لاهوت يسوع بين الوهم والاستنباط للرد على كتاب لاهوت المسيح

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لاهوت يسوع بين الوهم والاستنباط للرد على كتاب لاهوت المسيح

    بسم الله الرحمن الرحيم


    هذا كتاب
    (لاهوت يسوع بين الوهم والاستنباط)
    فى الرد على كتاب الأنبا شنودة بابا الكنيسة المرقصية الأرثوذكسية
    والمسمَّى بـ (لاهوت المسيح)

    وأبدأ بوضع الفهرس وثبت المراجع، ثم المقدمة التمهيدية ثم متن الكتاب، واسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه، وألا يحرمنا جميعًا أجر هذا العمل.

    ***************************


    نتشرف بتعليقاتكم وأسئلتكم على الرابط التالي :


    [line]-[/line]
    [line]-[/line]
    [line]-[/line]

    فهرس الكتاب
    • مقدمة
    • تمهيد
    • العهد الجديد ولاهوت المسيح
    • أريوس وهرطقات قانون الإيمان الوثنى
    • اللوجوس وكلمة الله
    • النص الأول: فى البدء كان الكلمة
    • النقطة الأولى
    • النقطة الثانية
    • النقطة الثالثة
    • النقطة الرابعة
    • النقطة الخامسة
    • النقطة السادسة
    • النقطة السابعة
    • النقطة الثامنة
    • يسوع نبى فى الأناجيل
    • النقطة التاسعة
    • النقطة العاشرة
    • من الذى كتب الإنجيل المنسوب ليوحنا؟
    • بولس وإفساده لدين يسوع والآباء
    • النص الثانى: الذين يشهدون فى السماء
    • النص الثالث: ويُدعى اسمه كلمة الله
    • عقل الله لا ينفصل عنه
    • الله كلى القدرة ويسوع: تطابق أم تنافر
    • اللوجوس العقل المدبر ومكانته فى ثالوث الآلهة
    • رأينا الله فيه
    • صورة الله غير المنظور واقتطاع النص
    • فكر يسوع، وفكر الرب
    • هل كان يسوع يعادل الرب؟
    • أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ
    • تواضع الرب وقَبِلَ الموت
    • جعله وارثًا لكل شىء
    • الرب عمل العالمين بيسوع
    • جلوس يسوع على يمين نفسه
    • يسوع صار أعظم من الملائكة
    • يسوع طهر خطايانا
    • من هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين التى تنسب لبولس؟
    • معنى البنوة لله فى الكتاب
    • تجلى الرب ليسوع وموسى وإيليا
    • ابن الله الوحيد
    • الذى فى حضن الآب
    • الذى سُرَّ به الآب
    • هل يسوع هو المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا؟
    • تأسيس الكنيسة على بنوة يسوع لله
    • من معجزات النبى محمد صلى الله عليه وسلم
    • من صفات المسِّيِّا كما جاءت على لسان يسوع
    • صفات التلاميذ
    • الاستدلال بشهادة الشيطان كدليل على بنوة يسوع لله
    • هل بنوة يسوع للآب تجعله الآب نفسه؟
    • هل بشارة الملاك للعذراء دليل على ألوهية يسوع؟
    • هل لقب ابن العلى يجعل يسوع إلهًا؟
    • ملكوت الله ومعناه
    • المسِّيِّا هو رئيس السلام
    • من يصر الماء فى ثوب يكون إلهًا
    • هل سجود التلاميذ ليسوع دليل على ألوهيته؟
    • نزول الملائكة على يسوع وصعودها دليل ألوهيته
    • معجزة المعمدان تشهد أن يسوع ابن الله
    • يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ
    • يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي
    • هل رده لبصر الأعمى دليل على ألوهيته أم نبوته
    • فيلبس والخصى الحبشى
    • من آمن بى ولو مات فسيحيا
    • المسِّيِّا له عينان كلهيب نار
    • رأى علماء اللاهوت فى عقيدة التثليث
    • موسوعة الأديان والأخلاق
    • إدموند شلنك، عقيدة التعميد
    • تفسير العهد الجديد لتيندال
    • المسيحية، لفيلهيلم بوسيت وكيريوس
    • الموسوعة الكاثوليكية
    • قاموس الكتاب المقدس لهاستينج
    • موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية
    • كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي
    • الموسوعة الدولية للكتاب المقدس
    • الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس
    • ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت
    • توم هاربر، الكاتب الديني في مجلة تورنتو ستار
    • تفسير الكتاب المقدس لـ (Peake)
    • كتاب لاهوت العهد الجديد لـ (آر بولتمان)
    • عقائد وممارسات الكنيسة الأولى
    • الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن،دراسات في العهد الجديد ج5/1923
    • عدم علم التلاميذ وقديسى القرون الأولى بهذا النص
    • شهادة القديس يوسابيوس
    • شهادة القديس جوستين الشهيد Justin Martyr
    • شهادة القديس أفراتس Aphraates
    • شهادة القديس باسيليوس
    • موقف أوريجانوس (185-245م):
    • شهادة المؤرخ أبولونيوس (القرن الثانى)
    • شهادة أكليمندس السكندرى(150-215)
    • هل أُرسِلَ يسوع إلى قومه أم إلى العالمين؟
    • ابن الله يحررهم، ولهم به الحياة الأبدية
    • بين البنوة العامة والبنوة الخاصة لله
    • الابن الوحيد
    • علاقة يسوع بالآب
    • أوجد الشبه بين الله ويسوع
    • قوة علاقة يسوع بالآب
    • ضياع اسم الله من الكتاب المقدس
    • يهوه وزوجته من الآلهة الوثنية
    • هل إلوهيم يشير إلى التثليث؟
    • كل ما هو لى فهو لك
    • ما هى أوجه الاختلاف بين الآب ويسوع؟
    • هل جعل يسوع نفسه معادلا لله؟
    • يسوع يخلى نفسه من الألوهية
    • يعمل أعمال أبيه
    • الابن يُحيى كما يُحيى الآب ويميت
    • الكل يكرم الآب كما يكرم الابن
    • من رآنى فقد رأى الآب
    • جلوس يسوع عن يمين الرب
    • الله روح (؟)
    • الله يسكب روحه، ويسوع يسكب روح الله
    • الروح القدس
    • علاقات يسوع بالروح القدس
    • الروح القدس يعتمد علميًا وعقليًا على يسوع
    • السيد المسيح وصفاته الإلهية
    • هل يسوع هو الخالق؟
    • الذى به عمل العالمين
    • فيه خُلق الكل
    • به جميع الأشياء ونحن به
    • قدرة يسوع على الخلق
    • تحليل معجزات يسوع فى إحياء الموتى
    • أولاً: إقامة ابنة يايرس من الموت
    • ثانيًا: إقامة ابن أرملة مدينة نايين من الموت
    • ثالثًا:إقامة لعازر أخى مرثا من الموت
    • يسوع مانح الحياة
    • السيد المسيح فوق الزمان
    • هل يسوع هو كوكب الصبح المنير؟
    • هل كان يسوع متواجدًا منذ الأزل؟
    • أبدية يسوع رأى الرسائل المنسوبة لبولس فى يسوع
    • هل كان يسوع موجودًا فى كل مكان؟
    • حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى، هناك أكون فى وسطهم
    • إنك اليوم تكون معى فى الفردوس
    • نزول يسوع من السماء
    • ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء
    • هل يسجد ليسوع كل من فى السماء ومن على الأرض؟
    • كهنوته إلى الأبد
    • هل يسوع هو الأول والآخر، الألف والياء؟
    • هل كون يسوع ربًا تجعله الله المعبود بحق؟
    • لنا إله واحد ورب واحد
    • صلب رب المجد دليل ألوهيته
    • له المجد إلى الأبد
    • هل يسوع هو الصالح القدوس؟
    • لا يوجد بار واحد إلا يسوع
    • من أخطاء يسوع كإله عندهم
    • لماذا رفض يسوع أن يدعوه أحد صالح؟
    • هل يسوع هو الديَّان؟
    • هل يسوع علام الغيوب؟
    • هل ترك الآب الدينونة للابن؟
    • هل يسوع هو المخلص الفادى للبشرية؟
    • هل كان ليسوع سلطان مطلق؟
    • هل تزلزل الأرض بموت يسوع دليل على ألوهيته؟
    • كيف لا يكون يسوع هو الإله وقد كانت له ملائكة تخدمه وتخضع له؟
    • كلمة من القلب للأنبا شنودة
    [line]-[/line]
    [line]-[/line]
    [line]-[/line]





    مراجع الكتاب

    • القرآن الكريم
    • برنامج قالون لإنزال النصوص القرآنية
    • بهجه الناظرين فيما يصلح الدنيا والدين ، عبد الله جار الله
    • هيمنة القرآن المجيد على ما جاء فى العهد القديم والجديد، د. مها محمد فريد عقل
    • تابوت يهوه، ع. م. جمال الدين شرقاوى
    • إظهار الحق، الشيخ رحمة الله الهندى
    • آباء الكنيسة فى القرون الثلاثة الأولى، أسد رستم
    • بولس يقول: دمروا المسيح وأبيدوا أهله، علاء أبو بكر
    • الروح القدس فى محكمة التاريخ، علاء أبو بكر
    • المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول ألوهية عيسى u، علاء أبو بكر
    • المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس، علاء أبو بكر
    • المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول عقيدة التثليث، علاء أبو بكر
    • المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول عقيدة الصلب والفداء، علاء أبو بكر
    • الكتاب المقدس، ترجمة فاندايك، 1989
    • الكتاب المقدس، الترجمة العربية المشتركة، دار الكتاب المقدس، 1998
    • الكتاب المقدس، العهد الجديد، الترجمة الكاثوليكية للرهبانية اليسوعية، دار المشرق، الطبعة (6)، 2000، بولس باسيم (النائب الرسولى للاتين)
    • الكتاب المقدس، العهد القديم، الترجمة الكاثوليكية للرهبانية اليسوعية، دار المشرق، الطبعة (6)، 2000، بولس باسيم (النائب الرسولى للاتين)
    • الكتاب المقدس، العهد الجديد، الترجمة الكاثوليكية للرهبانية اليسوعية، دار المشرق، ط. (11)، 1986، بولس باسيم (عن الترجمة الفرنسية المسكونية)
    • الكتاب المقدس، الترجمة الكاثوليكية، دار المشرق، 1986، أغناطيوس زيادة، مطران بيروت
    • الكتاب المقدس، ترجمة كتاب الحياة، الطبعة الخامسة، 1994
    • التفسير التطبيقى للكتاب المقدس، الطبعة الخامسة، 2004
    • مجموعة التراث العربى المسيحى المجلد رقم (9) سليمان الغزى ـ ج3 المقالات اللاهوتية النثرية، تحقيق ناوفيطوس أدلبى
    • موقع البشارة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)
    • دائرة المعارف الكتابية، سى دى، وموقع البشارة
    • قاموس الكتاب المقدس، سى دى، وموقع البشارة
    • تاريخ الكنيسة، يوسابيوس القيصرى
    • مختصر تاريخ الكنيسة، أندرو ميلر
    • قصة الحضارة، وول ديورانت، ج3، موقعها على النت
    • تفسير إنجيل متى، الأب متى المسكين
    • اللاهوت العقيدى ولاهوت السيد المسيح، موسوعة الأنبا غريغوريوس، ج1
    • موسوعة علم اللاهوت، القمص ميخائيل
    • وكان الكلمة الله .. هل الكلمة الله أم إله؟، القمص عبد المسيح بسيط، سلسلة اللاهوت الدفاعى رقم 13، الطبعة الأولى 2008 بموقعه على النت.
    • عصمة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه، صموئيل مشرقى
    • يسوع والأناجيل الأربعة، جون و. درين
    • المسيح فى كل الكتب، أ. م. هودجكن
    • ملكوت الله، الأب متى المسكين
    • ملكوت الله، القس فهيم عزيز
    • الديداكى (تعاليم الرسل)
    • لاهوت المسيح، البابا شنودة الثالث
    • طبيعة المسيح، البابا شنودة الثالث
    • اللاهوت فى إنجيل يوحنا، القس انسطاسى شفيق
    • شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، الدكتور القس منيس عبد النور.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم


    [align=justify]
    المقدمة:
    أشهد أن لا إله إلا الله، الحى القيوم، الذى لا تأخذه سنة ولا نوم، الكبير المتعال عن كل نقص، العليم الحكيم، الذى يحكم بعلمه ويُقدِّر بمقتضى لطفه وحكمته، العزيز القوى الجبار، الذى يقسم الجبابرة بكلمة منه، الغنى الذى لا يحتاج لمن ينصره أو يناصره، الذى بيده ملكوت كل شىء، وتخضع له مقادير كل الأمور.
    وأصلى وأسلم على سيد الخلق أجمعين، محمد بن عبد الله، الصادق الأمين، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    [/CENTER]
    [align=justify]
    أما بعد ...
    الحمد الله رب العالمين، الذى لا تتم الصالحات إلا به، ولا يعرف الإيمان إلى القلب طريقًا إلا برسالاته المنزلة من عنده، ورسله الذين اصطفاهم للبشرية هادين إياهم إلى الحق وإلى الطريق المستقيم.

    [/CENTER]
    [align=justify]
    إن كتاب (لاهوت المسيح) للأنبا شنودة ـ هداه الله وشفاه ـ يمثل سلسلة متكررة من نفس هذا الفكر، الذى تتبناه الكنيسة الأرثوذكسية وغيرها، فى استنباط ألوهية يسوع. فتتكرر الموضوعات والاستشهادات والاستنباطات من كاتب لآخر، ومن كتاب لكتاب. ومن ثم رأينا أن نختصر الطريق، ونفنِّد كتاب رأس الكنيسة المصرية، لعله يكون هو الأشمل فى هذا المجال، ويوفر علينا البحث فى مراجع غيره، وذلك بعد أن فشلنا فى جر القمص زكريا بطرس فى مناظرة علانية أو كتابية، يرد بها علينا فى مناظراتنا الموجهة إليه.
    ويؤخذ فى الاعتبار أن الأنبا شنودة ومن ثم الكنيسة الأرثوذكسية، بل وكل من يؤله يسوع، يعلم تمام العلم، أن يسوع لم يقل مطلقًا ”أنا الله فاعبدونى“، ولم يأمر أحد بعبادته أو السجود له، أو الصيام ابتغاء مرضاته. ويقرون أن ألوهية يسوع عملية استنباطية، تستنبطها الكنيسة ورجالها من بعض النصوص، ضاربين بباقى النصوص التى تبين عبودية يسوع لله عرض الحائط.
    وقد تعمدت أن أكرر بعض الفقرات أو الجُمل الكتابية لضرورتها فى هذا الموقف، وليكتمل الموضوع الذى أتناوله فى مكان واحد، دون إجهاد للقارىء، وتركه للبحث عن مصداقية ما أكتب، أو تأصيله من ناحية النصوص التى أرتكن إليها فى كتابتى. ولعلمى كذلك أن البعض يأخذ ما قاله الأنبا شنودة أو عيره من رجال الكهنوت مأخذ العلم الذى لا يرقى إليه الشك، ويستخدمه فى محاوراته مع غيره، وفى إقناع نفسه بمحتوى هذا الكتاب. ومن ثم رأيت أن لا أتردد فى تكرار ما رأيته ضرورى فى هذا الموقف، لتكتمل الصورة أمام الباحث أو المحاور، دون تحميله عبء البحث عما قرأه من قبل ليربط الجديد بالقديم.


    أسأل الله التوفيق، وتقبل الله هذا العمل، وجعله خالصًا لوجهه.
    [/CENTER]


    علاء أبو بكر

    *********************************************

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تمهيد:
    [align=justify]
    يقول الحق تبارك وتعالى:{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (153) سورة الأنعام.
    وقال الجن لما سمعوا الذكر: { قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ} (30) سورة الأحقاف.
    وحقًا: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (9) سورة الإسراء.

    [/CENTER]
    [align=justify]ولقد سار كل أنبياء الله تعالى على درب الله، وعلى صراطه المستقيم، واتبعوا ناموسه وتعاليمه، فقد أدرك عيسى عليه السلام أهمية كلمة الله فتمسَّك بالناموس وبكتب الأنبياء فى كل مواقفه، وتبعه تلاميذه فى ذلك، ولم يكن لهم مكانًا مخصّصًا للعبادة غير الهيكل الذى كان يدرِّس فيه الأنبياء قبله. بل أنبأ مستمعيه أن يتمسّكوا به ولا يتركوا منه حرفًا واحدًا، فقال: متى 5: 17-19 ( 17 - لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18 - فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19 - فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.)[/CENTER]
    [align=justify]
    بل جاء مؤيدًا لكتب الأنبياء والناموس وقد طبَّقَ ذلك فى تعاليمه، فكان يذكر تأييد كلامه من أقوال الناموس والأنبياء، فقال: متى 11: 13 (13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا.)
    متى 7: 12 (12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.). وقد سأله أحد أتباع الناموس الغيورين عليه، فأرشده إلى الوصايا، وأن أعظم ما فيها هو التوحيد: متى 22: 35-40 (35 وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ نَامُوسِيٌّ لِيُجَرِّبَهُ: 36 « يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38 هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39 وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40 بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».)
    بل هاجم الكتبة والفريسيين دفاعًا عن الناموس، فقال: متى 23: 23 (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.)
    وتمسَّكَ هو نفسه بتعاليم موسى، فقال لمن شفاه بإذن الله: متى 8: 3-4 (3فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلًا: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ. 4فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«انْظُرْ أَنْ لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدَّمِ الْقُرْبَانَ الَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ») ، راجع أيضًا مرقس 1: 40-44
    وقال أقرب المقربين إليه ورئيس التلاميذ وحامل لواء الدعوة من بعده: يعقوب 2: 10-11 (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضًا: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ.)
    ويجب أن لا ننسى أن تلاميذه هم النور الذى يستضىء بهم المؤمنون فى الدنيا، فقد قال لهم: متى 5: 13-16 («أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
    وقال كاتب الرسالة إلى العبرانيين: عبرانيين 10: 28 (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.).
    يقول مزمور 18: 7 (ناموس الرب بلا عيب)
    ويقول مزمور 19: 7 (ناموس الرب كامل)
    ويقول سفر الأمثال 4: 4-5 («لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. 5اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي.)
    الأمثال 4: 2 (2لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيمًا صَالِحًا فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي.)
    الأمثال 4: 20-22 (20يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ.)
    ويقول الرب: إرمياء 11: 3-4 (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...)
    تثنية 27: 26 (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».)
    وعدم طاعة الشريعة يتسبب فى غضب الرب عليهم: زكريا 7: 12 (12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاسًا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.)
    وانطلاقًا من هذا التمهيد فليفهم كل منا أن يسوع لم يأت بتشريع جديد، ولم يتبع إلا ناموس موسى عليهما السلام ، وعلى ذلك فإن شريعة موسى ومن سبقه من الأنبياء أو تلاه كانت التوحيد الخالص. فلم يعرفوا إله مُجمَّع من أقانيم، بل لم تُذكر كلمة أقنوم فى الكتاب بعهديه القديم أو الجديد ، كما لم يعرفوا إلهًا يُصلب أو يهرب من اليهود. فهل بعد كل ما قرأنا نتساءل :

    [/CENTER]

    [align=justify]- هل من الطبيعى أن يذهب يسوع من الدنيا دون أن يترك توضيح كامل لأهم عقيدة فى دين مسيحىِّ اليوم، وهو التثليث، والذى به تقوم المسيحية أو تسقط كلية؟[/CENTER]

    [align=justify]- هل يُعقل أن لا يحتوى كتابهم بعهديه على جملة واحدة يقول فيها يسوع إنه هو الله، ويأمر الناس بعبادته والسجود له، وابتغاء مرضاته فى الصوم والعمل الصالح؟[/CENTER]

    [align=justify]- هل يُعقل أن يذهب يسوع دون أن يترك جملة واحدة فى الأناجيل المنسوبة إليه ذكرت فيها كلمة أقنوم، أو أتى بشرح يوضح كيفية اتحاد الثالوث؟[/CENTER]

    [align=justify]- هل يُعقل أن يأتى الإله إلى الدنيا ويُهان، ويُبصق فى وجهه، ويُذل، ويهرب من عبيده، دون أن يتمكن من تحقيق العدالة على الأرض، أو النطق الواضح بألوهيته، أو التفوه بعقيدة الصلب والفداء أو حتى ذكر حواء أو آدم؟[/CENTER]

    [align=justify]- هل يُعقل أن ينزل الإله على الأرض ويفشل فى هداية عبيده من اليهود؟[/CENTER]

    [align=justify]- هل يُعقل أن يتجسد الإله ويُخالف كل صفاته التى ذكرها من قبل، ليتحول من الإله العزيز الذى لا يُقهر، إلى الإله الذليل الذى قهره عبيده، ومن الإله العلى الذى لا يعلوه شىء، إلى الإله الدونى الذى يعلوه كل شىء، ومن الإله القوى الذى يقهر ممالك الأرض والسماء بزجرته، إلى الإله الضعيف الذى يهرب من عبيده إلى أن تمكنوا منه، ومن الإله الأكبر، الذى لا يكبره شىء، إلى الإله الحيوان المنوى والطفل الرضيع الذى يكبره الكلب والخروف والبقرة، بل والمكان الذى كان يحده ويعيش فيه، ومن الإله العليم الخبير الحكيم، إلى الإله الجاهل الكليل، الذى يحتاج إلى غيره فى عمل معجزاته وتغيير مقاليد الأمور وإنقاذ حياته من براثن اليهود؟[/CENTER]

    [align=justify]إن كلمة الله تعالى التى يتركها لعباده ويحفظها لهم لا بد أن تكون واضحة العقيدة، ولا تخضع للتخمينات والتأويلات، لا بد أن تكون سهلة الفهم لكل العقول، ولا تخضع لرجال الفلسفة والدين فقط. وإلا ما الداعى من حفظها وتنفيذ أحكامها؟[/CENTER]

    [align=justify]وإلا كيف ستكون كلمة الله سلامًا على عباده وإليهم، إذا ذهبت كل طائفة منهم بما فهمت، ثم سفهت الطائفة الأخرى وحاربتها على أنها طائفة هرطوقية؟.[/CENTER]

    [align=justify]
    وأنهى هذا التمهيد بتسجيل إعجابى وتقديرى للمسيحى الذى سأل الأنبا شنودة: كيف تقول إن التثليث يوجد فى القرآن، وهو لا يوجد فى الكتاب المقدس؟
    وأسجل إعجابى لمن سيسأله: كيف لا يكون قانون الإيمان من صنع يسوع، بل من تأليف الكنيسة بعد مداولات وصراعات كبيرة بين طوائفها المختلفة؟ فماذا كان يفعل يسوع فى هذه الدنيا إن أتى إليها وذهب دون أن يترك أتباعه على بينة من أمر دينه؟ وماذا كان دور الروح القدس فى هذه المجامع؟ ومع أى فريق كان؟
    كما أشيد بمن سيسأله: كيف تخضع ألوهية يسوع للاستنتاج والتخمين والتأويل بعد أن نزل بنفسه وحدث له ومعه كل ما نقرأه فى الأناجيل؟ ألا يدل هذا على أن يسوع إما خاف أن يقتله اليهود لو أعلن مثل هذا الأمر، والله تعالى قوى عزيز، لا يخاف عبيده. الأمر الذى يعنى أيضًا أن اليهود لم يعلموا من كتبهم، ولا من أنبيائهم أن الله يتجسد، أو سينزل ليُصلب، الأمر الذى يؤدى إلى فساد العقيدة المسيحية كتابًا وفكرًا!
    وأقدر من يذكره بأقوال المعاصرين ليسوع، وأقواله هو نفسه، التى يشيرون فيها إلى نبوته، وعدم تمتعه بصفات الإله، وأن كل ما يقوله أو يفعله، فهو من عند الله، ثم يسأله: كيف يكون إلهًا بهذه الصفات التى تتناقض مع ألوهيته؟ هل هذا لمصلحة دينه أو ألوهيته؟ هل من المحبة أن يترك الإله عبيده دون أن يرشدهم ويوضح لهم وضوحًا تامًا مراده منهم؟ إن الضال من عبيده لن يخلصوا فى الآخرة، وسيكون هو المتسبب فى ذلك. إن الدين يؤخذ من كتاب الله، ويوضح أنبياؤه مراده. فكيف يترك الرب أهم عقيدة فى دينكم؟ وإن شئت قل: كيف تبتدعون عقيدة لا وجود لها فى كتابكم الذى تقدسونه؟

    [/CENTER]

    [align=justify]سنرى فى أقوال الأنبا شنودة وفى الفقرات التى سيستنتج منها ألوهية يسوع أنه يتناسى تمامًا أقوال يسوع التى تشير إلى نبوته وبشريته، كما سيترك أقوال يسوع التى يُخاطب فيها الله تعالى، وسيبتر بعض الفقرات، التى تعيق استنتاجه لعقيدته فى تأليه يسوع. وسنجد أن جُلَّ استشهاداته من الرسائل التى نسبت لبولس، ومن الإنجيل الذى نُسب ليوحنا، كما سنرى.[/CENTER]

    وأنهى بقول يسوع لليهود معلنًا للعالم كله بشريته، نافيًا عنه صفة الألوهية:

    (وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)

    يوحنا 8: 40

    فقد نفى الألوهية بقوله إنه من الممكن أن يُقتل، وأثبت بشريته بقوله إنه إنسان، وأثبت نبوته، وأقر بأن أقوله سمعها من الله تعالى إلهه وإلهنا.


    اللهم لا تتركنا للشيطان ولا لأنفسنا طرفة عين،
    واشرح قلوبنا للحق، واهدنا إليه، وثبتنا عليه.

    تعليق


    • #3
      العهد الجديد ولاهوت المسيح:
      يبدأ كتاب لاهوت المسيح بمقدمة الكتاب ص5، وفيها بدأ الأنبا شنودة بتقرير ألوهية يسوع، بدلا من أن يثبتها أولا، ثم ينتهى إلى هذا التقرير، فقال: (لاهوت المسيح موضوع من أهم الموضوعات الحيوية فى العقيدة المسيحية. وقد قامت بخصوصه هرطقات كثيرة فى شتى العصور، تصدت لها الكنيسة وردت عليها.) أى المسيح إله بداية، وهو موضوع هام جدًا عليكم أن تعرفوه وتوقنوا به، وقد اختلف معهم فى تأليه يسوع اليهود والكثير من طوائف النصارى أنفسهم (كما سنرى)، وما عدى هذه العقيدة، فهو من الهرطقات التى تصدت لها الكنيسة، ولم يخبرنا طبعًا كيف تصدت لها الكنيسة، هل بسطوة الإمبراطور الوثنى قسطنطين، أم بالحرق حيًا، أم بالتعذيب، أم بالقتل، أم بالرمى إلى الوحوش المفترسة أم بمحاكم التفتيش.
      ولم يخبركم بالتالى أنه لا يوجد شىء اسمه المسيحية على الإطلاق. فلا يوجد إلا العهد القديم، وهو شريعة الله تعالى التى أرسلها إلى موسى u، وأكدها الأنبياء من بعده وعملوا بها، ومنهم عيسى u ، الذى ما جاء إلا متبعًا للناموس والأنبياء، وليس هادمًا لما قبله، وبالتالى لم يأت بتشريع جديد، أو دين جديد ليُطلق على الكتاب المنسوب إليه العهد الجديد: متى 5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)
      مع الأخذ فى الاعتبار أن كلمة (لِأُكَمِّلَ) تعنى لأحقق، لأتبع، لأنفذ، لأطيع لأظهر صحتها والمعنى الكامل الحقيقى لها. فهى تعنى Plerosia باليونانية (راجع التفسير الحديث للكتاب المقدس (متى) ص117). والواقع يخبرنا أنه لم يلغ تشريعًا جاء به موسى u، وكان يجيب على أسئلة السائلين من شريعة موسى u، وكان يتبع هو وأمه طقوس الشريعة الخاصة بالتطهير والتقدمة فى المعبد، كما جاء فى الأناجيل، وكان يُحيل مَن شفاهم إلى المعبد والكاهن ليقدموا قربان التطهير من الأمراض، وإلا لكان هناك تضاربًا وتخبطًا بين إلغاء يسوع ناموس موسى، ومجيئه بعهد جديد من ناحية، وبين اتباعه لموسى والأنبياء، ولكان أحد النصين كاذبًا. وأكبر دليل على ذلك أنه كان يحمل لقب (رِبى أو ربونى) أى معلم الشريعة، ولا يعقل أن يكون يسوع إرهابى أو متطرف له دين جديد وعقيدة مخالفة لتعاليم الشريعة الموسوية، فيأتى ليسطو على أماكن عبادة الآخرين!! بل كان هو أحد أنبياء بنى إسرائيل، ولد لأم يهودية (إن جاز التعبير)، ومن عائلة يهودية، تعبد الله تعالى على الشريعة الموسوية، وتتبع تعاليم الأنبياء.
      وها هو رئيس التلاميذ من بعده يقول: يعقوب 2: 10-11 (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضًا: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ)
      وها هم التلاميذ كلهم يحاكمون بولس ويدينونه، بل ويأمرونه أن يتطهر ويسلك هو أيضًا حافظًا للناموس، بل يرسلون من يصحح ما أتلفه بولس من عقائد مخالفة للناموس: أعمال الرسل 21: 17-26 (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئًا فَشَيْئًا بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعًا غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلًا أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذًا مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضًا حَافِظًا لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئًا مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِرًا بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.)
      إنما العهد الجديد هو الوحى الذى وعد الله تعالى به أن يأتى من بلاد العرب: إشعياء 21: 13-14 (13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ.)
      ومن المعروف تاريخيًا أن أرض تيماء هى المدينة المنورة، التى هاجر إليها رسول الختان محمد r. فإن العلا هى الديدان وتكتب أيضًا الدِدان وهى احدى محافظات المدينة المنورة التى تمت هجرة الرسول r إليها. ودليلنا على ذلك من
      A.A Duri, 1987 Translated by Lawrence I Conrad, “The historical formation of Arab Nation” Croom Helm. London, New York, Sydney, Page 6
      وملخص ترجمة ما يقوله: إنه فى القرن السادس قبل الميلاد ذكر كتاب الملك البابليونى استيلائه على تيماء ، التى أصبحت عاصمته لمدة 10 سنوات. كما امتدت سيطرته لتشمل ديدان (العلا) ، وخيبر ويثرب (مدن عربية).
      وهناك مرجع آخر يقر بأن الديدانيين هم سكان العلا ، وهى نفسها ديدان:
      geoffrey king i.b. tauris publischers london. New york Published in 1998 “The Traditional Architecture of Saudi Arabia” Page 79.
      وتقول: إن تاريخ مقاطعة العلا ثابت منذ أقدم التاريخ ، ساعدت الواحات الحضارة العربية القديمة لديدان منذ القرن السادس قبل الميلاد. (نقلًا بتصرف عن هيمنة القرآن المجيد على ما جاء فى العهد القديم والجديد ، صفحات 78- 86)
      وعلى ذلك فهذا المرجع يُبيِّن أن ديدان أو ددان هى العلا، ويتفق مع دائرة المعارف الكتابية أن ديدان هى العلا.
      أمَّا بالنسبة لأرض تيماء فهى تقع فى السعودية كما يقول القاموس الجغرافى الجديد، ولا خلاف على ذلك:
      Websters New Geographical dictionary, 1972
      (G, C Merriam Company; Publishers spring Field, Massachusetts, Page 1176)
      وأيضًا تعترف دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة (تيما أو تيماء) أنه تقع فى الجزيرة العربية ويقطنها أبناء إسماعيل: «اسم عبري معناه "الجنوبي" وهو اسم أحد أبناء إسماعيل الاثني عشر (تك 25: 15، 1 أخ 1: 30)، وأيضًا اسم القبيلة التي جاءت منه (ارميا 25: 23)، واسم المكان الذي استوطنه نسله (أيوب 6: 19، آسيا 21: 14). وهذا الموطن هو "تيماء" في شمالي شبه الجزيرة العربية، ...»
      وسيكون هذا الوحى الذى وعد الله تعالى أن يكون فى أرض جديدة وسماء جديدة، وذلك لأن الأرض الأولى والسماء الأولى قد مضتا، أى العهد القديم قد انتهى العمل به: رؤيا يوحنا 21: 1 (1ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ.)، وقال أيضًا: رؤيا 18: 21 (21وَرَفَعَ مَلاَكٌ وَاحِدٌ قَوِيٌّ حَجَرًا كَرَحىً عَظِيمَةً، وَرَمَاهُ فِي الْبَحْرِ قَائِلًا: «هَكَذَا بِدَفْعٍ سَتُرْمَى بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، وَلَنْ تُوجَدَ فِي مَا بَعْدُ.)، ولذلك أسْمَوْها صهيون الجديدة، حيث تعنى صهيون الصحراء أو الأرض الجرداء. وهى إشارة أيضًا إلى نزع النبوة والشريعة من بنى إسرائيل مصداقًا لقول الرب لموسى u وقومه عن قدوم نبى آخر الزمان: التثنية 18: 18 (18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.)
      فهو نبى آخر مثل عيسى u ، ستكون رسالته خالدة لكل العالم: يوحنا 14: 15-17 (15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.)
      رؤيا يوحنا 19: 11-12 (11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلَّا هُوَ.)
      وهى مكعبة الشكل رؤيا يوحنا 21: 16 (الطُّولُ وَالْعَرْضُ وَالاِرْتِفَاعُ مُتَسَاوِيَةٌ)، وليس فيها هيكلا رؤيا 21: 22 (22وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلًا ..)، رؤيا 21: 27 (27وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا ...)،
      وهو مصداقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ...} (28) سورة التوبة
      والملكوت الأول قد زال، مصداقًا لقول يسوع لليهود: متى 21: 40-46 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
      ولا يعرف النصارى أن كلمة مسيحى كانت شتيمة وسبة لأتباع يسوع فى القرن الأول بعد صعوده إلى السماء، وقد كانوا يواظبون على الصلاة فى المعبد كل وقت هم والتلاميذ، أى كانوا يهودًا (مع التجويز)، وكان مكان عبادتهم المعبد، إلى أن قام اليهود باضطهاد كبير لهم، ثم تم تدمير المعبد حوالى عام 70م.
      وعلى ذلك فلا يُعقل إذًا أن تكون المسيحية هى الديانة التى أسسها عيسى u على أسس من الأقانيم والخطيئة الأزلية والصلب والفداء وتقديس الصليب، تاركًا دين آبائه وأجداده، وشريعة موسى u، التى ما جاء إلا متبعًا لها.
      تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (مسيح - مسيحيون): ((1) مسيحيون: كما سبق القول، كان المؤمنون في أنطاكية هم أول من أطلق عليهم هذا الوصف. فحيث كُرز بالإنجيل للأمم كما لليهود، ظهر أن المسيحية شيء آخر غير اليهودية، وأنها ديانة جديدة. وحيث أن المؤمنين كانوا يتحدثون دائمًا عن المسيح، وأطلق عليهم الاسم "مسيحيون"، ولعلها كانت تنطوي أساسًا على نوع من التهكم. ويبدو أن المسيحيين أنفسهم لم يتقبلوا هذا الاسم بصدر رحب في البداية، ولكنه على توالي الأيام ، التصق بهم وصاروا يعرفون به.)
      ومعنى هذا الكلام أن دين عيسى u لم يكن شيئًا جديدًا غير الذى جاء به موسى واتبعه الأنبياء عليهم السلام. حتى اتضح لهم عن طريق بولس أنهم يدينون بدين جديد غير اليهودية، وكان أتباع عيسى u يستنكفون أن يُطلق عليهم مسيحيين، لأنها تعنى عبَّاد المسيح، وليس الذين يتكلمون عن المسيح كما تريد دائرة المعارف أن توهم القارىء. أى كان أتباع عيسى u موحدين، لا يؤمنون بإله يتكون من أقانيم، ويحل فى جسد بشرى.
      ويقول قاموس الكتاب المقدس مادة (مسيحى): (دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة في أنطاكية (اع 11: 26) نحو سنة 42 أو 43م. ويرجّح أن ذلك اللقب كان في الأول شتيمة (1 بط 4: 16) قال المؤرخ تاسيتس (المولود نحو 54م.) أن تابعي المسيح كانوا أناسًا سفلة عاميين ولما قال أغريباس لبولس ((بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا)) (اع 26: 28) فالراجح أنه أراد أن حسن برهانك كان يجعلني أرضى بأن أعاب بهذا الاسم.)
      ZZZ
      أريوس وهرطقات قانون الإيمان الوثنى:
      يواصل الكتاب ص5 قائلا: (ولعل أخطر هذه الهرطقات البدعة الأريوسية التى اشتدت فى القرن الرابع الميلادى، وانعقدت بسببها مجامع مكانية وأيضًا أول مجمع مسكونى فى التاريخ، انعقد سنة 325م، وحضره 318 أسقفًا يمثلون كل كنائس العالم، وشجبوا آريوس وبدعته، ووضعوا قانون الإيمان المسيحى. ومع ذلك بقيت الأريوسية منتشرة إلى يومنا هذا...)
      وهنا مغالطة كبيرة، لأن العدد المذكور هنا هو عدد الأساقفة الذين وافقوا فقط على القانون الجديد الذى يقضى بتأليه يسوع، واعتباره مساويًا للابن. وكان عدد الحاضرين هو 2024 أسقفًا وقسًا، وكما يلاحظ القارىء فإن الأقلية هم الذين وافقوا على هذا القانون، وكانوا بنسبة 15,7% من مجموع الحاضرين، ومنهم من اضطر للتوقيع، وإلا سيكون مصيره القتل أو الإهانة أو الطرد من منصبه. ويكفيك أن تعلم أن الإمبراطور الوثنى قسطنطين هو الذى كان يرأس هذا الإجتماع، ويديره، قد تعمَّد فى نهاية أيام حياته على العقيدة الأريوسية. فقد عمده يوسابيوس أسقف نيكوميديا الأريوسى.
      ولا أعلم لماذا تريد الكنيسة الأرثوذكسية اليوم إفهام أتباعها أن قسطنطين، الذى كان وثنيا، لم يكن له دورًا مطلقًا فى هذا المجمع. هل لتقنع أتباعها أن قانون إيمانهم لم يصدر عن وثنى، وأن المسيحية ليست امتدادًا لعبادة الإله مثرا؟ فهذا هو الواقع وهذا هو التاريخ.
      تخبرنا كتب التاريخ الكنسى أنه بدأ يزداد النزاع فى عام 300م تقريبا حول طبيعة المسيح. فمنهم من كان يعتبره ليس أكثر من نبى، أتاه الله الرسالة، وهؤلاء هم الموحدون من اليهود، ومنهم أتباع عيسى u، من التلاميذ والتابعين، ومنهم أريوس، الذى حارب فكرة مساواة الابن للآب. التى رآها مستحيلة فى حق العبد الضعيف المولود، المخلوق، الذى من حاجته إلى الطعام والشراب أكل وشرب، ومن حاجته لإخراج فضلات هذا الطعام والشراب، كان يتبول ويتغوَّط، ومن حاجته للنظافة وإزالة الوسخ من على جسمه كان يستحم ويغتسل، وكان يتألم، ويدعو الله تعالى ربه ورب كل مخلوق، وهو الذى كان يُسجَد له، ويتعبَّد باسمه، وكان يسوع يقضى الليل كله فى الصلاة له، ولم يؤثر أن سجد الآب للابن أو عبده أو دعا لعبادته. وكيف يتساوى المخلوق الفانى مع الخالق الحى الذى لا يموت؟ بل كيف يتساوى به بعد أن شهد يسوع نفسه أن الله أبيه أعظم منه، وأنه لم يكن يفعل شيئًا أو يقول إلا ما أخبره الله تعالى به أن يفعله أو يتفوه به، بل كانت كل أعمال يسوع لمرضاة الله تعالى؟
      ومنهم من كان يرى أن يسوع ليس له جسمًا مثل البشر، بل كان شبحًا تراءى للناس، ومنهم من اعتقد أنه إله من الدرجة الثانية، ولا يمكن تساويه مع الله الخالق. ومنهم من اعتقد أنه يساوى الآب فى الألوهية والأزلية والمقدرة.
      وكان أكبر نزاع تشهده الساحة بهذا الشأن هو نزاع الأسقف اسكندروس مع الكاهن أريوس. فقد كان اسكندروس يعلم الناس أن يسوع كان إلهًا مساويًا للآب فى كل شىء، ضاربًا عرض الحائط بكل النصوص التى تنفى التساوى بينهما، وتضع يسوع فى مرتبة النبوة، وتصف الله بصفات تنافى تلك التى كان يتمتع بها يسوع فى الدنيا، بينما رفض أريوس هذا التشابه، وذلك التشبيه. ومن هنا كان النزاع الذى أقض مضاجع الإمبراطور الرومانى قسطنطين.
      وبناءً عليه عقد مجمع لمناقشة هذا الأمر فى الأسكندرية عام 321م، وتم فيه طرد أريوس وحرمانه من الكنيسة. إلا أن الإمبراطورية كانت لا تزال تؤمن بمثل ما آمن به تلاميذ المسيح، وما كان يعتقده أريوس، فتلقى تأييد من الخارج، على الأخص من يوسابيوس أسقف فلسطين، وابن عمه يوسابيوس أسقف نيكوميديا.
      ولفض هذا النزاع، ومحافظة على وحدة الإمبراطورية أرسل الإمبراطور قسطنطين الأسقف أوسيوس أسقف قرطبة إلى الأسكندرية لفض هذا النزاع ومحاولة الإصلاح بينهما وللوقوف على أسباب هذا النزاع. فتحالف أوسيوس مع اسكندروس ضد أريوس، وأقنع بعد عودته الإمبراطور بصحة موقف اسكندروس، والتى تتفق مع عقيدة قسطنطين الوثنية، فاتخذ الإمبراطور جانب اسكندروس، وعقد عام 325م مجمع عالمى فى نيقية، لإقرار عقيدة اسكندروس. ترأس الإمبراطور هذا الاجتماع، وفرض عقيدة تأليه يسوع، ومساواته بالآب تمامًا باستخدام سلطاته السياسية، وبممارسة الضغط على الأساقفة. ووافق على هذا المرسوم فقط 318 من مجموع 2024 أسقفًا حضروا المجمع.
      ثم استمر النزاع ولم ينته، فقد استمرت كنائس الشرق مهبط الديانة تؤمن بكون يسوع نبيًا مرسلا من الله تعالى، ولا يمكن أن يكون الرسول أعظم من راسله أو يتساوى معه، وذلك بناءً على أقوال يسوع نفسه، فقد كانوا يؤمنون أن الآب أعظم من الابن، وأن الابن رسول الآب إلى بنى إسرائيل، ويعتقدون أنه لا يمكن أن يكون الرسول أعظم من مرسله: يوحنا 14: 28 (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
      يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
      يوحنا 13: 16 (16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
      فظلوا يؤمنون بإله واحد غير متعدد الأقانيم، بينما آمنت كنائس الغرب بضغط من روما بإلهين فى شخص واحد إلى عام 381م، حيث قرروا فى مجمع القسطنطينية ألوهية الروح القدس، واصبحوا يؤمنون بثلاثة آلهة فى شخص واحد.
      وإذا كان اسكندروس يؤمن بمساواة الابن بالآب، فقد كان يعتقد يقينًا كونهما اثنين: المشبه والمشبه به، لأنه لا يشبه الشخص بنفسه، إلا إذا فقد عقله. وعلى ذلك يتبين لك دور الوثنية الرومانية فى جعل الابن هو الآب، ليتكون الثالوث فيما بعد، بضم الروح القدس لهما.
      والذى قد يُفاجأ به القارىء أنه يُشك فى تعميد قسطنطين قبل موته بأيام قليلة، على فراش الموت من يوسابيوس أسقف نيكوميديا، وهو أريوسى العقيدة، كما أنه صالح آريوس وأعاده إلى منصبه فى الأسكندرية، ولكنه مات مسمومًا قبل دخوله الأسكندرية.
      يقول مختصر تاريخ الكنيسة لأندرو ميلر ص149: (ومن ذلك الحين اتخذ قسطنطين مقام رأس الكنيسة بصورة علنية أمام العالم أجمع، وفى الوقت ذاته احتفظ لنفسه بمقام الكاهن العظيم للأوثان، ذلك اللقب الذى لم يتخل عنه قط، حتى مات وهو حائز للقبين – رأس الكنيسة، والكاهن العظيم للأوثان. إن التحالف غير المقدس والاندماج المحرم بين الكنيسة والحكومة .... نشاهده فى كل نقطة من تاريخ ذلك الإمبراطور.)
      ويؤكد المؤرخ وول ديورانت هذا القول فى قصة الحضارة ج3، ص595 بقوله: (المسيحية المتداولة لم تقض على الديانات الوثنية القديمة بل امتصتها بداخلها.)
      وأنهى الأنبا شنودة مقدمة كتابه بسرد ستة أشخاص أعطتهم الكنيسة لقب قديسين، وهم الذين دافعوا عن التثليث. وعلى القارىء الذكى أن يتساءل إلى أى عصر ينتمى هؤلاء؟ هل هم من تلاميذ يسوع؟ لنرى سويًا:
      1- القديس أثناسيوس (حوالى 328م تولى كرسى الأسكندرية)
      2- القديس إيلارى (عين أسقفًا عام 353م)
      3- القديس باسيليوس الكبير (عين رئيسًا للأساقفة عام 370م فى كبادوكية)
      4- القديس غريغوريوس الثيئولوغوس (حوالى عام 400م أسقفًا للقسطنطينية)
      5- القديس كيرلس الأورشليمى (أُختير عام 348م خلفًا للأنبا مكسيموس أسقف أورشليم) أى كلهم بعد مجمع نيقية المنعقد عام 321م.
      ولكن أين أقوال يسوع التى تحسم هذا الموضوع؟ فقد احتكم كل من الأريوسيين والمثلثين إلى أقوال من الكتاب، ويبدو أنه لم يكن هناك نصوص حاسمة لهذا الموضوع وقتها، أو على الأقل كانت النصوص مطاطة التفسير أو يتعارض كل منها مع الآخر، فلم يُحسم الأمر. وهذا كفيل بإثبات عدم قدسية هذا الكتاب، وأنه لم يكن دين يسوع أو عقيدته التى كان يعلمها اليهود من كتابهم. ولنلج إلى الفصل الأول من الكتاب ونعايش ما كتبه الأنبا شنودة فى كتابه لاهوت المسيح.


      اللوجوس وكلمة الله:
      يعنون الفصل الأول بعنوان (لاهوته من حيث مركزه فى الثالوث القدوس)، ويندرج تحته ستة عناوين فرعية، سنتناولها العنوان يلو الآخر. وكانت النقطة الأولى التى تناولها بعنوان (هو اللوجوس (الكلمة))، وهم يعتبرون أن يسوع هو كلمة الله، ويقول إنها ذكرت فى ثلاثة مواضع فى الكتاب:
      1- يوحنا 1: 1 (1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ)
      2- يوحنا الأولى 5: 7 (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.)
      3- رؤيا يوحنا 19: 13 (13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ».)
      ثم ابتدأ يحلل كلمة اللوجوس اليونانية ويبنى عليها مفهومه عن الكلمة والمنطق والعقل، ثم ربطها بالتجسد، ومن ثم اعتبرها الأقنوم الثانى فى الثالوث. وقبل أن نتطرق لتحليله عن الكلمة، نريد أن نمضى قُدمًا فى تحليل أصالة ومفهوم هذه النصوص الثلاثة، لأنهم البناء الذى بنى عليه ما سيأتى بعد ذلك.
      ويؤخذ فى الاعتبار أن يسوع لم يكن يتكلم اليونانية، ولم يعرفها، بل كانت لغة نجسة لأنها لغة المستعمر الوثنى، وكان يستنكف اليهود أن يتعلموها. وعلى ذلك فلم يكن يعرف يسوع هذه الفلسفة اليونانية الوثنية، ولم يُطلق يسوع على نفسه أنه كلمة الله، ولم يسمه أحد بهذا الاسم. وكثيرا ما جاءت كلمة الله لتعبر عن نبوة هذا الشخص الذى تأتيه هذه الكلمة، كما تعبر عن أمر الله أو تعاليمه ورسالته إلى بنى إسرائيل (إرمياء 19: 3؛ 31: 10؛ 34: 4)
      إرمياء 1: 2 (2الَّذِي كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيْهِ [إلى إرمياء] فِي أَيَّامِ يُوشِيَّا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهُوذَا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ عَشَرَةَ مِنْ مُلْكِهِ.)
      وقال إرمياء 2: 1-3 (1وَصَارَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[اذْهَبْ وَنَادِ فِي أُذُنَيْ أُورُشَلِيمَ: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ غَيْرَةَ صِبَاكِ مَحَبَّةَ خِطْبَتِكِ ذِهَابَكِ وَرَائِي فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضٍ غَيْرِ مَزْرُوعَةٍ. 3إِسْرَائِيلُ قُدْسٌ لِلرَّبِّ أَوَائِلُ غَلَّتِهِ. كُلُّ آكِلِيهِ يَأْثَمُونَ. شَرٌّ يَأْتِي عَلَيْهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ].) أى أمرنى الرب بذلك، أو قال الرب لى.
      إرمياء 32: 26-27 (26ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا: 27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟) أيضًا إرمياء 33: 1-3 ، إرمياء 34: 1-4
      إرمياء 47: 1-2 (1كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ عَنِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَبْلَ ضَرْبِ فِرْعَوْنَ غَزَّةَ: 2[هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ ...)
      وهكذا جاءت عدة مرات فى حزقيال 3: 16؛ 14: 2، 12؛ 16: 1؛ وصفنيا 1: 1؛ وحجى 1: 1، 3، وزكريا 1: 1، وغيره.
      وعلى ذلك فإن القول بتجسد الكلمة، أو بتسمية يسوع الكلمة، فهو من الفلسفات العقيمة، التى لم يفهمها يسوع نفسه، ولم يقل بها أحد من أتابعه، ولم تظهر إلا فى الكتابات المنسوبة ليوحنا، الذى يُعزى إليه كتابة إنجيله بين عامى 100 و120. فما الغرض من تتويهه القارىء فى فلسفة عقيمة، ما كان ليفهمها يسوع، لو كان بين ظهرانينا؟
      وربما كان معنى (كلمة الله) أى الذى خُلق بكلمة الله، دون زواج أمه من رجل ودون أن تقترف الفاحشة، ثم تحور بمرور الأيام، وتغير كما تغيرت العقيدة.
      وقبل أن نتكلم عن النص الأول أريد أن أذكر القارىء بنص قانون الإيمان بنيقية الذي أقرته كنيسة روما، بناء على قرار مجمع نيقية المسكوني للأساقفة عام 325م: (يسوع المسيح (هو) ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء وتجسَّد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنَّس وصُلِب عنَّا على عهد بيلاطس البنطي وتألم وقبر وقام في اليوم الثالث.)
      وملخص هذا القانون هو أن يسوع إله ولد من الآب، وهو مساو له فى الجوهر، وموجود منذ الأزل مثل الآب. اتخذ جسد إنسان، وصُلب عنهم على عهد بيلاطس، وتألم وقبر وقام من الأموات فى اليوم الثالث.
      النص الأول:
      يوحنا 1: 1 (1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ)
      وهو من النصوص الشهيرة التى يتخذها المسيحيون للتدليل على ألوهية عيسى u. وكما رأينا فإن الأنبا شنودة يعتبره فى كل كتبه دليلا على ألوهية يسوع، فيقول أيضًا فى كتابه لاهوت المسيح صفحة 8 عن العدد 1: 1 فى إنجيل يوحنا: (1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.) "وهنا الحديث عن لاهوته واضح تماما."
      النقطة الأولى: إن القارىء المدقق لهذا العدد يجد (كما يفهمونه هم) أنه لا يصلح لإثبات إله ثلاثى الأقانيم لكن يصلح لإثبات إله ثنائى فقط؛ لأنه يتحدث عن الله والكلمة فقط ولا يوجد أدنى أثر للروح القدس الذى هو العنصر الثالث فى الثالوث.
      ولماذا يغفل يوحنا عن ذلك إلا إذا كان يقصد أن ألوهية الكلمة أعلى درجة من ألوهية الروح القدس، وأن ألوهية الكلمة أقل درجة من الله لأنها موجودة عنده كما سوف نرى بعد قليل، أو لا يعلم بألوهية الروح القدس أو الابن؟
      أى إن أقصى ما يثبته هذا النص هو أن الإله ثنائى الأقانيم. وهذا يُبطل قانون إيمانهم، ومن ثم فهو مرفوض عندهم.
      والكلمة هى أحد أفعال الإله ، فإن جاز لكم أن يصبح فعل الرب هو الرب نفسه ، لكان ضحك الرب أو نومه هو الرب نفسه المتجسد ، ولكان خراء يسوع الناتج عن أكله وشربه هو .. (سبحان الله وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا)! لأن يوحنا يقول الكلمة صار جسدا. هنا أصبح (فى مفهومهم) للكلمة كيان إلهى مستقل، وكل حركات وسكنات وتصرفات يسوع لا بد أن تتجسد هى الأخرى فى شكل إله. وهذا تصور شيطانى لا عقلانى لا يقبله إلا وثنى أو منكر للألوهية، أو لا يعرف قدر الله.
      وصدق الله العظيم فى قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (67) الزمر
      النقطة الثانية: يقول (فى البدء) كان الكلمة. أى بدء هذا؟ هل يقصد بداية الخلق؟ فسوع إذًا مخلوق، ولا يتساوى مع الله فى الأزلية؟ أم هل سبقت الكلمة الإله فى الوجود؟ ومن الذى أوجد هذه الكلمة؟ وهل الإله له حدود زمنية؟ وكيف يكون البدء متعلق بالله؟ فالله لا يحصره شىء: لا زمانا ولا مكانا، ولا يوجد ما يسمى بدء متعلقا بالله سبحانه وتعالى.
      ولا ننسى أنه ذكر فى سفر التكوين أنه فى البدء خلق الله السماوات والأرض: التكوين 1: 1 (1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.)، فأى بدء يقصده كاتب إنجيل يوحنا؟
      إن البدء الذى يقصده الكاتب هو ما عبر عنه كاتب رسالة بطرس الأولى بعبارة (قبل تأسيس أو إنشاء العالم)، وهى لا تعنى إلا فى علم الله الأزلى، وقبل أن تحمل السيدة مريم بعيسى u، وقبل أن يخلق يسوع أو يولد. تقول الرسالة الأولى لبطرس 1: 20-21 (وكانَ قدِ اصطُفِىَ مِن قَبْلِ إِنشاءِ العالَم ، ثُمَّ كُشِفَ مِن أَجلِكُم فيآخِرِ الأَزمِنَة،وبِفَضلِهتُؤمِنونَ بِاللهِ الَّذي أَقامَه مِن بَينِ الأَموات وأَولاهُ المَجْد، فيَكونُإِيمانُكم ورجَاؤُكم في الله.) الترجمة الكاثوليكية
      والقارىء للنص يجد أنه يُحدد أن يسوع هو المسِّيِّا الذى اصطفاه الله تعالى قبل خلق السماوات والأرض أو حتى قبل خلق الإنسان. وهذا الرجل مات، وأحياه الله تعالى، وهو الذى نقل لكم الدين، وبفضله آمنتم بالله. فأين ما يشير هنا إلى ألوهية يسوع أو وجوده الأزلى المساوى لله الخالق؟
      وعل ذلك كان يسوع منذ البدء، وقبل خلق العالم عند الله تعالى فى علمه، وفى تقديره، وفى خطته المستقبلية لخلق الكون والإنسان.
      ولو سايرناهم فى فهمهم أن الكلمة (التى هى الأقنوم الثانى والإله الثانى فى مجموعة الثالوث) كانت هى البداية، لكان هذا دليل على أن الابن (اللوجوس أو الكلمة) هو خالق الأب. وهم لا يؤمنون بذلك، فالابن عندهم مولود من الآب، ومخلوق منه، ولو قالوا بغير ذلك. لوقا 2: 7 (7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.)
      رؤيا يوحنا 3: 14 (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.)
      كولوسى 1: 15 (15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.)

