العدل الالهي والرق في الاسلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

AFRICA مسلم اكتشف المزيد حول AFRICA
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العدل الالهي والرق في الاسلام

    السلام عليكم
    لدي سؤال ملح جدا والاجابه عليه سوف تحدد موقفي من الاسلام السؤال هو ان الاسلام قد شرع الرق ولم يحرمه وفي الاسلام يجوز الابقاء
    على الرقيق حتى وان اسلم وهي الحالة السائدة وقد شرع الاسلام احكام خاصة بالعبيد في القصاص وفي العبادات وبعض العبادات لاتجوز الا بموافقة
    السيد كالحج و في المكاتبة يشترط ان يرى السيد في العبد الصلاح حتى يكاتبه وفي هذا المقام يكون السيد بمثابة الاله للعبد حيث انه هو الذي يحدد درجة
    صلاحه وماهو مقياس الصلاح وكيف لانسان ان يحدد درجة صلاح انسان اخر ويحكم عليه ثم انه من المفترض في الاسلام اساسا انه جاء لتحرير الناس من
    عبادة العباد الى عبادة رب العباد فكيف تجتمع العبودية والاسلام في شخص واحد وفي ذلك تعارض واضح مع صفة العدل الالهي ارجو ان يجيبني احد على هذه
    الاسئلة وارجو عدم المقارنة مع الديانات الاخرى لانها محرفة.

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الزميل الفاضل ..... " AFRICA "

    مرحبا بك في منتدى حراس العقيدة ونسأل الله لك الهداية والتوفيق والسداد

    كل ما ذكرته ياصديقي الفاضل قد قتله العلماء بحثا منذ زمن بعيد وأجابوا على جميع التساؤلات المتعلقة بقضية الرق

    أرشح لك هذا الكتاب الرائع لفضيلة العلامة الدكتور عبدالله ناصح علوان رحمه الله

    " نظام الرق في الأسلام "

    سوف تجد فيه بأذن الله ما يشفي صدرك ويجيب على جميع التساؤلات التي وردت ببالك والتي قد ترد فقد أجاب العلامة الشيخ على القضية بجميع أبعادها كاملة


    للتحميل اضغط على الصورة كليك يمين ثم اختار ( save target as )

    في انتظار تصفحك وقراءتك لهذا الكتاب القيم
    اعرف دينك
    {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
    دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


    يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم
      و عليكم السلام ورحمه الله و بركاته و مرحبا بك فى منتدانا

      لدي سؤال ملح جدا والاجابه عليه سوف تحدد موقفي من الاسلام
      هذا ليس سؤال ملح بل شيطان يتلاعب بك أخى الحبيب و يلقى فى نفسك مايبعدك عن الله عز و جل

      السؤال هو ان الاسلام قد شرع الرق ولم يحرمه
      من قال لك ذلك و من أتيت أنت بهذا الأستنباط , الأسلام لم يشرع العبودية و الرق فالرق كان واقعا مؤلما قبل أن يأتى الأسلام و بمئات السنين كان العبيد فيها يعانوا الويلات من قتل و تعذيب و جاء الأسلام لينهى عن ضرب و تعذيب العبيد , بل أن الرسول صلى الله وسلم أمر عبدالله بن مسعود بعتق عبده حين رآه يضربه ليقول كلمته الشهيرة "أن قدرة الله عليك أعظم من قدرتك على هذا العبد " بل كل التشريعات الأسلامية تصب فى مصلحة العبد و فى طريق تحريره و أعطته حقوق لم يحصل عليها عند العرب و غيرهم

      و اليك تاريخ العبودية عند العرب "من مشاركة منقوله"

      الرق عند العرب في الجاهلية
      اتشر الرق عند العرب قبل الأسلام انتشارا كبيرا, وكانت وسيلته الحروب التي لا تنتهي في الجزيرة العربية, وكان الغالب يأسر من المغلوبين من يستطيع ليصبحوا عبيدا , ومن وسائل الرق عند العرب القوة فاذا قابلت قبيلة قوية قبيلة ضعيفه استسلمت القبيلة الضعيفه للقويه و خضعت لها واصبح افرادها عبيدا . ومن وسائل الرق عند العرب الهجوم السريع , فالشخص الذي يمشي وحده , او الجماعة من الناس التي تمشي دون ان تستطيع حماية نفسها كانت عرضة للخطف نتيجة هجوم سريع , فيصبحون بذلك عبيدا.
      لكن قبل ان انهي هذه النقطه , احب ان اذكر ان جميع الأمم كان الرق عندها يشمل الجسد والعقل, فالرقيق يتبع سيده في دينه وتفكيره ولا يحق له ان يتبع تفكيرا اخر غير تفكير سيده .


      الأسلام يا أخى الفاضل جاء ليصحح واقع مؤلم يعيشه الناس , و لكن كان على الرسول أن يأتى الأمر بالحكمة و التدرج فى التشريع و ليس بمجرد " أمر تحريم " و أنتهى الأمر و كأنه قرار جمهورى , و هل لك أن تخبرنا أيضا لماذا لم تحرم الخمر بمجرد ظهور الأسلام وظل البعض يشرب الخمر للدرجة التى جعلت " عمر بن الخطاب " يحث الرسول على تحريمها حتى تم تحريم الخمر بعد ذلك بسنوات , فلابد يا أخى من التدرج فى التشريع و الأخذ بالعمل على الشئ فأنت ان أكرهت الناس على الحق دفعة واحدة لتركوه دفعة واحدة , فللأسف كان من الصعب على الناس فى هذا الزمن أن يتركوا الرق و العبودية لأنها تأسس عليها أشياءا كثيرة لا يمكن التعامل معها بهذه البساطة التى تتحدث بها أنت الآن بعد أن مر على أنتهاء الرق فى الجزيرة العربية مئات السنين

      واليك يا أخى رأى الشيخ الشعراوى فى الرق و العبودية و هذا رابطه ان أردت المزيد

      http://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C7%E1%D1%DE


      قال الإمام الشعراوي ورحمه الله حول هذه النقطة :-


      لقد اتهموا أعداء الإسلام الإسلام زوراً بأنه هو الذي شرع الرق، ولكن الحقيقة أنه لم يبتدع أو ينشيء الأسر والرق، ولكنه كان نظاماً موجوداً بالفعل وقت ظهور الإسلام ، وكانت منابع الرق متعددة بحق أو بباطل، بحرب أو بغير حرب، فقد يرتكب أحد جناية في حق الآخر ولا يقدر أن يعوضه فيقول: " خذني عبداً لك " ، أو " خذ ابنتي جارية " ، وآخر قد يكون مَديناً فيقول: خذ ابني عبداً لك أو ابنتي جارية لك ".

      وكانت مصادر الرق - إذن - متعددة، ولم يكن للعتق إلا مصرف واحد. وهو إرادة السيد أن يعتق عبده أو يحرره.

      ومعنى ذلك أن عدد الرقيق والعبيد كان يتزايد ولا ينقص؛ لأن مصادره متعددة وليس هناك إلا باب واحد للخروج منه، وعندما جاء الإسلام ووجد الحال هكذا أراد أن يعالج مشكلة الرق ويعمل على تصفيته. ومن سمات الإسلام أنه يعالج مثل هذه الأمور بالتدريج وليس بالطفرة؛ فألغي الإسلام كل مصادر الرق إلا مصدراً واحداً وهو الحرب المشروعة التي يعلنها الإمام أو الحاكم. وكل رق من غير الحرب المشروعة حرام ولا يجوز الاسترقاق من غير طريقها، وفي ذات الوقت، عدد الإسلام أبواب عتق العبيد، وجعله كفارة لذنوب كثيرة لا يكفر عنها ولا يغفرها سبحانه وتعالى إلا بعتق رقبة، بل إنه زاد على ذلك في الثواب الكبير الذي يناله من يعتق رقبة حبا في الله وإيماناً به فقال سبحانه وتعالى:{ فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ }
      [البلد: 11-13].


      فإذا لم يرتكب الإنسان ذنباً يوجب عتق رقبة ولا أعتق رقبة بأريحية إيمانية، فإنه في هذه الحالة عليه أن يعامل الأسير معاملة الأخ له في الإسلام. فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه سيدنا أبو ذَر رَضي الله عنه. " إخوانكم خولكم جعلهم الله فتنة تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه ".

      إذن فقد ساوى هذا الحديث الشريف بين العبد والسيد، وألغي التمييز بينهما؛ فجعل العبد يلبس مما يلبس سيده ويأكل مما يأكل أو يأكل معه؛ وفي العمل يعينه ويجعل يده بيده، ولا يناديه إلا بـ " يا فتاي " أو " يا فتاتي ".

      إذن فالإسلام قد جاء والرق موجود وأبوابه كثيرة متعددة ومصرفه واحد؛ فأقفل الأبواب كلها إلا باباً واحداً، وفتح مصارف الرق حتى تتم تصفيته تماماً بالتدريج. وبالنسبة للنساء جاء التشريع السماوي في قول الله تعالى:
      { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }
      [النساء: 3].

      وكان ذلك باباً جديداً من ابواب تصفية الرق؛ لأن الأمة إن تزوجت عبداً مثلها تظل على عبوديتها وأولادها عبيد، فإن أخذها الرجل إلى متاعه وأصبحت أم ولده يكون أولادها أحراراً، وبذلك واصل الإسلام تصفية الرق، وفي ذات الوقت أزاح عن الأنثى الكبت الجنسي الذي يمكن أن يجعلها تنحرف وهي بعيدة عن أهلها مقطوعة عن بيئتها، وترى حولها زوجات يتمتعن برعاية وحنان ومحبة الأزواج وهذه مسألة تحرك فيها العواطف، فأباح للرجل إن راقت عواطفهما لبعضهما أن يعاشرها كامرأته الحرة وأن ينجب منها وهي أمَة، وفي ذلك رفع لشأنها لأنها بالإنجاب تصبح زوجة، وفي ذات الوقت تصفية للرق.

      إن هذه المسألة أثارت جدلاً كثيراً حول الإسلام، وقيل فيها كلام كله كذب وافتراء. والآن بعد أن ألغي الرق سياسيا بمعاهدات دولية انتهت إلى ذات المبادئ التي جاء بها الإسلام ولم يأتي بها أي دين اخر وهي تبادل الأسرى والمعاملة بالمثل. وهو مبدأ أول ما جاء، إنما جاء به الإسلام، فليس من المعقول أن يأخذ عدو لي أولادي يسخرهم عنده لما يريد، وأنا أطلق أولاده الأسرى عندي، ولكن المعاملة بالمثل فإن منّوا نُمنّ، وإن فدوا نفد.

      سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


      يتبع

      تعليق


      • #4
        عذرا للأستاذ " دكتور أزهرى " لم أرى مشاركتك و أستأزنك فى تكملة المشاركة المنقولة التى بدأتها







        وفي الاسلام يجوز الابقاء على الرقيق حتى وان اسلم وهي الحالة السائدة وقد شرع الاسلام احكام خاصة بالعبيد في القصاص وفي العبادات وبعض العبادات لاتجوز الا بموافقة السيد كالحج و في المكاتبة يشترط ان يرى السيد في العبد الصلاح حتى يكاتبه وفي هذا المقام يكون السيد بمثابة الاله للعبد حيث انه هو الذي يحدد درجة صلاحه وماهو مقياس الصلاح وكيف لانسان ان يحدد درجة صلاح انسان اخر ويحكم عليه ثم انه من المفترض في الاسلام اساسا انه جاء لتحرير الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد فكيف تجتمع العبودية والاسلام في شخص واحد وفي ذلك تعارض واضح مع صفة العدل الالهي ارجو ان يجيبني احد على هذه الاسئلة
        و لانقول فى كلامك هذا الا لا حول ولاقوة الابالله , و اذا حدث ما هو بخلاف ذلك و أصبح التحرير من العبودية بمجردالأسلام لتحول سؤالك الى التالى " لماذا وضع المسلمين أعتناق الأسلام شرطا لعتق العبيد أليس هذا أكراه على الدين و تعارض واضح مع العدل الألهى ؟؟!!!!!و لتغنى أعداء الأسلام بهذا الأمر ليل نهار و أن الأسلام أتى بالأستعباد وو أجبار الرقيق على الأسلام , للأسف لو أعدت قراءة كلامك لأسقطت نصفه ولا أعرف بالضبط من أين تستنبط هذا الكلامفأنت يا عزيزى جئت بعد الاسلام و لم ترى و لم تسمع كيف كان أمر الرقيق قبل و بعد الاسلام

        و أليك هذه المشاركة المقتبسة لأحد الأخوة على منتدى آخر لرد هذه الشبهةو كذلك الرابط أذا أردت المزيد


        http://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...1%D1%DE&page=2
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



        عالج الإسلام الرقيق معالجة تودي إلى تخفيف وضعالرقالمضروب عليه، وتؤدي إلى عتقه جبراً واختياراً. وقد وضع أحكاماً كثيرة فيهذا الشأن فصلها الفقهاء أتم تفصيل، وتتلخص هذه الأحكام في المسائلالتالية:
        1 -
        وَجَد الإسلامالناسَ يملكون الأرقاء فعالج مشاكل الرقيق بين المالكين معالجة تجعلللرقيق حقوقاً، وتحفظ عليه اعتبار كونه إنساناً كالحر من حيث الصفاتالفطرية التي فُطرت في الإنسان. وقد وصى الله تعالى في القرآن الكريم كماوصى الرسولrفي الحديث الشريف بالإحسان إلى الأرقاءوبحسنمعاشرتهم. قالتعالى: ]وَاعْبُدُوااللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًاوَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِيالْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِالسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ[وقالr: «اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم، هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكمفأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يُغلبهم، فإنكلفتموهم فأعينوهم» رواه مسلم
        2 -
        حث الإسلام على عتق الأرقاء. فقد جعل عتق الرقبة يساعد الإنسـان علىشـكـر نعـم الله الجليلة ويعـينه على اقتحام العقبة قال تعالى: ]فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13)[والاقتحام الدخول والمجاوزة بشدة ومشقة، والعقبة الشدة. فجعل الأعمالالصالحة عقبة وجعل عملها اقتحاماً لها لما في ذلك من معاناة المشقةومجاهدة النفس. وفك الرقبة تخليصها منالرق. فحث الله في الآية على عتق الأرقاء. وكذلك حث الرسول على عتق الأرقاء قالr: «أيما رجل أعتق امرأً مسلماً استنقذ الله تعالى بكل عضو منه عضواً من النار» رواه البخاري ومسلم. وبذلك يتبين أن الإسلام رغَّب في عتق الأرقاء وجعل له ثواباً كبيراً.
        3 -
        شرع الإسلام أحكاماً عملية توجب عتق الأرقاء، فقد شرع أحكاماً تجبر علىالعتق، إذ جعل عتق العبد المملوك للقريب المحرم يتم آلياً بمجرد الملكسواء رضي المالك أم لم يرض، أعتق أم لم يعتق. فكل إنسان يملك قريباً ذارحم محرم بالشراء أو الإرث عتق عليه قريبه جبراً عنه بمجرد الملك دون حاجةإلى إعتاقه. روى أبو داود عن الحسن عن سمرة أن النبيrقال: «من ملك ذا رحم محرم فهو حر» وجعل تعذيب العبد من تحريق أو قطع عضوأو إفساده أو ضرب العبد ضرباً مبرحاً، جعل ذلك موجباً لعتقه، فإن لم يعتقهسيده عتقه الحاكم جبراً عن سيده. وقال: «من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أنيعتقه» رواه مسلم من طريق ابن عمر. وجعلالإسلام عتق الرقبة كفارة لازمة لكثير من الذنوب. فمن قتل مؤمناً خطأفكفارته تحرير رقبة مؤمنة ومن حنث في يمينه فمما يكفر خطيئته تحرير رقبةومن ظاهر من زوجته بأن قال لها أنت عليَّ كظهر أمي ثم عاد إليها فكفارتهتحرير رقبة ومن أفسد صوم رمضان بالجماع فكفارته تحرير رقبة. فكل هذهالأحكام للكفارات تلزم المكفر عتق الرقبة.
        4-
        ولم يكتف الإسلام بذلك بل جعل للعبد نفسه طريقة لأن يعمل على عتق نفسه،كما جعل للمالك طريقة يعوض بها عن ثمن العبد. وذلك في بحث المُكاتَب. ورغبالإسـلام في هذا وأمر الله بالقرآن به فقال تعالى: ]وَالَّذِينَيَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْإِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِيآتَاكُمْ[. وإذا كاتب المولى عبده بأن قال له: إن أتيتني بكذا في مدة كذا فأنت حرّ،كان واجباً علي السيد أن يطلق عبده ليعمل، حتى يحصل على المال الذي كاتبهعليه. وكان واجباً عليه أن يعتقه إذا أحضر المال. ولا يصح له أن يرجع عنهذه المكاتبة. وقد عرّف الفقهاء المكاتبة بأنها تحرير المملوك حالاً،ورقبته مآلاً، وإن الكتابة إذا صحت خرج العبد من يد سيده. ومتى أدى البدلخرج من ملك سيده.
        5 -
        جعل في بيت مال المسلمين باباً خاصاً لعتق الأرقاء. إذ جعل الزكاةتصرفلعتق الأرقاء، وجعله أحد الأبواب الثمانية، قال تعالى: ]إِنَّمَاالصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَاوَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِيسَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ)التوبة (60)[فقوله: ]وَفِي الرِّقَابِِ[يعني عتق الأرقاء
        فهذهالأحكام كلها لعتق الأرقاء. ويلاحظ فيها أنها قد سلكت طريقة التوجيه بالحثوالترغيب، وطريقة التشريع بالأحكام التي تنفذها الدولة بالقوة إذا لمينفذها الفرد بدافع تقوى الله. وهي كلها أحكام تؤدي إلى إنهاءالرقمن المجتمع.
        كيف حرر الأسلام الرقيق
        ثم ننتقل الى المرحلة التالية, مرحلة التحرير الواقعي .
        لقدكانت الخطوة السابقة في الواقع تحريرا روحيا للرقيق , برده الى الأنسانيةومعاملته على انه بشر كريم لايفترق عن الساده من حيث الأصل ظظو وانما هيظروف عارضه حدت من الحرية الخارجية للرقيق في التعامل المياشر مع المجتمع , وفيما عدا هذه النقطة كانت للرقيق كل حقوق الآدميين.
        ان الأسلام لم يلغالرقالغاء صريحا مباشرا , بل وضع نظاما يكفل الغاءه, فيمكنالقول ان الأسلام الغىالرقبطريق غير مباشر.
        ولكن لماذا لم يلغ الأسلامالرقبشكل مباشر؟ وماهو هذا النظام الذي وضعه الأسلام ليلغيالرقبطريق غير مباشر؟
        يعلمنا التاريخ انهلما أراد الشعب الأمريكي أن يكفر عن خطيئة استرقاق العبيد السود الذين اخْتُطِفُوا من غرب إفريقية ،جاءرد الفعل عاطفيا غير مدروس ، فأطلق الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن" : حملة تحرير العبيد ، فاشتهر بــ : "محرر العبيد" ، فسبب ذلك أزمة فيالمجتمع الأمريكي الذي فوجئ بجيش من العاطلين : تضخمت أداة الطاعة عنده ،في مقابل تقلص أداة اتخاذ القرار وتحمل المسئولية ، فنادى أحرار اليومبالعودة إلى رق الأمس، فأين هذا التخبط من سياسة الإسلام الحكيمة في علاجالرق؟!!!! .
        انالأسلام قبل ان يحرر الرقيق عمليا بالمنهج التشريعي الذي رسمه لضمان حريتهحرره من داخل النفس , واعماق الضمير لكي يحس بكيانه فيطلب الحرية بصدقوعزيمه وهذا هو الضمان الحقيقي للحرية.
        اضفالى ذلك انه كانت هناك حروب بين المسلمين وغير المسلمين , وكان غيرالمسلمين يستحلون استرقاق المسلمين , فكان لابد ان يعاملهم المسلمونبالمثل.
        بعد هذه اللفتهالهامة لتحرير الرقيق من داخل النفس أعود الى تبيان المنهج التشريعي فيتحرير الرقيق من خارجها , ليعلم من يريد ان يعلم ان للأسلام منهجا تشريعيافي تحرير الأرقاء وتخليصهم من اسر العبودية.


        ان منهج الأسلام في تحرير الرقيق يتركز حول مبدأين هاميين وهما:
        اولا: تضييق المدخل
        ثانيا: توسيع المخرج

        اولا: تضيق المدخل :
        جاءالأسلاموالرق له وسائل ومداخل كثيره, مثل المقامرة , والنهب, والسطو, ووفاءالديون , والحروب مهماكانت أنواعها وأسبابها,.... فألغى الإسلام جميع هذه المداخلولم يبق منها الا مدخلُا واحداً ,وضيقه الأسلام حتى لم يعد ينفذ منه الىالرقالا القليل النادر أشد الندرة , وذلك المدخل هو الحرب الدينية, أي التييقصد بها الجهاد في سبيل الله لرد اعتداء يقوم به غير المسلمين علىالمسلمين ,بشرط الا يكون الأسير وقت أسره مسلما ولو كان في جيش الأعداءوأن يضرب الأمام عليهالرق.


