قريبا: فيلم "آغورا" Agora عن تدمير المسيحية للحضارة الرومانية و انتشارها بالسيف

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Ahmed_Negm اكتشف المزيد حول Ahmed_Negm
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قريبا: فيلم "آغورا" Agora عن تدمير المسيحية للحضارة الرومانية و انتشارها بالسيف

    آغورا (فيلم)

    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

    آغورا
    Agora
    Alexandria, Egypt. 391 A.D. The World Changed Forever

    إخراج أليخاندرو آمينابار
    الكاتب ميتيو جيل.
    بطولة رايتشل وايز
    ماكس مينغيلا
    أوسكار إيزاك
    أشرف برهوم
    مايكل لونزدل
    روبيرت إيفانز
    إنتاج فرناندو بوفايرا

    تاريخ الإصدار 18 ديسمبر 2009
    مدة العرض 85 دقيقة.
    البلد الولايات المتحدة، إسبانيا



    آغورا (بالإنكليزية: Agora) فيلم دراما تاريخية من إنتاج العام 2009 ومن إخراج المخرج التشيلي الإسباني أليخاندرو آمينابار والذي شارك في كتابته إضافة إلى ميتيو جيل. الفيلم من بطولة رايتشل وايز وماكس مينغيلا. تم عرضه خارج المسابقة الرسمية لدورة 2009 لمهرجان كان السينمائي،[1] كما سيعرض في صالات السينما في 18 ديسمبر 2009.[2]

    الفيلم جرى تصوير مشاهد منه في مدينا، مالطا حيث شيدت ديكورات تمثل مدينة الإسكندرية القديمة بفنارها ومكتبتها. وهو من إنتاج فرناندو بوفايرا ومن توزيع فوكس فيتشرز.

    * 1 القصة
    * 2 الممثلون
    * 3 مصادر
    * 4 انظر أيضا
    * 5 وصلات خارجية

    القصة

    تدور أحداث الفيلم في العام 391 ميلادية حيث يروي قصة عالمة الفلك والرياضيات والفيلسوفة "هيباتيا السكندرية" والتي اعتبرت "أما روحية" للعلوم الطبيعية الحديثة، ورمزا للحكمة (تقوم بالدور رايتشل وايز) وعلاقتها بشخصية متخيلة وهي "أوريستوس" الذي يصبح الحاكم الفعلي للمدينة والذي يقف بجوار هيباتيا مدافعا عنها حتى يستسلم في النهاية، وتبدو بينهما علاقة عاطفية واضحة. كذلك عبد هيباتيا "دافوس" (مينغيلا) الذي يتحول تدريجيا إلى المسيحية والذي تقوم هيباتيا بعتقه ثم ينضم إلى جماعة متطرفة، كما أن أساس موضوع الفيلم يتناول فترة القرن الرابع الميلادي ومدى التطرف الديني الذي عاشته المدينة حين أصبحت المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية والذي شمل اقتحام المعابد الإغريقية والرومانية واقتحام مكتبة الإسكندرية من قبل الجماعات المتطرفة ذات الهوس الديني كما أظهرها الفيلم، حيث قامت بهدم التماثيل وتحطيم الرموز الفنية وحرق الأبحاث العلمية والوثائق والخرائط بدعو انتمائها للتراث الوثني.

    كما صور الفيلم دعوات أحد الأساقفة "سيرل" بضرورة التنكيل والفتك باليهود المقيمين في الإسكندرية ونهب ممتلكاتهم وقتلهم، كذلك دعوة الأسقف لمنع عمل النساء، وضرورة عودة المرأة وبقائها في المنزل وحظر عملها بالتدريس أو الفكر وعدم الاستماع إليها، بل والتحريض على قتل هيباتيا كونها وثنية وكونها "ساحرة" ابتكرت نظريات علمية لن تعرفها البشرية إلا بعد 12 قرناً على يد يوهانس كيبلر[3]، ولا تؤمن بالديانة الجديدة، وذلك بالرغم من كونها تدافع عن حق أي كان في الإيمان بما يشاء.

    ينتهي الفيلم بالقبض على هيباتيا وتجريدها من ملابسها استعدادا لحرقها في الساحة، ورغم أن كتب التاريخ تذكر أن هيباتيا قتلت بوحشية وتم التمثيل بجثتها من تمزيق للجسد وحرق للأشلاء، إلا أن الفيلم لا يصور النهاية الحقيقية تلك، حيث يصور مشهد نهاية الفيلم قيام عبدها السابق دافوس بحضنها بقوة ثم خنقها، مجنبا اياها مصيرها البشع المحتوم.[4]

    الممثلون

    * رايتشل وايز في دور هيباتيا السكندرية.
    * ماكس مينغيلا في دور دافوس العبد.
    * أوسكار إيزاك
    * أشرف برهوم
    * مايكل لونسدال
    * روبرت إيفانز

