِهِمَا الشَّعْبَ وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 3فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى الْغَدِ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ الْمَسَاءُ.) أعمال 4: 1-3
                            وقام التلاميذ بعمل عجائب كثيرة فى رواق سليمان وبين بنى إسرائيل: (12وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. 13وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ.) أعمال 5: 12-13
                            وأمرهم ملاك الرب بعد رفع عيسى u أن يكرزوا بين بنى إسرائيل فقط: (17فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ الصَّدُّوقِيِّينَ وَامْتَلأُوا غَيْرَةً 18فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. 19وَلَكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: 20«اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ الْحَيَاةِ». 21فَلَمَّا سَمِعُوا دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ جَاءَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَعَوُا الْمَجْمَعَ وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَرْسَلُوا إِلَى الْحَبْسِ لِيُؤْتَى بِهِمْ.) أعمال 5: 17-21
                            بل بعد ثلاث سنوات من دعوة بولس بين الأمم واختلافه مع برنابا عادا إلى الهيكل ووجدا التلاميذ: (2فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. .. .. .. 4وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ وَالرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ فَأَخْبَرُوهُمْ بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُمْ)أعمال 15: 2-4
                            بل وجه التلاميذ لومهم لبطرس عندما عمَّد كرنيليوس الوثنيالذى استدعاه ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه.: (28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ.) أعمال 10: 28
                            ولم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل أمرهم بالكرازة للشعب فقط: أعمال 10: 41-42 (نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ) أى لليهود فقط.
                            (1فَسَمِعَ الرُّسُلُ وَالإِخْوَةُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الْيَهُودِيَّةِ أَنَّ الْأُمَمَ أَيْضاً قَبِلُوا كَلِمَةَ اللهِ. 2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ 3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ».) أعمال الرسل 11: 1-3 ،
                            ومعنى ذلك أن كل التلاميذ لم يعرفوا أمر يسوع هذا ، بد أدانوا بطرس بتصرفه هذا. وطبعًا أقنعهم بطرس أنه فعل ذلك بأمر من الرب قائلاً: (5«أَنَا كُنْتُ فِي مَدِينَةِ يَافَا أُصَلِّي فَرَأَيْتُ فِي غَيْبَةٍ رُؤْيَا: إِنَاءً نَازِلاً مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مُدَلاَّةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ مِنَ السَّمَاءِ فَأَتَى إِلَيَّ. 6فَتَفَرَّسْتُ فِيهِ مُتَأَمِّلاً فَرَأَيْتُ دَوَابَّ الأَرْضِ وَالْوُحُوشَ وَالزَّحَّافَاتِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ. 7وَسَمِعْتُ صَوْتاً قَائِلاً لِي: قُمْ يَا بُطْرُسُ اذْبَحْ وَكُلْ.) أعمال الرسل 11: 5-7
                            قال الدكتور. ستيوارت ج هال أستاذ تاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا فى كتابه (عقائد وممارسات الكنيسة الأولى Doctrine and Practice in the Early Church) طبعة عام 1992، صفحة 20-21:
                            ”4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص [نص متى 28: 19] إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).“
                            وقال أيضًا: ”6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".“
                            وهناك أمثلة وأدلة عديدة على أن أمر عيسى uلتلاميذه كان التدريس لبنى إسرائيل وإعلامهم باقتراب ملكوت الله ، وألا يبرحوا أورشليم ، وبذلك التزم التلاميذ بتعاليم سيدهم ونبيهم u.
                            ومن كل ما ذكرت يتضح لكم أن نص التثليث بإنجيل متى الذى بنيتم عليه عقيدتكم أقحم من ناحية فى كتابكم المقدس الذى لا يرقى إليه الشك ، ومن ناحية أخرى لم يعرفها التلاميذ ، ولم يتفوَّه بها عيسى u.
                            ونعود الآن لقول القس إنسطاسى شفيق عن الثالوث فى كتابه (اللاهوت فى إنجيل يوحنا) ص81 ”نؤمن إيمانًا كاملاً بأن فى اللاهوت ثلاثة أقانيم هى الآب والابن والروح القدس، وفى نفس الوقت ليس منا من ينكر أن اللاهوت وحدة كاملة، وهذا حق إلهى عظيم ، يتحتم التمسك به كاملاً ، ولا ينبغى أن يضعف البتة ، فكل من يسلم بأنه ليس فى اللاهوت أقانيم ثلاث ، فهو ليس مسيحيًا على الإطلاق ، بل هو مضل، وضد المسيح“.
                            فماذا يقول القس إنسطاسى شفيق بعد أن علم أن هذا النص ليس بنص إلهى، ولكنه من التحريفات التى أصابت الكتاب؟

                            الثالوث من اختراع كافر تقدسه الكنيسة:
                            يقول قاموس الكتاب المقدس مادة (الثالوث الأقدس (تثليث)): ”والكلمة نفسها ((التثليث او الثالوث)) لم ترد في الكتاب المقدس، ويظن ان اول منصاغها واخترعها واستعملها هوترتليانفي القرن الثاني للميلاد . ثم ظهرسبيليوس ببدعته في منتصف القرن الثالث وحاول أن يفسر العقيدة بالقول ((ان التثليثليس امراً حقيقياً في الله لكنه مجرد اعلان خارجي، فهو حادث مؤقت وليس ابدياً))“
                            http://www.albishara.org/detailk.php?id=959&key=ترتليان
                            لكن هل كان ترتليان من المؤمنين أم من المبتدعين الضالين؟
                            فى الحقيقة كان ترتليان من الضالين الذين اتبعوا الضال مونتانوس ، وهو من الهراطقة المشهورين. ويقول الموقع الكنسى بيت الله: (ومن الهراطقة المشهورين في التاريخ: مونتانوس Montanus الذي عاش في نهاية القرن الثاني الميلادي والذي قال عن نفسه أنه نبي، وأن نبوة يوئيل النبي تمت فيه وقد تكلم هذا الهرطوقي بألسنة ووضع يديه على المرضى، وقد تبعته امرأتان معروفتان بعد أن تركت كل واحدة زوجها. وعندما كان يتكلم بألسنة كان يؤكد أنه هو الله نفسه. وقد انتشرت هذه الحركة واستمرت عدة قرون. .. .. وكل من حركتهم هذه وحركة مونتانوس التي انتمى إليها تارتوليان Tertullian مدونة ومسجلة في عدد يناير 1955 من مجلة "تيارات القوة Steams of Power" إذ يعتبرون كل هؤلاء أسلافًا لهم.)
                            http://www.baytallah.org/miraculoustalents/miraculoustalents_06.htm
                            وعن علاقة ترتليانوس بجماعة المونتانيين المهرطقة يقول الدكتور القس حنا جرجس الخضرى ص517 من كتابه (تاريخ الفكر المسيحى) ”غير أن علاقته بالكنيسة الكاثوليكية قد ساءت بسبب تشجيعه لجماعة المونتانيين (Montanisme) ولقد انضم رسميًا إلى هذه الجماعة فى سنة 207ب.م.، ويبدو أن ترتليانوس كان له النفوذ القوى والتأثير الفعَّال على هذه الطائفة لدرجة أنه أصبح رئيسًا لجماعة فيها، بل إن هذه الجماعة انتحلت اسمه ، فدعوا أنفسهم "الترتليانوسيين".
                            وفى ص529 يقول الدكتور القس حنا الخضرى: ”ويواصل ترتليانوس شرحه بالقول بأنه بناء على ما سبق فالابن كابن ليس أزليًا“. وهذا على خلاف ما تؤمن به الكنائس اليوم من أزلية كل فرد من أفراد الثالوث. وهو نفس ما يُفهم من نصوص الكتاب ، أن الابن مولود أو مخلوق ، أو على حد تعبير الدكتور القس "منبثق" من الاب، فلا يُمكن أن يكون أزليًا ، وإلا لقلنا إنه انبثق من العدم. كما يؤمن أن الآب أعظم من الابن ، مستشهدًا (بيوحنا 14: 28) ، وأنه تابع لأبيه، كما نادى (ص532) بوجود الطبيعتين فى جسد المسيح: الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية.
                            وبذلك يكون الثالوث من إختراع الكافر ترتليان (القرن الثاني) ، والجدير بالذكر أنه كان تابعًا لنبي كاذب مهرطق (مونتانوس) ادعى أنه الباركليتيوس (الأقنوم الثالث حسب المسيحيين ونبي الإسلام بحسب المسلمين) بل وادعى ذاك الكاذب أنه هو الله والمصيبة هنا هي أن تلميذ ذاك المتأله هو ترتليان!!
                            كنا قد ذكرنا موقف ترتليان من التوحيد ، وذكرنا توًا موقف التاريخ الكنسى منه. فهل شوَّهت الكنيسة تاريخه انتقامًا منه على موقفه من التوحيد ، أم كان فعلاً من المهرطقين؟ ونحن لسنا بصدد البحث التاريخى عن سيرة أحد الآباء، ولكن إن ما يعنينا هنا إذا كان ترتليان لا يؤمن بأزلية الابن ، ولا أزلية الروح القدس فأى ثالوث تنسبه له الكنيسة؟ فقد كان ثالوثه بالتأكيد شيئًا آخرًا عما تؤمن به الكنيسة اليوم!!

                            تعليق


                            • #29
                              هل يفهم أحد من العلماء أو رجال اللاهوت الثالوث؟
                              لقد أصابت المذيعة فيبى عبد المسيح بولس صليب فى وصفها للتثليث بأنها عقيدة معقدة. وليست هى الوحيدة التى تتبنى هذا الرأى ، فهو رأى كل مسيحى على وجه الأرض ، سواء اعترف به ، أم أخفاه فى نفسه. وسوف أقدم آراءًا لبعض علماء المسيحية بهذا الشأن ناقلاً إياها من كتبهم ، وهذا ضمانًا للحيدة فى البحث.
                              إن هذا العقيدة فى الحقيقة من أعقد ما يكون. فلا المسيحى البسيط يفهمها ، ولا القسيس يستوعبها،ولا اللاهوتى يعقلها، لذلك جاءت تعريفات الآباء مُخالفة أحيانًا لما أقرته المجامع ابتداءًا من القرن الرابع، ويكفينا فى هذا الصدد أن ننقل آراء علمائهم، دون تدخل منا:
                              يقول زكى شنودة فى تاريخ الأقباط 1/237: ”وهذه حقيقة تفوق الإدراك البشرى ، الذى لا يفهم إلا أن الطبيعة الواحدة إنما تتضمَّن أقنومًا واحدًا، أى ذاتًا واحدة. وأن تعدد الأقانيم أو الذات إنما يستوجب تعدد الطبائع“. (نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)
                              ويقول أيضًا عن التثليث: ”وهذا سر من أسرار اللاهوت التى لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشرى“.
