تــــــــــحــــــــــت . . الــــمــــجــــهــــر . . ((2))

تقليص

عن الكاتب

تقليص

EgyMuslim مسلم اكتشف المزيد حول EgyMuslim
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تــــــــــحــــــــــت . . الــــمــــجــــهــــر . . ((2))

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تــــــــــحــــــــــت . . الــــمــــجــــهــــر
    ((الحلقة الثانية))

    الأسماء والأنساب في الكتاب المقدس (1)





    من الظواهر التي يلحظها الدارس للكتاب المقدس .. هي شدة استغراق مروياته القصصية في التفاصيل والجزئيات .. مما يخلق انطباعاً بأنه كتاب تأريخ للأحداث .. أكثر منه كتاباً سماوياً تُستلهمُ منه العبرة ـ كما يزعم قومه!! .. ومن تلك التفاصيل والجزئيات التي تستحوذ على قدر لا بأس به من اهتمام هذا الكتاب هي الأسماء والأنساب .. فلن تعدم فيه بين صفحة وأخرى اسماً لشخص أو نسباً لآخر .. ولا يعني ذلك بالضرورة أن يكون كل اسم وكل نسب مفطوراً على غير سبقٍ في كل موضع فيه .. بل قد يتكرر الاسم أو النسب في مواضع عدة منه .. وهذا لا مشكلة فيه أبداً .. ولكن المشكلة ـ بل المشاكل ـ تكمن في وقوع العديد من الأخطاء والاختلافات اللفظية والمعنوية ـ التي تتفاوت في شدتها وخطورتها ـ بين تلك الأسماء والأنساب في مواضعها المختلفة التي تذكر فيها بهذا الكتاب.

    وعلى مدار حلقتين من تحت المجهر ـ بإذن الله تعالى ـ أسلط الضوء على بعض من بضاعة الكتاب المقدس المزجاة في هذا الباب ـ باب الأسماء والأنساب .. فأعرض على القارئ الكريم خمسة أخطاء في كل حلقة .. ليصبح مجموع ما أعرضه في الحلقتين من الأخطاء عشرة .. أجلي أمر كل خطأ منها وأثبته من خلال أقوال علماء النصارى .. وقد استخدم بعض البراهين العقلية والمنطقية لإثبات وقوع هذا الخطأ .. كما أبين في أغلب الأخطاء تحريفات النصارى في الترجمات المختلفة لمعالجة هذا الخطأ.

    ملاحظات :
    - اختصر كلمة شاهد بحرف ش .. واختصر كلمة عدد بحرف ع.

    أخطاء الكتاب المقدس في الأسماء والأنساب .. الجزء الأول:
    أثبت وقوع الخطأ في الأسماء والأنساب ـ بإذن الله تعالى ـ من خلال أمثلة .. أناقش كل مثال منها كما يلي ..
    - أعرض الشواهد من الكتاب المقدس التي أدعي وقوع الخطأ فيها.
    - اكتب فقرة مقتضبة أوضح فيها موضع الخطأ .. ولمزيد من الإيضاح قد استخدم بعض المخططات الشجرية ـ إذا تطلب الأمر.
    - أعرض الأدلة على وقوع الخطأ.
    - اكتب تعقيباً بسيطاً في نهاية كل مثال.




    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المثال (1) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ش1: (تكوين36/11ـ12) [ وَكَانَ بَنُو أَلِيفَازَ: تَيْمَانَ وَأَوْمَارَ وَصَفْوًا وَجَعْثَامَ وَقَنَازَ. وَكَانَتْ تِمْنَاعُ سُرِّيَّةً لأَلِيفَازَ بْنِ عِيسُو، فَوَلَدَتْ لأَلِيفَازَ عَمَالِيقَ. هؤُلاَءِ بَنُو عَدَا امْرَأَةِ عِيسُو. ].
    ش2: (أخبار الأيام الأول1/36) [ بَنُو أَلِيفَازَ: تَيْمَانُ وَأُومَارُ وَصَفِي وَجَعْثَامُ وَقِنَازُ وَتِمْنَاعُ وَعَمَالِيقُ. ].
    ش3: (تكوين36/15ـ16) [ بَنُو أَلِيفَازَ بِكْرِ عِيسُو: أَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ أُومَارَ وَأَمِيرُ صَفْوٍ وَأَمِيرُ قَنَازَ وَأَمِيرُ قُورَحَ وَأَمِيرُ جَعْثَامَ وَأَمِيرُ عَمَالِيقَ. هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَلِيفَازَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. هؤُلاَءِ بَنُو عَدَا. ].

    اتفقت الشواهد الثلاث في أسماء ستة من أبناء أليفاز ـ الذي هو بكر عيسو بن إسحاق بن إبراهيم ـ من زوجته عدا ـ في (تكوين26/34) اسمها بسمة!! .. واختلفوا اختلافاً بيناً في السابع .. ففي ش3 اسمه قورح .. وفي ش2 اسمه تمناع .. في حين أسقطه ش1 وجعل منه ـ أي تمناع ـ سرية لأليفاز أبيه وليس ابناً له!! .. وقد أقر الخوري بولس الفغالي أن تمناع هي سرية لأليفاز .. وفي ذات الوقت ابناً له!! .. فقال [ تمناع: حسب التقليد اليهوهيّ هي سرية أليفاز بن عيسو وأم عماليق (تكوين36/12) .. تمناع: سادس أبناء أليفاز بن عيسو حسب (أخبار الأيام الأول1/36). ] ((بولس الفغالي ـ المحيط الجامع ـ صفحة383)) .. كما أقر جنابه أن قورح هو ابن لأليفاز أيضاً!! .. فقال [ قورح: خامس أبناء أليفاز، بكر عيسو (تكوين36/16). ] ((المرجع السابق ـ صفحة984)) .. والغريب أنه لم يحاول حل تلك التناقضات المربكة!!.

    (1) جاء في حواشي ترجمة أورشليم الفرنسية ما نصه [ الفصل36 ـ يقصد تكوين36 الذي يحوي ش1، ش3 ـ يجمع تقاليد مختلفة من أصل إسرائيلي أو أدومي تتعلق بسلالته ـ أي عيسو، دون أن يهتم بالتوفيق بينها. ] ((الآباء اليسوعيون ـ الكتاب المقدس ـ صفحة123)) .. وهو اعتراف صريح بأن سبب تلك التناقضات .. إنما يرجع لاختلاف التقاليد ـ المصادر ـ التي اعتمد عليها المؤلف المساق بالروح القدس!! .. والذي قام بجمع أخبار متضاربة تتحدث عن نسل عيسو دون أن يلفق بينها كما يجب .. فنتج عن ذلك العديد من الاختلافات في الأسماء والأنساب في هذا الإصحاح ـ هذا الموضع إحداها!!.

    (2) أرجع المفسران Keil & Delitzsch وجود اسم قورح في ش3 إلى خطأ النساخ .. واقترحا ضرورة محوه من هذا الشاهد!! .. فقالا ..
    In Gen_36:16 Korah has probably been copied by mistake from Gen_36:18, and should therefore be erased, as it really is in the Samar. Codex
    الترجمة
    في (تكوين36/16) من المحتمل أن قورح قد نُسِخَ بالخطأ من (تكوين36/18), ولذلك ينبغي أن يمحى ـ يقصدان من ش3، كما في المخطوطة ـ التوراة ـ السامرية.
    ((المرجع))

    وهذا الرأي نفسه قاله Dr. Kennicott جزماً وليس احتمالاً .. ووافقه المفسر Adam Clark .. فقال ..
    Kennicott’s Remarks. Everything considered, I incline to the opinion that these words were not originally in the t e x t
    الترجمة
    ملاحظات Kennicott كلها معتبرة، وأنا أميل إلى القول إن هاتين الكلمتين ـ يقصد أمير قورح ـ لم تكونا أصلاً في النص
    ((المرجع))

    والقصد .. أن هؤلاء المفسرين يؤكدون أن أحد النساخ أضاف قورح إلى ش3 عن طريق الخطأ .. حيث نقل اسم قورح من (تكوين36/18) [ وَهؤُلاَءِ بَنُو أُهُولِيبَامَةَ امْرَأَةِ عِيسُو: أَمِيرُ يَعُوشَ وَأَمِيرُ يَعْلاَمَ وَأَمِيرُ قُورَحَ. ] .. والذي هو أخ لأليفاز من زوجه أخرى لأبيه عيسو اسمها أهوليبامة ـ راجع المخطط التالي ولاحظ السهم الأحمر .. وبرهنوا على صحة قولهم بأن التوراة السامرية لم تذكر قورح في هذا الموضع ـ ش3 .. واقترحوا لتصحيح هذا الخطأ حذف كلمتي [ أَمِيرُ قُورَحَ ] من ش3!! .. وهذا ما قامت به فعلاً الترجمة الكاثوليكية ـ وكذا اليسوعية ـ فجاء النص فيهما كما يلي (تكوين36/15ـ16) [ وهؤُلاءِ زُعَماءُ بَني عيسو. بَنو أَليفاز، بِكْرُ عيسو: الزَّعيمُ تَيمان والزَّعيمُ أَومار والزَّعيمُ صَفْوٌ والزَّعيمُ قَناز، والزَعيمُ جَعْتام والزَّعيمُ عَماليق. هؤُلاءِ زُعَماءُ أَليفازَ في أَرضِ أَدوم، هؤُلاءِ بَنو عادة. ].


    (3) أقر المفسران Keil & Delitzsch أن تمناع في ش2 ليست ابناً لأليفاز بل هي أم ولده عماليق .. وأن النص الوارد في ش2 إنما هو صورة مختصرة لـ (ومن تمناع عماليق)!! .. فقالا ..
    The occurrence of Timna and Amalek in 1Ch_1:36, as coordinate with the sons of Eliphaz, is simply a more concise form of saying and from Timna, Amalek
    الترجمة
    إن ظهور تمناع وعماليق في (أخبار الأيام الأول1/36)، كأبناء لأليفاز، هو مجرد شكل أكثر إيجازا ًمن القول ومن تمناع عماليق ـ أي منها جاء عماليق، فتكون أماً له كما في ش1.
    ((المرجع))

    وقد قامت بعض الترجمات الإنجليزية بتحويل تلك الصورة المختصرة التي تخيلها المفسران Keil & Delitzsch إلى واقع ملموس .. فبعد أن أضاف القائمون على ترجمة NIV حرف الجر by قبل تمناع .. ليفهم من ذلك أن بواسطتها جاء عماليق .. فتكون أماً له .. كتبوا عبارة مقتضبة مفادها أن بعض مخطوطات الترجمة السبعينية فيها تلك الزيادة في هذا الموضع ـ ش2!! .. وإليك النص طبقاً لتلك الترجمة بالإضافة إلى بعض الترجمات الأخرى التي نسجت على منوالها ..

    NIV: The sons of Eliphaz: Teman, Omar, Zepho, Gatam and Kenaz, by Timna: Amalek - Some Septuagint m a n u s c r i p t s
    GW: Eliphaz's sons were Teman and Omar, Zephi and Gatam, Kenaz and Amalek, son of Timna
    NLT: The sons of Eliphaz were Teman, Omar, Zepho, Gatam, Kenaz, and Amalek, who was born to Timna
    ESV: The sons of Eliphaz: Teman, Omar, Zepho, Gatam, Kenaz, and of Timna, Amalek

    فانظر .. كيف أرجع بعض علماء النصارى سبب تلك التناقضات إلى التقاليد المختلفة التي جمع منها كتابهم .. وقام آخرون بتصحيح الأخطاء .. فأنقصوا اسم قورح من ش3!! .. وزادوا بعض الألفاظ في ش2 لجعل تمناع أماً لعماليق!! .. فأزالوا بذلك التناقض بين الشواهد الثلاث .. معتبرين أن ش1 هو الصحيح!!.




    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المثال (2) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ش: (أخبار الأيام الأول25/3) [ بَنُو يَدُوثُونَ: جَدَلْيَا وَصَرِي وَيِشْعِيَا وَحَشَبْيَا وَمَتَّثْيَا، سِتَّةٌ. تَحْتَ يَدِ أَبِيهِمْ يَدُوثُونَ الْمُتَنَبِّئِ بِالْعُودِ لأَجْلِ الْحَمْدِ وَالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ. ].

    يخبرنا هذا الشاهد المحكم!! .. أن أبناء يدوثون هم: جدليا(الأول) .. وصري(الثاني) .. ويشيعيا(الثالث) .. وحشبيا(الرابع) .. ومتثيا(الخامس) .. وهؤلاء الخمسة .. .. عددهم ستة!! .. أقول .. وهذا إما أن يكون لغزاً لاهوتياً مثل لغز الثالوث [3=1] فيكون [5=6] .. أو أن الابن السادس ليدوثون سقط خطأً من الكتاب المقدس كما يسقط أحد المواليد خطأ من موظف مهمل يقوم بتسجيل المواليد!! .. وهذا هو الصحيح.

    (1) يمكننا تأكيد حدوث هذا الخطأ .. واستنتاج اسم هذا الابن الساقط من مواليد أبيه .. كما يلي .. نعلم من (أخبار الأيام الأول25/1) أن داوود النبي قد أفرز جميع بني آساف وبني هيمان وبني يدوثون رؤساء للخدمة وعددهم 24 فرداً اختارهم بالقرعة كما في (أخبار الأيام الأول25/8ـ31) .. ولكن نعلم من (أخبار الأيام الأول25/2ـ4) أن عدد هؤلاء هو 4(بنو آساف) + 14(بنو هيمان) + 5(بنو يدوثون) = 23 فرداً .. وعليه فهناك فرد ناقص هو المكمل للـ 24 .. والمكمل أيضاً للـ 6 أبناء يدوثون .. ولو قارنا الأسماء بين (أخبار الأيام الأول25/8ـ31) .. و .. (أخبار الأيام الأول25/2ـ4) .. لوجدنا تطابقاً في الأسماء عدا ظهور اسم غريب بينها في القرعة العاشرة (أخبار الأيام الأول25/17) وهو شمعي .. وعليه فيكون شمعي هذا هو الابن الساقط من مواليد أبيه يدوثون والمتمم للستة.

    (2) أقر المفسر تدرس يعقوب ملطي بهذا الخطأ!! .. فقال [ وقد دبرت العناية الإلهية أن يكون لآساف أربعة ابناء وليدوثون ستة أبناء (وقد ذكر خمسة فقط في عدد 3 ولكن يُفترض أن شمعي المذكور في عدد 17 هو الخامس)، وليهمان أربعة عشر ابنًا فيكون مجموع الذين افرزوا 24. ] ((المرجع)).
    ملحوظة : قول جناب المفسر (أن شمعي المذكور في عدد 17 هو الخامس) وقع فيه خطأ أيضاً .. والصحيح هو (أن شمعي المذكور في عدد 17 هو السادس).

    (3) أقر الخوري بولس الفغالي بهذا الخطأ أيضاً!! .. واقترح التصحيح كذلك!! .. فقال [ شمعي: رئيس فرقة المغنين العاشرة (أخبار الأيام الأول25/17). يجب أن نزيد اسمه في (أخبار الأيام الأول25/3) لنصل إلى رقم 6 لأبناء يدوثون. ] ((بولس الفغالي ـ المحيط الجامع ـ صفحة726)) .. وبالفعل فقد صححت الكثير من الترجمات هذا الخطأ!! .. فقامت بزيادة (شمعي) كابن سادس ليدوثون .. مثل .. العربية المشتركة .. والحياة .. والأخبار السارة .. NIV .. CEV .. GNB .. NLT .. GW .. وإليك نص الشاهد طبقاً للترجمة العربية المشتركة ـ التي رعتها الطوائف المسيحية الكبرى [ ومِنْ بَني يَدوثونَ: جدَلْيا وصَري ويِشْعيا وشِمْعي وحَشَبْيا ومَثَّنْيَّا. وهُم سِتَّةٌ بِقيادةِ أبيهِم يدوثونَ، وكانوا يُنشدونَ على أنغامِ القيثاراتِ، حامِدينَ ومُسَبِّحينَ الرّبَّ. ].

    فانظر .. كيف اعترف علماء النصارى بخطأ كتابهم في هذا الموضع .. ثم زادوا (شمعي) لدرأ هذا الخطأ!!.

    فائدة .. يزعم بعض مفسري الكتاب المقدس عدم وقوع أي خطأ في الشاهد موضع الدراسة .. باعتبار أن الستة الذين تكلم عنهم الشاهد هم الخمسة أبناء يدوثون بالإضافة إلى يدوثون نفسه فيكون المجموع ستة!! .. وهو قول باطل لما أوردته من أدلة .. ومن أصر عليه فليجيبنا عن الأسئلة التالية ..
    - النص يصرح بأن عدد أبناء يدوثون ستة .. فهل يمكن اعتبار يدوثون ابناً لنفسه؟.
    - من يكون شمعي هذا الذي ظهر في القرعة 10؟.
    - لماذا لم نرى يدوثون ضمن الذين وقعت عليهم القرعة؟.




    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المثال (3) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ش: (أخبار الأيام الأول4/17) [ وَبَنُو عَزْرَةَ: يَثَرُ وَمَرَدُ وَعَافِرُ وَيَالُونُ ××××× وَحَبِلَتْ بِمَرْيَمَ وَشَمَّايَ وَيِشْبَحَ أَبِي أَشْتَمُوعَ. ].

    كما ترى .. فهذا الشاهد يخبرنا أن بني عزرة ـ اسم لرجل من سبط يهوذا لم يرد ذكره إلا في هذا الموضع فقط ـ هم يثر ومرد وعافر ويالون ـ وهؤلاء الأربعة هم ذكور .. ثم .. نفاجأ بخمس نجوم .. ثم .. جملة خارجة عن السياق تبدأ بـ ((وحبلت ..)) .. والأمر ببساطة أن هناك امرأة ـ هي التي حبلت بهؤلاء ـ لا نعلم من هي!! .. سقط اسمها هي الأخرى من الكتاب المقدس .. ولكن هذه المرأة لم تسعدها الأقدار كما أسعدت شمعون ـ في المثال السابق ـ فضاع اسمها إلى الأبد .. فوضع النصارى تلك النجوم المقدسة عوضاً عنها!!.

    صورة بالماسح الضوئي لهذا الموضع في الكتاب المقدس ذو الشواهد

    وإليكم النص العبري مع الترجمة الإنجليزية الحرفية .. والتي تتطابق مع الترجمة العربية ـ سميث فانديك ـ للشاهد .. حتى لا يتعلل النصارى بأن المعول عليه هو الأصل العبري ـ الموهوم ـ وليس الترجمة.
    וּבֶן-עֶזְרָה--יֶתֶר וּמֶרֶד, וְעֵפֶר וְיָלוֹן; וַתַּהַר אֶת-מִרְיָם וְאֶת-שַׁמַּי, וְאֶת-יִשְׁבָּח אֲבִי אֶשְׁתְּמֹעַ
    And the sons of Ezrah: Jether, and Mered, and Epher, and Jalon. And she bore Miriam, and Shammai, and Ishbah the father of Eshtemoa
    ((المرجع))

    (1) أكد المفسر Albert Barnes استحالة الوصول إلى النص الأصلي الضائع ـ وبالتالي لا يمكن معرفة اسم تلك المرأة .. فقال ..
    she conceived” The mother is not mentioned, and it seems impossible to restore the original t e x t with any certainty
    الترجمة
    هي حملت" الأم لم تذكر، ويبدو من المستحيل استعادة النص الأصلي بأي قدر من اليقين
    ((المرجع))

    (2) يقع هذا الشاهد في سفر أخبار الأيام الأول .. وهذا السفر مع متممه ـ سفر أخبار الأيام الثاني ـ فيهما الكثير من المشكلات الخطيرة .. وهذا ما يؤكده مؤلفو دائرة المعارف الكتابية بقولهم [ هناك الكثير من الجمل والفقرات والتركيبات اللغوية المبتورة ـ الكلام هنا عن سفري أخبار الأيام، وهي عيوب اختفى معظمها إلي حد كبير عند ترجمتها، حيث استكمل المترجمون المعنى عن طريق التخمين، وهي أقل ظهوراً في القصص الطويلة، عنها في سلاسل الأنساب والفقرات الوصفية. وقد يشار إلى هذه العيوب أحياناً كما لو كانت من خصائص اللغة العبرية المتأخرة إلا أن هذا غير معقول. فمعظم سلاسل الأنساب - مثلاً - غير كاملة. كما أن سلاسل أنساب الكهنة، لا تذكر أسماء بعض المبرزين في التاريخ مثل يهوياداع الكاهن، وكاهنين باسم عزريا (الملوك الثاني11/4، 9)، (أخبار الأيام الثاني26/17، 31/10). وقد تكرر العديد من سلاسل الأنساب، وبصيغ مختلفة، ولكن بنفس النقص الواضح، فهناك عدة ثغرات أو فجوات في القوائم، فبينما نقرأ أسماء إحدى المجموعات، إذ بنا نكتشف فجأة أننا أمام أسماء من مجموعة أخرى، دون أدنى تنبيه إلي هذا الانتقال. ونجد نفس هذه الظواهر في الأقسام من (أخبار الأيام الأول23/2 ـ 27/34)، فهي تحوي بيانات متتابعة في نظام منسق من أقسام وفروع، ولكن الكثير من البيانات المترتبة على هذا النحو، مبتورة حتى لا تكاد تفهم. وأقرب تفسير لهذه الظواهر هو افتراض أن الكاتب كان لديه الكثير من الجذاذات المكتوبة، ربما على ألواح فخارية أو على ورق البردي أو غيرهما، وكانت الكتابة مبتورة فنقلها كما هي بقدر ما سمحت له إمكاناته. ولو أن كاتباً حديثاً قام بمثل هذا العمل، لأشار إلى الثغرات بوضع نقط أو أشراط مكان الفجوات، إلا أن الناسخ القديم قام بكل بساطة بنقل الجذاذات الواحدة تلو الأخرى دون استخدام مثل هذه العلامات. وقد يختلف العلماء فيما بينهم بخصوص العديد من الفجوات المفترضة في "أخبار الأيام"، إلا أنهم يتفقون على الكثير منها. ولو قام شخص ما بطبع سفري أخبار الأيام مع الإشارة إلى هذه الثغرات و الفجوات، لأسهم مساهمة فعالة في إزالة ما في هذين السفرين من لبس. ] ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء3 ـ صفحة226، 227)) .. إذاً هناك الكثير من الفقرات المبتورة .. وهناك نقص واضطراب في سلاسل الأنساب .. تفضل السادة المترجمون مشكورين ـ غير مؤجرين ـ بترقيعها وإكمال نقصها ـ وكله بالروح القدس كما تعلمون!!.

    وهذا الذي قاله مؤلفو دائرة المعارف الكتابية صحيح مشاهد .. فلو رجعت إلى الشاهد موضع الدراسة في الترجمات المختلفة .. لرأيت عجباً .. فجميع الترجمات حذفت النجوم ـ الفارغ .. ثم حاولت ترقيع النص بإحدى الصور التالية ..
    - ترجمات وصلت الجملتين .. مما أعطى إيحاءً أن أحد الرجال في النص هو الذي حبلت بمريم وشماي ويشبح!! .. مثل .. King James Version.
    - ترجمات أخرى حرفت كلمة (وحبلت) إلى (هو أنجب أو ولد)!! .. مثل .. .Bishop's Bible
    - ترجمات أخرى حرفت بإضافة كلمة (زوجته) مكان الفراغ قبل كلمة (حبلت) ليصبح النص (وزوجته حبلت)!! .. مثل .. God's Word.
    - ترجمات أخرى ـ وهي الأغلبية ـ حرفت بإضافة جملة (وتزوج مرد بثية فولدت) مكان الفارغ!! .. ولتعلم من أين أتت هذه الترجمات بهذه الجملة عليك قراءة ع18، ع19 التاليين لـ ع17 موضع الدراسة .. وعند ذلك ستلاحظ أن المشكلة لا تقتصر على مجرد فقدان جزء من النص في ع17 بل النص في ع18، ع19 مشوه جداً ومضطرب .. فهناك تداخل في الأسماء واضطراب شديد في الروابط الأسرية بين تلك الأسماء .. وقد استغل القائمون على تلك الترجمات هذا التشوه فقاموا باقتطاع آخر ع18 الذي يبدو خارج سياقه وهو (وهؤلاء بنو بثية بنت فرعون التي أخذها مرد) وإضافته عوضاً عن الفراغ في ع17 ـ طبعاً بعد إجراء التعديلات اللازمة على هذا الجزء المقتطع ليوائم المكان الجديد!! .. وبرغم ذلك التحريف فالنص لا زال محيراً ولا يفهم .. وفي الحقيقة يصعب عليّ تفصيل مدى الاضطراب في النص في تلك العجالة .. ولكني أعرض عليك محاولة الأب أنطونيوس فكري لفهم وترتيب تلك الأسماء وتحديد العلاقات الأسرية بينها .. حيث أخذ يضرب الودع وينظر في الفنجان على أمل أن يحقق شيئاً من ذلك.. وهيهات .. وإليك نص كلامه [ وفى (18) امرأته اليهودية = مَرَد المذكور في نهاية الآية كانت له زوجتان أحدهما اليهودية هذه والأخرى مصرية وهى بثية بنت فرعون ولذلك قد يكون مرد هذا أحد رؤساء يهوذا وأنه تزوج بنت فرعون أيام كان يوسف له مركزاً سامياً في مصر. والاسم بثية هو عبراني بمعنى بنت الرب فلربما بعد زواجها تهودت وأخذت هذا الاسم وربما تكون الأسماء التي أتت في آخر الآية (17) هم أولادها (مريم وشماى ويشبح). وفى (18) وهؤلاء بنو بثية هؤلاء هنا راجعة لما ذكر في آخر آية (17) والآية (18،17) يحتاجان لإعادة ترتيب ليفهما. ] ((المرجع)) .. وأعرض عليك هنا أربع ترجمات عربية لأعداد 17، 18، 19 لتقف على حجم التشوه والاضطراب في الأسماء والأنساب في تلك الأعداد .. ولترى بعينك منهج القوم في ترقيع كتابهم.

    ترجمة سميث فانديك:
    17وَبَنُو عَزْرَةَ: يَثَرُ وَمَرَدُ وَعَافِرُ وَيَالُونُ. وَحَبِلَتْ بِمَرْيَمَ وَشَمَّايَ وَيِشْبَحَ أَبِي أَشْتَمُوعَ.
    18وَامْرَأَتُهُ الْيَهُودِيَّةُ وَلَدَتْ يَارِدَ أَبَا جَدُورَ، وَحَابِرَ أَبَا سُوكُوَ، وَيَقُوثِيئِيلَ أَبَا زَانُوحَ. وَهؤُلاَءِ بَنُو بِثْيَةَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ الَّتِي أَخَذَهَا مَرَدُ.
    19وَبَنُو امْرَأَتِهِ الْيَهُودِيَّةِ أُخْتِ نَحَمَ: أَبِي قَعِيلَةَ الْجَرْمِيِّ وَأَشْتَمُوعَ الْمَعْكِيِّ.

    الترجمة العربية المشتركة:
    17وبَنو عَزرَةَ يَثُرُ ومَرَدُ وعافِرُ ويالونُ. وتزَوَّجَ مَرَدُ بِثيَةَ فولَدَت شَمَّايَ ويِشبَحَ باني مدينةِ أشتَموعَ.
    18هؤلاءِ بَنو بِثيَةَ بِنتِ فِرعَونَ. وولَدَت طارَدُ، ا‏مرأتُه اليهوديَّةُ، يارَدَ باني مدينةِ جَدورَ، وحابَرَ باني سُوكُو، ويَقوتيئيلَ باني زانوحَ.
    19وتزَوَّجَ هُوديا أُختَ نَحَمَ، وإليهِما تَنتَسِبُ عَشيرَةُ جَرْمَ في قَعيلَةَ وعَشيرَةُ مَعكةَ في أشتَموعَ.

    الترجمة اليسوعية:
    17وبَنو عَزرَة: ياتَرُ ومارَدُ وعافَرُ ودالون. واتَخَذَ مارَدُ بِتيَة، فحَبِلَت بِمَريَمَ وشَمَّايَ ويشْباح، أبي أَشتموع.
    18وآمرَأته اليَهودِيةُ وَلَدَت يارَد، أبا جدور، وصابَر، أَبا سوكو، وبَقوتيئيل، أبا زانوح. هؤلاءَ بَنو بِتيَة، بِنتِ فِرعَونَ الّتي أخَذَها مارَد.
    19وآبْنا آمراةِ هودِيَّا، وممط اختُ ناحَم: ابو قَعيلَة الجَرمِيُّ واشتَموع المَعكِيّ.

    ترجمة كتاب الحياة:
    17وَأَبْنَاءُ عَزْرَةَ هُمْ: يَثَرُ وَمَرَدُ وَعَافِرُ وَيَالُونُ. وَتَزَوَّج مَرَدُ بِثْيَةَ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ فَأَنْجَبَتْ لَهُ مَرْيَمَ وَشَمَّايَ وَيِشْبَحَ مُؤَسِّسَ مَدِينَةِ أَشْتَمُوعَ.
    18أَمَّا زَوْجَتُهُ الْيَهُودِيَّةُ فَقَدْ أَنْجَبَتْ لَهُ يَارَدَ الَّذِي أَسَّسَ مَدِينَةَ جَدُورَ، وَحَابِرَ مُؤَسِّسَ مَدِينَةِ سُوكُوَ، وَيَقُوثِيئِيلَ مُؤَسِّسَ مَدِينَةِ زَانُوحَ.
    19وَكَانَتْ زَوْجَةُ هُودِيَةَ شَقِيقَةَ نَحَمَ، وَقَدْ أَسَّسَ أَحَدُ وَلَدَيْهَا مَدِينَةَ قَعِيلَةَ الَّتِي قَطَنَتْهَا قَبِيلَةُ جَرْمِ، وَأَسَّسَ الآخَرُ مَدِينَةَ أَشْتَمُوعَ الَّتِي اسْتَوْطَنَتْهَا قَبِيلَةُ مَعْكَةَ.

    لاحظ .. ظهور أسماء واختفاء أخرى!! .. واختلال في الروابط الأسرية بين تلك الأسماء!!.




    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المثال (4) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ش1: ورد في (تكوين46/21) [ وَبَنُو بَنْيَامِينَ: بَالَعُ وَبَاكَرُ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا وَنَعْمَانُ وَإِيحِي وَرُوشُ وَمُفِّيمُ وَحُفِّيمُ وَأَرْدُ. ].
    ش2: ورد في (أخبار الأيام الأول7/6ـ7) [ لِبَنْيَامِينَ: بَالَعُ وَبَاكَرُ وَيَدِيعَئِيلُ. ثَلاَثَةٌ. وَبَنُو بَالَعَ: أَصْبُونُ وَعُزِّي وَعَزِّيئِيلُ وَيَرِيمُوثُ وَعَيْرِي. خَمْسَةٌ. ].
    ش3: ورد في (أخبار الأيام الأول8/1ـ5) [ وَبَنْيَامِينُ وَلَدَ: بَالَعَ بِكْرَهُ، وَأَشْبِيلَ الثَّانِي، وَأَخْرَخَ الثَّالِثَ، وَنُوحَةَ الرَّابعَ، وَرَافَا الْخَامِسَ. وَكَانَ بَنُو بَالَعَ: أَدَّارَ وَجَيْرَا وَأَبِيهُودَ وَأَبِيشُوعَ وَنُعْمَانَ وَأَخُوخَ وَحَيْرَا وَشَفُوفَانَ وَحُورَامَ. ].
    ش4: ورد في (العدد26/38ـ40) [ بَنُو بَنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِبَالَعَ عَشِيرَةُ الْبَالَعِيِّينَ. لأَشْبِيلَ عَشِيرَةُ الأَشْبِيلِيِّينَ. لأَحِيرَامَ عَشِيرَةُ الأَحِيرَامِيِّينَ. لِشَفُوفَامَ عَشِيرَةُ الشَّفُوفَامِيِّينَ. لِحُوفَامَ عَشِيرَةُ الْحُوفَامِيِّينَ. وَكَانَ ابْنَا بَالَعَ: أَرْدَ وَنُعْمَانَ. لأَرْدَ عَشِيرَةُ الأَرْدِيِّينَ، وَلِنُعْمَانَ عَشِيرَةُ النُّعْمَانِيِّينَ. ].

    ويمكننا تلخيص تلك الشواهد في المخططات الشجرية التالية

    تتناول هذه الشواهد الأربع أسماء أبناء بنيامين وأحفاده من جهة ابنه بالع ـ بنيامين هو أصغر أبناء يعقوب بن إسحق بن إبراهيم .. ولا اعتقد أن الأمر يحتاج إلى كثير شرح .. فكما ترى فدقة الكتاب المقدس المذهلة في حصره للأنساب أعظم من أن تشرح!! .. ومع ذلك فإليك تلك الإحصائية العددية المفيدة ..
    - طبقاً لـ ش1 فعدد أبناء بنيامين 10 .. وطبقاً لـ ش2 عددهم 3 .. وطبقاً لـ ش3 عددهم 5 .. وطبقاً لـ ش4 عددهم 5 .. ولم تتفق الشواهد الأربع إلا في اسم بالع فقط!!.
    - طبقاً لـ ش1 لا يوجد أبناء لبالع بن بنيامين .. وطبقاً لـ ش2 يوجد له أبناء وعددهم 5 .. وطبقاً لـ ش3 صاروا 9 .. وطبقاً لـ ش4 عددهم 2 .. ولم تتفق الشواهد 2، 3، 4 في أي اسم لأبناء بالع!!.
    - عدد الأسماء في الشواهد الأربع بدون بنيامين هي 39 اسماً بالتكرار .. وبدون تكرار 29 اسماً مختلفاً .. بالع تكرر 4 مرات .. أشبيل ونعمان تكرر كل منهما 3 مرات .. باكر وجيرا وأرد تكرر كل منهم مرتين .. وباقي الأسماء وعددها 23 اسماً ذكرت لمرة واحد فقط في أحد الشواهد دون الباقي!!.

    (1) لخص الخوري بولس الفغالي الأسباب الحقيقة للاختلافات الشديدة في الأنساب الواردة في الكتاب المقدس عموماً .. بقوله [ تبدلات أنسابية ـ نسبة إلى النسب: قد يرد اسم من الأسماء في لوائح أنسابيّة ـ يقصد سلاسل أنساب ـ مختلفة مع رباطات دم متنوّعة. مثلاً، أرام هو أبو عوص في (تكوين10/23). ولكنه ابن أخي عوص في (تكوين22/20ـ21). قورح هو ابن عيسو في (تكوين36/5، 14، 18). وهو حفيده في (تكوين36/16) ـ تناولنا تفصيل ذلك في المثال الأول. رام هو شقيق يرحمئيل في (أخبار الأيام الأول2/9). وهو ابنه في (أخبار الأيام الأول2/27). وقد يرتبط الاسم الواحد بمجموعات اتنيّة وقبليّة مختلفة. نجد زارح وقورح وقناز في (تكوين36) بين الادوميين. ولكنهم صاروا جزءًا من قبيلة يهوذا في (أخبار الأيام الأول2/4). ارتبط بريعة بافرايم في (أخبار الأيام الأول7/23). ولكنه ابن أشير في (تكوين46/17). حصرون هو ابن رأوبين في (تكوين46/9). وحفيد يهوذا في (تكوين46/12). هذه التبدّلات هي نتيجة تبدّلات في الظروف التاريخيّة. فالتقليد الذي ينقل معطيات تعود إلى حقبات وأصول مختلفة، لا بدّ أن يمزج الأسماء فيعمّ الغموض في بعض الحالات. ] ((الخوري بولس الفغالي ـ المحيط الجامع ـ صفحة665)) .. فتأمل في إقرار جنابه : بوقوع التناقضات التي لا يمكن الجمع بينها في باب الأنساب .. وانظر إلى الأمثلة التي ضربها لذلك!! .. وليت شعري .. أين الوحي المزعوم من ذلك كله؟!!.

