مكة فى الكتاب المقدس والرد على القمص مرقس عزيز خليل

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مكة فى الكتاب المقدس والرد على القمص مرقس عزيز خليل

    مكة فى الكتاب المقدس
    والرد على القمص مرقس عزيز خليل كاهن الكنيسة المعلقة
    فهرس الكتاب

    المقدمة
    لواء يلجأ إلى كتب رخيصة نرفض استخدام مثيلاته
    أنا صاحب الحق الأوحد لفهم مراد الرب على الأرض
    حجة الإسلام (الإمام أبو حامد الغزالى)
    استحالة عدم تحريف الكتاب المقدس
    متن الكتاب يُثبت التحريف
    تضارب المخطوطات فى عقيدة القوم يُثبت التحريف
    سب الإله فى الكتاب ينفى نسبته له
    سب الأنبياء واتهامهم بالكفر والفجور هو طعن فى عدل الإله
    المعطيات العلمية الخاطئة تنفى قداسة الكتاب
    اعتراف الكتاب والرب نفسه بوقوع التحريف ينفى قداسة الكتاب
    صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب
    اعتراف آباء الكنيسة الأول بالتحريف
    اعتراف أوريجانوس بتحريف الكتاب المقدس
    اعتراف جيروم بتحريف الكتاب المقدس
    اعتراف القديس جوستن مارتن بتحريف الكتاب المقدس
    اعتراف القديس أغسطينوس بتحريف الكتاب
    اعتراف ابن عزرا الحبر اليهودى بتحريف الكتاب
    اعتراف القس نورتُن بتحريف الكتاب
    تحريفات حديثة للكتاب القديم
    توراتكم عزيزى القمص تحتوى على أربع صفحات فقط
    ضياع أقدس ما فى الكتاب يُؤكد تحريفه
    ما هو اسم الإله الذى تعبده عزيزى القمص؟
    أولاً: الصيغة (عيسوس)
    ثانيًا: الصيغة (عيسون)
    ثالثًا: الصيغة (عيسو)
    أولاً: مع القائلين إن يسوع هو الصيغة اليونانية ل (يهوشوع) العبرانية
    ثانيًا مع القائلين إن يسوع هو الصيغة اليونانية ل (يشوع) العبرانية
    ما معنى عيسى؟ وما هو جذر الكلمة؟ وما معناه؟
    هل كان يسوع ناصريًّا؟
    لمن أُرسِلَ عيسى u؟ هل كان نبيًا للعالمين؟
    عالمية المسيحية والتثليث تحت مجهر علماء اللاهوت
    من هو الابن الوحيد ذبيح إبراهيم u؟ هل هو إسماعيل أم إسحاق؟
    قصة الذبيح فى القرآن
    قصة الذبيح فى سفر التكوين
    الذبيح بين الروايتين
    ملكوت الله
    من هو شعب الله المختار؟
    تهافت التاريخ التوراتى
    تهافت جغرافية الكتاب المقدس
    الجغرافية المجهولة للكتاب المقدس
    أين تقع أرض الجنوب؟
    مقدمة قبل الحديث عن بكة أو مكة
    بكة هى مكة
    ما هو المذبح المقصود فى النبوءة؟
    هل بكه اسم علم أم كلمة يُمكن ترجمتها؟
    ما المعنى المقترح عندهم لكلمة بكه؟
    وما معنى كلمة "مورة"؟
    هل ذكر الكتاب المقدس شيئًا عن مناسك الحج عند المسلمين؟
    صهيون أو أورشليم الجديدة وعلاقتها بمكة
    فهرس المراجع
    فهرس الكتاب

  • #2
    المقدمة

    بسم الله الرحمن الرحيم ، وأصلى وأسلم على خاتم الأنبياء ، وإمام المرسلين، محمد بن عبد الله النبى الأمى، الصادق الأمين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ..
    أما بعد ..
    ألمح فى الأفق عودة إلى محاكم التفتيش من جانب بعض رجال الأرثوذكس، وأخص بالذكر منهم صاحب كتاب (هل حقا وادى البكاء هو مكة؟ وهل هذا هو الإعجاز العلمى) لصاحبه القمص مرقس عزيز خليل. فقد قامت قيامته ولم تقعد بسبب قول الدكتور زغلول النجار بتحريف الكتاب المقدس ، وقوله بوجود طريق قديم معروف للحج أيام نبى الله داود u ، وهو الطريق إلى وادى بكه (مكة) فى الكتاب الذى يقدسه القمص. على الرغم من أنه لم يكن الدكتور زغلول النجار هو أول من قال بهذا أو أشار إليه. فقد سبقه إلى ذلك الكثيرون من الكتاب والمفكرين والمفسرين. فقد كتب الدكتور أحمد حجازى السقا كتابًا كاملاً عن هذا الموضوع أسماه (الحج إلى الكعبة فى التوراة والزبور والإنجيل والقرآن). وتناول الأستاذ سامى العامرى فى كتابه هذا الموضوع (محمد r فى الكتب المقدسة عند النصارى واليهود والهندوس والصابئة والبوذيين والمجوس) ، وتناول هذا الموضوع أيضًا العميد مهندس جمال الدين شرقاوى فى كتابه (نبى أرض الجنوب)، وغيرهم الكثيرون كما سنرى. وأشار الآلاف من علماء المسلمين والمسيحيين وعلماء المخطوطات وعلماء الآثار والتاريخ والجغرافيا إلى تحريف الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص. ويكفينا فى ذلك الإشارة إلى كتاب الدكتور موريس بوكاى (التوراة والإنجيل والقرآن العلم الحديث).
    بل أكدت مقدمة الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين على تحريف هذا الكتاب، وأنه يستحيل الوصول إلى أصول هذه الكتب ، بينما ما يُرجى فقط هو التوصل إلى أقرب صورة للنسخ الأصلية!! وهذه قضية باتت ثابتة فى عقول الغرب بعلومهم وأبحاثهم وليس بعواطفهم ، ولهم ولنا آلاف من الأدلة على ذلك.
    ويعترف الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين فى مدخله إلى العهد القديم بهذه الإضافات والتحريفات التى يُحسن الظن أحيانًا بفاعلها ، وأحيانًا يرى أنه تعمَّد التحريف لأسباب عقائدية فيقول فى ص53: (وقد يُدخل الناسخ فى النص الذى ينقله، لكن فى مكان خاطىء، تعليقاً هامشياً يحتوى على قراءات مختلفة أو على شرح ما. والجدير بالذكر أن بعض النسَّاخ الأتقياء أقدموا ، بإدخال تصحيحات لاهوتية ، على تحسين بعض التعابير التى كانت تبدو لهم معرَّضة لتفسير عقائدى خطير. .......... لم يتردّد بعض النُقَّاد فى "تصحيح" النص المسُّورى ، كلما لم يعجبهم ، لاعتبار أدبى أو لاعتبار لاهوتى ...).
    ويقول المدخل إلى سفر التكوين تحت عنوان (مصادره) ص66: (لم يتردد مؤلِّفو الكتاب المقدس ، وهم يروون بداية العالم والبشرية ، أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم، ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية الكنعانية. فالاكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود كثير من الأمور المشتركة بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص الغنائية والحِكَميَّة والليترجية (المتعلقة بالطقوس الدينية) الخاصة بسومر وبابل وطيبة وأوغاريت.)
    وأعتقد أن اللِّسان ليعجز عن التعبير عن مدى الأسى الذى يُصاب به الإنسان ، لشعوره أنه كان مخدوعًا فى إيمانه بأن هذا كتاب الله، وذلك عندما يقرأ أن (مؤلفو) الكتاب المقدس (لم يترددوا) أن (استقوا) معلوماتهم من التقاليد الوثنية، التى كانت منتشرة فى بلاد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية والكنعانية. ثم يقرأ على غلاف الكتاب ”الكتاب المقدس“ ، وداخله ”كلام الله“!!
    وفى ص68 يقول فى هامشه عن الرواية الأولى لخلق العالم: (تُنسب هذه الرواية إلى المصدر "الكهنوتى" ... ... والنص يستند إلى علم لا يزال فى عهد الطفولة. فلا حاجة إلى التفنُّن فى إقامة التوافق بين هذه الصور وعلومنا العصرية.). أى لا يوجد توافق بين معطيات العلم الذى أوحاه الرب فى القدم فى الكتاب الذى تقدسه ومعطيات العلم الحديث. فلا تفكر أن تجد توافقًا بينهما. وهو بذلك يصف علوم الرب فى كتابه بالتخلف، وإن شئت قلت إنه يريد أن يقول إن معطيات الرب العلمية لا تمت للعلم بصلة!!
    وأعتقد أن الكاتب لو قصد هذا بقوله إن هذا العلم الذى كان (لا يزال فى عهد الطفولة) هو علم الله فهو كافر! ولا يصح أن يُؤخذ عنه دين أو عقيدة أو تفسير. أما إذا كان يقصد تأريخ وتقييم هذه الرواية فى ضوء العلم الحديث فهو ينفى انتساب هذا الكتاب لله!!
    تقول مقدمة الكتاب المقدس (المدخل إلى العهد الجديد) تحت عنوان (نص العهد الجديد) ص12: (إن نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست كلها واحدة بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية ولكن عددها كثير جداً على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو أو الألفاظ أو ترتيب الكلام ، ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها.)
    ويؤكد ذلك الدكتور القس منيس عبد النور هذه الأخطاء والأغلاط مهوِّناً من خطورتها فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) ص11: (لا توجد بين أيدينا نسخ الأسفار المقدسة الأصلية ، بل النُّسخ التى نُسخت فيما بعد. فمن المحتمل وقوع بعض هفوات فى الهجاء وغيره فى النسخ. ولا شك أن أصل الكتاب هو الموحى به.) وبما أن أصول الكتاب قد فقدت، ولا يوجد إلا منسوخات من منسوخات، فلا سبيل للتأكد من أصالة هذا الكتاب.
    والغريب أنهم فى دفاعهم يبحثون عن أسئلة يظنون أنها تُعجز المسلم، وتجعله يُسلِّم بصحة كتابهم من التحريف. منها:
    من الذى قام بالتحريف؟ وما دوافعه؟ وأين تم التحريف؟ وكيف كان الكتاب قبل التحريف؟ وأين النسخة الأصلية لنقارنها بما بين أيدينا ونؤمن أن التحريف فعلا قد وقع؟
    وكأن لسان حالهم يقول: طالما أنه لا يوجد كتاب غير الذى بين أيدينا والذى نسميه مقدسًا ، فيجب عليكم التسليم لنا بما نقول، إذا لم تأتوا لنا بأصول كتابنا. ولو كان هذا التفكير سليم منهجيًا لسلموا لنا بصحة كتابنا، وبما نقوله عنهم وعن غيرهم! ولسلمنا نحن الاثنين بصحة عقيدة أتباع كرشنة وبودا ومانى وغيرهم.
    وتناسى واضع هذه الأسئلة أنهم يؤمنون بشخص اسمه حجِّى، ويعتبرونه نبيًا، ويؤمنون بكتابه كسفر موحى به من الرب، وهم لا يعرفون شيئًا عن هذا الذى يسلمون بنبوته. تقول دائرة المعارف الكتابية عن التاريخ الشخصى مادة (حجِّى): «... ولا نعرف إلا القليل عن تاريخه الشخصي، إلا أننا نعلم أنه عاش بعد السبي مباشرة فهو أول أنبياء التجديد بعد السبي ...»
    وتناسى واضع هذه الأسئلة أنهم يؤمنون بالحديث الذى دار بين يسوع واثنين كان فى اتجاههما إلى قرية اسمها عمواس، ولم تذكر الرواية اسم التلميذين (لوقا 24: 13-19)، ولم يقف هذا حائلا دون إيمانهم بهذا الحديث.
    وتناسى واضع هذه الأسئلة أنهم يؤمنون بصلب يسوع، وأن اليهود قالوا لبيلاطس اصلبه دمه علينا، ولا يعرفون أسماء اليهود الذين قالوا ذلك، ولا اسم زوجة بيلاطس التى رأت فى رؤية أنه رجل بار. فعدم معرفتهم لأسماء المطالبين لصلب يسوع لم ينف لديهم وقوع الحدث نفسه.
    وتناسوا أيضًا أنهم يؤمنون بمعجزات قام بها يسوع من رد بصر العمى (بإذن الله) وإشفاء البرص (بإذن الله) ، وإخراج الشياطين (بإذن الله) ، وإشفاء عجزة (بإذن الله) ولا يعرفون أسماء هؤلاء، ولم ينف ذلك لديهم وقوع هذه المعجزات.
    وتناسوا أيضًا أن لوقا يقر ويعترف أنه يكتب خطاب شخصى لصديق له اسمه ثاوفيلس عن حياة يسوع، ولم يقل إنه أوحى إليه، بل تحرى هو أمر ما يكتبه، لأنه لو أوحى إليه ما كان هناك داع للتحرى والبحث، فكان يكفيه ما يُملى عليه من الوحى. وعلى الرغم من ذلك يؤمنون أنه أوحى إلى لوقا: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
    فعدم معرفة الشرطة بالقاتل ودوافعه والمكان الذى ارتكبت فيه الجريمة لا ينفى وجود الجريمة نفسها، فالجثة ماثلة بين أيديهم، ويمكنهم عن طريق الفحص والتشريح معرفة إذا كانت الوفاة طبيعية أم هناك شبهة جنائية!! وكذلك عدم معرفتنا بالمحرِّف لا تفيد فى هذه القضية، لكن لماذا يطبون أسماء المحرفين والأماكن التى تم فيها التحريف والدوافع إلى ذلك وهم لا يعلمون من الأساس أسماء ناسخى هذه المخطوطات، ولا أماكن نسخ كل مخطوطة!!
    ثم إذا كان هذا هو تفكيرهم المنهجى السليم، فأين أصول الكتاب لنقارنها بما نُسخ وبما بين أيديهم ونتأكد أنه طبق الأصل.
    ومرة أخرى يطرحون سؤال يتعلق بقدرة الله تعالى فيقولون: هل يستطيع إنسان على وجه الأرض كلها أن يُحرف كلمة الله، أو يُجبر الله على عمل شىء خارج إرادته؟ ولو حدث هذا فكيف يترك الرب البشرية تعيش فى ظلام وخداع ولا يُخبرها أن هذا الكتاب محرف؟
    فالسؤال الأول الذى يتعلق بقدرة الله تعالى يكون لهم الحق فيه لو تعهَّد الله تعالى بحفظ هذا الكتاب. لكن الواقع أن الله لم يتعهد عندهم بحفظ كتبهم، وأوكل حفظها للكتبة ولم يكونوا أمناء: (1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً.) رومية 3: 1-4
    والدليل على ذلك اعتراف الرب فى أكثر من موضع بتحريف الكتبة اليهود ومدعيى النبوة لكلام الرب: (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
    (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5
    (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.) إرمياء 23: 30
    (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. ...... 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 31-36
    ثم هل لو هؤلاء القوم يؤمنون فعلا بقدرة الله تعالى المطلقة، وأنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض يمكنه أن يُثنى الرب عن مراده، أو يقيِّده بعمل ما، لكانوا آمنوا بالقبض على هذا الإله، وتقييده بالمسامير وانتزاع ملابسه وحياته منه؟!!
    ألم يكسر موسى ألواح الرب التى كتبها بيديه؟ ألم يحرق يهوياقيم سفر الرب الموحى به إلى إرمياء وزيد عليه فى إعادة نسخه مرة أخرى؟ (32فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ.)إرمياء 36: 32
    إذن فقد كسرت كلمة الرب وحرقت وزيد عليها، وحُرِّفت، وقتل الأنبياء الشهداء على ما جاءوا به. والأمر يختلف فى الإسلام الذى تعهَّد الله تعالى بحفظ نبيه وحفظ كتابه، ليكون شاهدًا على كل الناس: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (67) سورة المائدة
    نعود مرة أخرى للقمص مرقس عزيز خليل ..
    وعلى الرغم من محاولة القمص إثبات صحة كتابه وعدم تحريفه عن طريق العلم والحفريات الآثاريةفى كتابه (استحالة تحريف الكتاب المقدس). إلا أنه قد جمع كل ما له من قوة وجهد فى البحث للنيل من الدكتور العالم ومكانته العلمية، التى قدرها الغرب قبل الشرق، وأعظم منها. بل ذهب إلى أن جَمَّع مقالات لصحفيين (لن أتناول بالذكر أسماءهم ولا ميولهم العقائدية) وكتاب آخرين، ليدين الدكتور ويجعل من علمه خطرًا على الدين الإسلامى نفسه، فيصد عن السماع إليه كل مسلم قبل المسيحى.
    وهذا هو نهج عليل هزيم فى تناول الموضوعات الجادة، ذات الطابع العلمى، ومحاولة لمنع كل فكر يُخالف الفكر الذى اعتاد عليه رجال الكهنوت. وهو ما فعله القمص زكريا بطرس، ويفعله القس عبد المسيح بسيط تجاه ردهم على مقالاتى أو كتبى، وأخص بالذكر موسوعة أخطاء الكتاب المقدس والمسمَّاة ب (البهريز فى الكلام اللى يغيظ). فيبدأ كل منهم بتسفيه الآخر فكريًا وعقائديًا ظانين أنهم بذلك ينتزعون منه كل أسلحته ، ليكشفوا عواره أمام أتباعهم، ويدارون عجزهم، وقلة حيلتهم، ويجعلونه سُبَّة للبسطاء. وبذلك يُظهرون للبسطاء وضعاف العقول أنهم أصحاب الفكر المهيمن، وأصحاب الحق الأبلج، الذى لا ينازعهم فيه عالم، وله الويل من يقترب من هذا العلم وهذا الفكر.
    وهم يتناسون أن القارىء فى هذا المجال غالبًا ما يكون من الأذكياء، الذين لا تنفع معهم المراوغة، والصراخ، وهذا النوع من الخداع. فما هى المحصلة التى يخرج بها القارىء من مثل هذه المراوغة غير تضعيفه لهم، وإعلان إفلاس المسيحية على أيديهم؟
    ولن أتبع هذا الأسلوب مع القمص فى ردى عليه، كما أسأله ألا يجزع من قول المسلم على مسيحى اليوم كافر: ففى الحقيقة أنت كافر بالنسبة للمسلم أى لا تعتنق ديانته ولا تصدق بها. وهذا بمفرده سبب كافي لفخرك بدينك، وإلا كنت من المسلمين، الذين هم كفار لأهل ملتك.
    أما بالنسبة للسباب وتحقير الآخرين فأنا لست من أنصاره، لأن الخلاف الفكرى والعقائدى والدعوى لا يتم إلا بما أمرنا به الله تعالى فى قوله: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (46) سورة العنكبوت، إلا إذا كانوا من أهل الكفر البيِّن ووصفهم الله تعالى أو رسوله بهذه الأوصاف. وأعتقد أنك تشاركنى هذا الرأى فقد سب يسوع اليهود فى الكتابات المنسوبة إليه:
    فقد شتم معلمى الشريعة قائلاً لهم: (يا أولاد الأفاعي) متى 3: 7
    وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم: (أيها الجُهَّال العُمْيَان) متى 23: 17
    بل شتم بطرس كبير الحواريين فقال له: (يا شيطان) متى 16: 23
    وقال لآخرَيْن: (أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان!)لوقا24: 25
    بل إن المسيح شتم الذى استضافه في بيته ليتناول طعام الغداء عنده: (37وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. 38وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. 39فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. 40يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ 41بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيّاً لَكُمْ. 42وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالسَّذَابَ وَكُلَّ بَقْلٍ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ! 43وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ. 44وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ يَعْلَمُونَ!») لوقا 11: 37-43
    هل هذا التأأ

    هذا وكنت قد التقيت من قبل مع القمص مرقس عزيز خليل فكريًا فى كتابه (المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام) ورددت عليه، ونشر فقط على شبكة الإنترنت تحت عنوان (المرأة بين اليهودية والمسيحية والإسلام). وكتابه يطفح بالمغالطات البحثية والفكرية والعلمية، بل ويحيد عن الصدق فى إقامة الحجة على الآخرين. ولا أعرف كيف تجرَّأ القمص وجازف بوضع اسمه عليه!! فقد جانب فيه كل قواعد البحث العلمى المتعارف عليها لتأصيل صحة حديث أو تضعيفه. وبالتالى فقد نسب إلى رسولنا الكريم أقوالاً لم يتفوَّه بها، انتصارًا لفكره أو لعقيدته. ظنًا منه أنه هكذا ينتصر المؤمن الصادق لعقيدته، أو قد يكون اتبع أسلوب بولس فى الدعوة باتباع الكذب للوصول إلى غايته: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
    (فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ.20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ) كورنثوس الأولى 9: 19-23
    لقد صُدمت فى عقله وفى فكره أيضًا!! فأسأل الله له ولى الهداية!!
    وهنا ليس مجال عتاب أو تسفيه أفكار الآخرين ، فيسعدنى مرة أخرى أن ألتقى معه هذه المرة حول كلمة (بكة) فى الكتاب الذى يقدسه، ومدى مدلول هذه الكلمة، وهل هى تعنى بالفعل (مكة) أم وادى البكاء كما يحلو للبعض ترجمتها. ولن أتعرض لمحاولته النيل من الدكتور العالم زغلول النجار فى كل صفحة من صفحات كتابه المذكور. وأترك ذلك للدكتور زغلول النجار نفسه، فالإثباتات العلمية هى ركنه الركين.
    وسيتركز بحثى حول استحالة عدم تحريف الكتاب الذى يقدسونه على حالته الراهنة، مقارنًا بعض النصوص بالتراجم العربية أو الأجنبية، لإظهار التلاعب فى الترجمة. وذكرت أيضًا بعضًا من الأخطاء الرقمية والعلمية ومن ناحية الأنساب، لأكون قد أثبت التحريف من جهات عديدة، حاولت فيها كل جهة من طبقات الكهنة الاحتفاظ بالزعامة. وهذا دفعها لاختراع عبادة محددة، أو جعل بيت واحد فقط للعبادة دون غيره، أو ادعاء أن الرب لا يتقبل القرابين إلا من طبقة معينة من الكهنوت.
    وما يُهمنا هنا هو محاولتهم إغلاق ملكوت الله أمام الناس، الأمر الذى دفع عيسى u أن يتوعَّد الكتبة المستحفظين على كتاب الرب، وعلى تعليم الناس صحيح الدين بالويل، بل اتهمهم بالنفاق: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
    منطلقًا من ذلك أن تحريف اليهود والمسيحيين لكلمة (بكة) ولأماكن أخرى هى محاولة أيضًا للاحتفاظ بالملكوت (النبوة والشريعة) الذى ظل بين أيديهم سنوات وسنوات، ولم يأتوا ثماره. فأخبر الله تعالى عيسى u، كما أخبر غيره من الأنبياء بنزع هذا الملكوت، واعطائه لأمة تعمل أثماره: (33«اسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً وَبَنَى بُرْجاً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. 34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. 35فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً. 36ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذَلِكَ. 37فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! 38وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الاِبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 33-46
    فترى .. هل صدق يسوع فى نبوءته هذه أم بقى الملكوت فى بنى إسرائيل رغم أنف الرب ونبيه؟!!
    أكيد صدق لأنه لم يتكلم من نفسه، ولكنه بلغ رسالة الله لبنى إسرائيل: (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي) يوحنا 8: 28
    (48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 48-50
    وصدق لأن مشيئة الله نافذة، ولا يقدر أحد أن يُجبره على شىء: (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.) يوحنا 10: 29
    وهذا ليس بجديد على بنى إسرائيل، بل يعرفون ذلك من قديم الأزل، فقد أخبر به كل نبى من أنبيائهم: (10مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ قَائِلاً: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي. 11دَاعٍ مِنَ الْمَشْرِقِ الْكَاسِرَ. مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ رَجُلَ مَشُورَتِي. قَدْ تَكَلَّمْتُ فَأُجْرِيهِ. قَضَيْتُ فَأَفْعَلُهُ.) أشعياء 46: 10-11


    لواء يلجأ إلى كتب رخيصة نرفض استخدام مثيلاتها:
    يقول القمص مرقس عزيز تحت هذا العنوان ص6 معاتبًا اللواء أحمد عبد الوهاب عليه رحمة الله تعالى، على ما ذهب إليه من إثبات تحريف الكتاب الذى يقدسه القمص: (نشر أحد اللواءات مقالا على إحدى مقالاتنا وذهب فيه إلى أن الكتاب المقدس قد أصابه التحريف، وقد لجأ فى تعليقه إلى ما جاء ببعض الكتب الرخيصة، التى حاول البعض فى وقت من الأوقات استخدامها لزرع الفتنة الطائفية بين أبناء الأمة، ولكنها لم تفلح. وقد قمنا بالرد على سيادته وأعلنا لسيادته أن بين أيدينا عشرات من الكتب المكتوبة بواسطة مسلمين وتطعن فى سلامة القرآن الكريم، ولكننا لا نستخدم مثل هذه البذاءات ونرفض الكتب الرخيصة. كما أشارت جريدة النبأ فى عددها الصادر بتاريخ 26/1/2003 إلى تداول نسخ محرفة من القرآن على نطاق واسع. فليته ينتقى الكتب الصحيحة وليكتب فى تخصصه.)
    نفهم من طلبه للواء أحمد عبد الوهاب رحمه الله (فليته ينتقى الكتب الصحيحة وليكتب فى تخصصه) أنه لا يجب على إنسان مسلم أن يقرب من كتابه أو يتناوله بالنقد ـ لأنه سوف يمتدح الشيخ أبى حامد الغزالى ظنا منه أنه امتدح المسيحية وأشاد بصحة عقيدتها. وأن كل من يكتب مخالفًا لما يعتقده القمص وشيعته حتى لو كان مسيحيًا، فهى بذاءة، على الكل أن يتجنبها، لأنها ليست الكتب الصحيحة. أى مازال يعيش فى زمن محاكم التفتيش، ولا يرى صحيحًا إلا نفسه وعقيدته، التى كتب عليها ممنوع اللمس أو الاقتراب. ويصف بذلك كل ما يكتبه علماء مخطوطات الكتاب الذى يقدسه بأنها بذاءات، وعليهم أن يلزموا جحورهم، ولا يكتب أحد منهم إلا وجهة نظر رجال الإكليروس الأرثوذكس، ولو كان هذا مُخالفًا لنصوص المخطوطات نفسها، أو يتناقض مع عقيدته.
    بمعنى أنه هو مصدر الفهم الصحيح، والعلم القويم، فإن تكلمت فمن كتبه، وإن فكرت فبعقله، وإن وجدت غير ذلك فعليك بالصمت، تمامًا كما قال الحبر ابراهام بن عزرا (وهو من كبار أحبار الأندلس فى القرن الثانى عشر) ، عندما تعرض لتناقضات بسفر التكوين «ومن بينها أجزاء تحكى عن موسى بضمير الغائب (أماكن لم يكن موسى ليستطيع أن يعرفها أو يكون قد رآها) وكذلك استخدام لغة تتميز بها عصور وأماكن مختلفة عن تلك التى كانت سائدة فى عصر موسى. وعلى الرغم من ذلك فإن بن عزرا لم يكن مستعدًا، على ما يبدو، أن يعلنها صراحة أن موسى لم يكتب أسفار التوراة الخمسة، واكتفى بالقول "ولو فهمت ستدرك الحقيقة". وعندما تطرق فى موضوع آخر للأجزاء المتناقضة قال "والفاهم يلزم الصمت"». (من كتب التوراة؟) ص18
    وبذلك لا يرد القمص على الاستفسارات الموجهة لهذه العقيدة وهذا الكتاب ولا يلوِّح إلا بعصى الفتنة الطائفية. كما لو كان الاختلاف الحميد البنَّاء لا بد أن يؤدى إلى فتنة طائفية!! هذا إن أحسنت الظن به، ولم أقل إنه يلوِّح بأنه يُمكنه أن يُصعِّد الأمر إلى إحداث فتنة طائفية. الأمر الذى يعنى أنه غير قادر على الحوار، وإنه عند اللزوم سيحولها إلى فتنة. ولكننى أربأ به عن ذلك، فلا يوجد مصرى مُحب لوطنه مثل القمص مرقس يُمكنه أن يقصد هذا!!
    ولم يُحدِّد لنا القمص تخصصه هو الذى يكتب فيه، حتى يكون قدوة لنا وللواء عليه رحمة الله!! فهل أنت متخصص فى جغرافيا العهد القديم؟ أم فى لغاته؟ أم فى شخصياته؟ أم فى تاريخه؟ أم فى مخطوطاته؟ أم فى نقده؟ وهل وقفت على كل انتقاد يوجه لهذا الكتاب الذى تقدسه؟ فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تجب على كل هذه الأسئلة الموجهة لهذا الكتاب فى هذه الكتب التى أسميتها ”رخيصة“؟
    ولم يُخبرنا أى كتاب هو المقدس؟ فهل هو كتاب المسيحيين الكاثوليك الذى يحتوى على 73 سفرًا، أم كتاب الأرثوذكس، الذى يحتوى على 76 سفرًا، أم كتاب البروتستانت، الذى يحتوى على 66 سفرًا، أم الأرثوذكس الإثيوبيين، الذى يحتوى على بين 81 و84 سفرًا، أم كتاب المسيحيين السريان الذى يحتوى على 68 سفرًا؟ مع العلم أن الأرثوذكس ليس لديهم كتابًا أو ترجمة خاصة بهم تُطرح وتُباع فى الأسواق، ولكنهم يعتمدون على ترجمة البروتستانت (فان دايك). كما لم يخبر قراءه عن سبب اعتباره هذه الكتب رخيصة ولا من الذى حكم برخصها؟
    وهذا يذكرنى برد القس رفعت فكرى سعيد على مقال الدكتور زغلول النجار مستنكرًا ما قاله الدكتور من أن بكه هى مكة. فهو لم يرد عليه أيضًا ولم يفنِّد ما كتب على لسانه، ولم يفعل أكثر من أنه عاتب من يكفِّر المسيحى من المسلمين، وأورد النص من ترجمة الفاندايك التى حولت الاسم العلم من (بكه) إلى (وادى البكاء). وطبعًا لم تُنشر ردود المسلمين على هذا المقال.
    كذلك لم يُخبرنا: لماذا اختلفت باقى التراجم فى هذا النص؟ هل يرجع هذا إلى اختلاف المخطوطات؟ وهل يجوز للمترجم أن يترجم اسم العلم؟ وهل كان يوجد جغرافيًا وادى فى فلسطين يُسمى وادى البكاء أو وادى العويل أو وادى الجفاف؟ ولماذا لم يترجمها باسمها التى ذُكرت به فى العبرية وهو (بكه)؟ وهكذا سيفعل القمص مرقس عزيز أيضًا فى رده على الدكتور النجار – كما سنرى.
    وقلت له فى ردى: ليس عيبًا أن أتهمك بالكفر ، أو تتهمنى بالكفر. فهذا أمر واقع علينا ألا نختبأ منه أو نتحايل عليه. فأنت لا تؤمن بدينى أو برسولى. أى تكفر بهما. وعلى ذلك فأنت بميزان عقيدتى كافر. وأنا لا أؤمن بعقيدتك ولا بصحة كتابك. أى أكفر بهما. وعلى ذلك فأنا كافر بميزان عقيدتك، ولا يقف الأمر علىّ أنا فقط، بل يتعدى فى مفهوم عقيدتك كل من لا يؤمن بالثالوث من المسلمين والأنبياء والسابقين. بل ويتعدى أيضًا المسيحيين الإنجيليين لأنهم لا يؤمنون ببعض الكتب التى تعتبرونها مقدسة وموحى بها من الله، كما يرفضون بعض عقائدكم وما تسمونه أسرار الكنيسة. بل تتعدى إلى كنائس الموحدين المنتشرة فى أوروبا وأمريكا انتشارًا كبيرًا جدًا. فهم أيضًا لا يؤمنون بالتثليث، ولا يعتبرون نصى التثليث من النصوص الأصيلة للكتاب. فهناك الكثير من أبحاث علماء المخطوطات تؤكد عدم معرفة يسوع أو أحد من تلاميذه بمثل هذه النصوص!!
    ثم هل تريد أن أصفك بالمؤمن من منطلق الإسلام أى كافر بالثالوث وتجسُّد الإله وموت الإله وصلبه وتحريف الكتاب الذى تعتقد فى قدسيته؟ إن هذا كفيل بإخراجك من المسيحية!! لماذا كل هذا العتاب والاحتجاج على تكفيركم؟ إنك قبلت فى عقيدتك أن تسب الرب، وتتهمه بأشنع الألفاظ، فقد وصفتموه أنه زعيم عصابة يأمر الكذب والسرقة ويُخطط لهما، بل ويستعمل نفوذه كإله لييسر للنصابين نصب شباكهم على ضحاياهم: (وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22
    وكذلك أيضاً (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
    ولك أن تتخيل إله يوصف بأنه الخالق وعالم الغيب والشهادة يقف على ترع مصر يُصفِّر للذباب، على الرغم من أن الذباب ليس له جهاز سمعى ليسمعه: (18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ) إشعياء 7: 18
    بل قبلت على أنبياء الله ما لا تقبله على نفسك والأقربين ولم تحرك ساكنًا: فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16وهذا يعقوب ضرب الرب (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ،وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراء فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).
    بل قَبِلَ الرب نفسه أن يُضرب من نبيه يعقوب (تكوين 32: 24-30)، ثم اعتبره من الأبرار وأحبه: (13كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ».) رومية 9: 13، وأن يُعتقل من الشيطان أربعين يومًا فى الصحراء (لوقا 4: 1-11) ، والأنكى من ذلك أن يأمر الشيطان ربه أن يسجد له؟ أليس تصديق كل هذا عن الرب وأنبيائه وعدم تنزيه الله عن كل نقص وعيب كفر بواح من وجهة نظر الإسلام؟
    ولكن علينا أن نتعلم ونعلم الآخرين كيف نختلف، ونظل أصدقاء، أو تظل قنوات الحوار مفتوحة بيننا دون أن نتحارب أو نتباغض. وفى النهاية من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. لذلك أرجو ألا تأخذ كلامنا بحساسية مفرطة عندما نقول عن كتابك إنه محرف، فالبينة على من ادعى. فلدينا إثباتات تُعد بالآلاف من الكتاب المقدس كمتن، ومن أقوال الآباء ، ومن علماء اللاهوت. وأكيد أنه لديك تحفظات عديدة على الإسلام والقرآن والسُّنة، الأمر الذى يجعلنا نسارع بفتح صفحة صريحة بيضاء للحوار، لا نتشاتم فيها ، ولا يُسفِّه كل منا الآخر، بل نتحاور بقلب مفتوح ليفهم كل منا الآخر.
    وأُسرُّ فى أذنيك عزيزى القمص: ليتك التزمت فعلا بما تحاول أن تلزم به المهندس اللواء فى كتابك (المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام) وتحريت صحة الأحاديث والروايات الملفقة ، التى استخدمتها تدليلاً على صحة كلامك، وتقوية لوضع المرأة فى الكتاب الذى تقدسه! وهى أكثر من أن يتسع لها المقام هنا!!! بل كان مرجعك الأساسى كتاب لشخص وهمى يُدعى حمدون داغر، لا يُعرف له أصل إلى فى المواقع المسيحية.
    * * *
    عزيزى القمص .. إن ما قاله اللواء أحمد عبد الوهاب رحمه الله، يؤكده علماء المخطوطات فى كل الدنيا، ولم يُكذبه إنسان. وأكرر مرة أخرى من علماء المخطوطات ، أى أصول الكتاب الذى تقدسه، وهم الذين يتتلمذ عليهم كل دارس للاهوت فى الشرق والغرب. وسيرى القارىء فيما بعد أن آباء الكنيسة الذين تتشدقون باستشهاداتهم وأقوالهم وتفاسيرهم هم أنفسهم يعترفون بتحريف الكتاب الذى تقدسه. حتى أُوريجانوس الذين تعتمدون على نظريته فى التفسير الرمزى للكتاب تُكفرونه ولا تأخذون كل أقواله مأخذ الجد.
    فلم يكن يؤمن أُوريجانوس بالرسالة الثانية لبطرس ولا بالرسالة الثانية والثالثة ليوحنا. كما أنه لا يُنسب الرسالة إلى العبرانيين إلى بولس. وذلك تبعًا لما قاله يوسابيوس القيصرى فى تاريخه (ك6 ف25 فقرة 10-11، وك3 ف3 فقرة1)، بل ويُقر بتحريف اليهود لكتابهم: ففى العهد القديم كما عرفته كنيسة الأسكندرية لرهبان دير الأنبا مقار ص56 يقول أوريجانوس فى رده على رسالة أفريكانوس: إنه يعلم أن (تايخ سوسنَّا التى فى سفر دانيال المستعمل الآن فى كل كنائس المسيح فى ترجمته اليونانية لا وجود له فى العبرية، وكذلك قصة البعل والتنين ... هل نستبعد هذه الترجمة المستعملة فى كنائسنا، ونوصى الإخوة أن يطرحوا الكتب المقدسة المنتشرة بينهم ونتملق اليهود متوسلين إليهم أن يعطونا ما عندهم من نصوص أصيلة خالية من التزييف؟! ...)
    ويقول نفس الكتاب ص57-58: (أما سبب غياب الأسفار اليونانية من العهد القديم العبرى لدى اليهود فيرجع – حسب تعليل أوريجانوس – إلى رغبتهم فى إخفاء كل ما يمس رؤساءهم وشيوخهم، كما هو مذكور فى بداية خبر سوسنَّا: «وعُيِّن للقضاء فى تلك السنة شيخان من الشعب وهما اللذان تكلم الرب عنهما أنه خرج الإثم من بابل من القضاة الشيوخ»، ويقدِّم أمثلة من الإنجيل لتأكيد ما يقوله، حيث يُخاطب السيد المسيح الكتبة والفريسيين بقوله: «كى يأتى عليكم كل دم زكىِّ سُفِكَ على الأرض من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريا بن برخيا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح» (مت 23: 35) فالسيد المسيح هنا يتكلَّم عن وقائع حدثت (كما يكتب أوريجانوس)، ومع ذلك لم تُذكر فى العهد القديم. ثم يتساءل: أين جاء فى الأسفار المقدَّسة شىء عن الأنبياء الذين قتلهم اليهود؟ ثم يورد أوريجانوس مثلا آخر من رسالة العبرانيين: «آخرون تجرَّبوا ... نُشروا، جُرِّبوا ماتوا قتلاً بالسيف» (عب 11: 36 و37) لأنه معروف فى التقليد اليهودى خارجًا عن الأسفار العبرية أن إشعياء النبى فقط هو الذى نُشرَ بالمنشار.)
    ويواصل الكتاب معترفًا بالتحريف قائلاً: (وسنرى فى الفصول القادمة، وجود نصوص عبرية وشروحات أرامية لبعض فصول النص السبعينى الغائب عن الأصل العبرى للعهد القديم فى الاكتشافات الحديثة فى كهوف قمران، وفى منطقة «المربعات» فى فلسطين؛ ومخطوطات أخرى أرامية وعبرية، خرجت من مجمع لعازر اليهودى فى مصر القديمة فى بداية هذا القرن.)
    ولن أُطيل فى موقف كل آباء القرون الأولى من الكتاب المقدس وقانونه (مجموعة الكتب المكونة له)، فيكفينا أوريجانوس صاحب نظرية تفسير الكتاب المقدس الرمزى، والذى تتبناه الكنيسة الأرثوذكسية.
    وحتى ردك عزيزى القمص مرقس عزيز على اللواء أحمد عبد الوهاب رحمه الله فلم أخرج منه إلا أنك تصر على أن التوراة المقصودة فى القرآن هى التى بين أيديكم وأطلقتم أنتم عليها التوراة، ويُطلق بعض المسلمين عليها أيضًا هذا الاسم من باب مجاراة الخصم، وليس إيمانًا بأنها توراة موسى u المنزلة عليه. كما تُصرّ على أن الإنجيل المذكور فى القرآن بصيغة المفرد، لا تنفك عن اعتبارها مجموعة الأناجيل والرسائل الشخصية المنسوبة لبولس وغيره والتى تسمونها العهد الجديد!! إضافة إلى أسلوب رفيع ومهذب منك فى مخاطبة اللواء أحمد عبد الوهاب!!
    وفى النهاية لم ترد على أى من أطروحاته، أو تفند ما ذكره فى أى كتاب من كتبه العديدة. كل ما عناك أن ما تؤمن به هو كتاب الله، وعلى الكل التسليم بذلك، دون جدال أو تبيان. كما أنك لم توضح أين ذهب إنجيل يسوع المذكور فى كتبكم عدة مرات، والذى سلمه يسوع للتلاميذ قبل صعوده للسماء!!
    (... قَدْ أَكْمَلْتُ التَّبْشِيرَ بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ.) رومية 15: 19، وهذا الإنجيل كان بحوذة التلاميذ، وكان ذلك قبل شروع أى إنسان فى كتابة إنجيل آخر.
    (16لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ ....) رومية 1: 16
    (إِنْ كَانَ آخَرُونَ شُرَكَاءَ فِي السُّلْطَانِ عَلَيْكُمْ أَفَلَسْنَا نَحْنُ بِالأَوْلَى؟ لَكِنَّنَا لَمْ نَسْتَعْمِلْ هَذَا السُّلْطَانَ بَلْ نَتَحَمَّلُ كُلَّ شَيْءٍ لِئَلاَّ نَجْعَلَ عَائِقاً لِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ.) كورنثوس الأولى 9: 12
    (18فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ.) كورنثوس الأولى 9: 18
    (13إِذْ هُمْ بِاخْتِبَارِ هَذِهِ الْخِدْمَةِ يُمَجِّدُونَ اللهَ عَلَى طَاعَةِ اعْتِرَافِكُمْ لِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، وَسَخَاءِ التَّوْزِيعِ لَهُمْ وَلِلْجَمِيعِ.) كورنثوس الثانية 9: 13
    (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 6-7
    وها هو رجل الإكليروس الأرثوذكسى القس عبد المسيح بسيط أبو الخير يقول فى كتابه (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى (30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد «أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله. ...».
    فأين هو إنجيل المسيح هذا عزيزى القمص مرقس؟ فهذا هو الإنجيل الذى نؤمن به ، ونؤمن أن الله أوحاه إلى عبده عيسى u ، وهو الذى تكلم عنه الله سبحانه وتعالى فى القرآن.
    وهذا هو ما يقوله المسلمون أن عيسى عبد الله ورسوله، وأن الله أنزل عليه الإنجيل. وهذا هو ما أقر به عيسى u نفسه: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
    واعترف الكتاب أن عيسى u عبد الله ورسوله فقالت الترجمة اليسوعية: (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع ...) أعمال الرسل 3: 13، والتى تترجمها التراجم الأخرى بكلمة (فتاه) التى تعنى أيضًا عبده أو ابنه.
    وقالت أيضًا نفس الترجمة السابقة فى موضع آخر: (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) أعمال الرسل 4: 27
    والغريب أنك عزيزى القمص مرقس عزيز تدعى أن القرآن (قدم صفات جميلة وطيبة لمحتويات الكتاب المقدس سواء كانت للإنجيل أو للتوراة)، ساحبًا قوله تعالى على التوراة المنزلة على موسى، والإنجيل المنزل على عيسى عليهما السلام ، كما لو كان القرآن بالفعل يمتدح كتابك وعقيدتك، متناسيًا تكفير القرآن لمن يتخذ يسوع ابنًا لله أو الله نفسه: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا *</span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا *</span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا *</span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا *</span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا *</span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} (88-93) سورة مريم
    لقد سمَّى المؤلِّه للمسيح كافرًا: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) سورة المائدة
    وأكَّد تعالى أن المؤلِّه للمسيح كافرٌ ومشركٌ وظالم وقد حرم الله تعالى عليه الجنة ومأواه النار: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة
    وأن له عذاب عظيم بكفره هذا: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة
    وها هو وصف لملة اليهود والمسيحيين بالضلال، ومحاولتهم المستميتة لإضلال المسلمين: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (120) سورة البقرة
    بل وصفهم وصف صريح بالكفر، لقولهم مثل أقوال الكافرين قبلهم: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (30) سورة التوبة
    ومتناسيًا أن الكتاب الذى تسميه التوراة أو الإنجيل به صفات للرب تخجل أنت نفسك أن تتفوَّه بها أمام المسيحيين أو على صفحات كتاب من كتبك، منها:
    أن الرب يشرب الخمر ويسكر ليلاً وينام، بل يصحوا من النوم تدمع عينا من أثر سُكر ليلة أمس: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65
    (8لأَنَّ فِي يَدِ الرَّبِّ كَأْساً وَخَمْرُهَا مُخْتَمِرَةٌ. مَلآنَةٌ شَرَاباً مَمْزُوجاً. وَهُوَ يَسْكُبُ مِنْهَا. لَكِنْ عَكَرُهَا يَمَصُّهُ يَشْرَبُهُ كُلُّ أَشْرَارِ الأَرْضِ.) مزمور 75: 8
    ومنها أن أولى معجزاته أنه حوَّل الماء الطيب إلى خمر وكان ذلك فى عُرس قانا: (يوحنا 2: 1-11). الأمر الذى يُفهم منه أنه يُجامل الناس على حساب الدين والأخلاق، لأنه بطبيعة الحال يعلم أن السكر يؤدى إلى إغضاب الله سواء بالعراك أو بإهانة الإنسان لنفسه أو لغيره بعد أن فقد عقله.
    بل نهى بولس عن شرب الماء واستبدله بالخمر: (23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 23
    والعجب العُجاب أنه إذا كان يسوع هو الرب ، وهو الذى أوحى ما أوحى فى كتابكم، فكيف لم يعلم أنه حرَّم على عبيده التواجد بين شاربى الخمر أو يُخالف أوامره أمام عبيده، ويعلمهم بذلك الاستهانة بأوامره؟ (20لاَ تَكُنْ بَيْنَ شِرِّيبِي الْخَمْرِ بَيْنَ الْمُتْلِفِينَ أَجْسَادَهُمْ) الأمثال 23: 20
    والأعجب من ذلك أن يسوع كإله عندكم يمتدح نبيه يوحنا المعمدان ويسميه عظيمًا لأنه لا يشرب الخمر ولا المُسكر. ومعنى ذلك أن من يشربها فقد نُزعت منه صفة القداسة: (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15
    وذلك على الرغم من معرفة الرب أنه لا يشرب الخمر إلا كل هالك: (6أَعْطُوا مُسْكِراً لِهَالِكٍ وَخَمْراً لِمُرِّي النَّفْسِ.) الأمثال 31: 6
    (29لِمَنِ الْوَيْلُ؟ لِمَنِ الشَّقَاوَةُ؟ لِمَنِ الْمُخَاصَمَاتُ؟ لِمَنِ الْكَرْبُ لِمَنِ الْجُرُوحُ بِلاَ سَبَبٍ؟ لِمَنِ ازْمِهْرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ 30لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ الْخَمْرَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي طَلَبِ الشَّرَابِ الْمَمْزُوجِ. 31لاَ تَنْظُرْ إِلَى الْخَمْرِ إِذَا احْمَرَّتْ حِينَ تُظْهِرُ حِبَابَهَا فِي الْكَأْسِ وَسَاغَتْ مُرَقْرِقَةً. 32فِي الآخِرِ تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوانِ. 33عَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ الأَجْنَبِيَّاتِ وَقَلْبُكَ يَنْطِقُ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ. 34وَتَكُونُ كَمُضْطَجِعٍ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ أَوْ كَمُضْطَجِعٍ عَلَى رَأْسِ سَارِيَةٍ. 35يَقُولُ: «ضَرَبُونِي وَلَمْ أَتَوَجَّعْ. لَقَدْ لَكَأُونِي وَلَمْ أَعْرِفْ. مَتَى أَسْتَيْقِظُ أَعُودُ أَطْلُبُهَا بَعْدُ!») الأمثال 23: 29-35
    ومنها أنه يستأجر موس لحلاقة لحيته وشعر رجليه: (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً) إشعياء 7: 2020
    ومنها أنه يندم على ما يفعل، ويحزن له، ويتأسف فى قلبه: (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».) تكوين 6: 6-7 ،
    وأيضاً (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 14 ،
    وأيضاً (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 15: 35
    ويفعل عبيده ما لم يخطر على باله: (وَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «.. .. .. .. 4لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي، وَتَنَكَّرُوا لِهَذَا الْمَوْضِعِ وَدَنَّسُوهُبِإِحْرَاقِ بَخُورٍ لِآلِهَةِ أَوْثَانٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا لاَ هُمْ وَلاَآبَاؤُهُمْ وَلاَ مُلُوكُ يَهُوذَا أَيْضاً، وَلأَنَّهُمْ مَلَأُوا هَذَاالْمَوْضِعَ مِنْ دَمِ الأَبْرِيَاءِ. 5وَبَنَوْا مُرْتَفَعَاتٍ لِعِبَادَةِالْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا بَنِيهِمْ بِالنَّارِ كَقَرَابِينِ مُحْرَقَاتٍ لِلْبَعْلِمِمَّا لَمْ أُوْصِ بِهِ وَلَمْ أَتَحَدَّثْ عَنْهُ وَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِي) إرميا 19: 4-5
    ومنها أنه خروف: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ») الرؤيا 17: 14
    وأنه ينوح ويولول ويُشبه نفسه بالحيوان: (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ.) ميخا 1: 8
    وأنه يُشبِّه نفسه بالعث والسوس: (12فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَالْعُثِّ وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَالسُّوسِ) هوشع 5: 12
    وأنكم تشبهونه بالإنسان على الرغم من قوله عن الإنسان أنه مثل جحش الفرا: (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12
    وأنه لا مزية للإنسان على البهيمة: (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20
    * * *

    تعليق


    • #3
      أنا صاحب الحق الأوحد لفهم مراد الرب على الأرض:
      ومن الجدير بالذكر أن القمص مرقس عزيز يُنكر على الدكتور زغلول النجار، كما أنكر غيره ومنهم القس رفعت فكرى سعيد أن يقوم بتفسير الفقرة الخاصة بالمزمور 84 والتى ذُكر فيها كلمة (بكه) موضوع حديثنا، مُدَّعيًا أن هذا التفسير شأن المسيحيين فقط، على الرغم من أن المزمور هو من كتب اليهود أصلاً، ولا يوافق اليهود المسيحيين على تفسيراتهم ، بل يرفضون كتبهم وعقيدتهم وتفسيراتهم جملة وتفصيلا. وعلى ذلك فلماذا يُعطى لنفسه الحق فى تفسير كتب الغير ، ويُنكر على المسلمين ذلك؟
      والأكثر من ذلك أنكم فسَّرتم القرآن دون علم لكم كافٍ باللغة العربية ولا بأصول التفسير، وادعيتم أن القرآن يُقركم على عقائدكم ويمتدح كتبكم. فلماذا تعطى لنفسك الحق فى تفسير كتب اليهود والمسلمين والمسيحيين وتُصادره من الآخرين. فهل تريد أن تقول بذلك إنكم أنتم أهل العلم والفكر، ويجب ألا يؤخذ علم إلا عن طريقكم؟ بمعنى أنه يريد أن يقول إنه صاحب الحق الأوحد فى تفسير مراد الرب على هذه الأرض. فلا دين غير ما يفهمه القمص، ولا يجب أن تكون هناك عقيدة تُخالف عقيدته!! فهو الذى يُفكر لنا، ويُفسر لنا، ثم يُخبرنا بما يراه، وعلينا الطاعة والإنقياد، وإلا كنا دعاة للفتنة الطائفية!!
      ألم أقل لكم من قبل إن هذا هو نفس فكر ونهج أصحاب محاكم التفتيش؟ والفرق الوحيد أن أهل محاكم التفتيش من القساوسة والرهبان وغيرهم كانوا يمتلكون القوة لمنع الفكر الذى لا يروق لهم، ومطاردة صاحبه بالحديد والنار. وهو ما لا يمتلكه المسيحيون اليوم. لذلك يسعون فى تولى الوظائف الوزارية وغيرها، التى تخوِّل لهم حماية أفكارهم، ومنع غيرهم من تناولها بالنقد، ومنع الكتب التى لا تروق لهم. على الرغم من أن يسوع لم يكن له ملكوت دنيوى، ولم يطلب سلطة أو ملك، بل كان دافعًا للضرائب، مثله فى ذلك مثل باقى الشعب.
      ومن ذلك تفسيركم لنص إشعياء 7: 14 أنه خاص بمولد عيسى u من السيدة العذراء. فنص الفانديك يقول: (14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ "عِمَّانُوئِيلَ)
      والنص يتكلم فى الأساس عن المرأة الشابة حديثة السن (علما)، التى تزوجها إشعياء وستنجب له طفلا، من أب وأم طبيعيين، وقبل أن يكبر الطفل ويتفوَّه باسم أبيه أو أمه يحتل الأشوريون دمشق وتخضع السامرة لهم. يدل على ذلك ما جاء بعدها فى إشعياء 8: 3-4 (3فَاقْتَرَبْتُ إِلَى النَّبِيَّةِ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: "ادْعُ اسْمَهُ مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. 4لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ: يَا أَبِي وَيَا أُمِّي تُحْمَلُ ثَرْوَةُ دِمَشْقَ وَغَنِيمَةُ السَّامِرَةِ قُدَّامَ مَلِكِ أَشُّورَ".)
      وقد وافق الكثير من التراجم الأجنبية على ترجمة كلمة (علما) العبرية إلى كلمة (الشابة) أو (الصبية)، لذلك تقول الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (14فلِذلك يُؤتيكُمُ السَّيِّد نَفْسُه آيَةً: ها إِنَّ الصَّبِيَّةَ تَحمِلُ فتَلِدُ آبناً وتَدْعو آسمَه عِمَّانوئيل.)
      ويُقر الموقع المسيحى الآتى عنوانه ذلك بسرد معانى الكلمة العبرانية المستعملة هنا بقوله: إن (علما) تعنى من ضمن معانيها الشابة حديثة الزواج.
      Definition 1. virgin, young womana.of marriageable age b. maid or newly married http://bible.crosswalk.com/Lexicons...gi?number=05959
      ففضَّل المترجم ترجمتها العذراء التى تعنى (بتولا)، ليندرج المفهوم على السيدة مريم العذراء، وليبحث عن سند تاريخى لوجود يسوع فى العهد القديم وكتب الأنبياء.
      يوافقه فى ذلك التراجم العربية المختلفة. فقد وردت كلما علما فى العهد القديم سبع مرات: فى التكوين 24: 43، وسفر الخروج 2: 8، وسفر المزامير 68: 25 وسفر الأمثال 30: 19 وسفر نشيد الإنشاد 1: 3 و6: 8 وإشعياء 7: 14 ، وسوف أذكرهم بترتيب ورودهم فى أربع تراجم عربية:
      فان دايك
      اليسوعية
      الحياة
      العربية المشتركة
      التكوين 24: 43
      الفتاة
      الفتاة
      الفتاة
      الصبية
      الخروج 2: 8
      الفتاة
      الفتاة
      الفتاة
      الفتاة
      المزامير 68: 25/26
      فتيات
      العذارى
      صبايا
      عذارى
      الأمثال 30: 19
      فتاة
      العذراء
      عذراء
      المرأة
      نشيد الإنشاد 1: 3
      العذارى
      العذارى
      العذارى
      العذارى
      نشيد الإنشاد 6: 8
      عذارى
      الأبكار
      عذارى
      عذارى
      إشعياء 7: 14
      العذارء
      الصبية
      العذراء
      العذراء

      ويُلاحظ أنهم تناولوا ترجم الكلمة الواحدة (علما) على أنها فتاة وعذراء وامرأة وصبية. وبذلك يصدق تحليلنا لهذا النص، ويسقط خيال متى ومن اتبعه. حيث تطوَّع متى فى إنجيله لتفسير هذه النبوءة على يسوع، واعتبرتها الكنيسة دليل من أدلة ألوهيته، على الرغم من أنه لم يُدع فى طول العهد الجديد وعرضه مرة واحدة باسم عمانوئيل!!
      وعلى الرغم من أن أسماء الأنبياء والملائكة تُنسب دائمًا إلى إلهها «إيل» مثل جبرائيل، وإسرائيل ، وهذا دليل تشريفهم بالعبودة للرب إيل، أى لو انطبقت هذه النبوءة على يسوع لكانت دليل عبوديته لإيل، وليست دليل ألوهية له.
      وليس هذا هو النص الوحيد الذى يقوم متى بلى عنقه لينطبق على يسوع، ويُبعد أى إشارة عن النبى محمد r. فهناك العديد من النصوص، سوف أذكرها فى وقتها حتى لا يتشتت القارىء.
      * * *

      حجة الإسلام (الإمام أبو حامد الغزالى):
      وتحت هذا العنوان يمتدح القمص مرقس عزيز الإمام الشيخ العالم أبى حامد الغزالى، ويعتقد أن الإمام يمتدح عقيدته ، التى هو عليها، وكتابه الذى بين يديه، فى كل مؤلفاته التى تربو على المئة على حد قوله (ص10). وهذا يُشير مبدئيًا إلى إعجاب القمص بصورة عيسى u فى الإسلام. وله الحق فى ذلك ، فما من نبى إلا ويتمتع باحترام بالغ فى الإسلام ، ويعصمه الله تعالى من الكبائر والزلل الذى يُخل بالدعوة. بل من شروط إيمان المسلم أن يؤمن بعيسى u كنبى من عند الله مثل الرسول r. ولن أتطرق لباقى ما نقله عن الإمام أبى حامد الغزالى، لأن النتيجة التى سأصل إليها بمثال واحد كافية. وهذا هو اعتقادنا كلنا فى عيسى u.
      بل إن القمص يرى صورة عيسى u فى عيون المسلمين أفضل من صورته التى تعهَّدها فى أناجيله. فها هو يذكر فى ص11 عن ج3 ص100 من إحياء علوم الدين أن عيسى u مرَّ (ومعه الحواريون بجيفة كلب، فقال الحواريون: ما أنتن ريح هذا الكلب! فقال عليه السلام: ما أشد بياض أسنانه! كأنه ينهاهم عن غيبة الكلب ويُنههم على أنه لا يذكر شىء من خلق الله إلا أحسنه).
      إنه لتصوير من أروع ما تقرأ، ولا يصدر إلا عن نفس مؤمنة ورعة تتقى الله فى الناس وفى الحيوان، لا تحب إلا الخير للكل إنسان والجماد والحيوان.
      وسأذكر لك عزيزى القمص وأعزائى القراء ما يفعله الكتاب الذى تقدسه بيسوع، واحكموا أنتم أى الصور أنصفت هذا الرجل:
      فها هو يسوع يسب الناس ويغتاب الحاكم الرومانى:
      فقد قام بشتم معلمى الشريعة قائلاً لهم: (يا أولاد الأفاعي) متى 3: 7
      وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم: (أيها الجُهَّال العُمْيَان) متى 23: 17
      بل شتم تلاميذه ، إذ قال لبطرس كبير الحواريين: (يا شيطان) متى 16: 23
      وشتم آخرين منهم بقوله: (أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان!)لوقا24: 25
      بل إن المسيح شتم الذى استضافه في بيته ليتناول طعام الغداء عنده: (37وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. 38وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. 39فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. 40يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ 41بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيّاً لَكُمْ. 42وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالسَّذَابَ وَكُلَّ بَقْلٍ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ! 43وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ. 44وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ يَعْلَمُونَ!») لوقا 11: 37-43
      وقال لهيرودس: (قولوا لهذا الثعلب) لوقا 13: 32
      وها هو يسوع يدمر شجرة التين التى لا يملكها:
      (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا:«لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.) مرقس 11: 12-14
      وها هو يسوع بصفته يهوه فى العهد القديم يأمر بقتل الأطفال والنساء والقتل الجماعى أو قل الإبادة البشرية وتدمير البيئة:
      ألم يقتل من أهل بيت شمس 50070 فردًا لأنهم نظروا تابوته؟
      (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً.) صموئيل الأول 6: 19
      (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 40
      (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3
      (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17
      (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9
      (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
      (11وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى 12فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ. 14وَأَمَّا رُعَاةُ الْخَنَازِيرِ فَهَرَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَفِي الضِّيَاعِ فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى.)مرقس 5: 11-14
      لكن أن يعجب القمص بما أورده الإمام أبو حامد الغزالى من صور لا تمت بصلة لكتابه الذى يقدسه هو، فهذا يعكس عدم رضاه الداخلى فى عقله الباطن إلا بصورة عيسى u فى الإسلام وفى عيون المسلمين. وأن الصورة الحقيقية التى يوردها البعض الآخر من الأناجيل تثير غضبه، خوفًا على إسلام أتباعه ونفورهم من هذا الكتاب وخروجهم من الكنيسة، وانقطاع سيل التبرعات والعشور والمال المتحصل من الاعترافات ومن تبرعات الدول الأجنبية!!
      لذا وجب عليك عزيزى القمص أن تُرجع الفضل لأهله، وأن تشكر الإسلام وتمتدح رسول الله للثقلين r ، فهذا من محاسن الإسلام، والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة. وهذا مما بشَّر به عيسى u فى إنجيل يوحنا: (12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 12-14
      لكن لم ينته الأمر مع الشيخ العالم على هذا. فكيف تُحصى له مائة مؤلف ونسيت مؤلفه الشهير «الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل»، والذى فيه ينتقد عقيدتكم فى تأليه يسوع ويفندها. أى إنه يرفض هذه العقيدة. وكل ما نقلته أنت عنه لا يعكس إلا الصورة الإيجابية البنَّاءة لما يجب أن يكون عليه أى نبى. الأمر الذى يُشير إلى رفضكم لما نسبته كتبكم للأنبياء من زنى وفجور وسكر وقتل وكفر!!
      يقول الإمام أبو حامد الغزالى ص105 من الكتاب المذكور: «فإنى رأيت مباحث النصارى المتعلقة بعقائدهم، ضعيفةَ المبانى، واهيةَ القوى، وعِرَةَ المسالك (ب)، يقضى المتأمل – من عقول جنحت إليها – غاية عجبه، ولا يقف – من تعقيدها – على اليسير من أَرَبه !! لا يعولون فيها إلا على التقليد المحض، عاضِّين على ظواهر أطلقها الأولون. ولم ينهض بإيضاح مشكلها – لقصورهم – الآخرون، ظانينبأن ذلك هو الشرع الذى شرعه لهم ، عيسى عليه السلام، معتذرين عن اعتقلدهم، بما ورد من نصوص، يعتقدون [ص3] أنها قاهرة للكفر، غير قابلة للتأويل، وأن صرفها عن ظواهرها [عسير (1)]»
      وفى ص107 يقول: «ولو راجع [ص5] هؤلاء المساكين عقولهم، وتركوا الهوى والتعصب لعلموا أنهم قد نكبوا عن محجة الصواب، وأخطأوا سبيل الحق ...». ويكفينا هذا فالكتاب كله يفنِّد إلهية يسوع، ويبطلها بالدليل العقلى والنقلى.
      لكن عزيزى القمص .. لماذا كان ما فعله الإمام أبو حامد الغزالى فى تفنيد عقيدتكم وتفسير نصوص من كتابكم حلالا ، وتقدمه للمسلمين وغيرهم للإقتداء به، فى الوقت الذى تحرمون على الدكتور زغلول النجار وغيره من المسلمين تناول عقائدكم وكتبكم بالنقد والتحليل؟
      * * *

      استحالة عدم تحريف الكتاب المقدس:
      إن موضوغ تحريف الكتاب الذى يقدسه القمص مرقس عزيز والمسيحيون لهو موضوع يسير الإثبات على كل قارىء واعٍ لما يقرأ، ويعرف حق الله تعالى وقدره. وقد أصبح أمر الاعتراف بتحريف هذا الكتاب من الأمور اليقينية فى علم نقد مخطوطات الكتاب أو سنده أو متنه.
      والغريب أن يخرج علينا مسيحى يظن أنه أعجزنا بعدة أسئلة تخرص القائل بتحريف هذا الكتاب. منها أنه يريد أن يعرف مَن الذى قام بهذا التحريف، وما سببه، وأين الأصل ليثبت التحريف. ويتناسى أننا نقيم الحجة على كثير من المخطوطات والكتب بأنها مزيفة أو ننفى نسبتها لشخص ما بناءً على معايير أخرى غير هذه. منها الأسلوب والنزعة الدينية أو الوطنية والمعطيات التاريخية أو الجغرافية.
      فنكرر: هل لا يثبت وقوع جريمة القتل إلا بوجود القاتل بجوار المقتول؟ ألا يكفى وجود الجثة مدرجة فى دمائها أو عليها أثار الاعتداء لتثبت الجريمة؟ بمعنى:
      ألا يكفى متن (محتويات) الكتاب لإثبات أنه محرف أو لنفى نسبته لله تعالى؟
      ألا تُثبت تضارب المخطوطات فى عقيدة هذا الكتاب أنه قد تم تحريف المخطوطات؟
      ألا يثبت سب الإله فى الكتاب وأن يُنسب له صفات لا يقبل الإنسان أن تُنسب له أن هذا الكتاب قد تم تحريفه؟
      ألا يثبت سب الأنبياء وأن يُنسب لهم الفجر والكفر أن هذا الكتاب مُحرَّف؟
      ألا تثبت المعطيات غير العلمية الخاطئة أن هذا الكتاب ليس بكتاب الرب؟
      ألا يكون اعتراف الكتاب نفسه أنه محرف دليل على تحريف هذا الكتاب؟
      ألا يكون اعتراف آباء الكنيسة الأول إثبات كاف للتحريف؟
      ألا يُثبت اعتراف الرب الذى تؤمنون به فى هذا الكتاب الذى تقدسونه أن هذا الكتاب ليس كتابه، وأنه قد تم تحريفه؟
      ألا يُثبت ضياع اسم الرب من هذا الكتاب أنه ليس كتابه؟
      ألا يُثبت فقدان اللغة الأصلية التى كتب بها الكتاب أن الكتاب قد فقد أصالته وقدسيته؟
      أليس وجود الأصول يساعد على الفهم التام لهذا الكتاب؟ فأين الأصول لنتأكد من أن المخطوطات التى فى حوزتكم، والتراجم لم تمسها يد بالتحريف؟
      ثم هل فقدان الأصول المكتوبة بأيدى الأنبياء يؤكد أصالة الكتاب الذى بين أيديكم وقدسيته ويؤكد صدقكم فى حفظ الرب لها؟
      أليس سماح الرب بضياع أصول كتابه أو فقدانها أو حرقها يؤكد عدم رغبته فى الحفاظ عليها؟
      ألا يدل هذا على نبذ الله لكم ولشعبكم ولكتابه الذى أنزله على أنبيائكم بما اقترفه آباؤكم؟
      وإذا كان الله نبذ آباءكم ، وسبَّ أنبياءكم ، وقرر نزع ملكوت الله (شريعته) منكم (من بنى إسرئيل)، فلماذا يُبقى على شريغتكم، وهو قد قرر نسخها بشريعة أخرى؟ (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 43-44
      فكل هذا يُثبت تحريف الكتاب لدى العقلاء، ولدى أهل العلم. فإن كان كل هذا لا يُثبت تحريف الكتاب لديكم، فما هى قواعد العلم الحديث لديكم لإثبات التحريف غير الأسئلة الساذجة التى تُطرح من قِبَلكُم فى هذا المقام؟
      متن الكتاب يُثبت التحريف:
      &Ucirc;1- متى حدث الطوفان بدقة؟
      عندما كان نوح يبلغ من العمر (600) عام (تكوين 7 : 6). وتفيد احداثيات التوراة أن آدم ولد قبل نوح ب (1056) سنة. وعلى ذلك يكون الطوفان قد حدث عام 1656 من خلق آدم.
      وتبعا لاحداثيات التوراة فإن إبراهيم u ولد بعد آدم ب 2123 سنة. وعلى ذلك يكون الطوفان قد حدث عام 1831 من ولادة آدم. هذا ويذكر سفر التكوين نفسه أن الطوفان قد حصل قبل ولادة إبراهيم ب 292 سنة (موريس بوكاى ص 57).
      (10هَذِهِ مَوَالِيدُ سَامٍ: لَمَّا كَانَ سَامٌ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ وَلَدَ أَرْفَكْشَادَ بَعْدَ الطُّوفَانِ بِسَنَتَيْنِ. ... ... 12وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ خَمْساً وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ شَالَحَ. ... ... 14وَعَاشَ شَالَحُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ عَابِرَ. ... ... 16وَعَاشَ عَابِرُ أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ فَالَجَ. ... ... 18وَعَاشَ فَالَجُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ رَعُوَ. ... ... 20وَعَاشَ رَعُو اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ سَرُوجَ. ... ... 22وَعَاشَ سَرُوجُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ نَاحُورَ. ... ... 24وَعَاشَ نَاحُورُ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً وَوَلَدَ تَارَحَ. ... ... 26وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ.) تكوين 11: 10-26
      وعند جمع هذه المعطيات: 2 + 35 + 30 + 34 + 30 + 32 + 30 + 29 + 70 = 292
      &Ucirc;2- متى حدث الطوفان تبعًا لإحداثيات نُسخ التوراة المختلفة؟
      تختلف إجابة هذا السؤال تبعًا لاختلافات التوراة نفسها. فقد كانت المدة الزمنية من آدم حتى بداية الطوفان:
      فى التوراة العبرانية : 1656 سنة
      وفى التوراة السامرية : 1307 سنة
      وفى التوراة اليونانية : 2262 سنة
      &Ucirc;3- كم من الزمن استمر الطوفان على الأرض؟
      تقول الوثائق التاريخية السومرية المترجمة من اللوح السومرى إن زوابع الطوفان على الـهبوب في حين كانت رياح الجنوب تكتسح البلاد. وعندما حل اليوم السابع خفت وطأة الزوابع الجنوبية للطوفان ثم هدأ البحر وسكنت العواصف وانتهى الطوفان.
      بينما نجد أن سفر التكوين يُخبرنا أن الطوفان ابتدأ الطوفان عندما كان عُمر نوح (600) عامًا (11فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ.) تكوين 7: 11 ، واستمر (40) يومًا على الأرض (17وَكَانَ الطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْماً عَلَى الأَرْضِ.) التكوين 7: 17
      بينما يُخبرنا نفس السفر أن الطوفان استمر (375) يومًا فى موضع آخر: (13وَكَانَ فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالسِّتِّ مِئَةٍ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ أَنَّ الْمِيَاهَ نَشِفَتْ عَنِ الأَرْضِ. فَكَشَفَ نُوحٌ الْغِطَاءَ عَنِ الْفُلْكِ وَنَظَرَ فَإِذَا وَجْهُ الأَرْضِ قَدْ نَشِفَ. 14وَفِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ جَفَّتِ الأَرْضُ.) تكوين 8: 13-14
      &Ucirc;4- متى وكيف استقر فلك نوح بعد الفيضان؟
      (4وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ. 5وَكَانَتِ الْمِيَاهُ تَنْقُصُ نَقْصاً مُتَوَالِياً إِلَى الشَّهْرِ الْعَاشِرِ. وَفِي الْعَاشِرِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ ظَهَرَتْ رُؤُوسُ الْجِبَال.) تكوين 8: 4-5 ، بينما استقر فى تكوين 8: 5 فى أول الشهر العاشر. فكيف يستقر الفلك أولاً فى الشهر السابع ثم تظهر رؤوس الجبال فى الشهر العاشر بعد استقرار الفلك؟
      ثم لا يُمكن بحال من الأحوال أن يكون الفيضان قد شمل الأرض كلها، لأن ارتفاع المياه كان 15 ذراعًا فقط (20خَمْسَ عَشَرَةَ ذِرَاعاً فِي الِارْتِفَاعِ تَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ فَتَغَطَّتِ الْجِبَالُ. 21فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ وَجَمِيعُ النَّاسِ.) تكوين 7: 20)، ويُشير جدول الموازين والمكاييل للكتاب المقدس الطبعة اليسوعية ص37 إلى أن الذراع يساوى 45 سم. ومعنى ذلك أن ارتفاع المياه كان (6.75 مترًا) ، أى ارتفاع المياه فى حمام السباحة. فهل تحتاج هذه المياه إلى كل هذا الزمن لتغور فى الأرض؟ وهل هذا الإرتفاع كافٍ لإغراق كل حيوانات الأرض؟ وهل هذا الارتفاع يُغطى كل جبال الأرض؟ أى هل لا يوجد جبل على الأرض يطول ارتفاعه على سبعة أمتار؟
      &Ucirc;5- وما عدد الحيوانات التى دخلت سفينة نوح؟
      ذكر وأنثى من كل جنس: (19وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لِاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَراً وَأُنْثَى. 20مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنَ الْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنْ كُلِّ دَباَّبَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهِ. اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لِاسْتِبْقَائِهَا.) تكوين 6 : 19-20
      ذكران وأنثتان من كل جنس:(8وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: 9دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ ذَكَراً وَأُنْثَى. كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحاً.) تكوين 7: 8-9
      سبعة ذكور وسبعة إناث من الحيوانات الطاهرة وذكر واحد وأنثى واحدة من الحيوانات غير الطاهرة: (2مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَراً وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَراً وَأُنْثَى.3وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضاً سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَراً وَأُنْثَى. لِاسْتِبْقَاءِ نَسْلٍ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.) تكوين 7: 2-3
      &Ucirc;6- هل من الممكن أن يكون ابن 14 أو 16 سنة طفلاً رضيعًا تحمله أمه؟
      (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَا لَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ». 14فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ وَاضِعاً إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَالْوَلَدَ وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. 15وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ 16وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيداً نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ لأَنَّهَا قَالَتْ: «لاَ أَنْظُرُ مَوْتَ الْوَلَدِ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ. 17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».) تكوين 21: 10-18
      جاءت هذه الرواية بعد أن ولدت سارة ابنها إسحق، ورأت على قول التوراة أنه لا يرث ابن هاجر مع ابنها. وقد كان عمر إسماعيل فى هذا الوقت 14 سنة على الأقل، وهو الفارق بين سنى إسماعيل وإسحاق ، فقد أنجب إبراهيم u إسماعيل وعمره 86 سنة (تك 16: 16)، وأنجبَ إسحق وعمره 100 سنة (تك 21: 5).
      ومعنى هذا أن إسماعيل كان فتى قوياً ، فكيف كانت تحمله لتطرحه تحت احدى الأشجار أو يقول لها الرب قومى احملى الغلام؟ فهل البالغ من العمر 14 سنة كان يُعد رضيعاً وتحمله أمه فى بنى إسرائيل؟ وسنرى فى قصة يعقوب أن شمعون ولاوى حينما كانا فى عُمر إسماعيل تقريباً أنهما قتلا أهل مدينة شكيم وحدهما (تكوين 34: 25-29)
      &Ucirc;7- كم عدد الذين ماتوا من بنى إسرائيل فى الوباء؟
      000 24 نفساً (عدد 25: 9)
      000 23 نفساً (كورنثوس الأولى 10: 8)
      &Ucirc;8- كم عدد المغنين والمغنيات الذين صعدوا من تل ملح وتل حرشا كروب وأدون وإمير؟
      200 عند (عزرا 2 : 64)
      و 245 عند (نحميا 7 : 66)
      &Ucirc;9- فى كم سنة ينكسر أفرايم؟
      فى مدة 65 سنة (إشعياء 7: 8)
      لكنه إنكسر فى 3 سنين (ملوك الثاني 17: 6) ، مع الأخذ فى الإعتبار أن السامرة هى أفرايم كما جاء فى (ملوك الأول 12: 25)
      &Ucirc;10- كم عدد ذرية يعقوب التى أتت إلى مصر ما عدا نسائه؟
      كان عددهم 70 فى سفر التكوين 46: 27 وفى سفر الخروج 1: 5
      بينما كان عددهم 75 فى سفر أعمال الرسل 7: 14 فوحى من الأصدق؟ وكيف نسى الوحى ما أملاه من قبل فى سفرى التكوين والخروج؟