                              ويقول قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (ط1963، ص1015): ”إن التثليث غير قابل للاثباتَ بالمنطقِ أَو بالبراهينِ الدينيَّةِ ، وكان أول من استعمله هو ثيوفيلوس الأنطاكى عام 180م وهو غير موجود في الكتاب المقدّسِ“.
                              ويقول القس دى جروت فى كتابه «التعاليم الكاثوليكية»: ”إن الثالوث الأقدس هو لغز بمعنى الكلمة، والعقل لا يستطيع أن يهضم وجود إله مثلث، ولكن هذا ما علمنا إياه الوحى“. ويبقى عليه إثبات أن هذا من الوحى!!
                              ويقول القس توفيق جيد فى كتابه (سر الأزل): ”إن الثالوث سرّ يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كله فى كفِّه“. (المرجع السابق نفس الصفحة)
                              ويقول باسيليوس إسحاق فى كتابه (الحق): ”أجل إن هذا التعليم عن التثليث فوق إدراكنا ، ولكن عدم إدراكه لا يبطله“.(المرجع السابق نفس الصفحة)
                              ويحكى لنا المستشار محمد مجدى مرجان، الذى منَّ الله عليه بالإسلام، ص70-71 من كتابه (الله واحد أم ثالوث) عن رأى علماء المسيحية فى الثالوث ، وعدم فهمهم له، وأنه غير قابل للفهم، فذكر قول الأستاذ عوض سمعان فى كتابه (الله ونوع وحدانيته) قائلاً: ”لقد حاول كثيرون من رجال الفلسفة توضيح إعلانات الكتاب المقدس عن ذات الله ، أو بالأحرى عن ثالوث وحدانيته ، فلم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا“.(نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)
                              ويقول أيضًا: أما القس بوطر صاحب رسالة (الأصول والفروع) ”فيقول بعد أن استعرض عقيدة التثليث وشعر بغموضها وإبهامها: (قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا، ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاءً فى المستقبل ، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كل ما فى السموات والأرض ، وأما فى الوقت الحاضر ففى القدر الذى فهمناه الكفاية)“. [يعجبنى قوله: ففى القدر الذى فهمناه الكفاية!!]
                              يقول القس منسى يوحنا فى كتابه المذكور ص97: ”هو حقيقة أعلنها الله فى كلمته، وهى تفوق العقل، ولذلك ينبغى أن نصدقها وإن كنا لا ندركها“.
                              ومعنى ذلك أنه يؤمن بها كحقيقة، لأنها وجدت فى كتابه. وقد أثبتنا أنها ليست بحقيقة ولم يذكرها الله فى كتاب من كتبه.
                              وفى نفس الصفحة يقول: ”وفى وجود السر فى الديانة إعلان عظمة الله وسموه وعلو أفكاره عن أفكارنا، لأننا لو كنا نفهم كل ما يفهمه هو لما فاقنا بشىء. فلكى يُشعرنا بأنه كما علت السموات على الأرض ، هكذا علت أفكاره عن أفكارنا وطرقه عن طرقنا. أعلن فى كلمته بعض الحقائق وجعلها فى صورة تسمو بها على مدارك العقل بشىء حتى يكون السر مدركًا ومفهومًا من الله .. ..“.
                              ومعنى ذلك أن الرب أنزل على مدار آلاف السنين دينًا سهل الفهم والإستيعاب والتطبيق، وندم، وقرر أن يغلف دينه بالغموض الذى يستعصى على معتنقيه ليسمو وليتميز عليهم بفهم الفزورة التى طرحها لهم!! أليس هذا شأن الجاهل الذى يدعى العلم؟ أليس هذا شأن من لديه القليل من العلم ويريد أن يظهر وسط العلماء بأنه أعلم منهم؟ أليس هذا بشأن المريض نفسيًا؟
                              فالقس يجد بذلك أن الرب الذى يعبده يتميز عليه ويسمو بوجود أفكار أخرى أخفاها عنا، والتثليث من ضمن هذه الأسرار، ولو فهم القس هذه الأفكار لأصبح مثل هذا الإله ، وهذا لا يليق!! كما لو كان كل علم الرب يتوقف على التثليث!!
                              بصراحة ما قاله القس منسى يوحنا ليصل بالإنسان إلى مرتبة الكفر والطعن فى ذات الرب! فهو إله يبدو أنه لا يملك من العلم إلا قليلا، ويخشى أن ينشر أهم ما فى عقيدته التى يُطالب بها البشر ، خوفًا أن يعبدوه على علم ، ويفهموا مراده. لذلك يُرسل إليهم طلاسم، عليهم أن يؤمنوا بها حفاظًا على علم الرب من الإنتشار! أو كما يقول القس: لتظل أفكاره تسمو على أفكار عبيده. وهذا يعنى أن أى محاولة لفهم مراد الرب فهى من الكفر البيِّن ، الذى يطعن فى علم الرب وقدرته.
                              والغريب أن يتكلم القس عن علم الله الكلىّ، وهو ليس موضوع البحث. ونحن نتفق على كل حال معه أنه لا يوجد بشر فى هذا الكون يمكنه أن يكون عالمًا بكل ما يعلمه الله. ولكن أن يتعمَّد الرب تجهيل عباده ، وإظهارهم بمظهر الجهل ليسمو هو عليهم ، فهو إله مريض نفسيًا ، لا يبغ إلا التدمير، ولا يمكن أن يكون إلهًا للبناء والتعمير. وهو أيضًا أشبه بالممثِّل الضعيف الذى يستأجر كومبارس من أبطال المصارعة أو كمال الأجسام ليُظهر فيه قوته، ابتغاء مرضاة فتاة أحلامه! وحاشا لله أن يكون هكذا!
                              ومعنى ذلك أيضًا أن كل من يحاول إفهام الناس الثالوث فهو يتعدَّى على الذات الإلهية، ويحاول أن يُظهر الرب بصورة لا يسمو بها على مخلوقاته! ولا يقول بهذا مؤمن!
                              والأغرب من ذلك أنه يصوِّر أن هذا التثليث هو الذى يُفرِّق بين علمنا وعلم الله. فهل لو فهمنا هذا التثليث أصبحنا آلهة؟ وهل فهم التثليث من تألهونه؟ ولماذا لم يفهمكم إيَّاه؟ ولماذا لم يقل لكم صراحة إنه أنزل الثالوث ولا تحاولوا فهمه؟ وهل تعتقدون أن القساوسة الذين كتبوا لإفهام الناس الثالوث هم من المجانين أم من المهرطقين الذين تعدوا على صفات الرب العليم طالما لم يُفهمها عباده؟ وإذا كان الروح القدس ينزل عليكم وباق فيكم فلماذا لا تُفهمون أتباعكم هذا التثليث؟ ولماذا يقول علماؤكم إن التثليث أعقد شىء فى الوجود ويُطالبونكم بعدم محاولة فهمه؟
                              عزيزى المسيحى: إن الكلام هنا عن عقيدة واحدة بنيت عليها ديانة يعتنقها أكثر من مليار ونصف من البشر. فهل ضنَّ الإله على كل هؤلاء البشر بما يوضح عقيدة تعتقدون أنه أنزلها، ويطالبكم بعبادته بها، والتقرب إليه بمقتضاها؟ أم أمركم الإله أن تغلقوا عقولكم وتتبعوا أهواءكم (حيث لا يوجد نص كتابى على هذا)؟
                              عزيزى المسيحى! فكر هداك الله للحق: كيف يُنزل الرب عقيدة لم ولن يفهمها سواه ، ويُطالب البشر بالإيمان بها؟
                              أليس هذا تعنُّت من الرب وسوء إدراك منه لما سيؤدى إليه ذلك؟ أليس هذا طعن فى صفات الكمال التى تُنسب لله؟
                              أليس من الظلم أن يُحاسب الرب الأرثوذكس على فهمهم الخاطىء للثالوث، إن كان الكاثوليك أو البروتستانت أو السبتيين أو المرمون أو شهود يهوه هم أصحاب الفهم السليم؟ فالرب لم يُحدد مراده وترككم تتخبطون: كل يفهم حسب علمه!!
                              ألم يعلم إله المحبة بعلمه الأزلى كم سيتسبب إختلافكم فى العقيدة فى حروب وقتلى دفاعًا عن مفهوم كل منكم عن هذه العقيدة غير المفهومة؟
                              وبالمناسبة. فقد قال الكهنة فى مصر القديمة نفس الكلام عن ديانتهم التى ضربوا عليها الغموض، ليظل الكهنة هم بمفردهم مصدر فهم هذه العقيدة، يقولون ما يريدونه على لسان الرب. وعلى المتضرر إثبات عكس ذلك!!
                              وفى ص103 يقول القس منسى يوحنا: ”إن الغرض الأصلى من كل علم هو أن يزيد الحقيقة بساطة ووضوحًا، فيزيد الناس إيمانًا بحقائق الحياة السامية، وكل علم يتعارض مع الحقائق الأزلية البسيطة أو يزيد الحياة تعقيدًا أو غموضًا ، فاعلموا أنه ليس له من علم إلا اسمه ، وإن هو إلا رجس من عمل الشيطان“.
                              فهل زاد التثليث الحقيقة بساطًة أو وضوحًا؟ لا. إنه مازال معقد الفهم، ويتخبط فيه العلماء أنفسهم. وبذلك حكم عليه القس بنفسه أنه رجس من عمل الشيطان!! فكلامك إذن عزيزى القس ينفى العلم عن الرب الذى تعبده. لأنه لم يُبسِّط عقيدة التثليث التى يُطالبكم بالإيمان بها ، ونشرها فى العالم كله وتعليمها كل البشر.
                              وذلك لأن ”الدين يحوى أمورًا يفهمها العقل للدلالة على صدقه“ ، وهذا ما يقوله القس فى نفس الصفحة، ومعنى ذلك أن تعقيد العقيدة ولفها بالغموض لدليل على عدم صدق هذه العقيدة ، لذلك قال القس بعدها: ”وأمورًا لا يفهمها يستحق المكافأة على التسليم بها“.
                              وأعتقد أن هذه دعوة باطلة سيستغلها عُبَّاد الأوثان (الذين لم يتمكنوا من الصمود العقلى لإثبات صحة عقائدهم) للتدليل على صحة عقائدهم.
                              وفى ص107 يقول صاحب كتاب شمس البر إن على المؤمن المسيحى أن يستعمل عقله لا ليفهم أسرار الكنيسة بل ليقبلها. أى يجتهد أيما اجتهاد ليقنع عقله بما هو مستحيل على العقل أن يفهمه: (ولا يؤخذ من ذلك أن الدين المسيحى يبغى إلغاء العقل ، حاشا، بل يريد منا أن نستعمل عقولنا فى ديننا. حتى أن الرسول يسمي عبادتنا "العقلية" (رو 12: 1). ولكن ما لا يطيق الإنسان فيه من الأسرار فعليه أن يستعمل عقله فيه, لا ليفهمه كما هو، بل ليقبله) أى تُسلِّم أولاً أن التثليث وباقى أسرار الكنيسة من الدين، ثم تُعمل عقلك فى ذلك لتقبله وليس لتفهمه.