      والخليقة تعنى كل مخلوق، كما قال يسوع فى مرقس 16: 15 (15وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.)
      وقال يسوع إنه إنسان أى مخلوق من مخلوقات الله تعالى: يوحنا 8: 40 ( وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)، فهل صعب عليه أن يقول إنه إله لو كان فعلا إلهًا؟ وهل كان من الصعب عليه ألا يقول إنه إنسان فنظن إنه إله؟
      وقال الرب إنه خالق كل إنسان: إشعياء 45: 5-15 (12أَنَا صَنَعْتُ الأَرْضَ وَخَلَقْتُ الإِنْسَانَ عَلَيْهَا. يَدَايَ أَنَا نَشَرَتَا السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا أَنَا أَمَرْتُ. .... 15حَقّاً أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ.)
      وكان يسوع يعترف بعبوديته لله تعالى بقضاء الليل كله فى الصلاة، راكعًا ساجدًا لله: لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
      لوقا 22: 41 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى.)
      متى 26: 39 (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي ....)
      وقد أقسم الرب أن كل ركبة من خلقه تجثو له: إشعياء 45: 23 (بِذَاتِي أَقْسَمْتُ. خَرَجَ مِنْ فَمِي الصِّدْقُ كَلِمَةٌ لاَ تَرْجِعُ: إِنَّهُ لِي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ. يَحْلِفُ كُلُّ لِسَانٍ.)
      ولكان قانون إيمانهم باطل، الذى ينص على أن الآب هو الخالق (نؤمن بإله واحد، الآب ضابط الكل، وخالق السماء والأرض، وكل ما يرى وما لا يرى،)
      ولكذب متى 28: 19 فى تقديمه الآب على الابن فى البسملة، وعلى ذلك عليهم أن يقولوا (باسم الابن والآب والروح القدس).
      ولكذب يسوع فى قوله إن الله أعظم منه، وكان عليه أن يقول إنه أعظم من الآب: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
      إذن فالمعنى المراد أنه فى بدء الخلق كان الكلمة (وتُشير عند اليهود المتصوفة إلى المسِّيِّا) عند الله فى علمه الأزلى، ثم خلقه وأظهره فى الوقت المحدد له.
      النقطة الثالثة: هى (الكلمة) التى كانت فى البدء.
      إن الكلمة اليونانية التى تعبر عن الكلمة هى لوجوس، وهى تعنى فى اليونانية القديمة الكلمة، والقول، والتعبير، والمعنى؛ والتخطيط، والاعتبار، والتفكير.
      وهنا يتفق المعنى مع ما يقصده بطرس فى رسالته الأولى، ففى البدء خطط الرب بوجود المسيح المسِّيِّا يومًا ما، وأنه سوف يظهره فى نهاية الزمن، والمقصود بالزمن هنا أن يكون هذا المسِّيِّا خاتم رسل الله.
      النقطة الرابعة: يقول النص ”كان الكلمة عند الله“. نعم كانت الخطة والقرار والأمر بذلك فى معية الله وحفظه إلى أن يأتى الوقت الذى سيخلق الله فيه المسِّيِّا، ويرسله إلى الناس.
      لكن نساير القائلين بالتثليث ونسألهم: ما هى هذه العندية؟ وماذا تعنى؟ وكيف تكون فى البدء عند الله؟ وألا يعنى هذا أن الله كان موجودًا قبل الكلمة بدليل وجودها عنده؟ وإذا كانت الكلمة عند الله، فالكلمة إذًا مخلوق من مخلوقات الله، التى أودعها الله عنده، فكيف تصبح هى الله نفسه؟ أى كيف يصبح المخلوق خالقًا، والعبد إلهًا؟ فهل لو عندك خروف ستصبح أنت خروف؟ وهل لو عندك سيارة ستصبح أنت سيارة؟ وهل لو أنجبت طفلا ستصبح أنت هذا الطفل؟ وحتى لو صدقنا أن الكلمة تحولت إلى الإله، فما دخل يسوع فى هذا الأمر؟ وما دلائل ألوهيته فى هذه الجملة؟
      والشخص المستودع عند شخص آخر لا بد أن يكون أقل منه فى الوعى أو العلم أو العقل أو المقدرة على الحفاظ على نفسه، وإلا لما استودع هذا بالذات عند ذاك؟ فأنا أستودع ابنى الصغير لدى خالته أو خاله ليعتنى به حتى أسترده. وأستودع الغريب الذى لا يعرف البلد عند أحد أهل البلد ليرشده إلى الصواب ويحفظه من الضياع لأى سبب، وأستودع المجنون لدى دار للرعاية حتى أسترده وأتولى أنا رعايته. فهل وجود الكلمة تحت رعاية الله تصبح هى نفسها الله الكامل؟
      عزرا 7: 12 (... إِلَى عَزْرَا الْكَاهِنِ كَاتِبِ شَرِيعَةِ إِلَهِ السَّمَاءِ الْكَامِلِ ...)
      متى 5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)
      أفسس 6: 13 (13مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ .....)
      ثم من الذى استودع الكلمة عند الله؟ هل من إله آخر استودع هذه الكلمة عن الله؟ ولماذا؟ وألا يدل ذلك على وجود ثلاثة أشخاص منذ البدء: المستودع عنده، والمستودِِع، والشخص المستودَع؟ وألا يدل هذا على أن الكلمة التى استودعت عن الله أو كانت عنده، أنها لا تستطيع القيام بشئونها بنفسها؟ فكيف اعتبرها الأنبا شنودة فيما بعد العقل المدبر الخالق؟ وهل لو كانت العقل المدبر الخالق، لاحتاجت أن تُدع عند آخر؟ وكيف كان خلق الله قبل أن تُستوْدع عنده الكلمة؟ هل كان ناقصًا فاحتاج الكلمة؟ فلو كان ذلك فأنتم تتكلمون عن ثلاثة آلهة ناقصة، يُكمل كل منهما الآخر!
      ثم إنهم يؤمنون أن الآب هو نفسه الابن وهما الروح القدس، والنص هنا يشير إلى وجود ذاتين وليست ذات واحدة، فالكلمة مستودعة عن الله، وعلى ذلك فظنهم أنهم موحدون هو ظن باطل، فهم يعبدون ثلاثة آلهة، أحدهما كان عند الآخر، كما يقول النص الذى نحن بصدده.
      النقطة الخامسة: ثم يقول ”وكان الكلمة الله“، فطابق الكلمة مع الله وجعلهما حقيقة واحدة. ومعنى هذا أن المخلوق أصبح خالقًا، وأن الوديعة أصبحت عين الحافظ لها، والمستودعة عنده. ومعنى هذا أيضًا: ”أنه كان موجودا قبل أن يوجد“ أو ”أنه قبل أن يوجد أراد أن يوجد“ وهذا تناقض ما بعده تناقض! وعبارات لا معنى لها. وأرجو ألا تفهموا أن هذه الفلسفة اليونانية الغنوصية التى كانت منتشرة أنذاك أكبر من عقول البشر أن يفهموها، وإلا اتهمتم الذى أوحى بهذه العبارات أنه يبغى التعقيد، ويقصد دينًا لا يفهمه إلا الفلاسفة، الذين يبنون فكرهم على نظريات تختلف من أحدهم للآخر. وباختلافهم تختلف الأهواء والطوائف ولا يكون هناك وحدة مفهوم للدين، ويتصارع البعض مع آخرين انتصارًا لفلسفته وفهمه، ويقتل بعضهم البعض، ثم تغنوا أغنية الله محبة!!
      ولو حذفنا من النص كلمة (الكلمة) ووضعنا بدلًا منها كلمة الله، لكان المعنى هكذا: (فى البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله الله) فأى معنى لهذا؟
      ولاحظ أيضا أن الكلمة هنا لا تشير صراحة إلى عيسى بن مريم عليهما السلام، ولو سلمنا أن الكلمة تساوى الله فسوف نحتاج أيضًا إلى دليل نثبت به أن الكلمة تعنى يسوع.
      ولن ينتهى الإشكال إلى هذا القدر. بل يجب علينا أيضًا أن نجد صيغة نقحم بها الروح القدس فى هذا الموضوع لأنها أيضا لا بد أن تكون فى البدء ولا بد أن تكون عند الله ولا بد أن تكون هى الله!!! كما أننا سنحتاج فى النهاية إلى دليل آخر يثبت أن يوحنا كتب فعلا هذا الكلام! ولكن هذا موضوع آخر.
      بالله عليكم أيها العقلاء!
      هل من العقل أن يرسل الرب إليكم مندوبًا (رسولًا) من عنده (ناهيكم عن قولكم إن الرب نفسه هو الذى تجسد ونزل) يبلغكم رسالة ما، لا تفهمونها، وتتخبطون فى تأويلها، وتتفرقون شيعًا وأحزابًا فى فهم مراد الرب هذا، ثم تقبلون كتبًا ورسائل وجدت بعد قتل هذا الإله الكبير، العلى، القوى، القدوس، العزيز، وتدعون أنها أوحيت من عنده ، ومع ذلك لا توجد عبارة على لسانه خالصة من عنده تقول إننى تجسدت فى صورة إنسان وأن الأب الذى أصلى إليه وأتعبد إليه بالصيام والدعاء هو أنا نفسى الذى اتحد معنا أقنوم ثالث هو الروح القدس، أو يقول فيها إنه هو الله، ويأمرهم بالصلاة له، والصيام من أجل مرضاته!
      النقطة السادسة: إن النص الأصلى اليونانى "كاى ثيؤس ان هولوجوس" وهو موجود فى هذا الموقع:http://www.olivetree.com/cgi-bin/EnglishBible.htm
      والملاحظ عليه ببساطة أن كلمة (الله) الأولى معرفة بأداة التعريف التى تعادل الألف واللام، والثانية غير معرفة وهنا المشكلة التى تحتم أن تكون الترجمة الحقيقية "وكانت الكلمة إله" وليس الله بل إله أقل درجة من الإله الأعلى المعرف فى الشطر الأول.
      وبعض الترجمات تقرر ذلك مثل ترجمة العالم الجديد التى تقول:
      "In the beginning was the Word, and the Word was with God, and the Word was divine" New World Translation
      وكذلك هذه الترجمة وتسمى العهد الجديد ترجمة أمريكية
      "In the beginning the Word existed. The Word was with God, and the Word was divine." The New Testament, An American Translation, Edgar Goodspeed and J. M. Powis Smith, The University of Chicago Press, p. 173
      وفى قاموس الكتاب المقدس لجون ماكنزى طبعة كوليير صفحة 317
      "Jn 1:1should rigorously be translated 'the word was with the God [=the Father], and the word was a divine being.'" The Dictionary of the Bible by John McKenzie, Collier Books, p. 317
      والنص العربى فى ترجمة الفاندايك: (1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. 2هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. 3كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. 4فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ 5وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.) يوحنا 1: 1-5
      انظر إلى التلاعب بالترجمة خاصة فى الفقرة الأولى بين النسخة اللاتينية والنسخ الأخرى ، ثم انظر إلى اختلاف الترجمة بين النسخة العربية وبعض النسخ الأجنبية، وفى نهاية كل ترجمة وضعت مصدرها بين قوسين معكوفين ، ويمكن للقارىء أن يحصل عليها من موقع: http://www.diebibel.de/
      وفى بعض التراجم الألمانية القديمة جاءت أيضًا بمعنى كائن إلهى:
      1896: „und das W o r t war selbst göttlichen Wesens“ (Curt Stage, Das Neue Testament)
      1935: „und das Wort war göttlich“ (J. M. P. Smith und E. J. Good-speed, The Bible—An American Translation).
      1978: „und göttlicher Art war der Logos“ (Johannes Schneider, Das Evangelium nach Johannes.
      (1 Am Anfang war das ewige Wort Gottes: Christus. 2 Immer war er bei Gott und ihm in allem gleich.[1] 3 Durch ihn wurde alles geschaffen. Nichts ist ohne ihn geworden. 4 Von ihm kommt alles Leben, und sein Leben ist das Licht für alle Menschen. 5 Er ist das Licht, das die Finsternis durchbricht, und die Finsternis konnte dieses Licht nicht auslöschen.) [Hoffnung für alle]
      وترجمة هذه الفقرة: (فى البدء كانت الكلمة الأزلية: المسيح. وقد كان دائمًا عند الله، وكان يساويه فى كل شىء، خلق كل شىء من خلاله، ولم يوجد شىء بدونه، منه تأتى الحياة، وحياته هى نور لكل الناس، هو النور الذى بدد الظلمة، ولم تستطع الظلمة أن تمحوه.)
      بغض النظر عن اختلاف الأسلوب فى الترجمة، فأنا أعنى بعض الكلمات غير الموجودة فى كل التراجم الأخرى، مثل: (الأزلية) و(المسيح) بعدها وكذلك (وكان يساويه فى كل شىء) وكذلك (منه تأتى الحياة)
      (1IN THE beginning [before all time] was the Word ([1] Christ), and the Word was with God, and the Word was God [2] Himself.(1) ) [AMP]
      انظر لهذه الترجمة وما وضعوه بين الأقواس ، أى التى لا تنتمى إلى النص الأصلى، وهى من وضع المترجم: (فى البدء [قبل كل وقت] كانت الكلمة (المسيح) وكانت الكلمة عند الله ، وكانت الكلمة الله نفسه)
      (1In the beginning was the one who is called the Word. The Word was with God and was truly God. ) [CEV]
      وترجمتها: (فى البدء كان واحد يسمى الكلمة، وكانت الكلمة مع الله، وكانت الكلمة الله.)
      (1The Word already was, way back before anything began to be. The Word and God were together. The Word was God.) [Worldwide]
      (قبل البدء كانت الكلمة ، وكانت الكلمة والله سويا، وكانت الكلمة الله)
      وعلى ذلك فهم قرروا ألوهية يسوع، ومن ثم غيروا فى نصوص كتابهم ليتفق مع وجهة نظر الكنيسة وقانون إيمانهم فى تأليه يسوع. وهذا مطابق لما اعترف به علماؤهم فى المدخل إلى العهد الجديد لطبعة الآباء اليسوعيين ص13: ”فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه. يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً. ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ. ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصًّا يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.
      إن التعبير التوراتى يستخدم لفظ الله أو ابن الله بمعنى الشخص الربانى، أو النبى أو المقدس، أو المؤمن، فقد سمى الرب بنى إسرائيل الموحدين آلهة، كما سمَّى يوحنا المؤمنين أبناء الله:
      مزامير 82: 6 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ.)
      يوحنا 10: 34-35 (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ)
      خروج 7: 1 (1فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهًا لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.)
      يوحنا 1: 12-13 (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
      لكن سيقابلنا كثيرا فى كتاب الأنبا شنودة قوله إن ابن الله (بشأن يسوع) تعنى بنوة الله التى من طبيعة الله وجوهره وذاته. وإذا استعرضنا التعبير المستخدم فى كل الكتاب الذى يقدسونه يقصدون تعبير يشير إلى أن الابن يعمل ما يأمره به أبوه، ويلازم أوامره، ومخلص لتعاليمه: يوحنا الأولى 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)
      وقوله: يوحنا 8: 44 و47 (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. 47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».)
      رومية 8: 14-16 (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.)
      ويقول متى 5: 44-45 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.. .. ..)
      يوحنا الأولى 3: 7-10 (7أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. 8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ)
      ومن الجدير بالذكر أن يعلم القارىء أن كلمة (إله) التى استخدمها يوحنا فى النص الذى نحن بصدد الحديث عنه، هى نفس الكلمة التى استخدمها بولس فى رسالته الثانية إلى كورنثوس 4: 4 بمعنى الشيطان، فسمَّاه (إله هذا الدهر): (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) فأى إله كان يقصده يوحنا؟
      وهكذا كانت تعبيرات الكتاب، فالصالحون من الناس هم أبناء انور، والفاسدون هم أبناء المعصية، وأبناء الإثم، وأبناء جهنم، وأبناء الهلاك، وأبناء الشيطان وأبناء الأفاعى:
      (36مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ».) يوحنا 12: 36
      (22لاَ يُرْغِمُهُ عَدُوٌّ وَابْنُ الإِثْمِ لاَ يُذَلِّلُهُ.) مزامير 89: 22
      (15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!) متى 23: 15
      (12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.) يوحنا 17: 12
      وقال للفريسيين والصدوقيين: (يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟) متى 3: 7
      (5فَأَمِيتُوا اعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ، 6الأُمُورَ الَّتِي مِنْ اجْلِهَا يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى ابْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ) كولوسى 3: 5-6

      تعليق


      • #4
        النقطة السابعة: خلت الأناجيل الأربعة وما ألحقوه بها من رسائل من بينة واحدة على أن عيسى u أشار إلى نفسه أنه الكلمة. كما أن الثلاثة أناجيل الأولى المتوازية لم تشر بها إليه قط على ألسنة كاتبيها أو حكاية عن غيرهم.
        وأشير إلى قول لوقا الشهير عن الكلمة فى بداية إنجيله: لوقا 1: 1-4 (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.)
        فماذا تعنى الكلمة هنا غير ما سوف نذكره؟ وما الذى يمنع أن يكون هذا المعنى هو الذى قصده يوحنا فى بداية إنجيله هو أيضا؟
        وعندما ورد هذا اللفظ فى إنجيل لوقا، إنما كان بنفس المعنى الوارد فى أسفار التوراة أى بمدلول الوحى أو الأمر الإلهى أو الرسالة النبوية عند أنبياء العهد القديم ولم يتجاوز هذا الحد ولم يشر بها إلى مسيح الناصرة أو حتى أى مسيح آخر. وهو نفس المدلول فى إرمياء 10: 1-2 ونصه : (اِسْمَعُوا الْكَلِمَةَ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. 2هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [لاَ تَتَعَلَّمُوا طَرِيقَ الأُمَمِ وَمِنْ آيَاتِ السَّمَاوَاتِ لاَ تَرْتَعِبُوا لأَنَّ الأُمَمَ تَرْتَعِبُ مِنْهَا.)
        ومعنى الكلمة هنا واضح لا يحتاج إلى شرح وبمثله قال لوقا عن يوحنا المعمدان: لوقا 3: 2 (2فِي أَيَّامِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَى يُوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا فِي الْبَرِّيَّةِ)
        وإليك بعض النصوص التى توضح مدلول (الكلمة) من إنجيل لوقا:
        فقد جاءت بمعنى كتاب الله، وأوامره وتعاليمه أى كلمة الله:
        لوقا 1: 1-4 (2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ)
        لوقا 5: 1 (1وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ كَانَ وَاقِفًا عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ.)
        لوقا 8: 19-21 (19وَجَاءَ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ. 20فَأَخْبَرُوهُ: «أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ». 21فَأَجَابَ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».)
        لوقا 8: 15 (15وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ.)
        لوقا 8: 11-12 (11وَهَذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ 12وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا.)
        أعمال الرسل 4: 4 (4وَكَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا الْكَلِمَةَ آمَنُوا وَصَارَ عَدَدُ الرِّجَالِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفٍ.)
        أعمال الرسل 6: 2 (2فَدَعَا الاِثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا: «لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ.)
        وجاءت بمعنى التجديف والخروج على شرع الله:
        لوقا 12: 10 (10وَكُلُّ مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ.)
        لوقا 20: 20 و26 (20فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ الْوَالِي وَسُلْطَانِهِ. .. .. .. 26فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ قُدَّامَ الشَّعْبِ وَتَعَجَّبُوا مِنْ جَوَابِهِ وَسَكَتُوا.)
        وجاءت بمعنى سؤال:
        لوقا 20: 3 (3فَأَجَابَ: «وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً فَقُولُوا لِي: 4مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟»)
        ومن هذا نستنج بوضوح أن الكلمة عند لوقا هى التعليم والوحى والأمر الإلهى الصادر عن الله سبحانه وتعالى والمُبَلَّغ عن طريق نبى من عباده.
        فهل شذ من كتب إنجيل يوحنا واستخدم الكلمة لوجوس فى وصف عيسى u مخالفا سياق الأناجيل الأخرى والرسائل مستسقيا مصادر أجنبية وهى الفلسفة اليونانية فى جانبها الوثنى ليدسه فى النصرانية، لأن المضمون عند فلاسفة اليونان مثل هيراقليطس: أن اللوجوس أو الكلمة هو العقل الإلهى الضابط لحركة الموجودات والمهيمن على الكون؟ فهذا يُخالف قانون الإيمان الذى يجعل مهمة الخلق للآب وحده. وهذا ما التقطه كاتب إنجيل يوحنا كفكرة فلسفية ليس لها أى أصل دينى صحيح بل هو تصور وثنى أضافه كاتب هذا الإنجيل ليزيد الأمور تعقيدًا عند النصارى.
        النقطة الثامنة: ولنسأل يوحنا نفسه أو من كتب إنجيل يوحنا ماذا يقصد؟ وما هى العلاقة عنده هو بين عيسى u والله سبحانه وتعالى؟
        فى الحقيقة كان يسوع هو رسول الله تعالى إلى بنى إسرائيل:
        1- يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
        2- يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
        3- يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        4- يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ....)
        5- يوحنا 7: 28-29 (.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
        6- يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
        7- يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
        8- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        9- يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
        10- يوحنا 13: 20 (... الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
        11- يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
        وأقر يوحنا نفسه أن يسوع كان عند الأتباع والأعداء ليس أكثر من نبى:
        1- يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
        2- يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
        3- يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
        4- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
        يسوع نبى فى الأناجيل:
        وهى نفس صورته فى الأناجيل الأخرى:
        1- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
        2- متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
        3- لوقا 7: 16 (16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
        4- لوقا 9: 7-8 (7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَارْتَابَ لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ».)
        5- لوقا 13: 33 (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)
        6- لوقا 24: 13-20 (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
        7- وحتى عندما شك أحد الفريسيين فى يسوع شك فى نبوته، وليس فى ألوهيته، الأمر الذى يعنى أنه كان معروفًا لكل الناس أنه نبى الله لبنى إسرائيل: لوقا 7: 39 (39فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيّاً لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئِةٌ».)
        8- وها هو بطرس يقول لكم فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
        وأقر نبى الله دانيال أن النبى هو عبد الله ورسوله: دانيال 9: 6-11 (6وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ بِـاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. .... 10وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ.)
        فالكاتب هنا واضح جدا: فعيسى u هو عبد الله ورسوله، والله ربه هو أعظم مِن مَن أرسله. فهل من يريد أن يقنعنا أن عيسى u والله واحد يكتب مثل هذا؟
        هل من يريد أن يقنعنا أن يسوع هو الله الخالق بعقله، يلغى ألوهيته فى عدة جمل، ويقر أنه عبد من عباد الله، يسعى لطاعة خالقه، ويعتبر أن مفتاح الخلود فى الجنة الاعتراف بالله وحده، دون أقانيم، ودون تجميع أو تجزئة، ويعترف بنبوة يسوع الذى أرسله: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
        هل يمكن لشخص أن تكون نفسه أعظم منه؟: يوحنا 14: 28 (28سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
        هل يستطيع أى شخص أن يذهب إلى نفسه؟ يوحنا 20: 17 (وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ»)
        هل يمكن لإله العالمين أن يُخاطب إلهًا آخر ويصفه بأنه إلهه؟ متى 26: 47 (إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) ولاحظ نحن ننقل كلام يوحنا الذى كتبه فى إنجيله.
        ويوحنا 17: 1 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا)
        وهذه معناها على مذهبهم أنه يخاطب نفسه قائلا مجدت نفسى حتى أمجد نفسى!!!
        ويوحنا 17: 24 (24أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ.)
        هل الله أحب نفسه قبل خلق العالم وأعطى نفسه مجدا؟
        والخلاصة هنا أن هذا العدد فى بداية إنجيل يوحنا لا ينسجم حتى مع بقية إنجيل يوحنا نفسه. الأمر الذى يؤكد أن كاتبه أضافه إلى بداية الإنجيل، ظنًا منه أن هذا يُثبت ألوهية يسوع.
        النقطة التاسعة: هل لو قيل عن يسوع إله فى الكتاب فسيكون هو الله المعبود بحق؟ فى الحقيقة لا. لن يكون إله. وقد أوردنا فقرات عديدة تثبت أنه كان يقول عن نفسه أنه رسول الله، وكان كل مراده أن يؤمن الناس أنه مرسل من عند الله، وكان يصلى لله، ليعلن للناس أن هذا هو الإله الذى ينبغى السجود له، والسعى لمرضاته. بل أعلنها صراحة قائلا: متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
        وكان يقضى الليل كله فى الصلاة لهذا الإله، فهل كان يتلذذ بأن يكون عبدًا، فكان يعبد نفسه؟ لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
        وأوضح لهم الله تعالى بنفسه أنه لا يوجد إله يتجسد أو يعيش على الأرض: ملوك الأول 8: 27 (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …)
        ووضَّح لكم يسوع مرات ومرات أن الله تعالى فى السماء: يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
        متى 6: 9 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.)
        متى 12: 50 (50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».)
        متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
        متى 5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)
        ومن الجدير بالذكر أن كلمة إله أو رب أو أب أطلقت فى العهد القديم والجديد على ملاك الرب، ونبى الرب، والشرفاء، والأقوياء، وعلى القاضى الشرعى، والملوك، بل والشيطان نفسه، وما جعله أحد أبدًا من الآلهة. فإن تسمية المخلوق إلهًا أو أبًا فى الكتاب المقدس لا تجعله إلهًا على الحقيقة، بل تُفهم على أنه مرسل من عند الله، أو يعمل بكتاب الله أو تبعًا لشريعته:
        1- فقد أطلاق لفظ الله على ملاك الرب: (هوشع 12: 3-4) و(التكوين 17: 1-22) و(القضاة 13: 21-22) و(التكوين 32: 28) و(التكوين 35: 9-13)
        2- وأطلاق لفظ "الله" على القاضي الشرعي: (الخروج 21: 5-6) (الخروج 22: 8) و(الخروج 22: 9) و (صموئيل الأول 2: 25)
        3- أطلقت لفظ "الله" على الشريف أوالقوى: (التكوين 6: 1-2) و(التكوين 6: 4) و(المزامير 29: 1) و(أيوب 1: 6)
        4- أطلقت لفظ "الله" على النبي: (صموئيل الأول 9: 9)
        5- وأُطلِقَ لفظ "إله هذا الدهر" على الشيطان: كورنثوس الثانية 4: 4 (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.)
        وهل تعلم من هو إله هذا الدهر إنه الشيطان! فبولس يسميه إله الدهر وبالرجوع إلى الأصل اليونانى لهذا العدد وجدت أن الكلمة هى نفسها التى ترجمت الله فى الشطر الأخير من نص يوحنا لأنها بدون أداة تعريف، فلا تعنى الإله الأعلى (الله) فتأمل.
        وإذا كانت الروح القدس هى التى توحى بمثل هذا الكلام فهل توحى لبولس بنفس الكلمة وتعنى بها مرة الشيطان ومرة الله (تعالى عما يصفون)؟ أكرر هنا للأهمية نفس اللفظ الذى يترجموه فى نص يوحنا إلى (الله) يترجم إلى (إله) فى الرسالة المنسوبة إلى بولس.
        النقطة العاشرة: أما بالنسبة لكاتب إنجيل يوحنا نفسه وكتابه ، فتقول دائرة المعارف الكتابية (تحت كلمة إنجيل يوحنا): (فلا يكرر نقل المعلومات التى يمكن جمعها من الثلاثة الأخرى، بل يسير على نهج خاص به وينتقى من الأحداث ما يريد، ويقدمها من وجهة النظر الخاصة للإنجيل، كما أن له مبدأه الخاص فى هذا الانتقاء أو الاختيار، وهو المبدأ الذى ذكره فى الفقرة التى سبق أن اقتبسناها. [30وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. (يوحنا 20: 30-31] فالمشاهد التى يصورها والأعمال التى يحكى عنها، والأقوال التى يرويها والتعليقات التى يقدمها الكاتب، كل هذه موجهة نحو هدف مساعدة القراء على الإيمان بأن يسوع المسيح هو ابن الله، كما أن الكاتب يقرر أن نتيجة هذا الإيمان هى أن تكون لهم حياة باسمه. .. .. وهو يقدم لنا – على أكثر تقدير – معلومات عن عشرين يومًا من بين أكثر من ألف يوم هى مدة خدمة الرب.)
        فهل يمكننا اعتبار هذا الكتاب كتاب من عند الله؟ خاصة وقد اعترف علماؤهم بالنقل والتكرار المنسوخ من كتاب الأناجيل الأخرى من بعضهم البعض، وأنهم اعترفوا أن كاتب هذا الإنجيل (يسير على نهج خاص به وينتقى من الأحداث ما يريد، ويقدمها من وجهة النظر الخاصة للإنجيل)
        فنحن إذًا أمام إنسان ما أو هيئة ما كما يقول جمهور من النقاد، انتقت من أحداث عديدة، ومعجزات متعددة، وأقوال وتعاليم ليسوع، تناسب أهدافها، وجمعتها فى كتاب واحد نسبته ليوحنا. ولسنا أمام وحى الله، وهذا باعتراف يوحنا نفسه: يوحنا 20: 30-31 (30وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا .. .. .. )
        وقد أقر لوقا نفس الشىء فى إنجيله: لوقا 1: 1-4 (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.)
        وأؤكد مرة أخرى أن هذا الكتاب بدأ من بدايته بالتدليس:
        فلم يكن عيسى u دارسًا للفلسفة الغنوصية اليونانية التى تعتبر أن الكلمة (وهى تعنى هنا العقل) إله هذا العمل، والأصل فى وجوده ، فجاءت المسيحية لتؤكد للأميين أن هذه الكلمة التى يعبدونها قد تجسدت وصارت الإله الجديد الذى يعبدونه هم.
        هذا على الرغم من منع يسوع لهم أن يكرزوا خارج أورشليم، وهذا ما أكدته الأناجيل الثلاثة الأخرى أن منطقة كرازة يسوع كانت الجليل واليهودية فقط، تجد أن يوحنا جعل منطقة تبشير يسوع نفسه الجليل واليهودية والسامرة: متى 10: 5-7 (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.)
        أضف إلى ذلك أن إنجيل يوحنا قد بلغ فى مستواه اللغوى اليونانى قمة البلاغة، والسلامة اللفظية، ولا يوجد به أى خطأ لغوى. وأنه كُتِبَ فى أسلوب سهل الفهم، مما يُستدل به على بلاغة مؤلفه ودرايته بأساليب اليونانية وقواعدها.
        وفى هذا يقول الدكتور إبراهيم سعيد: (بشارة يوحنا فريدة الفرائد، فليس فى آداب اللغات ما يعدل البشائر الأربع، وليس بين البشائر الأربع ما يعدل البشارة الرابعة. أهذه البشارة مقالة تاريخية؟ أم هى بحث فلسفى أفرغ فى قالب تاريخى؟ أم هى حجة لاهوتية جمعت بين ثناياها دقائق التاريخ وجمال الفلسفة؟)
        وهذا الأسلوب لا يتأتى إلا من عقلية ناضجة تزيد عن عقلية عامة المشتغلين بالفلسفة، فى حدة الذكاء والبلاغة، بخلاف الأناجيل الثلاثة. الأمر الذى يزيد من شكوك الباحثين والعقلاء، لأن الاثنى عشر كان أغلبهم من الأميين، وبعضهم كان له إلمام بمبادىء القراءة والكتابة، ويندر بينهم وجود رجل فى مستوى متى كاتب الحسابات، الذى كان يعمل جابيًا للضرائب للسلطة الرومانية، على أن هذا لم يكن المستوى الثقافى العام للتلاميذ.
        وقد وصف لوقا فى كتابه يوحنا وبطرس بأنهما عديما العلم وعاميان: أعمال الرسل 4: 13 (13فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ)، مع العلم أنه عاش بعد وصف لوقا له مدة لا تقل عن اثنى عشر عامًا، كما يُفهم من ترجمة حبيب سعيد لكتاب أديان العالم الكبرى، وقد تصل إلى 27 عامًا كما يفهم من تقدير لجنة قاموس الكتاب المقدس.
        ولعل لهذا السبب سمح بطرس لتلميذه مرقس بأن يؤلف إنجيلًا، وهو المعروف بإنجيل مرقس، ولم يكن مرقس من الإثنى عشر.
        أضف إلى ذلك وصف عيسى u لتلاميذه بالغباء والجهل، وعدم الفهم، ولا يخرج هذا الأسلوب الفلسفى ولا الإبداع اللغوى، من إنسان جاهل لا يفهم الجمل البسيطة التى يتكلم بها نبيه: متى 15: 15-16 (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضًا حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟)
        متى 17: 16-21 (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».)
        من الذى كتب الإنجيل المنسوب ليوحنا؟
        ومن الأدلة البينة التى تدل على أن كاتب هذا الإنجيل ليس يسوع هو أن كُتَّاب الأناجيل الثلاثة المتوافقة تحكى لنا عن أشياء هامة فى حياة يسوع كان يوحنا (التلميذ الذى يحبه) شاهدًا لها وعليها، ولم يعرف يوحنا عنها شيئًا بالمرة:
        1- لم يحكِ يوحنا عن مثل واحد من الأمثال الكثيرة التى ضربها يسوع عن ملكوت الله أو ملكوت السموات ، وكان هذا أولى بالذكر من تفاصيل كثيرة أخرى ، لأن هذا هو أصل رسالة يسوع u:
        متى 4: 17 (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».)
        متى 4: 23 (23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ.)
        لوقا 4: 43-44 (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضًا بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.)
        2- كذلك لم يعرف أى شىء عن تجلى موسى وإيليا ، فقد حكتها الأناجيل الثلاثة المتوافقة (متى 17: 1-13) و (مرقس 9: 2-13) و (لوقا 9: 28-36)
        متى 17: 1 (1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ.)
        لوقا 9: 28 (28وَبَعْدَ هَذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ أَخَذَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلٍ لِيُصَلِّيَ.)
        مرقس 9: 2 (2وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ.)
        3- وتركه التلميذ الذى كان يحبه وقت القبض عليه (؟) وهرب [صحيح أن الإنجيل يقول بعد ذلك إن بطرس أدخل يوحنا وظل مع المصلوب أثناء عملية الصلب ، لكنى أرى الإستخفاف بالعقول فى هذه الحكاية: فهل يُعقل أن من ترك إزاره وهرب من قوم ما أن يرجع إليهم مرة أخرى ، وهم يعرفونه حق المعرفة ، حيث كان التلاميذ يرافقونه فى كل وقت وحين ، وكان يسهُل التعرف عليه جيدًا؟]: مرقس 14: 50-52 (50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. 51وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ 52فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا.)
        إلا أنك ترى أن يوحنا يكذب مرقس فى هذا الإدعاء ، ويدعى أنه كان موجودًا خلف يسوع ويحكى تفاصيل المحاكمة الأولى كشاهد عيان: يوحنا 18: 12-16 (12ثُمَّ إِنَّ الْجُنْدَ وَالْقَائِدَ وَخُدَّامَ الْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَأَوْثَقُوهُ 13وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ أَوَّلًا لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا الَّذِي كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. 14وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ. 15وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ وَكَانَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 16وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ.)
        هذا على الرغم من اختبائهم الدائم من اليهود ، حتى ظهر لهم يسوع مرة أخرى: يوحنا 20: 19 (19وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ: «سلاَمٌ لَكُمْ».)
        فكيف تجاسر يوحنا على الهرب منهم، ثم الذهاب إليهم برجله، ثم الاختباء منهم مرة أخرى؟ وكيف تعرفوا على بطرس أنه كان معهم، ولم يلفت نظرهم وجود يوحنا، أو هربه عريانًا، بالإضافة إلى أنه كان مشهورًا عند اليهود ومجمعهم؟
        والأغرب أن بطرس هو الذى أدخل يوحنا إلى مجمع رئيس الكهنة. فكيف جلس وسطهم وهو الذى قطع إذًا عبد رئيس الكهنة؟ وكيف يدخله إلا إذا كان أحد أهل المجمع ومعروفًا عندهم جيدًا؟ وإذا كان هذا حاله فلماذا عاد واختبأ من اليهود حتى ظهر يسوع لهم؟
        4- وعلى الرغم من وجوده مع يسوع أثناء صلاته فى ضيعة جشيمانى، إلا أنه يغفل عن تفاصيل كثيرة ذكرها لوقا الذى لم يكن معهم: فلم يظهر له ملاك من السماء يقويه، ولم يتصبب عرقا ودمًا أثناء الصلاة، ولم يأمرهم بشراء سيف، بل إن أحادث الليلة الأخيرة حدثت عند يوحنا فى وادى قدرون، بينما حدثت عند مرقس ومتى فى ضيعة جشيمانى، وحدثت عند لوقا فى جبل الزيتون: لوقا 22: 39-46 (39وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. 46فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».)
        5- بعد القبض على يسوع ذهبوا به مباشرة إلى بيت قيافا رئيس الكهنة، بينما تجدهم عند يوحنا يذهبون به أولًا إلى حنَّان حما قيافا (يوحنا 18: 13)
        6- فى حين أجمعت الأناجيل المتوافقة على أن الذى تبعه بعد الصلب هو بطرس فقط، يقول يوحنا فى الإنجيل المنسوب إليه إنه تبعه مع بطرس (يوحنا 18: 15)
        7- كذلك حَمَلَ الصليب إلى جلجثة (مكان الصلب) عند الأناجيل المتوافقة سمعان القيروانى، بينما جعل يوحنا يسوعَ يحمل صليبه حتى مكان الصلب (يوحنا 19: 17).
        8- كذلك كان يوحنا الوحيد الذى ادعى أن علة المصلوب كانت مكتوبة باللاتينية (يوحنا 19: 19-20).
        9- كان يوحنا كذلك الوحيد الذى ادعى أن المصلوب طلب ليشرب (يوحنا 19: 28-29)
        10- فى الوقت الذى حدد فيه مرقس وقت الصلب الساعة الثالثة، وسكت عنها متى ولوقا ، حددها يوحنا بالساعة التاسعة (يوحنا 19: 14)
        11- وفى الوقت الذى يؤكد فيه كتبة الأناجيل أن المصلوب لم يُطعن بحربة، يؤكد يوحنا فى إنجيله أنه طُعِنَ بحربة ، وخرج دم وماء (يوحنا 19: 33-34)
        12- وفى الوقت الذى يؤكد فيه كتبة الأناجيل المتوافقة أن حجاب الهيكل قد انشق بعد موته (عند مرقس ومتى) أو قبل موته (عند لوقا)، لا يعلم وحى يوحنا شيئًا عن ذلك.

        13- وفى الوقت الذى كان يقف فيه يوحنا وقت صلب يسوع سمع فيه يسوع يقول: يوحنا 19: 30 (قد أكمل ونكس رأسه)
        بينما قال فى مرقس 15: 34 (إلوى إلوى لما شبقتنى، الذى تفسيره إلهى إلهى لماذا تركتنى)
        بينما قال فى متى 27: 46 (إيلى إيلى لما شبقتنى، أى إلهى إلهى لماذا تركتنى)
        وقال فى لوقا 23: 46 (يا أبتاه فى يديك أستودع روحى)
        14- الذى دفن يسوع كان يوسف الذى من الرامة عند الأناجيل المتوافقة، بينما دفنه عند يوحنا شاهد العيان نيقوديموس ويوسف (يوحنا 19: 39)
        15- لم يذكر يوحنا شاهد العيان وجود شهود لعملية الدفن، بينما يذكرهم باقى الأناجيل المتوافقة، فقد ذكر مرقس ومتى وجود شاهدين (مرقس 15: 47، ومتى 27: 61) ، بينما يذكر لوقا نساء كثيرات كن قد أتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وضع جسده (لوقا 23: 55).
        16- اتفقت الأناجيل المتوافقة أنه لم يدهن الجثمان قبل الدفن بالأطياب، لذلك أتت النساء بعد الدفن بما يقرب من 36 ساعة لدهن جثمان المتوفى، بينما أكد يوحنا أن جثمان المتوفى دهن بالأطياب (يوحنا 19: 40) قبل الدفن.
        17- كذلك اختلف يوحنا فى يوم دفن يسوع فجعله السبت (31ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ لأَنَّ يَوْمَ ذَلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا. 32فَأَتَى الْعَسْكَرُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ الْمَصْلُوبَيْنِ مَعَهُ. 33وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ. [يوحنا 19: 31-33]) بدلًا من الجمعة عند كل الأناجيل المتوافقة (مرقس 15: 42)
        على الرغم من أن يوحنا ذكر فى موضع آخر أن موعد دفن المصلوب كان مساء الخميس: (28ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ. [يوحنا 18: 28])، وعند باقى الإنجيليين مساء الجمعة: مرقس 15: 42 (42وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ إِذْ كَانَ الاِسْتِعْدَادُ - أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ -)
        18- كذلك خالف يوحنا الإنجيليين فى عدد مرات ظهور يسوع بعد الصلب، فقد جعلها يوحنا ثلاث مرات (20: 19 و20: 26 و21: 1)، بينما حدثت مرة واحدة عند باقى الإنجيليين.
        19- كذلك خالف متى ومرقس بأن جعل ظهور يسوع للتلاميذ فى أورشليم، ووافق لوقا فى ذلك، بينما كان ظهوره عند مرقس ومتى فى الجليل.
        20- عند يوحنا أعطى عيسى u الأمر لمريم المجدلية أن تخبر التلاميذ بقيامته (20: 17)، بينما أخبرها الملك الشاب عند مرقس 16: 7، وأخبرها الرجلان (الملكان) عند لوقا 24: 5-9 ، لأن يسوع لم يلتقِ بمريم بعد قيامته مطلقًا.
        21- كان وقت صعوده للسماء فى اليوم التاسع عند يوحنا (20: 26 و21: 1)، بينما اتفقت الأناجيل المتوافقة على صعوده يوم نشوره، وخالفهم سفر أعمال الرسل بأن جعلها بعد 40 يوم.
        22- لم يذكر يوحنا المكان الذى انطلق منه يسوع، على الرغم من أن مرقس الذى لم يكن من تلاميذ يسوع، ولم يكن شاهدَ عيان على الأحداث قد ذكرها. فقد ذكر مرقس أن مكان انطلاق يسوع كان الجبل، بينما انطلق عند لوقا من بيت عنيا (لوقا 24: 20)، وكان عند متى فى أورشليم، حيث العلية التى كانوا يجتمعون فيها.
        وعلى ذلك فإن كلام يوحنا وإنجيله كاملًا لا يقيم حجة على تجسد الكلمة، أو ألوهية يسوع، أو معجزة من المعجزات، بل يجب أن يرفض بالكامل، لأنه ثبت كذبه وأن مؤلفه لم يكن شاهد عيان، ولم يكن هو التلميذ الذى كان يسوع يحبه، بل كتبه آخرون ونسبوه ليوحنا بناءً على كل الأدلة التى ذكرتها.
        وفى الحقيقة ليس هذا هو السفر الوحيد الذى لا يُعرف مؤلفه على وجه اليقين. فلا يوجد سفر أو رسالة فى هذا الكتاب يُعرف مؤلفه أو ناسخه على وجه اليقين. بل إن هناك أسفار لم يذكر فيها اسم الله مطلقًا، مثل سفر أستير، الذى تقول عنه ترجمة الآباء اليسوعيين ص927 إنه ”يتجنَّب ذكر اسم الله“.
        وعن سفر طوبيا يقول المدخل إلى هذا السفر بالكتاب المقدس الكاثوليكى اليسوعى ص875: ”.. .. إنه عبارة عن رواية شعبية قد اقتُبست من التقليد الحِكَمى الشائع فى العالم الوثنى المحيط باليهودية .. ..“.
        وفى ص876 يقول: ”من الواضح أن المؤلف لا يعرف الملوك الذين يذكرهم إلا من بعيد (1/2 و15) وأنه لم يتنقل فى المناطق التى يصفها (5/6). فإذا أحاطت روايته بإطار عريق هو إطار القرنين الثامن والسابع، فما ذلك إلا ليُضفى عليها طابع الحقيقة والحجة. إن المؤلف هو فى الواقع قصاص يحب الطرافة والتفاصيل المأخوذة على طبيعتها.“
        وهناك الكثير والكثير ذكرنا منه اليسير فى كتابنا (المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتال المقدس).

        تعليق


        • #5
          بولس وإفساده لدين يسوع والآباء:
          وهناك أخلاق لشخصيات يرفض العقل السليم أن يوحى إليها الرب، أو أن تكون الكتابات المنسوبة إليهم ربانية المصدر. ومن أمثالها الرسائل المنسوبة لبولس. الذى كان كذابًا منافقًا ليكسب أى دخيل ليؤمن أن يسوع هو المسيح، الذى صُلب من أجل خلاص البشرية، ومن ثم فلا حاجة للناس إلى ناموس:
          لقد ابتدأ بولس ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) أعمال 16: 3 (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ .. .. ..)
          ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ أعمال 17: 23 (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضًا مَذْبَحًا مَكْتُوبًا عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.)
          وكان هذا هو منهاج حياته الذى أقر به: كورنثوس الأولى 9: 19-23 (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْمًا. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ.)
          أليس هذا هو النفاق بعينه؟ هل هذه الشخصية يُطلَق عليها قديس؟ هل يُؤتَمَن مثل هذا على كلمة الله؟ هل أوحى الرب إليه أن يكذب وينافق؟ هل عجز الرب عن نشر دينه إلا بالكذب والنفاق؟ هل لم يجد الرب بشرًا آخرًا يصطفيه لنقل رسالته غيره؟ كيف يكون إنسانًا بهذه الشخصية شريكًا فى كتابكم الموحى به من عند الرب؟
          والغريب أنه لا يستحى من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه ، كما لو كان الرب قد أنزل دينًا غبيًا لن يُفهم ، إلا عن طريق الكذب!! كما لو أن هذا الإله حكم مسبقًا بفشله وفشل تعاليمه ، ويعلم أنه غير موثوق به فلجأ إلى الكذب لنشر دينه!! أقرَّ بولس قائلًا: رومية 3: 7 (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟)
          فكيف يُؤخذ دين وعقيدة من كذَّاب ومنافق؟
          والأكثر غرابة أن يعقوب رئيس التلاميذ أدانه، وكفَّر معتقداته، وأرسل إلى الناس الذين ضلوا بتأثير تعاليمه ليصحح لهم العقيدة، وأنهم لا يجب أن يتخلوا عن الناموس، ولا تعاليمه. ومع ذلك تظاهر بولس بالندم وتبرأ من هذا الكذب أمام التلاميذ، إلا أن تعاليمه هى التى سادت، وانتصر بولس، وهُزِمَ يسوع ودينه أمام بولس وعقيدته الدخيلة: أعمال الرسل 21: 17-28 (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئًا فَشَيْئًا بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعًا غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلًا أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذًا مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضًا حَافِظًا لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئًا مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِرًا بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدًّا لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضًا إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ».)
          والفريد فى غرابته أنكم تقبلون هذا الكذاب على أنه رسول، رغم كذبه ونفاقه واعترافه بالكذب!! والسبب فى ذلك أن البشطاء من المسيحيين لم يقرأوا هذا، فقد منعتهم الكنيسة من قراءة الكتاب الذى يقدسونه، وصرحت لهم فقط بقراءة الأجزاء التى يحددونها لهم.
          لكن هل تاب بولس فعلًا؟ هل رجع عن طريقه فى إفساد هذا الدين؟ لا. وسوف أذكر نقطة واحدة تتعلق بإلغائه للناموس، ونقطة أخرى لإلغائه الختان، ثم احكم أنت وطالب قساوستك وناقشهم فى هذه الأمور. فلا قداسة إلا لله، وكل يُأخذ منه ويُرد إلا رسول الله، فكم من مرة ناقش التلاميذ يسوع، وطلبوا منه أن يُفهمهم ما تكلم عنه، كما كان الناس والكتبة والفريسيين يناقشونه:
          غلاطية 2: 16 (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.)
          رومية 4: 5 (5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا.)
          غلاطية 5: 2 (أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئًا!)
          لكن هل كان هذا هو نفس نهج عيسى u أو طريق تلاميذه؟
          لا. فعيسى لم يهادن اليهود ، ولم ينافقهم كما فعل بولس:
          بل قام بشتم معلموا الشريعة قائلًا لهم: متى 3: 7 (يا أولاد الأفاعي)
          وشتمهم في موضع آخر قائلًا لهم: متى 23: 17 (أيها الجُهَّال العميان)
          بل شتم تلاميذه ، إذ قال لبطرس كبير الحواريين: متى 16: 23 (يا شيطان)
          وشتم آخرين منهم بقوله: لوقا 24: 25(أيها الغَبِيَّان والبَطيئَا القُلُوُبِ فِي الإِيِمَانِ)
          بل إن عيسى uشتم الفريسىّ الذى استضافه ليتناول الغداء عنده في بيته: لوقا 11: 37-43 (37وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. 38وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلًا قَبْلَ الْغَدَاءِ. 39فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافًا وَخُبْثًا. 40يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ 41بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيًّا لَكُمْ. 42وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالسَّذَابَ وَكُلَّ بَقْلٍ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ! 43وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ. 44وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ يَعْلَمُونَ!»)
          وقال لهيرودس: لوقا 13: 32 (قولوا لهذا الثعلب)
          بل أمر بإحضار مخالفيه وذبحهم أمامه: لوقا 19: 27 (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».)
          فمن الذى أوحى لبولس إذًا طريق النفاق هذا؟ من الذى أمره بنفاق الناس ليكسبهم؟ من الذى أمره بالكذب؟ من الذى طالبه بخداع الناس؟ من الذى أوحى إليه مخالفة تعاليم وعقيدة عيسى والأنبياء عليهم السلام بشأن الناموس والختان والسبت؟ فليس هناك حل آخر غير أن بولس غير اسمه، وظل بأخلاق ودين شاول. وقرر أن يدمر دين عيسى u وأتباعه من الداخل! وهذا ما وصل إليه علماء اللاهوت اليوم. فهم يسمون مسيحية اليوم بالبولسية نسبة إلى مؤسسها بولس.
          وإن كنت تريد أدلة أكثر لتصدق أن رسائل بولس ما هى إلا رسائل شخصية تمامًا، أدلى فيها برأيه، ولم توح إليه، هذا إضافة إلى السلامات والتحيات والقبلات، التى ملأتها رسائله. فاقرأ هذا ، هداك الله لدينه الحق والعمل به وإيانا!
          يُدلى برأيه فى كتاب الله! كورنثوس الأولى 7: 38-40 (38إِذًا مَنْ زَوَّجَ فَحَسَنًا يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيًّا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ)
          ليس عنده أمر من الرب فيهن ، لكن لا يمنع هذا أن يقول رأيه ، وتعتبرونه من وحى الله: كورنثوس الأولى 7: 25 (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْيًا كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا.)
          وكان هو أول من حرف دين يسوع، وسمَّى يسوع المسِّيِّا، ابن الله، على الرغم من كلام يسوع عنه بصيغة الغائب، وأنه لن يكون من نسل داود: أعمال الرسل 9: 20-22 (20وَلِلْوَقْتِ جَعَلَ يَكْرِزُ فِي الْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ «أَنْ هَذَا هُوَ ابْنُ اللهِ». ..... ..... 22وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَزْدَادُ قُوَّةً وَيُحَيِّرُ الْيَهُودَ السَّاكِنِينَ فِي دِمَشْقَ مُحَقِّقاً «أَنَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ».)
          وليس هذا فقط، بل قام بإلغاء الناموس والختان وأحدث فى هذا الدين ما يُجلب عليكم غضب الله إذا اتبعتموه، وأكتفى فقط بذكر موقف يسوع والتلاميذ من الناموس مقارنة بقول بولس عنه: قال يسوع فى متى 5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)
          ويقول بولس فى غلاطية 3: 21 (...... لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.)
          قال يعقوب رئيس التلاميذ: يعقوب 2: 10-11 (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.)
          ويقول بولس: غلاطية 5: 4 (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.)
          يقول كاتب الرسالة للعبرانيين: عبرانيين 10: 28 (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.)
          ويقول بولس: كورنثوس الأولى 15: 56 (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ)
          يقول الرب: المزمور 18: 7 (ناموس الرب بلا عيب)
          ويقول بولس: غلاطية 3: 10 (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ .....)
          يقول الرب: مزمور 19: 7 (ناموس الرب كامل)
          ويقول بولس: رومية 5: 20 (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.)
          يقول الرب: المزمور 18: 7 (ناموس الرب بلا عيب)
          ويقول كاتب الرسالة إلى عبرانيين 8: 7 (7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.)
          يقول الرب: أمثال 4: 4-5 («لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. 5اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي.)
          ويقول بولس: غلاطية 3: 12 (وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ)
          يقول الرب: أمثال 4: 2 (2لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيماً صَالِحاً فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي.)
          ويقول بولس: رومية 4: 5 (5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.)
          يقول الرب: الأمثال 4: 20-22 (20يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ.)
          ويقول بولس: غلاطية 3: 10-21 (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ، .. .. .. 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.)
          يقول الرب: إرمياء 11: 3-4 (مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...)
          ويقول بولس: غلاطية 2: 16 (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.)
          يقول الرب: تثنية 27: 26 (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».)
          ويقول بولس: غلاطية 2: 21 (.... لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.)
          يقول الرب: زكريا 7: 12 (12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.)
          ويقول كاتب العبرانيين 7: 18-19 (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.)
          وعثرتم على خطابات شخصية تمامًا له ، فقررتم أنها من وحى الله! رومية 16: 1-10 (1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضًا. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيرًا. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ) وأكتفى بهذا لأن الإصحاح كله سلامات.
          كورنثوس الأولى 16: 17-21 (17ثُمَّ إِنِّي أَفْرَحُ بِمَجِيءِ اسْتِفَانَاسَ وَفُرْتُونَاتُوسَ وَأَخَائِيكُوسَ لأَنَّ نُقْصَانَكُمْ هَؤُلاَءِ قَدْ جَبَرُوهُ 18إِذْ أَرَاحُوا رُوحِي وَرُوحَكُمْ. فَاعْرِفُوا مِثْلَ هَؤُلاَءِ. 19تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ كَنَائِسُ أَسِيَّا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ كَثِيرًا أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِلاَّ مَعَ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. 20يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الإِخْوَةُ أَجْمَعُونَ. سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. 21اَلسَّلاَمُ بِيَدِي أَنَا بُولُسَ.)
          أرسل خطابًا ليسترد رداءه وكتبه من حيث نساهم ، وتصرون أن هذا من وحى الله!! ثيموثاوس الثانية 4: 11-14 (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضًا وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُورًا كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.)
          بل تكلم عن مشتاه فى خطاب شخصى، وتقبلونه على أنه من وحى الله!! فأين العقول المفكرة! أتعجب أنه يعيش بينكم علماء، وأطباء ومهندسين وصحفيين ومفكرين ولم تقرأوا كل هذا فى كتابكم: تيطس 3: 12 (حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ.)
          والذى لا يعرفه المسيحى البسيط أن كل هذه الرسائل المنسوبة إلى بولس لم يكتبها بولس، ولا يعرف عنها شيئًا: فلم يكتب إلا بضعة أسطر فقط، وذلك باعتراف آباء الكنيسة الأول، فعن الرسالة إلى العبرانيين قال أُوريجن: إن بعض الناس ”قالوا: إن هذه الرسالة كتبها كليمنت أسقف روما 91-96م ، وبعضهم قالوا: ترجمها لوقا.“ (إظهار الحق ج1 ص162-163)
          ويقول أوريجانوس نقلا عن تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصرى (6: 25؛ ص275): (إن كل من يستطيع تمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عاميًا كلغة الرسول الذى اعترف عن نفسه بأنه عامى فى الكلام [كورنثوس الثانية 11: 6] أى فى التعبير، بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة.) وواصل قائلاً فى الصفحة التى تليها: (أما من كتب الرسالة يقينًا فالله يعلم. يقول بعض من سبقونا إن اكليمنضس أسقف روما كتب الرسالة، والآخرون إن كاتبها هو لوقا مؤلف الإنجيل وسفر الأعمال)
          وكلمة عامى التى يفضلونها فى الترجمة ليست ترجمة صحيحة، فالأصل أنها أمىّ غير متعلم، وذلك كما جاءت فى قاموس Strong نقلا عن موقعBlue Letter Bible، فهو يقول شارحًا كلمة عامى:
          in the NT, an unlearned, illiterate, man as opposed to the learned and educated: one who is unskilled in any art
          وتعنى (فى العهد الجديد: غير المتعلم، الأمى، عكس المتعلم والمثقف، وتعنى الإنسان غير الماهر فى أى شىء.) وهذا هو بولس الذى رشحوه ليكون من القديسين وتُقرأ رسائله على العلماء والمثقفين، ليتعلموا منها.
          لذلك ذكرتها الترجمة البولسية قائلة: (فإِنِّي، وإِن كنتُ أُمِّيًّا في الكلامِ، لَستُ كذلكَ في العِلْمِ، وقد أَظْهَرْنا لكم ((ذلكَ)) على كلِّ وَجهٍ، وفي كلِّ شَيْء.)
          وفى الترجمة العربية المشتركة: (فإنْ أعوَزَتني الفَصاحَةُ، فلا تُعوِزُني المَعرِفَةُ. وهذا ما أظهَرناهُ لكُم جميعًا في كُلِّ شيءٍ.)
          وفى كتاب الحياة: (فَمَعَ أَنِّي أَتَكَلَّمُ كَلاَمَ الْعَامَّةِ غَيْرَ الْفَصِيحِ، فَلاَ تَنْقُصُنِي الْمَعْرِفَةُ. وَإِنَّمَا أَظْهَرْنَا لَكُمْ ذَلِكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَمَامَ الْجَمِيعِ.)
          وقالت الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (وإِنِّي، وإِن كُنتُ جاهِلاً في البَلاغة، فلَستُ جاهِلاً في المَعرِفَة، وفي كُلِّشَيءٍ أَظهَرْنا لَكم ذلِكَ أَمامَ جَميعِ النَّاس.)
          ويؤكد يوسابيوس (6: 20 ص270) على عدم معرفة كاتب الرسالة إلى العبرانيين يقينًا فيقول عن محاورة بين بروكلوس، الذى كان يناضل عن البدعة الفريجية، وبين كابوس – وهو من جهابذة العلماء – وقد تمت هذه المناظرة أو المحاورة فى عهد رفيرينوس الذى كان أسقفًا لروما من (198 إلى 217): (فى هذه المحاورة يكبح جماح خصومه بسبب تهورهم وجرأتهم على إبراز أسفار جديدة. ويذكر فقط ثلاث عشرة رسالة للرسول المبارك, غير حاسب رسالة العبرانيين مع الرسائل الأخرى. وإلى يومنا هذا لا يزال بين أهل روما من لا يعتبرون هذه الرسالة ضمن كتابات الرسول).
          ومن الذين رفضوا نسبتها إلى بولس أيضا هيبوليتس الروماني (150-237م) في وثيقته الموراتورية (170م). فقد خلت من هذه الرسالة أيضا في لائحة أسفار العهد الجديد القانونية. وأيضاالعلامة ترتليان القرطاجي (145-220م). (راجع: الموسوعة المسيحية العربية "موقع البشارة" _ لائحةقانونية بالأسفار)
          وأكد الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين هذا فى مدخله إلى العبرانيين ص686: ”لا شك أن الأدلة التى تنقض صحة نسبة الرسالة إلى بولس هى كثيرة. ذلك بأن الأسلوب العام للرسالة إلى العبرانيين لا يوافق البتة طبع الرسول بولس. .. .. .. أمَّا الاهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه.“
          كما أنكرها ترتليانوس عام 200م ، ونسبها لبرنابا، أى لا يُعرف مصدرها على وجه اليقين، أى مجهولة الهوية. كما أنكرها أيضاً أرينس أسقف نيس عام 178م وفى سنة 212م عدَّ كيس برسبتر (كاهن) الروم 13 رسالة فقط لبولس، ولم يُعدّ هذه الرسالة منهم. كذلك لم يذكرها سائى برن أسقف قرطاجة عام 248. (السابق ص163)
          ويقول المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين ص684: ”مصدر هذا المؤلَّف موضع أسئلة متشعبة أثارت، منذ العصور الأولى، مجادلات وشكوكاً أُوقظت بعدئذ فى عهد الإصلاح: من أين أتت هذه الرسالة؟ أتُمكن إناطتها باسم الرسول بولس أم لا؟ لماذا لا تُشبه إلا قليلاً جدًا رسائل بولس الكبيرة؟ إلى من وجِّهت وما الذى دعا إليها؟ أتُراها رسالة حقًا؟ يجب البحث من كثب فى هذه المسائل قبل إحصاء سريع لكنوز هذا المؤلَّف الجذَّاب.“
          وفى ص684 و685 يقول: ”ففى كنائس الشرق عُدَّت الرسالة إلى العبرانيين دائمًا أبدًا رسالة بولس. إلا أن هذا التقليد على متانته لم يحل دون أن يلحظوا الفروق بين الرسالة إلى العبرانيين وسائر رسائل بولس. أراد أقليمنضس الإسكندرى أن يوضح سبب هذه الخصائص، فوصفها بأنها تكييف يونانى لنص أنشأه بولس بالعبرية (راجع اوسابيوس، التاريخ الكنسى). ورأى فى إنشائه إنشاء لوقا. وبعد قليل، أشار أوريجينس على نحو واضح إلى هذا الفرق، فقال إن الأفكار تليق بالرسول ، ولكن من البيِّن أن التأليف ليس تأليفه: إن الرسالة إلى العبرانيين هى عمل بعض تلاميذ بولس عبّر تعبيرًا أمينًا، ولكن على نحو خاص به، عن تعليم معلمه. مَن كان ذلك التلميذ؟ اعترف أوريجينس أنه لا يعرفه (اوسابيوس ، التاريخ الكنسى). .. .. .. واتخذ أتباع آريوس ممّا ورد فى 2/3 [فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا] دليلاً ليؤكدوا أن الكلمة خليقة، فنجم عن ذلك أن الرسالة لم تُقرأ فى الكنائس فى آخر القرن الرابع“.
          وقد أورد الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس اعتراض الآخرين على هذه الرسالة، ولم يُقدم ردًا عليها غير اعتراف ضمنى بالموافقة على أنها ليست من كتابات بولس: (كاتب رسالة العبرانيين هو أكليمندس أسقف روما، وترجمها لوقا الإنجيلي من العبرية إلى اليونانية، وأنكرها إيريناوس أسقف ليون 178م، ورفضها هيبولتيوس 220م كرسالة الرسول بولس، ولم يقبلها نومانوس أسقف روما 251م، ونسبها ترتليان أسقف قرطاجنة عام 200م إلى برنابا، وقال غايس (الذي كان يُظن أنه أسقف روما عام 212م) إن رسائل بولس الرسول 13 ليس منها هذه الرسالة، ولم يستشهد بها كبريان أسقف قرطاجنة 248م. وهذا يعني أنها ليست من الوحي.)
          (وللردنقول: لا يهمُّ كثيراً من كتب الرسالة، لكن يهمنا أن نعرف أنها وحي الله لأحد رسله الذين نحترمهم كلهم ولا نفرِّق بين أحد منهم. غير أن أغلب المفسرين يقولون إن كاتب هذه الرسالة هو الرسول بولس. .......)
          وها هو أحد أقطاب الرد على الشبهات الموجهة للكتاب الذى يقدسونه لا يرى أدنى مشكلة فى أن كاتب السفر غير معروف، ولكنه فى النهاية متين السند!! ولا يهمه أن آباء الكنيسة فى القرون الأولى رفضوه، وأقروا بعدم نسبته لبولس، لكن ما يهمه أن المفسرين ينسبونه إليه. والأنكى من ذلك أنه فى نهاية رده يُشير إلى كثرة الأدلة الداخلية التى تؤكد صحة نسبته لبولس، على الرغم من اعتراف بولس أنه كان عاميًا فى اللغة، وأن الرسالة تبعًا لاعترافات العلماء كتبت بأسلوب أدبى رفيع المستوى!
          ولاحظ لوثر على هذا النص الذى ورد فى 2: 3 أن فيه: ”جعل الكاتب نفسه فى عداد الذين تقبلوا الإنجيل عن يد التلاميذ، [لذلك فهى عنده] حجة قوية جدًا على أن الرسالة ليست لبولس [ويقول النص: عبرانيين 2: 3 (3فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا)]. فإن ما قاله فى رسالته إلى أهل غلاطية يختلف تماماً عَمَّا فى هذه الرسالة. [تقول الرسالة إلى غلاطية 1: 11-17 (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. .... 15وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً 17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ.)]“ ويختلف أيضًا مع أقواله: كورنثوس الأولى 3: 10-11 (10حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاساً وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلَكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ.)، رومية 15: 20 (20وَلَكِنْ كُنْتُ مُحْتَرِصاً أَنْ أُبَشِّرَ هَكَذَا: لَيْسَ حَيْثُ سُمِّيَ الْمَسِيحُ لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلَى أَسَاسٍ لِآخَرَ.)، إلا أنه يرى أن ما جاء فى 13: 19 لبرهان ”يؤيد صحة نسبة الرسالة إلى بولس“.
          وهذا تخبط فى الفهم ، فكان يجب على الروح القدس الإسراع بالنزول ليحل هذه المشكلة ، وإلا رفض الناس هذا السفر. والغريب أن آية واحدة تتحكم فى مصير هذا السفر ، ضاربين عرض الحائط بالخلاف العقائدى واللغوى بين أسلوب بولس وعقيدته فى رسائله التى تُخالف ما جاء فى هذه الرسالة!!
          ”ولمّا قدم [لوثر] ترجمته للعهد الجديد بعد بضع سنوات ، حدَّدَ موقفه فقال إن الرسالة ليست من عمل بولس ولا من عمل أى رسول آخر. ومع ذلك أُعجب كثيرًا بحسن استعمال الكاتب المجهول للأسفار المقدسة“.
          ”ولكن تجب الإشارة إلى أن المجمع التريدنتينى [عام 1546] أبى أن يلفظ رأيه صراحة فى مسألة صحة نسب الرسالة إلى بولس. .. .. .. ولما قامت المناقشة فى أوائل القرن العشرين، حظرت اللجنة الكتابية الرومانية على الكاثوليك إنكار أن الرسالة هى فى أصلها لبولس، وقبلت فى الوقت نفسه القول القائل بأن الذى أنشأها هو غير بولس. إن المفسرين الكاثوليك فى العصر الحديث يفهمون النسبة إلى بولس بالمعنى الواسع: فإن واحداً من أكثرهم علماً يرى أنَّ أبلُّس هو الذى ألَّفَ الرسالة بعد استشهاد بولس. ........ فللمرء أن يعتقد أن الرسالة من إنشاء واحد من أصحاب بولس. أما الإهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح، فلا سبيل إلى طلبه. فإن التقليد القديم تردد منذ ذلك الزمن بين بضعة افتراضات ، فاقترح أسماء لوقا أو اقليمنضس الرومانى أو برنابا. ولكن ليس لأى نسبة من هذه النسب ما يؤيدها تأييدًا كافيًا. لذلك بحث المفسرون فى عصرنا عن نسب أخرى. لا شك أن أقربها إلى القبول هى التى تعود إلى لوثر وتقترح أبُلُّس. فأصله يهودى وتربيته هلّينية تلقاها فى الاسكندرية ، ومعرفته للكتب وشهرته بالفصاحة (رسل 18/24-28 و1 قور 3/6) ميزات توافق موافقة تامة كاتب الرسالة إلى العبرانيين.“ (ص686 و687 من المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين)
          ويقول موقع الكتاب المقدس الترجمة المشتركة على النت تحت عنوان: (مَن كتب عبرانيين وإلى من كُتبت؟): ”عاش الكاتب في محيط أحسّ بتأثيرات عديدة: تشّرب من كتابات فيلون الفيلسوف اليهودي العائش في الإسكندرية. لهذا رأى بعض الشّرّاح أن أبلُّوس (رج أع 18: 24- 28) هو الذي كتب عب: أصله يهودي. عرف الأسفار المقدسة. إشتهر بالفصاحة والطلاقة، تربّى تربية يونانية في الإسكندرية. كل هذه نقاط مشتركة بين أبلوس وكاتب الرسالة إلى العبرانيين.“
          http://www.paulfeghali.org/text.php?id=644
          وصرَّحَ يوسى بيس فى الباب الثالث من الكتاب الثالث من تاريخه قائلاً: ”إن الرسالة الأولى لبطرس صادقة إلا أن الرسالة الثانية له ما كانت داخلة فى الكتب المقدسة فى زمان من الأزمنة لكن كانت تُقرأ، ورسائل بولس أربع عشر إلا أن بعض الناس أخرج الرسالة العبرانية“. (إظهار الحق ج1 ص162)
          وقبل أن ننهى مسألة الخلاف على معرفة كاتب هذا السفر، يجب أن ننوه أن بولس لم يكتب إلا بضعة أسطر فقط، وذلك باعتراف آباء الكنيسة الأول: فقد قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25)
          وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: “قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور“. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
          بل إنه لم يكتب شيئًا على الإطلاق، لأنه كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، وهذا ما أثبتناه من اعترافه هو نفسه فى كورنثوس الثانية 11: 6 (6وَإِنْ كُنْتُ عَامِّيّاً فِي الْكَلاَمِ فَلَسْتُ فِي الْعِلْمِ، بَلْ نَحْنُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ظَاهِرُونَ لَكُمْ بَيْنَ الْجَمِيعِ.)
          مثله فى ذلك مثل الصياد يوحنا الذى كان أيضًا أميًا لا يقرأ ولا يكتب: أعمال الرسل 4: 13 (13فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ)
          وبذلك يسقط إنجيل يوحنا كله من ناحية السند والتأكد من صحة ما فيه. ولا يُعد هذا نص افتتاحية إنجيله حُجة على المؤمنين بهذا الكتاب، ناهيك عن أن النص لا يقصد تأليه يسوع من قريب أو بعيد، كما أنه لا يثبت وجود إله مثلث الأقانيم.
          وإلى هنا نكون قد أثبتنا أن يسوع كلمة الله أى الذى خُلق بكلمة الله. وها هو الكتاب يُصدِّق على فهمنا هذا فيقول إن الله خلق فى البدء السماوات والأرض، وأن هذا الخلق الأول تم بكلمة الله: التكوين 1: 1 (1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.) ويوضح سفر المزمور 33: 6 أن الخلق تم بكلمة الله أى بأمره ”كُن“ فكان: (6بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَبِنَسَمَةِ فَمِهِ كُلُّ جُنُودِهَا).
          النص الثانى:
          يستشهد الأنبا شنودة على صحة ألوهية يسوع بالنص الثانى، الذى سوف نتناول أصالته بعد قليل، والذى يقول: يوحنا الأولى 5: 7-8 (فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)
          إن الذى يضع فى رأسه صورة الآلهة الوثنية التى تتركب من ثلاثة آلهة، أو تدمج هذه الآلهة فى إله واحد، على الرغم من اعترافهم أنهم ثلاثة أو أكثر أو أقل، ليصعب عليه ألا يتبرك بالرقم ثلاثة، وألا يعتبر أن العدد ثلاثة هو بداية الكمال. وهذا أعمى أذهانهم فى فهم هذا النص الذى يتكلم عن شهادة ثلاثة أشخاص، وهذه الشهادة هى شهادة واحدة أو متفقة مع بعضها البعض، وهذا ما تقوله الترجمة الكاثوليكية لعام 1986: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون). أى متفقون فى الشهادة.
          وعلى ذلك فإن مفهوم النص عند الموحدين هو أن الله تعالى سيقيم الحجة على عبده بما علم من أعمال عبده، وكتابه الذى أنزله، ورسوله الذى بلغ هذه الرسالة.
          لكن ما المشكلة أن تكون شهادة كل المؤمنين شهادة واحدة؟ وما المشكلة أن يكون كل الأنبياء على قلب رجل واحد، وتتفق شهادتهم مع كلام الله؟ هل هذا يعنى اتحادهم بالله إلا فى الرسالة؟ فما علاقة هذا بالثالوث الوثنى الذى تؤمن به عزيزى الأنبا شنودة؟
          ولو كانت تعنى ثلاثة آلهة فى إله واحد، لكان هذا النص الذى يتطلب شهادة الثلاثة مخالفًا لقانون الإيمان الذى يؤكد أنهم واحد وليسوا ثلاثة آلهة. وكانت تكفى شهادة واحدة وليست ثلاثة.
          وإذا تخيلنا شهادة الثلاثة على الأرض وهم الروح والماء والدم ، فعن أى ثالوث يعبِّر هذا الماء والدم؟ وهل الروح متحد مع الآب والابن أم متحد مع الماء والدم؟ أم يؤمن النصارى بثالوثين مختلفين: أحدهما فى السماء والآخر على الأرض؟ أم يؤمنون بإله سداسى الأقانيم؟
          ونُكمل النص ليتأكد لنا أنه لا يتكلم عن ثالوث فى واحد ، ولكنه يتكلم عن شهادة الله لنبيه: يوحنا الأولى 5: 9-13 (9إِنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ فَشَهَادَةُ اللهِ أَعْظَمُ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ اللهِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا عَنِ ابْنِهِ. 10مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِباً، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللهُ عَنِ ابْنِهِ. 11وَهَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهَذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. 12مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. 13كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.)
          فالرب شهد إذًا لابنه أى لرسوله، وقلنا إنه من اللامعقول أن يكون الابن هو الآب، لأنه فى هذه الحالة ستسقط شهادة الآب، لأن شهادته لنفسه تبعًا لدستوره لا تجوز، فلا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر: يوحنا 5: 31 (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً.) ، وأكد ذلك بقوله: متى 18: 16 (16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.)
          وعبَّر يسوع على أنه والأب اثنان فقال: يوحنا 8: 16-18 (16وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 17وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ. 18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
          والنقطة الثانية فى هذا النص أن سبب هذه التعاليم والهدف منها هو (وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.) ، وليس باسم الأب والابن والروح القدس، وليس التعميد باسم هؤلاء الثلاثة، بل باسم الابن المسِّيِّا.
          بل إن التلاميذ لم يسمعوا من يسوع صيغة التعميد باسم الآب والابن والروح القدس، ولا علموا عنها شيئًا، ودليلنا على ذلك ليس الاستنتاج العقلى، بل نصوص الكتاب نفسه الذى يؤمنون بقدسيته:
          فها هو بطرس يقول لهم: أعمال الرسل 2: 38 («تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)، والمفروض أن هذا قاله بطرس بعد رفع يسوع بعدة أيام. فهل هذه الأيام كافية لأن ينسى أهم تعاليم دينه، وأهم وصية لأحب شخص لديه؟ ولو نسى بطرس فأين كان الروح القدس الذى كان يحفظهم من النسيان والخطأ؟ ولو نسى بطرس فما هى العقائد الأخرى الهامة التى نسيها؟ وكيف نثق فيما بلغه طالما أن الروح القدس لم يعصمه؟
          ولم يعرفها كذلك فِيلُبُّسَ أعمال الرسل 8: 12 (12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً.)
          وكذلك لم يعرفها لا بطرس (كما تبيَّن من أعمال 2: 38) ولا يوحنا، ولا الروح القدس نفسه. فقد صلى بطرس ويوحنا لله ليتقبل الناس الروح القدس، واستجاب لهم الرب، وتعمَّدَ الناس على اسم الرب يسوع: أعمال الرسل 8: 14-16 (14وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا 15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.)
          ومن المستحيل أن يحكم عاقل بخطأ هذه الصيغة التى عمَّدَ بها (فِيلُبُّسَ) الناس أمام بطرس ويوحنا، وبعد صلاتهما، ورضى الرب أن يتم هذا العمل بهذه الكيفية!! لأنه لو كان التعميد خاطىء، وعلم الرب ذلك بعلمه الأزلى، ما كان ليتقبل صلاة بطرس ويوحنا، وما كان لينزل الروح القدس فى المرة الثانية، وإلا لقلنا إنه يُمكن لأى كافر اليوم أن يقوم بطقس التعميد هذا باسم يسوع بصورة خاطئة أو باسم شخص آخر ويطاوعه الروح القدس، ويهبط على المعمَّد، ولا حاجة للقسيس للتعميد! ولكان الرب نفسه متورطًا فى هذا العمل!! ويصعب على العقل أن يتورط ثلاثة من التلاميذ مرة واحدة فى هذا التحريف، ويرضوا جميعًا بتعميد الناس بصيغة لم يتفوَّه بها يسوع!! مع العلم أنه لن يُتهم فى هذا إلا يسوع الذى نسب الإنجيل له القول (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ)
          وهو نفس الشىء الذى حدث فيما بعد أيضًا مع بطرس نفسه: أعمال الرسل 10: 44-48 (44فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. 45فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً - 46لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: 47«أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟» 48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً.)
          لقد عمَّد بطرس إذًا باسم الرب، ولم يعمِّد بالصيغة التى يحتويها إنجيل متى. وهذه هى المرة الثالثة التى نقرأ هذا فيها فى أعمال الرسل. فقد سبق له أن عمَّدَ الناس فى (أعمال الرسل 2: 38) ، واستجاب الرب له وليوحنا، وأرسل الروح القدس، واستقبله الناس وآمنوا واعتمدوا (بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16 ، فهل تعتقدون أن يتركه الرب يُضلِّل باقى الناس ويستمر فى ضلاله، أم أن صيغة التعميد بإنجيل متى قد أُضيفت فيما بعد بعد مجمع نيقية بل وبعد مجمع القسطنطينية 381م، الذى ألهوا فيه الروح القدس، وإلا لما كان هناك من داعٍ لعقد هذا المجمع، حيث سيكون النص واضح الدلالة على ألوهية الابن والروح القدس؟
          وسأل بولس بعض التلاميذ فى أفسس قائلاً: أعمال الرسل 19: 2-5 («هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.)
          فحتى بعد ما علموا من بولس عما يسمى الروح القدس، لم يأمرهم بالتعمُّد باسم الثالوث، با اعتمدوا باسم يسوع.
          أما بالنسبة للرجل التقى حنانيا فيقول عنه الكتاب: أعمال الرسل 22: 12 (12ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ)
          فقد أمر حنانيا بولس نفسه أن يتطهَّر ويتعمَّد باسم الرب فقط: أعمال الرسل 22: 16 (16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ.)
          وفى أعمال الرسل 19: 5 (5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) عمَّدَ بولس بنفس الصيغة التى كان يعرفها التلاميذ بطرس ويوحنا وفيلُبُّس، وبنفس الطريقة التى تعمَّد هو بها على يد الرجل التقى حنانيا.
          كما حدَّد بولس أن التعميد يتم باسم يسوع الذى صُلب، ولا يقول أحد أن الذى صُلب هو الآب والروح القدس، على الرغم من أن قانون الإيمان يُحتِّم أن يكون الصلب قد وقع على الثلاثة، لأنهم لا ينفصلون طرفة عين: كورنثوس الأولى 1: 13 (13هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟)
          وأوضح موقفه من العماد فى رومية 6: 3 ، فقال: (أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ)
          وقال أيضًا في غلاطية 3: 27 (27لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.)