    (2) بعد أن أبان المفسر Adam Clarke عن الاختلافات في الشواهد السابقة عقب يائساً .. بقوله ..
    To attempt to reconcile such discrepancies would be a task as endless as it would be useless. The rabbins say that Ezra, who wrote this book, did not know whether some of these were sons or grandsons; and they intimate also that the tables from which he copied were often defective, and here we must leave all such matters
    الترجمة
    إن محاولة التوفيق بين هذه المتناقضات التي لا حصر لها ستكون مهمة مستحيلة عديمة الجدوى .. يقول الحاخامات إن عزرا الذي كتب هذا الكتاب ـ أخبار الأيام ـ لم يعرف ما إذا كان بعض هؤلاء أبناء أم أحفاد, ويقولون أيضاً إن القائمة ـ قائمة النسب ـ التي نسخ عنها كانت معيبة, وعلينا هنا أن نترك مثل تلك المسائل
    ((المرجع))

    وكما ترى .. فقد أعلن المفسر Adam Clarke عن يأسه ويأس حاخامات اليهود من حل تلك المتناقضات في أسماء وعدد أبناء بنيامين ..

    فائدة .. على ما يبدو أن Adam Clarke وحاخامات اليهود .. لم تسعدهم الأقدار برؤية النصارى العرب أو حتى السماع بقدراتهم السحرية على حل الألغاز والتوفيق بين المتناقضات .. وإلا ما أعلنوا يأسهم .. ودونك الدكتور القس منيس عبد النور الذي حاول أن يثبت في أحد ردوده الوهمية في كتابه شبهات وهمية .. أن تلك الشواهد الأربع لا اختلاف بينها أبداً!! .. بل هي متآلفة تماماً!! .. يعضض بعضها بعضاً!! .. ويكمل بعضها بعضاً!! .. فأخذ يصول ويجول لهذا الغرض .. والحق .. إن الشيء الوحيد الذي تمكن جنابه من إثباته ـ وباقتدار ـ أن ((خفة اليد)) لا يجيدها الحواة والمشعوذون فقط .. بل القسس والرهبان أيضاً .. وحتى لا أطيل عليك بنقل رده المتهافت .. فيكفيك أن تعلم أن جنابه من بين 29 اسماً مختلفاً ـ راجع مقدمة هذا المثال ـ لم يتناول إلا 14 اسماً فقط .. ولو سلمنا لجنابه جدلاً بتلفيقاته المتكلفة التي أتى بها .. يتبقى من 29 اسماً 15 اسماً نستبعد منها اسم بالع الذي لا مشكلة فيه أصلاً .. فيتبقى 14 اسماً أهملها جناب القس فلم ينبث ببنت شفة عنها وكأنها غير موجودة!! .. وهذا يكفيني عن كثرة الإطالة والشرح.

    وللعلم .. إن رد جناب القس على تلك التناقضات في أسماء وعدد أبناء بنيامين هو أقوى الردود عند النصارى ـ إن لم يكن الوحيد .. فالقس منسي يوحنا في كتابه حل مشاكل الكتاب المقدس رد بنفس رد القس منيس عبد النور .. بل الردان متطابقان وإن اختلفا في بعض الألفاظ!! .. ولست أدري .. هل هذا التطابق بسبب الروح القدس الذي أملى عليهما هذا الرد؟!! .. أم أن أحدهما نقل عن الآخر دون أن يعزو؟!! .. ((د.ق. منيس عبد النور ـ شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ـ صفحة170، 171))، ((ق. منسي يوحنا ـ حل مشاكل الكتاب المقدس ـ صفحة36، 37)).




    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المثال (5) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ش: (الملوك الأول2/23ـ28) [ (23) وَحَلَفَ سُلَيْمَانُ الْمَلِكُ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «هكَذَا يَفْعَلُ لِيَ اللهُ وَهكَذَا يَزِيدُ، إِنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ أَدُونِيَّا بِهذَا الْكَلاَمِ ضِدَّ نَفْسِهِ. (24) وَالآنَ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي ثَبَّتَنِي وَأَجْلَسَنِي عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِي، وَالَّذِي صَنَعَ لِي بَيْتًا كَمَا تَكَلَّمَ، إِنَّهُ الْيَوْمَ يُقْتَلُ أَدُونِيَّا». (25) فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ بِيَدِ بَنَايَاهُو بْنِ يَهُويَادَاعَ، فَبَطَشَ بِهِ فَمَاتَ. (26) وَقَالَ الْمَلِكُ لأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ: «اذْهَبْ إِلَى عَنَاثُوثَ إِلَى حُقُولِكَ، لأَنَّكَ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ، وَلَسْتُ أَقْتُلُكَ فِي هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّكَ حَمَلْتَ تَابُوتَ سَيِّدِي الرَّبِّ أَمَامَ دَاوُدَ أَبِي، وَلأَنَّكَ تَذَلَّلْتَ بِكُلِّ مَا تَذَلَّلَ بِهِ أَبِي». (27) وَطَرَدَ سُلَيْمَانُ أَبِيَاثَارَ عَنْ أَنْ يَكُونَ كَاهِنًا لِلرَّبِّ، لإِتْمَامِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَلَى بَيْتِ عَالِي فِي شِيلُوهَ. (28) فَأَتَى الْخَبَرُ إِلَى يُوآبَ، لأَنَّ يُوآبَ مَالَ وَرَاءَ أَدُونِيَّا وَلَمْ يَمِلْ وَرَاءَ أَبْشَالُومَ، فَهَرَبَ يُوآبُ إِلَى خَيْمَةِ الرَّبِّ وَتَمَسَّكَ بِقُرُونِ الْمَذْبَحِ. ].

    هذا الشاهد المطول هو جزء من أحداث قصة تولي سليمان المُلك خلفاً لأبيه داود .. والقصة كما يرويها الكتاب المقدس في سفر الملوك الأول ـ الإصحاحان الأول والثاني ـ مضطربة الأحداث ـ حالها في ذلك حال أغلب قصص الكتاب المقدس .. وتبدأ أحداث هذه القصة قبل موت داود وقد طعن في السن .. فقام أكبر أبنائه الأحياء وهو أدونيا بمؤامرة للاستيلاء على المُلك .. فنصّب نفسه ملكاً بمساعدة أبياثار الكاهن و يوآب قائد الجيش .. وعلم داود بذلك من زوجته بثشبع ـ أم سليمان ـ ومن ناثان النبي .. فقام داود بتنصيب سليمان ملكاً في الحال مما أفشل مؤامرة أدونيا وشركاه .. إلا أن سليمان بعد تنصيبه ملكاً لم يقم بمعاقبة أخيه أدونيا على محاولته تلك بل عفا عنه .. وكذلك لم يعاقب أبياثار الكاهن ولا يوآب قائد الجيش اللذين ساعدا أدونيا في مؤامرته .. وما إن مات داود واستتب الأمر لسليمان حتى جاء أدونيا يطلب من بثشبع ـ أم سليمان ـ أن تشفع له عند سليمان كي يزوجه من أبيشج الشونمية ـ آخر زوجات أبيه داود المتوفي!! .. عند ذلك قام سليمان بالبطش بأخيه أدونيا وكل الذين شاركوا في مؤامرته السابقة للاستيلاء على المُلك ـ عقاب آجل وهو الذي تجده مفصلاً في الشاهد موضع الدراسة .. وعللت حواشي ترجمة أورشليم الفرنسية هذا الأمر بقولها [ إن من يأخذ إحدى نساء المتوفى أو المخلوع ينال حقاً على الخلافة. ] ((الآباء اليسوعيون ـ الكتاب المقدس ـ صفحة632)).
    - فقام سليمان بقتل أخيه أدونيا.
    - واكتفى بعزل أبياثار الكاهن من منصبه ولم يقتله نظراً لمكانته الدينية.
    - عند ذلك توقع يوآب قائد الجيش أن سليمان سينزل به العقاب هو الآخر .. فهرب إلى الخيمة وأمسك بقرون المذبح .. أملاً أن ينجيه هذا المكان المقدس في شريعتهم من انتقام سليمان .. إلا أن سليمان أمر بقتله وهو على تلك الحالة، فقُتِلَ.

    وكما ترى فالمؤامرة التي دبرها أدونيا ومال إليه فيها أبياثار الكاهن ويوآب قائد الجيش كانت ضد داود وسليمان .. وإليك أقوال بعض المفسرين التي تؤكد ما وصلنا إليه معاً من فهم ..

    (1) مؤلفو التفسير التطبيقي يقولون ..


    ((التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ـ صفحة704))

    (2) مؤلفو قاموس الكتاب المقدس يقولون [ حاول أدونيا أن يغتصب العرش لنفسه. ومن المحقق أنه كان قد علم بما يعتزمه أبوه من أن سليمان هو الذي يخلفه على العرش (الملوك الأول1/13)، (أخبار الأيام الأول23/1، 28/5)، ولكن بما أن الأول والثالث من أبناء داود قد ماتا، ويرجح أن الابن الثاني كان قد مات أيضاً، فقد رأى أدونيا أن من حقه، بما أنه أكبر أبناء داود الأحياء أن يخلف أباه على العرش من دون أن يستند في ذلك على قانون أو عرفٍ يحصران وراثة العرش في أكبر الأبناء. وقد تمكن من أن يضم يوآب قائد الجيش إلى صفه، وكذلك أيده أبياثار الكاهن. ] ((قاموس الكتاب المقدس ـ صفحة41)).

    (3) الخوري بولس الفغالي يقول [ في حرب الخلافة، تحزّب يوآب لأدونيا (الملوك الأول1/7). ولمّا فشل أدونيا التجأ يوآب إلى المذبح، ولكن سليمان أرسل من قتله. ].

    إذاً فالأمر كما مر معنا واتفقت عليه أقوال هؤلاء العلماء .. أدونيا حاول الاستيلاء على الملك .. ومال إليه في مؤامرته أبياثار الكاهن ويوآب قائد الجيش .. وذلك ضد داود وسليمان .. ولكننا إذا رجعنا للشاهد موضع الدراسة لوجدنا في ع28 نصاً غريباً جداً يقول [ لأَنَّ يُوآبَ مَالَ وَرَاءَ أَدُونِيَّا وَلَمْ يَمِلْ وَرَاءَ أَبْشَالُومَ. ] .. فكون يوآب مال إلى أدونيا فهذا صحيح .. أما كونه لم يمل إلى أبشالوم فهذا خطأ .. لأن أبشالوم ـ هو أخ لسليمان وأدونيا ـ كما مر معنا ليس له دخل من قريب أو بعيد بتلك المؤامرة .. كما أن أبشالوم كان قد مات من زمن .. وندبه داود أبوه كما تندب بعض النسوة موتاهن (صموئيل الثاني18/33) [ فَانْزَعَجَ الْمَلِكُ ـ داود ـ وَصَعِدَ إِلَى عِلِّيَّةِ الْبَابِ وَكَانَ يَبْكِي وَيَقُولُ وَهُوَ يَتَمَشَّى: «يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ، يَا ابْنِي، يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ! يَا لَيْتَنِي مُتُّ عِوَضًا عَنْكَ! يَا أَبْشَالُومُ ابْنِي، يَا ابْنِي». ] .. إذاً هذا الاسم أبشالوم = Absalom خطأ وقع فيه الكاتب المساق بالروح القدس!! .. والصواب أن يكتب سليمان = Solomon .. كما في السبعينية LXX .. والغريب أنني لم أقف إلا على ترجمة واحدة فقط تصلح هذا الخطأ ، فتكتب (سليمان) وهي ترجمة Douay-Rheims Bible!!..

    إليك صورة لهذا الشاهد من الترجمة السبعينية ومن ترجمة الملك جيمس ولاحظ التحريف
    Reduced: 90% of original size [ 933 x 166 ] - Click to view full image

    فائدة .. لو رجعنا إلى ع28 في الترجمة اليسوعية لوجدنا عبارة (لأَنَّ يُوآبَ مَالَ وَرَاءَ أَدُونِيَّا وَلَمْ يَمِلْ وَرَاءَ أَبْشَالُومَ) تكتب بين هلالين (..) .. مما يعني أنها عبارة دخيلة على الأغلب .. أدخلها أحد النساخ في المتن على سبيل التفسير .. كما هو مصرح في مقدمة تلك الترجمة ((صفحة28)) .. فانظر كيف اثبتوا دخول ما ليس وحياً في الكتاب المقدس ـ تحريف بالزيادة .. وأثبتنا ـ مثال2، 3 ـ وقوع النقص فيه أيضاً ـ تحريف بالنقص .. فالزيادة والنقص واقعان لا محالة في هذا الكتاب!! .. والخطأ كذلك .. ولا عصمة لكتاب هذا حاله.


    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    كانت تلك هي الأخطاء الخمس لهذه الحلقة .. واتبعها بإذنه تعالى بخمسة أخرى في الحلقة القادمة .. والله تعالى أسأل أن يجنبنا الخطأ والزلل .. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.



    [ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ .. وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ]




    الطامع في عفو ربه الكريم
    EgyMuslim
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله المصري; 13 ديس, 2009, 03:40 م. سبب آخر: تعديل بناءً على طلب العضو

  • #2
    السَلام عَليكُم
    حَلَقات مُمْتازَة ...... و في إنْتِظار المَزيد, بارَك الله فيكَ و أعزَك
    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

      جزاكم الله تعالى خيراً أخي الكريم ..

      وشكراً على تكبير الخط ..
      التعديل الأخير تم بواسطة EgyMuslim; 11 يول, 2009, 12:11 ص. سبب آخر: إضافة

      تعليق


      • #4
        بحث رائع بارك الله فيك

        حبذا لو نشرت أقوالهم في الاختلافات ومحاولتهم لتفسير ذلك , وذلك من خلال كتب تفسيرهم ومن خلال كتاب شبهات وهمية .

        جزاكم الله خيراً .
        كتاب : البيان الصحيح لدين المسيح نسخة Pdf من المطبوع.
        الكتاب الجامع لكل نقاط الخلاف بين الإسلام والنصرانية .
        كتاب : هل ظهرت العذراء ؟ . للرد على كتاب ظهورات العذراء للقس عبد المسيح بسيط.
        مجموعتي الجديدة 2010 : الحوارات البسيطة القاتلة : (7 كتيبات تحتوي حوارات مبسطة).
        يمكنكم تحميل الكتب من : موقع ابن مريم

        تعليق


        • #5
          بالفعل بحث رائع رائع واسانيده وحجته قويه
          وتنسيقه ممتاز
          بارك الله فيك اخي الحبيب
          وجزاك خير اً
          متابع باذن الله

          تعليق


          • #6
            أستاذنا الكريم / ياسر جبر
            تشرفت بمروركم المبارك ..
            وإن شاء الله تعالى سوف أراعي نصيحتكم الغالية في الأجزاء التالية من البحث .. كما سأعيد صياغة الجزء الأول قريباً ـ بإذنه تعالى ـ تنفيذاً لبعض ما تفضلتم به ..
            وتفضلوا بقبول وافر حبي واحترامي ..

            أستاذي الكريم / أبو تسنيم
            جزآكم الله تعالى خيرا على ثنائكم العطر .. الذي أنتم أحق به وأهله ..
            وتفضلوا بقبول وافر حبي واحترامي ..

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم


              الأسماء والأنساب في الكتاب المقدس (2)




              [ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4) مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً (5) ] (سورة الكهف).

              فسبحان الله الواحد الأحد .. الفرد الصمد .. الذي ما تخذ صاحبة ولم يكن له ولد .. المنزه سبحانه عن الشريك والسند .. والصلاة والسلام على خاتم رسله .. محمد بن عبد الله وآله وصحبه .. ومن اتبع هديه واقتفى أثره ..


              وبعد ..


              تناولت بالدراسة في الجزء الأول ـ أعلاه ـ خمسة أخطاء في الأسماء والأنساب الواردة فيما يسمى الكتاب المقدس .. وفي هذا الجزء أستأنف مع حضراتكم ـ بإذنه تعالى ـ هذه الدراسة بتناول خمسة أخطاء أخرى .. متبعاً نفس المنهج الذي اتبعته في الجزء الأول ..


              والله المستعان .. وعليه التكلان



              ملحوظة : عندما أنقل اقتراح أحد المفسرين بعمل تصويب معين ، ثم اتبعه بالترجمات التي نفذت هذا التصويب .. فقصدي التوضيح لا أكثر ولا أقل ، فلا يُفهم أن تلك الترجمات اعتمدت على هذا المفسر عينه فيما قامت به من تصويب.




              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (6) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


              ش1: (صموئيل الأول8/1ـ2) [ وَكَانَ لَمَّا شَاخَ صَمُوئِيلُ أَنَّهُ جَعَلَ بَنِيهِ قُضَاةً لإِسْرَائِيلَ. وَكَانَ اسْمُ ابْنِهِ الْبِكْرِ يُوئِيلَ, وَاسْمُ ثَانِيهِ أَبِيَّا. كَانَا قَاضِيَيْنِ فِي بِئْرِ سَبْعٍ. ].

              ش2: (أخبار الأيام الأول6/28) [ وَابْنَا صَمُوئِيلَ: الْبِكْرُ وَشْنِي ثُمَّ أَبِيَّا. ].

              ش3: (أخبار الأيام الأول6/33) [ مِنْ بَنِي الْقَهَاتِيِّينَ: هَيْمَانُ الْمُغَنِّي ابْنُ يُوئِيلَ بْنِ صَمُوئِيلَ. ].

              نعلم من ش1 ، ش3 أن اسم أحد ابني صموئيل ـ البكر طبقاً لـ ش1 ـ هو (يوئيل) .. ولكن في ش2 نجد أن اسم هذا الابن البكر هو (وشني) .. وقد أقر أهل التثليث بخطأ ش2 .. وعللوا ذلك بأن كلمة (وشني) وهي كلمة عبرية يجب أن تترجم إلى (والثاني) بالعربية ، وليست اسماً لشخص!! .. وأن اسم البكر قد سقط سهواً من هذا الموضع!! .. أي يمكننا تخيل نص هذا الشاهد ـ ش2 ـ كالتالي [ وابنا صموئيل : البكر ××××× والثاني أبيا. ] .. وأمام تلك المشكلة لم يجد المترجم الأمين حلاً إلا ترك كلمة (وشني) على أصلها العبري دون ترجمة ليظن القارئ المؤمن أنها اسم الابن البكر لصموئيل .. ثم أضاف كلمة أو أكثر من كيسه ليستقيم المعنى .. فمثلاً .. في ترجمة سميث ـ فانديك أضاف المترجم بين (وشني) و (أبيا) حرف العطف [ثم] .. فجاء هذا الشاهد طبقاً لتلك الترجمة كما يلي [ وَابْنَا صَمُوئِيلَ: الْبِكْرُ وَشْنِي (ثُـمَّ) أَبِيَّا. ] .. فتأمل!! ..


              وإليك أقوال علماء النصارى التي تؤكد ذلك

              (1) المفسر وليم مارش .. يقول ..
              قيل في (أخبار الأيام الأول6/28) أن اسم البكر "وشني". ومعنى كلمة وشني بالعبرانية "والثاني" والأرجح أن الجملة الأصلية كانت كما يأتي [ البكر يوئيل والثاني (وشني) أبيا ]. فحذفت سهواً كلمة يوئيل فصارت الجملة [ البكر وشني (ثم) أبيا ].

              ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء4(أ) ـ صفحة39))

              ويؤكد جنابه المعنى السالف في موضع آخر من تفسيره .. بقوله ..
              وشني (ع28) جاء في (صموئيل الأول8/2) أن اسم ابن صموئيل البكر كان يوئيل وثانيه أبيا. وكلمة ثانيِهِ بالعبرانية "وشني" وكتبت هنا كأنها اسم علم ، فالصواب يوئيل كما في (ع33).

              ((المرجع السابق ـ الجزء5 ـ صفحة15))

              (2) أكد الأب تدرس يعقوب ملطي صحة ما ذهب إليه المفسر وليم مارش .. بقوله ..
              يتساءل البعض لماذا دعي البكر هنا "يوئيل" بينما في (أخبار الأيام الأول6/28) قيل [ البكر "وشني" ] ؟. كلمة وشني في العبرية تعني "والثاني" ، ولذا يرى الدارسون أن كلمة "يوئيل" حذفت سهواً في النساخة وأن كلمة وشني قصد بها [ والابن الثاني ] وليست اسماً للبكر.

              ((القمص تدرس يعقوب ملطي ـ من تفسيرات وتأملات الآباء الأولين <تفسير سفر صموئيل الأول> ـ صفحة66))

              وقد قامت الكثير من الترجمات الحديثة بإصلاح وإكمال هذا النقص المقدس!! .. فترجمت (وشني) إلى [ والثاني ] ـ وهذا هو الصحيح .. وزادت قبلها كلمة (يوئيل) الساقطة من النص!! .. ومن هذه الترجمات .. الأخبار السارة .. العربية المشتركة .. ASV .. BBE .. NIV .. The Message .. God's Word .. وإليك النص طبقاً للترجمة العربية المشتركة [ وا‏بنا صموئيلَ يوئيلُ البكرُ والثاني أبـيَّا‌. ].

              (3) كما تلاحظ فـ ش2 ـ الذي سقط منه الاسم خطأً ـ يقع في سفرنا العتيد .. سفر أخبار الأيام (الأول) .. وقد سبق ونقلت لك أقوال علماء الكتاب المقدس حول مشكلات هذا السفر ـ راجع مثال (3) .. ولو لاحظت فهذا الشاهد يقع في الإصحاح السادس من هذا السفر .. وقد بيَّنت حواشي ترجمة أورشليم الفرنسية ما في هذا الإصحاح خاصةً من اضطراب في الأنساب .. فقالت ما نصه ..

              معظم هذه الأنساب الطويلة إضافات ألفها محرر الأخبار فاقتبسها مما ورد في الكتاب المقدس ومن مصادر لا يمكن التثبت منها ومن دمج اعتباطي لبعض السلالات.
              ((الآباء اليسوعيون ـ الكتاب المقدس ـ صفحة 743))
              مصادر مجهولة .. ودمج اعتباطي .. ثم يقولون هذا من عند الله!!

              وعلى ما يبدو أن (الاعتباط والجنون!!) لم يطل دمج الأنساب وحدها في هذا الإصحاح المقدس أثناء تأليفه ـ بالوحي!! .. بل طال كل شيء فيه حتى ترتيب وترقيم نصوصه .. فلو قرأت هذا الإصحاح ـ مثلاً ـ من ترجمة سميث ـ فانديك .. لوجدت نصوصه تختلف في ترتيبها وبالتالي في ترقيمها كليةً عنها في الترجمة العربية المشتركة!! .. ولخيل إليك أنك تقرأ من إصحاحين مختلفين تماماً!! .. وليس هذا فحسب بل أن هذا الإصحاح مقسم إلى (81) عدداً طبقاً لترجمة سميث ـ فانديك ، في حين تقسمه الترجمة العربية المشتركة إلى (66) عدداً فقط نتيجة التغير والحذف والاختصار في كلام الإله ـ فتأمل!! .. وعليه فلو رجعنا إلى ش2 في ترجمة سميث ـ فانديك لوجدته في العدد 28 .. في حين ستجده في العدد 13 طبقا للترجمة العربية المشتركة ـ طبعاً بعد تصحيحه!!.

              وإليك أول 5 أعداد من هذا الإصحاح طبقاً للترجمتين لتقارن بنفسك ..
              ترجمة سميث فانديك ..
              1بَنو لاوي: جَرشونُ وقَهاتُ ومَراري. 2وبَنو قَهاتَ: عَمرامُ ويِصهارُ وحَبرونُ وعُزِّيئيلُ. 3وبَنو عَمرامَ: هارونُ وموسَى ومَريَمُ. وبَنو هارونَ: نادابُ وأبيهو وأليعازارُ وإيثامارُ. 4ألِعازارُ وَلَدَ فينَحاسَ، وفينَحاسُ وَلَدَ أبيشوعَ، 5وأبيشوعُ وَلَدَ بُقِّيَ، وبُقِّي وَلَدَ عُزِّيَ.
              الترجمة العربية المشتركة ..
              1وبَنو لاويّ جَرشون وقَهاتُ ومَراري. 2وا‏بنا جَرشون لِبني وشِمْعي. 3وبَنو قَهاتَ عَمرامُ ويَصهارُ وحبرونُ وعُزِّيئيلُ. 4وا‏بنا مَراري مَحلي وموشي. هذِهِ عشائِرُ اللاَّويِّينَ بِـحسَبِ أبائِهِم. 5 وا‏بنُ لِبني بنِ جَرشومَ يَحَثُ، وا‏بنُ يَحَثَ زِمَّةُ.


              فائدة ..
              يؤكد علماء النصارى أن ش2 في نصه العبري لا يوجد فيه (يوئيل) ولكن بعض نسخ الترجمة السبعينية إلى جانب السريانية تضيف (يوئيل)!! .. وإليك التفصيل ..

              • ذكرت هوامش ترجمة Good News الإنجليزية ما نصه ..
              Some ancient translations [see also 1S 8:2] joel; Hebrew does not have this name

              الترجمة
              بعض الترجمات القديمة تذكر يوئيل [أنظر أيضاً (صموئيل الأول8/2)] , العبري لا يوجد فيه هذا الاسم
              ((المرجع))


              • مؤلفو قاموس الكتاب المقدس .. يقولون ..
              وشني : هو كما جاء في (أخبار الأيام الأول6/28) بكر صموئيل ، ونفس الشخص الوارد اسمه في (صموئيل الأول8/1ـ2) "وكان اسم ابن صموئيل البكر يوئيل واسم ثانيه أبيا" وورد اسم يوئيل ابن صموئيل أيضاً في (أخبار الأيام الأول6/33) وهذه المعلومات تؤيد التفسير الصحيح لعدد 6 من أخبار الأيام الأول 28 كما ورد في بعض النسخ اليونانية السبعينية وفي الترجمة السريانية البشتا وهو : "ابنا صموئيل البكر يوئيل والثاني أبيا".

              ((قاموس الكتاب المقدس ـ صفحة1028))


              إذاً فالنص العبري الذي صدَّع الدكتور القس منيس عبد النور به رؤوسنا في كتابه (شبهات وهمية) من كثرة تكراره لعبارة [ أنه الأصل الذي عليه المعول ] قد سقط اسم (يوئيل) من جميع مخطوطاته!! .. ويتعلل القائمون على بعض الترجمات الحديثة التي تصلح هذا الخطأ بوجود هذا الاسم في بعض نسخ الترجمات القديمة كما نقلت أعلاه .. وما هذا الذي تعلل به هؤلاء إلا نوع من الدجل والخداع ..

              فأولاً .. لأن القوم يصلحون أخطاء كتابهم ـ وخاصةً الظاهرة منها ـ بطريقة أو بأخرى سواءً أوجدت تلك النسخ أم لم توجد ـ يمكنك مراجعة مثال (3) ، مثال (7) كدليل .. فكثيراً ما ستجد مُفسريهم يقولون : (إن الموضع الفلاني خطأ في كيت وكيت ويجب إصلاحه بكذا وبكذا) .. دون أن يتعلل أحدهم بوجود ما اقترحه من تصحيح في نسخة أقدم!! .. وهذا ما أكدته الترجمة اليسوعية في مدخلها إلى العهد القديم المأخوذ عن الترجمة المسكونية الفرنسية .. بقولها [ لم يتردد بعض النقاد في ((تصحيح)) النص الماسوري ـ العبري ، كلما لم يعجبهم ، لاعتبار أدبي أو لاعتبار لاهوتي. ] ((ترجمة الرهبانية اليسوعية ـ مدخل إلى العهد القديم ـ صفحة53)).

              وثانياً .. لأن موثوقية تلك النسخ موضع شكٍ ، فلا يستطيع أحد من النصارى أن يزعم أن محتوى هذه النسخ ، أو على الأقل المواضع التي يستشهدون بها من تلك النسخ تعود أصالةً إلى النسخ الأقدم التي نسخت عنها ، وهكذا دواليك ، إلى ما يقال عنه أنه الأصل (الذي لم يره أحدهم ، ويفترضون أنه معصوم وليس به أي خطاء!!) .. ولا يستطيع أحدهم كذلك أن يزعم أن تلك النسخ لم يصححها نفسها أحد المصححين عبر القرون .. فتصحيح وتنقيح تلك النسخ كان يتم بشكل ممنهج أثناء وبعد نساختها وإلى أزمنة متأخرة .. وإليك الدليل ..

              أولاً .. تلاعب النساخ بالمخطوطات أثناء نساختها ..
              يجمع علماء النصارى ومحققوهم على أن التلاعب كان يتم في تلك النسخ عن عمد أثناء نساختها من قبل النساخ (الأتقياء!!) لأسباب مختلفة منها توضيح ما التبس وتصحيح الأخطاء!! .. وإليك بعضُ أقوالهم ..
              أ‌) في كتاب تاريخ الكتاب المقدس يقول المؤلفان ما نصه [ وعلى توالي السنين ، وضع نقاد النصوص قواعد لمساعدتهم على تحديد صحة النصوص في كلا العهدين القديم والجديد رغم أن هذه القواعد لا تؤدي على الدوام إلى أفضل القراءات ويجب الحذر الشديد في تطبيق هذه القواعد. وإحدى هذه القواعد هي أن القراءة الأقصر هي الأكثر احتمالاً أن تكون الأصل. فالكُتاب كثيراً ما أضافوا مادة لجعل النص أكثر فهماً عند قرائهم ، ولكنهم نادراً ما حذفوا أي شيء لأنهم اعتبروا الأسفار المقدسة هي كلمة الله المقدسة. وقاعدة أخرى هي أنه كلما كانت القراءة عسيرة الفهم ، فالمحتمل أن تكون هي الأصلية ، حيث أن الكتبة كثيراً ما يبسطون النصوص ليجعلوها واضحة لقرائهم ، ولكن لم يكن من المحتمل أن يشوهوا القراءة. ] ((ستيفن م.ميلر ، روبرت ف.هوبر ـ تاريخ الكتاب المقدس ـ دار الثقافة ـ صفحة221)).

              ب‌) الترجمة اليسوعية في مدخليها إلى العهدين القديم والجديد المأخوذين عن الترجمة المسكونية الفرنسية .. تقول [ والجدير بالذكر أن بعض النساخ الأتقياء أقدموا ، بإدخال تصحيحات لاهوتية ، على تحسين بعض التعابير التي كانت تبدو لهم معرضة لتفسير عقائدي خطير. ] ((ترجمة الرهبانية اليسوعية ـ مدخل إلى العهد القديم ـ صفحة53)) .. وتقول [ يضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً ، عن حسن نية ، أن يصوبوا ما جاء في مثالهم وبدا لهم أنه يحتوي أخطاء واضحة أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأ. ] ((ترجمة الرهبانية اليسوعية ـ مدخل إلى العهد الجديد ـ صفحة13)).

              ت‌) تحت عنوان [ اختلافات مقصودة!! ] .. يقول مؤلفو دائرة المعارف الكتابية ما نصه [ اختلافات مقصودة : وقعت هذه الاختلافات المقصودة نتيجة لمحاولة النساخ تصويب ما حسبوه خطأ ، أو لزيادة إيضاح النص أو لتدعيم رأي لاهوتي. ] ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء3 ـ صفحة 294)).

              ث‌) الدكتور إميل ماهر إسحاق أستاذ العهد القديم واللاهوت بالكلية الإكليريكية .. يقول [ وقد أظهر باك pack في رسالته عن طريقة أوريجانوس في مقارنة النصوص الكتابية ، أن أوريجانوس يُرجع الفروق في القراءات إلى أسباب أربعة , وهى : (1) أخطأ أثناء عملية النقل بالنساخة نتيجة انخفاض درجة التركيز عند الناسخ في بعض الأحيان. (2) النسخ التي يُتلفها الهراطقة عمداً ببث أفكارهم فيها أثناء النساخة. (3) التعديلات التي يُجريها بعض النساخ عن وعي وبشيء من الاندفاع بهدف تصحيح ما يرون أنه أخطاء وقعت من نُساخ سابقين أو اختلاف عن القراءة التي اعتادوا سماعها. (4) تعديلات بهدف توضيح المعنى المقصود في العبارة. ] ((د.إميل ماهر إسحاق ـ مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية ـ صفحة20)) .. أقول .. كفى بشهادة العلامة أوريجانوس ـ صاحب الهكسابلا ـ شهادة في هذا المضمار .. والذي قال عنه مؤرخ الكرسي الأنطاكي الدكتور أسد رستم أنه [ يجوز اعتباره مؤسس علم النصوص الكتابية. ] ((د.أسد رستم ـ أباء الكنيسة ـ منشورات المكتبة البولسية ـ صفحة120)) .. ولاحظ أن التلاعب في النسخ المخطوطة لتلك الملة كان يتم منذ ذلك الوقت المبكر جداً من تاريخها (كما يتضح من قول أوريجانوس) .. ولك أن تتخيل حجم التلاعب وكم التصحيح الذي تم في هذه النسخ وأشباهها وما نسخ عنها على مدار 1200 سنة .. وهي المدة بين عصر أوريجانوس (من آباء القرن الثالث) وحتى وصولها إلى عصر الطباعة (في القرن الخامس عشر).
              ثانياً .. تلاعب المصححين بالمخطوطات عبر القرون ..
              عبر 1000 سنة (تزيد أو تنقص على حسب كل مخطوطة) وهي المدة الزمنية التي تلت عملية النسخ وحتى وصول تلك النسخ إلى النصارى في زماننا هذا .. ظلت تلك النسخ تتناقلها عبر الأجيال المختلفة أيادي أشخاص عديدين لا يُعلم عن أحدهم شيء .. بل وبعض تلك النسخ نُسيت مع الزمن حتى اُكتشفت فجأة في كهف أو دير أو مدفونة .. وهكذا!! .. مما يعني أن تلك النسخ ليس لها توثيق (سند بمفهومنا الإسلامي) عند هؤلاء النصارى .. وفقد التوثيق (السند) يجعل حتى أصالة تلك النسخ ـ على فرضية أصالتها ، وهي غير أصيلة بكل تأكيد ـ موضع تساؤل .. فما بالك وتلك النسخ تناقلتها أيادي غير الأمناء والمحرفين عبر الأجيال .. وكانت عرضة للتصحيح على أيدي مصححين ومنقحين من فترات زمنية مختلفة .. وإليك الأمثلة التالية ..
              أ) (المخطوطة السينائية) واحدة من أهم وأعظم مخطوطات الكتاب المقدس ..
              - مكتشفها العلامة تشيندورف عثر على أجزائها الأولى بدير سانت كاترين على كومة من القمامة ـ تأمل في سندها العالي!!. ((ستيفن م.ميلر ، روبرت ف.هوبر ـ تاريخ الكتاب المقدس ـ دار الثقافة ـ صفحة89)) ..
              - ويؤكد تشيندورف أن تلك المخطوطة تلاعب بها المحرفون والمصححون عبر الزمن ، وأوصل عدد التصحيحات بها إلى 16000 تصحيح ـ أضع بعددها علامات تعجب ، والله المستعان .. كما نقل ذلك عنه د.روبرت كيل تسلر .. بقوله [ ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 ، والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص ، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة. ] ((د.روبرت كيل تسلر ـ حقيقة الكتاب المقدس تحت مجهر علماء اللاهوت ـ ترجمة وتعليق أ.علاء أبو بكر ـ مكتبة وهبة ـ صفحة 18)) ..
              - ويخبرنا أحد تلاميذ القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير نقلاً عن أحد المراجع المتخصصة ، أن عدد الأخطاء في تلك المخطوطة العظيمة هو 14800 خطأ ، وأوصل عدد المصححين إلى تسعة .. فقال [ بمقارنة الخطوط أتضح أنه اشترك في نساختها ثلاثة من الناسخين ونحو تسعة مصححين من القرن الرابع إلى الثاني عشر ... تشيندروف مكتشف المخطوطة أحصى نحو 14800 خطأ في السينائية ، هذه الأخطاء متنوعة ومثيرة فقام تشيندروف بتقسيمها إلى خمسة مجموعات A , B , C , D & E ليسهل تفنيد كل خطأ. ] ((أ.فادي إلكساندر ـ المدخل إلى علم النقد النصي "نسخة إليكترونية" ـ صفحة107ـ108)) .. وعدد المصححين نفسه ذكره الدكتور إميل ماهر إسحاق ((د.إميل ماهر إسحاق ـ مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية ـ صفحة40)) ..
              - ويخبرنا جيمس بنتلي أن عدد الأسطر التي نسخها تشيندورف من تنقيحات المصححين في تلك المخطوطة الموثقة بلغ 12000 سطر!! .. فقال [ وراجع "تشيندروف" الصفحات التي استنسخها والتي ضمت مئة وعشرة آلاف سطر (110000) وأضاف عليها "تشيندروف" بذكاء التعبيرات التي أجراها المصححون اللاحقون للمخطوطة. وكان مجموعها أثنى عشر ألف سطر(12000). ] ((جيمس بنتلي ـ اكتشاف الكتاب المقدس ـ ترجمة آسيا محمد الطويرحي ـ سينا للنشر ـ صفحة87)) ..
              - ويخبرنا الدكتور فهيم عزيز عن بعض أسباب التلاعب في مخطوطتنا العتيدة هذه .. بقوله [ أما نصها فهو ينتمي إلى النص السكندري. وقد راجعها بعض الكتبة وعملوا لها بعض التصحيحات. وفي المدة ما بين القرنين السادس والسابع غير بعض الكتبة في قيصرية كثيراً في كلا العهدين الجديد والقديم محاولين بذلك أن يوفقوا بين تلك المخطوطات ومخطوطة بامفيلوس القيصري. ] ((د.فهيم عزيز ـ مدخل إلى العهد الجديد ـ صفحة121ـ122)).