                              فمن الممكن عنده إثبات وجود الله ووحدانيته بالعقل ، لكنه استثنى العقل من فهم أسرار الكنيسة ومنها التثليث. فيواصل القس منسى يوحنا قائلاً: (وما عدا ذلك، ففى الدين من الحقائق كوجود الله ووحدانيته والخلق والعناية وكيان النفس وخلودها وحريتها، كل هذه يمكن إثباتها ببراهين عقلية).
                              وهذا ما قاله صراحة ص106 من كتابه (شمس البر): (ثم إذا نظرنا إلى طبيعة الحقائق الدينية وجدناها على نوعين: منها ما يتناوله العقل كوجود الله وخلود النفس وحقيقة الدين ووحدانيته، ومنها ما ليس له أن يتناوله كالتجسد الإلهى والفداء والتثليث وقيامة الأموات).
                              ويستشهد القس منسى حنا بقول رسالة يوحنا الأولى للتدليل على أن دينه يعتمد على العقل والمنطق ، على الرغم من كل ما قاله: (1أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 1-2 ، (21امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ.) تسالونيكى الأولى 5: 21
                              وأقول له: هل يوجد لديك أقدس من كلمة الرب؟ أعتقد أن الإجابة لا. فعلى أى أساس تُقيم الإمتحان الذى طلبه منك الكتاب؟ بمعنى أين المنهج الذى ستضع منه الإمتحان؟ وأوضح أكثر: إن التثليث لا يوجد فى الكتاب ، وكذلك الأقانيم لا يعرفها الكتاب. والطلاب لا يفهمون التثليث ، ولا معلموهم. فمن الذى سيضع الإمتحان، ولمن، وعلى أى معيار سيصححه؟ أى أين نموذج الإجابة الذى سيحكم بناءًا عليه ، ويكون مطابقًا للمنهج.
                              وفى ص108 يستشهد القس منسى حنا بقول العلامة اسكندر قائلاً: (فإذن فى قبول أعظم غوامض الوحى تنتهى الدعوى إلى حكم العقل). ولا أعرف كيف استشهد بهذه الجملة المتناقضة عقليًا ودينيًا. فهو قد سلَّم مبدئيًا بأن الغوامض موحى بها من الرب. فما هو عمل الوحى إذا كان ينزل من عند الرب بعقيدة غامضة لا يفهمها أحد؟ وما هدف الرب من هذا الغموض؟ وألا يعلم الرب بعلمه الأزلى أن هذا الغموض يُحيل الأمة إلى أحزاب وطوائف متصارعة متقاتلة مدمرة للبشرية والبيئة؟ ومع إيمانه أن الوحى جاء بهذه الغوامض إلا أن قبولها هو منتهى العقل!! أى إنه من الغباء أن تعتقد أنك ستفهمها لأنها غامضة ، ولكنك إن لم تفهمها أو تؤمن بها فإنك غبى.
                              وفى ص113 يرى القس أن إشراك الله مع اثنين آخرين خير له من أن يظل إلهًا وحيدًا منعزلاً عمن سواه ، وبقوله هذا أثبت أنه يؤمن بثلاثة وليسوا واحدًا ، وأنه يستحيل على الثلاثة أن يكونوا واحدًا!! يقول القس منسى يوحنا: (أما عقيدة الوحدانية المحضة فمعناها "أن الله إله منعزل عمن سواه وكائن بمفرده منذ الأزل").
                              ونفس هذا المعنى صاغه فى انتقاده لوحدانية الله ودفاعه عن التثليث باستشهاده بالسيد م. ليموان قائلاً: (إن هؤلاء الذين يزعمون أنهم حكماء ويسخرون من تثليثنا قائلين إنه عقيدة صبيانية، قد تصوروا مكان هذا الإله المبارك كائنًا ساكنًا فى عزلة وصمت أبديين، وتصوروه وحيدًا حبيسًا مكانه ، وناسكًا أخرس اللسان بلا عينين ولا حب، مطويًا فى لانهايته، جاثمًا فى عزلته الموحشة.) بمعنى أنه يرفض وحدانية الله ، لأنه لا يتصور الإله الكريم الذى يحبه منعزلاً عن العالم لا يجد من يحبه ولا من يكلمه ، لذلك كان ثلاثة آلهة بالنسبة له أفضل من إله واحد ، حتى يتسنى لهم الخورج من عزلة الصمت والتسامر، وتسود بينهم المحبة. ولو كان يؤمن بأن الثلاثة واحد، لما قال ذلك لأن وحدانية الثلاثة سينسحب عليه أيضًا هذا النقد الموجه للموحدين. وعلى هذا ينبغى أن تنتهى قضية قولهم بوحدانية الثلاثة، وأن يعترفوا بأنهم ثلاثة وليسوا واحدًا!!
                              وفى ص115 يؤكد القس منسى يوحنا على أن هناك ثلاثة وليسوا واحدًا، فيقول: إن (التثليث يجعل الله مثالاً للحياةالبشرية فى ما يتعلق بالمعاشرة الحبية والألفة الإلهية وذلك بمعاشرة القانيم والنسبة البنوية بين البشر). فكيف تتعاشر الأقانيم إن كانوا واحدًا؟ فلو كانوا واحدًا لأحب الرب نفسه ، وتكلم مع نفسه وظل يعيش فى العزلة هى التى يرفضها القائلون بالتثليث!!
                              لذلك خلص إلى نتيجة باهرة من كلامه عن الثالوث ، فيقول ص115: (ولعمرى أى سر أغمض من سر الثالوث؟ فباعترافنا إذن بهذا السر نكرم الله , لأننا حينئذ نضحى له بأعظم شىء فينا وهو العقل , وليس هذا فقط , بل إننا نضحيه من نوع غريب , إذ أننا نعترف بسر لا معرفة لنا به البتة، ويستحيل على عقولنا القاصرة إدراكه أو معرفته. ولكن اللهقد أوحاه لنا ونحن أعتقدنا به دون أن نضعه تحت حكم العقل , وهذا يجعل ضحيتنا كاملة لأننا نعتقد بما يسمو عقولنا , ويعلو فوق فهمنا البشرى).
                              إن القس منسى يوحنا يعترف بأن التثليث أعقد سر فى الوجود ، وأننا بإيماننا به نكون قد ضحينا بعقولنا، حيث يستحيل على العقل فهم هذا السر!! فهل أفهم من ذلك أن كل المسيحيين قد ضحوا بعقولهم وأصبحوا أغبياء فقط لإيمانهم بالتثليث؟
                              ويقول ص121 تحت عنوان (إن العقل يقبل سر التثليث وإن كان لا يفهمه): (نعود فنكرر القول أن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس , وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة). ولطالما أنها لا تُفهم بدون الكتاب،فأين النص الذى يقرر هذه العقيدة ويوضحها لكم؟ وهل الفرق فى العلم بينكم وبين الله يكمن فى فهم التثليث فقط؟
                              ويقول كتاب (حقائق وأساسيات الإيمان المسيحى) ص39: ”تعليم الثالوث القدوس صعب علينا ومُربك لنا، وأحيانًا يُعتقد أن المسيحية تعلم فكرة غبية هى 1+1+1=1. ومن الجلى أن هذه معادلة غبية. ...... وعلى الرغم من أن تعبير "الثالوث القدوس" ليس موجودًا فى الكتاب المقدس، غير أنه من الجلى أن المفهوم موجود هناك.“
                              ويقول صاحب كتاب (علم اللاهوت النظامى) ص168: ”ولما كان العقل البشرى عاجزًا عن إدراك جوهر الله ، يبطل حكمنا باستحالة أنه فى ثلاثة أقانيم ، لأننا نكون قد حكمنا بمداركنا المحدودة على ما هو فوق إدراكنا، وما هو خارج دائرة معرفتنا“.
                              وأقول له: من الذى خلقنا وخلق عقولنا بهذه الكيفية؟ فالإجابة بديهية: هو الله. فبعلمه الأزلى كان يعلم أن عقولنا قاصرة على فهم هذه العقيدة. فلماذا لم يُصرِّح بها فى كتابه؟ ولماذا لم يوضحها لنا كما أوضح باقى العقائد وبرهنها؟ وإذا كان لم يعلنها لبنى إسرائيل فى العهد القديم وللأنبياء ، لأنهم كانوا فى عهد الطفولة الفكرية ، كما يقول القمص زكريا بطرس وغيره ، فإذا كان الرب يعتبرنا الآن فى عهد النضج، فلماذا لم يعلنها لنا صراحة وبوضوح؟ فإذا كان الرب لم يعلنها فما الفرق بين عهد الطفولة الفكرية التى لم يعلن الرب فيها عن ثالوثه وأقانيمه وبين عهد النضج الفكرى الذى لم يُعلن فيه أيضًا عن ثالوثه وأقانيمه؟
                              وفى ص105 يدافع القس منسى يوحنا عن العقيدة المبهمة فيقول: ”ومن الضرورى أن توجد أشياء لا يدركها العقل، لأنه إذا وقع كل شىء تحت إدراك العقل لانتفخ صاحبه وتعالى .. فيجب أن يظهر عجزه فى فهم بعض الأشياء ليقف عند حده ويمجِّد صانعه العالِم بكل شىء“.
                              إن ما يقوله القس لتعزية لمن يريد أن يفهم عقيدة التثليث!
                              إنه اليأس من فهم هذه العقيدة!!
                              إنه الغرور الفعلى من الإعتراف بالفشل!!
                              إنه التعالى على الجهل بكنه هذه العقيدة!!
                              إن الجهل بعقيدة المرء عنده هو السبب أو سبب لتمجيد الرب!! وإن الإدراك العقلى لمراد الرب وفهم دينه ليؤدى إلى الغرور!!
                              ويقول العلامة أوجين دي بليسي نقلا عن منسى يوحنا ص118: ”ما أعلى الحقائق التي تتضمنها عقيدة التثليث وما أدقها , فما مستها اللغة البشرية إلا جرحتها في إحدى جوانبها“.
                              ويقول منسى يوحنا ص121: ”إن سر التثليث عقيدة كتابية لا تُفهم بدون الكتاب المقدس , وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة“.
                              ويرد عليه بوسويه بتسمية التثليث معضلة ، واعترافه بأنه لا يوجد لا فى الكتاب المقدس ولا حتى فى قانون الإيمان النيقوى. فقال ص118 نقلا عن منسى يوحنا:”ولقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف آباء الكنيسة حائرين زمنا طويلا. لأن كلمة أقنوم لا توجد فى قانون الإيمان الذى وضعه الرسل, ولا فى قانون مجمع نيقية , وأخيرا اتفق أقدم الأباء على أنهم "كلمة" تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريفه بأى وجه من الوجوه“. أى اتفقوا على ألا يتفقوا.