      &Ucirc;11- ما عدد الذين ارتحلوا من بنى إسرائيل من رعمسيس إلى سُكُّوت؟
      000 600 ماش من الرجال عدا الأولاد (خروج 12: 38)
      550 603 من سن العشرين فصاعداً (بدون الأطفال أيضاً) (عدد 1: 45-46)
      &Ucirc;12- كم كان عدد بنى إسرائيل الذين أوحى بهم الرب لكل من كاتب سفر صموئيل الثانى وكاتب سفر أخبار الأيام الأول؟
      عدد كل إسرائيل عند صموئيل الثانى
      عدد كل إسرائيل عند أخبار الأيام الأول
      000 800 رجل بطل يضرب بالسيف
      000 1100 رجل جاذب للسيف

      &Ucirc;13- وكم كان عدد رجال يهوذا الذين أوحى بهم الرب لكل من كاتب سفر صموئيل الثانى وكاتب سفر أخبار الأيام الأول؟
      عدد رجال يهوذا عند صموئيل الثانى
      عدد رجال يهوذا عند أخبار الأيام الأول
      000 500 رجل
      000 470 رجل مستلى السيف

      &Ucirc;14- كم كان عمر أخزيا عندما تولى الحكم؟
      42 سنة: (2كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي.) أخبار الأيام الثانى 22: 2
      انظر إلى قول دائرة المعارف الكتابية فى هذا الموضوع (مادة عثليا): (ومات يهورام ملك يهوذا بعد أن ملك ثماني سنوات ، وخلفه ابنه أخزيا ، وهو في الثانية والعشرين من عمره ، وأصبحت عثليا بذلك – " الملكة الأم " – صاحبة المشورة في القصر وفي الأمة . ولكن قبل أن تمضي سنة على أخزيا على العرش ، مات متأثرا بجراحه التي أصابته من جنود ياهو أحد قادة جيش إسرائيل، الذي خرج على يهورام ملك إسرائيل وقتله عند حقلة " نابوت اليزرعيلي " إتماماً لقول الرب على فم إيليا النبي لأخآب بعد قتله لنابوت واغتصاب كرمه ( 2مل 9 :11-29 ، 2أخ 22 :7-9 ).)
      إذن لقد خالف علماء الكتاب المقدس فى موسوعتهم كلام الرب بأن أخزيا قد تولى الحكم وهو ابن 42 سنة ، فى الوقت الذى مات فيه أبوه ابن 40 سنة. ولكى تلفت نظر القارىء عن هذه الكارثة ، تبنت رأى ملوك الثانى 8: 26 ، الذى يقول فيه الكتاب أنه كان ابن 22 سنة عندما مات أبوه وتولى هو الحكم.
      وفى هذه الكارثة تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة أخزيا): (وكان ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة (ملوك الثانى 8: 26). أما عبارة "اثنتين وأربعين سنة" (أخبار الأيام الثانى 22: 2) فلا شك أنها خطأ من الناسخ حيث أننا نعلم من (أخبار الأيام الثانى 21: 5 و 20) أن يهورام أباه كان ابن أربعين سنة عندما مات . كما أنها جاءت "ابن اثنتين وعشرين سنة" في النسختين السريانية والعربية ، "وابن عشرين سنة" في الترجمة السبعينية.)
      كما اعترف القس الدكتور منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ص 166 أن هذا خطأ من الكاتب!
      وغيرتها كل التراجم اللاتينية إلى 22 سنة لتتناسب مع ملوك الثانى 8: 26
      20 سنة (طبعة الترجمة المشتركة عن الترجمة السبعينية) (2وكان أخَزْيَا ابن عشرين سنة حين ملك ، وملك سنة واحدة بأورشليم ، وكان اسم أمه عثليا بنت عَمرى) أخبار الأيام الثانى 22: 2
      22 سنة (طبعة كتاب الحياة من النسختين السريانية والعربية، وكل تراجم الكتاب المقدس الأوربية): (وكان أخزيا فى الثانية والعشرين من عمره حين تولى الملك، ودام حكمه سنة واحدة فى أورشليم، واسم أمه عثليا ، وهى حفيدة عُمرى)
      ومعنى ذلك أن النسخ الأصلية التى لديكم مختلفة هى الأخرى ، وأنها لا تخلو من الأخطاء. فعن أى إستحالة لتحريف الكتاب الذى تقدسه تتكلم عزيزى القمص؟
      22 سنة: (26وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ)ملوك الثانى8: 26
      &Ucirc;15- كان يواكين ابن 18 سنة حين ملك (ملوك الثانى 24: 8) وكان ابن 8 سنين حين ملك (أخبار الأيام الثانى 36: 9) فكم كان عمره حين ملك؟ ماذا قال الرب بالضبط؟
      وقد علق الدكتور القس منيس عبد النور على هذا قائلاً: (لما كان عمر يهوياكين ثمانى سنوات أشركه والده ليمرنه ويدربه. .. .. .. ولم يملك يهوياكين رسمياً إلا لما كان عمره 18 سنة ، وهو التاريخ الرسمى لبدء حكمه.)
      فعجباً لقولك عزيزى الدكتور القس. فى حين أنكم قمتم بتغيير ال (8) سنوات هذه فى كتاب الحياة وفى الترجمة العربية المشتركة إلى (18) سنة. ثم هل للرب طريقتان للحساب؟ وكيف يفهم القارىء العادى أى طريقة للحساب يحسب بها الرب؟ وهل الطفل ابن (8) سنوات يُعد من الملوك لو جلس يراقب عمل والده؟ وهل الطفل دون الثمانى سنوات ناضج العقل ليفهم الأمور السياسية والدينية التى تحيط بمملكة أبيه؟
      وعلى العموم فإن محاولة الدكتور القس محكوم عليها بالفشل ، لأنه يوجد علماء آخرين أمناء اعترفوا بحقيقة الأمر وأن هذا كان خطأ من الكاتب ، الذى كتب ذلك من واقع ذاكرته، وليس من وحى الله. فقد غيرتها ترجمة كتاب الحياة والترجمة العربية المشتركة من (8) سنوات إلى (18) سنة ، وأضافت الترجمة العربية المشتركة فى هامشها السفلى الآتى: (9: ثمانى عشرة سنة. هكذا فى اليونانية وفى 2مل 24: 8. فى العبرية ثمانى سنوات.) وهذا (إن صدق كاتب هذا الكلام) لا يعنى إلا اختلاف فى النسخ الأصلية، وأن هذه الأخطاء غير مقنعة، فقاموا بتصحيح كلمة الرب!!
      بل غيرتها أيضاً تراجم الكتاب المقدس كلها ، وسأعطيك مثالاً على تلاعبهم:
      ففى ترجمة لوثر لعام 1545 كان ابن ثمانى سنوات:
      9Acht Jahre alt war Jojachin, da er K&ouml;nig ward.
      http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=2CHRON+36&language=ge...
      وقاموا بتغييرها فى ترجمته عام 1912:
      9 Achtzehn Jahre alt war Jojachin, als er K&ouml;nig wurde;
      http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?2KR+36&nomb&nomo&nomd&bi=luther
      وندموا على هذا التغيير وأرجعوها إلى ثمانى سنوات فى ترجمة 1914:
      9. Acht Jahre alt war Jojachin, da er K&ouml;nig ward.
      http://unbound.biola.edu/results/index.cfm?background=none&read=yes&print=yes&Versi on=german%5Fluthe...
      واستقرت 18 سنة فى طبعة عام 1948:
      9Achtzehn Jahre alt war Jojachin, als er K&ouml;nig wurde;
      http://www.bibel-online.net/buch/14.2-chronik/36.html#36,1
      وفى ترجمة الملك جيمس ، والملك جيمس الحديثة ، والملك جيمس للقرن الواحد والعشرين وترجمة ويبستر لعام 1833 كانت أيضا ثمانى سنوات:
      9 Jehoiachin was eight years old when he began to reign,
      http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?2KR+36&nomb&nomo&nomd&bi=kjv
      http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?2KR+36&nomb&nomo&nomd&bi=webster
      وعدلتها ترجمة New International Reader's Version إلى 18 سنة ووافقتها على ذلك أيضاً طبعة New International Version - UK:
      9Jehoiachin was 18 years old when he became king.
      http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=2CHRON+36&language=en...
      http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=2CHRON+36&language=en...
      وهكذا تُعامل كلمة الرب عندهم! أناس تُفسد وآخرون يصححوا ، وكله فى النهاية كلمة الرب الموحى بها!!
      ولم يكن هناك أكثر أمانة من الترجمة الكاثوليكية Einheitsübersetzung لعام 1990 ، حيث اعترف فى الهامش السفلى للكتاب أنه تم تعديل النص إلى 18 ليتفق مع ما ذكر فى ملوك الثانى 24: 8.
      &Ucirc;16- كم عدد الفرسان التى أخذها داود؟
      (1700) فارسًا: (فَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجلٍ) صموئيل الثانى 8: 4
      (7000) فارسًا: (4وَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ وَسَبْعَةَ آلاَفِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ) أخبار الأيام الأول 18: 4، فما هو العدد الصحيح الذى أوحى به الله؟
      يقول الدكتور القس منيس عبد النور رداً على هذا الخطأ: (ورد في 2صموئيل 1700 فارس، وفي 1أخبار ألف مركبة و 7000 فارس. والمقصود بسبعمائة فارس 700 صف من الفرسان، وكل صفّ يشتمل على عشرة، فيكون سبعة آلاف فارس. ففي محل ذكر عدد الفرسان، وفي الآخر ذكر عدد الصفوف، لأن النصرة كانت عظيمة. أما الألف فهي ألف مركبة.)
      فهل لاحظتم ما قاله؟ إنه افترض أنهم (700) وضربهم فى (10) ليكون الناتج (7000)، على الرغم من أن العدد هو (1700).
      ولنرى هل صدق الدكتور القس فى فهمه هذا ، أم هى محاولة منه لعدم فقدان أتباعه الذين بدأوا يطاردونه بالرد المنطقى على هذه الأخطاء، وخاصة أنهم يجيدون لغات عديدة ، يمكنهم عن طريقها اكتشاف صدق الدكتور القس فى إجاباته:
      وأنقل إليك بعض ترجمات الكتاب المقدس من موقع e-Sword :
      2Sa 8:4 And David took from him a thousand and seven hundred horsemen, and twenty thousand footmen; and David houghed all the chariot horses, but reserved of them for a hundred chariots. (JPS)
      2Sa 8:4 And David1732 took3920 from4480 him a thousand505 chariots, and seven7651 hundred3967 horsemen,6571 and twenty6242 thousand505 footmen:376, 7273 and David1732 hamstrung6131 (853) all3605 the chariot7393 horses, but reserved3498 of4480 them for a hundred3967 chariots.7393 (KJV+)
      2Sa 8:4 And David took from him a thousand and seven hundred horsemen, and twenty thousand footmen: and David hocked all the chariot horses, but reserved of them for a hundred chariots. (ASV)
      2Sa 8:4 And David took from him one thousand, seven hundred horsemen and twenty thousand footmen: and David had the leg-muscles of the horses cut, only keeping enough of them for a hundred war-carriages. (BBE)
      لقد أجمعت كل التراجم إذن على أنهم فرسان ، وليسوا صفوفاً من الفرسان ، بكل صف عشرة ليتطابق الرقم مع الآخر المذكور فى أخبار الأيام الأول 18: 4، إلا أن ترجمة الملك جيمس ذات الأرقام قد قسَّمت ال (1700) فارسًا إلى ألف chariots (وتعنى مركبة / عجلة حربية) ولم تُضف لها رقمًا، لأنها إضافة منها، و (700) فارسًا مخالفة بذلك النص الأصلى وباقى التراجم، وذلك ليوفق بين ما قاله سفر أخبار الأيام الأول مع هذا السفر.
      وعلَّقت الترجمة الألمانية الكاثوليكية على ذلك عند أخبار الأيام الأول 18: 4 أنه فى صموئيل كان الحديث عن 1700 فارس فقط.
      كما ذكر نص أخبار الأيام الأول 18: 4 ألف مركبة حربية أخذها داود من أعدائه ، ولم يعرف كاتب سفر صموئيل الثانى شيئاً عن هذه المراكب الحربية.
      &Ucirc;17- كم كان طول العمودين الذين أقامهما سليمان فى الهيكل؟
      35 ذراع: (15وَعَمِلَ أَمَامَ الْبَيْتِ عَمُودَيْنِ طُولُهُمَا خَمْسٌ وَثَلاَثُونَ ذِرَاعاً وَالتَّاجَانِ اللَّذَانِ عَلَى رَأْسَيْهِمَا خَمْسُ أَذْرُعٍ.) أخبار الأيام الثاني 3: 15
      18 ذراع: (15وَصَوَّرَ الْعَمُودَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ، طُولُ الْعَمُودِ الْوَاحِدِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً. وَخَيْطٌ اثْنَتَا عَشَرَةَ ذِرَاعاً يُحِيطُ بِالْعَمُودِ الآخَرِ.) ملوك الأول 7: 15
      &Ucirc;18- كم عدد ما قتلهم داود من أرام؟
      700 مركبة: (18وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَضَرَبَ شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِ فَمَاتَ هُنَاكَ.) صموئيل الثانى 10: 18
      7000 مركبة: (18وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ, وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَةَ آلاَفِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ, وَقَتَلَ شُوبَكَ رَئِيسَ الْجَيْشِ.) أخبار الأيام الأول 19: 18 فكم عدد قتلى أرام تبعًا لما أوحاه الرب؟
      يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس: (المقصود بكلمة «المركبة« في العبارة الأولى هو الذين فيها، وفي كل مركبة 10 جنود. والذي يعيّن هذا المقدار العدد المذكور في سفر الأخبار، فإن الكتاب يُفسَّر ببعضه، فيكون سبعة آلاف جندي. وهو يقول «وقتل داود سبع مائة مركبة« والمركبة لا تُقتَل، بل يُقتَل من فيها. والمقصود بعبارة النبي في المحل الثاني هو الرجال، فلا تناقض ولا خلاف. وقوله فارس في محل وفي محل آخر راجل يُظهر أنهم كانوا يحاربون تارة مشاة وأخرى على الخيل. فمن نظر إلى أنهم كانوا على الخيل أطلق عليهم لفظة فرسان من باب التغليب، ومن نظر إلى أنهم كانوا مشاة أطلق عليهم كلمة مشاة من باب التغليب أيضاً.)
      أولاً صدق الدكتور القس فى قوله تعليقًا على هذا الخطأ أن المركبة لا تقتل ، بل يُقتل كل من فيها. وعلى هذا جاءت التراجم الأجنبية للكتاب المقدس:
      1Ch 19:18 And the Aramaeans went in flight before Israel; and David put to the sword the men of seven thousand Aramaean war-carriages and forty thousand footmen, and put to death Shophach, the captain. (BBE)
      1Ch 19:18 the Syrians ran from Israel. David killed seven thousand chariot troops and forty thousand regular soldiers. He also killed Shophach, their commander. (CEV)
      1Ch 19:18 Und die Syrer flohen vor Israel, und David t&ouml;tete von den Syrern siebentausend Wagenk&auml;mpfer und vierzigtausend Mann Fu&szlig;volk; auch Schophak, den Heerobersten, t&ouml;tete er. (GEB)
      1Ch 19:18 And the Arameans fled before Israel; and David slew of the Arameans the men of seven thousand chariots, and forty thousand footmen, and killed Shophach the captain of the host. (JPS)
      ولم تترجمها بمعنى مركبة إلا ترجمة واحدة وهى (GLB)ولكنها التزمت فى ترجمة نص صموئيل أيضاً على أنها مركبة ، كما أنها استخدمت الفعل أتلف بدلاً من الفعل قتل ، الذى استخدمته كل التراجم الأخرى بما فيهم التراجم العربية. ولم تفعل الشىء المخزى الذى قامت به الترجمة العربية المشتركة أو ترجمة كتاب الحياة: فقد ترجموا كل نص بصورة تختلف عن الأخرى.
      1Ch 19:18 Aber die Syrer flohen vor Israel. Und David verderbte der Syrer siebentausend Wagen und vierzigtausend Mann zu Fu&szlig;; dazu t&ouml;tete er Sophach, den Feldhauptmann. (GLB)
      وقد علقت الترجمة الكاثوليكية الألمانية على هذا الخطأ المذكور فى هامش أخبار الأيام الأول 19: 18 قائلة: إن الحديث فى صموئيل الثانى 10: 18 عن 700 فقط.
      أما الترجمة العربية المشتركة فقد غير فى نص الكتاب الموحى به ليمرر ما يفهمه هو، وحتى لا تبدو للقارىء أنها من الأخطاء. فقد تركها فى صموئيل الثانى (فانهزموا من أمامه بعد أن أهلك لهم سبع مئة مركبة وأربعين ألف فارس) ، أما فى أخبار الأيام الأول فقد ذكرها: (فانهزموا من أمامه بعد أن أهلك لهم سبعة آلاف سائق مركبة وأربعين ألف فارس)
      ووافقته ترجمة كتاب الحياة ، إلا أنها غيرت فى ترجمة أخبار الأيام الأول وذكرت أن القتلى هم قادة المركبات: (وقتل داود سبعة آلاف من قادة المركبات) أخبار الأيام الأول 19: 18
      وعلى ذلك فهى من الأخطاء البينة عزيزى القس الدكتور منيس عبد النور لأنها لا تعنى المركبة، ولكنها تعنى الراكب أى الفارس، وعلى هذا جاءت كل التراجم، مما يثبت خطأ تحليلك، وخطأ كتابك المقدس فى عدم تطابق الأرقام، وفى محاولتهم لطمس هذا الخطأ باللعب فى الترجمة العربية المشتركة وكتاب الحياة.
      ثم ما هى هذه المراكب الحربية التى كانت تحمل عشرة أفراد؟ لم توجد عجلة حربية فى التاريخ تحمل عشرة أفراد قط عزيزى الدكتور القس، لذلك لم تبن أحد هذه الفكرة التى طرحتها.
      أما قولك عن الفرسان (فمن نظر إلى أنهم كانوا على الخيل أطلق عليهم لفظة فرسان من باب التغليب، ومن نظر إلى أنهم كانوا مشاة أطلق عليهم كلمة مشاة من باب التغليب أيضاً.) فهذا مثير للضحك، فكيف يترك الفارس فرسه ليحارب على رجليه؟ وهل تعتقد أن الفرس سينتظره مستمتعًا بالموتى وصليل السيوف ومزاحمة المتقاتلين تجاهه؟ فكيف سيراه بعضهما على الفرس، ويراه الآخرون على رجليه؟ وإذا تكلمنا بمنطق الوحى: كيف رآهم الرب؟ هل رآهم على خيولهم أن على أرجلهم؟ وما هى اللفظ الذى أوحاها الرب بعيدًا عن المشاهدين؟
      &Ucirc;19- كم كان عدد اصطبلات خيول سليمان؟
      (40000) فى ملوك الأول 4: 26 (26وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ مِذْوَدٍ لِخَيْلِ مَرْكَبَاتِهِ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ.)
      (4000) وفى أخبار الأيام الثانى 9: 25 (25وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعَةُ آلاَفِ مِذْوَدِ خَيْلٍ وَمَرْكَبَاتٍ وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ) فما هو العدد الصحيح الذى أوحى به الله؟
      ويعلق على ذلك الدكتور القس منيس عبد النور قائلاً: (يظهر للقارئ المتعجِّل وجود اختلاف بين النصَّين، ولكن هناك احتمالان للتوفيق بين الروايتين: (1) ربما كان لسليمان أربعة آلاف مذود لخيل مركباته في بدء مُلكه، ثم زاد العدد في نهاية ملكه إلى أربعين ألفاً، وقد دام مُلك سليمان مدة أربعين سنة، بينما بقي عدد الفرسان بدون تغيير. (2) ربما كان المذود المذكور في سفر الأخبار كبيراً بحيث يسع عشرة رؤوس من الخيل، فهي أربعة آلاف صف، يسع كل صف عشرة، فيكون أربعة آلاف مذود كبيرة هي 40 ألف مذود صغيرة.)
      بداية إذا كان عدد الخيل 40000 فلماذا هذا التبذير وهو لا يملك إلا 12000 فارسًا؟ وكيف يستعمل 12000 فارسًا أربعة آلاف فرسًا؟ فهل من الممكن أن يركب كل ثلاثة فرسان على حصان واحد؟ ثم لماذا تفترض زيادة الخيل دون زيادة عدد الفرسان؟
      وإذا كان افتراضك هذا صحيح فعلى ذلك لا بد أن يكون سفر الملوك الأول قد كُتب زمنيًا قبل سفر أخبار الأيام الثانى ، مع أن الموقف موقف وحى، والكلمة كلمة وحى. إلا أنك إذا نظرت لفهرس الكتاب الذى تقدسه لوجدت أن سفر أخبار الأيام الثانى قد احتل زمنيًا الترتيب بعد سفر الملوك الأول. وعلى ذلك كان عليك أن تتكلم أن الخيول كانت 40000 ثم نقصت إلى 4000، وبذلك تُغير التاريخ، وتدعى أنها أصيبت بمرض أو كارثة أطاحت ب 36000 ، أو أن سليمان كان قائدًا فاشلاً، خسر فى معاركه 36000 فرسًا دون أن يخسر فارسًا واحدًا!!
      مرة أخرى: لقد رجح الدكتور القس أن عدد اسطبلات خيول سليمان كانت أربعين ألف، وافترض بناء على ذلك أنها ربما كانت فى بداية حكمه أربعة آلاف، ثم زادت بعد ذلك. وربما كان المذود كبيرًا بحيث يسع عشرة خيول ، فيصل العدد فى النهاية إلى الرقم المذكور فى ملوك الأول ، وهو أربعين ألف. ولا أعلم على أى أساس افترض ذلك، ولما لا يكون العكس. لما لا تكون 40000 فى بداية حياته ومُنى بهزائم أو حرائق لم يذكرها الكتاب المقدس ، وتناقصت إلى 4000.
      ومعنى ذلك أن الدكتور القس يثق فيما كتب فى ملوك الأول أكثر مما كتبه سفر أخبار الأيام الثانى ، لذلك عدَّلَ كل افتراضاته ليصبح الناتج يتطابق مع المذكور فى ملوك الأول.
      ونفترض نحن أيضاً ، ربما كان عند سليمان 40000 مذودًا كبيرًا للخيل ، بحيث يسع كل مذود عشرة خيول فيكون الناتج 000 400 مذودًا. وبذلك لا يصدق أىٌ منهما.
      ويقول دكتور فيليب حتى فى كتابه “تاريخ سوريا” ص 206 إن إسطبلات سليمان قد اكتُشِفَت حديثاً حيث كان يضع مركباته مرابط بصفوف مزدوجة يمكن أن تتسع لأربعمائة وخمسين حصاناً ، أى إن الحفريات أثبتت كذب الكتابين.
      وشهد شاهد من أهلهم. وهذا أبلغ رد على المتشدقين بتصديق وشهادة الحفريات وعلم الآثار بصحة الكتاب المقدس!!
      وعند البحث فى التراجم الأجنبية تجد أن معظم التراجم التزمت بما جاء فى النسخة العربية فى ملوك الأول من أن سليمان كان عنده 40000 مذود للخيل ، ما عدا ترجمة ال (BBE) ، فقد غيرتها من تلقاء نفسها إلى 4000 فقط:
      1Ki 4:26 And Solomon had four thousand boxed-off spaces for horses for his carriages, and twelve thousand horsemen. (BBE)
      1Ki 4:26 Solomon had forty thousand stalls of chariot horses and twelve thousand chariot soldiers.
      وقد التزمت طبعة كتاب الحياة والترجمة العربية المشتركة بذكر الأرقام بدون تغيير ، إلا أن طبعة الترجمة العربية المشتركة قد حذفت فى ملوك الأول الفقرات من الفقرة رقم 21 إلى الفقرة رقم 34 من الإصحاح الرابع وأدخلتهم فى الإصحاح الخامس، بحيث تصبح هذه الجملة فى (ملوك الأول 5: 6).
      ومازالت المشكلة قائمة: كم عدد مذاود الخيل التى ذكرها الرب لكاتب هذه الأسفار؟ وما هو المعدود: هل هم مذاود الخيل أم المركبات؟
      &Ucirc;20- كم كان عمر آحاز عندما تزوج؟ وكم كانت مدة حُكمه على أورشليم؟
      فى ملوك الثانى 16: 2 (2كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ.) أى مات عندما كان عمره 36 سنة.
      وفى ملوك الثانى أن حزقيا ابن آحاز 18: 2 (2كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ.) أى لابد أن يكون أنجبه أبوه عندما كان عمره 11 سنة. وعلى ذلك لابد أن يكون أبوه قد تزوج وعمره 10 سنوات. وهذا سن معتاد فيه الزواج فى قديم الزمان. لكن كم كان عمر أمه إذن حين تزوجت بأبيه ابن العشر سنوات؟ فإن كانت أصغر منه بسنتين أو ثلاثة ، فيكون هذا دليل تطبيقى من الكتاب المقدس أن هناك من البنات من ينضجن فى سن صغيرة، ويكن صالحات للزواج. ويكون تهكم المنصرين على زواج الرسول r بالسيدة عائشة ، وهى ابنة تسع سنوات أو أكبر من باب الخداع لكم أنتم.

      تعليق


      • #4
        &Ucirc;21- متى حكم بعشا على يهوذا؟
        (33فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لِآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ بَعْشَا بْنُ أَخِيَّا عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ فِي تِرْصَةَ أَرْبَعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً.) ملوك الأول 15: 33
        (1فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِمُلْكِ آسَا صَعِدَ بَعْشَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَهُوذَا وَبَنَى الرَّامَةَ لِكَيْلاَ يَدَعَ أَحَداً يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا.) أخبار الأيام الثانى 16: 1
        والخطأ واضح جدًا لكل ذى عينين. فأحد النصوص يُحدِّد أن بعشا تولى الملك فى السنة (3) من حكم آسا، ويُحدِّدها الآخر فى السنة (36). إلا أنه فى ملوك الأولى مات بعشا فى السنة 26 من حكم آسا ، فكيف صعد بعشا على ملك إسرائيل فى السنة 36 وهو قد مات من عشر سنوات مضت؟
        وعلى هذا يقول الدكتور القس منيس عبد النور: (المقصود بقوله «السنة السادسة والثلاثين« هو من انفصال عشرة أسباط إسرائيل عن سبطي يهوذا وبنيامين، وقت انقسام مملكة سليمان إلى قسمين: قسم لإسرائيل وقسم ليهوذا. وعليه فتكون السنة 16 من حكم آسا على يهوذا هي السنة 36 من انقسام المملكة. وهكذا جرت حسابات السنين في سفر ملوك يهوذا وإسرائيل وفي سجلات تلك العصور.)
        فى الحقيقة أجهد الدكتور القس نفسه فيما لا طائل منه. فلقد علق مترجموا الكتا ب المقدس للغة الألمانية Einheitsübersetzung أن الأرقام 35 و36 (المذكورة فى أخبار الأيام الثانى 15: 19، والمذكورة فى 16: 1 من نفس السفر هى خطأ من الكاتب ، لأن بعشا مات فى السنة 26 من حكم الملك آسا كما يقول ملوك الأول 16: 8 (8وَفِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ وَالْعِشْرِينَ لِآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ أَيْلَةُ بْنُ بَعْشَا عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي تِرْصَةَ سَنَتَيْنِ.)
        &Ucirc;22- ما عدد الملوك الموكلين لقطع الأشجار والأحجار اللازمة لبناء الهيكل؟
        3300 فى (ملوك الأول 5: 16) (15وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ سَبْعُونَ أَلْفاً يَحْمِلُونَ أَحْمَالاً، وَثَمَانُونَ أَلْفاً يَقْطَعُونَ فِي الْجَبَلِ، 16مَا عَدَا رُؤَسَاءَ الْوُكَلاَءِ لِسُلَيْمَانَ الَّذِينَ عَلَى الْعَمَلِ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ الْمُتَسَلِّطِينَ عَلَى الشَّعْبِ الْعَامِلِينَ الْعَمَلَ.)
        3600 فى (أخبار الأيام الثانى 2: 2) (2وَأَحْصَى سُلَيْمَانُ سَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ حَمَّالٍ وَثَمَانِينَ أَلْفَ رَجُلٍ نَحَّاتٍ فِي الْجَبَلِ وَوُكَلاَءَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ.)
        &Ucirc;23- كم بثاً (حمامًا للإستحمام) كان يسع البحر؟
        2000 (ملوك الأول 7: 26) (26وَسُمْكُهُ شِبْرٌ وَشَفَتُهُ كَعَمَلِ شَفَةِ كَأْسٍ بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ. يَسَعُ أَلْفَيْ بَثٍّ.)
        3000 (أخبار الأيام الثانى 4: 5) (5وَسُمْكُهُ شِبْرٌ وَشَفَتُهُ كَعَمَلِ شَفَةِ كَأْسٍ بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ. يَأْخُذُ وَيَسَعُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ بَثٍّ.)
        &Ucirc;24- كم عدد من عاد من الأسر البابلى من بنى إسرائيل؟
        اتفق كل من سفر عزرا 2: 64 وسفر نحميا 7: 66 أن الذين جاؤوا من بابل بعد السبى إلى أورشليم هم 42360 ، فقد اتفق الإثنان فى حاصل الجمع ، بالرغم من الإختلاف البين فى الأرقام بينهما. فعلى أرقام عزرا يكون حاصل الجمع 29818 ، وعلى أرقام نحميا يكون حاصل الجمع 31089 . فكلاهما مخطىء.
        والعجب أن هذا الجمع الاتفاقى أيضًا غلط على تصريح المؤرخين. فقد قال جامعو تفسير هنرى واسكات ذيل شرح عبارة عزرا: ”وقع فرق كبير فى هذا البا ب والباب السابع من كتاب نحميا من غلط الكاتب“ ولما أُلِّفت الترجمة الإنجليزية صُحِّحَ كثير منه بمقابلة النسخ ، وفى الباقى تُعين الترجمة اليزنانية فى شرح المتن العبرى.
        هكذا يصحح المترجمون ما أخطأ فيه الكتبة ، ثم يُنسَب كله لله!!
        &Ucirc;25- هل أخطأ موحى الكتاب المقدس فأوحى لكاتب سفر أخبار الأيام الأولى أحفاد بنيامين على أنهم أولاده أم أخطأ الكتبة أنفسهم؟:
        (3وَكَانَ بَنُو بَالَعَ أَدَّارَ وَجَيْرَا وَأَبِيهُودَ 4وَأَبِيشُوعَ وَنُعْمَانَ وَأَخُوخَ 5وَحَيْرَا وَشَفُوفَانَ وَحُورَامَ.) أخبار الأيام الأولى 8: 3
        مقارنة بما أوحاه من قبل فى التكوين 46: 21 (21وَبَنُو بِنْيَامِينَ: بَالَعُ وَبَاكَرُ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا وَنَعْمَانُ وَإِيحِي وَرُوشُ وَمُفِّيمُ وَحُفِّيمُ وَأَرْدُ.)
        وكما تلاحظ أن جيرا ونعمان أولاد بالع وأحفاد بنيامين فى أخبار الأيام الأول، بينما هو أبناء بنيامين وأخوة بالع فى سفر التكوين. وفى كلتا الحالتين فينفى الواقع كون هذا الكتاب كتابا مقدسا موحى به من عند الله.
        &Ucirc;26- كم عدد ما قتلهم الرب بسبب نظرهم لتابوته؟
        يقول سفر صموئيل الأول 6: 19: (وضرب [الله] أهل بيتشمس لأنهم نظروا إلى تابوت الرب ، وضرب [الله] من الشعب خمسين ألف رجل وسبعين رجلاً).
        وقد تغير هذا الرقم (50070) في الكثير من الطبعات الأجنبية (الألمانية والإنجليزية) إلى (70) رجلاً فقط لتتناسب مع رحمة الرب فى مخيلتهم .
        وقد جعلتها طبعة Einheitsübersetzung 70 ووضعت الرقم 50000 بين قوسين معكوفين تمهيداً لحذفها أو لإيهام القارىء أنها ليست من وحى الله:
        Er erschlug aus dem Volk siebzig Mann [fünfzigtausend Mann].
        http://theol.uibk.ac.at/leseraum/bibel/1sam1.html#1
        وفى طبعة Elberfelder أقرت الكنيسة أنهم 70 فقط:
        und schlug im Volk siebzig Mann.

        على الرغم من أنها كانت فى طبعة لوثر لعام 1545 (50070):
        Und er schlug des Volks siebzig Mann (fünfzigtausendund siebzig).
        http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=1SAM+6&language=germa...
        ثم غيرت طبعة عام 1912 كلمة الرب وجعلتها 70 فقط:
        Und der HERR schlug unter ihnen siebzig Mann.
        http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1SA+6&nomb&nomo&nomd&bi=luther
        ثم ندم المحرف وعدلها فى طبعة 1914 إلى 50070:
        Und er schlug des Volks siebzig Mann (fünfzigtausendund siebzig).
        http://unbound.biola.edu/results/index.cfm?background=none&read=yes&print=yes&Versi on=german%5Fluthe...
        وتغلب المحرف على وخز ضميره فحرفها مرة أخرى إلى 70 فقط لعام 1984:
        Und der HERR schlug unter ihnen siebzig Mann.
        http://www.bibel-online.net/buch/09.1-samuel/6.html#6,1
        وفى طبعة Schlachter أرجعتها الكنيسة إلى أصلها 50070:
        er schlug n&auml;mlich von dem Volk siebzig Mann, [und] fünfzigtausend Mann.

        وعدلتها ترجمة AMP إلى 70 فقط لتتناسب مع محبة إله المحبة:
        He slew [a]seventy men of them,
        وذكر هذا التعليق عليها:
        1 Samuel 6:19 Most Hebrew manuscripts read 50,070.

        وعلقت فى هامش هذه الترجمة قائلة: إن معظم المخطوطات العبرية تذكرها 50070 ، وأتساءل: فلماذا تركتم الأشهر والأكثر وتمسكتم بالأقل؟
        وأصرت ترجمة KJV أن الرب قتل 50070:
        even he smote of the people fifty thousand and threescore and ten men:

        وعارضتها ترجمة Basic Eng. وdarby بقولها إن الرب قتل 70 فرداً فقط:
        19 But the Lord sent destruction on seventy men [Basic Eng.]

        وفى الوقت الذى تقول فيه ترجمة NKJV إن الرب قتل 50070 ، علقت فى هامشها أن الرب قتل 70 شخصاً فقط ، و50000 من الثيران. وهكذا ظنوا أنه لا يوجد من يقرأ الكتاب المقدس ، فأحلوا وأبدلوا كما يحلوا لهم مصداقًا لقول الله فيهم: (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34
        He struck fifty thousand and seventy men[a] of the people,
        http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=1SAM+6&language=engli...
        وفى الهامش قالت:
        1 Samuel 6:19 Or He struck seventy men of the people and fifty oxen of a man

        وحتى لو قتل الرب خمسين ألفًا من الثيران ، فأين لجان الدفاع عن الحيوان ضد رب الحيوان؟ أين المحبة فى أفعال إله المحبة هذه؟
        وأصرت ترجمة RSV أن الرب قتل فقط 70 فرداً:
        he slew seventy men of them,
        http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1SA+6&nomb&nomo&nomd&bi=rsv
        وكذبتها ترجمة Webster 1833 بأن جعلتها 50070:
        even he smote of the people fifty thousand and seventy men
        http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1SA+6&nomb&nomo&nomd&bi=webster
        أما فى الترجمة العربية المشتركة فقد غير ما ذكرته طبعة فانديك وجعلها 70 رجلاً فقط. ووافقته ترجمة كتاب الحياة والتفسير التطبيقى للكتاب المقدس. أما الترجمة الكاثوليكية دار المشرق 1986 ص471 وترجمة الآباء اليسوعيين لعام 2000 ص533 قد أتيا بنص غريب غير كل التراجم التى مرت من قبل ، فقد قالا: (وضرب الرب أهلَ بيت شمس ، لأنهم نظروا إلى ما فى تابوت الرب ، وقتل من الشعب سبعين رجلاً ، وكانوا خمسين ألفَ رجل.)
        فجملة (وكانوا خمسين ألفَ رجل) وضعوها ليوفقوا بين النسخ التى تذكر مرة 70 ومرة 50070، ولتظهر رحمة الرب الذى قتل 70 رجلاً فقط من بين 50070
        إنها لكارثة بكل المقاييس عزيزى القمص أن يتلاعب هؤلاء الناس بكتاب يسمونه لكم الكتاب المقدس. فهم من كتبوه، وهم من عدلوه، وهم من صححوه، وهم من قدسوه. لقد صدق فيهم قول الكتاب: (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ, وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ, وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ, لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ, رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَلَهُمْ كَذِباً, قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28
        فأجبنى: (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
        (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
        &Ucirc;27- فى أى يوم خرج يهوياكين من السجن؟
        فى اليوم السابع والعشرين: (27وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِسَبْيِ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا، فِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ فِي السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، رَفَعَ أَوِيلُ مَرُودَخُ مَلِكُ بَابِلَ فِي سَنَةِ تَمَلُّكِهِ رَأْسَ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا مِنَ السِّجْنِ)ملوك الثانى 25: 27
        فى اليوم الخامس والعشرين: (31وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِسَبْيِ يَهُويَاكِينَ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ رَفَعَ أَوِيلُ مَرُودَخُ مَلِكُ بَابِلَ فِي سَنَةِ تَمَلُّكِهِ رَأْسَ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا وَأَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ) إرمياء 52: 31
        راجع (إرمياء 52: 31) الترجمة العربية المشتركة تجدهم قد غيروا (الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ) إلى (السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ)!! ولم ينسوا أن يكتبوا على غلاف الكتاب: ”الكتاب المقدس“!
        فى الحقيقة هناك من التناقضات والأخطاء التى تملأ مجلدات دون مبالغة، وقد ذكرت بعضها فى موسوعة أخطاء الكتاب المقدس (البهريز فى الكلام اللى يغيظ)، وأعتذر للقارىء المسيحى عما يكون قد أصابه فى كتابه من خيبة أمل ناتج عن عدم قراءته إياه أو البحث بحيدة فيه!!
        تضارب المخطوطات فى عقيدة القوم يُثبت التحريف:
        إن الترجمة العربية الفاندايك تعتمد على ترجمة الملك جيمس التى نشرت عام 1611م ، واعتمدت هى الأخرى على ترجمة (إيرازموس) التى عملها فى النصف الأول من القرن السادس عشر، وكانت أفضل وأقدم المخطوطات الثمانية التى كانت بحوزته مخطوطة ترجع إلى القرن العاشر. ظهرت بعد ذلك مخطوطات أخرى ترجع للقرن الرابع والخامس، واستخدمت فى ضبط النص المترجم. وظهرت طبعات حديثة تعتمد عليها، ونُقِّحت الطبعات القديمة جزئيًا وتدريجيًا.
        نفت الطبعات الحديثة ألوهية يسوع وبنوته لله وتجسده وأنه يحمل عن البشرية خطيئة حواء، وسوف أكتفى بأمثلة قليلة للتدليل على ذلك. فهناك العديد من هذه الأمثلة التى ستذكر فى كتاب آخر إن شاء الله:
        فعلى الرغم من وجود العديد من النصوص فى العهدين القديم والجديد التى تؤكد أن الله لم يره أحد قط، وأنه لا يُمكن رؤيته، أى لا يمكن تجسُّده: (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 37
        (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. .... 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ.) تثنية 4: 12 ، 15
        وعندما طلب موسى من الله أن يراه، قال له: («لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20 ، ويسوع نفسه لم يحظى بشرف رؤية الله نفسه.
        ويؤكد سفر إشعياء هذا قائلاً: (حقاً أن إله محتجب يا إله إسرائيل) إشعياء 45: 15 ، ويؤكد ذلك المعنى يوحنا قائلاً: (اللهُ لم يره أحد قط) يوحنا 1: 18
        كما أكد عيسى u نفس القول، فقال: (اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) يوحنا 3: 24 فإذا كان الله روح ، ولا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح فإن (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18
        أكرر مرة أخرى: على الرغم من وجود العديد من النصوص التى تؤكد أن الله لم يره أحد قط ، وأنه لا يُمكن رؤيته، أى لا يمكن تجسُّده، تجد ترجمة الفاندايك وبعض الترجمات التى لا تعتمد على أقدم المخطوطات تترجم أن يسوع هو الله الذى ظهر فى الجسد. إلا أنه بالرجوع إلى النسخة السينائية والفاتيكانية والسكندرية التى ترجع للقرنين الرابع والخامس لا نجد هذه العقيدة، بل نجد أن الذى ظهر فى الجسد هو سر التقوى. وبذلك مات الآباء والأجداد على ضلال وكفر تسبب فيه المترجمون أو نسَّاخ آمنوا بعقيدة غير موجودة وحرفوها فى النصوص!! ولو لم نُحسن الظن لقلنا إن القائمين على الكنيسة ونسخ المخطوطات قد قاموا بتغيير المخطوطات الأقدم، تماشيًا مع قرارات مجمع نيقية وعقائده الجديدة، التى طُبِّقت بالحديد والنار!!
        1) تيموثاوس الأولى 3: 16 (16وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، .....) ، فهكذا جاءت فى النص المستلم. إلا أن نسخة نستل ألاند تجعلها صيغة عائمة، غير محددة، فتقولها: (هو ظهر فى الجسد). وبذلك تترك فهم الجملة غير محدد ، فقد يكون الذى ظهر فى الجسد هو يسوع أو ملاك أو كائن آخر روحانى أو السر نفسه. وهو نفس تعاليم الغنوصيين، والعقائد الباطلة. وقد تمت هذه التغييرات فى النسخ الآتية: نسخة إلبرفيلدر المنقحة، ونسخة إلبرفيلدر-CSV، ونسخة لوثر84، والترجمة المتحدة&Ouml;k، و ME ، و GN ، و NFA.
        وصيغة هذا النص الأخير المنقح تستند إلى مخطوطات قليلة، فهو عند نستل ألاند، ومخطوطات مكتوبة بحروف كبيرة ترجع إلى ما بين القرنين الرابع والتاسع، بينهم السينائية، والقليل من المخطوطات المكتوبة بحروف صغيرة، والتى ترجع إلى ما بين القرنين التاسع والثانى عشر.
        وأضع للقارىء هذا النص من عدة تراجم ليعلم مدى التلاعب بالكتاب المقدس، فالبعض منهم قالها صراحة إن (الله ظهر فى الجسد) ، والبعض قالها إن الذى ظهر فى الجسد هو (المسيح) ، وآخرون جعلوا الذى ظهر هو (سر التقوى)!!
        فكل هذه التراجم جعلت الذى ظهر فى الجسد هو الله:
        (Webster), (YLT), (MKJV), (LITV), (KJVR), (KJV+), (KJV-1611), (KJVA), (KJV), (Darby), (EMTV), (Bishops), (ALT)
        (KJV) And without controversy great is the mystery of godliness: God was manifest in the flesh, ……….
        وقالت نسخ أخرى أن الذى ظهر فى الجسد هو يسوع نفسه (CEV),(WNT):
        (CEV) Here is the great mystery of our religion: Christ came as a human. The Spirit proved that he pleased God, and he was seen by angels. Christ was preached to the nations. People in this world put their faith in him, and he was taken up to glory.
        (WNT) And, beyond controversy, great is the mystery of our religion-- that Christ appeared in human form, and His claims justified by the Spirit, was seen by angels and proclaimed among Gentile nations, was believed on in the world, and received up again into glory.
        ومنهم من ترك الموضوع معلقًا، وذكر أن (هو) الذى ظهر فى الجسد، وكتبها بحروف كبيرة مشيرة بذلك إلى الله:(ASV), (BBE), (ESV), (GW)
        (ASV) And without controversy great is the mystery of godliness; He who was manifested in the flesh,
        ومنهم من ذكر أن (هو) الذى ظهر فى الجسد، وكتبها بحروف صغير مثل:
        (ISV) By common confession, the secret of our godly worship is great: In flesh was he revealed to sight, Kept righteous by the Spirit's might, Adored by angels singing. To nations was he manifest, Believing souls found peace and rest, Our Lord in heaven reigning!
        ومنهم من ذكر أن (الذى) هو الذى ظهر فى الجسد، وهى تشير بذلك إلى سر التقوى: (DRB), (Geneva), (Murdock)
        (DRB) And evidently great is the mystery of godliness, which was manifested in the flesh, was justified in the spirit, appeared unto angels, hath been preached unto the Gentiles, is believed in the world, is taken up in glory.
        وأقرت ترجمة الآباء اليسوعيين أن الذى ظهر فى الجسد هو سر التقوى: (ولا خِلافَ أَنَّ سِرَّ التَّقْوى عَظيم: ((قد أُظهِرَ في الجَسَد وأُعلِنَ بارّاً في الرُّوح وتَراءَى لِلمَلائِكَة وبُشِّرَ به عِندَ الوَثَنِيِّين وأُومِنَ بِه في العالَم ورُفِعَ في المَجْد)).)
        وأقرت الترجمة العربية المشتركة أيضًا أن الذى ظهر فى الجسد هو سر التقوى: (ولا خِلافَ أَنَّ سِرَّ التَّقْوى عَظيم: ((الذى ظهِرَ في الجَسَد وتبرَّر في الرُّوح شاهدته اِلمَلائِكَة، كان بشارة للأمم، آمن به العالم، ورَفعَهُ اللهُ في المَجْد)).)
        وبذلك تلغى التراجم العربية الحديثة تجسُّد الرب أو اعتبار يسوع هو الله!!
        وكذلك اختلفوا فى التراجم بسبب اختلاف المخطوطات ، واختلفت المخطوطات لاختلاف عقائد رجال الكنيسة الأول، والنسَّاخ. فهل هذه الاختلافات من الرب؟ ألا يُثبت ذلك عندك عزيزى المسيحى التحريف، وتخلى الرب عن حفظ هذا الكتاب؟
        * * *

        2) تقول الفاندايك: (30فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ) أعمال الرسل 2: 30
        وتقول الترجمة اليسوعية: (على أَنَّه كانَ نَبِيًّا وعالِمًا بِأَنَّ اللهَ أَقسَمَ له يَمينًا ليَقُيمَنَّ ثَمَرًا مِن صُلْبِه على عَرشِه)
        وتقول الترجمة العربية المشتركة: (وكانَ نَبِيًّا فَعَرَفَ ِأَنَّ اللهَ حَلَفَ له يَمينًا أَنَّ من نَسْلِهِ يُقيمُ مَنْ يستَوى على عَرشِه)
        فقد شطبت الترجمتان عبارة (الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَد) لأنها غير موجودة فى أقدم المخطوطات، وبذلك فهو فى هذه المخطوطات لم يكن الإله المتجسِّد.
        ويرى رودولف إيبرتهويزر أن شطب نستل ألاند لقول الكتاب (الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَد) يلغى إشارة هامة لتجسُّد الإله. وذلك بناءً على حذف السينائية والفاتيكانية ، و(4) مخطوطات يدوية أخرى لها.
        ألا يدل هذا على أن كتبة هذه المخطوطات كانوا لا يؤمنون بتجسُّد الإله؟
        وعلينا هنا أيضًا ألا ننسى أى كلمة (من صُلبه) هى فى الأصل (من منيِّه)، الأمر الذى يُخالف كل منطق وكل عقل أن يكون للرب منى يخرج منه المسيح من نطفة داود ومنيَّه، الأمر الذى جعل من يخرج علينا اليوم ويُثبت زواج يسوع وتناسله: (الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ) رومية 1: 3
        وسوف أسرد لك بعض التراجم التى تؤكد هذه الترجمة على النت ومواقعها تسهيلا على الباحث، مع الأخذ فى الاعتبار أنه لم تجرؤ ترجمة عربية على ترجمة الفقرة هكذا (الذى جاء من منى أو نُطفة داود) كما جاءت فى تراجم أخرى:
        über seinen Sohn, (der aus dem Samen Davids gekommen (Eig. geworden) ist dem Fleische nach
        http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_elberfelder_1871_...
        über seinen Sohn, (der aus dem Samen Davids gekommen ist dem Fleische nach,
        http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_elberfelder_1905_...
        ونفس ترجمة Elberfelder الألمانية التى أبقت على هذه الترجمة الحرفية فى طبعاتها عام 1871 وعام 1905 ، ووافقته ترجمة Luther لعام 1945، وترجمة Schlachter لعام 1951 .
        http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=10
        http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_schlachter_1951_u...
        إلا أن ترجمة Elberfelder غيرتها فى طبعاتها الحديثة إلى (الذى جاء من نسل داود) بدلاً من (الذى جاء من منى أو نُطفة داود)، وطبعًا السبب معروف.
        über seinen Sohn, der aus der Nachkommenschaft Davids gekommen ist dem Fleische nach
        http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=54
        أما بالنسبة للتراجم الإنجليزية ، فكان شأنها شأن التراجم الألمانية ، فمنها من أقر قول أصول نص الكتاب: (الذى جاء من منى أو نُطفة داود)، ومنهم من غيرها إلى من نسل داود:
        concerning his Son, who was born of the seed of David according to the flesh, (ASV)
        http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=as v&Book=45N&from_chap=1...
        http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=16
        http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=do uay_rheims_ucs2&Book=4...
        http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=48
        http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?RMR+1&nomb&nomo&nomd&bi=kjv
        http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=50
        http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?RMR+1&nomb&nomo&nomd&bi=webster
        http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=we b&Book=45N&from_chap=1...
        http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=53
        http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?RMR+1&nomb&nomo&nomd&bi=ylt
        وحتى لا يشك إنسان أن السبب فى هذه اللخبطة هم المترجمون ، فأنا أؤكد لهم أن السبب فى هذا التشويش هو أن اللفظة اليونانية هى كلمة (الحيوان المنوى)، لذلك تحايلوا على ترجمتها، ومنهم من آثر الحق، ولو على ما يؤمن به. وإليك النسخ اليونانية التى ورد فيها لفظة الحيوان المنوى:


        περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυιδ κατα σαρκα

        περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαβιδ κατα σαρκα

        περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυειδ κατα σαρκα

        περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυιδ κατα σαρκα

        وهى تعنى أيضًا منى الرجل والزرع والنسل الفعلى الذى يأتى من زواج الرجل بالمرأة ومعاشرتها معاشرة الأزواج ، ومثل هذا أتى فى متى 22: 24-25، ولقد جاءت 44 مرة فى العهد الجديد فى 41 آية ، وهى تحت رقم 4690:
        4690. sperma (sper'-mah) from speiro; something sown, i.e. seed (including the male "sperm"); by implication, offspring; specially, a remnant (figuratively, as if kept over for planting)
        وتجدها فى موقع: http://scripturetext.com/romans/1-3.htm
        ومن موقع آخر للمخطوطات اليونانية تجد الكلمة اليونانية والترجمة الإنجليزية بجوارها ، ونطقها اليونانى تحتها:
        http://www.scripture4all.org/OnlineInterlinear/NTpdf/rom1.pdf
        ويمكنك فى البحث فى معانيها فى هذا الموقع:
        http://www.blueletterbible.org/cgi-bin/words.pl?book=Rom&chapter=1&verse=3&strongs=4690&p age=
        ولطالما كان يسوع من نسل داود فهو ليس الله ، لأن الله لم يلد ، ولم يولد ، ولك يكن له كفواً أحد. أى ليس له نسل.
        * * *

        3) مرقس 1: 1 (1بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ)
        ووافقته الترجمة العربية المشتركة وترجمة الآباء اليسوعيين على هذه الترجمة. وقد حذفت عبارة (ابْنِ اللَّهِ) من نسخة نستل ألاند الطبعة الخامسة والعشرين ، وأرجعتها الطبعة السادسة والعشرين إلى النص، ولكن بين قوسين، أى اعتبرتها غير حقيقية، وذلك بناءً على عدم وجودها فى المجلد السينائى وبعض المخطوطات القديمة التى ترجع إلى ما بين القرن الرابع والتاسع. وكذلك توجد عند أوريجانوس، وحذفتها نسخة إلبرفيلدر المنقحة [الطبعة الأولى]، ونسخة لوثر لعام 56 ، وذكرت فى نسخ أخرى ولكن فى هامش الصفحة السفلى، مثيرًا بذلك الشك فى وحى الرب. وبذلك حذفوا نصًا كان يُشير إلى بنوة يسوع لله!!
        * * *

        4) يوحنا 6: 69 (69وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ)، وقد حذف نستل ألاند هذا التصريح، الذى وضع على لسان بطرس ووادعوا زورًا وبُهتانًا أن يسوع استحسنه. متناسين أن أول من نادى بأن يسوع هو المسِّيِّا ابن الله كانوا الشياطين، وأخرصهم يسوع، ولم يدعهم يتكلمون، لأنهم أرادوا تضليل الشعب: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
        ووافقت الترجمة اليسوعية والترجمة العربية المشتركة على هذا الحذف، معتبرين يسوع عبد الله ورسوله. ويتضح هذا أكثر فى اعتراف الترجمة اليسوعية أن يسوع عبد الله: (إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) أعمال الرسل 3: 13
        و(26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه) أعمال الرسل 3: 26
        و(27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) أعمال الرسل 4: 27
        و(30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع) أعمال الرسل 4: 30
        فقد قالت اليسوعية عن نص يوحنا : (69ونَحنُ آمَنَّا وعَرَفنا أَنَّكَ قُدُّوسُ الله)).)
        وقالتها الترجمة المشتركة: (69ونَحنُ آمَنَّا بِكَ وعَرَفنا أَنَّكَ أَنْتَ قُدُّوسُ الله)).)
        وذلك يُلغى قول الملاك لمريم أنه سيُدعى ابن الله: (35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.) لوقا 1: 35
        والغريب فى تأويل بعض رجال الدين فى هذه النقطة أن يسوع لم يرد أن تُعلن الشياطين هذه الحقيقة فى هذا الوقت بالذات. وتناسوا أنهم بهذا الهراء يرفعون الشياطين لدرجة أعلى من مستوى الرب فى الذكاء والحرص والإدارة. حيث علموا مراد الرب وتفكيره ، ولم يتمكن من إدارة ملكوته بحرص ، ولم يتمكن من ستر ما يريد إخفائه عنهم ، ولأنهم شياطين فضحوا الرب.
        وليس هذا بجديد على فكر اليهود ، فقد وصفوا الرب وملائكته بالخيبة الأزلية ، وجعلوهم من الفاشلين، حيث اجتمع الرب وملائكته للتباحث فى أمر بجد عظيم: لقد اجتمعوا للبحث عن كيفية إغواء أخاب ، لينتقم الرب منه ، وفشلت الملائكة ، ولم يُعجب الرب حلاً من الحلول المقترحة من الملائكة، ولم يقترح هو حلا، إلى أن فوجىء باجتماع الشيطان معهم. وهنا ظهر الشيطان حلال المشاكل، الذى علم بفشل الرب وملائكته فى هذه المشكلة، ولا تسأل أو تتساءل كيف علم الشيطان بموعد الإجتماع، ولا بمكانه، ولا جدول أعمال الرب، فقد فرض الشيطان نفسه على الحاضرين، واقترح اقتراحًا لم يخطر ببال الرب، ولا على فكر ملائكته، فقرر أن يجعله يكذب!! وأُعجب الرب بهذه الحيلة ، أكرر أُعجب الرب بالكذب، الذى لم يخطر على باله، وتعاون مع الشيطان على الإثم والعدوان: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.)ملوك الأول 22: 19-22
        وقد حذف نستل عبارة (المسيح ابن الله الحى) على الرغم من وجوده فى متى 16: 16 على لسان بطرس، ومرقس 8: 29 ، ولوقا 9: 29، واستبدل نستل ألاند فقرة لوقا هذه بالنص التالى: (أنك أنت قدوس الرب). وهذا قول يتفق مع عقائد الأريوسيين والغنوصيين، الذين يؤمنون بكون عيسى u عبد الله ورسوله. وبهذا يتفق أيضًا مع الترجمة اليسوعية فى ذكرها أن عيسى u عبد الله.
        أما أساس التنقيح والتعديل هذا هو سبع شهادات منها البردية 75، والسينائية، والفاتيكانية، والمخطوطة D (واستعيرت أيضًا من إلبرفيلدر، وإلبرفيلدر المنقحة، وإلبرفيلدر-CSV ، ولوثر84، والمتحدة-&Ouml;k ، وال GN.
        * * *

        5) يوحنا 9: 35 (35فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟»)
        تستبدل نسخة نستل ألاند قول يسوع: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟» بقوله: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ الإنسان؟»، ويتسند نستل ألاند فى هذا التغيير على ستة شواهد وهى: البردية 66، والبردية 75، والسينائية، والفاتيكانية واثنين من المخطوطات ذات الأحرف الكبيرة التى ترجع إلى ما بين القرنين الرابع والتاسع.
        وأخذت بهذا التغيير نسخة إلبرفيلدر المنقحة (الطبعة الثانية)، ولوثر84، وزيوريخ، وGN و HFA و والمتحدة-&Ouml;k وأيضًا إلبرفيلدر-CSV . وحذفوا أيضًا الجملة رقم 38 والتى تشير إلى سجود شخص أمامه دون أن ينتهره يسوع على ذلك: (38فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ». وَسَجَدَ لَهُ.).
        وقد استبدلتا الترجمة اليسوعية والترجمة العربية المشتركة أيضًا «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟» بقوله: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ الإنسان؟»، ولكنهما أبقتا على سجود الرجل أمامه. وبذلك لم يتبعا السينائية إلا فى الجملة (36)، واتبعا النص المستلم فى الجملة (38). فما هو المعيار الذى يسيرون عليه فى الترجمة؟ إنهم لا يريدون أن يقوموا بكل التغيير اللازم مرة واحدة، خوفًا من نفوذ الكنائس والأشخاص المؤلهين ليسوع!
        * * *

        6) أعمال الرسل 8: 37 (37فَقَالَ فِيلُبُّسُ: «إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ». فَأَجَابَ: «أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ».)
        ووضعت الترجمة العربية المشتركة هذه الجملة بين قوسين معكوفين ، وبالتالى فقد أعدتها جملة تعليقية وليست من وحى الرب. وعلقت فى الهامش السفلى للصفحة أن ”هذه الآية لا ترد فى معظم المخطوطات القديمة.“
        وكانت ترجمة الآباء اليسوعيين أكثر جرأة من كل التراجم، فحذفتها فى طبعتها لعام 2000 ولم تنوِّه على ذلك، ولكنها بعد الجملة (36) كتبت الجملة (38) كالآتى: (36 وبَينَما هُما سائِرانِ على الطَّريق، وَصَلا إِلى ماء، فقالَ الخَصِيّ: ((هذا ماء، فما يَمنَعُ أَن أَعتَمِد؟ )). 38 ثُمَّ أَمَر بِأَن تَقِفَ المَركَبَة، ونَزَلا كِلاهُما في الماء، أَي فيلِيبُّس والخَصِيّ، فعَمَّدَه.). وبذلك حذفوا دليلا آخرًا على بنوة يسوع لله.
        * * *

        7) تقول نسخة الفاندايك فى رؤيا يوحنا 1: 11: (11قَائِلاً: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ. وَالَّذِي تَرَاهُ اكْتُبْ فِي كِتَابٍ وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: إِلَى أَفَسُسَ، وَإِلَى سِمِيرْنَا، وَإِلَى بَرْغَامُسَ، وَإِلَى ثَِيَاتِيرَا، وَإِلَى سَارْدِسَ، وَإِلَى فِيلاَدَلْفِيَا، وَإِلَى لاَوُدِكِيَّةَ».)
        ومن الملاحظ أن الترجمتين القادمتين قد حذفتا عبارة (أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ)، التى يتخذها البعض دليل على ألوهية يسوع!! وبالتالى فقد أسقطتا دليلا من أدلة تأليه يسوع وأزليته عندهم!!
        فتقول الترجمة اليسوعية: (11 يَقول: ((ما تَراه فأكتُبْه في كِتابٍ وأبعَثْ بِه إِلى الكَنائِسِ السَّبعِ الَّتي في أَفَسسُ وإِزْمير وبَرغامُس وتِياطيرة وسَرْديس وفيلَدِلْفِيَة واللاَّذِقِيَّة)).)
        وتقول الترجمة العربية المشتركة: (11 يَقول: ((أكتب ما تَراه في كِتابٍ وأرسله إلى الكَنائِسِ السَّبعِ في أَفَسسُ وسميرنة وبَرغامُس وتثياتيرة وسَارْديس وفيلَادِلْفِيَة ولاودِقِيَّة)).)
        * * *

        8) وفى أفسس تقول 5: 30 فى نص الفاندايك (30لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ.)
        وتقول الترجمة اليسوعية: (30فنَحنُ أَعْضاءُ جَسَدِه.)
        وتقول الترجمة العربية المشتركة: (30ونَحنُ أَعْضاءُ جَسَدِ المسيح.)
        ونلاحظ من هاتين الترجمتين حذفهما لجزء من الفقرة المقدسة الموحى بها من الرب: (مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ.)، وكذلك حذفتها طبعة نستل ألاند فى نسخته على الرغم من أهميتها لتأكيد فكرة التجسُّد عند القائلين بتجسُّد الإله.
        واستند نستل ألاند فى هذا الحذف على عدم وجودها فى النسخة السينائية والفاتيكانية، وتسع مخطوطات يدوية أخرى. وقد حذفتها أيضًا الطبعات الآتية: إلبرفيلدر المنقحة، ولوثر84، وMe، وGN، والمتحدة&Ouml;k، بينما وضعتها إلبرفيلدر، وإلبرفيلدرCSV بين قوسين.
        * * *

        9) (9وَأُنِيرَ الْجَمِيعَ فِي مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.) أفسس 3: 9
        وذكرتها الترجمة اليسوعية بعد أن حذفت أن الخلق يتم بيسوع، فقالت: (9وأُبَيِّنَ كَيفَ حُقِّقَ ذلِك السِّرُّ الَّذي ظَلَّ مَكتومًا طَوالَ الدُّهورِ في اللَّهِ خالِقِ جَميعِ الأَشياء)
        كما حذفت الترجمة العربية المشتركة أن الخلق يتم بيسوع، فقالت: (9ولأُبَيِّنَ لجميعِ النَّاسِ تدبير ذلكَ السِّرُّ الَّذي بَقِىَ مَكتومًا طَوالَ العصورِ في اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شىءٍ)، وبذلك أسقطت المخطوطات الأقدم والتراجم الأمدث جزءًا آخرًا من ألوهية يسوع المزعومة.
        فطبعة فاندايك تتبع النص المستلم، الذى ذكرت فيه أن خلق كل شىء يتم من خلال يسوع. وقد أسقط نستل ألاند قوله (بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ)، وشاركه فى ذلك الترجمة العربية المشتركة ، وترجمة الآباء اليسوعيين، ونسخة إلبرفيلدر، وإلبرفيلدر المنقحة، وإلبرفيلدرCSV، ولوثر84، والمتحدة&Ouml;k، وآخرون.
        * * *

        10) (13أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.) فيليبى 4: 13
        وذكرتها الترجمة اليسوعية بعد أن حذفت أن القوة لا تتم إلا بيسوع، فقالت: (13 أَستَطيعُ كُلَّ شيَءٍ بِذاكَ الَّذي يُقوِّيني.)
        كما حذفت الترجمة العربية المشتركة أن يسوع يمكنه أن يمنح القوة لشخص ما، فقالت: (13وأنا قادر على تحمل كل شىء بالذى يقوينى)
        وفى هذا تغيير كبير للعقيدة، حيث قاموا بإلغاء كون القوة والتقوية تأتى من المسيح، ونسبوها للرب. لقد أسقط نستل ألاند كلمة (المسيح)، وشواهده على ذلك المجلد السينائى والفاتيكانى، ونسخة بيزا، والغنوصى أكليمندس السكندرى، كما حذفته الطبعات الآتية: لوثر84، وإلبرفيلدر، وإلبرفيلدر المنقحة، وإلبرفيلدرCSV، وMe، والمتحدة&Ouml;k، وGN.
        * * *

        11) (10وَأَمَّا أَنْتَ فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟ أَوْ أَنْتَ أَيْضاً لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟ لأَنَّنَا جَمِيعاً سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ) رومية 14: 10
        ومعنى هذا أن أصحاب النص المستلم يؤمنون أن يسوع هو الديَّان، وخالفهما نستل ألاند ومن اهتدى بهديه ، وجعل الديَّان هو الله تعالى. لذلك لقد حذف نستل ألاند والطبعتان العربيتان عبارة (كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ) واستبدلاها بعبارة (كمحكمة الله).
        وتقول فيها الترجمة اليسوعية بعد أن حذفت (كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ) ، فقالت: (10فَما بالُكَ يا هذا تَدينُ أَخاكَ؟ ومما بالُكَ يا هذا تَزدَري أَخاكَ؟ سَنمثُلُ جَميعًا أمامَ مَحكَمَةِ اللّه.)
        كما حذفت الترجمة العربية المشتركة (كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ) ، فقالت: (10فكيف يا هذا تُدين أخاك؟ وكيف يا هذا تحتقر أخاك؟ نحن جميعًا سنقف أمام محكمة الله.)
        ويرى رودولف إيبرتهويزر أن هذا التغيير يشوبه التعسُّف ويعتريه التناقض مع ما ذكره يوحنا من قبل فى الإنجيل المنسوب إليه (22لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ. 23لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.) يوحنا 5: 22-23
        ويرى أن إعطاء الرب الدينونة ليسوع كان بسبب أن يقدس الناس الابن، فيتقدس الآب بهذا العمل. وهذا يعنى أن الأب بمفرده غير قابل للتقديس إلا عن طريق الابن. وبذلك فقد رفع الابن مكانة أعلى من الآب، على الرغم من اعتراف يسوع أن الآب أعظم منه: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
        وقد يعنى أن الآب يتحايل على مخلوقاته، لكى يقدسوا الابن، حيث يرى الآب أنه لن يقدسوا الابن إلا عن هذا الطريق. وبما أنهم أهانوا الابن وبصقوا فى وجهه، وأعدموه، فقد أثبت هذا فشل الرب فى فكره وفى تخطيطه، وبالتالى تسقط أيضًا ألوهيته. ناهيك عن هذا المخطط الذى رسمه الآب للابن لا يعنى إلا انفصال الاثنين، وبالتالى يسقط قانون الإيمان الذى ينادى بالاتحاد التام بين الثالوث!!
        ولطالما أن يسوع هو رسول الله، وأن الله هو الذى أرسله، فلا يمكن أن يكون يسوع أعظم من مرسله: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ) يوحنا 14: 16
        والذى يواصل القراءة يُدرك أن يسوع لا يدين أحد، بل يُعلن ضعفه، وعدم قدرته أن يفعل شيئًا من نفسه، وأنه لا يطلب ولا يعمل إلا مشيئة الله، الذى أرسله: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30، فعل أى أساس استحق أن يكون هو الديَّان، وهو لا يعرف إلا ما يسمعه، أى ليس بعلاَّم الغيوب؟
        وعلى ذلك فلو أوكل له عمل الدينونة لكان فاشلا فى هذا العمل!!
        بل رفض إدانة المرأة الزانية التى جاءه اليهود بها وهم شهود عليها: (11فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً».) يوحنا 8: 11
        وقال أيضًا: (15أَنْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ تَدِينُونَ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ أَدِينُ أَحَداً. 16وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 8: 15-16، ولعل القارىء لاحظ أنه لا يدين، وإن دان أحد فهو ليس بمفرده، بل يفعل ما يُمليه عليه الله تعالى. ومثل هذا لا يكون ديَّان، لأن الديَّان يعلم الغيب، حتى لا يخدعه أحد.
        بل إن شهادته لا يُعتد بها، ولا بد له من شهادة آخر معه، فبما استحق أن يكون هو الديَّان؟ (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً. 32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ.) يوحنا 5: 31-32
        (17وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ. 18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».) يوحنا 8: 17-18
        وقال إن الدينونة لله تعالى: (47وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ. 48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ) يوحنا 12: 47-48
        وذلك يُثبت خطأ النص المستلم ، وتهافت عقيدة متبعيه!!
        ويستند نستل ألاند فى تغييره هذا على (7) مخطوطات ذات الحروف الكبيرة، والتى ترجع إلى مابين القرنين الرابع والتاسع، على الرغم من أن أغلبية المخطوطات تؤكد قراءة النص المستلم، الذى أثبتنا خطأه. وتابع نستل ألاند فى هذا الحذف نسخة إلبرفيلدر، وإلبرفيلدر المنقحة ، وإلبرفيلدرCSV، ولوثر84، وMe، والمتحدة&Ouml;k، وGN وزيوريخ وHFA.
        وفى الكثير جدًا من فقرات الكتاب المقدس يحذف نستل ألاند من النص المستلم كلمات (الرب) ولقب (المسيح) ولقب (سيد) من ترجمته. فعلى سبيل المثال يقول النص المستلم (51قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَفَهِمْتُمْ هَذَا كُلَّهُ؟» فَقَالُوا: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ».) متى 13: 51، ويقول نص نستل ألاند متمثلا فى الترجمة اليسوعية: (51أفهمتم هذا كله؟ قالوا له: ”نعم“.)
        * * *

        تعليق


        • #5
          12) وفى لوقا 24: 12 (12فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى الْقَبْرِ فَانْحَنَى وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا فَمَضَى مُتَعَجِّباً فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ.) أسقط نستل ألاند تقريرًا هامًا عن شهادة بطرس، ووصفها بأنها غير موحى بها. وذلك على الرغم من أن هذه الفقرة توجد فى كل المخطوطات ما عدا مخطوطة بيزا (D) ، لذلك أسقطها نستل ألاند فى طبعته الخامسة والعشرين، كما أسقطتها نسخة زيوريخ. ووصفت فى عدة نسخ بأنها قد تكون غير حقيقية، فقد وضعتها نسخة Me، ونسخة لوثر56 بين قوسين، وانتقدتها النسختان إلبرفيلدر المنقحة والمتحدةOk فى هامش الصفحة السفلى.
          وعلَّقت الترجمة المشتركة عليها فى هامشها قائلة: (لا نجد هذه الآية فى بعض المخطوطات). إلا أن الترجمة اليسوعية ذكرتها ولم تعلق عليها!!
          * * *