              ب) (المخطوطة الفاتيكانية) أيضاً واحدة من أهم وأعظم مخطوطات الكتاب المقدس ..
              - تخبرنا ترجمة الرهبانية اليسوعية في مدخلها إلى العهد الجديد المأخوذ عن الترجمة المسكونية الفرنسية عن السند المتصل من غير انقطاع لهذه المخطوطة الجليلة!! .. فتقول [ وأقدم الكتب الخط ، التي تحتوي معظم العهد الجديد أو نصه الكامل ، كتابان مقدسان على الرق يعودان إلى القرن الرابع. أجلهما "المجلد الفاتيكاني" ، سُمي كذلك لأنه محفوظ في مكتبة الفاتيكان. وهذا المخطوط مجهول المصدر وقد أصيب بأضرار لسوء الحظ. ] ((ترجمة الرهبانية اليسوعية ـ مدخل إلى العهد الجديد ـ صفحة12)) ..
              - وتؤكد الموسوعة الحرة أن تلك المخطوطة فُقدت منها أجزاء تم ترقيعها بأخرى متأخرة!! .. فتقول [ تعود المخطوطة للقرن الرابع الميلادي ، ولكن بعض أجزائها تلف ، فتم تعويضه عبر عدة عصور آخرها القرن الخامس عشر. ] ((المرجع)) .. وهو ما تأكده أيضاً الموسوعة الكاثوليكية ((المرجع)) ..
              - ويخبرنا الدكتور فهيم عزيز أن أحد المصححين قام بعمل بعض التصحيحات فيها في فترة مبكرة من تاريخ نساختها .. فقال [ ويظن بعضهم أنها إحدى الخمسين مخطوطة التي أمر قسطنطين بكتابتها للكنائس ، وأنها كانت نسخة مرفوضة. وفيها بعض التصحيحات التي قام بها أحد المصححين بعد كتابتها مباشرةً. ] ((د.فهيم عزيز ـ مدخل إلى العهد الجديد ـ صفحة122ـ123)) ..
              - العالم الشهير Wieland Willker يزيدنا من الشعر بيتاً ، فيؤكد أن هناك ـ على الأقل ـ مصححاً آخر وضع بصماته التصحيحية القيمة على هذه المخطوطة الجليلة في وقت متأخر .. فقال ..
              Correctors : There are at least two different correctors from the uncial period. Some corrections are not enhanced by the reinforcer and are therefore very early. It seems reasonable to assign these to either the original scribe or a contemporary, who went through the whole codex and corrected several errors. The second corrector is later and eventually identical with the reinforcer (9th or 10th CE). There are several corrections which leave some text unenhanced and substitute a word or letters. Tischendorf and the ECM date one corrector to the 6th/7th CE .There are also a few corrections from the minuscule era
              الترجمة
              المصححون : هناك على الأقل مصححان من فترة الأحرف الكبيرة. ـ أي قبل القرن العاشر .. بعض التصحيحات لم تتم بواسطة المُحبر ـ يبدو أنه شخص يمر بقلمه على الحروف والكلمات لتحبيرها من فترة لأخرى حتى لا تنطمس بفعل الزمن ـ وبالتالي فهي من وقت مبكر جداً. لذا يبدو من المعقول أن الكاتب الأصلي أو معاصر له مر على المخطوطة بكاملها وصحح العديد من الأخطاء. المصحح الثاني متأخر ويتطابق تماماً مع المُحبر (القرن التاسع أو العاشر). يوجد الكثير من التصحيحات التي تترك بعض النصوص غير محبرة وتُستَبدل فيها كلمة أو أحرف. ـ أي أن هذا المُحبر الأمين لم يكتف بالمرور على كلمات المخطوطة بقلمه وحسب ، بل تعمد التلاعب والتصحيح فيها ، وفي الكثير من تلك التصحيحات كان يترك النص بغير تحبير ويعمد إلى تبديل كلمة أو أحرف فيه .. أرخ تشيندورف لمصحح من القرن السادس / السابع. هناك بعض التصحيحات القليلة من فترة الأحرف الصغيرة. ـ أي من القرن العاشر وما بعده.
              - يخبرنا العلامة Bruce M. Metzger عن وجود الكثير من التصحيحيات في تلك المخطوطة تمت على يد مصححين مختلفين .. فقال ..
              Unfortunately, the beauty of the original writing has been spoiled by a later corrector, who traced over every letter afresh, omitting only those letters and words which he believed to be incorrect. The complete absence of ornamentation from Vaticanus has generally been taken as an indication that it is slightly older than codex Sinaiticus. On the other hand, some scholars believe that these two manuscripts were originally among the fifty copies of the Scriptures which the Emperor Constantine commissioned Eusebius to have written (see pp. 7-8 above). Indeed, T. C. Skeat of the British Museum has suggested to the present writer that codex Vaticanus was a 'reject' among the fifty copies, for it is deficient in the Eusebian canon tables, has many corrections by different scribes
              الترجمة
              لسوء الحظ ، جمال الكتابة الأصلية طُمس من قبل مصحح متأخر ، والذي قام بتمرير قلمه على كل حرف مرة ثانية (لتحبيره) ، حاذفاً تلك الأحرف والكلمات التي كان يظنها غير صحيحة. إن الغياب الكامل للزخرفة في المخطوطة الفاتيكانية عموماً أتخذ كمؤشر على أنها أسبق قليلاً من المخطوطة السينائية. من ناحية أخرى ، فإن بعض العلماء يعتقدون أن هاتين المخطوطتين كانتا ضمن الخمسين مخطوطة التي نسخها يوسابيوس بتكليف من الإمبراطور قسطنطين. بالفعل فقد اقترح تي.سي.سكيت من المتحف البريطاني أن المخطوطة الفاتيكانية كانت مستبعدة من بين الخمسين مخطوطة ، لكونها غير موجودة ضمن القائمة القانونية ليوسابيوس ، وبها الكثير من التصحيحات التي تمت على يد نساخ مختلفين.
              ((Bruce M. Metzger - Text of the New Testament - Pages47-48))
              - وأخيراً أختم بتلك الفضيحة التي صارت علماً على تلك المخطوطة الجليلة!! .. فعلى هامش أحد رقوقها ، وتحديداً الرق (1512) تجد أحدهم قد طفح كيله فأخذ يسب هؤلاء المحرفين الذين عبثوا بتلك المخطوطة!! .. بقوله ..
              Fool and knave, can't you leave the old reading alone and not alter it
              الترجمة
              أيها الأحمق المخادع ، ألا تستطيع أن تترك القراءة القديمة دون أن تبدلها
              ((المرجع))

              أقول .. إذا كان هذا هو حال اثنتين من أقدم وأهم وأجل النسخ المخطوطة للكتاب المقدس .. فما بالك بما دونهما من النسخ!! .. وأسأل كل منصف وكل باحث عن الحق .. أي قيمة فعلية يمكن اعتبارها لشهادة تلك النسخ المجهولة التي تلاعب بها المحرفون أثناء نساختها وبعد نساختها وحتى أزمنة متأخرة؟!! .. وأي موضع منها يمكن أن يعتد بصحته وتلك النسخ نفسها كانت عرضة للتصحيح على يد المنقحين عبر القرون؟!! .. وبالجملة ، فأي قيمة لدليل هو نفسه موضعاً للشك والتساؤل؟!!.
              إن تلك النسخ المخطوطة التي أكل عليها الزمان وشرب ، وكانت فريسة للمصححين عبر تاريخها المديد ، لا يمكن أن يُعتد بشهادتها في أمر جلل كتعديل (وتصحيح) نص يزعم النصارى أنه جزء من الوحي الإلهي ورسالة السماء .. حتى يثبتوا أولاً أن صحة تلك المواضع التي يستشهدون بها من تلك النسخ تعود أصالةً إلى الأصل الموهوم ، وأن تلك المواضع ظلت ثابتةً في تلك النسخ من غير تحريف أو تصحيح عبر القرون إلى زماننا هذا .. وحتى يلج الجمل في سم الخياط فنرى هذا الإثبات .. سيظل استشهادهم بتلك النسخ نوع من الدجل والخداع ..

              ولأن النصارى لا يعترفون بهذا المنهج التوثيقي ، الذي فاتهم أوانه ، ولا سبيل لهم اليوم لإدراكه .. فيكفينا بكل تأكيد اعترافهم بوقوع الخطأ في نسخهم تلك التي بين أيديهم اليوم ، بدايةً بالمخطوطات التي يتبجحون بها ، وانتهاءً بالتراجم التي يرقعونها من تلك المخطوطات ويعنونونها بـ (الكتاب المقدس) ، فمع هذا الاعتراف لن ينفعهم كثيراً صحة السبيل الذي سلكوه من أجل إصلاح الخطأ .. لأن مجرد وقوع الخطأ في تلك النسخ ـ في حد ذاته ـ يسقط صفة الوحي عن مضامينها ، وينفي عن تلك المضامين أي نوع من القداسة أو العصمة مهما كان شكلها أو مضمونها .. وهذا هو هدفي من تلك الأمثلة.

              ملحوظة .. يحتاط المسلمون لدينهم أشد الحيطة .. فيترفعون عن تصحيح حديثٍ نُسب للنبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) في سنده مجهول .. فضلاً عن أن يكون مسلسلاً بالمجاهيل .. ناهيك عن أن يكون مسلسلاً بالكذابين والمحرفين والوضاعين (وإن شئت سمهم المصححين!!) .. كما هو حال مخطوطات النصارى التي يتبجحون بها .. وهذا من فضل الله تعالى على أمتنا .. والحمد لله وحده.




              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (7) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


              ش: (أخبار الأيام الأول3/22) [ وَبَنُو شَكَنْيَا: شِمْعِيَا وَبَنُو شِمْعِيَا: حَطُّوشُ وَيَجْآلُ وَبَارِيحُ وَنَعَرْيَا وَشَافَاطُ. سِتَّةٌ. ].

              شمعيا الوارد في الشاهد هو [ شمعيا بن شكنيا من نسل زربابل من نسل داود الملك. ] ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء4 ـ صفحة561)) .. وكما ترى فالشاهد يخبرنا أن أبناء شمعيا هذا هم .. حطوش (الأول) .. يجال (الثاني) .. باريح (الثالث) .. نعريا (الرابع) .. شافاط (الخامس) .. وهؤلاء الخمسة ـ كالعادة ـ عددهم ستة!! .. أقول "كالعادة" لأن اسم أحد أبناء شمعيا الستة قد سقط خطأً.. كما سقط اسم أحد أبناء يدثون الستة ـ راجع مثال (2) ـ في تشابه عجيب!!.


              وإليك أقوال علماء النصارى التي تؤكد ذلك
              (1) صرح المفسران Keil & Delitzsch بسقوط هذا الابن خطأً من الكتاب المقدس .. فقالا ..

              In 1Ch 3:22 the number of the sons of Shecaniah is given as six, while only five names are mentioned, and that consequently a name must have fallen out by mistake in transcribing
              الترجمة
              عدد أبناء شكنيا الوارد في (أخبار الأيام الأول3/22) هو ستة ، بينما ذكرت خمسة أسماء فقط ، وبناء عليه فإن أحد الأسماء لابد أن يكون قد سقط بالخطأ أثناء النسخ.
              ((المرجع))


              (2) التصريح السابق أكده المفسر وليم مارش .. بقوله ..

              ستة (ع22) والمذكورون خمسة فقط ولعل أحد الأسماء حذف سهواً.
              ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء5 ـ صفحة10))


              (3) صرح Adam Clark أن الترجمات والمخطوطات لا تصلح هذا الخطأ .. ولذلك فإن لم نعُد شمعيا ضمن أبناءه ـ ليصير المجموع ستة .. فلابد إن أحد الأسماء قد فُقِدَ من النص!! .. وإليك قوله ..

              The sons of Shemaiah - six - Five only are found in the text, and the versions give us no assistance; neither do the MSS. correct the place. If the father be not here included with his sons, some name must be lost out of the text
              الترجمة
              أبناء شمعيا ـ ستة ـ خمسة فقط مذكورون في النص ، والترجمات لا تقدم لنا أي مساعدة ، ولا أياً من المخطوطات تصلح هذا الموضع. إذا لم يكن الأب ـ يقصد شمعيا ـ معدود مع أبنائه ـ حتى يصير المجموع ستة!! ، فلابد أن أحد الأسماء قد فُقِدَ من النص.
              ((المرجع))


              وبالرغم من عدم وجود نسخ قديمة تصلح هذا الخطأ كما صرح Adam Clark .. إلا أن الترجمات الحديثة لم تبال بهذا الأمر .. فعمد القائمون عليها ـ على عادتهم التي ورثوها من أجدادهم ، لا حرمهم الله منها ـ إلى تحريف النص من أجل إصلاح كلمة الإله الحي رب الجنود ، إلههم!! .. وقد أتت تلك الترجمات متضاربة متنافرة يكذب بعضها بعضاً .. وإليك التفصيل ..

              - ترجمات تحلت بالأمانة فتركت النص بخطئه ـ الذي هو تحريف في الأساس .. لتترك القارئ يتساءل في حيرة .. كيف يكون عدد هؤلاء الأبناء الخمسة هو ستة؟!! .. مثل .. KJV ..

              KJV: And the sons of Shechaniah; Shemaiah: and the sons of Shemaiah; Hattush, and Igeal, and Bariah, and Neariah, and Shaphat, six

              - ترجمات قامت بتحريف عدد الأبناء من [ستة] كما في الأصل إلى [خمسة]!! .. مثل .. GNB..

              GNB: Shecaniah had one son, Shemaiah, and five grandsons: Hattush, Igal, Bariah, Neariah, and Shaphat

              - ترجمات حرفت بحذف كلمة [ستة] كليةً من النص!! .. مثل .. CEV ..

              CEV: The father of Shemaiah and the grandfather of Hattush, Igal, Bariah, Neariah, and Shaphat x

              - ترجمات حرفت بحذف كلمتي [بنو شمعيا] .. وبالتالي أضافت شمعيا إلى أبنائه الخمسة فصار المجموع ستة ، وصار الأبناء إخوان ، والجميع أبناءً لشكنيا!!.. مثل .. اليسوعية ..

              وبَنو شَكُنيا : شَمْعِيا × وحَطُّوشُ ويَجآلُ وباريحُ ونَعَرْيا وشافاط : سِتَّة :اليسوعية

              - ترجمات حرفت بحذف كلمة [ستة] وحذف كلمتي [بنو شمعي] ـ فجمعت بين التحريفين السابقتين!! .. مثل .. العربية المشتركة ..

              وبَنو شَكُنيا شَمْعِيا × وحَطُّوشُ ويَجآلُ وباريحُ ونَعَرْيا وشافاطُ × :العربية المشتركة

              - ترجمات حرفت بإضافة بعض الكلمات لتجعل العدد ستة يمثل شمعيا وأبناءه .. فقالت : (شمعيا وأبناءه ... كلهم ستة)!! .. مثل .. NIV ..

              NIV: Descendants of Shecaniah: Shemaiah and his sons: Hattush, Igal, Bariah, Neariah and Shaphat six in all



              وأسأل السادة المحرفين .. أي تلك الترجمات هي كلمة الإله الصحيحة؟!! .. ومن الذي أذن لكم بتغير النص والتلاعب فيه بهذا الشكل المخزي؟!! .. وعلى أي مخطوطات اعتمدتم؟!!.






              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (8) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



              ش1: (صموئيل الأول18/19ـ22) [ وَكَانَ فِي وَقْتِ إِعْطَاءِ مَيْرَبَ ابْنَةِ شَاوُلَ لِدَاوُدَ أَنَّهَا أُعْطِيَتْ لِعَدْرِيئِيلَ الْمَحُولِيِّ امْرَأَةً. وَمِيكَالُ ابْنَةُ شَاوُلَ أَحَبَّتْ دَاوُدَ، فَأَخْبَرُوا شَاوُلَ، فَحَسُنَ الأَمْرُ فِي عَيْنَيْهِ. وَقَالَ شَاوُلُ: «أُعْطِيهِ إِيَّاهَا فَتَكُونُ لَهُ شَرَكًا وَتَكُونُ يَدُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عَلَيْهِ». وَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ ثَانِيَةً: «تُصَاهِرُنِي الْيَوْمَ». ].

              ش2: (صموئيل الثاني6/23) [ وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا. ].

              ش3: (صموئيل الثاني21/8) [ فَأَخَذَ الْمَلِكُ ابْنَيْ رِصْفَةَ ابْنَةِ أَيَّةَ اللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ: أَرْمُونِيَ وَمَفِيبُوشَثَ، وَبَنِي مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ. ].

              نعلم من ش1 أن ابنة الملك (شاول) الكبرى واسمها (ميرب) تزوجت من (عدريئيل) .. وابنته الصغرى (ميكال) أحبت (داود) ـ تزوجت منه بعد ذلك .. ونعلم من ش2 أن (ميكال) لم يكن لها ولد إلى يوم وفاتها .. ولكن يخبرنا ش3 أن التي تزوجت (عدرائيل) هي (ميكال)!! .. وأن لها منه خمسة أولاداً!! .. وقد أقر أهل التثليث بخطأ ش3 .. وأرجعوا الخطأ كالعادة إلى النساخ!! .. وقالوا إن اسم (ميكال) في هذا النص خطأً .. والصواب أن يكتب (ميرب)!!.


              وإليك أقوال علماء النصارى التي تؤكد ذلك

              (1) في عبارة مقتضبة جداً أقر المفسر Albert Barnes بوقوع الخطأ .. فقال ..

              Sons of Michal: An obvious error for Merab
              الترجمة
              بني ميكال: خطأ واضح في ميرب
              ((المرجع))


              (2) أرجع المفسران Keil & Delitzsch هذا الخطأ إلى الذاكرة أو النساخ .. فقالا ..

              The name of Michal, which stands in the text, is founded upon an error of memory or a copyist's mistake; for it was not Michal, but Merab
              الترجمة
              إن اسم ميكال الواقع في النص ، مؤسس على خطأ الذاكرة أو غلط الناسخ ؛ لأن هذا الاسم لم يكن ميكال , بل ميرب.
              ((المرجع))


              (3) المفسر وليم مارش أقر بالخطأ هو الآخر وأرجعه إلى النساخ .. واقترح التصحيح .. فقال ..

              قيل في (21/8) أن ميكال ولدت لعدرائيل خمسة بنين والأمر واضح أنه وقع غلط من النساخ فيجب أن يقال ميراب وليس ميكال (صموئيل الأول18/19).
              ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء4(أ) ـ صفحة167))

              ويؤكد جنابه المعنى السالف في موضع آخر من تفسيره .. بقوله ..

              "وبني ميكال" لاشك أن هذا الاسم غلط والصواب ميرب (صموئيل الأول18/19) كما تُرى في نسختين من النسخ العبرية القديمة. وتفسير اليهود أن ميرب امرأة عدريئيل ولدت الأولاد وأختها ميكال ربتهم.
              ((المرجع السابق ـ صفحة223))

              ومع اعتراف جناب المفسر بالخطأ .. إلا أنه استشهد بنسختين عبريتين تصلحان الخطأ فتستبدلان (ميكال) بـ (ميرب) .. وهما بذلك تخالفان المخطوطات العبرية الأخرى التي يقولون أنها بالمئات!! .. وقد أبنت في المثال (6) وجاهة الشك في أمثال هاتين النسختين اللتين قد يكون تلاعب أحدُهم فيهما بالتصحيح .. وما يؤكد صحة هذه الشكوك هنا ، هو ما نقله جناب المفسر بنفسه من أن اليهود ـ وهم أصحاب الكتاب الأصلين ـ يؤولون الشاهد ، فيعتبرون أن (ميكال) هي التي تولت تربيت هؤلاء الأبناء بعد موت (ميرب) أمهم فنسبوا إليها ـ سيتم الرد على ذلك في أخر هذا المثال .. مما يعني أن القراءة المعتبرة عندهم هي قراءة (ميكال) الخطأ!! .. بل إن جناب القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير صرح في حديث له بأن أغلب العلماء يأخذون بتأويل اليهود ـ أي يثبتون قراءة (ميكال) ويتأولونها!! .. فقال [ فهي إما فِعلاً ميراب وحصل خطأ .. أو مش خطأ .. نقول بمعنى أن البعض فهمها على أنها ميكال (عجباً .. أي فهم ، والنص يقول (ميكال) فعلاً؟!!) .. أو أن يرى الغالبية العُظمى من العلماء وهو الرأي الأول أنه أبنائها بالتبني حسب عادة وظروف العصر. ] ((نقلاً عن أحد الأخوة الأفاضل ـ جزاه الله خيراً ـ على هذا الرابط)) .. وعليه فاستشهاد النصارى بهاتين النسختين ما هو إلا نوع من الدجل والخداع بهدف التغطية على تلاعبهم في كتابهم ـ وستتأكد من ذلك في النقطة (4) ..

              وبالفعل .. فقد قام النصارى الأتقياء بإصلاح هذا الخطأ فاستبدلوا (ميكال = Michal) .. بـ (ميرب = Merab) في الكثير من ترجماتهم الحديثة!! .. مثل ..BBE .. CEV .. Amplified Bible .. NLT .. NIV .. GNB .. وإليك النص طبقا لـ GNB ..

              GNB: However, he took Armoni and Mephibosheth, the two sons that Rizpah the daughter of Aiah had borne to Saul; he also took the five sons of Saul's daughter Merab, whom she had borne to Adriel son of Barzillai, who was from Meholah

              (4) بعد أن أقر المفسر John Gill بالخطأ .. اقترح إعادة توجيه النص بإحدى طريقتين لتصحيحه!! .. فقال ..

              Michal had no children to the day of her death, nor was she the wife of Adriel, but Merab her sister, 1Sa 18:19; wherefore these sons were not whom she "bare", as the word used signifies, but, as we rightly render it, whom she "brought up" or "educated", so the Targum, her sister being dead; and so the Jews say, Merab brought them forth, and Michal brought them up, therefore they were called by her name; or the words may be supplied thus, "and the five sons of the sister of Michal"

              الترجمة
              ميكال لم يكن لها أولاد إلى يوم وفاتها ، ولا كانت زوجة لعدرائيل ، بل ميرب أختها (صموئيل الأول18/19) ولهذا السبب فهي لم تلد هؤلاء الأبناء ، كما أفادت العبارة ، بل كما نوجهها نحن بشكل صحيح ، هي "ربت" أو "علمت" , فطبقاً للترجوم ، أختها ماتت ، ولذلك يقول اليهود ، ميرب ولدتهم ، وميكال تولت تربيتهم ، لذا دعوا على اسمها. أو يمكن زيادة الكلمات هكذا " والخمسة أبناء أخت ميكال".

              وكما ترى فجنابه ـ شكر الله سعيه هو الآخر ـ اقترح عمل تحرفين مقدسين آخرين لتصحيح هذا الخطأ!! .. فإما أن نجعل كلمة [ولدت] بمعنى [ربت] .. ليفهم من النص أن (ميكال) قد ربت هؤلاء الأبناء فقط ولم تلدهم كما هو وارد في النص العبري!! .. أو .. أن نزيد كلمة [أخت] قبل (ميكال) .. ليفهم أن هؤلاء أبناء (أخت ميكال) التي هي (ميرب) ، وليسوا أبناء (ميكال) نفسها .. وبالتالي يزول الخطأ ..

              وبالفعل .. فهناك ترجمات استبدال كلمة [ولدت = bare] بـ [ربت = brought up]!! .. مثل .. KJV .. AKJ .. WBS .. وإليك النص طبقاً لـ KJV ..

              KJV: But the king took the two sons of Rizpah the daughter of Aiah, whom she bare unto Saul, Armoni and Mephibosheth; and the five sons of Michal the daughter of Saul, whom she brought up for Adriel the son of Barzillai the Meholathite
              والعجيب أن تلك الترجمة أقرت على نفسها بالتحريف في الهامش .. فقالت [ brought...: Heb. bear to Adriel ] ((المرجع)) .. أي في العبري [وُلِدَ لعدريئيل]!!.

              في حين قامت ترجمة Darby بإضافة كلمة [ أخت = The Sister of ] قبل ميكال .. واقترحت تلك الإضافة أيضاً ترجمة KJV في الهامش .. وإليك النص طبقاً لـ Darby ..

              Darby: And the king took the two sons of Rizpah the daughter of Aiah, whom she had borne to Saul, Armoni and Mephibosheth; and the five sons of the sister of Michal the daughter of Saul, whom she had borne to Adriel the son of Barzillai the Meholathite


              والآن .. نقول للسادة المتبجحين بنسخ المخطوطات .. تعللتم بنسختين عبريتين ؛ فاستبدلتم (ميكال) بـ (ميرب) لتصحيح الخطأ في كتابكم المقدس ، ولا يجرأ أحد أن يعارضكم ، فما حرفتموه على الأرض يتم تعديله أيضاً في السماء!! .. ولكن نسألكم طلباً للفائدة وللعلم .. على أي نسختين عبريتين اعتمد إخوانكم في الملة فيما صنعوه من استبدال كلمة (ولدت) بـ (ربت)؟ .. وعلى أي نسختين عبريتين غيرهما اعتمد إخوانكم الأخرون عند إضافتهم كلمة (أخت)؟ .. وأي تلك النسخ هي كلمة الإله؟.

              فائدة ..
              بعد أن أقر المفسر أنطونيوس فكري بإشكالية النص .. اقترح حلاً .. فقال ..

              ميكال لم تنجب لداود ولم تتزوج عدريئيل. بل التى تزوجت عدريئيل هى ميرب أخت ميكال الكبرى. وحل هذه المشكلة مشروح في ترجمات كثيرة ومشروح في الترجوم اليهودي أن ميرب ماتت وتولت ميكال تربية أولادها وتبنتهم.
              ((المرجع))

              أقول .. هذا الحل يقترحه الكثير من النصارى في محاولتهم الخروج من مأزق الاعتراف بوقوع الخطأ .. فقد اقترحه الدكتور القس منيس عبد النور ((د.ق.منيس عبد النور ـ شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ـ صفحة147)) .. واقترحه أيضاً يوسف رياض ((يوسف رياض ـ من التكوين على الرؤيا ـ الجزء2 ـ صفحة231)) .. واقترحه المفسر John Gill كما مر معنا .. وغيرهم .. إلا أنه حل في غاية التهافت نظراً لمخالفته صريح النص ـ ش3 ـ الذي يؤكد على أن (ميكال) ولدتهم ـ لو رجعنا إلى النص العبري لوجدنا أن الفعل المستخدم هو (ילד) والذي يعني (وَلَد) بالعربية ، وتقرأ الكلمة بالعبرية (يالُد) شبيه جداً بالعربية ، وقد اُستُخدم هذا الفعل (ילד) مرتين في هذا الشاهد مرة مع (رصفة) ويقرون أنه بمعنى (ولدت) ، والمرة الثانية مع (ميكال) ويزعمون أنه بمعنى (ربت) فعجباً .. ونسأل .. هل تربيتها لهم تعتبر في عُرف النصارى ولادة؟!! .. ومما يبطل تأويلهم هذا أن النص لم يكتف بقوله (ولدتهم) بل حدد أيضاً لمن ولدتهم .. فقال [ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ. ] .. مما يعني أنها تزوجت عدريئيل هذا وأنجبت منه هؤلاء الأبناء .. وهو ما لم يحدث قطعاً بنص كتابهم .. ولو أن هؤلاء أقروا بالخطأ كما أقر به غيرهم من العلماء لكان خيراً لهم وأقوم .. وعلى فرضية صحة ما ذهبوا إليه من أن كلمة (ولدتهم) تعني (ربتهم)!! .. فهذا يثبت تلاعب الآخرون من أهل ملتهم بكتابهم عندما حذفوا اسم (ميكال) من النص واستبدلوه بـ (ميرب)!! .. وهذا كله في النهاية يؤكد اختلاف النصارى في كتابهم وشكهم فيه وحيرتهم من أمره!!.




              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (9) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


              ش1: (تكوين46/10) [ وَبَنُو شِمْعُونَ: يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ ابْنُ الْكَنْعَانِيَّةِ. ].

              ش2: (خروج6/15) [ وَبَنُو شِمْعُونَ: يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ ابْنُ الْكَنْعَانِيَّةِ. هذِهِ عَشَائِرُ شِمْعُونَ. ].

              ش3: (عدد26/12ـ14) [ بَنُو شِمْعُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِنَمُوئِيلَ عَشِيرَةُ النَّمُوئِيلِيِّينَ. لِيَامِينَ عَشِيرَةُ الْيَامِينِيِّينَ. لِيَاكِينَ عَشِيرَةُ الْيَاكِينِيِّينَ. لِزَارَحَ عَشِيرَةُ الزَّارَحِيِّينَ. لِشَأُولَ عَشِيرَةُ الشَّأُولِيِّينَ. هذِهِ عَشَائِرُ الشِّمْعُونِيِّينَ. ].

              ش4: (أخبار الأيام الأول4/24) [ بَنُو شِمْعُونَ: نَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَيَرِيبُ وَزَارَحُ وَشَاوُلُ. ].


              وإليك تلك الشواهد في مخططات شجرية


              تتناول هذه الشواهد الأربع ، أسماء أبناء (شمعون) ـ ثاني أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، وأخو بنيامين الذي تناولت مشكلته في المثال (4) .. وكما ترى فقد اتفقت تلك الشواهد في اسمين فقط من أسماء أبنائه وهما (يامين وشأول) .. واختلفت في باقي الأسماء وعددها أربعة .. وإليك أوجه الاختلاف ..

              أ) (يموئيل) .. ورد هذا الاسم في ش1 ، ش2 فقط .. ويدعي النصارى أن (يموئيل) هذا هو نفسه (نموئيل) الوارد في ش3 ، ش4!!.
              ب) (صوحر) .. ورد هذا الاسم في ش1 ، ش2 فقط .. ويدعي النصارى أن (صوحر) هذا هو نفسه (زارح) الوارد في ش3 ، ش4!!.

              قلت .. أمثال تلك الدعاوى العريضة يجيدها كل أحد .. ويبقى الدليل هو الفيصل .. ونحن نريد من النصارى نصاً صريحاً من كتابهم يقول أن (يموئيل هو نموئيل) وأن (صوحر هو زارح) كدليل على صحة دعواهم .. حتى نقر لهم بعدم وجود تعارض بين تلك الأسماء ـ ولن يجدوا .. ولمن له اهتمام بالكتاب المقدس يعلم أن الاختلافات في الأسماء الواردة فيه كثيرة العدد جداً .. والقوم يتبعون المنهج التلفيقي نفسه في التوفيق بينها .. حتى أنهم لينسبون إلى الشخص الواحد أحياناً أربعة أسماء مختلفة!! .. بحجة وجود أربعة أسماء مختلفة في مواضع مختلفة من الكتاب المقدس تشير إلى الشخص نفسه!! .. وهذا يستهجنه العقلاء قطعاً .. ولو أن (صوحر) هذا قد جاء في موضع ثالث من كتابهم باسم (جحا) مثلاً .. لوجدت علماء النصارى يصرخون في وجهك زاعمين أن (صوحر) هو عينه (زارح) هو عينه (جحا)!! .. والغريب أن هذا المنهج التلفيقي المنحرف نفسه يتبعه هؤلاء في استنتاج ومحاولة إثبات أخص عقائدهم وهي عقيدة التثليث ـ التي لا نص صريح ، وصحيح ، عليها في كتابهم المقدس .. فهم يزعمون أن الآب إله .. والابن إله .. والروح القدس إله .. وبما أن .. الكتاب المقدس يؤكد أن الإله واحد .. إذاً .. فلابد أن هؤلاء الثلاثة هم واحد!! .. وهكذا تُصاغُ العقائد .. وهكذا يتم التلفيق بين الأسماء!! .. وعلى كلٍ .. فأنا أدعي وقوع التناقض بين تلك الأسماء .. والدليل هو ..

              • ظاهر النص .. الذي هو حجة عند المنصفين والعقلاء .. فالخلاف بين تلك الأسماء ظاهر ويحتاج التوفيق بينها إلى نص صريح من الكتاب المقدس .. وهذا النص الصريح غير موجود.
              • وقوع الكثير من الاختلافات والأخطاء في الكتاب المقدس بإقرار علمائه ـ والتي يرجعونها دائماً إلى النساخ!! .. فإذا كان الأمر كذلك .. فلماذا لا تكون الاختلافات بين تلك الأسماء نتيجة أخطاء هي أيضاً؟.
              • لو رجعنا إلى الشواهد الثلاثة الأولى لوجدنها تقع بالترتيب في أسفار تكوين وخروج وعدد .. وتلك الأسفار ـ بزعم النصارى المتمسكين بالتقليد ـ كاتبها هو موسى النبي .. ولنا أن نسأل .. لماذا كتب موسى (صوحر) في ش1 ، ش2 ثم ناقض نفسه وكتبه (زارح) في ش3؟!! .. ونفس السؤال يسري على (يموئيل) أو (نموئيل)!!.
              ويبقى هنا سؤال يطرح نفسه بقوة .. ما هي الفائدة العظيمة التي عادت على البشرية من معرفتها أن (فلان) يسمى أيضاً (ترتان)؟!! .. بكل بساطة أجيب .. لا فائدة ، بل على العكس لقد صارت تلك الاختلافات في اسم الشخص الواحد مع كثرتها في كتاب النصارى المقدس حجر عثرة لهم قبل غيرهم .. ونسأل هؤلاء النصارى .. ألا تقولون أن الله ليس إله تشويش (كورونثوس الأولى14/33) .. فلماذا هذا التشويش الناجم عن تضارب واختلاف تلك الأسماء التي تزعمون أن الله تعالى أوحى بها إلى أنبيائكم؟!! .. وإن كان ولابد من ذكر تلك الأسماء المختلفة لنفس الشخص .. فلماذا لم يوضح الوحي المزعوم أن تلك الأسماء لشخص واحد حتى يرتفع الإشكال؟!! .. وإن المرء ليتعجب من اهتمام كتاب النصارى المقدس بذكر تفاصيل التفاصيل والتي تكون في الأغلب عديمة الفائدة .. مثل ذكره مناحة (دبورة) مرضعة (رفقة أم يعقوب) (تكوين35/8) ، وتعينه للمكان الذي دفنت فيه تحت بلوطة بيت إيل وتسميته لهذا المكان (ألون باكوت) أي بلوطة البكاء!! .. ثم يغفل كثيراً عن ذكر حرف أو كلمة أو جملة لدفع التعارض بين نصوصه!!.