                              ويقول القديس أوغسطينوس عن التثليث إن اللغة البشرية لتعجز عن التعبير عنه، فقال ص118 نقلا عن منسى يوحنا: ”عندما يراد البحث عن كلمة للإعراب بها عن الثلاثة فى الله تعجز اللغة البشرية عن ذلك عجزًا أليمًا“.
                              القس ج. ف. دى. جروت في كتابه (تعاليم الكاثوليكية) ص149: ”إنّ الثالوث الأقدس هو سر غامض بمعنى الإلزام بالكلمة. وللأسباب وحدها لا يمكن التدليل على وجود الثالوث الإلهى نتعلمه من الكتب الموحى بها. وحتى بعد وجود السر الغامض قد كُشف لنا بقاء استحالة العقل الإنسانى إدراك كيف أن الثلاثة الأشخاص إنما هى ذات طبيعة إلهية واحدة.“ (نقلاً عن الغفران ص94)
                              وتقول دائرة المعارف الكاثوليكية ج14 ص299 ”إن صياغة الإله الواحد فى ثلاثة أشخاص لم تنشأ موطدة وممكنة فى حياة المسيحيين وعقيدة إيمانهم قبل نهاية القرن الرابع“. (نقلاً عن الغفران ص96)
                              ويقول المعلم (بطرس البستانى) فى دائرة معارفه ص305 ج6: ”ومع أن لفظة «ثالوث» لا توجد فى الكتاب المقدس ، ولا يمكن أن يؤتى بآية من العهد القديم تصرِّح بتعليم الثالوث، فقد اقتبس المؤلفون المسيحيون القدماء آيات كثيرة تشير إلى وجود صورة جمعية فى اللاهوت“.(ص219 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
                              وجاء فى دائرة المعارف الفرنسية: ”أن عقيدة التثليث وإن لم تكن موجودة فى كتب العهد الجديد، ولا فى أعمال الآباء الرسوليين، ولا عند تلاميذهم الأقربين، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستانتى التقليدى يدعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين فى كل زمان، رغمًا عن أدلة التاريخ التى ترينا كيف ظهرت هذه العقيدة، وكيف نمت، وكيف علقت بها الكنيسة بعد ذلك“.(ص219 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
                              ويقول الأنبا بيشوى عضو المجمع المقدس ومطران دمياط وكفرالشيخ والبرارى – في نهاية مذكرة تسمى مذكرة ”اللاهوت العقيدى“: ”وحينما نتأمل هذه العقيدة نجد أنفسنا أمام سر من أعمق أسرار الوجود والحياة ونجد اللغة لعاجزة عن التعبير عن عمق هذا السر“.
                              ويستشهد القس منسى يوحنا بالتثليث الوثنى، للتدليل على أنه هو الفطرة وأصل الدين، ومنتهى الهداية، وهذا بدلاً من أن يُهاجم هذه الوثنية ويقدح فى عقائدهم، ويرجع إلى الناموس وأصول العقيدة التى ينتمى إليها ، وانتمى إليها من قبله يسوع. فقد قدَّم لفصله الخامس بعنوان فرعى أسماه (نجد فى أصول الأديان الوثنية شيئًا يُنبىء عن الثالوث)، فبدلاً من أن يهتدى إلى أن الثالوث وثنى الأصول، ويتخذ موقفًا من ثالوثه ، أخذ يعرض لنا الثالوث فى هذه الأديان ، محاولاً أن يقنعنا أن ثالوثه أفضل من الثواليث الأخرى، التى أسماها وثنية ذرًّا للرماد فى الأعين.
                              ولا أريد أن أكرر ما قاله عن الثالوث فى الهند أو فى الصين أو الفرس أو اليونان ، فمضمون ما قاله (ص130-131) هو أن الثالوث فى كل من هذه الحضارات ـ بغض النظر عن المسميات ـ يتكون من (الآب)، وهو الإله الموجود غير المتناهى، والخالق الأزلى، و(الابن) وهو الحكمة والكلمة والعقل، و(الروح) الفاعل وهى التى تُحيى العالم وتحركه.
                              ثم انتهى إلى رأيه هو قائلاً ص131-132: ”إلا أن المعطلين , عوضًا عن أنينسبوا اهتداء الوثنيين إلى التثليث الإلهي أو إلى الوجدن أو إلى الغريزة عينها التى تعلمنا بوجود إله ، قالوا إن عقيدة الثالوث المسيحى مستمدة من الفلسفاتالوثنية“. ثم بدأ يعيب على الثالوث الوثنى قائلاً إنه ثالوث شركى ، إضافة إلى زواج الإله من الإلهة وأنجبوا العضو الثالث فى الثالوث ، أما التشابه الحادث بين هذه الأديان الوثنية والمسيحية، فلا يعدو أكثر من تشابه لفظى. ويعيب عليهم أيضًا أنهم ”لم يفهموا وحدانية الله خيرًا مما فهموا تثليثه“. ونسى أنه وعلماء المسيحية مازالوا لا يفهمون التثليث فى الوحدانية الذى يزعمونه، والذى أسماه (التوحيد) ، كما نسى أن الإله الروح القدس حلَّ على مريم وأحبلها الإله الابن يسوع. فما الفرق إذن؟
                              لذلك علقالمؤرخ ول ديورانت على المسيحية المثلثة قائلاً: لم تدمر المسيحية الوثنية، بل تبنتها. ومن مصر أتت أفكار الثالوث الإلهى.
                              وفي كتاب (الدين المصرى) يكتب المؤرخ سيغفريد مورنز: ”كان الثالوث شغل اللاهوتيين المصريين الرئيسى تجمع ثلاثة آلهة وتعتبر كائنًا واحدًا , إذ تجرى مخاطبتها بصيغة المفرد , بهذه الطريقة تظهر القوة الروحية للدين المصرى صلة مباشرة باللاهوت المسيحى“.وعلى ذلك فهو يعتبر اللاهوت الاسكندرى وسيطًابين التراث الدينى المصرى والمسيحية.
                              ونقلا عن (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) ص237 يقول (درابر Draber) الأمريكى فى كتابه (الصراع بين الدين والعلم): ”إن الجماعة النصرانية لم تستطع أن تقطع دابر الوثنية، وتقتلع جرثومتها، فاختلطت مبادئها، ونشأ من ذلك دين جديد تتجلى فيه النصرانية والوثنية سواء بسواء. هناك يختلف الإسلام عن النصرانية إذ النصرانية إذ قضى الإسلام على منافسه (الوثنية) قضاء باتًا، ونشر عقائده من غير غش“.
                              ويقول أيضًا فى نفس الصفحة السابقة: ”دخلت الوثنية والشرك فى النصرانية بتأثير المنافقين الذين تقلدوا وظائف خطيرة، ومناصب عالية فى الدولة الرومانية بتظاهرهم بالنصرانية ، ولم يكونوا يحتفلون بأمر الدين ولم يخلصوا له فى يوم من الأيام“.
                              ومنهم الإمبراطور الوثنى قسطنطين الذى يُشك فى اعتناقه للمسيحية ، فمن الباحثين من يقرر أنه عُمِّدَ قبل موته بعدة أيام ، ومنهم من يقرر أنه عُمِّد وهو على فراش الموت، ومنهم من يُقرِّر أنه اعتنقها رغبة فى توحيد إمبراطوريته ، وإرضاء غالبية شعب الإمبراطورية من الوثنيين ، إضافة إلى أن فكره كان لا يزال وثنيًا. ومعنى ذلك أنه كان مازال وثنيًا كافرًا أثناء مجمع نيقة وبعدها بعدة سنوات. ونلمس ذلك فى عدم اهتمامه بالدين من الأساس. فقد أرسل (كما يقول أسد رستم) إلى المتخاصمين (ألكسندروس) و(آريوس) وأمرهما بوجوب التآلف ونبذ الخلاف، وأشار إلى أن الاختلاف العقائدى أمر فلسفى دقيق لا يستوجب ذلك الاهتمام.
                              فلك أن تتخيل أن هذا هو رأى رأس المسيحية فى ذلك الوقت!!
                              ونقل أسد رستم فى كتابه (كنيسة مدينة الله) ج1 ص201 ما ذكره المؤرخ (أفسابيوس) قائلاً: ”إن الإمبراطور تدخل مرارًا فى البحث لإقرار السلم والوفاق“، كما نقل قول (روفينوس): ”إن بعض الفلاسفة الوثنيين حضروا الجلسات وناقشوا الأساقفة“.
                              والسرد التاريخى لأحداث المؤتمر تبين لنا اهتمام الإمبراطور بما كان يدور فيه من نقاش ، وأنه استعمل سلطانه كإمبراطور لفرض الآراء المؤلهة ، والتى دافع عنها الفلاسفة الوثنيون، والتى تعتبر أقرب إلى عقيدته الوثنية.
                              ويقول الدكتور روبرت كيل تسلر فى كتابه (الروح القدس فى محكمة التاريخ): كان القيصر الروماني في بداية القرن الرابع أيضًا رئيس قساوسة ديانة الدولة الرومانية والقس الأعلى (وهو نفس اللقب الذي اتخذه البابا عنه).
                              وبذلك ترأس القيصر ديانة الدولة وأصبحت لديه السلطة العليا لاتخاذ القرارات في أمور الدين والعقيدة وتنظيم "الكنيسة". وعندما أصدرا قسطنطين وليتشينيوس مرسوم التسامح واعتنق قسطنطين نفسه الديانة المسيحية حيث عبد المسيح بعد ذلك، امتدت سلطته كرئيس للكهنة والرأس العليا لديانة الدولة لتشمل الديانة المسيحية أيضًا، وتصرف بحرية كبيرة.
                              فقد اعتبر قسطنطين حكومة الكنيسة المسيحية شأنًا من شؤون الدولة ، وعدَّ المجمع ضربًا من ضروب برلماناتها التي يشترك فيها ممثلوا الكنيسة والدين* ، من أجل ذلك كانت الحكومة هي التي تقرر (بكل تعسف) من تدعوهم من الأساقفة لهذه المجامع وكان على الأساقفة بالطبع الإنصياع والحضور، وعند الضرورة استعملت العنف في إحضارهم.
                              وكان من البديهي في نظر قسطنطين كأكبر موظفي الدولة أن يُعَيّن من يقود هذه المؤتمرات وكذلك لم يكن لافتًا للنظر آنذاك أن يكون بإمكان القيصر التأثير على المؤتمر في قراراته أو أن يفرض إرادته على التجمعات الكنسية حتى في مسائل العقيدة. إلا أن هذا ما كان يحدث غالبًا.