          بل قال الكتاب إن القداسة والتبرير لا يكون إلا باسم الرب (المعلِّم) يسوع: كورنثوس الأولى 6: 11 (11وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.)
          وكل هذا لم يخرج عن وصايا يسوع التى حددها لوقا فى إنجيله، فقد قال لهم إن المكتوب سيتم، ومن ضمن هذا المكتوب أن الكرازة ستكون باسمه، وأشهدهم على ذلك ، وهو الذى فعلوه من بعد: لوقا 24: 46-48 (46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.)
          كذلك لم يعرف تلاميذه أن هناك تعميد باسم الروح القدس، وهى من مبتدعات بولس، الذى أقنعهم به: أعمال الرسل 19: 1-6 (1فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.)
          فهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى فهم مراد يسوع؟ وهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى استيعاب أهم بنود عقيدة معلمهم؟
          وهل تؤمنون أن التلاميذ فشلوا فى تطبيق جملة واحدة هى لب عقيدتهم التى تعلموها من معلمهم؟
          وإذا كان الأمر كذلك فما الذى أدراكم أن من أتوا بعدهم نجحوا فيما فشل فيه الرب وتلاميذه؟
          وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تعتبرون أناجيلكم موحى بها (هذا إن كان كتابها من التلاميذ أو التابعين)؟ فهل ينفع مع هؤلاء التلاميذ وحى، لو كان الرب نفسه قد أخبرهم وجهًا لوجه بما يريده؟
          وهل تعتقدون أن الإله العليم بأن تلاميذه لن يستوعبوا أهم تعاليمه فى حياته ، قد اتخذ القرار بتأجيل هذه التعاليم لبعد موته وقيامته فى الوقت الذى تتوه فيه العقول؟
          أم تعتقدون أنه قد تعمَّد إضلال أتباعه بعد أن فشل فى تعليمهم؟ وهذا ليس بغريب عن الرب فى كتابكم: فقد اتفق من قبل مع الشيطان لإغواء أخاب (ملوك الأول 22: 19-22) ، كما تعمَّد فى إعطاء بنى إسرائيل فرائض غير صالحة لا يحيون بها: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال 20: 25
          ZZZ

          تعليق


          • #6
            أما عن أصالة هذا النص يقول موقع Biblegateway.comللكتاب المقدس على النت تعليقًا على هذه الفقرة فى هامشهإنها غير موجودة فى أى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر:
            http://bible.gospelcom.net/passage/?search=1%20john%205%20&version=31;&version=31;#fe n-NIV-30617a
            a. 1 John 5:8 Late manuscripts of the Vulgate testify in heaven: the Father, the Word and the Holy Spirit, and these three are one. 8 And there are three that testify on earth: the (not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)
            وتعلق عليها ترجمة الملك جيمس الحديثة قائلة:
            1 John 5:8 NU-Text and M-Text omit the words from in heaven (verse 7) through on earth (verse 8). Only four or five very late manuscripts contain these words in Greek.
            http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=1JOHN+5&language=engl...
            لاحظ قوله إن هناك بعض النسخ حذفت كلمات (فى السماء) من الفقرة السابعة و(فى الأرض) من الفقرة الثامنة ولم تحتويها أى نسخة غير أربع أو خمس نسخ من النسخ المتأخرة (الحديثة نسبيًا) على هذه الكلمات. ألا يثبت هذا الاختلافات الواقعة بين النسخ القديمة التى يتفاخرون بها؟ وألا يثبت هذا وجود التحريفات التى دخلت هذا الكتاب لمدة ما من الوقت، ثم أنبهم ضميرهم فحذفوا غير الموجود فى أقدم النسخ؟ ألا يثبت هذا تلاعبهم بكتاب يُطلقون عليه كتاب الله، ويثبت عدم إيمانهم به ككتاب لله وإلا لما تلاعبوا به؟
            فإذا ما رجعت إلى نسخة فاندايك ستجد هذا النص كاملا، ولكن إذا رجعت إلى كتاب الحياة (الطبعة الخامسة لسنة 1994) فستجد النص مكتوباً بين قوسين معكوفين ، دليلاً على أنه ليس من متن الكتاب، ولكنه وضع للتوضيح. وفى الحقيقة فهو وضع تمهيدًا لحذفه من الكتاب.
            وكذلك وضعها التفسير التطبيقى للكتاب المقدس بين قوسين معكوفين مثل كتاب الحياة، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب! ولكنه لم يعلق على ذلك.
            أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة فقد حذفوا النص ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله، فحذفوا ما تحته خط: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)
            وكتبوها كالآتى: (7والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ(1): 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ.) ، تُرى متى تفيق ضمائر باقى المسئولين عن ترجمة الكتاب المقدس ونقده، وينقون الكتاب مما علق به. كما أضاف التعليق الآتى فى نهاية الصفحة: (والَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ). ثم قال: هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة. أى غير موجودة فى أى مخطوطة يونانية ترجع إلى ما قبل القرن السادس عشر، كما سنرى.
            مع الأخذ فى الاعتبار أن المخطوطات اللاتينية مترجمة عن اليونانية. فكيف لا توجد فى الأصل، وتوجد فقط فى الترجمة؟ الأمر الذى يثبت أنه تم التحريف بالإضافة فى أصل المخطوطات، وأن هذه الإضافات تتوقف عليها عقائد من أهم العقائد فى المسيحية كلها، وأن هذه المخطوطات لا تتحد فى عدد الحروف ولا الكلمات ولا المعانى، كما يدعى القس صموئيل مشرقى فى كتابه (عصمة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه) ص 31-32
            وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).
            وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) أى تحريف لأصحاب الهوى، الذين يرون تأليه يسوع.
            أما ترجمة الكاثوليك اليسوعية لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.
            أما ترجمة الأباء اليسوعيين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به. كما لو كان القارىء لن يلتفت إلى هذا الحذف، ولن يدر بخلده أن هناك من يحذف ويبدل ويضيف من تلقاء نفسه. وذلك لأنه يثق ثقة عمياء فى رجال الكنيسة وعلماء اللاهوت، الذين لهم الحق بمفردهم فى تفسير الكتاب والعقيدة، دون إبداء اعتراض أو تعبير لعدم الفهم أو عدم الإقتناع.
            فماذا تنتظر عزيزى المسيحى بعد اعتراف من أرفع علمائكم وهم علماء الكتاب المقدس وشرح المتون والأصول أن هذا النص دخيل؟ لقد قالها بصراحة عارية: إن هذا النص أُدخِلَ إلى المتن ، وهذا أحد أدلتنا عليكم للتحريف!
            وأقول أيضًا: إن معنى هذا أنه لا يوجد تطابق بين ما تسمونه أقدم النسخ لديكم، والتى تسمونها أصول الكتاب المقدس، أو إنهم يتلاعبون بنصوص الكتاب الذى ينسبونه للرب!!
            ولكن ما مصير من آمن بهذا النص أنه موحى به من عند الرب من الأجيال اللاحقة للقرن السادس عشر حتى عاد ضمير المترجم إلى صوابه فى القرن العشرين أو الواحد والعشرين؟
            إنَّ مشكلة هذا النص الوحيدة (كما يقول الدكتور Daniel B. Wallace) أنه غير موجود فى الأصول اليونانية، ولم يظهر إلى الوجود إلا فى عصور متأخرة وليس قبل القرن السادس عشر بعد 1500 سنة من ميلاد المسيح u ونبدأ بملخص قصة هذا النص: http://www.kjvonly.org/other/wallace_text_prob.htm
            هذا النص المطوَّل وجد فقط فى ثمان مخطوطات وهى 221 و2318 61 و88 و429 و629 و636 و918، سبعة منها تعود للقرن السادس عشر، بينما ترجع المخطوطة 221 إلى القرن العاشر. أدرج بها النص فى زمن غير زمن كتابة المخطوطة على هامش الصفحة. وبخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.
            ومعنى ذلك أنه لا يوجد أى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى أى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم أربع كُتِبَ فيها النص على الهامش. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت إلى اليونانية. وهو غير موجود فى أى مخطوطة أو ترجمة يونانية من أى نوع (إلا ترجمة واحدة نقلت من اللاتينية إلى اليونانية لأعمال مجمع لاتيران عام 1215م). فمن أين أتى بها المترجم من اليونانية إلى اللاتينية؟
            والقصة واضحة: فقد لفت نظر أحد النساخ لفظ ثلاثة الموجود فى العدد الثامن 8 "والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد." فلم يجد مانع من أن يضيف على لسان يوحنا ثلاثة أخرى لتساعده فى إثبات عقيدة التثليث التى لا تجد لها أى نص صريح فى الكتاب المقدس عندهم.
            ويقول الدكتور Daniel B. Wallace يبدو أن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة ما، تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم، ثم وجدت هذه الإضافة طريقًا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط من الكنيسة الكاثوليكية على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.
            وقد سُئِلَ عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص. هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب، وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية.
            ومعنى أن تضغط الكنيسة على إرازموس فى زمن كانت تنتشر فيه محاكم التفتيش، أن إرازموس لم يكن مقتنعًا بما لفقته الكنيسة من مخطوطة تحتوى على هذا النص، وأن إرازموس نفسه حكَّم العقل والمنطق: فإذا لم تكن توجد هذه المخطوطة فى المخطوطات القديمة، فكيف وجدت طريقها المخطوطات الأحدث أو إلى الترجمة اللاتينية؟ إلا أنه وافق فى النهاية تحت تهديدات الكنيسة. وإلا ما معنى أن تضغط عليه الكنيسة؟
            فكيف يكتبها الأنبا شنودة كدليل على ألوهية يسوع واثباتًا لصحة عقيدة التثليث والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟
            وهل تعلمون ما معنى أن يضغط كبار رجال الكنيسة وآباؤها على إيرازموس لإضافة نص إلى الكتاب المقدس وهو غير موجود فى أصوله؟ هل تعلمون ما معنى الحرية التى يتمتع بها هؤلاء الناس لإضافة نص أو حذف آخر أو لَىِّ الحقائق لتمرير عقيدة ما وهدم أخرى؟ وهل تعلمون ما معنى أن الكنيسة تصنع له مخطوطة لتقنعه بوجود النص بها حتى تخدع هذا الرجل الأمين ويُدخلها فى متن الكتاب؟ وهل تعلمون أن معنى هذا أن الكتاب قد تم تجميعه من مخطوطات مختلفة؟
            ليس عندى تعليق على هذا إلا قول الكتاب فيهم:
            إرمياء 8 : 8 (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟)
            إرمياء 23: 31-32 (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].)
            إرمياء 23: 36 (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.)
            متى 15: 9 (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».)
            متى 23: 13 و15 (لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ... 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!)
            هذا وتعتمد الترجمة الألمانية لرسالة يوحنا على الطبعة الثانية من كتاب إيرازموس هذا لعام 1519، ولذلك حذف الألمان من عندهم هذه الصيغة فى أى عصر من العصور. فلك أن تتخيل هذا!
            ونسخة الملك جيمس الشهيرة اعتمدت بصورة رئيسية على النسخة اليونانية للطبعة العاشرة لنسخة تيودور بيزا التى هى فى الأساس تعتمد على الطبعة الثالثة لنسخة إيرازموس السابق ذكرها ولذلك هذه الصيغة مشهورة عند الشعوب الناطقة بالإنجليزية فقط أكثر من غيرهم.
            ولذلك عندما اجتمع 32 عالم نصرانى ، يدعمهم خمسون محاضرًا مسيحيًا لعمل النسخة القياسية المراجعة حذف هذا النص بلا أى تردد.
            وهناك شهادة عالم كبير هو إسحاق نيوتن الذى يقول إن هذا المقطع ظهر أول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس للعهد الجديد. ويضيف نيوتن أيضا نقطة قوية: وهى أن هذا النص لم يستخدم فى أى مجادلات لاهوتية حول الثالوث من وقت جيروم وحتى وقت طويل بعده. ولم يذكر أبدًا، ولكن تسلل النص بطريقة شيطانية مستغلا غفلة أتباع الصليب الذين يقبلون أى شىء إلا التنازل عن الثالوث المفبرك كما رأينا. وهذا هو الرابط
            http://cyberistan.org/islamic/newton1.html
            وقد اعترف الكاتب جون جلكرايست فى كتابه للرد على العلامة الشيخ أحمد ديدات واسم الكتاب "نعم الكتاب المقدس كلمة الله" بكل ذلك وألقى باللوم على نساخ الإنجيل وإليك نص كلامه من موقع كتابه على الانترنت.
            (3المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب التي صحَّحتها ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5: 7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى, ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءًا من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر قِدَمًا لا تورد هذه الآية. ويفترض ديدات أنَّ "هذه الآية هي أقرب إلى ما يُسمِّيه النصارى بالثالوث الأقدس وهوأحد دعائم النصرانية" صفحة 16.).
            http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1JO+1&nomb&nomo&nomd&bi=kjv
            هذا من كلامهم ومن موقعهم للرد على هذه الفضيحة نعم فضيحة بكل المقاييس تخيل النص الوحيد الواضح والذى يردده جميعهم مفبرك ليس له وجود باعترافهم!
            وإليك اعتراف آخر من كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس بقلم جون ستون يقول بالحرف: "هذا العدد بأكمله يمكن اعتباره تعليقا أو إضافة بريق ولمعان. ويشبهها فى ذلك عبارة فى الأرض فى العدد الثامن. ويدعو بلمر هذه القراءة أنها لا يمكن الدفاع عنها ويسجل أدلة فى عشرة صفحات على أنها مفبركة .... فهذه الكلمات لا توجد فى أى مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر وقد ظهرت هذه الكلمات أول ما ظهرت فى مخطوطة لاتينية مغمورة تنتمى إلى القرن الرابع ثم أخذت طريقها إلى النسخة المعتمدة وذلك بعد أن ضمها إيرازموس فى الطبعة الثالثة لنسخته بعد تردد. ولا شك أن الكاتب تأثر بالشهادة المثلثة التى فى العدد الثامن، وفكر فى الثالوث. لذلك اقترح شهادة مثلثة فى السماء أيضًا. والواقع أن تحشيته ليست موفقة فالإنجيل لا يعلم أن الآب والابن والروح القدس يشهدون جميعا للابن ولكنه يعلم أن الآب يشهد للابن عن طريق الروح القدس" انتهى بالنص صفحة 141.
            وهذا اعترافه كاملاً ، بل يوضح ويقول إن وضع هذا النص كان من نوع (جاء يكحلها عماها) وأن تحشيته غير دقيقة.
            ويقول الإصدارالرابع لمعجم مفسرى الكتاب المقدس ص711، ”إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة فى السماء (يوحنا الأولى 5: 7) -نسخة الملك جيمس- ليس جزءًا حقيقيًا من العهد الجديد.
            The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.711, Abingdon Press
            ويقول نفس المرجع السابق ص871: ”إن نص رسالة (يوحنا الأولى 5: 7الذى يقول: "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ". هو إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد.“
            ويقول قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحريرآلن مايرز – ص1020: ”إن العدد في رسالة ( يوحنا الأولى 5: 7) في النص اليونانيالأول للعهد الجديدTextus Receptus والموجودة في نسخة الملك جيمس يوضح كيف أن يوحنا قد توصلإلى عقيدة الثالوث في هيئتها الواضحة "الآب والكلمة والروح القدس"، إلا أن هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية.“
            The Eerdmans Bible Dictionary, Edited by Allen C. Myers, p. 1020
            ويقول تفسير "بيك" للكتاب المقدس(Peake's Commentary on the Bible) : ”إن الإضافة الشهيرة للشهود الثلاثة“: «الآب والكلمة والروح القدس» غير موجودة حتى في النسخة القياسية المنقحة. وهذهالإضافة تتكلم عن الشهادة السماوية للآب، واللوجوس وهو(الكلمة) ، والروح القدس، إلاأنها لم تستخدم أبداً في المناقشات التي قادها أتباع الثالوث. لا يوجد مخطوطة يدوية جديرة بالاحترام تحتوي على هذا النص. حيث إن هذه الإضافة قد ظهرت للمرة الأولى فى النص اللاتيني في أواخر القرن الرابع بعد الميلاد، حيث أقحمت في نسخةفولجاتة(Vulgate) وأخيرًا في نسخة إيرازموس( Erasmus) للعهد الجديد.
            https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=4604
            وهذه أسماء بعض الترجمات الانجليزية للكتابالمقدس التى حذفت هذه الزيادة:
            1 - The Bible in Basic English
            2 - Hebrew Names Version of World English Bible
            3 - The Revised Standard Version
            4 - Holy Bible: Easy-to-Read Version
            5 - The Darby Translation
            6 - The American Standard Version
            7 - The New Revised Standard Version
            8 - International Standard Version
            9 - The New American Standard Bible
            10 - Contemporary English Version
            11 - The New Living Translation
            12 - World English Bible
            13 - Weymouth's New Testament
            14 - GOD'S WORD translation
            وكما تكلمنا من قبل عن نسبة إنجيل يوحنا إلى يوحنا التلميذ، نريد هنا أن نتكلم عن نسبة هذه الرسائل إلى يوحنا التلميذ الذى كان يحبه يسوع. ويقول الكتاب المقدس فى مدخله إلى رسائل يوحنا ص761: ”يكاد أن يكون كاتب الرسائل الثلاث واحد. .. .. .. إن الرسائل الثلاث يشبه بعضها بعضًا بالفكرة واللغة والإنشاء شبهًا شديدًا ، حتى أنه يعسر أن تُنسب إلى كتبة مختلفين“.
            وفى ص760 يقول الكتاب المقدس فى مدخله إلى رسالة بطرس الثانية: ”إن رسائل يوحنا، الأولى والثانية منهما على أقل ما يُقال، لا تحتوى شيئًا يُخبر عن ظروف إنشائها وهوية كاتبها“.
            فإذا كان الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين قال إن الرسائل الثلاثة تُنسب لكاتب واحد ، ثم نفى معرفة شىء عن كاتب الرسالة الثانية والثالثة، الأمر الذى ينفى معرفة كاتب الرسالة الأولى أيضًا. وينفى أن يكون كاتبها يوحنا الصياد الأمى التلميذ الذى كان يحبه يسوع.
            ويقول المدخل إلى العهد الجديد للآباء اليسوعيين ص10: ”وكانت الرسالة إلى العبرانيين والرؤيا موضوع أشد المنازعات. وقد أُنكرت صحة نسبتها إلى الرسل انكاراً شديداً مدة طويلة. فأنكرت فى الغرب صحة الرسالة إلى العبرانيين وفى الشرق صحة الرؤيا. ولم تُقبل من جهة أخرى إلا ببطء رسالتا يوحنا الثانية والثالثة ورسالة بطرس الثانية ورسالة يهوذا“.
            وكنا قد أثبتنا من قبل وجهة نظر كاتب إنجيل يوحنا فى يسوع، وأنه لم يكن عنده أكثر من نبى، أرسله الله تعالى إلى بنى إسرائيل، وكان يطيع الله تعالى فى كل ما يأمره به من قول أو عمل.
            ZZZ

            النص الثالث:
            يستشهد الأنبا شنودة على ألوهية يسوع وتسميته بالكلمة بالنص الثالث، الذى يقول: رؤيا يوحنا 19: 13 (13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ».)
            تعرضنا من قبل لنصين يعنيان بالكلمة، والتى تشير إلى أمر الله تعالى بخلق المسِّيِّا فى اللوح المحفوظ، أى فى خطته التى تشمل علمه المستقبلى للغيب، وأن هذه الكلمة أى أمره بخلق المسِّيِّا، والتى ستصبح يومًا ما حقيقة، وسيكون هو نبى آخر الزمان. ولا علاقة لها بتجسُّد الإله، وسيبينها النص الثالث الذى نحن بصدده. لأنه لو قصد يوحنا أن الرب أخذ جسدًا وعاش بين الناس لاتهمناه بالكفر والهطل والتخريف، ولكان معنا الحق فى نبذ كل ما كتب قبل قراءته، لأنه قال بعد ذلك إن الله لم يره أحد قط ، فكيف يتخذ جسدًا ، وهو يؤكد أنه لم يره أحد قط؟ فهل اتخذ جسدًا غير مرئي؟ أم لم يتجسد الإله غير المحدود فى الجسد المحدود؟ يوحنا 1: 18 (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ)
            والنصارى يتحايلون على هذا المفهوم بقولهم إن الله لم يره أحد قط بلاهوته، وليس بناسوته. فإلى جانب أنهم يؤمنون أن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين، وأنهم لم يثبتوا من الأساس أن الإله يتجسد، وله ناسوت، فإن صفات الله تعالى تمنعه من أن يتجسد، فالله تعالى قادر على كل شىء يليق بجلال وجهه وبعظيم سلطانه، ولا يتناقض مع أسمائه الحسنى. وإلا لو فهمنا أن الله قادر على كل شىء، ويتجسد كما يريد، لأعطيتم للهندوس عباد البقر الحق فى قولهم إن ربهم يتجسد فى البقرة التى يعبدونها، ولأعطينا الفراعنة الحق فى عبادة القرد أو التمساح أو أى حيوان آخر لظنهم أن إلههم أو صفة من صفاته تجسدت فى هذا الحيوان.
            وإلى جانب ذلك نقول: نحن نتفق أن الله تعالى أكبر من كل شىء، والكبير لا يدخل ولا يتجسد ولا يملأ الصغير. ملوك الأول 8: 27 (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …)
            وصفاته بأنه القوى وأنه العزيز الذى لا يُقهر ولا يُضرب ولا يُهان تمنعه من أن يتجسد ويُبصق فى وجهه ويُستهزأ به ثم تُنزع منه حياته ويموت. ثم إذا كان يسوع قد مات، فهو ليس بإله لأن الله لا يموت.
            أضف إلى ذلك قول الرب إنه ليس بإنسان: عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟)
            حزقيال 28: 1-2 (هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ.)
            حزقيال 28: 9 (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)
            هوشع 11: 9 (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.)
            والذى أقامه من الموت هو الله الحى الذى لا يموت، وليس له حاجة فى عقد اتحاد بينه وبين الميت، ولا يمكن أن يكون الميت هو الحى، والضعيف هو القوى، والمهان هو العزيز: أعمال الرسل 5: 30 (30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ)
            أعمال الرسل 13: 30 (30وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.)
            وكيف تعتقد عزيزى المسيحى أن ربك يتجسد فى رجل، وربك يقول إن الرجل فارغ وعديم الفهم، ويولد الإنسان بصفة عامة كجحش الفرا، وليس له مزية على البهيمة، وأنه رمة؟ ألم يجد الرب صورة أفضل من هذه ليتجسد بها؟
            أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
            الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
            أيوب 25: 8 (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)
            كما أن تجسد الرب تنزل من قدره، ليس فقط فيما ذكرناه، بل أيضًا يصبح الرب من إله لكل ذى جسد إلى عبد ذى جسد له إله يسجد له ويرجوه ويعتصم به، ومثل هذا ليس بإله بل عبد لله، فقد قال الرب: إرمياء 32: 17 (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟)
            اقرأوا هذه النصوص الدالة على عبوديته لله: لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
            متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». ......... 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ......... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». ...... 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
            لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
            إنه فخور أنه عبد مطيع لله: يوحنا 8: 29 (لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.)
            بل إن طعامه وشرابه والهواء الذى يتنفسه هو عبادته وطاعته لخالقه: يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
            يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
            يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
            وقد أشار سفر أعمال الرسل إلى أنه عبد لله بعدة طرق، منها ما ذكرت بأنه كان ميتًا وأحياه الله الحى الذى لا يموت، ومنها أنه ذكر أنه كان عبدًا لله:
            أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
            أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
            أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
            أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
            وفى الآخرة سيكون مع عباد الله ومخلوقاته خاضعًا لله الذى خلقهم: فلم يكم أكثر من إنسان نطق بالحق الذى سمعه من الله إلهه: يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
            كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
            بجانب قول يوحنا: يوحنا 1: 18(اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.)
            يؤكد إشعياء أن من صفات الله أنه إله محتجب لا يراه أحد، قائلاً: إشعياء 45: 15 (حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل)
            ويؤكد موسى على قومه أنهم لم يروا صورة لله درءًا للوثنية التى ممكن أن تنشأ عن ذلك: تثنية 4: 12 ، 15 (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 16لِئَلا تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ مِثَالٍ مَا شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى.)
            وعندما طلب موسى من الله أن يراه: خروج 33: 20 (20وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»)
            وبذلك نكون قد أثبتنا أن الله لم يره أحد قط، ولا يمكن أن يره إنسان. وهو ليس له صورة ناسوتية، ولا يتجسد، ولا يصغر ولا يضمحل ولا ينكمش ليدخل حيزًا، فيكون الحيز أكبر منه، ويكون الرب بذلك فقد احدى صفاته التى تجعله الأكبر. كما أنه إله عزيز لا يتخذ صورة من أسماه الفارغ، عديم الفهم، الذى ولد كجحش الفرا، والرمة الذى ليس له مزية على البهيمة.
            ZZZ

            كما تُشير (كلمة الله) التى نحن بصددها فى النص الثالث أيضًا إلى نبى الله المسِّيِّا الذى (كما تقول الأناجيل واليهود وبعض الصوفية التى تقول فى ضلاللها بأن أول ما خلق الله تعالى خلق النور المحمدى ومنه خُلقت الأنوار كلها) خلقه الله أولاً ، وخلق الكون من أجله. يشير إلى هذا نص يوحنا الآتى: رؤيا يوحنا 19: 11-16 (11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلَّا هُوَ. 13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ». 14وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْلٍ بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزّاً أَبْيَضَ وَنَقِيّاً. 15وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 16وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ».)
            فالنص يُشير إلى أن المسِّيِّا سيكون فارسًا محاربًا، وسيُدعى أمينًا صادقًا، ويكون حاكمًا عادلاً، وتكون عيناه حمراء كاللهيب، وبهذا عرفه اليهودى، مفسر الأحلام، الذى ذهبت إليه مرضعة الرسول r ليأوِّل رؤيا السيدة آمنة أم الرسول، فحمل الغلام ، ورأى خاتم النبوة بين ظهرانيه ، ورأى احمرار العين. إشعياء 9: 6 (6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ.)
            وفضَّل المترجم أن يترجمها (على كتفه) بدلاً من (بين ظهرانيه) كما جاء فى شرح ترجمة الملك جيمس بشرح strong تحت رقم 7926، وفى أصلها العبرانى shek-em' .
            ومن صفاته أنه سيكون على رأسه تيجان كثيرة أى سيفتح بلاد كثيرة وينشر بها ملكوت الله أى شريعة الله، ولباسه أى جلبابه أو قميصه سيمون أبيض ناصع. وعلى ذلك فإن كلمة الله تُشير إلى المسِّيِّا، وقد أثبتنا أن المسِّيِّا ليس هو يسوع، بل هو محمد r سواء بصورة مختصرة فى هذا الكتاب أو فى كتابنا (عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا)
            وكلمة «ابن الله» تُشير فى العرف اليهودى إلى النبى الخاتم ”المِسِّيِّا“ الذى اعتبروه من نسل داود، فقد كانوا ينتظرون ”المِسِّيِّا“ النبى الخاتم، الذى سيكون ملكًا على بنى إسرائيل، ويحررهم من الرومان، وسيكون نبيًا مثل موسى u وناسخًا لشريعته. وقد كانت هذه الشائعة منتشرة أيام عيسى u نفسه، ورد هذا الفهم الخاطىء الذى يقضى بأن يكون ”المِسِّيِّا“ من نسل داود، وأخبرهم أنه لن يكون من نسل داود، بدليل تسمية داود له (سيدى).
            فاقرأ النص ولاحظ أن عيسى u يتكلم عنه بصيغة الغائب: متى 22: 41-46 (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)
            وطبعًا لم يكن ليسوع أعداء حاربهم، وانتصر عليهم وكانوا خاضعين له. بل نجده آثر السلامة مع الأعداء، والخضوع لهم، آمرًا إياك أن تسالم من يعاديك. فقال: متى 5: 38-44 (38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. ........ 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ)
            وكنا قد ذكرنا أيضًا أنه لن يأت من نسل داود نبى (إرمياء 33: 21)، ولا من نسل يكنيا (إرمياء 22: 30)، ولا من نسل يهوياقيم (إرمياء 36: 30-31)
            فهل يقول عاقل: إن اليهود لم يفهموا دينهم، ولم يعوا عقيدتهم، ولم يستوعبوا لغتهم، وتركهم الرب فى ضلال، حتى يأتى غرباء عن لغتهم ليشرحوها لهم؟
            أما قول الكتاب: (وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ») فليس هذا باسم، فلم يدع به أحد فى تاريخ الأنبياء كلهم، ولم يُعرف يسوع بين أتباعه مطلقًا أنه كلمة الله، فلماذا لا يكون الواقع أنهم حذفوا اسم هذا المسِّيِّا، وألغزوا اسمه بقولهم (كلمة الله)؟
            ومثل هذا كثير فى الكتاب: إشعياء 9: 6-7 (6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا.)
            فكيف سيدعى؟ هل عجيبًا أو مشيرا أو إلهًا هذا اسمًا؟
            ويقول سفر التكوين 17: 20 عن بشارة الله تعالى لإبراهيم u عن محمد: (20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً.)، والترجمة الحرفية للنص العبرى هى: (20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ بِمَادْمَاد.)، ومادماد تساوى محمد تساوى 92 بحروف الجمَّل.
            ويقول عيسى u لليهود بعد موت المعمدان: متى 11: 14 (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ)، وإيليا تساوى أحمد (53 بحروف الجمَّل).
            ويقول أيضًا: يوحنا 14: 26 (26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ)، والترجمة الصحيحة هنا هى (روح القدس) أى روح مقدسة وصف بها كما وصف يوحنا المعمدان أنه سيكون قدوس من بطن أمه (لوقا 1: 15).
            يوحنا 15: 26 (26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. 27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».)
            ولا يمكن أن يكون هذا المعزى هو الروح القدس الذى هو الأقنوم الثالث من الإله مثلث الأقانيم، لأنه لم يعلمهم شىء، ولم يتفقوا إلى اليوم لا فى طبيعة إلههم ولا فى نبيهم ولا فى كتابهم، ولا فى مخطوطاتهم، ولم يشهد ليسوع وأمه ودينه الحق إلا المسِّيِّا r خاتم رسل الله تعالى.
            يدل على ذلك أيضًا حيرة اليهود مع يسوع، وشكهم أن يكون هو المسِّيِّا أو إيليَّا أو النبى الذى كانوا ينتظرونه، وهى مسميات ثلاث لنفس الشخص: متى 26: 63 (63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ!)
            وكان رد يسوع النفى، وأن هذا ادعاء منهم عليه: يوحنا 18: 33-34 (33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟»)
            لذلك رأى بيلاطس أنه برىء من هذه التهمة وأراد أن يُطلق سراحه، وقال لهم: يوحنا 18: 38 (أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً)، وقال لهم أيضًا: متى 27: 24 («إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ».)
            فلو كان عيسى u آخر رسل الله، لما تنبأ بمجىء رسول الله المسِّيِّا الذى قال هو عنه: متى 11: 14 (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)، متى 23: 39 (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».)
            وإيليا هذا لم يكن يوحنا المعمدان كما يحلو للبعض أن يفهم، فقد نفى المعمدان عنه أيضًا هذه الصفة: يوحنا 1: 19-21 (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».)
            ولا يتعلق الموضوع فقط باسم الرسول r، بل أيضًا بكل ما يتعلق بظهوره، فقد جعلوا الذبيح إسحاق بدلا من إسماعيل، وجعلوا (وادى بكة) مزمور 84: 6 وادى البكاء والعويل والنحيب، وجعلوا المكان المقفر الصحراوى الذى سيخرج منه نبى آخر الزمان أورشليم (صهيون = وهى تعنى الأرض المقفرة الصحراوية) الجديدة أو الثانية أو النازلة من السماء. حتى الوحى الذى سيخرج من الجزيرة العربية حرفوه إلى وحى من العربة:
            فتقول ترجمة الفاندايك: إشعياء 21: 13 (13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ.) ، وباقى النص واضح أنه يشير إلى قبائل الددانيين ومجد قيدار (قريش) سيفنى من أمام السيوف، بعد هجرة الرسول r وهربه فى الصحراء من أهل قيدار، وغيره.
            وتقول الترجمة العربية المشتركة: (وحيٌ على العربِ: بيتُوا في صَحراءِ العربِ، يا قوافِلَ الدَّدانيِّينَ!)
            وتطمس الترجمة الكاثوليكية اليسوعية كلمة الوحى، وتجعله قول، لتنفى عن الرسول النبوة، كما تطمس كلمة العرب أو شبه الجزيرة العربية، وتكتبها العربة: (قَولٌ على العَرَبة: في الغابَةِ في العَرَبةِ تَبيتون يا قَوافِلَ الدَّدانِيِّين.)
            وتصحح لها ترجمة كتاب الحياة، وتردها إلى الصواب، وأنها شبه الجزيرة العربية، وتجعل من الوحى نبوءة: (نُبُوءَةٌ بِشَأْنِ شِبْهِ الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ: سَتَبِيتِينَ فِي صَحَارِيبِلاَدِ الْعَرَبِ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ،)
            ومن الجدير بالذكر أنه لو كان يسوع كلمة الله لنفت عنه الألوهية كما ذكرنا من قبل، لأن (كلمة) أضيفت ملكيتها لله، فـ (كلمة الله) تُعرب مضاف ومضاف إليه، الذى يعبر عن الملكية، فأصبحت الكلمة مملوكة لله، والمملوك لله عبد له.
            وبذلك نكون قد انتهينا من تفنيد أول ثلاث إشارات استشهد بهم الأنبا شنودة فى كتابه (لاهوت المسيح).
            ZZZ

            كان كل هذا عن تحليل النصوص الثلاثة، التى اعتبرها الأنبا شنودة أساس كون يسوع الإله الثانى فى الإله المجمع من ثلاثة أقانيم. ثم قال بعدها موضحًا مفهوم معنى كلمة اللوجوس اليونانية، ومنها اشتقت كلمة المنطق logic الإنجليزية قال ص8: (وهى لا تعنى لفظة. وإنما لها معنى لغوى وفلسفى واصطلاحى ... وجاء منه المنطق logic بالإنجليزية. والمنطق هنا لا يعنى النطق Pronunciation إنما

            يعنى النطق المعقول أو العقل المنطوق به. ومن هنا كانت عبارة الكلمة تعنى عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل. فهى تعنى العقل والنطق معًا. وهذا هو وضع الابن فى الثالوث القدوس.)
            بناءً على هذا التحليل اللغوى لكلمة لوجوس اليونانية يمكننا أن نخمن أن الأنبا شنودة يعرف اليونانية، ويميل فى تفكيره إلى التأصيل العلمى لما يتناوله. فلماذا لم يذكر فى نص يوحنا 1: 1 أن الكلمة أصبحت كائن إلهى بدلا من الترجمة الخاطئة التى تقول إنها أصبحت الله نفسه؟
            وإذا كان المنطق لا يعنى النطق، وهذا صحيح، فهل النطق يعنى العقل؟ فنلاحظ قول الكاتب (النطق المعقول أو العقل المنطوق به) ثم استنتاجه أن (عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل).
            ويعرف كل منا أن النطق ينطلق من اللسان بناء على تفكير وتدبير العقل. وأن الكلام والعقل هم من مخلوقات الله، ولا يصح عقيدةً وعقلاً أن نشبه الله تعالى بشىء من مخلوقاته. ولا أعرف كيف توصل إلى أن العقل ينطق، فقال (عقل الله الناطق)، إلا إذا كان يعنى أن الله هو الذى ينطق! وفى هذه الحالة لا قيمة لقوله الناطق، إلا ليلبس على القارىء ما استنتجه هو أولا ويريد أن يثبته. وإلا لقال عقل الله الرحيم، وعقل الله الرؤوف، وعقل الله الودود، وعقل الله الجبار وهكذا ...
            ثم ساوى بين قوله (عقل الله الناطق) وقوله (نطق الله العاقل) وهو لعب بالألفاظ غير مفهوم، وغير مستساغ، ولا قيمة له. فكيف يكون العقل مساويًا للنطق؟ وإذا كان الله ينطق، فما الذى أدراك أنه ينطق من عقله؟ أين مرجع هذا فى الكتاب الذى تقدسه؟ ألا تعرف أن العقل مناط التفكير والتدبر؟ فهل يليق بالرب أن يفكر ويزن الأمور كما يحدث لبنى البشر فيخطىء ويصيب؟
            للأسف إن هذا نتاج نصوص الكتاب الذى تقدسه، الذى يتخيل الرب يخطىء ويندم، ويتراجع بعد اكتشاف خطأه:
            تكوين 6: 6-7 (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ
            وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».)
            وأيضاً خروج 32: 14 (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.)
            وأيضاً صموئيل الأول 15: 35 (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.)
            ويجعله يفكر فى اتحاد عباده على الخير فيخشى من اتفاقهم عليه، فيلجأ إلى سياسة (فرِّق تسُد): التكوين 11: 1-8 (1وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَاناً وَاحِداً وَلُغَةً وَاحِدَةً. 2وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقاً أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ. 3وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْناً وَنَشْوِيهِ شَيّاً». فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ مَكَانَ الطِّينِ. 4وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْماً لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». 5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا. 6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». 8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ)
            ويفكر ويعمل عقله لإغواء أخاب، ويعقد اجتماعًا هامًا مع ملائكته ليرشدوه إلى العمل، وتفشل الملائكة وينجح الشيطان: ملوك الأول 22: 19-22 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.)
            أما قوله (نطق الله العاقل) فإذا كانت العاقل صفة لله، فهل من الممكن ألا يكون الله تعالى عاقل؟ فلماذا نؤلهه إذن؟ إن هذه الصفات نابعة من تخيل إنسان يعتبر الله إنسانًا مثله، ومن ثم يُضفى عليه صفات البشر النموذجى.
            وإذا كانت كلمة العاقل صفة للنطق، فهل من الممكن ألا يكون نطق الله غير مفهوم أو لا قيمة له؟
            إن العقلية التى تكتب هذا مؤسسة على نصوص الكتاب المسمَّى بالمقدس، الذى يحتوى على نصوص لا قيمة لها، ويمكن الاستغناء عنها بالبداهة: كورنثوس الأولى 13: 11-13 (11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. 13أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ)
            مرقس 11: 30-32 (30مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟ أَجِيبُونِي». 31فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا مِنَ السَّمَاءِ يَقُولُ: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ 32وَإِنْ قُلْنَا مِنَ النَّاسِ». فَخَافُوا الشَّعْبَ.) ، فأين جواب الشرط؟ ماذا سيحدث لو قالوا (وَإِنْ قُلْنَا مِنَ النَّاسِ)؟
            جامعة 7: 1-4 (1اَلصِّيتُ خَيْرٌ مِنَ الدُّهْنِ الطَّيِّبِ وَيَوْمُ الْمَمَاتِ خَيْرٌ مِنْ يَوْمِ الْوِلاَدَةِ. 2اَلذِّهَابُ إِلَى بَيْتِ النَّوْحِ خَيْرٌ مِنَ الذِّهَابِ إِلَى بَيْتِ الْوَلِيمَةِ لأَنَّ ذَاكَ نِهَايَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ وَالْحَيُّ يَضَعُهُ فِي قَلْبِهِ. 3اَلْحُزْنُ خَيْرٌ مِنَ الضَّحِكِ لأَنَّهُ بِكَآبَةِ الْوَجْهِ يُصْلَحُ الْقَلْبُ. 4قَلْبُ الْحُكَمَاءِ فِي بَيْتِ النَّوْحِ وَقَلْبُ الْجُهَّالِ فِي بَيْتِ الْفَرَحِ.)
            جامعة 3: 1-9 (1لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ. 2لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ. 3لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ. 4لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضِّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ. 5لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلاِنْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ. 6لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ. 7لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. 8لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ. 9فَأَيُّ مَنْفَعَةٍ لِمَنْ يَتْعَبُ مِمَّا يَتْعَبُ بِهِ!)
            إن من يقرأ هذه النصوص لا بد أن يؤكد بعدها أن الرب عاقل جدًا!!
            ZZZ

            تعليق


            • #7
              وبعد ذلك يقول الكتاب ص7: (وطبيعى أن عقل الله لا ينفصل عن الله. والله وعقله كيان واحد.) وهذا هو ما أقره أولا، ثم حام حوله ليكرره. وقد اختار عقل الله بالذات، لأن العقل هو اللوجوس، واللوجوس هو الكلمة، التى هى يسوع، أى يسوع هو الله، وليس كائن ربانى مثل القديسين من الأنبياء. وهكذا تُستنتج ألوهية الرب، ضاربين بنصوص الكتاب عُرض الحائط، متغافلين عن صفات الله التى أثبتها لنفسه فى الكتاب، متناسيين نصوص الكتاب التى تؤكد أن الرب ليس بإنسان، وأنه إله كل ذى جسد. ولا يهم إن كان يسوع قال أنا الله أم لا. المهم أن يستنتج كل شخص ما أراد فهمه وينسبه ليسوع.
              ولماذا يكون فقط عقل الله هو الله؟ لماذا لا تكون يد الله التى لا تنفصل عنه هى أيضًا الله؟ ولماذا لا تكون عين الرب هو الرب نفسه؟ ولماذا لا يكون عضو الرب الذكرى هو نفسه الرب؟ ولماذا لا تكون غلفة الرب التى قطعوها له فى اليوم الثامن ورموها فى القمامة هى نفس الرب؟
              فهذا منطق غير مقبول بالمرة، ولا تخضع ألوهية الرب للاستنتاج، فقد أعلن الرب فى الكتب المنسوبة لموسى والأنبياء عن ألوهيته فقالها صراحة (أنا الرب): سواء فى إعلام موسى وبنى إسرائيل أن الله هو ربهم، وأنه هو الخالق، والقوى والغفار، والمنتقم، أو فى تهديدهم بالإنتقام، أو فى وعدهم بمستقبل أفضل، أو فى تهديده لهم، أو فى تبيان نعمه عليهم وعلى البشر، أو أمره لهم أن يحفظوا فرائضه، ويتمسكوا بأحكامه:
              تكوين 28: 13 (أَنَا الرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ.)
              لاويين 18: 1-2 (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ.)
              وقال إشعياء 43: 3 (3لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصُكَ.)
              وقال أيضًا فى إشعياء 43: 11 (11أَنَا أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ.)
              إشعياء 44: 24 (24هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الْبَطْنِ: «أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي. بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟)
              خروج 4: 11 (11فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «مَنْ صَنَعَ لِلْإِنْسَانِ فَماً أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيراً أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ؟)
              إشعياء 45: 5-15 (5أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي. 6لِيَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. 7مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ. 8اُقْطُرِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقُ وَلْيُنْزِلِ الْجَوُّ بِرّاً. لِتَنْفَتِحِ الأَرْضُ فَيُثْمِرَ الْخَلاَصُ وَلْتُنْبِتْ بِرّاً مَعاً. أَنَا الرَّبَّ قَدْ خَلَقْتُهُ. ..... 12أَنَا صَنَعْتُ الأَرْضَ وَخَلَقْتُ الإِنْسَانَ عَلَيْهَا. يَدَايَ أَنَا نَشَرَتَا السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا أَنَا أَمَرْتُ. .... 15حَقّاً أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ.)
              إشعياء 45: 21-23 (أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ. 22اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ. 23بِذَاتِي أَقْسَمْتُ. خَرَجَ مِنْ فَمِي الصِّدْقُ كَلِمَةٌ لاَ تَرْجِعُ: إِنَّهُ لِي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ. يَحْلِفُ كُلُّ لِسَانٍ.)
              إشعياء 42: 6 (6أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ)
              لاويين 18: 4-5 (أَحْكَامِي تَعْمَلُونَ وَفَرَائِضِي تَحْفَظُونَ لِتَسْلُكُوا فِيهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 5فَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي الَّتِي إِذَا فَعَلَهَا الْإِنْسَانُ يَحْيَا بِهَا. أَنَا الرَّبُّ)
              لاويين 19: 4 (4لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الأَوْثَانِ وَآلِهَةً مَسْبُوكَةً لاَ تَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ.)
              خروج 16: 11-12 (11فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 12«سَمِعْتُ تَذَمُّرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. قُلْ لَهُمْ: فِي الْعَشِيَّةِ تَأْكُلُونَ لَحْماً وَفِي الصَّبَاحِ تَشْبَعُونَ خُبْزاً وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ».)
              خروج 20: 3-7 (3لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. 4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ 6وَأَصْنَعُ إِحْسَاناً إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ.)
              تكوين 15: 7 (7وَقَالَ لَهُ: «أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الْكِلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هَذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا».)
              حزقيال 25: 7 (7فَلِذَلِكَ هَئَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَيْكَ وَأُسَلِّمُكَ غَنِيمَةً لِلأُمَمِ وَأَسْتَأْصِلُكَ مِنَ الشُّعُوبِ وَأُبِيدُكَ مِنَ الأَرَاضِي. أَخْرِبُكَ فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ].)
              حزقيال 25: 16-17 (16فَلِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَسْتَأْصِلُ الْكَرِيتِيِّينَ وَأُهْلِكُ بَقِيَّةَ سَاحِلِ الْبَحْرِ. 17وَأُجْرِي عَلَيْهِمْ نَقْمَاتٍ عَظِيمَةً بِتَأْدِيبِ سَخَطٍ فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ, إِذْ أَجْعَلُ نَقْمَتِي عَلَيْهِمْ)
              حزقيال 26: 3-6 (... لأَنِّي أَنَا تَكَلَّمْتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَتَكُونُ غَنِيمَةً لِلأُمَمِ. 6وَبَنَاتُهَا اللَّوَاتِي فِي الْحَقْلِ تُقْتَلُ بِـالسَّيْفِ, فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ)
              حزقيال 28: 23 (23وَأُرْسِلُ عَلَيْهَا وَبَأً وَدَماً إِلَى أَزِقَّتِهَا وَيُسْقَطُ الْجَرْحَى فِي وَسَطِهَا بِـالسَّيْفِ الَّذِي عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ, فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.)
              حزقيال 29: 8-16 (8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: [هَئَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ سَيْفاً, وَأَسْتَأْصِلُ مِنْكَ الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ. 9وَتَكُونُ أَرْضُ مِصْرَ مُقْفِرَةً وَخَرِبَةً, فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ لأَنَّهُ قَالَ: النَّهْرُ لِي وَأَنَا عَمِلْتُهُ. 10لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَيْكَ وَعَلَى أَنْهَارِكَ, وَأَجْعَلُ أَرْضَ مِصْرَ خِرَباً خَرِبَةً مُقْفِرَةً مِنْ مَجْدَلَ إِلَى أَسْوَانَ إِلَى تُخُمِ كُوشَ. 11لاَ تَمُرُّ فِيهَا رِجْلُ إِنْسَانٍ, وَلاَ تَمُرُّ فِيهَا رِجْلُ بَهِيمَةٍ, وَلاَ تُسْكَنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. 12وَأَجْعَلُ أَرْضَ مِصْرَ مُقْفِرَةً فِي وَسَطِ الأَرَاضِي الْمُقْفِرَةِ, وَمُدُنَهَا فِي وَسَطِ الْمُدُنِ الْخَرِبَةِ تَكُونُ مُقْفِرَةً أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَأُشَتِّتُ الْمِصْرِيِّينَ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُبَدِّدُهُمْ فِي الأَرَاضِي. 13لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: عِنْدَ نَهَايَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَجْمَعُ الْمِصْرِيِّينَ مِنَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَشَتَّتُوا بَيْنَهُمْ 14وَأَرُدُّ سَبْيَ مِصْرَ, وَأُرْجِعُهُمْ إِلَى أَرْضِ فَتْرُوسَ إِلَى أَرْضِ مِيلاَدِهِمْ, وَيَكُونُونَ هُنَاكَ مَمْلَكَةً حَقِيرَةً. 15تَكُونُ أَحْقَرَ الْمَمَالِكِ فَلاَ تَرْتَفِعُ بَعْدُ عَلَى الأُمَمِ, وَأُقَلِّلُهُمْ لِكَيْلاَ يَتَسَلَّطُوا عَلَى الأُمَمِ. 16فَلاَ تَكُونُ بَعْدُ مُعْتَمَداً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ, مُذَكِّرَةَ الإِثْمِ بِـانْصِرَافِهِمْ وَرَاءَهُمْ, وَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ].)
              فهل نسى يسوع أن يخبركم أنه هو الأقنوم الثانى أو حتى يذكر أن الرب يتكون من أقانيم؟ أم تراه اتكسف يعلن عن ألوهيته كما قال الأنبا شنودة فى طرحه على سؤال: لماذا لم يُعلن يسوع صراحة عن ألوهيته؟
              ZZZ

              الله كلى القدرة ويسوع: تطابق أم تنافر:
              ثم ينتقد الأنبا شنودة شهود يهوه ص8 قائلا إن (الإله الأكبر الكلى القدرة).
              وهنا نسأله: من كان أكبر هل يسوع الذى كان حيوانًا منويًا فى رحم أمه أم رحم مريم الذى وعاه؟
              ومن كان أكبر بعد ولادته: هل يسوع أم البقرة التى كانت بجواره وقت ميلاده أو حتى قبل رفعه إلى السماء؟
              ومن كان أكبر: هل هو أم الحمار الذى كان يركبه؟
              ومن كان أكبر: هل هو أم المعبد الذى كان يصلى فيه؟
              ومن كان أكبر: هل هو أم القبر الذى كان مقبورًا فيه؟
              فالإله الأكبر لا يتجسد، إلا إذا فقد هذه الصفة.
              أما كونه الإله المعبود بحق كلى القدرة، فهذا صحيح. لكن هل كان يسوع كلى القدرة؟ لا. وعلى ذلك فهو ليس بإله:
              يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
              لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
              متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
              وأن الله هو الذى يريه ما يفعله وما يقوله: يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)، فهل هذا إله قادر على كل شىء أم إنسان ضعيف يعتمد على خالقه؟
              وقال أيضاً إنه لا يعمل إلا الأعمال التى يعطيها الله له: يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
              فلماذا لا يعمل إلى الأعمال التى يريه الله إياها؟ لأنه لا يستطيع أن يفعل من نفسه شيئًا: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.)
              وقال أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)، فهل القادر على كل شىء يحتاج أن يعلمه أخر؟ أم تعتقد أنه هو نفسه الآب، وكان يكذب على مستمعيه ويخدعهم لخوفه من إعلان ألوهيته من قتل اليهود إياه؟ أم كان ينفى الألوهية بهذه الأقوال عن نفسه؟
              أما استنتاجه أنه أزلى وأنه غير مخلوق فترده نصوص الكتاب نفسه أنه ولد من امرأة فى مذود للأبقار، وكل مولود هو مُحدَث مَخْلُوق، كما أن النصوص تصفه بأنه بكر كل خليقة: (6وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. 7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.) لوقا 2: 6-7
              وقول كولوسى 1: 15 إنه (... بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.)
              وقول رؤيا يوحنا 3: 14 (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.)
              وتوصل فى استنتاجه إلى أن الابن هو أقنوم العقل الذى كان متحدًا بالرب منذ الأزل، فيقول ص9: (وهل يعقل أحد أن الله مر عليه وقت كان فيه بدون عقل!؟ ثم بعد ذلك خلق لنفسه عقلاً! وبأى عقل يخلق لنفسه عقلا؟!)
              وهو يريد أن يقول إن يسوع هو عقل الرب، لأنه أقنوم اللوجوس. وبذلك نزعوا العقل والحكمة عن الآب، وأصبحت هى اللوجوس يسوع. فما وظيفة الآب إذًا؟ ولو كان يسوع هو عقل الرب وحكمته، فلماذا كان يعمل فقط الأعمال التى يعطيها له الآب الذى ترك عقله يتجسد، وأصبح بلا عقل ولا حكمة؟ فهل من الحكمة أن يعمل يسوع أعمال، ولا يقول إلا أقوال إله فقد عقله وحكمته؟
              وبما يتميز عن الابن؟ فلو كان الخالق هو الآب لكان خلقه ناقصًا حتى يكمله الابن العاقل، وعلى الرغم من أن الابن هو العقل المدبر، فلا يمكنه أن يخلق بدون الآب، ويكون خلقهما ناقص بدون ما يعطيها الروح القدس الحياة. أى كلا منهم إله ناقص فى ذاته وصفاته، ويحتاج لشريك يكمل نقصه، فكيف مع كل هذا تدعون الوحدانية أو كمال ما تألهونه؟
              ولو كان صحيحًا ما يقوله كتاب الأنبا شنودة (لاهوت المسيح) لكانت كارثة فى حق الله! لقد استغنى الرب عن عقله بموته، بل قَبِلَ قبْل ذلك عقل طفل رضيع يُشكل تبعًا لتربية عبيده له وتنشئته! فكيف كان حاكم هذا العالم عقل الطفل الرضيع؟ أم استغنى اللوجوس بحكمته عن حكم العالم للآب، الذى كان فى ذلك الوقت يفتقر للعقل المدبر الحكيم، الذى تخلى عنه وتجسد فى طفل رضيع، ملفوف فى كوافيل، وتغير له أمه ملابسه من البلل والقاذورات؟
              أليس هذا هو ما ألجأهم أن يقولوا إن العالم كان يحكمه الشيطان فاسترده منه يسوع؟ كورنثوس الثانية 4: 4 (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.)
              وأن هذا الشيطان ليس فقط إله هذا الدهر، أو رئيس هذا العالم، بل أيضًا رئيس سلطان الهواء: أفسس 2: 2 (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،)
              يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11 (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.)
              يوحنا 16: 11 (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.)
              أين كان عقل الرب المدبر، ونطقه العاقل، وحكمته العظيمة عندما ساوى بينه وبين الشيطان فى تقديم القرابين؟ هل هذا الأمر يحمى العباد من الوثنية أو يشجع عليها؟ هل الذى أمر بهذا هو عقل الرب الناطق أم دهاء الشيطان الخارق؟ لاويين 16: 5-10 (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ.8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ)
              ومن هو عزازيل هذا؟ يقول هامش هذه الفقرة فى الترجمة العربية المشتركة بين كل طوائف المسيحية الكبار: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية: (عزازيل هو شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة). وبعد أن كتب الهامش هذا المعنى أراد أن يتوَّه القارىء، فقال: (هناك رأى آخر يقول إن كلمة عزازيل مشتقة من الفعل عزل ومعناه أبعد كذلك فى العربية). لكن نترجم ما قاله آخرًا ونضعه فى النص لنرى هل سيكون لهذا الكلام معنى!!
              ولنرجع إلى الترجمة الكاثوليكية لنرى ماذا قالوا: يقول هامش هذه الفقرة: (يبدو أن عزازيل، بحسب الترجمة السريانية، هو اسم شيطان كان العبرانيون القدامى يعتقدون أنه يسكن البريَّة. والبريَّة أرض عقيمة لا يمارس فيها الله عمله المُخصب (راجع الآية 22 و17ظ7+).)
              وكيف يوجد فى هذا الكون مكان لا يمارس الرب فيه عمله، ولا سيطرة له عليه؟ أليس هذا اعتراف بأن رب هذا الكتاب إله ناقص، وأن الشيطان ينافسه على الحكم وانتزع منه الأرض والصحراء؟ فأين كان عقل الرب الخالق والغير مخلوق وقتها؟
              وفى الحقيقة لا أعرف متى استرد يسوع حكم العالم، فقد أسره الشيطان واعتقله فى الصحراء لمدة أربعين يومًا فور امتلائه بالروح القدس وإعلان الرب أنه هو ابنه الوحيد، كما لو كان يريد الشيطان أن يعطى رسالة للعالم يُحقر فيها قدرة الرب وأعماله، وأن أعمال هذا الإله لا تخرج من تحت سطوة الشيطان، بل وأنه مازال هو الإله الحاكم المسيطر، ولا يستطيع اللوجوس الذى هو عقل الرب الناطق أن يدبر خروجه من الصحراء إلا بإذنى: متى 3: 16-17 (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».)
              متى 4: 1-11 (1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً». 4فَأَجَابَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ 6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.)
              غريبة هذه الحكايات!! كيف يختبر الشيطان عقل الرب المدبر؟ هل الشيطان بهذا الغباء أن يمتحن من خلق له عقلا؟ وكيف سمح عقل الرب لنفسه أن يقف موقف التلميذ من المدرس الجهبذ، أو موقف العبد الذليل من سيده؟ ألم يخطر على عقل الرب أن مثل هذا الامتحان مهين له، ويعلى من قدر الشيطان، فيتسبب ذلك فى ترك الناس لدينه ويلجأوا إلى العلمانية والإلحاد أو عبادة الشيطان نفسه؟
              وهل من يأسره الشيطان ويعتقله لمدة أربعين يومًا يكون الله أو ابنه؟ يوحنا 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)
              ولا يظن منكم أحد سوءًا بالشيطان، فهو دائمًا (جنتل مان)، ولا يتخل عن الرب إذا احتاج لمساعدة، ودون أن يدعوه الرب أو حتى يشتكى، إذا فشل عقله عن التدبير اللازم، فقد دخل اجتماع الرب مع ملائكته، مخترقًا كل الحراسات التى عملها الرب، بل علم بعلمه الكبير أن الرب يجتمع مع ملائكته لإغواء أخاب، وعلم بعقله الناطق أيضًا أن الرب وملائكته فى حيص وبيص، ولا يعرفون إيجاد خطة لهذا العمل الإغوائى، فتقدم الشيطان وأشار عليه بالعمل المناسب. الأمر الذى أعجب الرب، وتعاون معه على الإثم والعدوان: ملوك الأول 22: 19-22 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.)
              ZZZ