          13) أما بصدد لوقا 24: 51 (51وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ.)، فتسقطه هذه المرة المخطوطة بيزا والمجلد السينائى، وقد أسقط نستل ألاند فى طبعته الخامسة والعشرين هذه الجملة، التى نجدها فى كل شواهد النصوص الأخرى. كما وضعتها Me ، ولوثر56 بين قوسين ، أما النسخة المتحدة&Ouml;k فقد علقت عليها فى هامش الصفحة تعليقًا نقديًّا!!
          وتسقط المخطوطة بيزا الفقرة 52، ولذلك أسقطها نستل ألاند أيضًا فى طبعته الخامسة والعشرين. وكذلك أسقطها لوثر56 من ترجمته، وتقول هذه الفقرة: (52فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ)، الأمر الذى يجعله يعلن فى صراحة أن هناك بعض المخطوطات كان لا يؤمن ناسخوها وكنائسهم من ورائهم بألوهية يسوع، هذا لو جاز اعتبار السجود من عبد لعبد تأليهًا له.
          إلا أن نستل ألاند فى طبعته السادسة والعشرين قد تراجع فى هذا الحذف بصورة صامتة لا تلفت الأنظار فى هذا الحذف الشنيع.
          فعن طريق حذف مرقس 16: 9-20 ، وحذف لوقا 24: 51 تحذف المخطوطة السينائية من العهد الجديد اثنين من الشواهد المباشرة الحيوية لصعود يسوع إلى السماء. والشاهد الثالث على رحلة الصعود هو أعمال الرسل 1: 9-11، ويحذفها أيضًا مجلد بيزا من الفقرة 11، التى تقول: (إِنَّ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ).
          وشاهد ثالث على رحلة الصعود إلى السماء هى الفقرة يوحنا 16: 16، وتحذفه أيضًا الأناجيل المنقحة الحديثة: (16بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ تُبْصِرُونَنِي ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً تَرَوْنَنِي لأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الآبِ».)
          * * *

          14) أما بالنسبة لمتى 18: 11 والتى تقول فى طبعة الفاندايك (11لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.)
          وحذفتها الترجمة العربية المشتركة وذلك بأن وضعتها بين قوسين معكوفين [ ] وعلقت عليها فى هامشها قائلة: (هذه الآية لا ترد فى معظم المخطوطات القديمة. رج لو 19: 10). وعلى القارىء أن يلاحظ أنها تقول إن هذه الآية لا ترد فى (معظم) المخطوطات القديمة، وسيذكر هامش ترجمة الآباء اليسوعيين أن هذه الجملة لا ترد مُطلقًا فى جميع المخطوطات. وعلى ذلك فإن الترجمة العربية المشتركة تكذب لتتجمَّل!!!
          وكذلك حذفته ترجمة الآباء اليسوعيين لعام 2000 من النص نهائيًا، وعلقت أيضًا فى هامشها قائلة: (فإن هذه الآية لا ترد فى جميع المخطوطات (راجع لو19/10))
          كذلك حذف نستل ألاند هذه الفقرة بناءً على عدم وجودها فى السينائية والفاتيكانية ومخطوطتين من المخطوطات ذات الأحرف الكبيرة، التى ترجع إلى ما بين القرنين الرابع والتاسع، وكذلك بسبب عدم وجودها فى بعض المخطوطات التى ترجع إلى ما بين القرنين التاسع والثانى عشر، وعدم وجودها فى كتابات أوريجانوس. ولذلك حذفتها أيضًا طبعة لوثر84 و Me، والمتحدة&Ouml;k، و GN.
          وعلى ذلك فإن رودولف إبرتسهويزر يكذب ، ويدعى أنها غير موجودة فى هذه النسخ فقط ، أو تفترى الترجمة اليسوعية لعام 2000 وتدعى أن هذه الآية لا ترد فى (جميع المخطوطات). الأمر الذى يتسبب بصراحة ويُسر فى فقدان الثقة فى هؤلاء الناس القائمين على ما يسمونه الكتاب المقدس. فلو كانوا بالفعل هذا الكتاب كتاب الله ، وتعهَّد الله بحفظه ، لما حدث له كل هذا التحريف ، ولما لعبوا به تحت مسمَّى الروح القدس!!!
          أما بالنسبة للوقا 9: 55-56 والتى تقول (55فَالْتَفَتَ وَانْتَهَرَهُمَا وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا! 56لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ». فَمَضَوْا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.)
          وقد حذقتها الترجمة العربية المشتركة وذكرت فقط (55فالتفت يسوع وانتهرهما. 56فَسَارَُوْا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.)، وعلقت فى هامشها أنه (ورد فى بعض المخطوطات بعد انتهرهما) ثم ذكر نص الفاندايك.
          وحذفتها الترجمة اليسوعية لعام 2000 ، وذكرت فقط (55فالتفت يسوع وانتهرهما. 56فَمَضَوْا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.) دون أن تعلق فى هامشها على هذا الحذف ولا سببه!!
          كما حذفها نستل ألاند بناءً على عدم وجودها فى بضعة مخطوطات يدوية مصرية، من بينها السينائية والفاتيكانية. وتبعتها النسخ الآتية فى هذا الحذف: إلبرفيلدر، وإلبرفيلدر المنقحة، وإلبرفيلدرCSV، ولوثر84، و Me.
          * * *

          15) وفى كولوسى 1: 14 (14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا،) ، وقد حذفت الترجمة العربية المشتركة والترجمة اليسوعية 2000 كلمة (بدمه) وذكرتاه كالآتى: (فكان لنا فيه الفداء، أى غفران الخطايا)
          وقد حذف نستل ألاند من النص المستلم عبارة (بدمه)،وتبعه فى هذا الحذف أيضًا إلبرفيلدر، وإلبرفيلدر المنقحة، وإلبرفيلدرCSV، ولوثر84، والمتحدة&Ouml;k، و Me.
          * * *

          16) ويقول رودولف إبرتسهويزر: (لقد حذف نستل ألاند مرتين من التعاليم الإنجيلية عبارة هامة تتعلق بالخلاص، حيث عانى يسوع المسيح من أجلنا ، وفدانا بدمه. متبعًا فى ذلك النص السينائى والفاتيكانى، والغنوصى أكليمندس السكندرى.) منها كورنثوس الأولى 5: 7 (7إِذاً نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ لِكَيْ تَكُونُوا عَجِيناً جَدِيداً كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا.)
          وتقول الترجمة اليسوعية: (7طَهِّروا أَنفُسَكُم مِنَ الخَميرةِ القَديمة لِتَكونوا عَجينًا جَديدًا لأَنَّكُم فَطير. فقَد ذُبِحَ حَمَلُ فِصْحِنا، وهو المسيح.)
          وتقول الترجمة العربية المشتركة: (فَتَطَهَّرُوا مِنَ الخَميرةِ القَديمَةِ، لتَصيرُوا عَجينًا جديدًا، لأنَّكم فَطيرٌ لا خَميرَ فيه، فَحَمَلُ فِصْحِنا ذُبِحَ ، وهو المسيح)
          والملاحظ أن الترجمتين السابقتين قد حذفتا مثل نستل ألاند كلمة (لأَجْلِنَا). وتبعه فى ذلك نسخة إلبرفيلدر، وإلبرفيلدر المنقحة، وإلبرفيلدرCSV، ولوثر84، وزيوريخ، و GN و(الرجاء للجميع) والمتحدة&Ouml;k.
          والنص الثانى فى رسالة بطرس الأولى 4: 1 (1فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهَذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ،)
          لقد حذف نستل ألاند قول (لأَجْلِنَا) متبعًا فى ذلك البردية52 والفاتيكانية وأربع مخطوطات يدوية أخرى. ويتبغع نفس النسخ المذكورة أعلاه، باستثناء (الرجاء للجميع) وإلبرفيلدر ، وإلبرفيلدرCSV، حيث وضعاها بين قوسين.
          وتحذفها الترجمة اليسوعية أيضًا: (1أَمَّا وقَد تأَلَّمَ المسيحُ في جَسَدِه، فتَسلَّحوا أَنتم بِهذهِ العِبرَة، وهي أَنَّ مَن تَألَّمَ في جَسَدِه كَفَّ عنِ الخَطيئَة)
          كما تحذفها الترجمة العربية المشتركة: (1وإذا كان المسيحُ تأَلَّمَ في الجَسَدِ، فتَسلَّحوا أَنتم بِهذهِ العِبرَة، وهي أَنَّ مَن تَألَّمَ في جَسَدِه امتنعَ عنِ الخَطيئَة)
          * * *

          17) يقول النص المستلم فى الفاندايك مرقس 10: 21 (21فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ وَقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ. اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ».)
          وتقول الترجمة اليسوعية: (21فحَدَّقَ إِليهِ يسوع فأَحبَّه فقالَ له: ((واحِدَةٌ تَنقُصُكَ: اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فَاتَبعْني)).)
          وتقول الترجمة العربية المشتركة: (21فنَظَرَ إِليهِ يسوع بِمَحبَّة وقالَ له: ((يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كلَّ ما تَملِكَهُ ووزَّع ثَمَنَهُ على اِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ اتَبعْني)).)
          بغض النظر عن هذه النظرية الإقتصادية من أن يبيع الإنسان كل ما يملك، ليعطيه للفقراء، ويصبح هو متسولاً، لا يجد ما يأكل أو يعول به أسرته، فإن النص قد حذف عبارة (حَامِلاً الصَّلِيبَ).
          وقد علقت الترجمة العربية المشتركة فى هامشها على هذا الحذف ، فقالت: (تضيف بعض المخطوطات: واحمل صليبك وتعال ...)، وآثرت الترجمة اليسوعية الصمت، فلم تعلق عليها ، ولكى لا تلفت نظر قرائها إلى هذا الحذف!!
          وقد حذفها أيضًا نستل ألاند مستندًا فى ذلك إلى عدم وجودها فى السينائية والفاتيكانية، وثمان مخطوطات يدوية، وكتابات اكيمندس السكندرى الغنوصى. وقد سارت على دربه فى هذا الحذف الطبعات الآتية: إلبرفيلدر المنقحة، ولوثر84، وإلبرفيلدرCSV، وزيوريخ، والمتحدة&Ouml;k، وGN، وMe، و(الرجاء للجميع). أما طبعة إلبرفيلدر فقد وضعتها بين قوسين، أى لا تعتقد أنها من وحى الله!!
          * * *

          18) ويعتبر رودولف إبرتسهويزر أن المخطوطات السكندرية وأوراق البردى مسئولة مسئولية تامة عن تحريف صلاة يسوع فى متى 6: 9-13 والتى تقول فى النص المستلم: (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
          وتقول الترجمة اليسوعية لهذه الصلاة: (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَذه الصلاة: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ ما تَشاءُ فى الأرضِ كَمَا فِي السَّمَاءِ. 11ارزُقْنَا الْيَوْمَ خُبْزَ يَوْمِنَا. 12وأعْفنا ممَّا علينا فقد أعفيْنا نحن أيْضًا من لنا عليه. 13وَلاَ تَتْرُكنا نتعرض للتَجْرِبَةٍ بل نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ.)
          وتقول الترجمة العربية المشتركة: (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَذه الصلاة: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مشيئتُكَ فى الأرضِ كَمَا فِي السَّمَاءِ. 11اعطنا خُبزَنا اليومى. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ.)
          ويُلاحظ هنا أن الترجمتين حذفتا جزءًا هامًا من صلاة يسوع يُمجد فيها الرب: (لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)، كما لو كان الرب لا يستحق هذا التمجيد فى الصلاة اليومية!! فمن مصلحة من أن يتلاعب فى صلاتكم اليومية؟
          كما غيرت الترجمة اليسوعية الجملة الثانية عشر، وبدلاً من أن تتكلم عن الغفران قالتها بصورة لا يُفهم منها إلا الدين تجاه الآخرين، وليس شرطًا أن تعنى ذنوبنا تجاههم!!
          ونفس الشىء أيضًا تجده فى صلاة يسوع المذكورة فى لوقا 11: 2-4 ، والتى تقول فى نص الفاندايك: (2فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 3خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ 4وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ».)
          وتقول فى الترجمة اليسوعية: (2فقالَ لَهم: ((إِذا صَلَّيتُم فَقولوا: أَيُّها الآب لِيُقَدَّسِ اسمُكَ لِيأتِ مَلَكوتُكَ. 3أُرزُقْنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا 4وأَعْفِنا مِن خَطايانا فإِنَّنا نُعْفي نَحنُ أَيضاً كُلَّ مَن لنا عليه ولا تَترُكْنا نَتَعرَّضُ لِلَّتجرِبَة)).)
          وتقول فى الترجمة العربية المشتركة: (2فَقَالَ لَهُمْ يسوع: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أيها الآب لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، 3اعطنا خبزنا اليومى. 4وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي التَجْرِبَةٍ».)
          لقد حذفت الترجمة العربية المشتركة الآتى:
          ففى الجملة (2): حذفت (أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ) ، وحذفت (لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ)؛ وأضافت كلمة (يسوع)
          وفى الجملة (3): حذفت (خُبْزَنَا كَفَافَنَا)
          وفى الجملة (4): حذفت (نَحْنُ أَيْضاً)، وأيضًا (لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ). وهذه 20 كلمة فقط فى ثلاث جُمل، من أهم الجمل التى يعتد بها المسيحيون، والتى ينبغى عليهم ترديدها يوميا مرات ومرات فى صلاتهم، والتى قالها يسوع لهم فى مناسبتين مختلفتين متشابهتين كما يقول رودولف إبرتسهويزر!!
          فهل تعتقد أن المحرفين احتاجوا إلى أن يجمعوا كل النسخ التى بالسوق ليقوموا بهذه التحريفات؟ لا. إنهم يثقون أنكم لا تقرأون هذا الكتاب، وتريدون أن تصدقوا ما به!!
          وهل مازلت تعتقد أن النسَّاخ كانوا يعدُّون الكلمات والأحرف ليتأكدوا من تطابق المنسوخ مع المنسوخ منه، حتى لا يكون فى الورقة هفوة؟
          وهل مازلت تعتقد عزيزى القمص باستحالة تحريف كتابكم؟
          لقد أسقطت هذه التراجم وترجمة نستل ألاند ما أسقطوه بناءً على شواهد قليلة لديهم. فالتسبيح الشهير: (لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)، غير موجود فقط فى السينائية والفاتيكانية ومخطوطة بيزا.
          أما بالنسبة للتحريف الذى أصاب الصلاة بإنجيل لوقا فمرجعه ما قام به مارقيون فى إنجيله. وهذا التغيير يُظهر مدى تحيُّز التراجم الحديثة إلى الغنوصة الفاسدة كما يقول رودولف إبرتسهويزر. فقد قصَّر نستل ألاند الجملة الثانية مستندًا إلى عدم وجودها فى خمس مخطوطات يدوية بينها البردية 75 والسينائية والفاتيكانية وكتابات أوريجانوس ومارقيون، الذى يتهمهما بالغنوصية.
          والنص المستلم له أيضًا شواهده ، فكما قلنا إنه لا يوجد اتفاق بين المخطوطات ، على الرغم من أنه يُفترض أنها منسوخات من منسوخات، ولكن كما تقول الترجمة اليسوعية فى مدخلها إلى العهد الجديد ص12: ”ليس فى هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه ، بل هى كلها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التى خطتها يد المؤلف نفسه أو أملاها إملاءً. .. .. .. إن نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست كلها واحدة بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية ، ولكن عددها كثير جداً على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو والألفاظ أو ترتيب الكلام ، ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها. .. .. .. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه. يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا ، عن حُسن نية ، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً. ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ. ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصًّا يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه.“
          نقول وللنص المستلم أيضًا أدلته فيما طرحه فى السوق من قبل على أنه كتاب الرب المقدس، فإضافة إلى أنه موجود فيما يسميه نص الأغلبية، يوجد أيضًا فى ست مخطوطات أخرى ذات الأحرف الكبيرة، والتى ترجع إلى ما بين القرنين الرابع والتاسع.
          * * *

          19) قال الرب عن ناموسه إنه ناموس كامل وبلا عيب: (ناموس الرب بلا عيب) المزمور 18: 7 ، ويقول: (ناموس الرب كامل) مزمور 19: 7
          وقال أيضًا: (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
          ولم يأت عيسى u لينقض نقطة واحدة من أقوال الناموس أو الأنبياء: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ)متى 5: 17
          وقال يعقوب رئيس التلاميذ: (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
          بل حاكم التلاميذ بولس لأنه كان يُعلم الناس الإرتداد عن تعاليم موسى u: (وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
          وفى الوقت الذى لم يأت فيه عيسى u لينقض نقطة واحدة من الناموس أو الأنبياء، قام بولس بإلغاء كل هذه التعاليم الناموسية من ذاكرة الأتباع، واكتفى فقط بالإيمان بيسوع آخر مُخالف لما عرفه الناس:(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
          (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
          (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
          (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
          (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ)كورنثوس الأولى 15: 56
          وبعد كل هذا خالف بولس نفسه نفاقًا أمام الوالى ورئيس الكهنة ليتهرب من تهمة الفتنة والهرطقة، فأقر قائلاً: (14وَلَكِنَّنِي أُقِرُّ لَكَ بِهَذَا: أَنَّنِي حَسَبَ الطَّرِيقِ الَّذِي يَقُولُونَ لَهُ «شِيعَةٌ» هَكَذَا أَعْبُدُ إِلَهَ آبَائِي مُؤْمِناً بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) أعمال الرسل 24: 14
          ولا يُلق عليه اللوم كثيرًا، فهو كان واضحًا منذ البدء أنه أخذ طريق الكذب والتلوُّن بكل لون ليكسب أتباعًا لدينه الجديد، فقال: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
          والغريب أنه يبرر كذبه هذا سيزيد مجد الرب، متوهمًا أن مجد الرب لا يزداد إلا بالكذب: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
          عزيزى القمص مرقس عزيز .. إن اللوم يقع على أعتاقكم أنتم!! فأنتم الذين تقرأون هذا الكتاب، وتعرفون ما فيه، وليس البسطاء. فرجاءً حارًا أن تُطلعوهم على محتويات هذا الكتاب بدقة، وتتركوا لهم حرية الاختيار!
          * * *

          20) كما اخترع بولس الخطيئة الأزلية ، التى تنفى رحمة الله تعالى، وتُظهره بمظهر الإله الظالم: (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
          (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
          (14إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ،) كولوسى 2: 14
          (14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) ثيطس 2: 14
          فمن أين جاء بولس بهذه الأفكار إلا من البوذية والهندوسية؟ إن الناموس والأنبياء التى جاء يسوع ليؤكد العمل بهم ويتبعهم ويأمر الناس باتباعهم يقولون: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
          (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ].كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء31: 29-30
          (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
          (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33 :11-16
          (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطاً وَأَعْدَاءَهُ عِقَاباً) إشعياء59: 18
          (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ) مزمور 62: 12
          (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-13
          وقال يسوع: (وحينئذ يحاسب كل إنسان على قدر أعماله) متى 16: 27
          وقال أيضًا: (29فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.) يوحنا 5: 29 ، إذن الحياة الخالدة فى الجنة هى رهن الإيمان بالله ورسوله والعمل الصالح فى الدنيا. (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4
          (الرب قضاء أمضى: الشرير يُعلَّق بعمل يديه) مزامير 9: 16
          (18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.) ميخا 7: 18-19
          أليس هذا هو قول الله تعالى فى القرآن الكريم: {... وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (164) سورة الأنعام
          {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} (18) سورة فاطر
          * * *

          سب الإله فى الكتاب ينفى نسبته له:
          إن هذا من الكوارث التى حلت بالكتاب المُسمَّى بالكتاب المقدس. فتجد فيه أنبياء تسب الرب، وتتشرط عليه وتهدده بالاستقالة وترك دعوته إن لم ينفذ ما تطلبه، وآخرون يؤنبون الرب، وآخرون نسبوا إلى الرب أقوال تشبهه بالنساء والحيوانات:
          1- فوصفوه بأنه سارق وكذَّاب:
          E فقد حكى الرب فى خروج 3: 21-22 (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».)
          E وقد ساعدهم الرب شخصيًا فى ذلك بأن حبَّب قلوب المصريين للإستجابة لطلباتهم وتقرأ هذا فى تكوين 12: 35-36: (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.)
          E وعندما اقتربوا من أورشليم قال لتلميذين فى متى 21: 2-3: («اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا».)
          E وجاء ليأكل من شجرة تين ليست مملوكة له، ودمرها عندما لم يجد فيها تين: متى 21: 18-19 (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.)
          E تكوين 31: 14-16 (14فَأَجَابَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ: «أَلَنَا أَيْضاً نَصِيبٌ وَمِيرَاثٌ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟ 15أَلَمْ نُحْسَبْ مِنْهُ أَجْنَبِيَّتَيْنِ لأَنَّهُ بَاعَنَا وَقَدْ أَكَلَ أَيْضاً ثَمَنَنَا؟ 16إِنَّ كُلَّ الْغِنَى الَّذِي سَلَبَهُ اللهُ مِنْ أَبِينَا هُوَ لَنَا وَلأَوْلاَدِنَا. فَالْآنَ كُلَّ مَا قَالَ لَكَ اللهُ افْعَلْ».)
          2- بل وصفوه أنه يتعاون مع الشيطان على الإثم والعدوان:
          E (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
          فلك أن تتخيل أن الشيطان يعرف أجندة اجتماعات الرب مع ملائكته، ويفرض نفسه وسط الاجتماع، ولا يمنعه ملك من حضور هذا الاجتماع، بل يُدلى برأيه!!
          ولماذا عقد الرب هذا الإجتماع؟ لأنه فشل بمفرده فى إغواء أخاب، وكذلك فشلت ملائكته فى إغوائه، ولم ينجح إلا الشيطان، الأمر الذى جعل الرب يقبل التعاون معه على الإثم والعدوان لتنفيذ مهامه الشيطانية!!!
          فهل يتآمر الرب مع ملائكته ليهلك نبيًا من خلقه؟ أإله يكذب؟ أنبى يكذب؟ ألم يخشى هذا الإله لو جعل نبيه كذَّابًا لأفقد ثقة عبيده فيه نفسه ، لأنه سيكون هو المتهم الأول أمامهم ، لأنه هو الذى اختاره واصطفاه؟ وكيف سيخلص الرب نفسه فى الآخرة إن حاجَّه هذا النبى وقاضاه واتهمه أنه هو الذى ضلله بالتعاون مع الشيطان؟ هل سيكذب الرب مرة أخرى وينكر؟ أم يُلقيه ظلمًا فى أُتون النار؟ أليس مثل هذا الهراء يفقد العقلاء منكم الثقة فى الرب وفى عدله؟ أليس العقلاء منكم يرفضون هذا الهراء لأن الرب أعز وأقدس من أن تُلصق به تهمة التعاون مع الشيطان ليضلل عباده؟ أيجتمع الشيطان مع ملائكة الله المختارين فى حضرة الرب؟ أيقترب الشيطان من عرش الرب ويفرض نفسه عليه ولا يخشاه؟ أليست صورة الرب هذه أشبه بصورة زعيم عصابة يجتمع مع رجاله المقربين ليُخطط لعمل إجرامى؟ ألا يخشى الرب أن يشى به الشيطان ويكشف مخططاته الشيطانية لعباده؟ أتصدق أن الرب وكل جنود السماء لم يستطيعوا حل هذه المشكلة وحلها الشيطان؟ ألا ليس هذا عزة للشيطان وذلة للإله؟ أليس هذا بالتحريف عزيزى القمص؟
          ألست معى فى أن هذا النص كفيل أن يتخذه المؤمنون قاعدة وصولية تنادى بأن (الغاية تبرر الوسيلة)؟ الغاية مهما كانت شريرة! والوسبة مهما كانت قذرة!! فإذا كان الرب قد باع نبيه ووضع يده فى أيدى الشيطان، فما الذى يمنع من أن يتخلص الابن من أبيه ليرثه؟ أو يضحى بشرف أمه ليتربح كما يدعى الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص أن هذا ما فعله نبى الله إبراهيم بزوجته سارة ليتربح من جمالها وتكون له ثروة من فرعون؟
          3- وصفوه بأنه إرهابى ومجرم الحرب:
          Eحزقيال 9: 5-7 ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.)
          E هوشع 13: 16 (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ)
          E صموئيل الأول 15: 3 (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً»)
          E أخبار الأيام الأول 20: 3 (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.)
          E مزامير 137: 8-9 (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!)
          Eصموئيل الثانى 4: 12 (12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.)
          E يشوع 10: 28-40 (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.)
          Eملوك الثانى 10: 17 (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.)
          E متى 10: 34-40 (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَالإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.)
          E لوقا 12: 49-53 (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ...51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً.52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا»)
          E لوقا 19: 27 (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».)
          4- ووصفوه بأنه لُعبة فى أيدى الشيطان:
          E (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ».13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ)لوقا4: 1-13
          لك أن تتخيل أنَّ الإله القادر القاهر القوى الجبَّار الخالق المحيى المميت المعز المذلَّ ذليل أسيرٌ للشيطان لمدة 40 يومًا؟ ولك أن تتخيل أنَّ الشيطان اللعين ورع تقى: ما إن قال له عيسى u («اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ») إلا والتزم وأطاع؟ فالشيطان من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه؟!
          يا له من إله! مُهان من خلقه لدرجة أنه فكَّرَ فى النزول بنفسه ليغفر لهم وليهابوه. مُهان من الشيطان الذى أسره؟ لا قيمة له عند ملائكته الذين تركوه طوال هذه المدة، ثم أتوا بعد مدة الأَسْر والذُّل ليخدموه!! إله فاشل فى انتقاء أتباعه ومبلغى رسالته للبشر: منهم الزناة ، ومنهم عبدة الأوثان ، ومنهم من صارعه وغلبه وأملى عليه إرادته ، وفرض عليه أن يباركه ويعطيه النبوة التى سرقها من أخيه ، ومنهم من خدعه ، فنزل إليهم وأعلن نفسه فصلبوه وفضلوا عليه أحد اللصوص!!
          عزيزى المسحى! لقد قال الشيطان لربكم: (6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ».)! فهل تتخيل أن يكون الشيطان هو الغنى وهو المعطى وهو الوهاب وهو الرزَّاق وهو العزيز المعز وربك هو الفقير الذليل المُهان؟
          لك أن تتخيل أن الشيطان لا يعرف إلهه ولا يهابه، ولكن العجب العُجاب أن يتركه الرب يقول ما يقوله، ولم يرده فى معلومة خاطئة أو مضللة قالها الشيطان، فكيف يقره الرب على هذا الهراء؟ ولماذا لم يُخبره الإله المعتقل فى الصحراء أنه لا يملك شيئًا فى الأرض ولا فى السماء، وأن الملك كله بيديه هو وحده؟ لماذا ترك هذه الحادثة تخدعنا فى الشيطان، وتجعل البعض يؤمن أنه إله لهذا العالم؟ فكيف سيحاسبه الرب فى الآخرة؟
          لك أن تتخيل الرب لا يهابه أحد، فقرر إرسال ابنه فى الجسد ليهابوه، فأعدموه!
          لك أن تتخيل أن الإله القدوس فقد قداسته، فأرسل ابنه لحفظ ماء وجه العائلة، فأكمل على ما تبقى لها من قداسة!!
          لك أن تتخيل أن الإله العزيز فقد عزته، فأرسل ابنه لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه، ففشل الابن، وانهارت عزة أسرة هذا الإله!!
          فماذا تظنون به؟ أأبله هو حتى لا يخافوه، ويخافوا الإبن الأقل فى العظمة من الآب (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28؟
          وهل هو بهذا الصنيع جعلهم يهابوه؟ لا. بل أهانوا الآب والابن. فبعد أن استهزأوا به وبصقوا فى وجهه أعدموه، وطعنوه بحربة فى جانبه، ويفعلون الآن ما يحلو لهم لأنه يتحمل خطاياهم. وبذلك ازدادوا إثما على آثامهم. فأين هيبته؟ أين عزته؟ أين قداسته؟ أين كبريائه؟ أين تكبُّره على الصغائر؟ لقد ضاعت إلى الأبد!
          تُرى كيف سيسترد الرب هيبته؟ ماذا سيفعل الرب هذه المرة ليهابوه؟ فإذا كان يسوع ابنه الأوحد، فقد ضاعت هيبته وهيبة ابنه للأبد!! أم تراه سيضطر للمحاولة مرة أخرى ربما يهابوه هذه المرة؟ أم له ابنًا آخر لم يُعلن عنه، وسيرسله محاولة لإنقاذ كرامة العائلة المقدسة؟!
          5- وبأنه ضعيف لا يقدر على بطش الإنسان فخاسر فى عراكه مع يعقوب:
          فقد خسر مباراة المصارعة مع يعقوب ، وأخذ يتوَّسل إلى يعقوب ويرجوه أن يترك رجله ، إلا أن يعقوب المنتصر يرفض أن يترك ربه حتى أملى عليه شروط المنتصر القاهر وانتزع منه البركة!!:
          E (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ:«أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ:«لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين32: 22-30
          6- ووصفوه بأنه إله ظالم ، غاشم ، منتقم بلا رحمة:
          E خروج 20: 5 (لأنى أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضى)
          E تثنية 23: 3 (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد)
          E حزقيال 9: 10 (10وَأَنَا أَيْضاً عَيْنِي لاَ تُشْفِقُ وَلاَ أَعْفُو. أَجْلِبُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ».)
          Eوأمر بعدم الرحمة أو الشفقة مع المحاربين: حزقيال 9: 5-7 ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. .. .. .. [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.)
          E مزامير 137: 8-9 (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!)
          E هوشع 13: 16 (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ)
          Eأيّوب 4: 18 (18هُوَذَا عَبِيدُهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً.)
          Eأيّوب 16: 11-12 (11دَفَعَنِيَ اللهُ إِلَى الظَّالِمِ وَفِي أَيْدِي الأَشْرَارِ طَرَحَنِي. 12كُنْتُ مُسْتَرِيحاً فَزَعْزَعَنِي وَأَمْسَكَ بِقَفَايَ فَحَطَّمَنِي وَنَصَبَنِي لَهُ هَدَفاً.)
          Eأيّوب 19: 6-11 (6فَاعْلَمُوا إِذاً أَنَّ اللهَ قَدْ عَوَّجَنِي وَلَفَّ عَلَيَّ أُحْبُولَتَهُ. 7هَا إِنِّي أَصْرُخُ ظُلْماً فَلاَ أُسْتَجَابُ. أَدْعُو وَلَيْسَ حُكْمٌ. 8قَدْ حَوَّطَ طَرِيقِي فَلاَ أَعْبُرُ وَعَلَى سُبُلِي جَعَلَ ظَلاَماً. 9أَزَالَ عَنِّي كَرَامَتِي وَنَزَعَ تَاجَ رَأْسِي. 10هَدَمَنِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ فَذَهَبْتُ وَقَلَعَ مِثْلَ شَجَرَةٍ رَجَائِي 11وَأَضْرَمَ عَلَيَّ غَضَبَهُ وَحَسِبَنِي كَأَعْدَائِهِ.)
          E أيوب 24: 12 (12مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّونَ وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ.)
          Eأيّوب 30: 20-21 (20إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ. 21تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي)
          Eصموئيل الثانى 17: 14 (فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ.)
          Eأيّوب 12: 19-24 (19يَذْهَبُ بِالْكَهَنَةِ أَسْرَى وَيَقْلِبُ الأَقْوِيَاءَ. 20يَقْطَعُ كَلاَمَ الأُمَنَاءِ وَيَنْزِعُ ذَوْقَ الشُّيُوخِ. 21يُلْقِي هَوَاناً عَلَى الشُّرَفَاءِ وَيُرْخِي مِنْطَقَةَ الأَشِدَّاءِ. 22يَكْشِفُ الْعَمَائِقَ مِنَ الظَّلاَمِ وَيُخْرِجُ ظِلَّ الْمَوْتِ إِلَى النُّورِ. 23يُكَثِّرُ الأُمَمَ ثُمَّ يُبِيدُهَا. يُوَسِّعُ لِلأُمَمِ ثُمَّ يُشَتِّتُها. 24يَنْزِعُ عُقُولَ رُؤَسَاءِ شَعْبِ الأَرْضِ وَيُضِلُّهُمْ فِي تِيهٍ بِلاَ طَرِيقٍ. 25يَتَلَمَّسُونَ فِي الظَّلاَمِ وَلَيْسَ نُورٌ وَيُرَنِّحُهُمْ مِثْلَ السَّكْرَانِ)
          7- ووصفوه بالضعف والجهل:
          Eكورنثوس الأولى 1: 25(25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!)
          8- ووصفوه بأنه إله عنصرى:
          Eتثنية 23: 19-20(لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.)
          E تثنية 14: 21 (21«لا تَأْكُلُوا جُثَّةً مَا. تُعْطِيهَا لِلغَرِيبِ الذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.)
          فأية محبة للأعداء هذه التى يؤمنون بها؟
          9- وشبهوه بالأنعام:
          Eأعمال الرسل 8: 32 (مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)
          E رؤيا يوحنا 17: 14 (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ،وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ»)
          10- وشبهوه بالحيَّة (الشيطان):
          (14«وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ) يوحنا 3: 14
          11- وشبهوه بالأسد والنمر والدبة واللبوة:
          E هوشع 13: 4-8 (4«وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَإِلَهاً سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. 5أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ. 6لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي. 7«فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. 8أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.)
          12- كما شبهوه بالعُثِّ والسوس:
          E هوشع 5: 12 (12فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَالْعُثِّ وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَالسُّوسِ)
          13- وشبهوه بالإنسان الرمة وابن آدم الدود:
          E تيموثاوس الأولى 3: 16 (اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ) أى أصبح إنسانًا
          Eأيوب 25: 6 (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)
          14- ثم وصفوه بجحش الفر وأنه ليس له مزية عن البهائم:
          E أيوب 11: 12 (وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
          E الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
          15- وجعلوه ينوح ويولول ويُقلِّد الحيوانات:
          Eميخا 1: 8 (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ.)

          تعليق


          • #6
            16- وسبه أحد أنبيائه:
            (18فَقَالَتْ لإِيلِيَّا: [مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اللَّهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟] 19فَقَالَ لَهَا: [أَعْطِينِي ابْنَكِ]. وَأَخَذَهُ مِنْ حِضْنِهَا وَصَعِدَ بِهِ إِلَى الْعُلِّيَّةِ الَّتِي كَانَ مُقِيماً بِهَا، وَأَضْجَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ 20وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ: [أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، أَأَيْضاً إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟] 21فَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ: [يَا رَبُّ إِلَهِي، لِتَرْجِعْ نَفْسُ هَذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ]. 22فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ. 23فَأَخَذَ إِيلِيَّا الْوَلَدَ وَنَزَلَ بِهِ مِنَ الْعُلِّيَّةِ إِلَى الْبَيْتِ وَدَفَعَهُ لِأُمِّهِ. وَقَالَ إِيلِيَّا: [انْظُرِي. ابْنُكِ حَيٌّ!]) ملوك الأول 17: 18-23
            17- نبى يُعاتب ربه ويؤنِّبه:
            (1[قَدْ كَرِهَتْ نَفْسِي حَيَاتِي. أُسَيِّبُ شَكْوَايَ. أَتَكَلَّمُ فِي مَرَارَةِ نَفْسِي 2قَائِلاً لِلَّهِ: لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي! 3أَحَسَنٌ عِنْدَكَ أَنْ تَظْلِمَ أَنْ تَرْذُلَ عَمَلَ يَدَيْكَ وَتُشْرِقَ عَلَى مَشُورَةِ الأَشْرَارِ؟ 4أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ أَمْ كَنَظَرِ الإِنْسَانِ تَنْظُرُ؟ 5أَأَيَّامُكَ كَأَيَّامِ الإِنْسَانِ أَمْ سِنُوكَ كَأَيَّامِ الرَّجُلِ 6حَتَّى تَبْحَثَ عَنْ إِثْمِي وَتُفَتِّشَ عَلَى خَطِيَّتِي؟ 7فِي عِلْمِكَ أَنِّي لَسْتُ مُذْنِباً وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِكَ. 8[يَدَاكَ كَوَّنَتَانِي وَصَنَعَتَانِي كُلِّي جَمِيعاً. أَفَتَبْتَلِعُنِي؟ 9اُذْكُرْ أَنَّكَ جَبَلْتَنِي كَالطِّينِ. أَفَتُعِيدُنِي إِلَى التُّرَابِ؟ 10أَلَمْ تَصُبَّنِي كَاللَّبَنِ وَخَثَّرْتَنِي كَالْجُبْنِ؟ 11كَسَوْتَنِي جِلْداً وَلَحْماً فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ. 12مَنَحْتَنِي حَيَاةً وَرَحْمَةً وَحَفِظَتْ عِنَايَتُكَ رُوحِي. 13لَكِنَّكَ كَتَمْتَ هَذِهِ فِي قَلْبِكَ. عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عِنْدَكَ. 14إِنْ أَخْطَأْتُ تُلاَحِظُنِي وَلاَ تُبْرِئُنِي مِنْ إِثْمِي. 15إِنْ أَذْنَبْتُ فَوَيْلٌ لِي. وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لاَ أَرْفَعُ رَأْسِي. إِنِّي شَبْعَانُ هَوَاناً وَنَاظِرٌ مَذَلَّتِي. 16وَإِنِ ارْتَفَعَ رَأْسِي تَصْطَادُنِي كَأَسَدٍ ثُمَّ تَعُودُ وَتَتَجَبَّرُ عَلَيَّ! 17تُجَدِّدُ شُهُودَكَ تُجَاهِي وَتَزِيدُ غَضَبَكَ عَلَيَّ. مَصَائِبُ وَجَيْشٌ ضِدِّي. 18[فَلِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ؟ كُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ الرُّوحَ وَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ! 19فَكُنْتُ كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فَأُقَادَ مِنَ الرَّحِمِ إِلَى الْقَبْرِ. 20أَلَيْسَتْ أَيَّامِي قَلِيلَةً؟ اتْرُكْ! كُفَّ عَنِّي فَأَبْتَسِمُ قَلِيلاً 21قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ وَلاَ أَعُودَ. إِلَى أَرْضِ ظُلْمَةٍ وَظِلِّ الْمَوْتِ 22أَرْضِ ظَلاَمٍ مِثْلِ دُجَى ظِلِّ الْمَوْتِ وَبِلاَ تَرْتِيبٍ وَإِشْرَاقُهَا كَالدُّجَى].) أيوب 4: 1-22
            18- يتهمون ربهم باضطهادهم:
            نسبوا إلى الرب النصْب والظلم والإحتيال: (6فَاعْلَمُوا إِذاً أَنَّ اللهَ قَدْ عَوَّجَنِي وَلَفَّ عَلَيَّ أُحْبُولَتَهُ. 7هَا إِنِّي أَصْرُخُ ظُلْماً فَلاَ أُسْتَجَابُ. أَدْعُو وَلَيْسَ حُكْمٌ. 8قَدْ حَوَّطَ طَرِيقِي فَلاَ أَعْبُرُ وَعَلَى سُبُلِي جَعَلَ ظَلاَماً. 9أَزَالَ عَنِّي كَرَامَتِي وَنَزَعَ تَاجَ رَأْسِي. 10هَدَمَنِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ فَذَهَبْتُ وَقَلَعَ مِثْلَ شَجَرَةٍ رَجَائِي 11وَأَضْرَمَ عَلَيَّ غَضَبَهُ وَحَسِبَنِي كَأَعْدَائِهِ.) أيّوب 19: 6-11
            (12مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّونَ وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ.) أيوب 24: 12
            (18هُوَذَا عَبِيدُهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً.) أيّوب4: 18
            (20إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ. 21تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي) أيّوب 30: 20-21
            (19يَذْهَبُ بِالْكَهَنَةِ أَسْرَى وَيَقْلِبُ الأَقْوِيَاءَ. 20يَقْطَعُ كَلاَمَ الأُمَنَاءِ وَيَنْزِعُ ذَوْقَ الشُّيُوخِ. 21يُلْقِي هَوَاناً عَلَى الشُّرَفَاءِ وَيُرْخِي مِنْطَقَةَ الأَشِدَّاءِ. 22يَكْشِفُ الْعَمَائِقَ مِنَ الظَّلاَمِ وَيُخْرِجُ ظِلَّ الْمَوْتِ إِلَى النُّورِ. 23يُكَثِّرُ الأُمَمَ ثُمَّ يُبِيدُهَا. يُوَسِّعُ لِلأُمَمِ ثُمَّ يُشَتِّتُها. 24يَنْزِعُ عُقُولَ رُؤَسَاءِ شَعْبِ الأَرْضِ وَيُضِلُّهُمْ فِي تِيهٍ بِلاَطَرِيقٍ. 25يَتَلَمَّسُونَ فِي الظَّلاَمِ وَلَيْسَ نُورٌ وَيُرَنِّحُهُمْ مِثْلَ السَّكْرَانِ) أيّوب 12: 19-24
            19- موسى يُهدد ربه بالاستقالة وترك النبوة:
            E لقد قرر الرب إفناء شعب بنى إسرائيل بسبب عصيانهم وعبادتهم العجل، فأقنعه موسى u بالتراجع عن هذا القرار الخاطىء، فندم الرب على ما قال، واقتنع بكلام موسى الذى لم يخطر بباله من قبل: (10فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ فَأُصَيِّرَكَ شَعْباً عَظِيماً». 11فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ؟ 12لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ الْمِصْرِيُّونَ قَائِلِينَ: أَخْرَجَهُمْ بِخُبْثٍ لِيَقْتُلَهُمْ فِي الْجِبَالِ وَيُفْنِيَهُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ؟ ارْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ. 13اُذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ عَبِيدَكَ الَّذِينَ حَلَفْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ وَقُلْتَ لَهُمْ: أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَأُعْطِي نَسْلَكُمْ كُلَّ هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَنْهَا فَيَمْلِكُونَهَا إِلَى الأَبَدِ». 14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 10-14
            ثم هدَّد الرب إما أن يغفر لهم، وإلا يمحوه من كتابه: (30وَكَانَ فِي الْغَدِ أَنَّ مُوسَى قَالَ لِلشَّعْبِ: «أَنْتُمْ قَدْ أَخْطَأْتُمْ خَطِيَّةً عَظِيمَةً. فَأَصْعَدُ الآنَ إِلَى الرَّبِّ لَعَلِّي أُكَفِّرُ خَطِيَّتَكُمْ». 31فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «آهِ قَدْ أَخْطَأَ هَذَا الشَّعْبُ خَطِيَّةً عَظِيمَةً وَصَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ آلِهَةً مِنْ ذَهَبٍ. 32وَالآنَ إِنْ غَفَرْتَ خَطِيَّتَهُمْ - وَإِلاَّ فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبْتَ».) خروج 32: 30-32
            20- وبعد كل هذا وصفوه بأنه ملعون:
            E غلاطية 3: 13 (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».)
            ففكِّر عزيزى المسيحى هل الإله القدوس يُهين نفسه؟ فإذا كان هذا هو ما قاله الرب عن نفسه، فبما يوسوس الشيطان إلى أوليائه طاعنًا فى الرب؟ هل تعتبر سبِّ الرب من الكلام المقدس للرب؟ أعلم أن الإجابة بالنفى. إذن ليس هذا كلام الرب ، بل كلام أعدائه عنه.
            {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } (21) سورة الأنعام
            {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} (42) سورة إبراهيم
            {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} (93) سورة الأنعام

            سب الأنبياء واتهامهم بالكفر والفجور هو طعن فى عدل الإله:
            ولن أُطيل فى هذا الموضوع بذكر النصوص كاملة، فأكتفى بذكر مواضعها فقط، وعلى القارىء المهتم أن يقرأها فى مكانها: فها هو نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16وهذا يعقوب تصارع مع الرب وضربه (تكوين32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22؛ 49: 3-4)،وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن امرأة شابة فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).
            وها هم الأنبياء يتشاتمون بألفاظ لا نسمعها إلا من أولاد الشوارع ، الذين لم ينالوا حظًا من التربية: (30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ, أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟) صموئيل الأول 20: 30
            (11لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعاً بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 23: 11
            (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) إرمياء 23: 13
            (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
            (لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) إرميا 8: 10
            لذلك يرفض الرب ما نُقل عن الأنبياء، إذ يؤكد أنه لم يوح إليهم شيئًا: (14فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ]) إرميا 14: 14
            بل قال الرب عن أنبياء بنى إسرائيل إنهم أنبياء للضلالة والكذب، أى أتباع الشيطان: (11لَوْ كَانَ أَحَدٌ وَهُوَ سَالِكٌ بِـالرِّيحِ وَالْكَذِبِ يَكْذِبُ قَائِلاً: أَتَنَبَّأُ لَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ لَكَانَ هُوَ نَبِيَّ هَذَا الشَّعْبِ!) ميخا 2: 11
            ويكفى أن نذكر رأى يسوع الذى تؤلهه عزيزى القمص فى كل من سبقه من الأنبياء بأنهم لصوص وسرَّاق دليلا على إسقاط العهد القديم وأنبيائه من فلك القداسة: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
            وقد يقول قائل إن الأنبياء بشر مثلنا ، يُخطئون كما نخطىء نحن أيضًا. وفى الحقيقة إن قائل هذا الكلام قد جانب الصواب، لأن الأنبياء هم قدوة شعوبهم، وقادة الصالحين منهم للجنة، وأن الشيطان هو قدوة أولياءه وقائدهم إلى النار. وذلك مصداقٌا لقول يسوع نفسه لليهود: (لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ!) يوحنا 8: 39،
            وقوله: (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ... ...) يوحنا 8: 44
            صحيح أنهم بشر مثلنا ، ولكن الله تعالى قد عصمهم من الزلل ، لإنجاح رسالته التى أرسله بها. وإلا لكان أتباع النبى الزانى أو الكافر مثله، ولما استطاع الرب أن يُقيم عليهم الحجة بما كفروا أو فعلوا. ولكان هو المخطىء فى الآخرة أمام عبيده بسبب سوء انتقائه لمن يُمثِّل رسالته على الأرض. ولو أدخلهم الجنة لكان إلهًا ظالمًا لعباده المحترمين، الذين عملوا بشريعنه، ولم يقلدوا الفاجر من أنبيائه!! ولو أدخلهم النار لما استحق أن يُطلق عليه إلهًا للمحبة، لأنهم دخلوا النار بسبب سوء اختياره!
            عزيزى القمص مرقس عزيز ..
            إن هذه الفقرات الكتابية تدفع أى عاقل إلى تجاهل هذا الكتاب ، ويفعل كما قال برنارد شو، أى يضعه فى خزانة حديدية ولا يفتحه أبدًا. أى صيغة مؤدبة لما يريد أن يقوله، وهو أن تُخفيه عن أعين الصغار والكبار وتجعله فى طى النسيان. إنه يعلن أن هذا الكتاب خطر على البشرية!!
            هل تعلم أن اعتراف كتابك بأن الأنبياء كذبة ولصوص وسراق لينفى عنهم العصمة، ويستتبع هذا رفض كل تعاليمهم؟ فكيف تقبل وتستشهد بأقوال لص؟ إنها سبة فى جبينكم أن يكون أنبياؤكم لصوص؟ وإذا كان كبراؤكم لصوص فماذا تكونون أنتم؟ وإذا كان شرفاؤكم زناة ، فكيف ستكونون أنتم؟ وإذا كان أسيادكم كذابين ، فكيف تصبحون أنتم؟ فهل علمت الآن لماذا طالب برنارد شو بالتخلص من هذا الكتاب؟
            وها هو بولس يُعلن نهجه فى الدعوة. إنه يُقر أنه كذب، ونافق ولعب بالكل ليكون شريكا فى إنجيل المسيح! (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
            (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ)كورنثوس الأولى9: 19-23
            فهل تفعل ذلك عزيزى القمص مع أتباعك أو فى دعوتك لدينك، لأم أنت أشرف وأفضل من بولس؟ أرجو الإجابة!
            وهل صدق الله ومجده يحتاج إلى كذب بولس؟
            وهل عجزَ الرب أو فشل عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق فلجأ إلى الكذب؟
            وهل يُعقل أن يلجأ الرب إلى الكذب والكذابين لنشر دينه بين الناس؟
            وما حكمة الإله أن يوحى إلى كذاب بنشر رسالته وتعاليمه؟
            وهل أراد أن يعلم عبيده أن الكذب منجِّى؟
            وهل رضى الرب بكذب بولس ليكسب أتباعًا جددًا لدينه؟
            أيخادع الرب عبيده؟
            ألا يُظهر هذا فشله أمام أنبيائه وعباده؟
            ألا ينقص هذا من قداسته؟
            وكيف أُأنب ابنى أو أعاقبه إذا كذب، وهو يتبع إله كاذب، لا ينشر دينه إلا بالكذب؟
            وما مصير من اتخذوا كذب الرب ذريعة وآمنوا أن الغاية تبرر الوسيلة؟
            ألا يخشى ذلك الإله من تفشى الكذب بين شعبه؟
            وكيف أثق فى هذا الإله الذى يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟
            وهل سيحاسبكم الرب على الكذب فى الآخرة يوم الحساب؟ كيف وهو ناشره؟
            وألا يوصف الرب بذلك أنه كذَّاب ، لأن من أعان على الكذب فهو كذَّاب؟
            وما الفرق بينه وبين الشيطان فى هذه الصفة الرذيلة؟ أيتصف الإله بصفة من صفات الشيطان؟
            وإذا كان إلهًا صادقًا ، فكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليس ذلك من النفاق؟
            أليست هذه حجة عليه؟
            أليس هذا من الظلم؟
            ألم يقل فى الناموس (لا تكذب)؟
            فلماذا أعان الكاذب وأوحى إليه؟؟؟
            أليس «الغاية تبرر الوسيلة» هو المنهج الذى نسبتموه للرب؟
            هل بعد كل هذا تصرون على أنه كتاب الرب الذى أوحاه إلى كاتبيه؟
            المعطيات العلمية الخاطئة تنفى قداسة الكتاب:
            E حزقيال 7: 2 والرؤيا 1: 7 وإشعياء 12: 11 الأرض مربعة الشكل
            Eأيوب 9: 6الأرض لها أربعة أعمدة
            E لاويين 11: 5-8 الأرنب والوبر من الحيوانات المجترة
            E لاويين 11: 20 ، 21 ، 23 طيور لها أربعة أرجل
            E تكوين 30: 37-39 الغنم تتوحم
            E لاويين 15: 2-23 الرجل تأتيه الدورة الشهرية مثل النساء
            E يحكى سفر يشوع 10: 11-14 أن الرب أوقف الشمس حتى تستمر معركة يشوع ضد العمالقة ولا ينتهى اليوم ونوره ليتمكن من إبادتهم. وكاتب هذه الرواية جاهل بأصول الفلك، فقد كان يجهل أن الأرض هى التى تدور حول الشمس. ولو كان من عند الله لقالها الله أنه أوقف الأرض عن الدوران حول محورها.
            E قضاة 9: 45 أبيمالك يزرع المدينة ملحًا
            Eجامعة 10: 1 الذباب الميت يُخمِّر طيب العطَّار
            Eقضاة 14: 8 النحل تبنيخلية عسل داخل جيفة الأسد
            Eحزقيال 4: 12 الرب يأمر حزقيال يأكل الخراء الآدمى
            Eعدد 22: 27-28 الحمار يتكلم بالعدل
            Eيحكى الرب فى كتابه عن حيوانات خرافية غير موجود إلا بالأساطير مثل الغول والنداهة وأمنا الغول والتنين. وأحيل القارىء لهذا الموقع ليقرأ التحليل اللغوى والتحايل فى الترجمة لإخفاء هذه الخرافات عن شعب الكنيسة:
            http://ahsaweb.net/vb/showthread.php?t=151652
            اعتراف الكتاب والرب نفسه بوقوع التحريف ينفى قداسة الكتاب:
            يقول المدخلإلى الكتاب المقدس (إلى العهد الجديد) طبعة الآباء اليسوعيين ص (ث): ”صدرت جميع هذه الكتب عن أناس مقتنعين بأن الله دعاهم لتكوين شعب يحتل مكانًا فى التاريخ بتشريعه ومبادئه فى الحياة الفردية والجماعية“.
            ويقول فى ص (خ) من العهد الجديد: إن ”أسفار الكتاب المقدس هى عمل مؤلفين ومحرِّرين عُرفوا بأنهم لسان حال الله فى وسط شعبهم. ظلَّ عدد كبير منهم مجهولاً ، لكنهم على كل حال ، لم يكونوا منفردين ، لأن الشعب كان يساندهم .. .. .. وقبل أن تتّخذ كتبهم صيغتها النهائية ، انتشرت زمنًا طويلاً بين الشعب وهى تحمل آثار ردود فعل القرّاء ، فى شكل تنقيحات وتعليقات وحتى فى شكل إعادة صيغة بعض النصوص إلى حد هامّ أو قليل الأهمية. لا بل أحدثُ الأسفار ما هى أحيانًا إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة.“
            ويعترف الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين فى مدخله إلى العهد القديم بهذه الإضافات والتحريفات فيقول فى ص53: ”وقد يُدخل الناسخ فى النص الذى ينقله، لكن فى مكان خاطىء، تعليقاً هامشياً يحتوى على قراءات مختلفة أو على شرح ما. والجدير بالذكر أن بعض النسَّاخ الأتقياء أقدموا ، بإدخال تصحيحات لاهوتية ، على تحسين بعض التعابير التى كانت تبدو لهم معرَّضة لتفسير عقائدى خطير. .. .. لم يتردّد بعض النُقَّاد فى "تصحيح" النص المسُّورى ، كلما لم يعجبهم ، لاعتبار أدبى أو لاعتبار لاهوتى“.
            وهذا أصاب كل المخطوطات القديمة والتى تحتوى على كتاب ما نسبوه فيما بعد للرب. فتذْكُر مجلة مرقس فى (العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية) ص53 ، وتقول عن هذا النص المقدس المنقَّح: ”فى الوقت الذى كانت تُجرى فيه عملية نساخة الهكسابلا "النص السداسى" فى قيصرية فلسطين، قامت أيضاً فى مصر عملية موازية لتنقيح نص السبعينية من الأخطاء المتراكمة من النسَّاخ عبر خمسة قرون. والذى قام بهذا العمل هو الأسقف المصرى "حزقيوس" الذى استشهد سنة 311م“.
            يقول المدخل إلى سفر التكوين من الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين تحت عنوان (مصادره) ص66: ”لم يتردد مؤلِّفو الكتاب المقدس ، وهم يروون بداية العالم والبشرية ، أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم ، ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية الكنعانية. فالاكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود كثير من الأمور المشتركة بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص الغنائية والحِكَميَّة والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة وأوغاريت.“
            فهل مازلت عزيزى القارىء تحتاج إلى براهين أكثر من ذلك؟
            ويبرهن مدخل الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين ص13 وجود هذه الأخطاء قائلاً: ”واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“
            ويواصل مدخل الكتاب المقدس (ص13) قائلاً: ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطًأ.“
            ويواصل (ص13) قائلاً: ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“
            ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصَّاً يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول ، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.
            وهكذا يُطلقون على التحريف زخرفة وتجميل!!!
            وجاء فى دائرة المعارف البريطانيةوالتى هى المرجع الثانى للنصارى بعد كتابهم المقدس، نظرًا لأنها لا تمثل رأى عالم أو رأى جهة ما، أو رأى طائفة معينة، بل هى تمثل حضارة وتراث أمة، جاء فيها (أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل بولس إذ أن التغيرات الهامة قد حدثت عن قصد مثل إدخال أو إضافة فقرات بأكملها) ج2-ص519-521 .
            وجاء فى مقدمة النسخة القياسية المنقحة لترجمة الملك جيمسوالتى هى المرجع الأم لكل النسخوالترجمات بشتى اللغات (ولكن نصوص الملك جيمس بها عيوب خطيرة جداوأن هذه العيوبوالأخطاء عديدةوخطيرة مما يستوجب التنقيح فى الترجمة الإنجليزية)
            وقد جاء فى مقدمة الترجمة اليسوعية للكتاب المقدس فى أثناء تحدثها عن نص العهد القديم وتناقله (ص52) الآتى: ”كثيرا ما وقع التباس فى النصوص الكتابية ، لأن الكتابة العبرية غالبا ما تُهمَل فيها الحركات ، وفى القرن السابع اهتدى الباحثون إلى وسيلة واضحة لكتابة الحركات، وللإشارة إلى علامات الفصل فى الجُمَل، عن طريق النقاط والخطوط“.
            وجاء فى مقدمة الترجمة اليسوعية للكتاب المقدس (ص53): ”لا شك أن هنالك عددًا من النصوص المشوَّهة التى تفصل النص المسورى الأول عن النص الأصلى. فمن المحتمل أن تقفز عين الناسخ من كلمة إلى كلمة تشبههاوترد بعد بضعة أسطر، مهملًة كلّ ما يفصل بينهما. ومن المحتمل أيضًا أن تكون هناك أحرف كتبت كتابة رديئة فلا يحسن الناسخ قراءتها فيخلط بينهاوبين غيرها.وقد يُدخل الناسخ فى النص الذى ينقله، لكن فى مكان خاطىء، تعليقًا هامشيًا يحتوى على قراءة مختلفة أو على شرح ما.والجدير بالذكر أن بعض النساخ الأتقياء أقدموا، بإدخال تصحيحات لاهوتية، على تحسين بعض التعابير التى كانت تبدوا لهم معرَّضة لتفسير عقائدى خطِر.“
            وفى ص68 يقول فى هامشه عن الرواية الأولى لخلق العالم: ”تُنسب هذه الرواية إلى المصدر "الكهنوتى" ... ... والنص يستند إلى علم لا يزال فى عهد الطفولة. فلا حاجة إلى التفنُّن فى إقامة التوافق بين هذه الصور وعلومنا العصرية.“
            وأعتقد أنه لو قصد الكاتب أن هذا العلم الذى كان ”لا يزال فى عهد الطفولة“ علم الله فهو كافر! ولا يصح أن يُؤخذ عنه دين أو عقيدة أو تفسير. أما إذا كان يقصد تأريخ وتقييم هذه الرواية فى ضوء العلم الحديث فهو ينفى انتساب هذا الكتاب لله!! أما إذا كان يقصد عقول البشر، وعدم تحملها الدين كاملاً، فقد اعترف بالنسخ فى عقيدته ، ولا يقول عاقل بوقوع النسخ فى العقيدة، ويكون قد حكم بجهل الأنبياء السابقين بأصل دينه، وحكم على إلهه الذى ما جاء لينقض القديم بالعقل الطفولى!!
            وفى ص71 يقول فى هامشه عن الفقرة 10 إلى 14: ”هى توسُّع، ولعل المؤلِّف اليَهْوى هو الذى أدخلها هنا معتمدًا مبادىء قديمة عن شكل الأرض.“
            فهل تفهم معنى كلمة (توسُّع) وكلمة (أدخلها) عزيزى القارىء؟ أى إن هذا النص غير موحى به، لقد لعبت فيه أيدى النُسَّاخ ومعتقداتهم الشخصية التى قتلوا من أجلها الأنبياء. وهل يُمكننا أن نقول بعد ذلك أن هذا السفر أوحاه الرب ، إلا إذا كان هناك إله طفل ذو علم طفولى؟
            ويقول ص77 عن الإصحاح السادس (بنو الله وبنات الناس) ”يعود المؤلِّف إلى أسطورة شعبية عن جبابرة (فى العبرية "نفيليم") يُقال إنهم ولدوا من زواج بين كائنات بشرية وكائنات سماوية. وهو لا يبدى رأيه فى قيمة هذا الاعتقاد ويُخفى وجهه الأسطورى ، فيقتصر على التذكير بهذا الجنس الوقح من الجبابرة ، كمثل للفساد المتزايد الذى سوف يُسبب الطوفان“.
            أما دائرة المعارف البريطانية فكانت أكثر وضوحًا وصراحة فى اعترافاتها، فقالت عن إنجيل يوحنا: (أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضها لبعض، وهما القديسان يوحنا بن زبدى الصياد ومتى، وقد ادعى الكاتب المزوَّر فى متن الكتاب أنه هو الحوارى الذى يحبه يسوع، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاَّتها، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحوارى .. .. .. مع أن صاحبه غير يوحنا الحوارى يقينًا ، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التى لا رابط بينها وبين من نسبت إليه ، وإنا لنشفق على الذين يبذلون أقصى جهدهم ليربطوا ـ ولو بأوهى رابطة ـ ذلك الرجل الفلسفى .. الذى ألف هذا الكتاب فى الجيل الثانى بالحوارى يوحنا الصياد الجليلى ، وأن أعمالهم تضيع عليهم سُدى لخبطهم على غير هدى).
            ويقول جون فنتون مفسر إنجيل متى وعميد كلية اللاهوت بلينشفيلد إنه لا يوجد دليل على أن متى هو اسم التنصير للاوي، ويرى أنه من المحتمل "أنه كانت هناك بعض الصلات بين متى التلميذ والكنيسة التي كتب من أجلها هذا الإنجيل، ولهذا فإن مؤلف هذا الإنجيل نسب عمله إلى مؤسس تلك الكنيسة أو معلمها الذي كان اسمه متى، ويحتمل أن المبشر كاتب الإنجيل قد اغتنم الفرصة التي أعطاه إياها مرقس عند الكلام على دعوة أحد التلاميذ، فربطها بذلك التلميذ الخاص أحد الاثني عشر (متى) الذي وَقَّرَهُ باعتباره رسول الكنيسة التي يتبعها". ولو علمت أيضاً أن أصل إنجيل متى العبرانى أو الآرامى قد فقد ، تصيبك الدهشة أكثر وأكثر.
            وأعتقد أن فى هذا الكفاية لإثبات التحريف بأقوال علماء اللاهوت والكتاب الذى تقدسه ودوائر المعارف العالمية ومقدمات الكتاب المقدس، ويبق لنا عدة نصوص يعترف فيها الرب نفسه بتحريف كتابه، بل ويرفض أنبياءه الكذابين، المدلسين، ويُقر أنهم مدعيى النبوة وأنه لم يرسلهم بأى كتاب ، بل تناقلوا هذا الكلام شفاهة من أفواه بعضهم البعض.
            فقد أوكل حفظه لليهود ، وأمرهم ألا يزيدوا عليه ، وألا ينقصوا منه فقال:
            (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ».) التثنية 12: 32
            (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟».) أعمال الرسل 7: 53
            (1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً.) رومية 3: 1-4
            اقرأ عزيزى الباحث عن الحق: كم من مرة يُقرر الرب ويؤكد أنه برىء من هذا الكتاب. فقال:
            1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
            2) اعترف كاتب سفر إرميا (23: 13 ، 15 ، 16) بأن أنبياء أورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمدًا: (فِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ شَهِدْتُ أُمُوراً كَرِيهَةً، إِذْ تَنَبَّأُوا بِاسْمِ الْبَعْلِ، وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَفِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ أُمُوراً مَهُولَةً: يَرْتَكِبُونَ الْفِسْقَ، وَيَسْلُكُونَ فِي الأَكَاذِيبِ، يُشَدِّدُونَ أَيْدِي فَاعِلِي الإِثْمِ لِئَلاَّ يَتُوبَ أَحَدٌ عَنْ شَرِّهِ. . . لأَنَّهُ مِنْ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ شَاعَ الْكُفْرُ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ الأَرْضِ.)
            فكيف يشيع الكفر من أنبياء بنى إسرائيل إلا إذا حرفوا تعاليم الله أو تكتموها، وإلا لحاكمهم شعبهم ولأقاموا عليهم حدود الله! وهذا يدل أيضاً على عدم انتشار كلمة الرب وكتابه إلا بين الكتبة والكهنة فقط ، الأمر الذى ييسِّر عملية التحريف، ونشر الكذب بين الناس ، حتى يضل الشعب كله.
            3) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به، يحرفه غير المؤمنين، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5
            4) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16
            5) (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
            6) (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34
            7) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
            8) (32فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ.) إرمياء 36: 32
            والأمر تعدى وجود تحريفات فى الكتاب ، إلى وجود من يدَّعى أنه يوحى إليه ، ويؤلف كتابًا ينسبه لله.
            9) (6رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ, وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ.) حزقيال 13: 6
            10) (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ, وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ, وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ, لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ, رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَلَهُمْ كَذِباً, قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28
            11) ويتضح نية بنى إسرائيل السيئة فى تحريف كلمة الرب فى قوله لعاموس ، وذلك عن طريق إفساد الأنبياء وأخلاقهم: (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.) عاموس 2: 11-12
            12) (16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ) إرمياء 23: 16
            13) (11«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ أُرْسِلُ جُوعاً فِي الأَرْضِ لاَ جُوعاً لِلْخُبْزِ وَلاَ عَطَشاً لِلْمَاءِ بَلْ لاِسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. 12فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا.) عاموس 8: 11-12
            14) حتى إن كاتب سفر المكابيين قالها صراحة إن هذا الكتاب من تأليفه هو، ومع ذلك تعتبرونه وحسًا من الله: (فإنْ كُنْتُ قد أَحْسَنْتُ التَّأْلِيِف وأَصَبْتُ الغَرَضَ فَذَلكَ مَا كُنْتُ أَتَمَنَّى. وإنْ كَانَ قَد لَحقَنى الوَهَن والتَّقْصيرُ، فإنِّى قد بَذلتُ وسعى.) مكابيين الثانى 15: 39
            ففكر عزيزى المسيحى: متى تحققت هذه النبوءة فى عهد الرب القديم والجديد؟
            15) (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
            ووصية الله هى الناموس والعمل به. فإذا كان الكهنة والفريسيين قد أبطلوا العمل به، وعبدوا الله بالباطل ، فقد كانوا يعبدونه إذن على أصول أخرى ما أنزلها الله فى كتابه. وهى أصول باطلة. الأمر الذى يثبت التحريف والزيغ عن الدين الحق، وتأصيل الباطل عند الناس ، حتى لم يشعروا بفساد هذه التعاليم.
            16) حتى حذرهم عيسى u من تعاليم الفريسيين والصدوقيين: (6وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ») متى 6: 6 أى من (تَعْلِيمِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ). أليس هذا إقرار من عيسى u بقيام الفريسيين والصدوقيين بتحريف تعاليم الكتاب ، والتمسك بالتقاليد؟ أليس هذا هو نفس ما قاله عيسى u للفريسيين والصدوقيين: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
            17) (الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟) أعمال الرسل 7: 53 فكيف لم يحفظوا الناموس ، إلا إذا أدخلوا تقاليدهم واستبدلوا بها تعاليم الله؟
            18) لقد أوكل الله حفظ الكتاب للكتبة ، ولم يقل إطلاقًا إنه سيحفظه ، وإلا لكان حَفِظَ الكتاب الذى كتبه بيديه لموسى على اللوحين، ولكان حفظ ما أعاد موسى كتابته مرة أخرى بعد كسر اللوحين الأوليين، ولكان حفظ ما كُتب على المذبح، ولكان حَفِظَ الكتاب الذى أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا، ولكان حفظ اسمه أيضاً فى هذه الكتب. وبعلمه الأزلى علم أن بنى إسرائيل سيحرفونه بما يتناسب مع ميولهم ، لذلك توعد المحرفين ، وإلا لما استنَّ قانونًا يحذر فيه المحرفين ويتوعدهم. لأنه ليس من العقل أن يُسِنُّ الرب قانونًا لجريمة يعلم أنها لن تتم!! لذلك قال:
            (وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18-19
            (2لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا.) التثنية 4: 2
            (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ».) التثنية 12: 32
            (5كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. 6لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ.) الأمثال 30: 5-6
            والأمر تعدى وجود تحريفات فى الكتاب، وتعدى وجود من يدَّعى أنه يوحى إليه إلى من يؤلف كتابًا ينسبه لله، أو قل يكتب آراءه ثم نسبها الآباء إلى أشخاص لها أسماء شهيرة، ويُعرف عنهم التقوى، وضربوا عليها القداسة. فلا يوجد سفر فى الكتاب عُرفَ كاتبه على وجه اليقين. وهذا ما شهد به لوقا أيضاً فى افتتاحية إنجيله ، وشهد به بولس أيضاً.
            19) (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
            20) (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
            21) ولم ينته التحريف برفع عيسى u بل استمر وعلى نطاق أكبر: (17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 2: 17
            ويتهكم تيرى واتكينز فى الموقع أدناه على قول يسوع للشيطان أثناء فترة اعتقاله أو أسره فى الصحراء (4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ».) لوقا 4: 4،
            http://www.av1611.org/biblewrd.html إعداد Terry Watkins:
            أكرر لقد تهكم تيرى على قول السابق يسوع للشيطان قائلاً: هذا ما قاله الرب للشيطان، وبناءً عليه أظهر الشيطان استسلامه لإجابة يسوع. فكيف انتصر الشيطان فى النهاية، وحُذفت كلمة الرب من كتابه؟
            فقد حذفتها الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت عبارة (بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ)، وشاركتها فى ذلك الترجمة اليسوعية لعام 2000
            فكيف نحيا الآن بكلمة الرب إذا كانت قد حُذفت أو تغيَّرت؟ فهل أنتم تؤمنون حقًا أن هذه الآيات كلمات الله؟
            ثم يسوق قول لوقا 8: 11-12 (11وَهَذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ 12وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا.)
            لقد أصبح الشيطان قادرًا ليس فقط على سلب كلمة الرب من قلوب المؤمنين بها، بل من كتابه نفسه. ولا غرابة فى ذلك! ما المشكلة؟ لقد خطف الشيطان الرب نفسه واعتقله فى الصحراء لمدة أربعين يومًا، وما استطاع فيها الإله الفكاك. وعندما تركه الشيطان ، تركه إلى حين: (لوقا 4: 1-11)
            ولم يستطع ملك من ملائكة الرب الإقتراب من الرب والشيطان وتخليص الرب منه: (11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.) متى 4: 11
            * * *