                              لذلك فقد كان ينتقي الأساقفة المنوط بهم الإشتراك في المجمع** ، حتى إنه كان يلقي دائمًا خطبة إفتتاح المجمع (شفارتز: "قسطنطين" (صفحة 126) - ويمارس البابا اليوم هذه الوظيفة في المذهب الكاثوليكي). ومن الثابت أن قسطنطين قد أدار المؤتمر بصورة واقعية (كوخ صفحة 37) فقد كان يشعر بل ويتصرف "كرئيس للمجمع" فكان يأمر الأساقفة بما يجب عمله وما يجب تركه (أوستروجرسكي صفحة 39 وكوخ صفحة 37 وما بعدها) ، وقد أعلن في مناسبة أخرى مؤكدًا: "إني أرغب في قانون كنسي" ( كوخ صفحة 38 ) وقد قبلت الكنيسة كل هذا صاغرة.
                              لذلك أصبح القيصر أسقفها العام (الدولي) المعترف به (كوخ ص37). ولم يكن غير قسطنطين الذي أدخل ما تعارف عليه بصيغة "هومسيوس"*** الشهيرة في قرارات مجمع نيقية وفرضها على الأساقفة المعارضين بإستعمال سطوته (شفارتز: "أثناسيوس" (ص210) وليتسمان (ص274). وبالمناسبة فهو لم يكن له تأثير فعّال وغير مباشر فقط على تكوين العقيدة بل كان أيضًا يصوت معهم (دوريس ص135).
                              ويُعد من الثوابت أن قسطنطين الأكبر قد تم تعميده قبل موته وبعد (15) عاماً من مجمع نيقية (على أيدي أحد أتباع آريوس) وهذا يعني أنه لم يكن قد تنصر بعد وقت إنعقاد مجمع نيقية ، كما كان لعدة سنوات متتالية طالباً للتعميد وبذلك كان محروماً من العشاء الأخير. [يؤكد ذلك قول موسوعة "إنسيكلوبيديا إنترناشيونال" بأن قسطنطين عُمّد قبل وفاته بفترة قصيرة. وموسوعة "فنك وواجنال" فتشير إلى أن قسطنطين تم تعميده وهو على فراش الموت. أما تعميده على يد أحد أتباع آريوس يُعد أيضًا إيمانًا منه بمعتقدات آريوس، الذى حيكت ضده المؤامرات ، ويُشك أن أثناسيوس قتله بالسم قبل دخوله الأسكندرية ـ المترجم]
                              وما زال يُعد من أحد أسباب الجدل [التي لم يتوصل فيها إلى حل حاسم]، عما إذا كان قسطنطين قد عرف أساسًا العقيدة المسيحية واعتنقها ، إلا أنه من المؤكد أنه كان مرتبطًا بشدة بجانب ذلك على الأقل بعبادة الشمس وميترا.
                              ويدل على ذلك عملاتُه المعدنية التي كان يطبع عليها إلى وقت طويل من العصر المسيحي (الشمس التي لا تهزم) (دوريس صفحة 42).
                              وعند تدشين القسطنطينية شيّد عمودًا ضخمًا صُوِّرت عليه صورته مع شعار الشمس التي لا تهزم (شفارتز: "قسطنطين" صفحة 85 وليتسمان صفحة 276).
                              بل رضي للكنيسة أن تقف أمام هذا النُصُب وتعظم القيصر في مواكب من الشموع وأدخنة البخور (شفارتز: "قسطنطين" صفحة 85).
                              كما أمر عند تدشين القسطنطينية بأن يحملوا شعار مذهب الصدفية [وهو مذهب فلسفي ينادي بأن العالم تحكمه الصدفة وتسيطر عليه] (شفارتز صفحة 85 وأيضاً ليتسمان صفحة 276).
                              كذلك من الثابت أنه سمح بين أعوام 333 و 337 لأحد المدن بتشييد معبد لعبادة قبيلته (شفارتز "قسطنطين" صفحة 89، وليتسمان صفحة 268 وإينسلين صفحة 66 ، ويوضح تشريعه على سبيل المثال أيضًا مقدار بعده من الروح المسيحية، حيث لم يلغ العبودية بل على النقيض من ذلك قد أقرها ، كما هدد زوجته الحرة التي كانت على علاقة بأحد العبيد بأقصى العقوبات بل هددها بالموت نفسه (دوريس صفحة 71).

                              * لقد تحولت الكنيسة المسيحية بسرعة كبيرة جداً إلى كنيسة الدولة ، وسقطت بسرعة كبيرة [أيضاً] أخلاقياً، ويمكن تسميتها بحق "الخطيئة الأزلية" [الأولى المتوارثة] للمسيحية.

                              ** يتحدث المتخصصون بحق عن "هيكل مجمع" [أي له فقط إسم المجمع] ، حيث لم يأت من المشتركين وعددهم ( 220 ) غير ( 5 ) فقط من الغرب ، بينهم ( 2 ) من الشيوخ [لفظ أطلق في الكنيسة الكاثوليكية على كبير الطائفة ثم أصبح فما بعد لفظ قسيس] لذلك يجب وضع علامة إستفهام كبيرة خلف هذا المجمع ، حيث إن الواقع يؤكد أنه لم يكن مسكونياً [أي عالمياً] مطلقاً (ارجع إلى: شفارتز: "قسطنطين" صفحة 126).

                              *** وهي تتطابق مع " Consubstantialis patri " وتطابق المسيح مع جوهر الله الأب بشكل متساو قدر الإمكان.

                              تعليق


                              • #30
                                أما عن عقيدة قسطنطين فقد إختلفت فيها الأراء إختلافًا بينًا ، فبناءًا على الوثائق التي لدينا يجب علينا التسليم بأنه كانت لديه نظرة دينية بدائية جدًا نظرًا لكونه رجلاً عسكريًا وبطلاً حربيًا وصحيح أن الأحجبة ( ؟ ) كانت عنده على درجة كبيرة من الأهمية حيث اعتقد أنها تساعده على النصر والنجاح وإن كانت عنده كثيرة ومتعددة حيث توضع بجانب بعضها البعض ، ومن المؤكد أن قسطنطين كان يؤمن أن إله النصارى قد ساعده في النصر غير المتوقع الذي أحرزه على ماكسنتيوس وهذا ما يجعلنا نستوعب سبب عبادته له بعد ذلك وقد عمل كل شيء حتى لا يغضب عليه ، أما عن المسيحية الحقة فلم تكن لديه في الحقيقة معرفة كبيرة بها، ولكنه قد علم بعد ذلك بسنوات كيفية حل مشكلة الثالوث والمسائل المسيحية (!)
                                وفي النهاية يمكننا القول إن الدين والكنيسة بالنسبة لقسطنطين كانا إلى حد كبير وسيلة لتحقيق غرضه ، أما هدفه الرئيسي فقد كان فرض سيطرته التواقة المتوهجة على العالم وتأمينها.
                                وفي الحقيقة فإن مسائل الخلاف عند أهل اللاهوت المسيحي لم تجذب اهتمامه إلا قليلاً ، وربما قد تضاحك عليها ، ومع أنه هو الذي قرر هذه المسائل العقائدية في مجمع نيقية إلا أن هذا لم يحدث بناءًا على اقتناعه الشخصي بالدين. ومن الواضح أنه قررها فقط لمسايرة الأغلبية، حيث إنه قد اكتسب بخروجه من المحادثات الإنطباع أن الميول تسير في هذا الإتجاه، ولأنه اعتقد أن هذا الحل سيكون أكثرها سلامًا بين محبي الصراع اللاهوتي حيث كان الموضوع يهمه بمفرده.
                                ونستنتج هذا دون أدنى شك من الكتابات الرقيقة المثيرة للإعجاب إلى إسكندر وأريوس ، والتي حاول فيها أن ينهي الخلاف قبل انعقاد المجمع في صورة ودية ونقرأ فيها عتابه الموجه للإثنين بكلمات قال فيها: إنهما لن يستفيدا من إثارة المعارك الخطيرة وغير المفهومة لرجال اللاهوت وطالبهما بالتصالح والإحتفاظ لنفسيهما بالخلافات العقائدية (!) التي لن تستفيد الأمة منها بشيء (شفارتز: "قسطنطين" صفحة 123).
                                ويقول المؤرخ شفارتز (في كتابه "قسطنطين صفحة 64) عن قسطنطين الأكبر الذي كان أحد مغتصبي [العرش] (فوجت صفحة 145 وما بعدها): "لا يجب أن نتجادل بشأن الأخلاق الشخصية للقيصر الأول الذي لم يكن مسيحيًا ولكنه مات على الأقل كمسيحي مُعَمَّدًا ، فلم تكن أرفع بكثير من أخلاقيات سلاطين الشرق" كما قال عنه القيصر جوليان ابن ابن أخيه [أو أخته] بعد ذلك: "إنه اعتنق المسيحية فقط لكي يكفّر عن آثامه وجرائمه" (تعليق ذكر عند شفارتز في "قسطنطين" صفحة 64).
                                لقد أظهر قسطنطين خُلُقاً وحشيةً جداً ، وهذا يتضح على سبيل المثال من سماحه للأهل ببيع أولادهم على الأقل في الأوقات الحرجة (دوريس صفحة 65) كما قرر سكب الرصاص الساخن في فم العبد الذي يشارك في اختطاف سيده (دوريس صفحة 64).
                                أما من يقتل أباه فيحبس في جوال مليء بالثعابين تتم خياطته ثم يُغرق (دوريس صفحة 64) وإذا ما عمقنا النظر فسيفاجئنا الواقع أنه اقترف في عام 326 - أي بعد [المفروض: قبل] زمن من إعتناق المسيحية وبعد عام واحد من إنعقاد مجمع نيقية - سلسلة من جرائم قتل أقربائه ، فلم يكتف بقتل حماه ماكسيميان وزوج أخته باسيانوس بل قتل أيضاً أبناءه لوسيانوس وكريسبوس ، حتى زوجته فاوستا لم تسلم من يديه فقد قام بإغراقها في مياه تغلي (ارجع إلى دوريس صفحة 55 وكوخ صفحة 22 وفرانتس جورز [تمت] "قتل أقرباء قسطنطين" في "مجلة اللاهوت العلمية" الجزء (30) لسنة 1887 صفحة 343 - 377 وكذلك الجزء (33) لسنة 1890 صفحة 320 وما بعدها ، وكذلك أيضًا بورشارت في "زمن قسطنطين" صفحة 335، وفيكتور شولتس بعنوان "قتل أقرباء قسطنطين" في "المجلة اللاهوتية" لسنة 1899 وأخيرًا أوتوزيك في "مجلة اللاهوت العلمية" الجزء (30) لسنة 1890 صفحة 63 وما بعدها وأيضًا هون صفحة 130).
                                وعلى الرغم من كل أسباب التخفيف التي يحاول البعض التماسها له إلا أنها في النهاية حالات قتل.