              اللوجوس العقل المدبر ومكانته فى ثالوث الآلهة:
              يواصل الأنبا شنودة استنتاجه فيقول ص9: (وهكذا فإن الأقنوم الثانى، اللوجوس، الكلمة، هو أقنوم المعرفة أو العقل أو النطق فى الثالوث القدوس.)
              لماذا يكون اللوجوس العقل الواعى المدبر هو الأقنوم الثانى؟ إن عمل الآب يعتمد فى خلقه اعتمادًا كليًا على عقل الابن، فهو المهندس المخطط، والآب هو الصانع المنفذ لخطط اللوجوس، فلماذا تجعلونه الأقنوم الثانى؟ وكيف يتنازل العقل المدبر عن مكانته ويقول إن أباه أعظم منه؟
              وهنا زاد الأنبا شنودة صفة جديدة وتعريف آخر للوجوس، وهو العلم، وبذلك أصبح اللوجوس أو يسوع الإله العليم.
              فلم يعلم موعد قيام الساعة: مرقس 13: 32 (32وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ.)
              ولم يعلم بموعد إثمار التين: مرقس 11: 12-13 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.)
              ولم يعلم الذى لمس ملابسه: مرقس 5: 30-31 (30فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟».)
              ولم يعلم كم مرَّ من الزمان على إصابة الصبى بالشيطان الذى يصرعه: مرقس 9: 21 (21فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ.)
              ولم يعلم أين وضعوا لعازر الميت ، فسأل أخته: يوحنا 11: 34 (34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟»)
              ولم يكن يعلم ما سيفعله الله تعالى به، وإن كان سيتركه لليهود أن يقتلوه أو سيُمَرِّر كأس الموت من عليه، وينقذه: متى 26: 39 (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».)
              ولم يعرف ما كان ينوى الشيطان أن يعمله معه، أو يختبره فيه، وإلا لما كان هناك أدنى داع لهذا الاختبار، وإلا فما قيمة امتحان يُعرف من قبل تُعرف نتيجته وإجاباته النموذجية؟: لوقا 4: 1-11 (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.)
              بل كان علمه ضئيل وتنامى من خبرات الناس وتعليم الله إياه: لوقا 2: 52 (52وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.)
              بل لم يعلم أن الله سيتركه يُصلب: متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي»(أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
              وها هو يوحنا يعترف أن الله تعالى كان يوحى ليسوع أى يعلمه بما يريد أن يعلمه عبيده: رؤيا يوحنا 1: 1 (1إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا)
              وكلمة (إعلان) التى فضلتها ترجمة الفاندايك هى كلمة (وحى)، وارجع فى ذلك إلى التراجم الأخرى باللغات الأوربية: (وَحْيُ يسوعَ المسيحِ، الذي آتاهُ اللهُ إِيَّاهُ،) الترجمة البولسية.
              وذكرتها ترجمة الحياة على أنها (رؤيا) وليس وحيًا: (هَذِهِ رُؤْيَا أَعْطَاهَا اللهُ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ،)
              وذكرتها الترجمة العربية المشتركة بصيغة لا تُظهر أن يسوع يوحى إليه من الله، فقالت: (هذا ما أعلَنَهُ يَسوعُ المَسيحُ بِهِبَةٍ مِنَ اللهِ لِيَكشِفَ لعِبادِهِ)
              وقالت الترجمة الكاثوليكية: (هذا ما كَشَفَه يَسوعُ المَسيح بِعَطاءٍ مِنَ الله،)
              ولا أعلم ترجمة من التراجم التالية أو غيرها قد خالفت الترجمة بكلمة وحى:
              The Revelation of Jesus Christ, which God gave unto him (KJV, NKJV, RSV, NRSV, Webster 1833, NIRV, NIV, NLT, ESV, MSG, DARBY, Einheitsübersetzung, Elberfelder 1871, Elberfelder 1905, GNB2, Luther 1945, 1912, 1984, Menge, Schlachter 1951)
              وحتى عندما كان إلهًا (؟) فى السماء لم يعلم بكل ما كان يحدث على الأرض:
              فقد نزل الرب إلى الأرض ليرى المدينة والبرج الذى بناها بنو آدم: تكوين 11: 5 (5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا.)
              كما أنه نزل إلى الأرض ليعلم سبب صراخ سدوم وعمورة: التكوين 18: 20-21 (20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ».)
              وفى النهاية وصفه بولس بأنه عنده جهالة:كورنثوس الأولى 1: 25 (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!)
              ولم يعرف هو ولا ملائكته كيفية إغواء أخاب، ولم ينقذه إلا الشيطان الذى ظهر فجأة داخل الاجتماع: ملوك الأول 22: 19-22 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.)
              وهل تعتقد أن من يكون خاضعًا لله يوم القيامة يرجو رحمته ويخاف عذابه، ويكون تحت امرته وسلطانه مثل باقى العبيد، هو نفسه الله تعالى؟ كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
              فلك أن تتخيل عزيزى القارىء أن يكون يسوع، بهذه الصورة التى يصورونها فى كتابهم، هو (3الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ.) كولوسى 2: 3، وحكمة الله وقوته (فالمَسيحُ هوَقُدرَةُ اللهِ وحِكمَةُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 1: 24
              فلماذا لم يبين لكم حكمته بنفسه أو عن طريق الروح القدس من تقديم ذبيحة لعزازيل؟
              لماذا لم يبين حكمته من قول بولس لا تكن بعد شريب ماء؟ تيموثاوس الأولى 5: 23 (23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.)
              ولم يبين حكمته أن يخصى الرجال أنفسهم؟ وماذا ستفعل النساء بشهوتهن وكيف سيتزوجن وهو قد خلق فيهن هذه الشهوة بحكمته؟ وكيف سيستمر الخلق فى عبادته إن كانت أوامره تؤدى إلى انقراض البشر؟ متى 19: 12 (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».)
              وأين كانت حكمته عندما استعار بولس من الشعراء الوثنيين وأضافه فى كتاب يُنسب له؟
              يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه ”شبهات وهمية حول الكتاب المقدس“ ص14) استشهد بولس بأقوال الشعراء اليونانيين أراتس ومناندو وأبيمانديس:
              فمن أقوال الشاعر (أراتس) اقتبس: أعمال الرسل 17: 28 (28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ.)
              ومن أقوال الشاعر (مناندو): كورنثوس الأولى 15: 33 (33لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ.)
              ومن أقوال الشاعر الكريتى (أبيمانديس) وهو: تيطس 1: 12 (12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ».)، فما حاجة الرب لأقوال الشعراء وحكمة الوثنيين لتأييد أقواله؟ أيستشهد الرب بأقوال الشعراء وحكماء الوثنية ليقنع الناس بدين التوحيد؟
              وهل فهمتم حكمته من موافقة الشياطين على طلبهم وقتل ألفين من الخنازير خنقًا فى البحر، وتلويث الثروة المائية والسمكية وتدمير الممتلكات الخاصة؟ مرقس 5: 10-14 (10وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً أَنْ لاَ يُرْسِلَهُمْ إِلَى خَارِجِ الْكُورَةِ. 11وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى 12فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ. 14وَأَمَّا رُعَاةُ الْخَنَازِيرِ فَهَرَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَفِي الضِّيَاعِ فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى.)
              وهل فهمتهم حكمته من تدمير شجرة خضراء للتين، يرتزق منها صاحبها وغيره، ويستفيد من ثمارها وظلها الإنسان والحيوان؟ متى 21: 18-19 (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.)
              وهل فهمتم حكمته من تشبيه نفسه بالخروف؟ رؤيا 17: 14 (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».) ، هل لأن الخروف وديع؟ فالخروف غبى وغير حكيم! والكلب أيضًا وديع ووفى؟ فلماذا لم يشبه نفسه به؟ والحمار وديع وذو ذاكرة قوية؟ فلماذا لم يشبه نفسه به؟
              وهل من الحكمة ألا يذكر أنه أقنوم الحكمة؟
              وهل من الحكمة أنه لا يذكر كلمة أقنوم أو ثالوث أو تثليث فى كل كتبه التى أوحى بها إلى أنبيائه؟
              هل من الحكمة ألا يذكر أنه هو الله وألا يطالب الناس بعبادته، ويترك هذا الموضوع لاستنتاج عقول البشر؟
              وهل من الحكمة أن يولد من امرأة مخطوبة (متزوجة) لرجل آخر، ويمنع زوجها من مجامعة الأزواج لزوجاتهم؟
              وهل من الحكمة أن يكون يسوع زوج مريم المتزوجة من رجل آخر وابنها؟
              وهل من الحكمة أن يكون هو الآب والابن والروح القدس ويقول إن أباه أعظم منه؟ هل كان يعنى إنه هو أعظم من نفسه؟ فلا يقول هذا حكيم أو حتى عاقل! ولا يقول هذا إلا من يعرف أن أباه هذا هو إلهه الأعظم من الكل، وأنه هو أقل منه فى القدرة والعظمة. أى يتكلم عن اثنين وليس واحدًا.
              وهل من الحكمة أن يوهم الناس أنه وأباه اثنان، وأن شهادته وشهادة أبيه شهادتان، وأنه مرسل من قبل أبيه، فأبوه هو الراسل وهو نفسه الرسول، والأعمال التى أعطاها له هذا الإله، أى المعجزات، تشهد أنه رسول الله، فيقول: يوحنا 5: 31-37 (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً. 32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ. ..... 36وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي. 37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
              فمن هو هذا الآخر الذى يشهد له؟ إنه الله إلهه.
              ومن هو الآخر الذى أرسل يسوع؟ إنه الله إلهه.
              ومن هو الآخر الذى يتمم شهادة يسوع أو يشهد بصدق رسالته؟ إنه الله إلهه.
              ومن هو الذى لم تسمعوا صوته ولا أبصرتم هيئته (لاحظ أنه لم يقل جسمه)؟ إنه الله إلهه. فمتى كان يسوع إلهًا؟ وبم استحق التأليه؟
              وهل من الحكمة أن تتناقض تعاليمه بشأن الناموس، فيوحى لبولس تأييد الناموس كاملا فى رسالته إلى رومية، ويوحى إليه بهدم الناموس فى رسالته إلى غلاطية؟
              ونؤكد هذا القول ببعض الأمثلة، حتى لا نلقى كلامًا على عواهنه:
              1-يقول لأهل رومية إن خلاص الله ومجده لليهودي أولا (طبعاً بالناموس) ، لأن الناموس رومية 7: 12: (... مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ.) ، ثم لليوناني من بعده رومية 1: 16 (16لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ.) ، ونسى أن كل البشر أمام الله سواسية كأسنان المشط: رومية 2: 11 (11لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ.)
              وقال فى غلاطية إنه بأعمال الناموس لا يتبرر أي إنسان أمام الله: غلاطية 2: 16 (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.)
              2- يقول لأهل رومية إن الذين يعملون بالناموس (ينفذون وصايا التوراة) يصيرون أبرارا (يدخلون الجنة): رومية 2: 12-13 (12لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. 13لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.)
              وتنكَّر للناموس فى خطابه إلى غلاطية: غلاطية 3: 11 (وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».)
              3- يقول لأهل رومية إن الإيمان يَثبُت بالناموس (أي بالعمل بشريعة التوراة): رومية 3: 31 (31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ)
              فى الوقت الذى يقول فيه لأهل غلاطية: غلاطية 3: 10 (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، .. .. ..)
              4- يقول لأهل رومية 3: 28-31 (28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ. 29أَمِ اللهُ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ بَلَى لِلأُمَمِ أَيْضاً؟30لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ. 31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ)
              فى حين يقول لأهل غلاطية 3: 12 (وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ)
              5- يقول لأهل رومية إن الناموس مقدس ووصاياه مقدسة وعادلة وصالحة: رومية 7: 12 (12إِذاً النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ.)
              فى الوقت الذى يقول فيه لأهل غلاطية إن الناموس جاء زيادة (بلا فائدة) لأجل التعديات: غلاطية 3: 19-21 (19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّباً بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. 20وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. 21فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.)
              6- يقول لأهل رومية إن اليهود لهم عند الله التبنِّي والمجد والعهود والتشريع والعبادة ولهم الأنبياء ومنهم المسيح: رومية 9: 3 (4الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالِاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ) (ويقصد أنهم أبناء الله)
              فى حين أنه يسب التوراة ومن اتبعها لدى أهل غلاطية ، فيقول: إن الذي ينفذ وصايا الله في التوراة فقد تكبَّر على المسيح وسقط من النعمة: غلاطية 5: 4 (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.)
              بل شتم أهل غلاطية لأنهم يؤمنون بضرورة تنفيذ وصايا الله في التوراة: غلاطية 3: 1-2 (1أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوباً! 2أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هَذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟)
              المسيح لا ينفع المختون: غلاطية 5: 2 (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) ، {مع أن المسيح تم ختانه}
              كما حرض الناس على ترك الختان: غلاطية 6: 12 (12جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْمَلُوا مَنْظَراً حَسَناً فِي الْجَسَدِ، هَؤُلاَءِ يُلْزِمُونَكُمْ أَنْ تَخْتَتِنُوا، لِئَلاَّ يُضْطَهَدُوا لأَجْلِ صَلِيبِ الْمَسِيحِ فَقَطْ. 13لأَنَّ الَّذِينَ يَخْتَتِنُونَ هُمْ لاَ يَحْفَظُونَ النَّامُوسَ، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ تَخْتَتِنُوا أَنْتُمْ لِكَيْ يَفْتَخِرُوا فِي جَسَدِكُمْ. 14وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ. 15لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ.)
              ZZZ

              رأينا الله فيه:
              يواصل الكتاب ص9 قائلا: (لذلك لما تجسد، رأينا الله فيه، الله لم يره أحد قط.) فكيف رأى الله إن كان الله محتجب ولا يمكن أن يراه إنسان؟ تناقض بيِّن: فهم رأوا الله الذى لا يُرى، ولا يُمكن أن يراه الإنسان ويعيش، ولم يروا صورته ولم يسمعوا صوته. لذلك خرجوا من هذا المأزق بقولهم؟ يقول الكتاب: (أى لم يره فى لاهوته، ولكنه تجسد.) وهذا وهم كبير. فهم لم يثبتوا لاهوته ولا حتى بالاستنتاج.
              إن الأنبا شنودة شأنه شأن كل المثلثين من المسيحيين يقولون بهذا القول لأنه عقبة كئود أمام تأليههم ليسوع. وهو يقرر ما يجب أن يثبته أولا، ثم يحوم حوله ليبرهنه بالاستنتاج، ثم يصل إليه لتكون النتيجة البديهية، التى يجب أن يقبلها العقل الحكيم المؤمن. فهل الأسلوب العلمى يفترض النتيجة أولا ثم يبرهنها؟ فهو لم ولن يثبت الألوهية المزعومة منهم ليسوع. فالنص يثبت أن يسوع ليس الله، لأن الناس رأوا يسوع وتكلموا وأكلوا واتكأوا معه.
              ولو سألتهم هل انفصل اللاهوت عن الناسوت؟ ومتى؟ لقالوا إن اللاهوت لا ولن ولم يفارق الناسوت طرفة عين. بمعنى أن يسوع كان يعيش بينهم بناسوته، يحتاج أن يأكل ويشرب، ويضطر أن يتبول ويتبرز ويستحم، ويجهل ما جهله من معرفة الساعة والمرأة التى لمسته وغيره، ويحتاج لوسيلة مواصلات تنقله سواء بحرًا أم على حمار، ويخاف من اليهود، فيضطر للهرب منهم، والاختفاء من أماكن تجمعهم، ثم يتمكنوا منه ويقبضوا عليه، ويقيدوا حركته على خشبة، وينتزعوا منه ملابسه، ويقتلونه مرغمًا كارهًا للموت.
              فكل هذا فعله يسوع بناسوته، لأن اللاهوت لا يُرغم ولا يُضطر لعمل شىء. فمتى أظهر لاهوته؟ متى قال إنه هو الله خالق السماوات والأرض؟ متى قال إنه هو المعبود بحق فأقيموا الصلاة لذكرى؟
              وإذا وقع الصلب والموت على ناسوته فقط، فقد انهارت عقيدتهم فى موت الإله كفارة عن خطيئة حواء. لأنهم يؤمنون بضرورة موت الإله البار متجسدًا فى صورة إنسان، ليتمكن من غفران هذه الخطيئة للبشرية التى لم تقترفها؟
              وإذا وقع الموت على الثالوث الذى لا ينفصل طرفة عين، فلابد من وجود إله رابع أحيا الثلاثة السابقين! وهم لا يقولون بذلك.
              لكن من الممكن معرفة وجود الله، والشعور بقدرته وعظمته، (وهى ما يسمونه رؤية الله) عن طريق أعماله، وعطاءاته للبشر، ورحمته بهم، وغفرانه لهم. والكتاب ملىء بالمجاز، فقد صرح يسوع أن طعامه هو عمل مشيئة الله (يوحنا 4: 34)، وفى موضع آخر أشار إلى حاجته للطعام وجوعه (لوقا 4: 2؛ مرقس 11: 12). وعلى ذلك لا بد من التفريق بين الحقيقة والمجاز.
              ZZZ

              صورة الله غير المنظور واقتطاع النص:
              يواصل الكتاب ص9 قائلاً: (وبهذا المعنى قيل أنه «صورة الله غير المنظور») كولوسى 1: 15.
              الأنبا شنودة لم يكمل هذا النص إلى آخره، ولم يترك ما يشير إلى أنه لم يكمله، فلماذا؟ نقرأ النص كاملاً لنعرف أهمية ما حذفه: (15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.) فبقية النص دليل على أنه مخلوق، والمخلوق عبد من عباد الله كما سبق وأثبتنا بنصوص الكتاب. وعلى ذلك كان لا بد ألا يذكر هذا النص، حتى لا يقف عقبة كئود فى إثباته لألوهية يسوع.
              لكن ما الذى يقصده الكتاب بقوله صورة الله؟
              يقول كتابهم: (27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.) تكوين 1: 27، ومن هذا النص فهم اليهود أن الله خلق الإنسان على صورة الله، وليست على صورة الإنسان التى يرونها عليها الآن. أى يفند نظرية النشوء والارتقاء، وأن الإنسان خلق هكذا على هذه الصورة، ولم يتطور من قرد أو حصان أو سمكة أو غيره. ثم أكدوا فى الشطر الثانى من هذه الفقرة ما فهموه، وهو أن الله خلق الإنسان على صورته.
              إلا أن باقى النص يوقعهم فى مشكلة، يناقشها الغرب اليوم، وهى أنه خلقهم على صورة الإله ذكرًا وأنثى. فما هى صورة الرب بالضبط؟ هل هو ذكر أم أنثى أم سبحانه مثل المعبود حابى إله النيل الذى كان يجمع الذكورة والأنوثة فى جسده، دليل على أنه واهب الخير والحياة؟
              الأمر الذى جعل بعض نساء الغرب ورجالهم المتعاطفين معهم يعترضوا على كون الضمائر التى تشير إلى الرب مذكرة، وتُشير دائمًا إلى أنه رجل، فلماذا المحاباة للرجل إذا كان الرب خلق الأنثى على صورته؟
              وعلى ذلك فإن كل رجل اعتبروه هو صورة الله ومجده، وأخرجوا المرأة من هذا التشبيه محقرين إياها، وفرضوا عليها الحجاب فقط لأنها ليست مجد الله وصورته، ويكفى أن تكون مجد الرجل، مُخالفين نص سفر التكوين بكتابهم. يؤيدنا فى هذا القول المنسوب لبولس أيضًا: كورنثوس الأولى 11: 7 (7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ.)
              وعلى ذلك فكل رجل من آدم إلى قيام الساعة فهو صورة الرب ومجده بنص الكتاب، فلماذا يُخصص يسوع وحده أنه مجد الرب؟
              ثم إن يسوع وكل الأنبياء والمؤمنين هم مجد للرب بأعمالهم الحسنة: فقد قال يسوع للتلاميذ فى متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)، وقال أيضًا لله تعالى: يوحنا 17: 4 (4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
              لكن ما دليل ألوهية يسوع هنا؟ هل لو أنا أشبه أبى أكون أنا أبى؟ إن وقوع شبه زيد على عبيد تقتضى وجود اثنين: المشبه والمشبه به، وهذا كافٍ لنفى ألوهية يسوع، ومؤكد لعدم اتحاده بالآب، أو كونه هو الآب.
              بل إن قولهم بالاتحاد يحتم وجود ثلاثة منفصلين ليتم الاتحاد. فهل سمعتم عن شخص واحد يتحد مع نفسه؟ وعلى ذلك لا بد أن يجتهدوا فى إثبات الحاجة التى دفعت هذا الإله للاتحاد مع يسوع المولود من امرأة وأول مخلوق أو بكر كل خليقة، والأقل منه فى العظمة والمجد والقدرة، ومع الروح القدس المنبثق منه أو منهما؟
              وهنا نسأل الأنبا شنودة: هل لو قصدت الرسالة المنسوبة لبولس تأليه يسوع، فهل علينا أن نصدق هذه الرسالة؟
              بالطبع لا يفعل ذلك أى عاقل. وذلك لأن التقليد ينفى كتابة بولس لأى رسائل، بل يؤكد يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس قوله: ”أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25)
              وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: ”قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور“. ومعنى ذلك أنَّ أُريجانوس يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
              بل إنه لم يكتب شيئًا على الإطلاق، لأنه كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، وهذا ما أثبتناه من اعترافه هو نفسه فى كورنثوس الثانية 11: 6 (6وَإِنْ كُنْتُ عَامِّيّاً فِي الْكَلاَمِ فَلَسْتُ فِي الْعِلْمِ، بَلْ نَحْنُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ظَاهِرُونَ لَكُمْ بَيْنَ الْجَمِيعِ.)
              لكن نفترض أنه كان ذو علم، وأنه هو الذى كتب هذه الرسائل فهل علينا أن نصدقه؟ لا. لأنه لجأ إلى طريق الكذب والخداع فى الدين والعقيدة ليكسب ولو دخيلا واحدًا لدينه الجديد، فقال: رومية 3: 7 (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟)
              ولجأ إلى طريق غير قويم فى الدعوة لدينه الجديد، طريق ملىء بالمداهنة والنفاق، فكان يتراءى لليهودى كأنه يهودى، وللوثنى كأنه وثنى، وكل هذا ليغير إنجيل يسوع، ويكون شريكًا فى الإنجيل الجديد: كورنثوس الأولى 9: 19-23 (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْمًا. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ.)
              وقد يلتمس له شخص ما العذر إذ كان ممسوسًا بشيطان شل كل حواسه، ولم يأمره إلا بالسوء، ويبعده عن الصالح الذى يريد أن يفعله، وهذا ما اعترف هو به: رومية 7: 14-24 (14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. 15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟)
              ولكن مثل هذا الإنسان المريض لا تؤخذ منه عقيدة، ولا يوحى الرب إلى إنسان يتملكه الشيطان، ويسيره كيفما يريد. وإلا كيف كان يحمى الرب كلامه فى الوقت الذى يحاربه الشيطان وتملك الشخص الذى تدعون الوحى إليه؟
              وإذا صدق بولس فى تأليه يسوع، لكان بولس أشجع من يسوع وأجدر منه على مواجهة العالم، فى الوقت الذى جبُن فيه يسوع ولم يستطع القول أكثر من أنه جاء تابعًا للناموس مؤيدًا له، وليس هادمًا أو ناقضًا له؟!! وهذا لا يليق بجلال الإله أو بعظمته!!
              عزيزى القارىء: ماذا تفهم من رواية أسر الشيطان ليسوع فى الصحراء، ورواية تملك الشيطان لبولس، وقول الكتاب أن الشيطان هو "إله هذا الدهر" (كورنثوس الثانية 4: 4)، و"رئيس سلطان الهواء" (أفسس 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يوحنا 12: 31؛ 16: 11)، وقول الكتاب باجتماع الشيطان مع الرب وملائكته وإنقاذهم من ورطة وضع خطة لإغواء أخاب، وتقديم تيسًا لعزازيل مثل التيس الذى يقدم للرب، ومن تملك الشيطان لكل الأنبياء، فضلوا وأضلوا؟
              فهل من المنطق أن يتفاخر الرب فى كتابه بسطوة الشيطان عليه، ومساواته به؟ هل من الحكمة أن يذكر الرب فشله وتعاونه مع الشيطان على الإثم والعدوان على أخاب؟ وهل سيطر الشيطان على الرب وترك كتابه وتعاليمه السامية البنَّاءة؟
              ZZZ

              تعليق


              • #8
                [align=justify]
                فكر يسوع، وفكر الرب:
                وفى ص9 يستشهد الكاتب بنص من رسالة إلى فيليبى 2: 5-7 (5فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضاً: 6الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. 7لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. 8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.)
                وهنا نتناول عدة نقاط كالآتى:
                1- قوله: (فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ)
                2- وقوله: (لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ)
                3- وقوله: (لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ)
                4- وقوله: (وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ)
                والنقطة الأولى هى مطالبة بولس أهل فيليبى أن يكون لهم نفس فكر يسوع، فمن أين أتى هو بفكر يسوع؟ وكيف عرفه؟ ومتى؟
                إن بولس لم يلتقى بيسوع بالمرة، ولا حتى فى حادثة دمشق المزعومة:
                ذُكِرَت قصة اتِّباع بولس لديانة عيسى u فى ثلاثة مواضع فى سفر أعمال الرسل، الذى يُعزَى تأليفه إلى بولس نفسه: (9: 3-9 و22: 6-11 و26: 12-17). وسأسوق ملخص القصص الثلاث فى جدول ليسهل على القارىء متابعتها:
                أعمال الرسل
                موقف المسافرين مع بولس
                بولس نفسه
                9: 3-9
                سمعوا الصوت
                لم ينظروا النور

                وقفوا صامتين
                أمره بالذهاب إلى دمشق لتلقى الرسالة
                22: 6-11
                لم يسمعوا الصوت
                نظروا النور

                لم يُخبر عن كيفية وقوفهم
                أمره بالذهاب إلى دمشق لتلقى الرسالة
                26: 12-17
                لا يوجد شىء عن الصوت
                نظروا النور

                سقطوا على الأرض
                أعطاه الرسالة فوراً مع وعد بإنقاذه من اليهود والأمم الأخرى.
                ففى الإصحاح التاسع: سمع المسافرون صوتًا، ولكنهم لم ينظروا نورًا، ووقفوا صامتين.
                أما فى الإصحاح الثانى والعشرين: فلم يسمع المسافرون معه صوتًا، ولكنهم نظروا النور، ولا يوجد ما يبين كيفية وقوفهم.
                ألست معى أن هذا الكلام مخالف لبعضه؟ ألست معى أن مثل هذا الكلام لو قاله إنسان أمام قاضى أو محقق لقبض عليه على الأقل بتهمة الكذب والخداع والتدليس؟
                وفى الإصحاح السادس والعشرين: لم يذكر شيئًا عن الصوت، والمسافرون معه رأووا النور، على خلاف ما قاله فى الإصحاح (22).
                نقطة خلاف أخرى فى اعترافاته: أنه يدعى أن يسوع أمره بالذهاب إلى دمشق ليتلقى هناك الرسالة، وكان هذا فى الإصحاحين التاسع والثانى والعشرين، وهذا كذب مبين! ففى الإصحاح (26) أعطاه الرسالة فورًا، قبل أن يتحرك من مكانه ويتجه إلى دمشق.
                فمن الذى سيعلمه ويعطيه الرسالة فى دمشق؟ وما قيمة تلاميذ يسوع إذًا إن لم يكن عندهم العلم الكافى لتعليمه بعد أن نزل عليهم الروح القدس؟ وما قيمة ما فعله يسوع من انتقاء تلاميذ لتعليمهم ليكونوا حملة لواء الدعوة من بعده، إذا كان فى مخططه أن يعطى الرسالة لشاول بلا أدنى دور لتلاميذ؟ فلماذا رجع إذًا إليهم ليحتكم إليهم فى خلافه مع برنابا؟ ولماذا قبل حكم يعقوب رئيس التلاميذ عليه بالتطهر والتوبة من الهرطقة التى كان يعلمها الأمميين؟ (أعمال الرسل 21: 17-32) ولماذا خالفت تعاليمه التى تلقاها تعاليم عيسى u وتلاميذه؟
                وهل الذى ظهر له هو فعلاً المسيح عيسى ابن مريم؟ وكيف عرفه وهو لم يره مرة واحدة فى حياته؟ ولماذا لم يظهر لرئيس الكهنة الذى حرض عصابته للقبض على بعض التلاميذ وحبسهم؟ ولماذا لم يظهر لمن قتل بعض التلاميذ؟ ولماذا لا يظهر اليوم ليحل مشكلة الثالوث ومِن مَن انبثق الروح القدس والطقوس الكنسية بين الطوائف المختلفة؟ بل لماذا لم يظهر أثناء مجمع نيقية ليحل لهم المشكلة ، ويُظهر لهم إنجيله بدلاً من الأناجيل الأربعة المختلفة التفاصيل؟
                أم الذى ظهر كان شيطانًا يُسيَّره ويدفعه لعمل ما يمليه عليه؟ رومية 7: 14-24 (14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. 15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟)
                إذن فهل تلقى بولس الرسالة فى دمشق؟ ومِن مَن؟ أم لم يتلق الرسالة إلا من يسوع فى فلسطين قبل سفره إلى دمشق؟ ولو تلقى الرسالة فى فلسطين قبل سفره إلى دمشق، فلماذا واصل السفر إلى دمشق؟ لقد كان مسافرًا إليها ليضطهد أتباع يسوع هناك؟ فهل ظهر له يسوع إكرامًا لهؤلاء الأتباع، ولم يظهر لرؤساء الكهنة ليرفعوا أيديهم عن تلاميذه نور العالم، وملح الحياة؟
                بأيهما أخذت، فالإختيار مر والثانى أمرُّ منه!
                ألست معى أن هذا يجعلنا نرفض قضية اتباعه لديانة عيسى u برمتها؟ فالإختلاف فى قضية وقت وزمن تلقى الرسالة، وبأحوال المسافرين معه: هل سمعوا صوت المتكلم أم نظروا الضوء فقط أم انكفأوا على الأرض دون سماع أو رؤية؟
                أضف إلى ذلك أنه تبعاً لسفر أعمال الرسل (الإصحاح التاسع) تقابل بولس مع التلاميذ الآخرين بعد قليل من اعتناقه لديانة يســوع أثناء رحلته إلى دمشق، وكان ذلك في أورشليم، بينما لم يسافر إلى أورشليم تبعاً لغلاطية (1: 18) إلا بعد ذلك بثلاث سنوات: (18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً.)
                أعمال الرسل 9: 82 (27فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى الرُّسُلِ وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِي الطَّرِيقِ وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ وَكَيْفَ جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. 28فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.)
                غلاطية 1: 22 (22وَلَكِنَّنِي كُنْتُ غَيْرَ مَعْرُوفٍ بِالْوَجْهِ عِنْدَ كَنَائِسِ الْيَهُودِيَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ.)
                ولو افترضنا لقاء يسوع ببولس، فما هى الرسالة التى أعطاها له؟ بالطبع لن تكون إلا رسالة شفوية، والآن عليك عزيزى المسيحى معرفة عدد كلمات الرسائل المنسوبة لبولس، واقسمهم على عدد الثوانى التى تم فيها اللقاء، لتعرف كم كلمة تكلم بها يسوع فى هذا اللقاء، وكيف فهم بولس هذه الرسالة؟
                ويرى البروفسور كونتسلمان في كتابه "أعمال الرسل" طبعة توبنجيه لعام 1963 أن هذين التقريرين السابقين (أعمال الرسل (9) وغلاطية 1: 18 وما بعدها) "لا يمكن عمل مقارنة بينهما".
                ويضيف أيضاً قائلاً: ["إن الأشنع من ذلك هو التناقض بين أعمال الرسل (9: 28-29) وما بعدها ["28فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 29وَكَانَ يُخَاطِبُ وَيُبَاحِثُ الْيُونَانِيِّينَ فَحَاوَلُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ."] وبين غلاطية (1: 22-24) ["22وَلَكِنَّنِي كُنْتُ غَيْرَ مَعْرُوفٍ بِالْوَجْهِ عِنْدَ كَنَائِسِ الْيَهُودِيَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ. 23غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَ أَنَّ الَّذِي كَانَ يَضْطَهِدُنَا قَبْلاً، يُبَشِّرُ الآنَ بِالإِيمَانِ الَّذِي كَانَ قَبْلاً يُتْلِفُهُ. 24فَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ فِيَّ"] (ص60).
                ولم يتعلم على يد تلاميذ يسوع، الذين هو بمثابة أساتذته الذين تعلموا مباشرة على يد معلمهم. بل اخترع هو دينه، قائلا إنه يضع الأساس، وآخرون يبنون عليه: وفى الحقيقة سوف أترك بولس نفسه للإجابة على هذه التساؤلات: كورنثوس الأولى 3: 10-11 (10حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاساً وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلَكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ.) أى ترك البناء مفتوحًا لكل من يريد أن يزيد بالبناء عليه!!
                رومية 15: 20 (20وَلَكِنْ كُنْتُ مُحْتَرِصاً أَنْ أُبَشِّرَ هَكَذَا: لَيْسَ حَيْثُ سُمِّيَ الْمَسِيحُ لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلَى أَسَاسٍ لِآخَرَ.)
                وقال أيضًا: غلاطية 1: 11-16 (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. 14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. 15وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ [ثيوس فى اليونانية] الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً 17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ. 18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً.)
                كورنثوس الثانية 11: 17 (17الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ.)
                لذلك تراه لم يتكلم مرة على لسان عيسى ابن مريم u، ولم يذكر مرة مثلا من أمثال يسوع عن ملكوت الله، ولا تعليمًا من تعاليمه، ولم يذكر حتى معجزة واحدة من معجزاته، ولم يكرر قولا من أقوال يسوع التى أشار فيها إلى أن الكلام والأعمال التى كان يعملها هى من عند الله، ولم يأخذ بنصائح التلاميذ، بل اختلف عقائديًا مع برنابا، وعندما عاد إلى أورشليم أدانه رئيس التلاميذ، وكفَّروا معتقداته، وأرسلوا من يُدرِّس العقيدة السليمة والدين الصحيح لمن ضللهم بولس، وأمروه بالإستتابة، وأن يسلك هو أيضًا حافظًا للناموس: أعمال الرسل 21: 17-26 (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.)
                وبذلك لا تتوقع أن يكون بولس مؤيدًا لأقوال عيسى u، ولا شارحًا لها، لأنه قرر منذ البدء أنه لن يبنى على أساس وضعه غيره، وإن كان ذلك الغير هو الله أو حتى رسوله، وإنما سيأتى بأساس جديد من عنده يُخالف ما عرفه الناس من موسى وعيسى عليهما السلام.
                اقرأوا أقوال عيسى u واعترافه بأن الكلام الذى يقوله ، والأعمال التى يقوم بها هى من عند الله ، وأنه ناقل لها ليس أكثر: يوحنا 10: 25 (أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي)
                يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.)
                يوحنا 12: 48-50 (48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                يوحنا 14: 24 (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                يوحنا 17: 6-8 (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
                يوحنا 17: 14 (14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ)
                إلا أن بولس يتكلم عن إنجيل خاص به غير الذى أتى به عيسى ابن مريم u، ذكره عدة مرات فى رسائله: رومية 16: 25 (25وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ حَسَبَ إِنْجِيلِي)
                كورنثوس الأولى 15: 1 (1وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ وَقَبِلْتُمُوهُ وَتَقُومُونَ فِيهِ) ، وأيضاً فى كورنثوس الثانية 4: 3
                فبولس يضع أفكاره الخاصة محل أفكار الله وخططه، فيدعى بولس أنه يعرف ما خططه الله، وما يرمى إليه، وما الذى اعتبره ضروريا، وما سوف يحدث فيما بعد، فهو يتصرف عند التخطيط لشئ ما كما لو كان إلهًا، بل ويدعى معرفة سير مجرى التاريخ كما يعرفه الله..." كورنثوس الأولى 2: 16 (14وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً. 15وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. 16لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.)
                أليس تفريقه بن فكر الرب وفكر المسيح ليدل على أنه لم يؤله يسوع، ولم يعتبره مساويًا للرب؟ وكيف كان للرب فكر، وقد كان يسوع هو عقل الرب الناطق، وفكره المدبر؟
                تيموثاوس الثانية 2: 8 (8اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ إِنْجِيلِي)
                وعلى الرغم من قول يسوع إن عهد الله ووعده بشأن المسِّيِّا لم يكن لأحد أبناء داود، جعل بولس يسوع هو المسِّيِّيا المسيح: فقد سألهم يسوع عن المسِّيِّا بأسلوب الغائب، أى سألهم عن شخص آخر غيره قائلاً: متى 22: 41-46 (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)
                ناهيك عن أن الكتاب يُحدد أن أولاد الزنى لا يدخلون فى جماعة الرب:
                فداود من نسل يهوذا عن طريق فارص ابن زنى يهوذا مع ثامار زوجة ابنه (راعوث 4: 18-22، وتكوين 38: 1-30)، فهو محروم من ميراث الملكوت لقول الرب: تثنية 23: 2 (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.)
                ففارص ابن زنى، والجيل (1) بعده هو حصرون، ثم الجيل (2) رام، ثم الجيل (3) عميناداب، ثم الجيل (4) نحشون، ثم الجيل (5) سلمون، ثم الجيل (6) بووعز، ثم الجيل (7) عوبيد، ثم الجيل (8) يسى، ثم الجيل (9) داود. وكلمة حتى الجيل العاشر تعنى للأبد، وقد أوضحت هذا الفقرة التى تلته: تثنية 23: 2-3 (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ)
                وأكده مع يهوياقيم الذى هو من نسل داود: إرميا 36: 30 (30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً.)
                إضافة إلى تحريم الرب الجلوس على عرش داود مرة أخرى لنسل يكنيا: إرمياء 22: 30 (30هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [اكْتُبُوا هَذَا الرَّجُلَ عَقِيماً رَجُلاً لاَ يَنْجَحُ فِي أَيَّامِهِ لأَنَّهُ لاَ يَنْجَحُ مِنْ نَسْلِهِ أَحَدٌ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَحَاكِماً بَعْدُ فِي يَهُوذَا].)
                نخلص من النقطة الأولى إلى أن بولس خالف فكر يسوع مخالفة تامة، ولم يعرف شيئًا إلا إنجيل الشخصى الذى حارب به تعاليم يسوع وقضى عليها.
                ZZZ
                هل كان يسوع يعادل الرب؟ وفيما؟
                أما النقطة الثانية وهى قوله (لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ)، فلن أزيد فيها على أن الشخص لا يعادل نفسه، فهذه العبارة تجعل المثلثين يروا حقيقة أن التثليث تعدد وليس وحدانية، وأن يسوع والله اثنان وليسا واحدًا إلا فى الرسالة والهدف. الأمر الذى يُخالف قانون الإيمان المثلث.
                لكن متى عادل يسوع الرب؟ متى كان مساويًا له فى العظمة؟ لقد أقر هو نفسه أن الله أعظم منه. يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                متى كان مساويًا له فى المقدرة؟ لقد أقر هو نفسه أنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا. يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
                لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ ...)
                متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ ...)
                متى كان مساويًا له فى العلم؟ لقد اعترف بجهله فى عدة مواقف ذكرناها من قبل، منها علم الساعة، والمرأة التى لمسته، وغيرها.
                متى كان مساويًا له فى القداسة؟ لقد صنع الخمر النجسة، وعُلِّق على خشبة، والمُعلق على خشبة ملعون.
                ومتى كان هو المفكر والمعطى وما على الرب إلا التنفيذ؟ لقد أقر يسوع أن أقواله وأعماله من عند الله، وليست من عنده.
                يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)
                يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي ...)
                يوحنا 5: 36 (لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                متى كان طعام الرب أن يعمل مشيئة يسوع؟
                يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                متى احتاج الرب لعبيده من طعام وشارب ليحيى؟
                متى احتاج الرب لما ينظفه ويطهره كما احتاج يسوع له؟
                متى تنازل الرب عن مشيئته لتحقيق مشيئة يسوع؟
                يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ».)
                متى انتصر بنو إسرائيل بيسوع كما كانوا ينتصرون بالرب؟
                متى صلى الآب للابن، كما كان الابن يصلى للآب؟ لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
                متى أُهين الرب وبصق فى وجهه، كما حدث ليسوع؟ ومتى كان يسوع عزيزًا مثل الرب؟ لقد أُهين وبُصق فى وجهه، وكان يهرب من اليهود، الأمر الذى ينفى عنه كل عزة. متى 27: 28-31 (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.)
                متى مات الرب مثل ما مات يسوع؟
                متى سيخضع الرب ليسوع كما سيخضع يسوع له فى الآخرة؟ كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                ومن هنا نعلم أنه من الوهم أن نظن أن يسوع كان مُعادلا لله ولو لجزء من الثانية!
                ZZZ
                أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ:
                أما النقطة الثالثة وهى تقول: (لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ)، وفى الحقيقة إنه لتشبيه غريب، لا يوجد مثيل له إلا فى تعاليم بولس، فهل الألوهية كوب من الماء أفرغ الرب نفسه منها، وتجسد فى صورة عبد؟ وأين ترك الرب ألوهيته ليصبح عبدًا؟ وألا يدل هذا على أن الرب مركب من أقانيم، ليسهل عليه التخلص من أى منها؟ وألا يدل هذا على عدم اتحاد اللاهوت بالناسوت، وتحول الرب فقط إلى ناسوت تاركًا لاهوته فى مكان ما؟ ولو حدث ذلك لكان يسوع عبدًا، غير متحد بالرب، بل تخلى اللاهوت عن الناسوت، وبالتالى فإن الذى مات على الصليب هو الناسوت وليس الثالوث، وهذا يفسد عملية الفداء، ويكون الرب قد مات بلا جدوى.
                وكيف يتفق قوله بإخلاء نفسه من الألوهية مع نص كولوسى الذى يؤكد أنه ملأ جسده باللاهوت؟ كولوس 2: 9 ((9فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً.)
                ZZZ
                تواضع الرب وقبل الموت:
                أما النقطة الرابعة والتى تقول: (وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ)
                فمن الذى أطاع من؟ إنهما اثنان. العبد أطاع الرب. ولو كان يسوع هو الله لما جاز له أن يتكلم عن الطاعة لنفسه، لأنها ستكون مسرحية كاذبة لا تليق بجلال الرب، ولا بعظمته. إلا إذا كان يعنى أن يسوع أطاع عبيده من اليهود والرومان والكهنة، وهذا يفقده أيضًا ألوهيته.
                وهل الإقدام على الموت تواضع أم انتحار؟
                وهل العزيز الذى يقبل الذلة يُقال عنه متواضع أم ذليل؟
                وهل السيد الذى يقبل العبودية، يُقال له متواضع أم عبد من العبيد؟
                وهل المعلق على الصليب يُقال له متواضع أم ملعون؟
                وهل هو تواضع وقبل كل هذا أم فُرض عليه؟
                فإن أقوال الكتاب التى توضح هروب يسوع وبكاءه وعدم رغبته فى الموت، ونداءه على الصليب قانتًا مسائلا الرب لماذا تركه يُصلب، تنفى رضاه بما سيحث:
                يوحنا 7: 1 (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.)
                يوحنا 11: 53-54 (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ... )
                لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
                متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
                أما قوله (حَتَّى الْمَوْتَ) فهذا ينفى التأليه عن يسوع تمامًا، لأن الله تعالى لا يموت، ولا تنس عزيزى المسيحى أن اللاهوت لم يفارق يسوع طرفة عين، فلو مات يسوع لمات اللاهوت والروح القدس معه.
                تثنية 32: 40 (40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.)
                إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...)
                دانيال 6: 26 (... وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
                تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
                ZZZ
                جعله وارثًا لكل شىء:
                وفى ص10 يقول الكتاب مستشهدًا بنص من الرسالة إلى العبرانيين 1: 2-4، وليس 10: 2-4 كما جاء فى الكتاب، ناسبًا إياه إلى بولس، يقول النص: عبرانيين 1: 2-4 (2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. 3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي، 4صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ.)
                ونناقش هنا عدة نقاط:
                1- قوله (الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ)
                2- وقوله: (الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ.)
                3- وقوله: (جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي)
                4- وقوله: (صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ)
                5- وقوله: (بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا)
                6- من هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين الذى يصر الأنبا شنودة على أنه بولس على الرغم من نفى الآباء أو بعضهم لذلك؟
                1- إن قوله (جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ) ليدل على أن الأمر بيد الله، وهو الذى أعطاه هذا. الأمر الذى يدل على حقيقة وجود اثنين، المُعطى الأعلى، والمُعطى له الأدنى منه.
                وقوله بوراثة يسوع لكل شىء لينفى عنه الألوهية تمامًا، لأن معنى ذلك أنه لم يكن مالكًا لها، وهذا ينفى عنه الألوهية، والمساواة بالآب المالك الحقيقى. وهذا ما فهمه الشيطان عندما اعتقله فى الصحراء وعرض عليه أن يعطيه ممالك العالم: متى 4: 8-9 (8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».)
                كما أن الوارث لا يرث إلا بعد موت الشخص الموروث، فهل نفهم من هذا التعبير موت الرب وبقاء الابن الوارث على عرشه؟ أم أن كاتب الرسالة أخطأ فى استخدامه لكلمة الميراث؟ أم كان يقصد انتقال ميراث العهد القديم وملكوت الله إلى يسوع؟ فإن هذا يقلل الثالوث إلى إله ثنائى الأقانيم، ويُهمِّش دور الروح القدس غير الوارث معه، وهذا يُخالف قانون إيمانكم، الذى يؤكد أنهم واحد!
                ووجود وارث واحد وموروث واحد يدل على أنهما اثنان، ويهضم حق الأقنوم الثالث، الروح القدس فى الميراث، ويُظهره بأنه ليست له نفس حقوق الابن، ويهدم قانون الإيمان الذى ينادى بتساويهما فى العظمة والألوهية.
                إن انتقال الملكوت التى تعنى الرسالة والنبوة إلى يسوع مستحيلة بأقوال يسوع نفسه، لأن الملكوت سينتقل من بنى إسرائيل الذى كان يسوع أحد أفرادها إلى أمة أخرى ليست من بنى إسرائيل، وهذه عقوبة من الله لبنى إسرائيل: متى 21: 42-44 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».)
                وأفهمهم أن المسيح المسِّيِّا لن يكون من نسل داود، فإذا كان يسوع من نسل داود، فهو بكل تأكيد ليس المسِّيِّا، بل إيليا الذى سألهم عنه بصيغة الغائب: متى 22: 41-46 (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)
                وهذا ما فهمه اليهود، لذلك عندما حاولوا إلصاق تهمة (كون يسوع المسِّيِّا) به، وذلك ليعطوا لأنفسهم الحق فى قتله أو رجمه، حتى لا يفتح عليهم الجرح الذى عاشوا عمرهم يداووه، وينكروه، وهو سحب ملكوت الله منهم، واعطائه لأمة تعمل أثماره، من خارج اليهود، لأن الخلاص من اليهود كما قال يسوع فى (يوحنا 4: 22)
                وهو مطابق للأمثال التى ضربها يسوع بشأن انتقال المكلوت من بنى إسرائيل العصاة إلى أمة تعمل أثماره. لذلك فهم اليهود من أمثاله أنه يقصدهم، فأرادوا قتله: متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
                الرب عمل العالمين بيسوع:
                2- أما النص الثانى فيقول فيه (الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ.)، وتعنى الذى به عمل الله العالمين. فإن دلت لتدل على وجود إلهين: الله الخالق الذى خلق العالمين، وأداة الخلق. فالذى يستحق التأليه هو الخالق الذى خلق كل شىء وأداة الخلق نفسها.
                وفى الحقيقة إن هذا الفكر يستوقفنى، فإن كان يسوع هو العقل المفكر والمدبر، لأنه الكلمة اللوجوس، وكان الروح القدس هو المحيي، فماذا فعل الآب فى هذا الخلق؟ وهل يحق له أن يخلق أو يُنسب له الخلق، وهو مجرد من العقل؟
                وبذلك فإن فكرة تأليه يسوع، وكونه العقل الناطق فى الرب، لجردت الرب الآب من العقل والحكمة الذان هم الأساس الأول الذى يقوم عليه الخلق.
                وهذا رأى الأنبا شنودة ومن يتبعه، ونريد الآن أن نعرف رأى يسوع نفسه. هل قال يسوع بأنه هو الله الخالق؟
                فاقرأوا ماذا قال يسوع عن الله:
                قال إن الله ربه وإلهه، كما هو رب باقى العبيد وإلههم: يوحنا 20: 17 (وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
                وقال إنه فى السماء، وأمر بعبادة الله الذى فى السماء: متى 6: 9 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.)
                وأمركم ألا تدعوا لكم إلهًا على الأرض: متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                وأنه هو الله الكامل: متى 5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)
                وأنه أعظم منه، بل أعظم من الكل: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ ...)
                وأن الله هو غفَّار الذنوب: لوقا 23: 34 (34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». ...)
                مرقس 11: 25-26 (25وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَّتِكُمْ. 26وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضاً زَلاَّتِكُمْ».) وتكررت فى متى 16: 14
                وأن مجده مستمد من الله: يوحنا 8: 54 (54أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ)
                وأن الله وحده هو الصالح: لوقا 18: 18-19 (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.)
                وكان يسجد له ويتعبد له: لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
                متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». ......... 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي .......... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى ...... 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
                لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ...... 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
                ومات يسوع وأحياه الله خالقه: أعمال الرسل 2: 32 (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.)، وأعمال الرسل 5: 30 (30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ)
                وفى النهاية فهو خاضع لله مثل كل عباد الله: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                واقرأوا ماذا قال يسوع عن نفسه:
                وقف أمام الناس يعترف بضعفه، وينسب كل الفضل والقوة والإعجاز والعظمه والصلاح لله وحد، فقاله: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.)
                لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
                متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
                وقال أيضاً: يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
                وقال أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                متى 19: 16-17 (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».)
                قال إنه رسول الله، وفصل بين مشيئته ومشيئة الله، أى نفى كونه هو الله، وقال بوجود مشيئتين: يوحنا 5: 30(لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                بل إنه وقف قبل أن يعمل أكبر معجزة، وهى إحياء الموتى بإذن الله، رافعًا عينيه إلى السماء، طالبًا المدد والنصر من الله، ليؤمن الجمع فقط أنه عبد الله ورسوله: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                وهذا ما فهمه معاصروه. فقد أقر نيقوديموس رئيس اليهود بأنه معلم للشريعة، يمده الله تعالى بالآيات التى يعملها هو أمام الناس، أى شهد أنه عبد الله ورسوله: يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
                وها هو بطرس يقول إن يسوع كان رجلاً أيده الله بقوات ومعجزات صنعها الله، بيد يسوع، وما ألهه: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                وها هما اثنان آخران من تلاميذه يقولان بعد موته المزعوم: لوقا 24: 17-20 (... 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
                وها هو كتاب الرب لديكم يقول عنه إنه عبد لله: أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                فبعد ما علمنا أنه عبد الله ورسوله، ينفى الألوهية عن نفسه، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يكون عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله: يوحنا 13: 16 (16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                جلوس يسوع على يمين نفسه:
                3- أما قوله: (جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي)، فأقل ما يُقال فيه أنهم اثنان، أحدهما على يمين الآخر، والآخر على يسار الأول، وهذا يُسقط قانون الإيمان الذى ينادى بأن الآب والابن والروح القدس واحد. فها هما ظهرا اثنان. أما بالنسبة للعضو الثالث فى الثالوث فلم يوضح النص مكانه فى هذا المجلس، ولكن يظهر أنه ليس مساويًا لهما، فالابن قد ورث كل شىء، ولم يُترك شيئًا للروح القدس، كما استأثر بالجلوس على يمين الآب دون الروح القدس. فكيف تنادون بتساوى كل إله من آلهة الثالوث؟
                يسوع صار أعظم من الملائكة:
                4- أما قوله: (صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ) فهو ينفى أيضًا ألوهية يسوع، لأن معنى أنه صائرًا أى أصبح أعظم من الملائكة، أنه كان دون الملائكة، ثم أصبح أعظم منها، ولا يوجد شىء أو كائن أعظم من الله تعالى سواء كان من الأنبياء أو الملائكة أو غيرهم، فالكل عباد لله، والكل يسجد لله ويعبده. يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ ....)
                كما لا يليق عرض مقارنة بين المخلوق والخالق، لكن الطبيعى أن نقارن بين مخلوق ومخلوق، ولطالما أن الملائكة مخلوقة، وعقد مقارنة بينها وبين يسوع، فيكون يسوع هو الآخر مخلوق. وهذا استنتاج تؤيده النصوص: فهو (... بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.) كولوسى 1: 15 ، و(بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ) رؤيا يوحنا 3: 14
                يسوع طهر خطايانا:
                5- أما النص الخامس الذى يقول فيه (بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا) فهو مُخالف لتعاليم موسى والأنبياء التى جاء يسوع غير ناقض أو هادم لها، ونصوص الكتب المنسوبة لموسى والأنبياء تهدم هذه العقيدة من جذورها:
                1- التثنية 24 : 16 (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.)
                2- وقال الرب لسليمان إنه غفار لمن تاب وآمن وعمل الصالحات: أخبار الأيام الثاني 7: 14 (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.)
                3- وقال الرب لإشعياء: إشعياء 55: 7 (7لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.)
                4- وقال الرب لإرمياء: إرمياء 31: 29-30 (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ].كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.)
                أى (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى <u1></u1>(38)</span><span lang=AR-SA><o></o></span></="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى <u1></u1>(39) </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى <u1></u1>(40) </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)) سورة النجم 38-41
                5- وقال الرب لأيوب: أيوب 34: 10-13 (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.)
                6- وقال الرب لإشعياء إن الجزاء من نوع العمل: إشعياء59: 18 (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطاً وَأَعْدَاءَهُ عِقَاباً)
                7- وكذلك قال الرب لداود: مزمور 62: 12 (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ)
                8- وكذلك قال لأيوب: أيوب 31: 3-6 (3أَلَيْسَ الْبَوَارُ لِعَامِلِ الشَّرِّ وَالنُّكْرُ لِفَاعِلِي الإِثْمِ! 4أَلَيْسَ هُوَ يَنْظُرُ طُرُقِي وَيُحْصِي جَمِيعَ خَطَوَاتِي. 5إِنْ كُنْتُ قَدْ سَلَكْتُ مَعَ الْكَذِبِ أَوْ أَسْرَعَتْ رِجْلِي إِلَى الْغِشِّ 6لِيَزِنِّي فِي مِيزَانِ الْحَقِّ فَيَعْرِفَ اللهُ كَمَالِي.)
                9- وقال يسوع فى متى إن النجاة من النار هو رهن الثمار الجيدة التى تنتجها أنت فى حياتك، وليست رهن الإيمان بيسوع وإياه مصلوباً: متى 3: 8-10 (8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ..... فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.)
                10- وحسم الرب هذه النظرية الفاسدة فى توارث الخطيئة الأولى لحواء، فقال لحزقيال فى خطاب كامل خصصه للقائلين بتوارث الخطيئة من الآباء: حزقيال 18: 1-32 (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُالسَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ, بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. 15لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 16وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَاناً وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْناً وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً 17وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. 18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً, وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ, فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ 24وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَاالشِّرِّيرُ, أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا يَمُوتُ. 25[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ مُسْتَوِيَةً. فَـاسْمَعُوا الآنَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. أَطَرِيقِي هِيَ غَيْرُ مُسْتَوِيَةٍ؟ أَلَيْسَتْ طُرُقُكُمْ غَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ؟ 26إِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَمَاتَ فِيهِ, فَبِإِثْمِهِ الَّذِي عَمِلَهُ يَمُوتُ. 27وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ, وَعَمِلَ حَقّاً وَعَدْلاً, فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ. .... 30مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ كُلِّ وَاحِدٍ كَطُرُقِهِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ, وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً. 31اِطْرَحُوا عَنْكُمْ كُلَّ مَعَاصِيكُمُ الَّتِي عَصِيْتُمْ بِهَا, وَاعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ قَلْباً جَدِيداً وَرُوحاً جَدِيدَةً. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 32لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. فَـارْجِعُوا وَاحْيُوا].)
                فالله يطلب منهم إذًا التوبة من ذنوبهم ، لكى يُدخلهم جنات الخلد ، فالطريق إلى البر والخلود فى جنات النعيم هو إذًا الإستقامة وليست الإيمان بالمصلوب من أجل ذنب آدم وحواء. ويطالبهم بالتوبة وعمل قلبًا جديد، وروحًا جديدة، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما فعل آدم فأنقذته، وكان بذلك حكيمًا: الحكمة 10: 1-2 (هي التي حفظت أول من جبل أبًا للعالم، لما خلق وحده، وأنقذته من زلته، وآتته قوة ليتسلط على الجميع)
                [/CENTER]

                تعليق


                • #9
                  من هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين التى تنسب لبولس؟
                  6- ويتبقى لنا النقطة الأخيرة وهى نسبة الرسالة إلى العبرانيين إلى بولس.
                  يخبرنا القمص تادرس يعقوب ملطى فى افتتاحية تفسيره للرسالة إلى العبرانيين بقوله: إن الدارسين اختلفوا فى نسبة هذه الرسالة منذ عصر مبكر. فقد نسبها العلامة ترتليان من رجال القرن الثانى إلى برنابا، [مع أن برنابا من تلاميذ يسوع بالقرن الأول] ونسبها الغرب إلى القديسإكليمنضسالرومانى، وأيد إيرازموس هذا الرأى، وكان العلامة أوريجانوس يرى أن كاتب هذه الرسالة هو لوقا، وقبل كالفين هذا الرأى، وقال البعض إن كاتبها هو سيلا، وقال آخرون إن كاتبها هو أبُلس. وخالفهم بعض القديسين فى الكنيسة الشرقية وقالوا إن كاتبها هو بولس، منهم القديس بنتينوس، والقديس يوحنا الذهبي الفم، والقديس أغسطينوس وهو الرأى الذى ساد فيما بعد.
                  وأكد الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين هذا الشك وعدم معرفة كاتبها يقينًا فى مدخله إلى العبرانيين ص686: ”لا شك أن الأدلة التى تنقض صحة نسبة الرسالة إلى بولس هى كثيرة. ذلك بأن الأسلوب العام للرسالة إلى العبرانيين لا يوافق البتة طبع الرسول بولس. .. .. .. أمَّا الاهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه.“
                  كما أنكرها ترتليانوس عام 200م ، ونسبها لبرنابا، أى لا يُعرف مصدرها على وجه اليقين، أى مجهولة الهوية. كما أنكرها أيضاً أرينس أسقف نيس عام 178م وفى سنة 212م عدَّ كيس برسبتر (كاهن) الروم 13 رسالة فقط لبولس، ولم يُعدّ هذه الرسالة منهم. كذلك لم يذكرها سائى برن أسقف قرطاجة عام 248. (إظهار الحق ص163)
                  ومن الذين رفضوا نسبتها إلى بولس أيضا هيبوليتس الروماني (150-237م) في وثيقته الموراتورية (170م). فقد خلت من هذه الرسالة أيضا في لائحة أسفار العهد الجديد القانونية. وأيضاالعلامة ترتليان القرطاجي (145-220م). (راجع: الموسوعة المسيحية العربية "موقع البشارة" _ لائحةقانونية بالأسفار)
                  وفى الوقت الذى ينفى فيه القمص تادرس يعقوب ملطى نسبة الرسالة إلى برنابا مؤيدًا الدراسات التى تمت، وأثبتت اختلاف أسلوب برنابا عن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين، نجده يقبل نسبة الرسالة إلى العبرانيين إلى بولس على الرغم من اختلاف الأسلوب بينها وبين الرسائل الأخرى التى تُنسب لبولس.
                  ويقول أوريجانوس نقلا عن تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصرى (6: 25؛ ص275): (إن كل من يستطيع تمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عاميًا كلغة الرسول الذى اعترف عن نفسه بأنه عامى فى الكلام [كورنثوس الثانية 11: 6] أى فى التعبير، بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة.) وواصل قائلاً فى الصفحة التى تليها: (أما من كتب الرسالة يقيناً فالله يعلم. يقول بعض من سبقونا إن اكليمنضس أسقف روما كتب الرسالة، والآخرون إن كاتبها هو لوقا مؤلف الإنجيل وسفر الأعمال)
                  ويقول المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين ص684: ”مصدر هذا المؤلَّف موضع أسئلة متشعبة أثارت، منذ العصور الأولى، مجادلات وشكوكًا أُوقظت بعدئذ فى عهد الإصلاح: من أين أتت هذه الرسالة؟ أتُمكن إناطتها باسم الرسول بولس أم لا؟ لماذا لا تُشبه إلا قليلاً جدًا رسائل بولس الكبيرة؟ إلى من وجِّهت وما الذى دعا إليها؟ أتُراها رسالة حقًا؟ يجب البحث من كثب فى هذه المسائل قبل إحصاء سريع لكنوز هذا المؤلَّف الجذَّاب“.
                  نخلص من هذا إلى أن هذه الرسالة مجهولة الهوية، ولا يُعرف لها كاتب على وجه اليقين، ومن الخطأ الاستشهاد بها أو حتى إدراجها ضمن لائحة الأسفار القانونية المقدسة. لذلك فهى ليست حجة على تأليه يسوع مهما جاء فيها من أقوال. ناهيك عن أن كل الرسائل المنسوبة لبولس يؤول مصيرها إلى ما قلنا، لأن بولس لم يكتب إلا بضعة أسطر فقط، أو كان أميا لا يقرأ ولا يكتب. بالإضافة إلى أن النص المذكور ليس بدليل يُستنتج منه تأليه يسوع.
                  ZZZ

                  معنى البنوة لله فى الكتاب:
                  وكانت النقطة الثانية التى تناولها الفصل الأول هى (بنوة المسيح للآب)
                  وفى الحقيقة هذه نقطة من النقاط التى يغفل عنها الكثير من المسلمين والمسيحيين أنفسهم. فالبنوة لله كما جاءت فى كتابهم تعنى الإيمان والتقوى والورع. ويُقصد بها المؤمنين الموحدين جملة، ولم نقرأ فى كتابهم بأكمله شيئًا اسمه بنات الله، وفلم تُنسب النساء لله، بل نسبوا للناس: تكوين 6: 2 (أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ)
                  وكما يقول الأنبا شنودة إن المقصود بأبناء الله هنا هم أبناء شيث وأبناء أنوش حينما «ابتدىء أن يدعى باسم الرب» تكوين 4: 26، وهذا يعنى الموحدين الذين كانوا يقومون بالدعوة، ويعرفون الناس باسم الله، وما عليهم من فروض نحوه.
                  ويقول الرب إنه ربى بنين (لا توجد نساء أيضًا) ونشأهم، وهو يقصد هنا بنو إسرائيل: (رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ.) إشعياء 1: 2
                  وليس ذلك فقط، بل قال عنهم الكتاب إنهم آلهة، لكنهم مثل البشر يموتون، وهذا التعبير قوى جدًا، لأن الذى يموت ليس بإله، كما حدث ومات يسوع: مزمور 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
                  وهو ما ذكَّر يسوع اليهود به، قائلا: يوحنا 10: 34-35 (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ.)
                  وهو عين ما فهمه كاتب الرسالة إلى كورنثوس الأولى 3: 16-17 (16أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ 17إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ.)
                  واعترف بنو إسرائيل بهذا المعنى، فقالوا لله إنه أبوهم أى إلههم الذى خلقهم: إشعياء 64: 8 (وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ)
                  وهو عين ما قاله يسوع، عندما استعمل كلمة أبى مرادفة لكلمة إلهى: يوحنا 20: 17 (وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ»)
                  وتخصيصًا لكلمة (أبناء الله) فهى مظهر من مظاهر رقى العبد فى عبوديته وفى طاعته لله، حتى يُطلق عليه هذا اللقب. بمعنى أنه من عباد الله المؤمنين، أو نبى مصطفى من أنبياء الله الأخيار. ولنترك النصوص تخبرنا بذلك:
                  &Ucirc; يقول يوحنا 1: 12-13: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
                  &Ucirc; ويقول متى 5: 44-45: (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ......)
                  &Ucirc; وما قاله مرقس فى إنجيله فهمه لوقا وأعاده بمرادف آخر يؤكد ما قلته: (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَا نَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!») مرقس 15: 39
                  وقال لوقا 23: 47: (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!»)
                  &Ucirc; يوحنا الأولى 3: 1 (1أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!)
                  &Ucirc;رومية 8: 14-16 (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.)
                  &Ucirc; فيليبى 2: 14-15 (14اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، 15لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ.)
                  لأن يسوع نفسه سبَّ اليهود الذين لا يتبعون شرع الله، ولا يتبعون فرائضه أبناء الشيطان، وعبيد للخطية، وأنهم يسيرون فى الظلمة:
                  &Ucirc; يوحنا الأولى 3: 7-10 (7أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. 8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ)
                  &Ucirc; يوحنا 8: 44 و 47 (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. 47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».)
                  &Ucirc; يوحنا 8: 34 (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ.)
                  &Ucirc; يوحنا الأولى 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)
                  &Ucirc;بل قيلت عن صنم من أصنام عُبَّاد الأوثان: ملاخى 2: 11 (11غَدَرَ يَهُوذَا وَعُمِلَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ وَفِي أُورُشَلِيمَ. لأَنَّ يَهُوذَا قَدْ نَجَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ الَّذِي أَحَبَّهُ وَتَزَوَّجَ بِنْتَ إِلَهٍ غَرِيبٍ.) أى كان من عُبَّاد أحد الأوثان. أى كان كافرًا.
                  وفى الحقيقة هذا الفهم يؤكده الأنبا شنودة فى نفس الصفحة وفى التى تليها، مع اعترافه أنهم بشر، من عباد الله، فيقول ص12: (ولكن بنوة البشر هى إما بالإيمان، أو المحبة أو التبنى.)، ولا يوجد فرق بين الثلاثة إلا فى المصطلحات المستخدمة فى النصوص. لكن كل النصوص تؤكد أن أبناء الله هم عباده المؤمنون باسمه، المتبعون لشريعته.
                  إلا أن الأنبا شنودة يمهد إلى كون يسوع ابن من نوع خاص من جوهر الآب، ليجعله فيما بعد ابنا لله، ثم مساويًا له فى الجوهر، فيقول ص11: (وهذه عبارات عن البنوة، ولكنها صادرة من مخلوقات، ولا تعنى مطلقًا بنوة من جوهر الله.)، وهذا مخالفًا لما قاله الكتاب نفسه: يوحنا 1: 12-13 (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
                  أى إن المؤمنين هم أولاد الله حقاً فقد بالغ فى بنوتهم لله لدرجة أنه جعلهم لم يولدوا من جسد ودم بل مباشرة من الله. فأين فضل تأليه عيسى u البار التقى رسول الله عن باقى الأبرار الأتقياء؟ فمن وصل إلى درجة إيمانه وورعه فهو فى نفس منزلته عند الله وهو معه فى الجنة. فلماذا خصصتم بالتأليه عيسى u ببنوته لله دون سائر الأنبياء والمؤمنين؟
                  فالكتاب يشير كما رأينا أعلاه إلى أن المؤمنين باسم الله هم أبناء حقيقيون لله، كما لو كانوا قد ولدوا ولادة إلهية، ولا علاقة لهم بالدم واللحم البشرى، وذلك لأنهم يؤمنون أن الله روح، ليس له لحم ولا عظام. يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ.)،
                  لذلك حرص يسوع عندما ظهر لهم، وظنوه روحًا، قد أقامه الله من الموت، أن يثبت لهم أن له لحم وعظام مثل باقى البشر، وذلك ليثبت لهم أنه ليس بإله، وأنه لم يقتل أو يُصلب، لأن القائمين من الموت يقومون بأرواحهم لا بأجسادهم: لوقا 24: 39-40 (39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ.)
                  أما ادعاء الأنبا شنودة أن يسوع جاء من جوهر الله، فهذا من ناحية فهمه الخاص، ومن ناحية أخرى يُخالف المنطق والعقل وقانون الإيمان، فهم يؤمنون أن الآب والابن والروح القدس إله واحد، لا ينفصل ولا ينقسم. فكيف جاء يسوع من جوهر نفسه وهم يؤمنون أنه أخلى نفسه من الألوهية ليتخذ جسد إنسان؟ فيليبى 2: 6-7 (6الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. 7لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ.)
                  ومن أى جوهر جاء يسوع؟ فالآب روح، ويسوع جسد، وقد نفى يسوع ألوهيته قائلا: يوحنا 3: 6 (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.)
                  فلو أتى يسوع من جوهر الآب لكان روحًا مثله، ولما رآه أحد من البشر، ولما صُلب ومات ودُفن وقام!! ولو أتى من الروح القدس لكان نفس الشىء. ولو كان الآب أو الروح القدس من نفس جوهر الابن، لكان الناس قد رأوا الآب والروح. وعلى ذلك يستحيل أن يكون أحدهم من جوهر الآخر.
                  فالفارق الوحيد بينه وبين البشر أنه ولد من امرأة دون رجل عن طريق نفخ الروح القدس فى أمه. على الرغم أن آدم خلق بيد الله ونفخ فيه من روحه أيضًا، وخلق حواء دون اجتماع رجل وامرأة من ضلع آدم، وخلق البشر من رجل وامرأة، ثم كانت نهاية سلسلة الإعجاز، وهى أن خلقه الله تعالى من امرأة دون مضاجعة ذكر.
                  وولادة يسوع من امرأة عذراء فقط دون رجل ينقصه الدليل الإنجيلى. فلا يوجد دليل غير الحلم الذى رآه يوسف النجار عن متى، أو نزول الروح القدس على مريم فقط، وهى المتهمة أمام اليهود، عند لوقا. ولا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر. فأين شهود مريم على صدق مجىء ملاك الرب لها؟ وأين دليل يوسف على حلمه؟ لا يوجد. تثنية 19: 15 (... عَلى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ عَلى فَمِ ثَلاثَةِ شُهُودٍ يَقُومُ الأَمْرُ.)
                  وأكد ذلك يسوع قائلا: متى 18: 16 (16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.)
                  وقال أيضًا: يوحنا 8: 17-18 (17وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ. 18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
                  بل إن كتابهم يعترف بوجود شخص، وهو ملكى صادق، ولد بلا أب أو أم، وليس له بداية أو نهاية وما اعتبروه إلهًا. لماذا إذًا يؤلَّه يسوع وحده؟ عبرانيين 7: 3 (3بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ.)
                  ويؤكد نفس ما قاله من قبل فى ص13 قائلا: (لأنه له بنوة فريدة لها نفس طبيعة الله ولاهوته وجوهره.)
                  فأين قال يسوع إنه ابنًا لله من نوع خاص، أو إنه من جوهر الله؟ لم يأت الأنبا شنودة بنص من الكتاب يؤكد ما قاله ولا يوجد. إلا أنه ذكر عدة نقاط تشير كلها إلى اصطفاء الله له كنبى، أو خالطًا يسوع بالمسِّيِّا، وسوف نعود إلى كل نقطة بالتفصيل.
                  إن البنوة المذكورة فى الكتاب تعنى بصورة خاصة خاتم رسل الله المسِّيِّا، الذى أسموه المسيح، وكان معروفًا أنه سيكون ملك لكل الأرض، أى رسالته عالمية، محاربًا مثل موسى، كما جاء بسفر التثنية 18: 15-18، وهو نفس ما فهمه نثنائيل: يوحنا 1: 49 (49فَقَالَ نَثَنَائِيلُ:«يَا مُعَلِّمُ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!»)
                  لكن هب أن يسوع كانت له بنوة فريدة لله. وقلنا من قبل إن البنوة لله تعنى العبودية له، وتشير إلى إيمان العبد، وصلاحه، وحب الله له، وعلى ذلك فإن البنوة الفريدة تعنى عبودية فريدة، وتقوى وصلاح فريدين، وحب فريد لهذا العبد الصالح. وما ذلك إلا لعلاقة أىعبد صالح أو نبى بالله. ولا أعرف كيف استنتج الأنبا شنودة ألوهية يسوع من الجملة السابقة.
                  وألا تعنى ابن الله ضرورة وجود الأب والابن. ألا يعنى هذا تعدد. فلو تجسد الأب، لكان الأب المتجسد ولما أصبح ابنًا لنفسه. ولا يكون ابنًا لنفسه بأى حال من الأحوال، حتى لو تزوج أمه.
                  ZZZ