    مصادر

    1. ^ Festival de Cannes: Agora. festival-cannes.com. وُصِل لهذا المسار في 2009-05-17.
    2. ^ Agora - Release Dates
    3. ^ «آغورا» التعصب الأعمى إذ يقود الجموع ويدمر الفكر والعالم - جريدة الحياة - تاريخ النشر 18 مايو-2009 - تاريخ الوصول 19 مايو-2009
    4. ^ ثنائية التعصب الديني والتسلط السياسي في مهرجان كان - بي بي سي العربية - تاريخ النشر 18 مايو-2009 - تاريخ الوصول 19 مايو-2009


    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%...D9%84%D9%85%29

  • #2
    الموقع الرسمى للفيلم:

    http://agorathemovie.com/

    تعليق


    • #3
      رعب المنصرين فى مراحيضهم الفكرية من الحقائق الثابتة التى سيعرضها هذا الفيلم:


      حسنا هذا الفيلم يدافع عن التسامح بمهاجمة باباواتنا ثؤقيلس و كيرلس عمود الدين كما ان تللر الفيلم فيه مشهد لأقتحام مسيحيين لمعبد وثنى و اعتقد انه يتحدث عن تدمير معبدالسيرابيوم ايام البابا ثيؤفيلس و لا اعتقد انه اخذ التفاصيل من كتاب منسى يوحنا ان تأثير الفيلم سيكون مثل عزازيل و ربما اقوى لأنتشاره فهل نحن مستعدون

      الامريكان بيعملوا فيلم عن حادثة قتل الفيلسوفة هيباشا ايام البابا كيرلس عمود الدين بعنوان اجورا ها ينزل اخر السنة دى شكله كده مطلع المسيحين مفتريين

      حسب الدعاية هو يتكلم عن عبد ممزق بين عشقه لسيدته هيباشا الملحدة و رغبته فى الحرية التى يحصل عليها بالأنضمام لتيار المسيحية المتصاعد الفيلم يتكلم عن نفس الفترة التى كثر عنها اللغط بسبب رواية عزازيل دون ان يقدم احد ما كتبه التاريخ فعلا و بالتأكيد ثأثير الفيلم سيكون اكثر الف مرة من رواية مكتوبة بلغة مقعرة لم يقرأ معظم من تكلموا عنها سوى ملخصها و ما كتبه الأخرون
      للمنصر التافه الذى يقول أن الفيلم اعتمد على رواية عزازيل و ليس ما كتبه التاريخ، أقول له اقرأ أسماء من راجعوا هذا العمل الرائع من الناحية التاريخية قبل تمثيل الفيلم. لقد راجعته Elissa Garido أحد أكبر المتخصصين فى تاريخ النساء فى العصر الكلاسيكى القديم و راجعه الكاتب الكبير Justin Pollard الذى ألف كتب عن تلك الحقبة التاريخية و هو من أشهر المؤخرين فى الوقت الحالى و قد عمل فى متحف لندن ثم فى محطة الBBC فى كتابة مواد الأفلام الوثائقية التاريخية فى تلك المحطة الكبيرة.

      و أخيرا فرواية عزازيل ليوسف زيدان، فعبد المسيح بسيط و بيشوى أنفسهم لم يستطيعوا انكار الحقائق التاريخية المذكورة فيها و لذلك لجئوا الى الهجوم الشخصى على شخص الدكتور يوسف و ركزوا على انتقاد الأجزاء الأدبية غير التاريخية فى الرواية.

      غريب أمر المنصرين لا يقرأون و لايطلعون على شىء، يسمعون و يصدقون أى شىء يمليه عليهم قساوستهم دون أدنى قدر من التفكير، اعتمادا على قول الكتاب المدعو مقدس:


      5 توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.
      الأمثال - الإصحاح الثالث - السفر الخامس

      تعليق


      • #4



        فهم تاريخ التطرف يساعد على نشر التسامح

        'اغورا' يصور التعصب الديني في مصر قبيل الاسلام


        مخرج اسباني ينقل مهرجان كان الى الإسكندرية من خلال فيلم يتناول التطرف الديني في القرن الخامس ميلادي.

        ميدل ايست اونلاين
        كان – من خوسيه ماريا ريبا

        نقل المخرج الاسباني اليخاندرو امينابار مهرجان "كان" الى مصر في القرن الخامس بعد الميلاد من خلال فيلمه "اغورا" الذي يتناول فيه التطرف الديني ويدعو الى التسامح.

        ويركز الفيلم الذي تجري احداثه في الاسكندرية في اواخر ايام الامبراطورية الرومانية على الصراع الدامي الذي دارت رحاه بين الوثنيين واليهود من جهة والمسيحيين الذين تمكنوا من تولي السلطة تدريجا في منطقة البحر المتوسط.

        ويتطرق امينابار البالغ السابعة والثلاثين الى تلك الحقبة المتوترة حيث انتفى توازن القوى بين الطوائف الدينية من خلال سرد سيرة الفيلسوفة هيباتيا.

        وهيباتيا عالمة فلك ايضا وضعتها ابحاثها حول النظام الشمسي في مواجهة مع الكنيسة، قبل الف سنة على اكتشافات غاليليوس. وتؤدي الممثلة البريطانية ريتشل فايس دور هيباتيا المرأة الوحيدة وسط عالم ذكوري، التي تتعرض للاضطهاد لان ابحاثها العلمية تشكك في الايمان المسيحي.