            تعليق


            • #7
              صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب:
              إن الزعم أنه كان قبل الإسلام العديد من التراجم ، عبر عنها الأنبا شنودة بأنه كانت مترجمة إلى كل لغات العالم فأقول له، إن هذا التعبير وهذه المعلومة غير صحيحة بالمرة. وهذه الترجمات قد تعرضت أيضًا للتحريف، فها هو أستاذ اللاهوت هورن يقول فى الجزء الرابع من تفسيره ص463 عن ترجمة جيروم: ”وقعت التحريفات والإضافات الكثيرة فى هذه الترجمة اللاتينية الشعبية من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر“.
              والقارىء الواعى يعرف أن (فاندايك) الذى قام بالترجمة البروتستانتية، التى تعتمدون عليها، قد حكمت عليه الكنيسة بالإعدام حرقًا على الخازوق!!
              وسأذكر لك تاريخًا صغيرًا لترجمة الكتاب المقدس من اللغة اليونانية الكوين ، والتى كانت قد ماتت، ولم يعد يفهمها الناس، إلى باللغة اليونانية التى يفهمونها، وكيف حاربت الكنيسة الأرثوذكسية هذه التراجم:
              يُقال إن اليونان هى ”مهد حرية الرأى“. وفى الحقيقة هذا رأى خاطىء، يجب علينا أن نتتجنبه. لقد مرت ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة التى يفهمها الإنسان البسيط بصراع طويل ومرير فى نفس الوقت. فهل تعرف من الذى حارب إصدار ترجمة يونانية يفهمها الرجل البسيط؟
              لن تصدق! إنهم رجال الدين أنفسهم!!
              إنهم نفس الرجال الذين يريدون نشر كلمة الرب وتعليمها الشعب!
              إنهم رجال الكهنوت الذين يريدون احتكار هذا الدين وهذا الكتاب لأنفسهم!
              إنهم رجال الكهنوت الذين تصارعوا وتحاربوا وقتلوا وقُتلوا من أجل تمرير كتاب يريد البعض أن يجعله مقدسًا ، وينسبه للرب ، ولا يريد الآخر ذلك!!
              إنهم رجال الكهنوت الذين تقاتلوا من أجل تعريف محدد لشخص يسوع أو أمه فى مجمع نيقية والمجامع التى تلتها!!
              إنهم رجال الكهنوت الذين كذبوا على شعوبهم وأبادوا الكثير من خلق الله فى حروب الرب المقدسة، سواء كانت ما تُعرف باسم الحروب الصليبية، أو غيرها!!
              إنهم رجال الكهنوت الذين هاجمهم الرب فى فقرات كتابية عديدة!
              إنهم رجال الكهنوت الذين حولوا شريعة الرب إلى أكذوبة بخداعهم (إرمياء 8: 8)
              إنهم رجال الكهنوت الذين تنبأوا بالبعل وأضلوا شعب الله، وشاع الكفر من بين أيديهم إلى كل الأرض (إرميا 23: 13 ، 15 ، 16)
              إنهم رجال الكهنوت الذين خالفوا شريعة الرب ، ونجسوا أقداسه، (حزقيال 22: 26-28)
              إنهم رجال الكهنوت الذين سقوا الأنبياء خمرًا ، ومنعوهم من قول كلمة الرب (عاموس 2: 11-12)
              إنهم رجال الكهنوت الذين قال يسوع عنهم إنهم أضلوا شعب الله بتقليدهم الباطل، وجعلوا الشعب يعبد الله عبادة غير صحيحة (متى 15: 6-9).
              إنهم رجال الكهنوت الذين أبطلوا كلمة الله بتقليدهم (مرقس 7: 13)
              فما هى المصلحة التى يجنيها رجال الكهنوت من وراء منع وجود كتاب مقدس بأيدى الناس يسترشدون به فى حياتهم، ويعرفون من خلاله أوامر الرب ونواهيه؟
              قد يظن البعض أنه توجد لغة يونانية واحدة ، وهى التى يتكلمها شعب اليونان. وهذا صحيح بشرط ألا ننسى أنه مرت على اللغة اليونانية أزمنة تغيرت فيها اللغة تمامًا، حتى أصبحت اللغة التى مر عليها عدة قرون لا يفهمها الناس. ومن ثم تدعوا الحاجة إلى وجود تحديث لهذه اللغة وللكتب التى يتعلم منها الناس، وإلا لأدى هذا إلى انتشار الجهل بينهم، ولكان وصف القرآن لا يحيد عنهم: فسيكونون حينئذ كالأنعام تحمل أسفارًا ، لا تفهم ما بها.
              ففى الحقيقة يجب أن يعرف الناس أن اليونانية التى كتبت بها الترجمة السبعينية للعهد القديم لتختلف اختلافًا بيِّنَا عن اللغة اليونانية التى يتحدثها الشعب اليونانى اليوم. فمنذ حوالى 600 عام (أى عام 1400 تقريبًا) أصبح اليونانى لا يفهم هذه اللغة التى كتب بها كتابهم المقدس تمامًا. وأصبحت بالنسبة لهم لغة أجنبية يجب عليهم تعلمها ، مثل الإنجليزية أو العربية. فقد حلت تعبيرات جديدة محل القديمة ، وتغيرت مفردات الثروة اللغوية، وقواعد النحو وكيفية بناء الجملة بصورة تامة.
              فهل تترك القراءة وتتفكر ماذا يعنى هذا وتتدبره؟
              إن هذا لا يعنى إلا أنه ظل الكتاب الذى يقدسونه مهجورًا ، لا يعرف عنه العامة شيئًا مدة من الزمان تقدر ب 1700 عام ، حيث صدرت السبعينية فى القرن الثالث قبل الميلاد. ولن تنتهى حرب رجال الدين على صدور ترجمة مفهومة واحتكارهم فهم الكتاب الذى يقدسونه إلا فى بداية القرن العشرين ، أى 23 قرنًا من الجهل والتجهيل ، وعدم وجود كتاب بين أيدى العامة!! فهل تدبر القارىء تجهيل رجال الدين لهم ، فى طرحهم لسؤال: كيف يُحرف الكتاب المقدس؟ فهل جمعوا كل النسخ التى بأيدى الناس وغيروا ما بها؟ فلم يكن بأيدى الناس نسخًا من الكتاب الذى يقدسونه!!
              ولكننا لا نريد أن نجور على حق بعض المترجمين، ولا نهمل بعض الجهود التى بُذلت فى سبيل وجود ترجمة بين أيدى الناس أو حتى المتخصصين. فمجموعة المخطوطات التى ترجع إلى ما بين القرنين الثالث والسادس عشر تُظهر أنه تمت جهودًا كبيرة لترجمة السبعينية إلى اليونانية الحديثة التى يفهمها الناس آنذاك.
              وهذا لا يعنى إلا أن لغة السبعينية أصبحت غير مفهومة منذ القرن الثالث الميلادى. ويتملكك العجب وتتساءل: هل منذ القرن الثالث الميلادى إلى بداية القرن العشرين كان يُحرِّم الأرثوذكس على اليونانيين وجود ترجمة للسبعينية بين أيدى الناس بلغة يفهمونها؟ وكل ذلك على الرغم من وجود تراجم أخرى بلغات أخرى منذ القرن السادس عشر، واكتشاف الطباعة فى القرن السادس عشر. بمعنى أن هناك فترات زمنية ليس للكنيسة حجة فى نسخ الكتب سواء باليد أو عن طريق الطباعة.
              ففى القرن الثالث قام أسقف نيو قيصرية جريجور (حوالى 213-270) بترجمة كتاب الجامعة من السبعينية إلى لغة يونانية مبسطة.
              وفى القرن الحادى عشر ترجم طوبيا بن إليعازر ، وهوأحد اليهود القاطنين فى مقدونيا ، أجزاء من الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم من السبعينية إلى اللغة اليونانية المستعملة فى عصره. واستخدم فى ذلك الكتابة العبرية للقارىء اليهودى القاطن فى نفس البلد، والذى لم يكن يتكلم إلى اليونانية، ولكنه لا يقرأ إلا الحروف العبرية. ولم تُنشر ترجمة كاملة للأسفار الخمسة الأولى لهذه النوعية من التراجم إلى فى القسطنطينية عام 1547م. واستمر هذا التجهيل للشعب حتى بعدما وقعت المناطق الناطقة باليونانية تحت السايدة العثمانية فى القرن الخامس عشر.
              أى إن الإسلام تسبب فى فتح أعين اليهود والنصارى على واقع كتبهم، وهذا يُضاف إلى قائمة فضل الإسلام على نصارى ويهود المناطق التى فتحها.
              وعلى الرغم من تمتع الكنيسة الأرثوذكسية بمميزات كثيرة فى ظل الحكم العثمانى، إلا أنها أهملت رعاياها وتركتهم فى جهلهم يحيون حياة القروى البائس. وهذا ما قاله الكاتب اليونانى توماس شبيليوس. لقد لاحظ أن ”الهدف الكبير للكنيسة الأرثوذكسية ونظامها التعليمى يتمركز حول حماية متناولى القربان المقدس لديهم من تأثير الدعاية الكاثوليكية والإسلامية. الأمر الذى جعل التعليم فى اليونان يسير فى محله دون أدنى تقدم“.
              كما تمت 18 ترجمة مختلفة لسفر المزامير فى الفترة ما بين 1543 إلى عام 1835 إلى اللغة اليونانية التى يفهمها الشعب اليونانى.
              وكان أول من ترجم الكتاب المقدس للمسيحيين كاملاً إلى لغته اليونانية السائدة فى عصره هو الراهب اليونانى ماكسيموس الكالبوليتى عام 1630. وقام بهذا العمل تحت إشراف كيرولُس لوكاريس بطريارك القسطنطينية وحمايته. ويُعرف عن هذا البطريارك أنه كان يريد إصلاح الكنيسة الأرثوذكسية. إلا أن لوكاريوس كان له أعداء كثيرون من داخل الكنيسة نفسها، وهم الذين أجهضوا هذه المحاولة، ورفضوا وجود ترجمة للكتاب المقدس باللغة اليونانية التى يفهمها الشعب. فاتهموه بالخيانة العليا ، وخُنق باليد. لقد خنقه رجال الدين وملائكة الرحمة بأيديهم!!
              ولا يسعنى هنا إلا أن أذكر أن هؤلاء بعيدون كل البعد عن التعاليم التى نسبت ليسوع ، والتى تنادى بمحبة الآخرين ولو كانوا الأعداء أنفسهم: (39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. ........ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 39-44
              إلا أنه فى عام 1638 تم طباعة 1500 نسخة من ترجمة ماكسيموس ، وبسبب هذه الترجمة أصدر المجمع الكنسى المنعقد عام 1672 ، أى بعد مرور 34 عام من صدور هذه الطبعة ، قرارًا يقضى بأنه ”لا يُسمح بقراءة الكتاب المقدس لكل إنسان، ولا يُسمح بذلك إلا لأولئك الذين تلقوا الدراسة الضرورية للتعمق فى روح هذه المعانى“. وهذا لا يعنى إلا تحريم قراءة الكتاب المقدس إلا على رجال الكهنوت المثقفين فقط!!
              وفى عام 1703 حاول الراهب اليونانى سيرافيم ، (وترجع جذور نشأته إلى جزيرة ليسبوس)، تنقيح ترجمة ماكسيموس وإعادة نشرها ، وعندما لم يتلق الدعم الذى وعده به البلاط الملكى الإنجليزى ، قام هو بطبعه على نفقته الشخصية ، وقد أوضح سيرافيم فى خطاب حماسى ملتهب أهمية أن يقرأ كل مسيحى مؤمن الكتاب المقدس، واتهم القيادة العليا للمسيحية بالتستر على التصرفات الخاطئة ، الأمر الذى يؤدى إلى غياب الشعب فى جب الجهل.
              وكما كان متوقعًا، فقد قُبضَ عليه فى روسيا بتدبير من أعدائه الأرثوذكس، ونفى محرومًا إلى جزيرة سيبريا ، حيث مات هناك عام 1735م.
              ولا يستطيع إنسان تخيل مدى اشتياق الشعب اليونانى آنذاك إلى وجود كتاب مقدس يقرأ فيه كلمة الرب التى يؤمن بها!! ولكن هيهات هيهات فى وجود رجال الكهنوت الذين يستفيدون من جهل شعوبهم! ونلمس هذا الاشتياق من تعبير كتبه فيما بعد أحد رجال الدين اليونانيين بمناسبة صدور نسخة منقحة لترجمة ماكسيموس. فقد قال: ”لقد تلقى اليونانيون الكتاب المقدس بكل مشاعر الحب والاشتياق، وقرأوه، وأحسوا كم ارتاحت أرواحهم من العذاب الذى كان يؤرقها من عدم وجوده، وازدادوا إيمانًا على إيمانهم ....“.
              إلا أن قادتهم الدينيين تخوفوا من ضياع هيبتهم المسيحية وذهاب زعامتهم الدينية إذا فهم الناس الكتاب المقدس من تلقاء أنفسهم. لذلك أصدرت البطرياركية عام 1823 ، وكررت ذلك عام 1836 مؤكدة على وجوب حرق نسخ هذه الترجمة من الكتاب المقدس.
              إن العداوة الكبيرة من ناحية ، والرغبة الجامحة لمعرفة الكتاب المقدس من ناحية أخرى كانوا بمثابة كواليس المسرح والمحرك الخفى وراء الأحداث القادمة. إن الشخصية المرموقة التى لعبت الدور القادم فى ظهور ترجمة أخرى باليونانية التى يفهمها الشعب هو عالم اللغة القدير، وأحد علماء الكتاب المقدس نيوفيتوس فامفاس. وقد كان بصفة عامة مُعَلِّم الأمة.
              وقد كان فامفاس على علم تام بأن الكنيسة الأرثوذكسية مسئولة عن الجهل الدينى للشعب ، وكان على اقتناع تام بضرورة ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اليونانية التى يفهمها الناس ليوقظ إيمانهم. وبتأييد من علماء آخرين بدأ عام 1831 بترجمة الكتاب المقدس إلى لغة الأدب اليونانى ، ونشر ترجمته الكاملة عام 1850 بمساعدة جمعية الكتاب المقدس البريطانية ، حيث رفضت الكنيسة الأرثوذكسية أن تساعده فى عمله هذا. ولم تكتف بالتزام الصمت حيال هذه الترجمة ، بل وصمت فامفاس بالبروتستانتى المعارض، الأمر الذى تسبب فى احتقار الكل له ، ونبذ ترجمته.
              فلك أن تتخيل أن رجال الكهنوت كذابون، وينتهجون سياسة الغاية تبرر الوسيلة!
              أليس هذا هو نفس النهج الذى سار عليه رب الكتاب الذى يقدسونه عندما اتحد مع الشيطان، ووافقه على الكذب لإغواء أخاب؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
              أليست هذه نفس السياسة التى انتهجها رب الصهيونية عندما أمر موسى بالكذب على المصريين لسرقة حليهم، بل ساعدهم بسلطته الإلهية بأن جعل المصريين يوافقون على اقراضهم هذا الحلى؟ (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22
              (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
              فماذا علمهم كتاب الصهيونية غير الكذب وتجهيل الشعب؟ لقد قاست أوروبا على مدى ألف سنة حكمها فيها المسيحية ورجالها من ذوى الجهل والمرض الفكرى والعضوى والإقتصادى والعلمى ، حتى طُلِّقت المسيحية منها للأبد، على النقيض من الإسلام الذى كان منارة العلم والفكر والتقدم للمسلمين، حتى تخل المسلمون عنه، فكان جزاؤهم الجهل والتخلف ، وتجمعت عليها الأمم ، كما تجتمع الأكلة على قصعتها ، وما هم بقليل ، بل هم كثيرون كغثاء السيل!!
              قلنا لقد ترجم فامفاس الكتاب المقدس ، ولكن لم نتعرض لأى نسخة استخدمها فى ترجمته هذه؟ لقد استعمل فامفاس نسخة الملك جيمس فى إصدار ترجمته ، وبالتالى أخذ عنها كل نقص اعتراها ، مستخدمًا نفس النص الذى كان متوافرًا آنذاك ، ونفس النهج اللغوى. وظلت لعدة سنوات هى أفضل التراجم المتاحة للكتاب المقدس باللغة اليونانية الحديثة. لكن المثير للدهشة وجود اسم الرب بصيغة ”يهوه“ فى (التكوين 22: 14، والخروج 6: 3 ، و17: 15 ، والقضاة 6: 24).
              وبصورة عامة لقد استقبل الناس هذه الترجمة المفهومة نسبيًا بفرح غامر، لدرجة أن تناثرت شائعة وجود جمعية الكتاب المقدس البريطانية الأجنبية على أحد المراكب التى رست على أحد جزر اليونان، فأحاط بها العديد من الأطفال بمراكب أخرى، وكان كل منهم يريد نسخة من الكتاب المقدس المترجم ، حتى اضطر قائد المركب للإبحار، خوفًا من نفاد خزينه من الكتب المقدسة فى هذا المكان فقط.
              إلا أن الأعداء لم يقفوا مكتوفى الأيدى، وقد حذر القساوسة الأرثوذكس الناس من هذه الترجمة من الكتاب المقدس، بل صادروها فى أثينا. وفى عام 1833 أمر أسقف جزيرة كريت بإحراق كتب العهد الجديد التى اكتشفها فى أحد الأديرة، حيث خبأ أحد القساوسة نسخة منه ، كما خبأ الناس فى القرى المجاورة كتبهم المقدسة، حتى غادر رجال الدين الجزيرة.
              وبعد مرور عدة سنوات على هذا الحدث حرم المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية فى جزيرة (كورفو) تداول ترجمة فامفاس ، فلم يسمح لها بعد ذلك بالتداول فى الأسواق، وتم إبادة النسخ الأخرى الموجودة. كما أدت اعتداءات رجال الدين المحليين إلى حرق كل نسخة من الكتاب المقدس عثروا عليها، أو أحرقها الناس بمحض إرادتهم خوفًا على أنفسهم من بطش رجال الدين وملائكة الرحمة. الأمر الذى أدى إلى زيادة رغبة الناس فى الحصول على ترجمة للكتاب المقدس!!
              وفى سبعينيات القرن التاسع عشر (1870 تقريبًا) أقرت الملكة ”أولجا“ ملكة اليونان بجهل الشعب اليونانى بكتابه المقدس. وكانت تعتقد أن معرفة شعبها للكتاب المقدس سوف يقويه ويواسيه، وتمنت أن يترجم الكتاب المقدس إلى اليونانية التى يفهمها الشعب بصورة أفضل من يونانية فامفاس. وقد شجع بروكوبيوس رئيس أساقفة أثينا ورئيس المجمع المقدس الملكة فى أمنيتها ، ولكن بصورة غير رسمية. فعندما طالبت المجمع المقدس بالموافقة الرسمية على ترجمة الكتاب المقدس، وطرحه فى الأسواق ، قوبل طلبها بالرفض من بروكوبيوس نفسه.
              كما لو كان لسان حاله يقول: ”على جثتى أن يفهم أتباع الكنيسة هذا الدين، أو يقتنى أحد منهم كتابًا يفهم منه عقيدته، فما تقوله الكنيسة هو الدين، وكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا فى السماء ، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً فى السماء“. ولكنها أصرت على طلبها هذا ، كما لو كان لسان حالها يكرر مع بروكوبيوس نفس ما قاله يسوع لبطرس: ”اذهب عنى يا شيطان أنت معثرة لى“، فتقدمت فى عام 1899 بتقديم طلب آخر ، ولكن رُفض أيضًا. إلا أنها تخطت هذا الرفض وقررت أن تصدر طبعة محدودة على نفقتها الخاصة ، وكان ذلك عام 1900.
              وفى عام 1901 نشرت الجريدة الأثينية الرائدة (أكروبوليس) إنجيل متى باللغة الديموطيقية (اليونانية الحديثة) لأكسندر باليس ، الذى كان يعمل مترجمًا فى ليفربول (إنجلترا) ، وكانت رغبة باليس والعاملين معه هو تثقيف الشعب اليونانى، والتخلص من هزيمة الأمة.
              إلا أن طلاب اللاهوت وأساتذتهم قد هاجموا هذه الترجمة، واتهموها باحتقار ميراث الأمة اليوناني الغالى، وتدنيس الكتاب المقدس. واستنكر يواكيم الثالث بطريارك القسطنطية الترجمة، ورفضها فى تصريح علنى، وأدت المجادلة الحادة إلى نزاع سياسى، حيث عاداه المعسكر السياسى المعارض بصورة سيئة النية استغلالاً لأغراضهم. وابتدأ جزء مؤثر من الصحافة الأثينية بمهاجمة ترجمة باليس ومؤيديها ، ووصفتهم بأنهم ”كفار“ و”خائنين“ و”عملاء القوى الأجنبية“ التى تريد زعزعة استقرار المجتمع الأثينى.
              وتفاقم الأمر وتدهور حتى قام الطلاب من الخامس حتى الثامن من نوفمبر عام 1901 باضطرابات ، أيدتها عناصر محافظة متطرفة من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. وهاجم الطلاب أماكن إدارة الجريدة (أكروبوليس)، وسارت المظاهرة حتى ميدان الملك، واحتلوا جامعة أثينا وطالبوا بإقالة الحكومة. وأسفر هذا الإضطراب إلى موت ثمانية أشخاص على إثر اصطدام بينهم وبين رجال الجيش.
              وفى اليوم التالى أقال الملك رئيس الأساقفة بروكوبيوس ، وبعدها بيومين قدمت الحكومة استقالتها. ثم بعد مرور شهر من هذه الأحداث قام الطلاب مرة أخرى بمظاهرة وأحرقوا علانية نسخة من ترجمة باليس ، ونددوا بشعارات ضد هذه الترجمة ، وطالبوا بتشديد العقوبة على كل من يحاول فى المستقبل أن يترجم الكتاب المقدس. فهو حكر عليهم وحدهم. والموت عقوبة من يحاول أن يفهم دينه مثلهم أو عن طريق أحد غيرهم!!
              وقد أدى هذا إلى تحريم ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اليونانية الحديثة، وهو أسوأ ما فى تاريخ ترجمة الكتاب المقدس.
              وقد رفع هذا الحظر ابتداء من عام 1924. ومنذ ذلك الوقت وباءت بالفشل كل محاولات رجال الدين المتتالية لمنع ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اليونانية الحديثة. وبمرور الوقت بذل العلماء وأساتذة الجامعات كل ما فى وسعهم لإصدار طبعة من الكتاب المقدس باللغة اليونانية التى يفهمها الشعب ، وأدى هذا إلى وجود 30 ترجمة مختلفة من الكتاب.
              فكيف كان الكتاب المقدس منتشرًا، وقد منعت ترجمته، ومنع العامة من قراءته؟

              اعتراف آباء الكنيسة الأول بالتحريف:
              عزيزى القمص مرقس عزيز ..
              لقد اعترف بتحريف الكتاب الذى تقدسه تقريبًا كل علماء المخطوطات ، بل واضعوا مقدمة الكتاب الذى تقدسه بعهديه القديم والجديد، واعترف الكثير من القساوسة والقمامصة والرهبان والأساقفة، بل إن ما قاله الأنبا شنودة نفسه عن هذا الكتاب وكيفية انتقائه له يدل على التحريف.
              وهذا هو ما عبر عنه الأنبا شنودة فى محاضرته المُعَنْوَنة ب (الكتاب المقدس وتحديات العصر) فجاء ضمن رده أنهم يعرضون عليه التراجم المختلفة، وهو ينتقى الأفضل منها من وجهة نظره، ومن وجهة نظر رجال الإكليروس، والتى لا تُثير الشكوك عند المسيحيين المصريين، والتى لا تُخرج المسيحى عن المضمار المرسوم له، ويرفض ما عداه.
              يقول الأنبا شنودة فى محاضرته (الكتاب المقدس وتحديات العصر): «أول مشكلة تقابلنا هي الترجمات الكثيرة للكتاب المقدس وهذه الترجمات بينها وبين بعضها البعض فروق عديدة جائز تكون فروق فى اللغة أو فى الألفاظ، ولكن مع ذلك تثير شكًا عند كثيرين، وممكن ناس يقولولنا هو ده كلام ربنا وكل يوم تقولوا كلام تاني غير الأولانى، حكاية مش مضبوطة. صدقوني لما بيجيني كتاب من اللى اسمه كتاب الحياة ده وهو كتاب مقدس علشان امضي عليه مبرداش امضي عليه مع انه الكتاب المقدس لاني مش موافق علي الترجمة الموجودة احنا مش معناها كل لما تطلع ترجمة في لبنان ننشرها في مصر , مصر بلاد متحفظة , كل يوم ترجمة دي مبتعجبناش يا ربت تستقروا علي ترجمة ونمشي عليها»
              http://www.alhakekah.com/aduio/pop.mp3
              ومعنى ذلك أنه لا يوجد كتاب لكم له معيار واحد، فكل طبعة تختلف عن الأخرى وتحتاج موافقة من البابا، الذى يقرر إن كانت تصلح أم لا!!
              ولم يقف أمام الأنبا شنودة أن يرفض كتاب سمَّاه مقدسًا، بل وحقره على الرغم من اعترافه أنه كتاب مقدس!! فالرب يكتب هذا الكتاب، ويعطى الأنبا شنودة عدم موافقته عليه!!
              ولعل القارىء لاحظ تنكيره لكتاب الحياة (كتاب من اللى اسمه كتاب الحياة ده)، والتى لا تعنى إلا التقليل من شأنه وتحقيره ، إلا أنه فى النهاية أيضًا كتاب مقدس، ولكنه لا يعترف به. فكيف يكون كتاب مقدس وتحقره ولا تعترف به؟!! أكيد هو كتاب مقدس يختلف عن الكتب الأخرى التى يوافق عليها أو يطلب تعديل بعض الكلمات فيها!!
              والأنبا شنودة هنا يوجه كلامه خاصة لهيئة دار الكتاب المقدس اللبنانية، ويُناشدهم بعدم كتابة (طبعة مزيدة ومنقحة) حتى لا ينتاب المسيحى الشك فى كتابه: «طلعتوا طبعة جديدة للكتاب المقدس في أولها ملاحظات تقول دى مزيدة ودى ناقصة فى بعض النسخ) طب ما الكلام ده يشكك يا جماعة, غير المسيحين يقوله علينا ايه , إنتوا بتزودا في الكتاب وبتنقصوا , ودى مش موجودة في نسخ ودى موجودة. فيه حاجة تانى , ياريت ياريت إن القائمين علي طبع الكتاب المقدس يفرقون تماما بين ما يقال في كليات اللاهوت و ما يعطي للمؤمن العادي ليقرأه , المؤمن العادي يتعبه انك تقوله إن دى مزيدة ودى ناقصة ودى موجودة ومش موجودة في نسخ , الكتاب ايضا له شواهد فيه الحاجات دي ليس من شأن المؤمنين ان يقال لهم هذا انما هذا من نوع التشكيك , لما بيجيني كتاب مقدس من هذا النوع برفض امضي عليه , احنا بنتعاون مع بعض في مسألة الكتاب المقدس وأكثر ناس بيخدوا منكم من دار الكتاب المقدس هم الكنسية القبطية الارثوذكسية فيجب ان نراعي مشاعرها في هذه الطبعات».
              ويراعوا مشاعرهم أى لا يكتبون ما يرفضونه، وما يثيرهم!!
              أى يفصلوا لهم الكتاب المقدس على هواهم، وإلا فلن يشتروا منهم هذه الطبعات، ولن يسمحوا له بالتداول داخل مصر، وهم أكثر الناس شراءً لهذه الكتب!!
              ألم أقل لكم أعزائى القرَّاء أن هذا هو نهجهم فى الرد: عدم الاعتراف بالواقع، طمس الحقائق عن العامة، وتسفيه الآخرين وكتبهم وعلمهم، دون أن يعطوا علمًا نافعًا ، لكن فقط يتظاهرون أنهم أصحاب الأقلام التى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها!!
              {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (31) سورة التوبة، أى تركوهم يشرعوا لهم من دون الله تعالى.
              وبالتالى يريدون أن يظل الكتاب الذى يقدسونه بعيدًا كل البعد عما عُثر عليه من مخطوطات يتغنون بها ترجع إلى القرن الرابع الميلادى، وهى تختلف اختلافًا كبيرًا عن المخطوطات التى ترجمت منها ترجمة الفاندايك والتى ترجمت بدورها من الترجمة البروتستانتية للملك جيمس.
              فما موقفك أنت عزيزى المسيحى من كل هذا؟
              يقول الله تعالى لائمًا من يتبع آباءه على غير هدى فيقول:
              {</div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ *</span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ *</span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ *</span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ *</span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ *</span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} (69-74) سورة الشعراء
              {قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} (62) سورة هود
              {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} (87) سورة هود
              {قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } (70) سورة الأعراف
              {قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (54) سورة الأنبياء
              {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} (23) سورة النجم
              {</div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * </span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ * </span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (172-174) سورة الأعراف
              * * *

              يقول الموقع المسيحىhttp://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
              ”لم يكن من الصعب فى القرن الرابع أن يدمر النُسَّاخ بعد قرارات مجمع نيقية المخطوطات الحقيقية ، ويحتفظوا بالأخرى المحرفة ، التى حذفوا فيها ”باسمى“، وأضافوا بدلاً منها ”باسم الآب والابن والروح القدس“ ، وذلك منذ أن أصبحت الألوهية تنسحب تدريجيًا على الطبيعة الثالوثية فى بيئتهم السياسية المشوبة بالدين. (والملحق رقم (5) يبين أنه فى عام 1520م حرفت أيدى الكاثوليك مخطوطة لتقنع إرازموس بنص رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 ، وذلك بإضافتها فى ”النص المستلم“ فى طبعته الثالثة ، وبذلك أُدينت نسخة الملك جيمس KJV [التى أخذت عنها ترجمة الفاندايك] بالتحريف بسبب احتوائها على هذا النص. فإذا كان تحريف رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 حقيقة واقعة ، فلماذا لا نساعد كل إنسان لكى يرى تحريفًا مشابهًا ، تم فيه النيل من نص متى 28: 19 ، أو أى كتابات أخرى غير دينية ، مثل هذا التحريف الذى حدث مبكرًا ، قبل أن تقوم الكنيسة الكاثوليكية بتحريفها هذا. (فهى على الأقل كانت محاولة بيِّنة من أنصار أثناسيوس ، كما نرى هذا فى رسائل إجناتيوس Ignatius المحرفة، وفى التحريف الذى أصاب الديداكى [تعاليم الرسل] ، غير المعروف كاتبها ، وبشأن الكثير من الوثائق الأخرى (ملحق (3).) وبفضل الله ونعمته فقط تبقت لنا لنرى الحق بشأن النص الذى أورده متى فى 28: 19 ، وذلك فى الكتابات الأصلية لأوريجانوس ويوسابيوس وجوستين وأفراهات وهرماس وآخرون لم يُكتشفوا بعد.“
              ”إن العرف السائد كان تحريف النصوص الإنجيلية ، وتحريف كتابات الكتَّاب المسيحيين الأول ، وذلك تحت السلطة الكاملة للبابا وكل رجال الدين الكاثوليك فى هذا الوقت (والحاليين أيضًا). ويُمكننا أن نرى ذلك فى الكلمات التى سطرتها أيدى المحرفين أنفسهم أمثال روفينوس Rufinus (الذى يتباهى فى ختام نسخته الخاصة بتعليق أوريجانوس على "رسالة إلى رومية" فإنه قد عانى من مشاكل عديدة ليملأ الفراغات التى كانت بكتابات أوريجانوس)،
              وكذلك عند جيروم الذى كتب فى مقدمته للأناجيل الأربعة لنسخته المعروفة باسم الفولجاتا للعهد الجديد: (هل يوجد إنسان ، سواء كان متعلمًا أم غير متعلم ، يرغب ... اطلق علىَّ شخصًا محرِّفًا أو مجدِّفًا بسبب وقاحتى وجرأتى فى إضافة أى شىء للكتب القديمة ... التى تمكننى من أن أحمل العار ، وأحتل المركز الأول فى هذا الخزى. أليس هذا أمرك الذى أعطيته لى أيها البابا؟ [داماسوس 383م]).
              ومثال أيضًا للتحريف الذى قام به جيروم ، هو ما قام به بأمر البابا داماسوس فى ترجمته للفولجاتا ، فقد قام باستبدال النص الذى ترجمه أوريجانوس بعد أن صححه فى العمود الخامس من الهكسابلا، وترجم بدلاً منه النص العبرى الموجود لدى يهود فلسطين. أما ما لم يجده عند اليهود فقد ترجمه من العمود الخامس من الهكسابلا, وهذه الترجمة اللاتينية ظل معترفًا بها من الكاثوليك حتى أن مجمع ترنت الكاثوليكى قد أصدر قرارًا عام 1546م بحرمان كل من لا يعترف بجميع الكتب الموجودة فى الفولجاتا. ويرفض هذه الترجمة الطوائف الإنجيلية وبعض طوائف الأرثوذكس والانجليكان.
              ويقول أستاذ اللاهوت هورن فى الجزء الرابع من تفسيره ص463: ”وقعت التحريفات والإضافات الكثيرة فى هذه الترجمة اللاتينية الشعبية من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر“.
              ويقول ص467: ”ولا بد أن لا يغيب عن ذهنكم أبدًا أنه لا توجد ترجمة من التراجم لم تُحرَّف مثل اللاتينية الشعبية ... نسخوها دون أدنى مبالاة ، فأدخلوا فيها فقرات بعض كتاب من العهد القديم فى كتاب آخر، وأدخلوا فقرات بعض كتاب من العهد الجديد فى كتاب آخر، وكذلك أدخلوا تعليقات الهوامش فى المتن“.
              وقد اعترف علماء المسيحيين أنفسهم بهذا التحريف، فالقس ويصا الأنطوانى يقول عن ترجمة أكيلا ص115 نقلا عن (العهد القديم كما عرفته كنيسة الأسكندرية) ص48: لقد آمن أكيلا على أيدى المسيحيين ، ”ولكنه تمسَّك بعلم "التنجيم" الذى تعلمه فى وثنيته فرفضوه. ولكى ينتقم منهم انضم إلى اليهود واختتن؛ فأوكلوا له عمل ترجمة يونانية تحل محل السبعينية التى تمد المسيحيين بالبراهين ضد اليهود“. أى عمل ترجمة مفبركة لصالح اليهود، لتخدم مصالحهم فى مناظراتهم مع المسيحيين، وانتقامًا منهم!!
              أما بالنسبة لترجمة سيماخوس ، التى قامت على ترجمة أكيلا عام 218م ، كما يقول القس ويصا الأنطوانى، فيقول المصدر السابق ص49: ”وتقول الدراسات الحديثة إنه اعتمد فى ترجمته هذه على ما قام به يهود فلسطين من تعديل وتنقيح للسبعينية“. فماذا يعنى تعديل وتنقيح كلمة الرب بالنسبة لك عزيزى القمص؟
              فقد قام يهود فلسطين إذن بالتلاعب فى الترجمة السبعينية ، والتراجم الأخرى، التى تمنوا أن تقوم مقام السبعينية. وعلى هذا الأساس يجب أن تُرفض كل ترجمة كانت مغرضة وتم التحريف فيها.
              كما أن الدراسات أثبتت وجود نحو ستة آلاف اختلاف بين التوراة السامرية (الخمسة أسفار الأولى) والتوراة العبرانية. ويرجع الكثير منها إلى اختلافات العقائد والمقدسات بين الطائفتين، مثال لذلك تثنية 27: 4 والجبل المقدس، هل هو عيبال أم جرزيم.
              يقول القس الدكتور إميل إسحاق عن قبلة العبادة بين اليهود العبرانيين والسامريين، إن اسم الجبل الذى أمر الرب بنى إسرائيل ببناء الحجارة عندها هو عيبال فى التوراة العبرانية، وغيرتها التوراة السامرية واللاتينية إلى جرزيم (الترجمة العربية المشتركة هامش 27: 4 من سفر التثنية ص247).
              العبرية: جبل عيبال وهو جبل للعن وهو أجرد يابس.
              اليونانية: جبل عيبال هو جبل البركة ، وبنى عليه مذبح للرب (تثنية 26: 11)
              السامرية: جبل جرزيم وهو جبل مناسب للبركة لكثرة مياهه.
              ويقول الدكتور القس إميل إسحق ص33-34 حرفيًّا: ”وأهم فروق التوراة السامرية عن النص الماسورى العبرانى هى التى تنبع من العقيدة السامرية. فالجبل المقدس عند السامريين هو جبل جرزيم .. .. ولذلك فإن التوراة السامرية عند الكلام عن بناء المذبح الذى أمر به الرب (تثنية 27: 4-8) تستبدل المكان وتجعله فى جبل جرزيم بدلاً من جبل عيبال.“
              ولم ينتهِ الدكتور القس بل ذكر فروقًا أخرى فقال: ”وهناك تطويل فى بعض المواضع من التوراة السامرية بإضافة نصوص تتعلق بنفس الموضوع مأخوذة من مواضع أخرى من التوراة. فمثلاً الإضافة فى الوصايا العشر بعد الخروج 20: 17 مؤسسة على نصوص سفر التثنية 27: 2-3 ، 4-7 ، 11: 30“ .
              وأعتقد أن هذا اعتراف كاف من الدكتور القس بعدم معاملة هؤلاء الناس لكتابهم معاملة المؤمن لكتاب الله ، هذا إن كانوا يعتبرونه فى داخل نفوسهم كتاب الله.
              والأكثر من ذلك هو وجود تحريفات حدثت فى الكتاب المقدس ، وذلك بلإضافة كتبًا كاملة إلى الكتاب. فقد اختلف الكتاب الذى يقدسونه فى القرن الرابع والخامس عما هو عليه الآن فى القرن الواحد والعشرين. ونلمس ذلك فى النسخة السكندرية والفاتيكانية والسينائية.
              فالكتاب المقدس فى النسخة السكندرية كان يحتوى على أسفار المكابيين الثالث والمكابيين الرابع ، ورسالة أكليمندس الأولى ، وأكليمندس الثانية ، وكلها حُذفت من النسخة الحالية.
              وتحتوى النسخة الفاتيكانية على صلاة منسى والمكابيين ، وقد حُذفوا من الكتاب المقدس الحالى. ولا يوجد بها رسالة تيموثاوس الأولى وتيموثاوس الثانية وسفر الرؤيا ورسالة ثيطس ، وهذه الأسفار موجودة فى النسخ المتداولة.
              وتحتوى النسخة السينائية على رسالة برنابا ، وسفر الراعى لهرماس ، وسفر الرؤيا، والوصايا الاثنى عشر، والأمثال العشرة، وطوبيت المطوَّل، وهو يختلف عن سفر طوبيا الموجود فى المخطوطات الأخرى. هذا بالإضافة إلى اختلافات عديدة بين نصوص الكتب نفسها، ومثال لذلك نص المرأة الزانية فى إنجيل يوحنا، وخاتمة إنجيل مرقس 16: 9-20.
              وكذلك Basil باسيل الكبير القيصرى ، (الذى كتب فى مؤلفهTreatise De Spiritus Sancto الفصل 28 ... فحصت بشك ... لقد تغيرت بالفعل ... حقيقة التلاعب بهذه [الأوراق] ... هذه التى اقتبستها أنا [Basil] بتفصيل تام ...) وكذلك بواسطة آخرين يعتبرهم البعض قديسين لدى الكنيسة الكاثوليكية (ملحق 3)“.
              ونؤيد كلام هذا الموقع العلمى للكتاب المقدس بنصوص من العهد الجديد تُثبت أن التحريف كان قائمًا على قدم وساق من اللحظات الأولى بعد رفع عيسى u ، إن لم تكن هذه المحاولات الآثمة للفهم الخاطىء لتعاليم عيسى u قد تمت فى وجوده نفسه، وحاربها فى حياته، ومنها اخفائهم اسم الله ، وعدم رغبتهم أن يستعمله ويعرفه كل الناس، ومنها فهمهم الخاطىء للسبت وأنه لا يجوز فعل أى شىء فيه، ولا حتى الخير، وفهمهم الخاطىء بعدم أكل التلاميذ من خبز الصدقات، وفهمهم الخاطىء أن المسِّيِّا سيأتى من نسل داود. وقد استفضت فى النقطة الأخيرة فى كتابى (عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا).
              فقد اتهم يسوع نفسه اليهود بالتحريف ، فقال: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
              وحذرهم من تعاليم الفريسيين والصدوقيين: (6وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ») متى 6: 6-12 أى من تَعالِيمِهم. أليس هذا إقرار من عيسى u بقيام الفريسيين والصدوقيين بتحريف تعاليم الكتاب، والتمسك بالتقاليد؟ أليس هذا هو نفس ما قاله عيسى u للفريسيين والصدوقيين: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. ..... 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ»)مرقس7: 7-13
              وها هو لوقا يكتب لصديقه ثاوفيلس ليعلمه أنه لديه التعاليم الصحيحة التى عليه أن يتبع صحتها ليفرزها عن التعاليم الباطلة التى يتناقلها الناس: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
              ويقول بولس فى رسالته إلى أهل غلاطية: (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
              ويقول أيضًا: (17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 2: 17
              بل أقر بولس نفسه أنه سار على درب الكذب، ليربح أى إنسان لدينه وإنجيله: (فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ) كورنثوس الأولى 9: 19-23
              وأقر أنه كذب ليكسب أتباع لدينه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
              * * *

              وفى الحقيقة لم يتناول التحريف نصوصًا معينة فقط، بل تناول أيضًا كتبًا بأكملها. وأعتقد أن هذا بديهى لكل من ألمَّ بتاريخ المسيحية وآبائها فى القرون الأربعة الأولى:
              فقد كان إيريناوس أسقف ليون (120-202م) يؤمن بكتاب الراعى لهرماس ضمن أسفار الرب الموحى بها، وهو لا تعترف به الكنيسة حاليًا.
              وكان ترتليان (145-220م) يؤمن بوحى رسالة برنابا وأنها من أسفار الرب المقدسة ، كما كان يؤمن بقانونية سفر باروخ ، الذى تعتقد الكنيسة أنه مزيف.
              وكان القديس أكليمندس السكندرى (150-215م) يؤمن برسالة برنابا ورؤيا بطرس ورسائل أكليمندس الرومانى وكتاب الديداكى (تعاليم الرسل)، بل كان يؤمن بسفر إسدراس الثالث كسفر إلهى، وهى غير معترف بها حاليًا كأسفار موحى بها من عند الله ، بل حدَّدتها الكنيسة ككتب محرفة (أبوكريفا).
              وكان أوريجانوس (185-253م) لا يؤمن برسالة بطرس الثانية ضمن أسفار الرب الموحى بها. وهى من الكتب الموحى بها لدى الكنيسة.
              وكان هيبوليتس (حوالى 235م) لا يعترف بالرسالة إلى العبرانيين ولا برسالة يعقوب ولا برسالة بطرس الثانية ولا رسالة يوحنا الثالثة ولا برسالة يهوذا. وكلها الآن كتب أقرت الكنيسة أنها كتب إلهية موحى بها.
              وأخرج أثناسيوس (373م) الأسفار القانونية الثانية من قانون أسفار الكتاب المقدس ، وهى التى يؤمن الكاثوليك والأرثوذكس بوحى الرب لها ، ويكفرون البروتستانت لعدم إيمانهم بها ككتب مقدسة أوحى بها الله. وأخرج رسالة إرميا وسفر باروخ من الكتاب المقدس.
              وكان كيرلس الأورشليمى (386م) لا يؤمن بسفر رؤيا يوحنا ضمن أسفار الرب المقدسة ، التى أوحى بها.
              * * *

              اعتراف أوريجانوس بتحريف الكتاب المقدس:
              ويعترف بتحريف اليهود للعهد القديم العلامة الكبير أوريجانوس الذى قام بجهد كبير فى مقارنة ودراسة العهد القديم فى الأصل العبرى والترجمات اليونانية المختلفة التى كانت بين يديه. واستغرق عمله هذا 27 سنةً من عمره. ورغم عمله المضنى هذا أرسل إليه يوليوس أفريكانوس وهو أحد الذين درسوا فى مدرسة الإسكندرية الذى أصبح فيما بعد أسقفًا فى فلسطين ، ينتقده فى شرحه لنبوة دانيال أنه استعمل قصة سوسنَّا العفيفة، وعلَّق على تسبحة الثلاثة الفتية.
              فقال له أوريجانوس إنه يعلم أن “تاريخ سوسنَّا التى فى سفر دانيال المستعمل الآن فى كل كنائس المسيح فى ترجمته اليونانية لا وجود له فى العبرية ، وكذلك قصة البعل والتّنين .. هل نستبعد هذه الترجمة المستعملة فى كنائسنا ، ونوصى الإخوة أن يطرحوا الكتب المقدسة المنتشرة بينهم ، ونتملق اليهود متوسلين إليهم أن يعطونا ما عندهم من نصوص أصيلة خالية من التزييف؟!“
              أليس هذا اعتراف من أوريجانوس بأن النصوص اليونانية التى بحوزته مزيفة، وأن اليهود يهيمنون على الأصول غير المحرفة، ولا يريدون أن يظهروها لهم؟ ألا يدل تبرئة بابا الفاتيكان لليهود من دم يسوع أن تحت أيديهم وثائق تشير إلى عدم قتل يسوع ، أو البشارة بالرسول r ، وأنه هو المسيح الرئيس ، المعروف باسم المسِّيِّا، ويخشى بابا الفاتيكان من إظهارها، خوفًا من ارتداد قومه، وفقده لسلطانه، فقام من فوره بمصالحة اليهود وتبرئتهم من دم المسيح؟
              اقرأ نصوص إدانة اليهود فى الكتاب المقدس نفسه ، ثم فكر هداك الله كيف تجرأ بابا الفاتيكان على تبرئة اليهود من دم إلههم ومُخالفة الكتاب الذى يؤمن بقداسته: (3حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ الَّذِي يُدْعَى قَيَافَا 4وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ. ... ... 47وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ. ... ... حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوُا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. ... ... 57وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. ... ... 59وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ. ... ... 15وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَاداً فِي الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيراً وَاحِداً مَنْ أَرَادُوهُ. 16وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى بَارَابَاسَ. 17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. ... ... 20وَلَكِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَ حَرَّضُوا الْجُمُوعَ عَلَى أَنْ يَطْلُبُوا بَارَابَاسَ وَيُهْلِكُوا يَسُوعَ. 21فَسَأَلَ الْوَالِي: «مَنْ مِنَ الاِثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟» فَقَالُوا: «بَارَابَاسَ». 22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: «لِيُصْلَبْ!» 23فَقَالَ الْوَالِي: «وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟» فَكَانُوا يَزْدَادُونَ صُرَاخاً قَائِلِينَ: «لِيُصْلَبْ!» 24فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ». 25فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا». 26حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ.) متى 26: 3 إلى متى 27: 26
              ويواصل أوريجانوس قائلاً: ”هل نفترض أن العناية الإلهية المكروز بها فى الكتب المقدسة لمنفعة كنائس المسيح لم تُعر اهتمامًا بالذين مات المسيح لأجلهم واشتراهم بدمه؟ هؤلاء الذين لأجلهم لم يشفق على ابنه بل أسلمه لأجلهم ألا يهبهم معه كل شىء؟ لأجل كل هذه الأسباب أذكّرك بهذه الكلمات: "لا تنقل التخم القديمة الذى وضعه آباؤك" (أم 22: 28). لا أقول هذا لأردع الباحثين فى الأسفار اليهودية ومقارنتها مع ما لدينا من نصوص وقراءات مختلفة فهذا ما فعلته بكل طاقتى، لأحصل على المعنى الموجود فى كل النصوص والقراءات المختلفة، معتنيًا بالسبعينية، حتى لا أُسلِّم فى يد الكنائس التى تحت السماء أى شىء مزيَّف، ولا أعطى فرصة للمقاومين أن يتهموا جماعتنا“ نقلاً عن العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية ، دار مجلة مرقس ، 1994 ص56-57
              لقد وافق أوريجانوس إذن على الترجمة السبعينية، طمعًا فى توحيد الكنائس، وحتى لا يطرح أتباع الكنيسة كتبهم، وخوفًا من مهاجمة الهراطقة لهم، وانتقاد شعب الكنيسة لأعمالهم. لقد كان عمله إذن ليس خالصًا لله وللحق ، ولم يكن متجردًا فى البحث وتقصِّى الحقائق. لقد اعترف بهذا القول أنه اضطر للكذب على شعب الكنيسة، وعدم إظهار الحقيقة.
              ويواصل المرجع السابق ص57-58 قائلاً: ”أمَّا سبب غياب بعض الأسفار من العهد القديم العبرى لدى اليهود فيرجع ـ حسب تعليل أوريجانوس ـ إلى رغبتهم فى إخفاء كل ما يمس رؤساءهم وشيوخهم ، كما هو مذكور فى بداية خبر سوسنَّا: "وعُيِّنَ للقضاء فى تلك السنة شيخان من الشعب وهما اللذان تكلَّم الرب عنهما أنه خرج الإثم من بابل من القضاة والشيوخ". ويقدِّم أمثلة من الإنجيل لتأكيد ما يقوله ، حيث يخاطب السيد المسيح الكتبة والفريسيين بقوله: "لكى يأتى عليكم كل دم زكى سُفكَ على الأرض من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريا بن برخيا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (مت 23: 35) فالسيد المسيح هنا يتكلم عن وقائع حدثت ، كما يكتب أوريجانوس ، ومع ذلك لم تُذكر فى العهد القديم. ثم يتساءل: أين جاء فى الأسفار المقدسة شىء عن الأنبياء الذين قتلهم اليهود؟ ثم يورد أوريجانوس مثلاً آخر من رسالة العبرانيين: "آخرون تجرَّبوا .. .. نُشروا ، جُرِّبوا ماتوا قتلاً بالسيف" (عب 11: 36و37). لأنه معروف فى التقليد اليهودى خارجاً عن الأسفار العبرية أن إشعياء النبى فقط هو الذى نُشر بالمنشار.“
              فعلى الرغم من أن بولس يذكر أنهم كثيرون من الأنبياء الذين نُشروا بالمناشير ، لا يذكر العهد القديم نبيًا واحدًا ، ولا حتى إشعياء الذى يعترف التقليد اليهودى أنه مات منشورًا!!
              وأنقل رده على أفريكانوس بشأن قصة سوسنا ، وهو نموذج يكفى للغرض: ” في الرد علي ذلك أقول لك, ما ينبغي أن نفعله مثل كل هذه الحالات وليس فقط في حالة قصة سوسنة, تلك القصة التي نجدها في كل كنائس المسيح في النسخة اليونانية التي يستخدمها اليونانيون , ولكن لا توجد في النسخة العبرية, فلا تحتوي النسخة العبرية أيضا علي الفقرات التي قلت إنها في آخر الكتاب، تلك التي تتحدث عن الصنم بال والتنين. ليست فقط تلك الفقرات بل آلاف الفقرات, ولقد أدركت ذلك عندما كنت بإمكانياتى الصغيرة أجمع النسخة العبرية مع نسختنا.“ (ترجمة محمود أباشيخhttp://www.burhanukum.com/content/view/130/37/
              ويعترف بذلك القديس أغسطينوس ، فقد جاء فى تفسير هنرى واسكات فى المجلد الأول نقلاً عن (دلائل تحريف الكتاب المقدس ص32-33): “إن القديس أغسطينوس كان يقول: إن اليهود قد حرفوا النسخة العبرانية فى إبان الأزمنة القديمة الذين قبل زمن الطوفان وبعده إلى زمن موسى u ، وفعلوا هذا بعد المسيح لتصبح الترجمة اليونانية غير معتبرة ، ولعناد الدين المسيحى. ومعلومًا أن الآباء القدماء المسيحيين كانوا يقولون مثله ، وكانوا يقولون إن اليهود حرفوا التوراة فى سنة مائة وثلاثين ميلادية“.
              * * *

              تعليق


              • #8
                اعتراف جيروم بتحريف الكتاب المقدس:
                مقدمة كتاب أسئلة العبرانيين ترجمها إلي العربية محمود مختار أباشيخ:
                ”سوف أجعل هدفي الأول هنا أن أشير إلي خطأ من يشكون في [عدم] وجود أخطاء في النسخة العبرية، أما هدفي الثاني فهو تصحيح تلك الأخطاء ومن الواضح أن الأخطاء انتقلت إلي النسخة اليونانية واللاتينية بسبب اعتمادها علي المرجع الأصلي الخاطئ، وبالإضافة إلي ذلك، سوف أقوم بتوضيح الأشياء والأسماء والبلدان صرفيا ( أي إعادة الكلمات إلي أصلها) وذلك إن كانت ليست واضحة في اللاتينية، ويكون ذلك بإعادة صياغتها باللغة الدارجة.
                ولكي يسهل علي الدارسين معرفة ما قمت به من تصحيحات، أقترح في البدء أن نحدد القراءة الصحيحة، وأنا قادر علي فعل ذلك الآن، ثانيًا: ثم بعد ذلك نأتي بالقراءات اللاحقة ونقارن بما حددنا في الأول، ثم نشير علي ما أنقص، أو أضيف أو بدِّل، وليس هدفي من هذا أن أدين الترجمة السبعينية كما يدعِى علي الحساد ولا أقصد بعملي أن أنتقص من مترجمي النسخة السبعينية ولكن الحقيقة هي أن ترجمتها كانت بأمر من الملك بطليموس في الإسكندرية، وبسبب عملهم لحساب الملك، لم يرد المترجمون أن يذكروا كل ما يحتويه الكتاب المقدس من الأسرار خاصة تلك التي تعد لمجىء المسيح، خشية أن يظن الناس أن اليهود يعبدون إله آخر لأن الناس كانت تحترم اليهود في توحيدها لله بل إننا نجد أن التلاميذ وأيضًا ربنا ومخلصنا وكذلك الرسول بولس استشهدوا بنصوص من العهد القديم ونحن لا نجدها في العهد القديم، وسوف أسهب في هذا الموضوع في مكانه المناسب.
                كما أن يوسفوس المؤرخ اليهودي أخبر أن المترجمين ترجموا فقط أسفار موسى الخمسة ومن الواضح أن الأسفار الخمسة أكثر الأسفار انسجاما من نسختنا بينما ترجمات أكيلا ، سيمشيس [سيماخوس] وثيودوشن تختلف اختلافا كبيرا عن النسخة التي نستخدمها.“
                مقدمة القديس جيروم بالإنجليزية علي الروابط التالية
                http://www.ccel.org/fathers/NPNF2-06/prefaces/hebquest.htm
                http://www.theworkofgod.org/Bible/Sermons/SJerome.htm
                * * *

                اعتراف القديس جوستن مارتن بتحريف الكتاب المقدس:
                ففى الفصل 71 من حوار مع تريفو (Dialogue with Trypho) يقول القديس جاستن مارتن: ”وأنا بعيد كل البعد من أن أضع ثقتي في معلميك (اليهود) الذين يرفضون الإعتراف بالنسخة السبعينية، التي ترجمها السبعون بأمر من بطليموس ملك مصر. وأخذوا في تلفيق نسخة أخري. وأرغب منك أن تدرك أنهم حذفوا كليًة نصوصًا كثيرة من تلك النسخة التي ترجمها السبعون. إن هذا الرجل الذي صلب عبر عنه بتعبيرات تثبت أنه إله وإنسان وأنه يصلب ويموت. ولأني أعلم أنكم لا تقرون بذلك فسوف أتجنب تلك النقاط وسوف أناقشك معتمدًا علي النصوص التي مازلتم تعترفون بها.“
                ويعترف فى الفصل 72 بحذف نصوص من سفر عزرا وإرميا ، ويُنصح بقراءة الترجمة كاملة على موقع:
                http://www.rudood.com/rd/modules.php?name=News&file=article&sid=260&mode=&o rder=0&thold=0
                إن الكثير من المواضع التى استشهد بها جستين الشهيد واحتج بها على تريفون اليهودى حذفها اليهود وأسقطوها من كتابهم ، يشير إلى ذلك اللاهوتى واتسن فى المجلد الثالث من تفسيره ، وهو نقل مؤلفه عن رسالة الإلهام المأخوذة من تفسير بنسن، فيقول فى ص32 ج3: ”إنه من المؤكد لدينا دون شك أن المواضع التى احتج بها جستن على اليهود فى مناظرته إياهم قد أسقطوها فى عهد جستن وأرينايوس، وقد كانت موجودة بالكتاب المقدس ، ولكنها غير موجودة الآن ، مثل الموضع الذى كان بسفر إرميا ، وكتب عنه الدكتور كريب فى حاشية ارينايوس: إنه من المعروف أن بطرس لما كتب الآية 4-6 من رسالته كانت تلك البشارة فى خياله“. (دلائل تحريف الكتاب المقدس ج4 ، ص10)
                وحتى لا أتركك عزيزى المسيحى بين مصدق ومكذب أسوق إليك هذا المثال من الكتاب الذى تؤمن بقداسته: جاء فى سفر الملوك الأول 22: 38 والذى يقول (وحملوا جثته إلى السامرة ودفنوها هناك وغسلوا المركبة فى بركة السامرة فلحست الكلاب دمه كما قال الرب ، وفى الماء الملون بدمه اغتسلت البغايا.)، وقد علق هامش الترجمة العربية المشتركة والمعتمدة لدى الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت على هذه النبوءة بقوله: ”لم يحتفظ العهد القديم بهذه النبوءة المتعلقة باغتيال البغايا“.
                أما بالنسبة لرسائل أغناطيوس فيقول أندرو ميلر فى (مختصر تاريخ الكنيسة ص108): “وقد تشكك البعض فى صحة مصدر الرسائل المنسوبة إلى أغناطيوس ، بينما افترض البعض الآخر أنه قد حدث الكثير من التحريف فيها لصالح أغراض خاصة” فكيف يكون لهذا الكتاب سند ، بينما يتشكك علماؤكم وشهود العيان فى بعض الكتب المعتبرة عند البعض الآخر؟
                ويقول (يوسابيوس ك9 ف5 ص408) عن التحريف بموافقة الإمبراطور، وكيف فُرض قسرًا على الشعب: ”وإذ زوروا سفرًا عن أعمال بيلاطس ومخلصنا ، مليئًا بكل أنواع التجديف على المسيح ، أرسلوه بموافقة الإمبراطور ، إلى كل أرجاء الإمبراطورية الخاضعة له ، مع أوامر كتابية تأمر بأنه يجب تعليقه علنًا أمام أنظار الجميع فى كل مكان، فى الريف والمدن،وأن المدرسين يجب أن يعلموه لتلاميذهم، بدلاً من دروسهم العادية، وأنه يجب دراسته وحفظه عن ظهر قلب“.
                بل قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئًا لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس ك6 ف25)
                وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: “قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئًا إلى جميع الكنائس ، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور“. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
                * * *

                اعتراف القديس أغسطينوس بتحريف الكتاب:
                ويعترف بهذا التحريف القديس أغسطينوس ، فقد جاء فى تفسير هنرى واسكات فى المجلد الأول ما نصه: “إن القديس أغسطينوس كان يقول: إن اليهود قد حرفوا النسخة العبرانية فى إبان الأزمنة القديمة الذين قبل زمن الطوفان وبعده إلى زمن موسى u، وفعلوا هذا بعد المسيح لتصبح الترجمة اليونانية غير معتبرة، ولعناد الدين المسيحى. ومعلوماً أن الآباء القدماء المسيحيين كانوا يقولون مثله ، وكانوا يقولون إن اليهود حرفوا التوراة فى سنة مائة وثلاثين ميلادية”. نقلاً عن (دلائل تحريف الكتاب المقدس ج1 ص32-33)
                * * *

                اعتراف ابن عزرا الحبر اليهودى بتحريف الكتاب:
                ويقول الدكتور منقذ السقار فى كتابه (هل العهد القديم كلمة الله) تحت عنوان (اعترافات مثيرة): “وبعد هذا كله كان لابد من أن يعترف أهل الكتاب بعدم صحة نسبة الأسفار الخمسة لموسى، وقد كان من أوائل من فعل ذلك منهم ابن عزرا الحبر اليهودي الغرناطي (تـ 1167م) حين ألغز ملاحظته فقال في شرحه لسفر التثنية: "فيما وراء نهر الأردن .. .. لو كنت تعرف سر الإثني عشر.. كتب موسى شريعته أيضاً... وكان الكنعاني على الأرض ... سيوحي به على جبل الله ... ها هوذا سريره، سرير من حديد، حينئذ تعرف الحقيقة " ولم يجرؤ ابن عزرا على كشف الحقيقة فألغزها.
                وقد فسر اليهودي الناقد اسبينوزا قول ابن عزرا بأنه يريد أن يقول إن موسى لم يكتب التوراة لأن موسى لم يعبر النهر، ثم سفر موسى قد نُقِشَ على اثني عشر حجراً بخط واضح، فحجمه ليس بحجم التوراة، .. .. .. ثم كيف يذكر أن الكنعانيين كانوا حينئذ على الأرض؟ فهذا لا يكون إلا بعد طردهم منها، وأما جبل الله فسمي بهذا الاسم بعد قرون من موسى، وسرير عوج الحديدي جاء ذكره في التثنية (3/11-12) بما يدل على أنه كتب بعده بزمن طويل.
                * * *

                اعتراف القس نورتُن بتحريف الكتاب:
                ويعترف أيضاً في القرن التاسع عشر القس نورتن بعدم صحة نسبة الأسفار لموسى فيقول: “التوراة جعلية يقينًا، وليست من تصنيف موسى”.
                فى الحقيقة عزيزى القمص مرقس عزيز إن كل عالم صادق وموضوعى للكتاب الذى تقدسه، ولا يبتغى مكسبًا ماديًا أو معنويًا يقر بهذا الواقع الذى لا مفر منه. ويمكنك أن تدرك ذلك فى الكتاب الواحد، فلست مضطرًا إلى أن تقارن بين الترجمات المختلفة التى تعتمد على مخطوطات مختلفة لتدرك هذا التحريف.
                * * *

                تحريفات حديثة للكتاب القديم:
                وهذه قائمة مصغرة لما تم حذفه من ترجمة الملك جيمس القديمة ، التى هى أصل ترجمة الفاندايك البروتستانتية التى تعتمد عليها الكنيسة الأرثوذكسية، أو إنزاله إلى هامش الصفحة.
                NIV = The New International Versionالترجمة العالمية الجديدة
                NASV = The New American Standard Bibleالترجمة القياسية الأمريكية الجديدة
                NKJV = The New King James Version ترجمة الملك جيمس الجديدة
                RSV = The Revised Standard Versionالترجمة القياسية المنقحة
                NRSV = The New Revised Standard Versionالترجمة القياسية المنقحة الجديدة
                NCR = The New Century Versionنسخة القرن الحديثة
                LIV = The Living Bible ترجمة كتاب الحياة

                الآيات التى تم استبعادها من الكتاب المقدس:
                اسم الترجمة ç
                NIV
                NASV
                NKJV
                RSV
                NRSV
                NCV
                LIV
                ê VERSE
                متى 12: 47
                هامش
                حُذفت
                هامش
                متى 17: 21
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                متى 18: 11
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                متى 21: 44
                هامش
                حُذفت
                هامش
                هامش
                متى 23: 14
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                مرقس 7: 16
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                مرقس 9: 44
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                مرقس 9: 46
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                مرقس 11: 26
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                مرقس 15: 28
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                مرقس 16: 9-20
                هامش
                هامش
                هامش
                حُذفت
                هامش
                هامش
                هامش
                لوقا 17: 36
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                لوقا 22: 43
                هامش
                هامش
                هامش
                حُذفت
                هامش
                لوقا 22: 44
                هامش
                هامش
                هامش
                حُذفت
                هامش
                لوقا 23: 17
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                لوقا 24: 12
                هامش
                حُذفت
                هامش
                لوقا 24: 40
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                يوحنا 5: 4
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                يوحنا 7: 53-8: 11
                هامش
                هامش
                حُذفت
                هامش
                هامش
                هامش
                أعمال 8: 37
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                أعمال 15: 34
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                أعمال 24: 7
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                أعمال 28: 29
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                رومية 16: 24
                حُذفت
                حُذفت
                هامش
                حُذفت
                حُذفت
                حُذفت
                2كو 13: 14
                حُذفت
                يعقوب 1: 8
                حُذفت
                حُذفت

                The New King James Version (NKJV) referenced is the #401, Thomas Nelson Publishers, 1979, 1980, 1982, with footnotes.

                فكيف سنحيا بكلام الرب وقد حذف الشيطان بعضه؟
                ألا يدل ذلك عزيزى القمص على تحريف الكتاب الذى تقدسه؟
                فإن لم يدل على ذلك فإليك اعتراف (دين جون وليام بورجون) الذى قارن المخطوطتين السينائية والفاتيكانية فى كتابه (النسخة المنقحة) الذى صدر عام 1881، وذكر به قائمة تحتوى على حقائق مؤكدة لم ينكرها أحد من العلماء عن هاتين المخطوطتين.
                السيد بورجون فى صفحة رقم 11 أنه من غرائب القول أن نذكر أن المخطوطتين الفاتيكانية والسينائية فى العشرين سنة الماضية قد احتلتا السيادة فى خيال علماء نقد النصوص، والتى يمكنها أن تكون خرافة، لا أساس لها من الواقع أو الصحة. ولا يهم أنه تم اكتشاف أنهما يختلفان جذريًا ليس فقط بنسبة 99% عن النص الماسورى ، ولكنهما يختلفان أيضًا عن بعضهما البعض.
                ففى العهد الجديد ، ونخص بالذكر الأناجيل بمفردها قد حذفت المخطوطة الفاتيكانية على الأقل 2877 كلمة ، وأضافت 536 ، واستبدلت 935 كلمة بأخرى، وقامت بنقل مواضع 2098 كلمة ، وحورت معنى 1132 كلمة ، أى تم التحريف فى 7578 كلمة ، وهو مجموع ما سبق!!
                أما بالنسبة للسينائية فقد حذفت 3455 كلمة، وأضافت 839 كلمة ، واستبدلت 1114 كلمة ، ونقلت 2299 كلمة عن مواضعها ، وحورت معنى 1265 كلمة ، أى تم التحريف فى 8972 كلمة ، وهو مجموع ما سبق!!
                مع الأخذ فى الاعتبار أن الحذف أو الاضافة أو الاستبدال أو تحوير المعنى أو تغيير موضع الكلمة لم يستهدف نفس الكلمات فى كلتا النسختين. وأنه من الأسهل أن تجد جملتين متناقضتين عن أن تبحث عن جملتين تتفقان تمامًا مع بعضهما البعض.
                وفى صفحة 319 يقول فى ملاحظاته: ”إن الأناجيل الأربعة فقط للمجلد الفاتيكانى تحتوى على 589 قراءة مختلفة خاصة بها ، مؤثرة بذلك فى معنى 858 كلمة. بينما تجد فى السينائية 1460 قراءة مختلفة تؤثر فى معانى 2640 كلمة“.
                وتحت عنوان فقرات مخرَّبة أو محذوفة يقول (ويل كيمى):
                إن المجلد السينائى يحذف تمامًا الجُمل الآتية ، بينما يتضمنها المجلد الفاتيكانى: فقد حُذفت منها (متى 24: 35) والتى تقول: (35اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.).
                وحُذف من السينائية أيضًا: (لوقا 10: 32) (32وَكَذَلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ.)
                وحُذف من السينائية أيضًا: (لوقا 17: 35) (35تَكُونُ اثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعاً فَتُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى.)
                وحُذف من السينائية أيضًا: (يوحنا 9: 38) (38فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ». وَسَجَدَ لَهُ.)
                وحُذف من السينائية أيضًا: (يوحنا 16: 15) (15كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.)
                وحُذف من السينائية أيضًا: (يوحنا 21: 25) (25وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ.)
                وإلى اليوم مازلت تقرأ عزيزى القمص فى الكتاب الذى تقدسه بين يديك نصوصًا غير موجود فى أقدم المخطوطات، واعترفت كل الدوائر العلمية المختصة بأن هذه النصوص أُقحمت فى الكتاب، وأضرب مثالين لهذا. أحدهما يُمثل عقيدة أصيلة فى المسيحية، وهى عقيدة التثليث. وهذا النص هو رسالة يوحنا الأولى 5: 7، والتى تقول: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.)
                وأبدأ بما قاله الأنبا شنودة فى كتابه (سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة لاهوتية وعقائدية أ) ص 22-23، فهو يقول ردًا على استفسار حول عدم وجود هذا النص: (إن كانت هذا الآيه لم توجد في بعض النسخ فلعل هذا يرجع إلى خطأ من الناسخ، بسبب وجود آيتين متتاليتين (1يو7:5 ،8 ) متشابهتين تقريباً في البداية والنهاية هكذا الذين يشهدون في السماء وهؤلاء الثلاثة واحد ـ والذين يشهدون على الأرض وهؤلاء الثلاثة في الواحد . ومع ذلك هذه الآية موجودة في كل النسخ الأخرى ، وفي النسخ الأثرية).
                أولاً: لقد اعترف الأنبا شنودة عزيزى القمص مرقس عزيز أنه من الممكن أن يتطرق خطأ ما إلى الكتاب الذى تقدسه ، سواء كان هذا فى المخطوطات المترجم عنها، أو فى الترجمة نفسها، وهذا يضطرك إلى تغيير اسم كتابك وأفكاركم عن (استحالة تحريف الكتاب المقدس)!!
                ثانيًا: أعطى الأنبا شنودة إجابة غير دقيقة عن وجود هذه الآية فى المخطوطات، الأمر الذى ينفى عنه وجود الروح القدس المرشدة للحق، وتجعله مثل باقى البشر يُخطىء ويُصيب.
                ثالثًا: أراد الأنبا شنودة أن يهوِّن من هذا الأمر، وأن يوهم القارىء أن هذا الخطأ وقع في نسخة واحدة فقط، أما باقي النسخ فهى تحتوى على هذا النص. وبالطبع لم يذكر أسماء هذه المخطوطات.
                وهذا الكلام يخالف ما ذكرته دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة (مخطوطات العهد الجديد) فهي تقول: (وقد حدثت أحياناً بعض الإضافات لتدعيم فكر لاهوتي، كما حدث في إضافة عبارة "واللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة" (1يو5: 7) حيث أن هذه العبارة لا توجد في أي مخطوطة يونانية ترجع إلى ما قبل القرن الخامس عشر، ولعل هذه العبارة جاءت أصلاً في تعليق هامشي في مخطوطة لاتينية، وليس كإضافة مقصودة إلى نص الكتاب المقدس، ثم أدخلها أحد النسَّاخ في صلب النص.).
                وإليك اعتراف آخر قاله جون ستون فى ”التفسير الحديث للكتاب المقدس – إنجيل مرقس“ ص141، فهو يقول: «هذا العدد بأكمله يمكن اعتباره تعليقا أو إضافة بريق ولمعان. ويشبهها فى ذلك عبارة فى الأرض فى العدد الثامن. ويدعو بلمر هذه القراءة أنها لا يمكن الدفاع عنها ويسجل أدلة فى عشرة صفحات على أنها مفبركة .... فهذه الكلمات لا توجد فى أى مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر وقد ظهرت هذه الكلمات أول ما ظهرت فى مخطوطة لاتينية مغمورة تنتمى إلى القرن الرابع ثم أخذت طريقها إلى النسخة المعتمدة وذلك بعد أن ضمها إيرازموس فى الطبعة الثالثة لنسخته بعد تردد. ولا شك أن الكاتب تأثر بالشهادة المثلثة التى فى العدد الثامن ، وفكر فى الثالوث. لذلك اقترح شهادة مثلثة فى السماء أيضاً. والواقع أن تحشيته ليست موفقة فالإنجيل لا يعلم أن الآب والابن والروح القدس يشهدون جميعا للابن ولكنه يعلم أن الآب يشهد للابن عن طريق الروح القدس».
                فهذه العبارة لا توجد فى المخطوطات الآتية:السينائية - الفاتيكانية - السكندرية - القبطية الصعيدية - القبطية البحيرية - الأرمينية - الأثيوبية - الجورجية - السلافية - 048 VID ـ 33 ـ 88 ـ 322 ـ 323 ـ 436 ـ 945 ـ 1067 ـ 1175 ـ 1241 ـ 1292 ـ 1409 ـ 1505 ـ 1611 ـ 1735 ـ 1739 ـ 1846 ـ 1881 ـ 2138 ـ 2298 ـ 2344 ـ 2464 (نقلا عن تحريف الكتاب المقدس، ص 57-58)
                وقد وضعها مترجم كتاب الحياة بين قوسين معكوفين ، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب!!
                أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة فقد حذفوا النص ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله، فحذفوا ما تحته خط: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)
                وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).
                وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟
                أما ترجمة الكاثوليك لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.
                أما الترجمة الكاثوليكية للأباء اليسوعيين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به.
                وأقول له: إن معنى هذا أنه لا يوجد تطابق بين ما تسمونه أقدم النسخ لديكم ، والتى تسمونها أصول الكتاب المقدس!!
                فقد وجد هذا النص فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر وهذه هى أرقام المخطوطات 61 و88 و429 و629 و636 و318 و2318 و221.
                والمخطوطة الأخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر أى بعد ألف سنة، وموجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.
                ومعنى ذلك أنه لا يوجد أى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى أى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم أربعة كُتِبَ فيها النص على الهامش. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت إلى اليونانية.
                والقصة واضحة: لقد لفت نظر أحد النساخ لفظ ثلاثة الموجود فى العدد الثامن 8 "والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد." فلم يجد مانع من أن يضيف على لسان يوحنا ثلاثة أخرى لتساعده فى إثبات عقيدة التثليث التى لا تجد لها أى نص صريح فى الكتاب المقدس.
                ويقول بعض علمائهم إن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة ما، تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم ، ثم وجدت هذه الإضافة طريقا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.
                وقد سُئِلَ عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص. هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب ، وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية. والسؤال كيف يجادل أحد والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟
                كيف تُجادل عزيزى القمص فى تحريف هذا الكتاب وقد ألفت الكنيسة مخطوطة وضغطت على إيرازموس لإدخالها ضمن متن نص كتابك الذى تقدسه؟
                * * *