                  تجلى الرب ليسوع وموسى وإيليا:
                  ففى النقطة (5) يذكر نزول الروح القدس على شكل حمامة قائلة: (هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ)، ويكرر نفس هذا القول فى النقطة (6) بمناسبة التجلى عند متى 17: 1-8، وأذكر هذه الفقرة ليكون القارىء على بينة مما أتحدث عنه.
                  ذكرت الأناجيل الثلاثة المتوافقة: متى 17: 1-8 (1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. 2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. 4فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ. لَكَ وَاحِدَةٌ وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ وَلِإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». 5وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». 6وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدّاً. 7فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا وَلاَ تَخَافُوا». 8فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَداً إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ.)
                  الملاحظ أن هذه الحكاية لا يعرف عنها الشهود أنفسهم شيئًا، فلم يذكرها يوحنا أو يعقوب أو بطرس فى كتاباتهم. وبالتالى تسقط الرواية نفسها.
                  إن نزول الرب لا تعنى نزوله بنفسه، بل يُقصد بها ملاك الرب، كما جاء تعبير مشابه فى العهد القديم: كما ورد في القضاة 13: 21-22 (21وَلَمْ يَعُدْ مَلاَكُ الرَّبِّ يَتَرَاءَى لِمَنُوحَ وَامْرَأَتِهِ. حِينَئِذٍ عَرَفَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ. 22فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِهِ: «نَمُوتُ مَوْتاً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللَّهَ!»)
                  بل أطلق على القاضى وعلى الشريف من الناس. فقد ورد في الخروج 22: 8 (8وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ السَّارِقُ يُقَدَّمُ صَاحِبُ الْبَيْتِ إِلَى اللهِ لِيَحْكُمَ هَلْ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُلْكِ صَاحِبِهِ.) فقوله إلى الله يعني إلى القاضي نائب الله
                  كما ورد في الخروج 22: 9 (9فِي كُلِّ دَعْوَى جِنَايَةٍ مِنْ جِهَةِ ثَوْرٍ أَوْ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ ثَوْبٍ أَوْ مَفْقُودٍ مَا يُقَالُ: «إِنَّ هَذَا هُوَ» تُقَدَّمُ إِلَى اللهِ دَعْوَاهُمَا. فَالَّذِي يَحْكُمُ اللهُ بِذَنْبِهِ يُعَوِّضُ صَاحِبَهُ بِاثْنَيْنِ.)
                  وأطلقت على النبى: فقد ورد في صموئيل الأول 9: 9 (9سَابِقاً فِي إِسْرَائِيلَ هَكَذَا كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ عِنْدَ ذِهَابِهِ لِيَسْأَلَ اللَّهَ:«هَلُمَّ نَذْهَبْ إِلَى الرَّائِي». لأَنَّ النَّبِيَّ الْيَوْمَ كَانَ يُدْعَى سَابِقاً الرَّائِيَ.) فذهابه ليسأل الله = ليسأل النبي
                  بل أُطلقت على الشيطان: كورنثوس الثانية 4: 4 (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.)
                  ولن أناقش كيفية رؤيتهم لملاك الرب، فقد علمنا أنهم لم يكونوا شهودًا للحادثة نفسها. كما أنه لو حدثت ورأوه وشهدوا على هذا التجلى المزعوم، فهو ليس بدليل على نزول الرب نفسه. ولو نزل الرب نفسه، فهذا دليل على اجتماع يسوع مع الأنبياء، وأنه واحد منهم، وأنهم كلهم يتلقون الوحى والشريعة من إله واحد. ولو نزل الرب واجتمع بيسوع والأنبياء لكان أكبر دليل على عدم كون الآب هو نفسه الابن. فاختلافكم إذًا عن موسى وإيليا والأنبياء فى تقسيم إلهكم إلى ثلاثة أقانيم، وقولكم بالخطيئة الأزلية، وإلغاء الناموس، فهو ليس من عند الله.
                  والغريب أن الرب ينزل ليأمر أرواح الموتى أن يسمعوا ليسوع، ويميت الأحياء شهود هذه الواقعة، أو يغيبهم عن الوعى، وهم أحق بالدعوة من الأموات!! كيف وقد قال يسوع نفسه إنه يطيع موسى والأنبياء: متى 5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)
                  وهل سمع موسى وإيليا ليسوع؟ هل من العقل أو المنطق أن يعطى الرب تكليفًا للموتى؟
                  وما حاجة الرب لينزل مرة أخرى، ليؤكد نفس ما قاله من قبل لنبيه المعمدان الذى كان الناس يلتفون حوله ويسمعون له، أن يسوع هو ابنه الوحيد الذى سُرَّ به، ويكون شهوده تلاميذ يصورهم الكتاب بأنهم أغبياء وقليلى الإيمان أو منعدمى الإيمان؟
                  أما قول الرب عن يسوع إنه ابنه الحبيب، فكل أنبياء الله من عباد الله المقربين، وقد علمنا أن معنى البنوة لله، هى التقوى والبر، والنبوة. وهذا ما أقر به الأنبا شنودة ص12 بقوله: (إننا على الرغم من بنوتنا لله، كلنا مخلوقات، والمخلوق لا يُدعى إلهًا.)، فما رأيك فى أن يسوع مولود من امرأة مخلوق من الله؟
                  لوقا 2: 7 (7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.)
                  رؤيا يوحنا 3: 14 (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.)
                  كولوسى 1: 15 (15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.)
                  كما أن ظهور الروح القدس كحمامة، وتكلم الرب من السماء، ووجود يسوع يُعمَّد على نهر الأردن، لدليل على فهمكم الخاطىء للثالوث، الذى توحدونه، فى الوقت الذى هم فيه ثلاثة، واحد فى السماء، والآخر كحمامة فى الأفق، والثالث على الأرض! وهذا يُخالف قانون إيمانكم، الذى يزعم أنهم واحد.
                  يعلق الأنبا شنودة على هذا التجلى قائلاً: (فإن كان ابنًا عاديًا فما حاجته إلى شهادة من الآب؟)
                  ونقول له: مبدئيًا: إن شهادة الآب للابن تعنى وجود اثنين، منفصلين يشهد أحدهما للآخر. وهذا يُخالف عقيدتكم التى تدعى أنهما واحد فى اللاهوت والأزلية والعظمة والمقدرة، وإن شهادة الله له تعنى أنه ليس ابنًا له مثل باقى أبنائه من البشر، ولكنه نبيه ومصطفاه، الذى يؤتيه الله الحكمة والنبوة، لذلك يأمرهم أن يسمعوا له. ولا يُعقل أن يتكلم يسوع بصورته كآب، قائلا للناس اسمعوا لى بصورتى كابن، وبعد أن يرى الناس أو الشهود أنهما اثنان، ويرتفع عن الأرض، يأتى القرن الرابع ليقول آخرون إنهما نفس الشخص.
                  ابن الله الوحيد:
                  يزعم النصارى بأن عيسى هو (ابنه الحبيب) كما هو مذكور في العهد الجديد خاصة بعيسى u فقط فهو يتفضل عليهم بطبيعة حب الله له. ومن غير المعقول أن يكون الرب عنده أولاد ويخص واحدًا منهم فقط بالحب.
                  ثم ما هو دليل حب الآب ليسوع، وقد تركه يموت ميتة الملاعين مصلوبًا على خشبة، مُهانًا ذليلا، على الرغم من أنهم يقولون عن يسوع إنه بلا خطية، وكفر سليمان فى نهاية حياته، ولم يذق مثل هذه الميتة إلا الابن البار؟
                  ورد في التثنية 33: 12 أن الرب قال عن بنيامين (12وَلِبِنْيَامِينَ قَال: «حَبِيبُ الرَّبِّ يَسْكُنُ لدَيْهِ آمِناً. يَسْتُرُهُ طُول النَّهَارِ وَبَيْنَ مَنْكِبَيْهِ يَسْكُنُ».)
                  ومن قول جبريل لدانيال فى دانيال 9: 23 (23فِي ابْتِدَاءِ تَضَرُّعَاتِكَ خَرَجَ الأَمْرُ وَأَنَا جِئْتُ لِأُخْبِرَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ مَحْبُوبٌ. فَتَأَمَّلِ الْكَلاَمَ وَافْهَمِ الرُّؤْيَا.)
                  وورد في دانيال 10: 9 (11وَقَالَ لِي: [يَا دَانِيآلُ أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمَحْبُوبُ افْهَمِ الْكَلاَمَ الَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ وَقُمْ عَلَى مَقَامِكَ لأَنِّي الآنَ أُرْسِلْتُ إِلَيْكَ]. وَلَمَّا تَكَلَّمَ مَعِي بِهَذَا الْكَلاَمِ قُمْتُ مُرْتَعِداً.)
                  وأيضا فى دانيال 10: 19 (19وَقَالَ: [لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمَحْبُوبُ. سَلاَمٌ لَكَ. تَشَدَّدْ. تَقَوَّ]. وَلَمَّا كَلَّمَنِي تَقَوَّيْتُ وَقُلْتُ: [لِيَتَكَلَّمْ سَيِّدِي لأَنَّكَ قَوَّيْتَنِي].)
                  وكان سليمان محبوبا من الرب في نحميا 13: 26 (وَكَانَ مَحْبُوباً إِلَى إِلَهِهِ فَجَعَلَهُ اللَّهُ مَلِكاً علَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ.)
                  وفى صموئيل الثاني 12: 24-25 (24وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ امْرَأَتَهُ وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ابْناً، فَدَعَا اسْمَهُ سُلَيْمَانَ، وَالرَّبُّ أَحَبَّهُ، 25وَأَرْسَلَ بِيَدِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَدَعَا اسْمَهُ «يَدِيدِيَّا» مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ.) ، ويديديا معناه حبيب الله
                  وورد هوشع 11: 1 (1«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.)
                  وفي إشيعياء 63: 9 (9فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ.)
                  أليسوا هؤلاء أفضل من يسوع على الأقل فى رأفته بهم وإنقاذه لهم؟ فقد ترك الرب ابنه الحبيب هذا يُصلب ويذوق الذل والهوان على يد أعدائه! لدرجة وصف بولس معها الرب أنه ليس عنده رحمة، فقال: رومية 8: 31-32 (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟)
                  وفي أخبار الأيام الثاني 9: 8 (8لِيَكُنْ مُبَارَكاً الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّهِ مَلِكاً لِلرَّبِّ إِلَهِكَ. لأَنَّ إِلَهَكَ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ لِيُثْبِتَهُ إِلَى الأَبَدِ قَدْ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكاً لِتُجْرِيَ حُكْماً وَعَدْلاً].)
                  وفي ملاخي 1: 1-2 (1وَحْيُ كَلِمَةِ الرَّبِّ لإِسْرَائِيلَ عَنْ يَدِ مَلاَخِي: 2[أَحْبَبْتُكُمْ قَالَ الرَّبُّ]. وَقُلْتُمْ:[بِمَا أَحْبَبْتَنَا؟] أَلَيْسَ عِيسُو أَخاً لِيَعْقُوبَ يَقُولُ الرَّبُّ وَأَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ)
                  كما ورد في يوحنا 17: 22-23 (22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.(
                  وفي يوحنا 17: 25-26 (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».)
                  وفي رسالة إلى رومية 5: 8 (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا ....)
                  وفي رسالة إلى تسالونيكي الثانية 2: 16 (.. وَاللهُ أَبُونَا الَّذِي أَحَبَّنَا ..)
                  وفى يوحنا الأولى 4: 19 (19نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً.)
                  ونستنتج في كل ما سبق أن بنيامين حبيب الرب، ودانيال وسليمان محبوبان له. وأن الله تعالى أحب الطاهرين من بنى إسرائيل والمؤمنين الإيمان الحق من التلاميذ والنصارى. وعليه فليست محبة الله قاصرة على عيسى وحده u، بل إن كل الأنبياء والأطهار والبارِّين الأخيار محبوبون للرب.
                  الذى فى حضن الآب:
                  يزعم النصارى بأن يسوع وحده هو الذى وصفَ بكونه في حضن الآب. وهذا دليل كاف على ألوهيته. فقد جاء في يوحنا 1: 18 (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.)
                  فى الحقيقة إن وجود يسوع فى حضن الآب، ليدل على كيانين منفصلين، أحدهما فى حضن الآخر. وهذا يهدم قانون إيمانكم الذى يرى أن الثلاثة واحد. وعلى ذلك لا يجوز عقلا أن يتكىء الشخص فى حضن نفسه! لو كان وجود شخص فى حضن آخر دليلا على ألوهية الأول، لكنتم ألهتم يوحنا الذى كان يتكىء فى حضن يسوع الإله فى عرفكم!! يوحنا 13: 23 (23وَكَانَ مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ.)
                  فى الحقيقة لا يُعذر المسيحيون فى عدم قراءتهم لكتابهم، وعدم التحقق من كل ما يسمعونه. لقد شاركه الكثيرون في هذا الوصف كما يلى: ففي مراثي إرمياء 2: 22 قال الرب عن الإسرائيليين (22قَدْ دَعَوْتَ كَمَا فِي يَوْمِ مَوْسِمٍ مَخَاوِفِي حَوَالَيَّ فَلَمْ يَكُنْ فِي يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ نَاجٍ وَلاَ بَاقٍ. الَّذِينَ حَضَنْتُهُمْ وَرَبَّيْتُهُمْ أَفْنَاهُمْ عَدُوِّي.)
                  وورد في التثنية 33: 12 عن بنيامين (12وَلِبِنْيَامِينَ قَال: «حَبِيبُ الرَّبِّ يَسْكُنُ لدَيْهِ آمِناً. يَسْتُرُهُ طُول النَّهَارِ وَبَيْنَ مَنْكِبَيْهِ يَسْكُنُ».)
                  ولا جدال في أن الساكن بين المنكبين أقوى وأعلى من الجالس في الحضن. لكن هل من كان فى حضن الله أو بين منكبيه، يكون هو نفسه الله؟
                  الذى سُرَّ به الآب:
                  ويستدلون على ألوهية يسوع بقول الرب إنه سُرَّ به، وأنها جاءت خاصة فقط بيسوع كما وردت في: متى 3: 17 (17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) ومرقس 1: 11، ولوقا 3: 22
                  ونقول لهم: ما هى علامات مسرة الآب بالابن؟ وهل لم يُسر الآب مطلقًا إلا بالابن؟ هل لم يُسر بإيليا الذى رفعه إليه ولم يذق موتًا على الأرض؟ هل لم يُسر بكل أنبيائه السابقين على يسوع؟ هل لم تُنجب البشرية مُطلقًا إنسانًا صالحًا سُرَّ الرب بأعماله الصالحة؟ إن واقع الكتاب والنصوص تقول غير ذلك، كما سنرى.
                  ثم هل من المسرة أن يُسلمه الرب للصلب نتيجة خطأ لم يفعله؟ هل من المسرة أن يدعوه ويبكى متضرعًا له ألا يتركه يتجرأ كأس الموت، ثم يخلو به ويتركه يلقى الذل والهوان والموت؟
                  وما الدليل إذًا على مسرة الآب بالابن وقد جعله ألعوبة فى يد الشيطان لمدة أربعين يومًا، يفعل به ما يريد، حتى طلب الشيطان منه أن يسجد له، وهذه إهانة ما بعدها إهانة؟ إن هذه الإهانة بمفردها تكفى لنفى مسرة الرب بيسوع!!
                  ما الدليل على مسرة الآب بالابن، وقد تركه يُحكم عليه بالقتل مثل الأنبياء الكذبة (تثنية 18: 20)، وبالتالى شكك فى نبوته وفى صدق رسالته؟ تثنية 18: 20 (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.)
                  وأليست مسرة الآب بالابن دليل على وجود اثنين مختلفين، ويلعب الآب الدور الرئيسى، والابن الدور الأقل، الذى ينتظر فيها مسرة الآب به؟
                  وقبل أن أسترسل فى نفى ألوهية عيسى u يجب أن تستوقفك كلمة (أَنْتَ ابْنِي). فمَن الذى كان يُخاطب من؟ فلو هو كان يُخاطب نفسه، لاتهم هذا الإله بالجنون أو بالخداع، أو إنه يريد أن يضللكم ويوهمكم أنهما اثنان. ولو كان يُخاطب أقنومًا آخرًا فيكون قد حدث إنفصال بين الأقانيم الثلاثة، ولسقط قانون إيمانكم، الذى يؤكد لكم عدم انفصال الأقانيم. ولا ينفع معها إلا إذا كان الله سبحانه وتعالى يُخاطب عبده كما خاطب الأنبياء من قبل.
                  وإن هذه القصة التى حكتها الأناجيل المتوافقة بصورة تشكك فى حدوثها ، فقد وردت عند لوقا أن الرب يُخاطب يسوع نفسه: (أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!) وقد وافقه مرقس باختلاف طفيف فى اللفظ لا يؤثر على المعنى، أما عند متى فقد كان كلام الحمامة عن يسوع بصيغة الغائب، ولم يكن موجهًا ليسوع نفسه: (هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ).
                  وفى الحقيقة إن نزول الروح القدس على شخص ما، ليس إلا دليل على تقبل هذا الشخص لوحى الله، وليست دليل على ألوهيته. وقد ذكرنا من قبل العديد من النصوص التى امتلأ فيها الأنبياء والقديسين من الروح القدس، وكانت دليلا على تقبلهم لوحى الله. ومثال ذلك ما قيل عن زكريا لوقا 1: 67 (وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَنَبَّأَ)، ما قيل عن المعمدان لوقا 1: 15 (وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) ، وما قاله داود عن نفسه: مزامير 51: 11 (لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.)
                  وامتلأ التلاميذ من الروح القدس: أعمال الرسل 2: 3-4 (3وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.)
                  وعلى الرغم من ذلك فقد ورد في أخبار الأيام الثاني 9: 8 (8لِيَكُنْ مُبَارَكاً الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّهِ مَلِكاً لِلرَّبِّ إِلَهِكَ. لأَنَّ إِلَهَكَ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ لِيُثْبِتَهُ إِلَى الأَبَدِ قَدْ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكاً لِتُجْرِيَ حُكْماً وَعَدْلاً].)
                  في مزمور 18: 19 (19أَخْرَجَنِي إِلَى الرُّحْبِ. خَلَّصَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي.)
                  في أخبار الأيام الأولى 28: 4 (4وَقَدِ اخْتَارَنِي الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ بَيْتِ أَبِي لأَكُونَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ, لأَنَّهُ إِنَّمَا اخْتَارَ يَهُوذَا رَئِيساً, وَمِنْ بَيْتِ يَهُوذَا بَيْتَ أَبِي, وَمِنْ بَنِي أَبِي سُرَّ بِي لِيُمَلِّكَنِي عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ.) ويهوذا أحد أسباط اليهود.
                  فقد سُرَّ الربُ من قبل إذًا بيهوذا وداود وسليمان، وما قال عنهم أحد إنهم آلهة!
                  هل يسوع هو المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا؟
                  ثم تطرق ص14 فى النقاط الباقية إلى كون يسوع هو المسِّيِّا المسيح، الابن، النبى، الملك، القاضى، المحارب، الحاكم بأمر الله لأرض الله، خاتم رسل الله. فيقول فى النقطة رقم (7) تحت (شهادة الآب للابن قديمة جدًا): (تظهر فى قوله للابن فى المزمور الثانى) مزمور 2: 1-12: (1لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ؟ 2قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعاً عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ قَائِلِينَ: 3[لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا]. 4اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. 5حِينَئِذٍ يَتَكَلَّمُ عَلَيْهِمْ بِغَضَبِهِ وَيَرْجُفُهُمْ بِغَيْظِهِ. 6أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي. 7إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ. قَالَ لِي: [أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. 8اِسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثاً لَكَ وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكاً لَكَ. 9تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ. مِثْلَ إِنَاءِ خَزَّافٍ تُكَسِّرُهُمْ]. 10فَالآنَ يَا أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. 11اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ. 12قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.)
                  ومفهوم المزمور كله أن كل الملوك سوف يجتمعون على المسِّيِّا رسول الله، ويتفكرون فيه بمكر، فمنهم من يريد قتله، ومنهم من يريد تشويه رسالته وتحريفها، ومنهم من يدعى أنه ليس رسول الله، ولكنه ساحر أو كذاب أو مدعى. فيقرر الله تعالى من فوق سبع سماوات أنه عبده ورسوله، وأنه سيحميه وينصره عليهم، فيحكم عليهم كملك (فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثاً لَكَ وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكاً لَكَ)، والميراث يعنى أنه ليس من بنى إسرائيل، لأنهم أصحاب الملكوت، بل للأمة التى ستأتى بعدها، وترث هذا الملكوت (شريعة الله)، الذى سيُنزع منهم: متى 21: 42-44 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».)
                  وسلطان هذا الابن إلى (أَقَاصِيَ الأَرْضِ). فهل كان يسوع وارثًا للملكوت؟ هل كان يسوع ملكًا؟ هل كان ليسوع سلطان؟ هل رعى يسوع قومه أو العالم بعصى بقضيب من حديد؟ لا. لقد كان خاضعًا للرومان، دافعًا للجزية مثل باقى العبيد من رعايا الإمبراطورية الرومانية، وبذلك كان أجنبيًا غريبًا فى بلده، وليس الابن الملك صاحب كل هذا الملكوت، أما الابن فهو حر، وسيدفع له باقى ملوك الأرض الجزية: متى 17: 24-27 (24وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟» 25قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» 26قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27وَلَكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».)
                  ولو كان وارثًا له، لبطلت ألوهيته، لأن الله هو الذى يعطى الشريعة، وهو صاحبها، وليس وارثًا لها؟
                  وينبئنا النص عن المسِّيِّا قائلا، إنه سيحطم أعداءه بقضيب من حديد: (تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ)، فهل أدب يسوع أحدًا بقضيب من حديد؟ هل حارب يسوع؟ لا. بل تقول الأناجيل عنه إنه أمر بمحبة الأعداء، وعدم مقاومة المستعمر أو المغتصب: متى 5: 39-44 (39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ..... أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ.أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ)
                  كما أن رسالة يسوع كانت للخراف الضالة فقط من بنى إسرائيل:
                  فقال عنه الملاك إنه سيخلص شعبه فقط: متى 1: 21 (21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».)
                  يوحنا 6: 14-15 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!» 15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.)
                  وأقر أنه جاء كخادم لهم وليس كملك، عليهم أن يخدموه: مرقس 10: 45 (45لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».)
                  وأعلنها صراحة أنه ليس بقاضى بين الناس، فكيف يكون ملكًأ، وهو يفتقد للحكم؟ لوقا 12: 13-14 (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟»)
                  وكان مطيعًا لقيصر: مرقس 12: 17 (17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ.)
                  بل كان يهرب من اليهود وعاش مطاردًا، خائفًا منهم: يوحنا 7: 1 (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.)
                  يوحنا 11: 53-54 (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً)
                  واعترف هو نفسه أنه لم تكن له شريعة خاصة، بل جاء تابعًا لشريعة موسى u والأنبياء من بعده: متى 5: 17-19 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)
                  وأقر أن الشريعة الموسوية سارية لن ينقص منها حرف واحد، حتى يكون الكل، حتى يأتى الذى له الحكم، إيليا المزمع أن يأتى، وهو فقط الذى له الحق فى أن ينقض احدى هذه الوصايا: متى 5: 18-19 (18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.)
                  وهو الأصغر فى ملكوت السماوات، أى آخر رسل الله، وهو أعظمهم وأفضلهم بقول يسوع نفسه: متى 11: 11-14 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)
                  وأقر ذلك عندما أرسل تلاميذه إلى تخوم اليهود، منعهم من الذهاب إلا لليهود، وأمرهم بتجنُّب اليهود السامريين، والغريب أنك تجد مع هذا التنبيه أن يوحنا يجعل مكان التبشير الأساسى ليسوع هو السامرة: متى10: 5-6 (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.)
                  وكان مجال دعوته هو وتلاميذه اليهود فقط، فلم يُؤثر عنه أنه أرسل خطابًا وجهه لقيصر أو لأحد من الأباطرة أو حتى الحكام المحليين يدعوه فيه إلى الله: متى 10: 23 (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.)
                  متى 19: 1-2 (1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. 2وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.)
                  حتى تلاميذه فسيكونون فى الآخرة شُهداء فقط على بنى إسرائيل: متى 19: 28 (28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.)
                  بل كانت التهمة الموجهة إليه أنه ملك اليهود، تهكمًا عليه، وتآمرًا على ملك اليهود، وحاكم العالم، وخاتم النبيين المسِّيِّا، وبرَّأه منها بيلاطس: متى 27: 11 (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».)
                  لذلك أصر اليهود أن يسموه ملكًا حتى أثناء تعذيبه استهزاءً به: متى 27: 29 (29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!»)
                  بل إنهم كتبوا أن سبب صلبه هو أنه يدعى أنه ملك اليهود: متى 27: 37 (37وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ».)
                  ونُحسم كل هذا فى قوله للمرأة الكنعانية أمام تلاميذه والجموع من حوله إنه لم يُرسل إلا إلى الضالين فقط من خراف بيت إسرائيل: متى 15: 24-26 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».)
                  ناهيك أنه لم يخرج تلميذ من تلاميذه إلى خارج فلسطين إلا بعد أن اشتد الاضطهاد عليهم. وحاكموا بولس نفسه بسبب تعليمه اليهود خارج فلسطين الارتداد عن تعاليم موسى u، وألا يختنوا أولادهم، حتى إن يهود فلسطين عندما علموا بعودته أمسكوه وأرادوا قتله. وهنا اضطروا أن يُعلموا هؤلاء اليهود بضلال تعاليم بولس، واكتفوا بتعليمهم ألا يحفظوا شيئاً من تعاليم بولس، وأن يحافظوا على أنفسهم مما ذبح للأصنام ومن الدم والمخنوقة والزنا. أى لم يعلموهم كل الدين وأحكامه: أعمال الرسل 21: 17-25 (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا»)
                  الأمر الذى جعلهم يتفقون مع بولس على الكرازة بين الأمم، وأن يترك لهم اليهود من بنى إسرائيل، وذلك لعلمهم باقتراب مجىء المسِّيِّا: غلاطية 2: 7 (7بَلْ بِالْعَكْسِ، إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الْخِتَانِ.)
                  ويحدثنا الكتاب والتاريخ أن عيسى u كان يصلى كل يوم فى الهيكل، ويرى الذين آمنوا من الأمم يصلون خارج الهيكل، ولم يأمرهم قط أن يدخلوا الهيكل. بل كان مكتوبًا على جدار الهيكل: عند دخول أحد من الأمميين سوف يُقتل باللاتينية واليونانية والعبرانية.
                  بل حاكم التلاميذ بطرس لأنه دخل بيتًا للأحد الأمميين، وهو من أوائل الناس الذين كسروا تعاليم يسوع بهذا الشأن: أعمال الرسل 10: 28 (28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ.)
                  أعمال الرسل 11: 1-3 (1فَسَمِعَ الرُّسُلُ وَالإِخْوَةُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الْيَهُودِيَّةِ أَنَّ الْأُمَمَ أَيْضاً قَبِلُوا كَلِمَةَ اللهِ. 2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ 3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ».)
                  أما قوله: تى 28: 19 (19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) فهو يناقض كل النصوص المذكورة، ولم يعلم به أحد من التلاميذ أو نفذه. ويُثبت أنه ليس بإله، وإلا لكان فى حياته إلهًا متعصبًا لليهود فقط، وأنه لم ينزل لخلاص البشرية من خطيئة أدم وحواء، كما تدعون، بل لخلاص اليهود وإهلاك غيرهم، وهذا ينافى عدل الإله. فالإله ليس بمتعصب، لأن كل البشر عبيده.
                  ولو كان نبيًا أمره إلهه بخلاص البشرية ولم يفعل فى حياته ولم يبشر إلا اليهود لوجب قتله لأنه عصى الله ولم يفعل ما أُمِرَ به. تثنية 18: 20 (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.)
                  وهل تُخالف تعاليم نبى أو حتى إله قبل الصلب تعاليمه بعد الصلب إلا إذا حُرِّفت؟
                  وعلى ذلك فإن استشهاد الكتاب بالمزمور 2: 7-9 لدليل على مواصلة التآمر على مسيح الرب المسِّيِّا، خاتم رسل الله. وحتى مانراه اليوم من تعدى على الرسول r كذبًا بالقول أو بالرسومات فهو من باب مواصلة التآمر على الرب ومسيحه.
                  ZZZ

                  تعليق


                  • #10
                    تأسيس الكنيسة على بنوة يسوع لله:
                    وفى ص14 يقول رقم (9) (وبنوة المسيح لله هى البنوة التى تأسست عليها الكنيسة: فالسيد المسيح سأل التلاميذ عن إيمانهم وإيمان الناس) بشأنه، وماذا يقولون عنه. وفى الحقيقة لا يحلو لمتكلم مسيحى فى هذا الموضوع إلا الاستشهاد بما ذكر عند متى، وتطويب يسوع لما قاله بطرس، وسندرس هذا الموضوع بدقة.
                    لقد أقرَّ بطرس أمام عيسى u أنه هو المسِّيِّا مرتين: يوحنا 6: 68-71 (68فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ 69وَنَحْنُ قَدْ آمنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 70أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ الاِثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!» 71قَالَ عَنْ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ لأَنَّ هَذَا كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُسَلِّمَهُ وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.)
                    وفى الحقيقة تعليق الكاتب أن عيسى u كان يقصد بالشيطان يهوذا الإسخريوطى ليس صحيح، فهو كان يقصد بطرس الذى قال عنه إنه المسِّيِّا، لأنه يُعلق على ما قاله بطرس، فما دخل يهوذا فى هذا الموضوع. ثم إن فهم التلاميذ لا يعوَّل عليه، لأنهم كانوا من الأغبياء كما تصفهم الأناجيل وتضجَّر منهم يسوع نفسه. وقد كان بطرس على وجه الخصوص كما يقول علماؤكم بطىء الفهم، وهذا من فهمه الخاطىء، لكن يؤخذ فى الاعتبار أن مدح عيسى u على فهمه الخاطىء فهو من الإضافات التى كتبها الكتبة لتأييد رأيهم أن عيسى u كان المسِّيَّا.
                    ويتضح مراد يسوع أن بطرس هذا هو الشيطان عندما كرر مرة أخرى أن يسوع هو مسيح الله، فالتفت له يسوع وقال: متى 16: 23 (اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ)
                    وكانت هذه هى المرة الثانية، ولم يكن هذا بسبب أنه لا يريده يُصلب من أجل البشرية، لأن هذا الموضوع لم يطرحه يسوع من الأساس، ولم يتكلم عن الخطيئة المتوارثة بالمرة، ولم يذكر آدم أو حواء، بل إن موضوع توارث الخطيئة هذا من الأشياء التى حرمها الله ونفاها عن عدله فى (حزقيال الإصحاح 18)، ولم يأت يسوع لينقض الناموس أو الأنبياء.
                    وجاءت عند مرقس، الذى نقل منه متى ولوقا، بدون هذه الإضافات وانتهرهم يسوع مباشرة بعد قول بطرس هذا له، ومنعهم أن يقولوا هذا لأحد: (29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 29-30
                    (20فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «مَسِيحُ اللهِ». 21فَانْتَهَرَهُمْ وَأَوْصَى أَنْ لاَ يَقُولُوا ذَلِكَ لأَحَدٍ) لوقا 9: 20-21
                    وبدون أن ننشغل كثيرًا بتحليل هذا الأمر، فقد كرر بطرس ما قالته الشياطين الكذبة عن يسوع، فأخرسها يسوع ولم يدعها تتكلم بهذا الهراء: لوقا 4: 41 (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.)
                    وكذلك نفى عن نفسه أن يكون المسِّيِّا عندما سألهم ماذا يقول الناس عنه: مرقس 8: 27-30 (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.)
                    وهذا هو النص الأولى الذى عالجه متى ولوقا، فلا يوجد فيه تطويب يسوع لبطرس. وفى نص متى نقرأ أن عيسى u يمتدح بطرس، وهنا يناقض النص نفسه ويناقض نص مرقس الذى لم يذكر هذا المدح، ويُناقض نص يوحنا أعلاه، فمخالفته للنصوص الأخرى واضح. أما تناقض النص مع نفسه فلأنه بعد أن امتدحه أوصاهما ألا يقولا هذا لأحد. ما معنى هذا؟ أيخفى شخصيته ورسالته عن المبعوث إليهم؟ فلماذا جاء إذن؟ وكيف سيؤدى رسالته؟ وبأى صفة؟ وهل لم يخش من الشيطان الذى اختاره ضمن التلاميذ أن يوشى به؟ متى 16: 13-20 (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.)
                    وهل من المنطق أن يكون قد قال ذلك عن بطرس أمام التلاميذ، ثم يولى التلاميذ عليهم يعقوب؟
                    وهل من المنطق أو حتى من باب الأدب أن يعطيه يسوع إمكانية الحل والربط، والتحليل والتحريم، ثم يحاسبه التلاميذ أو حتى يُسائلوه على عمل ما قام به؟ أليس من المفروض أن يتقبلوا كل ما يفعله لو كان يسوع قد أعطاه هذه الخاصية؟ ثم ما هو الذى تبقى للرب لإدارة ملكوته، لو كان بطرس هو صاحب التحليل والتحريم بها؟ أعمال الرسل 11: 2-3 (2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ 3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ».)
                    وما قيمة رسالة يسوع إذا كان بطرس هو صاحب الربط والحل فى هذا العالم؟
                    وهل من المنطقى أن تقبل أناجيل لأناس ليسوا من التلاميذ، و14 رسالة تُنسب لبولس، ولا يكتب بطرس إنجيلا واحدًا أو تعتمده الكنيسة، بل يُشك فى نسبة رسالتين له وهو صاحب الربط والحل؟
                    وها هو الله يُظهر إنجيل ينسب ليهوذا يرجع للقرن الثانى الميلادى، ولا تعترف به الكنيسة كالمعتاد، ويؤكد أن يهوذا كان قديسًا، اتفق مع يسوع على أن يلبس ملابسه، ويُلقى عليه شبهه، ويُصلب نيابة عنه. إذًا الشيطان لم يكون يهوذا بل بطرس.
                    إن محاسبتهم لبطرس وخصامهم له لدليل على أنهم لم يعرفوا هذا الكلام الذى أضافه متى على كلام مرقس، الذى كان أول الأناجيل كتابة، والذى نقل متى منه حوالى 88.6 %
                    يقول وليم باركلى فى تفسير إنجيل متى ص 17: إن (المادة الموجودة فى بشارة متى وبشارة لوقا مستقاة من بشارة مرقس كأساس لهما. ويمكن تقسيم بشارة مرقس إلى 105 فقرة، ونستطيع أن نجد 93 فقرة منها فى بشارة متى، و81 فقرة منها فى بشارة لوقا. ومن هذه الفقرات ال 105 الواردة فى بشارة مرقس نجد أربع فقرات فقط لا وجود لها فى بشارة متى وبشارة لوقا.) أى 88.6 % من فقرات إنجيل مرقس قد نقله متى مع تغيير يؤيد وجهة نظره العقائدية.
                    وعن هذه الرئاسة التى يدعيها متى لبطرس تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (بطرس الرسول): (ولا يجب أن يؤخذ تقدمه على الرسل ـ المشار إليه أنفاً ـ إلي افتراض أنه كان له أي نوع من السيادة على سائر الرسل، فليس ثمة دليل على ذلك، كما أن الرب لم يخلع عليه مطلقاً مثل هذه الرئاسة، كما أنه لا يدعيها لنفسه مطلقاً، كما لم يسلّم رفقاؤه بها ( انظر في هذا الصدد مت 23: 8 ـ 12، أع 15: 13، 14، 2كو 12: 11، غل 2: 11 ).)
                    فمذا يعنى هذا الكلام إلا التصديق على ما قلناه بشأن هذه الزعامة الزائفة؟
                    ثم سألهم عن المسِّيِّا بأسلوب الغائب، أى يسألهم عن شخص آخر غيره، قائلاً: متى 22: 41-46 (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)
                    لقد دحض يسوع هذا الزعم الذى حرفوا فيه فى أناجيلهم ليجعلوا من يسوع ابنًا لداود، ليكون هو المسِّيِّا اليهودى ابن داود، الذى كان الناس يتوقعونه.
                    حتى إنه أعلنها بأسلوب مختلف قائلاً إن آخر أنبياء الله الذى أسموه إيليا (= 53 بحروف الجُمَّل = أحمد) الأصغر فى ملكوت الله وهو الأعظم: متى 11: 11-14 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)
                    هل وعيتم كلمته ”إلى الآن“؟ (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.) أى إلى اليوم، حتى فى عصره يحاول الغاصبون أن يسرقوا الملكوت لأنفسهم، لكن من أراد أن يقبل الملكوت، فهذا هو إيليا القادم قريبًا، هو صاحبه الحقيقى.
                    بل رفض الرب نفسه فى نص صريح واضح أن يأتى من نسل داود نبى يجلس على كرسيه، أو يتولى الحكم. فقال: إرميا 33: 20-21 (20[هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنْ نَقَضْتُمْ عَهْدِي مَعَ النَّهَارِ وَعَهْدِي مَعَ اللَّيْلِ حَتَّى لاَ يَكُونَ نَهَارٌ وَلاَ لَيْلٌ فِي وَقْتِهِمَا 21فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضاً مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكاً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ خَادِمِيَّ.)
                    وليس معنى هذه الفقرة أن يستحيل ألا يكون المسِّيِّا إلا من نسل داود، كما أحب الكهنة، ورفض يسوع قولهم، لأن عهود الله تعالى دائمًا مشروطة بالإيمان بالله واتباع تعاليمه والعمل الصالح. وهذا لم يفعله اليهود فقد لعنوا من كل نبى، وكان حقا على الله تعالى أن يغير هذه الأمة بأمة أخرى تؤتى ثمار تعاليمه.
                    إن وعد الله تعالى بتمكين عباده فى الأرض هو وعد مشروط ومحدد للمؤمنين: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النور
                    وعندما كان بنو إسرائيل يعبدون الله دمَّر فرعون وجنوده من أجلهم: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (5-6) سورة القصص
                    وها هى نفس شروط الرب لبنى إسرائيل لتمكينهم فى الأرض:
                    تثنية 6: 1 و17-18 (وَهَذِهِ هِيَ الوَصَايَا وَالفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ التِي أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ لِتَعْمَلُوهَا فِي الأَرْضِ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا ... ... 17احْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمْ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ التِي أَوْصَاكُمْ بِهَا. 18وَاعْمَلِ الصَّالِحَ وَالحَسَنَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لِيَكُونَ لكَ خَيْرٌ وَتَدْخُل وَتَمْتَلِكَ الأَرْضَ الجَيِّدَةَ التِي حَلفَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ)
                    وقال أيضًا: تثنية 7: 11-15 (11فَاحْفَظِ الوَصَايَا وَالفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ التِي أَنَا أُوصِيكَ اليَوْمَ لِتَعْمَلهَا. 12«وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هَذِهِ الأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا يَحْفَظُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ اللذَيْنِ أَقْسَمَ لآِبَائِكَ 13وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ: قَمْحَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ وَنِتَاجَ بَقَرِكَ وَإِنَاثَ غَنَمِكَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ لآِبَائِكَ أَنَّهُ يُعْطِيكَ إِيَّاهَا. 14مُبَارَكاً تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. لا يَكُونُ عَقِيمٌ وَلا عَاقِرٌ فِيكَ وَلا فِي بَهَائِمِكَ. 15وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُل مَرَضٍ وَكُل أَدْوَاءِ مِصْرَ الرَّدِيئَةِ التِي عَرَفْتَهَا لا يَضَعُهَا عَليْكَ بَل يَجْعَلُهَا عَلى كُلِّ مُبْغِضِيكَ.)
                    وها هو الرب يقرر أن العاقبة للمتقين: تثنية 9: 4-5 (4لا تَقُل فِي قَلبِكَ حِينَ يَنْفِيهِمِ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ: لأَجْلِ بِرِّي أَدْخَلنِي الرَّبُّ لأَمْتَلِكَ هَذِهِ الأَرْضَ. وَلأَجْلِ إِثْمِ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكَ. 5ليْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ وَعَدَالةِ قَلبِكَ تَدْخُلُ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَهُمْ بَل لأَجْلِ إِثْمِ أُولئِكَ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ وَلِيَفِيَ بِالكَلامِ الذِي أَقْسَمَ الرَّبُّ عَليْهِ لآِبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ.)
                    تثنية 8: 19 (19وَإِنْ نَسِيتَ الرَّبَّ إِلهَكَ وَذَهَبْتَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا وَسَجَدْتَ لهَا أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ لا مَحَالةَ.)
                    تثنية 11: 8-9 (8«فَاحْفَظُوا كُل الوَصَايَا التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ لِتَتَشَدَّدُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا 9وَلِتُطِيلُوا الأَيَّامَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكُمْ أَنْ يُعْطِيَهَا لهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ أَرْضٌ تَفِيضُ لبَناً وَعَسَلاً.)
                    وعلى هذا فهم سيكونون شعب الله المحبب إلى قلبه والمختار من بين باقى البشر آنذاك بشرط عبادته هو وحده دون شريك له، واتباعهم أحكامه، وتطبيق شرائعه. فهل هم فعلوا ذلك؟ هل هم فعلوا جملة الشرط لينطبق عليهم جوابه؟
                    لا. لقد تركوه وعبدوا العجل، واتهموا هارون نبيه فى ذلك، وعبدوا البعل، وكل الآلهة الوثنية فى البلاد التى حلوا بها. وقتلوا أنبياءه ورفضوا شرائعه، وحرفوا كتبه، بل أكثر من ذلك حرَّموا على شعبهم أن ينطقوا باسم الله، حتى أنسوهم اسمه عدة مرات.
                    فهم كما قال عنهم موسى u: تثنية 9: 24 (24قَدْ كُنْتُمْ تَعْصُونَ الرَّبَّ مُنْذُ يَوْمَ عَرَفْتُكُمْ)، وسيظل ذلك حالهم.
                    وقال لهم أيضًا: تثنية 31: 27 (27لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ اليَوْمَ قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ فَكَمْ بِالحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي)
                    خروج 32: 4-6 (4فَأَخَذَ ذَلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالْإِزْمِيلِ وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكاً. فَقَالُوا: «هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ!» 5فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحاً أَمَامَهُ وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَداً عِيدٌ لِلرَّبِّ». 6فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. .....)
                    ملوك الثانى 17: 11-20 (11وَأَوْقَدُوا هُنَاكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْتَفَعَاتِ مِثْلَ الأُمَمِ الَّذِينَ سَاقَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ، وَعَمِلُوا أُمُوراً قَبِيحَةً لإِغَاظَةِ الرَّبِّ. 12وَعَبَدُوا الأَصْنَامَ الَّتِي قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ عَنْهَا: [لاَ تَعْمَلُوا هَذَا الأَمْرَ]. 13وَأَشْهَدَ الرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلاً: [ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ وَاحْفَظُوا وَصَايَايَ فَرَائِضِي حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَالَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ]. 14فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ كَأَقْفِيَةِ آبَائِهِمِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالرَّبِّ إِلَهِهِمْ. 15وَرَفَضُوا فَرَائِضَهُ وَعَهْدَهُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ وَشَهَادَاتِهِ الَّتِي شَهِدَ بِهَا عَلَيْهِمْ، وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ، وَصَارُوا بَاطِلاً وَرَاءَ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ، الَّذِينَ أَمَرَهُمُ الرَّبُّ أَنْ لاَ يَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ. 16وَتَرَكُوا جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِهِمْ وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ مَسْبُوكَاتٍ عِجْلَيْنِ، وَعَمِلُوا سَوَارِيَ وَسَجَدُوا لِجَمِيعِ جُنْدِ السَّمَاءِ، وَعَبَدُوا الْبَعْلَ. 17وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي النَّارِ، وَعَرَفُوا عِرَافَةً وَتَفَاءَلُوا، وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. 18فَغَضِبَ الرَّبُّ جِدّاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَنَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ. 19وَيَهُوذَا أَيْضاً لَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِهِمْ بَلْ سَلَكُوا فِي فَرَائِضِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي عَمِلُوهَا. 20فَرَذَلَ الرَّبُّ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ، وَأَذَلَّهُمْ وَدَفَعَهُمْ لِيَدِ نَاهِبِينَ حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ)
                    يشوع 7: 10- 12 (10فقالَ الرّبُّ ليَشوعَ: ((قُم، لماذا تَنحَني حتى الأرضِ؟ 11خطئَ بَنو إِسرائيلَ وخالَفوا عَهدي وما أمَرتُهُم بهِ فأخذوا مِمَّا حَرَّمتُهُ علَيهم: سرَقوا وخبَّأوا ما سرَقوهُ بَينَ أمتِعَتِهِم، 12فما قَدِرَ بَنو إِسرائيلَ أنْ يَثبُتوا أمامَ أعدائِهِم، بلِ اَنهَزَموا مِنْ أمامِهِم لأنَّهُم صاروا مَلعونينَ مِنَ الرّبِّ، فلن أكونَ معَكُم ثانيةً ما لم تُزيلوا الحَرامَ مِنْ بَينِكُم) الترجمة العربية المشتركة
                    وها هو إيليا يشهد على زيغهم عن طريق الله: ملوك الأول 19: 9-10 (... وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: [مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟] 10فَقَالَ: [قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا].)
                    وها هو إشعياء يشهد على زيغهم عن طريق الله: إشعياء 28: 14-15 (14لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ يَا رِجَالَ الْهُزْءِ وُلاَةَ هَذَا الشَّعْبِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. 15لأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: «قَدْ عَقَدْنَا عَهْداً مَعَ الْمَوْتِ وَصَنَعْنَا مِيثَاقاً مَعَ الْهَاوِيَةِ. السَّوْطُ الْجَارِفُ إِذَا عَبَرَ لاَ يَأْتِينَا لأَنَّنَا جَعَلْنَا الْكَذِبَ مَلْجَأَنَا وَبِالْغِشِّ اسْتَتَرْنَا)
                    إشعياء 59: 1-14 (2بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. 3لأَنَّ أَيْدِيكُمْ قَدْ تَنَجَّسَتْ بِالدَّمِ وَأَصَابِعَكُمْ بِالإِثْمِ. شِفَاهُكُمْ تَكَلَّمَتْ بِالْكَذِبِ وَلِسَانُكُمْ يَلْهَجُ بِالشَّرِّ. 4لَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِالْعَدْلِ وَلَيْسَ مَنْ يُحَاكِمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ. قَدْ حَبِلُوا بِتَعَبٍ وَوَلَدُوا إِثْماً. ... أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ وَفِعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ. 7أَرْجُلُهُمْ إِلَى الشَّرِّ تَجْرِي وَتُسْرِعُ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ الزَّكِيِّ. أَفْكَارُهُمْ أَفْكَارُ إِثْمٍ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. 8طَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدْلٌ. جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ سُبُلاً مُعَوَّجَةً. كُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لاَ يَعْرِفُ سَلاَماً. 9مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ابْتَعَدَ الْحَقُّ عَنَّا وَلَمْ يُدْرِكْنَا الْعَدْلُ. نَنْتَظِرُ نُوراً فَإِذَا ظَلاَمٌ. ضِيَاءً فَنَسِيرُ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ. ... 12لأَنَّ مَعَاصِيَنَا كَثُرَتْ أَمَامَكَ وَخَطَايَانَا تَشْهَدُ عَلَيْنَا لأَنَّ مَعَاصِيَنَا مَعَنَا وَآثَامَنَا نَعْرِفُهَا. 13تَعَدَّيْنَا وَكَذِبْنَا عَلَى الرَّبِّ وَحِدْنَا مِنْ وَرَاءِ إِلَهِنَا. تَكَلَّمْنَا بِالظُّلْمِ وَالْمَعْصِيَةِ. حَبِلْنَا وَلَهَجْنَا مِنَ الْقَلْبِ بِكَلاَمِ الْكَذِبِ. 14وَقَدِ ارْتَدَّ الْحَقُّ إِلَى الْوَرَاءِ وَالْعَدْلُ يَقِفُ بَعِيداً. لأَنَّ الصِّدْقَ سَقَطَ فِي الشَّارِعِ وَالاِسْتِقَامَةَ لاَ تَسْتَطِيعُ الدُّخُولَ.)
                    وقال الرب لبنى إسرائيل على لسان إرمياء: إرمياء 2: 8-9 (8اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلُ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي وَالرُّعَاةُ عَصُوا عَلَيَّ وَالأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْلٍ وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لاَ يَنْفَعُ. 9[لِذَلِكَ أُخَاصِمُكُمْ بَعْدُ يَقُولُ الرَّبُّ وَبَنِي بَنِيكُمْ أُخَاصِمُ.)
                    وقال أيضًا: إرمياء 19: 4-15 (4مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَأَنْكَرُوا هَذَا الْمَوْضِعَ وَبَخَّرُوا فِيهِ لِآلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ يَعْرِفُوهَا هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ وَلاَ مُلُوكُ يَهُوذَا وَمَلَأُوا هَذَا الْمَوْضِعَ مِنْ دَمِ الأَزْكِيَاءِ 5وَبَنُوا مُرْتَفَعَاتٍ لِلْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا أَوْلاَدَهُمْ بِالنَّارِ مُحْرَقَاتٍ لِلْبَعْلِ الَّذِي لَمْ أُوصِ وَلاَ تَكَلَّمْتُ بِهِ وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي. 6لِذَلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَلاَ يُدْعَى بَعْدُ هَذَا الْمَوْضِعُ تُوفَةَ وَلاَ وَادِي ابْنِ هِنُّومَ بَلْ وَادِي الْقَتْلِ. 7وَأَنْقُضُ مَشُورَةَ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَأَجْعَلُهُمْ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ وَبِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ وَأَجْعَلُ جُثَثَهُمْ أَكْلاً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَلِوُحُوشِ الأَرْضِ. 8وَأَجْعَلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ لِلدَّهَشِ وَالصَّفِيرِ. ... 9وَأُطْعِمُهُمْ لَحْمَ بَنِيهِمْ وَلَحْمَ بَنَاتِهِمْ فَيَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ صَاحِبِهِ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقِ ... 11وَتَقُولُ لَهُمْ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هَكَذَا أَكْسِرُ هَذَا الشَّعْبَ وَهَذِهِ الْمَدِينَةَ كَمَا يُكْسَرُ وِعَاءُ الْفَخَّارِيِّ بِحَيْثُ لاَ يُمْكِنُ جَبْرُهُ بَعْدُ وَفِي تُوفَةَ يُدْفَنُونَ حَتَّى لاَ يَكُونَ مَوْضِعٌ لِلدَّفْنِ. 12هَكَذَا أَصْنَعُ لِهَذَا الْمَوْضِعِ يَقُولُ الرَّبُّ وَلِسُكَّانِهِ وَأَجْعَلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ مِثْلَ تُوفَةَ. 13وَتَكُونُ بُيُوتُ أُورُشَلِيمَ وَبُيُوتُ مُلُوكِ يَهُوذَا كَمَوْضِعِ تُوفَةَ نَجِسَةً كُلُّ الْبُيُوتِ الَّتِي بَخَّرُوا عَلَى سُطُوحِهَا لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ وَسَكَبُوا سَكَائِبَ لِآلِهَةٍ أُخْرَى]. ... 15[هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا جَالِبٌ عَلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَعَلَى كُلِّ قُرَاهَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَيْهَا لأَنَّهُمْ صَلَّبُوا رِقَابَهُمْ فَلَمْ يَسْمَعُوا لِكَلاَمِي].)
                    ويقول الرب على لسان حزقيال: حزقيال 2: 3-16 (3وَقُلْ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَيَّتُهَا الْمَدِينَةُ السَّافِكَةُ الدَّمِ فِي وَسَطِهَا لِيَأْتِيَ وَقْتُهَا, الصَّانِعَةُ أَصْنَاماً لِنَفْسِهَا لِتَتَنَجَّسَ بِهَا, 4قَدْ أَثِمْتِ بِدَمِكِ الَّذِي سَفَكْتِ, وَنَجَّسْتِ نَفْسَكِ بِأَصْنَامِكِ الَّتِي عَمِلْتِ, وَقَرَّبْتِ أَيَّامَكِ وَبَلَغْتِ سِنِيكِ. فَلِذَلِكَ جَعَلْتُكِ عَاراً لِلأُمَمِ وَسُخْرَةً لِجَمِيعِ الأَرَاضِي. 5الْقَرِيبَةُ إِلَيْكِ وَالْبَعِيدَةُ عَنْكِ يَسْخَرُونَ مِنْكِ, يَا نَجِسَةَ الاِسْمِ يَا كَثِيرَةَ الشَّغَبِ. ..... 7فِيكِ أَهَانُوا أَباً وَأُمّاً. فِي وَسَطِكِ عَامَلُوا الْغَرِيبَ بِـالظُّلْمِ. فِيكِ اضْطَهَدُوا الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ. 8ازْدَرَيْتِ أَقْدَاسِي وَنَجَّسْتِ سُبُوتِي. 9كَـانَ فِيكِ أُنَاسٌوُشَاةٌ لِسَفْكِ الدَّمِ, وَفِيكِ أَكَلُوا عَلَى الْجِبَالِ. فِي وَسَطِكِ عَمِلُوا رَذِيلَةً. 10فِيكِ كَشَفَ الإِنْسَانُ عَوْرَةَ أَبِيهِ. فِيكِ أَذَلُّوا الْمُتَنَجِّسَةَ بِطَمْثِهَا. 11إِنْسَانٌ فَعَلَ الرِّجْسَ بِـامْرَأَةِ قَرِيبِهِ. إِنْسَانٌنَجَّسَ كَنَّتَهُ بِرَذِيلَةٍ. إِنْسَانٌ أَذَلَّ فِيكِ أُخْتَهُ بِنْتَ أَبِيهِ. 12فِيكِ أَخَذُوا الرَّشْوَةَ لِسَفْكِ الدَّمِ. أَخَذْتِ الرِّبَا وَالْمُرَابَحَةَ وَسَلَبْتِ أَقْرِبَاءَكِ بِـالظُّلْمِ, وَنَسِيتِنِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. ... 15وَأُبَدِّدُكِ بَيْنَ الأُمَمِ, وَأُذَرِّيكِ فِي الأَرَاضِي, وَأُزِيلُ نَجَاسَتَكِ مِنْكِ. 16وَتَتَدَنَّسِينَ بِنَفْسِكِ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ, وَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ].)
                    وقال فى: دانيال 9: 6-11 (6وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ بِـاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. .... 10وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ.)
                    وقال فى: هوشع 4: 1-6 (1اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِنَّ لِلرَّبِّ مُحَاكَمَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ لأَنَّهُ لاَ أَمَانَةَ وَلاَ إِحْسَانَ وَلاَ مَعْرِفَةَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ. 2لَعْنٌ وَكَذِبٌ وَقَتْلٌ وَسِرْقَةٌ وَفِسْقٌ. يَعْتَنِفُونَ وَدِمَاءٌ تَلْحَقُ دِمَاءً. 3لِذَلِكَ تَنُوحُ الأَرْضُ وَيَذْبُلُ كُلُّ مَنْ يَسْكُنُ فِيهَا مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ وَأَسْمَاكِ الْبَحْرِ أَيْضاً تَنْتَزِعُ. 4«وَلَكِنْ لاَ يُحَاكِمْ أَحَدٌ وَلاَ يُعَاتِبْ أَحَدٌ. وَشَعْبُكَ كَمَنْ يُخَاصِمُ كَاهِناً. 5فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضاً النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ. 6قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلَهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضاً بَنِيكَ.)
                    وقال فى: عاموس 2: 4 (4هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللَّهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا.)
                    وقال فى: ميخا 3: 9-11 (9اِسْمَعُوا هَذَا يَا رُؤَسَاءَ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَقُضَاةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَكْرَهُونَ الْحَقَّ وَيُعَوِّجُونَ كُلَّ مُسْتَقِيمٍ. 10الَّذِينَ يَبْنُونَ صِهْيَوْنَ بِـالدِّمَاءِ وَأُورُشَلِيمَ بِـالظُّلْمِ. 11رُؤَسَاؤُهَا يَقْضُونَ بِـالرَّشْوَةِ وَكَهَنَتُهَا يُعَلِّمُونَ بِـالأُجْرَةِ وَأَنْبِيَاؤُهَا يَعْرِفُونَ بِـالْفِضَّةِ وَهُمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَلَيْسَ الرَّبُّ فِي وَسَطِنَا؟ لاَ يَأْتِي عَلَيْنَا شَرٌّ!» 12لِذَلِكَ بِسَبَبِكُمْ تُفْلَحُ صِهْيَوْنُ كَحَقْلٍ وَتَصِيرُ أُورُشَلِيمُ خِرَباً وَجَبَلُ الْبَيْتِ شَوَامِخَ وَعْرٍ.)
                    وقال فى: صفنيا 3: 1-4 (1وَيْلٌ لِلْمُتَمَرِّدَةِ الْمُنَجَّسَةِ, الْمَدِينَةِ الْجَائِرَةِ. 2لَمْ تَسْمَعِ الصَّوْتَ. لَمْ تَقْبَلِ التَّأْدِيبَ. لَمْ تَتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ. لَمْ تَتَقَرَّبْ إِلَى إِلَهِهَا. 3رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا أُسُودٌ زَائِرَةٌ. قُضَاتُهَا ذِئَابُ مَسَاءٍ لاَ يُبْقُونَ شَيْئاً إِلَى الصَّبَاحِ. 4أَنْبِيَاؤُهَا مُتَفَاخِرُونَ, أَهْلُ غُدْرَاتٍ. كَهَنَتُهَا نَجَّسُوا الْقُدْسَ. خَالَفُوا الشَّرِيعَةَ.)
                    وقال فى: زكريا 7: 9-13 (9[هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: اقْضُوا قَضَاءَ الْحَقِّ وَاعْمَلُوا إِحْسَاناً وَرَحْمَةً كُلُّ إِنْسَانٍ مَعَ أَخِيهِ. 10وَلاَ تَظْلِمُوا الأَرْمَلَةَ وَلاَ الْيَتِيمَ وَلاَ الْغَرِيبَ وَلاَ الْفَقِيرَ وَلاَ يُفَكِّرْ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَرّاً عَلَى أَخِيهِ فِي قَلْبِهِ. 11فَأَبُوا أَنْ يُصْغُوا وَأَعْطُوا كَتِفاً مُعَانِدَةً وَثَقَّلُوا آذَانَهُمْ عَنِ السَّمْعِ. 12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ. 13فَكَانَ كَمَا نَادَى هُوَ فَلَمْ يَسْمَعُوا كَذَلِكَ يُنَادُونَ هُمْ فَلاَ أَسْمَعُ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.)
                    وقال فى: ملاخى 2: 8-17 (8أَمَّا أَنْتُمْ فَحِدْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ وَأَعْثَرْتُمْ كَثِيرِينَ بِالشَّرِيعَةِ. أَفْسَدْتُمْ عَهْدَ لاَوِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 9فَأَنَا أَيْضاً صَيَّرْتُكُمْ مُحْتَقَرِينَ وَدَنِيئِينَ عِنْدَ كُلِّ الشَّعْبِ كَمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَحْفَظُوا طُرُقِي بَلْ حَابَيْتُمْ فِي الشَّرِيعَةِ]. .... 11غَدَرَ يَهُوذَا وَعُمِلَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ وَفِي أُورُشَلِيمَ. لأَنَّ يَهُوذَا قَدْ نَجَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ الَّذِي أَحَبَّهُ وَتَزَوَّجَ بِنْتَ إِلَهٍ غَرِيبٍ. 12يَقْطَعُ الرَّبُّ الرَّجُلَ الَّذِي يَفْعَلُ هَذَا السَّاهِرَ وَالْمُجِيبَ مِنْ خِيَامِ يَعْقُوبَ وَمَنْ يُقَرِّبُ تَقْدِمَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ. ... 17لَقَدْ أَتْعَبْتُمُ الرَّبَّ بِكَلاَمِكُمْ. وَقُلْتُمْ: [بِمَ أَتْعَبْنَاهُ؟] بِقَوْلِكُمْ: [كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الشَّرَّ فَهُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَهُوَ يُسَرُّ بِهِمْ]. أَوْ: [أَيْنَ إِلَهُ الْعَدْلِ؟].)
                    وشهد عليهم عيسى u بما أوحى إليه أنهم أشرار مثل آبائهم، وأنهم سائرون على ضلال من سبقهم: متى 23: 31-33 («لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! 14وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً! 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ .... .... .... 23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ! ...... 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً!.... 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟)
                    وقال الله تعالى فى كتابه المكنون: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (78) سورة المائدة
                    فهل الكذَّابون، المنافقون، الكافرون، المعادون لله وحدوده، المحرفون لكتابه، القاتلون لأنبيائه، هم أحباب الله وشعبه المختار؟ فما الفرق بينهم وبين الشياطين؟ فهل يقول عاقل أن يكون الشيطان من أحباب الله؟ إن الشياطين أحباب لأوليائهم! فأى منزلة تنزولونها إلهكم؟
                    وهل من العدل أو الحكمة أن يبنى الرب ملكوته على من وصفهم بأنهم القادة العميان الحيات أولاد الأفاعى؟
                    هل من العدل أن يقود ملكوت السماوات (رِجَالَ الْهُزْءِ) الذين صارت آثامهم فاصلة بينهم وبين الله، حتى ستر وجهه عنهم، وعبدوا البعل، وكذبوا على الرب؟
                    وهل من العدل أن تكون المدينة التى أثم أهلها بسفك الدماء، وعبادة الأصنام، والتى قال فيها الرب (أَيَّتُهَا الْمَدِينَةُ السَّافِكَةُ الدَّمِ ..., الصَّانِعَةُ أَصْنَاماً لِنَفْسِهَا لِتَتَنَجَّسَ بِهَا ..4قَدْ أَثِمْتِ بِدَمِكِ الَّذِي سَفَكْتِ, وَنَجَّسْتِ نَفْسَكِ بِأَصْنَامِكِ الَّتِي عَمِلْتِ) أن تكون هى قبلة الموحدين؟
                    لقد استحقت ما قاله الرب فى إرمياء 19: 11 (هَكَذَا أَكْسِرُ هَذَا الشَّعْبَ وَهَذِهِ الْمَدِينَةَ كَمَا يُكْسَرُ وِعَاءُ الْفَخَّارِيِّ بِحَيْثُ لاَ يُمْكِنُ جَبْرُهُ بَعْدُ) وفى إرمياء 19: 15 (هَئَنَذَا جَالِبٌ عَلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَعَلَى كُلِّ قُرَاهَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَيْهَا لأَنَّهُمْ صَلَّبُوا رِقَابَهُمْ فَلَمْ يَسْمَعُوا لِكَلاَمِي) وفى حزقيال 2: 4: (فَلِذَلِكَ جَعَلْتُكِ عَاراً لِلأُمَمِ وَسُخْرَةً لِجَمِيعِ الأَرَاضِي) وفى حزقيال 2: 15-16 (15وَأُبَدِّدُكِ بَيْنَ الأُمَمِ, وَأُذَرِّيكِ فِي الأَرَاضِي, وَأُزِيلُ نَجَاسَتَكِ مِنْكِ. 16وَتَتَدَنَّسِينَ بِنَفْسِكِ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ, وَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ)
                    واستحقت ما نالته من سحب ملكوت الله منهم: متى 21: 43-44 (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».)
                    وكما قلت سابقًا: لا يوجد دين اسمه المسيحية، فلم يأت عيسى u بأى دين جديد، بل كان من بنى إسرائيل، تابعًا لتعاليم موسى والأنبياء.
                    وكيف يدعون أن الرب غير صادق أو مُجبر على اعطائهم هذه الأرض دون تنفيذهم لشروط الله تعالى؟
                    إنهم يؤمنون أنهم أعداء الله! وأن الله رفضهم شعبًا ونسلاً بما كفروا وبما عصوا:
                    {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} (17) سورة سبأ
                    {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} (49) سورة الأنعام
                    ونكرر مرة أخرى إن الكتاب يُحدد أن أولاد الزنى لا يدخلون فى جماعة الرب، وبما أن داود من نسل يهوذا عن طريق فارص ابن الزنى مع ثامار زوجة ابنه (راعوث 4: 18-22،وتكوين 38: 1-30)، فهو محروم من ميراث الملكوت لقول الرب: تثنية 23: 2 (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.)
                    ففارص ابن زنى، والجيل (1) بعده هو حصرون، ثم الجيل (2) رام، ثم الجيل (3) عميناداب، ثم الجيل (4) نحشون، ثم الجيل (5) سلمون، ثم الجيل (6) بووعز، ثم الجيل (7) عوبيد، ثم الجيل (8) يسى، ثم الجيل (9) داود. وكلمة حتى الجيل العاشر تعنى للأبد، وقد أوضحت هذا الفقرة التى تلته: تثنية 23: 3 (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ)
                    لذلك فعيسى ليس المسِّيِّا لأنه من نسل داود كما تقول كتبكم، فهو من المحرومين من الملكوت ، وليس له أن يتولى الحكم أو حتى النبوة. وهذا هو السبب الذى جعلهم يحذفون يهوياقيم من نسله: إرميا 36: 30 (30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً.)
                    وقال نفس القول لكنيا ونسله الذى جاء منه يسوع: إرمياء 22: 30 (30هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [اكْتُبُوا هَذَا الرَّجُلَ عَقِيماً رَجُلاً لاَ يَنْجَحُ فِي أَيَّامِهِ لأَنَّهُ لاَ يَنْجَحُ مِنْ نَسْلِهِ أَحَدٌ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَحَاكِماً بَعْدُ فِي يَهُوذَا].)
                    لقد عرفت الجموع أن المسِّيِّا سوف يأتى بعد عيسى u، فكانوا فى انتظاره، وشوقهم إليه جعلهم يتساءلون عنه وعن رسالته، فقالوا: يوحنا 7: 31 (31فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ وَقَالُوا:«أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هَذَا؟».)
                    إذن لقد آمنوا أن يسوع ليس المسِّيِّا، وأن هذا النبى الخاتم عندما يأتى سيعمل معجزات أكبر من تلك التى عملها يسوع. وعلى هذا فلم يتكلم يسوع عن كنيسة، بما يفهمه الناس اليوم، ولم يؤسس كنيسة، بل دعا إلى ملكوت الله، واتباع صاحبه عندما يأتى.
                    من معجزات النبى محمد r:
                    وأتعجب فعلا من جهل الكثير من النصارى الذى لا يقرأون عن سيرة الرسول r، ولا يعلمون حتى أنه قام بمئات من المعجزات.
                    فمن معجزاته صلى الله عليه وسلم:
                    1 - القرآن الكريم: وهو أعظم المعجزات الخالدة إلى يوم القيامة.
                    2- انشقاق القمر ليلة البدر حتى افترق فرقتين.