              جـ) (ياكين) .. ورد اسمه في ثلاثة مواضع وهي ش1 ، ش2 ، ش3 .. ويزعم بعض النصارى أن (ياكين) هذا هو نفسه (يريب) الوارد في ش4!! .. وردي على هذا الزعم كردي على سابقه .. في حين أقر بعضهم أن (يريب) خطأ!! ..

              • الخوري بولس الفغالي أرجع هذا الاختلاف إلى تشويش نص سفرنا العتيد .. سفر أخبار الأيام (الأول) .. حيث يقع هذا الاسم (يريب) .. وهو اعتراف ضمني بوقوع الخطأ في هذا الاسم نتيجة اضطراب النص!! .. فقال ..
              ياكين : رابع أبناء شمعون ... نقرأ في (أخبار الأيام الأول4/24) يريب ولكن في النص تشويش.

              ((بولس الفغالي ـ المحيط الجامع ـ صفحة1373)).


              • أرجعا المفسران Keil & Delitzsch هذا الاختلاف صراحةً إلى خطأ النساخ في اسم (يريب) .. فقالا ..
              The names of the five sons agree with the names in Num 26:12-14, except in the case of Jarib, who in Num 26:12, which coincides here with Gen 46:10 and Ex 6:15, is called Jachin; yaariyb (OT:7378), consequently, must be looked upon as a transcriber's error for yaakiyn (OT:3559).

              الترجمة
              تتفق أسماء الأبناء الخمسة ـ الكلام هنا عن ش4 ـ مع الأسماء الواردة في (عدد26/12ـ14) ، إلا في حالة يريب ، الذي يتلازم هنا مع (تكوين46/10) ، و(خروج6/15) ، حيث يدعى في تلك المواضع ياكين . وبالتالي ياريب يجب أن ينظر إليه على أنه خطأ من النساخ في ياكين.



              د) (أوهد) .. ورد في ش1 ، ش2 في حين أسقطه ش3 ، ش4!! .. ولذلك فعدد أسماء أبناء (شمعون) في ش1 ، ش2 هو ستة .. في حين يصبح هذا العدد خمسة في ش3 ، ش4!! .. ويزعم النصارى أن سبب إسقاط اسمه من هذين الموضعين هو موته بلا عقب .. أو بسبب انقراض العشيرة التي تنسب إليه!! ((كما زعم ذلك المفسر John Gill على هذا الرابط)).

              قلت .. هذا الزعم يحتاج هو الآخر إلى دليل .. ونسأل النصارى .. هل ما زعمتموه من أن (إسقاط اسم هذا الشخص من هذين الموضعين في كتابكم قد تم بسبب موته بلا عقب أو انقراض العشيرة التي تنسب إليه) هي قاعدة مضطردة يلتزم بها كتابكم المقدس مع كل الأسماء الواردة فيه؟ ..

              فإن كان جوابكم (نعم) .. قلنا واقع كتابكم يكذبكم وينسف تلك القاعدة من أساسها .. وإليكم الدليل ..

              • لو لاحظت فـ ش1 ، ش4 يتحدثان عن أبناء (شمعون) .. وليس عن تلك العشائر التي تنسب إليهم .. ومع ذلك فـ (أوهد) مذكور في ش1 وساقط من ش4 .. على الرغم من أن له أبناء وعشيرة طبقاً لـ ش2 .. إذاً إسقاطه من ش4 بدعوى موته بلا عقب باطلة.
              • ورد في (تكوين38) قصة موت (عير وأونان) ابني (يهوذا) .. وبالرغم من شرهما ـ كما يقول الكتاب المقدس ـ وموتهما بلا عقب وبلا عشيرة تنسب إلى أحدهما تبعاً .. إلا أن الكتاب المقدس يذكرهما في مواضع أخرى بعد ذلك وهي (تكوين46/12) ، (عدد26/19) ، (أخبار الأيام الأول2/3) .. مما يعني إبطال تلك القاعدة التي أصلتموها من أساسها.
              وإن كان جوابكم (لا) .. قلنا إذن تلك القاعدة ليست دليل .. بل هي نفسها دعوى تحتاج إلى دليل .. ويبقى السؤال .. لماذا سقط اسم (أوهد) من هذين الموضعين؟ .. وما هو دليلكم على أن إسقاطه كان عن قصد ولم يكن خطأً من أحد النساخ مثلاً؟.



              مما سبق يتضح أن القوم يتخبطون ويزعمون المزاعم العريضة بلا دليل من أجل رفع الحرج عن كتابهم وليس لأن تلك هي الحقيقة والواقع .. وشتان بين الأمرين!!.


              عموماً .. اختم بتعليق المفسر Adam Clark على تلك الاختلافات في أسماء أبناء (شمعون) .. حيث قال ..

              The sons of Simeon - This genealogy is very different from that given in Gen 46:10, and Num 26:12. This may be occasioned by the same person having several names, one list taking one name, another list some other, and so on: to reconcile is impossible; to attempt it, useless

              الترجمة
              أبناء شمعون ـ سلسلة النسب هذه مختلفة جداً ـ يتكلم عن ش4 ـ عن تلك المعطاة في (تكوين46/10) ، (عدد26/12ـ14). قد يرجع سببها أن الشخص الواحد يحمل عدة أسماء ، فتأتي لائحة لتأخذ اسم منها ، ولائحة أخرى تأخذ اسم آخر ، وهكذا دوليك : من المستحيل التوفيق بينها ، ومحاولة تحقيق ذلك غير مجدية.







              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (10) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


              ش1: (صموئيل الأول17/50ـ51) [ فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ ـ أي جليات ـ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. وَلَمْ يَكُنْ سَيْفٌ بِيَدِ دَاوُدَ. فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا. ].

              ش2: (صموئيل الثاني21/19) [ ثُمَّ كَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَأَلْحَانَانُ بْنُ يَعْرِي أُرَجِيمَ الْبَيْتَلَحْمِيُّ قَتَلَ جِلْيَاتَ الْجَتِّيَّ، وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ. ].

              ش3: (أخبار الأيام الأول20/5) [ وَكَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَقَتَلَ أَلْحَانَانُ بْنُ يَاعُورَ لَحْمِيَ أَخَا جُلْيَاتَ الْجَتِّيِّ. وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ. ].

              نعلم من ش1 أن (داود) قتل (جليات) الفلسطيني .. في حين يخبرنا ش2 أن الذي قتل (جليات) ليس (داود) بل (ألحانان) ـ أحد رجال داود المخلصين .. ولكن يخبرنا ش3 أن (ألحانان) قتل (لحمي أخا جليات) .. وليس (جليات) نفسه!! .. ولو لاحظت فهناك اختلاف في اسم والد (ألحانان) بين ش2 ، ش3 .. وقد أقر النصارى بخطأ ش2 .. فـ (ألحانان) لم يقتل (جليات) بل قتل (أخا جليات = لحمي) كما في ش3 .. وقاتل (جليات) إنما هو (داود) كما في ش1!! ..


              وإليك أقوال علماء النصارى التي تؤكد ذلك
              (1) أقر مؤلفو قاموس الكتاب المقدس بالاختلاف في اسم قاتل (جليات) .. فقالوا ..
              ألحانان : اسم عبري معناه ((اللَّه حنان)) وهو اسم : ابن ياعير وهو الذي قتل أخا جليات الجتي (أخبار الأيام الأول20/5) وقد ورد في (صموئيل الثاني21/19) أن أباه بيتلحمي ، وأن ألحانان نفسه هو الذي قتل جليات ولكن من الواضح أنه يقصد ((قتل أخا جليات)).

              ((قاموس الكتاب المقدس ـ صفحة104))

              أقول .. الشيء الواضح هنا هو وقوع الخطأ .. ولست أدري .. هل يصح عقلاً أن نتعامل مع النص بالنية والقصد ، حتى وإن لم يسعفنا هذا النص بتلك النية وهذا القصد؟!!.


              (2) أرجع الخوري بولس الفغالي تلك الاختلافات المربكة لاختلاف التقاليد ـ المصادر ـ التي اعتمد عليها المؤلف الملهم!! .. فتقليد يقول أن الذي قتل (جليات) هو (داود) كما في ش1!! .. وتقليد آخر يعارضه يقول أن الذي قتله هو (ألحانان) كما في ش2!! .. وعليه فقد اعتبر جنابه أن ش3 ما هو إلا محاولة للتوفيق بين هذين التقليدين المتضاربين .. فقال ..
              جليات : رجل من الفلسطيّين من جت. طوله 3 م. قالت السبعينية : متران. إذا عدنا إلى (صموئيل الأول17/1 ، 19/5 ، 21/10) نعرف أن داود غلبه في مبارزة. أما إذا عدنا إلى (صموئيل الثاني21/19) ، فقد غلبه ألحانان الذي من بيت لحم (= داود). وحاول (أخبار الأيام الأول20/5) أن يوفق بين التقاليد المختلفة فقال : ألحانان بن باعور قتل لحمي شقيق جليات الجتي.

              ((الخوري بولس الفغالي ـ المحيط الجامع ـ صفحة420))

              ويؤكد جنابه على تلك الفكرة عند تفسيره لـ ش1 .. حيث يقول ..
              هذا المقطع هو ملحمة تمجد البطل الشاب ـ داود ـ الذي أسنده إيمانه بالرب ، فطرح الجبار جليات أرضاً ثم قتله . . . في (صموئيل الثاني21/19) ، نقرأ تقليداً قديماً ، ينسب النصر على جليات إلى أحد أبطال داود ـ ألحانان ، لا إلى داود.

              ((الخوري بولس الفغالي ـ المجموعة الكتابية ـ الجزء5 ـ صفحة283ـ284))

              لاحظ .. إن قول الخوري بولس الفغالي السابق يهدم قدسية كتابه المزعومة من الأساس!! .. وأتعجب .. كيف يوفق بين إيمانه بقدسية كتابه هذا ، وبين تلك الحقائق التي يذكرها بنفسه؟!!.


              (3) درس المفسران Adam Clark & Albert Barnes المشكلات في تلك الشواهد بصورة منفردة .. وخلصا إلى النتيجة نفسها .. والتي مفادها .. صحة ش1 ، ش3 وخطأ ش2 .. وبينا أوجه الخطأ والتضارب في نص هذا الشاهد .. فقالا ..

              Adam Clark
              2Sa 21:19 Elhanan the son of Jaare-oregim-slew-Goliath the Gittite] Here is a most manifest corruption of the text, or gross mistake of the transcriber; David, not Elhanan, slew Goliath. In 1Ch 20: 5, the parallel place, it stands thus: "Elhanan, the son of Jair, slew Lahmi, the brother of Goliath the Gittite, whose spear-staff was like a weaver's beam." This is plain; and our translators have borrowed some words from Chronicles to make both texts agree. The corruption may be easily accounted for by considering that µygra oregim, which signifies weavers, has slipped out of one line into the other; and that ymjlh tyb beith hallachmi, the Beth-lehemite, is corrupted from ymjl ta eth Lachmi; then the reading will be the same as in Chronicles


              Albert Barnes
              2Sa 21:19 The Hebrew text is manifestly very corrupt. First, for “Jaare-oregim,” 1Ch 20:5 gives us the reading Jair. “Oregim” has evidently got in by a transcriber’s error from the line below, where “oregim” is the Hebrew for “weavers.” Again, the word the “Bethlehemite” is very doubtful. It is supported by 2Sa 23:24, but it is not found in the far purer text of 1Ch 20:5, but instead of it we find the name of the Philistine slain by Elhanan, “Lahmi the brother of Goliath the Gittite.” It is probable, therefore, that either the words “the Bethlehemite,” are a corruption of “Lahmi,” or that the recurrence of “Lahmi,” and the termination of “Beth-lehemite” has confused the transcriber, and led to the omission of one of the words in each text
              ((Albert Barnes' Notes on the Bible "Electronic Copy" - volume3 - page143-144))


              ترجمة لملخص قوليهما


              اتفق المفسران على أن نص ش2 في غاية الفساد والتحريف!! .. وأرجعا ذلك بشكل أساسي لخطأ فادح من الناسخ!! .. وبينا أوجه فساد النص فيما يلي ..

              أولاً .. مخالفة هذا الشاهد لما اشتهر من ذبح داود لجليات كما ورد في صموئيل الأول 17 (ش1) .. ومخالفته لما هو معروف من قتل ألحانان للحمي أخا جليات كما ورد في أخبار الأيام الأول 20 (ش3) ..

              ثانياً .. اتفقا المفسران على أن اسم قاتل جليات المزعوم ـ ألحانان بن يعري أرجيم البيتلحمي ـ في ش2 في غاية التحريف والخطأ بسبب النساخ .. فقالا ..

              • اسم والد ألحانان (يعري) الوارد في ش2 .. يخالف ش3 حيث أتى باسم (ياعور).
              • كلمة (أرجيم) تعني (النساجين) .. أي أنها ليست اسم بل مهنة .. وفسرا وجودها في ش2 على خطأ الناسخ الذي أقحمها خطأً في هذا الموضع من السطر السفلي حيث توجد عبارة [ وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ. ] .. أي إن كلمة (أرجيم) يجب أن تحذف من هذا الموضع!!.
              • كلمة (البيتلحمي) ما هي إلا تحريف من (لحمي)!!.
              • بمزيد من التفصيل صرح Albert Barnes أن تشوش النص أدى إلى حذف الناسخ لإحدى الكلمات من ش2 ، ولعله يقصد كلمة [ أخا = the brother of ] .. التي يجب أن تكون في النص حتى يستقيم المعنى!!.
              وبالجملة .. فقد اتفقا المفسران على خطأ ش2 .. وأن القراءة الصحيحة له ـ التحريف الصحيح لو صدقا .. يجب أن تكون نفس قراءة أخبار الأيام الأول20!!.


              وبالفعل .. فقد قام قلم المترجم الكاذب في الترجمات الحديثة بعمل تلك التحريفات المقدسة!! ..

              • فالكثير من الترجمات حذفت كلمة (أرجيم) .. مثل .. ترجمة الحياة .. الكاثوليكية .. العربية المشتركة .. الأخبار السارة .. BBE .. The MESSAGE .. NLT .. GNB ..
              • في حين أضافت الكثير منها كذلك كلمة [أخا = the brother of] إلى الشاهد!! .. مثل .. العربية المشتركة .. الأخبار السارة .. KJV .. NLT .. Webster Bible .. Darby ..
              وإليك هذا الشاهد ـ ش2 ـ من الترجمة العربية المشتركة .. والتي جمعت بين التحرفين .. (صموئيل الثاني21/19) [ ثُمَّ نشبَت معرَكةٌ أُخرى في جُوبَ معَ الفِلسطيِّينَ، فقتلَ ألحانانُ بنُ يائيرَ × الّذي مِنْ بَيتَ لحمَ أخا جِلياتِ الجتيِّ‌، وكانت قناةُ رُمحهِ سميكةً كنولِ النُّسَّاجِ. ].

              (4) وأحب أن أختم بتعليق المفسر وليم مارش على تلك الاختلافات .. والذي أهديه للنصارى الذين يزعمون قدسية كتابهم وصحته .. فبعد أن سرد جنابه أوجه الاختلاف بين تلك الشواهد .. صرح بيأسه وعجزه عن التوفيق بينها .. وتعلل بضياع الأصول .. واختلاف النسخ التي بين أيديهم اليوم بسبب أخطاء النساخ ـ المزعومة!! .. فقال ..
              في (ع19) قيل أن ألحانان كان ابن يعري أرجيم البيتلحمي. وفي (أخبار الأيام الأول20/5) أنه ياعور لحمي. وقيل هنا أنه قتل جليات. وقيل في (أخبار الأيام الأول20/5) أنه قتل أخا جليات. ولا نقدر أن نوفق بين هذه الأقوال المختلفة. ولا يخفى أن النسخة الأصلية مفقودة وليس عندنا إلا نسخ قديمة وكان النساخ يجتهدون الاجتهاد الكلي في ضبط الكتابة. والأمر العجيب أنهم لم يغلطوا إلا نادراً جداً ولم يغلطوا في ما يمس التعليم أو جوهر التاريخ. وأكثر غلطاتهم في الأرقام وفي أسماء أناس مجهولين وأماكن مجهولة

              ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء4(أ) ـ الصفحة225))


              الله أكبر
              ثم يقولون هذا من عند الله



              فائدة ..
              بالرغم من اعتراف علماء النصارى بوقوع الخطأ والاضطراب في الشواهد محل الدراسة .. وبالرغم مما قامت به الترجمات من إصلاحات في النص لتدارك هذا الخطأ .. إلا أن بعض النصارى لا يزالون يجادلون بالباطل .. فقد وقع تحت يدي شيء أسماه صاحبه النصراني (بحثاً) حاول أن يثبت فيه أن لا خطأ ولا اختلاف بين تلك الشواهد!! .. فأتي ـ مع احترامي ـ بالمضحكات .. وإليك قوله كما لخصه هو ..
              قال ..
              تلخيص ما كتبناه :
              (1) جليات الجتي (من بلدة جت) الأصلي قد ُقتل بواسطة داود.
              (2) ظهر عملاق آخر من جت أيضاً ، وهذا قتله ألحانان.
              (3) العملاق الذي قتله ألحانان كان اسمه الرسمي لحمي.
              (4) العملاق الذي قتله ألحانان كان لقبه جليات (للشبه بينه وبين جليات الأول ولأنهما من نفس البلد).
              (5) العملاق لحمي (المُلقب جليات) قيل عنه أخو جليات للدلالة على الشبه بينه وبين جليات الأصلي ، وهذا يؤكد ما قلناه أن جليات هذا كان لقب العملاق الجديد الذي قتله ألحانان ولم يكن اسمه الرسمي ، لأن اسمه الرسمي كان لحمي.
              انتهى


              لا تعليق
              وأسال الله تعالى أن يحفظ علينا عقولنا



              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


              كانت تلك هي الأمثلة العشر التي أثبت من خلالها وقوع الاختلافات الشديدة والأخطاء الشنيعة في الأسماء والأنساب الواردة فيما يسميه النصارى الكتاب المقدس .. ألقمها حجراً لسفهائهم الذين يدَّعون وقوع أخطاء في بعض الأسماء والأنساب الواردة في القرآن الكريم بحجة ساقطة ـ ككتابهم ـ مفادها مخالفة القرآن الكريم لكتابهم هذا الذي كتبوه بأيديهم ويصلحون ـ لليوم ـ أخطاءه أيضاً بأيديهم (أخزاهم الله) .. وكنت أنوي أن أعرض على حضراتكم إحدى تلك الأخطاء المزعومة أو بالأصح الترهات الممجوجة التي لا تنطلي إلا على أتباع تلك الملة المنحرفة .. ثم أعرض رد بعض أهل العلم ـ نفع الله بهم ـ لتلك الترهة (مُلَخِصاً ومُدَعِماً هذا الرد بأمثلة من كتاب النصارى المقدس) .. ولكن رأيت أن الاستمرار في سرد أمثال تلك الأخطاء المخزية التي يعج بها كتاب القوم في الأسماء والأنساب هو أبلغ رد على ترهاتهم من هذا النوع بأجمعها .. وهذا ما أنوي عمله بإذن الله تعالى ومدده ..






              سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ .. وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


              الطامع في عفو ربه الكريم
              EgyMuslim



              يتبع بإذن الواحد الأحد ..

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                الأسماء والأنساب في الكتاب المقدس (3)



                الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات .. والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..

                وبعد ..

                أستأنف مع حضراتكم ـ بإذنه تعالى ـ هذه الدراسة بتناول خمسة أخطاء جديدة في الأسماء والأنساب الواردة فيما يسمى الكتاب المقدس .. سائلاً المولى عز وجل أن ينفع بها مؤمناً ، وأن يهدي بها ضالاً .. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه ..




                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (11) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                ش: (قضاة18/30) [ وَكَانَ يَهُونَاثَانُ ابْنُ جَرْشُومَ بْنُ مَنَسَّى هُوَ وَبَنُوهُ كَهَنَةً لِسِبْطِ الدَّانِيِّينَ إِلَى يَوْمِ سَبْيِ الأَرْضِ. ].

                (يهوناثان) ـ أو يوناثان ـ الوارد في الشاهد هو كاهن مرتد من سبط لاوي ، تكهن هو ونسله من بعده لسبط دان ، الذين أدخلوا عبادة الأوثان في إسرائيل .. ويخبرنا هذا الشاهد أن (يهوناثان) هذا من نسل جرشوم بن منسى ، وهذا خطأ .. وقد أقر أهل التثليث بهذا الخطأ وبينوا أن الصواب هو : يهوناثان بن جرشوم (بن موسى وليس منسى)!! .. وأقروا بأن السبب في تغير اسم الجد من موسى إلى منسى يعود إلى تحريف قديم ـ مقصود!! ـ في المخطوطات ، كان الهدف منه الحفاظ على سمعة موسى النبي بإبعاده عن سيرة هذا اللاوي المرتد ؛ فلا يقال : من نسل موسى النبي جاء هذا المرتد!! .. فقام النساخ [الأمناء!!] بإضافة حرف ((ن)) إلى كلمة (موسى) في المخطوطات ، فتحول الاسم إلى (منسى) ، وبذلك لم يعد موسى جداً لهذا اللاوي المرتد .. فتأمل!!.

                ملحوظة : هناك خطأ آخر يتعلق بلقب عائلة (يهوناثان) هذا أتناوله بالدراسة ـ إن شاء الله تعالى ـ في المثال التالي ـ مثال (12).


                وإليك أقوال علماء النصارى التي تؤكد ذلك

                (1) حاول مؤلفو دائرة المعارف الكتابية تخفيف حدة الحقيقة ، فزعموا أن هذا التحريف ليس عن قصد بل هو خطأ عفوي لا أكثر ولا أقل. وقولهم هذا يكفينا ، إلا أنه غير صحيح كما سأثبت!! .. فقالوا ..
                وكان يهوناثان وبنوه من نسل جرشوم كهنة لسبط الدانيين الذين أدخلوا عبادة الأوثان في إسرائيل ( قضاة18/30). أما ما جاء من "أن جرشوم ابن منسى" فذلك راجع إما إلى أن عائلة من الجرشونيين كانت تقيم بين نصف سبط منسى (يشوع21/27) ، أو أنه حدث خطأ في نسخ اسم منسى عوضاً عن اسم موسى ، وبخاصة أنه في العبرية لا فرق بين حروف الاسمين إلا في زيادة "النون" في منسى.
                ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء2 ـ صفحة529))


                (2) ذكر مؤلفو قاموس الكتاب المقدس أن هذا الخطأ لم يكن عفوياً بل متعمداً من قبل النساخ .. فقالوا ..
                يوناثان : اسم عبري معناه ((يهوه أعطى)) وهو اسم : لاوي من نسل جرشوم ، وبذلك فهو من نسل موسى (قضاة18/30). وهو بغير شك اللاوي الذي أقام في بيت لحم يهوذا ، ثم تركها باحثاً عن مكان آخر ليقيم فيه. وبينما كان ماراً في إفرايم استأجره ميخا ليكهن أمام تمثال (قضاة17/7ـ13). وفي ذات يوم خرج نفر من الدانيين ليبحثوا عن مكان يقيمون فيه عند منابع نهر الأردن ، فعرجوا على بيت ميخا وباتوا هناك واختطفوا التمثال وأقنعوا الكاهن المرتزق بالذهاب معهم ووعدوه أنهم سيقيمونه كاهناً ، وليس كاهن بيت فحسب ، بل كاهن سبط. وهكذا أصبح يوناثان أول كاهن خدم على مذبح التمثال المسروق طيلة المدة التي كانت فيه خيمة الاجتماع في شيلوه حتى سبي الأرض (قضاة18/3ـ6 و 14ـ31). ولما كان يوناثان قد جلب الخزي والعار على نسل موسى الذي انحدر منه فقد أضيف حرف ((النون)) إلى كلمة موسى بالعبرية فتغيرت وصارت منسى (قضاة18/30). ولكن الحرف المضاف لم يدمج في النص ، بل علق فوق الخط.
                ((قاموس الكتاب المقدس ـ صفحة1123ـ1124))


                (3) ووافقهم المفسر وليم مارش .. بقوله ..
                منسى. قُرئ في بعض النسخ ـ يقصد العبرية ـ والترجوم والفلغاتا والسريانية وبعض نسخ السبعينية. والمرجح عند جمهور العلماء أن القراءة الصحيحة (موسى). وأن منسى غلط قديم وقع من النساخ لأن الفرق في العبرانية بين الاسم موسى ومنسى حرف واحد وهو النون. وإذا كانت هذه القراءة يكون يهوناثان حفيد موسى الكليم. ورأى بعض المحققين أن النون في بعض النسخ المخطوطة موضوعة فوق الحرفين الأولين من الاسم دلالةً على شك الناسخ في أن يكون ذلك الشرير حفيد موسى فأدخلها بعض النساخ كأنها حرف نُسي فكتب فوق الحرفين لأنه لم يبق له موضع بينهما.
                ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء3 ـ صفحة385))


                (4) ووافقهم المفسر آرثر كندال أيضاً .. بقوله ..
                وتتبع الترجمة الإنجليزية المعتمدة التعديل الذي قدمه النص العبري بالقول (يهوناثان بن جرشوم بن منسى) (ع30) .. ومع أن الحروف الساكنة في الاسم هي نفس حروف اسم (موسى) (msh) والد (جرشوم) إلا أن التعديل الذي أدخل على اسم (موسى) جعله يقرأ (منسى) .. وإن كان المتفق عليه عالمياً أن الاسم المشار إليه أصلاً هو (موسى) ويرجع السبب في تغيير الاسم إلى الرغبة في الحفاظ على سمعة هذا القائد العظيم ـ يقصد موسى ـ بإبعاده عن سيرة هذا اللاوي الانتهازي الوثني .. وقد يكون تغيير الاسم إلى (منسى) مقصوداً به الإيحاء بوجود علاقة بين شخصية هذا اللاوي وبين أشر ملك من ملوك يهوذا (ملوك الثاني21) ـ يقصد أن هذا التحريف جعل هذا الكاهن الشرير من نسل الملك الشرير منسى ملك يهوذا ـ. وهذا التدبير ممكن أن يؤدي إلى نزع الثقة عن الكهنوت الذي أسسه يهوناثان.
                ((آرثر كندال ـ التفسير الحديث للكتاب المقدس <تفسير سفر القضاة وراعوث> ـ صفحة190ـ191))


                (5) في عبارة مقتضبة جداً ، أكد الخوري بولس الفغالي المعنى السابق .. فقال ..

                يوناثان : الرب أعطى. حفيد موسى [ بُدِّل اسمه قصداً إلى منسى في (قضاة18/30) ].
                ((الخوري بولس الفغالي ـ المحيط الجامع ـ صفحة1440))


                وبالرغم من إجماع المحققين من علماء النصارى على أن التحريف وقع في هذا الاسم .. وأن الاسم الأصلي كان يهوناثان بن جرشوم (بن موسى ، وليس بن منسى)!! .. إلا أن الترجمات اختلفت في هذا الشاهد ، كما هي العادة!! .. فبينما قامت ترجمات بإصلاح هذا التحريف وإرجاعه إلى الأصل المفترض .. مثل .. اليسوعية .. ASV .. NIV .. NLT .. فضلت أخرى أن تحتفظ بالنص المحرف .. مثل .. سميث ـ فانديك .. الحياة .. العربية المشتركة .. الأخبار السارة .. Darby .. Geneva .. وإليك هذا الشاهد من ترجمتي اليسوعية والعربية المشتركة كمثال ..
                اليسوعية : ونَصَبَ بَنو دانٍ التِّمْثالَ المَنْحوت، وكانَ يوناثانُ بنُ جِرْشومَ بنِ موسى هو وبَنوه كَهَنَةً لِسِبطِ الدَّانِيِّينَ إِلى يومِ الجَلاءِ عنِ الأَرْض.
                العربية المشتركة : ونصَبوا الصَّنَمَ المَسبوكَ، وظَلَ يوناثانُ بنُ جَرشومَ بنِ منَسَّى هوَ وبَنوهُ، كهَنةً لِعَشيرةِ بَني دانَ إلى يومِ سَبـيِهِم.

                فتأمل ، كيف اعتراف النصارى بتحريف هذا الاسم عن قصد من قبل النساخ بهدف إبعاد موسى النبي عن سيرة هذا المرتد!! .. وانظر ، كيف أصبح هذا التحريف ميراثاً بل ديناً تدين به النصرانية لربها؟!! .. ثم لا يتورع مُبطل من أتباع تلك الملة أن يزعم حفظ كتابه المقدس من التحريف!! .. بل ويتساءل بعضهم في تنطع بارد وقلة حياء .. من الذي حرّف؟ .. ومتى حرّف؟ .. وكيف حرّف؟ .. فعجباً من أهل الباطل!!.




                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (12) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                ش: (قضاة17/7) [ وَكَانَ غُلاَمٌ ـ أي يهوناثان ـ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا مِنْ عَشِيرَةِ يَهُوذَا، وَهُوَ لاَوِيٌّ مُتَغَرِّبٌ هُنَاكَ. ].

                تناولت في المثال السابق الخطأ ـ أو بالأحرى التحريف المتعمد ـ في اسم جد (يهوناثان) .. ونقلت إقرار علماء النصارى على أن اسم جده هو (موسى) .. وكما هو معروف فموسى من سبط لاوي ؛ لأن موسى أحد أولاد عمرام بن قهات بن لاوي (خروج6/16ـ20). إذاً يمكننا أن ندعي بكل ثقة أن (يهوناثان) من عشيرة لاوي. ولكن بالرجوع إلى الشاهد محل الدراسة نجده اضطرب اضطراباً عجيباً في تقرير عشيرة يهوناثان ، فقال : إنه من عشيرة يهوذا ، وهو لاوي!! .. وهذا القول ما هو إلا نوع من الهذيان ؛ لأن (يهوذا) و (لاوي) أخوان ؛ فكلاهما ابنان ليعقوب النبي ، ومن المستحيل أن ينتسب شخص لكليهما في ذات الوقت ، فإما أن يكون من عشيرة يهوذا أو يكون من عشيرة لاوي .. وقد احتار علماء النصارى في هذا الشاهد ، وقامت بعض الترجمات بإصلاحه عن طريق حذف عبارة [مِنْ عَشِيرَةِ يَهُوذَا] أو تحريفها بصورة أو بأخرى ، بغرض دفع التناقض!!.


                وإليك أقوال علماء النصارى التي تؤكد ذلك

                (1) جاء في حواشي ترجمة أورشليم الفرنسية .. ما نصه ..
                لا يجوز للفتى أن يكون لاوياً وعضواً من عشيرة يهوذا في آنٍ واحد ، ما لم نسلم بأن كلمة ((لاوي)) تدل هنا على وظيفة ، لا على أحد أعضاء سبط لاوي الكهنوتي ، وهذا ما يخالف (قضاة18/30). ولكن كان للفتى أن يعيش في بيت لحم يهوذا وهو ((غريب نزيل)).
                ((ترجمة الآباء اليسوعيون ـ العهد القديم ـ صفحة501))
                وقصد هؤلاء العلماء أننا لو افترضنا أن هذا الفتى من سبط يهوذا ، وأردنا أن نتأوّل كونه لاوياً ـ بهدف دفع التناقض الواضح ـ على أساس أن لاوي تعنى وظيفة الكهانة التي كان يمارسها. فتأويلنا بهذا الشكل مرفوض ؛ لأن هذا الفتى هو أحد أحفاد موسى النبي ، إذاً فهو من عشيرة لاوي ـ كما فصلت أعلاه .. وعليه يظل التناقض قائماً ويستحيل دفعه!!.

                (2) العالم الكتابي Houbigant .. اقترح حذف عبارة [مِنْ عَشِيرَةِ يَهُوذَا] ـ التي تسبب المشكلة ـ على أساس أنها تفسير خاطئ أدخل في المتن ، كما نقل ذلك عنه المفسران Keil & Delitzsch .. وخالفاه الرأي ، لسبب أوضحه في النقطة التالية .. فقالا ..
                There is no reason, therefore, for pronouncing the words (of the family of Judah) a gloss, and erasing them from the text, as Houbigant proposes
                ((المرجع))

                (3) المفسر وليم مارش .. يقول ..

                من عشيرة يهوذا. أي لاوي متغرب بين تلك العشيرة كما سيأتي ولعله كان كاهناً في تلك العشيرة. على أن هذه العبارة خلا منها بعض النسخ ولم تكن في الترجمة السريانية ولا في بعض نسخ السبعينية.
                ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء3 ـ صفحة375))
                والعبارة الأخيرة من قول جناب المفسر هي بيت القصيد ؛ فعلى ما يبدو أن بعض النساخ تنبهوا إلى هذا التناقض الواضح في النص ، فقاموا بتحريفه عن طريق حذف عبارة [مِنْ عَشِيرَةِ يَهُوذَا] من نسخ ترجماتهم القديمة السريانية والسبعينية ـ في بعض مخطوطاتها ـ ، وبذلك أزالوا التناقض!! .. وهذا ما ذهب إليه المفسران Keil & Delitzsch حيث صرحا بأن غياب تلك العبارة من تلك النسخ القديمة كان الهدف منه إزالة الصعوبة الظاهرة في النص .. فقالا ..
                The omission of them from the Cod. Vat. Of the lxx, and from the Syriac, is not enough to warrant this, as they occur in the Cod. Al. of the lxx, and their absence from the authorities mentioned may easily be accounted for from the difficulty which was felt in explaining their meaning
                الترجمة
                إن حذف تلك الألفاظ ـ يقصدان عبارة [مِنْ عَشِيرَةِ يَهُوذَا] ـ من المخطوطة الفاتيكانية للترجمة السبعينية ومن الترجمة السريانية غير كاف لتبرير هذا ـ يقصدان حذف العبارة كليةً كما اقترح Houbigant ـ , لأنها توجد في المخطوطة السكندرية للترجمة السبعينية ، وغيابها من المراجع المذكورة آنفاً قد يُفسر بسهولة على اعتبار الصعوبة المحسوسة في توضيح معناها.
                ((المرجع السابق))


                وبالرغم من محاولة دفاع هذين العالمين عن تلك العبارة المحيرة ، إلا أن السادة القائمين على الكثير من الترجمات الحديثة لم يقتنعوا ـ وهم محقون ـ ، فقاموا بتحريفها لإزالة التناقض!! .. وإليك التفاصيل ..
                - ترجمات حرفت ، فحذفت تلك العبارة كليةً ، وقدوتهم في ذلك أجدادهم المحرفين الذين حذفوها من نسخهم المخطوطة!! .. مثل .. العربية المشتركة .. NLT ..
                وكانَ هُناكَ فَتًى لاويٌّ مُتَغرِّبٌ، في مدينةِ بَيتَ لَحمَ في يَهوذا : العربية المشتركة
                - ترجمات حرفت ، فكتبت [مقيماً بين عشيرة يهوذا]!! .. ليفهم أن هذا الفتي كان مقيماً في عشيرة يهوذا وليس [من عشيرة يهوذا] كما في الأصل!! .. مثل .. الحياة .. NIV ..
                وَكَانَ هُنَاكَ شَابٌّ لاَوِيُّ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ مُقِيماً بَيْنَ سِبْطِ يَهُوذَا : الحياة
                - ترجمات حرفت ، فكتبت [من منطقة يهوذا]!! .. ليفهم أن هذا الفتى من منطقة يهوذا وليس [من عشيرة يهوذا] كما في الأصل!! .. مثل .. العربية المبسطة .. TEV ..
                وَكانَ هُناكَ شابٌ مِنْ مَدينَةِ بَيتَ لَحْمَ مِنْ مَنْطَقَةِ يَهُوذا. وَهُوَ لاوِيٌّ مُتَغَربٌ وَسَطَ عَشِيرَةِ يَهُوذا : العربية المبسطة



                .. عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّحْرِيْف ..