        في تلك الفترة كانت المدينة غارقة في مواجهات دموية بين الطوائف الدينية وتشهد عمليات رجم ومذابح. وانتهى الامر بانتصار المسيحيين الذين وضعوا حدا لارث العصور القديمة الذي تدافع عنه هيباتيا.

        ويقول المخرج انه اراد لهذا الانتاج الضخم الذي صور في مالطا وبلغت كلفته خمسين مليون يورو ان يكون رسالة تسامح تناهض التعصب والتطرف. ويوضح "يستخدم الجميع في دفاعهم عن معتقداتهم العنف وهذا الاسلوب يرفضه الفيلم".

        ويصور الفيلم مشاهد عصابات متطرفة متزمتة دينيا تعرف بـ"بارابالاني" تجوب الطرقات وترعب الناس. ويقول المخرج "في البداية وجد البارابلاني من اجل مساعدة ونجدة الناس ثم اصبحوا ميليشيا".

        ويضيف "اكره ان يفكر كل الناس مثلي. يجب ان يكون هناك اشخاص لديهم فكر متطور وآخرون محافظين ومتدنيين وملحدين... وعلينا ان نتعلم كيف نعيش معا في هذه ال اغورا"، والاسم مستقى من الساحة العامة التي كان يتجمع فيها المواطنون في العصور القديمة.

        وينطلق فيلم "اغورا" مع مشهد تدمير المسيحيين لمكتبة الاسكندرية الثانية. اما مكتبة الاسكندرية الاولى فقد دمرها يوليوس قيصر.

        والفيلم بالنسبة للمخرج يرمز كذلك الى الازمة التي تمر بها الحضارة الغربية. ويقول "كأن الامبراطورية الرومانية هي الولايات المتحدة اليوم والاسكندرية تمثل القارة الاوروبية العجوز والحضارة والثقافة القديمتين. تمر الامبراطورية في ازمة وثمة خلل على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي".

        ويضيف "ندرك ان الامور ستتغير لا ندري تحديدا ماذا وكيف لكننا نعي ان امرا ما سينتهي".

        http://www.middle-east-online.com/?id=77779

        تعليق


        • #5
          وهيباتيا عالمة فلك ايضا وضعتها ابحاثها حول النظام الشمسي في مواجهة مع الكنيسة، قبل الف سنة على اكتشافات غاليليوس. التي تتعرض للاضطهاد لان ابحاثها العلمية تشكك في الايمان المسيحي.


          جاء في الكتاب المقدس المزمور (104: 5) (المؤسس الارض على قواعدها فلا تتزعزع الى الدهر و الابد)

          و الواقع يقول بأن{ الأرض تتحرك لا تتوقف إلى الدهر و الأبد} ، و حركة الأرض تفوق التزعزع بكثير
          فأين هي حركتها و دورانها إذن ؟؟؟، كان من المفروض ذكر أي شيء عن حركتها حتى يصدقه الجمبع ، لا أن يذكر ثباتها حتى يضلل و يخدع الجميع

          و لما جاء العالم الإيطالي غاليليو غاليلي و قال بأن الأرض تدور ، اعتقلته الكنيسة و اتهمته بالكفر ، و قد واجه حكم الإعدام بعد محاكمته و لم تتطلق سراحه إلا بعد اجباره بالإعتراف بأن الأرض لا تدور ، و لكنه بعدما أصبح حرا قال كلمته المشهورة (و رغم ذلك فالأرض تدور) ، و قد ألف عدة كتب ، و العالم غليليو مشهور جدا لدى علماء الفزياء خاصة الغرب ، و بسببه الخلافات بين الكنيسة و الجامعات و كليات الفزياء لا تزال قائمة لحد الآن

          http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%...84%D9%8A%D9%88

          http://en.wikipedia.org/wiki/Galileo_Galilei


          بل و كانت الكنيسة أبعد من الحقيقة بكثير باعتقادها لأن للأرض أربع زوايا:

          اقتباس:
          رؤية يوحنا ( 20/8 ) : " و يخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الارض جوج و ماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر "

          وذكر المفسر الكبير آدم كلارك ان عمل الملائكة علي زواية الأرض الأربع هو لمنع تسلل الشياطين
          Adam Clarke's Commentary, Copyright (c) 1996

          ويقول تفسير ألبيرت بارنيس ان مفهوم يوحنا هو المفهوم الذي كان يسود في المجتمع اليهودي في ذلك الوقت إذ كانوا يظنون ان للأرض أربع زواية وأن لها أطراف تغيب فيها الشمس وتشرق منها بل انهم كانوا يعتقدون ان للأرض أعمدة
          Barnes' Notes, Electronic Database. Copyright (c) 1997

          القدّيس إيريناؤس أسقف ليون من آباء الكنيسة الأوائل في كتابه ضد الهراطقة إستخدم مفهوم الزوايا الأربع ليعلل على وجود اربع اناجيل
          يقول القدّيس إيريناؤس : " لا يمكن ان يكون هناك اكثر من أربع اناجيل ولا اقل من أربع كما أن للأرض اربع زوايا وأربع رياح رئيسية وحين ان الإناجيل هي اعمدة الكنيسة فوجب ان يكون للكنيسة اربع اناجيل كما للأرض "
          ضد الهراطقة الجزء الثالث الباب الحادي عشر