        وارجو عدم المقارنة مع الديانات الاخرى لانها محرفة
        لسنا فى حاجة للمقارنة بالأديان الأخرى , ففيها الكثير ما لايقبله عقل و لا تستوى معه فطرة


        أتمنى أن يكون الرد كافيا , و أنتظر رد الأخوة و المشرفين بالمنتدى

        ثبتك الله على الحق

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم
          خذ هذا الرابط أتمنى أن تسمع المحاضرة إلي فيه فهي فيها ردا كافيا لما تبحث عنه في 40 دقيقة فقط

          http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=64190

          إهداء لخصمنا الكريم
          سَلِ الرّماحَ العَوالـي عـن معالينـا *** واستشهدِ البيضَ هل خابَ الرّجا فينا
          لمّـا سعَينـا فمـا رقّـتْ عزائمُنـا ******** عَمّا نَـرومُ ولا خابَـتْ مَساعينـا
          قومٌ إذا استخصموا كانـوا فراعنـة ً*********يوماً وإن حُكّمـوا كانـوا موازينـا
          تَدَرّعوا العَقلَ جِلبابـاً فـإنْ حمِيـتْ******* نارُ الوَغَـى خِلتَهُـمْ فيهـا مَجانينـا
          إذا ادّعَوا جـاءتِ الدّنيـا مُصَدِّقَـة ً ********** وإن دَعـوا قالـتِ الأيّـامِ : آمينـا
          إنّ الزرازيـرَ لمّـا قــامَ قائمُـهـا ************تَوَهّمَـتْ أنّهـا صـارَتْ شَواهينـا
          إنّـا لَقَـوْمٌ أبَـتْ أخلاقُنـا شَرفـاً ******** أن نبتَدي بالأذى من ليـسَ يوذينـا
          بِيـضٌ صَنائِعُنـا سـودٌ وقائِعُـنـا ************خِضـرٌ مَرابعُنـا حُمـرٌ مَواضِيـنـا
          لا يَظهَرُ العَجزُ منّـا دونَ نَيـلِ مُنـى ً********ولـو رأينـا المَنايـا فـي أمانيـنـا
          كم من عدوِّ لنَـا أمسَـى بسطوتِـهِ ***** يُبدي الخُضوعَ لنا خَتـلاً وتَسكينـا
          كالصِّلّ يظهـرُ لينـاً عنـدَ ملمسـهِ *****حتى يُصادِفَ فـي الأعضـاءِ تَمكينـا
          يطوي لنا الغدرَ في نصـحٍ يشيـرُ بـه***ويمزجُ السـمّ فـي شهـدٍ ويسقينـا
          وقد نَغُـضّ ونُغضـي عـن قَبائحِـه*********ولـم يكُـنْ عَجَـزاً عَنـه تَغاضينـا
          لكنْ ترَكنـاه إذْ بِتنـا علـى ثقَة ************إنْ الأمـيـرَ يُكافـيـهِ فيَكفيـنـا





          [rainbow]حربا على كل حرب سلما لكل مسالم 02:03 4 / 06 / 11 [/rainbow]

          تعليق


          • #6
            لماذا لم يلغ الأسلام الرق نهائيا
            ولكن لماذا لم يلغ الأسلام الرق بشكل مباشر؟ وماهو هذا النظام الذي وضعه الأسلام ليلغي الرق بطريق غير مباشر؟
            يعلمنا التاريخ انه لما أراد الشعب الأمريكي أن يكفر عن خطيئة استرقاق العبيد السود الذين اخْتُطِفُوا من غرب إفريقية ، جاء رد الفعل عاطفيا غير مدروس ، فأطلق الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن" : حملة تحرير العبيد ، فاشتهر بــ : "محرر العبيد" ، فسبب ذلك أزمة في المجتمع الأمريكي الذي فوجئ بجيش من العاطلين : تضخمت أداة الطاعة عنده ، في مقابل تقلص أداة اتخاذ القرار وتحمل المسئولية ، فنادى أحرار اليوم بالعودة إلى رق الأمس ، فأين هذا التخبط من سياسة الإسلام الحكيمة في علاج الرق ؟!!!! .
            ان الأسلام لم يلغ الرق الغاء صريحا مباشرا , بل وضع نظاما يكفل الغاءه, فيمكن القول ان الأسلام الغى الرق بطريق غير مباشر.
            ان الأسلام قبل ان يحرر الرقيق عمليا بالمنهج التشريعي الذي رسمه لضمان حريته حرره من داخل النفس , واعماق الضمير لكي يحس بكيانه فيطلب الحرية بصدق وعزيمه وهذا هو الضمان الحقيقي للحرية.
            اضف الى ذلك انه كانت هناك حروب بين المسلمين وغير المسلمين , وكان غير المسلمين يستحلون استرقاق المسلمين , فكان لابد ان يعاملهم المسلمون بالمثل.
            اذا كان بامكان الأسلام ان يلغي الرق نهائيا لولا منبع اصيل ظل يفيض بالرق في كل مكان ,وهو رق الحرب, والإسلام في الحقيقة لم يلغ هذا المنبع نهائيا لاعتبارات كثيرة اهمها :
            · الاعتبارات العالمية:
            فسبق ان ذكرنا ان الاسلام جاء والرق موجود ومعترف به عالميا ,بل كان عملة اقتصادية متداولة وضرورة اجتماعية لايفكر احد ان يغيرها.
            وبعد ان تمت المرحلة التي الغى فيها الاسلام الرقو من يدري لعله يأتي يوم يعود فيه نظام الرق مرة اخرى ويصبح نظاما عالميا قائما, فلا يعقل والحال هذه ان يقف الإسلام مكتوف اليدين تجاه هذا الحدث الجديد ,بل سيسير على مبدأ المعاملة بالمثل.
            · الاعتبارات السياسية:
            ذكرنا ان الاسلام خول امام المسلمين مطلق الصلاحية في اختيار المن ,أو الفداء او القتل او الأسترقاق في معاملة الأسرى .ولا شك ان الامام حينما ينظر الى الأمر بعين الحكمة والمصلحة وحينما ينظر للقضية النظرة السياسية العميقه الشاملة ليعامل الأسرى على أساسها , فلا بد ان يصل في النهاية الى الحل الاسلم والمصلحة المتوخاة, كأن يامر بالقتل للأسير اذا راى حالة المسلمين في ضعف, او يعامل بالمن اذا راى حالة المسلمين في مركز نفوذ وهكذا........
            · الاعتبارات النفسية:
            سبق ان بينا ان الإسلام وضع منهج كامل في حسن معاملة الرقيق,والرفع من مستواه الخلقي والإجتماعي والإنساني.

            كان الهدف من وراء ذلك ان يستشعر الرقيق بكرامته الآدمية ويتحسس وجوده الإنساني,حتى يطالب فيما بعد بتحريره من الرق, ويصل في نهاية المطاف الى الحرية الكاملة . وسبق ان شرحنا ان الإسلام قبل ان يحرر الرقيق من عالم الواقع حره من داخل النفس واعماق الضمير,لكي يحس بكيانه وكرامته,فيطلب بنفسه الحريه وحينما يطلبها يجد التشريع خير ضامن وخير كافل لتحقيقها,
            · الاعتبارات الاجتماعية:
            فقد يكون في وجود الرق احيانا مصلحة اجتماعية كبرى كأن يكون وجوده تطهير للمجتمع من فوضى الجنس والإباحية , فمن لم يستطع الزواج من حره مثلا لغلاء المهر تزوج من أمة او ملك يمين اشتراها , ليشبع غريزته من حلال ويعصم بملك اليمين.
            :(ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله اعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن اهلهن و ءاتوهن أُجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات اخدان فاذا احصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنت من العذاب)[1].
            ومن المعلوم ان استرقاق المرأة في الاسلام يجعلها ملكا لصاحبها فقط ,لايدخل عليها احد غيره, وتحرر كذلك حين تلد لسيدها ولدا بعد موت السيد مباشرة, عدا عما تلقاه من كفالة ورعايه في بيت سيدها كما امر الاسلام
            · الاعتبارات التشريعية:
            ان القضاء على الرق في نظام الاسلام لم يكن طفرة ,ولم يكن بنزول نص قاطع , ولنما كان بالتدريج التشريعي ليصل بالنهاية ومع التطور الزمني الذي ينتهي في نهاية المطاف الى مرحلة تشبه الالغاء بدون اثارة ضجه.وسبق ان بينا ذلك من قبل.

            وخلاصة القول:
            أن الاسلام لم ينه الرق بنص قاطع ,وانما ضيق الخناق بتجفيف منابعه, وفتح الكثير من مخارجه, ثم جعل زمام انهائه أو اقراره في المستقبل بيد الحاكم مسترشدا بمبدأ المعاملة بالمثل وفق ما يراه في مصلحة المسلمين.
            ان الله يعلم وانتم لا تعلمون.
            ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))[2].


            [1] النساء:25

            [2] الملك:14

            تعليق


            • #7
              شبهات حول الرق وملك اليمين
              الإسلام يقف بنصوصه من الرق موقفا حازماً حاسماً ، جاء في حديث قدسي : قال الله تعالى : ( ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ ، ذكر منهم : رَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ) [1], ومن الطريف أنك لا تجد في نصوص القرآن والسنة نصاً يأمر بالاسترقاق , بينما تحفل آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالعشرات من النصوص الداعية إلى العتق والتحرير.
              الأصل في الإنسان الحرية,وهي حق الله تعالى,فلا يجوز إبطال هذا الحق إلا بحكم الشرع, ولايجوز تبعا لذلك استرقاق حر ولو رضي ويبقى لمن استرق حق تطليق زوجته,وليس لسيده هذا الحق,لأن هذا الحق من خواص الآدمية, فيبقى على أصل الحرية, ويعتبر اللقيط مجهول النسب حرا,لأن الحرية هي الأصل في الآدمي والرق عارض, فيبقى للقيط حكم الأصل,اي الحرية, ويحرم استرقاق الحر ,سواء بشرائه أو سرقته أو خطفه أو إكراهه أو بالاحتيال, ولايصح شيء من ذلك, ويبقى حرا.
              ومن اشترى أو خطف حرة و وَطِئَها فهو زان ويقام عليه الحد, وولدهما ليس ولدا شرعيا.
              ولا تثبت دعوى الرق على مجهول النسب إلا ببينة كاملة على الرق , ولا تكفي اليد لإثبات العبودية, ولو ادعى على بالغ أنه رقيق وأنكر البالغ قائلا:أنا حر, فالقول قول البالغالمدعى عليه, وعلى المدعي البينة الكاملة , ويكفي في الشهادة رجل وامرأتان. ولو ادعى على بالغ أنه عبده وأنكر المدعي عليه وأقام كل منهما البينة, تعارضت البينتان و تساقطتا, ويخلى سبيل المدعى عليه, لأن الأصل الحرية.
              والبالغ والصبي الذي يعبر عن نفسه, إذا كانا مجهولي النسب, إذا أقرا أنهما رقيق فهما كذلك للإقرار المعتبر,أما الحر الثابت النسب والحرية , إذا أقر أنه رقيق فلا يصح إقراره.
              يحرم على المسلم بيع عبده المسلم لكافر.
              ماسبق بعض الأحكام الفهية , واعود واذكر بعض الحالات التي تثبت أن الإسلام ليس دين استرقاق, والتي يتبجح بها بعض الضالين من النصارى بالذات ويقولون عن الإسلام ونبي الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم الأقاويل والتي سوف اذكر منها والرد ما استطعت إن شاء الله:
              · ففي غزوة بدر أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الفداء من أسرى المشركين وأطلق سراحهم ، وأطلق الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً من الأسرى في غزواته مجاناً ، منَّ عليهم من غير فداء ، وفي فتح مكة قيل لأهل مكة : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
              ·وفي غزوة بني المصطلق, في السنة السادسة للهجرة, تزوج الرسول أسيرة من الحي المغلوب ليرفع من مكانتها , حيث كانت ابنة أحد زعمائه , وهي أم المؤمنين جويرة بنت الحارث رضي الله عنها ، فما كان من المسلمين إلا أن أطلقوا سراح جميع هؤلاء الأسرى .
              هنا لنا وقفه , لأن هذا الموضوع مما يقول فيه المغرضون قولا,فلنعرف اولا من هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بأختصار شديد, هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من بتي المصطلق ، كان أبوها سيد وزعيم بني المصطلق .عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العراقة والأصالة ، وفي حداثة سنها تزوجت برة من مسافع بن صفوان أحد فتيان خزاعة وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها, و كانت السيدة جويرية بنت الحارث من النساء اللاتي وقعن في السبي فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه، عندها اتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها؛لأنها كانت تتوق للحرية. وشاء الله أن تذهب السيدة جويرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأتها السيدة عائشة أم المؤمنين فقالت تصفها : كانت حلوة ملاحة. وقالت : فو الله ما رأيتها على باب حجرتي إلا كرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. جاءت جويرية رسول الله وقالت : " أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على نفسه تسع أوراق فأعني على فكاكي".
              ولأن بني المصطلق كانوا من أعز العرب دارا وأكرمهم حسبا، ولحكمة النبي صلى الله عليه وسلم, قال لجويرية : " فهل لك في خير من ذلك؟".قالت : " وما هو يا رسول الله ؟" . قال: " أقضي عنك كتابتك وأتزوجك" .وكانت قبل قليل تتحرق طلبا لاستنشاق عبير الحرية، ولكنها وجدت الأعظم من ذلك. ففرحت جويرية فرحا شديدا وتألق وجهها لما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع والهوان فأجابته بدون تردد أو تلعثم : " نعم يا رسول الله". فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وأصدقها 400 درهم.
              قال أبو عمر القرطبي في الاستيعاب: كان اسمها برة فغير رسول الله عليه السلام اسمها وسماها جويرية. فأصبحت جويرية بعدها أما للمؤمنين وزوجة لسيد الأولين والآخرين عليه أفضل السلام. وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين فأرسلوا ما في أيديهم من السبي وقالوا متعاظمين: هم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها. قالت عنها السيدة عائشة – رضي الله عنها -: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها.[2]فهنا يقول القائل منهم : أنه عليه السلام تزوجها لجمالها والواقع أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يفتن بالنساء بل ان وصف عائشة في الحديث السابق إن هو الا من باب غيرة النساء ,ولعلنا نجد الحكمة وبعد نظر الرسول صلى الله عليه وسلم من الزواج من جويرية الا وهو عتق جميع أهلها منا من الصحابة وإكراما لأصهار النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا بشهادة عائشة ايضا, وأما عندما يقولون أنها كانت مشركة فالقول هذا غير صحيح بل كانت من أهل الكتاب( اليهود) وهذا جائز الزواج منهم.بل يروى أنه لما جاء أبوها الحارث بن أبى ضرار -سيد يهود "بنى المصطلق" وزعيمهم- إلى النبي يقول: إن ابنتى لا يُسبَى مثلها، فأنا أَكْرَم من ذلك. قال له النبي : "أرأيت إن خيَّرْناها؟" فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك، فلا تفضحينا. فقالت: فإنى قد اخترتُ اللَّه ورسوله. قال: "قد واللَّه فضحتِنا" .ثم أقبل أبوها في اليوم التالى ومعه فداؤها فلما كان بالعقيق (وادٍ قرب المدينة) نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها طمعًا فيهما، فغيبهما في شِعْب من شعاب العقيق، ثم أتى النبي يقول: يا محمد، أصبتم ابنتى وهذا فداؤها.فقال رسول اللَّه : "فأين البعيران اللذان غَـيَّـبْتَ (خَبَّأْتَ) بالعقيق في شِعْبِ كذا وكذا؟".
              قال الحارث: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدًا رسول اللَّه، فواللَّه ما أطلعكَ على ذلك إلا اللَّه. فأسلم، وأسلم ابنان له، وكثير من قومه، وأرسل بمن جاء بالبعيرين، ودفع بالإبل جميعًا إلى النبي . فكانت -رضى الله عنها- سببًا في إسلام أهلهاوهدايتهم
              .[3]

              [1] رواه البخاري

              [2] سيرة ابن هشام

              [3] السيرة الحلبة ص 742

              تعليق


              • #8
                . "أن النبي صلى الله عليه وسلم في أول ظهوره استفاد من النقمة الإجتماعية لدى الطبقات المعدومة, ولاسيما العبيد فاستقطبهم واستعان بهم فكانوا خليته,ولم تكن حرب أشراف قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم دفاعا عن الأوثان,بل دفاعا عن امتيازات طبقية,لقد انحاز الرسول في بدايته الى المحرومين , والدليل أن الآيات المكية تهاجم التجار وتطالب بالكف عن الإستغلال,,,," وأوردوا بعض الآيات مثل قوله تعالى:(وأوفوا الكيل والميزان بالقسط)[1] ثم ذكر قوله تعالى:(وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما أتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم)[2]. ثم يقول
                :"انالتمايز الطبقي هنا مقرر بإرادة إلهية". ثم يقول:(نعم كان المستضعفون هم نواة التمرد الذي قاده رسول الإسلام, ونفر قليل من أصحاب التجار,فأول من أطهر الإسلام خمسة من العبيد,هم بلال و خباب و صهيب وعمار وسمية أم عمار وتاجر واحد هو أبوبكر"... ثم يقول:"بل أثار حفيظة أشرافها(يعني قريش) أنه استدعى عبيدهم عليهم". والرد على ذلك من وجوه :
                1. قوله تعالى:(..ورفع بعضكم فوق بعض درجات...) الآية ,قال ابن كثير في تفسيره:أي فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق والمحاسن والمساويء و المناظر والأشكال والألوان," وقال الطبري في تفسير هذه الآية:"يعني ليختبركم فيما خولكم من فضله ومنحكم من رزقه فيعلم المطيع له منكم فيما أمر به ونهاه عنه" فمن أين أتى بهذا الرأي ان التمايز الطبقي مقرر من الله؟!!!! لعله كان يقصد في المسيحية .
                يتبع.........


                [1] الأنعام: 152

                [2] الأنعام:165


                أتمنى أن تكون تلك الردود كافية و هذا الرابط للموضوع كاملا أذا أردت المزيد
                http://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...1%D1%DE&page=3

                تعليق


                • #9
                  مشاركة منقولة أخرى لعلها تفيدك

                  الإسلام والرق

                  كتبه : محمد قطب


                  ربما كانت هذه الشبهة أخبث ما يلعب به الشيوعيون لزلزلة عقائد الشباب!.. لو كان‎ ‎الإسلام ‏صالحاً لكل عصر – كما يقول دعاته – لما أباح الرق.. وإن إباحته للرق.. وإن‎ ‎إباحته للرق ‏لدليل قاطع على أن الإسلام قد جاء لفترة محدودة، وأنه أدى مهمته وأصبح‎ ‎في ذمة التاريخ‎!



                  وإن الشباب المؤمن ذاته لتساوره بعض الشكوك! كيف أباح‎ ‎الإسلام الرق؟ هذا الدين الذي لا شك ‏في نزوله من عند الله، ولا شك في صدقه، وفي أنه‎ ‎جاء لخير البشرية كلها في جميع أجيالها.. ‏كيف أباح الرق؟ الدين الذي قام على‎ ‎المساواة الكاملة. الذي رد الناس جميعاً إلى أصل واحد، ‏وعاملهم على أساس هذه‎ ‎المساواة في الأصل المشترك.. كيف جعل الرق جزءاً من نظامه وشرع ‏له؟ أَوَ يريد الله‎ ‎للناس أن ينقسموا أبداً إلى سادة وعبيد؟ أَوَ تلك مشيئته في الأرض؟ أَوَ يرضى الله‎ ‎للمخلوق الذي أكرمه إذ قال: " ولقد كرمنا بني آدم " أن يصير طائفة منه سلعة تباع‎ ‎وتشترى كما ‏كان الحال مع الرقيق؟ وإذا كان الله لا يرضى بذلك، فلماذا لم ينص كتابه‎ ‎الكريم صراحة على ‏إلغاء الرق كما نص على تحريم الخمر والميسر والربا وغيرها مما‎ ‎كرهه الإسلام؟‎

                  وإن الشباب المؤمن ليعلم أن الإسلام دين الحق، ولكنه‎ ‎كإبراهيم: " قال: أولم تؤمن؟ قال بلى، ‏ولكن ليطمئن قلبي‎! ".

                  أما الشباب الذي‎ ‎أفسد الاستعمار عقله وعقائده، فإنه لا يتلبث حتى يتبين حقيقة الأمر، وإنما يميل ‏به‎ ‎الهوى فيقرر دون مناقشة أن الإسلام نظام عتيق قد استنفد أغراضه‎!

                  وأما‎ ‎الشيوعيون خاصة فأصحاب دعاوى " علمية " مزيفة، يتلقونها من سادتهم هناك، فينتفشون‎ ‎بها عجبا ً، ويحسبون أنهم وقعوا على الحقيقة الأبدية الخالدة التي لا مراء فيها ولا‎ ‎جدال، وهي ‏المادية الجدلية، التي تقسم الحياة البشرية إلى مراحل اقتصادية معينة لا‎ ‎معدى عنها ولا محيص. ‏وهي الشيوعية الأولى، والرق، والإقطاع، والرأسمالية، والشيوعية‎ ‎الثانية (وهي نهاية العالم!) ‏وأن كل ما عرفته البشرية من عقائد ونظم وأفكار، إنما‎ ‎كانت انعكاساً للحالة الاقتصادية، أو ‏للطور الاقتصادي القائم حينئذ، وأنها صالحة‎ ‎له، متلائمة مع ظروفه، ولكنها لا تصلح للمرحلة ‏التالية التي تقوم على أساس اقتصادي‎ ‎جديد. وأنه – من ثم – لا يوجد نظام واحد يمكن أن يصلح ‏لكل الأجيال. وإذا كان‎ ‎الإسلام قد جاء والعالم نهاية فترة الرق ومبادئ فترة الإقطاع، فقد جاءت ‏تشريعاته‎ ‎وعقائده ونظمه ملائمة لهذا القدر من التطور، فاعترفت بالرق، وأباحت الإقطاع [11‏‎]! ‎ولم يكن في طوق الإسلام أن يسبق التطور الاقتصادي، أو يبشر بنظام جديد لم تتهيأ بعد‎ ‎إمكانياته ‏الاقتصادية! لأن كارل ماركس قال إن هذا مستحيل‎!

                  ونريد هنا أن نضع‎ ‎المسألة في حقيقتها التاريخية والاجتماعية والنفسية، بعيداً عن الغبار الذي ‏يثيره‎ ‎هؤلاء وأولئك، فإذا حصلنا على حقيقة موضوعية فلا علينا حينئذ من دعاوي المنحرفين، و‎ ‎‎" ‎العلماء " المزيفين‎!