                والمثال الآخر الذى أسوقه تدليلاً على أنك عزيزى القمص مازلت تقرأ نصوصًا لم يوح بها الرب، ولا توجد فى أصول المخطوطات، ومع ذلك تعتبرها مقدسة. وهذا النص الذى سنتكلم عنه هو فقرة كاملة من إنجيل مرقس وهى (16: 9-20):
                لقد رفض هذه الفقرة العديد من طبعات الكتاب الذى تقدسه. كما يرفضها النقد العلمى. الأمر الذى حدا بالأب متى المسكين أن يرفض اعتبارها من متن إنجيل مرقس. لذلك قال بعد أن انتهى من شرح (مرقس 16: 8): (أما الآيات الاثنتا عشرة الباقية (16: 9–20) فقد أثبتت أبحاث العلماء المدققين أنها فقدت من الإنجيل، وقد أعيد كتابتها بواسطة أحد التلاميذ السبعين المسمّى بأريستون. وهذا التلميذ عاش فى القرن الأول. وهذه الآيات الاثنتا عشرة جمعها أريستون من إنجيل ق. يوحنا وإنجيل ق. لوقا ليكمل بها القيامة. هذه الآيات لم نتعرض لها ولم نشرحها ، ولكن أعطينا عوضًا عنها شرحًا مفصلاً لمعنى القيامة وحقيقتها الروحية بل وسرها أيضًا) (الإنجيل بحسب القديس مرقس، ص622)
                وهكذا أضاف شخص ما أطلقتم عليه أريستون، واعتبرتموه تلميذًا لمرقس، إلى كتاب آخر نسبتموه لمرقس دون أن يذكر ذلك. ثم نسبتم الكل لله. أليس هذا تدليس من أريستون؟ أليس هذا كذب على الله؟
                {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} (93) سورة الأنعام
                {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ} (32) سورة الزمر
                وهل تعتقدون أن أريستون هذا كان يعتبر كتاب مرقس كتابًا مقدسًا أوحى به من الله؟
                فلو كان أريستون يعتبر كتاب مرقس كتابًا مقدسًا وأضاف إليه، لكان أريستون كافرًا مدلسًا، ولوجب عليكم حذف هذه الزيادة، ولما أسميتموه تلميذًا للقديس مرقس!
                ولو كان أريستون لا يعتبر كتاب مرقس موحى به من الله ، فكيف اعتبرتموه أنتم وحيًا من الله؟ وعلى ذلك فمقدِّس هذا الكتاب ليس على هُدى!
                وبعد أن أنهى الأب متى المسكين تصوره عن قيامة المسيح ، امتنع عن تفسير هذه الزيادة وقال (بهذا يرتاح ضميرى إذ أكون قد قدمت للقارىء مفهومًا حقيقيًا عن القيامة بما يتناسب مع الجزء الضائع من نهاية إنجيل ق. مرقس) (ص631)
                ويقول وليم باركلي فى تفسيره لإنجيل مرقس، تحت عنوان: (نهاية الإنجيل المفقودة): «هناك حقيقة مثيرة في إنجيل مرقس وهي أنه يتوقف في نسخه الأصلية إلى حد (16: 8) ، أما الأعداد الباقية (16: 9–20) فليست موجودة في أقدم النسخ وأصحها، كل ما هنالك هو أنها وجدت مؤخرًا في نسخ أقل قيمة ومتأخرة في ترتيبها الزمنى. كما أن أسلوبها اللغوى يختلف عن بقية الإنجيل حتى أنه يستحيل أن يكون كاتبها هو نفس كاتب الإنجيل.»
                وعلق هامش الكتاب المقدس للترجمة العربية المشتركة للطوائف المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية على هذه الفقرة قائلة: «ما جاء في الآيات 9 إلى 20 لا يرد فى أقدم المخطوطات».
                وتعترف مقدمة الكتاب المقدس إلى إنجيل مرقس (الترجمة الكاثوليكية اليسوعية لبولس باسيم ص124) بأن هذه الفقرة ليست مرقسية، وأنها إضافة لاحقة: «وهناك سؤال لم يلق جوابًا: كيف كانت خاتمة الكتاب؟ من المسلم به على العموم أن الخاتمة كما هى الآن (16/9-20) قد أضيفت لتخفيف ما فى نهاية كتاب من توقف فجائي فى الآية 8. ولكننا لن نعرف أبدًا هل فٌقدت خاتمة الكتاب الأصلية؟ أم رأى مرقس أن الإشارة إلى تقليد الترائيات في الجليل فى الآية لا تكفي لاختتام روايته».
                وتقول دائرة المعارف الكتابية عنها تحت مادة (إنجيل مرقس): «أما المشكلات المتعلقة بالنص هى ما يختص بالجزء الأخير من الأصحاح السادس عشر (16 9ـ20) فبرجون وميلر وسالمون يعتقدون أنه نص أصيل، ويفترض ميللر أنه إلى هذه النقطة، قد سجل مرقس بصورة عملية أقوال بطرس، ولسبب ما كتب الأعداد من 9ـ20 بناء على معلوماته هو، ولكن معظم العلماء يعتبرونها غير مرقسية أصلاً ، ويعتقدون أن العدد الثامن ليس هو الخاتمة الملائمة ، ولو أن مرقس كتب خاتمة ، فلابد أن هذه الخاتمة قد فقدت وأن الأعداد من 9ـ20 تضم تراثاً من العصر الرسولي، قد أضيقت بعد ذلك ـ وقد وجد" كونيبر" في مخطوطة أرمينية إشارة إلى أن هذه الأعداد كتبها أريستون الشيخ الذي يقول إنه أريستون تلميذ يوحنا، الذي يتحدث عنه بابياس، وعلى هذا فإن الكثيرين يعتبرونها صحيحة، والبعض يقبلونها على اعتبار أن الرسول يوحنا قد خلع عليها سلطانه، وهي بدون شك ترجع إلى نهاية القرن الأول، وتؤيدها المخطوطات المكتوبة بحروف متصلة، ومعظم الترجمات وكتابات الآباء. وكانت معروفة عند ناسخي المخطوطتين السينائية والفاتيكانية ولكنهم لم يقبلوها».
                وجاء فى التفسير الحديث للكتاب المقدس (إنجيل مرقس) ص229: «الخاتمة المطولة لإنجيل مرقس (9:16-20): إن هذا القسم وهو الذي ندعوه "النهاية الأطول" لإنجيل مرقس ، محذوف من بعض المخطوطات ، ووصف بأنه زائف من بعض الكتاب القدامى من أمثال يوسابيوس وجيروم، وهذا الأمر يجعلنا أمام مشكلة، ومن أجل الفائدة يتحتم أن نعرضها على النحو التالي. إن اختتام إنجيل مرقس عند الآية الثانية ليس فحسب نهاية فجائية مبتسرة من الناحية اللغوية . بل أنه أيضاً نهاية فجائية من الناحية اللاهوتية. ومع ذلك فإن هذه الخاتمة الاطول الخاصة لم توجد في بعض الشواهد الهامة، في حين تم استبعادها عمداً بواسطة آخرين وبالإضافة إلى هذا فإنه يوجد بين الآية 8 والآية 9 في العديد من المخطوطات والترجمات القديمة القول ”ولكنهم أخبروا بطرس وجماعته بإختصار عن كل الأشياء التي أمروا بها ، وبعد هذه الأمور ظهر يسوع نفسه لهم وأرسل من خلالهم من الشرق إلى الغرب الإعلان المقدس غير القابل للفساد للخلاص الأبدي“ وهو على هذا النحو يبدو وكأنه محاولة مبكرة للتوصل إلى نهاية مرضية لجزء لم يكتمل من الإنجيل،إلا أن الجملة الأخيرة يبدو على وجه التحديد أنها ليست كتابية في تعبيرها اللغوي والواقع أن مخطوطة واحدة فقط هي التي تختتم بهذا الموجز والذي تحذف منه الآيات من 9ـ20 بالكلية، وهي مخطوطة مشكوك في صحتها إلى حد كبير».
                توراتكم عزيزى القمص تحتوى على أربع صفحات فقط:
                أمر الرب موسى u أن يصعد إلى الجبل ، وهناك أعطاه لوحى الحجارة والشريعة: (12وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى الْجَبَلِ وَكُنْ هُنَاكَ فَأُعْطِيَكَ لَوْحَيِ الْحِجَارَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي كَتَبْتُهَا لِتَعْلِيمِهِمْ».) خروج 24: 12
                وكانت الشريعة ووصية الله لبنى إسرائيل مسجلة على اللوحين على كلا الوجهين: (15فَانْصَرَفَ مُوسَى وَنَزَلَ مِنَ الْجَبَلِ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يَدِهِ: لَوْحَانِ مَكْتُوبَانِ عَلَى جَانِبَيْهِمَا. مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا كَانَا مَكْتُوبَيْنِ.) خروج 32: 15
                فهل تعرف فى كم صفحة كتبت ما تسمونها حاليًا التوراة؟
                إن الأسفار الخمسة الأولى التى تُنسب لموسى u كُتبت تبعًا لطبعة الفاندايك فى 336 صفحة من الخط الصغير، وذكرتها الترجمة العربية المشتركة فى 260 صفحة من الخط الصغير على عمودين. أما باقى كتب الأنبياء وما تسمونها أيضًا بالتوراة أو العهد القديم فكتبت فى 1358 صفحة فى طبعة الفاندايك!
                ويؤكد صغر حجم التوراة التى أنزلها الله تعالى عما هى عليه الآن بين أيديكم، أنه كان على الكاهن أن يجمع كل بنى إسرائيل من نساء ورجال وأطفال مرة كل سبع سنوات فى عيد المظال ليقرأ عليهم شريعة الرب. فلو كانت توراة موسى u بنفس هذا الحجم الذى هى عليه الآن، لكانت قراءتها تستغرق عدة أيام. ولم يكن الشعب ليتحمل الوقوف طوال هذه المدة. كما أنها كانت فى هذه الحالة ستتسبب فى شلل تام للحياة: (9وَكَتَبَ مُوسَى هَذِهِ التَّوْرَاةَ وَسَلمَهَا لِلكَهَنَةِ بَنِي لاوِي حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَلِجَمِيعِ شُيُوخِ إِسْرَائِيل. 10وَأَمَرَهُمْ مُوسَى: «فِي نِهَايَةِ السَّبْعِ السِّنِينَ فِي مِيعَادِ سَنَةِ الإِبْرَاءِ فِي عِيدِ المَظَالِّ 11حِينَمَا يَجِيءُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل لِيَظْهَرُوا أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ تَقْرَأُ هَذِهِ التَّوْرَاةَ أَمَامَ كُلِّ إِسْرَائِيل فِي مَسَامِعِهِمْ. 12اِجْمَعِ الشَّعْبَ الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال وَالغَرِيبَ الذِي فِي أَبْوَابِكَ لِيَسْمَعُوا وَيَتَعَلمُوا أَنْ يَتَّقُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ وَيَحْرَِصُوا أَنْ يَعْمَلُوا بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ.) تثنية 31: 9-12
                ومن البراهين التى لا تغيب على القمص مرقس عزيز أنه يعلم أن التوراة كانت مكتوبة على جدران المذبح، وهذا يؤكد أن حجمها كان صغيرا جدًا: (2فَيَوْمَ تَعْبُرُونَ الأُرْدُنَّ إِلى الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ تُقِيمُ لِنَفْسِكَ حِجَارَةً كَبِيرَةً وَتَشِيدُهَا بِالشِّيدِ 3وَتَكْتُبُ عَليْهَا جَمِيعَ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ حِينَ تَعْبُرُ لِتَدْخُل الأَرْضَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ أَرْضاً تَفِيضُ لبَناً وَعَسَلاً كَمَا قَال لكَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكَ. 4حِينَ تَعْبُرُونَ الأُرْدُنَّ تُقِيمُونَ هَذِهِ الحِجَارَةَ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ فِي جَبَلِ عِيبَال وَتُكَلِّسُهَا بِالكِلسِ. 5وَتَبْنِي هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلهِكَ مَذْبَحاً مِنْ حِجَارَةٍ لا تَرْفَعْ عَليْهَا حَدِيداً. 6مِنْ حِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ تَبْنِي مَذْبَحَ الرَّبِّ إِلهِكَ وَتُصْعِدُ عَليْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. 7وَتَذْبَحُ ذَبَائِحَ سَلامَةٍ وَتَأْكُلُ هُنَاكَ وَتَفْرَحُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ. 8وَتَكْتُبُ عَلى الحِجَارَةِ جَمِيعَ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ نَقْشاً جَيِّداً».) التثنية 27: 2-8
                ونفذ يشوع هذه الوصية بعد موت موسى عليهما السلام، وبنى المذبح وجمع كل بنى إسرائيل وأطفالهم وقرأ عليهم توراة الرب:. (31كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ, كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ تَوْرَاةِ مُوسَى. مَذْبَحَ حِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ عَلَيْهَا حَدِيداً, وَأَصْعَدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ, وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. 32وَكَتَبَ هُنَاكَ عَلَى الْحِجَارَةِ نُسْخَةَ تَوْرَاةِ مُوسَى الَّتِي كَتَبَهَا أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 33وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَشُيُوخُهُمْ, وَالْعُرَفَاءُ وَقُضَاتُهُمْ, وَقَفُوا جَانِبَ التَّابُوتِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ مُقَابِلَ الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ. الْغَرِيبُ كَمَا الْوَطَنِيُّ. نِصْفُهُمْ إِلَى جِهَةِ جَبَلِ جِرِزِّيمَ, وَنِصْفُهُمْ إِلَى جِهَةِ جَبَلِ عِيبَالَ, كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ أَوَّلاً لِبَرَكَةِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. 34وَبَعْدَ ذَلِكَ قَرَأَ جَمِيعَ كَلاَمِ التَّوْرَاةِ: الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ, حَسَبَ كُلِّ مَا كُتِبَ فِي سِفْرِ التَّوْرَاةِ. 35لَمْ تَكُنْ كَلِمَةٌ مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى لَمْ يَقْرَأْهَا يَشُوعُ قُدَّامَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ وَالْغَرِيبِ السَّائِرِ فِي وَسَطِهِمْ)يشوع 8: 31-35
                وقرأ الملك حلقيا التوراة أمام الشعب وشيوخ بنى إسرائيل. ويستحيل أن تكون هذه الكتب التى تسمونها التوراة وتبلغ عدد صفحاتها 336 صفحة فى طبعة الفاندايك البروتستانتية بدون الأسفار القانونية الثانية: (1وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ، فَجَمَعُوا إِلَيْهِ كُلَّ شُيُوخِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. 2وَصَعِدَ الْمَلِكُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ وَجَمِيعُ رِجَالِ يَهُوذَا وَكُلُّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ، وَالْكَهَنَةُ وَالأَنْبِيَاءُ وَكُلُّ الشَّعْبِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، وَقَرَأَ فِي آذَانِهِمْ كُلَّ كَلاَمِ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ الَّذِي وُجِدَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ) ملوك الثانى 23: 1-2
                * * *

                فالقرآن إذن عزيزى القمص مرقس عزيز يتكلم عن توراة أخرى
                غير التى أسميتموها أنتم توراة، وهى التوراة التى أنزلها على عبده!! وجدير بالذكر أن يعرف القارىء أن كلمة توراة استخدمت 220 مرة فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيون، تُرجمت فى أغلب الأحيان إلى الناموس. وذلك كما قالت دائرة المعارف الكتابية مادة ”التوراة“: (وردت كلمة "توراة" في العبرية اكثر من 220 مرة في العهد القديم، وفي اغلب الحالات ترجمت إلى "الناموس"، ولكنها وردت بضع مرات بلفظ "توراة" (تث 31: 9 و 11 و 12 و 24 و 26، يش 8: 31 و 32 و 34 ـ انظر أيضاً 12: 5 ).)
                ثم كما يقول العميد مهندس جمال الدين شرقاوى فى كتابه (التوراة مصرية) إن الكتاب الذى تقدسه يتكلم عن توراة الرب، وتوراة الله (يشوع 24: 26)، وتوراة إله السماء (عزرا 7: 12)، وتوراة موسى (ملوك الثانى 14: 6)، وتوراة الأبرص (لاويين 14: 2)، وتوراة ذى السيل (الحائض) (لاويين 15: 32)، وتوراة الغيرة (عدد 5: 29)، وتوراة النذير (عدد 6: 13)، وتوراة الوالدة (لاويين 12: 7)، وتوراة المحرقة (لاويين 6: 9)، وتوراة التقدمة (لاويين 6: 14)، وتوراة ذبيحة الخطية (لاويين 6: 25)، وتوراة ذبيحة الاثم (لاويين 7: 1)، وتوراة ذبيحة السلامة (لاويين 7: 11)، توراة البهائم والطيور (لاويين 11: 46).
                ومن الجدير بالذكر أن فى كل الحالات السابقة وغيرها لم يجرؤ المترجم على ترجمة كلمة التوراة إلا بكلمة الشريعة!!فأى توراة من هؤلاء هى التى ذكرها الله فى القرآن عزيزى القمص؟ فراجع هذه المواضع ليتأكد لك هذا:
                تكوين 26: 5؛ وخروج 12: 49؛ و13: 9؛ و16: 4؛ و16: 28؛ و18: 16؛ و18: 20؛ و24: 12؛ ولاويين 6: 9؛ و6: 14؛ و6: 25؛ و7: 1؛ و7: 7؛ و7: 11؛ و7: 37؛ و11: 46؛ و12: 7؛ و13: 59؛ و14: 2؛ و14: 32؛ و14: 54؛ و14: 57؛ و15: 32.
                * * *

                وتواصل دائرة المعارف الكتابية مادة ”التوراة“ قائلة: (والشريعة ( التوراة ) تقضى العدالة للجميع: "تكون شريعة واحدة لمولود الأرض وللنزيل النازل بينكم" (خر 12: 49). ويبدو من القول: "وقال الرب لموسى اصعد إلى الجبل وكن هناك، فأعطيك لوحي الحجارة والشريعة والوصية التي كتبتها لتعليمهم" (خر 24: 12)، أن الوصية كانت ملحقة بالتوراة (الشريعة) وانهما ليسا مترادفين. )
                لكن هل هذا الكتاب الذى تسمونه التوراة يبغى العدالة بين أتباع موسى u وغيرهم؟ هل تجد فى هذا الكتاب الذى تسمونه التوراة عدالة؟
                أين العدالة فى السماح للأب أن يبيع ابنته القاصر؟ (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7
                أين العدالة فى زواج الأرملة التى لم تنجب من أخى الزوج مكرهة، ثم تُنسب الذُّرية للمتوفى؟ (5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل.) تثنية 25: 5-6
                أين العدالة فى استنزاف الغريب بالربا؟ (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20
                أين العدالة فى بيع الجثث والجيفة للغريب؟ (21«لا تَأْكُلُوا جُثَّةً مَا. تُعْطِيهَا لِلغَرِيبِ الذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.) تثنية 14: 21
                أين العدالة فى أن ينزل الرب فقط من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة؟ (فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24
                أين العدل فى أن يكون غير بنى إسرائيل كلاب؟ (26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 26
                وأين العدالة والرحمة فى قتل الأطفال الرُّضَّع وشق بطون الحوامل، وقتل الأجنة فى بطون أمهاتهم، وقتل النساء فى الحروب أو إبادة المُخالف؟
                (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
                (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
                ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
                (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3
                فهل هذه هى التوراة التى أنزلها الله تعالى هدى ونور ورحمة للأطفال أو للنساء أو للشيوخ؟ إن الحكم فى هذه القضية لا يحتاج لعالم ليُنصف فى حكمه على هذا الكتاب الذى بين أيديكم ، وتسبون الله بنسبتكم هذا الكتاب إليه!!
                وأين عدالة الرب فى انتقاء حُثالة البشر (تُسمونهم أنتم أنبياء) ، ويرسلهم للناس لهدايتهم، ومن يقتدى من البشر بهؤلاء يُعذبه الرب عذابًا أليمًا؟
                وحتى لو سلمنا بتسميتكم لها بالتوراة فهى ليست التوراة التى أنزلها الله تعالى ، ليعرفها بنو إسرائيل، ويعلمون أنه قدوس، عزيز، ملك الملوك، ورب الأرباب، وأن سلطانه وملكه على كل شىء فى الوجود. لأنه بكل بساطة يسبه ويقدح فى ألوهيته وعلمه وسلطانه. وقد تطرقنا لبعض هذه الصفات:
                فهو لم يكن قدوسًا، فقد ضربه يعقوب، وأجبره على أن يباركه، وانتزع منه النبوة: (تكوين 32: 24-30)
                وعنَّفه إيليا بسبب إساءته للمرأة التى كان ينزل عندها، وأمات ابنها: (20وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ: [أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، أَأَيْضاً إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟] 21فَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ: [يَا رَبُّ إِلَهِي، لِتَرْجِعْ نَفْسُ هَذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ]. 22فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ.) ملوك الأول 17: 20-22
                واعتقله الشيطان أربعين يومًا، حرمه فيها من الطعام والشراب (لوقا 4: 1-13)
                وبصق اليهود فى وجهه، وصفعوه على قفاه، وانتزعوا منه حياته غصبًا عنه: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ)متى 27: 28-31
                ثم مات ميتة الملاعين وجعل عباده يلعنونه إلى يوم الدين: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»)غلاطية3: 13
                وقد ذكرت الكثير من هذه الصفات التى تنفى ألوهية يسوع، وتنفى كون هذا الكتاب مقدسًا، أو من وحى الإله.

                تعليق


                • #9
                  ولو سلمنا أن هذا الكتاب الذى بين أيديكم هو توراة موسى التى أنزلها الله عليه، فهى إذن ناقصة وغير كاملة بشهادة الكتاب نفسه، فقد ضاع منها كتب بأكملها، ولم يعلم الرب نفسه بهذا بدليل أنه مازال يحيل قارىء هذا الكتاب إلى هذه الأسفار ويستشهد بها. فأين هذه الأسفار وغيرها الكثير الذى استشهد بها الرب فى كتابه ، وطالبكم بالرجوع إليها؟ إنها ضاعت. الأمر الذى يؤكد عدم حفظ الله تعالى لها:
                  1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21: 14): (14لِذَلِكَ يُقَالُ فِي كِتَابِ «حُرُوبِ الرَّبِّ»: «وَاهِبٌ فِي سُوفَةَ وَأَوْدِيَةِ أَرْنُونَ)
                  2- سفر توراة موسى (يشوع 8: 31) (31كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ, كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ تَوْرَاةِ مُوسَى. مَذْبَحَ حِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ عَلَيْهَا حَدِيداً, وَأَصْعَدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ, وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ.)
                  3- سفر شريعة موسى (يشوع 23: 6) (6فَتَشَدَّدُوا جِدّاً لِتَحْفَظُوا وَتَعْمَلُوا كُلَّ الْمَكْتُوبِ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى حَتَّى لاَ تَحِيدُوا عَنْهَا يَمِيناً أَوْ شِمَالاً.)
                  4- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10: 13): (13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.) و(وصموئيل الثانى 1: 17)
                  5- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11: 41): (41وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ.)
                  6- سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29: 29) (29وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ صَمُوئِيلَ الرَّائِي, وَأَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ, وَأَخْبَارِ جَادَ الرَّائِي)
                  7- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم (أخبار الأيام الثاني 35: 25) (25وَرَثَى إِرْمِيَا يُوشِيَّا. وَكَانَ جَمِيعُ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَنْدُبُونَ يُوشِيَّا فِي مَرَاثِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ وَجَعَلُوهَا فَرِيضَةً عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَهَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي الْمَرَاثِي.)
                  8- وسفر رؤيا يعدو الرائي وجاء ذكره في (أخبار الأيام الثاني9: 29) (29وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ وَفِي رُؤَى يَعْدُو الرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ.)
                  9- سفر تاريخ عدُّو الرائى: ذكر في (أخبار الأيام الثاني 13: 22): (22وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَّا وَطُرُقُهُ وَأَقْوَالُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ النَّبِيِّ عِدُّو.)
                  10- سفر حياة الخروف (رؤيا يوحنا اللاهوتي 13: 8 و 21: 27): (8فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ.) ، و(27وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِساً وَكَذِباً، إِلَّا الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ.)
                  11- رسالة بولس إلى أهل اللاودكية: ورد ذكرها فى (كولوسي 4: 16) (16وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ ايْضاً فِي كَنِيسَةِ اللاَّوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِي مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا انْتُمْ ايْضاً.)
                  12- رسالة بولس الأولى إلى أهل فيلبي: ورد ذكرها في (فيليبي 3: 1) الموجودة في العهد الجديد .. (انظر العهد الجديد (بولس باسيم) هامش ص771).
                  13- رسالة لبولس إلى أهل كورنثوس: ورد ذكرها في كورنثوس الثانية 7: 8): (8لأَنِّي وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُمْ بِالرِّسَالَةِ لَسْتُ أَنْدَمُ، مَعَ أَنِّي نَدِمْتُ. فَإِنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَةَ أَحْزَنَتْكُمْ وَلَوْ إِلَى سَاعَةٍ.)
                  14- وتقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا): إن هناك رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففى (كورنثوس الأولى 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت.
                  وغيرها الكثير، حتى عدَّها البعض أكثر من 34 كتابًا. والأعجب من ذلك أن الرب يؤكد أن فى سفره المسمَّى بسفر الرب لن يُفقد شىء، ففقد الكتاب بأكمله: ورد ذكره في اشعياء (34: 16): (16فَتِّشُوا فِي سِفْرِ الرَّبِّ وَاقْرَأُوا. وَاحِدَةٌ مِنْ هَذِهِ لاَ تُفْقَدُ. لاَ يُغَادِرُ شَيْءٌ صَاحِبَهُ لأَنَّ فَمَهُ هُوَ قَدْ أَمَرَ وَرُوحَهُ هُوَ جَمَعَهَا.)
                  والأهم من ذلك كله كما يقول العميد مهندس جمال الدين شرقاوى فى كتابه (التوراة مصرية) أنه لا يوجد أى كتاب من أسفار الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيون نسبه الله لنفسه ، وإنما هى الكنيسة ، وما يسمونه التقليد أى أقوال الآباء القدماء، التى ادعت هذا.
                  كذلك لا يعرف أحد اسم المترجم ، أو درجة أمانته. فإذا كان الأنبياء لديكم اشتهر عنهم الكذب ، والخداع ، والكفر ، والسرقة ، فما بالك بباباوات الكنيسة؟ وما بالك بمن هم أقل فأقل؟ فهل تقصد أن الكاتب عصِمَ كتابه من التحريف والخطأ ، ولم يعصم الرب أنبياءه؟ ألا ترى أنه لو كان فى نية الرب حفظ كتابه لكان قد حفظ أنبياءه؟
                  أما دائرة المعارف البريطانية فكانت أكثر وضوحًا وصراحة فى اعترافاتها، فقالت عن إنجيل يوحنا: «أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضها لبعض، وهما القديسان يوحنا بن زبدى الصياد ومتى، وقد ادعى الكاتب المزوَّر فى متن الكتاب أنه هو الحوارى الذى يحبه يسوع، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاَّتها، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحوارى .. .. .. مع أن صاحبه غير يوحنا الحوارى يقينًا ، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التى لا رابط بينها وبين من نسبت إليه ، وإنا لنشفق على الذين يبذلون أقصى جهدهم ليربطوا ـ ولو بأوهى رابطة ـ ذلك الرجل الفلسفى .. الذى ألف هذا الكتاب فى الجيل الثانى بالحوارى يوحنا الصياد الجليلى ، وأن أعمالهم تضيع عليهم سُدى لخبطهم على غير هدى».
                  ويقول المدخل إلى الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين فى الصفحات 7 إلى 12: «يظهر العهد الجديد بمظهر مجموعة مؤلّفة من سبعة وعشرين سفرًا مختلفة الحجم وُضعت كلّها باليونانيّة. ولم تجرِ العادة أن يُطلق على هذه المجموعة عبارة العهد الجديد إلاّ في آواخر القرن الثاني. فقد نالت الكتابات التي تؤلّفه رويداً رويداً منزلةً رفيعة حتى أصبحَ لها من الشأن في استعمالها ما لنصوص العهد القديم التي عدّها المسيحيون زمناً طويلاً كتابهم المقدّس الأوحد وسمّوها "الشريعة والأنبياء"، وفقاً للاصطلاح اليهودي في تلك الأيّام.»
                  §وهذا لا يعنى إلا أن:

                  1- كتبة هذه الإناجيل والرسائل لم يفكروا البتة أنهم يكتبون كتابًا سماويًا.
                  2- ولم يدع أحد منهم أنه يوحى إليه.
                  3- لم يعتبر أحد من المعاصرين لهؤلاء الكتبة هذه الرسائل رفيعة الشأن ، ولم يساويها أحد بما أنزله الله على الأنبياء السابقين.
                  4- ولم يكن عندهم كتاب سماوى غير ما يُطلق عليه اليوم ”العهد القديم“، وكانوا يسمونه ”الشريعة والأنبياء“.
                  5- ومعنى ذلك أنهم تابعين لشريعة موسى u وكتابه ، الأمر الذى ينفى تجسد الإله ، ويفنِّد عقيدة توارث الخطيئة التى أدخلها بولس فى رسائله.
                  6- وهذا يؤكد قول العلماء فى القول المنسوب لعيسى u أنه أرسل تلاميذه ليكرزوا بالإنجيل لجميع الأمم. حيث لم يأت عيسى بتشريع جديد، بل جاء تابعاً لتشريع موسى عليهما الصلاة والسلام.
                  «وإذا انتهى الأمر إلى أن يُطلق على جملة تلك الكتابات عبارة ”العهد الجديد“ فذلك يعود في جوهره إلى أنّ اللاهوتيين المسيحيين الأولين رأوا ما ذهب إليه بولس (2 قور 3/ 14) وهو أن تلك النصوص تحتوى على أحكام عهد جديد تحدّد عباراته العلاقات بين الله وشعبه فى المرحلة الأخيرة من تاريخ الخلاص. وأدّى بالمسيحيين كلامهم على عهد جديد إلى إطلاق عبارة ”العهد القديم“ على المجموعة التي كانت في الماضي تسمّى ”الشريعة والأنبياء“ فأشاروا بذلكَ إلى أنهم يرون في تلك المجموعة قبل كلّ شيء ما فيها من أحكام العهد الموسوى القديم الذى جدّده يسوع وتخطّاه.»
                  وهذا يدل على أن تسمية كتاب النصارى بالعهد الجديد جاءت من اللاهوتيين أنفسهم. بعدما رأوا أن كتابات بولس وما نقل عنه من عقائد أصبحت دينًا جديدًا ليس له علاقة بيسوع أو تلاميذه أو دينهم. واقتدوا فيما فعلوا بأقوال بولس، الذى لم يتوان عن اقتراف أى كذب أو نفاق فى سبيل نشر دينه وإنجيله هو.
                  «إنّ تأليف تلك الأسفار السبعة والعشرين وضمّها في مجموعة واحدة أدَّيا إلى تطوير طويل معقّد. والفجوة التاريخيّة والجغرافيّة والثقافيّة التي تفصلنا عن عالم العَهد الجديد هي عقبة دون حسن التفهّم لذلك الأدب. فلا بدّ لنا اليوم من النظر إليه في البيئة التى نشأ فيها وإلى انتشاره في أوّل أمره. فلا غنى لكلّ مدخل إلى العهد الجديد، مهما كان مختصرًا، عن البحث في الأحوال التي حملت المسيحيين الأولين على إعداد مجموعة جديدة لأسفار مقدّسة. ولا غنى بعد ذلك عن البحث كيف أنّ تلك النصوص، وقد نُسخت ثمّ نُسِخت مرارًا ومن غير انقطاع، أمكنها أن تجتاز نحو أربعة عشر قرنًا من التاريخ الحافل بالأحداث التي مضت بين تأليفها من جهة وضبطها على وجه شبه ثابت عند اختراع الطباعة من جهةٍ أخرى. ولا غنى له في الوقت نفسه عن أن يشرح كيف يمكن ضبط النص بعدما طرأ عليه من اختلاف في الروايات في أثناء النسخ. وفي المدخل آخر الأمر محاولةً لوصف على أحسن وجه ممكن للبيئة التاريخيّة والدينيّة والثقافيّة التي نشأ فيها العهد الجديد ثمّ انتشر. وقد جرت العادة أن يُقال لهذه المظاهر الثلاثة: مسألة قانون العهد الجديد ، ومسألة نصَّه ، ومسألة بيئته الأصلية.» (المدخل إلى العهد الجديد ص7)
                  هكذا يسمونها ”ضبط النص الإلهى“! ويقولوها عيانًا بيانًا (كيف يمكن ضبط النص بعدما طرأ عليه من اختلاف في الروايات فى أثناء النسخ)، وتقول بعض نسخ الكتاب المقدس عندهم فى صفحة الغلاف الداخلى ”طبعة منقَّحة“. فهم يعترفون إذن أن هذا الكتاب تدخلت فيه الأفكار والأيادى البشرية ، ومع ذلك يكتبون على غلافه (الكتاب المقدس) ، ويسمونه (كلام الله).
                  ولا أعرف هل هذا بسبب سذاجة أتباع هذا الكتاب؟ أم بسبب ثقتهم المفرطة فى رجال الكنيسة؟ أم بسبب خداع غيرهم لهم بما يسمونه وجود الروح القدس عندهم؟ أم بسبب انخداع رجال الكنيسة أنفسهم؟ أم بسبب عدم قراءة شعب الكنيسة فى هذه الكتب ومحتوياتها بعين ناقدة تريد أن تستوعب ما تقرأ؟ أو بسبب إنغلاقهم على كلام رجال كنيستهم فقط ، وعدم سعيهم الحثيث لطلب الحق الذى حثَّ عيسى u أتباعه للبحث عنه واتباعه؟ أم لأن كل منهم ترك تفسير وفهم هذا الكتاب لرجال الكنيسة دون غيرهم؟ أم لأنهم يجهلون أصول تحقيق السند والمتن؟ أم لأنهم يستسهلون ترك الجَمَل بما حَمَل للكنيسة ورجالها؟ أم لأنهم شُغلوا بقضايا نقد الآخرين وأصبح عندهم معيارين للقياس فما يقيسون به غيرهم لا يسرى عليهم؟ أم استسهالاً لأنهم يؤمنون أن ذنوبهم سوف يحملها عنهم مخلصهم ، فكأن لسان حالهم يقول: لماذا أجهد نفسى فى البحث ، طالما أن الإله سيتحمَّل عنى ذنوبى؟ أم ماذا؟
                  وهذا بخلاف القرآن الذى يقر فيه الله تعالى بأن هذا القرآن كلامه، وأنه هو الذى يتولى حفظه:
                  {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * </span><span lang=AR-SA><o></o></span></="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} (77-80) سورة الواقعة
                  {تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى} (4) سورة طـه
                  {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (1) سورة الزمر
                  {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (2) سورة غافر
                  {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (2) سورة فصلت
                  {تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} (80) سورة الواقعة
                  {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر
                  {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا} (23) سورة الإنسان
                  {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} (106) الإسراء
                  {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} (19) سورة الأنعام
                  {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} (37) سورة يونس
                  {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء
                  {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (42) فصلت
                  * * *

                  ضياع أقدس ما فى الكتاب يُؤكد تحريفه:
                  إن أقدس ما فى الوجود هو القدوس نفسه. وهو اسم من أسمائه الحسنى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (23) سورة الحشر
                  (إنى أنا قدوس) لاويين 11: 41
                  (25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ.) إشعياء 40: 25
                  (2لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ, لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ, ...) صموئيل الأول 2: 2
                  فهل تتخيل ما معنى ضياع اسم الله من كتاب يُنسب إليه؟ إنه ضياع لأقدس ما فى الكتاب!! فماذا تبقى من قداسة للكتاب، الذى هو كتاب صلاة وعبادة وتذكِرة ودستور ومنهج للحياة؟
                  هل كل ما تبقى منه أقاصيص وأنساب لأناس منهم الكافر ومنهم الفاجر؟
                  هل كل ما تبقى منه أقاصيص عن نبى باع شرفه، وآخر زنى بابنتيه، وحملتا منه، ولم يؤثَر أنه سأل احداهن عن الحمل وكيفيته، كما لو كان أمرًا طبيعيًا أن تحمل الابنة من أبيها وهو مخمور، هذا غير من زنى بزوجة ابنه وحملت منه، وغير من زنى بجارته وحملت منه ، فأراد أن يُدلس على زوجها، ليُشعره أن الحمل جاء منه، ولما لم تفلح الخطة الشيطانية قتله؟
                  هل كل ما تبقى منه شكل المعبد ومقاساته ونوع الخشب الذى يُبنى به؟
                  هل كل ما تبقى منه نبوءات عن المسِّيِّا النبى البشر، خاتم رسل الله، الذى سيلغى الملكوت السابق، وسيكون صاحب الملكوت الجديد، والذى يُطلق عليه أيضًا العهد الجديد، والذى تعتقدون أنه كتابكم؟ ومن هذا الكتاب سيتضح لكم أنكم سرقتم الملكوت، كما سرقتم المسيانية ظلمًا وعدوانا. وهذا هو لب المشكلة والسبب الرئيسى لتحريف الكتاب الذى تقدسونه!! ولا أعرف كيف تدركون أن يسوع كان هو المسِّيِّا فى الوقت الذى تدعون أنه هو الله بعينه، أى هو الراسل والمرسل إليه!!
                  هل كل ما تبقى به ملابس الكاهن اللاوى بكل تفاصيل القماش والقصة والزخرفة؟
                  هل كل ما تبقى به هروب الرب من عبيده الذين يريدون قتله؟ وهل هروب الرب من عبيده تجعلهم يقدسونه؟
                  هل كل ما تبقى به هو القبض على الإله وتسفيهه ثم إعدامه؟ وهل القبض عليه وإهانته بالضرب والبصق فى وجهه والاستهزاء به، والحكم عليه بالموت، ثم تسميره على خشبة، وانتزاع روحه منه، تجعل عبيده يقدسونه؟
                  هل كل ما تبقى به رحلات الرب وانتقاله على حمار أو على قدميه ليبشر بملكوت لا تفهمونه للآن أو لا تريدون؟ وما هى القداسة التى ترونها فى حكايات انتقالاته، يتكلم خلالها بأمثال لم يفهمها تلاميذه، ويُعلِّم تلاميذ لا يفهمونه، ويتعاركون من أجل الزعامة من بعده؟ (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.) لوقا 22: 21-24
                  أم تقصد عزيزى القمص أن حكاية ضرب يعقوب للرب،واعتقال الشيطان لإلهه، واتفاق الشيطان مع ربه لإغواء أخاب من الحكايات التى تزيد المؤمن تقديسًا للرب؟
                  أم تقصد أن الرب لا رأى له، فى عملية سطو ما يُسمون أنبياء على النبوة، واغتصاب النبوة والوحى غصبًا عن الرب وقوانينه؟
                  أضف إلى ذلك أنه لا يصلح أن يكون أنبياؤه ولا قضاته ولا شخصياته الرئيسية قدوة للمؤمنين؛ وذلك لما يُنسب إليهم من كفر وفسق وعهر. فماذا تبقى من قداسة فى هذا الكتاب؟
                  وهنا سوف أتطرق إلى ما ذكرت من ضياع اسم الله من الكتاب المنسوب إليه. لكن كيف ضاع اسم الرب؟ هل كان اسمه يهوه أم أدوناى أم إلوهيم أم يسوع؟ وما الحكمة من تغيير اسمه من جيل إلى آخر؟
                  وما الحكمة من تعتيم اليهود على اسمه، حتى نسى الجيل الجديد اسم إلههم؟
                  هل يوجد نص توراتى على لسان أحد من الأنبياء يُحرم فيه على اليهود النطق باسم إلههم؟ لا، لا يوجد. إنه تقليد من اليهود وآبائهم، رفضوا بسببه وصية الله وتعاليمه، وفضلوا ما جاءهم من آبائهم، وهو ما رفضه الله ورسله. فقد أعلن عيس u لليهود أنهم ضلوا وأضلوا بسبب هذه التقاليد، فقال لهم: (7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
                  لكن توقف ثوانى عزيزى القمص أنت وكل مسيحى، وفكِّر معى: إن الكتبة والكهنة كانوا يملكون من قوة الظلم والظلام ما تمكنوا بها من أنبيائهم، فقتلوا من قتلوا ونشروا من نشروا. فلماذا فعلوا ذلك؟ هل لتار مُبيَّت بينهم؟ أم بسبب تعاليمهم التى لا يريدون أن يخضعوا لها ورفضهم الإنصياع لله؟ وإذا كانت التعاليم هى السبب فهل من المنطق أن يقتلوا النبى ويحافظوا على هذه التعاليم؟
                  وهل تعتقد أن الكهنة الذين عُهد إليهم الحفاظ على هذا الكتاب، ثم عبدت البعل، ودعت لعبادته سوف يتمسكون بكتاب الرب ويحافظون عليه؟ (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) إرمياء 23: 13
                  وهل تعتقد أن الكذاب الفاسق، الذى يتأوَّل على الله تعالى، ويدعى أنه أوحى إليه، ولم يوحى إليه بشىء يوثق فيه، أو تؤخذ منه عقيدة أو سيكون أمينًا على كتاب الرب؟: (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. ..... . 16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.) إرميا 23: 13-16
                  وهل تعتقد أن الذى لا يُميِّز بين المقدس والنجس يؤتمن على دينك وعلى آخرتك؟ ألم تقرأ كيف تبرَّأ الرب من هؤلاء الأنبياء، لأنهم يدَّعون أنهم أوحى إليهم، ولم يُكلمهم الله، أو يوحى إليهم؟ (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ, وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ, وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ, لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ, رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَلَهُمْ كَذِباً, قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28
                  فإذا كنت عزيزى المسيحى تؤمن بفساد الأنبياء لأنهم بشر، فتؤمن بأن منهم من سرق، ومنهم من كذب، ومنهم من قتل، ومنهم من زنى، ومنهم من كفر وعبد الأوثان، بل دعا الناس لعبادتها، فهل تعتقد أن أمثال هؤلاء سيحافظون على كتاب الرب الذى يدينهم أمام شعوبهم؟ فهل تعتقد مثلا أن سليمان كان يحتفظ بكتب الرب التى تُنسب إليه فى معبد أحد هذه الآلهة التى عبدها وبنى لها المعابد، وهى: عَشْتُورَثَ أو مَلْكُومَأو كَمُوشَ أو مُولَكَ؟ (ملوك الأول 11: 5-7)
                  اقرأ رأى الرب فى أنبيائكم: (11لَوْ كَانَ أَحَدٌ وَهُوَ سَالِكٌ بِـالرِّيحِ وَالْكَذِبِ يَكْذِبُ قَائِلاً: أَتَنَبَّأُ لَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ لَكَانَ هُوَ نَبِيَّ هَذَا الشَّعْبِ!) ميخا 2: 11
                  (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9
                  ويُنسب إلى عيسى u القول: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                  ولكن هناك قول شهير يقوله بعض المسيحيين دون فهم – مع شديد الأسف. فالبعض يقول: هل يستطيع أحد فى هذه الدنيا أن يغيِّر أو يُبدِّل حرفًا واحدًا من كلام الرب؟ كيف؟ هل سيترك الرب الجبَّار إله المحبة كتابه يُحرَّف لنضل نحن، ونُحشر فى جهنم فى الآخرة؟ إن الرب نفسه قد توعَّد المحرفين.
                  وأقول له: إن الكتاب كله لا توجد فيه آية يقول فيها الله تعالى إنه سيحفظ هذا الكتاب، أو أن هذا الكتاب هو الدستور الخالد لكل الأمم. وكل ما هناك وعيد للمحرفين. الأمر الذى يعنى ثقة الله تعالى من قبل، أن اليهود المستحفظين على هذا الكتاب سيحرفونه، وإلا لما سنَّ قانون لذلك ، ولما هدَّد المحرفين. فهذا أمر بديهى: كيف يُهدِّد الرب البشر على جريمة يعلم أنها لن تتم؟لأنه ليس من العقل أن يُسِنُّ الرب قانونًا لجريمة يعلم أنها لن تتم!! كل ما هناك أوامر بعدم التحريف، وأن من يُحرف يزيده الرب من البلايا، ويُنقص نصيبه من شجرة الحياة:
                  (2لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا.) التثنية 4: 2
                  (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ».) التثنية 12: 32
                  (5كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. 6لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ.) الأمثال 30: 5-6
                  (وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18-19
                  إن هذه النقطة هى الفيصل للقضاء على ما تبقى من شك داخل قلب أى مسيحى تجاه تحريف الكتاب الذى يقدسه. وتستحق أن يُطلق عليها استحالة عدم تحريف الكتاب الذى تقدسه.
                  تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): «ثالثا - أسماء الله : كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته ، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها: 1- الاسماء العامة: من أقدم أسماء الله المعروفة للجنس البشري واكثرها انتشارا اسم "إيل" مع مشتقاته "إيليم" "إلوهيم" ، "إلوي" ، وهو مصطلح عام مثل "ثيوس وديوس" في اليونانية ويطلق على كل من يشغل مرتبة الألوهية ، بل قد يدل على مركز من التوقير والسلطة بين الناس، وقد كان موسى إلها "إلوهيم" لفرعون " (خر 7: 1) ، ولهارون (خر 4: 16 – قارن قض 5: 8، 1 صم 2: 25، خر 21: 5 و 6 ، 22: 7 وما بعده ، مز 58: 11 ، 82: 1)».
                  فلك أن تتخيل أن يشترك عبد من عبيد الله أو صنم من خلقه معه فى الاسم! ومن الممكن أيضًا أن يُشير هذا الاسم إلى عدة آلهة حيث إنه فى صيغة الجمع. كما أنه من الممكن أن يُشير إلى إله مذكر أو مؤنث. فما الفارق إذًا بين المخلوق والخالق؟
                  وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة إنه هذا الاسم: «مصطلح عام يعبر عن العظمة والنفوذ ، واستخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد عندما اعتبر اسم العلم القديم "ياه" أو "يهوه" اقدس من أن يتردد على الشفاه ، والغموض الكامل يلف معنى الأصل "إيل" ، وحقيقة العلاقة بينه وبين "إلوهيم" و"إلوي"».
                  ما معنى أنه مصطلح عام؟ وماذا يقصد بأن هذا المصطلح استخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد؟ وماذا كان اسمه فى الفترة المبكرة من فترات التوحيد؟ وكيف عبده البشر من آدم إلى محمد r؟
                  ثم إن أول مرة ظهر فيها اسم "يهوه" في كتابهم فى الصفحة رقم (90) من طبعة الفاندايك لعام 1989، أى بعد انتهاء سفر التكوين، وبالضبط فى (خروج 3: 15). وهذا يعني أن الرب أنزل (89) صفحة ، وما جاء فيها اسمه. فهل تعمَّدَ الرب ذلك ليضل الناس ويعبد كل إنسان الإله الذى يرغب فى عبادته تحت أى مسمَّى؟ أم تمَّ حذفه عن عمد؟
                  وقد يظن البعض أن اسم يهوه ذكر فى سفر التكوين 22: 14 (14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».) ، فهذا اسم لمكان ما، والترجمة هى من المترجم فى وقت متأخر بعد أن عرفوا اسم الرب. حيث يقول الكتاب على لسان الرب: (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 3
                  ولم يُذكر اسم الرب بعد ذلك قرابة 800 صفحة. فقد ذكر فى المزمور 83: 18 ص892 ، إلا أنه فى سفر الخروج 17: 15 ذكر اسم المذبح الذى بناه موسى وهو يهوه منسّى ، وفى القضاة 6: 24 ذكر اسم مذبح آخر بناه جدعون وأسماه يهوه شلوم ، وفى حزقيال 48: 35 بنيت مدينة أطلقوا عليها (يهوه شمّه). وإذا تم استثناء هذه المواضع، لأنها أسماء أماكن، يكون اسم الرب "يهوه" قد ذكر فى الكتاب المقدس كله 11 مرة فقط. ولم يُذكر مرة واحدة بهذا الاسم فى العهد الجديد!!
                  فلم يُذكر إلا فى سفر الخروج والمزامير وإشعياء وإرمياء وهوشع وعاموس. أى فى ستة كتب من مجموع 66 كتاب ، تبعاً للكتب التى يقدسها البروتستانت. فهل تصدق هذا؟!! هل يمكنك أن تتخيل أن الكتاب الذى أنزله الرب ليتعبد به الناس يخلو من اسمه؟ إن دائرة المعارف الكتابية صريحة فى هذا الأمر ، إنها تقول إن اسمه فقد أى ضاع!!
                  فهل ضاع من الرب الذى يحفظ كتابه أم أضاعه كهنة بنى إسرائيل عمدًا؟ وهل ضاع بإرادة الرب أم غصب عنه؟ فلو ضاع من الرب أو غصبًا عنه لما استحق التأليه، لأنه لا يوجد إله يُغصب على شىء أو ينسى اسمه. ولو ضاع بمحض إرادته فسيكون كتابكم غير مقدس لقول الرب إنه هو الذى تسبب فى ذلك: (11«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ أُرْسِلُ جُوعاً فِي الأَرْضِ لاَ جُوعاً لِلْخُبْزِ وَلاَ عَطَشاً لِلْمَاءِ بَلْ لاِسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. 12فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا.) عاموس 8: 11-12
                  وذلك بناءً على تحرف آبائكم لكلمة الرب: (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
                  (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
                  هل تعلم كم مرة ذكر اسم الشيطان فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى؟
                  لقد ذكرت كلمة شيطان 70 مرة ، وذكر إبليس 31 مرة ، وبعلزبول 7 مرات ، وكل ذلك فى العهد الجديد فقط. هذا غير باقى الأسماء التى اشتهر بها الشيطان. فهل الشيطان أهم من الرب لهذه الدرجة؟ وإذا كان من الأهمية بمكان أن يحذرنا الرب من الشيطان وينهانا عن اتباعه ، فما هو اسم الإله الذى يجب أن نتبعه بديلاً عن الشيطان؟
                  وما الحكمة أن يحتفظ الرب باسم الشيطان فى كتاب يُنسب إليه ويحذف اسمه من عقول بنى إسرائيل وعيونهم؟ هل يعنى هذا أن الرب أسلمهم للهوان وللشيطان؟ أم هذه هى الفرائض غير الصالحة التى تكلم عنها الرب من قبل؟ (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25
                  إن أول ظهور لاسم "يهوه" كان حين استوطن اليهود فلسطين، أى بعد موت موسى ودفنه فى برية سيناء. ويكتبه اليهود بالأحرف: (ي هـ و هـ) (J. H. V. H) دون أحرف العلة أو التشكيل لخلو العبرية منها آنذاك. وحينما ابتكرت علامات ضبط الحروف العبرية في القرن السابع للميلاد، ركبوا الكلمة "يهوه" أحرف العلة (JeHovaH) وينطق Jahweh. بعد أن كان محرماً عليهم النطق به فكانوا يستخدمون بدلاً من "يهوه" "أدوناي" أي الرب.
                  فكيف كانوا ينطقون اسم إلههم قبل القرن السابع للميلاد؟
                  وهل لم يصلُّوا إليه أو يتعبدوا باسمه عبر 2000 سنة؟
                  وكيف كانوا يصلون وهم لا يعرفون اسم إلههم؟
                  وباسم من كانوا يقدمون نذورهم؟
                  ألم أقل لك عزيزى اليهودى والمسيحى إنها كارثة الكوارث؟!
                  هل قصَّرَ موسى u فى أداء وظيفته النبوية ولم يخبرهم به؟ أم أخبرهم به وحذفوه من كتبهم؟ فإن لم يحدُث ولم يبلغهم نبيهم باسم الله، فيكونون قد ضلوا وضلَّ نبيهم، وبطل دينهم وعقيدتهم. وإذا كان قد أبلغهم وضيعوه فأنتم اليوم تسيرون وراء أناس قد ضلوا. وإذا كان قد فقد دون تعمِّد منهم، فقد شاءت إرادة الله هذا ليعلمهم أنهم ليسوا بشعبه، لأنه قال: (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي....) أشعياء 52: 6.
                  وهذا هو ما فعله الرب معهم أيضًا بشأن بيته، فقد هددهم إن لم يسيروا فى أحكامه أن يقطعهم من الأرض، وينفى بيته من الوجود: (6إِنْ كُنْتُمْ تَنْقَلِبُونَ أَنْتُمْ أَوْ أَبْنَاؤُكُمْ مِنْ وَرَائِي، وَلاَ تَحْفَظُونَ وَصَايَايَ فَرَائِضِيَ الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ، بَلْ تَذْهَبُونَ وَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا، 7فَإِنِّي أَقْطَعُ إِسْرَائِيلَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاِسْمِي أَنْفِيهِ مِنْ أَمَامِي، وَيَكُونُ إِسْرَائِيلُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ، 8وَهَذَا الْبَيْتُ يَكُونُ عِبْرَةً. كُلُّ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ يَتَعَجَّبُ وَيَصْفُرُ، وَيَقُولُونَ: لِمَاذَا عَمِلَ الرَّبُّ هَكَذَا لِهَذِهِ الأَرْضِ وَلِهَذَا الْبَيْتِ؟ 9فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمُ الَّذِي أَخْرَجَ آبَاءَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا. لِذَلِكَ جَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ كُلَّ هَذَا الشَّرِّ].) ملوك الأول 9: 6-9
                  ولو نسى موسى فهل نسى كل الأنبياء بعده؟ ولو نسى كل الأنبياء بعده فهل نسى عيسى u أن يذكركم باسم الله؟ هل نسى من تؤلهونه نفسه أن يذكركم باسم الله؟ وإذا ثبتت أية حالة من هذه الحالات لثبت أن هذا ليس بكتاب الله!
                  والآن: ما هو الاسم الذى أخبره به الله أن يخبر به بنى إسرائيل؟ لقد سأل موسى الرب عن اسمه فقال له: («هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) خروج 3: 13-15
                  كما سأله يعقوب عن اسمه فلم يُجبه (تكوين 32: 24-30). إن اسم الرب سرى، فلا يجب أن يعرفه أحد! أو ربما يخشى أن يعرفه أحد! فلماذا؟ هل رفض الرب أن يُنسب لنفسه هذا الشعب؟ أم أبى أن يُكتب اسمه القدوس فى هذا الكتاب لأنه ليس كتابه المقدس؟
                  وإذا كان الله قد امتنع عن إخبارهم باسمه ، فكيف تجرأوا وأطلقوا عليه اسمًا ليس اسمه؟ فهل هذا من الأدب مع الرب أن يُسموه باسم ليس اسمه؟ ألا يدل هذا على التحريف والحرية التى تمتع بها كهنة بنى إسرائيل فى نصوص كتابهم؟
                  وإذا كان اسم يهوه نطقوه بهذا الشكل فى القرن السابع الميلادى ، فمعنى هذا أن التوراة كتبت أو تغيرت كتابتها بعد هذا الزمن وبعد معرفتهم لهذا الاسم!
                  فأين اسم الله؟ هل ضاع هذا الاسم أم نُسى؟ وإذا كان قد ضاع ، ألا يدل هذا على ضياع أهم شىء فى كتابهم وهو اسم إلههم الأعظم؟ وهل يدل هذا على عصمة الله لكتابهم أو محافظتهم عليه؟ وألا يدل ضياع اسم الرب من كتابه على ضياع تعاليم أخرى أيضًا ، وعلى تسلط الشيطان على هذا الكتاب؟
                  وهل معنى ذلك أن هذه التوراة تم تعديلها بعد القرن السابع الميلادى عندما عرفوا الاسم الجديد لإلههم؟ وهل كان للشيطان سلطة رئيسية أو تسلط على كاتبيها، كما حدث مع بولس؟ اقرأ ما كان بولس يشعر به، ويتأوه بسببه، لقد تلبسه الشيطان وسيطر عليه سيطرة تامة: (15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 15-24
                  وبما أن اليهود هم الذين اختاروا اسم الرب، فقد أطلقوا لأنفسهم العنان في وصفه بالصفات التي تخدم أفكارهم ورغباتهم فيجدهم في ندائهم له يتجرأون عليه قائلين: "حتى متى يارب تختبيء كل الاختباء" المزمور (89: 36).) فيصفونه بما لا يليق به سبحانه تعالى عن ذلك علوًا كبيرا. وذكرنا بعضًا من هذه الصفات من قبل.
                  والمثير فى هذا الموضوع هو تضارب ما قاله لموسى من قبل فى (خروج 3: 13-15) مع ما قاله من بعد: (2ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَنَا الرَّبُّ. 3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 2-3 فما الذى دعاه إلى تغيير اسمه فيما بعد؟ وكيف وافق الرب بنى إسرائيل على هذا الاسم الذى أطلقوه عليه والذى لا معنى له؟
                  والأغرب أن يعقوب الذى لم يُجبه الرب عن اسمه كان يعبد إيل، كما كان يعبده إبراهيم من قبل. فقد سمَّى إبراهيم ابنه البكر بإسماعيل، التى تعنى (سميع الله) أو المطيع له، كما سمى يعقوب المكان الذى ضرب فيه الرب (فنيئيل) أى وجه الله: (تكوين 32: 30)، بل سمَّاه نفسه إسرائيل أى يُصارع الله. بل كان يعرفه آدم باسم أيضًا باسم إيل، لذلك سمى ابنيه هابيل، كما ولد قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ابنًا سماه مهللئيل. فهل بعد كل هذا يدعون أنهم لم يكونوا يعرفون اسمه؟ التدليس واضح عزيزى القارىء.
                  ونأتى لنقطة فى غاية الأهمية: وهى من هو يهوه هذا؟
                  هل هو اسم فِعْلى لله؟ أم إنه اسم مركب لآلهة وثنية؟
                  هل هذا الاسم حقًا اسم الله الذى أخبر به أنبياءه أم هو صناعة إسرائيلية؟
                  هل تتخيل أن يسأل يعقوب إلهه عن اسمه فلا يجيبه! ويسأل موسى صاحب التوراة الرب عن اسمه فلا يجيبه، ويعطيه كلامًا أشبه بالطلاسم (هو الذى هو)! هل فكرت عزيزى القمص عن سبب مقنع لذلك؟
                  تخيل أنك تذهب إلى رئيس الدولة (كما ذهب موسى لفرعون) وتخبره أنك تحمل له رسالة من أهم من فى الوجود، وعندما يسألك عن اسمه، تقول له (هو الذى هو)؟
                  تخيل رد فعل هذا الرئيس! بغض النظر أنه سيسفهك أو سيطردك، أو سيعرضك للمحاكمة بتهمة إزعاجه، أو سيعرضك للكشف النفسى والعقلى، فإن رسالة من أرسلك باءت بالفشل. ولن يسمع لها أحد. فهل هذا كان مراد الرب وبغيته؟ فلماذا أرسل موسى إذن بهذه الرسالة؟ ألا يستحق هذا الإله الغامض أن تكشفوا على قواه العقلية والنفسية؟ بل سيكون بذلك قد تجنى الرب على فرعون بأن أغرقه وهو برىء، لأنه دفعه إلى ما يجعله يرفض رسالة هذا الإله المجهول!!
                  يقول مقار شفيق فى (قراءة سياسية للتوراة) ص351: «كان يهوه، بلا أى مجال للتساؤل، إلهًا من آلهة البراكين.» (موسى وفرعون فى جزيرة العرب ص39)
                  ويعتقد آخرون أنه إله نارى، حيث قال الرب عن نفسه إنه نار آكلة: (3فَاعْلمِ اليَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ العَابِرُ أَمَامَكَ نَاراً آكِلةً) تثنية 9: 3
                  ووصف الرب نفسه فى المزامير عند غضبه بصعود الدخان من أنفه، وخروج النيران من فمه: (8صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ.) مزامير 18: 7-8
                  لذلك كان ظهوره فى سيناء يُصاحبه النار والدخان: (18وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدّاً.) خروج 19: 18
                  الأمر الذى حدا بالدكتور كمال الصليبى فى ”خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل“ ص221-222، أن يقول: إن «يهوه كان فى الأصل اسم إله "نار اليمن" بجبل ألهان. وهناك بناحية رداع من اليمن، إلى الجنوب من صنعاء، قرية اسمها هيوه» (نقلا عن أحمد الدبش ”موسى وفرعون فى جزيرة العرب“ ص40-41)
                  ويقول الكاتب اليهودى ريتشارد إليوت فريدمان فى كتابه (من كتب التوراة؟) ص72-73: «توصل بعض الباحثين الذين درسوا تاريخ بنى إسرائيل القديم إلى استنتاج أن القليل فقط من بنى إسرائيل كانوا عبيدًا فى مصر، ومن المحتمل أن يكون هؤلاء هم اللاويون، حيث نجد على سبيل المثال – استخدام أبناء سبط لاوى لأسماء المصريين مثل موسى، بنحاس، حفنى، وهى أسماء ليست من أصل عبرى، بل من أصل مصرى، كما أنه لم يكن هناك ممتلكات لللاويين مثل باقى الأسباط الأخرى. ويعتقد هؤلاء الباحثون أن هذه الجماعة التى كانت فى مصر ثم ارتحلت بعد ذلك إلى سيناء عبدت يهوا، وعندما وصلت إلى أرض فلسطين قابلوا أسباط إسرائيل التى عبدت إيل، وبدلا من أن يختلفا حول مسألة الألوهية أخذت الجماعتين على عاتقهما مزج يهوا وإيل فى إله واحد. وبهذه الطريقة أو بأخرى أصبح اللاويون الكهنة الرسميين للديانة الموحدة. ...».
                  ومن الجدير بالذكر ما نشرته جريدة الاتحاد الصادرة بتاريخ (الأربعاء 4 / 3 / 2000) على شبكة الإنترنت تحت عنوان ”المؤرخ الإسرائيلى هرتسوغ يفضح الأكاذيب التوراتية والآثار التى اكتشفها اليهود تنفى قيام دولة إسرائيل التاريخية“ ، جاء فيها أن هرتسوغ قال: «إن فى موقعى قنطرة اجرود، فى الجنوب الغربى لمرتفعات النقيب وخربة الكوم عند سفح جبال يهودا، تم العثور على كتابات عبرانية تذكر يهوه وايشراحة ، يهوه شومرون وايشراح ، مما يعنى إصرار كُتَّاب التوراة على عدم الفصل ما بين الإله يهوه وزوجته ايشاح، بحيث كانت الصلوات تردد الاسمين معًا ، وهذا كاف بحد ذاته لتأكيد عدم إمكان اعتماد وحدانية الآلهة فى الدين الرسمى لمملكة إسرائيل المزعومة».
                  وأعيد نشر هذه الفضيحة فى عدة مواقع على الإنترنت ، كلها تقريبًا لا تفتح إلا موقعًا واحدًا ، يذكر زوجة يهوه تحت اسم (أشيرة) ، وجاء هذا المقال تحت عنوان: (أسرار أكبر عملية تزييف آثار تتولاها اسرائيل). وتذكرها مواقع أخرى باسم (ايشاح). (انظر أيضًا (تابوت يهوه ، للعميد مهندس جمال الدين شرقاوى ص126)
                  http://www.almotamar.net/news/print.php?id=17567&mode=print
                  بل هناك من علماء اللغة من يقول إن كلمة يهوه مركبة من كلمتين مثل الكثير من الكلمات العبرية (إسماعيل، عمانوئيل)، فبعد أن فتح الفرس بابل واحتلوها كان على اليهود أن يتميزوا عن آلهة الساميين العرب، لهذا جاءوا بالإله يَهْوَه المشتق من اسم إلهين فارسيين: (عبد المجيد همو، الله أم يهوه؟ أيهما اسم الله؟)
                  أ - آهورامزدا ، فأخذوا الاسم الأول منه وهو (آهو)
                  ب- وياهى إلهة مؤنثة فارسية ، فصاغوا الإلهين إلهًا واحدًا.
                  لهذا كان يهوه هذا إلهًا يجمع الذكورة والأنوثة فى جسده مثل المعبود حابى إله النيل عند المصريين القدماء. ويؤكدون ذلك من أقوال التوراة: (27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.) تكوين 1: 27
                  وبذلك فقد قام الرب بنسخ اسمه من (إيل) زمن آدم وإبراهيم إلى (يهوه) زمن موسى u ، فكيف تعترضون عزيزى القمص إذن على النسخ فى الشريعة الإسلامية، إذا كان دينك يحتوى على نسخ فى الإله واسمه وكل شريعته؟
                  ويرى بعض الباحثين أن يهوه نشأ فى فترة السبى البابلى. وهذا معقول ، لأن اليهود كانوا من المنافقين ، الذين يتلونون بلون الشعب الذى يعيشون بينه ، لذلك تراهم عبدوا آلهة كل بلد حلوا فيها. إلا أنهم مع ذلك يريدون التميز ، وليس المماثلة التامة فى كل وقت، فكونوا لهم هذا الإله يهوه من الآلهة المحلية (ياهى) وزوجها (آهورامزدا). وذلك ما أشارت إليه الباحثة الأمريكية كينيث كينون بقولها: (وخلال فترة النفى البابلى ازدادت حماستهم ليَهْوَه). (كينون كينيث، الكتاب المقدس والمكتشفات الأثرية، ص108 [نقلا عن عبد المجيد همو ص80])
                  وفى الوقت الذى يُشير فيه بعض العلماء إلى أن يَهْوه هذا كان إلهًا مدينيًا، يشكك نسيب وهيبة الخازن (أوغاريت أساطير وملاحم، ص80) فى وجود إله يُدعى يَهْوَه فى أوغاريت. وأورد نصًا للعالم الآثارى Charls Virolicaud قال فيه: ”إن كثيرًا من العلماء ترجموا وشرحوا نصوص رأس الشمرة، وقالوا منها أتت الأساليب والمصادر والمواضع التوراتية، وكذلك عقيدة العبرانية، واعتبار يهوه إلهًا لهم بين سائر الأمم، وأن بين هذه الآلهة إلهًا يُدعى يَهْوَه كان معبودًا عند شعوب أخرى“.
                  إلا أن نسيب وهيبة الخازن يُشكك فى ذلك ، ويعتبر يَهْوَه من صُنع أحبار اليهود من إلهين فارسيين هما آهو وياهى ، وليس ليَهْوَه أية علاقة بآلهة العرب لا من قريب، ولا من بعيد. (عبد المجيد همو، الله أم يهوه؟ ص80-81)
                  * * *

                  تعليق


                  • #10
                    وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: «3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين ، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة ، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها ، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ "إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق ، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريداً ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23)».
                    وهو بهذا أغنانى عن أن أوضِّح لكم أن اللغة العبرية ولا الآرامية ولا العربية يعرفون فعل الكينونة ، ولن أنسى أن أذكرك عزيزى المسيحى أن لفظ الجلالة الله الموجود فى الترجمات العربية لا وجود له فى جميع ترجمات لغات العالم ، وبدلاً منها يوجد فى العبرانية كلمة إلوهيم.
                    وهكذا فأنتم عزيزى القمص تعبدون إلهًا ليس هذا اسمه ، ولكنه ربما ضاع أو نسى، والكلمة المستخدمة للدلالة على هذا الإله لا يُعرف معناها، والنظريات الحديثة التى يفترضونها غير مرضية أو مقبولة علميًا! وإلى اليوم تخرج نظريات حديثة على حد قول دائرة المعارف الكتابية ، تحاول التعرف على اسم الله!! فإلى من تتوجهون بالعبادة؟ وما أخبار من ماتوا دون معرفة اسم الله؟ وماذا تفعل الروح القدس التى يدعون أنها تتلبس كل قسيس أو أسقف أو بابا أو غيرهم ، وهى الهادية المرشدة فى مفهومهم؟ كيف لم تخبرهم طوال هذا الزمن باسم الإله الذى يعبدونه؟
                    فكيف يقول سفر المزامير إن اسم الله هو يهوه؟: (18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.). مزمور 83: 18
                    فهل من العقل عزيزى القمص أن تعبد إلهًا لا تعرف اسمه؟ فكيف ستناديه؟ وبأى اسم ستناجيه؟ وأنَّى تدعوه؟ ماذا شعورك وأنت لا تعرف اسم إلهك الذى تعبده؟
                    وإذا علمنا أن الشيطان له عدة أسماء أنقلها كما ذكرتها دائرة المعارف الكتابية مادة (إبليس الشيطان): فهو يُسمَّى إبليس والشيطان و“"أبدون" أو "أبوليون" (رؤ 9: 11) ومعناهما "المهلك" . كما يطلق عليه "المشتكي على الإخوة" (رؤ 12: 10) ، و"الخصم" (1 بط 5: 18) ، و"بعلزبول" (مت 12: 24) ، و "بليعال" (2 كو 6: 15) ، و"المضل لكل العالم" (رؤ 12: 9) و"التنين العظيم" (رؤ 12: 9) ، و"العدو" (مت 13: 28 و 39) ، و"الشرير" (مت 13: 19 و 38) ، و"أبو الكذاب" (يو 8: 44) ، و"إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4) ، و"الكذاب" (يو 8: 44) ، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2) ، و"القتاَّل" (يو 8: 44)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31 ، 14: 3 ، 16: 11)، و"الحية القديمة" (رؤ 12: 9)، و"المجرب" (مت 4: 3، 1 تس 3: 5)”. أى له 21 اسماً فى الكتاب.
                    ونعلم أن كثرة أسماء المسمَّى تشريفًا له. فهل احتفظ الكتاب بأسماء الشيطان تشريفًا له ، ولم يحفظ اسم المعبود الذى يقدسونه؟
                    بل إن بعض الأشخاص احتفظوا باسمين فى حياتهم ، مثل إبرام الذى أصبح إبراهيم ، وإسرائيل الذى كان يعقوب.
                    عزيزى القارىء: إن معرفة الله وصفاته فى أى دين لهو أهم الموضوعات التى تتعلق بلب هذه الديانة التى يدين بها الإنسان ، ويُسلم أمره فيها لهذا الإله. إذ لابد أن أعرف اسمه الذى سأتعبد له به، وأناجيه ، وأدعوه به. وهو اسم لا يشترك فيه معه أحد ، غير قابل للتثنية والجمع ، لأن الله إله أحد ، ولا شريك له ، ولا إله معه. فكيف نتوقع أن اسم الله يُجمع؟
                    فى الوقت الذى ترى فيه الكتاب الذى يقدسونه قد حذف هذا الاسم أو استبدله بكلمة (الله) أو كلمة (الرب). فالاسم (يهوَه) أو (يهوِه)،‏ وهو اللفظ الذي يفضله الكتاب المقدس الأورشليمي الكاثوليكي وبعض العلماء، يظهر 7000 مرة تقريبًا في الأسفار العبرية الأصلية. لكنَّ غالبية الكتب المقدسة لا تبيِّن هذا الاسم بل تضع مكانه «الله» او «الرب». وبعض هذه الكتب المقدسة تعترف بأنها استبدلت الاسم يهوه. ولكن هنالك ترجمات عصرية عديدة بلغات مختلفة تستعمل إما الاسم يهوَه او الاسم يهوِه.
                    فكيف يتم هذا؟ ولمصلحة من يتم حذف اسم الرب؟ وكيف يتم تغيير الاسم العلم فى الترجمة؟ فقد يتفق اليهود والمسلمون فى الكثير من صفات الله ، لكن أين اسم (الله) فى الكتاب بأكمله؟ وطبعًا لم ينس المترجم إلى اللغة العربية أن يكتب مكان يهوه أو ألوهيم أو زيوس التى جاءت فى العهد الجديد كلمة الله ، على الرغم من أن صغار المترجمين يعلمون أن الاسم العلم لا يُترجم. فالأستاذ مصباح لا يُترجم تحت اسم master lamp ، ولا تُترجم كلمة السيدة صباح إلى Mrs morning ، وليس لديهم سببًا مقنعًا عن ترجمة أسماء الأعلام فى كتابهم!!
                    ويقول الرب عن اسمه: (لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ .. .. وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ) ملاخى 1: 11 ، 14
                    فاسم الله عظيم ومهيب بين الأمم من مشرق الأرض إلى مغربها ، لكن ما هو هذا الاسم؟: (16وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا أَقَمْتُكَ لِأُرِيَكَ قُوَّتِي وَلِيُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ.) خروج 9: 16
                    هل تتخيل معنى ضياع اسم الرب من كتابه؟ إنه ضياع رسالة الرب نفسها! وضياع رسالة الرب معناه فشل الرب فى اختيار أنبيائه أو فى الحفاظ على كتابه لو كان قد تعهَّد بالحفاظ عليه!
                    ومعنى موافقة الرب أن يحدث كل هذا فى ملكوته وكتابه بإرادته ، أنه لا يعير هذا الكتاب أهمية، لأنه ليس بالكتاب الخاتم، وقد قرر أنه سوف يرسل لهم من تبقى رسالته خالدة ، ويحفظها هو لهم!
                    فقد كان اسم الله معروفًا بين الشعب، يحلفون به، ويقدمون باسمه المحرقات، وباسمه يبنون المذابح، ويتقون الحلف كذبًا باسمه، ويسبحونه بذكر هذا الاسم. لقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة يهوه ، ويتضح هذا على الأكثر من أشعياء 42: 8 (8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.)، فقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة الرب فى التراجم العربية ، وفى العبرية كتبوا (يهوه).
                    (4وَتَقُولُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: «احْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ بِأَفْعَالِهِ. ذَكِّرُوا بِأَنَّ اسْمَهُ قَدْ تَعَالَى.) أشعياء 12: 4
                    (7لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.) خروج 20: 7 ، وتكررت فى تثنية 5: 11
                    (13الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.) تثنية 6: 13 ، و10: 20
                    (30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ.) مزامير 69: 30
                    (20فَقَالَ دَانِيآلُ: [لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ.) دانيال 2: 20
                    (5لأَنَّ جَمِيعَ الشُّعُوبِ يَسْلُكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِـاسْمِ إِلَهِهِ وَنَحْنُ نَسْلُكُ بِـاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.) ميخا 4: 5
                    (24لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ.) رومية 2: 24
                    (1جَمِيعُ الَّذِينَ هُمْ عَبِيدٌ تَحْتَ نِيرٍ فَلْيَحْسِبُوا سَادَتَهُمْ مُسْتَحِقِّينَ كُلَّ إِكْرَامٍ، لِئَلاَّ يُفْتَرَى عَلَى اسْمِ اللهِ وَتَعْلِيمِهِ.) تيموثاوس الأولى 6: 1
                    (9فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقاً عَظِيماً، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هَذِهِ الضَّرَبَاتِ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْداً.) رؤيا 16: 9
                    الأمر الذى انتقده الله ، وفضح من يحاول أن يُنسى الشعب اسمه ، وذلك بالطبع عن طريق الكذب وادعاء النبوة، وأن هذه هى أوامر الله، فقال: (25قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ. 26حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ! 27الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ.) إرمياء 23: 25-27
                    واستمر الحال على هذا المنوال حتى جاء عيسى u، ونطق باسم الله تعالى، والدليل على ذلك قوله: (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 6 ، 26
                    وفى الترجمة المشتركة: (أظهرتُ لهم اسمك ، وسأظهره لهم)
                    والإظهار لا يتم إلا من بعد الإخفاء. والتعريف بالشىء يكون من بعد جهله.
                    فأين هو اسم الله الأعظم الذى علمه يسوع أتباعه؟ لقد ضاع من اليهود ، وضاع من المسيحيين؟ لقد تآمر عبيد الله على إخفاء اسم الله. فلمصلحة مَن هذا؟
                    هل تتخيلون أن الأناجيل الثلاثة الأولى المتوافقة ليس فيها ذكر أن يسوع علم الناس اسم الله الأعظم؟
                    وإذا كانت الصلاة تكون بأن تطلبوا من الله أن يتقدس اسمه ، فما هو هذا الاسم الذى تطلبون تقديسه؟ («فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9
                    وهل تعتقدون أن يسوع كان يُخاطب الله داعيًا إياه أن يُمجِّد اسمه دون أن يكون لهذا الإله اسمًا؟ ما هو اسم الله الذى سيمجده؟ (28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضاً».) يوحنا 12: 28
                    وما هو اسم الله القدوس الذى سيحفظهم فيه؟ (أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ.) يوحنا 17: 11
                    وأين نجد اسم الله البار ، فقد اعترف يسوع أنه عرَّف أتباعه بهذا الاسم ، فأين هو فى الكتاب؟ (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».) يوحنا 17: 25-26
                    فما هى محبة الله؟ فهل محبة الله فى طمس اسمه أو إخفائه؟ أهكذا بكل بساطة ضيعوا اسمه؟ قولوا لى بالله عليكم: ماذا كان الشيطان سيفعل غير ذلك؟
                    وكيف حافظ بنو إسرائيل على وصايا الله؟ فإذا كان دانيال قد قال فى كتابه: (لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ)دانيال2: 20 فما هو اسم الله الذى يجب أن يكون مباركًا إلى الأبد؟
                    كما طلب من أتباعه أن يصلوا لله الذى فى السماوات قائلين: (أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9
                    ولم يُخفِ تعاليمه ، بل كان يعلِّم فى وضوح النهار وفى المعبد لكل اليهود، فقد قال لرئيس الكهنة: («أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».) يوحنا 18: 20-21
                    وبالتالى كان تلاميذه وخاصته يعرفونه ويُجاهرون به، الأمر الذى دفع الفريسيين الذين سمعوهم إلى مطالبة يسوع أن ينتهر تلاميذه ليكفوا عن إعلان اسم الله: (37وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا 38قَائِلِينَ: «مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!». 39وَأَمَّا بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ الْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ انْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ». 40فَأَجَابَ: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!».) لوقا 19: 37-40
                    فإذا قرأت هذه الفقرة بتمعن تجد أن التلاميذ لم يفعلوا شيئًا إلا أنهم سبحوا الله. فما المخالفة الشرعية التى اقترفها التلاميذ هنا؟ إنهم ذكروا اسم الله مخالفين بذلك التقاليد اليهودية.
                    لذلك وقف عيسى u أمام اليهود وهاجم تقاليدهم التى أصبحت هى الدين فقال لهم: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                    وبرَّأ نفسه من تقاليدهم فتضرَّع لله قبل أن يرفعه إلى السماء من هذا العالم: (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: .. .. .. 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 9مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. .. .. .. 11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.) يوحنا 17: 1-12
                    وقد يتساءل المرء: هل من المعقول أنه لا يوجد اسم الله مطلقًا فى كتاب يحمل اسمه؟ وما هذه الكلمة (الله) التى نجدها فى اللغة العربية؟ هل هى غير موجودة بالمرة فى أصول كتب هذا الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيين؟ وهل المقتنيات الحديثة من وثائق قمران لا يوجد بينها أيضًا أى وثيقة تحمل اسم الله؟
                    ألا يمكننا أن نترجم كلمة God أو كلمة يهوه أو أدوناى أو ألوهيم أو كيريوس أو ثيوس أو زيوس بكلمة (الله)؟
                    إن كلمة God تُترج إله، لأن لها جمع وتؤنث، فهى إله أو معبود، وكلمة أدوناى أى سيد ، وقد تُطلق على آخرين من البشر ، وكلمة ثيوس هو اسم المعبود الأكبر لليونان، وقد تعنى إله، يُترجم بصورة خاطئة فى العهد الجديد بكلمة الله.
                    لكن هل تعلمت عزيزى المسيحى فى المدرسة أن اسم العلم يُترجم؟ بالطبع لا. فكلمة الله هو Allah بكل اللغات تختلف فقط فى كتابة الأحرف التى تعطى نفس الصوت.
                    لكن كما تعودنا من الكتاب المقدس أنه لم يستطع تزوير كل شىء داخله. ويفضح الإنترنت اليوم بمواقعه العديدة التزوير الذى حدث فى الكتاب وفى تراجمه ، وما أضافه المترجم من عند نفسه ، وما حذفه لأنه غير موجود فى أقدم النسخ. بل نطلع اليوم على محتويات كل بردية وكل مخطوطة بدقة ، ويتحدث علماء نقد نصوص الكتاب المقدس عن المواضع التى تم كشطها فى مخطوطات الكتاب وإعادة الكتابة عليها عدة مرات ، كما قال مكتشف المخطوطة السينائية تيشندورف على المخطوطة السنائية. فهناك أيضاً برنامج e-Sword ويمكنك أن تنزله مجانًا من النت ، وبه قاموس لكل كلمة فى مخطوطات الكتاب المقدس سواء العبرية أو اليونانية ومعانيها.
                    لذلك اكتشف العميد مهندس جمال الدين شرقاوى (الذى أعتمد على دراسته فى هذا الموضوع فى كتابه ”معالم أساسية ضاعت من المسيحية“) وجود اسم الله عشر مرات فى سفر دانيال، وهذا بيانها كما ذكرها: (3: 26 ؛ 4: 2 ، 17 ، 24 ، 25، 32، 34 ؛ 5: 18، 21 ؛ 7: 25)، وستجدها كتبت تحت رقم 5943: il-lah’eeوكتب نطقها الآرامى كما قال موقع المذكور (`illay (Aramaic) {il-lah'-ee}) وقاموا بترجمتها إلى الإنجليزية طبعة الملك جيمس The Most High God أى الرب الأعلى.
                    http://www.blueletterbible.org/tmp_dir/words/5/1142174262-461.html
                    وفى هذا الموقع أعلاه تجد العشر مواضع وترجمات كلمة الله.
                    لذلك كان هذا هو الاسم الذى أخفاه بنو إسرائيل ، وهو نفس الاسم الذى أظهره الله لعيسى u، وهو نفس الاسم الذى يجب على المسيحيين أن يتعبدوا به لله، وهو نفس الاسم الذى جاء به القادم باسم الله ، وكان أول ما نزل عليه هو (اقرأ باسم ربك الذى خلق)، وعلمنا أن نستفتح كل شىء باسم الله الرحمن الرحيم، وتفتتح كل سور القرآن باسم الله الرحمن الرحيم (ما عدا سورة التوبة)، وبعدد سور القرآن نجد باسم الله الرحمن الرحيم، وعلمنا أن نستهل ذبح الأنعام، بل ومجامعة الزوجة باسم الله.
                    وكرم الله المسلمين بأن جاء رسوله r ب 99 من أسمائه الحسنى. فقد استكثروا على الله أن يحتفظوا له باسم واحد فى أسفارهم ، فجاءهم القادم باسم الله ومعه 99 من هذه الأسماء الحسنى والصفات العلى. (مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!) لوقا 19: 38، ولم يأت باسم الله إلا محمد r.
                    عزيزى المسيحى: احذر! أنت لست من شعب الله أو أحبائه! (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي.) أشعياء 52: 6 إن عباد الله المؤمنين هم الذين يعرفون اسم الله كما قال أشعياء. ألا تريد أن تكون من عباد الله وأحبائه؟
                    وإذا كنتم قد كتبتم أن اسم الإله الأعظم هو الله ، وإذا كان الكتاب لديكم يقولها صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى، فهذا اعتراف واضح منكم أننا أصحاب الدين الحق ، الذين يعرف كتابهم الله ، ويوحده وينادى باسمه!!
                    عزيزى المسيحى احذر أنت من الهالكين! لأن من عرف اسم الله نجَّاه الله من كل هم وضيق: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
                    اقرأ بتمعن عزيزى المسيحى ما قاله يوحنا فى رؤياه: إن اسم الله الحى سوف يُختم على جباه المؤمنين قبل أن يُدمِّر ملائكة الله الأرض والبحار: (2وَرَأَيْتُ مَلاَكاً آخَرَ طَالِعاً مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَعَهُ خَتْمُ اللهِ الْحَيِّ، فَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أُعْطُوا أَنْ يَضُرُّوا الأَرْضَ وَالْبَحْرَ 3قَائِلاً: «لاَ تَضُرُّوا الأَرْضَ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الأَشْجَارَ، حَتَّى نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلَهِنَا عَلَى جِبَاهِهِمْ».) رؤيا 7: 2-3
                    وكرر أن المؤمنين سوف يكتب اسم إلههم على جباههم: (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا حَمَلٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 14: 1
                    وأن أهل الجنة سينظرون وجه الله وسيكون اسم الله مكتوبًا على جباههم: (4وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 22: 4
                    لذلك قالها الله صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى. (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا».) أشعياء 52: 6
                    لكن هنا أطرح سؤالاً فى أذن كل مسيحى ويهودى: مِن عباد مَن أولئك الذين لا يعرفون اسم الله؟ إنهم بالفعل ليسوا من عباد الله. فكيف تقبل عزيزى المسيحى واليهودى أن تكون من عباد غير الله الودود؟ وإذا كان الله طردهم من رحمته ومن زمرة عباده المؤمنين فأين مكانهم فى الآخرة؟
                    فعندما غضب الله على الكفرة من بنى يهوذا (إسرائيل)، الساكنين فى مصر، بسبب بعدهم عن شريعته وعبادتهم للإلهة إيزيس، حيث أوقدوا لها البخور، طردهم الله من زمرة عباده المؤمنين، وحرمهم من معرفة اسمه أو النطق به، إضافة إلى عقوبات أخرى: (25هَكَذَا تَكَلَّمَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ وَنِسَاؤُكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِفَمِكُمْ وَأَكْمَلْتُمْ بِأَيَادِيكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نُتَمِّمُ نُذُورَنَا الَّتِي نَذَرْنَاهَا أَنْ نُبَخِّرَ لِمَلِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَنَسْكُبُ لَهَا سَكَائِبَ فَإِنَّهُنَّ يُقِمْنَ نُذُورَكُمْ وَيُتَمِّمْنَ نُذُورَكُمْ. 26لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا جَمِيعَ يَهُوذَا السَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. هَئَنَذَا قَدْ حَلَفْتُ بِاسْمِي الْعَظِيمِ قَالَ الرَّبُّ إِنَّ اسْمِي لَنْ يُسَمَّى بَعْدُ بِفَمِ إِنْسَانٍ مَا مِنْ يَهُوذَا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: حَيٌّ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) إرمياء 44: 26
                    فهل أنت الآن من المعاقبين الذين حرمهم الله من معرفة اسمه؟ فكيف لا تسارع بالتوبة وتعبد الله؟ إن معنى هذا أن هذا الكتاب وهذه العقيدة توقعك تحت عذاب الله لأنك لست من أصحاب العقيدة السليمة. وإلا ما معنى ألا يحتوى كتابك على اسم الله الذى تتعبَّد له، وتسأله الغفران والرحمة والشفاء؟
                    وهكذا ترى عزيزى المسيحى أن المسلمين هم الشعب الذى يحمل اسم الله ، ويسبح به ليلاً ونهارًا، وهى الأمة التى بشر بها سمعان فى سفر أعمال الرسل: (14سِمْعَانُ قَدْ أَخْبَرَ كَيْفَ افْتَقَدَ اللهُ أَوَّلاً الْأُمَمَ لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْباً عَلَى اسْمِهِ.) أعمال 15: 14
                    وهى نفس الأمة التى أنبأ بها عيسى u بنى إسرائيل أنه هى التى ستأتى بملكوت الله أى دين الله وشريعته: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ.46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 42-46
                    فكن عزيزى المسيحى عبدًا من عباد الله ، الذين يحملون اسم الله على جباههم فى الآخرة ، والذين يعرفون اسم الله فى الدنيا ، الذين يحبهم الله ويعتبرهم خاصته ، ومن كل ضيق ينجيهم: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
                    * * *