                                أما الوثنيون فقد وصفوا قسطنطين بأنه لص (كوخ صفحة 22) ، وبعد انتصاره على ماكسنتيوس أمر قسطنطين بخنقه هو وأتباعه المقربين وكان ذلك قبل إنعقاد المجمع بسنة ( فوجت صفحة 163 ) ، وكذلك يلقي الضوء أيضًا على الجانب الأخلاقي لقسطنطين قسمه الذي أداه لماكسنتيوس أن يبقيه حيًا! وبناءًا على كل هذه الوقائع فقد قرر شتاين أن قسطنطين قد اقترف جرائم قتل لتنفيذ أغراضه (صفحة 297).
                                ومن المسلم به أيضًا أن قسطنطين كان مجنونًا بالسلطة ومولعًا بالعظمة ، ويقال عنه أيضًا إنه كان ينظر لنفسه في المرآة يوميًا عدة مرات (فوجت صفحة 138) وهذه هي الروح غير المقدسة التي أوحت بقرارات مجمع نيقية ، كما تراءى هذا المفهوم أيضًا لشفارتز عندما قال: "لذلك قرر شفارتز أنه لم يكن له (لقسطنطين) الحق أن ينادي بعقد مجامع كنسية من تلقاء نفسه أو إصدار القرارات التي فرضها على المجامع [الكنسية] كما تدعي الكنيسة التي تنادي بأن الروح القدس هو الذي أوحى بهذه القرارات" ("قسطنطين" صفحة 74).
                                ويؤكد كوخ أيضًا أن مسيحية قسطنطين الشخصية والعملية كانت منحرفة (صفحة 23) ، ويرى بورشارت أن قسطنطين لم يكن متدينًا مطلقًا حتى ولو أوهم نفسه بوقوفه وسط أمة الكنيسة فقد كان مجنونًا بشهوة السيطرة على العالم ، لذلك جعلته أحلامه ينزلق على أمواج دماء الجيوش التي ذبحها (إقتباس لكوخ صفحة 17 9 ، أما عن سمعته السيئة بسبب جرائم السلب التي اقترفها في حق الشعب البسيط فيقول هون: اعتاد المرء سماع البكاء والعويل في كل مدينة يتم فيها تحصيل الضرائب ، حيث كانت تجمع النقود باستخدام الكرابيج والتعذيب والتعسف حتى إن الأمهات كانت تبيع أطفالها ويدفع الآباء بناتهم للدعارة حتى يمكنهم دفع الضرائب (هون صفحة 136 وما بعدها). وكان هذا بعد مجمع نيقية!!
                                ويتضح أيضًا من أحد الخطابات التي أرسلها قسطنطين بعد مجمع نيقية إلى الجمعيات المسيحية بُعد روحه هذا عن الروح القدس بمقدار عرض السماء ، حيث أعلن فيه بصورة صادقة أن اتفاق ال (300 أسقفًا لا يُعد أكثر من قرار [إرادة] الله (فوجت صفحة 307) ، ولا يعد هذا من مختلف الجوانب إلا كذبًا متعمدًا.
                                ب ) أمّا تيودوسيوس الأول (الأكبر) فيسمو من الناحية الخُلُقية عن قسطنطين الأكبر بقليل وهذا يرجع أساسًا إلى أنه لم يكن متسامحًا إلى أكبر درجة، على النقيض تمامًا من قسطنطين، إلا أنه أصبح بعد ذلك النموذج الحي لجوستنيان الأكبر أو قل أيضًا لمحاكم التفتيش ، ويتضح هذا من أمره الصريح الحازم لكل رعاياه بإعتناق عقائد مجمع نيقية (شتاين صفحة 304).
                                فقد حرم كل الأديان الأخرى وهدد أن التمسك بتعاليم أخرى سيؤدى إلى عقوبات صارمة، أرحمها عقوبة الموت، فكان يعاقب أنصار ماني فقط من أجل أنهم أنصاره [وهي ديانة أسسها ماني الفارسي في القرن الثالث الميلادي وتعتمد على الغنوصية] (شتاين صفحة 308).
                                وقد استعمل السلاح في تنفيذ هذا الأمر الذي يقضي بعدم ممارسة أية طقوس أخرى (شتاين 305)، وتحكي كتب التاريخ عنه إجماليًا أنه كان متوحشًا [لا يرحم] مع أصحاب العقائد الأخرى (انظر سيكلوم الثاني ص 166)، ويتضح كذلك بعده عن الروح القدس في تعذيبه لفقراء الشعب عند جمعه للضرائب حيث فرض على الشعب أعباء لا يمكن تحملها وحصل عليها بأشد الوسائل وحشية وتعسفًا ، ومن أكثر الصور تعبيرًا عن قسوة طباع هذا الحاكم على المسيحيين هو إصداره لقرارات يمنع فيها إيواء الفقراء المشردين، وفرض على ذلك عقوبة صارمة لمن يقوم بإخفائهم من تعذيب جامعي الضرائب (شتاين صفحة 303)!
                                الأمر الذى حدا بالكثير من العلماء إلى انتقاد العقيدة المسيحية ونعتها بالتعقيد. فيقول "رونالد بنتون" صاحب كتاب (الكنيسة من النشوء إلى القرن العشرين): ”وتكاد تكون أكثر الأديان السماوية والوضعية تعقيدًا، وقد علّمها عيسى u دينًا بسيطًا سهلا، ولكن التعقيد طرأ عليها بعد ذلك، حتى أصبح عسيرًا جدًا فهم كثير من مبادئها، وحتى أصبح غموضها طبيعة واضحة فيها“.
                                ويقول أيضًا: ”إنّ المسيحية بدأت بسيطة ولكن الناس عقّدوها بعقائد صعبة عصفت بها“ (المسيحية لأحمد شلبي ص21).
                                ولكثرة تعقيد المسيحية أصبحت لاتوضّح مقصودًا، فهي عبارات وفقرات إنشائية غامضة لا أكثر!، وخلاصة القول بخصوص العقيدة المسيحية في التثليث كما يقول القس وهيب عطا الله: ”إنّ التجسُّد قضية فيها تناقض مع العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية، ولكننا نصدّق ونؤمن أنّ هذا ممكن حتى ولو لم يكن معقولا!“ (طبيعة السيد المسيح ص18).
                                ونقلاً عن الدكتور منقذ السقار، يقول كيرك جارد: ”إن كل محاولة يراد بها جعل المسيحية ديانة معقولة لا بد أن تؤدى إلى القضاء عليها“.
                                وقد أوجز القديس أوغسطين فهمه للمسيحية بقوله: ”أنا أؤمن ، لأن ذلك لا يتفق والعقل“.
                                ويقول زكى شنودة عن التثليث: ”وهذا سر من أسرار اللاهوت الغامضة ، التى لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشرى“.
                                ويقول الأب جيمس تد: ”العقيدة المسيحية تعلو على فهم العقل“.
                                ويقول القس أنيس شروش: ”واحد فى ثلاثة ، وثلاثة فى واحد ، سر ليس عليكم أن تفهموه، بل عليكم أن تقبلوه“.
                                وقد ذكر الأستاذ أحمد طاهر في كتابه الأناجيل – دراسة مقارنة – ص113 – دار المعارف) ما ذكرته دائرة المعارف الكاثوليكية عن التثليث. فهى تقول إن: ”كل من يتكلم في التثليث دون أن يكون مؤهلاً لذلك , إنما ينتقل إلى أحداث الربع الأخير من القرن الرابع وفي هذا الوقت فقط أدخل ما يسمى بالتثليث إلى المسيحية فكرًا وحياة.“ (دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة طبعة 1967 ج14 ص295)
                                ”وتقول نفس دائرة المعارف في عبارات واضحة بعد ذلك بقليل, لم تستقر نظرية التثليث "إله واحد في ثلاثة أشخاص" ولم يعرف الآباء الرسل قبل ذلك شيئًا يشبه من قريب أو من بعيد مثل هذه الفكرة أو هذه النظرية.“ (دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة ط1967 ج14 ص299).
                                ويقول القس ج. ف. دى جرون في كتابه (تعاليم الكاثوليكية): (إنَّ الثالوث المقدس هو سر الأسرار بكل معنى الكلمة, العقل وحده لا يستطيع إثبات وجود الثلاثة فى إله واحد, لكن الوحي علمنا إياه, وحتى بعد أنْ عرفنا بوجود سر الأسرار، فإنَّه يستحيل على العقل البشرى أنْ يفهم كيف تتحد ثلاث ذوات فى طبيعة إلهية واحدة).
                                الأمر الذى حدا بأحد حكماء الهند إلى القول بأن هؤلاء القوم تفردوا فى العالم كله بأنهم: (قصدوا مضادة العقل, وناصبوه العداوة, واستحلوا بيت الاستحالات, مع أنهم حادوا عن المسلك الذى انتهجه غيرهم من أهل الشرائع, وقد كان لهم فيهم كفاية, ولكنهم شذوا عن جميع مناهج العالم الشرعية الصالحة, العقلية الواضحة, واعتقدوا كل مستحيل ممكنًا) (نقلاً عن "بين الإسلام والمسيحية"، لأبى عبيدة الخزرجى، ص123)
                                وهذه الصورة تعبر بصورة مختصرة عن الثالوث الذى يؤمنون به:
                                فالصورة تصيب بالإحباط لاستحالة فهمها. فالمتتبع للمثلث من الخارج يفهم أن الآب غير الابن غير الروح القدس، أما المتتبع للمثلث من الداخل فيجد أن الآب هو الابن هو الروح القدس!! وهذا هو لب العقيدة التى اعتبرها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر تقوم على العقل بخلاف الإسلام.
                                وعلى القارىء الآن أن يكون مستعدًا أن يفتش الكتب ليرى فى أى سفر من أسفاره أمر الرب بعقيدة التثليث صراحة ، وأى نبى عرفها وعلمها أتباعه دون مواربة:
                                ففى العهد القديم لا توجد إشارة صريحة لهذه العقيدة:
                                فيقول قاموس الكتابالمقدس المصور: ”الكلمة ثالوث ليست موجودة في الكتاب المقدس ولم تجد مكانا بصورة رسمية في لاهوت الكنيسة حتى القرن الرابع“.
                                وتقول دائرة المعارفالكاثوليكية: ”الثالوث ليس كلمة الله على نحو مباشر وفورى“.
                                تعترف دائرة معارف الدين: ”اللاهوتيون اليوم متفقون على أن الكتاب المقدس العبرانى لا يحتوى على عقيدة الثالوث.
                                وتقول دائرة المعارف الكاثوليكية الحديثة: ”لا يحتوى العهد القديم على عقيدة الثالوث الأقدس“.
                                في كتاب (الإله الثالوثى) لمؤلفه اليسوعى ادموندفورتمان ”لا يخبرنا العهد القديم صراحة أو بمعنى مُحدَّد عن أى شىء بوضوح عن إله ثالوثى هو الأب والابن والروح القدس. ولا يوجد أيضًا أى دليل لدينا على أن أى كتبة النصوص المقدسة قد توقع وجود ثالوث فى الذات الإلهية. ولكن أن يرى المرء في العهد القديم إشارات أو رموز أو علامات خفية لثالوث من الأقانيم ، فهذا أبعد ما يكون عن معنى الكلمات أو مقصد كتبة الأسفار المقدسة“.