                  نحن ننظر اليوم إلى الرق في ظروف القرن العشرين،‎ ‎وننظر إله في ضوء الشناعات التي ‏ارتكبت في عالم النخاسة، والمعاملة الوحشية البشعة‎ ‎التي سجلها التاريخ في العالم الروماني ‏خاصة، فنستفظع الرق، ولا تطيق مشاعرنا أن‎ ‎يكون هذا اللون من المعاملة أمراً مشروعاً يقره ‏دين أو نظام. ثم تغلب علينا‎ ‎انفعالات الاستبشاع والاستنكار فنعجب كيف أباح الإسلام الرق، وكل ‏توجيهاته‎ ‎وتشريعاته كانت ترمي إلى تحرير البشر من العبودية في جميع ألوانها وأشكالها، ‏ونتمنى‎ ‎في حرارة الانفعال أن لو كان الإسلام قد أراح قلوبنا وعقولنا فنص على تحريمه بالقول‎ ‎الصريح‎.

                  وهنا وقفة عند حقائق التاريخ. ففظائع الرق الروماني في العالم‎ ‎القديم لم يعرفها قط تاريخ ‏الإسلام، ومراجعة بسيطة للحالة التي كان يعيش عليها‎ ‎الأرقاء في الإمبراطورية الرومانية، كفيلة ‏بأن ترينا النقلة الهائلة التي نقلها‎ ‎الإسلام للرقيق، حتى لو لم يكن عمل على تحريره – وهذا غير ‏صحيح‎!

                  كان الرقيق‎ ‎في عرف الرومان " شيئا " لا بشرا. شيئا لا حقوق له البتة، وإن كان عليه كل ثقيل ‏من‎ ‎الواجبات. ولنعلم أولا من أين كان يأتي هذا الرقيق. كان يأتي من طريق الغزو. ولم‎ ‎يكن هذا ‏الغزو لفكرة ولا لمبدأ‏‎.

                  وإنما كان سببه الوحيد شهوة استعباد الآخرين‎ ‎وتسخيرهم لمصلحة الرومان‎.

                  فلكي يعيش الروماني عيشة البذخ والترف، يستمتع‎ ‎بالحمامات الباردة والساخنة، والثياب الفاخرة، ‏وأطايب الطعام من كل لون، ويغرف في‎ ‎المتاع الفاجر من خمر ونساء ورقص وحفلات ‏ومهرجانات، كان لا بد لكل هذا من استعباد‎ ‎الشعوب الأخرى وامتصاص دمائها. ومصر مثل ‏لذلك حين كانت في قبضة الرومان، قبل أن‎ ‎يخلصها من نيرهم الإسلام. إذ كانت حقل قمح ‏للإمبراطورية، وموردا للأموال‎.

                  في‎ ‎سبيل هذه الشهوة الفاجرة كان الاستعمار الروماني، وكان الرق الذي نشأ من ذلك‏‎ ‎الاستعمار. ‏أما الرقيق فقد كانوا – كما ذكرنا – أشياء ليس لها كيان البشر ولا حقوق‏‎ ‎البشر. كانوا يعملون في ‏الحقول وهم مصفدون في الأغلال الثقيلة التي تكفي لمنعهم من‎ ‎الفرار. ولم يكونوا يُطْعَمون إلا ‏إبقاء على وجودهم ليعملوا، لا لأن من حقهم – حتى‏‎ ‎كالبهائم والأشجار – أن يأخذوا حاجتهم من ‏الغذاء. وكانوا – في أثناء العمل – يساقون‏‎ ‎بالسوط، لغير شيء إلا اللذة الفاجرة التي يحسها السيد ‏أو وكيله في تعذيب هذه‎ ‎المخلوقات. ثم كانوا ينامون في " زنزانات " مظلمة كريهة الرائحة تعيث ‏فيها الحشرات‎ ‎والفئران، فيلقون فيها عشرات عشرات قد يبلغون خمسين في الزانزانة الواحدة‎ – ‎بأصفادهم – فلا يتاح لهم حتى الفراغ الذي يتاح بين بقرة وبقرة في حظيرة‏‎ ‎الحيوانات‎.

                  ولكن الشناعة الكبرى كانت شيئاً أفظع من كل ذلك، وأدل على‎ ‎الطبيعة الوحشية التي ينطوي ‏عليها ذلك الروماني القديم، والتي ورثها عنه الأوربي‎ ‎الحديث في وسائل الاستعمار والاستغلال‎.

                  تلك كانت حلقات المبارزة بالسيف‎ ‎والرمح، وكانت من أحب المهرجانات إليهم، فيجتمع إليها ‏السادة وعلى رأسهم الإمبراطور‎ ‎أحياناً، ليشاهدوا الرقيق يتبارزون مبارزة حقيقية، توجه فيها ‏طعنات السيوف والرماح‎ ‎إلى أي مكان في الجسم بلا تحرز ولا احتياط من القتل. بل كان المرح ‏يصل إلى أقصاه،‎ ‎وترتفع الحناجر بالهتاف والأكف بالتصفيق، وتنطلق الضحكات السعيدة العميقة ‏الخالصة‎ ‎حين يقضي أحد المتبارزين على زميله قضاء كاملاً، فيلقيه طريحاً على الأرض فاقد‎ ‎الحياة‎!

                  ذلك كان الرقيق في العالم الروماني. ولا نحتاج أن نقول شيئاً عن‏‎ ‎الوضع القانوني للرقيق عندئذ، ‏وعن حق السيد المطلق في قتله وتعذيبه واستغلاله دون‎ ‎أن يكون له حق الشكوى، ودون أن تكون ‏هناك جهة تنظر في هذه الشكوى أو تعترف بها،‎ ‎فذلك لغو بعد كل الذي سردناه‎.

                  ولم تكن معاملة الرقيق في فارس والهند‎ ‎وغيرها، تختلف كثيراً عما ذكرنا من حيث إهدار إنسانية ‏الرقيق إهداراً كاملا ً،‎ ‎وتحميله بأثقل الواجبات دون إعطائه حقاً مقابلها، وإن كانت تختلف فيما ‏بينها قليلاً‎ ‎أو كثيراً في مدى قسوتها وبشاعتها‎.

                  ثم جاء الإسلام‎ …‎
                  جاء ليرد لهؤلاء البشر إنسانيتهم.جاء ليقول للسادة عن الرقيق‎:

                  ‎" ‎بعضكم من‎ ‎بعض " [12] جاء ليقول: " من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه، ومن ‏أخصى عبده‎ ‎أخصيناه " [13] جاء ليقرر وحدة الأصل والمنشأ والمصير: " أنتم بنو آدم وآدم من ‏تراب‎ " [14]‎، وأنه لا فضل لسيد على عبد لمجرد أن هذا سيد وهذا عبد. وإنما الفضل للتقوى‎: ‎‎" ‎ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا أحمر‎ ‎على أسود إلا بالتقوى " [15‏‎].

                  جاء ليأمر السادة أمراً أن يحسنوا معاملتهم‎ ‎للرقيق: " وبالوالدين إحساناً، وبذي القربى واليتامى ‏والمساكين والجار ذي القربى،‎ ‎والجار الجنب، والصاحب بالجنب، وابن السبيل، وما ملكت ‏أيمانكم إن الله لا يحب من‎ ‎كان مختالاً فخوراً " [16] وليقرر أن العلاقة بين السادة والرقيق ليست ‏علاقة‎ ‎الاستعلاء والاستعباد، أو التسخير أو التحقير، وإنما هي علاقة القربى والأخوة‎. ‎فالسادة " ‏أهل " الجارية يُستأذنون في زواجها: " فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم‎ ‎المؤمنات والله أعلم ‏بإيمانكم. بعضكم من بعض، فانكحوهن بإذن أهلهن، وآتوهن أجورهن‎ ‎بالمعروف " [17]، وهم ‏إخوة للسادة: " إخوانكم خولكم.. فمن كان " أخوه " تحت يده‎ ‎فليطعمه مما يطعم، وليلبسه مما ‏يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم‎ " [18] ‎وزيادة في رعاية مشاعر الرقيق ‏يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم‎: " ‎لايقل أحدكم: هذا عبدي وهذه أمتي، وليقل: فتاي ‏وفتاتي " [19] ويستند على ذلك أبو‎ ‎هريرة فيقول لرجل ركب وخلفه عبده يجري: " احمله خلفك، ‏فإنه أخوك، وروحه مثل روحك‎ ".

                  ولم يكن ذلك كل شئ. ولكن ينبغي قبل أن ننتقل إلى الخطوة التالية أن نسجل‎ ‎القفزة الهائلة التي ‏قفزها الإسلام بالرقيق في هذه المرحلة‎.

                  لم يعد الرقيق‎ " ‎شيئاً ". وإنما صار بشراً له روح كروح السادة. وقد كانت الأمم الأخرى كلها‎ ‎تعتبرالرقيق جنساً آخر غير جنس السادة، خلق ليستعبد ويستذل، ومن هنا لم تكن ضمائرهم‎ ‎تتأثم ‏من قتله وتعذيبه وكيه بالنار وتسخيره في الأعمال القذرة والأعمال الشاقة [20‏‎] ‎ومن هنالك رفعه ‏الإسلام إلى مستوى الأخوة الكريمة، لا في عالم المثل والأحلام، بل‎ ‎في عالم الواقع. ويشهد ‏التاريخ - الذي لم ينكره أحد، حتى المتعصبون من كتاب أوربا‎ - ‎بأن معاملة الرقيق في صدر ‏الإسلام بلغت حداً من الإنسانية الرفيعة لم تبلغه في أي‎ ‎مكان آخر. حداً جعل الرقيق المحررين ‏يأبون مغادرة سادتهم السابقين - مع أنهم يملكون‏‎ ‎ذلك بعد أن تحرروا اقتصادياً وتعودوا على ‏تحمل تبعات أنفسهم - لأنهم يعتبرونهم‏‎ ‎أهلاً لهم، يربطهم بهم ما يشبه روابط الدم! وأصبح الرقيق ‏كائناً إنسانياً له كرامة‎ ‎يحميها القانون، ولا يجوز الاعتداء عليها بالقول ولا بالفعل. فأما القول فقد ‏نهى‎ ‎صلى الله عليه وسلم السادة عن تذكير أرقائهم بأنهم أرقاء. وأمرهم أن يخاطبوهم بما‎ ‎يشعرهم بمودة الأهل وينفي عنهم صفة العبودية، وقال لهم في معرض هذا التوجيه: " إن‎ ‎الله ‏ملككم إياهم ولو شاء لملكهم إياكم " [21] فهي إذن مجرد ملابسات عارضة جعلت‎ ‎هؤلاء رقيقاً، ‏وكان من الممكن أن يكونوا سادة لمن هم اليوم سادة! وبذلك يغض من‎ ‎كبرياء هؤلاء، ويردهم إلى ‏الآصرة البشرية التي تربطهم جميعاً، والمودة التي ينبغي‎ ‎أن تسود علاقات بعضهم ببعض. وأما ‏الاعتداء الجسدي فعقوبته الصريحة هي المعاملة‎ ‎بالمثل: " ومن قتل عبده قتلناه.. " وهو مبدأ ‏صريح الدلالة على المساواة الإنسانية‎ ‎بين الرقيق والسادة، وصريح في بيان الضمانات التي يحيط ‏بها حياة هذه الطائفة من‎ ‎البشر - التي لا يخرجها وضعها العارض عن صفتها البشرية الأصيلة ‏‏- وهي ضمانات كاملة‏‎ ‎ووافية، تبلغ حداً عجيباً لم يصل إليه قط تشريع آخرمن تشريعات الرقيق ‏في التاريخ‎ ‎كله، لا قبل الإسلام ولا بعده، إذ جعل مجرد لطم العبد في غير تأديب (وللتأديب حدود‎ ‎مرسومة لا يتعداها ولا يتجاوز على أي حال ما يؤدب به السيد أبناءه) مبرراً شرعياً‎ ‎لتحرير ‏الرقيق‎.‎
                  ‎* * *‎

                  ثم ننتقل إلى‎ ‎المرحلة التالية، مرحلة التحرير الواقعي‎.

                  لقد كانت الخطوة السابقة في الواقع‎ ‎تحريراً روحياً للرقيق، برده إلى الإنسانية ومعاملته على أنه ‏بشر كريم لا يفترق عن‎ ‎السادة من حيث الأصل، وإنما هي ظروف عارضة حدت من الحرية ‏الخارجية للرقيق في‎ ‎التعامل المباشر مع المجتمع، وفيما عدا هذه النقطة كانت للرقيق كل حقوق ‏الآدميين‎.

                  ولكن الإسلام لم يكتف بهذا، لأن قاعدته الأساسية العظمى هي المساواة‎ ‎الكاملة بين البشر، وهي ‏التحرير الكامل لكل البشر. ولذلك عمل فعلاً على تحرير‎ ‎الأرقاء، بوسيلتين كبيرتين: هما العتق ‏والمكاتبة‎.

                  فأما العتق فهو التطوع من‎ ‎جانب السادة بتحرير من في يدهم من الأرقاء، وقد شجع الإسلام على ‏ذلك تشجيعاً‎ ‎كبيراً، وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة الأولى في ذلك إذ أعتق من‎ ‎عنده من الأرقاء، وتلاه في هذا أصحابه، وكان أبو بكر ينفق أموالاً طائلة في شراء‎ ‎العبيد من ‏سادة قريش الكفار، ليعتقهم ويمنحهم الحرية ؛ وكان بيت المال يشتري العبيد‎ ‎من أصحابهم ‏ويحررهم كلما بقيت لديه فضلة من مال. قال يحيى بن سعيد: " بعثني عمر بن‎ ‎عبد العزيز على ‏صدقات إفريقية، فجمعتها ثم طلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد فقيراً‎ ‎ولم نجد من يأخذها منا، فقد ‏أغنى عمر بن عبد العزيز الناس، فاشتريت بها عبيداً‎ ‎فأعتقتهم‎".

                  وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتق من الأرقاء من يعلم عشرة من‎ ‎المسلمين القراءة والكتابة، ‏أويؤدي خدمة مماثلة للمسلمين. ونص القرآن الكريم على أن‎ ‎كفارة بعض الذنوب هي عتق ‏الرقاب. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على العتق‎ ‎تكفيراً عن أي ذنب يأتيه الإنسان، ‏وذلك للعمل على تحرير أكبر عدد ممكن منهم،‎ ‎فالذنوب لا تنقطع، وكل ابن آدم خطاء كما يقول ‏الرسول. ويحسن هنا أن نشير إشارة خاصة‎ ‎إلى إحدى هذه الكفارات لدلالتها الخاصة في نظرة ‏الإسلام إلى الرق، فقد جعل كفارة‎ ‎القتل الخطأ دية مسلمة إلى أهل القتيل وتحرير رقبة: " ومن ‏قتل مؤمناً خطأ فتحرير‎ ‎رقبة مؤمنة ودية مسلَّمة إلى أهله " [22] والقتيل الذي قتل خطأ هو روح ‏إنسانية قد‎ ‎فقدها أهلها كما فقدها المجتمع دون وجه حق، لذلك يقرر الإسلام التعويض عنها من‎ ‎جانبين: التعويض لأهلها بالدية المسلمة لهم، والتعويض للمجتمع بتحرير رقبة مؤمنة‎! ‎فكأن ‏تحرير الرقيق هو إحياء لنفس إنسانية تعوض النفس التي ذهبت بالقتل الخطأ. والرق‎ ‎على ذلك ‏هو موت أو شبيه بالموت في نظر الإسلام، على الرغم من كل الضمانات التي أحاط‎ ‎بها الرقيق، ‏ولذلك فهو ينتهز كل فرصة " لإحياء " الأرقاء بتحريرهم من الرق‎ [23]!

                  ويذكر التاريخ أن عدداً ضخماً من الأرقاء قد حرر بطريق العتق، وأن هذا‎ ‎العدد الضخم لا مثيل ‏له في تاريخ الأمم الأخرى، لا قبل الإسلام، ولا بعده بقرون عدة‎ ‎حتى مطلع العصر الحديث. كما ‏أن عوامل عتقهم كانت إنسانية بحتة، تنبع من ضمائر الناس‎ ‎ابتغاء مرضاة الله، ولاشيء غير ‏مرضاة الله‎.

                  أما المكاتبة، فهي منح الحرية‎ ‎للرقيق متى طلبها بنفسه، مقابل مبلغ من المال يتفق عليه السيد ‏والرقيق. والعتق هنا‎ ‎إجباري لا يملك السيد رفضه ولا تأجيله بعد أداء المبلغ المتفق عليه. وإلا ‏تدخلت‎ ‎الدولة (القاضي أو الحاكم) لتنفيذ العتق بالقوة، ومنح الحرية‎ ‎لطالبها‎.

                  وبتقرير المكاتبة، فتح في الواقع باب التحرير في الإسلام، لمن أحس‎ ‎في داخل نفسه برغبة ‏التحرر، ولم ينتظر أن يتطوع سيده بتحريره في فرصة قد تسنح أو لا‎ ‎تسنح على مر الأيام‎.

                  ومنذ اللحظة الأولى التي يطلب فيها المكاتبة - والسيد‏‎ ‎لا يملك رفض المكاتبة متى طلبها الرقيق، ‏ولم يكن في تحريره خطر على أمن الدولة‎ ‎الإسلامية - يصبح عمله عند سيده بأجر، أو يتاح له ‏‏- إذا رغب - أن يعمل في الخارج‏‎ ‎بأجر، حتى يجمع المبلغ المتفق عليه‎.

                  ومثل ذلك قد حدث في أوربا في القرن‎ ‎الرابع عشر - أي بعد تقرير الإسلام له بسبعة قرون - ‏مع فارق كبير لم يوجد في غير‎ ‎الإسلام، وهو كفالة الدولة للأرقاء المكاتبين - وذلك إلى جانب ‏مجهود الإسلام الضخم‎ ‎في عتق الأرقاء تطوعاً بلا مقابل، تقرباً إلى الله ووفاء بعبادته‎.

                  تقول‎ ‎الآية التي تبين مصارف الزكاة: " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين‎ ‎عليها... وفي ‏الرقاب … " [24] فتقرر أن الزكاة تصرف من بيت المال - وهو الخزانة‏‎ ‎العامة في العرف ‏الحديث - لمعاونة المكاتبين من الأرقاء لأداء ثمن التحرير، إذا‎ ‎عجزوا بكسبهم الخاص عن أدائه‎. ‎‎

                  وبهذا وذاك يكون الإسلام قد خطا خطوات فعليه‎ ‎واسعة في سبيل تحرير الرقيق، وسبق بها ‏التطور التاريخي كله بسبعة قرون على الأقل،‎ ‎وزاد على هذا التطور عناصر – كرعاية الدولة – ‏لم يفىء إليها العالم إلا في مطلع‎ ‎تاريخه الحديث. وعناصر أخرى لم يفىء إليها أبداً، سواء في ‏حسن معاملة الرقيق، أو في‎ ‎عتقه تطوعاً، بغير ضغط من التطورات الاقتصادية أو السياسية التي ‏اضطرت الغرب‎ ‎اضطراراً لتحرير الرقيق‎ ‎كما سيجيء‎.

                  وبهذا وذاك تسقط حذلقة الشيوعيون‎ ‎ودعاواهم " العلمية " الزائفة، التي تزعم أن الإسلام حلقة من ‏حلقات التطور‎ ‎الاقتصادي جاءت في موعدها الطبيعي حسب سنة المادية الجدلية – فها هي ذي ‏قد سبقت‎ ‎موعدها بسبعة قرون – والتي تزعم أن كل نظام - بما في ذلك الإسلام - إن هو إلا‏‎ ‎انعكاس للتطور الاقتصادي القائم وقت ظهوره، وأن كل عقائده وأفكاره تلائم هذا التطور‎ ‎وتستجيب له، ولكنها لا تسبقه، ولا تستطيع أن تسبقه، كما قرر العقل الذي لا يخطىء‎ ‎ولا يأتيه ‏الباطل من فوقه ولا من تحته، عقل كارل مارس تقدست ذكراه! فها هو ذا‎ ‎الإسلام لم يعمل بوحي ‏النظم الاقتصادية القائمة حينئذ في جزيرة العرب وفي العالم‎ ‎كله، لا في شأن الرقيق، ولا في ‏توزيع الثروة، ولا في علاقة الحاكم بالمحكوم، أو‎ ‎المالك بالأجير [25]، وإنما كان ينشئ نظمه ‏الاجتماعية والاقتصادية تطوعاً وإنشاء‎ ‎على نحو غير مسبوق، ولا يزال في كثير من أبوابه ‏متفرداً في التاريخ‎.

                  وهنا‎ ‎يخطر السؤال الحائر على الأفكار والضمائر: إذا كان الإسلام قد خطا هذه الخطوات كلها‎ ‎نحو تحرير الرقيق، وسبق بها العالم كله متطوعاً غير مضطر ولا مضغوط عليه، فلماذا لم‎ ‎يخط ‏الخطوة الحاسمة الباقية، فيعلن في صراحة كاملة إلغاء الرق من حيث‎ ‎المبدأ؟‎

                  وللإجابة على هذا السؤال ينبغي أن ندرك حقائق اجتماعية ونفسية‎ ‎وسياسية أحاطت بموضوع ‏الرق، وجعلت الإسلام يضع المبادئ الكفيلة بتحرير الرقيق،‎ ‎ويدعها تعمل عملها على المدى ‏الطويل‎.

                  يجب أن نذكر أولاً أن الحرية لا تمنح‎ ‎وإنما تؤخذ. وتحرير الرقيق بإصدار مرسوم كما يتخيل ‏البعض لم يكن ليحرر الرقيق‎! ‎والتجربة الأمريكية في تحرير الرقيق بجرة قلم على يد أبراهام ‏لنكولن خير شاهد لما‎ ‎نقول، فالعبيد الذين حررهم لنكولن - من الخارج - بالتشريع، لم يطيقوا ‏الحرية،‎ ‎وعادوا إلى سادتهم يرجونهم أن يقبلوهم عبيداً لديهم كما كانوا، لأنهم - من الداخل‏‎ - ‎لم ‏يكونوا قد تحرروا بعد‎.

                  والمسألة على غرابتها ليست غريبة حين ينظر إليها‎ ‎على ضوء الحقائق النفسية. فالحياة عادة. ‏والملابسات التي يعيش فيها الإنسان هي التي‎ ‎تكيف مشاعره وتصوغ أحاسيسه وأجهزته النفسية ‏‏[26] والكيان النفسي للعبد يختلف عن‎ ‎الكيان النفسي للحر، لا لأنه جنس آخر كما ظن القدماء، ‏ولكن لأن حياته في ظل‏‎ ‎العبودية الدائمة جعلت أجهزته النفسية تتكيف بهذه الملابسات، فتنمو ‏أجهزة الطاعة‎ ‎إلى أقصى حد، وتضمر أجهزة المسؤولية واحتمال التبعات إلى أقصى حد‎..