          تعليق


          • #6


            (هيباتيا) ... الفيلسوفة الإغريقية التي أثارت شجون الأدب والفن في العصر الحديث

            الاحد27-9-2009

            بيانكا ماضيّة

            إن رواية "عزازيل" للكاتب د. يوسف زيدان، هذه الرواية التاريخية الفلسفية التي تعد حقاً من روائع الأدب العربي، الرواية الممتعة التي تذوب فيها الخيوط الواهية بين الحقيقة والخيال، تعد عملاً روائياً ضخماً،



            تنطلق من التأريخ والتوثيق لتخلق فضاء من الحكايات والأوهام والأخيلة، في سعي صاحبها إلى سرد التاريخ ومحاكمته وقراءته عبر رؤية نقدية معاصرة، وقد استغرق زيدان في العمل عليها أكثر من ثلاثين عاماً، حتى نال جائزة البوكر العربية للعام 2009 بعد أن أثارت من الجدل والحوار ما أثارته في مصر، وبعد أن دخلت مناطق شائكة في السياسة والدين والأخلاق، فالجدل الذي حازت عليه لم تحصل عليه أي رواية في العصر الحديث، وقد نفدت منها ست طبعات كاملة في إقبال غير مسبوق على فن الرواية في العالم العربي.‏

            رواية "عزازيل" قسمها د. زيدان إلى ثلاثين رقّاً بحسب عدد اللفائف (الرقوق) التي اكتشفت في الخرائب الأثرية الواقعة إلى جهة الشمال الشمال الغربي من مدينة حلب (كما تقول مقدمة المترجم في الرواية).‏

            بعد أن قرأت هذه الرواية، توقفت عند الرِّق التاسع وهو الذي عنونه زيدان بـ (شقيقة يسوع) لأتمعّن في قصة مقتل "هيباتيا" hypatia التي وردت في هذا الرِّق، وقد صوّر زيدان هذا المشهد على لسان الراهب هيبا بمنتهى التأثير، حيث القسوة والوحشية من الذين قتلوها وسحلوها على أرض شوارع الإسكندرية، ويقصد بطرس القارئ الذي خرج من كنيسة الإسكندرية بعد أن سمع عظة البابا كيرلس وهو يدعو إلى تطهير أرض الإسكندرية من أعداء الرب، مشيراً في ثنايا حديثه _ أي البابا كيرلس- إلى أن " أذيال الوثنيين الأنجاس، مازالت تثير غبار الفتن في ديارنا، إنهم يعيثون حولنا فساداً وهرطقة، يخوضون في أسرار كنيستنا مستهزئين، ويسخرون مما لايعرفون، ويلعبون في مواطن الجد ليشوهوا إيمانكم القويم" .‏

            ذلك أن الرواية ترتكز على أحداث تاريخية حقيقية وموثقة عن فترة الصراعات المذهبية بين كنيسة الإسكندرية ككنيسة حافظت على الدوام على أسس العقيدة المسيحية وبين المنتمين إلى عقائد مسيحية أخرى كالنسطورية والآريوسية والذين تعدهم كنيسة الإسكندرية من المهرطقين المحرفين لأصول العقيدة المسيحية، فقد كان الخلاف بينها آنذاك قائماً على طبيعة السيد المسيح وطبيعة أمه السيدة العذراء.‏

            وبغض النظر عن الخلافات التي سبقت وتوالت بعد فوز الرواية، من قبل الكنيسة القبطية في الإسكندرية، فإن مشهد مقتل هيباتيا الذي احتوى أيضاً مقتل "أوكتافيا" المرأة الوثنية التي أغوت الراهب "هيبا" وأحبّته، كان من أشد مشاهد الرواية تأثيراً في النفس، لما فيه من قسوة وبطش وتنكيل بجسد هذه الفيلسوفة، وقد استغرق هذا الوصف في الرواية ست صفحات منها.‏