                فائدة ..
                حاول الكثير من مفسري الكتاب المقدس توجيه هذا التناقض باقتراح حلول مختلفة ، أقل ما توصف به إحدى تلك الحلول أنها تستخف بعقل القارئ ، فكلها تلفيقات من بنات أفكارهم ، ودعاوى عريضة لا يقوم بها دليل ، ولو أخذ الناس بكل دعوى عارية عن البينة ؛ لادعى كل مُبطل ما شاء ، ولاختلط الأمر على الناس ؛ فلا يُعلمُ صحيح من سقيم ، ولا حق من باطل!! .. وقد حاولت استقراء تلك الحلول التي اقترحها هؤلاء .. فوجدتها تخلص إلى حلين فقط ..
                (1) الحل الأول ..
                اقترحه مجموعة من علماء الكتاب المقدس ـ كالدكتور القس منيس بعد النور في كتابه شبهات وهمية صفحة140 .. حيث زعموا أن هذا الفتى كانت أمه من عشيرة يهوذا ، وكان أبوه من عشيرة لاوي .. ولهذا قيل عنه إنه [من عشيرة يهوذا ، وهو لاوي] أي من جهة أمه وأبيه!! .. واعتراضنا على هذا الزعم أنه لا يوجد نص واحد صريح في الكتاب المقدس يؤيده .. ولو سلمنا جدلاً بصحة زعمهم هذا ، فلنا أن نسأل .. لماذا لم يوضح كاتب السفر الملهم هذا الأمر ـ مع سهولته ـ بصورة صريحة بدلاً من الألغاز؟!! .. بمعنى آخر .. تعالوا لنقرأ الشاهد محل الدراسة كما يلي : [ وَكَانَ غُلاَمٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا ، (وأُمَهُ) مِنْ عَشِيرَةِ يَهُوذَا، وَهُوَ لاَوِيٌّ مُتَغَرِّبٌ هُنَاكَ. ] .. أرأيت؟!! .. لو كان زعم هؤلاء العلماء صحيحاً ، لما تكلف كاتب السفر إلا إضافة كلمة (وأمه = ולאמו) إلى الشاهد ، كما أضفتها أنا الآن ، ولانتهت المشكلة من الأساس!! .. وهذا يحتم أمراً من الأمور التالية : إما أن كاتب السفر الملهم يخدع المؤمنين بقدسية سفره ؛ فعَلِم أمراً وأخفاه!! ، أو أنه يحاول تشويش أفكارهم!! ، أو أنه لا يعلم شيء عن كون والدة هذا الفتى من سبط يهوذا ، ـ كما زعم هؤلاء العلماء ـ وهذا هو الراجح!! .. وهناك سؤال آخر يطرح نفسه .. هل ينسب الشخص لعشيرة أمه في الكتاب المقدس؟!! ، وما أهمية ذلك هنا؟!!.
                (2) الحل الثاني ..
                اقترحه مجموعة من علماء الكتاب المقدس أيضاً ـ كالقمص تدرس يعقوب ملطي في كتابه من تفسير وتأملات الآباء الأولين (القضاة) صفحة139 .. حيث زعموا أن هذا الفتى لما أقام في عشيرة يهوذا حُسِبَ منها ؛ فقيل [من عشيرة يهوذا]!! .. واعتراضنا على هذا الزعم هو فقدانه للدليل كسابقه .. إلى جانب وجود ما يبطل هذا الزعم من الكتاب المقدس : وهو أن هذا الفتى اللاوي نفسه أقام في جبل أفرايم : [ المقصود به المنطقة الجبلية التي تتوسط أرض فلسطين ، والتي كان يشغلها سبط أفرايم. ] ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء2 ـ ص477)) .. وعمل كاهناً لبيت ميخا ، وبالرغم من ذلك لم ينسبه الكتاب المقدس إلى عشيرة أفرايم أبداً .. بل وبعد أن ترك هذا الفتى جبل أفرايم ليقيم بصورة نهائية بين عشيرة الدانيين ، حيث صار لهم كاهناً بقية حياته ، وورث عنه أبناؤه من بعده الكهانة في تلك العشيرة ، برغم ذلك لم ينسبه الكتاب المقدس في أي موضع منه لها ـ أي لعشيرة الدانيين ـ ، وكان أولى أن ينسبه لها لا إلى عشيرة يهوذا التي أقام بينها فترة قصيرة وكان غريباً في أرضها ، كما يُـفهم ذلك من الشاهد موضع الدراسة!!.

                وبالجملة ، فاعتراضنا ليس على تلك الحلول نفسها ـ رغم تهافت منطقها ـ بل اعتراضنا بشكل أساسي على فقدانها للدليل الذي يقوم بها!! .. ومما يجعل كل عاقل يرفض تلك الحلول أيضاً ، هو ما بينته أعلاه من تحريفات مختلفة قامت بها الكثير من الترجمات الحديثة لإزالة التناقض الواضح ، الذي لم تتمكن تلك الحلول المتهافتة من إزالته ، فكان التحريف هو الحل!!.




                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (13) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                ش: (أخبار الأيام الأول7/3) [ وَابْنُ عُزِّي يَزْرَحْيَا. وَبَنُو يَزْرَحْيَا: مِيخَائِيلُ وَعُوبَدْيَا وَيُوئِيلُ وَيِشِّيَّا. خَمْسَةٌ. ].

                يزرحيا الوارد في الشاهد : هو يزرحيا بن عزي بن تولاع بن يساكر بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .. وكما ترى فالشاهد يخبرنا أن أبناء (يزرحيا) هذا هم .. ميخائيل (الأول) .. عوبيديا (الثاني) .. يوئيل (الثالث) .. يشيا (الرابع) .. وهؤلاء الأربعة .. عددهم خمسة!! .. وكالمعتاد ، فقد سقط اسم أحد أبناء (يزرحيا) الخمسة من النص ، وفُقِدَ!!.


                وإليك أقوال علماء النصارى التي تؤكد ذلك

                (1) اعترف مؤلفو دائرة المعارف الكتابية أن عدد أبناء (يزرحيا) خمسة .. ولم يوضحوا سبب سقوط اسم الخامس من النص!! .. فقالوا ..
                يزرحيا بن عزي بن تولاع بن يساكر. وكان هو وبنوه الخمسة كلهم رؤوس ، ومعهم جيوش أجناد الحرب ستة وثلاثون ألفاً (أخبار الأيام الأول7/3).
                ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء8 ـ صفحة263))

                ويؤكدون على أن عددهم فعلاً خمسة في موضع آخر .. بقولهم ..
                يشيا : خامس أبناء يزرحيا بن عزي بن تولاع بن يساكر.
                ((المرجع السابق ـ الجزء8 ـ صفحة284))


                (2) المفسر وليم مارش .. يقول ..
                خمسة (ع3) والأسماء المذكورة أربعة فقط ولعل أحد الخمسة تُرِك سهواً من الناسخ.
                ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء5 ـ صفحة16))


                (3) المفسر أنطونيوس فكري .. يقول ..
                ويذكر أربعة أبناء ليزرحيا والسبب أنه غالباً ضم أبيهم للأربعة أولاد ، أو أُسقط اسم أحدهم لسمعته السيئة.
                ((المرجع))
                وكما ترى فجناب المفسر لم يستبعد سقوط اسم أحد أبناء يزرحيا من النص ، إلا أنه اعتبر سقوطه كان مقصوداً نظراً لسمعته السيئة!! ، وهو تبرير واه ، لو اتبعه كتابه المقدس لأسقط أسماء أنبيائه بلا استثناء ، أو أغلبهم في أحسن الأحوال!! .. فأي سمعة سيئة أكثر من أن يزني الرجل ببناته ، كما زعموا ذلك في حق نوح .. وأي سمعة سيئة أكثر من أن يكون الإنسان (خداع وانتهازي وسارق وديوث) ، كما زعموا ذلك في حق يعقوب .. وأي سمعة سيئة أكثر من أن يعبد الرجل الأصنام ويسجد لها ويقيم لها المعابد ، كما زعموا ذلك في حق سليمان .. وبرغم ذلك فلم تـُسقط أسماءهم من الكتاب المقدس!!.

                (4) القائمون على تفسير Jamieson - Fausset & Brown commentary .. يقولون ..

                Five : all of them chief men-Four only are mentioned; so that as they are stated to be five, in this number the father, Izrahiah, must be considered as included; otherwise one of the names must have dropped out of the text
                الترجمة
                خمسة : جميعهم رؤساء ـ أربعة أسماء فقط مذكورة ؛ حتى يكونوا خمسة كما ورد في النص ، يجب اعتبار الأب (يزرحيا) مشمول في هذا العدد ؛ وإلا فأحد الأسماء يجب أن يكون قد فقد من النص.
                ((المرجع))
                إذاً يجب علينا إدخال (يزرحيا) ضمن أبنائه قصراً رغم أنف النص حتى نتفادى الاعتراف بسقوط اسم أحد أبناء يزرحيا!! .. وهذا هو منهج القوم في ترقيع أخطاء كتابهم!!.

                (5) المفسر Adam Clark .. يقول ..

                The sons of Izrahiah - five - There are, however, only four names in the text. Instead of five, the Syriac and Arabic read four. If five be the true reading, then Izrahiah must be reckoned with his four sons
                الترجمة
                أبناء يزرحيا ـ خمسة ـ ، ومع ذلك أربعة أسماء فقط مذكورة في النص. في السريانية والعربية نقرأ (أربعة) بدلاً من (خمسة). إذا كانت قراءة (خمسة) هي الصحيحة ، فلا بد من حساب يزرحيا مع أبنائه الأربعة. ـ ليصيروا خمسة!!.
                ((المرجع))
                وقول جناب المفسر لا يخرج عن أقوال سابقيه .. إلا أنه أخبرنا عن النسخ العربية والسريانية التي حاولت إصلاح الخطأ ، فكتبت (أربعة) بدلاً من (خمسة) .. وهذا يؤكد شيئين ..
                أولهمـا .. وجود مشكلة فعلاً في النص تتمثل في ضياع أحد الأسماء ، حاولت تلك التراجم القديمة تداركها بتحريف العدد من (خمسة) إلى (أربعة)!!.
                ثانيهما .. تلاعب النصارى في نسخ كتابهم المقدس المخطوطة باللغات المختلفة عبر الزمن لتدارك أخطاء كتابهم .. وإلا ، فمن أين أتت تلك النسخ العربية والسريانية بالعدد (أربعة) إذا كان الأصل العبري يقول (خمسة) ، وكذلك السبعينية اليونانية تقول (خمسة)؟!!.

                وقد عمد النصارى إلى ممارسة هوايتهم المفضلة (التحريف!!) .. فحرفوا النص بطرق مختلفة لتدارك النقص .. وإليك التفصيل ..
                - ترجمات تحلت بالأمانة فتركت النص بنقصه ـ الذي هو تحريف في الأساس .. مثل .. ترجمة الحياة ..
                وَأَنجَبَ عُزِّي يَزرَحيَا الَّذي وُلِدَ لَهُ خَمسَةُ أَبنَاءَ، وهُم: مِخَائِيلُ وَعُوبَديَا وَيُوئِيلُ وَيِشِّيِّا، وَكُلُّهُم رُؤُوسُ عَائِلاتٍ : الحياة
                - ترجمات حرفت العدد (خمسة) فجعلته (أربعة)!! .. مثل .. ترجمة الأخبار السارة ..
                وا‏بنُ عُزِّي يَزرَحْيا، وبَنو يَزرَحْيا أربَعةٌ ميخائيلُ وعُوبَديا ويوئيلُ ويَشِّيَّا، وكانوا كُلُّهُم رؤساءَ بـيوتِ آبائِهِم : الأخبار السارة
                - ترجمات حرفت بضم يزرحيا إلى أبنائه الأربعة ـ كما اقترح بعض المفسرين أعلاه ـ وبذلك صاروا جميعاَ خمسة!! .. فقالت [الخمسة أبناء عزي هم يزرحيا وأبناءه الأربعة ...]!! .. مثل .. God's Word Translation ..
                God's Word : The five descendants of Uzzi were Izrahiah and Izrahiah's sons Michael, Obadiah, Joel, and Isshiah. All of them were heads of familie
                - أما أطرف التحريفات فهي التي قام بها مترجمو نسخة Young's Literal Translation ، حيث قام هؤلاء الحواة بترك كلمة [خمسة] على أصل لفظها العبري [חֲמִשָּׁה] وتلفظ [حَمِيشّا] ، ولم يترجموها إلى [Five] ـ كما يُفترض ـ بل كتبوها هكذا [Hamishah]!! .. ليظن المؤمن المخدوع أن أبناء يزرحيا هم [ ميخائيل وعوبديا ويوئيل ويشيا وحميشا ] وبالتالي لا ينتبه لوجود مشكلة في النص ، فتأمل!!.
                Young's Literal : And sons of Uzzi: Izrahiah; and sons of Izrahiah: Michael, and Obadiah, and Joel, Ishiah, Hamishah all of them heads


                فائدة ..
                تفادياً للاعتراف بسقوط اسم الابن الخامس ليزرحيا من النص ، زعم بعض علماء الكتاب المقدس أن العدد خمسة يمثل يزرحيا وأبناءه الأربعة!! ـ كما نقلت أعلاه ـ ، ولإبطال هذا الزعم ، نقول ..
                أ) ظاهر النص يؤكد أن عدد هؤلاء الأبناء فعلاً خمسة بدون يزرحيا ، وهذا ما اعترف به ثلة من أكابر علماء النصرانية مثل مؤلفو دائرة المعارف الكتابية ، والتي قام عليها أسماء لامعة من علماء النصارى كالدكتور القس صموئيل حبيب والدكتور القس منيس عبد النور وغيرهما .. أما الذين زعموا أن العدد خمسة يمثل يزرحيا وأبناءه الأربعة فما هذا الزعم إلا محاولة لتفادي الاعتراف بوقوع الخطأ والنقص في كتابهم ، وهذا ليس دليلاً ، بل هو يحتاج إلى دليل!!.
                ب) ما قامت به الترجمات المختلفة من تحريفات أكدت على وجود مشكلة في هذا الشاهد .. وإلا ، فما الداعي للتحريف؟!!.
                ج) ويبطل هذا الزعم نهائياً أن الإصحاح السابع ـ حيث يقع الشاهد محل الدراسة ـ يذكر في مواضع أخرى منه أسماء أشخاص وأبناءهم ثم يتبع عدد الأبناء موافقاً للمذكورين ..
                في العدد (1) من هذا الإصحاح .. يقول النص .. وبنو يساكر .. تولاع (1) .. وفوة (2) .. وياشوب (3) .. وشمرون (4) .. أربعة.
                في العدد (6) من هذا الإصحاح .. يقول النص .. لبنيامين .. بالع (1) .. وباكر (2) .. ويديعيئيل (3) .. ثلاثة.
                في العدد (7) من هذا الإصحاح .. يقول النص .. وبنو بالع .. أصبون (1) .. وعزي (2) .. وعزيئيل (3) .. ويريموث (4) .. وعيري (5) .. خمسة.
                ولكن عندما نأتي إلى الشاهد محل الدراسة نجده كما يلي .. وبنو يزرحيا .. ميخائيل (1) .. وعوبيديا (2) .. ويوئيل (3) .. ويشيا (4) .. خمسة!!.
                أقول .. لو طبقنا ما زعمه هؤلاء العلماء على الشواهد الثلاثة الأولى لأصبحت خطأ ؛ فبإضافة الأب إلى الأبناء يصبح المعدود أكبر من العدد المذكور بواحد ، وهذا يحتم الخطأ في هذه الشواهد الثلاثة. وإن وافق علماء النصارى على ذلك أكون لهم من الشاكرين ، وأزيد بحثي هذا ثلاثة أخطاء جديدة!! .. أما أن يُقول في الشواهد الثلاثة الأولى لا نضيف الأب للأبناء ، ولكن في الشاهد الرابع فقط دون غيره نضيف الأب للأبناء ، فهذا تحكم بالهوى وبعد عن الإنصاف لا يرتضيه أحد!!.


                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (14) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                ش1: (تكوين36/20ـ30) [ (20) هؤُلاَءِ بَنُو سَعِيرَ الْحُورِيِّ سُكَّانُ الأَرْضِ: لُوطَانُ وَشُوبَالُ وَصِبْعُونُ وَعَنَى (21) وَدِيشُونُ وَإِيصَرُ وَدِيشَانُ. هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ الْحُورِيِّينَ بَنُو سَعِيرَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. (22) وَكَانَ ابْنَا لُوطَانَ: حُورِيَ وَهَيْمَامَ. وَكَانَتْ تِمْنَاعُ أُخْتَ لُوطَانَ. (23) وَهؤُلاَءِ بَنُو شُوبَالَ: عَلْوَانُ وَمَنَاحَةُ وَعَيْبَالُ وَشَفْوٌ وَأُونَامُ. (24) وَهذَانِ ابْنَا صِبْعُونَ: أَيَّةُ وَعَنَى. هذَا هُوَ عَنَى الَّذِي وَجَدَ الْحَمَائِمَ فِي الْبَرِّيَّةِ إِذْ كَانَ يَرْعَى حَمِيرَ صِبْعُونَ أَبِيهِ. (25) وَهذَا ابْنُ عَنَى: دِيشُونُ. وَأُهُولِيبَامَةُ هِيَ بِنْتُ عَنَى. (26) وَهؤُلاَءِ بَنُو دِيشَانَ: حَمْدَانُ وَأَشْبَانُ وَيِثْرَانُ وَكَرَانُ. (27) هؤُلاَءِ بَنُو إِيصَرَ: بِلْهَانُ وَزَعْوَانُ وَعَقَانُ. (28) هذَانِ ابْنَا دِيشَانَ: عُوصٌ وَأَرَانُ. (29) هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ الْحُورِيِّينَ: أَمِيرُ لُوطَانَ وَأَمِيرُ شُوبَالَ وَأَمِيرُ صِبْعُونَ وَأَمِيرُ عَنَى (30) وَأَمِيرُ دِيشُونَ وَأَمِيرُ إِيصَرَ وَأَمِيرُ دِيشَانَ. هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ الْحُورِيِّينَ بِأُمَرَائِهِمْ فِي أَرْضِ سَعِيرَ. ].
                ش2: (أخبار الأيام الأول1/38ـ42) [ (38) وَبَنُو سَعِيرَ: لُوطَانُ وَشُوبَالُ وَصِبْعُونُ وَعَنَى وَدِيشُونُ وَإِيصَرُ وَدِيشَانُ. (39) وَابْنَا لُوطَانَ: حُورِي وَهُومَامُ. وَأُخْتُ لُوطَانَ تِمْنَاعُ. (40) بَنُو شُوبَالَ: عَلْيَانُ وَمَنَاحَةُ وَعِيبَالُ وَشَفِي وَأُونَامُ. وَابْنَا صِبْعُونَ: أَيَّةُ وَعَنَى. (41) اِبْنُ عَنَى دِيشُونُ، وَبَنُو دِيشُونَ: حَمْرَانُ وَأَشْبَانُ وَيِثْرَانُ وَكَرَانُ. (42) بَنُو إِيصَرَ: بِلْهَانُ وَزَعْوَانُ وَيَعْقَانُ. وَابْنَا دِيشَانَ: عُوصُ وَأَرَانُ. ].

                يتناول هذان الشاهدان أسماء أبناء وأحفاد سعير الحوري في أرض أدوم .. وبالرغم من اتفاق الشاهدين في سردهما للروابط الأسرية التي تربط بين أفراد تلك العائلة .. إلا أن تلك الروابط نفسها مضطربة جداً وغير مفهومة بالمرة!! ؛ فبدايةً من (ع24) في ش1 = (ع40) في ش2 لا نستطيع على وجه اليقين تحديد أي الأسماء الواردة فيهما تمثل الأخوان وأيها تمثل الأبناء ؛ وذلك بسبب تشابه الأسماء ، مع ذكرها بصورة متتالية فيختلط الأمر على القارئ .. فمثلاً : (عني) يقال عنه أخو صبعون ، ولكن هناك (عني) آخر ـ أو هو نفسه ـ يقال عنه ابن صبعون ، ثم يقال بعد ذلك : وابن (عني) فلان وابنته فلانة. فلا ندري أيقصد (عني) الأخ أم الابن؟!! .. ويستحيل أن يكون الاثنين معاً ، فجميعنا يعلم يقيناً أن الأخ غير الابن إلا إن يكون للكتاب المقدس رأي آخر ، فعندها لتصمت كل الألسنة!! .. ونفس الاختلاط والاضطراب يستمر قائماً في حالة ديشون أو ديشان ـ على خلاف ـ الذي هو أخو أو ابن عني ، والذي يحتمل أن يكون أخا صبعون أو ابنه أو حفيده!! .. ويُرجع الخوري بولس الفغالي هذا الاختلاط والاضطراب إلى اختلاف التقاليد (المصادر) التي اعتمد عليها مؤلف سفر التكوين المجهول ، والذي قام بجمعها معاً من غير أن يهتم بالتوفيق بينها ، وتبعه مؤلف سفر الأخبار الملهم على ذلك .. فقال في معرض دراسته لـ (تكوين36) حيث يقع ش1 ما نصه ..
                يرجع الكاتب إلى التقليد الكهنوتي (1 ، 6 ـ 9 ، 40 ـ 43) وإلى التقليد اليهوهي (آ10 ـ 11 ، 12ب ـ 14 ، 20 ـ 21أ ، 22 ـ 28 ، 31 ـ 39) ويغنيهما بمراجع وصلت إليه فيقدمها للقارئ ولا يحاول أن يوفق بينها وبين النصوص السابقة ، بل يسعى إلى تدوينها لئلا تمسها يد الضياع (راجع) (أخبار الأيام الأول1/35ـ 54).
                ((الخوري بولس الفغالي ـ المجموعة الكتابية(2) ، أسفار الشريعة(1) ، سفر التكوين ـ منشورات المكتبة البوليسية ـ صفحة361))

                ولكن لليهود توجيه آخر ـ أكثر إثارةً ـ لهذا الاضطراب ، أرجو أن تقرأه بتمعن ، لترى بعينك تخليد الكتاب المقدس لأسماء أفراد تلك العائلة البهيمية ـ مع الاعتذار للبهائم ـ إن صدق فيهم قول اليهود!! .. يقول المفسر John Gill ما نصه ..
                Zibeon and Anah are here spoken of as brethren, the sons of Seir; whereas in Gen 36:24; they are made mention of as father and son; Zibeon, according to the Jewish writers, committed incest with his mother, whence came Anah, and is called his brother, because of the same mother, and his son, as being begotten by him
                ((T. Bab. Pesachim, fol. 54. 1. & Bava Bathra, fol. 115. 2. Bereshit Rabba, sect. 82. fol. 72. 1))
                الترجمة
                يـُتـَحدث ُعن صبعون وعني هنا ـ يقصد (تكوين36/20) ـ كأخوين شقيقين ، ابنان لسعير ؛ بينما في (تكوين36/24) يُذكـَران كأبٍ وابن ؛ ووفقاً لما يقوله الكـُتاب ِاليهود ؛ فإن صبعون ارتكب فاحشة زنا المحارم مع أمه ـ زنا بأمه!! ـ فأتي منها بعني ، فدعي أخاه ، لأن لهما نفس الأم ، ودعي ابنه ، لأنه أنجبه.

                وسواء أصدق اليهود في مزاعمهم تلك أم كذبوا ليبرروا اضطراب كتابهم!! ـ كما كذبوا على أنبياء الله تعالى (عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام) في كتابهم المقدس ؛ فنسبوا لهم الكبائر والفواحش (قاتلهم الله) ، وتبعهم النصارى ـ فقولهم هذا على كل حال يوضح لك مدى اضطراب الروابط الأسرية في الشاهدين محل الدراسة .. وعلى كلٍ ، فلن أعول كثيراً على هذا الاضطراب وسأهمله .. ولكن هناك ستة اختلافات كاملة في الأسماء نفسها بين الشاهدين ، أقر أهل التثليث بلسان الحال أو المقال أن اثنتين منها نجما عن خطأ , وقاموا بإصلاحهما في ترجماتهم الحديثة!! .. وهذان الخطآن هما محور هذا المثال .. وإليك التفصيل ..

                أعرض لك أولاً مخططاً شجرياً لتلك الأسماء طبقاً لما ورد في الشاهدين محل الدراسة ، حتى تتمكن من رؤية مواطن الاختلاف بين تلك الأسماء بسهولة ..



                ملاحظات يجب الانتباه إليها في المخطط ..
                - الأسماء الملونة باللون (الأزرق) تمثل ما ورد في ش1 ، بينما الأسماء الواردة باللون (الأحمر) تمثل ما ورد في ش2.
                - الأسماء الواردة في المستطيلات ذات التدرج اللوني هي الأسماء الحادث فيها اختلاف بين الشاهدين ، وعددها ستة.
                - تجاهلت اسمي امرأتين وردتا في الشاهدين ، فلم أوردهما في المخطط.
                - اخترت هذا المخطط مع العلم أنه يمكن تنفيذه بصور أخرى مختلفة ؛ نظراً للاضطراب القائم في الروابط الأسرية ـ كما بينت أعلاه ـ ، والمهم هنا الأسماء فقط.
                يرى المتفحص أن أغلب الاختلافات جاءت في حروف العلة وهي [ ا ، و ، ي ] ، فقلبت (الياء) إلى (واو) في هيمام ، وقلبت (الواو) إلى (ياء) في علوان وشفو ، وقلبت (الواو) إلى (ألف) في ديشون ، وزيدت (ياءً) في عقان ، كما يوجد اختلاف واحد في حرف صحيح وهو حرف (الدال) الذي قلب (راءً) في حمدان!! .. وقد أرجع المفسران Keil & Delitzsch تلك الاختلافات لسببين منطقيين .. فقالا ..
                There are a few instances in which the names in this list differ from those in the Chronicles. But they are differences which either consist of variation in form, or have arisen from mistakes in copying
                الترجمة
                هناك عدد قليل من الحالات التي تختلف فيها الأسماء في هذه القائمة ـ يقصدان ش1 ـ عن تلك الواردة في أخبار الأيام ـ يقصدان ش2 ـ. لكن تلك الاختلافات تكمن إما في تنوع طريقة الأداء ـ لعلهما يقصدان التصويت (طريقة التلفظ) ـ ، أو نشأت عن أخطاء في أثناء عملية النسخ.
                ((المرجع))

                أقول .. هناك أربعة أسماء وهي (هيمام أو هومام ، علوان أو عليان ، شفو أو شفي ، عقان أو يعقان) أتجاهل الاختلافات التي بينها ، بالرغم من قيام ترجمة أو أكثر بإصلاح تلك الأسماء في ش2 ؛ فجعلتها تطابق ش1!! .. وأركز فقط على الاسمين الآخرين وهما (ديشان ، حمران) نظراً لوضوح الخطأ فيهما جداً .. مما دفع الكثير من الترجمات إلى إصلاحهما ، فـَكـُتِبا (ديشون ، حمدان)!! .. وإليك التفصيل ..

                الخطأ الأول ..
                الابن الخامس لسعير الحوري جاء اسمه بصورتين مختلفتين (ديشون) و (ديشان) والصورة الثانية خطأ للسببين التاليين ..
                (1) جاء هذا الابن في أربعة مواضع من الكتاب المقدس باسم (ديشون) وهي (تكوين36/21 و 30 ، أخبار الأيام الأول1/38 و 41) ، وجاء في موضع واحد فقط باسم (ديشان) وهو (تكوين36/26) مخالفاً المواضع السابقة!! .. فيغلب أن تكون هذه الصورة لهذا الاسم في هذا الموضع خطأ ً.
                (2) هناك ابن آخر لسعير الحوري ـ الابن السابع ـ اسمه (ديشان) (راجع المخطط) ، ومن المستبعد جداً أن يسمي الشخص ابنين له بنفس الاسم.

                وعليه فقد قامت معظم الترجمات الحديثة بإصلاح هذا الخطأ في صمت ، فكتبت (ديشون) بدلاً من (ديشان)!! .. مثل .. اليسوعية .. العربية المبسطة .. KJV .. Darby .. ASV .. CEV .. BBE .. NLT .. The Message .. Amplified Bible .. Bishops' Bible .. God's Word .. وغيرها .. وإليك النص طبقاً للترجمة اليسوعية : (تكوين36/26) [ وهؤُلاءِ بَنو ديشون: حَمْدان وأَشْبان وَيتْران وكَرَان. ].

                الخطأ الثاني ..
                الابن الأول لـ (ديشون) جاء اسمه بصورتين مختلفتين (حمدان) و (حمران) ـ هناك صورة ثالثة لهذا الاسم تظهر في الترجمات الإنجليزية وهي (عمرام) ، ويزعم النصارى أن تلك الصورة هي خطأ ترجمة فقط!! ـ ، وقد أرجع علماء النصارى هذا الاختلاف إلى خلط نساخ المخطوطات بين حرفي الـ (دال = داليت ד) و الـ (راء = ريش ר) نظراً لتشابههما في العبرية!! ـ وسأتناول هذا الأمر بالتفصيل من خلال أمثلة كثيرة في حلقات تالية ، بإذن الله تعالى ومدده ـ. وقد أقر علماء النصارى بخطأ الصورة الثانية (حمران) .. وقاموا بإصلاحها في عددٍ غير قليل من الترجمات الحديثة فكتبوا (حمدان)!! ..


                وإليك أقوال علماء النصارى التي تؤكد ذلك
                (1) الخوري بولس الفغالي .. يقول ..
                حمران : (أخبار الأيام الأول1/41) ابن ديشون وحفيد عانة. (راجع) (تكوين36/25ـ26) (خلط بين الراء والدال). حمران وحمدان.
                ((الخوري بولس الفغالي ـ المحيط الجامع ـ صفحة478))


                (2) مؤلفو موسوعة ISBE : International Standard Bible Encyclopedia .. يقولون ..
                Hemdan : A descendant of Seir, the Horite (Genesis 36:26). Wrongly translated "Amram" by the King James Version in 1 Chronicles 1:41 (the Revised Version (British and American) "Hamran"), where the transcribers made an error in one vowel and one consonant, writing (chamran), instead of (chemdan)e
                الترجمة
                حمدان : من نسل سعير الحوري (تكوين36/26). ترجم خطأً في (أخبار الأيام الأول1/41) إلى (عمرام) في نسخة الملك جيمس (في النسخة المنقحة (البريطانية والأمريكية) "حمران") ، ارتكب النساخ خطأ في حرف علة وفي حرف صحيح ، كتابة (حَمران) بدلاً من (حِمدان).
                ((المرجع))


                (3) جاء في تفسير TSK : Treasury of Scriptural Knowledge .. ما نصه ..
                This variation is only caused by the mutation of a daleth, and a raish; the original being in Genesis, Hemdan, and here, Hamran
                الترجمة
                هذا الاختلاف مُسببه الوحيد تـَبدُل حرفي الدال والراء ؛ الاسم الأصلي موجود في سفر التكوين (حمدان) ـ أي (تكوين36) ـ ، وهنا (حمران) ـ أي (أخبار الأيام الأول1/41).
                ((المرجع))


                وقد قامت بعض الترجمات المهمة بإصلاح هذا الخطأ ، فكتبت (حمدان) بدلاً من (حمران) .. مثل .. CEV .. NIV .. NLV .. ESV .. وغيرها .. وإليك النص طبقاً لترجمة ESV ..
                English Standard Version : (1chronicles1/41) The son of Anah: Dishon. The sons of Dishon: Hemdan, Eshban, Ithran, and Cheran




                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (15) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                ش1: (تكوين26/34) [ وَلَمَّا كَانَ عِيسُو ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً اتَّخَذَ زَوْجَةً: يَهُودِيتَ ابْنَةَ بِيرِي الْحِثِّيِّ، وَبَسْمَةَ ابْنَةَ إِيلُونَ الْحِثِّيِّ. ].
                ش2: (تكوين28/9) [ فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى إِسْمَاعِيلَ وَأَخَذَ مَحْلَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أُخْتَ نَبَايُوتَ، زَوْجَةً لَهُ عَلَى نِسَائِهِ. ].
                ش3: (تكوين36/2ـ3) [ أَخَذَ عِيسُو نِسَاءَهُ مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ: عَدَا بِنْتَ إِيلُونَ الْحِثِّيِّ، وَأُهُولِيبَامَةَ بِنْتَ عَنَى بِنْتِ صِبْعُونَ الْحِوِّيِّ، وَبَسْمَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ أُخْتَ نَبَايُوتَ. ].
                ش4: (تكوين36/20) [ هؤُلاَءِ بَنُو سَعِيرَ الْحُورِيِّ سُكَّانُ الأَرْضِ: لُوطَانُ وَشُوبَالُ وَصِبْعُونُ وَعَنَى. ].
                ش5: (تكوين36/24ـ25) [ وَهذَانِ ابْنَا صِبْعُونَ: أَيَّةُ وَعَنَى. هذَا هُوَ عَنَى الَّذِي وَجَدَ الْحَمَائِمَ فِي الْبَرِّيَّةِ إِذْ كَانَ يَرْعَى حَمِيرَ صِبْعُونَ أَبِيهِ. وَهذَا ابْنُ عَنَى: دِيشُونُ. وَأُهُولِيبَامَةُ هِيَ بِنْتُ عَنَى. ].

                تتناول الشواهد 1 ، 2 ، 3 أسماء زوجات عيسو بن إسحاق بن إبراهيم ، وقد خلط مؤلف السفر الملهم خلطاً عجيباً في أسماء هؤلاء النسوة ؛ فلم تتفق تلك الشواهد في أي اسم من أسمائهن!! .. وإليك مخطط شجري لتلك الشواهد ليسهل عليك تخيل الاختلافات بين الأسماء الواردة فيها ..


                وسأعدد لك تالياً الاختلافات بين تلك الأسماء من اليسار إلى اليمين ..
                (1) (محلة) .. صارت .. (بسمة) .. ويزعم النصارى أن تلك المرأة كانت تحمل الاسمين!! ((القمص تدرس يعقوب ملطي ـ من تفسيرات وتأملات الآباء الأولين <تفسير سفر التكوين> ـ صفحة299)).
                (2) (بسمة) .. صارت .. (عـدا) .. ويزعم النصارى كذلك أن تلك المرأة تحمل الاسمين!! ((المرجع السابق)).
                (3) أما اسم الزوجة الثالثة فقد اختلفت فيه الشواهد كليةً ، ولكن صدق ولابد أن تصدق. فمن النصارى من يزعم أن (يهوديت بنت بيري الحثي) هي عينها (أهوليبامة بنت عني بنت صبعون الحوي)!! .. كما زعم ذلك القمص تدرس يعقوب ملطي .. بقوله ..
                أهوليبامة بنت عني بنت صبعون الحوي غالباً هي يهوديت ، والدها عنى الحوي هو بعينه بيري الحثي ، ذلك لأن والده حوي وأمه حثية ، خاصة وأن الحويين ، والحثيين من القبائل المتناسلة من كنعان (10 : 15 ، 17) وكانوا يصاهرون بعضهم بعضاً.
                ((المرجع السابق))

                وأمام تهافت هذا الزعم وبطلانه ، حاول آخرون تبرير هذا الاختلاف بمبرر أكثر واقعية وعقلانية .. فقالوا ..
                (1) في حالة يهوديت ابنة بيري الحثي فلا يمكن أن تكون هي نفسها أهوليبامة ابنة عني بنت صبعون الحوي ، لاختلاف اسم الأب والعشيرة. أما تفسير ذلك فهو أن يهوديت قد أغفل ذكرها لأنها لم تنجب أولاداً إلى أن ماتت ، فتزوج عيسو بامرأة أخرى من عشيرة أخرى تدعى أهوليبامة فأنجبت له بنين ، وهم الذين جاء ذكرهم في قائمة الأسماء.
                ((أحد رهبان دير القديس أنبا مقار ـ شرح سفر التكوين (سفر البدايات) ـ دار مجلة مرقس ، ط1 2005 ـ صفحة399))

                (2) قائمة الأسماء الحالية متوافقة مع النص الأخير فيما يتعلق بأسرتين تزوج عيسو من بناتهما (أسرة إيلون ، وأسرة إسماعيل) ولكن بسمة تظهر في واحدة أحياناً وفي الأخرى أحياناً أخرى ، وباقي الأسماء لا تتفق. وأبسط تفسير لذلك هو أن القوائم تعرضت لمشاكل النقل ـ يقصد أن قوائم الأسماء تعرضت لأخطاء أثناء عملية النسخ!! ـ ولكن يمكن أيضاً أن تكون هناك أسماء بديلة (مثل اسم عيسو ذاته : أدوم). ثم يحتمل أن عيسو لم يكون له ثلاث نساء فقط بل أربعة ، لأنه لا يوجد أي علاقة بين يهوديت (26/34) وأهوليبامة.
                ((ديريك كندر ـ التفسير الحديث للكتاب المقدس <تفسير سفر التكوين> ـ صفحة202))

                وكما ترى ، فكلام هؤلاء العلماء أجمعهم ما هو إلا احتمالات وخيالات ودعاوى فارغة لا يقوم بها دليل!! .. وعلى كلٍ ، فهذه المرة أيضاً لن أعول على تلك اختلافات بين هذه الأسماء ، وأترك الحكم فيها لإنصاف القارئ الكريم .. ولكن هناك خطأين واضحين في ش3 ، اعترف بهما علماء النصارى ، وقاموا بإصلاحهما في بعض الترجمات الحديثة!! .. وهذان الخطآن هما محور هذا المثال وليست الاختلافات السابقة .. وإليك التفصيل ..
                بالرجوع إلى ش4 ، ش5 يمكننا القول أن أهوليبامة هي : [ أهوليبامة بنت عني بن صبعون الحوري ].
                ولكن بالرجوع إلى ش3 ، سنجد اسمها مذكور كما يـلي : [ أهوليبامة بنت عني بنت صبعون الحوي ].
                الخطأ الأول ..
                تناقضت الشواهد السابقة في جنس عني .. فلا ندري ، أهو (رجل) أم (امرأة)؟!! .. (ابن) أم (بنت) صبعون؟!! .. (والد) أم (والدة) أهوليبامة؟!! .. ومن المستحيل أن يكون الاثنين معاً ؛ فأحدهما خطأ .. وقد احتار أهل التثليث فيه!! ، وأقر بعضهم بخطأ ش3 معتبرين أن عني رجل ؛ فهو [عني بن صبعون] .. وقاموا بإصلاح هذا الخطأ في بعض ترجماتهم الحديثة!! ..