                  فالعبد‎ ‎يحسن القيام بكثير من الأمور حين يأمره بها سيده، فلا يكون عليه إلا الطاعة‎ ‎والتنفيذ. ‏ولكنه لا يحسن شيئاً تقع مسؤوليته على نفسه، ولو كان أبسط الأشياء، لا‎ ‎لأن جسمه يعجز عن ‏القيام بها، ولا لأن فكره – في جميع الأحوال - يعجز عن فهمها ؛‏‎ ‎ولكن لأن نفسه لا تطيق ‏احتمال تبعاتها، فيتخيل فيها أخطاراً موهومة، ومشكلات لا حل‎ ‎لها، فيفر منها إبقاء على نفسه من ‏الأخطار‎!

                  ولعل الذين يمعنون النظر في‎ ‎الحياة المصرية - والشرقية - في العهود الأخيرة يدركون أثر هذه ‏العبودية الخفية‎ ‎التي وضعها الاستعمار الخبيث في نفوس الشرقيين ليستعبدهم للغرب. يدركونها ‏في‎ ‎المشروعات المعطلة التي لا يعطلها - في كثير من الأحيان - إلا الجبن عن مواجهة‎ ‎نتائجها! ‏والمشروعات المدروسة التي لا تنفذها الحكومات حتى تستقدم خبيراً انجليزياً‎ ‎أو أمريكياً [27].. ‏الخ. ليحتمل عنها مسؤولية المشروع ويصدر الإذن بالتنفيذ! والشلل‎ ‎المروع الذي يخيم على ‏الموظفين في الدواوين ويقيد إنتاجهم بالروتين المتحجر، لأن‎ ‎أحداً من الموظفين لا يستطيع أن ‏يصنع إلا ما يأمره به " السيد " الموظف الكبير،‎ ‎وهذا بدوره لا يملك إلا إطاعة " السيد " الوزير، ‏لا لأن هؤلاء جميعاً يعجزون عن‎ ‎العمل، ولكن لأن جهاز التبعات عندهم معطل وجهاز الطاعة ‏عندهم متضخم، فهم أشبه شيء‎ ‎بالعبيد، وإن كانوا رسمياً من الأحرار‎!

                  هذا التكيف النفسي للعبد هو الذي‎ ‎يستعبده. وهو ناشىء في أصله من الملابسات الخارجية بطبيعة ‏الحال، ولكنه يستقل عنها،‎ ‎ويصبح شيئاً قائماً بذاته كفرع الشجرة الذي يتدلى إلى الأرض، ثم يمد ‏جذوراً خاصة به‎ ‎ويستقل عن الأصل. وهذا التكيف النفسي لا يذهب به إعلان تصدره الدولة ‏بإلغاء الرق‎. ‎بل ينبغي أن يغير من الداخل، بوضع ملابسات جديدة تكيف المشاعر على نحو ‏آخر، وتنمي‎ ‎الأجهزة الضامرة في نفس العبد، وتصنع كياناً بشرياً سوياً من كيانه المشوه ‏الممسوخ‎.

                  وذلك ما صنعه الإسلام‎.

                  فقد بدأ أولا بالمعاملة الحسنة للرقيق. ولا‎ ‎شيء كحسن المعاملة يعيد توازن النفس المنحرفة، ويرد ‏إليها اعتبارها، فتشعر بكيانها‎ ‎الإنساني، وكرامتها الذاتية، وحين ذلك تحس طعم الحرية فتتذوقه، ‏ولا تنفر منه كما‎ ‎نفر عبيد أمريكا المحررون‎.

                  وقد وصل الإسلام في حسن المعاملة ورد الاعتبار‎ ‎الإنساني للرقيق إلى درجة عجيبة ضربنا ‏أمثلة منها من قبل في آيات القرآن وأحاديث‎ ‎الرسول، ونسرد هنا أمثلة أخرى في التطبيق ‏الواقعي‎.

                  كان الرسول صلى الله عليه‎ ‎وسلم يؤاخي بين بعض الموالي وبعض الأحرار من سادة العرب. ‏فآخى بين بلال بن رباح‎ ‎وخالد بن رويحة الخثعمي، وبين مولاه زيد وعمه حمزة، وبين خارجة ‏بن زيد وأبي بكر،‎ ‎وكانت هذه المؤاخاة صلة حقيقية تعدل رابطة الدم وتصل إلى حد الاشتراك ‏في‎ ‎الميراث‎!

                  ولم يكتف بهذا الحد‎ …

                  فقد زوج بنت عمته زينب بنت جحش من‎ ‎مولاه زيد. والزواج مسألة حساسة جداً وخاصة من ‏جانب المرأة، فهي تقبل أن تتزوج من‎ ‎يفضلها مقاماً ولكنها تأبى أن يكون زوجها دونها في ‏الحسب والنسب والثروة، وتحس أن‎ ‎هذا يحط من شأنها ويغض من كبريائها. ولكن الرسول صلى ‏الله عليه وسلم كان يهدف إلى‎ ‎معنى أسمى من كل ذلك وهو رفع الرقيق من الوهدة التي دفعته ‏إليها البشرية الظالمة‎ ‎إلى مستوى أعظم سادة العرب من قريش‎.

                  ولم يكتف كذلك بهذا الحد‏‎.

                  فقد‎ ‎أرسل مولاه زيداً على رأس جيش فيه الأنصار والمهاجرون من سادات العرب، فلما قتل ولى‎ ‎ابنه أسامة بن زيد قيادة الجيش، وفيه أبو بكر وعمر وزيرا الرسول وخليفتاه من بعده،‎ ‎فلم يعط ‏المولى بذلك مجرد المساواة الإنسانية، بل أعطاه حق القيادة والرئاسة على‏‎ " ‎الأحرار ". ووصل ‏في ذلك إلى أن يقول: " اسمعوا وأطيعوا ولو استعمل عليكم عبد حبشي‎ ‎كأن رأسه زبيبة، ما أقام ‏فيكم كتاب الله تبارك وتعالى [28]". فأعطى الموالي بذلك‎ ‎الحق في أرفع مناصب الدولة، وهو ‏ولاية أمر المسلمين. وقد قال عمر وهو يستخلف: " لو‎ ‎كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته " ‏فيسير على نفس المبدأ الذي سنه الرسول صلى‎ ‎الله عليه وسلم. ويضرب عمر مثلاً آخر من ‏الأمثلة الرائعة على احترام الموالي ؛ إذ‎ ‎يعارضه بلال بن رباح في مسألة الفيء فيشتد في ‏معارضته، فلا يجد سبيلاً في رده إلا‎ ‎أن يقول: " اللهم اكفني بلالاً وأصحابه "! ذلك وهو الخليفة ‏الذي كان يملك - لو أراد‏‎ - ‎أن يأمر فيطاع‎!

                  هذه النماذج التي وضعها الإسلام كان المقصود بها تحرير‎ ‎الرقيق من الداخل - كما قلنا في مبدأ ‏هذا الفصل - لكي يحس بكيانه فيطلب الحرية،‏‎ ‎وهذا هو الضمان الحقيقي للتحرير‎.

                  وصحيح أنه شجع على العتق وحث عليه بكل‎ ‎الوسائل، ولكن هذا نفسه كان جزءاً من التربية ‏النفسية للرقيق، لكي يشعروا أن في‎ ‎إمكانهم أن يحصلوا على الحرية ويتمتعوا بكل ما يتمتع به ‏السادة من حقوق، فتزداد‎ ‎رغبتهم في الحرية ويتقبلوا احتمال التبعات في سبيلها، وهنا يسارع في ‏منحها لهم،‎ ‎لأنهم حينئذ مستحقون لها، قادرون على صيانتها‎.

                  وفرق كبير بين النظام الذي‎ ‎يشجع الناس على طلب الحرية ويهيء لها الوسائل، ثم يعطيها لهم ‏في اللحظة التي‎ ‎يطلبونها بأنفسهم، وبين النظم التي تدع الأمور تتعقد وتتحرج، حتى تقوم الثورات‎ ‎الاقتصادية والاجتماعية وتزهق الأرواح بالمئات والألوف، ثم لا تعطي الحرية لطلابها‎ ‎إلا مجبرة ‏كارهة‎.

                  وقد كان من فضائل الإسلام الكبرى في مسألة الرقيق، أنه قد‎ ‎حرص على التحرير الحقيقي له من ‏الداخل والخارج، فلم يكتف بالنية الطيبة كما فعل‎ ‎لنكولن بإصدار تشريع لا رصيد له في داخل ‏النفوس ؛ مما يثبت عمق إدراك الإسلام‎ ‎للطبيعة البشرية، وفطنته إلى خير الوسائل لمعالجتها. ‏وهذا إلى جانب تطوعه بإعطاء‎ ‎الحقوق لأصحابها، مع تربيتهم على التمسك بها واحتمال تبعاتها ‏‏- على أساس الحب‏‎ ‎والمودة بين جميع طوائف المجتمع - قبل أن يتصارعوا من أجل هذه ‏الحقوق، كما حدث في‎ ‎أوربا، ذلك الصراع البغيض الذي يجفف المشاعر ويورث الأحقاد. فيفسد ‏كل ما يمكن أن‎ ‎تصيبه البشرية من الخير في أثناء الطريق‎.

                  والآن نتحدث عن العامل الأكبر الذي‎ ‎جعل الإسلام يضع الأساس لتحرير الرقيق ثم يدعه يعمل ‏عمله من خلال‎ ‎الأجيال‎.

                  لقد جفف الإسلام منابع الرق القديمة كلها، فيما عدا منبعاً واحداً‏‎ ‎لم يكن يمكن أن يجففه، وهو رق ‏الحرب. ولنأخذ في شيء من التفصيل‎.

                  كان العرف‎ ‎السائد يومئذ هو استرقاق أسرى الحرب أو قتلهم [29] وكان هذا العرف قديماً جداً،‎ ‎موغلاً في ظلمات التاريخ، يكاد يرجع إلى الإنسان الأول، ولكنه ظل ملازماً للإنسانية‎ ‎في شتى ‏أطوارها‎.

                  وجاء الإسلام والناس على هذا الحال. ووقعت بينه وبين أعداءه‎ ‎الحروب، فكان الأسرى ‏المسلمون يسترقون عند أعداء الإسلام، فتسلب حرياتهم، ويعامل‎ ‎الرجال منهم بالعسف والظلم ‏الذي كان يجري يومئذ على الرقيق، وتنتهك أعراض النساء‎ ‎لكل طالب، يشترك في المرأة ‏الواحدة الرجل وأولاده وأصدقاؤه من يبغي الاستمتاع منهم،‎ ‎بلا ضابط ولا نظام، ولا احترام ‏لإنسانية أولئك النساء أبكاراً كن أم غير أبكار. أما‎ ‎الأطفال – إن وقعوا أسرى – فكانوا ينشأون ‏في ذل العبودية البغيض‎.

                  عندئذ لم‎ ‎يكن جديراً بالمسلمين أن يطلقوا سراح من يقع في أيديهم من أسرى الأعداء. فليس من‎ ‎حسن السياسة أن تشجع عدوك عليك بإطلاق أسراه، بينما أهلك وعشيرتك وأتباع دينك‎ ‎يسامون ‏الخسف والعذاب عند هؤلاء الأعداء. والمعاملة بالمثل هنا هي أعدل قانون‎ ‎تستطيع استخدامه، أو ‏هي القانون الوحيد. ومع ذلك فينبغي أن نلاحظ فروقاً عميقة بين‎ ‎الإسلام وغيره من النظم في ‏شأن الحرب وأسرى الحرب‎.

                  كانت الحروب – وما تزال‏‎ – ‎في غير العالم الإسلامي لا يقصد بها إلا الغزو والفتك والاستعباد. ‏كانت تقوم على‎ ‎رغبة أمة في قهر غيرها من الأمم، وتوسيع رقعتها على حسابها، أو لاستغلال ‏مواردها‎ ‎وحرمان أهلها منها ؛ أو لشهوة شخصية تقوم في نفس ملك أو قائد حربي، ليرضي ‏غروره‎ ‎الشخصي وينتفش كبراً وخيلاء، أو لشهوة الانتقام.. أو ما إلى ذلك من الأهداف الأرضية‎ ‎الهابطة. وكان الأسرى الذين يسترقون، لا يسترقون لخلاف في عقيدة، ولا لأنهم في‎ ‎مستواهم ‏الخلقي أو النفسي أو الفكري أقل من آسريهم، ولكن فقط لأنهم غلبوا في‎ ‎الحرب‎.

                  وكذلك لم تكن لهذه الحرب تقاليد تمنع من هتك الأعراض أو تخريب المدن‎ ‎المسالمة، أو قتل ‏النساء والأطفال والشيوخ، وذلك منطقي مع قيامها لغير عقيدة ولا‎ ‎مبدأ ولا هدف رفيع‎.

                  فلما جاء الإسلام أبطل ذلك كله، وحرم الحروب كلها. إلا‎ ‎أن تكون جهاداً في سبيل الله.. جهاداً ‏لدفع اعتداء عن المسلمين، أو لتحطيم القوى‎ ‎الباغية التي تفتن الناس عن دينهم بالقهر والعنف. أو ‏لإزالة القوى الضالة التي تقف‎ ‎في سبيل الدعوة وإبلاغها للناس ليروا الحق ويسمعوه‎.

                  ‎(‎وقاتلوا في سبيل الله‎ ‎الذين يقاتلونكم، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) [30] (وقاتلوهم حتى ‏لا تكون‎ ‎فتنة ويكون الدين كله لله) [31‏‎].

                  فهي دعوة سلمية لا تكره أحداً: (لا إكراه‎ ‎في الدين قد تبين الرشد من الغي) [32] وبقاء اليهود ‏والمسيحيين في العالم الإسلامي‎ ‎على دينهم حتى اللحظة برهان قاطع لا يقبل الجدل ولا المماحكة، ‏يثبت أن الإسلام لم‎ ‎يكره غيره على اعتناقه بقوة السيف [33‏‎].

                  فاذا قبل الناس الإسلام، واهتدوا‎ ‎إلى دين الحق، فلا حرب ولا خصومة ولا خضوع من أمة لأمة، ‏ولا تمييز بين مسلم ومسلم‎ ‎على وجه الأرض، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى‎.

                  فمن أبى الإسلام وأراد‎ ‎أن يحتفظ بعقيدته في ظل النظام الإسلامي – مع إيمان الإسلام بأنه خير ‏من هذه‎ ‎العقيدة وأقوم سبيلاً – فله ذلك دون إكراه ولا ضغط، على أن يدفع الجزية مقابل حماية‏‎ ‎الإسلام له، بحيث تسقط الجزية أو ترد إن عجز المسلمون عن حمايته [34] فإن أبوا‎ ‎الإسلام ‏والجزية فهم إذن معاندون متبجحون، لا يريدون للدعوة السلمية أن تأخذ‎ ‎طريقها، وإنما يريدون ‏أن يقفوا بالقوة المادية في طريق النور الجديد يحجبونه عن‎ ‎عيون قوم ربما اهتدوا لو خلي بينهم ‏وبين النور‎.

                  عند ذلك فقط يقوم القتال،‎ ‎ولكنه لا يقوم بغير إنذار أو إعلان، لإعطاء فرصة أخيرة لحقن الدماء ‏ونشر السلم في‎ ‎ربوع الأرض: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) [35‏‎].

                  تلك هي الحرب‎ ‎الإسلامية، لا تقوم على شهوة الفتح ولا رغبة الاستغلال، ولا دخل فيها لغرور ‏قائد‎ ‎حربي أو ملك مستبد، فهي حرب في سبيل الله وفي سبيل هداية البشرية، حين تخفق الوسائل‎ ‎السلمية كلها في هداية الناس‎.

                  ولها مع ذلك تقاليد ؛ يقول الرسول صلى الله‎ ‎عليه وسلم في وصيته: "اغزوا باسم الله في سبيل ‏الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا‎ ‎ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا" [36‏‎].

                  فلا قتل لغير المحارب الذي‎ ‎يقف بالسلاح يقاتل المسلمين، ولا تخريب ولا تدمير ولا هتك ‏للأعراض، ولا إطلاق لشهوة‎ ‎الشر والإفساد: (إن الله لا يحب المفسدين‎).

                  وقد راعى المسلمون تقاليدهم‎ ‎النبيلة هذه في كل حروبهم، حتى في الحروب الصليبية الغادرة، ‏حين انتصروا على عدوهم‎ ‎الذي كان في جولة سابقة قد انتهك الحرمات واعتدى على المسجد ‏الأقصى فهاجم المحتمين‎ ‎فيه بحمى الله – رب الجميع – وأسال دماءهم فيه أنهاراً، فلم ينتقموا ‏لأنفسهم حين‎ ‎جاءهم النصر، وهم يملكون الإذن من الدين ذاته بالمعاملة بالمثل: (فمن اعتدى ‏عليكم‎ ‎فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) [37]. ولكنهم ضربوا المثل الأعلى الذي يعجز عنه‎ ‎غير المسلمين في كل الأرض حتى العصر الحديث‎.

                  ذلك فارق أساسي في أهداف الحرب‎ ‎وتقاليدها بين المسلمين وغير المسلمين. وقد كان الإسلام ‏يملك لو أراد – والحق يسنده‏‎ ‎في ذلك – أن يعتبر من يقع في يديه من الأسرى – ممن يعاندون ‏الهدى ويصرون على‎ ‎وثنيتهم الهابطة وشركهم المخرف – قوماً ناقصي الآدمية، ويسترقهم بهذا ‏المعنى وحده‎. ‎فما يصر بشر على هذه الخرافة – بعد إذ يرى النور – إلا أن يكون في نفسه ‏هبوط أو في‎ ‎عقله انحراف، فهو ناقص في كيانه البشري، غير جدير بكرامة الآدميين، وحرية ‏الأحرار‎ ‎من بني الإنسان‎.

                  ومع ذلك فإن الإسلام لم يسترق الأسرى لمجرد اعتبار أنهم‎ ‎ناقصون في آدميتهم، وإنما لأنهم – ‏وهذه حالهم – قد جاءوا يعتدون على حمى الإسلام،‏‎ ‎أو وقفوا بالقوة المسلحة يحولون بين الهدى ‏الرباني وبين قلوب الناس‎.

                  وحتى مع‎ ‎ذلك فلم يكن تقليد الإسلام الدائم هو استرقاق الأسرى. فقد أطلق الرسول صلى الله‎ ‎عليه ‏وسلم بعض أسرى بدر من المشركين منًّا بغير فداء، وأطلق بعضهم لقاء فدية، وأخذ‎ ‎من نصارى ‏نجران جزية ورد إليهم أسراهم، ليضرب بذلك المثل لما يريد أن تهتدي إليه‎ ‎البشرية في مستقبلها‎.

                  ومما هو جدير بالإشارة هنا أن الآية الوحيدة التي‎ ‎تعرضت لأسرى الحرب: (فإما منّا بعد وإما ‏فداء حتى تضع الحرب أوزارها) [38] لم تذكر‎ ‎الاسترقاق للأسرى، وإنما ذكرت الفداء وإطلاق ‏السراح دون مقابل، حتى لا يكون‎ ‎الاسترقاق تشريعاً دائماً للبشرية ولا ضربة لازب، إنما هو أمر ‏يلجأ إليه الجيش‎ ‎الإسلامي المحارب إذا اقتضته الظروف والملابسات‎.

                  يضاف إلى ذلك أن الأسرى‎ ‎الذين كانوا يقعون في يد الإسلام كانوا يعاملون تلك المعاملة الكريمة ‏التي وصفناها‎ ‎من قبل، ولا يلقون الهوان والتعذيب، وكان يفتح أمامهم باب التحرر حين تسعى ‏نفوسهم‎ ‎إليه وتحتمل تبعاته، وإن كان معظمهم في الواقع لم يكن حراً قبل أسره، إنما كان من‎ ‎الرقيق الذي استرقه الفرس والرومان ودفعوه إلى قتال المسلمين‎.

                  فكأن الأمر في‎ ‎الحقيقة لم يكن استرقاقاً من أجل الاسترقاق. ولا كان الرق أصلاً دائماً يهدف‎ ‎الإسلام إلى المحافظة عليه، فاتجاه الإسلام إلى تحرير الرقيق هو الاتجاه البارز‎ ‎الذي تشير كل ‏الدلائل إليه‎.

                  وإنما هو وضع موقوت يؤدي في النهاية إلى‎ ‎التحرير‎.

                  تقوم الحرب بين المسلمين وأعداء الإسلام فيقع بعض الأسرى من الكفار‎ ‎في يد المسلمين، ‏فيصبحون – في بعض الحالات، لا في كل الحالات ولا بصورة حتمية‏‎ – ‎رقيق حرب، فيعيشون ‏فترة من الزمن في جو المجتمع الإسلامي، يبصرون عن كثب صورة العدل‎ ‎الرباني مطبقاً في ‏واقع الأرض، وتشملهم روح الإسلام الرحيمة بحسن معاملتها‎ ‎واعتباراتها الإنسانية، فتتشرب ‏أرواحهم بشاشة الإسلام، وتتفتح بصائرهم للنور‎.. ‎وعندئذ يحررهم الإسلام بالعتق في بعض ‏الأحيان، أو بالمكاتبة إن تاقت نفوسهم إلى‎ ‎الحرية وسعوا إليها‎.

                  وبذلك تصبح الفترة التي يقضونها في الرق في الحقيقة‎ ‎فترة علاج نفسي وروحي، قوامه إحسان ‏المعاملة لهم، وإشعارهم بآدميتهم المهدرة،‎ ‎وتوجيه أرواحهم إلى النور الرباني بغير إكراه.. ثم في ‏النهاية يكون‎ ‎التحرير‎..

                  وذلك كله في حالة الاسترقاق. وليست هي السبيل الوحيد الذي يسلكه‎ ‎الإسلام، كما يتضح من آية ‏التشريع، ومن السلوك العملي للرسول صلى الله عليه وسلم في‎ ‎مختلف الغزوات‎.