                    ما هو اسم الإله الذى تعبده عزيزى القمص؟
                    وعلى هذا السؤال يجيبنا العميد مهندس جمال الدين شرقاوى فى كتابه (عيسى أم يسوع؟) فيؤكد أولاً أن أسماء الأعلام لا تُتَرجم على الرغم من أن معظم الأسماء الشخصية لها معنى، فالشخص الذى اسمه مصباح لا بد أن يُكتب اسمه Mesbah ولا يتحول أبداً إلى Lamp، وكذلك لا يُترجم اسم الملك فهد إلى كلمة Panther، ولا يُترجم اسم “الأسد” إلى كلمة Lion .
                    والغريب أنك ترى اسم عيسى u يُعرف فى المناطق الناطقة باللغة العربية باسم (يسوع)، ويعرف باسم Jesus ”جيسس“ فى الإنجليزية و”يسوس“ فى الألمانية، كما يختلف اسمه أيضًا فى الفرنسية. ولكن مسيحيو العرب لا يعرفون شيئًا عن جيسس هذا، ولا يوجد فى أناجيلهم. ولا يعرف مسيحيو أوروبا اسم يسوع ولا يوجد فى أناجيلهم. فتُرى لماذا ترجموا اسم من يؤلهونه؟
                    ذُكر عيسى u بثلاث صيغ فى الأصول اليونانية طبقًا لقواعد اللغة اليونانية، وموقع الاسم فى الجملة من الإعراب، حيث تُضاف إلى آخره حروفاً يونانية زائدة على الاسم تبين حالته الإعرابية:
                    أولاً: الصيغة (عيسوس):
                    وهى صيغة اسم عيسى u، كما وردت فى الأصول اليونانية لكتاب المقدس، فى حالة وقوع الاسم فاعل. وقد أتت فى (لوقا 2: 21) (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.)
                    جاءت هذه الصيغة باليونانية هكذا (Iησους) وتُنطق (عيسوس) ، وكما لاحظت أن الفرق بين هذه الصيغة والصيغة السابقة هى الحرف الأخير (السيجما) حرف ال ς ، وهذا الحرف له ثلاثة أشكال فى اللغة اليونانية حسب موقعه فى الكلمة:
                    فهو يُكتب فى أول الكلمة Σ ، ويُكتب σ فى منتصف الكلمة ، ويُكتب ς فى آخر الكلمة ، كما فى كلمة (عيسوس).
                    وعلى ذلك فنطق الكلمة هى (عيسَى) بالفتح وفق اللسان العربى والآرامى (لغة عيسى u) ، أو (عيسو) وفق اللسان العبرى الجديد.
                    ثانيًا: الصيغة (عيسون):
                    عندما يكون مفعولاً ، مثل: (31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.) لوقا 1: 31، وجاء الاسم المبشر به فى النسخة اليونانية مكتوبًا هكذا (Iησουν) والحرف الأول من اليسار هو حرف العين، والثانى كسرة طويلة، والثالث السين، والرابع ضمة قصيرة ، والخامس ياء ، والأخير نون.
                    ويُنطق فى النهاية (ع ى سُ ى ن) مع ملاحظ، أن حرف النون الأخير ليس من أصل الكلمة، وإنما هو لاحقة إعرابية تُضاف للإسم فى حالة المفعول.
                    ويلاحظ أن وضع الضمة على حرف السين جاء من العبرية الحديثة ، فهو يميل دائمًا للضم ، بخلاف العربية والآرامية اللتان تميلان للفتح. مثل كلم (إله) بالفتح فى العربية والآرامية ، وتُنطق (إلوه) بالضم فى العبرية الحديثة.
                    وعلى ذلك فنطق الكلمة التى نطق بها ملاك الرب هى (عيسى) بالفتح وفق اللسان العبرى والآرامى (لغة عيسى u).
                    والذى حدث من المترجم أنه غير الحرف الأول فى (عيسو) وجعله آخر حرف، ليصبح الاسم (يسوع). وهذا ليس من الأمانة العلمية. ناهيك أنهم تحولوا بذلك إلى عبادة شخص آخر لا وجود له.
                    فكر بعد ذلك فى قول الله تعالى فى كتابه المنزل على خير الأنام: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) آل عمران 45
                    فكيف عرف محمد r هذا الكلام كله، لو لم يوحِ الله إليه؟ أليس هذا دليل على نبوته r؟

                    ثالثًا: الصيغة (عيسو):
                    وهو اللفظ الدال على اسم عيسى u فى حالة وروده فى صيغة المنادى أو المضاف إليه ، وجاء فى اليونانية هكذا (Iησου). وهذه صيغة سهلة للاسم ، حيث حذفت منه إضافات النحو اليونانى.
                    لقد ورد هذا الاسم فى اليونانية ثمان مرات فى حالة المنادى (يا يسوع) (مرقس 10: 46-47 ، ولوقا 17: 11-13)، كما وردت عدة مرات فى حالة المضاف إليه مثل قولهم (قدمى يسوع) (متى 15: 3)، و(جسد يسوع) (متى 27: 57)، و(ركبتى يسوع) (لوقا 5: 8) و (صدر يسوع) (يوحنا 13: 23 و 25) ، وقد وردت فى اليونانية (يا عيسى) ، و(جسد عيسى) وهكذا.
                    وعلى ذلك فنطق الكلمة هى (عيسَى) بالفتح وفق اللسان العبرى والآرامى (لغة عيسى u) ، أو (عيسو) وفق اللسان العبرى الجديد.
                    بل إن تلاميذه بعد انتهاء بعثته ، وما قيل عن صلبه وموته ودفنه ونزوله إلى الجحيم كانوا يطلقون عليه اسم (Iησου). وبنوا على الإيمان باسمه أساس الديانة النصرانية كلها. وراحوا يستخدمون اسمه الشريف هذا فى عمل الكرامات (المعجزات) ، وفى تعميد الداخلين إلى الديانة النصرانية.
                    فقد ذكر لوقا فى سفر أعمال الرسل أن كبير التلاميذ (سِمْعان [بطرس]) قد أجريت على يديه عدة كرامات منها كرامة شفاء رجل كسيح: (بِاسْمِ يَسُوعَ (Iησου) الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ) أعمال الرسل 3: 6 ، وقد ذكره لوقا باسم (عيسو)، التى تُنطق عيسى فى الآرامية، اللغة التى كان يتكلمها عيسى u.
                    ويذكر لنا يوحنا قانون الإيمان وعبارته الشهيرة (الإيمان باسم المسيح) ، والتى ذكرها خمس مرات فى إنجيله. وفى رسالته الأولى نذكر منها (رسالته الأولى 3: 23) (ووصيته هى أن تؤمنوا باسم ابنه عيسو (Iησου) المسيح). والاسم المذكور هنا طبقًا لقواعد اللغة اليونانية هو (Iησου) أى عيسى، حيث يقع مضافًا إليه.
                    بل كان يتم التعميد (أعمال 2: 38، 8: 16) وشفاء المرضى (أعمال 4: 7-10) وشكر الله (أفسس 5: 20) باسم عيسو (Iησου).
                    فهذا هو (عيسى) الاسم الذى عرفه سمعان ويوحنا وباقى التلاميذ، أما عن يسوع أو إيسوع أو أشيوع أو أيشوع أو ما يسوغ .. إلى آخر ما جاء من أسماء اخترعوها لعيسى u عبر القرون الماضية فلم ينزل الله بها من سلطان: (</span><span lang=AR-SA><o></o></span></="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) النجم: 23
                    وقد التزم الباحث فى منهجه لتصويت الاسم بقواعد اللسان الآرامى والعربى، كما اتفق معهم فى تصويتهم للأسماء العبرية المترجمة للعربية.
                    ومثال على ذلك كلمة عيسو (ابن يعقوب) التى وردت فى (رومية 9: 13) (كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو) ، وفى رسالة إلى العبرانيين 11: 20 (بالإيمان إسحاق بارك يعقوب وعيسو) وعبرانيين 12: 16 (لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحًا كعيسو الذى لأجل أكلة واحدة باع بكوريته).
                    وقد ورد اسمه فى اليونانية هكذا (Ησαυ) ، مع ملاحظة أن حرف ال (Η) هو نفس حرف ال (E) فى الحروف الإنجليزية مكتوبًا كبيرًا، وأن الحرف (σ) هو حرف السين، وأن الحرفين (αυ) يتم نطقهما مثل ال aw فى كلمة Caw الإنجليزية.
                    وعلى ذلك يكون نطق الكلمة هو (إيساو) ، وكتبت هكذا فى الترجمة الإنجليزية ، وصوتت فى العربية (عيسو) ، فهل تعرف عزيزى القمص لماذا صوتوا الياء الأولى فى عيسو (عين) بينما صوتوا الياء فى عيسى ياءً؟ إنه تحريف لا مبرر له!
                    ويجب الآن أن نعرف اسم يسوع ومن أى لغة تم اشتقاقه وما معناه: يقول الدكتور القس إبراهيم سعيد فى كتابه شرح بشارة لوقا ص 21 إن الصيغة اليونانية للاسم العبرى (يسوع) هو (يهوشوع)، ويقول قاموس الكتاب المقدس ص 1065، ووافقته دائرة المعارف الكتابية مادة (يسوع)، إن يسوع هى الصيغة العربية للكلمة العبرية (يشوع)، مع ملاحظة أن الصيغتين لنفس الشخص. وهذا خطأ من الاثنين كما سنرى.
                    أولاً: مع القائلين إن يسوع هو الصيغة اليونانية ل (يهوشوع) العبرانية:
                    جاء فى أخبار الأيام الأول 7: 22 اسم (يهوشوع) ابن نون فى الترجمات العربية للكتاب المقدس، وهو (Hoshua) فى الترجمات الإنجليزية، وذكر ذلك الاسم فى الترجمة اليونانية المعروفة بالسبعينية هكذا (Iησουε)، وهى نفس كلمة عيسىِ بالكسر (هذه المرة بدلا من الفتح) ، وهى قريبة من اسم عيسوى العربى.
                    ثانيًا مع القائلين إن يسوع هو الصيغة اليونانية ل (يشوع) العبرانية:
                    إن القارىء للكتاب المقدس ليعلم أن كلمة يشوع فى الكتاب المقدس كله لم تترجم مرة واحدة يسوع. ولكن لو افترضنا جدلاً أن الاسمين متطابقان، لكان اسم عيسى u هو يشوع فى الآرامية، وتغير إلى يسوع فى العربية بعد الفتح الإسلامى للبلاد. أى بعد سبعة قرون. وبذلك فهم يتعبدون حاليًا لشخص آخر، ويكون هذا اثباتًا لوقوع التحريف بعد الفتح العربى للبلاد.
                    وبذلك تكون الصيغة العربية لكلمة (يهوشوع) العبرية حسب الترجمة السبعينية اليونانية القديمة هى (عيسىِ)، وحسب النصوص العربية القديمة هى (يشوع). وبذلك تنحصر كلمة (يسوع) فى لغتين لا ثالث لهما: العربية أو اليونانية.
                    وبالبحث فى مفردات اللغة اليونانية لم نجد كلمة (يسوع) مطلقًا ، وحيث أنه لم يدع إنسان أن أصل كلمة يسوع هو عبرى أو آرامى، فلنا الحق أن نبحث فى معناها فى اللغة العربية وجذرها (س و ع).
                    ففى اليمن كانت هناك قبيلة عربية اسمها (سُوع) ، قال فيها النابغة الذبيانى:
                    مستشعرين قد ألقوا فى ديارهم دعاء سوع ود عمى وأيوب
                    ويروى أيضًا دعوى (يسوع) وكلها من قبائل اليمن.
                    وهناك (سُواع) بالضمة وهو اسم صنم كان لهمدان فى الجاهلية، وقيل فى قوم نوح، ثم كان لهذيل أو لهمدان، وقد عبد من دون الله، كما جاء فى القرآن: (وَقالُوا لا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُم وَلا تَذَرُنَّ وَدَّاً وَلا سُوَاعَاً ولا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرَاً) نوح: 23
                    وقال الأستاذ أنيس فريحة فى (دراسات فى التاريخ ص 99) عن اسم الصنم يغوث المذكور فى القرآن الكريم ما نصه: ”يغوث فعل مضارع بمعنى يسعف، وهو الاسم العبرى (يشوع) من جذر يشع بمعنى خَلَّصَ ومنها (يسوع).“
                    ومعنى هذا أن يسوع اسم صنم وثنى كان يُعبد فى قوم نوح وفى الجاهلية من دون الله!! أليس هذا دليل على تحريف الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص، وأن اليهود أخرجوكم بذلك من جماعة الرب: مرة بعدم الختان، ومرة بإخصاء الرجال أنفسهم، ومرة بمخالفة ناموس الله وترك شريعته، ثم بعبادة صنم من دون الله!
                    ونعود مرة أخرى لقولهم إن يسوع هو الاسم الذى اشتق من الاسم العبرى يشوع: وفيه يقول الدكتور عبد المحسن الخشاب - من علماء الغرب المسيحى - فى كتابه (تاريخ اليهود القديم بمصر) ص 105 ما نصه: ”وهو اسم مشتق من اسم الثور الذى كانوا - بنوا إسرائيل - يعبدونه فى الصحراء.“
                    أى حرَّف بنو إسرائيل اسم عيسى وجعلوه اسم صنم، عبده بنو إسرائيل فور خروجهم من مصر، وأغضبوا الرب بذلك، فأمر بقتل ثلاثة آلاف منهم ، وهو هذه المرة الصنم (يسوع) الذى يشبه الثور. فهل يفرق هذا معك عزيزى المسيحى المؤمن، أم أنك اعتدت على تشبيه الرب بالحيوان فلا فارق عندك أن يكون الرب ثورًا أو خروفًا (رؤيا 17: 14)؟ إن الفرق لكبير عند أحباب أحباب عيسى u ، مع المؤمنين الحقيقيين به ، وبرسالته الحقَّة.
                    لكن ما معنى عيسى؟ وما هو جذر الكلمة؟ وما معناه؟
                    أولاً رحم الله علماء اللغة العربية الذين قالوا بأعجمية هذا الاسم ، وذلك لأن اللسان العربى القديم لم يكن معروفًا فى زمانهم، وإنما تم اكتشاف لغاته حديثًا مثل الأكادية والآرامية ، وهذا اسم آرامى اللغة عربى اللسان. ونجد أن هناك الكثير من رجالات العرب قد تسموا بهذا الاسم قبل الإسلام وبعده.
                    ولو بحثنا فى جذور المادة اللغوية لكلمة (عيسى) وهى (ع و س) أو (ع ى س) لوجدنا لها أثرًا لا ينكره أحد.
                    فالعيس هى كرائم الإبل وأحسن أنواعها ، يميل لونها إلى اللون الأبيض الضارب للصفرة ، ولك أن تقول إنه اللون الأشقر بلغة العصر.
                    وقد جاء فى المعجم الوسيط (ج 2 ص 639) ما يأتى:
                    تعيست الإبل: صار لونها أبيض تخالطه شقرة.
                    الأعيس من الإبل: الذى يخالط بياضه شقرة ، والكريم منها. والجمع عِيس.
                    وقال الليث: إذا استعملت الفعل من عيس قلت عيس يعيس أو عاس يعيس
                    وأعيس الزرع اعياسًا: إذا لم يكن فيه رطب.
                    ونخرج من فحص المعاجم العربية أن (عيسى) عربى اللسان له اشتقاقات فى اللغة العربية ، فهو إما أن يكون مشتقًا من العيس وإما أن يكون مشتقًا من العوس بمعنى السياسة.
                    وأن مفرده (عِيسَى) بالفتح ، و (عِيسِى) بالكسر.
                    والجمع منه (عِيسٌ) و (عيسون)
                    والمثنى منه (عيسين) ، والمؤنث (عيساء)
                    ومعناها إما فيها إشعار باللون الأبيض الذى تخالطه شقرة ، وهذا كان لون عيسى ابن مريم u، أو بمعنى الإنذار بقرب نهاية الزرع إذا خلا من الرطوبة واصفر لونه ويبس. وهو بذلك كان اسمًا على مُسمَّى. فقد كان u آخر أنبياء بنى إسرائيل ، وجاء يُخبرهم بانتقال الملكوت إلى أمة أخرى تعمل أثماره ، ويأمرهم باتباعها.
                    فقد كان لب رسالة عيسى u هو البشارة بملكوت الله أو ملكوت السموات. وهو دين الله وشريعته ، التى كانوا ينتظرونها على يد نبى آخر ليس من بنى إسرائيل ، ولكنه مثل موسى ، وهى النبوءة التى جاءت فى سفر التثنية 18: 18 ، لذلك ابتدأ عيسى u بقوله: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.)لوقا 4: 43
                    كما أوصى يسوع تلاميذه قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.) متى 10: 7
                    وأمرهم أن يرددوا فى صلواتهم قائلين: («فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ.) متى 6: 9-10 ولوقا 11: 2
                    فبعد ما ضرب الأمثال العديدة لملكوت الله فى موعظة الجبل ، وهو لب دعوته ، وسبب مجيئه ، قال لهم الخلاصة مرة أخرى: (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                    لذلك جفَّف شجرة التين التى هى رمز الأمة اليهودية، وقال لها لا يخرج منك ثمر بعد، أى لن يأت منك نبى بعد. وعلى ذلك فإن معنى انتظار اليهود نبيًا من نسل داود هو تكذيب لعيسى u ، ولما فعله، ولما قاله: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 18-19
                    وبذلك يكون زرعهم فى طريقه إلى الجفاف،ولا بد من أرض جديدة لزرع جديد.
                    لكن هل هذه هى المرة الأولى التى يُسمِّى الله فيها نبيًّا ويكون اسمه له دلالة على أفعاله أو حياته أو مماته أو حادثة معينة تُخلَّد فيها ذكراه؟ نعم.
                    فقد سُمِّى إسماعيل بهذا الاسم ويعنى سميع الله وهو لتخليد حادثة استجابته لأمر الله بذبح أبيه له. (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * </div><div align=”right”></=”direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt”><span lang=AR-SA style=’font-size:18.0pt;font-family:”Traditional Arabic”’>فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * </div><div align=”right”></=”direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt”><span lang=AR-SA style=’font-size:18.0pt;font-family:”Traditional Arabic”’>فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * </div><div align=”right”></=”direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt”><span lang=AR-SA style=’font-size:18.0pt;font-family:”Traditional Arabic”’>فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) الصافات 100-107
                    ويحيى لأنه سيموت شهيدًا دفاعًا عن الحق ، والشهداء أحياء لا يموتون ، ولا تتحلَّل جثثهم. {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} (154) سورة البقرة
                    وإبراهيم تعنى أبو الأمم (الشعوب) ، وقد جاءت النبوة من بين ظهرانيه ، فجاءت أولاً من نسل ابنه اسحاق ، واستمرت إلى عيسى u، ثم انتقلت إلى ابن اسماعيل محمد بن عبد الله r.
                    وجاء عيسى u، وهو مُجفِّف شجرة الأنبياء من نسل إسحاق كما ذكرت.
                    وجاء محمد r وهو محمود فى الأرض والسماء ، كما جاء فى الكتاب المقدس:
                    (وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ) مزمور 72: 15
                    (كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ) مزمور 72: 17
                    وهى صيغة الصلاة والتسليم على محمد وعلى آله وصحبه.
                    (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب 56
                    هل كان يسوع ناصريًّا؟
                    ثم نأتى إلى لقب آخر اشتهر به يسوع هذا وهو لقب الناصرى، فهل كان يسوع ناصريًا أم أنه اسم أُلحق به لسبِّه أو لتنفير الناس عنه؟
                    يقول متى إنه بعد موت هيرودس الكبير وعودة يسوع من رحلته المزعومة إلى مصر (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 13-23 ، وهذا الاستشهاد لا يوجد له أصل فى كل الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص ، بل إنه تدليس من الكاتب ، حيث لم تنشأ مدينة الناصرة إلا فى القرن الرابع الميلادى.
                    يقول التفسير التطبيقى للكتاب المقدس عن هذه النبوءة ص1871: (لا يسجل العهد القديم بصورة محددة هذه العبارة ”سيدعى ناصريًا“ ، ومع هذا فكثير من العلماء يعتقدون أن متى كان يشير إلى نبوة غير مدونة فى الكتاب.) وهذا يُثبت عند الكثير من هؤلاء العلماء عدم وصول الكتاب الذى تقدسه إليكم كاملاً، وأن بعض كلام الرب فُقد، ولم يستطع الحفاظ عليه! الأمر الذى ينفى عصمة كتابكم أو حفظ الله له.
                    وتقول الترجمة اليسوعية ص 40: (يصعب علينا أن نعرف بدقة ما هو النص الذى يستند إليه متى ، فاللفظ المستعمل لا يدل على أحد سكان الناصرة ولا على أحد أعضاء شيعة الناصريين ، بل يرى متى فيه لفظاً يُعادل لفظ الجليل (26/96). ويجوز أن نفهم هنا: “الذى فى الناصرة” (21/11) ، وراجع يو 1/45 ورسل 10/38). ولربما أراد متى أن يشير به إلى “قدوس الله” المثالى ، إلى “النذير” (قض 13/5 ، وراجع 16/17 ومر 1/24).
                    وتقول الترجمة العربية المشتركة ص 6: (ناصريًا: نسبة إلى الناصرة. بهذا الاسم لقب يسوع (21: 11) والمسيحيون الأولون (اع 24: 5).
                    أما بالنسبة لعلم الآثار فهو لا يعترف بوجود مثل هذه القرية الإنجيلية فى زمن بعثة المسيح عيسى ابن مريم u. فهى لم تُذكر قط فى العهد القديم ، على الرغم من أن سفر يشوع 19: 10-16 قد ذكر اثنى عشر مدينة، وستة قرى من نصيب سبط زوبولون، ومع ذلك فلم يعرف شيئًا عن الناصرة، وليس لها وجود فى كتابات الربانيين.
                    كما لم تظهر فى كتابات من كتبوا عن تاريخ وجغرافيا فلسطين حتى القرن الرابع الميلادى. فلم يذكرها كل من فيلو الفيلسوف اليهودى السكندرى، كما لم يعرف عنها شيئًا المؤرخ اليهودى يوسيفوس، فتجده يذكر الكثير عن الجليل (900 ميلاً مربعًا)، إلا أنه لا يعرف شيئًا عن هذه المدينة. فقد ذكر 45 مدينة وقرية فى الجليل من المدن والقرى الهامة وغير الهامة فى كتابيه ”الحروب اليهودية“ و”تاريخ اليهود“. كذلك تجده يذكر قرية يافا الواقعة جنوب الناصرة على بعد ميل واحد من الجنوب الغربى ، والتى عاش هو نفسه فيها.
                    وجدير بالذكر أن هذين المؤرخين عاصرا زمن عيسى u.
                    كما لا نجد لها وجود فى كل رسائل بولس ، وباقى كتب العهد الجديد التى كتبت قبل زمن تدوين الأناجيل.
                    ولم يعرف التلمود عنها شيئًا ، على الرغم من أنه ذكر 63 مدينة فى الجليل. كذلك لم يظهر اسمها فى أدب الربانيين. فتجد أن رسائل الربانى Sollys قد ذكرت يسوع 221 مرة ، ولم تذكر الناصرة أو أنه ناصرى مرة واحدة.
                    كذلك لم يعرفها أحد من المؤرخين القدماء أو الجغرافيين ، ولم يرد ذكرها إلا ابتداءً من القرن الرابع الميلادى.
                    وتقول دائرة المعارف الكتابية فى ذلك مادة (ناصرة): (فلا تذكر مطلقاً في العهد القديم ، ولا في التلمود ، ولا فى الأسفار الأبوكريفية ، ولا في كتابات يوسيفوس المؤرخ اليهودى.)
                    والسبب فى هذا الخداع هو أنهم أرادوا سب يسوع وتفريق الناس بعيدًا عن دعوته، حيث كان سكان الجليل والناصرة من الفريسيين. وكان شائعًا بين الناس أنه لا يمكن أن يأتى شىء صالح من الجليل ، وهذا ما أرادوه بالضبط: أن لا يثق الناس فى عيسى u ولا فى دعوته ويرفضوهما: (46فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «تَعَالَ وَانْظُرْ».) يوحنا 1: 46
                    كذلك يقول المواقع المذكورة أدناه إن مدينة الناصرة تقع على الشاطىء الغربى لبحيرة طبرية. بينما كان يعيش عيسى u فى مدينة أخرى شرق بحيرة طبرية. ونلمس ذلك على سبيل المثال من قول متى: (34فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ) متى 14: 34 ومثله (مرقس 6: 53). ومعلوم أن جنيسارت تقع غربى البحيرة ، وهذا معناه أن بلدته تقع شرق البحيرة. حيث مرتفعات الجولان.
                    يقول لوقا: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ .. .. .. .. 14وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ.) لوقا 4: 1 ، 14
                    ومعنى هذا أنه كان يسكن بالقرب من شاطىء بحيرة طبرية.
                    إضافة إلى ذلك حاول القوم قذفه من أعلى أحد الجبال هناك: (28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. 30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.) لوقا 4: 28-30
                    وهاتان العلامتان لاتتوفران فى مدينة الناصرة (كما يقول العميد مهندس جمال الدين شرقاوى) ، إذ أن المسافة بينها وبين شاطىء البحيرة لا تقل عن مسيرة يومين صعودًا وهبوطًا للمرتفعات ، التى يجتازها القادم من الناصرة إلى البحيرة. كما أن الأناجيل تذكر لنا صراحة أن المسيح u بعد تعميده على يد المعمدان عاد إلى الجليل وسكن فى بلدة كفر ناحوم (متى 4: 13 ؛ مرقس 2: 1 ، 9: 33) وفى (متى 9: 1) يُذكر أن اسم بلدة يسوع هى كفر ناحوم، وهى قريبة من شاطىء البحيرة ، وتقع فى منطقة جبلية أيضًا ، ولكنها غربى البحيرة أيضًا.
                    وعندما نرجع لأصل الكلمة اليونانية نجدها (ن ص ر) ، وهى تشير إلى اسم مكان (الناصرة) وقد أثبتنا عدم وجود مثل هذا المكان زمن حياة عيسى u إلى بداية القرن الرابع ، أو تشير إلى نصرة التلاميذ ومناصرتهم له، وهذا لم يحدث، فقد تخلوا عنه فى كل مواقفه الجادة ، فلم ينصروه حينما حاول اليهود رميه من أعلى الجبل، وتخلوا عنه وقت القبض عليه، أو تشير إلى نصرة المدينة وشعبها له، وهذا أيضًا لم يحدث ، فلم يدخلها بعد رسالته إلا مرة واحدة (تبعًا لأقوال الأناجيل) ، وأرادوا قتله فيها رميًا من أعلى الجبل (لوقا4: 28-30) أو تشير إلى اسم دين ، فيكون بذلك يسوع النصرانى. وهو فى هذه الحالة شخص آخر من أتباع النصرانية وليس عيسى ابن مريم نبى الله ورسوله مؤسس النصرانية (؟).
                    وعلى ذلك فقد كان تلاميذ عيسى u من النصارى التى ترجمت بالناصريين أى نسبة إلى مدينة الناصرة (أعمال الرسل 24: 5) على الرغم من أنه لم يكن أحد منهم من مدينة تُدعى الناصرة. هذا وتشهد وثائق التاريخ أن يسوع كان يُعرف باسم يسوع النصرانى وليس الناصرى.
                    راجع تعليق قاموس ISBE على كلمة (Nazirite) وكلمة (Nazarene) وكلمة (Nazareth)
                    راجع أيضاً:http://www.jesusneverexisted.com/nazareth.html
                    راجع أيضاً كتب ع.م. جمال الدين شرقاوى (يسوع النصرانى مسيح بولس) و(قضايا جديدة فى المسيحية والإسلام ج2 ص7-17)
                    وعلى ذلك فقد كذب كل من نسب إلى الجموع قولهم إنهم عرفوا يسوع باسم الناصرى أو الذى من ناصرة الجليل، وكذب كل من نطق أو كتب هذه الكلمة التى لم يكن لها وجود إلا بعد حوالى 300 سنة من ذلك الوقت: (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».) متى 21: 10-11
                    (9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. 10وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. 11وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!».) مرقس 1: 9-11، ولم تُذكر كلمة ناصرة غير مرة واحدة عند مرقس.
                    (14وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. 15وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ مُمَجَّداً مِنَ الْجَمِيعِ. 16وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى.) لوقا 4: 14-16
                    (46فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «تَعَالَ وَانْظُرْ».) يوحنا 1: 46
                    كما كذبوا على الشياطين ، وادعوا أنهم لقَّبوه بيسوع الناصرى: (24قَائِلاً: «آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ قُدُّوسُ اللَّهِ!») مرقس 1: 24
                    وهى لا توجد فى أى كتاب من كتب العهد القديم. ومثل هذه الفقرة احتج عليها اليهود احتجاجًا كبيرًا، فيتعجبون كيف يسكن يهودى فى منطقة السامرة ويدرس فى معبدهم؟ ومن المعروف أن بين اليهود والسامرة عداء شديد، حتى إن المرأة السامرية فى إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع لم تعطه ليشرب لمجرد أنه يهودى وهى سامرية.
                    لكن يليق بك عزيزى القمص مرقس عزيز أن تعرف أيضًا أن لفظ مسيحى شتيمة، استعملت للتحقير، وهذا على الأقل يُثبت صحة تحليلى أن اليهود وعلى رأسهم بولس قد تعمدوا إتلاف دينكم، وتشويه صورة عيسى u فى عيون أتباعه، بل وإنقاص قدر أتباعه:
                    تقول قاموس الكتاب المقدس مادة (مسيحى): «دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة في أنطاكية (اع 11: 26) نحو سنة 42 أو 43م. ويرجّح أن ذلك اللقب كان في الأول شتيمة (1 بط 4: 16) قال المؤرخ تاسيتس (المولود نحو 54م.) أن تابعي المسيح كانوا أناساً سفلة عاميين ولما قال أغريباس لبولس ((بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً)) (اع 26: 28) فالراجح أنه أراد أن حسن برهانك كان يجعلني أرضى بأن أعاب بهذا الاسم.»
                    * * *

                    تعليق


                    • #11
                      لمن أُرسِلَ عيسى u؟ هل كان نبيًا للعالمين؟
                      قبل أن يولد يسوع تنبَّأ ملاك الرب الذى ظهر ليوسف النجَّار فى حلمه أن المولود سيُخلِّص بنى إسرائيل. فقال له الملاك: (21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 21
                      ولما ولد جاء المجوس من المشرق عن نبوءة وعلم وحكمة (كما يؤمنون) أن المولود هو ملك حاكم لليهود، وليس للعالمين: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟) متى 2: 1
                      وذلك على الرغم من أنه لم يملك على بنى إسرائيل، ولا حتى على بيت واحد من بيوتها. فقد رفض أن يسميه أتباعه ملكًا: (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!» 15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.) يوحنا 6: 14-15
                      وأقر أنه جاء كخادم لهم وليس كملك، عليهم أن يخدموه: (45لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».) مرقس 10: 45
                      وأعلنها صراحة أنه ليس بقاضى بين الناس، فكيف يكون ملكًا، وهو يفتقد للحكم؟ (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟») لوقا 12: 13-14
                      وداوم على دفع الجزية لقيصر: (24وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟» 25قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» 26قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27وَلَكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».) متى 17: 24-27
                      بل أمر بدفع الجزية له، وألا يتعرض أحد للقيصر وحكمه: فقد سأله الفريسيون والهيروديسيون (... أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟ نُعْطِي أَمْ لاَ نُعْطِي؟» 15فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ ايتُونِي بِدِينَارٍ لأَنْظُرَهُ». 16فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» فَقَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ.) مرقس 12: 14-17
                      واضطره الجوع إلى أن يذهب لشجرة تين غير مملوكة له، ليجد ما يسد رمق جوعه: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 18-19
                      ولم يجد فى بعض الأوقات المكان الذى يتكىء فيه: (20فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».) متى 8: 20
                      ولم يكن له مقر، حتى إن اليهود اتفقوا على من يدلهم على مكانه: (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.) يوحنا 7: 1
                      (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً) يوحنا 11: 53-54
                      بل لم يكن لديه كفنًا تُكفَّن فيه جثته، أو قبرًا يُدفن فيه بعد إعدامه، فتحنَّن عليه أحد أهل الخير، وتركه يُدفن فى قبره هو: (59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي الصَّخْرَةِ) متى 27: 59-60
                      وقالت النبوءات السابقة: (6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».) متى 2: 6
                      واعترف هو نفسه أنه لم تكن له شريعة خاصة، بل جاء تابعًا لشريعة موسى u والأنبياء من بعده: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
                      وأقر ذلك عندما أرسل تلاميذه إلى تخوم اليهود، منعهم من الذهاب إلا لليهود، وأمرهم حتى بتجنُّب اليهود السامريين: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى10: 5-6
                      وكان مجال دعوته هو وتلاميذه اليهود فقط، فلم يُؤثر عنه أنه أرسل خطابًا وجهه لقيصر أو لأحد من الأباطرة أو حتى الحكام المحليين يدعوه فيه إلى الله: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
                      (1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. 2وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.) متى 19: 1-2
                      حتى تلاميذه فسيكونون فى الآخرة شُهداء فقط على بنى إسرائيل: (28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) متى 19: 28
                      بل كانت التهمة الموجهة إليه أنه ملك اليهود، وذلك لأن ملك اليهود، وحاكم العالم ، وخاتم النبيين هو المسِّيِّا، وبرَّأه منها بيلاطس: (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
                      لذلك أصر اليهود أن يسمونه ملكًا حتى أثناء تعذيبه للاستهزاء به: (29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!») متى 27: 29
                      بل إنهم كتبوا أن سبب صلبه هو أنه يدعى أنه ملك اليهود: (37وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ».) متى 27: 37
                      ونُحسم كل هذا فى قوله للمرأة الكنعانية أمام تلاميذه والجموع من حوله إنه لم يُرسل إلا إلى الضالين فقط من خراف بيت إسرائيل: («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 24-26
                      ناهيك أنه لم يَخرج تلميذ من تلاميذه إلى خارج فلسطين إلا بعد أن اشتد الاضطهاد عليهم. وحاكموا بولس نفسه بسبب تعليمه اليهود خارج فلسطين الارتداد عن تعاليم موسى u ، وألا يختنوا أولادهم، حتى إن يهود فلسطين عندما علموا بعودته أمسكوه وأرادوا قتله. وهنا اضطروا أن يُعْلموا هؤلاء اليهود بضلال تعاليم بولس، واكتفوا بتعليمهم ألا يحفظوا شيئًا من تعاليم بولس، وأن يحافظوا على أنفسهم مما ذبح للأصنام ومن الدم والمخنوقة والزنا. أى لم يعلموهم كل الدين وأحكامه: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا»)أعمال الرسل 21: 17-32
                      الأمر الذى جعلهم يتفقون مع بولس على الكرازة بين الأمم، وأن يترك لهم اليهود من بنى إسرائيل، وذلك لعلمهم باقتراب مجىء المسِّيِّا: (7بَلْ بِالْعَكْسِ، إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الْخِتَانِ.) غلاطية 2: 7
                      ويحدثنا الكتاب والتاريخ أن عيسى u كان يصلى كل يوم فى الهيكل ، ويرى الذين آمنوا من الأمم يصلون خارج الهيكل، ولم يأمرهم قط أن يدخلوا الهيكل. بل كان مكتوبًا على جدار الهيكل: عند دخول أحد من الأمميين سوف يُقتل باللاتينية واليونانية والعبرانية.
                      بل حاكم التلاميذ بطرس لأنه دخل بيتًا لأحد الأمميين، وهو من أوائل الناس الذين كسروا تعاليم يسوع بهذا الشأن: (28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ.) أعمال الرسل 10: 28
                      (1فَسَمِعَ الرُّسُلُ وَالإِخْوَةُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الْيَهُودِيَّةِ أَنَّ الْأُمَمَ أَيْضاً قَبِلُوا كَلِمَةَ اللهِ. 2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ 3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ».) أعمال الرسل 11: 1-3
                      وكان التلاميذ فى كل وقت فى الهيكل يسبحون الله: (46وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. ...) أعمال الرسل 2: 46
                      وكانوا لا يؤدون صلاتهم إلا فى الهيكل: (1وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ.) أعمال الرسل 3: 1
                      من كل هذا يتضح لنا أن دعوة عيسى u كانت لبنى إسرائيل فقط، ولم يأمرهم ببناء كنائس أو الانفصال عن اليهود والمعبد. بل كانوا يصلون فى المعبد ويلتزمون بكتاب اليهود فى الصلاة والأعياد والطقوس. وهكذا كان التلاميذ الأول، حاملو لواء دعوته نقية من بعده، إلى أن حدث اضطهاد عظيم لهم. واستمر أتباع عيسى u من بعد رفعه على هذه المبادىء عدة سنوات.

                      عالمية المسيحية والتثليث تحت مجهر علماء اللاهوت:
                      إلى هنا نكون قد وصلنا إلى يقين أن عيسى u لم يكن المسِّيِّا، النبى العالمى، المرسل للعالمين. ناهيك عن تسميته إلهًا، فهو بصفته (إله) كما يعتقدون تنفى عنه أن يكون العبد المرسل إلى العالمين: (1هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. 2لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. 3قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. 4لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ. 5هَكَذَا يَقُولُ اللَّهُ الرَّبُّ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحاً. 6أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ.) أشعياء 42: 1-7
                      وهذه نبوءة لا تنطبق على يسوع بأى حال من الأحوال، فلم يكن عبدًا، ولم يكن مختار الله، بل على ما يعتقدون هو الله نفسه، ولم يُمسك الرب بيديه ويحفظه على عقيدتهم، فقد تركه الرب يُصلب، حتى صرخ على الصليب قائلاً: إلهى إلهى لماذا تركتنى (متى 27: 46)، كما أنه انكسر وصُلب، ولم يُخرج الحق للأمم، لأنه لم يُخاطب الأمم، ولم يُعلن لهم دعوته، بل أحال معاصريه من اليهود إلى إيليا ليسمعوا منه ويُطيعوه عندما يجىء: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14 ، وقال لتلاميذه: إنه له أمور كثيرة كان يود أن يحدثهم بها، ولكنهم لن يتحملوا الآن، وترك الأمر للمسِّيِّا الروح المقدسة، الروح الزكية الطاهرة، روح الحق، التى تنبثق من عند الله، عندما يجىء هذا الانسان الطاهر المقدس يُخبرهم بها (يوحنا 16: 12-16). كما أنه لم يستطع أن يُخرج المأسورين فى الإثم والظلام، لأنه مرسل فقط إلى خراف بيت إسرائيل الضالة.
                      وذلك لأن الراسل لا يكون مرسل، والخالق لا يكون مخلوقًا، والسيِّد لا يكون عبدًا: (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16، (20اُذْكُرُوا الْكلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ.) يوحنا 15: 20
                      (24«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. 25يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ.) متى 10: 24-25
                      وأقر أنه مرسل من الله تعالى، وأن الله تعالى أعظم منه: (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
                      وأقرت الجموع أنه نبى مرسل من الله: (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».) متى 21: 10-11
                      وأقر رؤساء الكهنة والفريسيون أنه نبى مرسل من الله:(45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 45-46
                      وأقر بطرس مالك مفاتيح السماوات والأرض أمام التلاميذ جموع اليهود وأهل فلسطين أنه نبى مرسل من الله: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22
                      وأقر اثنان آخران من تلاميذه أنه نبى مرسل من الله، وأقرهما عيسى u نفسه على هذا: (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.) لوقا 24: 13-20
                      وقال عيسى u عن نفسه إنه نبى: (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)لوقا 13: 33
                      وخاطب الله تعالى أمام الجموع قبل أن تحدث معجزة إحياء لعازر ، معترفًا أنه مرسل من الله: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42
                      وأفهم تلاميذه أنه عبد الله ورسوله: (16اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)لوقا 10: 16
                      وتحدى اليهود أن يُمسكوه أو يقتلوه، لأنه يُرضى الله تعالى الذى أرسله فى كل حين: (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29
                      وأوجز أن الخلود فى الجنة يتوقف على شهادة التوحيد، وأنه عبد الله ورسوله: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4
                      والمسيحيون يريدون الجمع بين كل هذه الصفات فى عيسى u، فهو عندهم الإله الراسل، والعبد المرسل، وصاحب الرسالة، وهو الروح القدس الذى من شأنه أن يوحى بهذه الراسلة!! ويكفينا هنا تذكيرهم بقول يسوع نفسه، أنه لا يمكن أن يكون العبد سيد، ولا الرسول عبد راسل: (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16
                      ولما يأس عيسى u من اليهود أن يقبلوه، لأن اخوة يسوع نفسه لم يؤمنوا به: (5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.) يوحنا 7: 5، أمرهم بقبول المسِّيِّا عندما يأتى، وتنبأ لهم بقرب مجيئه: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14
                      أقول ولما يأس عيسى u من اليهود أن يقبلوه، ترك الكثير لم يخبرهم به. ووعدهم أن المسِّيِّا روح الحق (الصادق الأمين) ، سيخبرهم بكل الحق، ولن يكون عدوًا له، بل يُمجده u ، ويُدافع عنه: (12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 11: 12-14
                      وتفسيرهم أن روح الحق هذا هو الروح القدس، هو تفسير متهافت، لا يقوم عليه دليل، إلا الوهم. فالروح القدس الذى يفهمونه لا يتكلم، ولا يُخبرهم بشىء، ولم يحل مشاكل العقيدة بين المسيحيين فى نفس الطائفة، وفى الطوائف المختلفة، بل لم يضع فى كتابه نصًا واحدًا يقول فيه إن يسوع هو الله الخالق.
                      ناهيك عن أن الروح القدس كما يؤمنون هو يسوع نفسه. فما دلالة هذه المسرحية أن يذهب يسوع بصفته الأب والابن والروح القدس ولم يخبرهم بكل شىء، ثم يُرسل جزءًا منه (منفصلاً عنه، ومُخالفًا قانون إيمانهم) وهو الروح القدس فقط، ليُخبرهم بكل شىء، وما أخبرهم لليوم بشىء. وإلا لكان أخبرهم هل الروح القدس انبثق من الآب وحده أم من الآب والابن!!
                      ولكان أخبرهم بيوم ميلاده، وبيوم موته!! ولكان أخبرهم بحل آلاف المشاكل المتعلقة بنصوص الكتاب الذى يقدسونه، وبترجمته، ولأخبرهم بمكان أصل كتابهم الذى تركه يسوع للتلاميذ، كما يحكى لنا القس عبد المسيح بسيط أبو الخير فى كتابه (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس)ص97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى (30-100م) الذى كان أسقفًا لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد «أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....».
                      ولم يُخبركم ما حاجة التلاميذ أن يكتبوا هم أيضًا أناجيل بوحى منه، إذا كان إنجيله مع بولس، وكان يُبشِّر به: (... قَدْ أَكْمَلْتُ التَّبْشِيرَ بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ.) رومية 15: 19
                      على العموم إن ما يهمنا هنا هو نص إنجيل متى الذى جعل يسوع يترك هذا الأمر الهام طوال حياته ولا يهتم وفى كل دعوته إلى أن يموت، ويُبعث بالرسالة التى يؤمنون أنها رسالة كل مسيحى، ثم يتذكرها فجأة ويوجِّه تلاميذه إلى العمل بها فى آخر ما قاله لهم، مُخالفًا بذلك تعاليمه السابقة لهم، والتى تقتضى عدم إبلاغ رسالته إلا للضالين فقط من بنى إسرائيل. الأمر الذى يعنى أنه أقر المهتدين من المؤمنين من بنى إسرائيل على عقيدتهم: (19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) متى 28: 19
                      يقول علماء أهل الكتاب عنها إنها غير موثوق بها، وأنها إضاقة لاحقة، غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية، ولم يعرف عنها عيسى u شيئًا، ولم يستعملها أحد من تلاميذه، وأستعمل هنا ترجمة قام بها أخى الصارم على موقع الدعوة www.alda3wa.com بعد مراجعتها ترجمة ولغةً ، وتزويدها بأسماء الموسوعات باللغة الإنجليزية، ووضع اسم الموقع المترجم منه:
                      n موسوعة الأديان والأخلاق: The Encyclopedia of Religion and Ethics: قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19 (إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث. فإن كان غير مشكوك فيه، لكان بالطبع دليلاً حاسمًا، ولكن كونه موثوقًا أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.
                      ونفس الموسوعة أفادت قائلة: (إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (باسم المسيح (1) في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة. {(1) ويشير الكاتب إلي الصيغة التي وردت في أعمال الرسل ورسائل بولس ومن مثلها: (أعمال 8: 12: (ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله و"باسم يسوع المسيح اعتمدوا" رجالا ونساء) وكورنثوس11: 2 (الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون "باسم ربنا يسوع المسيح" في كل مكان لهم ولنا. وغيرها ولا وجود إطلاقاً لصيغة التثليث في متى}.
                      n إدموند شلنك،عقيدة التعميد،ص28: Edmund Schlink, The Doctrine of Baptism: صيغة الأمر بالتعميد الوارد بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نُقِلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية. [أى من تحريفات الكنيسة]
                      nتفسير العهد الجديد لتيندال: (ج1 ص275) The Tyndale New Testament Commentaries: إنه من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والابن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قاله عيسى، ولكن إضافة دينية لاحقة.
                      n المسيحية، لفيلهيلم بوسيت وكيريوس (ص295): Wilhelm Bousset, Kyrios Christianity: إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحًا جدًا برغم وجود صيغة متى 28: 19 وهذا يُثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً.
                      n الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، ص236)The Catholic Encyclopedia: إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع {عيسى} المسيح لتصبح باسم الأب والابن والروح القدس.
                      n قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (طبعة 1963، ص1015): Hastings Dictionary of the Bible: الثالوث: - غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.
                      النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... وهذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع أُقحم في إنجيل متى. حتى إن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.
                      nوأخيرًا فإن صيغة يوسابيوس للنص(القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المدافعين عنها. (بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريين أو الفلسطينيين (أنظر ديداكى 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والابن والروح ... .
                      n موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية: The Schaff-Herzog Encyclopedia of Religious Knowledge: لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى تلاميذه هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس الأولى 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث. بينما لا توجد الصيغة التثليثية إلا في متى 28: 19 فقط، في الديداكى 7: 1، وفي جوستين أعمال الرسل 1: 61 ... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.( صـ 435).
                      n كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي: The Jerusalem Bible, a scholarly Catholic work, states قرر أنه: من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقًا في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكورًا أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .
                      n الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، The International Standard Bible Encyclopedia وتحت عنوان "العماد" Baptism قالت: ماجاء في متى 28: 19 كان تقنينًا {أو ترسيخًا} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.
                      nجاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV)عن متى28: 19: New Revised Standard Version : يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد فيه باسم الثالوث. .. .
                      n ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت: James Moffatt's New Testament Translation: في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 +.".
                      n توم هاربر: Tom Harpur : يخبرنا توم هاربر، الكاتب الديني في صحيفة تورنتو ستار، وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 بهذه الحقائق: كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقًا. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تُعَمِّد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والابن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفردًا".
                      وبناءًا على هذا فقد طُرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مُدِّدَت [أى غُيِّرَت، حُرِّفت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].
                      في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان والموحدون أيضًا في القرن التاسع عشر قد تقررت وقُبِلَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك { Peake }الكنيسة الأولى (33م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا".
                      n تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723: The Bible Commentary 1919: قالها الدكتور بيك(Peake) واضحة: إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا . وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الآب والابن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بِاسمي.".
                      ويقول أيضًا: يشكُّ معظم المعلقين فى أصالة صيغة التثليث هذه فى إنجيل متى ، حيث إنها لا توجد فى أى مكان آخر من العهد الجديد، الذى لا يعرف هذه الصيغة، ويصف التعميد أنه يتم باسم المسيح، كما جاءت فى أعمال الرسل 2: 38 و8: 16.
                      n كتاب لاهوت العهد الجديد: Theology of the New Testament: تأليف آر بولتمان، 1951، صفحة 133، تحت عنوان مشكلة الكنيسة الهلينستية والأسرار المقدسة. الحقيقة التاريخية أن العدد متى 28: 19 قد تم تبديله بشكل واضح وصريح. "لأن شعيرة التعميد قد تمت بالتغطيس حيث يُغطَس الشخص المراد تعميده في حمام، أو في مجرى مائي كما يظهر من سفر الأعمال 8: 36، والرسالة للعبرانيين 10: 22، .. والتي تسمح لنا بالإستنتاج، وكذا ما جاء في كتاب الديداكى 7: 1-3 تحديدًا، إعتمادًا على النص الأخير [النص الكاثوليكي الأبوكريفي] أنه يكفي في حال الحاجة سكب الماء ثلاث مرات [تعليم الرش الكاثوليكي المزيف] على الرأس. والشخص المُعَمَّد يسمي على الشخص الجاري تعميده باسم الرب يسوع المسيح، "وقد وُسِّعت [بُدِّلَت] بعد هذا لتكون باسم الأب والابن والروح القدس.".
                      n عقائد وممارسات الكنيسة الأولى: Doctrine and Practice in the Early Church تأليف دكتور. ستيوارت ج هال 1992، صفحة 20-21. الأستاذ {بروفيسر} هال كان رسميًا أستاذًا لتاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا. قال دكتور هال بعبارة واقعية: إن التعميد التثليثي الكاثوليكي لم يكن الشكل الأصلي لتعميد المسيحيين، والأصل كان معمودية اسم المسيح.
                      يقول ويلز: لم يقم دليل على أن حواريي المسيح اعتنقوا التثليث" . ويقول أدولف هرنك: "صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب والابن والروح القدس، غريب ذكرها على لسان المسيح، ولم يكن لها وجود في عصر الرسل، … كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم النصرانية ما تكلم به المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات. وأن بولس لم يعلم شيئًا عن هذا ".([1]) إذ هو لم يستشهد بقول ينسبه للمسيح يحض على نشر النصرانية بين الأمم
                      ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).
                      ولما حدث أن بطرس استدعي من قبل كرنيليوس الوثني ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه. لما حصل ذلك لامه التلاميذ فقال لهم: "28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. " (أعمال 10: 28)، لكنه لم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل قال "نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ" (أعمال10: 41-42)، أى لليهود فقط.
                      وعليه فبطرس لا يعلم شيئاً عن نص متى الذي يأمر بتعميد الأمم باسم الأب والابن والروح القدس. ولذلك اتفق التلاميذ مع بولس على أن يدعو الأمميين ، وهم يدعون الختان أي اليهود يقول بولس: "رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة (الأمم) كما بطرس على إنجيل الختان … أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غلاطية2/7-9) فكيف لهم أن يخالفوا أمر المسيح - لو كان نص متى صحيحًا - ويتقاعسوا عن دعوة الأمم ،ثم يتركوا ذلك لبولس وبرنابا فقط؟
                      وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".([2])
                      n الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن،1923، دراسات في العهد الجديد رقم 5: الأمر الإلهي بالتعميد تحقيق نقدي تاريخي. كتبه هنري كونيو صـ 27.: The Catholic University of America in Washington, D. C. 1923, New Testament Studies Number 5: "إن نصوص سفر الأعمال ورسائل القديس بولس تشير لوجود صيغة مبكرة للتعميد باسم الرب {المسيح}". ونجد أيضًا: "هل من الممكن التوفيق بين هذه الحقائق والإيمان بأن المسيح أمر تلاميذه أن يعمدوا بالصيغة التثليثية؟ لو أعطى المسيح مثل هذا الأمر، لكان يجب على الكنيسة الرسولية أن تتبعه، ولكننا نستطيع تتبع أثر هذه الطاعة في العهد الجديد. ومثل هذا الأثر لم يوجد. والتفسير الوحيد لهذا الصمت، وبناءًا على نظرة غير متقيدة بالتقليد، أن الصيغة المختصرة باسم المسيح كانت الأصلية، وأن الصيغة المطولة التثليثية كانت تطورًا لاحقًا".
                      والشهادات التى لم أترجمها هي للمصادر التالية، وهي لا تضيف للحجج الماضية شيئًا:
                      1- The Beginnings of Christianity: The Acts of the Apostles Volume 1, Prolegomena 1(أضفت أنا علاء أبو بكر هذا الإستشهاد أثناء تحقيقى له)
                      2- A History of The Christian Church 1953: by Williston Walker former Professor of Ecclesiastical History at Yale University
                      3- Catholic Cardinal Joseph Ratzinger:

                      4- "The Demonstratio Evangelica" by Eusebius: Eusebius was the Church historian and Bishop of Caesarea
                      وسيجد القارىء هذه الاستشهادات ، تحليلاً كاملاً لهذا النص ورأى العلم والعلماء ودوائر المعارف وآباء الكنيسة فى هذا الموقع:
                      http://www.geocities.com/fdocc3/quotations.htm
                      http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
                      ويُعلق Ethelbert W. Bullinger على هذا النص فى هذا الرابط أعلاه قائلاً: ”توجد صعوبة كبيرة فيما يتعلق بكلمات التثليث [التى نقرأها فى متى 28: 19 فى نسخنا الحالية] وهى أن التلاميذ أنفسهم لم يُطيعوا هذا الأمر ، ولا توجد أية إشارة فى بقية العهد الجديد ، ولم يتبعها أى شخص. فقد كان التعميد فقط على اسم الرب يسوع. "ومن الصعب أن نفترض أنهم لم يعترفوا بهذا الأمر الواضح ، هذا إن كانوا قد أُعطوه بالمرة ، أو إذا كان هذا هو فعلاً النص الحقيقى ، الذى احتوته النصوص الأولية. فلا يوجد بين النصوص اليونانية نصًا واحدًا يحتوى على هذه الصيغة يرجع إلى ما قبل القرن الرابع. يُضاف إلى ذلك أن هذا النص مُخرَّب فى كلٍ من المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية ، وترجع باقى المخطوطات اليونانية المعروفة إلى القرن الخامس وما بعده. ومن الواضح أن الكنيسة السورية لم تعرف شيئًا عن هذه الصيغة ، ويبدو .. .. أن هذه الكلمات قد أُدخلت إلى النص (ربما كانت مذكورة فى الهامش) فى كنيسة أفريقيا الشمالية [ويُحتمل أنه كانت كنيسة الإسكندرية التى كان بمثابة المقر الرئيسى للإسكندر وأثناسيوس راجع الملحق الثالث] ، وأن الكنائس السورية لم تتخذ هذه الصيغة فى نصوصها عند نسخها.“
                      (Word Studies on the HOLY SPIRIT, pp. 47-49).
                      وقد علَّق فريدريك س. كونيبير Fredrick C. Conybeare على هذا النص فى نفس الرابط أعلاه قائلاً: ”يُؤخذ فى الاعتبار أن الورقة التى تحتوى على نهاية إنجيل متى قد اختفت من أقدم المخطوطات“.(Zeitschrift f. d. Neutest. Wiss. Jahrg. II, 1901, p. 275)
                      وأنه ”فى المخطوطات الوحيدة التى تحتفظ بقراءة أقدم [تجد قراءة غير مثلثة لنص متى 28: 19]، وحتى المخطوطة السريانية السينائية،وأقدم مخطوطة لاتينية قد تلاشت الصفحات التى تحتوى على نهاية إنجيل متى“.
                      ”وقد أورد يوسابيوس نص متى 28: 19 مرات عديدة بين عامى 300-336م وبالتحديد فى تعليقاته المطولة على سفر المزامير ، وتعليقاته على سفر إشعياء وفى كتابه (Demonstratio Evangelica) وكتابه (Theophany) ... وفى كتابه الشهير (تاريخ الكنيسة) وفى كتابه (Panegyric of the Emperor Constantine). وقد وجدت بعد بحث وتأنِّى فى أعمال يوسابيوس هذه أنه ذكر هذا النص سبعة عشر مرة ، وفى كل مرة يذكره كالتالى: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى، وعلموهم أن يطيعوا كل ما أمرتكم به" ... وقد جمعت كل هذه الفقرات فى
                      Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft, edited by Dr. Erwin Preuschen in Darmstaft in 1901, ،
                      ما عدا واحدة نشرت فى مايو فى مجلة ألمانية فى catena“.
                      يُضاف إلى ذلك اعتراف التفسير الحديث للكتاب المقدس (متى) أن هذه القراءة لا توجد حاليًا فى أية مخطوطة لإنجيل متى. (ص463)
                      يُضاف إلى ذلك عدم علم التلاميذ وقديسى القرون الأولى بهذا النص، فلم تُعرف هذه الصيغة عند التلاميذ أو حتى آباء القرنين الأول والثانى حتى نهايته، فلم يعرفها بطرس ولا بولس ولا فيلبُّس ، ولا التلاميذ حيث ظلوا فى أورشليم ، ولم يغادروها كما يقول النص، حتى اضطروا للخروج منها بسبب الإضطهادات التى كانت واقعة عليهم. وأسوق رأى القديسين فى القرون الأولى للمسيحية فى نص التثليث هذا:
                      فبداية لم يعرفها الحواريون، ويشهد بذلك سفر أعمال الرسل ورسائل بولس:
                      فها هو لوقا لم يعرفها، بل لم تُذكر هذه الصيغة فى كل أسفار كتاب المسيحيين ال الذى يحتوى على 27 سفرًا، ما عدا رسالة يوحنا الأولى 5: 7، وقد حذفتها الطبعات الحديثة، حيث اكتشفوا أنها غير موجودة فى أقدم المخطوطات: (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.) لوقا 24: 47
                      فها هو بطرس لم يعرفها. وبطرس هذا كما يقول متى قد قال له يسوع: («طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) متى 16: 17-19
                      فيقول لهم بطرس: (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) أعمال الرسل 2: 38، والمفروض أن هذا قاله بطرس بعد رفع يسوع بعدة أيام قليلة. فهل هذه الأيام كافية لأن ينسى أهم تعاليم دينه ، وأهم وصية لأحب شخص لديه؟
                      ولم يعرفها كذلك فِيلُبُّسَ فى أعمال الرسل 8: 12 (12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً.)
                      وكذلك لم يعرفها لا بطرس (كما تبيَّن من أعمال 2: 38) ولا يوحنا ، ولا الروح القدس نفسه. فقد صلى بطرس ويوحنا لله ليتقبل الناس الروح القدس، واستجاب لهم الرب، وتعمَّدَ الناس على اسم الرب يسوع: (14وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا 15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16
                      وعلى ذلك فإن كل هذا يُثبت عدم عالمية دعوة عيسى u ، وأنها كانت لبنى إسرائيل فقط. وأن التحريف أصابها، وحاولوا جعل عيسى u هو المسِّيِّا النبى الخاتم، وبالتالى كان لا بد أن يجعلوا إسحاق هو الذبيح ، وأن المسِّيِّا لذلك سيأتى من نسله هو ، وليس من نسل إسماعيل، وذلك ليحتفظ بنو إسرائيل إلى الأبد بالنبوة فى نسلهم ، على الرغم من أقوال الأنبياء ومعرفة علماء بنى إسرائيل بأن الملكوت سوف يخرج من أيديهم، ويُعطى لأمة أخرى تعمل أثماره: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                      * * *