                    3- حنين الجذع إليه لما فارقه، وصار يخطب على المنبر، ولم يسكن حتى جاءه فضمه واعتنقه فسكت.
                    4- نبع الماء من بين أصابعه الشريفة. رواه البخاري.
                    5- تسبيح الحصى بكفه. رواه أبن عسكر من حديث أبي داود وغيره.
                    6- تسبيح الطعام حين وضع بين يديه. البخاري عن أبن مسعود.
                    7- تسليم الحجر والشجر عليه بالنطق. رواه أبو نعيم في دلائل النبوة.
                    8- اخبار ذراع الشاة المذبوحة المشوية المسمومة له أنه مسموم. رواه البخاري.
                    9- شكا البعير إليه الجهد وقلة الطعام. رواه أبو داود.
                    10- شهاد الذئب له بالنبوة. رواه الطبراني وابو نعيم .
                    11- أنه جاء مرة إلى قضاء الحاجه ولم يجد شيئا يستتر به سوى جذع نخلة صغيرة وأخرى بعيدة عنها. ثم أمر كلا منها فأتتا إليه فسترتاه حتى قضى حاجته ثم أمر كلا منهما بالمضي إلى مكانها .راواه الأمام أحمد والطبراني .
                    12- أنه قربت منه ست من الأبل لينحرها فصارت كل واحده تقترب منه ليبدأ بها. رواه أبو داود والنسائي.
                    13- أن عين قتادة بن النعمان الأنصاري سقطت يوم أحد فردها فكانت المردودة أحـد (أقوى) من العين الصحيحه. رواه الحاكم وغيره من عدة طرق.
                    14- أن عين على بن أبي طالب، رضي الله عنه، برأت من الرمد حين تفل فيها. متفق عليه.
                    15- أن عبد الله بن عتيك الأنصاري أصيبت رجله حين نزل من درج إلى رافع بن أبي الحقيق لما قتله فمسحها بيده الشريفه فبرأت. رواه البخاري.
                    16- أنه عد لأصحابه في بدر الأماكن التى سيصرع فيها الكفار فقال: هذا مصرع فلان غدًا، ويضع يده على الأرض، وهذا مصرع فلان، وهذا مصرع فلان، فكان كما وعد. وما تجاوز أحد منهم موضوع يده. رواه ابو داود.
                    17- أنه أخبر أمية بن خلف أنه يقتله فقتل كافرًا يوم بدر. رواه البخاري.
                    18- أنه أخبر عن طوائف من أمته أنهم سيركبون وسط البحر أي يغزون في البحر كالملوك على الأسرة، ومنهم أم حرام بنت ملحان فكان كما أخبر. رواه البخاري.
                    19-أنه قال في الحسن بن علي: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، فكان كما قال. فإنه لما توفى أبوه بايعه أربعون ألفًا على الموت، فتنازل عن الخلافة لمعاوية، حقنا لدماء المسلمين. رواه البخاري.
                    20- أنه أخبر بقتل كسرى كذلك في ليلة مقتله الخبر كما ذكر.
                    21- أنه أخبر في شأن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أنه ستصيبه بلوى شديدة يريد قتله فكان كما قال. رواه البخاري.
                    22- أنه أخبر فى المدينة بمقتل الأسود العنسي في صنعاء اليمن في الليلة التي قتل فيها، فجاء الخبر فيما بعد كما أخبر به. ذكره ابن اسحاق وغيره.
                    23- أنه دعا الله تعالى أن يعز الإسلام باحد العمرين، فأصابت دعوته عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فأسلم، وعز بإسلامه كل من أضحى مسلما.
                    24- أنه دعا لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، بذهاب الحر والبرد عنه فكان على لايجد حرًا ولا بردًا، رواه البيهقي.
                    25- أنه دعا لابن عباس أن يفقهه الله فى الدين وعلم التأويل، فصار بحرًا زخارًا واسع العلم.
                    26- أنه دعا لثابت بن قيس بن شماس أن يعيش سعيدًا ويقتل شهيدًا فكان كذلك.
                    27- أنه دعا لأنس بن مالك بكثرة المال والولد وبطول العمر فعاش نحو المائة سنة وكان ولده من صلبه مائة وعشرين ولدا ذكرًا، وكان له نخل يحمل في كل سنة حملين أى يطرح مرتين.
                    28- أنه قال في رجل أسلم، وغزا معه، فأكثر قتال الكفار، إنه من أهـل النار، فأصابته جراحه فقتل نفسه بيده عمدًا متفق عليه .
                    29- كان بينه وبين عتيبة بن أبي لهب أذى فدعا عليه بأن يسلط الله عليه كلبا من كلابه فقتله الأسد. رواه أبو نعيم وغيره.
                    30- أنه لما شكا إليه شاك قحوط المطر، أى انقطاعه، وهو فوق المنبر في خطبة الجمعة، رفع يديه إلى الله تعالى ودعا، وما في السماء قطعة من السحاب فطلعت سحابة حتى توسطت السماء فاتسعت فأمطرت فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فاقلعت وانقطعت. متفق عليه.
                    31- أنه أطعم أهل الخندق من تمر يسير، أتت به إليه جارية. رواه ابو نعيم.
                    32- أنه أطعم الألف الذين كانوا معه في غزوة الخندق من صاع شعير ودون صاع وبهيمة ـ وهي ولد الضأن فأكلوا وشربوا وانصرفوا، وبقي بعد انصرافهم عن الطعام أكثر مما كان من الطعام. متفق عليه.
                    33- أنه حين تزوج بزينب بنت جحش أطعم خلقا كثيرًا من طعام قدم إليه في قصعة، ثم رفع الطعام من بينهم وقد شبعوا وهو كما وضع أو أكثر. كما رواه أبو نعيم.
                    34- أنه أمر عمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ أن يزود أربع مائة راكب أتوا إليه من تمر كان عنده فزودهم منه والتمر كان مقدراه كالفصيل الرابض فزودهم جميعا وكأنه ما مسه أحد. رواه أحمد وغيره.
                    35- أنه أطعم جماعة من أقراص شعير قليلة بحيث جعلها أنس تحت ابطه لقلتها فأكل منها ثمانون رجلا وشبعوا كلهم، وهو كما أتى لهم، كأنه لم يمسه أحد كما جاء في الصحيحين عن أنس.
                    36- أنه أطعم الجيش حتى وصلوا إلى حد الشبع من مزود ـ وهو وعاء التمر ـ ورد مابقى فيه لصاحبه أبي هريرة. ودعا له بالبركة فأكل منه في حياته إلى حين قتل عثمان ـ رضي الله عنه.
                    37- أنه في غزوة حنين رمى الكفار بقبضه من تراب وقال: شاهت الوجوه فامتلأت أعينهم ترابا كلهم وهزموا عن أخرهم. رواه مسلم وغيره.
                    38- أنه لما اجتمعت صناديد قريش في دار الندوة وأجمعوا على قتله وجاءواإلى بابه ينتظرون خروجه فيضربونه بالسيوف ضربة رجل واحد خرج عليهم ووضع التراب على رأس كل واحد منهم.
                    39- معجزتى الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والمعراج إلى السماوات العلى.
                    40- والمعجزة الخالدة الباقية التى لم أبتدىء بها هى القرآن الكريم، الذى يصدق العلم بكل فروعه على ما جاء به، وما نطق به رسول الله r حتى اليوم، وستستمر إلى يوم الدين.
                    وعلى ذلك فها نحن قد أقمنا الحجة على كل من لا يؤمن بنبوة محمد r، مدعيين أنه لم يأت بمعجزة. وعلى كل مسيحى أن يتتبع صدق هذا الكلام، والرد على كل الشبهات والافتراءات الموجهة ضد الإسلام فى الكتب الإسلامية والمواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت.
                    ZZZ

                    تعليق


                    • #11
                      من صفات المسِّيِّا كما جاءت على لسان يسوع:
                      نوَّهنا من قبل على أن كل نصوص الكتاب التى أشارت إلى المسِّيِّا، وتنبأت به، فهى تشير إلى الرسول r، وليس إلى يسوع. وكان من أكبر أسباب التحريف هو طمسهم لجزء منها، وتشويه البعض على القارىء، واختراعهم أن يسوع هو المسِّيِّا، الذى جاءهم وقتلوه، وانتهى الأمر، وليس عليهم أن يتبعوا نبيًا آخر. وذلك على الرغم من قول يسوع نفسه: متى 11: 14 (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)، متى 23: 39 (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».)
                      وإن قوله: إن كثيرين (وليس كل) سيأتون من بعده، ويدعى كل منهم أنه هو المسِّيِّا، ليدل على أن كثيرين سيحاولون سرقة الملكوت والضحك على بعض الناس، ولم ينفِ قدوم المسِّيِّا الحق، ولم يدع أنه آخر رسل الله تعالى، ولكنه قال ذلك عن كثيرين، الأمر الذى يؤكد قوله عن إيليا، ويؤكد تحريفهم للنص بإضافة كلمة (باسمى): متى 24: 4-5 (4فَأَجَابَ يَسُوعُ: «انْظُرُوا لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.)
                      بعد أن ضرب لهم يسوع عند متى الأمثال لملكوت الله، وانتهى إلى خلاصة أنه سينزع من بنى إسرائيل، ويُعطى لأمة محاربة تعمل أثماره (متى 21: 42-44)، وما يهمنا هو أنه تكلم عن مجىء المسِّيِّا، وهذا لا يعنى إلا أنه ليس هو هذا المسِّيِّا، وهذا ما فهمه الناس، بدليل انتحال الكثيرين لصفة المسِّيِّا قبل ظهور محمد r: متى 24: 23-42 (23حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاكَ فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً. ..... 37وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. .... 42«اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ.)
                      وهذا ما فهمه المؤمنون به، فبعد أن قام أمامهم بمعجزات، تعجب الناس وظنوا أن المسِّيِّا أعظم رسل الله وخاتمهم، سيقوم حتمًا بمعجزات أكبر من هذه: يوحنا 7: 31 (31فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هَذَا؟».)
                      ووصفه يسوع بأنه البيركليت (= أحمد)، وأنه إيليا (= أحمد = 53 بحروف الجُمَّل)، وأنه سيعزى بنى إسرائيل فى ذهاب النبوة من عندها (المعزى)، وأنه روح الحق، أى الأمين الصادق (رؤيا يوحنا 3: 14)، وأن دينه هو الخاتم، وأنه سيعلم أتباعه كل شىء، وسوف يذكرهم بالصحيح من دين عيسى u، وسيكون أمين على الوحى، وأنه روح (بالتنكير) القدس، أى يتمتع بالقداسة التى كان يتمتع بها أنبياء الله، أى من عباد الله المؤمنين.
                      فأوَّل النصارى هذه الأقوال، وفهموها على أنه هو الروح القدس الأقنوم الثالث فى إلههم مثلث الأقانيم، ولم يعلمهم هذا الأقنوم شيئًا، ولم يذكرهم بشىء. على الرغم من إيمانهم أن الروح القدس هو نفسه يسوع. أى يذهب يسوع بصورة الجسد، ليأتى يسوع بصورة روح، لا يراه أحد، ولا يكون هناك دليل على أى تعاليم يقولها لشخص ما!!
                      ومن النصوص التى أشار بها يسوع إلى النبى المصطفى r:
                      &Ucirc; يوحنا 14: 15-17 (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ)
                      &Ucirc;يوحنا 14: 24-26 (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 25بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. 26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.)
                      &Ucirc; يوحنا 16: 7-10 (7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.)
                      &Ucirc; يوحنا 16: 12-14 (12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.)
                      &Ucirc; متى 11: 11-14 (وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. .. .. .. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)
                      &Ucirc; يوحنا 15: 26-27 (26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».)
                      وصفات هذا النبى كما وصفه يسوع هى:
                      1) يأتى بعد عيسى u (لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي) يوحنا 16: 7
                      2) نبى مرسل من عند الله ، أمين على الوحى (لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ) يوحنا 16: 13
                      3) مرسل للعالم كافة (وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ.) يوحنا 16: 8
                      4) صادق أمين، عين الحق وذاتها (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ) يوحنا 14: 17 (وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ) يوحنا 14: 26
                      5) يخبر ويُنبىء عن أمور مستقبلية (وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ) يوحنا 16: 13
                      6) ديانته مهيمنة، وتعاليمه شاملة (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ) يوحنا 16: 13
                      7) يتعرض دينه وشريعته لكل تفاصيل الحياة (فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ) يوحنا 14: 26
                      8) مؤيداً لرسالة عيسى u الحقة ومدافعاً عنه وعن أمه (فَهُوَ يَشْهَدُ لِي) يوحنا 15: 26
                      9) ناسخ لما قبله ولا ناسخ له (فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ) يوحنا 14: 16
                      10) نبى مثل عيسى u (مُعَزِّياً آخَرَ). يوحنا 14: 16
                      11) ناسخًا لدين عيسى وموسى ودينه مهيمنًا على كل الكتب والأديان التى سبقت: متى 21: 42-44 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».)
                      وقوله إنه لن ينقض أو ينقص حرف واحد من الناموس حتى يكون الكل، دليل على عدم تغيير شيئًا فى الناموس حتى يأتى إيليا الذى قال إنه مزمع أن يأتى: متى 5: 18 (18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.)
                      لذلك نجد أن بولس كان مترددًا بشأن الناموس، فتارة يؤكده أمام اليهود، وتارة أخرى يهدمه أمام الأميين والجهلاء مدعيًا أن يسوع هو المسِّيِّا، ولا يبقى لهم حاجة فى اتباع هذا الناموس العتيق:
                      يقول بولس: غلاطية 2: 16 (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.)
                      ويقول بولس فى غلاطية 3: 21 (...... لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.)
                      ويقول بولس: غلاطية 5: 4 (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.)
                      ويقول بولس: كورنثوس الأولى 15: 56 (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ)
                      ويقول بولس: غلاطية 3: 10 (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ .....)
                      ويقول بولس: رومية 5: 20 (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.)
                      ويقول كاتب الرسالة إلى عبرانيين 8: 7 (7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.)
                      ويقول بولس: غلاطية 3: 12 (وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ)
                      ويقول بولس: رومية 4: 5 (5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.)
                      ويقول بولس: غلاطية 3: 10-21 (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ، .. .. .. 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.)
                      وذلك على الرغم من تقيُّد يسوع بالناموس وتعاليمه، واتباع تلاميذه الناموس، وتمسكهم بالصلاة فى المعبد. متى 5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)
                      وقال يعقوب رئيس التلاميذ: يعقوب 2: 10-11 (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.)
                      وقال كاتب الرسالة للعبرانيين: عبرانيين 10: 28 (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.)
                      وقال الرب إن ناموسه كامل (مزمور 19: 7)، وبلا عيب (المزمور 18: 7)
                      ولعن الرب من لا يسمع لكلام هذا العهد فى: إرمياء 11: 3-4 (مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...)
                      إذن فليس عيسى رسول الله، النبى الخاتم للرسالات والنبوة، ولكنه من أتى بعده، المبعوث للثقلين الإنس والجن، الرحمة المهداة للعالمين. ولم يكن هو الحجر الذى رفضه البناؤون، بل محمد r الذى جاء من نسل إسماعيل بن إبراهيم u وابن هاجر التى رفضها البناؤون. ولم يكن هو حجر الزاوية أى خاتم النبيين، بدليل قوله: متى 23: 39 (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».)
                      فمن هو ذلك الآتى بعده باسم الرب؟ إنه نبى تنتظره كل الأمم، وليس نبيًا من بنى إسرائيل، ولا نبيًا إلى بنى إسرائيل فقط، لأن الخلاص سيأتى من خارج إسرائيل، وهو ما أشار إليه عيسى u بانتزاع الملكوت منهم، وأكده بلعن شجرة التين، التى ترمز إلى بنى إسرائيل، وجعلها يابسة، قائلا، لا يخرج منك ثمر بعد (متى 21: 19). لكن هناك من الدجالين الذين سيدَّعون أنهم هم المسٍّيِّا، وهؤلاء قد حذَّرَ منهم: متى 24: 4-5 (4فَأَجَابَ يَسُوعُ: «انْظُرُوا لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.)، وتقولها الترجمة اليسوعية والترجمة العربية المشتركة: (فسوف يأتى كثيرٌ من الناس منتحلين اسمى يقولون: «أنا هو المسيح»، ويضلون أناسًا كثيرين.)
                      ولم نسمع عن إنسان جاء بعده يسوع وادعى أنه يسوع، بل كانت المسِّيِّانية هى التى ادعاها أناس من بعده، وهى التهمة التى رماه بها اليهود: متى 26: 63 (63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ!)، وكان رد يسوع النفى، وأن هذا ادعاء منهم عليه: يوحنا 18: 33-34 (33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟»)
                      لذلك رأى بيلاطس أنه برىء من هذه التهمة وأراد أن يُطلق سراحه، وقال لهم: يوحنا 18: 38 (أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً) ، وقال لهم أيضًا: متى 27: 24 («إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ».)
                      فلو كان عيسى u آخر رسل الله، لما تنبأ بمجىء إيليا أو المبارك باسم الرب: متى 11: 14 (وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ)، متى 23: 39 (لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!)
                      وإيليا هذا لم يكن يوحنا المعمدان كما يحلو للبعض أن يفهم، فقد نفى المعمدان عنه أيضًا هذه الصفة: يوحنا 1: 19-21 (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».)
                      وهذا ما فهمه اليهود، لذلك عندما حاولوا إلصاق تهمة (كونه المسِّيِّا) به، أرادوا أن يعطوا لأنفسهم الحق فى قتله أو رجمه، حتى لا يفتح عليهم الجرح الذى عاشوا عمرهم يداووه، وينكروه، وهو سحب ملكوت الله منهم، واعطائه لأمة تعمل أثماره، من خارج اليهود، لأن الخلاص من اليهود كما قال يسوع فى (يوحنا 4: 22) ، نفاها يسوع عن نفسه بعدة طرق مختلفة:
                      فحاولوا معه أن يقضى بينهم فى مسألة الجزية التى يدفعونها لقيصر: متى 22: 15-21 (15حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. 17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ:«لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».)
                      وحاول اثنان أن يجعلوه يقسم الميراث بينهما: لوقا 12: 13-15 (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ».)
                      وحاولوا إيقاعه مرة ثالثة فقالوا له احكم بكتاب الله على هذه المرأة التى أمسكناها تزنى فى نفس ذات الفعل: يوحنا 8: 2-9 (2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» 8ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. 9وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ.)
                      وذلك على الرغم من قوله إنه لم يأت لينفض نقطة واحدة من الناموس: متى 5: 17-18 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.)
                      وتشديده على منع الزنى، حتى أمر المؤمن بإتلاف عينه إذا لم يستطع التحكم فى الغض من البصر: متى 5: 27-29 (27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.)
                      بل حاولوا تنصيبه ملكًا والاعتراف به المسِّيِّا رسميًا فرفض: يوحنا 6: 19 (15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.)
                      بل نفى عن نفسه أنه المسِّيَّا: مرقس 8: 27-30 (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.)
                      واتهم اليهود علانية أنهم هم الذين يحرفون كلام الله، ويحاولون إغلاق ملكوت الله فى وجه إسماعيل، ويدعون الناس بالباطل، ومَن ينضم إليهم فهو قد ضمن النار: متى 23: 13-15 (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ..... 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!)
                      وأعلنها لهم صراحة أنه لا يمكن لأحد أن يخطف شيئًا من يد الله، أى النبوة التى سرقها يعقوب من أخيه، فهذا كذب وتحريف، لأنه لا يمكن أن يُغصب الرب على عمل شىء، وأنه بادعائكم زنى الأنبياء وفجورهم، وأنه بقولكم على إسماعيل ابن الخادمة، وليس له الحق فى النبوة وفى ميراث بركة أبيه، فهذا هراء، ويُخالف كتاب الله ومراده، وتعاليمه ، ولن يحول هذا دون بركة إسماعيل أو يحرمه منها شئتم ذلك أم أبيتم؛ لأنه: يوحنا 10: 29 (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
                      فالتى رفضتموها وأوهمتم أنفسكم أن من نسلها لن يأتى المسِّيِّا سوف يأتى منها: متى 21: 42 (قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟)
                      وهم قد رفضوا هاجر وابنها عن تعصب أعمى ذميم وادعوا أنها محرومة من أن يأتى من نسلها النبوة ، على الرغم من دعوة الرب لإسماعيل أنه نسل إبراهيم u تكوين 21: 13 (13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ.)
                      وعلى الرغم من وجود أربعة أشخاص من الأسباط الاثنى عشر أبناء خادمتين، أى ثلث أسباطهم أبناء خادمتين، وهم: (دان) و(نفتالى) ابنا يعقوب من بلهة جارية راحيل، و(جاد) و(أشير) ابنا يعقوب من زلفة جارية ليئة كانوا من الأسباط الاثنى عشر ذرية يعقوب u: (تكوين 30: 1-13)
                      ثم سألهم عن المسِّيِّا بأسلوب الغائب ، وفى هذا الأسلوب وحده تأكيد أن المسِّيِّا شخص آخر غيره، قائلاً: متى 22: 41-46 (وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)
                      وسمَّاه ابن الإنسان، وتنبأ بقرب قدومه: متى 10: 23 (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ)، وهو هنا بالطبع لا يُشير إلى نفسه، لأنه كان مازال معهم، وتكلم عن ابن الإنسان بصيغة الغائب.
                      حتى إنه أعلنها بأسلوب مختلف قائلاً إن آخر أنبياء الله هو الأصغر فى ملكوت الله وهو الأعظم، وذلك عندما سأله تلاميذه: عن أعظم أنبياء الله؟ فقال الأصغر، أى آخرهم ، أى إنه ليس هو المسِّيَّا، ودليل على ذلك قوله عن إيليَّا (المسِّيَّا) الذى قرب ظهوره: متى 11: 11-14 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)
                      هل وعيتم كلمته إلى الآن؟ (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.) أى من وقت ظهور المعمدان إلى اليوم يحاول الغاصبون أن يسرقوا الملكوت لأنفسهم، لكن من أراد أن يقبل الملكوت، فهذا هو إيليا القادم قريباً ، هو صاحبه الحقيقى.
                      ولم يجدوا بَدًا من أن يتهموه لدى الحاكم الرومانى أنه (المسِّيَّا) ويجب قتله، فالمعروف أن المسِّيِّا سيحكم بكتاب الله وينفذ شريعته وسيقضى على الإمبراطورية الرابعة (الإمبراطورية الرومانية)، الأمر الذى نفاه عنه الحاكم الرومانى نفسه بعد محاكمته، وأراد إطلاق سراحه: متى 27: 17-19 (17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ».)
                      وهذا يعنى أنك أنت الذى تدعى ذلك، وهذا ليس بقولى ولم أتفوه به، فلم أقل شيئًا فى السر، بل كنت أعلم فى المجمع فى كل حين، ولو قلته، فما الذى جعلهم يصبرون على طوال هذا الزمن؟
                      يوحنا 18: 19-21 (19فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».)
                      متى 26: 63 (63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ!) ، وكان رد يسوع النفى، وأن هذا ادعاء منهم عليه: يوحنا 18: 33-34 (33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟»)
                      لذلك رأى بيلاطس أنه برىء من هذه التهمة وأراد أن يُطلق سراحه، وقال لهم: يوحنا 18: 38 (أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً) ، وقال لهم أيضًا: متى 27: 24 («إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ».) ، فلو كان هو المسِّيِّا ما كان تركه، بل أعدمه، ولو تركه ما كان قيصر نفسه ليتركه. إنه أكبر تهديد لقيصر.
                      متى 27: 17-19 (17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ».)
                      أمَّا أن يدعى الأنبا شنودة ص15 أن يسوع أجاب رئيس الكهنة بالإيجاب على بنوته لله، فأقوال الأناجيل تُثبت عكس ذلك، كما رأينا.
                      لكن لماذا لم يُخبر يسوع الناس أنه هو المسِّيِّا؟ ولماذا نهر تلاميذه أن يخبروا الناس بأنه هو المسيح نبى آخر الزمان؟ هل كان يخشى الناس؟ أم كان يتكتم سبب بعثته؟ وكيف علَّم الناس كل شىء ومتى؟ أم كان يخشى أن يعلم الشيطان سبب بعثته فيُحبط عمله قبل أن يتم؟ ولماذا لم يقل لبيلاطس ولرئيس الكهنة أنه هو المسِّيِّا فى عبارة صريحة لا تأوَّل، وخاصة وهو على مشارف الموت؟
                      وقد جاء عيسى u ـ آخر أنبياء بنى إسرائيل من أبيه إسحاق ـ يُبشِّر المؤمنين أن ملكوت الله سوف يُنزع من بنى إسحاق وسيعطيه الله لبنى إسماعيل، على الرغم من أن هذا غريب على بعض غير الفقهاء فى الكتاب، وغريب على المعاندين الذين يظنون أنّ الملكوت سوف يدوم لهم ، ونسوا وعد الله لنبيه إبراهيم u ، أنه سيقيم النبوة فى إسحاق وأيضًا فى إسماعيل (تكوين 17: 20 ، وتكوين 21: 17-21، وتثنية 18: 15-20)، فقال لهم: متى 21: 42-44 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») ، وأيضًا مرقس 12: 10-12
                      نعم فالحجر الذى رفضه البناؤون، وطلبت سارة ألا يرث مع ابنها، هو قد صار رأس الزاوية: مرقس 12: 10-12 (10أَمَا قَرَأْتُمْ هَذَا الْمَكْتُوبَ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ 11مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!» 12فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الْجَمْعِ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ. فَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.)
                      كما أنبأ سفر التكوين عن إزالة ملكوت الله يومًا ما من بنى إسرائيل: تكوين 49: 10 (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.)
                      معنى هذا أن الحكم والسلطة الدينية ستزول يومًا ما من يهوذا (أبِى الشعب الإسرائيلى)، أى من بنى إسرائيل، ولكن عندما يأتى شيلون (من يكون له الأمر)، وهذا النبى يكون دينه لكافة الأمم، لليهود وللنصارى ولغيرهم من الأمم (وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ) ، وهو نفس الأمر الذى قاله عيسى u لليهود: متى 23: 37-39 (38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».)
                      يؤكد أيضًا أن عيسى u لم يكن المسِّيِّا أنه لم يُبعث إلا إلى خاصته من بنى إسرائيل، بل إنه كان يرفض علاج إلا من أُرسِلَ إليهم إلا فى أضيق الحدود وللمؤمنين فقط، على الرغم من أنه نبى للرحمة، ولكن ليأكد أنه ليس هو المسيح (المسِّيِّا الرئيس): متى 15: 24 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
                      بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: متى 10: 5-7 (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.)
                      بل كان هذا مطابقًا لكلام ملاك الرب: الذى حدد فيه أن يسوع قد جاء فقط لبنى إسرائيل ، فقد جاء ليخلِّص شعبه فقط: متى 1: 21 (21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».)
                      أما المسِّيِّا فهو مرسل للعالم أجمع ويبقى دينه للأبد ، وأما يسوع فقد كان أساس وجوده هو البشارة بملكوت المسِّيِّا القادم بعده لوقا 4: 43: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».)
                      وقد كان تذكيره لليهود بقرب انتهاء ملكوت الله فيهم، وأن الأمر سيعطيه الله لمن يستحق، أثار حافظتهم، ونزع نقاب الكذب من على وجوههم، الأمر الذى أثارهم وأرادوا قتله بسببه: متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
                      ولكنه لم يتنازل عن أداء رسالته ، فواصَلَ رسالته وقال لليهود: إن بيتهم سيترك لهم خرابًا، أى ستُنزع منه النبوة والرسالة، ولن يكون مسئولاً بعد عن إقامة ملكوت الله، فقد فشلوا فى إقامته، ولن يأتى نبى آخر من بنى إسرائيل، وإنهم لن يروه بعد الآن حتى يأتى صاحب هذا الملكوت: متى 23: 37-39 («يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».)
                      وأكَّدَ ذلك أيضًا بلعنه لشجرة التين رمز الأمة اليهودية، التى يبست فى الحال، وبدعائه عليها ألا يكون منها ثمر إلى الأبد، أى لن يأت منها نبى إلى بعده: متى 21: 18-19 (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ. 20فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟»)
                      وظل الكتبة والفريسيون يعارضونه، حتى قالها لهم صراحة وكشف القناع عن نواياهم السيئة، فقال: متى 23: 13 (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!)
                      لأنه كما وعد الله نبيه إبراهيم النبوة والبركة لإسحاق، وعده به أيضًا فى إسماعيل: تكوين 21: 10-13 (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ».11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».)
                      بل نزل بعد ذلك ملاك الرب يؤكد ذلك بقوله: تكوين 21: 17-19 (17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ.)
                      نعم كانوا يتمنون ألا ينتقل الملكوت منهم، فأشاعوا الشائعات من قديم الزمن: فتارة يجعلون الذبيح ـ سبب البركة والنبوة ـ هو إسحاق، وتارة يقولون ليس لإسماعيل الحق من الأساس فى وراثة هذا الملكوت لأنه ابن الجارية، على الرغم من وجود نص صريح يعارض أفكارهم وأقوالهم هذه: تثنية 21: 15-17 (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ)
                      ورغم قولهم هذا لا يكيلون بنفس المكيال على أنفسهم، فأربعة أشخاص من الأسباط الاثنى عشر أبناء خادمتين كما قلنا من قبل، أى ثلث أسباطهم أبناء خادمتين وهم: (دان) و(نفتالى) ابنا يعقوب من بلهة جارية راحيل ، وكذلك (جاد) و(أشير) ابنا يعقوب من زلفة جارية ليئة كانوا من الأسباط الاثنى عشر ذرية يعقوب.
                      وكذلك جاءت كل الأمثال التى ضربها يسوع لهم عن انتهاء ملكوت الله، وعن حرية الله فى تحديد من يقيم شرعه، لذلك عندما أنهى كل أمثاله، أتى إلى النتيجة المستفادة من كل هذه الأمثال، فقال لهم: متى 21: 42-44 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) وأيضًا مرقس 12: 10-12
                      ومن هنا نصل إلى أن ملكوت الله هو الشريعة التى أتت بعد الملكوت الأول أو الدهر الحاضر (كما كان يسميه اليهود)، والتى ألغت الشريعة الأولى، وهو الإسلام، الذى جاء به المسِّيِّا، آخر رسل الله وأنبيائه، والذى سيكون دينه ناسخًا لما قبله، ولا ناسخ له.
                      وأن نسل داود محرومون من الجلوس على كرسى الملك لقول الله: إرميا 33: 20-21 (20[هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنْ نَقَضْتُمْ عَهْدِي مَعَ النَّهَارِ وَعَهْدِي مَعَ اللَّيْلِ حَتَّى لاَ يَكُونَ نَهَارٌ وَلاَ لَيْلٌ فِي وَقْتِهِمَا 21فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضاً مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكاً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ خَادِمِيَّ.)
                      ناهيك عن أن الكتاب يُحدد أن أولاد الزنى لا يدخلون فى جماعة الرب:
                      وبما أن داود من نسل يهوذا عن طريق فارص ابن الزنى مع ثامار زوجة ابنه (راعوث 4: 18-22،وتكوين 38: 1-30)، فهو محروم من ميراث الملكوت لقول الرب: تثنية 23: 2 (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.)
                      ففارص ابن زنى، والجيل (1) بعده هو حصرون، ثم الجيل (2) رام، ثم الجيل (3) عميناداب، ثم الجيل (4) نحشون، ثم الجيل (5) سلمون، ثم الجيل (6) بووعز، ثم الجيل (7) عوبيد، ثم الجيل (8) يسى، ثم الجيل (9) داود. وكلمة حتى الجيل العاشر تعنى للأبد، وقد أوضحت هذا الفقرة التى تلته: تثنية 23: 3 (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ)
                      وكما قال الكتاب المقدس عن يهوذا بن يعقوب الذى من نسله جاء داود إنه زنى بزوجة أبنائه ثامار: (تكوين الإصحاح 38)، قال أيضًا عن داود أنه زنى بامرأة جاره أوريا، بل وتخلص منه بمؤامرة خسيسة ضاع فيها جزءًا من جنود جيشه (صموئيل الثانى صح 11).
                      كما أنه من أسلاف يسوع زناة، ومطرودين من رحمة الله، وعلى ذلك فحكمهم القتل أو الرجم:
                      متى 1: 3 (يهوذا ولد فارص وزارح من ثامار) ،
                      وثامار هذه زوجة أبناء يهوذا التى زنى معها (تكوين 38)
                      متى 1: 5 (وسلمون ولد بوعز من راحاب) ،
                      يشوع 2: 1-15 (راحاب امرأة زانية) ،
                      متى 1: 5 (وبوعز ولد عوبيد من راعوث)
                      راعوث 4: 5 (وراعوث هى راعوث الموابية)
                      تثنية 23: 3 (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) ،
                      متى 1: 6 (وداود الملك ولد سليمان من التى لأوريا) اقرأ قصة زنا داود بامرأة جاره (صموئيل الثانى 11)
                      تثنية 23: 2 (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.)
                      متى 1: 7 (وسليمان ولد رحبعام) ، اسم أم رحبعام زوجة سليمان نعمة العمونية (ملوك الأول 14: 21 ، تثنية 23: 3 (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ)
                      سليمان كافر عابد للأوثان: ملوك الأول 11: 4 (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ) وعقوبة المرتد الرجم حتى الموت (تثنية 13: 6-10)
                      ورأوبين بن يعقوب الذى زنى بسرية أبيه التى هى فى حكم أمه: تكوين 49: 4 (لأنك صعدت على مضجع أبيك حينئذ ودنسته) وحكمهما هو: لاويين 20: 11 (11وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ أَبِيهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.)
                      ومن الجدير بالذكر أيضًا أن متَّى حذف أن من سلسلة نسب يسوع يهوياقيم بن يوشيا (أخبار الأيام الأول 3: 16) الذى كان بين يوشيا ويكنيا (سفر الملوك الثانى 23: 34) (34وَمَلَّكَ فِرْعَوْنُ نَخُو أَلِيَاقِيمَ بْنَ يُوشِيَّا عِوَضاً عَنْ يُوشِيَّا أَبِيهِ، وَغَيَّرَ اسْمَهُ إِلَى يَهُويَاقِيمَ،)
                      فقال متى: متى 1: 10-11 (وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.)، وذلك لأنهم يعلمون أنه لن يأت من نسل يهوياقيم، الذى هو من نسل داود أيضًا، شخص يُملَّك على بيت يهوذا: لذلك أيضًا حُذف اسم يهوياقيم من سلسلة نسب يسوع، بل لم يُذكر فى العهد الجديد بأكمله: إرميا 36: 30 (30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً.)
                      إضافة إلى تحريم الرب الجلوس على عرش داود مرة أخرى لنسل يكنيا: إرمياء 22: 30 (30هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [اكْتُبُوا هَذَا الرَّجُلَ عَقِيماً رَجُلاً لاَ يَنْجَحُ فِي أَيَّامِهِ لأَنَّهُ لاَ يَنْجَحُ مِنْ نَسْلِهِ أَحَدٌ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَحَاكِماً بَعْدُ فِي يَهُوذَا].)
                      لذلك قام لوقا بإلغاء اسم يكنيا من نسبه، ليخفى بها لعنة الله تعالى عليه، وليُظهر يسوع بأنه صاحب الحق فى وراثة عرش داود، لذلك نسب شألتئيل إلى نيرى وليس ليكنيا كما جاءت فى (أخبار الأيام الأول 3: 17)
                      وعلى ذلك فقد تعرفت عزيزى القارىء على أحد أهم الأسباب الحقيقية وراء تحريف الكتاب الذى يقدسونه، بل والعقيدة نفسها، وهو جنوحهم، ورفضهم التسليم بقول عيسى u الذى أنبأهم بنزع الملكوت منهم، وأنه سوف يذهب لأمة تعمل أثماره.
                      لكن هَب أن يسوع كان المسِّيِّا! فهل آمن اليهود أو جاء فى كتابهم أن الرب الإله الذى لم يره أحد، ولن يراه أحد سوف ينزل إليهم متجسدًا فى صورة إنسان، على الرغم من تحقير الرب فى الكتاب للإنسان، أم آمنوا بقدوم نبى آخر الزمان بشرًا عبدًا لله؟ وعلى ذلك فإن ما ذكره الأنبا شنودة من تدليل على ألوهية يسوع الذى يعتبره المسِّيِّا قد جانب الصواب فيه، لأنه لو كان يسوع المسِّيِّا، لكان الإنسان ابن الإنسان نبى آخر الزمان بشرًا سويًا، وليس أكثر. ولا يمكن أن يُنزل الرب درجته من الإله الراسل إلى البشر المُرسل، وفى النهاية نجده يُمثل الدورين: دور الراسل، ودور الرسول، ويكون هو نفسه محور الرسالة.
                      اقرأ تشبيه الرب الذى ذكرته من قبل للإنسان:
                      أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
                      فهل أُعجب الرب فجأة بجحش الفرا فتجسَّد فى صورة إنسان المشبه بهذا الجحش؟ أم أراد الرب أن يُهين نفسه، ويهينه الآخرون، فاختار هذه الصورة ليظهر بها لعبيده؟
                      الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
                      فهل يقول مؤمن إن ما يحدث للبهيمة حدث للرب؟
                      هل يقول عاقل إن الرب بتجسده لم يكن له مزية على البهيمة؟
                      هل يقول مؤمن إن الرب بتجسده كان على باطل مثل البهيمة والإنسان؟
                      أيوب 25: 8 (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)
                      ثم لماذا يتجسد الرب، إذا لم تكن هناك ما يُسمى بالخطيئة الأزلية؟
                      يقول ع.م. جمال الدين شرقاوى: (إن الخطيئة الأزلية ليست خطيئة حواء، بل عصيان آدم لله، والتى حُذفت من الكتاب الذى يقدسونه.) إنه أول من عصى الله تعالى، وبهذه المعصية أصبح شيطانًا مطرودًا من رحمة الله، وقد نجح الشيطان أن يحوِّل هذه التهمة من على عاتقه، إلى النصارى، وشرب النصارى هذا الفخ وادعوا أن الخطيئة الأولى هى خطيئة حواء، وبسببها تحملت البشرية بوزرها.
                      فمن العجيب أن يكون الشيطان أفضل إيمانًا، وأكثر عدلا من بنى البشر، فهو يؤمن بعدل الله تعالى، ولم يدع أن الخطيئة الأولى تحمل الشياطين وزرها. بل قال بها الإنسان، فظلم المرأة، وظلم نفسه، وظلم الله تعالى، وأنقذ الشيطان ومجَّده!!
                      وها هو عدل الله تعالى فى حكمه: حزقيال 18: 19-20 (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.)
                      ولماذا لم يغفر الله لحواء وآدم ذنبيهما؟ أليس هو إله المحبة والرحمة والغفران؟
                      فما يقوله الأنبا شنودة من قيام الكنيسة على مسِّيِّانية يسوع فهو باطل، لأنه بُنى على باطل.
                      وقد أوردنا أيضًا فى الصفحات القليلة الماضية ما يثبت أن بطرس هذا لا يمكن أن تُقام عليه كنيسة، وأنه وصف مرتين بأنه شيطان، كما وصف محرفوا الكتاب كل التلاميذ بأنهم أغبياء وقليلو الإيمان، لم يفهموا رسالة يسوع فى حياته:

                      تعليق


                      • #12
                        صفات التلاميذ كما تصورها الأناجيل:
                        فلم يفهموا مثل زوان الحقل: متى 13: 36 (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».)
                        يوحنا 8: 27 (27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.)
                        يوحنا 10: 6 (6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.)
                        وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: متى 15: 15-16 (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟)
                        مرقس 10: 13-16 (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.)
                        على الرغم من أنه قال لهم عن الأولاد الصغار من قبل: متى 18: 1-6 (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.)
                        فقد نعت بطرس أنه شيطان: متى 16: 23 (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».)
                        كما وصف بطرس أيضاً بقلة الإيمان عندما فشل بطرس فى المشى على الماء: متى 14: 31 (31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟»)
                        ووصفهم بقلة الإيمان: متى 8: 26 (فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟»)
                        ووصفهم بغلظة القلب: مرقس 6: 52 (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.)
                        وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: متى 17: 16-21 (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».)
                        وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذًا لم يكونوا من المصليين الصائمين!!
                        ووصفتهم الأناجيل بأنهم مثل أفراد عصابة تتنازع على الزعامة، ويحقد بعضهم على بعض: مرقس 10: 41-44 (41وَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. 42فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 43فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيماً يَكُونُ لَكُمْ خَادِماً 44وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلاً يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْداً.)
                        ولم يهتموا لسماعهم عن موته وفراقه لهم، بل تنازعوا على الزعامة: لوقا 22: 21-26 (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ. 25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. 26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ.)
                        ووعدوه بنصرته ، وتخلوا عنه كلهم: متى 26: 35 (35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.)، متى 26: 56 (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.)
                        بل لقد أقسم بطرس كذباً أنه لا يعرف معلمه (إلهه؟)، وتركه متى 26: 69-74 (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» ....)
                        لقد تخلى عنه بطرس وأنكره وأقسم كاذبًا أنه لا يعرفه، على الرغم من قول يسوع عنه: متى 16: 18-19 (أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ.)
                        كما تركه التلميذ الذى كان يحبه وقت القبض عليه (؟) وهرب: مرقس 14: 50-52 (50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. 51وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ 52فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً.)
                        وتصفهم الأناجيل بالتخاذل وعدم الإكتراث، مع علمهم باقتراب القبض على معلمهم (؟) وأنه سوف يُصلَب، ولن يروه مرة أخرى على الأرض، فقد ناموا وتركوا إلههم (؟) يبكى، يصلى، يتضرع إلى إلهه أن ينقذه، طالباً منهم أن يقفوا بجواره ليشجعوه وليهونوا عليه الأحداث العصيبة القادمة، راجيًا إياهم أن يصلوا هم أيضاً ، لكى ينقذهم الله من الفتنة القادمة ، لكن هيهات هيهات:
                        مرقس 14: 32-41 (32وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». 33ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ. 34فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! امْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا». 35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ». 37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 38اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 39وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. 40ثُمَّ رَجَعَ وَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ. 41ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ!)
                        ZZZ

                        الاستدلال بشهادة الشيطان كدليل على بنوة يسوع لله:
                        والأعجب من ذلك أن يستشهد الأنبا شنودة بعلم الشيطان، ويجعله دليل على بنوة يسوع لله، ومسيانته! ففى ص15 يقول: (لذلك نراه فى التجربة على الجبل يقول له: «إن كنت ابن الله، فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا» (متى 4: 3). سؤال الشيطان يقصد به هذا النوع من البنوة لله التى لها قدرة معجزية خارقة للعادة تحول الحجارة خبزًا، وليست بنوة عادية مثل بنوة سائر الناس.)
                        ألا تدرك عزيزى القارىء أن الشيطان لم يأسر أحد من سائر الناس، ولم يعتقل إلا الرب نفسه؟ هل تثق عزيزى المسيحى أن هذا الكتاب الذى يحقر الرب ويمجد الشيطان أوحاه الرب لعباده؟ إن صورة الشيطان هنا تجسِّد المقدرة الهائلة والقوة غير المتناهية، التى تمكنه من النيل من الإله وعزله عن ملكوته فى أى لحظة! وإن صورة الرب هنا أشبه بالتلميذ البليد الخائب، الذى يقف أمام مدرسه الجهبذ، ويجب أن يُثبت أنه قادر على الإجابة على كل سؤال، دون أن يفعل!
                        لا أعرف والله كيف يؤمن مسيحى بهذا الكلام على أنه وحى من عند الرب الذى كان معتقلا لدى الشيطان، بل ويتفاخرون به، وخلدوه بأن فرضوه على أنفسهم صيامًا لمدة أربعين يومًا، تأسيًا بيسوع، على الرغم من أنه مُنع عنه الطعام، ولم يكن صائمًا بمحض إرادته!!
                        ثم هل رأيت نبيًا من الأنبياء حوَّل الحجارة إلى خبز؟ ما هذا السؤال العجيب؟ وهل لو حوَّل الحجارة إلى خبز لكان هذا دليل على أنه هو المسِّيِّا؟ فهل حوَّل يسوع الحجارة إلى خبز يومًا من الأيام؟ فإذا كان هذا دليل على بنوة يسوع لله، فقد نفى بنوته له؟ ولماذا لم يفعل يسوع ليثبت للعالم كله أنه هو المسِّيِّا؟
                        أم أراد الشيطان أن يرى معجزة من معجزاته دون تقييد تحول الحجارة إلى خبز؟ فلو كان الأمر هكذا فكيف ولماذا فعل يسوع معجزات فيما بعد؟ هل ليثبت مسِّيِّانته للناس فى الوقت الذى يمنع تلميذه من قولها مباشرة؟
                        ألم يعلم الشيطان بمعجزات الأنبياء السابقين؟ فلدينا العديد من المعجزات التى فعلها أنبياء العهد القديم تفوق عظمة وقدرة ما قام به يسوع نفسه: فإذا كان يسوع قد أحيا ثلاثة أشخاص بإذن الله ، فقد أحيا حزقيال جيشًا من البشر بإذن الله. فقد أخذه الله إلى مدافن مليئة بالعظام البالية ، وأمره أن يقول لها بأمر الله أن تتجمع العظام وتُكسى لحمًا وتتجمَّع الأرواح وتدخل فيها، ثم قارن أى المعجزات أكبر ليُطلق على فاعلها إله: حزقيال 37: 7-1-10 (10فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني, فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ, فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدّاً جِدّاً.)
                        بل أحيا عظام أليشع بعد موته رجلاً بإذن الله: ملوك الثانى 13: 20-21 (20وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. 21وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوُا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ. فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.)
                        وأوقف يشوع الشمس يومًا كاملاً: يشوع 10: 12-13 (12حِينَئِذٍ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّبَّ, يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ, وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». 13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.)
                        وضرب أليشع جيش أرام كاملاً بالعمى: ملوك الثانى 6: 18 (18وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ: [اضْرِبْ هَؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى]. فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ.)
                        بل جعل الحديد يطفو على الماء: ملوك الثانى 6: 6 (6فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: [أَيْنَ سَقَطَ؟] فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُوداً وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ.)
                        وفلق إيليا البحر برداء أليشع: ملوك الثانى 2: 8 (8وَأَخَذَ إِيلِيَّا رِدَاءَهُ وَلَفَّهُ وَضَرَبَ الْمَاءَ، فَانْفَلَقَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ، فَعَبَرَا كِلاَهُمَا فِي الْيَبَسِ.)
                        بل تحكم إيليا فى نزول المطر من السماء: ملوك الأول 17: 1 (1وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: [حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي].)
                        وأحيا بطرس امرأة ماتت، ولم تُألهوه، فبأى معيار تسيرون؟ أعمال الرسل 9: 36-41 (36وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. 38وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. 39فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَاباً مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. 40فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ 41فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً.)
                        كما عمل استفانوس أيضًا معجزات، ولم يدع أحد أنه عملها بلاهوته: أعمال الرسل 6: 8 (8وَأَمَّا اسْتِفَانُوسُ فَإِذْ كَانَ مَمْلُوّاً إِيمَاناً وَقُوَّةً كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِ.)
                        ويُشك من الأساس أن يسوع قام بمعجزة ما، فقد قال يسوع نفسه: مرقس 8: 11-12 (11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!»)
                        فإن كانت المعجزات تثبت ألوهية فاعلها، لكنتم قد ألهتم كل أنبياء بنى إسرائيل والتلاميذ. بل إن يسوع همَّش معجزاته، وأقر أن تلاميذه والمؤمنين يمكنهم القيام بمعجزات أكبر وأعظم مما عمله هو: يوحنا 14: 12 (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....). وعلى ذلك فإن المعجزات تُثبت إيمان فاعلها بالله تعالى!
                        لكن هل المعجزة فى الكتاب دليل على الألوهية أم النبوة؟ فى الحقيقة فهى ليست دليل على الألوهية ولا النبوة. فمن الممكن أن يفعل هذه المعجزات المختارون المؤمنون، والشياطين الضالون: يوحنا 14: 12 (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....)
                        بل إن المعجزة ليست دليلاً على أن فاعلها إلهٌ أو حتى نبى، لأن الأنبياء الكذبة سيقومون بعجائب عظيمة هى فتنة للمؤمنين: متى 24: 24، (24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.) ومرقس 13: 22
                        كما أن ما تسمونها معجزات يسوع لم تكن تنجح دائمًا من أول وهلة، كما هو حال الإله الذى يقول للشىء كن فيكون. ففشل فى المرة الأولى،ونجح فى الثانية: مرقس 8: 22-26 (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ»)
                        وفى وقت من الأوقات لم يؤيده الله تعالى لعمل معجزة واحد لينفى القول بألوهية يسوع نهائيًا: مرقس 6: 5 (5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.)
                        وعلى الرغم من ذلك سيخضع يسوع يوم القيامة مثل كل المخلوقات لله رب العالمين. كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                        ثم إن يسوع أقر أن معجزاته هى بقدرة الله تعالى:
                        يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
                        لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ ...)
                        متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ ...)
                        يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)
                        يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي ...)
                        يوحنا 5: 36 (لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                        وكان يرفع عينيه إلى السماء أمام الجموع، ويدعو الله تعالى أن يحقق هذه المعجزة على يديه، ليعلمهم أن هذه المعجزة من عند الله وليست من عند نفسه: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                        مرقس 7: 32-36 (32وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. 33فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ 34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ. 35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً. 36فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ.)
                        فعندما أراد إطعام الجمع: متى 14: 19 (أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَوَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.)
                        وهذا ما فهمه الناس، لقد فهموا أنه نبى، حتى بعد أن رأوا معجزاته:
                        1- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
                        2- يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
                        3- بل عندما أحيا ميت أرملة نايين أقر التلاميذ والجمع أنه نبى عظيم:
                        لوقا 7: 16 (11وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى نَايِينَ وَذَهَبَ مَعَهُ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٌ كَثِيرٌ. 12فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. 13فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي». 14ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ». 15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
                        4- يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
                        5- يوحنا 3: 19 (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!)
                        6- لوقا 5: 24-25 (قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». 25فَفِي الْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ وَحَمَلَ مَا كَانَ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ.)
                        ثم ما أدراك عزيزى الأنبا شنودة بمقصد الشيطان؟ وكيف يُعتمد فى تفسير الكتاب على مقصد الشيطان، الذى لا همَّ له إلا إضلال الناس وإبعادهم عن الحق؟
                        ZZZ

                        هل بنوة يسوع للآب تجعله الآب نفسه؟
                        يورد الأنبا شنودة كثيرًا عبارة أن بنوة يسوع لله تجعله المسيح المشارك لله فى طبيعته اللاهوتية. وفى الحقيقة لا أعرف من أين جاء بهذه المعلومة. فهى مُخالفة للعقل السليم، لأن الأب لا يُصبح ابنًا لنفسه، ولا يصبح الابن أبًا لنفسه.
                        وقد سبق وأن أثبتنا بنصوص الكتاب أن بنوة الشخص لله تعنى أنه من المؤمنين المرضى عنهم من الله تعالى. وبنوة يسوع لله من نفس هذا النوع، لأنه كان فى كل حين يفعل ما يُرضى الله، وأثبت عبوديته لله، حيث كان يقضى الليل كله فى الصلاة لله، وكان يركع ويسجد لله، وكان يعلم تلاميذه الصلاة للآب الذى فى السماوات، ونهاهم الكتاب أن يتخذوا لهم إلهًا على الأرض: ملوك الأول 8: 27 (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …)
                        لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
                        لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
                        يوحنا 8: 29 (لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.)
                        بل قال للمجدلية: يوحنا 20: 17 (اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ.)
                        كما أن معجزاته كانت دليل فقط على أنه مرسل من عند الله، فها هو يرفع عينيه لله تعالى ويطلب منه تحقيق هذه المعجزة ليؤمن من شاهدها أنه مرسل من عند الله: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                        ZZZ

                        هل بشارة الملاك للعذراء دليل على ألوهية يسوع؟
                        ففى ص16 يقول تحت عنوان (وهذه البنوة كانت موضع بشارة الملاك للعذراء): (لقد قال لها «الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك، فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يُدعى ابن الله» (لوقا 1: 35).)
                        ثم يستنتج الأنبا شنودة قائلا: (فلو كان ابنًا لله كسائر الناس، ما كان الأمر يحتاج إلى حلول الروح القدس، وقوة العلى على والدته، لكى بذلك يدعى ابن الله. إذًا هذه البنوة التى من الروح القدس، كما قال الملاك أيضًا ليوسف «الذى حبل به فيها هو من الروح القدس» (متى 1: 20). وهى البنوة التى يدعى بها قدوسًا، وهذه صفة من صفات الله.)
                        وقبل أن ندخل فى الرد المفصَّل على كلام الأنبا شنودة، أقول:
                        1- إن هذه البشارة التى يتكلم عنها لا دليل عليها غير قول العذراء نفسها، والكتاب يقول إنه لا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر: تثنية 19: 15 (.... عَلى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ عَلى فَمِ ثَلاثَةِ شُهُودٍ يَقُومُ الأَمْرُ.)
                        متى 18: 16 (16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.)
                        بل إن شهادة يسوع بمفرده وهو الإله عندهم لا يُعتد بها: يوحنا 5: 31 (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً.)
                        2- كلمة قدوس ليست دليلا على أنه الله، لأن هذه الصفة قيلت من قبل فى أنبياء آخرين، كما سنرى بالتفصيل.
                        3- إن قول الملاك بأنه سيُدعى ابن الله أو ابن العلى فهذه صفات وليست أسماء، وعلى ذلك إما أخطأ الملاك فى التعبير، وإما أخطأ الكاتب بإشراف الروح القدس. وهذه الصفة ليست حكرًا على نبى دون آخر، بل هى لكل مؤمن يفعل البر، ويتبع شرع الله ويُرضيه.
                        4- كيف نزل الملاك بدون إذًا ربه؟ فهل إذًا له الرب وهو حيوان منوى أو نطفة أو علقة أو مضغة لملاكه أن ينزل ويُبشر أمه بهذا الميلاد؟ أم أن هناك إله رابع خارج الثالوث تحكم فى هذا الأمر أثناء غياب الرب وعقله؟
                        5- إن هذا الإله غير حكيم بالمرة: فقد كان على الملاك أن يقول لمريم: إن الذى تحملينه فى بطنك، أو سوف تحملينه، هو الرب نفسه، الذى سيتجسد متحدًا بالروح القدس. وكان أنهى الصراع الدائر فى تفسير كلمات مطاطة، لها العديد من التفاسير. فلو كان فعل ذلك لكان حسم مفهوم دينه!
                        6- أما عن قول الملاك ليوسف إن (الذى حبل به من الروح القدس)متى1: 20، فهو أيضًا لا يقوم عليه دليل، بغض النظر عن التفسير، لأنه لا يوجد شاهد على حلم يوسف غير ما رواه هو.
                        ثم نتساءل: من هو الروح القدس الذى حبَّل مريم؟ هل هو يسوع نفسه؟ فلو كان هو يسوع نفسه لكانت أمه حبلت منه؟ ولو كان غيره لثبت كذب قانون الإيمان، وظهر أن الثلاثة ثلاثة منفصلين وليسوا بواحد.
                        ولو تفكروا قليلاً فى عقيدتهم لعرفوا أن الروح القدس هو الرب نفسه، وأن الرب والروح القدس والابن هم يسوع. وذلك سوف يؤدى إلى أن الابن هو الذى حلَّ على أمه وحملت منه لتلده. وبالتالى سيأتى شخص موتور ويحلل زنى المحارم بدعوى أن الرب حبَّل أمه. ولا يُشرِّع هذا عاقل فى الدنيا.
                        وورد في إنجيل يوحنا 3: 4-6 على لسان عيسى u (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ». 3فَقَالَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ». 4قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» 5أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. 7لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ.) أي من الروح القدس
                        ويتبين بهذا أن الإنسان هو بإرادته يتولد من الله أو من الروح القدس حتى يدخل ملكوت الله وبهذا نفهم بأن لفظ الولادة يقصد به الولادة الجديدة الروحية، بحيث يتغير قلب الإنسان الخاطيء تغييرًا تامًا كأنه ولد مرة ثانية، وهي ما نسميه (بالتوبة النصوح في الإسلام)
                        ونوضحها أكثر: طالما أن الروح القدس هو الرب نفسه، فقد قال الرب: يوحنا الأولى 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.) ، وهذا يعنى أن كل الأبرار، الذين لا يتبعون خطوات الشيطان، قد ولدوا من الله الذى هو الروح القدس، أى أطهار.
                        وقال يوحنا في رسالته: يوحنا الأولى 3: 8-10 (8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ.)
                        إذًا فالأطهار الأتقياء هم أولاد الرب، أى أيضًا أولاد الروح القدس، فما ميزة عيسى u ، رجل الله البار عنهم؟
                        ونستنتج من هذا أن هذا التعبير كبقية الألفاظ التي ناقشناها وهى ألفاظ مجازية المعنى يندرج تحتها كل الأنبياء (فى المفهوم الإسلامى) والصالحين الأبرار.
                        ونقول أيضًا: إن الكتاب يحتوى على العديد من النصوص، التى تشير إلى بنوة الأنبياء وغيرهم لله، بل إن الكتاب قال عن بنى إسرائيل أنفسهم إنهم آلهة، على الرغم من تسفيهه لهم، ولعن الأنبياء لهم، بل أكثر من ذلك قيل عن الشيطان إنه إله هذا الدهر، ورئيس سلطان الهواء، وحيث إننا لا نستطيع هنا أن نورد كل النصوص الدالة على ذلك، فسنكتفى فقط ببضعة نماذج منها:
                        1- خروج4: 22-23 (فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ»)
                        2- وورد فى التثنية 14: 1 على لسان موسى u (أَنْتُمْ أَوْلادٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ.)
                        3- وفي مزامير 2: 7 قول الله عن داوود u (7إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ. قَالَ لِي: [أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ.)
                        4- مزامير 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
                        5- مزامير 89: 26-27(26هُوَ يَدْعُونِي: أَبِي أَنْتَ. إِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي.27أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ.)
                        6- إرمياء 31: 9 (لأنى صرتُ لإسرائيل أباً ، وأفرايم هو بكرى)
                        7- إشعياء 1: 2 (2اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ.)
                        8- متى 5: 9 (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.)
                        9- متى 10: 20 (20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.)
                        10- وفي رسالة يعقوب 1: 16-18 (16لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ. 17كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. 18شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ.)
                        11- وفي رسالة بطرس الأولى 1: 3 (3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ.)
                        12- وقد حدد الكتاب أن معنى المولود من الله هو الإنسان البار التقى، الذى لا يعمل أعمال الشيطان، فقد جاء في رسالة يوحنا الأولى 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)
                        13- وجاء في رسالة يوحنا الأولى 3: 8-10 (8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ.)
                        14- وورد في إنجيل يوحنا 1: 12-13 (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
                        15- لوقا 6: 35-36 (35بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ. 36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.)
                        بل قلنا إن كلمة إله أطلقت على كل فرد من أتباع موسى u، لأنهم أتتهم كلمة الله. فالتعبير المجازى لا بد أن يُرد إلى حقيقته لفهم النصوص.
                        (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ.) يوحنا 10: 34-35
                        وقالها الرب عن موسى u: خروج 7: 1 (1فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.)
                        وهو عين ما فهمه كاتب الرسالة إلى كورنثوس الأولى 3: 16-17 (16أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ 17إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ.)
                        كورنثوس الثانية 4: 4 (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.)
                        وعلى ذلك فالبنوة لله تعالى أو البنوة للعلى هى مرتبة من مراتب الورع، لا ينفك عنها أى نبى، وهى بالطبع أصابت كل الأنبياء. الأمر الذى يُكذب ادعاءات الكتاب الذى يقدسونه فيما ذهبوا إليه من فجور وفسق وزنى الأنبياء، ويُكذب ما نُسب إلى يسوع من قوله إنهم كانوا لصوصًا وسراقًا: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                        وقول الملاك إن قوة العلى تظلل مريم، لدليل على أن الله هو العلى، وليس يسوع الذى كان حيوانًا منويًا فى رحم أمه على الأرض. فهذا ينفى من ناحية أخرى كون يسوع هو الله العلى.
                        أما حلول الروح القدس وهو ملاك الله جبرائيل فكان وجوده ضروريًا لينقل رسالة الله تعالى إلى خير وأشرف نساء العالمين. وقد امتلأت باطن أليصابات أم يوحنا المعمدان أيضًا بالروح القدس، وامتلأ هو نفسه بالروح القدس قبل أن يولد، ولم يقل إنسان بألوهيته: لوقا 1: 15 (لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)
                        أما أن يستنتج الأنبا شنودة أن المولود سيُدعى قدوسًا وهذه صفة من صفات الله، فقد جانب الصواب، وحاد عن الطريق بعدة ملايين من الكيلومترات. فمن الممكن أن يشترك الإنسان فى صفات كثيرة من صفات الله تعالى، مثل أن يكون الإنسان رحيم، أو قوى، أو قدوس. وتُستعمل كذلك بأداة التعريف إشارة إليه إذا سبق الكلام عنه، كما جاءت فى كلام لوقا.
                        ولكى لا يستغل أحد القول المذكور عند لوقا، والذى يقول: لوقا 1: 35 (.. الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.)، فالقدوس وصف بها عباد الله المؤمنون، والتى استحسن مترجم الفاندايك أن يترجمها بكلمة (فتاك) بدلا من (عبدك)، تتويهًا للقارىء، وحتى لا يعرف أحد أن يسوع كان عبدًا لله. وكذلك استبدل كلمة (المقدس) بكلمة (القدوس). ودليلنا على ذلك نصوص الكتاب المقدس نفسه.
                        أعمال 4: 27 (لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ الَّذِي مَسَحْتَهُ هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ) (ترجمة الفاندايك)
                        وقالت الترجمة الكاثوليكية: أعمال 4: 27 (تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَوشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،)
                        ولنرى ماذا قالت بعض التراجم الأجنبية عنها:
                        (gegen deinen heiligen Knecht Jesus) Einheitsübersetzung
                        (wider deinen heiligen Knecht Jesus) Elberfelder 1871, 1905
                        (against Your holy Servant Jesus) NKJV, RSV, BIV, NLT, DARBY

                        فقد حبذت الكثير من الترجمات كلمة (عبدك)، وقالت بعض الترجمات كلمة (ابنك)، الأمر الذى يؤكد أن ابنك تعنى عبدك. وقد غيرت بعض التراجم من كلمة (ابنك) إلى كلمة (عبدك) كما فعلت ترجمة الملك جيمس فى ترجمتها الحديثة.
                        ونفس الشىء تكرر فى الترجمة الكاثوليكية مرة أخرى: أعمال 4: 30 (باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِيَسوع)
                        (durch den Namen deines heiligen Knechtes Jesus) ) Elberfelder 1871, 1905, Einheitsübersetzung,
                        (the name of Your holy Servant Jesus)NKJV, RSV, NIV, NLT, DARBY

                        ونخلص من هذه النقطة إلى أن عبد الله يسوع وصف بأنه قدوس، فى الوقت الذى وصف فيه المعمدان أنه قدوس من بطن أمه.
                        وجاءت كلمة قدوس أيضًا لهارون: مزمور 106: 16(16وَحَسَدُوا مُوسَى فِي الْمَحَلَّةِ وَهَارُونَ قُدُّوسَ الرَّبِّ.)
                        وقد يكون أفضل مثل على أن قدوس يوصف بها النبى، هو قول دانيال فى نبوءته عن موعد خروج خاتم رسل الله، وأفضلهم إنه قدوس القدوسين: دانيال 9: 24 (24سَبْعُونَ أُسْبُوعاً قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ وَلِيُؤْتَى بِـالْبِرِّ الأَبَدِيِّ وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ.)
                        وهو من قال يسوع فى حقه إنه أعظم من أنجبت البشرية، بل أعظم منه هو شخصيًا: متى 11: 11 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.)
                        وقبل أن ننهى هذه النقطة نعيد ما سألنا عنه من قبل: ما هو الدليل على نزول ملاك الرب ليوسف فى رؤياه عند متى؟ وما هو دليل مريم على رؤيتها لملاك الرب جبريل؟ لا يوجد دليل.
                        ومن المعلوم أن لوقا نفسه لم يدع أنه أوحى إليه ما قاله، ولكنه اجتهد وجمع ما تنامى إليه علمه، وأعلم به صديقه ثاوفيلس فى خطاب شخصى، أعدته الكنيسة فيما بعد كتابًا أوحاه الله إليه تاركًا بطرس الذى قال فيه إنه صاحب الحل والعقد فى الأرض وفى السماء، وتاركًا باقى التلاميذ: لوقا 1: 1-4 (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.)
                        ZZZ

                        هل لقب ابن العلى يجعل يسوع إلهًا؟
                        أما قوله ص16 عن قول الملاك للعذراء: («يكون عظيمًا وابن العلى يُدعى، ويعطيه الرب كرسى داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية») (لوقا 1: 32-33)
                        بداية نقول: هل الإنسان الذى يُلقَّب بان الله أو ابن العلى يكون هو الله؟
                        وهل يوجد فرق عندهم بين ابن العلى وابن الله؟ فالله هو العلى الأعلى؟ فلماذا يعتبر ابن العلى بالذات من أقوى الأدلة على لاهوت يسوع؟
                        كنا قد أثبتنا مرارًا أن ابن الله هو عبد الله المؤمن، وعلى ذلك فابن العلى هو عبد العلى المؤمن. ولو سلمنا لهم أن يسوع هو ابن العلى بمفهومهم، فهل هذا يعنى أنه هو العلى نفسه أم ابنه؟ فهل هذا يُثبت أن الابن هو نفسه الآب؟
                        وهل قيل عن يسوع فقط إنه ابن العلى؟ لا. بل قالها يسوع نفسه عن كل المؤمنين من أتباعه، الذين يمكنهم كظم الغيظ، وإظهار الحب للآخرين، حتى للأعداء أنفسهم: فقد استخدمها داود من قبل عن كل بنى إسرائيل: مزمور 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
                        واستخدمها يسوع عن محبى أعدائهم: لوقا 6: 35 (35بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ.)
                        فهل تألهون أيضًا التلاميذ وغيرهم من الأبرار، الذين تمكنوا من حب أعدائهم والإحسان إليهم وإلى غيرهم؟
                        وبغض النظر عن العقل والمنطق والعلم، هل يوجد فى طول الكتاب وعرضه ما يشير إلى أن ابن الله تعنى الله نفسه؟ وبصورة أخرى: هل أُطلق على الآب لفظة الابن؟ هل نزل على الآب الروح القدس؟ هل تلقى الآب الرسالة مثل ما حدث مع الابن؟ هل يمكنكم استبدال الآب بالابن فى البسملة، أى تقولون باسم الابن والروح القدس والآب؟ وأين النص الذى يشير إلى تساوى وتطابق الآب مع الابن على الرغم من أقوال يسوع إن الله أعظم منه، وأنه سيخضع له فى الآخرة، وأن طعامه أن يعمل مشيئته؟ وكيف يكون الآب إله يسوع، على الرغم من كونهم نفس الشخص؟ وكيف كان يسوع يسجد للآب ولا يسجد الآب ليسوع، وكيف يكون يسوع الإله وهو قد مات مثل غيره من باقى البشر؟ إنها موضوعات محرم على أى مسيحى أن يتناولها بعقله بالتحليل أو الفهم أو حتى السؤال.
                        وقد علمنا أن يسوع لم يملك على بيت يعقوب ولو لساعة واحدة، ولا حتى فى الأحلام. وعلى ذلك إما ملاك الرب هذا ليس بملاك، بل شيطان كاذب، وإما المقصود هو المسِّيِّا الحقيقى الذى كان يُبشِّر يسوع بقدومه من بعده.