                  أما النساء فقد كرمهن - حتى في رقهن - عما كن يلقين في غير‏‎ ‎بلاد الإسلام. فلم تعد أعراضهن ‏نهباً مباحاً لكل طالب على طريقة البغاء (وكان هذا‎ ‎هو مصير أسيرات الحروب في أغلب ‏الأحيان) وإنما جعلهن ملكاً لصاحبهن وحده، لا يدخل‎ ‎عليهن أحد غيره، وجعل من حقهن نيل ‏الحرية بالمكاتبة، كما كانت تحرر من ولدت لسيدها‎ ‎ولداً ويحرر معها ولدها، وكن يلقين من حسن ‏المعاملة ما أوصى به الإسلام‎.‎
                  ‎* * *‎

                  تلك قصة الرق في‎ ‎الإسلام: صفحة مشرفة في تاريخ البشرية. فالإسلام لم يجعل الرق أصلاً من ‏أصوله،‎ ‎بدليل أنه سعى إلى تحريره بشتى الوسائل، وجفف منابعه كلها لكي لا يتجدد، فيما عدا‎ ‎المنبع الواحد الذي ذكرناه وهو رق الحرب المعلنة للجهاد في سبيل الله. وقد رأينا أن‎ ‎الرق فيها ‏ليس ضربة لازب، وأنه – إن حدث – فلفترة موقوتة تؤدي في النهاية إلى‏‎ ‎التحرير‎..

                  أما ما حدث في بعض العهود الإسلامية من الرق في غير أسرى الحروب‎ ‎الدينية، ومن نخاسة ‏واختطاف وشراء لمسلمين لا يجوز استرقاقهم أصلاً، فإن نسبته إلى‎ ‎الإسلام ليست أصدق ولا ‏أعدل من نسبة حكام المسلمين اليوم إلى الإسلام بما يرتكبونه‎ ‎من موبقات وآثام‎!

                  وينبغي أن نجعل بالنا إلى عدة أمور في هذا الموضوع‎.

                  الأول: هو تعدد منابع الرق عند الدول الأخرى بغير ضرورة ملجئة سوى شهوة‎ ‎الاستعباد، من ‏استرقاق أمة لأمة، وجنس لجنس، واسترقاق للفقر. واسترقاق بالوراثة من‎ ‎الميلاد في طبقة ‏معينة، واسترقاق بسبب العمل في الأرض إلخ، وإلغاء هذه المنابع كلها‎ ‎في الإسلام، فيما عدا ‏المنبع الوحيد الذي شرحنا ظروفه من قبل‎.

                  والثاني: أن‎ ‎أوربا مع تعدد موارد الرق فيها بغير ضرورة، لم تلغ الرق حين ألغته متطوعة، ‏وكتابهم‎ ‎يعترفون بأن الرق ألغي حين ضعف إنتاج الرقيق – لسوء أحوالهم المعيشية وفقدان ‏الرغبة‎ ‎أو القدرة على العمل – بحيث أصبحت تكاليف العبد من إعاشة وحراسة أكثر من إنتاجه‏‎!! ‎فهي إذن حسبة اقتصادية لا غير، يحسب فيها المكسب والخسارة، ولا ظل فيها لأي معنى من‎ ‎المعاني الإنسانية التي تشعر بكرامة الجنس البشري، فتمنح الرقيق حريته من أجلها‎! ‎هذا بالإضافة ‏إلى الثورات المتتابعة التي قام بها الرقيق فاستحال معها دوام‎ ‎استرقاقه‎.

                  ومع ذلك فإن أوربا حينئذ لم تمنحه الحرية. ولكنها حولته من رقيق‎ ‎للسيد إلى رقيق للأرض، يباع ‏معها ويشترى، ويخدم فيها، ولا يجوز له أن يغادرها، وإلا‏‎ ‎اعتبر آبقاً وأعيد إليها بقوة القانون ‏مكبلاً بالسلاسل مكوياً بالنار. وهذا اللون‎ ‎من الرق هو الذي بقي حتى حرمته الثورة الفرنسية في ‏القرن الثامن عشر، أي بعد أن قرر‎ ‎الإسلام مبدأ التحرير بما يزيد على ألف ومائة عام‎.

                  والأمر الثالث: أنه لا‎ ‎يجوز أن تخدعنا الأسماء. فقد ألغت الثورة الفرنسية الرق في أوربا، وألغى ‏لنكولن‎ ‎الرق في أمريكا، ثم اتفق العالم على إبطال الرق.. كل ذلك من الظاهر. وإلا فأين هو‎ ‎الرق الذي ألغي؟ وما اسم ما يحدث اليوم في كل أنحاء العالم؟ وما اسم الذي كانت‎ ‎تصنعه فرنسا ‏في المغرب الإسلامي؟ وما اسم الذي تصنعه أمريكا في الزنوج، وانجلترا في‎ ‎الملونين في جنوب ‏افريقيا؟‎

                  أليس الرق في حقيقته هو تبعية قوم لقوم آخرين،‎ ‎وحرمان طائفة من البشر من الحقوق المباحة ‏للآخرين؟ أم هو شيء غير ذلك؟ وماذا يعني‎ ‎أن يكون هذا تحت عنوان الرق، أو تحت عنوان ‏الحرية والإخاء والمساواة؟ ماذا تجدي‎ ‎العناوين البراقة إذا كانت الحقائق التي وراءها هي أخبث ‏ما عرفته البشرية من‎ ‎الحقائق في تاريخها الطويل؟‎

                  لقد كان الإسلام صريحاً مع نفسه ومع الناس فقال‎: ‎هذا رق، وسببه الوحيد هو كذا، والطريق إلى ‏التحرر منه مفتوح‎.

                  أما الحضارة‎ ‎الزائفة التي نعيش اليوم في أحضانها، فلا تجد في نفسها هذه الصراحة، فهي ‏تصرف‎ ‎براعتها في تزييف الحقائق وطلاء اللافتات البراقة. فقتل مئات الألوف في تونس‎ ‎والجزائر والمغرب لغير شيء سوى أنهم يطالبون بالحرية والكرامة الإنسانية: حريتهم في‎ ‎أن ‏يعيشوا في بلادهم بلا دخيل، وأن يتكلموا لغتهم، ويعتقدوا عقيدتهم، ولا يخدموا‎ ‎إلا أنفسهم. ‏وحريتهم في التعامل المباشر مع العالم في السياسة والاقتصاد... قتل‎ ‎هؤلاء الأبرياء وحبسهم في ‏السجون القذرة بلا طعام ولا ماء، وانتهاك أعراضهم والسطو‎ ‎على نسائهم، وقتلهن بلا مبرر ‏وشق بطونهن للتراهن على نوع الجنين.. هذا اسمه في‎ ‎القرن العشرين حضارة ومدنية ونشر ‏لمبادئ الحرية والإخاء والمساواة. أما المعاملة‎ ‎المثالية الكريمة التي كان يمنحها الإسلام للرقيق ‏قبل ثلاثة عشر قرناً، تطوعاً منه‎ ‎وإكراماً للجنس البشري في جميع حالاته، مع إعلانه العملي بأن ‏الرق وضع مؤقت وليس‏‎ ‎حالة دائمة، فهذا اسمه تأخر وانحطاط وهمجية‎.

                  وحين يضع الأمريكان على فنادقهم‎ ‎ونواديهم لافتات تقول: " للبيض فقط " أو تقول في وقاحة ‏كريهة: " ممنوع دخول السود‎ ‎والكلاب "، وحين يفتك جماعة من البيض " المتحضرين " بواحد ‏من الملونين، فيطرحونه‎ ‎أرضاً ويضربونه بأحذيتهم حتى يسلم الروح، ورجل الشرطة واقف لا ‏يتحرك ولا يتدخل، ولا‎ ‎يهم لنجدة أخيه في الوطن وفي الدين واللغة فضلاً عن الأخوة في ‏البشرية، كل ذلك لأنه‎ – ‎وهو ملون – تجرأ فمشى إلى جانب فتاة أمريكية بيضاء لا عرض لها – ‏وبإذنها لا كرها‎ ‎عنها – يكون هذا هو أقصى ما وصل إليه القرن العشرون من التحضر‏‎ ‎والارتفاع‎.

                  أما حين يتهدد العبد المجوسي عمر بالقتل، ويفهم عنه عمر ذلك، ثم‎ ‎لا يحبسه ولا ينفيه من ‏الأرض، ولا نقول يقتله، وهو مخلوق ناقص الآدمية حقا لأنه‎ ‎يعبد النار ويصر على عبادتها ‏تعصباً منه للباطل بعد أن رأى الحق بعينيه، فما أشد‎ ‎همجية عمر، وما أشد ازدراءه لكرامة ‏الجنس البشري لأنه قال: " تهددني العبد "! ثم‎ ‎تركه حراً حتى ارتكب جريمته فقتل خليفة ‏المسلمين، لأنه لم يكن يملك عليه سلطاناً‎ ‎قبل أن يقترف الجريمة‎.

                  وقصة الملونين في أفريقيا، وحرمانهم من حقوقهم‎ ‎البشرية وقتلهم أو " اصطيادهم " حسب تعبير ‏الجرائد الإنجليزية الوقحة، لأنهم تجرأوا‎ ‎فأحسوا بكرامتهم وطالبوا بحريتهم، هذا هو العدل ‏البريطاني في قمته، والحضارة‎ ‎الإنسانية في أوجها، والمبادئ السامية التي تجيز لأوربا الوصاية ‏على العالم. أما‎ ‎الإسلام فهو همجي جداً لأنه لم يتعلم " اصطياد " البشر، والتلهي بقتلهم لأنهم سود‎ ‎البشرة. بل وصل توغله في التأخر والانحطاط أن يقول: " اسمعوا وأطيعوا ولو استعمل‎ ‎عليكم ‏عبد حبشي كأن رأسه زبيبة‎.. "‎

                  أما المرأة فلها حساب آخر‎.

                  كان الإسلام قد أباح للسيد أن يكون عنده عدد من‎ ‎الجواري من سبى الحرب [39] يستمتع بهن ‏وحده، ويتزوج منهن أحياناً إذا شاء. وأوربا‎ ‎تستنكر هذا اليوم وتتعفف عن هذه الحيوانية البشعة ‏التي تعتبر الجواري متاعاً‎ ‎مباحاً، وأجساداً لا حرمة لها ولا كرامة، كل مهمتها في الحياة إشباع ‏لذة بهيمية‎ ‎بغيضة، لرجل لا يرتفع عن مستوى الحيوان‎.

                  وجريمة الإسلام الحقيقية في هذا‎ ‎الأمر أنه لا يبيح البغاء! فقد كانت أسيرات الحرب في البلاد ‏الأخرى يهوين إلى حمأة‎ ‎الرذيلة بحكم أنه لا عائل لهن، ولأن سادتهن لا يشعرن نحوهن بحمية ‏العرض، فيشغلونهن‎ ‎في هذه المهمة البغيضة، ويكسبون من هذه التجارة القذرة: تجارة الأعراض. ‏ولكن‎ ‎الإسلام – المتأخر – لم يقبل البغاء، وحرص على حفظ المجتمع نظيفاً من الجريمة، فقصر‏‎ ‎هؤلاء الجواري على سيدهن، عليه إطعامهن وكسوتهن وحفظهن من الجريمة، وإرضاء حاجتهن‎ ‎الجنسية – عرضاً – وهو يقضي حاجته‏‎.

                  أما ضمير أوربا فلا يطيق هذه‎ ‎الحيوانية... ولذلك أباحت البغاء ومنحته رعاية القانون وحمايته! ‏وراحت تنشره عامدة‎ ‎في كل بلد وطئته أقدامها مستعمرة. فما الذي تغير من الرق حين تغير ‏عنوانه؟ وأين‎ ‎كرامة البغي وهي لا تملك رد طالب – وما يطلبها أحد إلا لأقذر معنى يمكن أن ‏تهبط‎ ‎إليه البشرية: دفعة الجسد الخالصة التي لا تلطفها عاطفة، ولا ترتفع بها روح؟ وأين‏‎ ‎من هذه ‏القذارة الحسية والمعنوية ما كان بين السادة والجواري في‎ ‎الإسلام؟‎

                  لقد كان الإسلام صريحاً مع نفسه ومع الناس، فقال: هذا رق. وهؤلاء‎ ‎جوار. وحدود معملتهن هي ‏كذا وكذا. ولكن الحضارة المزيفة لا تجد في نفسها هذه‎ ‎الصراحة، فهي لا تسمي البغاء رقا، وإنما ‏تقول عنه إنه " ضرورة اجتماعية‎ "!

                  ولماذا هو ضرورة؟‎

                  لأن الرجل الأوربي المتحضر لا يريد أن يعول‎ ‎أحداً: لا زوجة ولا أولاداً. يريد أن يستمتع دون ‏أن يحتمل تبعة. يريد جسد امرأة‎ ‎يفرغ فيه شحنة الجنس. ولا يعنيه من تكون هذه المرأة، ولا ‏تعنيه مشاعرها نحوه ولا‎ ‎مشاعره نحوها. فهو جسد ينزو كالبهيمة، وهي جسد يتلقى هذه النزوة ‏بلا اختيار،‎ ‎ويتلقاها لا من واحد بعينه، ولكن من أي عابر سبيل‎.

                  هذه هي " الضرورة‎ " ‎الاجتماعية التي تبيح استرقاق النساء في الغرب في العصر الحديث. وما ‏هي بضرورة لو‎ ‎ارتفع الرجل الأوربي إلى مستوى " الإنسانية " ولم يجعل لأنانيته كل هذا ‏السلطان‎ ‎عليه‎.

                  والدول التي ألغت البغاء في الغرب المتحضر لم تلغه لأن كرامتها‎ ‎أوجعتها، أو لأن مستواها ‏الخلقي والنفسي والروحي قد ارتفع عن الجريمة. كلا! ولكن‎ ‎لأن الهاويات قد أغنين عن ‏المحترفات. ولم تعد الدولة في حاجة إلى‎ ‎التدخل‎!

                  وبعد ذلك يجد الغرب من التبجح ما يعيب به نظام الجواري في الإسلام،‎ ‎ذلك النظام الذي كان ‏قبل ألف وثلثمائة عام – وعلى أنه نظام غير مطلوب له الدوام‏‎ – ‎أكرم بكثير وأنظف بكثير من ‏النظام الذي يقوم اليوم في القرن العشرين، وتعتبره‎ ‎المدنية نظاماً طبيعيا ً، لا يستنكره أحد، ولا ‏يسعى في تغييره أحد، ولا يمانع أحد‎ ‎في أن يظل باقياً إلى نهاية الحياة‎!

                  ولا يقل قائل إن هؤلاء " الهاويات‎ " ‎يتطوعن دون إكراه من أحد وهن مالكات لحريتهن الكاملة. ‏فالعبرة بالنظام الذي يدفع‎ ‎الناس بأوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية والروحية ‏إلى قبول الرق‎ ‎أو الوقوع فيه. ولا شك أن " الحضارة " الأوربية هي التي تدفع إلى البغاء وتقره،‎ ‎سواء كان البغاء الرسمي أو بغاء المتطوعات الهاويات‎!

                  تلك قصة الرق في أوربا‎ ‎حتى القرن العشرين: رق الرجال والنساء والأمم والأجناس. رق متعدد ‏المنابع متجدد‎ ‎الموارد، في غير ضرورة ملجئة، اللهم إلا خسة الغرب وهبوطه عن المستوى ‏اللائق لبني‎ ‎الإنسان‎.

                  ودع عنك استرقاق الدولة الشيوعية لأفراد شعبها حتى لا يملك أحدهم‎ ‎حرية اختيار العمل الذي ‏يريده، ولا المكان الذي يعمل فيه، واسترقاق أصحاب رؤوس‎ ‎الأموال للعمال في الغرب ‏الرأسمالي حتى لا يملك أحدهم سوى اختيار السيد الذي‎ ‎يستعبده‎.

                  دع عنك هذا وذاك، فقد تجد المجادلين عنه والمنافحين. ويكفي ما‎ ‎سردناه من ألوان الرق ‏الصارخة الصريحة، التي تتم باسم المدنية وباسم التقدم‎ ‎الاجتماعي! ثم انظر هل تقدمت البشرية ‏في أربعة عشر قرناً، بعيداً عن وحي الإسلام،‎ ‎أم إنها ظلت تنحدر وتتأخر، حتى لتحتاج اليوم إلى ‏قبس من هدي الإسلام، يخرجها مما هي‎ ‎فيه من الظلام؟‎!‎


                  ‎[11] ‎سنناقش في الفصل التالي شبهة الإقطاع‎.

                  ‎[12] ‎سورة‎ ‎النساء: 25‏‎.

                  ‎[13] ‎حديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي‎ ‎والنسائي‎.

                  ‎[14] ‎حديث رواه مسلم وأبو داود‎..

                  ‎[15] ‎أخرجه‎ ‎الطبري في كتاب " آداب النفوس " " بإسناده عمن سمع رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم‎ ‎بمنى‎ ".

                  ‎[16] ‎سورة النساء36‏‎: .

                  ‎[17] ‎سورة النساء 25‏‎: .

                  ‎[18] ‎حديث رواه البخاري‎.

                  ‎[19] ‎رواه أبو‎ ‎هريرة‎.

                  ‎[20] ‎يعتقد الهنود أن الرقيق (المنبوذين) خلقوا من قدم الإله،‎ ‎ومن ثم فهم بخلقتهم حقراء ‏مهينون، ولا يمكن أن يرتفعوا عن هذا الوضع المقسوم لهم‎ ‎إلا بتحمل الهوان والعذاب، عسى أن ‏تنسخ أرواحهم بعد الموت في مخلوقات أفضل! وبذلك‎ ‎تضاف إلى لعنة الوضع السيِّئ الذي ‏يعيشون فيه لعنة أخرى روحية تقضي عليهم أن يرضوا‎ ‎بالذل ولا يقاوموه‎.

                  ‎[21] ‎ذكره الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين في‎ ‎الكلام عن حقوق المملوك، في حديث طويل ‏قال إنه آخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه‎ ‎وسلم‎.

                  ‎[22] ‎سورة النساء92‏‎: .

                  ‎[23] ‎عن " العدالة‎ ‎الإجتماعية في الإسلام‎ ".

                  ‎[24] ‎سورة التوبة: 60‏‎.

                  ‎[25] ‎انظر الفصول التالية‎.

                  ‎[26] ‎يقول دعاة المذهب المادي إن الملابسات‎ ‎الخارجية هي التي (تخلق) المشاعر. ونحن لا ‏نؤمن بذلك لأن فيه مغالطة صارخة. فهناك‎ ‎رصيد نفسي سابق في وجوده لهذه الملابسات، ‏والملابسات (تكيف) هذا الرصيد، لكنها لا‎ ‎تخلقه من العدم‎.

                  ‎[27] ‎أو روسياً في بعض البلاد‎ ‎الآن‎!

                  ‎[28] ‎رواه البخاري‎.

                  ‎[29] ‎جاء في الموسوعة‎ ‎التاريخية المسماة " تاريخ العالم‎: Universal History of the ‎World " ‎في ص 2273 ما‏‎ ‎ترجمته: " وفي سنة 599 رفض الإمبراطور (الروماني) موريس ‏ـ بسبب رغبته في الاقتصاد ـ‎ ‎أن يفتدي بضع ألوف من الأسرى وقعوا في يد الآوار فقتلهم ‏خان الآوار عن بكرة أبيهم‎ ".

                  ‎[30] ‎سورة البقرة: 190‏‎.

                  ‎[31] ‎سورة الأنفال‎: 39.

                  ‎[32] ‎سورة البقرة: 256‏‎.

                  ‎[33] ‎شهد بذلك مسيحي أوربي‎ ‎هو السيرت.و.أرنولد في كتابه (الدعوة إلى الإسلام‎).

                  ‎[34] ‎الأمثلة على‎ ‎ذلك كثيرة منها مثالان وردا في كتاب (الدعوة إلى الإسلام‎):

                  قال في صفحة 58‏‎: " ‎وكذلك حدث أن سجل في المعاهدة التي أبرمها مع بعض أهالي المدن ‏المجاورة للحيرة‎: ‎فإن منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا " وقال: " فلما علم أبو عبيدة قائد العرب بذلك‎ ‎‎(‎بتجهيز هرقل لمهاجمته) كتب إلى عمال المدن المفتوحة في الشام يأمرهم بأن يردوا‎ ‎عليهم ما ‏جبي من الجزية من هذه المدن، وكتب إلى الناس يقول: " إنما رددنا عليكم‎ ‎أموالكم لأنه بلغنا ما ‏جمع لنا من الجموع. وإنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم وإنا‎ ‎لا نقدر على ذلك. وقد رددنا عليكم ‏ما أخذنا منكم ونحن لكم على الشرط وما كتبنا‎ ‎بيننا إن نصرنا الله عليهم‎ "

                  ‎[35] ‎سورة الأنفال‎: 61.

                  ‎[36] ‎أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي‎

                  ‎[37] ‎سورة‎ ‎البقرة: 194‏‎.

                  ‎[38] ‎سورة محمد: 4‏‎.‎

                  ‎39] ‎بذلك يخرج من دائرة الإسلام كل ما كان يأتي من الجواري – أو العبيد – عن‏‎ ‎طريق ‏الاختطاف من بلاد إسلامية ويباع ويشترى في سوق النخاسة‎.‎


                  المصدر : من كتاب شبهات حول الإسلام

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم .

                    في وقت نرى فيه تجاوزات الغرب الصليبي في العراق بتعمد إذلال المسلمين ، بهتك الأعراض ، وهو أمر يجيد القوم استعماله بكفاءة ، لعلمهم بقيمة العرض عند المسلمين ، بخلاف أعراضهم التي صيرتها المدنية الحديثة كلأً مباحا لمن أراد رعيه ، ومن قبله رأينا تجاوزاتهم في البلقان ، في تسعينيات القرن الماضي ، والإحصائيات الرسمية ، تتحدث عن نحو ستين ألف امرأة تعرضت للاغتصاب في تلك الحرب الصليبية بعد أن أفتت الكنيسة الصربية الأرثوذكسية الحاقدة بحل انتهاك أعراض المسلمات من قبل الجنود الصرب الذين يتبعونها ، فانطلق أولئك الهمج ، في سياسة مدروسة ، لاغتصاب حرائر المسلمات ، نكاية في الموحدين من أبناء البوسنة ، ونفس المشاهد تتكرر تقريبا ، مع اختلاف حجم الكارثة في : بلاد القفقاز ، وبلاد الأفغان ، والهند ، وكشمير ............. إلخ .