            يقول الراهب هيبا في "عزازيل" واصفاً هذا المشهد بالقول: "تجمعوا فوق هيباتيا، حين وقف بطرس ليلتقط أنفاسه. امتدت إلى يدها يد مازعة، ثم امتدت أياد أخرى إلى صدر ردائها الحريري الذي تهرّأ، واتسخ بالدماء والتراب.. أمسكوا بإطار الثوب المطرز وشدوا فلم ينخلع، وكاد بطرس يقع فوق هيباتيا من شدة الشدّة المباغتة، لكنه سرعان ماعاد واستعاد توازنه، ومضى يجر ذبيحته، ومن ورائه انحنى أتباعه محاولين اقتناص رداء هيباتيا .. هيباتيا .. أستاذة الزمان .. النقية .. المقدسة .. الربة التي عانت آلام الشهيد، وفاقت بعذابها كل عذاب" إلى أن يقول وهو يصور سماعه صرخة امرأة عجوز شمطاء بأن يسحلوها: "انهالت الأيدي على ثوب هيباتيا فمزّعته.. الرداء الحريري تنازعوه حتى انتزعوه عن جسمها، ومن بعده انتزعوا ماتحته من ملابس كانت تحيط بجسمها بإحكام. كانوا يلتذّون بنهش القطع الداخلية ويصرخون، وكانت العجوز تصرخ فيهم كالمهووس:اسحلوها!" ثم يصف لنا سحلها فوق شوارع الإسكندرية وتقشير جلدها بالأصداف، ومن ثم حرقها قائلاً: " كانت هناك كومة من أصداف البحر. لم أر أول من التقط منها واحدة، وجاء بها نحو هيباتيا، فالذين رأيتهم كانوا كثيرين. كلهم أمسكوا الصدف، وانهالوا على فريستهم.. قشروا بالأصداف جلدها عن لحمها.. علا صراخها حتى ترددت أصداؤه في سماء العاصمة التعيسة، عاصمة الله العظمى، عاصمة الملح والقسوة". إلى أن يقول "وجروا هيباتيا بعدما صارت قطعة، بل قطعاً من اللحم الأحمر المتهرئ. عند بوابة المعبد المهجور الذي بطرف الحي الملكي البرخيون ألقوها فوق كومة كبيرة من قطع الخشب، وبعدما صارت جثة هامدة .. ثم .. أشعلوا النار.. علا اللهب، وتطاير الشرر .. وسكتت صرخات هيباتيا بعدما بلغ نحيبها من فرط الألم عنان السماء".‏

            إن هذا المشهد المؤثر الذي احتوته صفحات "عزازيل" وهذه الشخصية المرموقة لعالمة فيلسوفة انتهت نهاية مأساوية، كغيرها من العلماء والفلاسفة الذين كانت نظرياتهم وأفكارهم وتعاليمهم تخالف ماكان معتقداً في أزمانهم، جعلاني أبحث عما ورد عنها، فهي تلك الفيلسوفة الإسكندرانية الإغريقية التي كانت أول عالمة في التاريخ الإنساني، فـ "هيباتيا" نشأت وتثقفت في مصر، هي أستاذة الزمان (كما جاء في "عزازيل") وبعد مقتلها لم يظهر اسم عالم فرد في تاريخ العلم الإنساني طيلة خمسة قرون.‏

            وُلدت في عام 370 بعد الميلاد، وعاشت إبان العهد الروماني مع بداية انتشار الدين المسيحي في العالم، وهي ابنة الفيلسوف الفيثاغوري ثيون الذي نشأ بدوره فى مصر وتعلم بها، وكان آخر زملاء متحف الإسكندرية "السيزاريوم" الذي كان إما ملاصقاً لمكتبة الإسكندرية أو بداخلها.‏
            ازدادت شهرة "هيباتيا" في مجالات العلم والفلسفة، فقد كانت عالمة رياضيات ومنطق وفلك، عرفت بدفاعها عن "مبدأ العلم ضد الدين".‏
            يقول عنها معاصرها المؤرخ المسيحي سقراط: "هي من الصفوة نشأة وثقافة وقد استثمرت مواهبها الخارقة في الاستزادة من العلم، فأحرزت في العلوم سبقاً فاقت به كل فلاسفة عصرها، وقد توج هذا السبق بشرف آخر، أنها كانت رئيسة جامعة الإسكندرية، وقد شغلت هذا المنصب عن جدارة، حتى اجتذبت شهرتها إليها عدداً لا يحصى من طلاب الحياة العقلية من مصر وخارج مصر، وبحكم منصبها كانت على صلة بكثير من الرجال، ولكن ذلك لم ينل في شيء من طهرها وعفتها، فظلت فوق الريبة والشك من أعدائها وأصدقائها على السواء، ولكنها كانت وثنية، فكان المتعصبون من المسيحيين يحنقون عليها ويرونها العقبة الكأداء فى سبيل انتشار المسيحية".‏

            ويقول كارل ساجان صاحب كتاب الكون عن هيباتيا "إنها آخر بريق لشعاع علم بزخ من الإسكندرية".‏
            بينما يقول عنها إدوارد جيبون.. أعظم المؤرخين الإنجليز : "هذه العذراء.. صاحبة الجمال الأسطوري كانت في منتهى التواضع على الرغم من جمالها، وعلمها، وشهرتها!".‏

            فهي إذن صاحبة رصانة وجمال، وقد وصفها الراهب هيبا بطل رواية "عزازيل" وصفاً جميلاً بقوله : "هيباتيا .. أكاد إذ أكتب اسمها الآن، أراها أمامي وقد وقفت على منصة الصالة الفسيحة، وكأنها كائن سماوي هبط إلى الأرض من الخيال الإلهي، ليبشر بخبر رباني رحيم. كانت لهيباتيا تلك الهيئة التي تخيلتها دوماً ليسوع المسيح، جامعة بين الرقة والجلال.. في عينيها زرقة خفيفة ورمادية، وفيها شفافية. في جبهتها اتساع ونور سماوي، وفي ثوبها الهفهاف ووقفتها، وقار يماثل مايحف بالآلهة من بهاء".‏