                وإليك أقوال علماء النصارى التي تؤكد ذلك

                (1) احتار الخوري بولس الفغالي في عني هذا ؛ فكتب (بنت أو ابن)!! ، وترك حرية الاختيار للقارئ الحصيف ليقرر!! .. فقال ..

                عنة بنت صبعون. صبعون هو راعي الحمير (تكوين36/24). أهوليبامة هي بنت عانة بنت أو ابن صبعون. (تكوين36/2).
                ((الخوري بولس الفغالي ـ المحيط الجامع ـ صفحة744))
                قـُلتُ : هو خنثى ، وبذلك نجمع بين القولين .. عجباً!!.

                (2) المفسر ديريك كدنر .. يقول ..

                ((عني)) (ع2) ((بن صبعون)) وليس ((بنت صبعون)) (بحسب الترجمة السبعينية) ـ صبعون : انظر (ع24).
                ـ الهامش ـ في (ع24) يذكر اسم شخص يدعى عني على انه ابن وليس بنت اسم مذكر لا مؤنث.
                ((ديريك كندر ـ التفسير الحديث للكتاب المقدس <تفسير سفر التكوين> ـ صفحة202))


                (3) مؤلفو قاموس الكتاب المقدس .. يقولون ..

                عني : اسم سامي ربما كان معناه ((إصغاء)) وهو اسم : بنت صبعون الحوي ، أم أهوليبامة إحدى زوجات عيسو (تكوين36/2 ، 14 ، 18 ، 25). وقد ذكرت بعض الترجمات القديمة أن عنى ابن.
                ((قاموس الكتاب المقدس ـ صفحة643))


                (4) مؤلفو دائرة المعارف الكتابية .. يقولون ..

                يقال عن "عني" إنه " بنت صبعون" (تكوين36/2 ، 14). بينما يذكر بعد ذلك أنه "ابن صبعون" (تكوين36/20 و 29 ، أخبار الأيام الأول1/38 و 40) وهو ما تؤيده الترجمات السبعينية والسامرية والسريانية.
                ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء5 ـ ص4))


                وأمام حيرة النصارى في (عني) هذا اختلفت الترجمات واضطربت!! .. وإليك التفصيل ..
                - ترجمات اعتبرت (عني) امرأة ؛ فهي [بنت] (صبعون) .. مثل .. العربية المشتركة .. Bible in Basic English ..
                أخذَ عِيسو زَوجاتِه مِنْ بَناتِ كنعانَ: عَدَةَ بنتَ إيلونَ الحثِّيِّ وأَهوليبامَةَ بنتَ عَنَةَ بِنتَ صَبعونَ الحِوِّيِّ : العربية المشتركة
                - ترجمات اعتبرت (عني) رجل ؛ فهو [ابن] (صبعون) .. مثل .. Good News Bible .. Amplified Bible..
                Good News Bible : Esau married Canaanite women: Adah, the daughter of Elon the Hittite; Oholibamah, the daughter of Anah son of Zibeon the Hivite
                - ترجمات تمتع القائمون عليها بالذكاء المفرط ؛ فكتبوا [حفيدة] (صبعون) ـ يقصدون أهوليبامة ـ. وبذلك ابتعدوا تماماً عن (عني) ، فلا يهم إن كان (ابن) أم (بنت) صبعون!! .. مثل .. اليسوعية .. New International Version ..
                اِتَّخَذَ عيسو نِساءَه مِن بَناتِ كَنْعان: عادةَ بِنْتَ أَيلونَ الحِثِّيّ، وأُهليبامةَ بِنْتَ عانةَ، حَفيدةِ صِبْعونَ الحورِيّ : اليسوعية


                ونسأل ، أي تلك الألفاظ كتبها المؤلف بإلهام الروح القدس؟ .. ومن المسئول عن تلك الاختلافات الشنيعة بين الترجمات؟ .. وأيها الصحيحة ، وأيها المحرفة؟.


                الخطأ الثاني ..
                اختلفت الشواهد في لقب عائلة أهوليبامة .. فمرة هم من الحوريين (حوري) ، وأخرى من الحويين (حوي)!! .. وقد أقر أهل التثليث بخطأ ش3 ، وقالوا الصواب أن يكتب (حوري) ، وليس (حوي)!! ..


                وإليك أقوال علماء النصارى التي تؤكد ذلك

                (1) المفسر ديريك كدنر .. يقول ..
                أمراء الحوريين : يسجل (تثنية2/12) أن بني عيسو أبادوا الحوريين ، كما أباد إسرائيل الكنعانيين. ولكن عيسو تزوج من ابنة أسرة قيادية ، أسرة عنى ابن صبعون (قارن ع2 مع 24 و 25) وتدعى أسرة عني الحويين في (ع2) ـ يقصد ش3 ـ ولكن تدعى الحوريين هنا ، مما يدل على : إما أن الألفاظ تداخل بعضها في بعض ، أو أن ورود الحويين هنا وفي غير هذا المكان خطأ ناسخ كان يقصد حوريين.
                ((ديريك كندر ـ التفسير الحديث للكتاب المقدس <تفسير سفر التكوين> ـ صفحة203))


                (2) المفسر وليم مارش .. يقول ..
                أهوليبامة بنت عني بنت صبعون الحوي : قال بعضهم المرجح أنها يهوديت ابنة بيري الحثي (ص26/34). وذكر نسبها في (ع24 و 25) وصبعون أبي عني أبي أهوليبامة وهناك ذكر ما يفيد أنها من الحوريين. وصورة الراء في العبرانية تقترب من صورة الواو فلذلك ظن بعضهم أن الاختلاف نشأ عن غلط النساخ وأن الصحيح أن أهوليبامة حورية لا حوية وأنها غير يهودية.
                ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء1أ ـ صفحة220))


                (3) الخوري بولس الفغالي .. يقول ..
                تزوّج عيسو امرأة من الحويين أو الحثيين (تكوين36/2 ـ ربما يجب أن نقرأ الحوريّين).
                ((الخوري بولس الفغالي ـ المحيط الجامع ـ ص487))


                وقد قام الكاثوليك في ترجماتهم للكتاب المقدس بإصلاح هذا الخطأ فكتبوا (الحوري) بدلاً من (الحوي) .. وإليك الشاهد طبقاً للترجمة اليسوعية ..
                اِتَّخَذَ عيسو نِساءَه مِن بَناتِ كَنْعان: عادةَ بِنْتَ أَيلونَ الحِثِّيّ، وأُهليبامةَ بِنْتَ عانةَ، حَفيدةِ صِبْعونَ الحورِيّ : اليسوعية
                في حين قامت ترجمة New Jerusalem Bible الكاثوليكية ((على هذا الرابط)) بإصلاح الخطأين في ش3 .. فبدلاً من كلمة (بنت) كتبت (ابن) ، وبدلاً من (الحوي) كتبت (الحوري) .. وإليك الشاهد طبقاً لتلك للترجمة ..
                New Jerusalem Bible : Esau chose his wives from the women of Canaan: Adah daughter of Elon the Hittite, Oholibamah daughter of Anah, son of Zibeon the Horite



                .. ثم يقولون هذا من عند الله ..

                .... فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ....
                ((سورة البقرة ، الآية 79))



                سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ .. وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

                الطامع في عفو ربه الكريم
                EgyMuslim

                يتبع بإذن الواحد الأحد ..
                التعديل الأخير تم بواسطة EgyMuslim; 13 فبر, 2010, 02:01 ص. سبب آخر: تنسيق

                تعليق


                • #9
                  لقد هدمت الديانه النصرانية

                  حبذا لو تريثت قليلاً لنرى ردودهم حول الموضوع

                  تعليق


                  • #10

                    والله يا أخي الكريم لم يرتفع لنصرانية بولس بنيان ساعة حتى ينهدم!! .. عموماً ، أترك الموضوع لمدة شهر ونصف قبل تحرير الجزء الرابع بإذنه تعالى.
                    وأشكرك.

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم


                      الأسماء والأنساب في الكتاب المقدس (4)


                      ... وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ...
                      ((سورة آل عمران ، الآية 78))


                      مقدمة ضرورية ..
                      تناولت في المثال (14) مشكلة (حمدان) (تكوين36/26) الذي تبدل اسمه خطأ ًإلى (حمران) في (أخبار الأيام الأول1/41) .. وبينت أن سبب هذا الخطأ يرجع للخلط بين حرفي الـ (دال[د] = داليت[ד]) والـ (راء[ر] = ريش[ר]) نظراً لتشابههما في العبرية ، ويُقر علماء النصارى ومحققوهم بأن الخلط بين هذين الحرفين في كتابهم المقدس كثير الحدوث ، خاصةً في الأسماء .. وحتى تتخيل قارئي الكريم مدى كثرة هذا الخلط ؛ فيكفيك أن تعلم أن الدكتور القس منيس عبد النور لما أراد أن يعتذر عن بعض تناقضات وأخطاء كتابه لم يجد عذراً كخلط النساخ بين هذين الحرفين ليأتينا به .. فقال ..
                      وكثير مما يقال له ((تناقض)) يرجع سببه إلى عدم دقة غير مقصودة من النساخ . فمثلا ًحرفا الدال والراء في العبرانية متشابهان كثيراً. والباحث المخلص يجد أن غلطات كهذه يرجع سببها إلى النـَّسخ ، ولا تؤثر البتة في نص الكتاب وتعليمه.

                      ((د.ق منيس عبد النور ـ شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ـ صفحة11))

                      ويؤكد جناب القس على قوله السالف ، وتؤكده معه نخبة من كبار علماء النصارى الذين شاركوه في تأليف دائرة المعارف الكتابية .. بقولهم ..
                      أما أخطاء البصر فمردها تشابه أشكال الحروف ـ الكلام هنا عن أحد أنماط الأخطاء الواقعة في مخطوطات العهد القديم العبرية ، ومسبباته ـ ، فقد يخطئ الكاتب في قراءة حرف غير واضح في النسخة التي ينقل عنها ، فيكتبه على غير حقيقته. وكثيراً ما نجد مثل هذه الأخطاء في المخطوطات الكتابية. وأكثر الأخطاء شيوعاً هو اللبس بين حرفي "الدال والراء" فهما قريبان جداً في رسمهما حتى ليصعب التمييز بينهما في كل حالة. والدليل الواضح على ذلك نراه في أسماء الأعلام وبخاصة في أسفار الملوك وأخبار الأيام حيث يكتب الاسم مرة "بالدال" ومرة أخرى "بالراء". كما أن هناك حالات نجد فيها كلمة في الترجمة السبعينية يبدو أن لا علاقة لها بنظيرتها في النص العبري ، ولكن بافتراض أن النص الماسوري الذي نقلت عنه الترجمة السبعينية. قرئت فيه "الدال" عوضاً عن "الراء" فإذا صوبت الكلمة على هذا الأساس ، لاتفق المعنى في الحالتين.

                      ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء3 ـ صفحة307))

                      أقول .. مع الاعتراف بوقوع التناقض والخطأ في الكتاب المقدس ، تنتفي عند المخالف أهمية دعوى القس (منيس) ومن شايعه ، بأن تلك التناقضات والأخطاء تعود إلى [ عدم دقة غير مقصودة من النساخ ] ، فالمهم عند المخالف وقوع التناقض والخطأ ، وليس مسببات هذا التناقض أو ذاك الخطأ .. أما دعواه الأخرى العجيبة بأن تلك الأغلاط الناجمة عن الخلط بين حرفي الدال والراء [ لا تؤثر البتة في نص الكتاب وتعليمه ] ، فلن أحاول ردها ؛ فبطلانها يُغني عن إبطالها ، ولكن أُذَكِّر جناب الباحث المدقق الحاصل على درجة الدكتوراه ، بأن هذا الخلط يقدح في عصمة كتابه ويسقط مصداقيته .. ويكفي اللبيب ، أن هذا الخلط وما نجم عنه وعن غيره من أخطاء وتناقضات واختلافات ، كان ولا زال سبباً في صد ذوي العقول والنهى عن الإيمان بقدسية كتابه ؛ فلمَ يؤمن أحدهم بقدسية كتابٍ يغص بالأخطاء والتناقضات والاختلافات؟!!.

                      ثم ، كيف لا تؤثر تلك الأغلاط البتة في نص الكتاب وتعاليمه ـ كما زعم القس ـ .. وما يزال علماء النصارى حتى اليوم يضربون الودع ويقرؤون الكف أملاً في الوصول إلى الصورة الصحيحة لبعض تلك الأسماء التي حدث فيها الخلط بين هذين الحرفين دون جدوى ، فطائفة منهم ترجح أن ما كتب بـ (الدال) هو الصحيح ، وأخرى تظن أن ما كتب بـ (الراء) هو الصحيح ، وثالثة على الأعراف لا تدري أتكون من أصحاب (الدال) أم من أصحاب (الراء) .. ولسان حال الجميع [ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ] ((سورة الجاثية ، الآية 32))؟!!.

                      عموماً ، أترك الدعاوى التي لا بينة عليها لأصحابها ، وأعرض عليك قارئي الكريم في هذا الجزء ـ بإذن الله تعالى ومددٍ منه ـ بعضاً من هذا الخلط بين حرفي الدال والراء فيما يسمى الكتاب المقدس ، والذي أدى بدوره ـ أي الخلط ـ إلى أخطاء شنيعة في باب الأسماء والأنساب الواردة في هذا الكتاب ، ولنرى سوياً بعد ذلك ، هل هذا الخلط لا يؤثر فعلاً في نص الكتاب وتعاليمه ـ كما زعم الزاعمون ـ ، أم يؤثر؟.



                      والله تعالى أسأل السداد .. وعليه جل وعلا الاعتماد




                      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (16) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


                      ش1: (تكوين36/39) [ وَمَاتَ بَعْلُ حَانَانَ بْنُ عَكْبُورَ، فَمَلَكَ مَكَانَهُ هَدَارُ وَكَانَ اسْمُ مَدِينَتِهِ فَاعُوَ، وَاسْمُ امْرَأَتِهِ مَهِيطَبْئِيلُ بِنْتُ مَطْرِدَ بِنْتِ مَاءِ ذَهَبٍ. ].
                      ش2: (أخبار الأيام الأول1/50ـ51) [ وَمَاتَ بَعْلُ حَانَانَ فَمَلَكَ مَكَانَهُ هَدَدُ، وَاسْمُ مَدِينَتِهِ فَاعِي، وَاسْمُ امْرَأَتِهِ مَهِيطَبْئِيلُ بِنْتُ مَطْرِدَ بِنْتِ مَاءِ ذَهَبٍ. وَمَاتَ هَدَدُ .... ].

                      يخبرنا ش1 أن اسم أحد ملوك أدوم هو (هدار) ، في حين يذكر ش2 مرتين أن اسمه هو (هدد) .. وقد أقر علماء النصارى أن الصورة الأولى لهذا الاسم (هدار) خطأ ، والصواب هو (هدد) ؛ وسبب هذا الخطأ بينته في المقدمة!!.
                      هدار : הדר
                      هد د : הדד


                      ملحوظة : يكتب هذا الاسم (هدد) أو (هداد) ، (هدر) أو (هدار) ؛ فلا تلتفت إلى [ألف المد] الظاهرة في بعض الترجمات ؛ والتي ترجع إلى حركة الفتح العبرية القصيرة (بتاح) [ _ ] تحت حرف (الداليت) [ד] الأوسط.



                      وإليك الدليل من أقوال علماء النصارى
                      (1) المفسر وليم مارش .. يقول ..


                      هدار : وسمي في السامرية "هداد" وسمي كذلك في العبرانية في غير هذا الموضع (أخبار الأيام الأول1/50). وعلة هذا قرب صورة الدال من صورة الراء في العبرانية.
                      ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء1(أ) ـ صفحة223))

                      (2) القائمون على تفسير TSK : Treasury of S c r i p t u r a l Knowledge .. يقولون ..

                      Hadad : This variation is occasioned simply by the mutation of "R", raish, and "D", daleth; being in Genesis, Hadar, and here, Hadad
                      الترجمة
                      هداد : هذا الاختلاف حدث ببساطة بسبب تـَبدُل حرفي الراء والدال ؛ في سفر التكوين ـ أي ش1 ـ (هدار) ، وهنا ـ أي ش2 ـ (هداد).
                      ((المرجع))

                      (3) مؤلفو موسوعة ISBE : International Standard Bible Encyclopedia .. أقروا بأن الاختلاف في الاسم راجع لخطأ من ناسخ .. فقالوا ..

                      Hadad : Another king of Edom, written “Hadar” in Gen 36:39 by a copyist's mistake, but “Hadad” in the parallel passage 1Ch 1:50, 1Ch 1:51
                      الترجمة
                      هداد : ملك آخر لأدوم ، كـُتبَ "هدار" في (تكوين36/39) بسبب خطأ من ناسخ ، لكن في النص الموازي (أخبار الأيام الأول1/50ـ51) "هداد".
                      ((المرجع))

                      وبالرغم من إقرار علماء النصارى بهذا الخطأ في اسم الملك كما ورد في ش1 (هدار) ، إلا أن الكثير من الترجمات الحديثة فضلت الاحتفاظ بهذا الخطأ ؛ فلم تصلحه!! .. في حين قامت ترجمات حديثة أخرى بإصلاحه فكتبت (هدد أو هداد) بدلاً من (هدار) في ش1 .. مثل .. الترجمة العربية المشتركة .. اليسوعية .. الأخبار السارة .. Geneva .. NIV .. NLT ، وغيرها ، وإليك نص ش1 طبقاً للترجمة العربية المشتركة بعد إصلاحه ..
                      العربية المشتركة : وماتَ بَعْلُ حانانَ بنُ عَكْبورَ، فخَلَفَهُ هَدادُ، واسمُ مَدينَتِهِ فاعو. واسمُ زوجَتِهِ مَهيطَبْئيلَ بِنْتُ مَطرِدَ بِنتِ ميزَهَبَ.




                      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (17) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


                      ملحوظة : أتناول هذا المثال بطريقة مختلفة نظراً لكثرة الشواهد ..
                      أقول .. ورد اسم ملك صوبة ـ وهي مدينة قرب دمشق ـ في الكتاب المقدس (21) مرة ، موزعة على (5) إصحاحات تقع في (3) أسفار .. وقد أتى اسمه بصورتين مختلفتين في تلك المواضع ..
                      - الصورة الأولـى (هدد عزر) : وردت (9) مرات في المواضع التالية : ش1: (صموئيل الثاني8/3 ، 5 ، 7 ، 8 ، 9 ، 10[مرتان] ، 12) ، ش2: (ملوك الأول11/23).
                      - الصورة الثانيـة (هدر عزر) : وردت (12) مرة في المواضع التالية : ش3: (صموئيل الثاني10/16[مرتان] ، 19) ، ش4: (أخبار الأيام الأول18/3 ، 5 ، 7 ، 8 ، 9 ، 10[مرتان]) ، ش5: (أخبار الأيام الأول19/16 ، 19).
                      وقد أقر أهل التثليث بخطأ الصورة الثانية (هدر عزر) في الاثني عشر موضعاً .. وأرجعوا هذا الخطأ في تلك المواضع لنفس السبب الذي بينته في المقدمة .. وأقروا بأن الصورة الصحيحة لهذا الاسم هي (هدد عزر) .. وقاموا على أثر ذلك بإصلاح المواضع الاثني عشر في الكثير من ترجماتهم الحديثة .. ولا عجب ، فهذا ديدنهم.
                      هدد عزر : הדדעזר
                      هدر عزر : הדרעזר



                      وإليك الدليل من أقوال علماء النصارى
                      (1) المفسر وليم مارش .. يقول ..

                      هدد عزر أو هدر عزر (صموئيل الثاني10/16) وحرف الدال في العبرانية يشبه حرف الراء ـ الزاي ـ فأحياناً يبدل الواحد مكان الآخر سهواً.
                      ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء4(أ) ـ صفحة173))

                      (2) المفسر Albert Barnes .. يقول ..

                      Hadadezer - Not Hadarezer. Hadadezer, is the true form, as seen in the n a m e s Benhadad, Hadad (1Ki 15:18, etc.; 1Ki 11:14, etc.). Hadad was the chief idol, or sun-god, of the Syrians
                      الترجمة
                      هدد عزر ـ وليس هدر عزر. هدد عزر ، هو الصورة الصحيحة ، كما رأينا في اسمي بنهدد وهدد في (ملوك الأول15/18) وما يليه ، وفي (ملوك الأول11/14) وما يليه. (هدد) كان المعبود الرئيسي ، أو إله الشمس للسوريين.
                      ((المرجع))

                      (3) الخوري بولس الفغالي .. يقول ..
                      هدد عزر : هدد (إله أرام) هو عون. ملك صوبة قرب دمشق وفي سلسلة لبنان الشرقية. عاش في أيام داود الذي انتصر عليه مرتين (صموئيل الثاني8/3ـ12 ؛ 10/16ـ19) ، (أخبار الأيام الأول18/13ي ، 19/16 ، 19). أزاحه راصون فيما بعد (ملوك الأول11/23ي). يسمى في النص الموازي (أخبار الأيام الأول18 ، 19) هدرعزر كما في (صموئيل الثاني8) حسب السبعينية. ولكن الاسم الأصلي هو هدد عازر.
                      هدر عازر : القراءة الصحيحة هدد عازر.


                      ((الخوري بولس الفغالي ـ المحيط الجامع ـ صفحة1340))

                      أقول .. رغم اعتراف جناب الخوري بأن الاسم الصحيح هو (هدد عزر) وليس (هدر عزر) ، إلا أنه أخبرنا عن إحدى مناقب الترجمة السبعينية العظيمة ؛ التي تكتب هذا الاسم في كل المواضع بالصورة الثانية (هدر عزر) ؛ أي بالصورة الخطأ .. وقد راجعت الترجمة الإنجليزية لنص السبعينية ، فوجدت بالإضافة إلى ما قاله جناب الخوري ، أنها تحذف ش2 ـ (ملوك الأول11/23) ، بالإضافة إلى العدد الذي يليه ـ برمته من متنها .. مما يعني باختصار أن تلك الترجمة تكتب اسم هذا الملك بالصورة الخطأ في كل مرة يرد فيها اسمه ، وعددها (20) مرة بعد حذفها ش2!!.

                      ((يمكنك مراجعة الشواهد موضع الدراسة طبقاً للترجمة الإنجليزية للسبعينية ، سواء ترجمة برينتون(Brenton) أو الترجمة الحديثة (NETS) ؛ فهما متفقتان))


                      وقد أصلح النصارى هذا الخطأ في الاثني عشر موضعاً ، وذلك في الكثير من ترجماتهم الحديثة لكتابهم المقدس ؛ فكتبوا (هدد عزر) بدلاً من (هدر عزر)!! .. مثل .. ترجمة الحياة .. اليسوعية .. العربية المشتركة .. الأخبار السارة .. BBE .. NIV .. NLV ، وغيرها.

                      فائدة ..
                      دعوى (السهو) التي اعتاد النصارى إلصاقها بالنساخ كلما حزبتهم أخطاء كتابهم ـ كما فعل القس وليم مارش أعلاه ـ ، يصعب تصديقها في الكثير من الأحيان ، وهو ما ينطبق في حالة مثالنا هذا ..
                      فأولاً : لأن النسخة السبعينية تكتب اسم هذا الملك بالصورة الخطأ (هدر عزر) في كل مرة يرد فيها اسمه ، وعددها (20) مرة!! .. وأسأل ، أي سهو يمكن اعتباره هنا؟!! .. أسها مترجمو السبعينية الملهمون فبدلوا الدال الأخيرة إلى راء في كل المواضع؟!! .. أم أنهم اعتمدوا في الأساس عند قيامهم بالترجمة من العبرية على نسخة عبرية مشوهة تكتب هذا الاسم بالصورة الخطأ في مواضعه المختلفة؟!! ، وفي هذه الحالة ، أكان تبدل الحرفين في الاسم في كل المواضع الوارد فيها في تلك النسخة العبرية أيضاً عن طريق السهو؟!! .. أم أن نُساخ مخطوطات تلك الترجمة الذين أتوا من بعد ، عقدوا العزم فيما بينهم على السهو أثناء كتابة هذا الاسم في مخطوطاتهم؟!!.
                      ثانياً : لأن الخلط بين هذين الحرفين ، كما يقول علماء النصارى ، هو من الأخطاء البصرية لا السمعية ؛ بمعنى أن الناسخ كان ينظر في مخطوطة أمامه وينقل عنها ، ولم يكن النص يملى عليه إملاءً ، وهذا يطرح عدة استشكالات على دعوى السهو .. أهمها أن هذا الاسم يحتوي على أكثر من دال (هدد عزر) ، فلماذا لا يحدث الخلط سهواً ـ كما زعموا ـ إلا في الدال الأخيرة فقط؟!! .. بمعنى أوضح ، لماذا لم نرى حدوث الخلط في الدال الأولى مثلاً (هرد عزر) ، أو في الدالين معاً (هرر عزر)؟!! .. أقول : إن تغيير الدال الأخيرة دون غيرها إلى راء يسقط دعوى السهو ؛ فهذا التغيير كان عمداً وليس سهواً .. ولو كان مجرد سهو لرأينا تبدلات أخرى بين حرفي الدال والراء في نفس الاسم.

                      وقد بين الشيخ رحمة الله الهندي ـ طيب الله ثراه ـ في كتابه الماتع (إظهار الحق) ما في دعوى سهو النساخ من جور في حق هؤلاء النساخ .. فقال ـ رحمه الله تعالى ـ ..
                      فانظر أيها اللبيب هذا حال كتبهم المقدسة ، إنهم ـ يقصد النصارى ـ في صدد التصحيح ـ الذي هو في الحقيقة التحريف ـ من القرون ، لكن الأغلاط باقية فيها ، والإنصاف أن هذه الكتب غلط من الأصل ولا تقصير للمصححين غير أنهم إذا عجزوا ينسبون إلى الكاتبين ـ يقصد النساخ ـ الذين هم براء من هذا.

                      ((الشيخ رحمة الله الهندي ـ إظهار الحق ـ دراسة وتحقيق وتعليق د.محمد أحمد عبد القادر ـ دار الحديث (القاهرة) ـ الطبعة4 ، 2001م ـ الجزء1 ـ صفحة186))





                      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (18) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


                      ش1: (عدد1/14) [ لِجَادَ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ. ].
                      ش2: (عدد7/42) [ وَفِي الْيَوْمِ السَّادِسِ رَئِيسُ بَنِي جَادَ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ. ].
                      ش3: (عدد7/47) [ وَلِذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ. هذَا قُرْبَانُ أَلِيَاسَافَ بْنِ دَعُوئِيلَ. ].
                      ش4: (عدد10/20) [ وَعَلَى جُنْدِ سِبْطِ بَنِي جَادَ أَلِيَاسَافُ بْنُ دَعُوئِيلَ. ].
                      ش5: (عدد2/14) [ وَسِبْطُ جَادَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي جَادٍَ أَلِيَاسَافُ بْنُ رَعُوئِيلَ. ].

                      تخبرنا الشواهد الأربع الأولى أن اسم والد (ألياساف) ـ رئيس سبط جاد في أيام موسى النبي ـ هو (دعوئيل) ، ولكن يتغير هذا الاسم في ش5 إلى (رعوئيل) .. وقد أقر أهل التثليث بصحة الشواهد الأربعة الأولى ، وبخطأ ش5 ؛ وأرجعوا هذا الخطأ لنفس السبب الذي بينته في المقدمة!!.
                      دعوئيل : דעואל
                      رعوئيل : רעואל



                      وإليك الدليل من أقوال علماء النصارى
                      (1) المفسر Albert Bareness .. يقول ..


                      Reuel - Doubtless an error of t r a n s c r i p t i o n for Deuel
                      الترجمة
                      رعوئيل - بلا شك هو خطأ نسخ لدعوئيل.
                      ((المرجع))

                      (2) مؤلفو دائرة المعارف الكتابية .. يقولون ..
                      دعوئيل : اسم عبري معناه "الله يعلم" ، وهو أبو ألياساف الذي كان يمثل سبط جاد عند إجراء التعداد الأول لبني إسرائيل في البرية (عدد1/14) ، وعند تدشين الخيمة (عدد7/42 ، 47). كما كان على رأس جند سبط جاد في البرية (عدد10/20). كما ذكر أيضاً باسم "رعوئيل" (عدد2/14) حيث يسهل الخلط بين حرفي الدال والراء في العبرية لتشابههما الشديد.

                      ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء3 ـ صفحة435))

                      ويؤكدون على المعنى السالف في موضع آخر .. بقولهم ..
                      رعوئيل : اسم عبري معناه "صديق الله" أو "الله صديق" ، وهو رعوئيل أبو ألياساف رئيس جند سبط جاد (عدد2/14) وهو نفسه المدعو "دعوئيل" (عدد1/14 ، 7/42 و 47 ، 10/20) ـ وما أسهل الخلط بين الدال والراء في القراءة سواء في العبرية أو العربية.

                      ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء4 ـ صفحة117))

                      (3) المفسر جوردن ج. ونهام .. يقول ..
                      يظهر من (ع14) أن اسم قائد سبط جاد "الياساف" أنه "ابن رعوئيل" بينما في كل مكان آخر (عدد1/14 ، 7/42 و47 ، 10/20) يرد في النسخة المازوريتية ذاتها أنه "ابن دعوئيل". ويرجع ذلك إلى سبب بسيط أن حرفي رّ ، د في العبرية متشابهان جداً ، والاختلاط الذي حدث في الترجمات صعب القرار أيهما القراءة الأفضل. ولكن حيث أن دعوئيل هو الاسم الذي يرد أكثر ، فالأرجح أنه هو الاسم الأصلي.

                      ((جوردن ج. ونهام ـ التفسير الحديث للكتاب المقدس <تفسير سفر العدد> ـ صفحة53ـ54))

                      أقول : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به النصارى ، فالقوم في غاية التخبط ؛ فلا توجد عندهم منهجية معتبرة وثابتة يمكنهم على ضوئها تحديد الصور الصحيحة للأسماء التي حدث فيها الخلط بين الأحرف .. فهنا رجح جناب المفسر أن (دعوئيل) هو الصورة الصحيحة للاسم ؛ ومنهجه في الترجيح قائم على الكثرة العديدة لمرات ظهور (دعوئيل) بالنسبة لـ (رعوئيل) ، ولو أخذنا بهذا المنهج المنخرم في المثال (17) مثلاً ، للزم كتابة اسم الملك هكذا (هدر عزر) ، أي بالصورة الخطأ ؛ نظراً لأن عدد مرات ورود تلك الصورة أكثر من عدد مرات ورود الصورة الأخرى الصحيحة (هدد عزر) .. فتأمل!!.

                      وعلى الرغم من أن علماء النصارى رجحوا أن (دعوئيل) لا (رعوئيل) هو الصورة الصحيحة لهذا الاسم .. إلا أن المخطوطات القديمة مضطربة من الأساس في كتابته ..
                      - فبينما توجد العديد من المخطوطات العبرية الماسورية ، إلى جانب السامرية والفولجاتا تكتب هذا الاسم في كل المواضع بالصورة التي رجح صحتها علماء النصارى (دعوئيل) ((المرجع)).
                      - فإن السواد الأعظم من المخطوطات العبرية الماسورية تخلط بين (دعوئيل) و (رعوئيل) في المواضع التي يرد فيها هذا الاسم ـ كما في الشواهد الخمسة أعلاه ـ ((المرجع السابق)).
                      - في حين تكتب الترجمة السبعينية والسريانية هذا الاسم في كل المواضع بالصورة الخطأ (رعوئيل) ((المرجع)).
                      وقد انعكس هذا الاضطراب على الترجمات الحديثة ..
                      - فهناك ترجمات كثيرة عمدت إلى كتابة هذا الاسم في كل المواضع بالصورة التي رجح صحتها علماء النصارى (دعوئيل) .. مثل .. الحياة .. NLV .. The Message , وغيرها.
                      - وهناك أيضاً ترجمات كثيرة وهامة آثرت الاحتفاظ بالصورة التي ورد عليها هذا الاسم في مواضعه ، إن كان (دعوئيل) فـ (دعوئيل) ، وإن كان (رعوئيل) فـ (رعوئيل) ولم تصلحه .. مثل .. اليسوعية .. العربية المشتركة .. ASV ، وغيرها.
                      - وهناك أيضاً ترجمات حديثة عمدت إلى كتابة هذا الاسم في كل المواضع بالصورة الخطأ (رعوئيل) .. مثل .. BBE .. MKJV .. New Jerusalem Bible ، وغيرها.
                      وهكذا ضاعت الصورة الصحيحة لاسم هذا الرجل ، وتفرق دمها بين المخطوطات والترجمات القديمة والحديثة ـ راجع قول المفسر جوردن ج. ونهام أعلاه ـ ؛ فلا يعلم أحد على وجه اليقين ، أهو (دعوئيل) أم (رعوئيل)؟!! .. فانظر ، كيف احتار علماء النصارى وعجزوا عن تحديد الصورة الصحيحة لاسم هذا الرجل؟!! .. وليت شعري ، أين ذهب ما زعمه القس منيس عبد النور من أن "الغلطات الناجمة عن الخلط بين حرفي الدال والراء لا تؤثر البتة في نص الكتاب وتعاليمه"؟!!.





                      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (19) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


                      ش1: (صموئيل الثاني23/25) [ وشَمَّةُ الْحَرُودِيُّ .... ].
                      ش2: (أخبار الأيام الأول11/27) [ شَمُّوتُ الْهَرُورِيُّ .... ].
                      ش3: (أخبار الأيام الأول27/8) [ .... شَمْحُوثُ الْيَزْرَاحِيُّ .... ].