                                ولا توجد إشارة صريحة لهذه العقيدة أيضًا فى العهد الجديد:
                                تقول دائرة معارف الدين ”يتفق اللاهوتيون على أن العهد الجديد لا يحتوى على عقيدة واضحة للثالوث“.
                                ويعلن اليسوعي فورتمان: ”إن كتبة العهد الجديد لا يعطوننا أية فكرة عن عقيدة تتعلَّق بلثالوث سواء كانت رسمية أو مصوغة, ولا يَهْدُوننا إلى تعليمٍ واضحٍ يقضى بأن هناك ثلاثة أقانيم إلهية متساوية فى إله واحد، ولا نجد فى أى مكان أية عقيدة ثالوثية لثلاثة أشخاص متميزين للحياة والنشاط الإلهيين فى الذات الإلهية نفسها“.
                                ويقول برنارلوسيه فى (تاريخ قصير للعقيدة المسيحية) ”فيما يتعلق بالعهد الجديد لا يجد فيه المرء عقيدة حقيقية للثالوث“.
                                ويعلن القاموس الأممى الجديد للاهوت العهد الجديد: ”لا يحتوى العهد الجديد على عقيدة الثالوث المتطورة (لا يوجد إعلان واضح بأن الأب والابن والروح القدس هم من جوهر متساوى) - كما قال اللاهوتى البروتستانتى كارلبارت–“.
                                ويقول المؤرخ آرثر ويغول: ”لم يذكر يسوع المسيح مثل هذه الظاهرة ولا تظهر فى أى مكان فى العهد الجديد كلمة ثالوث غير أن الكنيسة تبنت الفكرة بعد ثلاثمائة سنة من موت ربنا“.
                                يقول القاموس الأممي الجديد للاهوت العهد الجديد: ”لم تكن لدى المسيحية الأولى عقيدة واضحة للثالوث كالتى تطورت فيما بعد فى الدساتير“.
                                وتقول دائرة معارفالدين والأخلاق: ”في بادىء الأمر لم يكن الإيمان المسيحي ثالوثيًا ، ولم يكن كذلك في العصر الرسولى وبعده مباشرة، كما يظهر ذلك فى العهد الجديد والكتابات المسيحية المبكرة الأخرى“.
                                وتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (ثالوث) ”لم ترد كلمة "الثالوث" في الكتاب المقدس، حيث لا يذكر الكتاب المقدس هذا اللفظ بالذات تعبيرا عن مفهوم انه ليس هناك سوى الله الواحد الحقيقي، وأن في وحدانية الله ثلاثة أقانيم هم واحد في الجوهر ومتساوون في الأزلية والقدرة والمجد، لكنهم متمايزون في الشخصية. وعقيدة الثالوث عقيدة كتابية، ليس باعتبار ورودها نصا في الكتاب المقدس، لكن باعتبارها روح الكتاب المقدس. والتعبير عن عقيدة كتابية بعبارات كتابية افضل لحفظ الحق الكتابي.
                                وتقول أيضًا: (ثالثا ـ عقيدة الثالوث ليس لها برهان عقلاني: لا يمكن إثبات عقيدة الثالوث بالعقل لأنها تسمو عن إدراك العقل، إذ ليس لها شبيه في الطبيعة الروحية للإنسان المخلوق على صورة الله. فالثالوث الأقدس فريد لا مثيل له في الكون كله، وعليه فليس ثمة ما يعيننا على فهمه.)
                                ويقول قاموس الكتاب المقدس مادة (ثالوث): ”ولقد كان يقين الكنيسة وايمانها بلاهوت المسيح هو الدافع الحتمي لها لتصوغ حقيقة التثليث في قالب يجعلها المحور الذي تدور حوله كل معرفة المسيحيين بالله في تلك البيئة اليهودية او الوثنية وتقوم عليه.“ وهذا اعتراف ضمنى أن الكنيسة هى صاحبة هذه الصيغة ، وقج اخترعتها لتغطى ثغرة عدم ذكر الكتاب المقدس لها. فماذا اخترعت لكم الكنيسة أيضًا؟
                                ”والكلمة نفسها ((التثليث او الثالوث)) لم ترد في الكتاب المقدس، ويظن ان اول من صاغها واخترعها واستعملها هو ترتليان في القرن الثاني للميلاد. ثم ظهر سبيليوس ببدعته في منتصف القرن الثالث وحاول ان يفسر العقيدة بالقول ((ان التثليث ليس امرًا حقيقيًا في الله لكنه مجرد اعلان خارجي، فهو حادث مؤقت وليس أبديًا)) . ثم ظهرت بدعة اريوس الذي نادى بان الآب وحده هو الازلي بينما الابن والروح القدس مخلوقان متميزان عن سائر الخلقة، واخيرًا ظهر اثناسيوس داحضًا هذه النظريات وواضعًا اساس العقيدة السليمة التي قبلها واعتمدها مجمع نيقية في عام 325 ميلادية .
                                ولقد تبلور قانون الايمان الاثناسيوسي على يد أغسطينوس في القرن الخامس، وصار القانون عقيدة الكنيسة الفعلية من ذلك التاريخ إلى يومنا هذا.
                                ولا يستطيع دارس هذه العقيدة ان ينسى المصلح جون كلفن، الذي عاش في القرن السادس عشر، ونبّه على التساوي التام بين الاقانيم الثلاثة في هذه العقيدة، التي يلزمها مثل هذا التنبير من وقت إلى آخر على مر الزمن.
                                وأخيرًا نود أن نشير إلى أن عقيدة التثليث عقيدة سامية ترتفع فوق الادراك البشري ولا يدركها العقل مجردًا، لأنها ليست وليدة التفكير البشري بل هي إعلان سماوي يقدمه الوحي المقدس، ويدعمه الاختبار المسيحي. وهكذا تصير كل ديانة يبتدعها البشر خالية من عقيدة التثليث. وفي سبيل قبول هذه العقيدة واعتناقها لا بد من الاختبار العميق للحياة المسيحية.“
                                قال يوستينوس الشهيد, الذىمات نحو سنة 165م ”كان المسيح ملاكًا مخلوقًا. وهو غير الله الذى صنع كل الأشياء“.وقال إن يسوع هو أدنى من الله ولم يفعل شيئًا إلا ما أراد الخالق أن يفعله ولم يقل إلا ما أراد الله له أن يقوله.
                                يؤكد أنه كان خاضعًا لإرادة الله ومشيئته أقوال يسوع نفسه الآتية:
                                (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28
                                (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50
                                وقوله: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30
                                وإيريناوس الذى مات نحو 200م قال: إن يسوع قبل بشريته كان له وجود منفصل عن الله ، وكان أدنى منه ، وأظهر أن يسوع ليس مساويًا للإله الحقيقى الوحيد ، الذى هو أسمى من الجميع.
                                يؤكد هذا قول يسوع نفسه: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16،
                                وقوله: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
                                وترتليان الذى مات نحو 230م علم بسمو الله قائلاً: ”الاب مختلف عن الابن، إذ هو أعظم. إن الذى يلد يختلف عن الذى يولد , والذي يُرسَل يختلف عن المُرسِل“ وقال أيضًا: ”كان هناك وقت لم يكن فيه يسوع قبل كل الاشياء، وكان الله وحده“. وعلى هذا فالابن غير الآب غير الروح القدس.
                                ويقول الفان لامسون فى كتابه (كنيسة القرون الثلاثة الأولى): ”لا تستمد عقيدة الثالوث الشائعة فى عصرنا هذا أدنى تأييد من لغةيوستينوس الشهيد، وهذه الملاحظة يمكن أن تشمل كل آباء ما قبل مجمع نيقية ، أى كل الكتبة المسييحين طوال الثلاثة قرون بعد الميلاد. صحيح أنهم يتكلمون عن الأب والابن والروح القدس، ولكن ليس باعتبارهم متساوون معًا, وليس باعتبارهم جوهر عددى واحد، وليس باعتبارهم ثلاثة فى واحد, ولا بأى معنى يعترف به الثالوثيون اليوم, والعكس تمامًا هو الواقع“.
                                وهذه العقيدة التى تنادى بها الكنيسة اليوم هى نفس العقيدة الهرطوقية التى كان ترتليان يحاربها. فقد كتب ترتليان كتابًا كاملاً أسماه «ضد باركسياس»، وحارب فيه هذه العقيدة الضالة التى كان ينادى بها. وتتلخص تعاليم هذه الطائفة الضالة فى أن ”المسيح هو الله الآب، فالمسيح ما هو إلا مظهرًا من مظاهر الله ، أو بمعنى آخر، فإن الله واحد وهذا الإله الواحد ظهر فى يسوع المسيح فى هيئة إنسان. وهو نفسه ظهر فيما بعد فى الروح القدس وحل على المؤمنين. فالآب والابن والروح القدس ما هم إلا أسماء لأقانيم، وفى الحقيقة لا يوجد إلا شخص واحد وهو الله“. (تاريخ الفكر المسيحى ص527)
                                وأكرر إن ما ينادى به المسيحيون اليوم هو ما نادى به من قبل «باركسياس» فى روما ، وهو ضال من وجهة نظر ترتليان ، وصاحب عقيدة فاسدة. فيقول الدكتور القس حنا جرجس الخضرى فى كتابه السابق الذكر ص524 عن ملخص عقيدة باركسياس التى تقول: ”إن الآب هو نفسه الذى نزل فى بطن مريم العذراء وولد منها، وهو أيضًا نفسه الذى تألم، فالآب نفسه هو يسوع (انظر Prax 1) ورفض ترتليانوس هذه العقيدة ، ويعتبر ما كتبه دحضًا لهذه الهرطقة فى غاية الأهمية“.
                                وفى كتابه عن الروح يرفض ترتليان ”فكرة الوجود السابق للروح“ ص524. الأمر الذى لا يتفق مع عقيدة المثلثين اليوم ، الذين ينادون بأزلية الابن والروح القدس، وتجسُّد الإله ، وتعذيبه وقتله على الصليب. وكان يستشهد على عدم تساوى الآب والابن بقول المسيح نفسه الذى يقول فيه: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي)يوحنا 14: 28 ويواصل ترتليان شرحه لعقيدة اللوجوس فى المسيح ”بالقول بأنه بناءً على ما سبق فالابن كابن ليس أزليًا“. (تاريخ الفكر المسيحى ص529)
                                ومعنى هذا أن التثليث الذى تكلم عنه ترتليان غير الثالوث الذى تُؤمن به الكنيسة اليوم ، وأنه كان يؤمن أن فكرة (كون الآب هو الابن هو الروح القدس) عقيدة كفر وضلال عند ترتليان، ويجب مكافحتها بالفكر وتعليم الناس ليتسلحوا ضدها، إلا أنها هى التى انتصرت فى النهاية!!