                    في هذا الوقت نرى من يثير شبهة الرق في الإسلام ، من اليهود والنصارى وأذنابهم من المستغربين ، فيزعم أن الإسلام قد انتهك حقوق البشر بإباحة الرق ، وهي شبهة باردة تردها الحقائق التاريخية :

                    فالرق كان أمرا معهودا قبل الإسلام ، سواء أكان ذلك في : جزيرة العرب ، أم في الممالك المجاورة لها ، كفارس والروم ، ونقلت إلينا الدراسات التاريخية : مخازي الرومان في معاملة الرقيق ، حتى صاروا مادة للترفيه ، في المناسبات العامة التي يحضرها القيصر وحاشيته ، فيلقى العبد فريسة لوحش كاسر ، ليصارعه وسط هتافات الجماهير المتحمسة ، أو يصارع آدميا مثله حتى الموت في مشاهد وحشية تقطر دما .

                    فجاء الإسلام ليواجه هذا الأمر الواقع بتشريع حكيم من لدن رب العالمين ، فأقر ما تقدم من رق ، وشرع إعتاق العبيد ، وجعله من أجل القرب ، فهو من خصال الكفارة الواجبة على التخيير ، وهو من الواجب المعين ، على قول بعض العلماء في صورة : المكاتب القادر على الكسب ، لئلا يصير عالة على الجماعة المسلمة إن كان أخرقا لا يجيد صناعة ، فبقاؤه في ملك سيده أنفع له في دينه ودنياه .

                    وحرم الإسلام التفريق بين الأم وولدها إذا وقعا في السبي ، وعند الترمذي ، رحمه الله ، من حديث أبي أيوب الأنصاري ، رضي الله عنه ، مرفوعا : (مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ، وكانت الأمة إذا ولدت لسيدها صارت : أم ولد ، لا يجوز بيعها ، فتعتق بعد وفاة سيدها على الراجح من أقوال أهل العلم ، وهو اختيار عمر ، رضي الله عنه ، الذي أجمع عليه أهل الفتوى في زمانه .

                    ولم يغلق الإسلام باب الرق ، وإنما شرع استرقاق نساء وذريات المحاربين الذين جهروا بعداوة الإسلام ، ولم يقبلوا الدخول فيه أو دفع الجزية عن يد وهم صاغرون ، وشتان بين رق الإسلام ورق الفرس والرومان :
                    فرق الإسلام هو الذي قدم طبقة الموالي : تلك الطبقة العلمية التي أثرت الحياة الفكرية الإسلامية ، فصار الموالي من أمثال : نافع وعكرمة وابن سيرين ، رحمهم الله ، أئمة هدى ، بينما قدم رق الفرس والرومان مآسي تقشعر لها الأبدان .
                    ورق الإسلام هو رق : (إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ)
                    ورق الإسلام هو رق : (لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ أَطْعِمْ رَبَّكَ وَضِّئْ رَبَّكَ اسْقِ رَبَّكَ وَلْيَقُلْ سَيِّدِي مَوْلَايَ وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي أَمَتِي وَلْيَقُلْ فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلَامِي)
                    ورق الإسلام هو رق : حديث أبي مسعود رضي الله عنه : (كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي بِالسَّوْطِ فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ فَلَمْ أَفْهَمْ الصَّوْتَ مِنْ الْغَضَبِ قَالَ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ قَالَ فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي فَقَالَ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلَامِ قَالَ فَقُلْتُ لَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا)
                    ورق الإسلام هو رق : (إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ فَليُنَاوِلْهُ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ أَوْ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ)
                    ورق الإسلام هو رق : حديث مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ ، رضي الله عنه ، وفيه : (وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ) .
                    ورق الإسلام هو رق : عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ، إذ يقول عن مولاه نافع رحمه الله : لقد من الله علينا بنافع ، فكان نافع ، رحمه الله ، أوثق الناس في ابن عمر ، رضي الله عنهما ، بل قدمه بعض النقاد على سالم بن عبد الله ، رحمه الله ، الذي قال فيه ابن عمر :
                    يلومونني في سالم وألومهم ******* وجلدة بين العين والأنف سالم
                    وما ظنك بسيد يقدم فتاه على ابنه !!!! .
                    ومالك عن نافع عن ابن عمر : سلسلة الذهب !!! .
                    ورق الإسلام هو رق : عكرمة مولى ابن عباس ، رضي الله عنهما ، الذي قيل لعلي بن عبد الله بن عباس ، رضي الله عنهما ، لما باعه : تبيع علم أبيك ؟ فاسترده ، كما ذكر الحافظ الذهبي ، رحمه الله ، في ترجمة "عكرمة" من "السير" من طريق يحيى بن معين رحمه الله .
                    ورق الإسلام هو الذي نشأ في كنفه أمثال : نصير ، أبو موسى بن نصير ، رحمه الله ، القائد الشهير ، وكان من سبي عين التمر ، فخرج من نسله ذلك القائد العظيم الذي بعث طارق بن زياد ، رحمه الله ، إلى الأندلس فاتحا مجيدا ، لتعرف أوروبا النور بعد قرون من الظلمات .

                    وأما رقهم فعنه يقول صاحب رسالة "العلمانية" حفظه الله وأتم شفاءه :
                    "أباحت الكنيسة استرقاق المسلمين والأوروبيين الذين لم يعتنقوا الدين المسيحي ، وكان آلاف من الأسرى الصقالبة أو المسلمين يوزعون عبيداً على الأديرة ... وكان القانون الكنسي يقدر ثروة أراضي الكنيسة في بعض الأحيان بعدد من فيها من العبيد لا بقدر ما تساوي من المال ، فقد كان العبد يعد سلعة من السلع كما يعده القانون الزمني سواء بسواء ، وحرم على عبيد الكنائس أن يوصوا لأحد بأملاكهم ... وحرم البابا جريجوري الأول على العبيد أن يكونوا قساوسة ، أو أن يتزوجوا من المسيحيات الحرائر ... وكان القديس توماس أكويناس يفسر الاسترقاق بأنه نتيجة لخطيئة آدم ، وإذا كان هذا هو نظر الكنيسة التي تنادي بالمحبة والرحمة فما بالك بمعاملة السيد رجل الدنيا لعبيد إقطاعيته ...؟

                    وكالعادة : يتم تعليق كل المظالم على خطيئة آدم الأولى التي يطارد شؤمها البشرية إلى يوم الناس هذا !!!!

                    وما فتئ القوم يدعون المحبة والتسامح ، ويرموننا بالكراهية والتعصب وصدق من قال : رمتني بدائها وانسلت !!!!

                    وأما رقيق الأرض : فلم يكن عبداً بمعنى الكلمة ، لكن حاله لا يختلف عن العبد في شيء ، والفارق بينهما أن العبد - في الأصل - إما أسير مغلوب وإما مخالف للسيد في الدين أو الجنس أو المذهب ، بعكس الرقيق الذي هو أصيل في الإقطاعية ، وينتمي إلى الدين والجنس اللذين ينتمي إليهما سيده .
                    والأصل في رقيق الأرض أنه رجل يفلح مساحة من الأرض يمتلكها سيد أو بارون ، وكان في وسع المالك أن يطرده متى شاء ، وكان من حقه في فرنسا أن يبيع الرقيق مستقلاً عن الأرض ... أما في إنجلترا فقد حرم من مغادرة الأرض ، وكان الذين يفرون من أرقاء الأرض يعاد القبض عليهم بنفس الصرامة التي يعاد بها القبض على العبيد ، وهذا الصنف هو الصنف الغالب في الإقطاعيات ، بل هو في الحقيقة يمثل مجموع سكان أوروبا تقريباً باستثناء النبلاء ورجال الدين , والمدهش – حقاً - هو تلك القائمة الطويلة من الواجبات التي يؤديها الرقيق للمالك ، عدا خضوعه المطلق لسلطته وارتباطه المحكم بإقطاعيته :
                    1- ثلاث ضرائب نقدية في العام .
                    2- جزء من محصوله وماشيته .
                    3- العمل سخرة كثيراً من أيام السنة .
                    4- أجر على استعمال أدوات المالك في طعامه وشرابه .
                    5- أجر للسماح بصيد السمك أو الحيوان البري .
                    6- رسم إذا رفع قضية أمام محاكم المالك .
                    7- ينضم إلى فيلق المالك إذا نشبت حرب .
                    8- يفتدي سيده إذا أسر .
                    9- يقدم الهدايا لابن المالك إذا رقي لمرتبة الفرسان .
                    10- ضريبة على كل سلعة يبيعها في السوق .
                    11- لا يبيع سلعة إلا بعد بيع سلعة المالك نفسها بأسبوعين .
                    12- يشتري بعض بضائع سيده وجوباً .
                    13- غرامة إذا أرسل ابنه ليتعلم أو وهبه للكنيسة ، (فلا بد أن يبقى جاهلا لكي يسهل على سيده التحكم فيه كيف شاء) .
                    14- ضريبة مع إذن المالك إذا تزوج هو أو أحد أبنائه من خارج الضيعة .
                    15- حق الليلة الأولى ! وهي أن يقضي السيد مع عروس رقيقه الليلة الأولى ، وكان يسمح له أحياناً أن يفتديها بأجر ، وقد بقي بصورته هذه في بافاريا إلى القرن الثامن عشر . وفي دين الإسلام : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يُزَوِّجُ عَبْدَهُ أَمَتَهُ ثُمَّ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا إِنَّمَا الطَّلَاقُ لِمَنْ أَخَذَ بِالسَّاقِ) ، فله القوامة الكاملة على أهله ، وليس في حاجة إلى افتداء عرضه ، فقد أمن شر الليلة الأولى قبل أن يأمنها الأوروبي المتحضر بنحو 1100 سنة !!!
                    16- وراثة تركته بعد موته .
                    17- ضريبة سنوية للكنيسة ، وضريبة تركات للقائد الذي يدافع عن المقاطعة" . اهـــ
                    بتصرف من رسالة "العلمانية" ، ص 265 _ 267 .
                    وكل هذا باسم الدين !!!! ، ومرة أخرى : هذا رقنا وهذا رقهم .

                    وفي العقوبات :
                    يحد الرقيق إذا زنى أو قذف نصف حد الحر ، فالعقوبة على قدر المسئولية ، ومسئولية العبد أدنى من مسئولية الحر فكان من الظلم أن يسوى به في العقوبات .
                    وفي الحديث : (إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحد ولا يثرب) ، فلا يتوجه إليها تثريب إذا حدت وأظهرت التوبة .

                    ولما أراد الشعب الأمريكي أن يكفر عن خطيئة استرقاق العبيد السود الذين اخْتُطِفُوا من غرب إفريقية ، جاء رد الفعل عاطفيا غير مدروس ، فأطلق الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن" : حملة تحرير العبيد ، فاشتهر بــ : "محرر العبيد" ، فسبب ذلك أزمة في المجتمع الأمريكي الذي فوجئ بجيش من العاطلين : تضخمت أداة الطاعة عنده ، في مقابل تقلص أداة اتخاذ القرار وتحمل المسئولية ، فنادى أحرار اليوم بالعودة إلى رق الأمس ، فأين هذا التخبط من سياسة الإسلام الحكيمة في علاج الرق ؟!!!! .

                    والله أعلى وأعلم .

                    http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=6434

                    تعليق


                    • #11
                      الرق بين الإسلام والملل الأخرى
                      بقلم / أبي تراب




                      كثيراً ما يثير أعداء الإسلام التشدقات الحاقدة الجاهلة حول موقف الإسلام العظيم من الرق و التسرى ، مما أوجب علينا أن نبين للناس حقيقة هذا الأمر مع الإشارة إلى أحكامه الفظة عند القوم



                      الرق عند الأمم الأخرى



                      اعلم أن الرق كنظام إجتماعى عالمى لم يبتدعه الإسلام بل وجد فى سائر الحضارات السابقة و بجور عظيم و تعديات جائرة و يبدو ذلك جلياً كالشمس فى رابعة النهار عند الفراعنة مثلا الذين بنوا حضارتهم على استبعاد شعب مصر و تسخيره ليموت فى بناء معابد و مقابر يدفن فيها الملوك الطغاة
                      أو الدولة الرومانية التى كان لكل مواطن فيها ثلاثة عبيد - اى ثلاثة اربعاه السكان من الرقيق- و يستعملونهم فى التجارب و اللهو حتى كانو يجعلونهم يقتلون بعضهم البعض و يصارعون السباع فى ساحات المصارعة حتى الموت!

                      و أخير فى كتاب اليهود و النصارى و تاريخهم الأسود خلفاً لأسلافهم فى التعامل الجائر مع الرقيق و اخراجهم من ادميتهم


                      و هذا الكتاب و ذاك التاريخ يبين أن الإسترقاق كان يتم لأسباب عدة منها:

                      الأول:

                      التهم الجنائية فمن ارتكب جريمة كسرقة و نحو ذلك كان يعاقب بالإسترقاق

                      الثانى

                      الفقر ، إذ كان الفقر و الدين يحمل الناس على بيع أبناءهم رقيقاً،و كان المدين يُسترق للدائن إن عجز عن السداد ، وذلك معلوم مقرر فى التوراة و كذلك فى الأمصار النصرانية فى عصر حكم الكنيسة الغابر
                      حتى صنفت الأدبيات تحكى هذه المأسى كشهيرة وليم شكسبير" تاجر البندقية"

                      و الكتاب المقدس ذكر هذا النظام صراحة كما فى متى 18: 25 (( واذ لم يكن له ما يوفي أمر سيده ان يباع هو وامرأته واولاده وكل ما له ويوفي الدين.))

                      و بالعودة إلى الكتاب المقدس سنجد تقنين الإله لبيع الأب لابنته بنص صريح فيقول:
                      الخروج 21: 7 ((واذا باع رجل ابنته امة لا تخرج كما يخرج العبيد))

                      ووجدنا إله الكتاب المقدس يسمح حتى للإسرائيلى أن يملك أخيه الاسرائيلى بسبب الفقر ، ولكن فقط يحسن معاملته ولا يعامله كما يعامل العبيد المستعبدين بسبب الفقر من غير اليهود، و يظل خادما له خمسين سنة!
                      و أما الأمم الاخرى من غير بنى إسرائيل فيكون استعبادهم و اذلالهم أبدياً!!

                      ((وإذا افتقر أخوك عندك وبيع لك فلا تستعبده استعباد عبد. كأجير كنزيل يكون عندك. إلى سنة اليوبيل يخدم عندك ثم يخرج من عندك هو وبنوه معه ويعود إلى عشيرته وإلى ملك آبائه يرجع لأنهم عبيدي الذين أخرجتهم من أرض مصر لا يباعون بيع العبيد. لا تتسلط عليه بعنف. بل اخش إلهك. وأما عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم. منهم تقتنون عبيدا وإماء. وأيضا من أبناء المستوطنين النازلين عندكم منهم تقتنون ومن عشائرهم الذين عندكم الذين يلدونهم في أرضكم فيكونون ملكا لكم. وتستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك. تستعبدونهم إلى الدهر. وأما إخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلط إنسان على أخيه بعنف.)) لاويين 25: 39


                      الثالث:

                      الإختطاف بالتلصص و القرصنة ،و الهجوم على المدن المسالمة بلا دعوة الى الله ولا دفع لضرر ، و إنما بغرض الغدر و الاستعباد و القتل المجرد
                      و هذا وجدناه فى كثير من نصوص التوراة منها:
                      (( وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ )) [ تثنية 20 : 14 ]

                      (( واخذ داود ايضا سراري ونساء من اورشليم بعد مجيئه من حبرون فولد ايضا لداود بنون وبنات. )) [ صموئيل الثاني 5: 13 ]

                      (( وسبى بنو اسرائيل نساء مديان واطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل املاكهم. 10 واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار. 11 واخذوا كل الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم)) العدد31: 9

                      (( فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها. 18 لكن جميع الاطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهنّ لكم حيّات.)) العدد 31: 17

                      ((32 وكان النهب فضلة الغنيمة التي اغتنمها رجال الجند من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين الفا. 33 ومن البقر اثنين وسبعين الفا. 34 ومن الحمير واحد وستين الفا. 35 ومن نفوس الناس من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر جميع النفوس اثنين وثلاثين الفا)) العدد31: 22

                      ففى كل هذه النصوص وقع القتل للأبرياء من الاطفال و الإستعباد للشعوب و التسرى بنساءهم بل و باطفالهم الإناث بيد أن هذه المعارك لم تكن كما أسلفنا بسبب خطر شكلته هذه الممالك، أو رفضهم الدعوة إلى الله أو رفضهم الخضوع لحكم الله بدفع الجزية ، بل كانت غدراً مقصوداً و قتلاً متعمداً أصلاً

                      ولذلك وجدنا إله الكتاب المحرف - و نقصد بذلك الصفات و التعاليم التى نسبوها للاله ببهتهم و الله اله التوراة و الانجيل الحق منها براء- وجدناه يغدر ولا يفى بالعهد فيأمر بنى إسرائيل أن يدعو من يذهبوا اليهم من الأمم للصلح فإن قبلوا يغدرا بهم و يستعبدونهم وإن أبوا الصلح يقتلون ، فأين المفر إذاً؟!

                      ((حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح. فان اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. وان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها. واذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. واما النساء والاطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك. 15 هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الامم هنا))

                      و قد شهد العالم أكبر حملة قرصنة و إستعباد نفذتها الأمم النصرانية و عانت منها البشرية لأنهم لا يملكون علماً ولاهدى ولا كتاباً منيراً يردعهم

                      فكانوا يغيرون على أفريقيا و يستعبدون أهلها و يسوقونهم مغلغلين بالسلاسل فى قاع السفن إلى مصير مجهول ، و كذا الحال مع الهنود الحمر الذين نكلوا بهم بغير ذنب اقترفوه ففريقاً قتلوا و فريقاً استعبدوا حتى أبادو منهم عشرات الملايين و نفس الحال مع سكان أستراليا الأصليين الذين قضوا تحت محارق جند قساوسة الصليب

                      أما الإسلام فقد حرم كل هذا
                      فلا يقع الإسترقاق فى دين الله بسبب الدين، ولا ببيع الأب لبنيه لأن الاسلام يكفل حقهم الأدمى ، ولا بالقرصنة الجائرة، ولا بالحروب الغير منضبطة بضوابط الجهاد المشروع فتأمل رعاك الله

                      معاملة الرقيق فى الأمم غير الإسلامية

                      وصلنا إلى أن الإسترقاق عند الأخرين لاسيما اليهود و النصارى ورثة الحضارة الرومانية الوحشية ، كان لاقيد له ولا ضابط،

                      فإن ثقافتهم أن العبيد فى مرتبة أدنى من المرتبة الأدمية و قد رأينا فى النصوص الأنفة الذكر كيف كان الاله يحث اليهود على معاملة الاسرائيلى المستعبد برفق و رحمة لا بعنف كما هو حال العبيد الاخرين، و هذا يعكس عنصرية النفسية اليهودية ، و يفهم منه كم القسوة التى كان يعانى منها العبيد لاسيما غير اليهود منهم،

                      و هذا ما كان فعلا إذ أن اليهود كانوايستعبدون الناس على أساس عنصرى والتوراة المحرفة تظهر و كأن أفضلية بنى إسرائيل عرقية لا بالمقومات الإيمانية ، و الرجل الأبيض النصرانى كان يسترق الشعوب من الأجناس الاخرى لاسيما الزنوج على أساس أنهم الجنس الأدنى حتى كانوا يشكون فى أدميتهم إبتداءً و يعقدون المجامع و يصنفون المؤلفات لمناقشة ذلك!!

                      و كانوا يحملونهم ما لا يطيقون و يحرمونهم من أبسط الحقوق و يعذبونهم أشد تعذيب حتى أسسوا حضارتهم الزائفة على أكتاف هؤلاء كما بنى الفراعنة الوثنيون أهرامهم - مقابر ملوكهم المترفين- على جثث مئات الألاف من العبيد!!

                      و تتجلى حياة الخوف و الذعر التى كانت تفرض على العبيد فى نصائح بولس الذى قال
                      ((فاعطوا الجميع حقوقهم.الجزية لمن له الجزية.الجباية لمن له الجباية.والخوف لمن له الخوف والاكرام لمن له الاكرام)) ( رومية 13: 7
                      و قال
                      (( ايها العبيد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح)) افسس 6: 5

                      ((ايها العبيد اطيعوا في كل شيء سادتكم حسب الجسد لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل ببساطة القلب خائفين الرب)) كولوسى 3: 22

                      ففى هذه الاوامر بالخضوع و الطاعة للسيد ركز بولس بشكل رئيسى على الخوف و الرعدة ،و على اعطاء الخوف لمن له خوف، فلا تمتاز علاقة العبد بسيده بالرحمة و التعاون و المعايير الاإنسانية فى التعامل
                      و هذه نماذج للمعاملة القاسية التى كان يلقاها العبد من اسياده حسب تعاليم الكتاب المقدس
                      فقد سبق و اطلعنا كيف أن الاستعباد كان يتم بالجور و العدوان و الإثم و التعطش للدماء و الغدر

                      و نقرأ فى سفر يشوع (فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين في جازر.فسكن الكنعانيون في وسط افرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيداً تحت الجزية) (يشوع 16/10)

                      وكذلك فى صموئيل الثاني 8 : 1 كما في ترجمة كتاب الحياة عن نبي الله داود : (( وقهر أيضاً الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة، وقاسهم بالحبل . فكان يقتل صفين ويستبقي صفاً . فأصبح الموآبيين عبيداً لداود يدفعون له الجزية .))