                      وردت في (صموئيل الثاني23) و (أخبار الأيام الأول11) لائحتان بأسماء أبطال داوود ـ هم رجال شديدو البأس ، كانوا في غاية الإخلاص لداود ، ساهموا في معاركه ، وكان لهم الفضل في نصرته والدفاع عنه وعن ملكه ـ وبين هاتين اللائحتين الكثير من الاختلاف والتناقض .. والشاهدان 1 ، 2 هما جزءان من هاتين اللائحتين .. كما وردت لائحة ثالثة في (أخبار الأيام الأول27) بأسماء قادة الفرق الاثنتي عشرة التي يتألف منها جيش داود ، بالإضافة إلى أسماء رؤساء الأسباط ، وأسماء القائمين على خزائن داود ومستشاريه .. والشاهد 3 هو جزء من هذه اللائحة.

                      والشواهد الثلاثة موضع الدراسة تتناول اسم ولقب واحد من أبطال داود وقادته هؤلاء ، والغريب أن تلك الشواهد لم تتفق فيما بينها لا في اسمه ولا في لقبه ؛ فطبقاً لـ ش1 فإن اسمه هو (شمة) .. ولقبه (الحرودي) ، وطبقاً لـ ش2 فاسمه هو (شموت) .. ولقبه (الهروري) ، وطبقاً لـ ش3 فاسمه هو (شمحوث) .. ولقبه (اليزراحي)!! .. ولمزيد من الإيضاح ، أدرس اسم ولقب هذا الرجل بشكل منفصل ..

                      أولاً : الاسم ..
                      شمــــــة = שׁ מּ ה
                      شمـــوت = שׁ מּ ו ת
                      شمحوث = שׁ מ ה וּ ת

                      والاختلاف بين صور هذا الاسم في تلك المواضع الثلاث ظاهر ؛ فصورته في ش3 تزيد حرف (ה) عن صورته في ش2 ، في حين أن صورته في ش2 هي صيغة الجمع العبرية من صورته الواردة في ش1 .. ويكفي هنا أن بينت أوجه الاختلاف بين صور هذا الاسم ، التي زعم علماء الكتاب المقدس أنها أسماء مختلفة لنفس الشخص ، ولم يحرروا بياناً عن سبب اختلافها!!.

                      ملحوظة : من باب الإنصاف أن أذكر أن الاسم الوارد في ش3 (شمحوث) ، قد لا يكون اسماً للشخص نفسه الوارد في ش1 و ش2 ، فعلماء النصارى يقولون على سبيل الترجيح والتخمين (لا الجزم واليقين) : إن الاسم الوارد في ش3 قد يكون اسماً لنفس الشخص الوارد في ش1 و ش2 .. والأسباب التي جعلتني أورد ش3 في هذا المثال هي ..
                      (1) قُربُ صورة هذا الاسم في ش3 مع صورتيه الواردتين في ش1 ، ش2.
                      (2) كثرة علماء النصارى الذين رجحوا أن يكون هذا الاسم في ش3 يمثل الشخص نفسه الوارد في ش1 و ش2.

                      وبالرغم من أن الأمر هنا لا يعدو كونه مجرد تخمين وظن ، إلا أن الأمناء القائمون على ترجمة NLT عمدوا إلى تحريف ش2 و ش3 ليطابقا ش1 ؛ فكتبوا هذا الاسم في الشواهد الثلاثة (شمة = Shammah) ؛ وبذلك أزالوا الاختلاف بين الشواهد الثلاثة في هذا الاسم!!.

                      ثانياً : اللقب ..
                      زعم علماء الكتاب المقدس أن لقب هذا الرجل الوارد في ش3 (اليزراحي) لا يعارض لقبه الوارد في ش1 (الحرودي) أو في ش2 (الهروري) ، وحجتهم أن لقبه الوارد في ش3 هو من جهة عائلته ، أما لقبه في ش1 و ش2 فمن جهة بلدته ، ونزولاً معهم فإنني أكتفي بدراسة لقبه كما ورد في ش1 و ش2 ، وأهمل لقبه الوارد في ش3 ..
                      أقول : لـُقِبَ هذا الرجل في ش1 بـ (الحرودي) ، ولـُقِبَ في ش2 بـ (الهروري) .. وقد أقر أهل التثليث بخطأ ش2 ، وأرجعوا هذا الخطأ إلى تبدل حرف الـ (دال[د] = داليت[ד]) إلى حرف الـ (راء[ر] = ريش[ר]) خطأً نظراً لتشابههما في العبرية ـ كما بينت في المقدمة ـ .. وأنا أدعي أن هناك تبدل آخر حدث في حرف آخر من حروف هذا الاسم ؛ حيث تبدل حرف الـ (حاء [ح] = حيت [ח]) إلى حرف الـ (هاء [هـ] = هيه [ה]) نظراً أيضاً لتشابههما في العبرية ، وقد أقر بعض علماء النصارى بحدوث خلط بين هذين الحرفين في كتابهم في غير هذا الموضع .. وبالجملة : فقد حدث خلط بين حرفي الدال والراء ، وكذلك بين حرفي الحاء والهاء وبذلك تغير لقب هذا الرجل في كتاب النصارى العظيم من (الحرودي) كما في ش1 إلى (الهروري) كما في ش2 .. فتأمل!!.
                      حرودي : חר די
                      هروري : הרורי



                      وإليك الدليل من أقوال علماء النصارى
                      (1) مؤلفو دائرة المعارف الكتابية .. يقولون ..
                      شمة الحرودي ، ولعله كان من "عين حرود" (قضاة7/1)- وهي حالياً "عين حلود" ـ وكان واحداً من أبطال داود الثلاثين (صموئيل الثاني23/23 ، 25) ويسمي أيضاً "شموت الهروري" (أخبار الأيام الأول11/27). وشموت هي صيغة الجمع من "شمة". أما "الهروري" فالأرجح أنها هي نفسها لفظة "الحرودي" حيث أنه يسهل الخلط بين حرفي الدال والراء في العبرية (كما في العربية). والأرجح أيضاً أنه هو نفسه "شمحوت اليزراحي" الذي كان قائداً للفرقة الخامسة للشهر الخامس ، وكان في فرقته أربعة وعشرون ألفاً (أخبار الأيام الأول27/8).

                      ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء4 ـ صفحة564))


                      (2) وكما أقر مؤلفو دائرة المعارف الكتابية بحدوث خلط بين حرفي (الدال) و (الراء) ، أقروا كذلك بسهولة حدوث خلط بين حرفي (الحاء) و (الهاء) في العبرية .. فقالوا ..

                      من السهل الخلط بين حرفي الحاء والهاء ، وحرفي الدال والراء في العبرية.
                      ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء8 ـ صفحة138))

                      (3) مؤلفو قاموس الكتاب المقدس .. يقولون ..

                      هروري : نعت لشموت ، وكان أحد رجال الحرب عند داود (أخبار الأيام الأول11/27) إلا أن النعت ورد بشكل آخر ، إذ سمى هناك شمة الحرودي (صموئيل الثاني23/25) . وربما كان هذا هو الأصح. والحرودي نسبة [لـ]حرود ، قرية قرب القدس ، يحتمل أنها خربة خريدان.
                      ((قاموس الكتاب المقدس ـ صفحة999))


                      (4) مؤلفو موسوعة ISBE : International Standard Bible Encyclopedia .. يقولون ..

                      Harodite: Two of David's heroes, Shamma and Elika, are so called 2Sa 23:25. Septuagint omits the second n a m e. In 1Ch 11:27, the first is called “Shammoth the Harorite,” while the second is omitted. “Harorite” is a clerical error for “Harodite,” the Hebrew letter daleth (“d”) being taken for the Hebrew letter resh (“r”). Possibly Harodite may be connected with the well of HAROD
                      الترجمة
                      الحرودي: اثنان من أبطال داود ، شمة وأليقا ، كما يسميان في (صموئيل الثاني23/25). الترجمة السبعينية تحذف الاسم الثاني من متنها. في (أخبار الأيام الأول11/27) الشخص الأول يسمى "شموت الهروري" ، بينما الاسم الثاني محذوف. "الهروري" خطأ نسخي لـ "الحرودي" ، فحرف (الدال) العبري استبدل بحرف (الراء) العبري. قد يكون الحرودي مرتبط ببئر حرود.


                      وقد تفضل السادة المحرفون مساقون من الروح القدس في عدد غير قليل من ترجماتهم الحديثة إلى تحريف النص لتصحيح هذا الخطأ ؛ فكتبوا في ش2 : (الحرودي) أو (من حرود) ـ والتي تؤدي نفس المعنى ـ بدلاً من (الهروري)!! .. مثل .. Amplified Bible .. Bible in Basic English .. Bishops' Bible .. Geneva Bible .. God's Word .. New Living Translation ، وغيرها ، وإليك النص طبقاً لترجمتين من تلك الترجمات.

                      BBE : Shammoth the Harodite, Helez the Pelonite
                      GWB : Shammoth from Harod, Helez the Pelonite

                      في حين عمد الحواة القائمون على ترجمة NLT إلى تحريف الاسم واللقب الواردين في ش2 ليصبحا كـما في ش1 ، فبدلاً من (شموت) كتبوا (شمة) ، وبدلاً من (الهروري) كتبوا (من حرود) .. وكله بمباركة الروح القدس كما تعلمون!!.

                      NLV : Shammah from Harod; Helez the Pelonite





                      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (20) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





                      ملحوظة : نقلت الشاهدين موضع الدراسة من النص العبري مع ترجمته الحرفية ـ أو هكذا يفترض ـ التي نشرها الأبوان بولس الفغالي وأنطوان عوكر تحت اسم (العهد القديم العبري .. ترجمة بين السطور، عبري ـ عربي) ، صفحتي 14 و 1247 ؛ وذلك بسبب عدم وجود ترجمة عربية تنقل النص العبري بأمانة ؛ فكلها تصرفت في النص!!.

                      يتناول هذان الشاهدان أسماء أبناء جومر وياوان ابني يافث بن نوح .. ولو دققت في الأحرف العبرية للأسماء الثلاثة الموضوعة داخل المستطيلات الحمراء لوجدت بينها اختلافات ، ظهرت تلك الاختلافات في الترجمة العربية المرفقة في اسمين دون الثالث .. وأدرس تالياً كل اسم منها بشكل مستقل ، مرتباً إياها تصاعدياً على حسب درجة الصعوبة في تحديد الصورة الصحيحة لكل اسم .. فأبدأ بـ (ترشيش أو ترشيشة) وأثني بـ (ريفاث أو ديفاث) وأختم بـ (دودانيم أو رودانيم) ـ والاختلاف الحادث في الاسم الأخير هو محور هذا المثال ـ.

                      أولاً : ترشيش ـ ترشيشة ..
                      هو أحد أبناء ياوان بن يافث بن نوح ، ويتفق الشاهدان موضع الدراسة في أحرف هذا الاسم ، عدا زيادة ش2 حرف (ה) في آخره ؛ وعليه فالترجمة الصحيحة لهذا الاسم طبقاً لـ ش2 هي (ترشيشة) ـ كما في بعض الترجمات ، كترجمة سميث ـ فانديك ـ .. وقد أرجع المفسران Keil & Delitzsch سبب هذا الاختلاف الشكلي الطفيف إلى طريقة التلفظ ((المرجع)) .. وقد قامت أغلب الترجمات الحديثة بكتابة هذا الاسم في ش2 (ترشيش = Tarshish) كما في ش1.

                      ثانياً : ريفاث ـ ديفاث ..
                      هو أحد أبناء جومر بن يافث بن نوح ، وقد ورد اسمه بصورتين مختلفتين في الشاهدين ؛ ففي ش1 اسمه (ريفاث) وفي ش2 اسمه (ديفاث) .. وبالرغم من اختلاف علماء النصارى في تحديد الصورة الصحيحة لهذا الاسم ، إلا أن معظمهم يرجحون (ريفاث) .. ويرجعون سبب هذا الاختلاف ـ الخطأ بالأحرى ـ إلى الخلط بين حرفي الدال والراء ، كما بينت في المقدمة!!.


                      وإليك الدليل من أقوال علماء النصارى
                      (1) رجح المفسر وليم مارش أن (ريفاث) هو الصورة الصحيحة لاسم الرجل .. فقال ..

                      ريفاث : أي عشيرة ريفاث وسميت في بعض نسخ سفر [أخبار] الأيام الأول ديفاث (أخبار الأيام الأول1/6) (انظر الكلام على دودانيم في ما يأتي) والصواب ريفاث على ما يرجح وهم سكان جبال ريفين (أو الكرباثيون) وكانوا سلتيين.
                      ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء1(أ) ـ صفحة94))

                      (2) في حين خالفه الخوري بولس الفغالي فزعم أن (ديفاث) هو الصورة الصحيحة لاسم الرجل .. فقال ..
                      ريفاث : أحد أبناء جومر بن يافت. (تكوين10/3). هو شعب من الشعوب. نقرأ في (أخبار الأيام الأول1/6) ، ديفات. في العبرية : ر ي ف ت. نحن أمام خطأ وقع فيه الكتبة الذين لم يميّزوا بين الدال والراء. فالقراءة الصحيحة هي "د ي ف ت" التي تقرأ "دايوفاتي" (أخبار الأيام الأول1/6). هي لفظة فارسيّة (إيرانيّة) مؤلّفة من "دهيو" أي البلاد والمقاطعة. و "فاتي" أي السيّد والأمير. ولفظة "ديوفاتي" تدلّ على "أمير البلاد". فهناك رئيس من ماداي اسمه "دهيوكا" (في الأكادية دا اي يوكا) قد عُرف في زمن سرجون الثاني (721-705).

                      ((بولس الفغالي ـ المحيط الجامع ـ صفحة609))

                      (3) أقر المفسران Keil & Delitzsch بصعوبة الوصول إلى الصورة الصحيحة لهذا الاسم .. فقالا ..




                      الترجمة
                      والناجمة جزئياً عن أخطاء النسخ ـ الكلام هنا عن أحد أسباب الاختلاف بين الأسماء الواردة في كلٍ من (تكوين10) و (أخبار الأيام الأول1) ـ ، كما ، على سبيل المثال ، ديفاث (أخبار الأيام الأول1/6) مقابل ريفاث (تكوين10/3) ، وبالعكس رودانيم (أخبار الأيام الأول1/7) مقابل دودانيم (تكوين10/4) ، حيث لا يمكن على وجه اليقين أن يُحَدَد أي منها هي الصورة الأصلية الصحيحة.
                      ((المرجع))


                      وبالرغم من هذا الاختلاف ، إلا أن معظم علماء النصارى يرجحون أن الصورة الصحيحة لهذا الاسم هي (ريفاث) لا (ديفاث) ، ودليلهم أن الترجمة السبعينية تكتب هذا الاسم في الموضعين (ريفاث) ((المرجع)) .. وأسأل ، طالما أن الترجمة السبعينية حجة يعول عليها في أمثال تلك الاختلافات ، فلماذا ضرب بها هؤلاء العلماء عرض الحائط في المثال (17) ؛ فخالفوها ، وبدلاً من (هدرعزر) كما ورد فيها ، كتبوا في ترجماتهم الحديثة (هدد عزر)؟!! .. فمتى تكون تلك الترجمة حجة يعول عليها ، ومتى لا تكون؟ .. وقد كتب النصارى في ش2 (ريفاث) بدلاً من (ديفاث) في الكثير من ترجماتهم الحديثة .. مثل .. ترجمة الحياة .. العربية المشتركة .. سميث ـ فانديك .. NIV .. NLV .. وغيرها ، وإليك الشاهدين طبقاً للترجمة العربية المشتركة ..
                      ش1: وبَنو جُومَرَ أشْكَنَازُ ورِيفاثُ وتُوجَرْمَةُ.
                      ش2: وبَنو جومَرَ أشْكَنازُ وريفاتُ‌ وتوجَرْمَةُ.

                      ثالثاً : دودانيم ـ رودانيم ..
                      هو أحد أبناء ياوان بن يافث بن نوح ، الذي تسمى على اسمه أحد الشعوب ، وقد ورد اسمه هو الآخر بصورتين مختلفتين في الشاهدين ؛ ففي ش1 اسمه (دودانيم) وفي ش2 اسمه (رودانيم) .. وقد احتار علماء النصارى في تقرير أي الصورتين هي الصحيحة ؛ فرجح بعضهم أن (رودانيم) هو الصورة الصحيحة ؛ وخالفهم آخرون فعتبروا (دودانيم) هو الصورة الصحيحة .. وهؤلاء وأولئك أرجعوا سبب هذا الخطأ إلى الخلط بين حرفي الدال والراء ، كما بينت في المقدمة!! .. والخلط الحادث هنا عكس السابق (فمن ش1 إلى ش2 ، تبدلت الراء إلى دال في الاسم السابق ، أما في هذا الاسم فقد تبدلت الدال إلى راء).


                      وإليك الدليل من أقوال علماء النصارى
                      - علماء كثيرون رجحوا أن (رودانيم) هو الصورة الصحيحة ..
                      (1) المفسر وليم مارش .. يقول ..
                      دودانيم : أي عشيرة دودانيم ولعل اللفظة الأصلي رودانيم على ما في كثير من النسخ وما في سفر أخبار الأيام الأول في ترجمة السبعين (أخبار الأيام الأول1/7) والنسخة السامرية. وكثيراً ما تُبدَل الراء بالدال في الأعلام لشدة قرب صورة أحد الحرفين من الآخر في العبرانية فيكون الرودانيميون هم الروديون سكان جزيرة رودس.

                      ((وليم مارش ـ السنن القويم في تفسير العهد القديم ـ الجزء1(أ) ـ صفحة94ـ95))

                      (2) مؤلفو قاموس الكتاب المقدس .. يقولون ..
                      دودانيم : الرابع بين أبناء ياوان (تكوين10/4) كما ذكر في بعض المخطوطات العبرية. أما بعض المخطوطات العبرية الأخرى وكذلك الترجمات اليونانية القديمة والسامرية فقد ذكرته باسم رودانيم. وكذلك ورد الاسم بهذه الصيغة في (أخبار الأيام الأول1/7) في كثير من المخطوطات والترجمات. وقد ظن الكثيرون أن صيغة الاسم الصحيحة في (تكوين10/4) هي رودانيم.

                      ((قاموس الكتاب المقدس ـ صفحة379))
                      (ظن!!) سنرى أثر هذا الظن في الترجمات التي يعنونونها بـ (الكتاب المقدس) بعد قليل.

                      - علماء أخرون رجحوا أن (دودانيم) هو الصورة الصحيحة ..
                      (3) المفسر دريك كدنر .. يقول ..

                      أما "رودانيم" والأرجح "دودانيم" انظر (أخبار الأيام الأول1/7) فهم أهل رودس.
                      ((دريك كدنر ـ التفسير الحديث للكتاب المقدس <تفسير سفر التكوين> ـ صفحة113))

                      (4) مؤلفو دائرة المعارف الكتابية .. يقولون ..
                      دودانيم : اسم عبري في صيغة الجمع معناه "القادة" أو "القضاة" ، وهو اسم عائلة من نسل ياوان بن يافث بن نوح (تكوين10/4). ويظن البعض أنهم القبائل اليونانية التي كانت تستوطن المنطقة المحيطة بتروادة في شمالي غرب أسيا الصغرى. ويرد الاسم في الترجمة السبعينية ، وكذلك في القائمة المقابلة في سفر أخبار الأيام على صورة "رودانيم" (أخبار الأيام الأول1/7) ، أي القبائل اليونانية التي استوطنت جزيرة "رودس". ولكن هناك من يرى أن "دودانيم" هو الاسم الصحيح ، وأن الخلط بين الحرفين "الدال" و "الراء" في العبرية سهل جداً لتشابههما في الكتابة إلى حد بعيد (كما قد يحدث في العربية أيضاً).

                      ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء3 ـ صفحة459))


                      - علماء تركوا الأمر على سبيل التخيير ؛ فلم يرجحوا ..
                      (5) الخوري بولس الفغالي .. يقول ..

                      دودائيم : شعب (أخبار الأيام الأول1/7) يعيش في لوقية (المنطقة الجنوبية الغربية لآسيا الصغرى). ويمكننا أن نقرأ رودائيم (مع اليونانية والسامرية) فنتحدث عن أهل جزيرة رودس.
                      ((الخوري بولس الفغالي ـ المجموعة الكتابية (2) ـ أسفار الشريعة (1) ، سفر التكوين ـ صفحة160))
                      إلا أنه جزم بأن القراءة الصحيحة في الشاهدين هي (رودانيم) ، وذلك في موضعين من محيطه الجامع ، صفحتي 542 ، 593.

                      (6) القائمون على ترجمة KJV كتبوا الصورتين على هامشي الشاهدين ، تاركين حرية الاختيار للقارئ الملهم ليقرر (أي الصورتين هي كلمة الإله الحي رب الجنود؟)!! ..

                      Dodanim: or, as some read it, Rodanim
                      ((المرجع))
                      Dodanim: or, Rodanim, according to some copies
                      ((المرجع))

                      (7) وخلاصة القول : احتار علماء النصارى في تقرير الصورة الصحيحة لهذا الاسم. وقد أقر العالمان Keil & Delitzsch في تفسيرهما أنه لا يمكن الوصول على وجه اليقين للصورة الصحيحة لهذا الاسم!! .. فقالا ..




                      الترجمة
                      والناجمة جزئياً عن أخطاء النسخ ـ الكلام هنا عن أحد أسباب الاختلاف بين الأسماء الواردة في كلٍ من (تكوين10) و (أخبار الأيام الأول1) ـ ، كما ، على سبيل المثال ، ديفاث (أخبار الأيام الأول1/6) مقابل ريفاث (تكوين10/3) ، وبالعكس رودانيم (أخبار الأيام الأول1/7) مقابل دودانيم (تكوين10/4) ، حيث لا يمكن على وجه اليقين أن يُحَدَد أي منها هي الصورة الأصلية الصحيحة.
                      ((المرجع))


                      وما صرح به العالمان Keil & Delitzsch ستلمسه بنفسك قارئي الكريم لو رجعت إلى الترجمات المختلفة ، حيث سترى فيها العجب العجاب ؛ فقد كتب النصارى هذا الاسم في الشاهدين بكل الصور المحتملة رياضياً .. فترجمات كتبت ( دودانيم ، دودانيم) ، وأخرى كتبت ( رودانيم ، رودانيم) ، وثالثة كتبت (دودانيم ، رودانيم) ، ورابعة كتبت ( رودانيم ، دودانيم) .. وإليك المزيد من التفاصيل ..
                      - ترجمات كتبت هذا الاسم في الشاهدين (دودانيم) .. مثل .. سميث ـ فانديك .. العربية المشتركة .. Bishop's Bible ، وغيرها.

                      وبَنو ياوانَ أليشَةُ وتَرشيشُ وكِتِّيمُ ودُودانيمُ : 1 : العربية المشتركة
                      وبَنو ياوانَ أليشَةُ وتَرشيشُ وكِتِّيمُ ودُودانيمُ : 2 : العربية المشتركة
                      - وخالفتها أخرى ؛ فكتبت في الشاهدين (رودانيم) .. مثل .. NLT .. NIV .. God's Word ، وغيرها.

                      NIV : 1 : The sons of ****n: Elishah, Tarshish, the Kittim and the Rodanim
                      NIV : 2 : The sons of ****n: Elishah, Tarshish, the Kittim and the Rodanim
                      - وثالثة تركت الاسم بخلطه وخطله كما ورد في العبري ؛ حيث كتبت في ش1 (دودانيم) ، وفي ش2 (رودانيم) .. مثل .. ASV .. Amplified Bible .. w e b e s t e r Bible ، وغيرها.

                      ASV : 1 : And the sons of ****n: Elishah, and Tarshish, Kittim, and Dodanim
                      ASV : 2 : And the sons of ****n: Elishah, and Tarshish, Kittim, and Rodanim
                      - ورابعة "زادت الطين بلة" ؛ فكتبت في ش1 (رودانيم) ، وفي ش2 (دودانيم) .. مثل .. بعض ترجمات الكاثوليك (كاليسوعية).

                      وبَنو ياوان: أَلِيشَة وتَرْشيش والكِتِّيم والرُّودانيم : 1 : اليسوعية
                      ويَنو ياوان: اليشَةُ ؤَترْشيش وكِتِّيمُ ودودائيم : 2 : اليسوعية

                      وبهذا الحل العبقري ، لم يدع علماء النصارى حجة لأحد كي يدعي وقوع أي خطاء في الكتاب المقدس في أحد هذين الشاهدين ؛ فقد كتبوا الاسم في الترجمات المختلفة بكل الطرق الممكنة رياضياً ، ولابد أن واحدة منها صحيحة ، فمن يستطيع أن يعترض الآن؟!! .. والخطوة الأخيرة المتبقية ، هي تحديد أي تلك الترجمات تحمل الاسم الصحيح كما كتبه المؤلف الملهم .. وتلك الخطوة أتمنى أن يتفضل علينا بها الدكتور القس منيس عبد النور الذي قال بكل ثقة وفخر : "والباحث المخلص يجد أن غلطات كهذه ـ أي الناجمة عن الخلط بين حرفي الدال والراء ـ يرجع سببها إلى النـَّسخ ، ولا تؤثر البتة في نص الكتاب وتعليمه." ، وثقتي أن الدكتور القس الذي أمتعنا في كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) بحلوله الوهمية لمشكلات كتابه المقدس ، لن تعجزه مثل تلك المشكلة الصغيرة التي حيرت أقرانه من علماء النصارى ، فجنابه يتمتع بإمكانيات سحرية مبهرة أكسبته القدرة على التوفيق بين النقيضين والضدين ؛ فلا تستبعد أن يخرج جنابه بحل سحري يثبت فيه أن تلك الترجمات بأجمعها .. صحيحة!!.


                      والليالي من الزمان حبالا :: :: مثقلات يلدن كل عجيب




                      سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ .. وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


                      الطامع في عفو ربه الكريم
                      EgyMuslim

                      يتبع بإذن الواحد الأحد ..

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم


                        الأسماء والأنساب في الكتاب المقدس (5)

                        فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
                        (( المائدة ـ الآية 13 ))


                        ورد فيما يسمى الكتاب المقدس لائحتان بأسماء أبطال داود المحاربين .. الأولى : لائحة (صموئيل الثاني 23) .. والثانية : لائحة (أخبار الأيام الأول 11) .. ويضم الجزء المتقابل من هاتين اللائحتين نحو 35 اسماً .. وعلى عادة الكتاب المقدس ؛ فبين اللائحتين الكثير من الاختلافات ، على الرغم من أنهما توردان أسماء نفس الأشخاص ـ أو هكذا يفترض ـ !! .. فمن الملاحظ وجود بعض الأسماء في إحدى اللائحتين دون الأخرى ، كما توجد اختلافات ـ أكثرها مؤثر ـ بين العديد من الأسماء المتقابلة في اللائحتين ، ويوجد أيضاً بعض الأشخاص يسمى أحدهم في إحدى اللائحتين أو في كليهما باسم يختلف عن اسمه المسمى به في مواطن أخرى من الكتاب المقدس!!.

                        يقول القس ماكسيموس وصفي في دراسته لسفر صموئيل الثاني ، معلقاً على هاتين اللائحتين ..
                        وبالقائمة أسماء أكثر من ثلاثين رجلاً من أبطال الجنود (صموئيل الثاني 23/24ـ39) ، وضمت لوحة التكريم ، الأبطال المحاربين وشملت أسماء عسائيل أخو يوآب ، وأوريا الحثي زوج بتشبع . وأسماء هؤلاء الأبطال من جنود الجيش تذكر أيضاً في سفر أخبار الأيام الأول مع بعض الاختلافات في جميع الأسماء وترتيبها ( أخبار الأيام الأول 11/10ـ47).

                        ((القس ماكسيموس وصفي ـ دراسة في سفر صموئيل الثاني ـ الناشر : كنيسة السيدة العذراء ، بمحرم بك ـ طبعة (1) ، 2009 ـ صفحة 154))



                        وقد أرجع العالمان Keil & Delitzsch في تفسيرهما تلك الاختلافات في الأسماء إلى أخطاء في النص ، وصرحا بتعذر الوصول للقراءة الصحيحة .. فقالا ..

                        The following list of David's heroes we also find in (1Ch 11/10-47), and expanded at the end by sixteen names (1Ch 11/41-47), . . . . In every other respect the two lists agree with one another, except that there are a considerable number of errors of the t e x t, more especially in the names, which are frequently corrupt in both t e x t s, to that the true reading cannot be determined with certainty


                        الترجمة

                        لائحة أبطال داود التالية ـ أي لائحة (صموئيل الثاني 23/8ـ39) ـ نجدها أيضاً في (أخبار الأيام الأول 11/10ـ47) ، والتي تتوسع لتشمل 16 اسماً في نهايتها (أخبار الأيام الأول 11/41ـ47) ـ لا تذكر تلك الأسماء البتة في لائحة (صموئيل الثاني 23) ـ ، . . . . واللائحتان تتفق إحداهما مع الأخرى ، إلا أنه يوجد عدد كبير من الأخطاء في النص ، خصوصاً في الأسماء ، والتي كثيراً ما تكون فاسدة في كلا النصين ، ولذلك فإن القراءة الصحيحة لا يمكن تحديدها على وجه اليقين.




                        إذاً ، قارئي الكريم ، يتعذر الوصول بشكل يقيني للصور الصحيحة للأسماء المختلفة في اللائحتين المقدستين ، كما صرح العالمان .. وهو ما سيثبت لك صحته عند دراسة تلك الأسماء بشكل منفرد .. ويمكن إرجاع تلك الاختلافات في الأسماء ، أو على حد تعبير هذين العالمين : "فساد الأسماء" .. إلى أسباب عدة ، بعضها يرجع إلى أخطاء النـُساخ العفوية ـ زعماً ـ ، وبعضها يرجع إلى أسباب أخرى أجليها في حينه ـ بإذن الله تعالى ـ ..


                        .. والجدول التالي يوضح الاختلافات الحادثة في الأسماء الواردة في اللائحتين ..
                        .. استخدمت اللون الأسود في كتابة الأسماء المتفقة ، واستخدمت اللون الأحمر في كتابة الأسماء المختلفة ، ووضعت العلامات (××××××××××) عوضاً عن الأسماء الساقطة ..




                        وقبل أن أشرع في دراسة تلك الأسماء ، ألفت نظرك قارئي الكريم للأمور التالية ..
                        1) لن أراعي الترتيب في دراسة تلك الأسماء.
                        2) قد يرد الاسم في مواطن أخرى من الكتاب المقدس غير لائحتي : (صموئيل الثاني 23) و (أخبار الأيام الأول 11) ، أذكر تلك المواطن كلها عند دراسة الاسم ، وأبين أوجه الاختلاف بينها .. على أن يمثل ش1 (صموئيل الثاني 23) ، ويمثل ش2 (أخبار الأيام الأول 11) ، ويمثل المواطن الأخرى ش3 ، ش4 . . . . وهكذا.
                        3) تجاهلت 16 اسماً وردت في آخر اللائحة الثانية (أخبار الأيام الأول 11) ، نظراً لعدم وجود ما يناظرها في اللائحة الأولى (صموئيل الثاني 23).
                        4) سبق أن درست ، في المثال (19) ، مشكلة (شمة الحرودي) أو (شموت الهروري) الوارد في البند (9).



                        والله تعالى أسأل السداد



                        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (21) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                        ش1: (صموئيل الثاني 23/29) [ خَالَبُ بْنُ بَعْنَةَ النَّطُوفَاتِيُّ .... ].
                        ش2: (أخبار الأيام الأول 11/30) [ .... خَالِدُ بْنُ بَعْنَةَ النَّطُوفَاتِيُّ. ].
                        ش3: (أخبار الأيام الأول 27/15) [ .... خَلْدَايُ النَّطُوفَاتِيُّ مِنْ عُثْنِئِيلَ .... ].

                        هذا الرجل هو واحد من أبطال داود ، وقد ورد اسمه بثلاث صور مختلفة في الكتاب المقدس .. فهو (خالب) طبقاً لـ ش1 ، و(خالد) طبقاً لـ ش2 ، و(خلداي) طبقاً لـ ش3 .. ويقول أهل التثليث : إن الصورة الثانية (خالد) هي الصحيحة ، وأن الصورة الأولى (خالب) خطأ يجب تصحيحه ، وأرجع بعضهم سبب هذا الخطأ إلى تشابه حرفي "الدال" و "الباء" في العبرية القديمة .. أما عن الصورة الثالثة (خلداي) ، فلو استبعدنا علامات التحريك الماسورية ؛ فإن حروف تلك الكلمة هي عينها حروف كلمة (خالد) مع زيادة حرف (اليود[י]) في آخرها ، ويزعم أصحاب الروح القدس أن تلك الزيادة لا تمثل اختلافاً !!.
                        خالـب : חֵלֶב
                        خالـد : חֵלֶד
                        خلداي : חֶלְדַּי


                        أقوال علماء النصارى

                        (1) مؤلفو دائرة المعارف الكتابية .. يقولون ..
                        خالد: اسم عبري بمعنى "الخلود" فهو نفس الاسم في العربية لفظاً ومعنى ، وهو نفسه "خالب" المذكور سابقاً (أخبار الأيام الأول 11/30) مع (صموئيل الثاني 23/29). ويرجع الاختلاف في كتابة الاسم "خالب" في صموئيل الثاني ، و"خالد" في أخبار الأيام الأول إلى أن الحرفين "ب" ، "د" في العبرية القديمة كانا متشابهين إلى حد بعيد يسهل معه الخلط بينهما.

                        ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء 3 ـ صفحة 222))


                        (2) المفسران Keil & Delitzsch .. يقولان ..

                        1Ch 27/15 : Heldai, in (1Ch 11/30) Heled, in (2Sa 23/29) erroneously called Heleb
                        الترجمة
                        (أخبار الأيام الأول 27/15) : "خلداي" ، في (أخبار الأيام الأول 11/30) يسمى "خالد" ، في (صموئيل الثاني 23/29) دُعِيَ بالخطأ "خالب".
                        ((المرجع))


                        (3) جاء في تفسير Treasury of S c r i p t u r a l Knowledge : TSK .. ما نصه ..

                        Heleb seems evidently a mistake for Heled, which is essentially the same with Heldai
                        الترجمة
                        يبدو من الواضح أن "خالب" خطأ من "خالد" ، التي هي في جوهرها نفس "خلداي".
                        ((المرجع))


                        وعلى كلٍ فقد اعتبر النصارى أن الصورة الصحيحة لهذا الاسم هي (خالد) ، أو (خلداي) .. وقد حرف أصحاب الترجمات الحديثة هذا الاسم بطرق متباينة في العديد من ترجماتهم بغرض التوفيق !! ..
                        - فالعديد من الترجمات غيرت (خالب) في ش1 إلى (خالد) كما في ش2 .. مثل .. ترجمة الكتاب الشريف .. The MESSAGE ..NIV .. وغيرها ..

                        The MESSAGE
                        (1): Heled son of Baanah the Netophathite
                        (2): Heled son of Baanah the Netophathite
                        (3): Heldai the Netophathite from the family of Othniel
                        - في حين غير القائمون على ترجمة BBE (خالب) في ش1 إلى (خلداي) كما في ش3 ..

                        BBE
                        (1): Heldai, the son of Baanah the Netophathite
                        (2): Heled, the son of Baanah the Netophathite
                        (3): Heldai the Netophathite, of Othniel

                        - أما أصحاب ترجمة NLT ، فحرفوا الاسم في كلٍ من ش1 (خالب) و ش3 (خلداي) ليطابق ش2 ؛ وليصبح في الشواهد الثلاثة (خالد) ..

                        NLT
                        (1): Heled son of Baanah from Netophah
                        (2): Heled son of Baanah from Netophah
                        (3): Heled, a descendant of Othniel from Netophah
                        - أما باقي الترجمات الحديثة فقد تركت الاسم في مواضعه بخلطه وخطئه ، ففي ش1 كتبت (خالب) ، وفي ش2 كتبت (خالد) ، وفي ش3 كتبت (خلداي)!!.

                        وليت شعري .. أي تلك الترجمات المختلفة تمثل كلمة الله ؟! .. ومن الذي أذن للقائمين عليها بإحداث تلك التغيرات في نص يُفترض أنه جزء من وحي الله ؟! .. [ قُلۡ آللّهُ أَذِنَ لَكُمۡ أَمۡ عَلَىٰ اللّهِ تَفۡتَرُونَ ] (( يونس ـ الآية 59 )) ؟! ..