            وحول هذه الفيلسوفة العالمة قدم رائد الدراسات المقارنة الدكتور محمد غنيمي هلال رسالة بالفرنسية إلى جامعة السوربون سنة 1952 بعنوان (موضوع هيباتيا فى الأدبين الفرنسي والإنجليزي من القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين) – حسبما أشار الدكتور أحمد درويش في موقع الشروق المصري - وفي هذه الرسالة إشارات إلى آراء قس مسيحي يدعى سيزنيوس، وكان تلميذاً لهيباتيا، ويعمل في ليبيا، واحتفظ التاريخ ببعض رسائله المليئة بالتقدير لهيباتيا، ومن الكتابات التاريخية القديمة التي كانت مصدراً لما أثاره كتاب عصر النهضة حول شخصية (هيباتيا) كتابات المؤرخ جاك باسناج (1623 - 1725) التي كانت مصدراً من مصادر كتابات فولتير عنها، إلا أن الكتابات الأوروبية الأدبية الخالصة عن هيباتيا بدأت في القرن الثامن عشر، إذ طبع الكاتب الإنجليزي جون تولاند (1620 - 1722) عام 1720 كتاباً عن تاريخ هيباتيا، ويقول فيه عنها: "حسب النساء اعتداداً بقيمتهن، أن تكون من بينهن امرأة مثلها في تلك الدرجة من الكمال.. ولديهن من بواعث الفخر والاعتداء بقيمتهن أكثر مما لدى الرجال من بواعث الخجل والعار أن يكون من بينهم متوحش لا يرق لمثل هذا الجمال وذلك الطهر، وذلك العلم الرحيب الآفاق".‏

            وكذلك كتب موريس باور روايته (البطولة الفائقة) عن هيباتيا سنة 1852، ولم يهمل الإشارة إليها أي كاتب كتب عن الإسكندرية القديمة.‏
            كما كتب القس البروتستانتي الإنجليزي "كنجسلي" رواية (هيباتيا) التي حاول فيها تبرئة البابا كيرلس من تهمة قتل هيباتيا لكنه في نفس الوقت يرسم صورة رائعة لهيباتيا، تعد من أجمل ما كتب عنها في أدبيات عصر النهضة – كما يقول الدكتور درويش – إذ يقول "كنجسلي" فيها:‏
            " على كرسي صغير أمام منضدة فوقها مخطوطة، كانت تقرأ امرأة في حوالي الخامسة والعشرين من عمرها، كأنها الإلهة الوصية على هذا المعبد الصغير، ملابسها في انسجام تام من بساطة الحجرة، ومع أثاثها الكلاسيكي في ثوب قديم يوناني الطراز، أبيض كالثلج يتدلى حتى قدميها، ويصل حتى أعلى عنقها، ملابسها خالية من كل حلية سوى عصابتين أرجوانيتين دون الجبهة، وحذاء ذهبي مزركش في قدميها، وشبكة ذهبية تمسك بشعرها من الأمام والخلف.. وذلك الشعر الذي يشبه آلهة أثينا نفسها في لونه وغزارته وتموجه، ويبدو في عينيها الرماديتين حزن عميق، وعلى شفتيها الحادتين المقوستين، فيض من الوعي المقهور.. تدرس وتقرأ وتدون ملحوظاتها حتى ليحسها الرائي، إحدى صور الآثار القديمة البارزة".‏

            وقد قرأت مؤخراً خبراً عن صدور رواية جديدة عن دار حرية الفكر العربي بمصر، بطلتها (هيباتيا) بعد النجاح الكبير لرواية يوسف زيدان "عزازيل" .‏
            وكذلك احتفت السينما العالمية بقصة هذه الفيلسوفة، ففي مهرجان كان 2009 تم عرض فيلم (أغورا) للمخرج الإسباني اليخاندرو امينابار، معيدًا الالتفات إلى مصر في القرن الخامس بعد الميلاد بهذا الفيلم الذي تناول التطرف الديني ودعا إلى التسامح. حيث ركّز الفيلم الذي تجري أحداثه في الإسكندرية في أواخر أيام الإمبراطورية الرومانية على الصراع الدامي الذي دارت رحاه بين الوثنيين واليهود من جهة؛ والمسيحيين الذين تمكنوا من تولي السلطة تدريجيًّا في منطقة البحر المتوسط. وينطلق الفيلم مع مشهد تدمير المسيحيين واليهود لمكتبة الإسكندرية الثانية. أما مكتبة الإسكندرية الأولى فقد دمرها يوليوس قيصر.‏

            ويتطرق امينابار إلى تلك الحقبة المتوترة حيث انتفى توازن القوى بين الطوائف الدينية من خلال سرد سيرة الفيلسوفة هيباتيا.‏