                      فهاهنا نجدأن أنبياء بنى اسرائيل ما كانوا يكتفون باستعباد الشعوب بل كانوا يجمعون لهم الاستعباد مع الجزية

                      و نقرأ أيضاً فى سفر الخروج فى معاملة العبيد النص الأتى:
                      ((إذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا مجانا إن دخل وحده فوحده يخرج. إن كان بعل امرأة تخرج امرأته معه إن أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين أو بنات فالمرأة وأولادها يكونون لسيده وهو يخرج وحده. ولكن إن قال العبد: أحب سيدي وامرأتي وأولادي. لا أخرج حرا يقدمه سيده إلى الله ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده أذنه بالمثقب فيخدمه إلى الأبد )) خروج 21: 1-6

                      فهذه الأعداد تشرع استعباد الإسرائيلى لأخيه العبرانى، و حين يخرج بعد خدمة ست سنوات يترك زوجته و بنيه لسيده، و لكن الطامة أنه ان قرر البقاء عبداً ليبقى بجوار زوجته و بنيه، فإنه يتعامل معه كما كان يتعامل المشركون مع الأنعام فيثقبون أذنها و يغيرون خلق الله، فيثقب السيد أذن عبده كى يعلن استعباده الى الأبد!

                      و كذلك نقرأ فى حكم المسبية فى تثنية 21: 10
                      (( إِذَا ذَهَبْتُمْ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ، وَأَظْفَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِهِمْ، وَسَبَيْتُمْ مِنْهُمْ سَبْياً، 11وَشَاهَدَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ الأَسْرَى امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ فَأُولِعَ بِهَا وَتَزَوَّجَهَا، 12فَحِينَ يُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِهِ يَدَعُهَا تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا، 13ثُمَّ يَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَيَتْرُكُهَا فِي بَيْتِهِ شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ تَنْدُبُ أَبَاهَا وَأُمَّهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُعَاشِرُهَا وَتَكُونُ لَهُ زَوْجَهً. 14فَإِنْ لَمْ تَرُقْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلْيُطْلِقْهَا لِتَذْهَبَ حَيْثُ تَشَاءُ. لاَ يَبِيعُهَا بِفِضَّةٍ أَوْ يَسْتَعْبِدُهَا، لأَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا))

                      فالسؤال الأن ما هى ثياب السبى هذه؟أهى اغلال أم ملابس ممزقة؟
                      و لماتحلق المرأة شعرها الذى هو تاج رأسها و أى اهانة أكبر من ذلك؟!

                      نقرأ فى سفر الخروج 21: 20
                      ((ذا ضرب إنسان عبده أو أمته بالعصا فمات تحت يده ينتقم منه لكن إن بقي يوما أو يومين لا ينتقم منه لأنه ماله))

                      فهذا النص العجيب يسمح للمرء أن يضرب عبده طالما لم يسبب عاهة ، و لم يؤد للوفاة الفورية بحجة أنه ملكه!!
                      و هو ما دفع حتى الغرب الكافر أن يسخر من مثل هذه التشريعات كما فى هذا الرابط

                      http://www.bandoli.no/images/exodus21_1024.jpg

                      و كذلك نقرأ فى يشوع بن سيراخ 33 :28 الإذن بالضرب و التنكيل و قهر العبد ان بدا منه شر دون مراعاة لأدميته!!
                      ((للعبد الشرير التنكيل والعذاب اقسره على العمل لئلا يتفرغ ))


                      الرق فى الإسلام العظيم


                      فأما عن موقف الإسلام من الإسترقاق

                      فلا يقع الإسترقاق فى دين الله بسبب الدَين،

                      ولا ببيع الأب لبنيه لأن الاسلام يكفل حقهم الأدمى ،

                      ولا بالقرصنة الجائرة،

                      ولا بالحروب الغير منضبطة بضوابط الجهاد المشروع

                      ولايبيح الإسلام الإسترقاق إلا من كان مملوكا أصلا ، أو أن يسترق بسبب الحروب العادلة التى تهدف لحماية ديار المسلمين أو أمن مكر الكافرين بعد إستنفاذ وسائل دعوتهم ومفاوضتهم على القواعد الإسلامية
                      وذلك له حكم عظيمة منها:-

                      ا) أن الإسترقاق فى الحروب المنضبطة شرعياً ضرورة و حكمة ، إذ أن أمة الإسلام منذ فجر البعثة أمة مستهدفة تتكالب عليها شياطين الإنس و الجن دوما، فكان لابد من وسيلة ردع كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( نصرت بالرعب مسيرة شهر))
                      و كل من كان يحارب المسلمين على مدار القرون الماضية -و إلى يومنا هذا- لا يرقب فى مؤمن إلاً و لاذمة و يعيثون فى الأرض فسادا و يسترقون نساء و أطفال المسلمين أو يغتصبوهن بحمية الحقد و الجاهلية التى جعلت فى قلوبهم المريضة على دين الله تعالى

                      فكان هذا من قبيل المجانسة و المعاملة بالمثل ، وإلا لكان الحال أن المشركين يحق لهم بقوانين حروبهم و أخلاقهم أن يسبوا نساء و أطفال المسلمين إن قابلوهم فى حين لا يمكن المسلم أن يفعل المثل فتختل موازين القوىو يصير المسلمون مطمعاً لأعداءهم

                      2) و من جهة اخرى فإن الحروب يكثر فيها قتل الرجال المقاتلة ،و يتبقى نساؤهم و أطفالهم بلا عائل و هم لا يملكون حيلة ولا يهتدون سبيلاً فلو تُركوا لصاروا فريسة للذئاب الحيوانية و البشرية !

                      و فيكون فى كفالتهم رحمة بهم و رعاية لهم و نجاة لهم من الهلاك فى الدنيا ثم نجاة من الهلاك فى الأخرة لأنهم بعيشهم فى أرض إسلام يغلب على الظن اندماجهم مع المجتمع المؤمن و دخولهم فى دين الله

                      كل هذا مع استحضار أخلاق و ضوابط الجهاد الشرعى فى دين الله السامى ، و ليس موقف عمر ابن عبدالعزيز من سمرقند و اصداره الاوامر لاميره الفاتح المنتصر ان يعود للحدود مرة اخرى لانه خالف شروط الشرع فى فتح البلدان ليس هذا الموقف العظيم ببعيد عن ذاكرة الإنسانية

                      * و أما بالنسبة لمن كان عبداً أصلاً يقول العلامة أبو بكر الجزائرى : {إن الإسلام جاء و الأرقاء بين يدى الناس ،فلا يليق بشريعة الله العالدة التى نزلت لتحفظ للإنسان نفسيه و عرضه و ماله،لا يليق بها أن تفرض على الناس الخروج من أموالهم بالجملة ، كما أنه ليس فى صالح الكثير من الأرقاء التحرر ، إذمن النساء و الأطفال و حتى الرجال أنفسهم من لا يستطيع أن يكفل نفسه بنفسه لعجزه عن الكسف و جهله بمعرفة طرقه،فكان بقاءه مع سيده المسلم الذى يطمعه مم يأكل و يكسوه مما يلبس ولا يكلفه ما لا يطيق خيراُ الف مرة من اقصائع عن البيت الذى كان يحسن إليه و يرحمه إلى جحيم القطيعة و الحرمان}

                      و لذلك فإن الإسلام حين أوجد الطريقة التى تضمن للعبد الذى يريد التحرر ان يتحرر مع اعطاء مالكه حقه المالى لم يتأخر فى تشريعها كما سيأتى ذكره فى منافذ الإسلام لتحرير العبيد

                      و يجب فى هذا الصدد أن نعرج على أحكام الرحمة و الإحسان فى معاملة الرقيق فى الإسلام و من ذلك:

                      - أمر الله تعالى بالأحسان إليهم فقال ((وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً))

                      - تحريم إطلاق لفظة العبد أ الأمة على الرقيق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
                      ‏ ‏((‏لا يقل أحدكم‏:‏ عبدى وأمتى، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل، غلامي وجاريتي‏))

                      و فى لفظ أخر فى الصحيح ((لا يقل أحدكم عبدى وأمتى ، وليـقل: فتاى وفتاتى))

                      فانظر كيف نهى الشرع عن هذه التعبيرات ليحفظ مكانة الإنسان من اخيه الانسان و ان كان تحت يده

                      - و من ذلك قول رسول الله صلى الله علية و سلم :

                      ((إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم. فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم)) رواه مسلم

                      - وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فى النهى المطلقعن ضرب المملوك و لطمة و لو لطمة : ((من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه )) رواه مسلم

                      فهذه جملة من أحكام الرحمة فى معاملة الخدم و الرقيق فى الإسلام و لننظر إلى قدوتنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ،كانت إذا جاءت جارية تأخذه من يده الشريفة إلى أمريسير معها بتواضع و رحمة

                      و يحكى الصحابى الجليل أنس ابن مالك عن أخلاق النبى الكريم مع خادميه فيقول: ((خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فلا والله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء لم أصنعه ألا صنعته؟ ولا لامني، فإن لامني بعض أهله قال: دعه، وما قدر فهو كائن أو ما قضي فهو كائن))
                      فتالله من يعامل خادمه بهذه الطريقة حتى مجرد التوجيهكان يتجنبه و لم يظهر منه لعشر سنوات خدمه فيها انس عليه و اله الصلاة و السلام

                      التسرى فى الإسلام

                      سبق و بينا أن التسرى بالإماء كان مشروعا عند اليهود و النصارى
                      و أن داود كان له عشرات السريات و كذلك سليمان كان له منهن المئات، و كذلك ابراهيم تسرى بهاجر و قطورة ، و يعقوب تسرى ببلهة و زلفة ...إلخ

                      و نصوص الكتاب المقدس فى التسرى فى الحروب و لكن بشكل ينافى رحمة الشريعة الإسلامية كما سبق بيانه فى بعض النصوص فليرجع إليه


                      أما فى الإسلام فقد أباحت الشريعة التسرى لعدة أسباب حكيمة و حكمة الله لا منتهاة

                      1)الرحمة بالأمة بقضاء حاجتها من شهوتها

                      2)أن وطئها قد يجر لها مزيداً من عناية سيدها فيتعنى بغذائها و كسوتها و نظافتها و ما إلى غير ذلك

                      3)الإرفاق بالمسلم الذى قد يعجز عن مؤونة الحرائر من النساء فرخص فى وطء الإمام تخفيفاً عليه و رحمة به.

                      4)إعدادها لتصبح أم ولد فتعتق بموت سيدها( و هذا أحد منافذ العتق التى فتحها الإسلام كما سيأتى بيانه)

                      السبل التى شرعها الإسلام لتحقيق العتق

                      1)حث الإسلام على عتق العبيد و جعله من اجل اقربات إلى الله تعالى فقال عز و جل
                      ((فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13))))

                      2) جعل تحرير المملوك كفارة لكثير من الأخطاء:
                      - فجعله كفارة للقتل الخطأ
                      - و جعله كفارة للحنث فى اليمين
                      - وجعله كفارة للظهار
                      - وجعله كفارة لأنتهاك حرمة شهر رمضان

                      3)جعل العبد بعتق لمجرد أن ملكه ذورحم له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من ملك ذا رحم محرم فهو حر)) رواه مسلم

                      4) جعل كفارة ضرب العبد عتقه فقال رسول الله (من ضرب غلاما له حداً لم يأته او لطمه فإن كفارته أن يعتقه) صحيح رواه ابن ماجه و الترمذى و ابو داود و أحمد

                      5) سريات العتق إلى بقية أجزائه إذا عتق منه جزء قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من عتق شركاً له فى عبد فكان معه ما يبلغ ثمن العبد قوّم عليه قيمة العدل و أعطى شركاءه حصصهم و أعتق جميع العبد )) متفق عليه

                      6) الإذن بالتسرى بالإماء ليصبحن أم ولد ،فلا يجوز بيعهم و يصبحن أحرار بعد موت الملك لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم
                      بل تصبح أم ولد ولا يجوز بيعها حتى لو سقط الولد لقول عمر رضى الله عنه (( إذت ولدت الأمة من سيدها فقد عتقت وان كان سقطاً)) حكاه صاحب المغنى

                      7) الأمر بمكاتبة من طلب المكاتبة من الأرقاء لقوله تعالى ((وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ))

                      و هذا امر صريح بعتق الرقيق الذين يريدون ذلك مادام المالك سيحصل على ماله وللإسلام الاسبقية فى تشريع هذا بل هو اعدل حكم يضمن الرحمة بالطرفين
                      بل وأمر الإسلام بمساعدتهم بالمال ليحققوا هذا الغرض بقوله تعالى ((وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ))

                      و كذلك بجعله عز و جل الرقيق أحد مصارف الزكاة فقال سبحانه ((إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ))

                      فهذا بحث موجز فى موقف الإسلام من الرق و يتبين لكل ذى لب أن الإسلام هو أعدل دين و أحكم شريعة تناولت هذه القضية على أسس المعاملة الإنسانية التى لا ظلم فيها ولا عدوان و لا إستعباد كذلك الذى نرى فيه الفقراء اليوم فى الانظمة الرأسمالية او الاشتراكية وإن تسموا أحرارا!!

                      و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

                      تعليق


                      • #12
                        شكرا لجميع الاخوة المشاركين وشكرا للدكتور ازهري على الكتاب
                        جميع الردود تركز على اوامر الاسلام بحسن معاملة الرقيق وهو امر جيد ولاخلاف فيه لكن هو ليس اساس المشكلة
                        لو كان اسلام العبد يعتقه لما كانت هناك مشكلة ولكن على العكس تماما فأسلام العبد يجبره بأوامر ربانية على طاعة سيده والخضوع له
                        بل ان دخوله الجنة او النار وايمانه وكفره مرتبط تماما برضا سيده عنه كما يرد في هذه الاحاديث

                        إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة
                        الراوي: جرير بن عبدالله
                        خلاصة الدرجة: صحيح
                        المحدث: مسلم
                        المصدر: المسند الصحيح
                        الصفحة أو الرقم: 7

                        أيما عبد مات في إباقه دخل النار وإن قتل في سبيل الله
                        خلاصة الدرجة: صحيح
                        المحدث: الهيتمي المكي
                        المصدر: الزواجر
                        الصفحة أو الرقم: 2/8

                        أيما عبد أبق من مواليه ، فقد كفر حتى يرجع إليهم
                        الراوي: جرير بن عبدالله
                        خلاصة الدرجة: صحيح
                        المحدث: الألباني
                        المصدر: صحيح الجامع
                        الصفحة أو الرقم: 2731

                        اما بالنسبة لتضييق المداخل وتوسيع المخارج فهذا ليس صحيح تماما وليس فيه جديد فأن الوسيلة الوحيدة التي منعها الاسلام هي الخطف وهذه
                        الوسيلة لم يكن يتبعها قبل الاسلام الا قطاع الطرق وهي مكروهه عرفا فليس هناك تضييق واضح او منع لان الوسيله المتبعه اساسا في جمع الرقيق
                        هي الحرب وهذه الوسيلة لم يمنعها الاسلام والمكاتبة ايضا كانت موجودة قبل الاسلام وعند الرومان فمنطقيا من استطاع ان يدفع ثمن نفسه بأمكانه ان يشترى
                        نفسه كما يشتريه الاخرون وليس في هذا جديد وهذه الوسيلة شبه مستحيلة عمليا فليس للعبد اجر على عمله ومن الصعب جدا على العبد ان يجمع المال ليشتري نفسه
                        اما عتق العبيد بالكفارات فمن المستحيل ان يقضي على العبودية واستغرب هنا ممن يقول ان الاسلام قضى على الرق تدرجيا فهذا ليس صحيحا على الاطلاق فالرق انتهى
                        بقرار من الامم المتحدة و الرق كان منتشرا في الخليج حتى الستينيات فأي تدريج هذا الذي يأخذ 1400 سنة وينتهي بقرار من غير المسلمين وفي الكتاب الذي اهداني اياه
                        الاخ الدكتور مشكورا يذكر ان هناك ظروف اقتصادية وسياسية منعت تحريم الرق وهذا ايضا كلام غريب وغير منطقي فالاسلام عندما جاء قلب كل الظرف الاقتصادية والاجتماعية
                        في جزيرة العرب وفي جزء كبير من العالم فكيف يجيز الله ممارسه ظالمه كالرق فقط لظروف اقتصادية ففي هذا القول تعالي واضح على الله تعالى فهل يأبه الله للظروف الاقتصادية لكي
                        يجيز الظلم والعبودية ويقننها ويضع لها شروطا ولو كان الامر كذلك لما حرم الله شيئا من الاشياء التي كانت منتشرة في الجاهلية كقتل البنات ارجو من الاخوة الرد بأجابات منطقية
                        وواضحة.
                        وشكرا

                        تعليق


                        • #13
                          اتفق مع المشاركين ان شكل الرق في الاسلام مختلف عنه في الامم والحضارات السابقة وانا لاانفى انه ربما يكون افضل من الكثير لكن هذا لاينفي كونه رقا

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة AFRICA مشاهدة المشاركة
                            شكرا لجميع الاخوة المشاركين وشكرا للدكتور ازهري على الكتاب
                            جميع الردود تركز على اوامر الاسلام بحسن معاملة الرقيق وهو امر جيد ولاخلاف فيه لكن هو ليس اساس المشكلة
                            لو كان اسلام العبد يعتقه لما كانت هناك مشكلة ولكن على العكس تماما فأسلام العبد يجبره بأوامر ربانية على طاعة سيده والخضوع له
                            بل ان دخوله الجنة او النار وايمانه وكفره مرتبط تماما برضا سيده عنه كما يرد في هذه الاحاديث

                            إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة
                            الراوي: جرير بن عبدالله
                            خلاصة الدرجة: صحيح
                            المحدث: مسلم
                            المصدر: المسند الصحيح
                            الصفحة أو الرقم: 7
                            - ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم : العبد الآبق حتى يرجع ، و امرأة باتت و زوجها عليها ساخط ، و إمام قوم و هم له كارهون
                            الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 487

                            قوله : ( لا تجاوز صلاتهم آذانهم ) ‏
                            ‏جمع الأذن الجارحة , أي لا تقبل قبولا كاملا أو ترفع إلى الله رفع العمل الصالح . قال التوربشتي : بل أدنى شيء من الرفع , وخص الآذان بالذكر لما يقع فيها من التلاوة والدعاء ولا تصل إلى الله تعالى قبولا وإجابة , وهذا مثل قوله عليه السلام في المارقة يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم , عبر عن عدم القبول بعدم مجاوزة الآذان . قال الطيبي : ويحتمل أن يراد لا يرفع عن آذانهم فيظلهم كما يظل العمل الصالح صاحبه يوم القيامة , كذا في المرقاة . وقال السيوطي في قوت المغتذي : أي لا ترفع إلى السماء كما في حديث ابن عباس عند ابن ماجه : لا ترفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا , وهو كناية عن عدم القبول كما في حديث ابن عباس عند الطبراني : لا يقبل الله لهم صلاة انتهى ‏
                            ‏( حتى يرجع ) ‏
                            وهذا عقاب له
                            المشاركة الأصلية بواسطة AFRICA مشاهدة المشاركة
                            أيما عبد مات في إباقه دخل النار وإن قتل في سبيل الله
                            خلاصة الدرجة: صحيح
                            المحدث: الهيتمي المكي
                            المصدر: الزواجر
                            الصفحة أو الرقم: 2/8
                            الحديث كما أورده الهيثمي جاء كما يلي


                            7241 عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " عبد مات في إباقته دخل النار ، وإن قتل في سبيل الله " .

                            رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل ، وحديثه حسن ، وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات .


                            عبدالله بن محمد بن عقيل سيء الحفظ و إذا إنفرد لا تقبل منه روايته إذن فالحديث ضعيف و قد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله

                            81812 - أيما عبد مات في أباقته ؛ دخل النار وإن قتل في سبيل الله
                            الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1190
                            خلاصة الدرجة: ضعيف


                            و هذه خلاصة القول في عبدالله بن محمد بن عقيل

                            http://www.saaid.net/Doat/Zugail/158.htm
                            المشاركة الأصلية بواسطة AFRICA مشاهدة المشاركة
                            أيما عبد أبق من مواليه ، فقد كفر حتى يرجع إليهم
                            الراوي: جرير بن عبدالله
                            خلاصة الدرجة: صحيح
                            المحدث: الألباني
                            المصدر: صحيح الجامع
                            الصفحة أو الرقم: 2731

                            حين كان الإسلامُ في المدينةِ في زمان الرسولِ صلى اللهُ عليْهِ وسلّم
                            لم يكن هناك إلا دوْلتان دولةُ الإيمانِ بالمدينةِ فقط ودولةُ الكُفْرِ في كل البِقاع حولها ..!!
                            إذاً العبد الآبِق من مولاه بالتأكيد لن يتوجّه إلى أحد المُسلِمين في المدينة
                            وإنما سيخرُج إلى الكُفار , والخروج إلى الكفار .. كُفر..!!
                            و الخروجُ إلى الكُفار دون الإحتِكام إلى رسول الله أو إلى حُكْمِ الإسلامِ فهو كُفر
                            ولِذا الآبِق كافِر , لأنه خائِن ولا يُقْبَلُ مِنه شيء حتى يعود .
                            فإن أمْسِكَ عِنْدَ العدّوِّ قُتِل , وإن عاد وتاب تُقْبَل توبتُه ...
                            ويتّضِحُ المعنى أكثّر عن كُفْرِ العبْدِ بِما جاءَ في الأحاديث ...
                            فقد قال صلى الله عليه وسلم أيْضاً (أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة) أيلم يعُد لهُ حُرمة , لأن من يعيش آمِنا بيْنَ ظهْرانيِّ المُسْلِمينَ لهُ حُرْمة , ومن خرج عنهم فلا حُرْمةَ له ... فذمة الله وذمة رسوله أي ضمانه وأمانه ورعايته تحفَظُ للكافِر في أرض المُسْلِمينَ حُرْمتهُ , فهروبه استِغناءٌ عن هذه الذمة وتشكيكٌ في ذِمّة الرسل , ومجرد الشكِ في حُكم اللهِ ورسوله و التبرٌّء من حُكْمِهِم , فهو كُفْرٌ ورِدّة.
                            بل إن هذا الآبِق , كان يستطيعُ أن يصونَ نفْسهُ مِن عِقابِ سيِّدِهِ إن توجّهَ لرسول الله أو أولي الأمْر ... لكِنَ هروبه جعل أولي الأمرِ في حِلٍّ منه ومِن دمِه ..!!
                            ______________

                            ويُوضِّحُ حقيقة الأبق و الهروب ... ويُجلِّيهِ هو رِوايةٌ أخرى لِنفْسِ الحديثِ مِن سُننِ النِّسائي ... من طريقِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ " أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ إِلَى أَرْضِ الشِّرْكِ فَقَدْ حَلَّ دَمُهُ "

                            وكذلِك رِوايةٌ أخرى من سُنن النسائي من طريقِ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ عن شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ "أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيهِ وَلَحِقَ بِالْعَدُوِّ فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِهِ "
                            فهذا الحُكم
                            يستوي فيهِ العبدُ والحُر على حدٍّ سواء
                            فعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة"

                            188522 - لا يحل دم امرىء مسلم إلابإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، و الثيب الزاني ، و التارك لدينه المفارق للجماعة
                            الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 451
                            خلاصة الدرجة: صحيح



                            المشاركة الأصلية بواسطة AFRICA مشاهدة المشاركة
                            اما بالنسبة لتضييق المداخل وتوسيع المخارج فهذا ليس صحيح تماما وليس فيه جديد فأن الوسيلة الوحيدة التي منعها الاسلام هي الخطف وهذه
                            الوسيلة لم يكن يتبعها قبل الاسلام الا قطاع الطرق وهي مكروهه عرفا فليس هناك تضييق واضح او منع لان الوسيله المتبعه اساسا في جمع الرقيق
                            هي الحرب وهذه الوسيلة لم يمنعها الاسلام والمكاتبة ايضا كانت موجودة قبل الاسلام وعند الرومان فمنطقيا من استطاع ان يدفع ثمن نفسه بأمكانه ان يشترى
                            نفسه كما يشتريه الاخرون وليس في هذا جديد وهذه الوسيلة شبه مستحيلة عمليا فليس للعبد اجر على عمله ومن الصعب جدا على العبد ان يجمع المال ليشتري نفسه
                            اما عتق العبيد بالكفارات فمن المستحيل ان يقضي على العبودية واستغرب هنا ممن يقول ان الاسلام قضى على الرق تدرجيا فهذا ليس صحيحا على الاطلاق فالرق انتهى
                            بقرار من الامم المتحدة و الرق كان منتشرا في الخليج حتى الستينيات فأي تدريج هذا الذي يأخذ 1400 سنة وينتهي بقرار من غير المسلمين وفي الكتاب الذي اهداني اياه
                            الاخ الدكتور مشكورا يذكر ان هناك ظروف اقتصادية وسياسية منعت تحريم الرق وهذا ايضا كلام غريب وغير منطقي فالاسلام عندما جاء قلب كل الظرف الاقتصادية والاجتماعية
                            في جزيرة العرب وفي جزء كبير من العالم فكيف يجيز الله ممارسه ظالمه كالرق فقط لظروف اقتصادية ففي هذا القول تعالي واضح على الله تعالى فهل يأبه الله للظروف الاقتصادية لكي
                            يجيز الظلم والعبودية ويقننها ويضع لها شروطا ولو كان الامر كذلك لما حرم الله شيئا من الاشياء التي كانت منتشرة في الجاهلية كقتل البنات ارجو من الاخوة الرد بأجابات منطقية
                            وواضحة.
                            وشكرا

                            كلامك بأن الأمم المتحدة هي من ألغت الرق كلااامك خاطئ الدولة العثمانية الإسلامية هم من ووضعوا قوانين لمنع الرق نهائيا وطالبوا بتنفيذها عالميا عام 1830 في حين كانت أميركا تعج بالعبيد

                            المكاتبة ، فهي منح الحرية للرقيق متى طلبها بنفسه ، مقابل مبلغ من المال يتفق عليه السيد والرقيق . والعتق هنا إجباري لا يملك السيد رفضه ولا تأجيله بعد أداء المبلغ المتفق عليه . وإلا تدخلت الدولة ( القاضي أو الحاكم ) لتنفيذ العتق بالقوة ، ومنح الحرية لطالبها .
                            قال تعالى ....... ( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ )
                            فهذا المبدأ قد أقره الله تعالى في كتابه الكريم
                            وبتقرير المكاتبة ، فتح في الواقع باب التحرير في الإسلام ، لمن أحس في داخل نفسه برغبة التحرر ، ولم ينتظر أن يتطوع سيده بتحريره في فرصة قد تسنح أو لا تسنح على مر الأيام .
                            ومنذ اللحظة الأولى التي يطلب فيها المكاتبة ـ والسيد لا يملك رفض المكاتبة متى طلبها الرقيق ، ولم يكن في تحريره خطر على أمن الدولة الإسلامية ـ يصبح عمله عند سيده بأجر ، أو يتاح له ـ إذا رغب ـ أن يعمل في الخارج بأجر ، حتى يجمع المبلغ المتفق عليه.

                            فعلا انت تجهل نظام الرق في الأمم الاخرى من غير الإسلام

                            أنقل إليه شهادة جوستاف لوبون في "حضارة العرب" (ص459-460) :
                            "الذي أراه صادقاً هو أن الرق عند المسلمين خير منه عند غيرهم وأن حال الأرقاء في الشرق أفضل من حال الخدم في أوربا وأن الأرقاء في الشرق يكونون جزءا من الأسرة وأن الموالي الذين يرغبون في التحرر ينالونه بإبداء رغبتهم ومع هذا لا يلجئون إلى استعمال ذلك الحق... ) انتهى
                            ---------------------------------
                            موقف أصحاب الحضارات المادية والملاحدة :-

                            من حق القارئ أن يسأل وهو في عصور النهضة والتقدم عن رائدة التقدم في هذه العصور ، وعدد من كانوا يموتون بسبب طرق الاصطياد, وفي الطريق إلى الشواطئ التي ترسو عليها مراكب الشركة الإنجليزية وغيرها , ثم إن الباقين يموتون بسبب تغير الطقس , ويموت نحو 4% أثناء الشحن , و 12 % أثناء الرحلة , فضلاً عمن يموتون في المستعمرات !!!

                            ومكثت تجارة الرقيق في أيدي شركات إنجليزية حصلت على حق احتكار ذلك بترخيص من الحكومة البريطانية , ثم أطلقت أيدي جميع الرعايا البريطانيين في الاسترقاق , ويقدر بعض الخبراء مجموع ما استولى عليه البريطانيون من الرقيق واستعبدوه في المستعمرات من عام 1680 / 1786م حوالي 2130000 شخصاً .

                            فعندما اتصلت أوربا بإفريقيا السوداء كان هذا الاتصال مأساة إنسانية , تعرض فيها زنوج هذه القارة لبلاء عظيم طوال خمسة قرون ، لقد نظمت دول أوربا وتفتقت عقليتها عن طرق خبيثة في اختطاف هؤلاء واستجلابهم إلى بلادهم ليكونوا وقود نهضتها , وليكلفوهم من الأعمال مالا يطيقون , وحينما اكتُشِفَتْ أمريكا زاد البلاء , وصاروا يخدمون في قارتين بدلاً من قارة واحدة !!

                            تقول دائرة المعارف البريطانية (2/779) مادة Slavery : " إن اصطياد الرقيق من قراهم المحاطة بالأدغال كان يتم بإيقاد النار في الهشيم الذي صنعت منه الحظائر المحيطة بالقرية حتى إذا نفر أهل القرية إلى الخلاء تصيدهم الإنجليز بما أعدوا لهم من وسائل " .

                            وتم نقل مليون زنجي أفريقي إلى أمريكا مقابل موت تسعة ملايين أثناء عملية الاصطياد والشحن والنقل ، وذلك في الفترة ما بين عام 1661م إلى عام 1774م ، أي أن عشر الذين كانوا يصطادونهم فقط هم الذين يبقون أحياء ، ويتم نقلهم إلى أمريكا ، لا ليجدوا الراحة واللذة ، بل ليجدوا السخرة والتعذيب !!

                            وكان لهم في ذلك قوانين يخجل منها العقلاء !

                            فكان من قوانينهم السوداء في ذلك : من اعتدى على سيده قُتل ، ومن هرب قطعت يداه ورجلاه وكوي بالحديد المحمى , إذا أبق للمرة الثانية قُتل ! وكيف سيهرب وقد قطعت يداه ورجلاه !!
                            ومن قوانينهم : يحرم التعليم على الرجل الأسود ويحرم على الملونين وظائف البيض .

                            وفي قوانين أمريكا : إذا تجمع سبعة من العبيد عُدَّ ذلك جريمة ، ويجوز للأبيض إذا مر بهم أن يبصق عليهم ، ويجلدهم عشرين جلدة .

                            ونص قانون آخر : العبيد لا نفس لهم ولا روح ، وليست لهم فطانة ولا ذكاء ولا إرادة ، وأن الحياة لا توجد إلا في أذرعهم فقط .

                            والخلاصة في ذلك : أن الرقيق من جهة الواجبات والخدمة والاستخدام عاقل مسئول يعاقب عند التقصير , ومن جهة الحقوق شيء لا روح له ولا كيان بل أذرعه فقط !!

                            لقد قال المستعمرون : إن السود والهنود الحمر ليسوا من نسل آدم ، فروحهم مشتقة من أصل أقل من الإنسان ، وفى معمعة التطور الصناعي ومعاملة الطبقات العاملة نشأت نظرية " داروين " في تطور النوع وبقاء الأصلح ، وسادت نظرية "مندل " في الوراثة وظهرت مؤلفات كثيرة تبحث عن فكرة عدم المساواة بين الأجناس البشرية وعن سيادة الجنس الآرى ، وتكونت مدرسة لها نظرياتها تزعمها الكونت "جوبينو" الفرنسي وكذلك "فاجنر" الموسيقى الألماني ، ومثله ( ستيوارت شامبرلين ) الإنجليزي ، وأيضا ( لوتروب ستودارد) الأمريكي ، وهؤلاء قالوا : إن الجنس الأبيض هو وحده منشى الحضارة ، وهو الجنس الآري المنحدر من شمالي العالم ظهرت نغمات : الشرق شرق ، والغرب غربي ، ولن يلتقيا .

                            هناك العديد من الأمثلة على النزعة العنصرية الحديثة :-

                            على الرغم من إصدار القرارات ضد التفرقة العنصرية في المؤتمرات الدولية المتعاقبة منذ مطلع القرن التاسع اتفاق عصبة الأمم سنة 1926 م ، الذي وقعه ثمان وثلاثون دولة ، وعلى الرغم من الإعلان العالمي لحقوق الآن الأمم المتحدة في العاشر من ديسمبر سنة 1948 م فإن التفرقة العنصرية ما زالت تمارس في بعض الدول الحديثة مثل أمريكا وغيرها .

                            ( أ ) ففي أمريكا الآن حوالي عشرين مليونا من الملونين ، يقطن أكثرهم في الولايات الجنوبية ، وقد قامت حكومات الشمال والجنوب من سنة 1860 إلى سنة1865 م بزعامة ( لنكولن ) صاحب فكرة تحرير العبيد ، وقد قتل بيد عنصري اسمه ( بوث )فى14من أبريل سنة 1985 كان الجنوب مصرا على الإبقاء على التفرقة العنصرية لضمان استخدام ا مزارعه ، وكان الشمال يصر على تحريره ليتمكن من الهجرة إلى الشمال ويعمل في مصانعه ، ومن هنا يعرف أن سبب هذه الحرب كان اقتصاديا استغلاليا وليس ثورة على الكرامة الإنسانية .


                            وإذا كانت الحرب قد انتهت بتقرير المساواة فإن التفرقة ما زالت تمارس عمليا ومنصوصا عليها فى قوانين دستور ولاية ( مسيسيبي ) في الفصل الثامن في التربية والتعليم ( مادة 207 ) :-
                            يراعى في هذا الحقل أن يفصل بين أطفال الزنوج ، فتكون لكل فريق مدارسه الخاصة .

                            وفى الفصل الرابع عشر ( أحكام عامة ) مادة 263 : أن زواج شخص أبيض من شخص زنجي يعد غير شرعي وباطلا ، بل جاء في قانون هذه الولاية : أن الذي يطالب بالمساواة الاجتماعية والتزاوج بين البيض والسود ، بالطبع أو النشر أو أية وسيلة ، يعتبر عمله جرما يعاقب عليه القانون .

                            وهذه التشريعات تطبق في عدة ولايات أمريكية ، كما جاء في تقرير قدم إلى الأمم المتحدة سنة 1947 .

                            على أن الكنيسة نفسها شاركت في إقرار هذا الظلم ، فإن للزنوج كنائس خاصة ، ولا يصح لهم أن يعبدوا ربهم في كنائس البيض مع أن الذي خلقهم جميعا واحد وهو الله سبحانه .

                            وقد تأسست في الجنوب جمعية ( كلوكلوكس كلان ) لإرهاب الملونين ، وانتشرت في جميع أنحاء الولايات المتحدة قائمة على أنقاض جمعية لإرهاب الكاثوليك ومنع هجرتهم .

                            وقد جاء في كتاب (مصرع الديمقراطية في العالم الجديد) الذي نشرته دار العلم للملايين في بيروت كثير من هذه الصور التي تدُل على تمكُّن النزعة العنصرية من نفوس الأمريكيين.

                            وما زالت حوادث التفرقة في أمريكا دليلا على أن هذا العالم الذي يدعى حماية الحريات يعيش على النفاق والخداع ، بعيدا عن مقررات الأمم المتحدة وعن قواعد الأخلاق والإنسانية .

                            ب) وفي جنوبي أفريقيا تفرقة عنصرية صارخة، فقد احتل الهولنديون المُسمون (البوير) أي الفلاحين، هذه البلاد، وأسسوا مدينة رأس الرجاء الصالح سنة 1752م، ثم احتلها الإنجليز سنة 1806م، وطاردت البوير إلى ناتال ثم أورانج والترنسفال، وكان البوير قد جلبوا عُمَّالاً من الملايو والهند للزراعة، ولا يعترفون لهم بحقوق كحقوقهم، ولما غلب الإنجليز على هذه البلاد مكن رجالهم لاستعمارها حتى تكَوَّن اتحاد جنوبي أفريقيا سنة 1910م بعد حروب طويلة كان من أشهر رجالها (سيسل رودس) الذي حاول خلق حياة أفضل للبيض على حساب الأفريقيين. فكانت التفرقة العنصرية التي لم تحاول إنجلترا أن تعمل شيئًا للحدِّ منها.

                            لقد كان في جنوبي أفريقيا حسب إحصاء سنة 1952م نحو 14.5 مليونًا ، منهم 10 أفريقيون ، 3 أوربيون، ومليون من المُلونين، ونصف مليون من الآسيويين. ومع ذلك يتحكم الأوربيون في بقية السكان، مُطبقين للتفرقة العنصرية بأشد مظاهرها، تلك المظاهر التي تبدو في: تقييد حرية التعاقد على العمل للمُلونين، وعدم زيارتهم للمدن إلا لمدة اثنتين وسبعين ساعة، ووجوب الحصول على إذن فيما زاد على ذلك، وتحديد عدد المُقيمين منهم في المدن، ومنع دخول كنائس البيض، وعدم علاجهم في المصحات إلا عند الضرورة القصوى، ومنع عقد اجتماع عام لهم، وتحريم امتلاكهم لعقارات البيض، ومنع التزاوج بين الأوربيين وبينهم، وتحديد عدد تلاميذ المدارس من الأفريقيين، وحرمانهم من الحقوق السياسية.

                            وقد أثيرت مشكلة هذه التفرقة في هيئة الأمم سنة 1947م غير أن إنجلترا وأمريكا ضغطتا على الأعضاء فلم يفز القرار بالأغلبية المطلوبة، وقامت عدة ثورات تطالب بمنع هذه المعاملة القاسية، ولكنها لم تجد أُذنًا مُصغية.

                            وفي أول أبريل سنة 1960م أصدر مجلس الأمن قرارًا بدعوة جنوبي أفريقيا لنبذ سياسة التفرقة العُنصرية، كما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 من أكتوبر سنة 1961 قرارًا بلوْمِهَا ومع ذلك لم تستجب الحكومة لهذا كله، وقد دعا إلى إصدار هذه القرارات توالي حوادث العُنف وكان من أهمها حادث (شارب فيل) في 21 من مارس 1960م عندما احتج الأفريقيون على نظام تصريحات المرور فأطلق البوليس النار عليهم وقتل منهم عددًا كبيرًا.


                            تلك قصة الرق في المجتمعات المادية حتى القرن العشرين : رق الرجال والنساء والأمم والأجناس. رق متعدد المنابع متجدد الموارد ، في غير ضرورة ملجئة ، اللهم إلا خسة الغرب وهبوطه عن المستوى اللائق لبني الإنسان .

                            ودع عنك استرقاق الدولة الشيوعية لأفراد شعبها حتى لا يملك أحدهم حرية اختيار العمل الذي يريده ، ولا المكان الذي يعمل فيه ، واسترقاق أصحاب رؤوس الأموال للعمال في الغرب الرأسمالي حتى لا يملك أحدهم سوى اختيار السيد الذي يستعبده .

                            دع عنك هذا وذاك ، فقد تجد المجادلين عنه والمنافحين . ويكفي ما سردناه من ألوان الرق الصارخة الصريحة ، التي تتم باسم المدنية وباسم التقدم الاجتماعي ! ثم انظر هل تقدمت البشرية في أربعة عشر قرناً ، بعيداً عن وحي الإسلام ، أم إنها ظلت تنحدر وتتأخر ، حتى لتحتاج اليوم إلى قبس من هدي الإسلام ، يخرجها مما هي فيه من الظلام ؟ !

                            تعليق


                            • #15
                              السلام عليكم
                              أعتقد يا آفريكا أنك لم تسمع للتسجيل الذي نقلته لك
                              أنظر أخي هل تعلم أن العبد في الإسلام يستطيع شراء حريته بالعمل بمقابل و هذا ما يسمى بالكتابة و هي أن يتفق السيد و العبد على مبلغ من المال ثم يعمل العبد بمقابل سواء عند سيده أو عند آخر و حين يجمع المطلوب منه يشتري حريته و إن أبى سيده يلجأ للقاضي و هو يحتم على السيد أن يطلق سراحه
                              و هذه العملية تساعد العبد على الإعتماد على النفس في ربح قوت يومه فصعب للعبد أن يعيش حرا مباشرة بعدما كان عبدا طول عمره يعتمد على سيده في تسيير حياته
                              بل يصعب عليه التأقلم و هذا ما حصل في فرنسا حين أصدر قرار بإعتاق جميع العبيد حيث بعد أيام رجع العبيد للسادة لكي يستعبدوا من جديد لأنهم ماتوا من الجوع و العطش
                              فالعبد إذا عمل و أخذ أجرا على عمله فقد أصبح عامل أو خادم كما هو شائع فهل تحرم قوانين الدول الخدمة في البيوت بأجر؟

                              إهداء لخصمنا الكريم
                              سَلِ الرّماحَ العَوالـي عـن معالينـا *** واستشهدِ البيضَ هل خابَ الرّجا فينا
                              لمّـا سعَينـا فمـا رقّـتْ عزائمُنـا ******** عَمّا نَـرومُ ولا خابَـتْ مَساعينـا
                              قومٌ إذا استخصموا كانـوا فراعنـة ً*********يوماً وإن حُكّمـوا كانـوا موازينـا
                              تَدَرّعوا العَقلَ جِلبابـاً فـإنْ حمِيـتْ******* نارُ الوَغَـى خِلتَهُـمْ فيهـا مَجانينـا
                              إذا ادّعَوا جـاءتِ الدّنيـا مُصَدِّقَـة ً ********** وإن دَعـوا قالـتِ الأيّـامِ : آمينـا
                              إنّ الزرازيـرَ لمّـا قــامَ قائمُـهـا ************تَوَهّمَـتْ أنّهـا صـارَتْ شَواهينـا
                              إنّـا لَقَـوْمٌ أبَـتْ أخلاقُنـا شَرفـاً ******** أن نبتَدي بالأذى من ليـسَ يوذينـا
                              بِيـضٌ صَنائِعُنـا سـودٌ وقائِعُـنـا ************خِضـرٌ مَرابعُنـا حُمـرٌ مَواضِيـنـا
                              لا يَظهَرُ العَجزُ منّـا دونَ نَيـلِ مُنـى ً********ولـو رأينـا المَنايـا فـي أمانيـنـا
                              كم من عدوِّ لنَـا أمسَـى بسطوتِـهِ ***** يُبدي الخُضوعَ لنا خَتـلاً وتَسكينـا
                              كالصِّلّ يظهـرُ لينـاً عنـدَ ملمسـهِ *****حتى يُصادِفَ فـي الأعضـاءِ تَمكينـا
                              يطوي لنا الغدرَ في نصـحٍ يشيـرُ بـه***ويمزجُ السـمّ فـي شهـدٍ ويسقينـا
                              وقد نَغُـضّ ونُغضـي عـن قَبائحِـه*********ولـم يكُـنْ عَجَـزاً عَنـه تَغاضينـا
                              لكنْ ترَكنـاه إذْ بِتنـا علـى ثقَة ************إنْ الأمـيـرَ يُكافـيـهِ فيَكفيـنـا





                              [rainbow]حربا على كل حرب سلما لكل مسالم 02:03 4 / 06 / 11 [/rainbow]

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة محمد خالد, منذ 3 أسابيع
                              رد 1
                              31 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 فبر, 2024, 12:46 ص
                              ردود 0
                              11 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 20 نوف, 2023, 02:31 ص
                              ردود 0
                              86 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Islam soldier
                              بواسطة Islam soldier
                               
                              ابتدأ بواسطة خادم للجناب النبوى الشريف, 23 أكت, 2023, 11:49 م
                              ردود 0
                              58 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة خادم للجناب النبوى الشريف  
                              ابتدأ بواسطة خادم للجناب النبوى الشريف, 22 أكت, 2023, 06:48 ص
                              ردود 0
                              34 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة خادم للجناب النبوى الشريف  
                              يعمل...
                              X