                      تعليق


                      • #12
                        من هو الابن الوحيد ذبيح إبراهيم u؟ هل هل هو إسماعيل أم إسحاق؟
                        أقسم الرب فى سفر التكوين بسبب طاعة إبراهيم وولده لأوامر الله ، وقدمه للذبح قائلاً: («بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».) تكوين 22: 16-18
                        وهذا يعنى أن النبى الذى سيتبارك بسببه جميع أمم الأرض سيكون من نسل هذا الذبيح. وبناء على ذلك سيكون معه العهد الأبدى، أى النبوة الخاتمة. لأننا نعلم أن دين موسى u لم يكن للبشرية كلها، بل كان لبنى إسرائيل. وكذلك كان دين عيسى u.
                        أما بالنسبة للأحاديث النبوية فهناك من الأحاديث غير الموثوق بها نسبت لكبار الصحابة تقول إن الذبيح هو إسحاق، بينما قال ابن القيم نقلاً عن شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية فى هذا الصدد: إسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وأما القول إنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجهًا.
                        وهناك أحاديث كثيرة جدًا صحيحة ثابتة تؤكد أن الذبيح هو إسماعيل.
                        فما حكاه البغوي عن عمر وعلي وابن مسعود والعباس رضي الله عنهم ومن التابعين عن كعب الأحبار وسعيد بن جبير وقتادة ومسروق وعكرمة وعطاء ومقاتل والزهري والسدي. فقد قال فيه ابن كثير: (لم يصح سنده 9)
                        قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا زيد بن حباب عن الحسن بن دينار عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عن النبي r في حديث ذكره قال هو إسحاق ففي إسناده ضعيفان وهما الحسن بن دينار البصري متروك وعلي بن زيد بن جدعان منكر الحديث وقد رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن مسلم بن إبراهيم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان به مرفوعا ثم قال قد رواه مبارك بن فضالة عن الحسن عن الاحنف عن العباس t وهذا أشبه وأصح والله أعلم
                        وقال ابن كثير في قصص الأنبياء ص109-110: فمن حكى القول عنه بأنه إسحاق: كعب الأحبار ، وروى عن عمر والعباس وعلى وابن مسعود ، وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء والشعبي ومقاتل وعبيد بن عمير ، وأبي ميسرة وزيد بن أسلم بن شقيق ، والزهري والقاسم وابن أبي بردة ، ومكحول ، وعثمان بن حاضر والسدي والحسن وقتادة ، وابن أبي الهذيل وابن سابط ، وهو اختيار ابن جرير ، وهذا عجب منه وهو أحدث الروايتين عن إبن عباس - ولكن الصحيح عنه وعن أكثر هؤلاء - أنه إسماعيل u.
                        وقال سعيد بن جبير وعامر الشعبي ويوسف بن مهران ومجاهد وعطاء وغير واحد عن ابن عباس رضي الله عنهما هو إسماعيل r وقال ابن جرير حدثني يونس أخبرنا ابن وهب أخبرني عمر بن قيس عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنه قال المفدي إسماعيل.
                        والملاحظ أن الحديث السابق قد قرر أن الذبيح هو إسماعيل ، ونُسبَ كلام لنفس الرواة مفاده أن الذبيح هو إسحاق (رواية عكرمة عن ابن عباس)، وقد شكك ابن كثير فى نفس الصفحة المذكورة فى الحديث الوارد للدلالة على أن الذبيح هو إسحاق فقال: (وهذه الأقوال والله أعلم كلها مأخوذة عن كعب الأحبار فإنه لما أسلم في الدولة العمرية جعل يحدث عمر رضي الله عنه عن كتبه قديما. فربما استمع له عمر رضي الله عنه فترخص الناس في استماع ما عنده ونقلوا ما عنده عنه غثها وسمينها وليس لهذه الامة والله أعلم حاجة إلى حرف واحد مما عنده.)
                        وتجمع الأمة على أن الذبيح هو إسماعيل لقول الرسول r فى الحديث الصحيح: (أنا ابن الذبيحين.) فأحدهما جده إسماعيل والآخر أبوه عبد الله وذلك أن عبد المطلب نذر إن بلغ بنوه عشرة أن يذبح آخر ولده تقربا وكان عبد الله آخرا ففداه بمائة من الإبل. وهو قول أبى بكر وابن عباس وابن عمر وجماعة من التابعين رضى الله عنهم لقوله u النسفى فى تفسيره ج: 4 ص: 25
                        يقول البيضاوى فى تفسيره: ج: 5 ص: 20 (لقوله r أنا ابن الذبيحين. فأحدهما جده إسماعيل والآخر أبوه عبد الله فإن جده عبد المطلب نذر أن يذبح ولدا إن سهل الله له حفر زمزم أو بلغ بنوه عشرة)
                        وفى تفسير الطبري ج: 23 ص: 84 (حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني عمر بن قيس عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس أنه قال المفدي إسماعيل وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود)
                        ويقول الطبرى أيضًا فى تفسيره ج: 23 ص: 84 (حدثنا محمد بن سنان القزاز قال ثنا أبو عاصم عن مبارك عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس الذي فداه الله هو إسماعيل)
                        ويقول أيضًا: (حدثني إسحاق بن شاهين قال ثنا خالد بن عبد الله عن داود عن عامر قال الذي أراد إبراهيم ذبحه إسماعيل) الطبري ج: 23 ص: 84
                        ويقول أيضًا: (حدثنا أبو كريب قال ثنا ابن يمان عن إسرائيل عن جابر عن الشعبي قال الذبيح إسماعيل) الطبري ج: 23 ص: 84
                        ويقول أيضًا: (قال ثنا ابن يمان عن إسرائيل عن جابر عن الشعبي قال رأيت قرني الكبش في الكعبة) الطبري ج: 23 ص: 84
                        وأيضًا: (حدثني المثنى قال ثنا عبد الأعلى قال ثنا داود عن عامر أنه قال في هذه الآية وفديناه بذبح عظيم قال هو إسماعيل قال وكان قرنا الكبش منوطين بالكعبة) الطبري ج: 23 ص: 84
                        ويقول أيضًا: (حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال سمعت محمد بن كعب القرظي وهو يقول إن الذي أمر الله إبراهيم بذبحه من بنيه إسماعيل وإنا لنجد ذلك في كتاب الله في قصة الخبر عن إبراهيم وما أمر به من ذبح ابنه إسماعيل. وذلك أن الله يقول حين فرغ من قصة المذبوح من إبراهيم قال: وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين يقول بشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب يقول بابن وابن ابن فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق وله فيه من الله الموعود) الطبري ج: 23 ص: 84
                        ويقول أيضًا: (حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال ثني محمد بن إسحاق عن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي أنه حدثهم أنه ذكر ذلك لعمر بن عبد العزيز وهو خليفة إذ كان معه بالشام فقال له عمر: إن هذا لشيء ما كنت أنظر فيه وإني لأراه كما هو ثم أرسل إلى رجل كان عنده بالشام ان يهوديا فأسلم فحسن إسلامه وكان يُرى أنه من علماء يهود فسأله عمر بن عبد العزيز عن ذلك فقال محمد بن كعب وأنا عند عمر بن عبد العزيز فقال له عمر: أي ابني إبراهيم أمر بذبحه؟ فقال: إسماعيل. والله يا أمير المؤمنين وإن يهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله فيه والفضل الذي ذكره الله منه لصبره لما أمر به فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق لأن إسحاق أبوهم) الطبري ج: 23 ص: 84-85
                        وأقر ابن كثير فى تفسيره: ج: 4 ص: 18 أن الذبيح هو إسماعيل، وبهذا قال لفيف من الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين فى القرن الأول الهجرى وما بعده. منهم مجاهد وسعيد والشعبي ويوسف بن مهران وعطاء وغير واحد عن ابن عباس: هو إسماعيل u ، وبذلك قال الآلوسى بعد أن ساق أقوال العلماء فى ذلك.
                        وقال ابن جرير : حدثني يونس ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن قيس ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس أنه قال : المفدي إسماعيل ، وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود
                        وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن الذبيح فقال: الصحيح أنه إسماعيل u.
                        قال ابن أبي حاتم: وروي عن علي وابن عمر وأبي هريرة، وأبي الطفيل، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، والحسن ومجاهد، والشعبي، ومحمد بن كعب، وأبي جعفر محمد بن علي ، وأبي صالح أنهم قالوا : الذبيح هو إسماعيل u
                        أن كبار العلماء من السلف قالوا: إن الذبيح هو إسماعيل كما روى ذلك عطاء بن أبى رباح عن ابن عباس ، ومجاهد عن ابن عمر، والشعبى يقول: رأيت قرنى الكبش فى الكعبة.
                        إن النبى r سئل عن الأضاحى فقال "سنة أبيكم إبراهيم" رواه أحمد وابن ماجه. وأبو العرب هو إسماعيل بن إبراهيم، وليس إسحاق ابن إبراهيم، كما هو معروف والقرابين كانت تذبح فى مكة وليس فى الشام استجابة لدعوة إبراهيم ربه {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (37) إبراهيم
                        {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (27-29) سورة الحـج
                        قصة الذبيح فى القرآن:
                        ومن الأسباب الداعية أيضًا لقولنا إن الذبيح هو إسماعيل u وليس إسحاق هو ما جاء فى القرآن، فقد ذكر القرآن الكريم حادثة الذبح، وبعدها ذكر بشارة الله تعالى لإبراهيم u بابنه إسحاق u، مكافأة لإبرهيم على طاعته ، وإسلامه التام لله وأوامره. وعلى ذلك لا بد أن يكون الذبيح هو بإسماعيل، فهو الابن الوحيد والبكر ، ولم يكن إبراهيم قد أنجب غيره بعد:
                        قال الله تعالى عن إبراهيم u (وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87)فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88)فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89)فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108)سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109)كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110)إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112)وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)) الصافات: 83-113
                        قصة الذبيح فى سفر التكوين:
                        تكوين 16: 1-16 (1وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ 2فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ. 3فَأَخَذَتْ سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةَ جَارِيَتَهَا مِنْ بَعْدِ عَشَرِ سِنِينَ لإِقَامَةِ أَبْرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ. 4فَدَخَلَ عَلَى هَاجَرَ فَحَبِلَتْ. وَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا. 5فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «ظُلْمِي عَلَيْكَ! أَنَا دَفَعْتُ جَارِيَتِي إِلَى حِضْنِكَ فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرْتُ فِي عَيْنَيْهَا. يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ». 6فَقَالَ أَبْرَامُ لِسَارَايَ: «هُوَذَا جَارِيَتُكِ فِي يَدِكِ. افْعَلِي بِهَا مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكِ». فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ فَهَرَبَتْ مِنْ وَجْهِهَا. 7فَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ فِي الْبَرِّيَّةِ عَلَى الْعَيْنِ الَّتِي فِي طَرِيقِ شُورَ. 8وَقَالَ: «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتِ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبِين؟». فَقَالَتْ: «أَنَا هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ مَوْلاَتِي سَارَايَ». 9فَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتِكِ وَاخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا». 10وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ». 11وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى فَتَلِدِينَ ابْناً وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ. 12وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيّاً يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ». .. .. .. 15فَوَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ ابْناً. وَدَعَا أَبْرَامُ اسْمَ ابْنِهِ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ «إِسْمَاعِيلَ». 16كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ.)
                        تكوين 17: 15-21 (15وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. 16وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أيضًا مِنْهَا ابْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ». 17فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟». 18وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!» 19فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. 20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. 21وَلَكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الْآتِيَةِ».)
                        تكوين 21: 5-21 (5وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ. .. .. .. 8فَكَبِرَ الْوَلَدُ وَفُطِمَ. وَصَنَعَ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً يَوْمَ فِطَامِ إِسْحَاقَ. 9وَرَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي وَلَدَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ 10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أيضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ». 14فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ وَاضِعاً إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَالْوَلَدَ وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. 15وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ 16وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيداً نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ لأَنَّهَا قَالَتْ: «لاَ أَنْظُرُ مَوْتَ الْوَلَدِ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ. 17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».19وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ. 20وَكَانَ اللهُ مَعَ الْغُلاَمِ فَكَبِرَ وَسَكَنَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ. 21وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ. وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ)
                        تكوين 22: 1-19 (1وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». 2فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». 3فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ وَشَقَّقَ حَطَباً لِمُحْرَقَةٍ وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ. 4وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ 5فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا هَهُنَا مَعَ الْحِمَارِ وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَيْكُمَا». 6فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعاً. 7وَقَالَ إِسْحَاقُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هَئَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ وَلَكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟» 8فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي». فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعاً. 9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا» 12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً لأَنِّي الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكاً فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ. 14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى». 15وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي». 19ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلاَمَيْهِ فَقَامُوا وَذَهَبُوا مَعاً إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. وَسَكَنَ إِبْرَاهِيمُ فِي بِئْرِ سَبْعٍ.)
                        الذبيح بين الروايتين:
                        1- لمَّا نجَّى الله بلطفه إبراهيم u من النار ، هاجر إلى المدينة المقدسة التى كان فيها بيتًا لله (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ) ، وطلب من الله تعالى أن يهب له ولدا فاستجاب الله له (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَفَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ). وأنجب ابنه إسماعيل من زوجته هاجر فى فاران وهو اسم من أسماء مكة. وكان هذا هو مكان الإبتلاء فيما بعد.
                        2- جاءت البشارة بإسماعيل أنه غلام حليم، لكن البشارة التى جاءت بإسحاق ابنه الثانى فيما بعد ، حددت أنه سيكون نبيًا. فالآيات القرآنية تذكر البشارة بإسحاق بعد قصة الذبح وفداء الله له بكبش عظيم، وبناءً على قوله ابنك بكرك أو وحيدك ، فلا يمكن أن يكون الوحيد أو البكر إلا إسماعيل.
                        3- قال الرب لإبراهيم: (2فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ».) تكوين 22: 2، ونحن نتهمهم بالتحريف فى وضع كلمة إسحاق بعد ابنك وحيدك؛ لأن إسماعيل أكبر سنًّا من إسحاق ب 14 سنة، وعلى ذلك لا يكون وحيد إلا إسماعيل. مع الأخذ فى الاعتبار أن الله سمَّى إسماعيل ابن إبراهيم، ونسله. وأن قانون البكورية فى جانب إسماعيل، وليس إسحاق.
                        ويدافع (جيمس هيستنج) عن حق البكورية لإسماعيل فيقول: لقد جانب التوفيق كُتَّاب سِفر التكوين ، أولئك الذين حاولوا أن يجعلوا نسل إسماعيل واستحقاقه لحقوق البكورية أقل مرتبة زعمًا أن انتماءه لأمه هاجر جارية إبراهيم يفقده حق البكورية ، وبهذا الصنيع فهم يغفلون قانون الأسرة الواضح الصريح المنصوص عليه فى التوراة فى سفر التثنية ؛ ووفقًا لهذا القانون فإن حقوق الابن البكر لا يمكن إسقاطها بسبب الوضع الاجتماعى للأم. هذا الحق الشرعى قد بيَّنَه الناموس بالنسبة للرجل الذى يجمع أكثر من زوجة، وهى نفس حالة نبى الله إبراهيم u. فتقول التوراة: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17
                        وتؤكد دائرة المعارف الكتابية مادة (بكر - بكورية) حق إسماعيل فى الميراث والبركة والنبوة بقولها: «والكلمة تعني أساسًا الابن الأكبر (خر 6: 14، 11: 5)، وفي حالة تعدد الزوجات كان البكر هو أول من يولد للرجل سواء من زوجة أو جارية. وكان البكر يستمتع ببعض الامتيازات أكثر من سائر إخوته، فكان من نصيبه بركة ابيه (تك 27: 1-4، 35-37)، وله مكانة مفضلة (تك 43: 33)، كما كان له نصيب اثنين في الميراث (تث 21: 15-17)».
                        أما كلمة (وحيدك) فى عبارته (خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ) فهى تخص إسماعيل فقط. لأنه لو كان إسحاق وُلِدَ، لما كان أيضًا هو الابن الوحيد! أو لكان إبراهيم سأل الملاك أيهما تقصد! فإسماعيل هو فقط الذى يُطلق عليه الابن الوحيد، لأنه أكبر من أخيه ب 14 سنة. ولا يُلتفت إلى أوهامهم فى جعل إسماعيل ابن الخادمة، فلم تعد هاجر خادمة إبراهيم، بل اتخذها زوجة باعتراف الكتاب والرب نفسه.
                        فالكتاب يعترف أن سارة زوَّجت إبراهيم لهاجر، وعلى ذلك فهى زوجته: (وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ.) تكوين 16: 3
                        وقد سمَّاه الله نسل إبراهيم: (13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أيضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».) تكوين 21: 13
                        وسمَّاه إبراهيم ابنه: (11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ.) تكوين 21: 11
                        4- إن تعبير الرب عن هذا الغلام بقوله (الَّذِي تُحِبُّهُ) لا يُشير إلا إلى إسماعيل. فلم يطلب إبراهيم النبوة إلا لإسماعيل: (18وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!») تكوين 17: 18 ،
                        ونزل الملك يواسى هاجر، عندما أرادت الهروب من سوء معاملة سارة، ولم ينزل من أجل إسحاق: (10وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ». 11وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى فَتَلِدِينَ ابْناً وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ.) تكوين 16: 10-11
                        ولم يغضب من قول سارة إلا لأجل إسماعيل، ونزل مرة أخرى لإبراهيم يُطمئنه أن الغلام وأمه سيكونان بخير، ولم يفعل ذلك تجاه سارة وابنها، على الرغم من أن رحلتهم من كنعان إلى فاران (سيناء كما يدعون) آلاف الكيلومترات: (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أيضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».) تكوين 21: 10-13
                        أى سيكون عهدى الأول مع إسحاق وفى نسله ، ثم سيكون من بعد ذلك فى نسل إسماعيل، لهذا عمل اليهود ألا ينتهى هذا العهد ، فادَّعوا أنه سيأتى من نسل داود، ثم حرفوا المسيحية وخلعوا صفة المسيح الرئيس (المِسِّيِّا) على عيسى u ، لكى لا ينتظروا هم أيضًا المِسِّيِّا، خاتم الأنبياء، الذى سينهى شريعتهم، ويأتى بالدين الخاتم لكل أهل الأرض.
                        وكان هذا مصداقًا لقول عيسى u لليهود ورؤسائهم: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ..... 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!) متى 23: 13-15
                        5- لو كان الذبيح هو الابن الثانى لكان الإمتحان إمتحانًا فاشلاً ، أو لفهم إبراهيم أن هذا الحلم من الشيطان ، لأن الله وعده بالنبوة فى إسحاق وذريته ، ومن وراء إسحاق يعقوب. فكيف يأمره بذبحه بعد أن أنبأه بذرية تأتى منه؟
                        6- لو كان الذبيح إسحاق ، لكان أهل القرية قد منعوا إبراهيم أن يذبح إسحاق ، لأن نبوءة الرب فى إسحاق لم تتحقق بعد. أو لكانوا فقدوا الثقة فى إبراهيم وكلامه، وعلاقته بالرب، وانهارت مصداقيته كنبى أمام أهل القرية، التى ينقل إليها كلام الرب، ولما استحق أن يُطلق عليه أبو الأنبياء. وهذا بالطبع فشل ذريع للرب وتدبيره، يُنفى عنه الألوهية، وتجعله لا يستحق التأليه!!
                        7- إن الله هيأ الإمتحان بصورة رائعة لا يمكن أن تكون إلا بإسماعيل ، الذى طال انتظار إبراهيم لقدومه ، فأتى وهو ابن 86 سنة. وإلى أن كبر إسماعيل ولم ينجب غيره. وبالتالى فهو يائس أن تلد له هاجر ذرية ، كما أنه على علم تام أن امرأته سارة التى شاخت لن تلد فى هذا العمر. وبذلك كان الإمتحان فى ابنه إسماعيل البكر ، الوحيد ، الذى ليس له سواه بلاء عظيم. (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) هود 69-73
                        8- لما اشتاق إبراهيم للذرية طلب من الله أن يرزقه (من الصالحين) فاستجاب له الله ورزقه إسماعيل. أما فى إسحاق فلم يطلبه من الله. بل كان تفضلاً من الله ومنة عليه. وعلى ذلك فإن الإمتحان بذبح من طلبه وتشوق إليه امتحان أشد. وبذلك يكون الإمتحام محكم للغاية.
                        9- الذى يقرأ فى السيرة يجد أن السيدة هاجر كانت راضية بقضاء الله، ورضيت أن تقيم فى الصحراء مع ابنها، فى وجود قليل من الماء، وقالت لإبراهيم: (أأمرك الله بهذا؟ ، قال نعم. فقالت: إذن لن يضيعنا الله.)
                        وإذا ما قارنت هذا بتاريخ سارة المذكور فى التوراة تجدهم يصفون سارة بالغيرة الشديدة والقسوة، التى لم تطق معها وجود هاجر وابنها فى نفس البيت، فأمرت إبراهيم بطردهما. مع الأخذ فى الاعتبار أن إسماعيل قد تربى على يديها أيضًا، فهى بمثابة أمه كما تقول دائرة المعارف الكتابية أسفله. فلك أن تتخيل أن تطرد الأم ابنها!! ومثل هذه الشخصية التى لم ترض بقضاء الله فى الميراث للابن البكر (تثنية 21: 15-17)، لا يُعتقد أنها كانت ستقبل أن يذبح إبراهيم ابنها إسحاق، بل كانت قوَّت إسحاق على رفض هذا الحلم، ولكانت اتهمت إبراهيم بالخبل وهو ابن 99 عام، ولشكَّكت فى نبوته خاصة وأن الله قد أنبأهما بمجىء ذرية من نسله ترث النبوة. خاصة أن القارىء لقصتها فى التوراة (؟) ليُدرك أنها كانت صاحبة الأمر والنهى فى بيت إبراهيم u ، ومثل هذه الشخصية لا تترك ابنها للذبح!!
                        وتحت كلمة (إسماعيل) تقول دائرة المعارف الكتابية: «كانت العادة عند الشعوب القديمة، أنه فى حالة عقم الزوجة، يمكن معالجة المشكلة بالزواج من جارية .. وفى حالة إبراهيم نرى الزوجة الشرعية تؤيد هذا على أساس أن النسل الناتج عن هذا الزواج يعتبر نسلا لها، "لعلى أزرق منها بنين".» الأمر الذى يعنى أن إسماعيل هو ابنًا لسارة أيضًا. فكيف تتخلى عنه، وهو ابنها، وهى التى ربته مع هاجر؟ وهل عدل الرب لم يُحثه على منع هذا الظلم، من أجل شعب يعلم الرب مسبقًا أنه سيكون شعبًا معاندًا كافرًا؟ أليست هذه القصة قدح فى عدل الله ورحمته؟
                        10- إن هذا الإبتلاء سبقه ابتلاء آخر مشابه له. وهو أن الله تعالى أمر إبراهيم u أن يأخذ زوجته هاجر وابنها ويتركهما فى الصحراء القاحلة. ولا يوجد أى ابتلاء مشابه عن إسحاق.
                        11- والقارىء للتاريخ الإسلامى ويعرف قصة الحج ومناسكه، يعلم أن الشيطان قد حاول أن يُثنى إسماعيل عن الإستجابة لأمر الله فرجمه إسماعيل، ورجمه إبراهيم أيضًا، ومنها جاءت شعيرة رمى الجمار، وقد كانت فى منى (وهناك من يقول إنها كانت فى مكة) ، المكان الذى همَّ فيه بذبح ابنه طاعة لأمر الله.
                        12- لم يبشر الله إبراهيم بإسماعيل قبل مولده أنه سيكون نبيًا كما فعل بإسحاق، وعلى ذلك فالإبتلاء أوقع بالنسبة لإسماعيل ، وغير منطقى بالمرة تجاه إسحاق. لأن ساعة الإمتحان كان إبراهيم على يقين أن ابنه إسماعيل (سميع الله) حليم وسيطيعه وأنه ميت لا محالة.
                        13- ولو كان الذبيح إسحاق لكان عيدًا عند بنى إسرائيل يحتفلون به لليوم!!
                        14- إن الذبيح وصف فى القرآن بأنه غلام حليم ، أما البشارة بإسحاق فوصفته بأنه غلام عليم. وصفة العلم غالبة فى نسل إسحاق ويعقوب وبنى إسرائيل، حيث ستأتى منهم أولاً النبوة والعلم. أما صفة الحلم فتتناسب مع من أطاع أمر ربه وصدق رؤيا أبيه فلم يغضب ولم يعص، وهو إسماعيل، كما يدل اسمه (سميع الله).
                        15- تفترض التوراة الحالية أن إبراهيم كان لا يملك كلمة فى بيته، وأن سارة هى صاحبة الأمر والنهى، ونسيت أنها تتكلم عن نبى الله، وأبى الأنبياء. فترى سارة هى التى زوجته، وهى التى أمرت بطرد زوجته هاجر، وتحكمت فى شرع الله، وجعلت أبى الأنبياء يخالف شرع الله، عندما استجاب لطلبها فى حرمان هاجر وابنها من الميراث (كما يقولون). (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ».) تكوين 21: 10
                        16- على الرغم من غضب إبراهيم من طلب سارة هذا ، إلا أن ملاك الرب أمره أن يسمع لها، ووعده أنه سيبارك ابنه إسماعيل كما سيبارك ابنه إسحاق، واعتبر إسماعيل ابنه مثل إسحاق: (12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ.13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أيضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ»)تكوين21: 12-13
                        17- تصوير التوراة الحالية يعكس صورة إبراهيم كرجل قاسى القلب، فما إن أخبره الملاك بالطاعة التامة لعجرفة سارة وغيرتها العمياء، إلا وسارع فى طرد زوجته وابنه الذى يحبه إلى الصحراء، فأعطى هاجر خبزًا وقربة الماء وحمَّل الغلام على كتفها وأطلقها فى الصحراء: (14فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ وَاضِعاً إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَالْوَلَدَ وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ.) تكوين 21: 14 ، فأى صورة للأبوة هذه؟ وأى صورة للزوج الحنون هذا؟
                        18- والمدقق للقصة يعلم أن سارة طردت هاجر بعد أن فطمت إسحاق ، وكان إسماعيل أكبر من إسحاق بأربع عشرة سنة. أى فى هذا الوقت كان إسماعيل ابن 16 سنة. وهذه احدى سقطات محرفى القصة. فمن المستحيل أن تكون سارة قد أعطت ابنها إسحاق لهاجر تذهب به بمفردهما فى الصحراء. وكذلك من المستحيل أن تحمل هاجر ابنها الشاب ذى ال 16 سنة. وكان عليه هو أن يبحث لأمه عن الماء. وهذا يعنى أن هذه القصة حدثت قبل ولادة إسحاق. وعلى ذلك فهذه الحادثة كانت بإسماعيل عندما كان رضيعًا كما حكى القرآن.
                        19- كان عهد الله النهائى مع إبراهيم فى إسماعيل وهذا يدل عليه ترتيب قبول دعوة الله لإبراهيم أولاً فى إسحاق ثم بإسماعيل: (12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أيضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».) تكوين 21: 12-13
                        20- بسبب طاعة إبراهيم لله وأنه لم يمسك ابنه وحيده عنه باركه الله هو وذريته من بعده: (16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ) تكوين 22: 16-17
                        21- صور الكتاب أن الابن الذبيح إسحاق لم يكن على علم بما سيحدث له ، بل أخذه أبوه على غرة، بعد أن كذب عليه، وأفهمه أنهما سيسجدان لله فى بيت معد للصلاة، ثم يذبحان كبشًا ، فاستجاب إسحاق، وخدعه إبراهيم، وربطه مكان الكبش. الأمر الذى ينفى الطاعة المطلقة للذبيح، واستسلامه لأمر الله (4وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ 5فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا هَهُنَا مَعَ الْحِمَارِ وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَيْكُمَا» .... 7وَقَالَ إِسْحَاقُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هَئَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ وَلَكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟» 8فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي». فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعاً. 9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ.) تكوين 22: 4-10
                        22- كيف وثق إسحاق فيما بعد بأبيه بعد أن كذب عليه وأفهمه أنه سيذبح كبشًا، ثم أوثقه وهمَّ بذبحه هو؟
                        23- وكيف وثقت سارة بإبراهيم بعد أن علمت أنه كذاب ، يكذب ليبيع شرفه ويجمع من الأغنام والأبقار؟ فهل امرأة يكون هذا هو رأيها فى زوجها تصدق عليه النبوة أو تصدق عليه أن الله أمره بذبح ابنها إسحاق وتسلمه له؟ (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ».14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ)تكوين12: 11-16
                        وعلى ذلك فإن قصة إبراهيم هذه لا تعلم أتباع هذا الكتاب إلا الدياثة ، وعدم ثقة الناس فى إبراهيم u، ومطالبة الناس بعدم الإقتداء به، على الرغم من أنه أبو الأنبياء. فلك أن تتخيل أن أبى الأنبياء ديوث ، فكيف سيكون نسله من بعده؟ كما تُعلم أن الكذب وسيلة لإنقاذ النفس، وأن التضحية بالشرف من أجل الحاكم، تؤدى إلى السعادة والثراء الدنيوى.
                        24- نزل ملاك الرب لإبراهيم نبى الله وخليله. كما نزل لهاجر لشرف قادم من نسلها، فيطمئنها على ابنها إسماعيل ، ويقر عينها بأنه ستكون أمة عظيمة من نسله. لكن أن ينزل ملاك الرب على أبيمالك، الذى أراد الزنى بسارة زوجة إبراهيم. فهذا غريب على فهمنا الإسلامى. فمن المعروف أن ملاكَ الله لا ينزل إلى على نبى. فهل يُعد سفر التكوين أبيمالك من الأنبياء؟
                        25- والأغرب من ذلك أنها وافقت أيضًا بإقناع زوجها لها أن تذهب إلى مخدع فرعون، واعترض الرب على ذلك وحارب فرعون من أجلها. وبعد كل هذا تعصى الله مرة أخرى وتذهب إلى أبيمالك (15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ. 17فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ امْرَأَةِ أَبْرَامَ.) تكوين 12: 15-17، وليس هذا بسلوك مؤمن سوف يُطيع أمر الله تعالى فى ذبح ابنها!!
                        26- لو كان الابن الوحيد هو إسحاق لاتهموا الرب بذلك بالتعصب، وعدم العدل بين الذرية، حيث أقرهم الرب على دان ونفتالى أبناء يعقوب من زوجته بلهة جارية راحيل، وجاد وأشير أبناء يعقوب من زلفة جارية ليئة ، وكانوا من الأسباط الاثنى عشر لبنى إسرائيل.
                        وقد حُسِبوا ضمن أولاد يعقوب الشرعيين ، فكيف يعترفون بهؤلاء أبناء شرعيين ليعقوب وينكرون ذلك على إسماعيل؟! وإلا لقلنا أن نبى الله ، أبو الأنبياء ، إبراهيم u كان عنده ابن غير شرعى من الحرام؟ حاشاه أن يزنى أبو الأنبياء u.
                        ومن الدلائل الجلية أن (دان) ابن بلهة جارية راحيل جاء من ذريته شمشون، ذلك الإنسان الممسوح بالروح القدس منذ ولادته، وقد كان قاضياً لبنى إسرائيل لمدة 20 سنة، فها هو ملاك الرب يبشر امرأة منوح العاقر بولادتها لشمشون قائلاً: (5فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً، وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ، وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».) القضاة 13: 5
                        (24فَوَلَدَتِ الْمَرْأَةُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ شَمْشُونَ. فَكَبِرَ الصَّبِيُّ وَبَارَكَهُ الرَّبُّ. 25وَابْتَدَأَ رُوحُ الرَّبِّ يُحَرِّكُهُ فِي مَحَلَّةِ دَانٍَ بَيْنَ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ.) القضاة 13: 24-25 ، (وهو قضى لاسرائيل عشرين سنة) القضاة 16: 31
                        27- ولو كان الابن الوحيد هو إسحاق لكان الرب بذلك قد سبَّ إبراهيم واتهمه أنه رجل خروف، أتت له زوجته بإسماعيل من رجل آخر، واتهم هاجر بذلك فى عرضها. ولكان ظالمًا حيث سيكون قد اتهم هاجر بما لم تفعله، وحرم ابنها من البركة، وبرَّأ سارة على الرغم مما فعلته، وجعل المسِّيِّانية فى نسلها.
                        28- ولو كان الابن الوحيد هو إسحاق لكان الرب بذلك قد نسى ما وعد به إبراهيم من قبل بشأن النبوة فى ابنه إسحاق. وهذا كفر لا يليق بكتاب يُدعى مقدسًا.
                        29- ولو كان الذبيح هو إسحاق ، لكانت طاعة إبراهيم لأمر الرب استهزاء منه بالرب نفسه ، لأنه قد أخبره من قبل أنه سيكون نبيًا ، وسيأتى من ذريته يعقوب. فكيف يكون هذا بلاء وإمتحان عسير ، وإجابته قد سبقته؟ ولذلك لا بد أن تكون هذه القصة قد تمت بإسماعيل قبل ولادة إسحاق.
                        30- صدقت قصة القرآن فى أن هاجر كانت تحمل إسماعيل وهى فى برية فاران، حيث تربى إسماعيل فيها وترعع، وأخذت أمه تبحث له عن ماء، حتى فجر الله من تحت قدميه بئر زمزم.
                        31- جعل اليهود سبب خروج هاجر وإسماعيل غيرة زوجته سارة. وهذا غير ممكن ، لأن إبراهيم ليس لعبة فى يد نسائه، وكان يمكنه أن يبنى خيمة لها ولإبنها فى نفس المكان أو مكان آخر، ولا يرمى بهما إلى الصحراء، إلا إذا كان يريد أن يتخلص من إسماعيل وأمه، وهذا مستحيل، لأن المتتبع للقصة يجد أن إبراهيم كان أشد حبًا لإسماعيل من إسحاق، والدليل على ذلك أنه طلب من الله أن يجعل النبوة أبدية فى نسل إسماعيل، بعدما بشره الله بولادة إسحاق، لعلمه أيضًا أن إسماعيل حليم ومطيع ، وستكون ذريته من بعده على نفس دربه.
                        32- فبعد أن حذفوا مكان الذبح، واسم الذبيح، طمسوا معلم من أهم المعالم وهو بئر زمزم الذى تفجر تحت أرجل الغلام الرضيع إسماعيل. ونلاحظ تدليسهم فى سبب تسمية هذا البئر ببئر سبع:
                        يذكر سفر التكوين أن البرية كان اسمها بريَّة بئر سبع: (14فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ وَاضِعاً إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَالْوَلَدَ وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ.) تكوين 21: 14
                        ثم فى موضع آخر من نفس السفر يقول إن سبب تسمية البئر بهذا الاسم هو عقد اتفق فيه إبراهيم وأبيمالك على أن إبراهيم حفر هذا البئر، وأعطاه إبراهيم بمقتضاه سبع نعجات. وهذا كذب وضع على لسان إبراهيم، لأنه لم يكن هو الفاعل، ولكن الله بقدرته فجر هذا البئر تحت قدمى الغلام. (27فَأَخَذَإِبْرَاهِيمُ غَنَماً وَبَقَراً وَأَعْطَى أَبِيمَالِكَ فَقَطَعَا كِلاَهُمَا مِيثَاقاً. 28وَأَقَامَ إِبْرَاهِيمُ سَبْعَ نِعَاجٍ مِنَ الْغَنَمِ وَحْدَهَا. 29فَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَا هِيَ هَذِهِ السَّبْعُ النِّعَاجِ الَّتِي أَقَمْتَهَا وَحْدَهَا؟» 30فَقَالَ: «إِنَّكَ سَبْعَ نِعَاجٍ تَأْخُذُ مِنْ يَدِي لِكَيْ تَكُونَ لِي شَهَادَةً بِأَنِّي حَفَرْتُ هَذِهِ الْبِئْرَ».31لِذَلِكَ دَعَا ذَلِكَ الْمَوْضِعَ بِئْرَ سَبْعٍ. لأَنَّهُمَا هُنَاكَ حَلَفَا كِلاَهُمَا. 32فَقَطَعَا مِيثَاقاً فِي بِئْرِ سَبْعٍ. ثُمَّ قَامَ أَبِيمَالِكُ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ وَرَجَعَا إِلَى أَرْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ)تكوين21: 27-32
                        وبعد ذلك قال نفس السفر عن سبب تسمية البئر ببئر سبع: (25فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ. وَنَصَبَ هُنَاكَ خَيْمَتَهُ. وَحَفَرَ هُنَاكَ عَبِيدُ إِسْحَاقَ بِئْراً. 26وَذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ جَرَارَ أَبِيمَالِكُ وَأَحُزَّاتُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ. 27فَقَالَ لَهُمْ إِسْحَاقُ:«مَا بَالُكُمْ أَتَيْتُمْ إِلَيَّ وَأَنْتُمْ قَدْ أَبْغَضْتُمُونِي وَصَرَفْتُمُونِي مِنْ عِنْدِكُمْ؟» 28فَقَالُوا: «إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا أَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَكَ فَقُلْنَا: لِيَكُنْ بَيْنَنَا حَلْفٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ وَنَقْطَعُ مَعَكَ عَهْداً: 29أَنْ لاَ تَصْنَعَ بِنَا شَرّاً كَمَا لَمْ نَمَسَّكَ وَكَمَا لَمْ نَصْنَعْ بِكَ إِلَّا خَيْراً وَصَرَفْنَاكَ بِسَلاَمٍ. أَنْتَ الْآنَ مُبَارَكُ الرَّبِّ!» 30فَصَنَعَ لَهُمْ ضِيَافَةً. فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا 31ثُمَّ بَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَحَلَفُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَصَرَفَهُمْ إِسْحَاقُ. فَمَضُوا مِنْ عِنْدِهِ بِسَلاَمٍ. 32وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ عَبِيدَ إِسْحَاقَ جَاءُوا وَأَخْبَرُوهُ عَنِ الْبِئْرِ الَّتِي حَفَرُوا وَقَالُوا لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَاءً». 33فَدَعَاهَا «شِبْعَةَ». لِذَلِكَ اسْمُ الْمَدِينَةِ بِئْرُ سَبْعٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.) تكوين 26: 25-33
                        على الرغم من أن نفس السفر ذكر أن الله هو الذى فتح عينى هاجر فأبصرت بئر الماء، والذى سمَّاه إبراهيم فيما بعد بئر سبع، كما تحكى قصة سفر التكوين: (19وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ.) تكوين 21: 19
                        33- إن فاران (وهو اسم من أسماء مكة) مكان سكنى إسماعيل وأمه (21وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ. وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ) تكوين 21: 21 ، وقد ذكر الكتاب طبعة 1622 أن مكان الذبح هو (أرض العبادة) بدلاً من (أرض المريا) تكوين 22: 1-2 ، وكانت فى الترجمة السامرية (الأرض المقدسة). وهى بالطبع لم تكن أرض الشام كما كتبها المزورون، حيث إن أرض الشام لم تصبح أرضًا مقدسة إلا بعد زمن إبراهيم بألف عام فى عهد داود وابنه سليمان: (1وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ فِي جَبَلِ الْمُرِيَّا حَيْثُ تَرَاءَى لِدَاوُدَ أَبِيهِ حَيْثُ هَيَّأَ دَاوُدُ مَكَاناً فِي بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ.) أخبار الأيام الثانى 3: 1
                        وفى هذا الوقت لم تكن هناك أرضًا مقدسة غير فى بلاد العرب ، وهو المذبح الذى بناه نوح للرب بعد انتهاء الطوفان: (4وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ. .. .. .. 20وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ.) تكوين 8: 4 و20
                        وهنا يحق لنا أن نعرف إذا كانت المركب قد استقرت فعلاً على جبل أراراط كما يقول سفر التكوين أم استقرت على جبل الجودى كما يقول القرآن؟
                        جبل أراراط هذا فى أرمينيا، ويقول سفر التكوين: (2وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقاً أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ.) 11: 2، وأرض شنعار هى كل أرض بلاد فارس، ما بين دجلة والفرات، فلو كانت السفينة هبطت فى أراراط، كما يقول سفر التكوين ، لكانت شنعار فى الغرب وليست فى الشرق.
                        وهناك من مفسرى التوراة من قال بشأن (تكوين 11: 2): «وجاء فى الخبر الكلدانى أن السفينة استقرت على جبل ينزير أو نزير أو الوند شرق أشور ، مع أنه يمكن أن تكون (أريورات) أى (الأرض المقدسة)، إلا أنه يصعب بيان نقل اسم الوند إلى أرمينية بل يتعذر».
                        ولم يكن هناك أرضًا مقدسة إلا فى بلاد العرب، أرض إسماعيل وبنيه، وهى التى أشار إليها عيسى u للمرأة السامرية، التى آلت إليها القبلة: (21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ.) يوحنا 4: 21

                        تعليق


                        • #13
                          34- نقطة أخرى فى هذا الموضوع وهى تتعلق بالأرض التى تم الذبح فيها وهى أرض المريا. يقول الكتاب: (3فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ وَشَقَّقَ حَطَباً لِمُحْرَقَةٍ وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ. 4وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ 5فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا هَهُنَا مَعَ الْحِمَارِ وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَيْكُمَا».) تكوين 22: 3-5
                          فأنا أتعجب كيف مرَّت هذه النقطة على مفسرى التوراة!! فلو كانت أرض الذبح هى المريا أرض إسحاق ، لما وصلها إبراهيم u على خطوات الحمار والغلامين فى ثلاثة أيام ، بل كانت استغرقت أشهر.
                          وإذا تمعنت فى كلمة (فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ) لعلمت أنه ينبغى أن يكون فى هذا المكان بيتًا معدًا للرب للصلاة فيه، وعلى ذلك لا بد أن يكون هذا البيت هو البيت الذى بناه نوح.
                          وهنا خلاف يصطنعه اليهود والنصارى على كلمة وحيدك. فيقولون إن الابن الوحيد هو إسحاق لأنه ابن الحرة ، أما إسماعيل فهو ابن الجارية، مخالفين بذلك قانون الرب فى كتابه (راجع تثنية 21: 15-17). فمن الناحية الموضوعية لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون إسحاق هو الابن الوحيد، لأن إسماعيل ولد قبل منه ب 14 عام. والكلمة التى جاءت ya^chi^ydyaw-kheed'، وهى تعنى أيضًا ابنك الأوحد، الذى ليس لك غيره، أى البكر كما كانت فى الترجمات القديمة. كما اعتبر الله إسماعيل من نسل إبراهيم ، وسمَّى إبراهيم إسماعيل ابنه ، (13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أيضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ») تكوين 21: 13
                          (23فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ ابْنَهُ وَجَمِيعَ وِلْدَانِ بَيْتِهِ وَجَمِيعَ الْمُبْتَاعِينَ بِفِضَّتِهِ كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ وَخَتَنَ لَحْمَ غُرْلَتِهِمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ كَمَا كَلَّمَهُ اللهُ. .. .. .. .. 26فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ.) تكوين 17: 23 و26
                          ومعنى هذا أن إسماعيل هو ابن إبراهيم الذى كان يحبه ، والابن الوحيد ، فسمع الله له، وقال له (نعم ، أى نعم قد استجبت لك فيه)، والدليل على ذلك ما أكده النص رقم (20)، وأغدق عليه نعمه أكثر بأن جعل النبوة أيضًا فى ابنه الذى لم يأت بعد وهو إسحاق: (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلَّهِ: ((لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!)) 19فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. 20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً.) تكوين 17: 18-20
                          وهنا يحدث تحريف آخر غير إضافتهم كلمة إسحاق بعد ابنك وحيدك، فقد قام المترجم بتغيير موافقة الله تعالى على طلب إبراهيم u ، وأبدل كلمة (نعم) بكلمة (لا) أو تجنب أن يذكر كلمة (نعم) صريحة. فلاحظ الكلمات التى تحتها خط، وتخبطهم فى كلمة واضحة المعنى والترجمة:
                          جاءت معنى هذه الكلمة فى ترجمة Einheitsübersetzung كالآتى:
                          Gott entgegnete: Nein, deine Frau Sara wird dir einen Sohn geb&auml;ren und du sollst ihn Isaak nennen. Ich werde meinen Bund mit ihm schlie&szlig;en als einen ewigen Bund für seine Nachkommen.
                          http://theol.uibk.ac.at/leseraum/bibel/gen1.html#1
                          وكانت فى ترجمة لوثر لعام 1545 كالآتى:
                          19Da sprach Gott: Ja, Sara, dein Weib, soll dir einen Sohn geb&auml;ren, den sollst du Isaak hei&szlig;en; denn mit ihm will ich meinen ewigen Bund aufrichten und mit seinem Samen nach ihm.
                          http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=GEN+17&language=germa...
                          ويبدو أن المترجم للوثر أفاق بعد أن لفت نظره اليهود إلى أنه بصدقه فى الترجمة سيعطى لإسماعيل الحق فى النبوة ، وسيكون على شعوبنا الاعتراف بمحمد r ودينه، وعلينا ألا نحتل أراضيهم تحت شعار أرض الميعاد، فغيرها المترجم المؤمن فى الطبعات التى تلت طبعة 1912، ثم وخذه ضميره فأعاد تصحيح الترجمة فى عام 1914 ، ثم مات ضميره فغيرها فى طبعة 1984):
                          19 Da sprach Gott: Nein, Sara, deine Frau, wird dir einen Sohn geb&auml;ren، den sollst du Isaak nennen, und mit ihm will ich meinen * ewigen Bund aufrichten und mit seinem Geschlecht nach ihm. (1912)
                          http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1MO+17&nomb&nomo&nomd&bi=luther
                          19. Da sprach Gott: Ja, Sara, dein Weib, soll dir einen Sohn geb&auml;ren, den sollst du Isaak hei&szlig;en; denn mit ihm will ich meinen ewigen Bund aufrichten und mit seinem Samen nach ihm.(1914), (GLB) e-sword
                          http://unbound.biola.edu/results/index.cfm?background=none&read=yes&print=yes&Versi on=german%5Fluthe...
                          19Da sprach Gott: Nein, Sara, deine Frau, wird dir einen Sohn geb&auml;ren, den sollst du Isaak nennen، und mit ihm will ich meinen dewigen Bund aufrichten und mit seinem Geschlecht nach ihm. (1984)
                          http://www.bibel-online.net/buch/01.1-mose/17.html#17،1
                          وفى ترجمة Schlachter نفى قاطع أن يكون له مع إسماعيل عهد:
                          19 Da sprach Gott: Nein, sondern Sarah, dein Weib, soll dir einen Sohn geb&auml;ren, den sollst du Isaak nennen; denn ich will mit ihm einen Bundaufrichten als einen ewigen Bund für seinen Samen nach ihm.
                          http://www.pfarre-grinzing.at/bibel/sch_html/ebi_Gen_17.htm
                          وفى تراجمة الـ Basic الإنجليزية جاءت أيضًا بالنفى:
                          19 And God said, Not so; but Sarah, your wife, will have a son, and you will give him the name Isaac, and I will make my agreement with him for ever and with his seed after him.
                          http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1MO+17&nomb&nomo&nomd&bi=bbe
                          وتجاهلت ترجمة الملك جيمس ترجمة كلمة الرب الأولى منعًا للإحراج ، وهذا ما فعلته ترجمة الـ Webster لعام 1833 ، وسأضع الرابط أسفل رابط الترجمة:
                          19 And God said، Sarah thy wife shall bear thee a son indeed; and thou shalt call his name Isaac: and I will establish my covenant with him for an everlasting covenant, and with his seed after him
                          http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1MO+17&nomb&nomo&nomd&bi=kjv
                          http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1MO+17&nomb&nomo&nomd&bi=webster
                          إلا أنه يبدو أن المترجم قد وقع تحت ضغط اللوبى الصهيونى فتجرأ هذه المرة وغير كلمة الرب من نعم إلى لا:
                          19Then God said: "No, Sarah your wife shall bear you a son, and you shall call his name Isaac; I will establish My covenant with him for an everlasting covenant, and with his descendants after him. (NKJV)
                          http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=GEN+17&language=engli...
                          وكذلك نفت الترجمة الإنجليزية العالمية:
                          19. God said, "No, but Sarah, your wife, will bear you a son. You shall call his name Isaac. I will establish my covenant with him for an everlasting covenant for his seed after him. (World Eng.)
                          http://unbound.biola.edu/results/index.cfm?background=none&read=yes&print=yes&Versi on=web%3AWorld%20...
                          وبالإيطالية غير المترجم كلمة الرب وجعلها (لا) بدلاً من (نعم)، ووافقتها على هذا التحريف ترجمة أخرى بالإيطالية أيضًا سأضع رابطها بعد رابط الترجمة:
                          19E Dio disse: "No، Sara, tua moglie, ti partorirà un figlio e lo chiamerai Isacco. Io stabilir&ograve; la mia alleanza con lui come alleanza perenne، per essere il Dio suo e della sua discendenza dopo di lui.
                          http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=GEN+17&language=itali...
                          http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=GEN+17&language=itali...
                          كما غيرتها الترجمة الفرنسية الآتية إلى رفض الرب هذا الطلب فى إسماعيل رفضاً قاطعاً، ولاحظ الفراغ الذى تركته قبل إجابة الرب:
                          19 Dieu reprit: ---Mais non! c'est Sara, ta femme, qui te donnera un fils. Tu l'appelleras Isaac (Il a ri) et j'établirai mon alliance avec lui, pour l'éternité, et avec sa descendance après lui.
                          http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=GEN+17&language=frenc...
                          ووافقتها فى التحريف هذه الطبعة الفرنسية:
                          http://unbound.biola.edu/results/index.cfm?background=none&read=yes&print=yes&Versi on=french%5Fjerus...
                          وكان مترجم الطبعة الفرنسية لداربى حى الضمير فأبى أن يكذب ، لأنه حى الضمير. وقد سوَّل له ضميره الحى ألا يذكر كلمة الرب بالمرة ، فلم يترجم (نعم) ولا (لا). كما فعلت ترجمة الملك جيمس سابقة الذكر. ولكنه بدأها بقوله: بالطبع ستلد لك زوجتك سارة .. ، بدلاً من قوله: نعم. أو بالطبع. ثم يستأنف الجملة التى تليها. أى جعل الموافقة منصبة على ولادة سارة لغلام سيكون معه العهد:
                          19. Et Dieu dit: Certainement Sara, ta femme, t'enfantera un fils; et tu appelleras son nom Isaac; et j'établirai mon alliance avec lui, comme alliance perpétuelle, pour sa semence après lui.
                          http://unbound.biola.edu/results/index.cfm?background=none&read=yes&print=yes&Versi on=french%5Fdarby...
                          ووافقتها على هذا الضمير الحى فى معالجة كلمة الرب هذه الطبعة:
                          http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1MO+17&nomb&nomo&nomd&bi=lsg
                          (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة 79
                          فمن المستحيل أن يُخطىء كل هؤلاء. إن النية السيئة متوفرة لدى المترجمين. وقس على ذلك كل ما يشير فى الكتاب المقدس إلى المِسِّيِّا. وقد رأينا الكثير من ذلك، ومازلنا
                          لقد أقسم الله بذاته قائلاً ، أن يبارك إبراهيم ونسله بسبب طاعة إبراهيم لله ، وأنه همَّ بذبح ابنه من أجل الله: (16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».) تكوين 22: 16-18
                          وهذا بسبب استسلامه لأمر الله بذبح ابنه وحيده. ولم يكن إسحاق u قد ولد بعد ، حيث إن الفارق فى العمر بينهما هو (14) عاماَ: (16كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ.) تكوين 16: 16 و(5وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ) تكوين 21: 5
                          ولم يجد اليهود أو النصارى مخرجًا لهذه النقطة إلا سبِّ الإله واتهامه بالظلم. فقالوا: إن الابن الوحيد والبكر، لم يكن إسماعيل قط، لأن إسماعيل ابن الجارية، أما
                          إسحاق فهو ابن الحرة. وعلى ذلك يكون إسحاق هو الابن الحقيقى لإبراهيم، وهو الوريث الوحيد.
                          والعجيب أن التوراة لم تقل أبدًا إن إسماعيل ابن غير شرعى لإبراهيم ، فهذه سارة امرأة إبراهيم أيقنت أنها لن تنجب لإبراهيم نسلاً فآثرت أن تزوجه بهاجر: (3فَأَخَذَتْ سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةَ جَارِيَتَهَا مِنْ بَعْدِ عَشَرِ سِنِينَ لإِقَامَةِ أَبْرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ.) تكوين 16: 3
                          أى إن نسلها يجب أن يكون نسلاً شرعيًا، ويؤكد ذلك قول الرب نفسه: (13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ») تكوين 21: 13
                          كما سمَّاه ابناً لإبراهيم: (. 23فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ ابْنَهُ وَجَمِيعَ وِلْدَانِ بَيْتِهِ وَجَمِيعَ الْمُبْتَاعِينَ بِفِضَّتِهِ كُلَّ ذَكَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ وَخَتَنَ لَحْمَ غُرْلَتِهِمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ كَمَا كَلَّمَهُ اللهُ. .. .. .. .. 26فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ خُتِنَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ.) تكوين 17: 23 و26
                          كما سمَّى الله إسماعيل أخاً لإسحاق ولباقى اخوته: (12وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيّاً يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ».) تكوين 16: 12
                          واعترف إبراهيم به ابنًا شرعيًا له: (15فَوَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ ابْناً. وَدَعَا أَبْرَامُ اسْمَ ابْنِهِ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ «إِسْمَاعِيلَ».) تكوين 16: 15 ، أى إن الله اعتبر إسماعيل من نسل إبراهيم. وعلى ذلك يكون إسماعيل هو البكر.
                          كما تجد تعاطف الله سبحانه وتعالى مع إسماعيل وأمه من اللحظة التى فكرت فيها هاجر أن تهرب تبعًا لقول الكتاب ، فأرسل لها ملاكه يواسيها ويخبرها بالبشارة السارة فى ابنها إسماعيل ونسله: (8وَقَالَ: ((يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتِ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبِين؟)). فَقَالَتْ: ((أَنَا هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ مَوْلاَتِي سَارَايَ)). 9فَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: ((ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتِكِ وَاخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا)). 10وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: ((تَكْثِيراً أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ)). 11وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: ((هَا أَنْتِ حُبْلَى فَتَلِدِينَ ابْناً وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ. 12وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيّاً يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ)).) تكوين 16: 8-12
                          وهو نفس الكلام الذى قاله الله لإبراهيم عن ابنه البكر الذى سينجبه: ())4َإِذَا كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: ((لاَ يَرِثُكَ هَذَا. بَلِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ هُوَ يَرِثُكَ)). 5ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجٍ وَقَالَ: ((انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعُدَّهَا)). وَقَالَ لَهُ: ((هَكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ)).) تكوين 15: 4-5
                          وعندما غارت سارة من هاجر: (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».) تكوين 21: 10-13
                          وفى برية بئر سبع (17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا:«مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً») تكوين 21: 17-18
                          وقالت عنه التوراة إنه ابن إبراهيم: (وهذه مواليد إسماعيل بن ابراهيم الذى ولدته هاجر المصرية جارية سارة لإبراهيم) تكوين 25: 12
                          وعند وفاة إبراهيم اشترك الابنان فى دفن أبيهما: (ودفنه إسحق وإسماعيل ابناه فى مغارة المكفيلة) تكوين 25: 7 ، والاشتراك فى الدفن يعنى الاشتراك فى الميراث.
                          إذن لقد كان عهد الله مع إبراهيم فى ابنه إسماعيل ، فى ابنه الوحيد الذى يحبه، الذى نزل ملاك الله من السماء ليبشر به إبراهيم ، ويؤكد ذلك لأمه هاجر.
                          أما إقحام اسم إسحاق وأن العهد الأبدى كان به فتكذبه نقاط عديدة جدًا جدًا فى الكتاب منها ما ذكرت آنفًا، ومنها أيضًا قول عيسى u لليهود أبناء إسحاق، أن العهد ليس فى نسلهم، وأن النبوة لا بد أن تؤخذ منهم، وستُعطى لأمة أخرى، يقودها رجل من نسل هاجر، فهو الحجر الذى رفضه البناؤون، والذى كنتم تظنون أنه محرومًا تبعًا لما توارثتموه من آبائكم، لذلك فهو غريب فى أعينكم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                          والقارىء الجيد للإصحاح السابع عشر من سفر التكوين يتضح له أن الرب أنبأ إبراهيم وسارة بولادة طفل يُسمونه إسحاق وأن الله سيعمل معه العهد الأبدى: (19فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. ...... 21وَلَكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ) تكوين 17: 19-21، فلا يليق بجلال الله وقداسته أن ينسى ما ذكره من قبل، أو أن يدع عبدًا من عباده يضحك على نسيان الرب أو إمتحان سخيف قد أعطى الرب نفسه ورقة الإجابة قبل أن يوزع الأسئلة. ويصر مع هذا أن يسميه إمتحان.
                          وكان رد فعل إبراهيم u أنه ضحك وتعجب من أمر الله: (17فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟».) تكوين 17: 17
                          كما غيَّرَ الرب اسم سارة: (15وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. 16وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا ابْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ». 17فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟».)تكوين 17: 15-17
                          لكن العجب العُجاب أنك لا تجد سارة نفسها تعرف شيئًا عن تغيير اسمها ، وليس لديها أية فكرة أنها ستلد ابنًا: (9وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ سَارَةُ امْرَأَتُكَ؟» فَقَالَ: «هَا هِيَ فِي الْخَيْمَةِ». 10فَقَالَ: «إِنِّي أَرْجِعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابْنٌ». وَكَانَتْ سَارَةُ سَامِعَةً فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَهُوَ وَرَاءَهُ – 11وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الأَيَّامِ وَقَدِ انْقَطَعَ أَنْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ. 12فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: «أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ!»13فَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: أَفَبِالْحَقِيقَةِ أَلِدُ وَأَنَا قَدْ شِخْتُ؟14هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟ فِي الْمِيعَادِ أَرْجِعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ». 15فَأَنْكَرَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: «لَمْ أَضْحَكْ». (لأَنَّهَا خَافَتْ). فَقَالَ: «لاَ! بَلْ ضَحِكْتِ».) تكوين 18: 9-15
                          إذن ما قاله الرب فى الإصحاح السابق كان خاصًا بإسماعيل. ولم يُذكر اسم إسحاق لأول مرة إلا فى الإصحاح الذى تلاه، عند تعجُّب سارة من هذه البشارة التى أفقدتها اتزانها، وتعجبت من كلام الرب نفسه الذى نزل ليخبرها أو ملاكه. فلو كانت قد علمتها من قبل لما كان رد فعلها بهذه الدرجة، أو لقالت على الأقل على اسمها الحقيقى الذى تعرفه، لأنه من خلاف الأدب أن ينادى شخص ما شخصًا آخرًا باسم غير اسمه وهو يعلم اسمه الحقيقى. فهل لم يعلم الرب أنها لم تعرف اسمها الجديد؟ ولو عرفت اسمها الجديد فكيف لم تعرف بالبشارة السعيدة بحملها لطفل يدعى إسحاق؟ ولو لم يخبرها إبراهيم ، فكيف لم يعلم الرب ذلك ويناديها باسم غريب عليها؟ وكيف لم تتعجب هى من هذا الاسم الجديد الذى ليس اسمها على حد علمها؟ وكيف لم يؤاخذ الرب إبراهيم فى عدم إبلاغه سارة باسمها الجديد وبباقى البشارة؟
                          ويُستنتَج من كل ما سبق أنه:
                          لم يكن هناك ابنًا بكرًا لإبراهيم u إلا إسماعيل، الابن الذى كان وحيدًا قبل مجىء أخيه .
                          وأن إسماعيل من أبناء إبراهيم المقربين والمرضى عنهم لدى الله سبحانه وتعالى، فقد استجاب الله لدعاء أبيه فى إكثار نسله ، وباركه (أى جعل النبوة فى نسله).
                          وأنه لو كان إسحاق قد ولِدَ قبل رؤيا الذبح ، لما كان لها معنى فى إثبات حب إبراهيم لله ، لأنه سيكون فى هذه الحالة عنده البديل.
                          وأن البشارة بميلاد إسحاق هى مكافأة لإبراهيم u على طاعته لله.
                          وأن بنو إسرائيل قد وضعوا إسحاق بدلاً من إسماعيل ، ليكونوا هم شعب الله المختار الذى افتداه الله ليرث الأرض الموعودة ، وإبعاد أى نسل آخر ينازعها هذا الميراث. لذلك صحّحَ عيسى u هذه المفاهيم بقوله: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44
                          لذلك أراد اليهود قتله، لأنهم فهموا أنه تكلم عنهم: (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 45-46
                          ولو كان إسحاق هو الذبيح ، لاتخذ بنو إسرائيل من الفداء سنة لهم ولذكروها فى مناسبات مختلفة، ولكننا نجد أن الفداء عند بنى إسرائيل يرتبط بالخروج من مصر، ولا نجد إشارة من قريب أو بعيد لذكرى فداء إسحق: («وَيَكُونُ مَتَى أَدْخَلَكَ الرَّبُّ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ .. .. 12أَنَّكَ تُقَدِّمُ لِلرَّبِّ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ وَكُلَّ بِكْرٍ مِنْ نِتَاجِ الْبَهَائِمِ الَّتِي تَكُونُ لَكَ. الذُّكُورُ لِلرَّبِّ. .. .. 14«وَيَكُونُ مَتَى سَأَلَكَ ابْنُكَ غَداً: مَا هَذَا؟ تَقُولُ لَهُ: بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 15وَكَانَ لَمَّا تَقَسَّى فِرْعَوْنُ عَنْ إِطْلاَقِنَا أَنَّ الرَّبَّ قَتَلَ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بِكْرِ النَّاسِ إِلَى بِكْرِ الْبَهَائِمِ. لِذَلِكَ أَنَا أَذْبَحُ لِلرَّبِّ الذُّكُورَ مِنْ كُلِّ فَاتِحِ رَحِمٍ وَأَفْدِي كُلَّ بِكْرٍ مِنْ أَوْلاَدِي.) خروج 13: 11-16
                          ومن عجائب اليهود أنهم يرفضون إسماعيل لأن أمه كانت خادمة لإبراهيم قبل زواجه u منها ، ولم يرفضوا أولاد الزنى فى نسل أسباطهم! كما أنها ليست المرة الأخيرة التى يسطون فيها على ميراث غيرهم ، فقد جعلوا يعقوب يسرق النبوة من أخيه البكر عيسو، أو (فى رواية أخرى) ابتاعها منه مقابل طبق عدس على اختلاف الروايات:
                          (1وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ النَّظَرِ أَنَّهُ دَعَا عِيسُوَ ابْنَهُ الأَكْبَرَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنِي». فَقَالَ لَهُ: «هَئَنَذَا». 2فَقَالَ: «إِنَّنِي قَدْ شِخْتُ وَلَسْتُ أَعْرِفُ يَوْمَ وَفَاتِي. 3فَالْآنَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ وَاخْرُجْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْداً 4وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً كَمَا أُحِبُّ وَأْتِنِي بِهَا لِآكُلَ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ». 5وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً إِذْ تَكَلَّمَ إِسْحَاقُ مَعَ عِيسُو ابْنِهِ. فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِيَصْطَادَ صَيْداً لِيَأْتِيَ بِهِ. 6وَأَمَّا رِفْقَةُ فَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنِهَا: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ أَخَاكَ قَائِلاً: 7اِئْتِنِي بِصَيْدٍ وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً لِآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ وَفَاتِي. 8فَالْآنَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا أَنَا آمُرُكَ بِهِ: 9اِذْهَبْ إِلَى الْغَنَمِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ جَيِّدَيْنِ مِنَ الْمِعْزَى فَأَصْنَعَهُمَا أَطْعِمَةً لأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ 10فَتُحْضِرَهَا إِلَى أَبِيكَ لِيَأْكُلَ حَتَّى يُبَارِكَكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ». 11فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «هُوَذَا عِيسُو أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ. 12رُبَّمَا يَجُسُّنِي أَبِي فَأَكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ وَأَجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لاَ بَرَكَةً». 13فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا ابْنِي. اسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَاذْهَبْ خُذْ لِي». 14فَذَهَبَ وَأَخَذَ وَأَحْضَرَ لِأُمِّهِ فَصَنَعَتْ أُمُّهُ أَطْعِمَةً كَمَا كَانَ أَبُوهُ يُحِبُّ. 15وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ 16وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى. 17وَأَعْطَتِ الأَطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا. 18فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هَئَنَذَا. مَنْ أَنْتَ يَا ابْنِي؟» 19فَقَالَ يَعْقُوبُ لأَبِيهِ: «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي لِتُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». 20فَقَالَ إِسْحَاقُ لِابْنِهِ: «مَا هَذَا الَّذِي أَسْرَعْتَ لِتَجِدَ يَا ابْنِي؟» فَقَالَ: «إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي». 21فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: «تَقَدَّمْ لأَجُسَّكَ يَا ابْنِي. أَأَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو أَمْ لاَ؟» 22فَتَقَدَّمَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ فَجَسَّهُ وَقَالَ: «الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ وَلَكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو». 23وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ. فَبَارَكَهُ. 24وَقَالَ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو؟» فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». 25فَقَالَ: «قَدِّمْ لِي لِآكُلَ مِنْ صَيْدِ ابْنِي حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي». فَقَدَّمَ لَهُ فَأَكَلَ وَأَحْضَرَ لَهُ خَمْراً فَشَرِبَ. 26فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «تَقَدَّمْ وَقَبِّلْنِي يَا ابْنِي». 27فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ. فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ. وَقَالَ: «انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْلٍ قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ. 28فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. 29لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّداً لإِخْوَتِكَ وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ». 30وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَ إِسْحَاقُ مِنْ بَرَكَةِ يَعْقُوبَ وَيَعْقُوبُ قَدْ خَرَجَ مِنْ لَدُنْ إِسْحَاقَ أَبِيهِ أَنَّ عِيسُوَ أَخَاهُ أَتَى مِنْ صَيْدِهِ 31فَصَنَعَ هُوَ أَيْضاً أَطْعِمَةً وَدَخَلَ بِهَا إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ لأَبِيهِ: «لِيَقُمْ أَبِي وَيَأْكُلْ مِنْ صَيْدِ ابْنِهِ حَتَّى تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». 32فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ: «أَنَا ابْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو». 33فَارْتَعَدَ إِسْحَاقُ ارْتِعَاداً عَظِيماً جِدّاً. وَقَالَ: «فَمَنْ هُوَ الَّذِي اصْطَادَ صَيْداً وَأَتَى بِهِ إِلَيَّ فَأَكَلْتُ مِنَ الْكُلِّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ وَبَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ وَيَكُونُ مُبَارَكاً!» 34فَعِنْدَمَا سَمِعَ عِيسُو كَلاَمَ أَبِيهِ صَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً وَمُرَّةً جِدّاً وَقَالَ لأَبِيهِ: «بَارِكْنِي أَنَا أَيْضاً يَا أَبِي!» 35فَقَالَ: «قَدْ جَاءَ أَخُوكَ بِمَكْرٍ وَأَخَذَ بَرَكَتَكَ».) تكوين 27: 1-35
                          نبى الله يعقوب يشترى النبوة من أخيه عيسو بطبق عدس: (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 29-34
                          ومرة ثالثة نال البركة من الإله نفسه بعد أن تصارع معه وهزمه يعقوب: (24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 22-30
                          ومرة رابعة ظلت النبوة فى هارون على الرغم من قول الكتاب إنه هو الذى ضلَّلَ بنى إسرائيل وصنع لهم العجل: (1وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَأْتُونِي بِهَا». 3فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتُوا بِهَا إِلَى هَارُونَ. 4فَأَخَذَ ذَلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالْإِزْمِيلِ وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكاً. فَقَالُوا: «هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ!» 5فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحاً أَمَامَهُ وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَداً عِيدٌ لِلرَّبِّ». 6فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِب.) خروج 32: 1-6
                          ومرة خامسة يدعى الكتاب أن داود جاء من نسل يهوذا الزانى بزوجة ابنه، وقد زنى هو نفسه بامرأة جاره وأحد قادة جيشه أوريا الحثى (أم سليمان فيما بعد) ولم تخرج النبوة من نسله ، بل تشرف الرب بأن تجسد من هذا النسل (متى 1: 6-7)
                          ومرة سادسة يتآمر نبى الله ناثان (الذى جاء يسوع من نسله تبعًا للوقا 3: 31) مع أمه ويكذبان وينصبان على أبيهما داود لإختيار سليمان نبيًا (وهو الذى جاء يسوع من نسله تبعًا لمتى 1: 6): (ملوك الأول 1: 11-31)
                          ومرة سابعة عبد سليمان الأوثان ، ولم تنتهى النبوة من بنى إسرائيل، بل جاء عن طريقه يسوع الذى تؤلهونه: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8وَهَكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لِآلِهَتِهِنَّ.) الملوك الأول 11: 4-8
                          ولم يكتفِ النصارى بذلك، بل جعلوا الرب يتجسد من زناة مطرودين من رحمته، وعقابهم عنده الرجم:
                          (يهوذا ولد فارص وزارح من ثامار) متى 1: 3 ،
                          وثامار هذه زوجة أبناء يهوذا التى زنى معها (تكوين 38)
                          (وسلمون ولد بوعز من راحاب) متى 1: 5،
                          (راحاب امرأة زانية) يشوع 2: 1-15،
                          (وبوعز ولد عوبيد من راعوث) متى 1: 5،
                          (وراعوث هى راعوث الموابية) راعوث 4: 5
                          (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب ، حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3 ،
                          (وداود الملك ولد سليمان من التى لأوريا) متى 1: 6 اقرأ قصة زنا داود بامرأة جاره (صموئيل الثانى 11)
                          (وسليمان ولد رحبعام) متى 1: 7 ،
                          اسم أم رحبعام زوجة سليمان نعمة العمونية (ملوك الأول 14: 21 ، (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب ، حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3
                          ومرة رقم ألف ظل يسوع إلهًا على الرغم من كونه من نسل زناة، طغاة، مجرمين، لصوص، كفرة، عابدى أوثان. ومع ذلك لم تذهب النبوة من نسل أحد من سلالة الرب، ولم تنته ألوهيته عندكم.
                          لكن مع إسماعيل ابن هاجر التى كانت تعمل عند زوجها قبل الزواج منه فلا بد أن يتغير الأمر. لا بد أن يُرمى به ، ويُقذف إلى خارج الملكوت (شجرة النبوة). على الرغم من كون أربعة من أسباط بنى إسرائيل الإثنى عشر أولاد أُمَّيْن كانتا أيضًا خادمتين وهما (دَانُ وَنَفْتَالِي وجَادُ وَأَشِيرُ).
                          («لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
                          ملكوت الله:
                          ملكوت الله أو ملكوت السموات هو دين الله وشريعته التى سيأتى بها المسيح (المسِّيِّا الرئيس، إيليَّا المُزمع أن يأتى، رسول السماوات r)، التى ستكون على الأرض وسوف تحكم البشر كلهم،وقد أطلق عليه (ملكوت الله) أو (ملكوت السموات) أو (مملكة الرب) أو (مملكة الله) أو (مملكة السماء)، على الرغم من اعتراض جون و. درين على كلمة ملكوت السماوات، فقال ص 159: “الأرجح أن يسوع كان يستخدم تعبير "ملكوت الله" وأن متى هو الذى استخدم بدلاً منه تعبير "ملكوت السموات" لأسباب ترجع إليه”. أليس هذا بتحريف؟
                          وهو تعبير ورد إذًا فى التوراة وفى الإنجيل، للدلالة على حكم الله على الأرض، وتنفيذ شرع الله وشريعته فيها. يدل على ذلك الكثير من نصوص التوراة ، منها: (5وَمِنْ كُلِّ بَنِيَّ (لأَنَّ الرَّبَّ أَعْطَانِي بَنِينَ كَثِيرِينَ) اخْتَارَ سُلَيْمَانَ ابْنِي لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّ مَمْلَكَةِ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) أخبار الأيام الأول 28: 5 ؛ و(6كُرْسِيُّكَ يَا اللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.) مزامير 45: 6 ، وجاءت هذه الترجمة فى طبعة كتاب الحياة أكثر وضوحاً من كلمة (قضيب): (عرشكَ يا الله إلى دهر الدهور، وصولجان ملكك عادل ومستقيم) وشاركت الترجمة الكاثوليكية والترجمة العربية المشتركة فى نفس المعنى ، ولكنهم خالفوا فقط رقم هذه الفقرة فجعلوها السابعة.
                          والذى أطلق لفظ (ملكوت السموات) على حكم الله فى الأرض هو النبى المعظم دانيال، أثناء سبى بنى إسرائيل فى بابل.
                          ويجدر بنا هنا الإشارة إلى قول النصارى فى ملكوت السماوات ، فهم لم يتفقوا مطلقًا على معنى موحد لمقصد يسوع من ملكوت الله ، الذى هو لب رسالته ، والتى لم يأت إلا مبشرًا بها ، فهى بشارته الحسنة (إنجيله) لبنى إسرائيل.
                          فتقول طائفة اليسوعيين إن الملكوت هو ملكوت مادى ، ويرون أنه تحقق بمجىء الدولة البيزنطية.
                          ومنهم من يرى أن الملكوت هو ملكوت أرضى وسوف يأسسه يسوع بعد ألف سنة فى نزوله الثانى.
                          ومنهم من يرى أنه قد نزل به الروح القدس فى اليوم الخمسين لرفع يسوع.
                          ومنهم من يقول إن يسوع لم يرد أن يُظهر ملكوته ، بل تنبأ به فقط.
                          ومنهم من يرى أن الملكوت هو ملكوت يسوع المسمَّر فى الصليب.
                          ومنهم من يرى أن يسوع جاء بالملكوت وأعلنه لتلاميذه.
                          ومنهم من يرى أن الملكوت ملكوت روحانى.
                          ومنهم من يراه الضمير.
                          ويتضح مما سبق تضاربهم فى لب رسالة يسوع التى هى البشارة بملكوت الله ، وذلك لبعدهم على الحقيقة. فالملكوت هو الدولة الإلهية التى يقيمها نبى آخر الزمان، وتلتزم بشرع الله ، ويعيش فيها الموحدون لله بشرع الله.
                          وألفت نظرك عزيزى القمص مرقس عزيز وأعزائى القراء أن اختلافهم فى لب رسالة يسوع، وعدم فهمها إلى الآن على وجه الدقة، لهو دليل على ضياع لب الدين، وأصل رسالة عيسى u، أو تكتمها تكتمًا شديدًا من الكل. وأنا أميل إلى الرأى الأخير خاصة عند علمائهم، حيث اعترف علماؤهم بأن ملكوت الله هو شريعته.
                          لقد ضرب عيسى u لبنى إسرائيل الأمثال، وشبه لهم ملكوت الله، وانتهى إلى الخلاصة الآتية: (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                          وهذا ما قرره القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 92: (فى بنى إسرائيل لقد كان الملك مسيحًا مقربًا من الرب، ولكن ذلك لكى يكون خادماً له، يجرى عدله وقضاءه بين الشعوب. ولم نسمع فى كل العهد القديم أن ملكًا من ملوك اليهود ادعى لنفسه الألوهية. .. .. .. ومما يزيد الأمر وضوحًا هو المركز الذى كان يتبوأه الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب. فكم وقف إيليا وأليشع وإشعياء وعاموس وغيرهم فى وجه الملوك ليوبخوهم على اعوجاجهم أو تركهم للرب وعبادته وعدم إقامتهم للعدل. إنَّ نظام النبوة كان عاملاً قويًا على الحد من سلطان الملوك ، مما لم يكن له نظير فى كل شعوب الأرض. ولهذا فلم يُسمَع أبدًا أن الملك قد تعدَّى على سلطان الله ، بل كان هو الآلة التى كان الرب ينفذ بها غرضه. أما المَلكُ الحقيقى صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره فكان الله نفسه. إن فكرة سلطان وحكمه على الشعب لم تخمد أبدًا ، ولم ينسها الشعب ، ولم يسلمها إلى أى من البشر).
                          ونفهم منه أن: ملكوت الله هو سلطان الله على الشعب ، وتحكيم كتاب الله بين الناس، لأن الله هو الملك الحقيقى، صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره. أى هو ملكوت أرضى، وليس ملكوت روحى، وأن هذا الحكم وهذه الحكومة سيتولى إنشائها (المسِّيِّا) ، وهو سيكون نبيًا وليس إلهًا.
                          ويقول الأب متى المسكين فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 5 و6 ما يلى: (ملكوت الله أى حكم الله المطلق على الإنسان .. .. .. .. كما يتضح بدون عناء من فحص دستور مملكة إسرائيل وشريعتها نوع هذه المملكة وطبيعتها ، وكيف تختلف هذه الطبيعة كل الإختلاف عن أى مملكة أخرى قامت على وجه الأرض. .. .. .. فلم يُسمَع قط فى تاريخ الدول والممالك أن هناك مملكة يقوم دستورها على القداسة والبر وتتركز شرائعها فى التطهير .. .. .. ويكون ملكها الوحيد هو الله ، ولكن إسرائيل ـ من واقع الحال ـ أخفقت أن تكون مملكة الله ، وانحطت جدًا عن ما هو مفروض لها ، وذلك بسبب رداءة القضاء والملوك والرؤساء والكهنة وحتى شيوخ الشعب).
                          ونفهم منه أن: ملكوت الله هو ملكوت أرضى، وليس ملكوت روحى،يُشبه ملكوت إسرائيل ، وهو تحكيم شرع الله وكتابه بين عباد الله.
                          ويؤكد هذا المعنى جون و. درين فى كتابه (يسوع والأناجيل الأربعة) نشر دار الثقافة أن ملكوت الله أو ملكوت السماوات هو دين الله وشريعته التى سيأتى بها المسيح (المسِّيِّا الرئيس، إيليَّا المُزمع أن يأتى، رسول الإسلام r)،التى ستكون على الأرض وسوف تحكم البشر كلهم:
                          ففى صفحة 145 ذهب إلى أن ملكوت الله هى الدولة الجديدة التى سيقيمها الله وسيحكمها بنفسه. أى خلافاً للدولة القديمة بنى إسرائيل، ولن يكون حاكمها من نسل إسحاق (بنى إسرائيل)، لذلك قال عيسى u ما رمى إليه من أمثاله فى موعظة الجبل فقال: (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                          وفى صفحة 147 قال: ”ولذلك نجد أنه لدينا من الأسباب ما يحملنا على افتراض أن يسوع كان يتكلم عما يمكن أن نطلق عليه "حكومة الله الملكية" وليس "ملكوته"“.
                          وفى صفحة 148 قال: ”وهناك أقوال كثيرة فى الأناجيل تبين أن يسوع كان ينظر إلى ملكوت الله كمجتمع حقيقى ملموس.“
                          وفى ص149 قال: ”إنه حكم الله على حياة الناس الذين يسلمون له أنفسهم.“ أى الذين يسلمون لقضاء الله وقدره، أى المسلمون!!
                          وفى صفحة 149 قال: ”إنها لحقيقة أنه فى بعض أجزاء العهد القديم نجد إدراكًا طاغيًا أن سيادة الله على البشر ستظهر فى شكل ملكوت منظم سيحل محل إمبراطوريات العالم.“
                          وفى صفحة 150 قال إن عيسى u كان: ”فى قناعة تامة أن الله سوف يعمل بحسم وبصفة مباشرة ليس فى حياة الأفراد فحسب، بل أيضًا فى حياة الأمم السياسية والاقتصادية.“ أى ستُقام دولة يكون حكمها السياسى والإقتصادى كتاب أنزله الله تعالى: فهل المسيحية جاءت بقوانين سياسية أو اقتصادية يمكنها أن تُقيم العالم وتحكمه حكمًا إلهيًا رشيدًا؟ لا. فقد كان عيسى u خاضعًا للملكوت القديم، ملكوت بنى إسرائيل، ولم يكن ملكًا، أو حاكمًا (يوحنا 6: 19)، أو حتى قاضيًا (لوقا 12: 13-15)، حتى إنه رفض الحكم على المرأة التى اتهمها اليهود بالزنى، وأتوا بالشهود عليها (يوحنا 12: 2-9)، بل كان خاضعًا لقيصر وأمر بدفع الجزية له (متى 22: 15-21).
                          ولا يمكن بحال من الأحوال أن تنشىء المسيحية ملكوتًا اقتصاديًا على الأرض، لأنها تعتمد على أقوال يسوع التى تؤدى إلى تدمير اقتصاديات الأمم، وتنادى بأن الكمال فى الفقر: (21قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي».) متى 19: 21
                          وقوله أيضًا: (23فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 24وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ».) متى 19: 23-24
                          وفى صفحة 169 قال عن طبيعة رسالة عيسى u التى كان يعلمها بأمثال: ”هو مجىء مجتمع الله الجديد أو "الملكوت".“
                          وفى صفحة 175 قال ما معناه إن ملكوت الله هو أن يقبل الناس سيادة الله على حياتهم فى الدنيا.
                          وفى صفحة 179 قال سمَّى ملكوت الله ”مجتمعه الجديد“،وأن أمثال عيسى u التى ضربها ”تدعونا إلى أن نكرس أنفسنا دون قيد أو شرط لتقبُّل مشيئته.“ أى الإستسلام لله ولمشيئته ، وهو نفس معنى كلمة الإسلام.
                          وفى صفحة 181 قال: ”وهناك عنصر له أهميته فى تطلعات العهد القديم تمثل فى الاعتقاد بأنه حين يأتى المسِّيِّا فلسوف يقيم مجتمعًا جديدًا ، وفى هذا المجتمع يتمتع شعب الله بعلاقة جديدة ووثيقة بسيدهم وببعضهم البعض.“
                          وفى صفحة 182 قال: ”حين نتأمل طرق وصف يسوع لعمله ، وعمل ملكوت الله ، كثيرًا ما توحى كلماته أنه يتحدث عن جماعة من الناس ارتبطوا ليس بالله فقط، بل ومع بعضهم البعض أيضًا.“
                          وفى صفحة 182 قال: ”أما الأكثر روعة، فهى حقيقة أن بعض الأمثال توحى بأن ملكوت الله لن يكون مجتمعًا جديدًا فحسب، بل سيكون مجتمعًا مرئيًا أيضًا.“
                          ويقول وليم باركلى فى تفسيره لسفر الأعمال صفحة 24: ”الملكوت هو مجتمع على الأرض، تُنفَّذُ فيه إرادة الله تماماً كما فى السماء“. أى كما فى كتابه المنزل من السماء.
                          ويقول القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 16: ”أما الاتجاه الثانى فهو الاتجاه الناموسى وقد اعتنقه الفريسيون والكتبة ويعتقد أصحاب هذا الرأى أن ملكوت الله معناه الأساسى سيادة الشريعة وخضوع الجميع لأحكامها وكلما تحققت الشريعة فى حياة الناس ظهر ملكوت الله بقوة فى العالم“.
                          ويقول القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) عن أمثال يسوع صفحة 16: ”بعد الفحص الدقيق لهذه الأمثال، ظهر أن يسوع كان يقصد ثلاثة أمور رئيسية عندما يتكلم عن ملكوت الله، على أنه حكم الله وسلطانه).
                          ومن هذه الأمثال يتبين حقيقة كلمة (ملكوت الله)، وأنها سيادة الشريعة الإلهية فى المجتمع ، وأن رسالة يسوع كانت تتركز فى تبشيرهم بقرب إقامة هذا الملكوت ، الذى كانوا ينتظرونه بالفعل. وهو الملكوت الذى جاء عيسى u يُنبىء بقرب مجيئه فى نفس الوقت الذى بدأ فيه يوحنا المعمدان رسالته. وهذا يعنى أنه من أجل غلظة قلوب بنى إسرائيل أرسل الله لهم نبيَّيْن فى نفس الوقت للبشارة بقرب مجىء ملكوته.
                          &Ucirc; ففى متى 3: 1 جاء نبى الله يوحنا المعمدان u: (2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.)
                          &Ucirc; ويقول مرقس 1: 14-15 (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».)
                          &Ucirc; وفى لوقا 4: 43 قال يسوع للتلاميذ: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.)
                          &Ucirc; وكانت هذه رسالته هو وتلاميذه أثناء حياته على الأرض. يقول لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
                          &Ucirc; كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
                          فقد كانت هذه البشارة (الإنجيل) هى لُب رسالة عيسى u، والتى من أجلها ضرب الأمثال، والتى من أجلها خاصمه اليهود وأرادوا قتله، لأنه قالها لهم بصراحة: (قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ)
                          وأمرهم أن يرددوا فى صلواتهم قائلين: («فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ.) متى 6: 9-10 ولوقا 11: 2 ، الأمر الذى يعنى أنه حتى وجود عيسى u لم يكن هذا الملكوت قد جاء بعد. والدليل على ذلك كثرة سؤالهم له وتشككهم أنه قد يكون المسِّيِّا.
                          وكلمة (ملكوت) ذكرت فى متى 50 مرة ، وفى مرقس 15 مرة ، وفى لوقا 38 مرة وفى يوحنا مرتين. وذكرت كلمة (ملكوت الله) عند متى 5 مرات، وفى مرقس 15 مرة ، وفى لوقا 38 مرة وفى يوحنا مرتين. أما كلمة (ملكوت السماوات) فلم تُذكر إلا عند متى ، وذكرت عنده 32 مرة.
                          ومن هنا نلاحظ اختلاف الأناجيل فى بث رسالة يسوع ، ونعرف كم تآمر عليها كتبة الأناجيل لحذفها وطمس أسمى معانيها. فنجد يوحنا لا يعرف عن أمثال يسوع عن ملكوت الله شيئًا بالمرة، فقد حُذفت كل أمثاله من الكتاب المنسوب إليه، فلم يذكر مثلا واحدًا من أمثال يسوع ال 24 التى ضربها لملكوت الله!! والأغرب من ذلك وجود 17 رسالة تُنسب لبولس، لا يوجد فيها مثالاً واحدًا ليسوع! فما الذى كتبوه إذا كانوا قد تجنبوا أقوال يسوع ولب رسالته؟
                          لذلك يرفض بعض علماء اللاهوت الجادين استخدام إنجيل يوحنا،أو رسائل بولس مثل الدكتور روبرت كيل تسلر ، لأنه لم يعبر عن أساس رسالة يسوع وهى ملكوت الله ، والتى كانت أساس موعظته لتلاميذه وللناس ، كما يرفضون رسائل بولس التى أتت بدين جديد غير الذى كان يبشِّر به يسوع.