            والمعروف أن هيباتيا عالمة فلك أيضا، وضعتها أبحاثها حول النظام الشمسي في مواجهة مع الكنيسة، قبل ألف سنة على اكتشافات غاليليوس. وتؤدي الممثلة البريطانية "ريتشل فايس" دور هيباتيا المرأة الوحيدة وسط عالم ذكوري، التي تتعرض للاضطهاد لأن أبحاثها العلمية تشكك في الإيمان المسيحي، حيث في تلك الفترة كانت المدينة غارقة في مواجهات دموية بين الطوائف الدينية وتشهد عمليات رجم ومذابح. وانتهى الأمر بانتصار المسيحيين الذين وضعوا حدًّا لإرث العصور القديمة الذي تدافع عنه هيباتيا.‏

            كانت "هيباتيا" أولى شهيدات الحكمة والفلسفة، كما أنها ساهمت في تأليف شرح كتاب SYNTAXIS لبطليموس إلى جانب أبيها ثيون الذي أقر ذلك في كتابه هذا، إلا أنه لمن المؤسف أن لم يبق من مؤلفاتها شيء.‏

            كانت عالمة رياضيات وفلك في الأصل، ثم انتقلت من الرياضيات إلى الفلسفة، وتعتبر أفلاطون أستاذها ومعلمها، وقد عينت أستاذة ومدرسة الفلسفة وهي لم تتعد الخامسة والعشرين من العمر، وبلغ من حبها للفلسفة أنها كانت تقف في الشوارع وتشرح لكل من يسألها النقاط الصعبة في كتب أفلاطون وأرسطو.‏

            هذه الشخصية الفريدة في عصرها، شهيدة الحكمة والفلسفة، وهذا الحدث التاريخي في مصر، جعلا الكثيرين يفكرون في توظيفهما فنياً (روائياً وسينمائياً) على الرغم مما أثارته في القرن الخامس الميلادي أو في القرن الحادي والعشرين. ولكن ماهي دلالاته ولماذا تم توظيفه الآن؟ لاشك في أن للموضوع دلالة أعمق مما كتبه زيدان، فلم يكن يقصد زيدان بطرس القارئ بعينه أو البابا كيرلس بذاته في هذه الرواية، أو كل شخصية عنيفة في الرواية، وإنما هو قدم نماذج من طائفة ليشير إلى مفهوم التعصب والعنف الذي يتحول إلى إرهاب، ذلك أن المبدأ في خطاب العنف واحد في كل العصور والأزمنة، ونتائجه متشابهة في كل الديانات والعقائد، وما أصاب الكثيرين من قتل وحشي وتنكيل وتعذيب وقتل وذبح، إن في ذاك الزمان أو غيره، لا يختلف في جوهره، فآليات الخطاب واحدة، ومفرداته متشابهة متقاربة.‏

            http://jamahir.alwehda.gov.sy/_View_...20090926200418

            تعليق


            • #7


              أول عالمة في التاريخ: اسكندرانية ألهمت عالمة عربية

              كفاح عارف

              بي بي سي - لندن

              لايعرفُ كثيرونَ أن أولَ عالمةٍ في التاريخْ كانت اسكندرانيةً ، وُلدت في عام 370 ثلاثِمِئَةٍ وسبعينَ بعد الميلادْ، وعاشت إبانَ العهدِ الروماني مع بدايةِ انتشارِ الدينِ المسيحي في العالمْ.

              مكانُ ميلاِدها يقَعُ على بُعد نَحْوِ مَائَتَيْ كيلومترا شمالَ القاهرة، وهُوَ المكانُ الذي يقولُ عنهُ كارل ساغان ، مؤلفُ كتابْ " الكون - أو "كوزموز" ، إنه سيُسافرُ إليهِ لو خُير أنْ يرحلَ عبْرَ الزَمَنْ إلى الماضي . المكان الذي يقصده ساغان ، تحديدا ، هو مكتبة الاسكندرية القديمة في اوج شهرتها، هو يقول : "هناك ، وبمعنى مهم ، بدات المغامرة الفكرية التي قادتنا نحو الفضاء. كانت ( مكتبة الاسكندرية ) بحق اول معهد للبحوث في تاريخ العالم. ماذا درسَوا فيها ؟ كل شيء . درسوا الكون برمته . في تلك المكتبة جلس عمالقة العلم والفكر . بين الرجال العظام كانت هناك ايضا امراة عظيمة تدعى هيباشيا ( او هايبيتيا ) . كانت عالمةُ رياضياتٍ وفلك وفيزياء وفلسفة، وتلك مجالات كانت حكرا على الرجال.

              يقول ساغان ، تعتبر هيباتيا آخر بريق لشعاع العلم من مكتبة الاسكندرية ، وتزامن مقتلها مع تدمير وافول المكتبة بعد سبعة قرون على تاسيسها.

              قصة حياة هيباتيا الهمت العديد من علماء العالم ، الهمت كذلك عالمةً عربية على اقتحام مجال العلوم.

              الدكتورة ريم تركماني عالمةُ فلكٍ سوريةْ ، وأستاذةٌ زائرةٌ في الفيزياءِ الفلكية بكليةْ إمبريال كوليدج بجامعةِ لندن ، استهوتها قصة هيباتيا منذ ان شاهدت فلم "الكون" لساغان على شاشة التلفزيون السوري وهي في مرحلة الدراسة الثانوية.
              اولُ شهيدةِ علمٍ

              تقول تركماني ، ان هيباتيا درست في الاسكندرية اليونان ، واصبحت مشهورة بعلمها وفلسفتها وقابليتها على جذب مستمعيها بقوة منطقها وبراعتها في الخطابة.