                        تعليق


                        • #13
                          ملكوت الله ومعناه:
                          إلا أن الأنبا شنودة يستنتج بذلك أن يسوع إله، لأنه لا يوجد (إنسان من البشر لا يكون لملكه نهاية، ويملك إلى الأبد. إنما هذه صفة من صفات الله.)
                          وهنا يجب على القارىء معرفة هذا التعبير الذى يملأ مكتبات الغرب بكتب تتناوله، وهو تعبير الملكوت أو ملكوت الله، أو ملكوت السماوات. وقبل أن نسترسل فى الحديث عنه نؤكد أن ملكوت المسِّيِّا هو حُكم المسِّيِّا بكتاب الله.
                          ملكوت الله أو ملكوت السموات هو دين الله وشريعته التى سيأتى بها المسيح (المسِّيِّا الرئيس، إيليَّا المُزمع أن يأتى، رسول السماوات r)، التى ستكون على الأرض وسوف تحكم البشر كلهم ، وقد أطلق عليه (ملكوت الله) أو (ملكوت السموات) أو (مملكة الرب) أو (مملكة الله) أو (مملكة السماء) ، على الرغم من اعتراض جون و. درين على كلمة ملكوت السماوات، فقال ص 159: “الأرجح أن يسوع كان يستخدم تعبير "ملكوت الله" وأن متى هو الذى استخدم بدلاً منه تعبير "ملكوت السموات" لأسباب ترجع إليه”. أليس هذا بتحريف؟
                          وهو تعبير ورد إذًا فى التوراة وفى الإنجيل، للدلالة على حكم الله على الأرض، وتنفيذ شرع الله وشريعته فيها. يدل على ذلك الكثير من نصوص التوراة، منها: أخبار الأيام الأول 28: 5 (5وَمِنْ كُلِّ بَنِيَّ (لأَنَّ الرَّبَّ أَعْطَانِي بَنِينَ كَثِيرِينَ) اخْتَارَ سُلَيْمَانَ ابْنِي لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّ مَمْلَكَةِ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ.)؛ ومزامير 45: 6 (6كُرْسِيُّكَ يَا اللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.) ، وجاءت هذه الترجمة فى طبعة كتاب الحياة أكثر وضوحاً من كلمة (قضيب): (عرشكَ يا الله إلى دهر الدهور، وصولجان ملكك عادل ومستقيم) وشاركت الترجمة الكاثوليكية والترجمة العربية المشتركة فى نفس المعنى، ولكنهم خالفوا فقط رقم هذه الفقرة فجعلوها السابعة.
                          والذى أطلق لفظ (ملكوت السموات) على حكم الله فى الأرض هو النبى المعظم دانيال، أثناء سبى بنى إسرائيل فى بابل.
                          ويجدر بنا هنا الإشارة إلى قول النصارى فى ملكوت السماوات، فهم لم يتفقوا مطلقًا على معنى موحد لمقصد يسوع من ملكوت الله، الذى هو لب رسالته، والتى لم يأت إلا مبشرًا بها ، فهى بشارته الحسنة لبنى إسرائيل.
                          فتقول طائفة اليسوعيين إن الملكوت هو ملكوت مادى، ويرون أنه تحقق بمجىء الدولة البيزنطية.
                          ومنهم من يرى أن الملكوت هو ملكوت أرضى وسوف يأسسه يسوع بعد ألف سنة فى نزوله الثانى.
                          ومنهم من يرى أنه قد نزل به الروح القدس فى اليوم الخمسين لرفع يسوع. ومعنى ذلك أنهم اتفقوا أن هذا الملكوت ليس ملكوت يسوع فى حياته، بل ملكوت التلاميذ، الذين تلقوه.
                          لذلك قال بعضهم: إن يسوع لم يرد أن يُظهر ملكوته، بل تنبأ به فقط.
                          ومنهم من يرى أن الملكوت هو ملكوت يسوع المسمَّر فى الصليب.
                          ومنهم من يرى أن يسوع جاء بالملكوت وأعلنه لتلاميذه.
                          ومنهم من يرى أن الملكوت ملكوت روحانى.
                          ومنهم من يراه الضمير.
                          ويتضح مما سبق تضاربهم فى لب رسالة يسوع التى هى البشارة بملكوت الله، وذلك لبعدهم على الحقيقة. فالملكوت هو الدولة الإلهية التى يقيمها نبى آخر الزمان، وتلتزم بشرع الله، ويعيش فيها الموحدون لله بشرع الله.
                          وألفت نظرك عزيزى القارىء إلى أن اختلافهم فى لب رسالة يسوع، وعدم فهمها إلى الآن على وجه الدقة، لهو دليل على ضياع لب الدين، وأصل رسالة عيسى u، أو تكتمها تكتمًا شديدًا من الكل.
                          لقد ضرب عيسى u لبنى إسرائيل الأمثال، وشبه لهم ملكوت الله، وانتهى إلى الخلاصة الآتية: متى 21: 42-44 (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)
                          وهذا ما قرره القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 92: (فى بنى إسرائيل لقد كان الملك مسيحًا مقربًا من الرب، ولكن ذلك لكى يكون خادمًا له، يجرى عدله وقضاءه بين الشعوب. ولم نسمع فى كل العهد القديم أن ملكًا من ملوك اليهود ادعى لنفسه الألوهية. ...... ومما يزيد الأمر وضوحًا هو المركز الذى كان يتبوأه الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب. فكم وقف إيليا وأليشع وإشعياء وعاموس وغيرهم فى وجه الملوك ليوبخوهم على اعوجاجهم أو تركهم للرب وعبادته وعدم إقامتهم للعدل. إنَّ نظام النبوة كان عاملاً قويًا على الحد من سلطان الملوك، مما لم يكن له نظير فى كل شعوب الأرض. ولهذا فلم يُسمَع أبدًا أن الملك قد تعدَّى على سلطان الله، بل كان هو الآلة التى كان الرب ينفذ بها غرضه. أما المَلكُ الحقيقى صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره فكان الله نفسه. إن فكرة سلطان وحكمه على الشعب لم تخمد أبدًا، ولم ينسها الشعب، ولم يسلمها إلى أى من البشر).
                          ونفهم منه أن: ملكوت الله هو سلطان الله على الشعب، وتحكيم كتاب الله بين الناس، لأن الله هو الملك الحقيقى، صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره. أى هو ملكوت أرضى، وليس ملكوت روحى، وأن هذا الحكم وهذه الحكومة سيتولى إنشاءها (المسِّيِّا) ، وهو سيكون نبيًا وليس إلهًا.
                          ويقول الأب متى المسكين فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 5 و6 ما يلى: (ملكوت الله أى حكم الله المطلق على الإنسان .. .. .. .. كما يتضح بدون عناء من فحص دستور مملكة إسرائيل وشريعتها نوع هذه المملكة وطبيعتها، وكيف تختلف هذه الطبيعة كل الإختلاف عن أى مملكة أخرى قامت على وجه الأرض. .. .. .. فلم يُسمَع قط فى تاريخ الدول والممالك أن هناك مملكة يقوم دستورها على القداسة والبر وتتركز شرائعها فى التطهير ...... ويكون ملكها الوحيد هو الله، ولكن إسرائيل ـ من واقع الحال ـ أخفقت أن تكون مملكة الله، وانحطت جدًا عن ما هو مفروض لها، وذلك بسبب رداءة القضاء والملوك والرؤساء والكهنة وحتى شيوخ الشعب).
                          ونفهم منه أن: ملكوت الله هو ملكوت أرضى، وليس ملكوت روحى،يُشبه ملكوت إسرائيل، وهو تحكيم شرع الله وكتابه بين عباد الله.
                          ويؤكد هذا المعنى جون و. درين فى كتابه (يسوع والأناجيل الأربعة) نشر دار الثقافة أن ملكوت الله أو ملكوت السماوات هو دين الله وشريعته التى سيأتى بها المسيح (المسِّيِّا الرئيس، إيليَّا المُزمع أن يأتى، رسول الإسلام r)،التى ستكون على الأرض وسوف تحكم البشر كلهم:
                          ففى صفحة 145 ذهب إلى أن ملكوت الله هى الدولة الجديدة التى سيقيمها الله وسيحكمها بنفسه. أى خلافاً للدولة القديمة بنى إسرائيل، ولن يكون حاكمها من نسل إسحاق (بنى إسرائيل)، لذلك قال عيسى u ما رمى إليه من أمثاله فى موعظة الجبل فقال: متى 21: 42-44 (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)
                          وفى صفحة 147 قال: ”ولذلك نجد أنه لدينا من الأسباب ما يحملنا على افتراض أن يسوع كان يتكلم عما يمكن أن نطلق عليه "حكومة الله الملكية" وليس "ملكوته"“.
                          وفى صفحة 148 قال: ”وهناك أقوال كثيرة فى الأناجيل تبين أن يسوع كان ينظر إلى ملكوت الله كمجتمع حقيقى ملموس.“
                          وفى ص149 قال: ”إنه حكم الله على حياة الناس الذين يسلمون له أنفسهم.“ أى الذين يسلمون لقضاء الله وقدره، أى المسلمون!!
                          وفى صفحة 149 قال: ”إنها لحقيقة أنه فى بعض أجزاء العهد القديم نجد إدراكًا طاغيًا أن سيادة الله على البشر ستظهر فى شكل ملكوت منظم سيحل محل إمبراطوريات العالم.“
                          وفى صفحة 150 قال إن عيسى u كان: ”فى قناعة تامة أن الله سوف يعمل بحسم وبصفة مباشرة ليس فى حياة الأفراد فحسب، بل أيضًا فى حياة الأمم السياسية والاقتصادية.“ أى ستُقام دولة يكون حكمها السياسى والإقتصادى كتاب أنزله الله تعالى.
                          فهل المسيحية جاءت بقوانين سياسية أو اقتصادية يمكنها أن تُقيم العالم وتحكمه حكمًا إلهيًا رشيدًا؟ لا. فقد كان عيسى u خاضعًا للملكوت القديم، ملكوت بنى إسرائيل، ولم يكن ملكًا، أو حاكمًا (يوحنا 6: 19)، أو حتى قاضيًا (لوقا 12: 13-15)، حتى إنه رفض الحكم على المرأة التى اتهمها اليهود بالزنى، وأتوا بالشهود عليها (يوحنا 12: 2-9)، بل كان خاضعًا لقيصر وأمر بدفع الجزية له (متى 22: 15-21).
                          ولا يمكن بحال من الأحوال أن تنشىء المسيحية ملكوتًا اقتصاديًا على الأرض، لأنها تعتمد على أقوال يسوع التى تؤدى إلى تدمير اقتصاديات الأمم، وتنادى بأن الكمال فى الفقر: متى 19: 21 (21قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي».)
                          وقوله أيضًا: متى 19: 23-24 (23فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 24وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ».)
                          وفى صفحة 169 قال عن طبيعة رسالة عيسى u التى كان يعلمها بأمثال: ”هو مجىء مجتمع الله الجديد أو "الملكوت".“
                          وفى صفحة 175 قال ما معناه إن ملكوت الله هو أن يقبل الناس سيادة الله على حياتهم فى الدنيا.
                          وفى صفحة 179 قال سمَّى ملكوت الله ”مجتمعه الجديد“،وأن أمثال عيسى u التى ضربها ”تدعونا إلى أن نكرس أنفسنا دون قيد أو شرط لتقبُّل مشيئته.“ أى الإستسلام لله ولمشيئته ، وهو نفس معنى كلمة الإسلام.
                          وفى صفحة 181 قال: ”وهناك عنصر له أهميته فى تطلعات العهد القديم تمثل فى الاعتقاد بأنه حين يأتى المسِّيِّا فلسوف يقيم مجتمعًا جديدًا، وفى هذا المجتمع يتمتع شعب الله بعلاقة جديدة ووثيقة بسيدهم وببعضهم البعض.“
                          وفى صفحة 182 قال: ”حين نتأمل طرق وصف يسوع لعمله ، وعمل ملكوت الله ، كثيرًا ما توحى كلماته أنه يتحدث عن جماعة من الناس ارتبطوا ليس بالله فقط، بل ومع بعضهم البعض أيضًا.“
                          وفى صفحة 182 قال: ”أما الأكثر روعة، فهى حقيقة أن بعض الأمثال توحى بأن ملكوت الله لن يكون مجتمعًا جديدًا فحسب، بل سيكون مجتمعًا مرئيًا أيضًا.“
                          ويقول وليم باركلى فى تفسيره لسفر الأعمال صفحة 24: ”الملكوت هو مجتمع على الأرض ، تُنفَّذُ فيه إرادة الله تماماً كما فى السماء“. أى كما فى كتابه المنزل من السماء.
                          ويقول القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 16: ”أما الاتجاه الثانى فهو الاتجاه الناموسى وقد اعتنقه الفريسيون والكتبة ويعتقد أصحاب هذا الرأى أن ملكوت الله معناه الأساسى سيادة الشريعة وخضوع الجميع لأحكامها وكلما تحققت الشريعة فى حياة الناس ظهر ملكوت الله بقوة فى العالم“.
                          ويقول القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) عن أمثال يسوع صفحة 16: ”بعد الفحص الدقيق لهذه الأمثال، ظهر أن يسوع كان يقصد ثلاثة أمور رئيسية عندما يتكلم عن ملكوت الله، على أنه حكم الله وسلطانه).
                          بل يتهم الكتاب المقدس الكاثوليكى اليسوعى فى المدخل إلى العهد الجديد ص19 مؤلفى الكتب الرؤية بالتحريف فى العقيدة، وتغيير صورة النبى المسِّيَّا من نبى بشر ينتظره العالم كله، إلى كائن إلهى. فيقول: ”فإن مؤلفى الرؤى، عندما يتكلمون عليه، كفوا، على ما يبدو، عن أن يروه كما فى الماضى مشيحًا دنيويًا مسحه يهوه، وبعبارة أخرى ملكًا من ذرية داود يقوم بأعمال سياسية وعسكرية فى جوهرها، ليحقق بعون الله تحرير الشعب وازدهاره. فهم يميلون بعد ذلك إلى إظهار المشيح بمظهر كائن من الملأ الأعلى أقرب إلى الله منه إلى البشر، ويُطلق عليه فى بضع رؤى ابن الإنسان، ولكنه يظل فى جوهره وجهًا سماويًا ليس له صلة حقيقية بالناس وغير قابل للألم.“
                          ومن هذه الأمثال يتبين حقيقة كلمة (ملكوت الله)، وأنها سيادة الشريعة الإلهية فى المجتمع، وأن رسالة يسوع كانت تتركز فى تبشيرهم بقرب إقامة هذا الملكوت، الذى كانوا ينتظرونه بالفعل. وهو الملكوت الذى جاء عيسى u يُنبىء بقرب مجيئه فى نفس الوقت الذى بدأ فيه يوحنا المعمدان رسالته. وهذا يعنى أنه من أجل غلاظة قلوب بنى إسرائيل أرسل الله لهم نبيين فى نفس الوقت للبشارة بقرب مجىء ملكوته، الذى كان لُبُّ رسالته.
                          &Ucirc; ففى متى 3: 1 جاء نبى الله يوحنا المعمدان u: (2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.)
                          &Ucirc; ويقول مرقس 1: 14-15 (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».)
                          &Ucirc; وفى لوقا 4: 43 قال يسوع للتلاميذ: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.)
                          &Ucirc; وكانت هذه رسالته هو وتلاميذه أثناء حياته على الأرض. يقول لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
                          &Ucirc; كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
                          فقد كانت هذه البشارة (الإنجيل) هى لُب رسالة عيسى u، والتى من أجلها ضرب الأمثال، والتى من أجلها خاصمه اليهود وأرادوا قتله، لأنه قالها لهم بصراحة: (قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ)
                          وأمرهم أن يرددوا فى صلواتهم قائلين: متى 6: 9-10 («فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ.) وأيضًا فى لوقا 11: 2 ، الأمر الذى يعنى أنه حتى وجود عيسى u لم يكن هذا الملكوت قد جاء بعد. والدليل على ذلك كثرة سؤالهم له وتشككهم أنه قد يكون المسِّيِّا، وأنهم قالوا إنه ملكوت روحانى، أو حادثة الصلب المزعومة، أو جاء بعد اليوم الخمسين. وهذا لا يعنى أن هذا الملكوت لم يكن ملكوت يسوع، لأنه لم تنزل على يسوع تشريع كامل من ناحية، ينفع البشر فى كل عصر، وفى كل مكان، حتى نقول بأنها شريعة خالدة، ولم تنزل شريعة بعده. مع الأخذ فى الاعتبار أن الشريعة لا تنزل إلا على نبى، مثل موسى u.
                          هذا ويؤخذ فى الاعتبار أن كلمة (ملكوت) ذكرت فى متى 50 مرة ، وفى مرقس 15 مرة ، وفى لوقا 38 مرة وفى يوحنا مرتين. وذكرت كلمة (ملكوت الله) عند متى 5 مرات، وفى مرقس 15 مرة ، وفى لوقا 38 مرة وفى يوحنا مرتين. أما كلمة (ملكوت السماوات) فلم تُذكر إلا عند متى ، وذكرت عنده 32 مرة.
                          ومن هنا نلاحظ اختلاف الأناجيل فى بث رسالة يسوع، ونعرف كم تآمر عليها كتبة الأناجيل لحذفها وطمس أسمى معانيها، كما حذفوا اسم الله. فنجد يوحنا عن أمثال يسوع عن ملكوت الله شيئًا بالمرة، فقد حُذفت كل أمثاله من الكتاب المنسوب إليه، فلم يذكر مثلا واحدًا من أمثال يسوع ال 24 التى ضربها لملكوت الله!! والأغرب من ذلك وجود 17 رسالة تُنسب لبولس، لا يوجد فيها مثالاً واحدًا ليسوع! فما الذى كتبوه إذا كانوا قد تجنبوا أقوال يسوع ولب رسالته؟ ومن أين جاءوا به؟ وما الدليل على صحة وحى ما كتبوه؟
                          مع الأخذ فى الاعتبار ما كتبوه من رسائل شخصية جدًا مُلأت بالسلامات والتحيات والقبلات (مثلا رومية 16: 1-23)، والتذكير بما نساه بولس من كتب ورقوق ومعطفه (ثيموثاوس الثانية 4: 11-14)، والمكان الذى سوف يقضى فيه الشتاء (تيطس 3: 12)، وما لم ينزله الرب عليه، لكنه يقضى برأيه الشخصى فيه (كثلا كورنثوس الأولى 7: 25-26).
                          لذلك يرفض بعض علماء اللاهوت الجادين استخدام إنجيل يوحنا،أو رسائل بولس مثل الدكتور روبرت كيل تسلر، لأنه لم يعبر عن أساس رسالة يسوع وهى ملكوت الله، والتى كانت أساس موعظته لتلاميذه وللناس، كما يرفضون رسائل بولس التى أتت بدين جديد غير الذى كان يبشِّر به يسوع.
                          وسبق أن قلتُ إن ملكوت الله كان أول من ذكره هو نبى الله دانيال، الذى عاش بين اليهود فى بابل زمن السبى، أى قبل يسوع بستة قرون تقريبًا، وذلك فى تفسيره لرؤيا الملك نبوخذ نصر فى الإصحاح الثانى من سفره، ثم فى رؤيته هو فى الإصحاح السابع من نفس السفر. لذلك يجدر بنا أن نبدأ به.
                          وجاء تفسير دانيال لرؤيا الملك (سأكتفى بذكر تأويل النبى دانيال لأنه فيه إعادة لمفردات الحلم) كالآتى: دانيال 2: 38-47 (31[أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَالٍ عَظِيمٍ. هَذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدّاً وَقَفَ قُبَالَتَكَ وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ. 32رَأْسُ هَذَا التِّمْثَالِ مِنْ ذَهَبٍ جَيِّدٍ. صَدْرُهُ وَذِرَاعَاهُ مِنْ فِضَّةٍ. بَطْنُهُ وَفَخْذَاهُ مِنْ نُحَاسٍ. 33سَاقَاهُ مِنْ حَدِيدٍ. قَدَمَاهُ بَعْضُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ. 34كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. 35فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعاً وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيراً وَمَلَأَ الأَرْضَ كُلَّهَا. 36هَذَا هُوَ الْحُلْمُ. فَنُخْبِرُ بِتَعْبِيرِهِ قُدَّامَ الْمَلِكِ: 37[أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ مَلِكُ مُلُوكٍ لأَنَّ إِلَهَ السَّمَاوَاتِ أَعْطَاكَ مَمْلَكَةً وَاقْتِدَاراً وَسُلْطَاناً وَفَخْراً. 38وَحَيْثُمَا يَسْكُنُ بَنُو الْبَشَرِ وَوُحُوشُ الْبَرِّ وَطُيُورُ السَّمَاءِ دَفَعَهَا لِيَدِكَ وَسَلَّطَكَ عَلَيْهَا جَمِيعِهَا. فَأَنْتَ هَذَا الرَّأْسُ مِنْ ذَهَبٍ. 39وَبَعْدَكَ تَقُومُ مَمْلَكَةٌ أُخْرَى أَصْغَرُ مِنْكَ وَمَمْلَكَةٌ ثَالِثَةٌ أُخْرَى مِنْ نُحَاسٍ فَتَتَسَلَّطُ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. 40وَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ صَلِبَةٌ كَالْحَدِيدِ لأَنَّ الْحَدِيدَ يَدُقُّ وَيَسْحَقُ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَالْحَدِيدِ الَّذِي يُكَسِّرُ تَسْحَقُ وَتُكَسِّرُ كُلَّ هَؤُلاَءِ. 41وَبِمَا رَأَيْتَ الْقَدَمَيْنِ وَالأَصَابِعَ بَعْضُهَا مِنْ خَزَفٍ وَالْبَعْضُ مِنْ حَدِيدٍ فَالْمَمْلَكَةُ تَكُونُ مُنْقَسِمَةً وَيَكُونُ فِيهَا قُوَّةُ الْحَدِيدِ مِنْ حَيْثُ إِنَّكَ رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطاً بِخَزَفِ الطِّينِ. 42وَأَصَابِعُ الْقَدَمَيْنِ بَعْضُهَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ فَبَعْضُ الْمَمْلَكَةِ يَكُونُ قَوِيّاً وَالْبَعْضُ قَصِماً. 43وَبِمَا رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطاً بِخَزَفِ الطِّينِ فَإِنَّهُمْ يَخْتَلِطُونَ بِنَسْلِ النَّاسِ وَلَكِنْ لاَ يَتَلاَصَقُ هَذَا بِذَاكَ كَمَا أَنَّ الْحَدِيدَ لاَ يَخْتَلِطُ بِـالْخَزَفِ. 44وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هَذِهِ الْمَمَالِكِ وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. 45لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اللَّهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا. الْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ].46حِينَئِذٍ خَرَّ نَبُوخَذْنَصَّرُ عَلَى وَجْهِهِ وَسَجَدَ لِدَانِيآلَ وَأَمَرَ بِأَنْ يُقَدِّمُوا لَهُ تَقْدِمَةً وَرَوَائِحَ سُرُورٍ. 47وَقَالَ الْمَلِكُ لِدَانِيآلَ: [حَقّاً إِنَّ إِلَهَكُمْ إِلَهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الْمُلُوكِ وَكَاشِفُ الأَسْرَارِ إِذِ اسْتَطَعْتَ عَلَى كَشْفِ هَذَا السِّرِّ].)
                          والرؤيا هنا تتكلم عن خمسة عناصر رئيسية:
                          1- رأس التمثال 2- صدره وذراعيه
                          3- بطنه وفخذيه 4- ساقيه
                          5- الحجر الذى ضرب التمثال
                          1- فالمملكة الأولى هى مملكة (الكلدانيين) بابل التى يحكمها نبوخذنصر (بختنصر) ، ورُمِزَ لها بالأسد فى رؤيا النبى دانيال.
                          2- والمملكة الثانية هى مملكة مادى والفرس التى تغلبت على الكلدانيين ، وهى التى كانت تُمثِّل ذراعى مملكة الكلدانيين. ورُمِزَ لها بالدب فى الرؤيا.
                          3- والمملكة الثالثة هى مملكة المقدونيين. ورُمِزَ لها بالنمر فى الرؤيا.
                          4- والمملكة الرابعة هى مملكة الرومان. ورُمِزَ لها بحيوان هائل شديد قوى جدًا، وله أسنان كبيرة من حديد ، فى الرؤيا.
                          5- وفى أيام الإمبراطورية الأخيرة (44وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هَذِهِ الْمَمَالِكِ وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. 45لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اللَّهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا. الْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ].).
                          ويقول السيد أ. م. هودجكن فى كتابه (المسيح فى كل الكتب) ص379: (وأما الحجر الذى قطع بغير يدين ويسحق التمثال العظيم فكناية عن مملكة "المسِّيِّا").
                          وهى هنا مملكة الإسلام التى سحقت الفرس المجوسية والرومان المسيحية، وسوف تثبت شريعتها إلى يوم القيامة، وليست مملكة يسوع.
                          يؤكد هذا قول دانيال وهو يفسِّر الحلم: دانيال 7: 17-18 (17هَؤُلاَءِ الْحَيَوَانَاتُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي هِيَ أَرْبَعَةٌ هِيَ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ عَلَى الأَرْضِ. 18أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.)
                          ويؤكد ذلك أيضًا قول دانيال عن المملكة الرابعة: دانيال 7: 23 (23فَقَالَ: [أَمَّا الْحَيَوَانُ الرَّابِعُ فَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ عَلَى الأَرْضِ مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِ الْمَمَالِكِ فَتَأْكُلُ الأَرْضَ كُلَّهَا وَتَدُوسُهَا وَتَسْحَقُهَا.)
                          دانيال 7: 13-14 (كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.)
                          ZZZ

                          المسِّيِّا هو رئيس السلام:
                          وفى ص16 يقول الكتاب تحت عنوان: (13- وارتباط هذه البنوة بألوهيته أمر ورد فى نبوءة إشعياء: (يولد لنا ولد، ونعطى ابنًا، وتكون الرئاسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام) إشعياء 9: 6)
                          يقول النص كاملاً: إشعياء 9: 6-7 (6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا.)
                          وعلى الرغم من كل ما قيل أعلاه لم يفهم اليهود الذى نزل عليهم هذا الكلام أن المسِّيِّا سيكون إلهًا، ولم يخطر ببالهم أن يتجسد الإله ليقتل فداءً عن البشرية، بسبب خطيئة حواء التى لم يرتكبوها. فهو عندهم بشر نبى يصطفيه الله تعالى من خارج اليهود، ولن يكون من نسل داود، كما قال يسوع نفسه، وفنَّد أوهامهم هذه.
                          متى 22: 41-46 (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)
                          يقول إشعياء: (وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ) فهل تسمَّى يسوع بأى من هذه الأسماء؟ هل نادى أحد من التلاميذ يسوع بلقب إله؟ هل قال يسوع نفسه إنه هو الله صراحة دون استنتاج، وطلب من أتباعه عبادته؟ ألم يقر يسوع نفسه وأتباعه وأعداؤه ومن رأوا معجزاته، ومن شفاهم بإذن الله أنه نبى، أرسله الله إلى بنى إسرائيل؟
                          لكننا نسأل الكاتب: من المتكلم فى هذه النبوءة؟ إنه إما إشعياء ينقل عن الرب، وإما الرب ثلاثى الأقانيم نفسه، أى الآب والابن والروح القدس المتحدين، الذين لا ينفصلون طرفة عين. فمن هو الأقنوم الرابع الذى تولَّد عن هذه الأقانيم الثلاثة المتحدة؟ فلو تولَّد أحدهم عن الآخر لوجب القول بانفصالهم!! ثم هل يولد الإله أو يُخلق؟ فكيف يولد وهو أزلى؟ أليس المولود مُحدث، وكل مُحدث مخلوق؟ وهل كان الإله بناءً على ذلك ابنًا لنفسه أم لإشعياء؟ أم كان ابنًا لداود أم لبنى إسرائيل؟
                          هل كان خاتم النبوة والرئاسة على كتفى يسوع؟ لم يؤثر ذلك عنه.
                          ومت كان يسوع رئيسًا لأى شىء أو على أى مكان؟
                          هل الذى أمر بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وشق بطون الحوامل، وبغض الأب والأم وزوجته وأبنائه واخوته يكون رئيسًا للسلام؟
                          يشوع 6: 21 (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ.)
                          حزقيال 9: 5-7 ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. ..... 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.)
                          مزامير 137: 8-9 (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!)
                          هوشع 13: 16 (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ)
                          أشعياء 13: 13-18 (13لِذَلِكَ أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَتَتَزَعْزَعُ الأَرْضُ مِنْ مَكَانِهَا فِي سَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ وَفِي يَوْمِ حُمُوِّ غَضَبِهِ. 14وَيَكُونُونَ كَظَبْيٍ طَرِيدٍ وَكَغَنَمٍ بِلاَ مَنْ يَجْمَعُهَا. يَلْتَفِتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شَعْبِهِ وَيَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ. 15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ)
                          (22لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: [هَئَنَذَا أُعَاقِبُهُمْ. يَمُوتُ الشُّبَّانُ بِالسَّيْفِ وَيَمُوتُ بَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ بِالْجُوعِ. 23وَلاَ تَكُونُ لَهُمْ بَقِيَّةٌ لأَنِّي أَجْلِبُ شَرّاً عَلَى أَهْلِ عَنَاثُوثَ سَنَةَ عِقَابِهِمْ) إرمياء 11: 22-23
                          إرمياء 48: 10 (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.)
                          ووافق ما يسمونه العهد الجديد على كل ما جاء فى الكتب المنسوبة لموسى والأنبياء عليهم السلام، فقالت الرسالة إلى عبرانيين 11: 30 36 (30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 31بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ. 32وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ، 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، 35أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. 36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ)
                          وقبل أن نواصل الأقوال المنسوبة ليسوع نذكر القارىء ما نُسب لداود فى حروبه: أخبار الأيام الأول 20: 3 (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.)
                          صموئيل الثانى 4: 12 (12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.)
                          وما قاله داود نفسه عن قتل الأطفال وإهلاكهم: مزامير 137: 8-9 (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!)
                          ونواصل مع الأقوال المنسوبة ليسوع: متى 10: 34-40 (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَالإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.)
                          ثم اقرأ قول الرب الذى يعترف فيه أن السيف للقتل: إرمياء 15: 3 (.. .. يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ .. ...)
                          لوقا 12: 49-53 (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».)
                          وهل رئيس السلام يأمر بغض الوالدين والاخوة والزوجة والأولاد؟ فأى نوع من السلام هذا؟ وماذا سيفعل الشيطان غير هذا؟ لوقا 14: 25-26 (وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.)
                          لوقا 19: 27 (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».)
                          هل من كان متعصبًا فقط لبنى إسرائيل يدعوا إلى الإرهاب والإبادة الجماعية والتفرقة العنصرية يكون ملكًا للسلام الأبدى؟
                          ملوك الثانى 5: 15(هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ)
                          إشعياء 61: 5-6 (5وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ تُسَمُّونَ خُدَّامَ إِلَهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ)
                          تثنية 23: 19-20 («لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.)
                          تثنية 14: 21 (21«لا تَأْكُلُوا جُثَّةً مَا. تُعْطِيهَا لِلغَرِيبِ الذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.)
                          تثنية 15: 3 (3الأَجْنَبِيَّ تُطَالِبُ وَأَمَّا مَا كَانَ لكَ عِنْدَ أَخِيكَ فَتُبْرِئُهُ يَدُكَ مِنْهُ.)
                          وعلى ذلك فهذه النبوءة لا تنتطبق على يسوع بأى حال من الأحوال. بل على المسِّيِّا r.
                          ويستنتج الأنبا شنودة كون هذه النبوءة عن يسوع بقوله: (فهناك عبارة «ابن»، وعبارة «إلهًا قديرًا» تجتمعان معًا فى نبوءة واحدة. وحتى كلمة (عجيبًا) تذكرنا بقول الرب لمنوح أبى شمشون «لماذا تسألنى عن اسمى وهو عجيب» (قض 13: 18-22).)
                          هل نادى أحد يسوع باسم (عجيب)؟ هل قال إن اسمه (إله قدير)؟ وهل هذه أسماء تسمى بها الإله؟ هل سمعتم عن إله اسمه (عجيب)؟ هل كان يسوع (قديرًا)؟
                          لقد كان يخشى اليهود ويهرب منهم: يوحنا 7: 1 (وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.)
                          يوحنا 11: 53-54 (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ... )
                          يوحنا 8: 59 (59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.)
                          ناهيك عن أنهم استهزأوا به وضربوه وبصقوا على وجهه: متى 27: 28-31 (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.)
                          وهل كان يسوع يومًا ما ملكًا (سواء للسلام أو حتى الحرب)؟ إن الله حرم على ذرية يهوياقيم أن يأتى منها ملك يملك على عرش داود، وقد جاء يسوع من نسل داود كما يقول كتابكم، فهو إذًا لم يكن ملكًا، ولن يكون: إرميا 36: 30 (30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً.) ، لذلك حذف متى اسمه من سلسلة نسب يسوع، حتى يدلس على القارىء الجاهل، ويعتقد أن يسوع هو المسِّيِّا!!
                          إضافة إلى تحريم الرب الجلوس على عرش داود مرة أخرى لنسل يكنيا: إرمياء 22: 30 (30هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [اكْتُبُوا هَذَا الرَّجُلَ عَقِيماً رَجُلاً لاَ يَنْجَحُ فِي أَيَّامِهِ لأَنَّهُ لاَ يَنْجَحُ مِنْ نَسْلِهِ أَحَدٌ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَحَاكِماً بَعْدُ فِي يَهُوذَا].)
                          لذلك قام لوقا بإلغاء اسم يكنيا من نسبه، ليخفى بها لعنة الله تعالى عليه، وليُظهر يسوع بأنه صاحب الحق فى وراثة عرش داود، لذلك نسب شألتئيل إلى نيرى وليس ليكنيا كما جاءت فى (أخبار الأيام الأول 3: 17)
                          بل كان يدفع الجزية لقيصر صاغرًا، وكان يهرب من اليهود، وأمسكوه ومسمروه على خشبة، بعد أن انتزعوا منه ملابسه، ثم انتزعوا منه روحه، بعد أن أهانوه، واستهزأوا به، وبصقوا فى وجهه. بل نفى عنه تهمة المسِّيِّانية أو أنه ملك لليهود. ورفض أن يقضى فى المرأة الزانية مع وجود الشهود عليها، ورفض أن يقسِّم الميراث بين أخوين. فأى نوع من الملوك كان إذن؟ وما الفرق بينه وبين عبودية باقى الشعي للرومان؟
                          وحتى لا يقول قائل إنه أول من نادى بمحبة الأعداء، أقول لكم: إن تعاليم أحبوا أعداءكم مُضافة بلا أدنى شك، لأنها أولا تُخالف تعاليم الناموس من ناحية، ولم يكن يسوع ناقضًا للناموس أو الأنبياء، ومن ناحية أخرى لو كان يسوع هو رب السماوات والأرض، فمن الذى أمر بإبادة الشعوب المخالفة لدينه، وقتل النساء والأطفال والشيوخ وشق بطون الحوامل، والقتل للإهلاك والإبادة؟ إنه هو.
                          اقرأ حكم الله تعالى فى المخالفين للعقيدة الإسلامية، والمحاربين له:
                          ماذا نفعل يا نبى الله مع الوالدين الكفار الذى يجاهدوننا لردنا عن ديننا؟ {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (15) سورة لقمان
                          وماذا نفعل يا يسوع لنكون تلاميذ مخلصين لك؟ لوقا 14: 25-26 (وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.)
                          وماذا نفعل يا الله مع المخالفين لعقيدتنا ويسعون لردنا عن الإيمان إلى الكفر؟ {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (109) سورة البقرة
                          وقال الله تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة
                          وقال r: (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) رواه البخارى
                          ثم قارن بين تعاليم الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى وبين تعاليم ملك السلام:
                          الكتاب المقدس
                          نبي الرحمة
                          اقتلوا للهلاك
                          انطلقوا باسم الله
                          اقتلوا الشيخ
                          لا تقتلوا شيخا فانيا
                          اقتلوا كل امرأة
                          لا تقتلوا امرأة
                          اقتلوا طفلا ورضيعا
                          لا تقتلوا طفلا ولا صغيرا
                          نجسوا البيت
                          لا تغلوا
                          لا تشفق اعينكم
                          فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ ، أصلحوا
                          لا تعفوا
                          فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ ، احسنوا
                          عيني لا تشفق ولا اعفو
                          إن الله يحب المحسنين
                          فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا
                          اذهبوا فأنتم الطلقاء
                          وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ
                          اذهبوا فأنتم الطلقاء
                          وإن جنحوا للسلم، فاجنح لهم
                          وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ
                          لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين
                          9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ
                          لا تقتلوا طفلاً صغيراً ، لا تنزعوا طفلاً من حُضن أمه

                          وتتبقى لنا كلمة (إلهًا قديرًا) التى استنتج منها الأنبا شنودة الدليل ألوهية يسوع. ألم يقل الرب نفسه لداود: إن كل الذين تنزل عليهم كلمة الله هم آلهة، لكن مثل البشر يموتون؟ فما العجب أن يكون يسوع وكل الأنبياء، بل كل بنى إسرائيل من الآلهة؟ مزمور 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
                          واستخدم يسوع نفس هذا التعبير وأقام به الحجة على بنى إسرائيل: يوحنا 10: 34-35 (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ)
                          فما المانع من أن يكون معنى قول إشعياء إنه سيكون إلهًا أى سينزل عليه الوحى بكلام الله؟
                          وقالها الرب عن نبى الله موسى u: خروج 7: 1 (1فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.)
                          وقالها مرة أخرى عن نبى الله موسى u: خروج 4: 16 (16وَهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَماً وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلَهاً.)
                          ومرة ثالثة قيلت عن كل نبى: صموئيل الأول 9: 9 (9سَابِقاً فِي إِسْرَائِيلَ هَكَذَا كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ عِنْدَ ذِهَابِهِ لِيَسْأَلَ اللَّهَ:«هَلُمَّ نَذْهَبْ إِلَى الرَّائِي». لأَنَّ النَّبِيَّ الْيَوْمَ كَانَ يُدْعَى سَابِقاً الرَّائِيَ.) فذهابه ليسأل الله = ليسأل النبي
                          وسمى القاضى الشرعى إلهًا: خروج 22: 8 (8وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ السَّارِقُ يُقَدَّمُ صَاحِبُ الْبَيْتِ إِلَى اللهِ لِيَحْكُمَ هَلْ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُلْكِ صَاحِبِهِ.)
                          وأُطلق على ملاك الرب الله: القضاة 13: 21-22 (21وَلَمْ يَعُدْ مَلاَكُ الرَّبِّ يَتَرَاءَى لِمَنُوحَ وَامْرَأَتِهِ. حِينَئِذٍ عَرَفَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ. 22فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِهِ: «نَمُوتُ مَوْتاً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللَّهَ!»)
                          وأطلقوا على الشريف أو القوى الله: فقد جاء في أيوب 1: 6 (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ.) وفسروه بالشرفاء وبعضهم فسرها بالأقوياء.
                          وقالها الكتاب عن الشيطان: كورنثوس الثانية 4: 4 (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.)
                          وخلاصة ما قيل: إن كلمة (إلهًا قديرًا) أى سيدًا، قائدًا، حاكمًا، قاضيًا، محاربًا. وهذا مصداقًا لقول يسوع لهم: متى 21: 42-44 («أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)
                          وعلينا الآن أن نقرأ ما قصده إشعياء من نبوءته كاملة:
                          يقول إشعياء 9: 1-7 (1وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. 2اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظَِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. 3أَكْثَرْتَ الأُمَّةَ. عَظَّمْتَ لَهَا الْفَرَحَ. يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ. كَالَّذِينَ يَبْتَهِجُونَ عِنْدَمَا يَقْتَسِمُونَ غَنِيمَةً. 4لأَنَّ نِيرَ ثِقْلِهِ وَعَصَا كَتِفِهِ وَقَضِيبَ مُسَخِّرِهِ كَسَّرْتَهُنَّ كَمَا فِي يَوْمِ مِدْيَانَ. 5لأَنَّ كُلَّ سِلاَحِ الْمُتَسَلِّحِ فِي الْوَغَى وَكُلَّ رِدَاءٍ مُدَحْرَجٍ فِي الدِّمَاءِ يَكُونُ لِلْحَرِيقِ مَأْكَلاً لِلنَّارِ. 6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا.)
                          أى الشعب الذى كان لا يعرف الله، ويعيش فى الظلمة، ويجلس فى أرض ظلال الموت أى الصحراء، عرف الله، وأبصر نورًا عظيمًا. ودخلت معه أمم كثيرة، أى لم يستأثروا بدينهم ولا بإلههم لأنفسهم، كما فعل اليهود وادعوا أنه لا يوجد إله إلا فى بنى إسرائيل (ملوك الثانى 5: 15 (هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ))، وأن الله ناصره، فإن كل سلاح يوجه إليه، وكل حرب تُشن عليه،

                          لن تُجدى، ولن تجد نصرًا. سيولد لنا نبى عظيم، يكون خاتم النبوة بين ظهرانيه (على اختلاف التراجم)، واسمه عجيب فى أعيننا، وهو بجانب أنه نبى قدير محارب ذو بأس، إلا أنه رئيس للسلام، محب للسلام، ناشرًا للسلام والإسلام (دين السلام)، ولن يكون لدينه نهاية. ويعضد مملكته ويثبتها بالحق والبر.
                          ثم راجع ما قاله يسوع عن رسالته، إن جاء فقط يبشر بملكوت الله، وليس مؤسسا له: مرقس 1: 14-15 (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».)
                          وقال يسوع للتلاميذ فى لوقا 4: 43: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.)
                          وكانت هذه رسالته هو وتلاميذه أثناء حياته على الأرض. لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
                          كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
                          وجاء لخراف بيت إسرائيل الضالة فقط: متى 15: 24 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
                          وعندما كان يرسل تلاميذه منعهم حتى من الذهاب إلى السامريين: متى 10: 5-10 (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.)
                          أما أن يكون المسِّيِّا من نسل داود فهذا ما نفاه الرب لإرمياء، ونفاه يسوع للتلاميذ واليهود ورؤسائهم. وهو من تحريفات اليهود فى هذا الكتاب. تلك أمانيهم.
                          ZZZ

                          تعليق


                          • #14
                            من يصر الماء فى ثوب يكون إلهًا:
                            وفى ص17 يقول إن هناك نبوءة فى سفر الأمثال مرتبطة بألوهية يسوع. تقول النبوءة: (4مَن صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَن جَمَعَ الرِّيحَ في حُفْنَتَيْهِ؟ مَن صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا اسْمُهُ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟) الأمثال 30: 4
                            فهل أخبرتنا كيف يُصر الماء فى ثوب؟ وهل من يصر الماء فى ثوب يكون إلهًا؟ وهل صر يسوع الماء فى ثوب حتى يكون إلهًا؟ وهل صعد يسوع إلى السماء ونزل أم إنه ولد على الأرض، ثم أصعده الله إلهه وإلهنا إلى السماء ولم ينزل؟ يوحنا 20: 17 (إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ) إلا أن لوقا يؤكد أن الذى أصعد يسوع هو آخر، يقول: لوقا 24: 51 (51وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ). ولن ينزل إلا بعد المبارك الآتى باسم الله: متى 23: 39 (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».)
                            إن الذى صعد إلى السماء ونزل هو المسِّيِّا محمد r فى رحلة المعراج إلى السماء.
                            وقوله (مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟) ليدل على إيمانهم بأن الأرض مربعة أو مستطيلة الشكل، بحيث يكون لها أطراف يجمعها الماسك لها. وذلك لأن الكرة الأرضية ليس لها أطراف.
                            وكتابهم به من الأخطاء العلمية ما نفَّر منه العلماء ومنهم الدكتور موريس بوكاى، وكان سببًا عنده لترك المسيحية واعتناق الإسلام. فالكتاب يتكلم عن أن الأرض لها أربع زوايا (حزقيال 7: 2) و(الرؤيا 1: 7) و(إشعياء 12: 11)، وتُحمل عل أربعة أعمدة (أيوب 9: 6)، ناهيك عن الطيور التى تجتر (لاويين 11: 20 ، 23)، والرب الذى يقف على سلم يصل السماوات بالأرض والملائكة تستخدمه فى الصعود والهبوط (تكوين 28: 12-13)، والرب الذى يصفر للذباب على الرغم من عدم وجود جهاز سمعى للذباب (إشعياء 7: 18)، والرب الذى يركب ملاكًا أنثى (كروب) فى انتقالاته (صموئيل الثانى 22: 11)، والنحل تبنىخلية عسل داخل جيفة الأسد (قضاة 14: 8)، والرب يأمر نبيه حزقيال أن يأكل الخراء الآدمى، ثم ينسخ حكمه ويخففه عنه ويأمره بأكل خثاء البقر (حزقيال 4: 12-15)
                            (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: [هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ». 14فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ, هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً, وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ». 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12-15
                            ثم السؤال الفيصل عن اسم الإله واسم ابنه: (مَا اسْمُهُ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ) إنهما اثنان، فكيف وحدتهما عزيزى الأنبا شنودة؟ فكيف يكون هذا دليل على ألوهية يسوع؟
                            ZZZ

                            هل سجود التلاميذ ليسوع دليل على ألوهيته؟
                            وفى ص17 يقول تحت رقم (15) إن معجزة المشى على الماء، والسماح لتلميذه بالمشى على الماء مثله، وسجود التلاميذ له اعتراف منهم بأنه ابن الله من نوع فريد ليس لأحد من الناس، بنوة لها قوة المعجزة الخارقة والسيطرة على الماء والريح. وهو يشير إلى متى 14: 25-33 (25وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ. 26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. 30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» 32وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. 33وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!»)
                            وهنا ثلاث نقاط هامة يتمسك بها النصارى فى إثبات ألوهية يسوع: أنه قام بمعجزة، وتسكينه الرياح، وسجود التلاميذ له، ولم يعترض على ذلك.
                            فبالنسبة لأول نقطة: ما المشكلة أن يقوم نبى بعمل معجزة. وهل يليق بإله أن يرفع وجهه للسماء يستمطر رضى إلهه، ويطلب منه التأييد فى عمل هذه المعجزة ليثبت للناس أنه رسول الله إليهم، وليؤمنوا بغيره كإله؟
                            يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
                            لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ ...)
                            متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ ...)
                            يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)
                            يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي ...)
                            يوحنا 5: 36 (لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                            يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                            وإذا كنا سنتكلم عن طاعة الرياح له وسكونها عندما دخل السفينة، فلماذا لم تسكن الرياح أثناء مشيه على الماء؟ فهل كانت ألوهيته ناقصة قبل أن يدخل السفينة؟ ومع ذلك دون تفنيد هذه القصة، ونأخذها على علاتها، فإن الكتاب يحكى كما ذكرت من قبل عن أنبياء قاموا بمعجزات خارقة للقانون الطبيعى للحياة، منها:
                            فلق موسى البحر وكانت أرض البحر يابسة، حتى يتمكن أتباع موسى من العبور: خروج 14: 21 (21وَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ فَأَجْرَى الرَّبُّ الْبَحْرَ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ شَدِيدَةٍ كُلَّ اللَّيْلِ وَجَعَلَ الْبَحْرَ يَابِسَةً وَانْشَقَّ الْمَاءُ.)
                            وضرب الصخرة فخرج منها الماء: خروج 17: 6 (6هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ».)
                            وأوقف يشوع الشمس يومًا كاملاً: يشوع 10: 12-13 (12حِينَئِذٍ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّبَّ, يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ, وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». 13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.)
                            وضرب أليشع جيش أرام كاملاً بالعمى: ملوك الثانى 6: 18 (18وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ: [اضْرِبْ هَؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى]. فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ.)
                            بل جعل الحديد يطفو على الماء: ملوك الثانى 6: 6 (6فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: [أَيْنَ سَقَطَ؟] فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُوداً وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ.)
                            وفلق إيليا البحر برداء أليشع: ملوك الثانى 2: 8 (8وَأَخَذَ إِيلِيَّا رِدَاءَهُ وَلَفَّهُ وَضَرَبَ الْمَاءَ، فَانْفَلَقَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ، فَعَبَرَا كِلاَهُمَا فِي الْيَبَسِ.)
                            بل تحكم إيليا فى نزول المطر من السماء: ملوك الأول 17: 1 (1وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: [حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي].)
                            لكن أليس من الغريب أن تُعددوا معجزات قام بها يسوع وهو نفسه قال إنه لن يعطى هذا الجيل آية واحدة؟ مرقس 8: 11-12 (11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!»)
                            والمعجزة كما قال يسوع ليست دليلاً على أن فاعلها إلهٌ أو حتى نبى: متى 24: 24، (24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.) ومرقس 13: 22
                            وأقر أن تلاميذه والمؤمنين يمكنهم القيام بمعجزات أكبر وأعظم مما عمله هو، فكيف يكون هذا دليل على ألوهيته؟ وهل معنى ذلك أن من يؤمن به ويعمل معجزات أكبر من التى قام بها، يفوقه فى الألوهية؟: يوحنا 14: 12 (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....)
                            لقد رأت الجموع الكثيرة التى تبعته إذًا سجود الأبرص له، فهل فهمت هذه الجموع أن يسوع إلهًا؟ لا، بل إنهم عرفوه نبيًا أرسله الله إليهم:
                            متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
                            ودون أن ندخل فى تفاصيل السجود ليسوع، نتساءل: هل سجود الشخص لآخر هو إعلان عن ألوهية المسجود له، أو عبودية الساجد للآخر، أم كان السجود فى قديم الزمان عبارة عن الاعتراف بالجميل والشكر من الساجد للمسجود له؟
                            ويؤمن بعض المسيحيين أن سجود الشيطان والناس ليسوع، يدل على ألوهيته وعبودية الإنس والجان له.
                            إن الأناجيل تحكى السجود ليسوع عدة مرات من ذوى الحاجات، فلو افترضنا أنه إله ويريد أن يسجد كل الناس له، أما كانت عنده وسيلة غير هذه التى يستزل بها الساجد له؟ وهل بهذه الطريقة فهم الناس أنه إله يجب السجود له؟وهل فهم التلاميذ الذين هم خاصته، وحاملو الدعوة من بعده أنه الله الذى ينبغى أن يسجد له؟
                            فقد سجد له شيطان نجس: مرقس 5: 5-8 (5وَكَانَ دَائِماً لَيْلاً وَنَهَاراً فِي الْجِبَالِ وَفِي الْقُبُورِ يَصِيحُ وَيُجَرِّحُ نَفْسَهُ بِالْحِجَارَةِ. 6فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ 7وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ الْعَلِيِّ! أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي!» 8لأَنَّهُ قَالَ لَهُ: «اخْرُجْ مِنَ الإِنْسَانِ يَا أَيُّهَا الرُّوحُ النَّجِسُ». 9وَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَأَجَابَ: «اسْمِي لَجِئُونُ لأَنَّنَا كَثِيرُونَ».)
                            وسوف نستثنى سجود هذا الشيطان النجس له من الرد، لأن الشياطين ضالون مضلون، فلا يستبعد أن يكون هذا الشيطان قد تسبب فى هذا العمل، لتتبعوه أنتم فى تأليه يسوع!! وهم الذين أضلوا عباد البقر وعباد الخراف وعباد القردة وعباد الأصنام للسجود لآلهتهم. فهل هذا دليل على ألوهية هذه الأصنام أو الحيوانات؟
                            ثم هل تتخذ أفعال الشياطين وأقوالهم دليل على صحة عقيدتك؟
                            والجميل فى هذه القصة هو الذكاء الربانى الذى وهبه الله تعالى ليسوع، فسأل الشيطان عن اسمه، وهذا يدل على جهله، وينفى عنه الألوهية!!
                            سجود الأبرص له: متى 8: 2 (1وَلَمَّا نَزَلَ مِنَ الْجَبَلِ تَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ. 2وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي».)
                            لقد رأت الجموع الكثيرة التى تبعته إذًا سجود الأبرص له، فهل فهمت هذه الجموع أن يسوع إلهًا؟ لا، بل إنهم عرفوه نبيًا أرسله الله إليهم:
                            متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
                            يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
                            وهل فهم تلاميذه الذين كانوا يرافقونه، ورأوا بعدها معجزة تسكين الرياح أنه إله؟ لا، بل فهموا أنه نبى مقتدر فى القول والفعل والعمل:
                            ها هو يسوع ينتهر الرياح: متى 9: 23-24 (23وَلَمَّا دَخَلَ السَّفِينَةَ تَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. 24وَإِذَا اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى غَطَّتِ الأَمْوَاجُ السَّفِينَةَ وَكَانَ هُوَ نَائِماً. 25فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ نَجِّنَا فَإِنَّنَا نَهْلِكُ!» 26فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟» ثُمَّ قَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ فَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. 27فَتَعَجَّبَ النَّاسُ قَائِلِينَ: «أَيُّ إِنْسَانٍ هَذَا! فَإِنَّ الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ جَمِيعاً تُطِيعُهُ».)
                            لقد جاء تعجب الناس منه كإنسان ويقوم بمثل هذه المعجزات التى لم يروا مثلها من قبل. لذلك تعجب (النَّاسُ قَائِلِينَ: «أَيُّ إِنْسَانٍ هَذَا!)
                            لا، بل عرفوه نبيًا مقتدرًا فى القول والفعل والعمل: فها هو بطرس يقول فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                            وها هما اثنان آخران من تلاميذه يقولان بعد موته المزعوم: لوقا 24: 17-20 (... 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
                            سجود الأعمى: يوحنا 9: 38 (38فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ». وَسَجَدَ لَهُ.)
                            سجد هذا الرجل الذى كان أعمى منذ مولده ليسوع وهو يعلم أنه نبى الله إلى بنى إسرائيل، لذلك عندما سأله الكهنة عن رأيه فيه، قال إنه نبى: يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
                            وهكذا فهم كل الناس الذين عاصروه ورأوا معجزاته. بل إنه عندما أحيا ميت أرملة نايين (وهى معجزة من أكبر المعجزات) أقر التلاميذ والجمع أنه نبى عظيم:
                            لوقا 7: 15-16 (15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
                            فكيف تؤلهونه أنتم اليوم وتدعون عليه ما لم يفهمه معاصروه أو تلاميذه وما لم يتفوه هو به؟
                            ثم اقرأ ما قاله الكهنة أعداؤه عنه فى نفس الإصحاح: يوحنا 9: 31 (31وَنَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ فَلِهَذَا يَسْمَعُ.)
                            وماذا قال يسوع عن نفسه؟
                            يوحنا 5: 30 (..... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                            يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                            لذلك كان يستجيب الله تعالى له، وهذا ما أقره يسوع لتفهموا أنه عبد لله، يحبه الله ويحبه الله لأنه فى كل وقت يفعل مشيئته ويعمل ما يرضيه: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                            كان هذا تحليلاً لسجود الثلاثة ليسوع. ويتبقى لنا السؤال الأهم: هل سجود الناس لبعضها فى كتابك يعنى تأليههم لبعض؟ لا.
                            أما عن سجود التلاميذ له، فهذا من العادات المألوفة عند اليهود أن يقدموا فروض الاحترام والطاعة والخضوع لكبيرهم عن طريق السجود، وذلك كما سجد إبراهيم u لضيوفه من الملائكة ، وكما سجد يوسف u لأبويه ، وكما سجدت بتشبع لزوجها داود u:
                            فقد سجد إبراهيم لضيوفه قبل أن يعرف أنهم ملائكة الله وسمَّى نفسه عبدًا لهم: تكوين 18: 2-5 (2فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَالٍ وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لِاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ 3وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلاَ تَتَجَاوَزْ عَبْدَكَ. 4لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ 5فَآخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ لأَنَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ». .....)
                            فقد سجد موسى لحماه: الخروج 18: 7 (7فَخَرَجَ مُوسَى لاِسْتِقْبَالِ حَمِيهِ وَسَجَدَ وَقَبَّلَهُ. وَسَأَلَ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ عَنْ سَلاَمَتِهِ. ثُمَّ دَخَلاَ إِلَى الْخَيْمَةِ.)
                            وجاء يسوع متبعًا لشريعة موسى: متى5: 17-18 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)
                            وسجد أخوة يوسف له، وما نهاهم عن ذلك، وما اعتبره أحد إله لهم: التكوين 42: 6 (6وَكَانَ يُوسُفُ هُوَ الْمُسَلَّطَ عَلَى الأَرْضِ وَهُوَ الْبَائِعَ لِكُلِّ شَعْبِ الأَرْضِ. فَأَتَى إِخْوَةُ يُوسُفَ وَسَجَدُوا لَهُ بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ.)
                            فقد سجدت (بَثْشَبَعُ أُمِّ سُلَيْمَانَ) لزوجها داود، ودعته سيدى، وجعلت نفسها أمة له: ملوك الأول 1: 15-17 (15فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى الْمَلِكِ إِلَى الْمَخْدَعِ. وَكَانَ الْمَلِكُ قَدْ شَاخَ جِدّاً وَكَانَتْ أَبِيشَجُ الشُّونَمِيَّةُ تَخْدِمُ الْمَلِكَ. 16فَخَرَّتْ بَثْشَبَعُ وَسَجَدَتْ لِلْمَلِكِ. فَقَالَ الْمَلِكُ: [مَا لَكِ؟] 17فَقَالَتْ لَهُ: [أَنْتَ يَا سَيِّدِي حَلَفْتَ بِالرَّبِّ إِلَهِكَ لأَمَتِكَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي.)
                            ملوك الأول 1: 31 (31فَخَرَّتْ بَثْشَبَعُ عَلَى وَجْهِهَا إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَتْ لِلْمَلِكِ وَقَالَتْ: [لِيَحْيَ سَيِّدِي الْمَلِكُ دَاوُدُ إِلَى الأَبَدِ].)
                            كما سجد نبى الله ناثان أمام أبيه: ملوك الأول 1: 22-23 (22وَبَيْنَمَا هِيَ مُتَكَلِّمَةٌ مَعَ الْمَلِكِ إِذَا نَاثَانُ النَّبِيُّ دَاخِلٌ. 23فَأَخْبَرُوا الْمَلِكَ: [هُوَذَا نَاثَانُ النَّبِيُّ]. فَدَخَلَ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ.)
                            كما سجد نبى الله بلعام للملك:عدد 22: 31(31ثُمَّ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلعَامَ فَأَبْصَرَ مَلاكَ الرَّبِّ وَاقِفاً فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ فَخَرَّ سَاجِداً عَلى وَجْهِهِ.)
                            كما سجد كرنيليوس لبطرس وما ألهتم بطرس:أعمال الرسل 10: 25-26 (25وَلَمَّا دَخَلَ بُطْرُسُ اسْتَقْبَلَهُ كَرْنِيلِيُوسُ وَسَجَدَ وَاقِعاً عَلَى قَدَمَيْهِ. 26فَأَقَامَهُ بُطْرُسُ قَائِلاً: «قُمْ أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ».)
                            لكن من العجيب حقًا أن يعتبر الأنبا شنودة السجود دليل على الخضوع واعتراف من الساجد بعبوديته للمسجود له، فى الوقت الذى تملأ أناجيلكم أن يسوع كان يسجد لله تعالى ويدعو الناس لعبادته، ويعلم تلاميذه كيفية الصلاة لله الذى فى السماء!
                            لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
                            متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». ......... 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ......... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». ...... 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
                            لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى)
                            وكان فى كل حين يجتهد بالعبادة والدعاء والأعمال الصالحة لإرضاء الله تعالى: يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                            وكيف يكون إلهًا وقد كان خاضعًا لله الذى خلقه فى الدنيا وفى الآخرة مثل باقى عبيده من المخلوقات؟
                            يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                            يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                            يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                            ألن يخضع يسوع لإلهه فى الآخرة؟ فبم يستحق التأليه؟: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                            وبعيدًا عن استنتاجاتنا اسمع ما يقوله يسوع نفسه: يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                            وأخبركم يسوع أنه رسول الله تعالى:
                            1- يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                            2- يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                            3- يوحنا 7: 28-29 (.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
                            4- يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
                            4- يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ....)
                            6- يوحنا 13: 20 (...وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                            7- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                            8- يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                            9- يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                            10- يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                            وفى الوقت الذى أعلن فيه أنه رسول الله إلى بنى إسرائيل، وأقركم على دعوته معلمًا، يؤكد لكم إنه لا يوجد عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله. يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                            ثم اقرأ اعترافه أن الله ربه وسيده أعظم منه ليتضح لك أنه لا يعتبر نفسه إلهًا بل عبدًا لله: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                            وماذا سيكون مصيرك فى الآخرة يا يسوع؟ إنه سيخضع لقضاء الله مثل باقى المخلوقات: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                            وعلى ذلك لا يعنينا اعتراف نثنائيل أن يسوع هو ابن الله المسِّيِّا، فى بداية معرفته ليسوع قبل أن يسمع شرحه وتعاليمه بشأن ملكوت السماوات، لأننا من البداية قلنا إن الأناجيل تُظهر التلاميذ بمظهر الأغبياء، الذين لم يفهموا مقصد يسوع أو شرحه أو أمثاله، وتضجر منهم يسوع ومن غبائهم. ولا يجب أن يكون واحدًا منهم حُجة على فهم تعاليم يسوع.
                            وإن أردنا أن نتبنى الحقيقة المجردة لقلنا إن كل إشارة أو كلام يوضع على لسان يسوع أو غيره للتدليل على مسيَّانية يسوع فهو من تحريف الكهنة، للحفاظ على ملكوتهم، وعدم ذهاب مكانتهم من الله.
                            يوحنا 8: 27 (27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.)
                            يوحنا 10: 6 (6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.)
                            وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: متى 15: 15-16 (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟)
                            ووصفهم بقلة الإيمان: متى 8: 26 (فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟»)
                            ووصفهم بغلظة القلب: مرقس 6: 52 (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.)
                            وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: متى 17: 16-21 (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».)
                            وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذًا لم يكونوا من المصليين الصائمين!!
                            لكن من الممكن أن نفهم ما قاله نثنائيل فى ضوء الخلفية اليهودية التى كانوا يعيشون فيها، فهو علم أن يسوع بناءً على اخباره بشىء حدث فى الغيب أدرك أنه نبى مثل يوحنا المعمدان. ولم يخطر بباله مطلقًا أن يكون يسوع إله تجسَّد فى صورة إنسان، وإلا لقتله اليهود من أول كلمة نطقت بها شفاهه.
                            لكن العجيب حقًا أن يستنتج الأنبا شنودة من هذه الرواية أن يسوع ابنًا لله غير عادى ومن ثم فهو الله. يقول ص18: (وطبعًا لم يكن المقصود هنا البنوة العامة لبنى البشر، وإنما البنوة التى لها من صفات اللاهوت معرفة الغيب. والسيد المسيح تقبل هذا الاعتراف من نثنائيل.) فلماذا لم يتقبل هذا الاعتراف من الشياطين المؤمنين الذين أقروا بنفس هذا الاعتراف من قبل؟ ولماذا نهر تلاميذه أن يقولوا لأحد أنه المسيح المسِّيِّا؟ ولماذا شتم بطرس واتهمه أنه شيطان لأنه يضلل التلاميذ بقوله إن يسوع هو المسِّيِّا؟ وقد أوضحت المفهوم من هذه الفقرة من قبل.
                            ZZZ