                        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (22) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                        ش1: (صموئيل الثاني 23/35) [ فَعْرَايُ الأَرَبِيُّ ].
                        ش2: (أخبار الأيام الأول 11/37) [ نَعْرَايُ بْنُ أَزْبَايَ ].

                        أختلف الشاهدان في اسم ولقب هذا البطل .. فطبقاً لـ ش1 اسمه (فعراي) ، ولقبه (الأربي) .. وطبقاً لـ ش2 اسمه (نعراي) ، ولقبه (أزباي) .. ولمزيد من الإيضاح ، أدرس اسم ولقب هذا الرجل بشكلٍ منفصل ..

                        أولاً : الاسم ..
                        الاختلاف الحادث في الاسم هو محور هذا المثال ..
                        في العبرية ، تتفق حروف اسم هذا الرجل في الشاهدين إلا في حرف واحد فقط .. وقد أقر السادة أصحاب الروح القدس بوقوع الخطأ في هذا الاسم نتيجة تبدل الأحرف ؛ حيث تبدل حرف الـ (فاء[ف] = فيه[פ]) إلى (نون[ن] = نون[נ]) ، أو العكس .. وبكل فخر واعتزاز أعلنوا عجزهم عن تعيين الصورة الصحيحة له !!.
                        فعراي : פַּעֲרַי
                        نعراي : נַעֲרַי


                        أقوال علماء النصارى

                        (1) تحت عنوان [ graphic similarly between letters in the early Hebrew s c r i p t ] ضرب العالم المعروف Emanuel Tov العديد من الأمثلة على الخلط بين الحروف في المخطوطة العبرية القديمة ، واستخدم هذا الاسم كمثال على الخلط بين حرفي " פ ، נ " ..


                        ((Emanuel Tov - ****ual Criticism of the Hebrew Bible - P. 245))


                        (2) نقل قاموس Fausset's Bible Dictionary اختلاف علماء النصارى في الصورة الصحيحة لهذا الاسم ، فـ"كيّل" يرى أن (فعراي) يمثل الصورة الصحيحة للاسم ، أما "كيني كات" فيرى أن (نعراي) هو الذي يمثلها !! ..

                        Naarai : (1Ch 11/37) . Called "Paarai the Arbite" in (2Sa 23/35) . Keil thinks the latter form, Kennicott the former, the correct one
                        ((المرجع))

                        (3) المفسران Keil & Delitzsch .. يقولان ..

                        Paarai the Arbite, i.e., of Arab, also in the mountains of Judah (Jos 15/52). In the Chronicles we find Naarai ben-Ezbi: the latter is evidently an error in writing for ha-Arbi; but it is impossible to decide which of the two forms, Paarai and Naarai, is the correct one
                        الترجمة
                        فعراي الأربي ، أي من " آراب" ، في جبال يهوذا (يشوع 15/52) . في أخبار الأيام نقرأ "نعراي بن أزباي" : من الواضح أن الأخير ـ أي "بن أزباي" ـ خطأ في كتابة "هـ - أربي = الأرابي" ؛ لكن يستحيل تقرير أي الشكلين "فعراي ، نعراي" هو الصحيح.



                        (4)مؤلفو موسوعة ISBE : International Standard Bible Encyclopedia .. يقولون ..

                        Naarai : Son of Ezbai, one of David's heroes (1Ch 11/37) . In the parallel passage (2Sa 23/35), he is called “Paarai the Arbite”. The true forms of the name and des c r i p tion are uncertain


                        الترجمة


                        نعراي : ابن أزباي ، أحد أبطالِ داود (أخبار الأيام الأول 11/37) . في النص الموازي (صموئيل الثاني 23/35) دُعي "فعراي الأربي". إن الشكل الصحيح للاسم واللقب غير أكيد.




                        إذاً أيها السادة ، من غير الممكن تعين الصورة الصحيحة لهذا الاسم !! .. وعليه سكتت الترجمات المختلفة عن هذا الخطأ ؛ فكتبت الاسم بصورتيه المختلفتين في موضعيهما ، عدا أصحاب ترجمة NLT ؛ الذين حرفوا (نعراي) في ش2 إلى (فعراي) كما في ش1 ، وبذلك وحدوا الاسم في الشاهدين على (فعراي) !! .. وإليك نص الشاهدين طبقاً لتلك الترجمة ..

                        (1): Paarai from Arba
                        (2): Paarai son of Ezbai


                        ثانياً : اللقب ..
                        اختلف الشاهدان في لقب الرجل .. فيـُلقب في ش1 بـ (الأربي) ، ويـُلقب في ش2 بـ (بن أزباي) .. وبالرجوع إلى العبرية ، وبالتدقيق في أحرف صورتي اللقب ، يتبين أن احتمال وقود الخطأ نتيجة الخلط بين الأحرف المتشابهة ، احتمال قوي ..


                        بإمكانك قارئي الكريم أن تدرك التشابه الواضح بين الحروف المختلفة في الصورتين ، فحرف (الريش [ר]) في الأولى يشبه حرف (الزاين [ז]) في الثانية ، ومن جهة أخرى ، فإن حرف (هيه [ה]) في الأولى ، والذي يكافئ (الـ) التعريف في العربية ، يشبه إلى حدٍ ما المقطع الأول من الثانية (בּן = بن) .. أما باقي حروف الصورتين ، وعددها ثلاثة أحرف ، فمتطابقة .. وهذا التشابه الذي يصل إلى حد التطابق في معظم حروف الصورتين يقوي احتمال : أنهما في الأساس كلمة واحدة ، حدث خطأ عند كتابتها أو نساختها في أحد الموضعين.

                        وقد وقف علماء النصارى موقف المتشكك المتحير أمام هذا اللقب ..
                        . . . . فالتشابه الواضح بين أحرف صورتيه ، بالإضافة إلى وقوع الكثير من الخطأ والاضطراب في الأسماء والألقاب المحيطة بهذا اللقب ـ راجع بند (32) في الجدول أعلاه ـ ، دفع بعضهم للاعتقاد بأن سبب الاختلاف في هذا اللقب يرجع لخطأ أيضاً.
                        . . . . في حين أن سهولة الجمع بين الشاهدين دفع بعضهم للاعتقاد أنه لا خطأ في اللقب .. فقالوا : إن الصورة الأولى (الأربي) ، وهي نسبة إلى "آراب" إحدى مدن اليهودية ((قاموس الكتاب المقدس ـ صفحة 45)) ، تمثل لقب الرجل .. أما (أزباي) فهو اسم والد الرجل ، ولا علاقة لهذا الاسم باللقب ((قاموس الكتاب المقدس ـ صفحة 60)) ، والدليل أن هذا الاسم مسبوق بلفظة (بن) .. وعليه فلا خطأ ..

                        أقول : محتمل ، وإن كان احتمال وقوع الخطأ أظهر ..


                        أقوال علماء النصارى

                        (1) مؤلفو قاموس الكتاب المقدس .. يقولون ..

                        أزباي : ومعناه غير معروف . وهو اسم أطلق على أبي نعراي أحد أبطال جيش داود (أخبار الأيام الأول 11/37) ، ويحتمل أن هذا هو نفس الرجل المذكور باسم "الأربي" في (صموئيل الثاني 23/35).
                        ((قاموس الكتاب المقدس ـ صفحة 60))


                        (2) ورد في قاموس Holman Bible Dictionary .. ما نصه ..

                        EZBAI : Personal name of unknown meaning. Father of one of David's military leaders (1Ch 11/37). The parallel list (1Sa 23/35) contains a word of similar appearance -”the Arbite.” The Samuel reading may be the original with the Chronicles reading the result of early copying, but no certain decision can be made
                        الترجمة
                        أزباي : اسم شخصي مجهول المعنى ، وهو والد أحد قادة داود العسكريين (أخبار الأيام الأول 11/37) . اللائحة المقابلة (صموئيل الثاني 23/35) تحتوي على كلمة ذات هيئة مماثلة ـ "الأربي". ربما تكون قراءة صموئيل هي الأصلية ضد قراءة أخبار الأيام الناتجة في وقت مبكر عن النسخ ـ أي أن تلك القراءة نتيجة خطأ في النسخ ـ ، ولكن لا قرار حاسم يمكن اتخاذه.



                        (3) مؤلفو موسوعة ISBE : International Standard Bible Encyclopedia .. يقولون ..

                        Naarai : Son of Ezbai, one of David's heroes (1Ch 11/37) . In the parallel passage (2Sa 23/35), he is called “Paarai the Arbite”. The true forms of the name and des c r i p tion are uncertain
                        الترجمة
                        نعراي : ابن أزباي ، أحد أبطالِ داود (أخبار الأيام الأول 11/37) . في النص الموازي (صموئيل الثاني 23/35) يدعى "فعراي الأربي". إن الشكل الصحيح للاسم واللقب غير أكيد.
                        ((المرجع))


                        (4) المفسران Keil & Delitzsch .. يقولان ..

                        Paarai the Arbite, i.e., of Arab, also in the mountains of Judah (Jos 15/52). In the Chronicles we find Naarai ben-Ezbi: the latter is evidently an error in writing for ha-Arbi
                        الترجمة
                        فعراي الأربي ، أي من " آراب" ، في جبال يهوذا (يشوع 15/52) . في أخبار الأيام نقرأ "نعراي بن أزباي" : من الواضح أن الأخير ـ بن أزباي ـ خطأ في كتابة "هـ - أربي = الأرابي".
                        ((المرجع))


                        ولم أقف على ترجمة عربية أو إنجليزية عمد القائمون عليها إلى تحريف صورة اللقب في أحد الشاهدين لتطابق الصورة الأخرى ، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى سهولة الجمع بين الشاهدين ، كما بينت أعلاه .. وقد يرجع أيضاً لعجز القوم التام عن تخمين الصورة الصحيحة للقب بشيء من اليقين .. ولكن يكفي أن أقوال هؤلاء العلماء التي تطفح بالشك والحيرة تبين مقدار ثقة النصارى في كتابهم ؛ فهو ليس بالكتاب الثابت ، المقطوع بمضامينه ، المتيقن من أخباره ، عند طائفة عظيمة من علمائهم ومحققيهم.




                        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (23) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                        ش1: (صموئيل الثاني 23/27) [ مَبُونَايُ الْحُوشَاتِيُّ ].
                        ش2: (أخبار الأيام الأول 11/29) [ سِبْكَايُ الْحُوشَاتِيُّ ].
                        ش3: (صموئيل الثاني 21/18) [ ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ كَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. حِينَئِذٍ سَبْكَايُ الْحُوشِيُّ قَتَلَ سَافَ الَّذِي هُوَ مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا. ].
                        ش4: (أخبار الأيام الأول 20/4) [ ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ قَامَتْ حَرْبٌ فِي جَازِرَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. حِينَئِذٍ سَبْكَايُ الْحُوشِيُّ قَتَلَ سَفَّايَ مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا فَذَلُّوا. ].
                        ش5: (أخبار الأيام الأول 27/11) [ الثَّامِنُ لِلشَّهْرِ الثَّامِنِ سِبْكَايُ الْحُوشَاتِيُّ مِنَ الزَّارَحِيِّينَ، وَفِي فِرْقَتِهِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. ].

                        ورد في هذه الشواهد اسم بطل آخر من أبطال داود .. وبين تلك الشواهد الخمسة أربعة اختلافات كاملة ..

                        الاختلاف الأول ..
                        اسم المدينة التي اندلعت فيها الحرب ، فطبقاً لـ ش3 اسمها (جوب) ، وطبقاً لـ ش4 اسمها (جازر) .. وأهمل هذا الاختلاف في اسم المدينتين حتى لا أبتعد عن موضوعنا.

                        الاختلاف الثاني ..
                        اسم المقتول ، فطبقاً لـ ش3 اسمه (ساف Saph) ، وطبقاً لـ ش4 اسمه (سفاي Sippai) .. وقد حرف القائمون على ترجمة NLT اسمه في ش4 ؛ فبدلاً من (سفاي) كتبوا (ساف) كما في ش3 ، بهدف توحيد اسمه في الشاهدين .. وإليك نص الشاهدين طبقاً لتلك الترجمة ..

                        (3) : After this, there was another battle against the Philistines at Gob. As they fought, Sibbecai from Hushah killed Saph, another descendant of the giants
                        (4) : After this, war broke out with the Philistines at Gezer. As they fought, Sibbecai from Hushah killed Saph, a descendant of the giants, and so the Philistines were subdued


                        الاختلاف الثالث ..
                        حدث في لقب القاتل ، فهو (حوشي) طبقاً لـ ش3 ، ش4 ، و (حوشاتي) طبقاً لـ ش1 ، ش2 ، ش5 .. ويزعم علماء النصارى أن هذا اللقب هو نسبة إلى بلدة (حوشة) ـ كما سيأتي بيانه ـ ، وإن صدق زعمهم ، فتكون كلا النسبتين صحيحة .. وعليه يكون الاختلاف شكلي ، ولا يعول عليه.

                        الاختلاف الرابع ..
                        الاختلاف الحادث في اسم البطل ، وهذا الاختلاف هو محور هذا المثال ..
                        ورد اسم هذا الرجل بصورتين مختلفتين ؛ فطبقاً لـ ش1 اسمه (مبوناي) ، أما في باقي الشواهد فاسمه (سبكاي) .. وهذا الرجل كان قائداً لفرقة الشهر الثامن ، وكان تحت لوائه 24 ألفاً من المقاتلين ، وهو الذي قتل العملاق الفلسطيني (ساف) أو (سفاي) في مدينة (جت) أو (جازر) !! .. وقد أرجع أهل التثليث سبب هذا الاختلاف إلى خلط النساخ بين حروف اسمه ؛ فحروف كلمة (مبوناي) شديدة الشبه بحروف كلمة (سبكاي) ، وأقروا بأن الصورة الأولى (مبوناي) خطأ ، وعمدوا إلى تغيرها في العديد من الترجمات الحديثة إلى (سبكاي) كما في الشواهد الأخرى!!.
                        مبوناي : מְבֻנַּי
                        سبكاي : סִבְּכַי


                        أقوال علماء النصارى

                        (1) مؤلفو دائرة المعارف الكتابية .. يقولون ..
                        سبكاي : اسم عبري معناه "يهوه يتدخل" ، وهو اسم أحد أبطال داود ، ولقبه "الحوشي" أو "الحوشاتي" نسبة إلى بلدة "حوشة" ، وهو زارحي من سبط يهوذا (أخبار الأيام الأول 27/11) وفى إحدى المعارك مع الفلسطينيين في جوب أو جازر ، قتل "ساف" أو "سفاي" من أولاد رافا العمالقة ، فذلوا (صموئيل الثاني 21/18 ، أخبار الأيام الأول 20/4) . كما كان أحد القواد الثلاثين الكبار في جيش داود (أخبار الأيام الأول 11/29) ، وكان في فرقته أربعة وعشرون ألفاً يخدمون في الشهر الثامن (أخبار الأيام الأول 27/11) . ويسمى في سفر صموئيل الثاني "مبوناي الحوشاتي" (صموئيل الثاني 23/27) ، وفى العبرية يسهل الخلط بين حروف "سبكاي" و "مبوناي".

                        ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء 4 ـ صفحة 345))


                        (2) المفسران Keil & Delitzsch .. يقولان ..

                        Mebunnai is a mistake in spelling for Sibbechai the Hushathite .. compare 2Sa 21/18 and 1Ch 11/29
                        الترجمة
                        "مبوناي" خطأ في تهجي "سبكاي" الحوشاتي [قارن (صموئيل الثاني 21/18) و (أخبار الأيام الأول 11/29)].
                        ((المرجع))


                        (3) ورد في قاموس Fausset's Bible Dictionary .. ما نصه ..

                        SIBBECHAI the HUSHATHITE . Of David's guard (2Sa 21/18; 1Ch 27/11), eighth captain for the eighth month, of 24,000 (1Ch 11/29). Of the Zarhite family of Judah. Fought singly with Saph or Sippai, the Philistine giant in the battle at Gezer or Gob (1Ch 20/4). MEBUNNAI is a transcriber's mistake for Sibbecai, in 2Sa 23/27


                        الترجمة

                        سبكاي الحوشاتي . حارس داود (صموئيل الثاني 21/18 ؛ أخبار الأيام الأول 27/11) ، وهو القائد الثامن للشهر الثامن ، وتحت لوائه 24000 من الجنود (أخبار الأيام الأول 11/29) . وهو زارحي من يهوذا . قاتل بمفرده العملاق الفلسطيني "ساف" أو "سفاي" في معركة "جازر" أو "جوب" (أخبار الأيام الأول 20/4) . "مبوناي" (صموئيل الثاني 23/27) خطأ نـَسَّاخ لـ "سبكاي".



                        وعليه فقد أصلحت بعض الترجمات الحديثة هذا الخطأ ؛ فكتبت في ش1 (سبكاي) عوضاً عن (مبوناي) .. مثل .. اليسوعية .. NLT .. BBE .. Today’s NIV .. وغيرها .. إلا أن أغلب الترجمات العربية والإنجليزية فضلت الاحتفاظ بالخطأ ، فكتبت (مبوناي) في ش1 و (سبكاي) في باقي الشواهد .. فأي الفريقين باء بعار تحريف كلمة الإله ، يا نصارى ؟!.




                        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (24) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                        ش1: (صموئيل الثاني 23/28) [ صَلْمُونُ الأَخُوخِيُّ .... ].
                        ش2: (أخبار الأيام الأول 11/29) [ .... عِيلاَيُ الأَخُوخِيُّ ].

                        اختلف الشاهدان في اسم هذا البطل أيضاً .. فهو (صلمون) طبقاً لـ ش1 ، و (عيلاي) طبقاً لـ ش2 .. وقد أرجعت طائفة من علماء النصارى ومحققيهم هذا الاختلاف إلى أخطاء النـُساخ ، إلا أنهم عجزوا عن تحديد الصورة الصحيحة للاسم !! ..
                        صلمون : צַלְמוֹן
                        عيــلاي : עִילַי


                        أقوال علماء النصارى

                        (1) أقر العالمان Keil & Delitzsch باستحالة تعين الصورة الأصلية للاسم .. فقالا ..

                        Instead of Zalmon we find Ilai in the Chronicles (1Ch 11/29); but which of the two names is the correct one it is impossible to decide
                        الترجمة
                        عوضاً عن (صلمون) نجد (عيلاي) في أخبار الأيام (أخبار الأيام الأول 11/29) ؛ لكن أي الاسمين هو الصحيح ، يستحيل الجزم.
                        ((المرجع))


                        (2) أرجع القائمون على قاموس Holman Bible Dictionary هذا الاختلاف إلى تغييرات النساخ .. فقالوا ..

                        Ilai : Personal name of uncertain meaning. One of David's military heroes (1Ch 11:29), apparently the same as Zalmon (2Sa 23:28), the different spelling resulting from a copyist's change
                        الترجمة
                        عيلاي : اسم شخصي غير معروف معناه . أحد أبطال داود المحاربين (أخبار الأيام الأول 11/29) ، وعلى ما يبدو هو نفسه (صلمون) (صموئيل الثاني 23/28) ، الاختلاف الحادث في التهجي ناتج من تغيير النساخ.



                        (3) في كتابه [ An arrangement of the genealogies in the Old Testament and Apocrypha ] يقول القس Gilbert Burrington .. ما نصه ..

                        ii. Sam. xxiii. 28. Zlmon the Ahohite
                        i. Chron. xi. 29. Ilai the Ahohite
                        That both these names were originally the same we may, I think, without difficulty conclude; but whether the latter is a corruption of the former, or the former of a latter, or whether they are not both corrupted, cannot be determined, as neither the collated Hebrew MSS. nor ancient versions (the two great sources of biblical emendatory criticism) here yield us any satisfactory assistance
                        الترجمة
                        (صموئيل الثانــي 23/28) : صلمون الأخوخي.
                        (أخبار الأيام الأول 11/29) : عيلاي الأخوخي.
                        يجوز لنا ، كما أعتقد ، أن نقرر دون عناء أن كلا الاسمين كانا نفسيهما في الأصل ، ولكن لا يمكن تحديد ، ما إذا كان الاسم الأخير تحريف من الاسم الأول ، أو أن الأول تحريف من الأخير ، أو أنهما على حد سواء ليسا محرفين ، فلا المخطوطات العبرية ، ولا الترجمات القديمة (وهما المصدران العظيمان للنقد الكتابي) تقدمان لنا أي مساعدة مرضية بهذا الشأن.
                        ((المرجع))


                        (4) تقول الكاتبة Sara Japhet في تفسيرها لسفري أخبار الأيام ..

                        Ilai; (2Sa 23/28) Zalmon : the transition between the names is not self-evident. Rudolph suggests that an intermediate form "Zilai", a short form of Zalmon, was corrupted to Ilai
                        الترجمة
                        عيلاي ؛ في (صموئيل الثاني 23/28) نقرأ (صلمون) : إن المرحلة الانتقالية بين الاسمين ليست بديهية. يقترح "رودولف" صورة وسطية "صيلاي ـ زيلاي ـ" ، كصورة مختصرة من "صلمون" ، حُرّفت ـ أي الشكل المختصر ـ إلى "عيلاي".

                        ((المرجع))
                        .. والكلام هنا لا يتعلق بوقوع التحريف والفساد في الاسم من عدمه ، فالقضية محسومة لصالح الأول ، ولكنه يتعلق ببيان الكيفية التي تحور بها الاسم من (صلمون) إلى (عيلاي) ..


                        أقول : يتضح من خلال أقوال هؤلاء العلماء أن الوصول إلى الصورة الصحيحة لاسم هذا الرجل متعذر ، وأمام تلك الحقيقة سكتت الترجمات الحديثة عن هذا الاختلاف الحادث في اسم الرجل ، فكتبت الاسم بصورتيه المختلفتين في موضعيهما ، عدا ترجمة NLT . فعلى عادتهم القبيحة ، حرف القائمون عليها الاسم في ش2 ، فبدلاً من (عيلاي) كتبوا (صلمون) كما في ش1 ، وبذلك وحدوا الاسم في الشاهدين على (صلمون) !! .. وإليك نص الشاهدين طبقاً لتلك الترجمة ..

                        (1): Zalmon from Ahoah
                        (2): Zalmon from Ahoah

                        ملحوظة : تكتب الترجمة اليسوعية (صلحون) بدلاً من (صلمون) في ش1 ..

                        فائدة ..
                        ادعى بعض النصارى ، بلا بينة أو دليل ، أن هذا الرجل يدعى بالاسمين معاً ، وأنه لا خطأ في الشاهدين ولا تناقض ـ زعموا ـ ..
                        يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس في تفسيره ..






                        صلمون الأخوخي : ويدعى أيضاً (عيلاي) (أخبار الأيام الأول 11/29) ودعي (الأخوخي) ربما نسبة إلى بلدة باسم (أخوخ) وفي الغالب نسبة إلى أحد أسلافه المؤسسين لأسرته.
                        ثم يكمل قائلاً :





                        ونلاحظ أن بعض الأبطال كان للواحد اسمان ذكره سفر صموئيل باسم وسفر الأخبار بالاسم الثاني.
                        ((الأرشيدياكون نجيب جرجس ـ تفسير الكتاب المقدس <تفسير سفر صموئيل الثاني> ـ الناشر : بيت مدارس الأحد القبطي ـ طبعة (1) ـ صفحة 232 ، وصفحة 234))

                        أقول ..
                        تلك كانت الدعوى ، فأين البينة ؟! .. إن الكتاب المقدس بعهديه لم يرد فيه خبر يؤيد ما ادعاه جناب المفسر .. فمن أين علم جنابه بهذا الأمر الذي لا اجتهاد فيه ؟ .. أأخبره الرجل نفسه ، أم أخبره الروح القدس ؟ .. [ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ] (( البقرة ـ الآية 111 )).
                        ثم ..
                        ما الذي يمنع أن يكون الاختلاف الحادث في الاسم ناتج في الأساس عن خطأ من أحد النـُساخ ، كتب (صلمون) ، أو (عيلاي) سهواً ؟ .. أقول : لا شيء يمنع .. فالكتاب المقدس مليء بمثل تلك الأخطاء .. فخيره في هذا الباب كثير وفير ، ولله الحمد !.
                        ثم ..
                        معلوم أن سفري صموئيل والأخبار يفصل بينهما مدة زمنية طويلة ، لا تقل بحال عن 500 سنة ـ كـُتب سفر صموئيل نحو سنة 930 ق.م ، أما سفر أخبار الأيام فكـُتب نحو سنة 430 ق.م ((التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ـ صفحة 632 ، صفحة 849)) ـ .. فهل يُعقل أن يخالف المتأخر المتقدم في الخبر الواحد دون تنويه أو بيان ؟! .. بمعنى آخر .. سلمنا أن الرجل كان يدعى (صلمون) ويدعى (عيلاي) .. فلماذا لم ينوه مؤلف سفر صموئيل المعاصر لداود وجنوده ـ زعموا ـ بهذا الأمر مع سهولته ، وهو ، بحكم المعاصرة ، أعلم بهم وبأسمائهم من أي شخص آخر قد يأتي بعده ؟ .. ولماذا لم ينوه مؤلف سفر الأخبار ؟ .. أيـُعقل أن يسكت عن بيان هذا الأمر المهم ، الذي يدفع التعارض بين ما دونه هو بنفسه في سفره ، وبين ما هو مدون ومعروف قبله بخمسة قرون في سفر صموئيل ؟ .. ألم ينبهه الروح القدس إلى أهمية هذا الأمر ، حتى لا يضل أحد من المؤمنين بقدسية الكتاب المقدس ، وخاصة العلماء منهم ! ، فيظن أكثرهم أن الاختلاف الحادث في الاسم سببه خطأ وقع في أحد الاسمين من النـُساخ ، ومن ثم يتجرأ البعض على تحريف الاسم في أحد الموضعين (كما فعل أصحاب ترجمة NLT !) ، ظناً منهم ، أنهم بهذا التحريف يقدمون خدمة جليلة للرب بإصلاح أخطاء كتابه العظيم ؟!.



                        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مثال (25) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                        ش1: (صموئيل الثاني 23/31) [ عَزْمُوتُ الْبَرْحُومِيُّ ].
                        ش2: (أخبار الأيام الأول 11/33) [ عَزْمُوتُ الْبَحْرُومِيُّ ].

                        اختلف الشاهدان في لقب (عزموت) ، أحد أبطال داود .. ففي ش1 يـُلقب بـ (البرحومي) ، وفي ش2 يـُلقب بـ (البحرومي) .. والمتأمل يدرك أن هذا الاختلاف يرجع إلى تبدل موضعي حرفي (الحاء) و (الراء) في أحد اللفظين .. ويقر علماء الكتاب المقدس أن اللقب الوارد في ش1 (البرحومي) محض خطأ ، وأن اللقب الوارد في ش2 (البحرومي) هو أقرب إلى الصواب ، بل اعتبره بعضهم أنه الصورة الصحيحة للقب الرجل .. والحق أن كلا اللقبين خطأ ؛ فبناءً على ما أصله علماء النصارى أنفسهم من كون هذا الرجل من بلدة (بحوريم) ، يصبح اللقب الصحيح هو (البحوريمي) وليس (البرحومي) أو (البحرومي) .. ومما يثبت صحة قولي هذا أن الترجمات التي حاولت إصلاح الخطأ حذفت اللقبين من الشاهدين ، ثم استعاضت عنهما بعبارة [ من بحوريم = البحوريمي ] .. ولم نرى واحدة منها تُغير اللقب الوارد في ش1 ليطابق الوارد في ش2 ؛ على اعتبار صحة ش2 ، كما زعم هؤلاء ..
                        البرحومي : הַבַּרְחֻמִי
                        البحرومي : הַבַּחֲרוּמִי


                        أقوال علماء النصارى
                        (1) أقر المفسر John Gill بوقوع تبدل في مواضع الأحرف .. فقال ..

                        Azmaveth the Barhumite; or Bachurimite, the letters transposed, an inhabitant of Bachurim or Bahurim, a city in the tribe of Benjamin
                        الترجمة
                        عزموت البرحومي ، أو البخوريمي ـ نسبة إلى بحوريم ـ ، الحروف تبدلت ، وهو من سكان بخوريم أو بحوريم ، بلدة في تخوم سبط بنيامين.
                        ((المرجع))


                        (2) أقر مؤلفو موسوعة ISBE : International Standard Bible Encyclopedia ضمنياً بوقوع الخطأ في ش1 ، عندما اقترحوا تغيير قراءة ش1 لتطابق ش2 .. حيث قالوا ..

                        Azmaveth, one of David's heroes, was a native of Bahurim. In (2Sa 23/31) we should read, as in 1Ch 11/33
                        الترجمة
                        عزموت : واحد من أبطال داود ، كان من سكان بحوريم . في (صموئيل الثاني 23/31) يجب أن نقرأ ، كما في (أخبار الأيام الأول 11/33).
                        ((المرجع))


                        (3) القائمون على قاموس Holman Bible Dictionary .. يقولون ..

                        Azmaveth, one of David's valiant soldiers, was from Bahurim (1Ch 11/33). (2Sa 23/31) lists the city as Barhum, due to a copyist's mistake
                        الترجمة
                        عزموت : واحد من جنود داود الصناديد ، كان من بلدة بحوريم (أخبار الأيام الأول 11/33) . يدرج (صموئيل الثاني 23/31) المدينة بوصفها "برحوم" ، وذلك بسبب خطأ من نسـَّاخ.
                        ((المرجع))


                        (4) تحت عنوان (****thesis) أورد العالم Emanuel Tov هذا الاسم كمثال لتبدل مواضع الأحرف ، واقترح التصحيح .. فقال ..


                        الترجمة
                        (صموئيل الثاني 23/31) [ عَزْمُوتُ الْبَرْحُومِيُّ ].
                        (أخبار الأيام الأول 11/33) [ عَزْمُوتُ الْبَحْرُومِيُّ ].
                        بحوريم : كانت بلدة في تخور بنيامين (صموئيل الثاني 3/16 ؛ 16/5 ؛ 17/18 , إلخ.) ، لذلك فإن القراءة باستخدام الأحرف الساكنة في أخبار الأيام تظهر الأصل ، ربما يجب أن تـُقرأ (البحوريمي).
                        ((Emanuel Tov - ****ual Criticism of the Hebrew Bible - P. 250))

                        وقول هذا العالم المتخصص يبرهن أن اللقب الوارد في ش2 (البحرومي) لا يمثل الصورة الصحيحة بتمامها كما زعم بعضهم ، وأن جل ما يمكن قوله : إنه باستبعاد حروف العلة (حروف اللين) [ أهـ و ي א ה ו י ] ؛ فإن الأحرف الساكنة لهذا اللقب تتطابق مع نظائرها الساكنة في اللقب المُفترض (البحوريمي) ، كما كتبه هذا العالم بالعبرية.

                        وقد تفضل السادة مرقعو الكتاب المقدس بحذف اللقب بصورتيه المشكوك فيهما من الشاهدين ، ثم استعاضوا عنهما بعبارة [ من بحوريم from Bahurim ] ـ التي تكافئ (البحوريمي) ـ وذلك في العديد من ترجماتهم الحديثة .. مثل .. BBE .. God's word .. NLT .. NRS .. NAB .. وغيرها .. وإليك نص الشاهدين من ترجمة NLT ..

                        (1) : Azmaveth from Bahurim
                        (2) : Azmaveth from Bahurim

                        فائدة ..
                        لعلك انتبهت قارئي الكريم إلى اتفاق علماء النصارى ـ أعلاه ـ على أن (عزموت) كان من بلدة (بحوريم) ، وزيادة في التأكيد ، أنقل لك تالياً ثلاثة أقوال لمجموعة من كبار علمائهم الناطقين بالعربية ، من الطوائف الثلاثة النصرانية الكبرى ..
                        - الخوري بولس الفغالي ، من الكاثوليك .. يقول ..

                        بحوريم : بلدة على حدود بنيامين . تقع شماليّ غربيّ أورشليم على طريق الصحراء . هي اليوم رأس التميم الذي يبعد 3 كلم إلى الشمال الشرقيّ من أورشليم . هي موطن عزموت أحد المحاربين مع داود (صموئيل الثاني 23/31 ؛ أخبار الأيام الأول 11/33).
                        ((بولس الفغالي - المحيط الجامع ـ صفحة 243))

                        - مؤلفو دائرة المعارف الكتابية ، من البروتستانت .. يقولون ..

                        بحوريم : هي بقعة من أرض بنيامين على الطريق الممتد من أورشليم على أريحا . . . . وكان عزموت أحد أبطال داود من مواطني بحوريم (أخبار الأيام الأول 11/33).
                        ((دائرة المعارف الكتابية ـ الجزء 2 ـ صفحة 101))

                        - الأرشيدياكون نجيب جرجس ، من الأرثوذكس .. يقول ..

                        (عزموت البرحومي) أو "البحرومي" (أخبار الأيام الأول 11/33) وقد نسب إلى بحوريم وهي الآن رأس التميم القريبة من جبل الزيتون وفي الطريق من أورشليم إلى الأردن.
                        ((الأرشيدياكون نجيب جرجس ـ تفسير الكتاب المقدس <تفسير سفر صموئيل الثاني> ـ الناشر : بيت مدارس الأحد القبطي ـ طبعة (1) ـ صفحة 233))


                        يُلاحظ من تلك الأقوال ، أن القوم مجمعون على أن (عزموت) كان من سكان بلدة (بحوريم) .. وستدهش قارئي الكريم إذا علمت أنه ليس هناك ثمة دليل يعتد به يدعم هذا الزعم ؛ فلا يوجد نص واحد صحيح في كتابهم المقدس يصرح بكون هذا الرجل من سكان تلك البلدة .. ومن وجد مثل هكذا نص ، فليأتي به مشكوراً.

                        وعلى الأغلب ، فإن القوم اعتمدوا فيما ذهبوا إليه ـ من كون هذا الرجل من سكان تلك البلدة ـ على المشابهة اللفظية بين اللقب الوارد في الشاهدين محل الدراسة بصورتيه المختلفتين ـ برحومي ، بحرومي ـ وبين اسم البلدة ـ بحوريم ـ .. فمن المعلوم أن لقب الشخص غالباً ما يكون إما نسبة إلى البلدة التي يقطنها أو نسبة إلى قبيلته .. والظاهر أن النصارى حرثوا كتابهم المقدس بحثاً عن بلدة أو قبيلة تحمل اسماً مشابهاً لأحد اللقبين حتى يلصقوا هذا الرجل بها ، فما وجدوا إلا بلدة (بحوريم) التي تشابه إلى حد ما صورتي اللقب ـ ورد ذكر تلك البلدة في خمسة مواضع من كتابهم المقدس : (صموئيل الثاني 3/16) ، (صموئيل الثاني 16/5) ، (صموئيل الثاني 17/18) ، (صموئيل الثاني 19/16) ، (ملوك الأول 2/8) ـ .. وبناءً على ذلك ادعوا أن هذا الرجل من سكان تلك البلدة ! .. والمصيبة ليست فيما ادعوه ، لكن المصيبة أنه اعتماداً على تلك الدعوى الواهية ، التي لا خطام لها ولا زمام ، حرف القوم كتابهم المقدس في الشاهدين ، فحذفوا اللقبين المشكوك فيهما ، وكتبوا عوضاً عنهما [ من بحوريم ] ، كما بينت أعلاه !!.


                        .. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم ..

                        ---------------------------------------------------


                        سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ .. وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

                        الطامع في عفو ربه الكريم
                        EgyMuslim

                        يتبع بإذن الواحد الأحد ..


                        __________________

                        تعليق

                        مواضيع ذات صلة

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                        ردود 0
                        17 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة زين الراكعين  
                        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                        ردود 0
                        1 مشاهدة
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                        بواسطة *اسلامي عزي*
                         
                        ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                        ردود 0
                        23 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة زين الراكعين  
                        ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
                        ردود 0
                        6 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة زين الراكعين  
                        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                        ردود 0
                        11 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                        بواسطة *اسلامي عزي*
                         
                        يعمل...
                        X