                          تعليق


                          • #14
                            وسبق أن قلتُ إن ملكوت الله كان أول ما ذكره هو نبى الله دانيال، الذى عاش بين اليهود فى بابل زمن السبى، أى قبل يسوع بستة قرون تقريبًا، وذلك فى تفسيره لرؤيا الملك نبوخذ نصر فى الإصحاح الثانى من سفره ، ثم فى رؤيته هو فى الإصحاح السابع من نفس السفر. لذلك يجدر بنا أن نبدأ به.
                            وجاء تفسير دانيال لرؤيا الملك (سأكتفى بذكر تأويل النبى دانيال لأنه فيه إعادة لمفردات الحلم) كالآتى: (31[أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَالٍ عَظِيمٍ. هَذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدّاً وَقَفَ قُبَالَتَكَ وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ. 32رَأْسُ هَذَا التِّمْثَالِ مِنْ ذَهَبٍ جَيِّدٍ. صَدْرُهُ وَذِرَاعَاهُ مِنْ فِضَّةٍ. بَطْنُهُ وَفَخْذَاهُ مِنْ نُحَاسٍ. 33سَاقَاهُ مِنْ حَدِيدٍ. قَدَمَاهُ بَعْضُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ. 34كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. 35فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعاً وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيراً وَمَلَأَ الأَرْضَ كُلَّهَا. 36هَذَا هُوَ الْحُلْمُ. فَنُخْبِرُ بِتَعْبِيرِهِ قُدَّامَ الْمَلِكِ: 37[أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ مَلِكُ مُلُوكٍ لأَنَّ إِلَهَ السَّمَاوَاتِ أَعْطَاكَ مَمْلَكَةً وَاقْتِدَاراً وَسُلْطَاناً وَفَخْراً. 38وَحَيْثُمَا يَسْكُنُ بَنُو الْبَشَرِ وَوُحُوشُ الْبَرِّ وَطُيُورُ السَّمَاءِ دَفَعَهَا لِيَدِكَ وَسَلَّطَكَ عَلَيْهَا جَمِيعِهَا. فَأَنْتَ هَذَا الرَّأْسُ مِنْ ذَهَبٍ. 39وَبَعْدَكَ تَقُومُ مَمْلَكَةٌ أُخْرَى أَصْغَرُ مِنْكَ وَمَمْلَكَةٌ ثَالِثَةٌ أُخْرَى مِنْ نُحَاسٍ فَتَتَسَلَّطُ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. 40وَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ صَلِبَةٌ كَالْحَدِيدِ لأَنَّ الْحَدِيدَ يَدُقُّ وَيَسْحَقُ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَالْحَدِيدِ الَّذِي يُكَسِّرُ تَسْحَقُ وَتُكَسِّرُ كُلَّ هَؤُلاَءِ. 41وَبِمَا رَأَيْتَ الْقَدَمَيْنِ وَالأَصَابِعَ بَعْضُهَا مِنْ خَزَفٍ وَالْبَعْضُ مِنْ حَدِيدٍ فَالْمَمْلَكَةُ تَكُونُ مُنْقَسِمَةً وَيَكُونُ فِيهَا قُوَّةُ الْحَدِيدِ مِنْ حَيْثُ إِنَّكَ رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطاً بِخَزَفِ الطِّينِ. 42وَأَصَابِعُ الْقَدَمَيْنِ بَعْضُهَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ فَبَعْضُ الْمَمْلَكَةِ يَكُونُ قَوِيّاً وَالْبَعْضُ قَصِماً. 43وَبِمَا رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطاً بِخَزَفِ الطِّينِ فَإِنَّهُمْ يَخْتَلِطُونَ بِنَسْلِ النَّاسِ وَلَكِنْ لاَ يَتَلاَصَقُ هَذَا بِذَاكَ كَمَا أَنَّ الْحَدِيدَ لاَ يَخْتَلِطُ بِـالْخَزَفِ. 44وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هَذِهِ الْمَمَالِكِ وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. 45لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اللَّهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا. الْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ].46حِينَئِذٍ خَرَّ نَبُوخَذْنَصَّرُ عَلَى وَجْهِهِ وَسَجَدَ لِدَانِيآلَ وَأَمَرَ بِأَنْ يُقَدِّمُوا لَهُ تَقْدِمَةً وَرَوَائِحَ سُرُورٍ. 47وَقَالَ الْمَلِكُ لِدَانِيآلَ: [حَقّاً إِنَّ إِلَهَكُمْ إِلَهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الْمُلُوكِ وَكَاشِفُ الأَسْرَارِ إِذِ اسْتَطَعْتَ عَلَى كَشْفِ هَذَا السِّرِّ].) دانيال 2: 38-47
                            ونرى الرؤيا هنا يتكلم عن خمسة عناصر رئيسية:
                            1- رأس التمثال 2- صدره وذراعيه
                            3- بطنه وفخذيه 4- ساقيه
                            5- الحجر الذى ضرب التمثال
                            1- فالمملكة الأولى هى مملكة (الكلدانيين) بابل التى يحكمها نبوخذنصر (بختنصر) ، ورُمِزَ لها بالأسد فى رؤيا النبى دانيال.
                            2- والمملكة الثانية هى مملكة مادى والفرس التى تغلبت على الكلدانيين ، وهى التى كانت تُمثِّل ذراعى مملكة الكلدانيين. ورُمِزَ لها بالدب فى رؤيا النبى دانيال.
                            3- والمملكة الثالثة هى مملكة المقدونيين. ورُمِزَ لها بالنمر فى رؤيا النبى دانيال.
                            4- والمملكة الرابعة هى مملكة الرومان. ورُمِزَ لها بحيوان هائل شديد قوى جداً، وله أسنان كبيرة من حديد ، فى رؤيا النبى دانيال.
                            5- وفى أيام الإمبراطورية الأخيرة (44وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هَذِهِ الْمَمَالِكِ وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. 45لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اللَّهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا. الْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ].).
                            ويقول السيد أ. م. هودجكن فى كتابه (المسيح فى كل الكتب) ص379: (وأما الحجر الذى قطع بغير يدين ويسحق التمثال العظيم فكناية عن مملكة "المسِّيِّا).
                            وهى هنا مملكة الإسلام التى سحقت الفرس والرومان ، وسوف تثبت إلى يوم القيامة ، وليست مملكة يسوع، لأن يسوع لم يكن له مملكة.
                            يؤكد هذا قول دانيال وهو يفسِّر الحلم: (17هَؤُلاَءِ الْحَيَوَانَاتُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي هِيَ أَرْبَعَةٌ هِيَ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ عَلَى الأَرْضِ. 18أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.) دانيال 7: 17-18
                            ويؤكد ذلك أيضًا قول دانيال عن المملكة الرابعة: (23فَقَالَ: [أَمَّا الْحَيَوَانُ الرَّابِعُ فَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ عَلَى الأَرْضِ مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِ الْمَمَالِكِ فَتَأْكُلُ الأَرْضَ كُلَّهَا وَتَدُوسُهَا وَتَسْحَقُهَا.) دانيال 7: 23
                            (كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.) دانيال 7: 13-14
                            وهو مقارب لقول عيسى u فى المسِّيِّا الذى سيأتى بعده:
                            &Ucirc; (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ)يوحنا 14: 15-17
                            &Ucirc; (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 25بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. 26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.) يوحنا 14: 24-26
                            &Ucirc; (7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 7-10
                            &Ucirc; (12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 12-14
                            &Ucirc; (وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. .. .. .. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
                            &Ucirc; (26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».) يوحنا 15: 26-27
                            وصفات هذا النبى كما وصفه يسوع هى:
                            1) يأتى بعد عيسى u (لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي)
                            2) نبى مرسل من عند الله ، أمين على الوحى (لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ)
                            3) مرسل للعالم كافة (وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ.)
                            4) صادق أمين ، عين الحق وذاتها (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ) (وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ)
                            5) يخبر ويُنبىء عن أمور مستقبلية (وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ)
                            6) ديانته مهيمنة، وتعاليمه شاملة (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ)
                            7) يتعرض دينه وشريعته لكل تفاصيل الحياة (فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ)
                            8) مؤيداً لرسالة عيسى u الحقة ومدافعاً عنه وعن أمه (فَهُوَ يَشْهَدُ لِي)
                            9) ناسخ لما قبله ولا ناسخ له (فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ)
                            10) نبى مثل عيسى u (مُعَزِّياً آخَرَ).
                            11) ناسخاً لدين عيسى وموسى ودينه مهيمنًا على كل الكتب والأديان التى سبقت: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                            إذن فليس عيسى رسول الله ، النبى الخاتم للرسالات والنبوة، ولكنه من أتى بعده، المبعوث للثقلين الإنس والجن ، الرحمة المهداة للعالمين. ولم يكن هو الحجر الذى رفضه البناؤون، بل محمد r الذى جاء من نسل إسماعيل بن إبراهيم u وابن هاجر التى رفضها البناؤون. ولم يكن هو حجر الزاوية أى خاتم النبيين، بدليل قوله: (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 39
                            فمن هو ذلك الآتى بعده باسم الرب؟ إنه نبى تنتظره كل الأمم، لكن هناك من الدجالين الذين سيدَّعون أنهم هم المسٍّيِّا، وهؤلاء قد حذَّرَ منهم: (4فَأَجَابَ يَسُوعُ: «انْظُرُوا لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.) متى 24: 4-5، وتقولها الترجمة اليسوعية والترجمة العربية المشتركة: (فسوف يأتى كثيرٌ من الناس منتحلين اسمى يقولون: «أنا هو المسيح»، ويضلون أناسًا كثيرين.)
                            فالمسيح (المسِّيِّا) لم يكن اسمًا لعيسى u فى يوم من الأيام، ولم نسمع عن إنسان جاء بعده وادعى أنه يسوع، بل كانت المسِّيِّانية هى التى ادعاها أناس من بعده، وهى التهمة التى رماه بها اليهود: (63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ!) متى 26: 63، وكان رد يسوع النفى، وأن هذا ادعاء منهم عليه: (33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟») يوحنا 18: 33-
                            لذلك رأى بيلاطس أنه برىء من هذه التهمة وأراد أن يُطلق سراحه، وقال لهم: (أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً) يوحنا 18: 38، وقال لهم أيضًا: («إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ».) متى 27: 24
                            فلو كان عيسى u آخر رسل الله، لما تنبأ بمجىء رسل كثيرون منتحلين اسم المسِّيِّا نفسه، الذى قال هو عنه: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14، (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 39
                            وإيليا هذا لم يكن يوحنا المعمدان كما يحلو للبعض أن يفهم، فقد نفى المعمدان عنه أيضًا هذه الصفة: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».) يوحنا 1: 19-21
                            وهذا ما فهمه اليهود، لذلك عندما حاولوا إلصاق تهمة (كون يسوع المسِّيِّا) به، وذلك ليعطوا لأنفسهم الحق فى قتله أو رجمه، حتى لا يفتح عليهم الجرح الذى عاشوا عمرهم يداووه، وينكروه، وهو سحب ملكوت الله منهم، واعطائه لأمة تعمل أثماره، من خارج اليهود، لأن الخلاص من اليهود كما قال يسوع فى (يوحنا 4: 22) ، نفاها يسوع عن نفسه بعدة طرق مختلفة:
                            فحاولوا معه أن يقضى بينهم فى مسألة الجزية التى يدفعونها لقيصر: (15حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. 17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ:«لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 15-21
                            وحاول اثنان أن يجعلوه يقسم الميراث بينهما: (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ».) لوقا 12: 13-15
                            وحاولوا إيقاعه مرة ثالثة فقالوا له احكم بكتاب الله على هذه المرأة التى أمسكناها تزنى فى نفس ذات الفعل: (2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» 8ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. 9وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. ) يوحنا 12: 2-9
                            وذلك على الرغم من قوله إنه لم يأت لينفض نقطة واحدة من الناموس: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
                            وتشديده على منع الزنى، حتى أمر المؤمن بإتلاف عينه إذا لم يستطع التحكم فى الغض من البصر: (27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.) متى 5: 27-29
                            بل حاولوا تنصيبه ملكًا والاعتراف به المسِّيِّا رسميًا فرفض: (15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.) يوحنا 6: 19
                            بل نفى عن نفسه أنه المسِّيَّا: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30
                            واتهم اليهود علانية أنهم هم الذين يحرفون كلام الله ، ويحاولون إغلاق ملكوت الله فى وجه إسماعيل، ويدعون الناس بالباطل، ومَن ينضم إليهم فهو قد ضمن النار: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ..... 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!) متى 23: 13-15
                            وأعلنها لهم صراحة أنه لا يمكن لأحد أن يخطف شيئًا من يد الله، أى النبوة التى سرقها يعقوب من أخيه ، فهذا تحريف ، لأنه لا يمكن أن يُغصب الرب على عمل شىء، وأنه بادعائكم زنى الأنبياء وفجورهم، وأنه بقولكم على إسماعيل ابن الخادمة، وليس له الحق فى النبوة وفى ميراث بركة أبيه، فهذا هراء، ويُخالف كتاب الله ومراده، وتعاليمه ، ولن يحول هذا بركة إسماعيل أو يحرمه منها شئتم ذلك أم أبيتم؛ لأنه: (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.) يوحنا 10: 29
                            فالتى رفضتموها وأوهمتم أنفسكم أن من نسلها لن يأتى المسِّيِّا سوف يأتى منها: (قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟) متى 21: 42-44
                            وهم قد رفضوا هاجر وابنها عن تعصب أعمى ذميم وادعوا أنها محرومة من أن يأتى من نسلها النبوة ، على الرغم من دعوة الرب لإسماعيل أنه نسل إبراهيم عليهما السلام (13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ.) تكوين 21: 13
                            وعلى الرغم من وجود أربعة أشخاص من الأسباط الاثنى عشر أبناء خادمتين، أى ثلث أسباطهم أبناء خادمتين ، وهم: (دان) و(نفتالى) ابنا يعقوب من بلهة جارية راحيل ، و(جاد) و(أشير) ابنا يعقوب من زلفة جارية ليئة كانوا من الأسباط الاثنى عشر ذرية يعقوب u: (تكوين 30: 1-13)
                            ثم سألهم عن المسِّيِّا بأسلوب الغائب ، وفى هذا الأسلوب وحده تأكيد أن المسِّيِّا شخص آخر غيره ، قائلاً: (وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
                            وسمَّاه ابن الإنسان، وتنبأ بقرب قدومه: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ) متى 10: 23، وهو هنا بالطبع لا يُشير إلى نفسه، لأنه كان مازال معهم، وتكلم عن ابن الإنسان بصيغة الغائب.
                            حتى إنه أعلنها بأسلوب مختلف قائلاً إن آخر أنبياء الله هو الأصغر فى ملكوت الله وهو الأعظم، وذلك عندما سأله تلاميذه: عن أعظم أنبياء الله؟ فقال الأصغر، أى آخرهم ، أى إنه ليس هو المسِّيَّا، ودليل على ذلك قوله عن إيليَّا (المسِّيَّا) الذى قرب ظهوره: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
                            هل وعيتم كلمته إلى الآن؟ (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.) أى من وقت ظهور المعمدان إلى اليوم يحاول الغاصبون أن يسرقوا الملكوت لأنفسهم، لكن من أراد أن يقبل الملكوت، فهذا هو إيليا القادم قريباً ، هو صاحبه الحقيقى.
                            ولم يجدوا بَدًا من أن يتهموه لدى الحاكم الرومانى أنه (المسِّيَّا) ويجب قتله ، فالمعروف أن المسِّيِّا سيحكم بكتاب الله وينفذ شريعته وسيقضى على الإمبراطورية الرابعة (الإمبراطورية الرومانية)،الأمر الذى نفاه عنه الحاكم الرومانى نفسه بعد محاكمته، وأراد إطلاق سراحه:
                            (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
                            (17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ».) متى 27: 17-19
                            وقد جاء عيسى u ـ آخر أنبياء بنى إسرائيل من أبيه إسحاق ـ يُبشِّر المؤمنين أن ملكوت الله سوف يُنزع من بنى إسحاق وسيعطيه الله لبنى إسماعيل، على الرغم من أن هذا غريب على بعض غير الفقهاء فى الكتاب، وغريب على المعاندين الذين يظنون أنّ الملكوت سوف يدوم لهم ، ونسوا وعد الله لنبيه إبراهيم u ، أنه سيقيم النبوة فى إسحاق وأيضًا فى إسماعيل (تكوين 17: 20 ، وتكوين 21: 17-21، وتثنية 18: 15-20)، فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
                            نعم فالحجر الذى رفضه البناؤون ، وطلبت سارة ألا يرث مع ابنها ، هو قد صار رأس الزاوية: (10أَمَا قَرَأْتُمْ هَذَا الْمَكْتُوبَ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ 11مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!» 12فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الْجَمْعِ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ. فَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.) مرقس 12: 10-12
                            كما أنبأ سفر التكوين عن إزالة ملكوت الله من بنى إسرائيل: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10
                            معنى هذا أن الحكم والسلطة الدينية ستزول يومًا ما من يهوذا (أبِى الشعب الإسرائيلى)، ستزول من بنى إسرائيل ، ولكن عندما يأتى شيلون (من يكون له الأمر) ، وهذا النبى يكون دينه لكافة الأمم ، لليهود وللنصارى ولغيرهم من الأمم (وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ) ، وهو نفس الأمر الذى قاله عيسى u لليهود: (38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
                            يؤكد ذلك أيضًا قول عيسى u أنه لم يُبعث إلا إلى خاصته من بنى إسرائيل ، بل إنه كان يرفض علاج إلا من أُرسِلَ إليهم إلا فى أضيق الحدود وللمؤمنين فقط، على الرغم من أنه نبى للرحمة ، ولكن ليأكد أنه ليس هو المسيح (المسِّيِّا الرئيس): («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24
                            بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى 10: 5-10
                            بل كان هذا مطابقًا لكلام ملاك الرب: الذى حدد فيه أن يسوع قد جاء فقط لبنى إسرائيل ، فقد جاء ليخلِّص شعبه فقط: (21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 21
                            أما المسِّيِّا فهو مرسل للعالم أجمع ويبقى دينه للأبد ، وأما يسوع فقد كان أساس وجوده هو البشارة بملكوت المسِّيِّا القادم بعده: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) لوقا 4: 43
                            وقد كان تذكيره لليهود بقرب انتهاء ملكوت الله فيهم، وأن الأمر سيعطيه الله لمن يستحق ، أثار حافظتهم، ونزع نقاب الكذب من على وجوههم، الأمر الذى أثار اليهود وأرادوا قتله بسببه: (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 45-46
                            ولكنه لم يتنازل عن أداء رسالته ، فواصَلَ رسالته وقال لليهود: إن بيتهم سيترك لهم خرابًا، أى ستُنزع منه النبوة والرسالة، ولن يكون مسئولاً بعد عن إقامة ملكوت الله ، فقد فشلوا فى إقامته، ولن يأتى نبى آخر من بنى إسرائيل، وإنهم لن يروه بعد الآن حتى يأتى صاحب هذا الملكوت: (37«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
                            وأكَّدَ ذلك أيضًا بلعنه لشجرة التين رمز الأمة اليهودية ، التى يبست فى الحال ، ودعائه عليها ألا يكون منها ثمر إلى الأبد، أى لن يأت منها نبى إلى الأبد: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ. 20فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟») متى 21: 18-19
                            وظل الكتبة والفريسيون يعارضونه، حتى قالها لهم صراحة وكشف القناع عن نواياهم السيئة، فقال: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
                            لأنه كما وعد الله نبيه إبراهيم النبوة والبركة لإسحاق، وعده به أيضًا فى إسماعيل: (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ».11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».) تكوين 21: 10-13
                            بل نزل بعد ذلك ملاك الرب يؤكد ذلك بقوله: (17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ.) تكوين 21: 17-19
                            نعم كانوا يتمنون ألا ينتقل الملكوت منهم ، فأشاعوا الشائعات من قديم الزمن: فتارة يجعلون الذبيح ـ سبب البركة والنبوة فى إسماعيل ـ هو إسحاق، وتارة يقولون ليس لإسماعيل الحق فى وراثة هذا الملكوت لأنه ابن الجارية ، على الرغم من وجود نص صريح يعارض أفكارهم وأقوالهم هذه: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ)تثنية 21: 15-17
                            ورغم قولهم هذا لا يكيلون بنفس المكيال على أنفسهم ، فأربعة أشخاص من الأسباط الاثنى عشر أبناء خادمتين كما قلنا من قبل، أى ثلث أسباطهم أبناء خادمتين وهم: (دان) و(نفتالى) ابنا يعقوب من بلهة جارية راحيل ، وكذلك (جاد) و(أشير) ابنا يعقوب من زلفة جارية ليئة كانوا من الأسباط الاثنى عشر ذرية يعقوب.
                            وكذلك جاءت كل الأمثال التى ضربها يسوع لهم عن انتهاء ملكوت الله ، وعن حرية الله فى تحديد من يقيم شرعه ، لذلك عندما أنهى كل أمثاله ، أتى إلى النتيجة المستفادة من كل هذه الأمثال، فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44 ، مرقس 12: 10-12
                            ومن هنا نصل إلى أن ملكوت الله هو الشريعة التى أتت بعد الملكوت الأول أو الدهر الحاضر (كما كان يسميه اليهود) ، ألا وهو الإسلام ، والتى ألغت الشريعة الأولى، والتى جاء به المسِّيِّا، آخر رسل الله وأنبيائه، والذى سيكون دينه ناسخًا لما قبله ، ولا ناسخ له.
                            وأن نسل داود محرومون من الجلوس على كرسى الملك لقول الله: (20[هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنْ نَقَضْتُمْ عَهْدِي مَعَ النَّهَارِ وَعَهْدِي مَعَ اللَّيْلِ حَتَّى لاَ يَكُونَ نَهَارٌ وَلاَ لَيْلٌ فِي وَقْتِهِمَا 21فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضاً مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكاً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ خَادِمِيَّ.) إرميا 33: 20-21
                            ناهيك عن أن الكتاب يُحدد أن أولاد الزنى لا يدخلون فى جماعة الرب:
                            وبما أن داود من نسل يهوذا عن طريق فارص ابن الزنى مع ثامار زوجة ابنه (راعوث 4: 18-22،وتكوين 38: 1-30)، فهو محروم من ميراث الملكوت لقول الرب: (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2
                            ففارص ابن زنى، والجيل (1) بعده هو حصرون، ثم الجيل (2) رام، ثم الجيل (3) عميناداب، ثم الجيل (4) نحشون، ثم الجيل (5) سلمون، ثم الجيل (6) بووعز، ثم الجيل (7) عوبيد، ثم الجيل (8) يسى، ثم الجيل (9) داود. وكلمة حتى الجيل العاشر تعنى للأبد، وقد أوضحت هذا الفقرة التى تلته: (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3
                            وكما قال الكتاب المقدس عن يهوذا بن يعقوب الذى من نسله جاء داود إنه زنى بزوجة أبنائه ثامار: (تكوين الإصحاح 38)، قال أيضًا عن داود أنه زنى بامرأة جاره أوريا ، بل وتخلص منه بمؤامرة خسيسة ضاع فيها جزءاً من جنود جيشه (صموئيل الثانى صح 11).
                            كما أنه من أسلاف يسوع زناة، ومطرودين من رحمة الله، وعلى ذلك فحكمهم القتل أو الرجم:
                            (يهوذا ولد فارص وزارح من ثامار) متى 1: 3 ،
                            وثامار هذه زوجة أبناء يهوذا التى زنى معها (تكوين 38)
                            (وسلمون ولد بوعز من راحاب) متى 1: 5،
                            (راحاب امرأة زانية) يشوع 2: 1-15،
                            (وبوعز ولد عوبيد من راعوث) متى 1: 5،
                            (وراعوث هى راعوث الموابية) راعوث 4: 5
                            (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3 ،
                            (وداود الملك ولد سليمان من التى لأوريا) متى 1: 6 اقرأ قصة زنا داود بامرأة جاره (صموئيل الثانى 11)
                            (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2
                            (وسليمان ولد رحبعام) متى 1: 7 ، اسم أم رحبعام زوجة سليمان نعمة العمونية (ملوك الأول 14: 21 ، (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب ، حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3
                            سليمان كافر عابد للأوثان: (وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءَه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب) ملوك الأول 11: 4 وعقوبة المرتد الرجم حتى الموت (تثنية 13: 6-10)
                            ورأوبين بن يعقوب يزنى بسرية أبيه التى هى فى حكم أمه: (لأنك صعدت على مضجع أبيك حينئذ ودنسته) تكوين 49: 4 وحكمهما هو: (وإذا اضطجع رجل مع امرأة أبيه فقد كشف عورة أبيه، إنهما يقتلان كلاهما، دمهما عليهما)لاويين 20: 11
                            ومن الجدير بالذكر أيضًا أن متَّى ذكر أن من سلسلة نسب يسوع يهوياقيم بن يوشيا (أخبار الأيام الأول 3: 16) الذى كان بين يوشيا ويكنيا (سفر الملوك الثانى 23: 34) (34وَمَلَّكَ فِرْعَوْنُ نَخُو أَلِيَاقِيمَ بْنَ يُوشِيَّا عِوَضاً عَنْ يُوشِيَّا أَبِيهِ، وَغَيَّرَ اسْمَهُ إِلَى يَهُويَاقِيمَ،)
                            فقال متى: (وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.) متى 1: 10-11 ، وذلك لأنهم يعلمون أنه لن يأت من نسل يهوياقيم ، الذى هو من نسل داود أيضًا، شخص يُملَّك على بيت يهوذا: لذلك أيضًا حُذف اسم يهوياقيم من سلسلة نسب يسوع ، بل لم يُذكر فى العهد الجديد بأكمله: (30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً.) إرميا 36: 30
                            وعلى ذلك فقد تعرفت عزيزى القارىء على أن السبب الحقيقى وراء تحريف الكتاب الذى يقدسونه، بل والعقيدة نفسها جنوحهم، ورفضهم التسليم بقول عيسى u الذى أنبأهم بنزع الملكوت منهم، وأنه سوف يذهب لأمة تعمل أثماره.
                            * * *

                            تعليق


                            • #15
                              من هو شعب الله المختار؟:
                              إن وعد الله تعالى بتمكين عباده فى الأرض هو وعد مشروط ومحدد للمؤمنين: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النور
                              وعندما كان بنو إسرائيل يعبدون الله دمَّر فرعون وجنوده من أجلهم: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (5-6) سورة القصص
                              وها هو يشترط على إبراهيم u: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (124) البقرة، أى لا يشمل ولا يعُمُّ عهدى الظالمين.
                              وهو نفس قوله على لسان نبيه موسى u: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (128) سورة الأعراف
                              وهو نفس ما أوحاه لله لنبيه داود u: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (105) سورة الأنبياء
                              والكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص يقر هذه الحكمة الإلهية: (وَهَذِهِ هِيَ الوَصَايَا وَالفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ التِي أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ لِتَعْمَلُوهَا فِي الأَرْضِ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا ... ... 17احْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمْ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ التِي أَوْصَاكُمْ بِهَا. 18وَاعْمَلِ الصَّالِحَ وَالحَسَنَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لِيَكُونَ لكَ خَيْرٌ وَتَدْخُل وَتَمْتَلِكَ الأَرْضَ الجَيِّدَةَ التِي حَلفَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ) تثنية 6: 1 و17-18
                              وقال أيضًا: (11فَاحْفَظِ الوَصَايَا وَالفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ التِي أَنَا أُوصِيكَ اليَوْمَ لِتَعْمَلهَا. 12«وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هَذِهِ الأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا يَحْفَظُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ اللذَيْنِ أَقْسَمَ لآِبَائِكَ 13وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ: قَمْحَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ وَنِتَاجَ بَقَرِكَ وَإِنَاثَ غَنَمِكَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ لآِبَائِكَ أَنَّهُ يُعْطِيكَ إِيَّاهَا. 14مُبَارَكاً تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. لا يَكُونُ عَقِيمٌ وَلا عَاقِرٌ فِيكَ وَلا فِي بَهَائِمِكَ. 15وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُل مَرَضٍ وَكُل أَدْوَاءِ مِصْرَ الرَّدِيئَةِ التِي عَرَفْتَهَا لا يَضَعُهَا عَليْكَ بَل يَجْعَلُهَا عَلى كُلِّ مُبْغِضِيكَ.) تثنية 7: 11-15
                              وها هو الرب يقرر أن العاقبة للمتقين: (4لا تَقُل فِي قَلبِكَ حِينَ يَنْفِيهِمِ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ: لأَجْلِ بِرِّي أَدْخَلنِي الرَّبُّ لأَمْتَلِكَ هَذِهِ الأَرْضَ. وَلأَجْلِ إِثْمِ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكَ. 5ليْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ وَعَدَالةِ قَلبِكَ تَدْخُلُ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَهُمْ بَل لأَجْلِ إِثْمِ أُولئِكَ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ وَلِيَفِيَ بِالكَلامِ الذِي أَقْسَمَ الرَّبُّ عَليْهِ لآِبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ.) تثنية 9: 4-5
                              (19وَإِنْ نَسِيتَ الرَّبَّ إِلهَكَ وَذَهَبْتَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا وَسَجَدْتَ لهَا أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ لا مَحَالةَ.) تثنية 8: 19
                              (8«فَاحْفَظُوا كُل الوَصَايَا التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ لِتَتَشَدَّدُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا 9وَلِتُطِيلُوا الأَيَّامَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكُمْ أَنْ يُعْطِيَهَا لهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ أَرْضٌ تَفِيضُ لبَناً وَعَسَلاً.) تثنية 11: 8-9
                              (16بِمَا أَنِّي أَوْصَيْتُكَ اليَوْمَ أَنْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ لِتَحْيَا وَتَنْمُوَ وَيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. 17فَإِنِ انْصَرَفَ قَلبُكَ وَلمْ تَسْمَعْ بَل غَوَيْتَ وَسَجَدْتَ لآِلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا 18فَإِنِّي أُنْبِئُكُمُ اليَوْمَ أَنَّكُمْ لا مَحَالةَ تَهْلِكُونَ. لا تُطِيلُ الأَيَّامَ عَلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ عَابِرٌ الأُرْدُنَّ لِتَدْخُلهَا وَتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 30: 16-18
                              وأمرهم أن يحفظوا فرائضه وأن يسيروا فى أحكامه، وألا يأثموا مثل الشعوب التى حرمها الله أرضها بآثامهم، وبذلك يميزهم، فالعاقبة للمتقين: (فَتَحْفَظُونَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَجَمِيعَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا لِكَيْ لاَ تَقْذِفَكُمُ الأَرْضُ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لِتَسْكُنُوا فِيهَا. 23وَلاَ تَسْلُكُونَ فِي رُسُومِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. لأَنَّهُمْ قَدْ فَعَلُوا كُلَّ هَذِهِ فَكَرِهْتُهُمْ 24وَقُلْتُ لَكُمْ: تَرِثُونَ أَنْتُمْ أَرْضَهُمْ وَأَنَا أُعْطِيكُمْ إِيَّاهَا لِتَرِثُوهَا أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي مَيَّزَكُمْ مِنَ الشُّعُوبِ. 25فَتُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالنَّجِسَةِ وَبَيْنَ الطُّيُورِ النَّجِسَةِ وَالطَّاهِرَةِ. فَلاَ تُدَنِّسُوا نُفُوسَكُمْ بِالْبَهَائِمِ وَالطُّيُورِ وَلاَ بِكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِمَّا مَيَّزْتُهُ لَكُمْ لِيَكُونَ نَجِساً.) اللاويين 20: 22-25
                              وقال أيضًا: (3وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: [قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ وَتَضَرُّعَكَ الَّذِي تَضَرَّعْتَ بِهِ أَمَامِي. قَدَّسْتُ هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي بَنَيْتَهُ لأَجْلِ وَضْعِ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ. 4وَأَنْتَ إِنْ سَلَكْتَ أَمَامِي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبٍ وَاسْتِقَامَةٍ، وَعَمِلْتَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُكَ وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، 5فَإِنِّي أُقِيمُ كُرْسِيَّ مُلْكِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ كَمَا قُلْتُ لِدَاوُدَ أَبِيكَ: لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ.6إِنْ كُنْتُمْ تَنْقَلِبُونَ أَنْتُمْ أَوْ أَبْنَاؤُكُمْ مِنْ وَرَائِي، وَلاَ تَحْفَظُونَ وَصَايَايَ فَرَائِضِيَ الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ، بَلْ تَذْهَبُونَ وَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا، 7فَإِنِّي أَقْطَعُ إِسْرَائِيلَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاِسْمِي أَنْفِيهِ مِنْ أَمَامِي، وَيَكُونُ إِسْرَائِيلُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ، 8وَهَذَا الْبَيْتُ يَكُونُ عِبْرَةً. كُلُّ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ يَتَعَجَّبُ وَيَصْفُرُ، وَيَقُولُونَ: لِمَاذَا عَمِلَ الرَّبُّ هَكَذَا لِهَذِهِ الأَرْضِ وَلِهَذَا الْبَيْتِ؟ 9فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمُ الَّذِي أَخْرَجَ آبَاءَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا. لِذَلِكَ جَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ كُلَّ هَذَا الشَّرِّ].) ملوك الأول 9: 3-9
                              وعلى هذا فهم سيكونون شعب الله المحبب إلى قلبه والمختار من بين باقى البشر آنذاك بشرط عبادته هو وحده دون شريك له، واتباعهم أحكامه، وتطبيق شرائعه. فهل هم فعلوا ذلك؟ هل هم فعلوا جملة الشرط لينطبق عليهم جوابه؟
                              لا. لقد تركوه وعبدوا العجل ، واتهموا هارون نبيه فى ذلك، وعبدوا البعل، وكل الآلهة الوثنية فى البلاد التى حلوا بها. وقتلوا أنبياءه ورفضوا شرائعه، وحرفوا كتبه، بل أكثر من ذلك حرَّموا على شعبهم أن ينطقوا باسم الله، حتى أنسوهم اسمه عدة مرات.
                              فهم كما قال عنهم موسى u: (24قَدْ كُنْتُمْ تَعْصُونَ الرَّبَّ مُنْذُ يَوْمَ عَرَفْتُكُمْ.) تثنية 9: 24، وسيظل ذلك حالهم.
                              وقال لهم أيضًا: (27لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ اليَوْمَ قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ فَكَمْ بِالحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي) تثنية 31: 27
                              (4فَأَخَذَ ذَلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالْإِزْمِيلِ وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكاً. فَقَالُوا: «هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ!» 5فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحاً أَمَامَهُ وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَداً عِيدٌ لِلرَّبِّ». 6فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. .....) خروج 32: 4-6
                              (11وَأَوْقَدُوا هُنَاكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْتَفَعَاتِ مِثْلَ الأُمَمِ الَّذِينَ سَاقَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ، وَعَمِلُوا أُمُوراً قَبِيحَةً لإِغَاظَةِ الرَّبِّ. 12وَعَبَدُوا الأَصْنَامَ الَّتِي قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ عَنْهَا: [لاَ تَعْمَلُوا هَذَا الأَمْرَ]. 13وَأَشْهَدَ الرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلاً: [ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ وَاحْفَظُوا وَصَايَايَ فَرَائِضِي حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَالَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ]. 14فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ كَأَقْفِيَةِ آبَائِهِمِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالرَّبِّ إِلَهِهِمْ. 15وَرَفَضُوا فَرَائِضَهُ وَعَهْدَهُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ وَشَهَادَاتِهِ الَّتِي شَهِدَ بِهَا عَلَيْهِمْ، وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ، وَصَارُوا بَاطِلاً وَرَاءَ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ، الَّذِينَ أَمَرَهُمُ الرَّبُّ أَنْ لاَ يَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ. 16وَتَرَكُوا جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِهِمْ وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ مَسْبُوكَاتٍ عِجْلَيْنِ، وَعَمِلُوا سَوَارِيَ وَسَجَدُوا لِجَمِيعِ جُنْدِ السَّمَاءِ، وَعَبَدُوا الْبَعْلَ. 17وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي النَّارِ، وَعَرَفُوا عِرَافَةً وَتَفَاءَلُوا، وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. 18فَغَضِبَ الرَّبُّ جِدّاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَنَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ. 19وَيَهُوذَا أَيْضاً لَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلَهِهِمْ بَلْ سَلَكُوا فِي فَرَائِضِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي عَمِلُوهَا. 20فَرَذَلَ الرَّبُّ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ، وَأَذَلَّهُمْ وَدَفَعَهُمْ لِيَدِ نَاهِبِينَ حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ) ملوك الثانى 17: 11-20
                              (10فقالَ الرّبُّ ليَشوعَ: ((قُم، لماذا تَنحَني حتى الأرضِ؟ 11خطئَ بَنو إِسرائيلَ وخالَفوا عَهدي وما أمَرتُهُم بهِ فأخذوا مِمَّا حَرَّمتُهُ علَيهم: سرَقوا وخبَّأوا ما سرَقوهُ بَينَ أمتِعَتِهِم، 12فما قَدِرَ بَنو إِسرائيلَ أنْ يَثبُتوا أمامَ أعدائِهِم، بلِ اَنهَزَموا مِنْ أمامِهِم لأنَّهُم صاروا مَلعونينَ مِنَ الرّبِّ، فلن أكونَ معَكُم ثانيةً ما لم تُزيلوا الحَرامَ مِنْ بَينِكُم) يشوع 7: 10- 12 الترجمة العربية المشتركة
                              وها هو إيليا يشهد على زيغهم عن طريق الله: (... وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: [مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟] 10فَقَالَ: [قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا].) ملوك الأول 19: 9-10
                              وها هو إشعياء يشهد على زيغهم عن طريق الله: (14لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ يَا رِجَالَ الْهُزْءِ وُلاَةَ هَذَا الشَّعْبِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. 15لأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: «قَدْ عَقَدْنَا عَهْداً مَعَ الْمَوْتِ وَصَنَعْنَا مِيثَاقاً مَعَ الْهَاوِيَةِ. السَّوْطُ الْجَارِفُ إِذَا عَبَرَ لاَ يَأْتِينَا لأَنَّنَا جَعَلْنَا الْكَذِبَ مَلْجَأَنَا وَبِالْغِشِّ اسْتَتَرْنَا) إشعياء 28: 14-15
                              (14لِذَلِكَ هَئَنَذَا أَعُودُ أَصْنَعُ بِهَذَا الشَّعْبِ عَجَباً وَعَجِيباً فَتَبِيدُ حِكْمَةُ حُكَمَائِهِ وَيَخْتَفِي فَهْمُ فُهَمَائِهِ». 15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 14-16
                              (9لأَنَّهُ شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ أَوْلاَدٌ كَذَبَةٌ أَوْلاَدٌ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا شَرِيعَةَ الرَّبِّ. 10الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: «لاَ تَرُوا» وَلِلنَّاظِرِينَ: «لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ. 11حِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ. مِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ. اعْزِلُوا مِنْ أَمَامِنَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ». 12لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمْ هَذَا الْقَوْلَ وَتَوَكَّلْتُمْ عَلَى الظُّلْمِ وَالاِعْوِجَاجِ وَاسْتَنَدْتُمْ عَلَيْهِمَا 13لِذَلِكَ يَكُونُ لَكُمْ هَذَا الإِثْمُ كَصَدْعٍ مُنْقَضٍّ نَاتِئٍ فِي جِدَارٍ مُرْتَفِعٍ يَأْتِي هَدُّهُ بَغْتَةً فِي لَحْظَةٍ. 14وَيُكْسَرُ كَكَسْرِ إِنَاءِ الْخَزَّافِينَ مَسْحُوقاً بِلاَ شَفَقَةٍ حَتَّى لاَ يُوجَدُ فِي مَسْحُوقِهِ شَقْفَةٌ لأَخْذِ نَارٍ مِنَ الْمَوْقَدَةِ أَوْ لِغَرْفِ مَاءٍ مِنَ الْجُبِّ».) إشعياء 30: 9-14
                              (2بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. 3لأَنَّ أَيْدِيكُمْ قَدْ تَنَجَّسَتْ بِالدَّمِ وَأَصَابِعَكُمْ بِالإِثْمِ. شِفَاهُكُمْ تَكَلَّمَتْ بِالْكَذِبِ وَلِسَانُكُمْ يَلْهَجُ بِالشَّرِّ. 4لَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِالْعَدْلِ وَلَيْسَ مَنْ يُحَاكِمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ. قَدْ حَبِلُوا بِتَعَبٍ وَوَلَدُوا إِثْماً. ... أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ وَفِعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ. 7أَرْجُلُهُمْ إِلَى الشَّرِّ تَجْرِي وَتُسْرِعُ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ الزَّكِيِّ. أَفْكَارُهُمْ أَفْكَارُ إِثْمٍ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. 8طَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدْلٌ. جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ سُبُلاً مُعَوَّجَةً. كُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لاَ يَعْرِفُ سَلاَماً. 9مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ابْتَعَدَ الْحَقُّ عَنَّا وَلَمْ يُدْرِكْنَا الْعَدْلُ. نَنْتَظِرُ نُوراً فَإِذَا ظَلاَمٌ. ضِيَاءً فَنَسِيرُ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ. ... 12لأَنَّ مَعَاصِيَنَا كَثُرَتْ أَمَامَكَ وَخَطَايَانَا تَشْهَدُ عَلَيْنَا لأَنَّ مَعَاصِيَنَا مَعَنَا وَآثَامَنَا نَعْرِفُهَا. 13تَعَدَّيْنَا وَكَذِبْنَا عَلَى الرَّبِّ وَحِدْنَا مِنْ وَرَاءِ إِلَهِنَا. تَكَلَّمْنَا بِالظُّلْمِ وَالْمَعْصِيَةِ. حَبِلْنَا وَلَهَجْنَا مِنَ الْقَلْبِ بِكَلاَمِ الْكَذِبِ. 14وَقَدِ ارْتَدَّ الْحَقُّ إِلَى الْوَرَاءِ وَالْعَدْلُ يَقِفُ بَعِيداً. لأَنَّ الصِّدْقَ سَقَطَ فِي الشَّارِعِ وَالاِسْتِقَامَةَ لاَ تَسْتَطِيعُ الدُّخُولَ.) إشعياء 59: 1-14
                              وقال الرب لبنى إسرائيل على لسان إرمياء: (8اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلُ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي وَالرُّعَاةُ عَصُوا عَلَيَّ وَالأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْلٍ وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لاَ يَنْفَعُ. 9[لِذَلِكَ أُخَاصِمُكُمْ بَعْدُ يَقُولُ الرَّبُّ وَبَنِي بَنِيكُمْ أُخَاصِمُ.) إرمياء 2: 8-9
                              وقال أيضًا: (4مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَأَنْكَرُوا هَذَا الْمَوْضِعَ وَبَخَّرُوا فِيهِ لِآلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ يَعْرِفُوهَا هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ وَلاَ مُلُوكُ يَهُوذَا وَمَلَأُوا هَذَا الْمَوْضِعَ مِنْ دَمِ الأَزْكِيَاءِ 5وَبَنُوا مُرْتَفَعَاتٍ لِلْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا أَوْلاَدَهُمْ بِالنَّارِ مُحْرَقَاتٍ لِلْبَعْلِ الَّذِي لَمْ أُوصِ وَلاَ تَكَلَّمْتُ بِهِ وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي. 6لِذَلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَلاَ يُدْعَى بَعْدُ هَذَا الْمَوْضِعُ تُوفَةَ وَلاَ وَادِي ابْنِ هِنُّومَ بَلْ وَادِي الْقَتْلِ. 7وَأَنْقُضُ مَشُورَةَ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَأَجْعَلُهُمْ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ وَبِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ وَأَجْعَلُ جُثَثَهُمْ أَكْلاً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَلِوُحُوشِ الأَرْضِ. 8وَأَجْعَلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ لِلدَّهَشِ وَالصَّفِيرِ. ... 9وَأُطْعِمُهُمْ لَحْمَ بَنِيهِمْ وَلَحْمَ بَنَاتِهِمْ فَيَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ صَاحِبِهِ فِي الْحِصَارِ وَالضِّيقِ ... 11وَتَقُولُ لَهُمْ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هَكَذَا أَكْسِرُ هَذَا الشَّعْبَ وَهَذِهِ الْمَدِينَةَ كَمَا يُكْسَرُ وِعَاءُ الْفَخَّارِيِّ بِحَيْثُ لاَ يُمْكِنُ جَبْرُهُ بَعْدُ وَفِي تُوفَةَ يُدْفَنُونَ حَتَّى لاَ يَكُونَ مَوْضِعٌ لِلدَّفْنِ. 12هَكَذَا أَصْنَعُ لِهَذَا الْمَوْضِعِ يَقُولُ الرَّبُّ وَلِسُكَّانِهِ وَأَجْعَلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ مِثْلَ تُوفَةَ. 13وَتَكُونُ بُيُوتُ أُورُشَلِيمَ وَبُيُوتُ مُلُوكِ يَهُوذَا كَمَوْضِعِ تُوفَةَ نَجِسَةً كُلُّ الْبُيُوتِ الَّتِي بَخَّرُوا عَلَى سُطُوحِهَا لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ وَسَكَبُوا سَكَائِبَ لِآلِهَةٍ أُخْرَى]. ... 15[هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا جَالِبٌ عَلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَعَلَى كُلِّ قُرَاهَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَيْهَا لأَنَّهُمْ صَلَّبُوا رِقَابَهُمْ فَلَمْ يَسْمَعُوا لِكَلاَمِي].) إرمياء 19: 4-15
                              ويقول الرب على لسان حزقيال: (3وَقُلْ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَيَّتُهَا الْمَدِينَةُ السَّافِكَةُ الدَّمِ فِي وَسَطِهَا لِيَأْتِيَ وَقْتُهَا, الصَّانِعَةُ أَصْنَاماً لِنَفْسِهَا لِتَتَنَجَّسَ بِهَا, 4قَدْ أَثِمْتِ بِدَمِكِ الَّذِي سَفَكْتِ, وَنَجَّسْتِ نَفْسَكِ بِأَصْنَامِكِ الَّتِي عَمِلْتِ, وَقَرَّبْتِ أَيَّامَكِ وَبَلَغْتِ سِنِيكِ. فَلِذَلِكَ جَعَلْتُكِ عَاراً لِلأُمَمِ وَسُخْرَةً لِجَمِيعِ الأَرَاضِي. 5الْقَرِيبَةُ إِلَيْكِ وَالْبَعِيدَةُ عَنْكِ يَسْخَرُونَ مِنْكِ, يَا نَجِسَةَ الاِسْمِ يَا كَثِيرَةَ الشَّغَبِ. ..... 7فِيكِ أَهَانُوا أَباً وَأُمّاً. فِي وَسَطِكِ عَامَلُوا الْغَرِيبَ بِـالظُّلْمِ. فِيكِ اضْطَهَدُوا الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ. 8ازْدَرَيْتِ أَقْدَاسِي وَنَجَّسْتِ سُبُوتِي. 9كَـانَ فِيكِ أُنَاسٌوُشَاةٌ لِسَفْكِ الدَّمِ, وَفِيكِ أَكَلُوا عَلَى الْجِبَالِ. فِي وَسَطِكِ عَمِلُوا رَذِيلَةً. 10فِيكِ كَشَفَ الإِنْسَانُ عَوْرَةَ أَبِيهِ. فِيكِ أَذَلُّوا الْمُتَنَجِّسَةَ بِطَمْثِهَا. 11إِنْسَانٌ فَعَلَ الرِّجْسَ بِـامْرَأَةِ قَرِيبِهِ. إِنْسَانٌنَجَّسَ كَنَّتَهُ بِرَذِيلَةٍ. إِنْسَانٌ أَذَلَّ فِيكِ أُخْتَهُ بِنْتَ أَبِيهِ. 12فِيكِ أَخَذُوا الرَّشْوَةَ لِسَفْكِ الدَّمِ. أَخَذْتِ الرِّبَا وَالْمُرَابَحَةَ وَسَلَبْتِ أَقْرِبَاءَكِ بِـالظُّلْمِ, وَنَسِيتِنِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. ... 15وَأُبَدِّدُكِ بَيْنَ الأُمَمِ, وَأُذَرِّيكِ فِي الأَرَاضِي, وَأُزِيلُ نَجَاسَتَكِ مِنْكِ. 16وَتَتَدَنَّسِينَ بِنَفْسِكِ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ, وَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ].) حزقيال 2: 3-16
                              وقال دانيال: (6وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ بِـاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. .... 10وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ.) دانيال 9: 6-11
                              وقال هوشع: (1اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِنَّ لِلرَّبِّ مُحَاكَمَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ لأَنَّهُ لاَ أَمَانَةَ وَلاَ إِحْسَانَ وَلاَ مَعْرِفَةَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ. 2لَعْنٌ وَكَذِبٌ وَقَتْلٌ وَسِرْقَةٌ وَفِسْقٌ. يَعْتَنِفُونَ وَدِمَاءٌ تَلْحَقُ دِمَاءً. 3لِذَلِكَ تَنُوحُ الأَرْضُ وَيَذْبُلُ كُلُّ مَنْ يَسْكُنُ فِيهَا مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ وَأَسْمَاكِ الْبَحْرِ أَيْضاً تَنْتَزِعُ. 4«وَلَكِنْ لاَ يُحَاكِمْ أَحَدٌ وَلاَ يُعَاتِبْ أَحَدٌ. وَشَعْبُكَ كَمَنْ يُخَاصِمُ كَاهِناً. 5فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضاً النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ. 6قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلَهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضاً بَنِيكَ.) هوشع 4: 1-6
                              وقال عاموس: (4هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللَّهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا.) عاموس 2: 4
                              وقال ميخا: (9اِسْمَعُوا هَذَا يَا رُؤَسَاءَ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَقُضَاةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَكْرَهُونَ الْحَقَّ وَيُعَوِّجُونَ كُلَّ مُسْتَقِيمٍ. 10الَّذِينَ يَبْنُونَ صِهْيَوْنَ بِـالدِّمَاءِ وَأُورُشَلِيمَ بِـالظُّلْمِ. 11رُؤَسَاؤُهَا يَقْضُونَ بِـالرَّشْوَةِ وَكَهَنَتُهَا يُعَلِّمُونَ بِـالأُجْرَةِ وَأَنْبِيَاؤُهَا يَعْرِفُونَ بِـالْفِضَّةِ وَهُمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَلَيْسَ الرَّبُّ فِي وَسَطِنَا؟ لاَ يَأْتِي عَلَيْنَا شَرٌّ!» 12لِذَلِكَ بِسَبَبِكُمْ تُفْلَحُ صِهْيَوْنُ كَحَقْلٍ وَتَصِيرُ أُورُشَلِيمُ خِرَباً وَجَبَلُ الْبَيْتِ شَوَامِخَ وَعْرٍ.) ميخا 3: 9-11
                              وقال صفنيا: (1وَيْلٌ لِلْمُتَمَرِّدَةِ الْمُنَجَّسَةِ, الْمَدِينَةِ الْجَائِرَةِ. 2لَمْ تَسْمَعِ الصَّوْتَ. لَمْ تَقْبَلِ التَّأْدِيبَ. لَمْ تَتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ. لَمْ تَتَقَرَّبْ إِلَى إِلَهِهَا. 3رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا أُسُودٌ زَائِرَةٌ. قُضَاتُهَا ذِئَابُ مَسَاءٍ لاَ يُبْقُونَ شَيْئاً إِلَى الصَّبَاحِ. 4أَنْبِيَاؤُهَا مُتَفَاخِرُونَ, أَهْلُ غُدْرَاتٍ. كَهَنَتُهَا نَجَّسُوا الْقُدْسَ. خَالَفُوا الشَّرِيعَةَ.) صفنيا 3: 1-4
                              وقال زكريا: (9[هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: اقْضُوا قَضَاءَ الْحَقِّ وَاعْمَلُوا إِحْسَاناً وَرَحْمَةً كُلُّ إِنْسَانٍ مَعَ أَخِيهِ. 10وَلاَ تَظْلِمُوا الأَرْمَلَةَ وَلاَ الْيَتِيمَ وَلاَ الْغَرِيبَ وَلاَ الْفَقِيرَ وَلاَ يُفَكِّرْ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَرّاً عَلَى أَخِيهِ فِي قَلْبِهِ. 11فَأَبُوا أَنْ يُصْغُوا وَأَعْطُوا كَتِفاً مُعَانِدَةً وَثَقَّلُوا آذَانَهُمْ عَنِ السَّمْعِ. 12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ. 13فَكَانَ كَمَا نَادَى هُوَ فَلَمْ يَسْمَعُوا كَذَلِكَ يُنَادُونَ هُمْ فَلاَ أَسْمَعُ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.) زكريا 7: 9-13
                              وقال ملاخى: (8أَمَّا أَنْتُمْ فَحِدْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ وَأَعْثَرْتُمْ كَثِيرِينَ بِالشَّرِيعَةِ. أَفْسَدْتُمْ عَهْدَ لاَوِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 9فَأَنَا أَيْضاً صَيَّرْتُكُمْ مُحْتَقَرِينَ وَدَنِيئِينَ عِنْدَ كُلِّ الشَّعْبِ كَمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَحْفَظُوا طُرُقِي بَلْ حَابَيْتُمْ فِي الشَّرِيعَةِ]. .... 11غَدَرَ يَهُوذَا وَعُمِلَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ وَفِي أُورُشَلِيمَ. لأَنَّ يَهُوذَا قَدْ نَجَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ الَّذِي أَحَبَّهُ وَتَزَوَّجَ بِنْتَ إِلَهٍ غَرِيبٍ. 12يَقْطَعُ الرَّبُّ الرَّجُلَ الَّذِي يَفْعَلُ هَذَا السَّاهِرَ وَالْمُجِيبَ مِنْ خِيَامِ يَعْقُوبَ وَمَنْ يُقَرِّبُ تَقْدِمَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ. ... 17لَقَدْ أَتْعَبْتُمُ الرَّبَّ بِكَلاَمِكُمْ. وَقُلْتُمْ: [بِمَ أَتْعَبْنَاهُ؟] بِقَوْلِكُمْ: [كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الشَّرَّ فَهُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَهُوَ يُسَرُّ بِهِمْ]. أَوْ: [أَيْنَ إِلَهُ الْعَدْلِ؟].) ملاخى 2: 8-17
                              وشهد عليهم عيسى u بما أوحى إليه أنهم أشرار مثل آبائهم، وأنهم سائرون على ضلال من سبقهم: (31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 31-33
                              وقال الله تعالى فى كتابه المكنون: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (78) سورة المائدة
                              فهل الكذَّابون، المنافقون، الكافرون، المعادون لله وحدوده، المحرفون لكتابه، القاتلون لأنبيائه، هم أحباب الله وشعبه المختار؟ فما الفرق بينهم وبين الشياطين؟ فهل يقول عاقل أن يكون الشيطان من أحباب الله؟ إن الشياطين أحباب لأوليائهم! فأى منزلة تنزولونها إلهكم؟
                              وكيف يدعون أن الرب غير صادق أو مُجبر على اعطائهم هذه الأرض دون تنفيذهم للشرط؟
                              إنهم يؤمنون أنهم أعداء الله! وأن الله رفضهم شعبًا ونسلاً بما كفروا وبما عصوا:
                              {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} (17) سورة سبأ
                              {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} (49) سورة الأنعام
                              {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ} (162) سورة الأعراف
                              {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} (165) سورة الأعراف
                              {الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ} (88) سورة النحل
                              {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (17) سورة فصلت
                              وكيف يكونون شعب الله المختار وهم يعبدون غيره ولا يعرفون اسمه؟
                              لقد جاء كل نبى وعرف قومه باسم الله، حتى جاء عيسى u وعرفهم باسم الله وذكرهم به مرات ومرات، فقال: (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ.) يوحنا 17: 6
                              وقال: (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».) يوحنا 17: 25-26
                              وكما قلت من قبل إن الإظهار لا يكون إلا من بعد إخفاء، وأن التعريف لا يكون إلا من بعد جهل أو تجهيل.
                              يقول الرب عن شعبه المختار أنهم هم الذين يعرفون اسمه. فإذا كانوا قد ضيعوا اسم الله فكيف يكونون شعبه؟ (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي.) أشعياء 52: 6
                              كيف يكونون شعب الله المختار وهم يُخْفُون اسمه حتى بعد أن عرفوا من سفر دانيال الذى عثروا عليه كاملاً بالآرامية فى وثائق قمران؟
                              وكيف يكونون شعب الله المختار وهم عبدوا البعل، وأنسوا المؤمنين منهم اسمه؟
                              (25قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ. 26حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ! 27الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ.) إرمياء 23: 25-27
                              وكيف يكون المسيحيون شعب الله المختار وهم يُشبِّهون الرب بالخروف والصفات التى يستنكفونها على أنفسهم، ويرفضون أن تُقال على قساوستهم وآبائهم؟ (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ،وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ»)رؤيا يوحنا 17: 14
                              كيف يكونون شعب الله المختار وهم يعبدون إلهًا حكموا عليه باللعنة؟ (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                              لقد نسوا الله (إرمياء 18: 15)، ووصفهم أنهم شعب أحمق (إرمياء 4: 22)، وتوعَّد بإبادتهم (إرمياء 15: 7)، وأنه سيتركهم لا محالة بأعمالهم الشريرة (2يَا لَيْتَ لِي فِي الْبَرِّيَّةِ مَبِيتَ مُسَافِرِينَ فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَنْطَلِقَ مِنْ عِنْدِهِمْ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً زُنَاةٌ جَمَاعَةُ خَائِنِينَ.) إرمياء 9: 2
                              ألم يتعهد الرب برفعة من عرف اسمه وتخليصه وإشباعه؟ (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
                              فبنو إسرائيل والمسيحيون وكل من يؤمن بقداسة كتابكم وأنه كتاب أُوحى به من عند الله غير داخلين فى هذا الوعد!! ولن يدخل فى هذا الوعد إلا المسلمون الذين عرفوا اسم الله، وعبدوه وحده، واتبعوا شريعته، وآمنوا بملائكته، وكتبه التى أنزلت من عنده ، وبَجَّلوا كل أنبيائه ورسله. لأن اسمه ليس يهوه ، وليس إلوهيم، وليس أدوناى، وليس زيوس. إنه هو «الله»: فقد عرَّف موسى u باسمه قائلاً: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (14) سورة طـه
                              ولكن أبت الصهيونية والتعصُّب اليهودى أن يكون وعد الله مشروطًا، فادعوا أن الرب أعطاهم الأرض بلا شرط ولا قيد: فيثبت الرب مملكة داود إلى الأبد لأنه بنى بيتًا لاسمه، هكذا دون شرط أو قيد، حتى لو عبد ابنه سليمان الأصنام بعدها!! (هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ.) صموئيل الثانى 7: 13
                              ولكن من قراءتك لنصوص الكتاب تعلم جيدًا أن كلمة ”إلى الأبد“ مشروطة بعبادة الله وحده ، وطاعته فى أوامره ونواهيه، فلو فعل العبد ما اشترطه الرب عليه، نال رضاه ، وما وعده به، وإلا فلا يستحقها: (13فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «قَدِ انْحَمَقْتَ! لَمْ تَحْفَظْ وَصِيَّةَ الرَّبِّ إِلَهِكَ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا, لأَنَّهُ الآنَ كَانَ الرَّبُّ قَدْ ثَبَّتَ مَمْلَكَتَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. 14وَأَمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتُكَ لاَ تَقُومُ. قَدِ انْتَخَبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ, وَأَمَرَهُ الرَّبُّ أَنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ. لأَنَّكَ لَمْ تَحْفَظْ مَا أَمَرَكَ بِهِ الرَّبُّ».) صموئيل الأول 13: 13
                              نؤكد ذلك بأمثلة أخرى:
                              لقد قضى الرب أن يسير بيت هارون وعالى أمامه إلى الأبد: (30لِذَلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي قُلْتُ إِنَّ بَيْتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ يَسِيرُونَ أَمَامِي إِلَى الأَبَدِ.) صموئيل الأول 2: 30
                              وبسبب معصيتهم نسخ الرب كلامه قائلاً: (وَالآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: حَاشَا لِي! فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي, وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ. 31هُوَذَا تَأْتِي أَيَّامٌ أَقْطَعُ فِيهَا ذِرَاعَكَ وَذِرَاعَ بَيْتِ أَبِيكَ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ. 32وَتَرَى ضِيقَ الْمَسْكَنِ فِي كُلِّ مَا يُحْسَنُ بِهِ إِلَى إِسْرَائِيلَ, وَلاَ يَكُونُ شَيْخٌ فِي بَيْتِكَ كُلَّ الأَيَّامِ) صموئيل الأول 2: 31-32
                              بل وأقسم الرب أن يقضى على بيت عالى كله: (12فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ عَلَى عَالِي كُلَّ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى بَيْتِهِ. أَبْتَدِئُ وَأُكَمِّلُ. 13وَقَدْ أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّي أَقْضِي عَلَى بَيْتِهِ إِلَى الأَبَدِ مِنْ أَجْلِ الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أَنَّ بَنِيهِ قَدْ أَوْجَبُوا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ, وَلَمْ يَرْدَعْهُمْ. 14وَلِذَلِكَ أَقْسَمْتُ لِبَيْتِ عَالِي أَنَّهُ لاَ يُكَفَّرُ عَنْ شَرِّ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ بِتَقْدِمَةٍ إِلَى الأَبَدِ».) صموئيل الأول 3: 12-14
                              وقد سحب الرب كلامه مرة أخرى ، ففى الحقيقة لم يحدث هذا لا لسلالة “هارون” ولا لسلالة “عالى” فقد كان ابنا عالى كهنة من بعده: (وَكَانَ هُنَاكَ ابْنَا عَالِي: حُفْنِي وَفِينَحَاسُ, كَاهِنَا الرَّبِّ.) صموئيل الأول 1: 3 ، (وَكَانَ هُنَاكَ ابْنَا عَالِي حُفْنِي وَفِينَحَاسُ مَعَ تَابُوتِ عَهْدِ اللَّهِ.) صموئيل الأول 4: 4 واستمر حفيده أخيا بن أخيطوب الذى طلب منه شاول أن يقدم تابوت الله (18فَقَالَ شَاوُلُ لأَخِيَّا: «قَدِّمْ تَابُوتَ اللَّهِ». (لأَنَّ تَابُوتَ اللَّهِ كَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ).) صموئيل الأول 14: 18.
                              ومع ذلك استمرت الكهانة فى نسله حتى الجيل الخامس على الأقل من القضاة. فقد تولى بعد عالى ابنه حفنى (صموئيل الأول 1: 3)، وابنه فينحاس (صموئيل الأول 1: 3) ثم إيخابود بن فينحاس (صموئيل الأول 14: 3)، ثم أخيا بن أخيطوب بن فينحاس بن عالى (صموئيل الأول 14: 3 و 18) ثم أخيمالك بن أخيطوب بن فينحاس بن عالى (صموئيل الأول 22: 11 و18 و20) ، ثم أبياثار بن أخيمالك بن أخيطوب بن فينحاس بن عالى (صموئيل الأول 22: 23 ، 30: 7) ، ثم أخيمالك بن أبياثار بن أخيمالك بن أخيطوب بن فينحاس بن عالى (صموئيل الثانى 8: 17) ، وكذلك كان صادوق بن أبياثار بن أخيمالك بن أخيطوب بن فينحاس بن عالى (صموئيل الثانى 8: 17) ، وكذلك كان يوناثان بن أبياثار بن أخيمالك بن أخيطوب بن فينحاس بن عالى (صموئيل الثانى 15: 27، 28، 36)

                              {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (128) سورة الأعراف
                              * * *

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              22 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 3 أسابيع
                              ردود 0
                              24 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 مار, 2024, 05:43 م
                              ردود 0
                              56 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 5 مار, 2024, 10:20 ص
                              ردود 3
                              44 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
                              ردود 0
                              15 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              يعمل...
                              X