                            نزول الملائكة على يسوع وصعودها دليل ألوهيته:
                            ويقول ص18 أيضًا: (وطبعًا لم يكن المقصود هنا البنوة العامة لبنى البشر، وإنما البنوة التى لها من صفات اللاهوت معرفة الغيب. والسيد المسيح تقبل هذا الاعتراف من نثنائيل [أن المسيح ابن الله] وأضاف عليه ما يقوى هذا الإيمان فيه. فقال له «50أَجَابَ يَسُوعُ: «هَلْ آمَنْتَ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ التِّينَةِ؟ سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هَذَا!» 51وَقَالَ لَهُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً وَملاَئِكَةَ اللَّهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ».) يوحنا 1: 50-51
                            إن يسوع هنا تكلم عن ابن الإنسان بصيغة الغيب. ومعنى ذلك أنه لا يقصد نفسه، وإنما قصد شخصًا غير موجود، وهو المسِّيِّا. كما أن صعود ملائكة الله إلى السماء ونزولهم على ابن الإنسان، فهذا دليل من الأدلة التى تنفى ألوهية ابن الإنسان هذا، وتثبت نبوته لله تعالى، فلو هو الله، فما الذى يجعل الملائكة تصعد إلى السماء طالما أن إلههم على الأرض يأخذون منه الأوامر والتعليمات!! إن الملائكة تنزل من السماء حاملة تعاليم الله تعالى لرسوله.
                            ولو كان يسوع ابن الإنسان هذا، فقد نفى بهذه الجملة ألوهيته، حيث حدد أنه ابن الإنسان، وأن الملائكة هم ملائكة الله، وليسوا ملائكته هو.
                            أما أن يرى التلاميذ وغيرهم السماء مفتوحة ونزول وصعود الملائكة فهذا لم يحدث، وقد يكون تعبير مجازى قصد به يسوع أنه من الآن تعتبرون أننى توليت مهام النبوة، وأصبحت قريبًا لله تعالى أكثر من ذى قبل، لذلك فالطريق بينى وبينه مفتوح عن طريق ملائكة الله.
                            وهو نفس ما أوضحه مرارًا وتكرارًا أنه رسول الله تعالى لبنى إسرائيل:
                            1- يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                            2- يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                            3- يوحنا 7: 28-29 (.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
                            4- يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
                            4- يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ....)
                            6- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                            7- يوحنا 13: 20 (...وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                            8- يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                            9- يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                            10- يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                            وأقر تلاميذه وكتبة كتابكم أنه كان عبدًا لله فى الدنيا وسيكون عبدًا له فى الآخرة: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                            فما الذى يُلجىء الأنبا شنودة إلى الاستنتاج، طالما أن الكتاب الذى يقدسه يحتوى على نصوص واضحة صريحة تُعلن أن يسوع عبد الله ورسوله؟
                            ZZZ

                            معجزة المعمدان تشهد أن يسوع ابن الله:
                            وفى ص18 يقول الكاتب تحت رقم 18 (ومعجزة المعمدان هى التى جعلت المعمدان يشهد أن المسيح ابن الله) ثم استشهد بقول يوحنا 1: 34 إلا أننى سأضع الفقرة كاملة ليتضح المراد: (29وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. 30هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. 31وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لِإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ». 32وَشَهِدَ يُوحَنَّا: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. 33وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لِأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 34وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ».) يوحنا 1: 29-34
                            قبل أن نبدأ الرد
                            قلنا مرارًا إن يسوع ليس المسيح الرئيس، النبى الخاتم، المسِّيِّا، ابن الله، ابن الإنسان. فقد كان للمسِّيِّا عدة ألقاب، اشتهر بها بين اليهود. ولكنه مسيح من المسحاء، أى نبى من أنبياء بنى إسرائيل. وذكر دائمًا فى القرآن الكريم بالإضافة إلى ابن مريم أو إلى اسمه كاملا. فهل المسِّيِّا أو ابن الإنسان أو حتى لقب ابن الله فى الكتاب الذى يقدسونه تعنى أنه الله نفسه؟ لا. فهذا هراء، لا يقول به عارف بهذا الكتاب أو قارىء له، فاحص لنصوصه. وقد أثبتنا مرارًا بنصوص كتابهم أن البنوة لله تعنى أنه عبد من عباد الله المؤمنين.
                            وهنا نناقش عدة نقاط:
                            1- (يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ)
                            2- (هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي)
                            3- (إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ)
                            4- (لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لِأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ)
                            5- (وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ)
                            يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ:
                            بالنسبة للنقطة الأولى فى رفع خطايا العالم كنا قد تكلمنا عنها، وذكرنا النصوص التى تشير إلى محاسبة الرب للمذنب على ذنبه، فإن تاب وعمل صالحًا غفر الله له، كما ذكرنا النصوص التى تشير إلى عدم توارث الخطيئة، وبالتالى لا توجد خطية واحدة للعالم متوارثة. حزقيال 18: 20-22 (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.)
                            وعلى ذلك لا يمكن أن يكون هذا من قول المعمدان، ولكنه أُضيف على لسان المعمدان ليثبت المسِّيِّانية ليسوع. وقد سبق وقلنا من قبل إن هذا الإنجيل نُسب إلى يوحنا الذى كان أميًّا، جاهلا: (13فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ) أعمال الرسل 4: 13
                            وليست هذه هى المرة الأولى التى يُضاف فيها أقوال على لسان أحد الأشخاص، ودليلنا أيضًا على ذلك أن كاتب هذا الإنجيل وضع كلام على لسان يسوع، يكذبه العهد القديم وباقى الأناجيل: وذلك ليُظهر يسوع ليس فقط بمظهر المسِّيِّا، بل أيضًا بمظهر النبى الكاذب والجاهل.
                            لقد قال كاتب الإنجيل على لسان يسوع إن بنى إسرائيل لم يروا الله، ولم يسمعوا صوته قط: (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 37
                            وعلى الرغم من ذلك تشهد نصوص كثيرة من العهد القديم والأناجيل تؤكد كذب هذا القول، وتصور قائله بالجهل: منها (التثنية 4: 12)، و(التثنية 4: 32-33)، و(التثنية 5: 22-23)، و(متى 3: 17)، و(متى 17: 5)، و(مرقس 1: 11)، و(لوقا 3: 22)، و(بطرس الثانية 1: 17-18).
                            التثنية 4: 12 (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً.)
                            بطرس الثانية 1: 17-18 (17لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهَذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ». 18وَنَحْنُ سَمِعْنَا هَذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ.)
                            يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي:
                            وبالنسبة للنقاط الأربعة المتبقية فهى تُعالج شهادة يوحنا أن يسوع هو ابن الله المسِّيِّا، النبى الخاتم، المرسل للعالمين: نكرر ما قلنا إن كون يسوع نبى مرسل تجعله فى مرتبة أقل من الله الراسل، وهذا ما قاله هو نفسه:
                            يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                            يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                            إن يسوع والمعمدان كانا ذات شهرة كبيرة جدًا: فالمعمدان ولد لأم عاقر عجوز وأب طاعن فى السن. وهذه معجزة بالنسبة لما تعارف عليه البشر. وجاء يسوع من أم دون أب، وهذه أيضًا معجزة لم يعهدها البشر. لذلك كانا الاثنان من أشهر الأطفال ثم الرجال فى بنى إسرائيل.
                            بل على حد قول إنجيل لوقا كانت تعلم أليصابات منزلة يسوع قبل أن تلد ابنها، وأنه سيكون سيدًا على ابنها، فكيف لم يعرف المعمدان هذا إلا وقت نزول الروح القدس عليه؟ لوقا 1: 42-43 (42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟)
                            وعلى ذلك فإن نبوتهما كانت معروفة منذ ولادتهما، بل سبقت نبوة يسوع نبوة المعمدان، لأن ملاك الرب أخبر مريم أولا بحال ابنها، ثم أخبرها عن قريبتها أليصابات، التى لم تعرف بحملها حتى دخلت عليها مريم. لذلك عندما يقول المعمدان (هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي) فمعنى ذلك أنه يقصد آخر غير يسوع سيأتى بعده، ومهَّد هو ويسوع له البشارة، وأعلم يسوع بنى إسرائيل بانتهاء النبوة فى بنى إسرائيل، ولعن شجرة التين التى ترمز للأمة اليهودية، وترك بيتهم لهم خراب، لا نبوة فيه، ولن يأتى لهم مرة أخرى حتى يقولوا مبارك الآتى (الذى سوف يأتى) باسم الرب. وهذا الرجل الذى سيأتى بعده قد بشرت به الأنبياء قبله، فهو معروف لهم بالاسم والصفة من قبلى.
                            كما أن رسالتهما كانت واحدة، وهى البشارة بملكوت الله، الذى سيحكمه المسِّيِّا، فلو كان يسوع هو المسِّيِّا لكانت البشارة بالملكوت خاصة بالمعمدان دون يسوع، لأنه هو صاحب الملكوت:
                            &Ucirc; ففى متى 3: 1 جاء نبى الله يوحنا المعمدان u: (2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.)
                            &Ucirc; ويقول مرقس 1: 14-15 (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».)
                            &Ucirc; وفى لوقا 4: 43 قال يسوع للتلاميذ: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.)
                            &Ucirc; وكانت هذه رسالته هو وتلاميذه أثناء حياته على الأرض. يقول لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
                            &Ucirc; كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
                            وفى موضع آخر يقول المعمدان عن المسِّيِّا: يوحنا 1: 27 (الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ)
                            لماذا قال المعمدان ذلك عن يسوع؟ لماذا يسوع أفضل من المعمدان؟ وبما؟ فالاثنان قد أرسلهما الله تعالى إلى بنى إسرائيل بنفس الرسالة. والذى يجب أن يكون أفضل منهما هو المرسل للعالمين!
                            ثم إذا كان يسوع عندكم هو الرب المعبود بحق، فهل تصدقون المعمدان وتتركون كلام إلهكم؟ إن يسوع نفسه نفى أن يكون هو الشخص الذى يفضل المعمدان ولكن الذى سيأتى بعده: متى 11: 11-14 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. 15مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.)
                            يؤخذ فى الاعتبار أن هذه الجملة قيلت على لسان يسوع عن المسِّيِّا فى إنجيل برنابا الأبوكريفى، أى غير المعتبر عندهم.
                            لوقا 3: 16 (16قَالَ يُوحَنَّا لِلْجَمِيعِ: «أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.)
                            فهل كان يسوع أقوى من المعمدان؟ مطلقًا. لقد كان يسوع يهرب من اليهود، وخشى أن يعلن ألوهيته التى تنسبونها له، وتضطرون لاستنتاجها، بينما وقف المعمدان كالأسد أمام هيرودس بمفرده يعلن أن زواجه من زوجة أخيه باطل، وقطعت رأسه نتيجة هذا الاعتراض. فأيهما كان الأقوى فى الحق وفى إعلانه؟
                            مرقس 6: 27-28 (27فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ سَيَّافاً وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِرَأْسِهِ. 28فَمَضَى وَقَطَعَ رَأْسَهُ فِي السِّجْنِ. وَأَتَى بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَقٍ وَأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّةِ وَالصَّبِيَّةُ أَعْطَتْهُ لِأُمِّهَا.)
                            يوحنا 7: 1 (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.)
                            يوحنا 11: 53-54 (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ... )
                            أما عن وقوله: (هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ) فلم يؤثر أن يسوع عمَّد أحد، بل كان تلاميذه هم الذين يعمدون: (2مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تلاَمِيذُهُ) يوحنا 4: 2
                            وذلك على الرغم من معارضة يوحنا من قبل وقوله إن يسوع كان يُعمِّد: يوحنا 3: 22 (22وَبَعْدَ هَذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ وَكَانَ يُعَمِّدُ.) ألم أقل لكم إن كلام إنجيل يوحنا هذا لا يُعتدُّ به؟
                            والتعميد هنا هو التطهير. فهو سيطهرهم باتباعهم كتاب الله تعالى، الذى سينزل به الروح القدس الأمين، والخضوع لشريعته. ولم يؤثر أن أتى يسوع بشريعة، بل جاء متبعًا لشريعة موسى والأنبياء عليهم السلام.
                            كما أن رؤية يوحنا للروح القدس هابطًا على يسوع تعنى عندنا نزول الوحى عليه، ورؤيته لجبريل، ملاك الله ورسوله بين الله وأنبيائه. أما قولكم إن الروح القدس هو الأقنوم الثالث من الإله ثلاثى الأقانيم التى هى متحدة ولا تنفصل طرفة عين، فهذا يكذبه ما يُروى عن رؤية المعمدان الاثنين منفصلين: يسوع والروح.
                            وإلى هنا نكون قد علمنا أنه فى افتتاحية إنجيل يوحنا لم يكن يوحنا يعلم أن يسوع هو المسِّيِّا، وظن اليهود أن المعمدان ربما يكون هو المسِّيِّا، فسألوه: يوحنا 1: 19-21 (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».)
                            وبعده مباشرة أثناء تعميده ليسوع علم أن يسوع هو المسِّيِّا. فلماذا أرسل اثنين من تلاميذه أثناء وجوده فى السجن، بناءً على ما سمعه من معجزاته، يسألونه إذا كان هو المسِّيِّا أم عليهم أن ينتظروا آخر؟ فهل لم يُصدق ما رآه بعينيه أم لم ير شيئًا، وأُضيفت هذه القصة على لسانه؟
                            متى 11: 2-6 (2أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 3وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 4فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: 5اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. 6وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».)
                            وكانت إجابة يسوع مبهمة، فهو يعلم أن هذه المعجزات لا يقوم بها إلا نبى، وهذا ما فهمه اليهود عن يسوع، اقرأ قول نيقوديموس عن معجزات يسوع: يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
                            وأقر من رأوا معجزاته أو شفاهم بإذن الله أنه رسول لله تعالى: يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
                            يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
                            يوحنا 3: 19 (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!)
                            وأقر بطرس أنه رسول لله تعالى: وقال بطرس فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                            وسؤال المعمدان عن المسِّيِّا النبى الخاتم. فلماذا لم يجبه يسوع مباشرة وبوضوح شديد يتناسب مع شخصيته فى قول الحق وإبرازه أمام المخالفين، غير خائف إلا من الله تعالى الذى أرسله؟
                            إلا أنك بعد بضعة أسطر فى نفس هذا الإصحاح تجد يسوع يخبرهم عن إيليا الذى سوف يأتى قريبًا: متى 11: 11-14 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. 15مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.)
                            وتبدأ هذه الفقرة بقولهم إن يسوع يتكلم عن المعمدان، لكن التحريف لم ينل من كل شىء فى الكتاب، فباقى الفقرة يُظهر أنه يوجد نبى عظيم وهو أعظم رسل الله، ولكن الذى سوف يأتى هو أعظم منه. فالأصغر فى سلسلة النبوة وشريعة الله هو المزمع أن يأتى، وهو أعظم رسل الله. فمن تصدقون؟ هل تصدقون ما قاله يسوع أم ما تستنتجون أنه ينطبق على يسوع؟
                            وبعد كل هذا نجد الكاتب يقول ص19: (وهذه البنوة لله التى يشهد بها يوحنا الكاهن والنبى، ليست هى بنوة عادية إنما هى بنوة معجزة، وتحمل معنى الاعتراف بلاهوته.) ودليله على ذلك قول يوحنا: («هذا هو الذى قلت عنه يأتى بعدى رجل كان قدامى، لأنه كان قبلى» (يو1: 30) والمعروف أن المسيح ولد بعد يوحنا المعمدان بستة أشهر.)
                            وأعتقد أن القارىء الواعى قد فهم أن المعجزات لا يقوم بها إلا نبى، وأن معجزات يسوع تثبت نبوته، ولا تُثبت ألوهيته لأنه لم يفعلها بقدرته، بل بقدرة الله، وأن الله هو الذى علمه ما يجب أن يقوله أو يفعله.
                            ZZZ

                            تعليق


                            • #15
                              هل رده لبصر الأعمى دليل على ألوهيته أم نبوته:
                              يقول الأنبا شنودة ص19 (19- والاعتراف بهذه البنوة ظهر فى معجزة منح البصر للمولود أعمى) ونورد هذه المعجزة كما وردت فى الأناجيل:
                              يوحنا 9: 1-7 (1وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَاناً أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ 2فَسَأَلَهُ تلاَمِيذُهُ: «يَا مُعَلِّمُ مَنْ أَخْطَأَ: هَذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟» 3أَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ هَذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ لَكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللَّهِ فِيهِ. 4يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. 5مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ». 6قَالَ هَذَا وَتَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِيناً وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى. 7وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ». الَّذِي تَفْسِيرُهُ مُرْسَلٌ. فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيراً.)
                              إلى هنا انتهت المعجزة. فما الذى قاله يسوع لتلاميذه: نفى أن يكون هناك توارث للخطيئة، فلم يخطىء هذا ولم يُخطىء أبوه، إنه ولد هكذا لتظهر فيه قدرة الله تعالى، التى أعطاها ليسوع، وما هو إلا أداة ينفذ بها تعاليم الله تعالى: (يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي). فهل يوجد هنا ما يشير إلى ألوهية يسوع؟ لا.
                              وهذا ما فهمه الأعمى، فقد سأله الفريسيون عن يسوع، وقال الأعمى إنه نبى. إذًا صاحب هذه المعجزة لم يفهم إلا أن يسوع كان نبيًا مقتدرًا فى القول والفعل والعمل، مثل تلاميذه ومنهم بطرس: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                              بل شهد الرجل ليسوع أمام الفريسيين أنه كان نبيًا صادقًا أرسله الله تعالى، وكان يتقيه، ويفعل مشيئته، لذلك تقبل الله دعاءه: يوحنا 9: 31-33 (31وَنَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ فَلِهَذَا يَسْمَعُ ... 33لَوْ لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنَ اللَّهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً».)، وهذا إن دل على شىء ليدل على أن يسوع وضع يده على عينى الأعمى ودعا الله تعالى له أن يشفيه، وهذا هو الذى جعل الأعمى يعتقد أنه نبى، وأن الله يسمع له ويستجيب دعاءه، لأنه لولا ذلك ما استجاب الله تعالى له، ولما أبصر الأعمى.
                              ولم يكن يعرف هذا الرجل فقط بنبوة يسوع، بل كان الفريسيون أيضًا يؤمنون بذلك، ولو لم يعترفوا، بل كانت الجموع كلها تؤمن بنبوته: متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
                              لوقا 7: 16 (16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
                              متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
                              وقبل أن ننتقل إلى النقطة التى أوردها الأنبا شنودة أريد أن أنوه على أن الله تقبل دعاء يسوع، لأنه كان رجلا بارًا، وكان يرضى الله فى كل حين ويعمل مشيئته. لقد أحس يسوع بدنو خطر اليهود منه وأرادوا أن يقبضوا عليه ليقتلوه، فماذا فعل يسوع؟ لقد دعا الله تعالى وتضرع له أن ينقذه: لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
                              فهل عزيزى المسيحى تقبل الله دعاءه أم كان من المخطئين فتركه وتخلى عنه؟

                              ولن أتركك فى حيرة من أمرك، وسأقول لك ما يقوله كتابك فى هذا الشأن: إنه يؤكد أن الله سمع لدعائه لأنه كان من المتقين: عبرانيين 5: 7 (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،)، فكيف سمع دعاءه إن لم يكن قد أنقذه منهم؟
                              يقول الأنبا شنودة: يوحنا 9: 35-38(35فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟» 36أَجَابَ: «مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لِأُومِنَ بِهِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قَدْ رَأَيْتَهُ وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ». 38فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ». وَسَجَدَ لَهُ.)
                              وقبل أن نبدأ بهذه الفقرة نقرأها ونعقد مقارنة بينها وبين مثيلتها فى التراجم الأخرى:
                              تقول ترجمة الفاندايك: (35فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟») يوحنا 9: 35
                              وتقول ترجمة كتاب الحياة: (وَعَرَفَ يَسُوعُ بِطَرْدِهِ خَارِجاً، فَقَصَدَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ: «أَتُؤْمِنُبِابْنِ اللهِ؟»)
                              وتقول الترجمة الكاثوليكية: (فسَمِعَ يسوع أَنَّهم طَردوه. فلَقِيَه وقالَ له: ((أَتُؤمِنُ أَنتَ بِابنِالإِنسان؟)))
                              وتقول الترجمة العربية المشتركة: (فسَمِعَ يَسوعُ أنَّهُم طَرَدوهُ، فقالَ لَه عِندَما لَقِـيَهُ: ((أتُؤمِنُ أنتَباَبنِ الإنسانِ؟)))
                              وتقول الترجمة البولسية: (وسَمعَ يَسوعُ أَنَّهم طَرَدوهُ، فَلَقِيَهُ وقالَ لَهُ: "أَتُؤْمِنُ بابْنِالبَشر"!)
                              فهل سأله عن نفسه بأنه ابن الإنسان البشر أم ابن الله، أم كانت تتساوى كلمة الله مع البشر عندهم؟ إن المخطوطات غير ثابتة فى هذه الجملة، وإلا لما اختلفت التراجم!
                              فلو سأله عن نفسه، فهو قد أقر إذًا أنه من إنسان من البشر. وهو ما قاله من قبل العامة: يوحنا 8: 40 (وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ.)، ولو سأل عن ابن الإنسان المسِّيِّا، الذى لقبوه أيضًا بابن الله، فلا مجال لتأليه يسوع فيها لأن هذا المسِّيِّا كان معروفًا عندهم بأنه نبى بشر سيرسله الله إلى العالمين.
                              وقد رأينا فى الأسطر القليلة الماضية كيف وقف الرجل الذى كان أعمى، يدافع عن الحق، ويحاجج الفريسيين بعلم وأدب. فهل يعتقد إنسان أن هذا الرجل اليهودى، الذى يعيش على أمل ظهور المسِّيِّا، لا يعرف من هو ابن الله المسِّيِّا كما فهم هو كيهودى من سؤال يسوع؟
                              والنقطة الثانية فى الجملة رقم (26) المضافة بكل تأكيد للنص، فهل من العقل أن يقول يسوع للأعمى إنه هو ابن الله المسِّيِّا، ويُخفى ذلك عن تلاميذه، ويمنعهم من التفوه به؟ ما هذا؟ ألم يقل يسوع إن المسِّيِّا لن يكون من نسل داود؟ فكيف ينطق بالكذب وهو نبى الله الذى كان مقتدرًا فى القول والفعل والعمل؟ وهذا ما جعلنا نقول بثقة إن هذا النص موضوع!!
                              متى 22: 41-46 (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً)
                              إن الأنبا شنودة يمسك هذه الفقرة ويقول إن البنوة لله هنا ليست البنوة العادية التى تشمل كل مؤمن أو يهودى، وهذا حق. إلا أننا نقول له بل هى إشارة إلى المسِّيِّا النبى الخاتم، وليس إلى ابن الله الذى هو الله، كما تُحاول أن تُفهم قراءك، وتستدل بسجود الأعمى له على اعترافه بألوهية يسوع. وقد قلنا من قبل إن سجود الشخص للشخص متوفر بين الأنبياء فى كتابهم، وهو دليل توقير واحترام.
                              يواصل الأنبا شنودة تأكيده على أهمية هذه المعجزة حيث اعترف يسوع نفسه أنه ابن الله. وقلنا إن هذا الاعتراف مدسوس على الكتاب، والسبب أن يسوع كان يُخرص تلاميذه والشياطين الذين يقولون بهذا. لوقا 4: 41 (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.)
                              ZZZ

                              فيلبس والخصى الحبشى:
                              وفى ص19 يتكلم الأنبا شنودة عن الخصى الحبشى المؤمن، الذى قابله فيلبس يقرأ فى سفر إشعياء، ولم يفهم ما كان يقرأه وابتدأ فيلبس يشرح له، وأقنعه أن يسوع هو المسِّيِّا، وطلب أن يعمده. والحكاية كاملة كما يرويها أعمال الرسل 8: 28-40 (28وَكَانَ رَاجِعاً وَجَالِساً عَلَى مَرْكَبَتِهِ وَهُوَ يَقْرَأُ النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ. 29فَقَالَ الرُّوحُ لِفِيلُبُّسَ: «تَقَدَّمْ وَرَافِقْ هَذِهِ الْمَرْكَبَةَ». 30فَبَادَرَ إِلَيْهِ فِيلُبُّسُ وَسَمِعَهُ يَقْرَأُ النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ فَسَأَلَهُ: «أَلَعَلَّكَ تَفْهَمُ مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟» 31فَأَجَابَ: «كَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟». وَطَلَبَ إِلَى فِيلُبُّسَ أَنْ يَصْعَدَ وَيَجْلِسَ مَعَهُ. 32وَأَمَّا فَصْلُ الْكِتَابِ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُهُ فَكَانَ هَذَا: «مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 33فِي تَوَاضُعِهِ انْتَزَعَ قَضَاؤُهُ وَجِيلُهُ مَنْ يُخْبِرُ بِهِ لأَنَّ حَيَاتَهُ تُنْتَزَعُ مِنَ الأَرْضِ؟» 34فَسَأَلَ الْخَصِيُّ فِيلُبُّسَ: «أَطْلُبُ إِلَيْكَ: عَنْ مَنْ يَقُولُ النَّبِيُّ هَذَا؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحِدٍ آخَرَ؟» 35فَابْتَدَأَ فِيلُبُّسُ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ يُبَشِّرَهُ بِيَسُوعَ. 36وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ فِي الطَّرِيقِ أَقْبَلاَ عَلَى مَاءٍ فَقَالَ الْخَصِيُّ: «هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟» 37فَقَالَ فِيلُبُّسُ: «إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ». فَأَجَابَ: «أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ». 38فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ فَعَمَّدَهُ. 39وَلَمَّا صَعِدَا مِنَ الْمَاءِ خَطَفَ رُوحُ الرَّبِّ فِيلُبُّسَ فَلَمْ يُبْصِرْهُ الْخَصِيُّ أَيْضاً وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحاً. 40وَأَمَّا فِيلُبُّسُ فَوُجِدَ فِي أَشْدُودَ. وَبَيْنَمَا هُوَ مُجْتَازٌ كَانَ يُبَشِّرُ جَمِيعَ الْمُدُنِ حَتَّى جَاءَ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ.)
                              نناقش أولا ما تقوله القصة من الناحية الموضوعية:
                              أولا: إن فيلبس من تلاميذ يسوع، الذين وصفهم الكتاب بأنهم أغبياء، ولم يفهموا رسالة يسوع فهمًا يمكنهم من مواصلة دعوة نبيهم. وعلى ذلك فإن تحليله أو فهمه لأى نص فى الكتاب لا يُعتد به. فهذا كان فهم بطرس وباقى التلاميذ ونهاهم يسوع عن القول به.
                              ثانيًا: ما الذى يمنع أن يكون هذه الروح التى ظهرت للحبشى هى الشيطان متجسدًا فى صورة فيلبس، والدليل على ذلك اختفائه بهذه السرعة. فقد علمنا أن هذا كان مراد الشيطان من الأساس أن يعلم كل الناس أن يسوع هو المسِّيِّا، ليصرف الناس عن المسِّيِّا الحقيقى: لوقا 4: 41 (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.)
                              إن الروح كان يسمع للخصى وهو يقرأ، ثم كلم فيلبس أن يذهب معه على نفس المركب ويعلمه. وبعد أن عمَّده، خطفه إلى أشدود. فما حاجتك أيها الأنبا شنودة أن تسافر فى طائرة للعلاج فى أمريكا أو غيرها؟ لماذا يتجنبك الروح ولا يخطفك إلى حيث تريد أو إلى حيث يريد هو أن تُعالج؟ ولماذا اهتم الروح بهذا الرجل ولم ينزل ليضع الحق فى نصابه فى مجامعكم المسكونية؟ لماذا لم ينزل ليحدد إن كان الروح القدس قد انبثق من الآب وحده أم من الآب والابن؟ لماذا لم ينزل ليقرر العدد الحقيقى لأسفار ما تسمونه بالعهد الجديد؟ فهل هو 27 سفرًا أم 22 سفرًا كما تؤمن الكنيسة السريانية، أم من 35 إلى 38 سفرًا كما تؤمن الكنيسة الأثيوبية؟
                              بينما تدور أحوال القصة فى المركب إلا أنك تجد الخصى يُفاجأ بوجود ماء، ويطلب أن يعمَّد فيه: (36وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ فِي الطَّرِيقِ أَقْبَلاَ عَلَى مَاءٍ فَقَالَ الْخَصِيُّ: «هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟».... 38فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ فَعَمَّدَهُ.) فأين كانا يسيران؟
                              كيف لا يذكر الروح اسم الخصى؟ فهو إما أنه كان يجهل اسم الخصى أو تجاهله عامدًا، وفى الحالتين ينفى عن هذا الروح الأدب والألوهية. لأنه ليس من اللائق أن يُخاطب الأعمى أو يُتكلم عنه بكلمة الأعمى، إلا إذا كان لا يعرف اسمه؟ إن الروح الذى كتب هذا فضح الخصى على العالمين، وكان يكفى أن يقول عنه الحبشى!!
                              هناك حالة ثالثة تجعله لا يذكر اسم الخصى، وهو إذا كان قد خصى نفسه بمحض إرادته، تنفيذًا لأوامر يسوع، وكما فعل جيروم وغيره من قبل:متى 19: 12 (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) ونسى الروح ونسى يسوع أوامر الرب فى الناموس والأنبياء، على الرغم من قوله إنه لم يأت لينقضه: تثنية 23: 1 (1«لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.)
                              وعلى ذلك فإن مثل هذا لن يدخل الملكوت، وبالتالى يكون الروح قد أضاع وقته، بجهله بالكتاب، وأضاع وقت الحبشى وفيلبس!
                              إن كامل الفقرة (37) التى يقول فيها الخصى أنه يؤمن أن يسوع هو المسيح ابن الله (37فَقَالَ فِيلُبُّسُ: «إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ». فَأَجَابَ: «أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ».) لا توجد فى معظم المخطوطات القديمة، كما تقول الترجمة العربية المشتركة فى هامشها. وبالتالى فهى مُضافة من أحد النسَّخ، ليصنع من يسوع المسِّيِّا.
                              والغريب أنه على الرغم من أنها لا توجد فى معظم المخطوطات القديمة، أى غير كتابية، تثبتها ترجمة الفاندايك وكتاب الحياة، والبولسية دون الإشارة إلى عدم وجودها فى معظم المخطوطات القديمة، وذلك لأن وجودها يخدم مصالحهم وعقائدهم التى تدعى أن يسوع هو المسِّيِّا.
                              والأغرب من ذلك أن يستشهد بها الأنبا شنودة رأس الكنيسة الأرثوذكسية على أنها جملة من الكتاب المقدس، دون أن يشير إلى حقيقة عدم وجودها فى معظم المخطوطات القديمة.
                              وقد حذفتها الترجمة الكاثوليكية دون أن تترك إشارة مرجعية فى الكتاب تعلل هذا الحذف، وبعد الجملة (36) كتب الجملة (38) برقمها، كما لو لم يكن قد حذفها. أما فى موقع البشارة لأنه يكتب كل جملة فى سطر جديد، اضطر إلى كتابة رقم الجملة (37) وتركها فارغة. هذا هو النص من موقع البشارة:
                              (اع-8-36: وبَينَما هُما سائِرانِ على الطَّريق، وَصَلا إِلى ماء، فقالَ الخَصِيّ: ((هذا ماء، فما يَمنَعُ أَن أَعتَمِد؟))
                              اع-8-37:
                              اع-8-38: ثُمَّ أَمَر بِأَن تَقِفَ المَركَبَة، ونَزَلاكِلاهُما في الماء، أَي فيلِيبُّس والخَصِيّ، فعَمَّدَه.)
                              وأعتقد أنه إلى هنا يمكننا الاستغناء عن تحليل نص إشعياء نفسه، لكننى أفضل أن أواصل، وأتناوله بالتحليل.
                              يقول النص المُستشهد به فى إشعياء 53: 1-12 (1مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. 4لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. 5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. 10أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. 11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. 12لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.)
                              فلو كان هذا النص يشير إلى يسوع الإله لكانت كارثة، وانعدام فى الذوق مع الرب الذى يصورونه بأنه (3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ)، وأنه (5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا)، وأنه (7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)
                              فأى نوعية من الآلهة هذا الإله المحتقر والمجروح المسحوق، الذليل، الذى يُساق كالنعاج أمام قاتله؟
                              ثم هل هو حمل آثام كل المذنبين (6... وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا) أم حمل إثم كثيرين فقط (12... وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ)؟
                              إن هذه الصورة المزرية تصوِّر المكان الذى سيخرج منه المسِّيِّا، فهو سوف يخرج من أرض لا يُلتفت إليها (2... أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ)، وهى بلد الأشرار عابدى الأوثان، وهناك سيكون قبره، فى هذه الأرض. وهو معروف من صغره أنه صادق أمين (وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ)، وعبد من عباد الله الأبرار، وهو سيخلص كثيرين من عبادة الأوثان، وسيكون شفيعًا للمذنبين.
                              ويبدأ وصف عبد الرب هذا ابتداء من إشعياء 52: 13 نقلا عن الترجمة العربية المشتركة: (وقالَ الرّبُّ: ((ها عبدي ينتَصِرُ. يتعالَى ويرتفِعُ ويتسامَى جدُا. .... والآنَ تَعجبُ مِنهُ أُمَمٌ كثيرةٌ ويَسُدُّ المُلوكُ أفواهَهُم في حضرَتِهِ، لأنَّهُم يَرَونَ غيرَ ما أُخبِروا بهِ ويُشاهِدونَ غَيرَ ما سَمِعوهُ.))) فهو مبشَّر هنا بالنصر على أعدائه، والرقى والتسامى والتعالى، وليس بالإنهزام والذبح مثل الشاة، حتى إنه سوف يسد الملوك أفواههم فى حضرته. وهو نفس ما قاله يسوع عن أمة هذا النبى: متى 21: 43-44 (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)، وهو عكس ما حدث ليسوع، فقد كان يهرب من اليهود، ويدفع الجزية لقيصر صاغرًا، وقبض عليه اليهود وأعدموه. فمتى كان النصر حليفه؟ ومتى تسامى يسوع وارتفع عن البشر؟ ومتى كانت له علاقة بملوك وهو عبد لقيصر؟
                              وانتصار عبد الله هذا يتناقض مع ما قالته الفقرة السابعة من أنه سيظلم، وسيساق للذبح ويُقتل، وهذا لم يحدث للرسول r: إشعياء 53: 7 (7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.) بل حدث ليسوع الإنجيلى، فهى أكثر انطباقًا عليه!!
                              نقول: لو انطبق هذا الوصف على يسوع لكان يسوع عبدًا لله! كما أن أرضه لم تكن محتقرة، بل كانت الأرض المقدسة. لكن دعونا نرجع لعدة صفحات ولقول الرسالة إلى العبرانيين أن يسوع اجتهد فى الدعاء وطلب من الله تعالى أن ينجيه، وسمع الله لقوله: عبرانيين 5: 7 (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،)
                              ثم نتجه لقراءة نبوءة يسوع بإنقاذ الله تعالى له، وبتحديه لليهود أن يعثروا عليه أو حتى يجدوه، لنثبت أن يسوع لم يُصلب ولم يُقتل، وبالتالى فهو لم يحمل خطايا أحد: يوحنا 8: 21-29 (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» ..... 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. ..... 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                              وكان قد أخبر تلاميذه أنه سيمكث معهم مدة قصيرة من الزمن، ثم يمضى إلى الذى أرسله، دون صلب أو فداء: يوحنا 7: 33-34 (33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».)
                              ومتى رفعتم ابن الإنسان الذى ستصلبونه، حينئذ تؤمنون أنى أنا هو هذا الإنسان، وهذا تحدى لأن الآب لم يتركنى وحدى (فكيف يكون هو الآب نفسه؟)، لأننى عبد مؤمن أتقيه، وأعمل فى كل وقت ما يرضيه!
                              فكيف يكون الآب معه ، لو تركه يصلب؟ ناهيك عن قول بعضهم إنه هو الله بنفسه؟ وكيف يفعل كل ما يرضى الرب ، ثم يخدعه الرب ويتركه يُصلب؟
                              نعم يخدعه! ألم يصرخ الإله المصلوب قائلاً: (لماذا تركتنى؟) فهل وعده الربُ الإلهَ الذى كان مُسَمَّرًا على الصليب شيئًا وخلى به؟ أم ادعى الإلهُ الذى على الصليب على الرب الحر شيئاً لم يتفقا عليه من قبل؟
                              فإما أن يكون الإله الحر مُخادِع!! وإما أن يكون الإله المُسَمَّر كذاب ويأس من هذه اللعبة وأراد عدم الموت!! وقبل أن تفكر فى الإجابة لا تنس أن الاثنين متحدان ولا ينفصلان طرفة عين!! فمن الذى كان يصرخ ويتضرع لمن؟
                              وكيف يتركه الرب يُصلب، وهو القائل: مزامير 118: 17-18 (17لاَ أَمُوتُ بَلْ أَحْيَا وَأُحَدِّثُ بِأَعْمَالِ الرَّبِّ. 18تَأْدِيباً أَدَّبَنِي الرَّبُّ وَإِلَى الْمَوْتِ لَمْ يُسْلِمْنِي.)
                              فهل أسلمه إلهه إلى الموت؟ هل أوفى الرب بعهده أم خدعه وتركه ليموت مثل القتلة والمجرمين؟
                              وقال أيضاً: مزامير 21: 8-11 (8تُصِيبُ يَدُكَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ. يَمِينُكَ تُصِيبُ كُلَّ مُبْغِضِيكَ. 9تَجْعَلُهُمْ مِثْلَ تَنُّورِ نَارٍ فِي زَمَانِ حُضُورِكَ. الرَّبُّ بِسَخَطِهِ يَبْتَلِعُهُمْ وَتَأْكُلُهُمُ النَّارُ. 10تُبِيدُ ثَمَرَهُمْ مِنَ الأَرْضِ وَذُرِّيَّتَهُمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي آدَمَ. 11لأَنَّهُمْ نَصَبُوا عَلَيْكَ شَرّاً. تَفَكَّرُوا بِمَكِيدَةٍ. لَمْ يَسْتَطِيعُوهَا.)
                              (تَفَكَّرُوا بِمَكِيدَةٍ. لَمْ يَسْتَطِيعُوهَا)؟ كيف وهم قد فكروا ودبروا ونفذوا وصلبوا الرب نفسه؟ لك أن تتخيل هذا الإله الذى يعد غيره بالحماية والإنتقام من الأشرار، وهو غير قادر على حماية نفسه أو ابنه من بضعة شراذم من اليهود القتلة!! والأمر من ذلك أن يترك البار يُصلب ويلقى هذا الجزاء وهذه الإهانة مع اللصوص؟
                              وقال أيضًا: مزامير 9: 16 (16مَعْرُوفٌ هُوَ الرَّبُّ. قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ)
                              ألم يدرس الإله فعلته هذه قبل أن يقدم عليها؟ لا أعتقد. فمن الذى سيثق بهذا الإله فيما بعد؟ ومن الذى سيحترم وعود هذا الإله ويأخذها مأخذ الجد؟ فإذا كان (الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.) فما هو الشر الذى فعله الرب أو ابنه ليلقى هذا الجزاء؟
                              وعلى ذلك فضياع أصول الكتاب التى يجب أن يُقاس عليها الصحيح من الموضوع غير موجودة. ولكن التضارب الموجود فى النص يجعلنا نجزم قائلين إنه محرف: إذ كيف يكون له النصر وسوف تكون نهايته كنهاية الشاة المساقة للذبح؟ وكيف يكون قويًا يخشاه ملوك الأرض وهو يتذلل ومحتقر ومخذول؟
                              ZZZ

                              من آمن بى ولو مات فسيحيا:
                              وفى ص19 يُكمل الكاتب قائلا: (ولعل من نفس هذا النوع إيمان مرثا التى شرح لها المسيح أنه القيامة والحياة وقال «من آمن بى ولو مات فسيحيا. فقالت له: نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتى إلى العالم» يوحنا 11: 25-27). وطبعًا كانت تقصد بنوة لها الصفة المعجزية تؤيدها عبارة (الآتى إلى العالم). أى أنه ليس من هذا العالم، وإنما أتى إليه.)
                              تعودنا طبعًا أنه ليستنتج الكاتب ألوهية يسوع يأتى بحدث يعبر عن المسِّيِّا نبى الله الخاتم، المرسل للعالمين، الملقَّب بابن الله، ثم يضع تعبيره المعتاد الذى يقول إنه أو إنها لا تقصد بنوة طبيعية بل بنوة لها الصفة المعجزية، التى لا تتوفر فى البشر، ومن ثم فيسوع إله.
                              نفهم من قول يسوع لمرثا أنها لو آمنت به أنه هو المسِّيِّا لن تموت، ولو افترضنا أنها ماتت فستحيا. ومعنى ذلك أن مرثا التى آمنت لن تموت، لأن تمنع وقوع الفعل. فأين مرثا المؤمنة الآن؟ أين التلاميذ الآن؟ أين آباء الكنيسة الأول والذين تلوهم؟ كلهم فى عداد الموتى.
                              لقد تعودنا فى هذا الكتاب على بعض النبوءات التى لا تتم، ولو حاكمنا يسوع بما نسب إليه من نبوءات لرفضنا أيضًا نبوته، كما نرفض ألوهيته.
                              يرشدنا سفر التثنية إلى أن النبى الذى يتنبَّأ بشىء ولم يحدث فهو نبى كاذب، يجب أن يُقتل: تثنية 18: 20-22 (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».)
                              وماذا قال يسوع لتلاميذه؟
                              لقد تنبأ يسوع بحدوث كل هذه العلامات التى ذكرها فى غضون عدة سنوات، قبل موت هذا الجيل:
                              متى 24: 34-35 (34اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ. 35اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.)، وجاءت أيضًا عند (لوقا 21: 32-33) ، وعند (مرقس 13: 30-31)
                              وهو نفس ما فهمه بولس، إن لم يكن هو مصدره، فقال فى تسالونيك الأولى 4: 17-18 (17ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. 18لِذَلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِهَذَا الْكَلاَمِ.)
                              ونفس ما فهمه يوحنا تحت إشراف الروح القدس: يوحنا الأولى 2: 18 (18أَيُّهَا الأَوْلاَدُ هِيَ السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي، قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ. مِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ.)
                              والغريب أن الكل يحدوه الأمل أن يصطحبه يسوع فى الهواء، ويخطفه على السحاب ليدخل ملكوته، وسفر الرؤيا يحدد أن عدد هؤلاء هو 144000 فقط، من الرجال، الذين لم يتنجسوا مع امرأة، أى ليس للنساء نصيب فى هذا الملكوت. كما أن هذا العدد خاص فقط ببنى إسرائيل، بواقع اثنى عشر ألفًا لكل سبط، مع أن هذه الأسباط انقرضت. الأمر الذى يعنى أنه لن يدخل مسيحى فى هذا الملكوت، لأنه لا توجد مسيحية، ولم يعرف يسوع إلا دين موسى والأنبياء: رؤيا يوحنا 7: 2-5 (2وَرَأَيْتُ مَلاَكاً آخَرَ طَالِعاً مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَعَهُ خَتْمُ اللهِ الْحَيِّ، فَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أُعْطُوا أَنْ يَضُرُّوا الأَرْضَ وَالْبَحْرَ 3قَائِلاً: «لاَ تَضُرُّوا الأَرْضَ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الأَشْجَارَ، حَتَّى نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلَهِنَا عَلَى جِبَاهِهِمْ». 4وَسَمِعْتُ عَدَدَ الْمَخْتُومِينَ مِئَةً وَأَرْبَعَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً، مَخْتُومِينَ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 5مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ. مِنْ سِبْطِ رَأُوبِينَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ. مِنْ سِبْطِ جَادَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ.)
                              أما قول الأنبا شنودة (الآتى إلى العالم أى أنه ليس من هذا العالم، وإنما آتى إليه) فقد صدق. وبما أن يسوع كان قد أتى إلى العالم ويعيش فيه، فهذا كفيل لنفى المسِّيِّانية عنه، وتكذيب ما أضيف على لسان مرثا من اعتراف أنه هو المسِّيِّا، الذى كانوا يترقبونه.
                              ولنرجع إلى نص الفقرة التى استشهد بها الأنبا شنودة:
                              والفقرة كاملة تقول فى ترجمة الفاندايك: يوحنا 11: 17-44 (17فَلَمَّا أَتَى يَسُوعُ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فِي الْقَبْرِ. 18وَكَانَتْ بَيْتُ عَنْيَا قَرِيبَةً مِنْ أُورُشَلِيمَ نَحْوَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَلْوَةً. 19وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ جَاءُوا إِلَى مَرْثَا وَمَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا عَنْ أَخِيهِمَا. 20فَلَمَّا سَمِعَتْ مَرْثَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ لاَقَتْهُ وَأَمَّا مَرْيَمُ فَاسْتَمَرَّتْ جَالِسَةً فِي الْبَيْتِ. 21فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدُ لَوْ كُنْتَ هَهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي. 22لَكِنِّي الآنَ أَيْضاً أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللَّهِ يُعْطِيكَ اللَّهُ إِيَّاهُ». 23قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ». 24قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ». 25قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا 26وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟» 27قَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ».
                              28وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا سِرّاً قَائِلَةً: «الْمُعَلِّمُ قَدْ حَضَرَ وَهُوَ يَدْعُوكِ». 29أَمَّا تِلْكَ فَلَمَّا سَمِعَتْ قَامَتْ سَرِيعاً وَجَاءَتْ إِلَيْهِ. 30وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ جَاءَ إِلَى الْقَرْيَةِ بَلْ كَانَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي لاَقَتْهُ فِيهِ مَرْثَا. 31ثُمَّ إِنَّ الْيَهُودَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهَا فِي الْبَيْتِ يُعَزُّونَهَا لَمَّا رَأَوْا مَرْيَمَ قَامَتْ عَاجِلاً وَخَرَجَتْ تَبِعُوهَا قَائِلِينَ: «إِنَّهَا تَذْهَبُ إِلَى الْقَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ». 32فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: «يَا سَيِّدُ لَوْ كُنْتَ هَهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي». 33فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ 34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ تَعَالَ وَانْظُرْ». 35بَكَى يَسُوعُ. 36فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ». 37وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هَذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هَذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟». 38فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. 39قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». 40قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ؟». 41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» 44فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».)
                              فى هذه الفقرة عدة دلائل على أن يسوع كان بشرًا نبيًا ليس أكثر، وهذا ينفى الألوهية عنه:
                              1- قول مرثا ليسوع: (22لَكِنِّي الآنَ أَيْضاً أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللَّهِ يُعْطِيكَ اللَّهُ إِيَّاهُ) وهذا دليل على أن يسوع لا يملك من أمره شيئًا، وأن كل ما يفعله من معجزات فهى من الله، الذى يستجيب لطلبه ودعائه. ودليل آخر على ذلك هو وقوف يسوع رافعًا عينيه للسماء يطلب من الله تعالى أن يحيى لعازر أخى مرثا، معللا طلبه هذا لكى يؤمن الحاضرون أنه رسول من عند الله: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                              2- اعتراف يسوع فى إنجيل يوحنا، الذى نحن بصدد تفنيد الألوهية المستنبطة منه، بأن الله تعالى هو صاحب هذه المعجزات، ويعطيه القدرة فقط على عملها، فالمجد هو مجد الله: (40قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ؟».)
                              يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
                              لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ ...)
                              يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)
                              يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي ...)
                              يوحنا 5: 36 (لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                              يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                              يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                              وهذا ما فهمه الناس من معجزاته، فها هى أكبر معجزة يشهدها الإنسان وهى إحياء الموتى بإذن الله، فقد مجَّد الحاضرون الله تعالى، وأعدوا يسوع نبيًا أرسله الله إليهم: لوقا 7: 15-16 (15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
                              3- اعتراف يسوع بأنه رسول الله تعالى إلى بنى إسرائيل، حيث عمل المعجزة بقدرة الله (وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي).
                              4- اعتراف يسوع بأن العليم هو الله وحده، لذلك سأل مرثا عن المكان الذى دفن فيه الميت: (34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟»)، والله تعالى عليم، لا يشوبه جهل.
                              5- إن بكاء يسوع وتأثره بالموقف (35بَكَى يَسُوعُ.) لينفى عنه الألوهية، لأنه لو كان هو الله، لكان هو الذى أماته، فلماذا يقوم الإله بهذه المسرحية: يميت الرجل ثم يبكى عليه، ويذهب ليُقيمه؟ فهذا هراء!! وتضييع لوقت الناس!!
                              6- وإذا كان مرثا ومن أقامهم يسوع بإذن الله هم باكورة الراقدين من الأموات، فما قيل عن المسيح إذًا لا ينطبق على يسوع، وبذلك يكون يسوع ليس هو المسيح المسِّيِّا، بل هى صفة لأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة. كورنثوس الأولى 15: 20 (20وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ.)
                              7- شكر يسوع الله تعالى أمام الناس قائلا: (41.... أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي)، الأمر الذى ينفى ألوهية يسوع، وينفى كون وجود ثلاثة أقانيم فى أقنوم واحد، لأن يسوع كان يكلم الآب، فلو كانا واحدًا، فهل كان يكلم نفسه ويشكرها مخادعًا الناس ليوهمهم أنهما اثنان؟ وإذا كان الأمر كذلك فمن أين أتيتم بعلمكم أن الثلاثة واحد؟
                              8- إن قول يسوع (26وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟») لا يمكن فهمه بأن من يؤمن به سيعيش خالدًا فى هذه الدنيا على معناها الطبيعى، بل إن مقصده من هذا المعنى هو مجازى. بدليل موت كل أنبيائكم وآبائكم وقديسيكم وأجدادكم، ومن غير المنطقى أن يُحكم على كل هؤلاء بالكفر، وعدم الإيمان بيسوع.
                              إلا أن يسوع قال جملة أيضًا عند يوحنا، يتضح منها مراده هنا: يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) أى إن الذى يؤمن بالله ورسوله، ويطيع الله ورسوله، فلن يبقى بينه وبين الخلود فى الجنة إلا الموت. وقد كرر هذا بأسلوب آخر: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                              وعلى ذلك فيسوع هو الحياة، أى طاعتكم لتعاليمه تسبب خلودكم فى الجنة. وهو القيامة، لأنه بموتكم تقومون وتخلدون فى الجنة، وتخلدون فيها إذا مُتُم على طاعته.
                              9- والغريب أن إجابة مرثا كانت على سؤال آخر غير الذى طرحه يسوع، فاقرأ مرة أخرى: يوحنا 11: 25-27 (25قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا 26وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟» 27قَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ»)
                              وكما لاحظت عزيزى القارىء لا يوجد فى النص المستشهد به ما يشير إلى ألوهية يسوع، أو اتحاد الأقانيم الثلاثة، مكونة الإله المجمَّع من هذه الأقانيم.
                              بل إن يسوع سيخضع لله مثلك مثل كل عبيد الله يوم القيامة: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                              وهى نفس تعاليم يعقوب رئيس التلاميذ، الذى يأمر بالالتزام بالناموس والخضوع لله وحده: يعقوب 4: 7-8 (7فَاخْضَعُوا لِلَّهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. 8اِقْتَرِبُوا إِلَى اللَّهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. ...)
                              وسيكون شهيدًا عليك يوم القيامة أمام الله تعالى، وأنا أشهد أنه لم يُطالبكم بتأليهه، كما تشهد بذلك الأناجيل.
                              متى 7: 21-23 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
                              وبالتالى ليس هناك ما يشير إلى ألوهية يسوع أتى به الأنبا شنودة للآن، وكلها استنتاجات، تقوم على عقيدة مسبقة، وقالب جاهز يعتبر فيه يسوع إلهًا، رغم كل النصوص التى ذكرناها، فيصب فيه كل نص يقابله، بغض النظر عن السياق والمحتوى.
                              ZZZ

                              المسِّيِّا له عينان كلهيب نار:
                              وفى كتابه (لاهوت المسيح) ص20 تحت عنوان (21- وهى بنوة أعلنها المسيح فى أكثر من موضع) يقول الأنبا شنودة (وواضحة [اعلان بنوته لله] فى قوله لملاك كنيسة ثياتيرا فى سفر الرؤيا «هذا ما يقوله ابن الله الذى له عينان كلهيب نار» (رؤ 2: 18). وواضحة فى كل أحاديثه عن الابن.)
                              وهذه إشارة واضحة جدًا إلى أن عين المسِّيِّا حمراء كلهيب نار، وهذه من شمائل الرسول محمد r.
                              صفة أخرى مميِّزة لخاتم الأنبياء والمرسلين وهى أن فى عينيه حُمرة. فنقلا عن (المسِّيِّا فى العهد القديم) ص47 بتصرف: تتحدث تراجم يوناثان ويروشالمى فى ترجمتها لتكوين 49: 12 عن "عيون المسِّيِّا الملك" فتقول إنها ”متألقة كالنبيذ“. أما فى الترجمة الآرامية فهى ”حمراء بالنبيذ“. أى إنها تشبه ”لهيب النار“ أو شديدة الحُمرة، وقد تكررت فى سفر الرؤيا ثلاث مرات: (رؤيا يوحنا 1: 14، و 2: 18، و 19: 12) وتتبع الترجمة السبعينية تقريبًا نفس التفسير الذى فى التراجم.
                              وكاتب الكتاب السابق قسر النص وحاول أن يُنسبه لعيسى u، فالنص يقول: رؤيا يوحنا 19: 11-16 (11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلَّا هُوَ. 13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ». 14وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْلٍ بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزّاً أَبْيَضَ وَنَقِيّاً. 15وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 16وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ».)
                              من المعروف أن رؤيا يوحنا كتبت فى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثانى، أى بعد صعود عيسى u، واختفائه من مسرح الأحداث. وإن فتح السماء ونزول ملاك الله إليه بالوحى، لدليل على عدم انتهاء النبوة، وأن يسوع لم يكن آخر الأنبياء، أى لم يكن المسِّيِّا!! وهذا كفيل بحسم الموضوع لأنها رؤية مستقبلية.
                              إن راكب الفرس الأبيض يُدعى أمينًا صادقًا، وهذه صفة الرسول r، حتى من قبل البعثة، والتاريخ يشهد بذلك. ناهيك أنه لم يؤثر أن يسوع قد ركب فرسًا من قبل، وتأليهكم له يدل على أنه لم يكن صادقًا ولا أمينًا معكم، لأنه لم يعلن ألوهيته، وضلل من اتبعه وأوهمهم أنه عبد لله مثلهم. ويكفينا الاستشهاد بقوله لمريم المجدلية إنه سيصعد إلى إلهه وإلهكم: يوحنا 20: 17 (... وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
                              ومن صفاته أنه سيحكم بالعدل، وسيحارب بالعدل. ولم يؤثر أن يسوع حكم أو حارب. ولم يحكم لا على المرأة التى أمسكها اليهود وهى تزنى وكانوا شهودًا عليها، ولا قسَّمَ الميراث بين الأخين المختلفين فيه: لوقا 12: 13 (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟»)
                              وكان لون عينيه r شديدة الحمرة، وهى الموصوفة هنا فى النص. لذلك تلاعبوا فى هذه النصوص فى التراجم.
                              ذكر لون عينى المسِّيِّا فى سفر التكوين، وإن تلاعبهم فى التراجم ليُصدِّق فهمنا، وإلا لما قاموا بهذا العمل، فقد غير النص الحمرة التى فى العينين إلى الإسوداد، وجعلها بسبب شرب الخمر، وليست كالخمر: التكوين 49: 12 (12مُسْوَدُّ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الْخَمْرِ وَمُبْيَضُّ الأَسْنَانِ مِنَ اللَّبَنِ.)
                              وهذا ما جعلهم يدعون أن يسوع كان يشرب الخمر، على الرغم من تقديس الله تعالى ليوحنا المعمدان، وتعظيمه من بطن أمه لانه لا يشرب خمرًا أو مسكرًا: لوقا 1: 15 (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.)
                              وعلى الرغم من قول الكتاب إن الخمر مستهزئة: أمثال 20: 1 (1اَلْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. الْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ وَمَنْ يَتَرَنَّحُ بِهِمَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ) الفاندايك
                              وعلى الرغم من قول الرب إن الخمر مجون: أمثال 20: 1 (1الخمرُ مُجونٌ والسُّكْرُ عَربَدَةٌ، ومَنْ يَهيمُ بِهِما فلا حِكمةَ لهُ.) الترجمة العربية المشتركة
                              ومن قول الكتاب أن يُعطى كل هالك خمرًا: أمثال 31: 6 (6أَعْطُوا مُسْكِراً لِهَالِكٍ وَخَمْراً لِمُرِّي النَّفْسِ.) وقولكم بشرب يسوع للخمر ينفى عنه الألوهية والنبوة والقداسة والحكمة، ويُلحق به الاستهزاء والمجون والهلاك. وبالتالى ينفى عنه الأزلية، لأن الله تعالى ليس بهالك، بل أزلى.
                              وإليك بعض الترجمات التى تؤكد التلاعب فى هذا النص:
                              ففى الترجمة العربية المشتركة: (تَحمرُّ مِنَ الخمرِ عيناهُ،ومِنَ اللَّبَنِ تَبيَضُّ أسنانُهُ.)
                              وفى الترجمة الكاثوليكية: (عَيناه أَشَدُّ ظُلمةً من الخَمْر أَسنانُه أَشَدُّ بَياضًا مِنَ اللَّبَن.)
                              وفى ترجمة كتاب الحياة: (تَكُونُ عَيْنَاهُ أَشَدَّ سَوَاداً مِنَ الْخَمْرِ، وَأَسْنَانُهُ أَكْثَرَبَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ) والخمر ليس بأسود!
                              وجاءت فى ترجمة NKJV (عيناه أغمق من الخمر ، وأسنانه أبيض من اللبن)
                              12His eyes are darker than wine, And his teeth whiter than milk.
                              http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=GEN+49&language=engli...
                              هذا على الرغم من أن الكلمة العبرانية تعنى فى قاموس Strongs Hebrew and Greek Dictionaries تحت رقم 4480 أيضاً (بعيداً عن) أو (ليس من)
                              هذا بالإضافة إلى أنه لم يثبت أن أحدًا من المعاصرين لعيسى u قد أطلق عليه المسِّيِّا.
                              أما التيجان الكثيرة التى على رأسه، فهى دليل على خضوع هذه الممالك له، وأنه سيحكم أو ستحكم شريعته ملكوت الله أو بالأحرى كثيرًا من ممالك الأرض.
                              أما اسمه المكتوب الذى لا يعرفه إلا هو، فهو مكتوب فى كتبكم، ولا يؤمن به أو يستخرجه إلا مسلم أو باحث من غير المسلمين يكون أمينًا وصادقًا، أى يشترك معه فى جزء من صفات الأمانة كثر أو قل.
                              إلا أنه يوضح فى مكان آخر أنه سيُدعى (كلمة الله). بداية لم يُدع يسوع بكلمة الله، إلا فى افتتاحية إنجيل يوحنا الغنوصية، ولم يقل أحد غيره فى طول الكتاب وعرضه أو يناديه بكلمة الله. ولو أمعنا النظر فى كلمة (الله)، لفهمنا أنه يقصد أن اسم هذا المسِّيِّا سيكون اسمه مشتقًا من اسم الله. ومحمد مشتقة من الحمد، والحميد اسم من أسماء الله تعالى.
                              عزيزى القارىء .. إن النص ينبىء بنبى آخر الزمان الذى من صفاته العدل، فإذا كان ثوبه مغموسًا بالدم، فهو دم المعتدين الخارجين على عدل الله وشريعته. وهذا يعنى أنه سيحكمهم بقبضة من حديد، ولن يدع خارجًا منهم يفلت من عقوبة الله.
                              أما أجناد السماء الذين يتبعونه، فلا علاقة له بيسوع. إذ تركوه معتقلا من الشيطان أربعين يومًا، لم يستطع ملاك أن ينزل إليه أو يقترب منه، أو يفك أسره. (لوقا 4: 1-11). وكذلك عندما كان يبكى ويتضرع لله تعالى القادر أن يخلصه، نزل ملاك واحد يواسيه، ثم تركه يُصلب. فأين أجناد السماء الذين أيدوا يسوع وأنقذوه؟ لوقا 22: 41-43 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ.)
                              ويخبرنا القرآن الكريم أن الله تعالى أمدَّ رسوله فى أول غزوة من غزواتهم، وهى اعتداء كفار قريش على المسلمين عند بدر، بثلاثة آلاف من الملائكة: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْاللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنيَكْفِيكُمْ أَنيُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَالْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ (124) بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْوَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَالْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْوَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِالْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْيَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ (127){ سورة آلعمران
                              أما السيف الذى سيخرج من فمه فهو كناية عن العدالة التامة التى سيحكم بها، ويتصف بها كلامه وشريعته. وعلى ذلك فالسيف هو الفرقان، الذى سيفرق الله به بين الحق والباطل، وهو هذه الشريعة هى التى سيسوس بها الأمم، وسيحرم الخمر تحريمًا تامًا، وهذا معنى قوله إنه سيدوس معصرة الخمر.
                              وسيرسله الله تعالى للأمم، وليس لبنى إسرائيل فقط كما كان يسوع. وسيكون ملك الملوك، وسيدًا عليهم، وهذا معنى (رب الأرباب). وسينصره الله تعالى فى ملحمة آخر الزمان التى يسميها الكتاب هرمجدون أو يوم معصرة الغضب.
                              وهو نفس قول يسوع فى هذا المسِّيِّا، الذى لن يكون من نسل داود: متى 21: 43-44 (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)
                              ومن كل هذا يتضح أن المسِّيِّا نبى سيرسله الله تعالى فى آخر الزمان. له مواصفات محددة سبق ذكرها، ولا تنطبق واحدة منها على يسوع، أضف إلى ذلك أن ظهور يسوع ورسالته سبقت يوحنا، وانتهت برفعه إلى السماء.
                              ولا تتعجب عزيزى القارىء، فعلى الرغم من قول يسوع لهم إنه لا يمكن أن يُخطف شىء من يد الله، أو يُجبر الله على عمل شىء، إلا أنك ترى سرقة النبوة وإجبار الرب على إنزال وحيه لهذا النبى الذى يختارونه، أمرًا معتادًا فى كتابهم.
                              فها هو يعقوب أرادوا أن يثبتوا حقه فى النبوة لأنه ليس الابن البكر لأبيه إسحاق، فماذا فعلوا؟ فجعلوه يشترى حق البكورية من أخيه بطبق عدس: تكوين 25: 29-34 (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.)
                              ولم ينتهى الأمر عند هذا، بل جعلوها تأتى مباشرة من إسحاق، فاتفق يعقوب وأمه على النصب والكذب والاحتيال على إسحاق، حتى يظن أن يعقوب هو عيسو (الأخ الأكبر له)، فيباركه إسحاق، وبالتالى تنتقل النبوة إليه. (تكوين إصحاح 27).
                              ولم يهدأ لهم بال حتى أتوا بموافقة الرب على هذه البركة. ولن تصدقوا كيف فبركوها: لقد جعلوا يعقوب يتصارع مع الرب ويضربه، ويجبره على مباركته: تكوين 32: 22-30 (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».)
                              وتكررت قصة مشابهة لسرقة النبوة مرة أخرى عندما تآمرت أم نبى الله سليمان مع ابنها ليرث سليمان عرش داود (ملوك الأول 1: 11-31).
                              فكيف طبَّق الأنبا شنودة هذه النبوءة على يسوع وجعل منها بشارة بتجسد إله، ومشاركة إنسان للرب فى أحد أقانيمه الثلاثة؟
                              ZZZ

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              4 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                              رد 1
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:46 ص
                              ردود 2
                              21 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 18 ديس, 2023, 02:45 م
                              ردود 0
                              75 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة رمضان الخضرى  
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:21 ص
                              ردود 0
                              71 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              يعمل...
                              X