                                إلا أن الدكتور القس حنا الخضرى عاد فألصق بترتليان إيمانه بالثالوث ، وفيه يظل الآب ”سيدًا للكون ويحتفظ بهذا السلطان ، ومع أنه محتفظ بهذا السلطان فقد منحه للابن، وهذا الأخير يستعمل هذا السلطان فى العالم لكى ينفذ به ما يريده الآب. وكل ما يريده الابن لا يختلف عن ما يريده الآب، فلا نزاع إذن بين الآب والابن. لأن ما يريده الآب هو ما يريده الابن، وينفذه الروح القدس“. (ص531)
                                ولو قرأت هذه الفقرة مرة أخرى، لوجدت أن الابن سينفذ ما يريده الآب، إلا أنه لم يجد وظيفة للروح القدس ، فجعلها تنفذ هى الأخرى ما يريده الآب والابن. وهذا يكاد يصيب القارىء بالحَوَل. وأكيد سيتساءل القارىء عن الآتى:
                                ما الذى دعا الآب أن يتنازل اليوم (بعد وجود الابن) عن سلطانه؟
                                ولمن يكون الدعاء اليوم: هل هو للآب الذى تنازل عن سلطانه أم للابن الذى يملك هذا السلطان أم للروح القدس الذى ينفذ مشيئة الآب؟
                                ولماذا استأثر الآب بالسلطان والسيادة طوال هذا العمر قبل ولادة الابن وخلقه؟
                                وكيف سيكون الآب محتفظًا بسلطانه كسيد للعالم ، فى الوقت الذى أعطى فيه هذا السلطان للابن؟
                                وهل من العدل أن يستأثر الآب بهذا السلطان طوال هذا الزمن ، الذى يقدره البعض بملايين السنين، ثم يعطيه للابن لعدة سنوات قليلة؟ هل فى هذا تساوى بينهما فى الألوهية والسلطان؟ فقد تكلم الابن عن نهاية وشيكة للعالم قبل انتهاء الجيل المعاصر له: (29«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 31فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا. ........ 34اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ. 35اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.) متى 24: 29-35
                                وكيف تتفق مشيئة الآب والابن فى الوقت الذى اختلفت مشيئتهما على الأرض، وتنازل الابن تأدُّبًا معه عن إرادته ، ووافق على مشيئة الرب العالم بكل شىء وإرادته؟ (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ..... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».) متى 26: 39 و42
                                ولماذا لم يعط هذا السلطان للروح القدس؟
                                وما معنى أن الابن سينفذ إرادة الآب؟ فالآب ينفذ إرادته بكلمة «كن»، فهل يضن الرب بنطق هذه الكلمة ، وتركها للابن؟
                                ومن الذى سينفذ مشيئة الآب بالضبط: هل هو الابن أم الروح القدس؟
                                فإذا كان الآب الذى كان يستأثر بالسلطان والسيادة على العالم ، هو نفسه الابن الذى دُفِعَت إليه السيادة ، هو نفسه الروح القدس. فما المغزى من القول بأن الآب أعطى الابن؟
                                لماذا لا تقولون أعطى نفسه أو نقل الملكية من نفسه كآب إلى نفسه كابن؟
                                وهكذا فإن شهادة الكتاب المقدس والتاريخ توضحان أن الثالوث لميكن معروفًا في كل أزمنة الكتاب المقدس وطوال عدة قرون بعد ذلك.
                                ثلاثة شهود فى السماء وثلاثة شهود فى الأرض:
                                بعد أن تناولنا نص متى 28: 19 بالتحليل والدراسة من المصادر المسيحية المعتبرة عندهم ، نتناول ثانى وأهم نص يُشير إلى التثليث ، وهو النص الوحيد الذى يعتبر الثلاثة واحد ، وهو نص رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8
                                يقول النص: (فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.) يوحنا الأولى 5: 7-8
                                والنص واضح جدا فى دمج الأب والكلمة والروح ، وهؤلاء الثلاثة هم واحد. كما دمج على الأرض الروح والماء والدم. ويطمئن المسيحيون جدًا لهذا القول كدليل لديهم على التثليث وشرعيته.
                                إن النص يتكلم هنا عن وحدة فى شهادة الشهود، فهى إن كانت تعنى فهى تعنى أن شهادة هؤلاء الثلاثة واحدة. والشهود يوم القيامة هم الله تعالى وكتابه الذى يدين به الناس ورسوله الذى بلغ هذه الرسالة. وإلا لماذا أقحم الشهادة فى النص ، لو كان يعنى أنهم ثلاثة أقانيم فى واحد ، وواحد له ثلاثة أقانيم؟ لكن ما المشكلة أن تكون شهادة كل المؤمنين شهادة واحدة؟ وما المشكلة أن يكون كل الأنبياء على قلب رجل واحد ، وتتفق شهادتهم مع كلام الله؟ هل هذا يعنى اتحادهم بالله؟ فما علاقة هذا بالثالوث الوثنى الذى تؤمن به أيها القمص.
                                وإذا تخيلنا شهادة الثلاثة على الأرض وهم الروح والماء والدم ، فعن أى ثالوث يعبِّر هذا الماء والدم؟ فإذا فهمت أن الثلاثة الأول هم الثالوث الذى تؤمن به أيها القمص ، فعليك أن تؤمن أن الشهود الثلاثة الذين على الأرض هو الثالوث الثانى. وبالتالى فأنت تؤمن بإله سداسى الأقانيم، منقسم إلى ثلاثة فى السماء ، وثلاثة على الأرض. ولنترك النص يوضح هذا للقارىء:
                                والدليل على هذا الفهم السليم للنص أن الترجمة الكاثوليكية 1986 قالتها: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون). أى متفقون فى الشهادة.
                                ونُكمل النص ليتأكد لنا أنه لا يتكلم عن ثالوث فى واحد ، ولكنه يتكلم عن شهادة الله لنبيه: (9إِنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ فَشَهَادَةُ اللهِ أَعْظَمُ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ اللهِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا عَنِ ابْنِهِ. 10مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِباً، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللهُ عَنِ ابْنِهِ. 11وَهَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهَذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. 12مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. 13كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.) يوحنا الأولى 5: 9-13
                                فالرب شهد إذن لابنه ، وقلنا إنه من اللامعقول أن يكون الابن هو الآب ، لأنه فى هذه الحالة ستسقط شهادة الآب ، لأن شهادته لنفسه تبعًا لدستوره لا تجوز ، فلا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر: (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً.) يوحنا 5: 31
                                وعبَّر يسوع على أنه والأب اثنان فقال: (16وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 17وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ. 18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».) يوحنا 8: 16-18
                                والنقطة الثانية فى هذا النص أن سبب هذه التعاليم والهدف منها هو (وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.) ، وليس باسم الأب والابن والروح القدس ، وليس التعميد باسم هؤلاء الثلاثة، بل باسم يسوع، الأمر الذى يتفق مع ما فعله التلاميذ فيما بعد.
                                أما عن أصالة هذا النص يقول موقع Biblegateway.comللكتاب المقدس على النت تعليقًا على هذه الفقرة فى هامشهإنها غير موجودة فى أى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر:
                                http://bible.gospelcom.net/passage/?search=1%20john%205%20&version=31;&version=31;#fe n-NIV-30617a
                                a. 1 John 5:8 Late manuscripts of the Vulgate testify in heaven: the Father, the Word and the Holy Spirit, and these three are one. 8 And there are three that testify on earth: the (not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)
                                وتعلق عليها ترجمة الملك جيمس الحديثة قائلة:
                                1 John 5:8 NU-Text and M-Text omit the words from in heaven (verse 7) through on earth (verse 8). Only four or five very late manuscripts contain these words in Greek.
                                http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=1JOHN+5&language=engl...
                                لاحظ قوله إن هناك بعض النسخ حذفت كلمات (فى السماء) من الفقرة السابعة و(فى الأرض) من الفقرة الثامنة ولم تحتويها أى نسخة غير أربع أو خمس نسخ من النسخ المتأخرة (الحديثة نسبيًا) على هذه الكلمات. ألا يثبت هذا الاختلافات الواقعة بين النسخ القديمة التى يتفاخرون بها؟ وألا يثبت هذا وجود التحريفات التى دخلت هذا الكتاب لمدة ما من الوقت ، ثم أنبهم ضميرهم فحذفوا غير الموجود فى أقدم النسخ؟ ألا يثبت هذا تلاعبهم بكتاب يُطلقون عليه كتاب الله ، ويثبت عدم إيمانهم به ككتاب لله وإلا لما تلاعبوا به؟
                                وقد وضعها مترجم كتاب الحياة بين قوسين معكوفين ، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب!!
                                أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة فقد حذفوا النص ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله، فحذفوا ما تحته خط: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)
                                وكتبوها كالآتى: (7والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ(1): 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ.) ، تُرى متى تفيق ضمائر باقى المسئولين عن ترجمة الكتاب المقدس ونقده ، وينقون الكتاب مما علق به.كما أضاف التعليق الآتى فى نهاية الصفحة: (والَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ). ثم قال: هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.
                                وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).
                                وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟
                                أما ترجمة الكاثوليك اليسوعية لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.
                                أما الترجمة الأباء اليسوعيين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به. كما لو كان القارىء لن يلتفت إلى هذا الحذف، ولن يدر بخلده أن هناك من يحذف ويبدل ويضيف من تلقاء نفسه. وذلك لأنه يثق ثقة عمياء فى رجال الكنيسة وعلماء اللاهوت ، الذين لهم الحق فى تفسير الكتاب والعقيدة ، دون إبداء اعتراض أو تعبير لعدم الفهم أو عدم الإقتناع.
                                فماذا تنتظر عزيزى المسيحى بعد اعتراف من أرفع علمائكم وهم علماء الكتاب المقدس وشرح المتون والأصول؟ لقد قالها بصراحة عارية: إن هذا النص أُدخِلَ إلى المتن ، وهذا أحد أدلتنا عليكم للتحريف!
                                وأقول له: إن معنى هذا أنه لا يوجد تطابق بين ما تسمونه أقدم النسخ لديكم ، والتى تسمونها أصول الكتاب المقدس، أو إنهم يتلاعبون بنصوص الكتاب الذى ينسبونه للرب!!
                                وأسأله: ما مصير من آمن بهذا النص أنه موحى به من عند الرب من الأجيال اللاحقة للقرن السادس عشر حتى عاد ضمير المترجم إلى صوابه فى القرن العشرين أو الواحد والعشرين؟

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                5 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                                رد 1
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:46 ص
                                ردود 2
                                21 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 18 ديس, 2023, 02:45 م
                                ردود 0
                                75 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة رمضان الخضرى  
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:21 ص
                                ردود 0
                                71 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                يعمل...
                                X