              كانت تلك الفترة تشهد صراعات بين الكهنة للسيطرة على المنطقة وعلى طرائق التفكير ونشر المسيحية . كان عدد منهم في صراع مع هيباتيا التي كانت بمثابة عدوتهم لدعوتها الى الفلسفة وحرية طرق التفكير وتشجيعها التفكير الحر من كل القيود.

              تقول احدى الروايات ان هيباتيا ، التي كتبت الكثير من المؤلفات ، انتهت نهاية ماساوية على يد بعض الكهنة . فقد انتظروها وهي في طريق العودة للمنزل وقتلوها ومثلوا بجسدها لتكون عبرة لمن يسلك هذا الطريق. بذلك اصبحت هيباتيا، كما تقول تركماني، مثالاً للمرأة في العلم ولشهداء العلم ، فهي اول شهيد علم يسجلها التاريخ . وتعرب تركماني عن الاسف من ان هيباتيا ، التي جاءت اصلا من المنطقة العربية ، غيرُ مشهورةٍ ، مع انها مثالٌ عالمي لمشاركة المراة في العلم.
              الازدهار الاسلامي للعلوم

              تقول تركماني ان نهاية هيباتيا تزامنتْ مع فترةِ انحدارٍ للعلومْ توقف بالمدِ الإسلامي في المنطقةْ وفي بدء حقبةٍ جديدةْ شهِدتْ ازدهاراً للعلومِ وشَغَفاً بِالمَعْرفة.

              وتضيف ان هذه الفترة تميزت بنتاج غزير ، علمي وفلسفي ، في المنطقة العربية ، وكان احد اهم اسرار التنوع الفكري هو تنوع المصادر ، هنديةً ، فارسيةً ويونانيةً .

              يقود فضولنا الى سؤال : هل كانت هناك عالماتٌ عربياتٌ في العصور الاسلامية الاولى ؟

              الدكتورة تركماني ، تجيب : في عصر الرسول لم تكن هناك مملكة توحد المصادر . كانت الامبراطورية الاسلامية تجارية بالدرجة الاولى، لذلك كانت هناك الكثير من الحركات التجارية والقوافل التي كانت تحمل ، اضافة الى البخور والبهارات ، الكتب ايضا ، وكان الخلفاء يدفعون مبالغ طائلة لترجمتها الى اللغة العربية . وتوفرت المعاهد لذلك ، مثل بيت " الحكمة المشهور " في بغداد ، والجامعات التي هيأت البيئة للعلماء ليطلعوا على هذه المصادر.

              "فقيهات اكثر من عالمات"

              سليم الحسني ، رئيسُ مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة ، المشرف على اعداد كتاب "اكتشف التراث الاسلامي في عالمنا - الف أختراع وأختراع" ، يقول : ان هذه الفترةُ شَهِدت ظهور نساء برعن في علوم الفقه ، مثل عائشة زوجة الرسول ، وابنته فاطمة الزهراء ، وذلك لحاجة المسلمين انذاك لتفسير القران والحديث.

              يضيف الحسيني : ان مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة اكتشفت حديثا مخطوطات تبين نساء يلقين محاضرات على رجال من على منبر.

              وحسب راي الحسني ، ان ظهور نساء في مجالات تعتبر مقدسة في الدين الاسلامي يعني انه كان هناك ايضا عالمات في علوم طبيعية ، مثل الرياضيات والفلك والكيمياء ، وانه لو تم توسيعنا البحوث عنهن في بطون التاريخ لوجدنا المزيد ، بالاخص في مجالات كالطب والصيدلة ، لانهن شاركن في الحملات والمعارك والجيوش.

              سُتيتة البغدادية

              يقول الحسني ، الذي يَعْكِف على رصدِ مخطوطاتٍ عن نساءِ العلمِ والتكنولوجيا في العالمِ العربي والإسلامي عَبْرَ التاريخ ، ان مؤسسة العلوم والحضارة عثرت مؤخرا ، على سبيل المثال ، على بحوث في مركز التراث في بغداد ، عن عالمة بغدادية من العصر العباسي ، تدعى "سُتيتة" البغدادية ، وهي كانت متخصصة في علوم الرياضيات.

              يوضح الحسني ، ان الرياضيات في ذلك الوقت كان لها خدمة اجتماعية . ويعطي مثالا : اعتاد الناس حين بناء منازلهن على اعطاء ما يشبه المقاولة للعمال ، فاذا ، لسبب ما ، تم بناء نصف المنزل فقط مثلا ، يتوجهون بشكواهن للقاضي من اجل اخذ حقوقهم. لكن كيف سيحسب القاضي ذلك ؟

              يجيب الحسني : يذهبون الى خبراء حساب ، مثل سُتيتية التي تستخدم عمليات رياضية وجبر معقدة لقياس حجم البناء ، سطح الارض ، كمية الحجر ، وساعات العمل الخ ، أي تقوم باجراء معادلات رياضية ، وتطلع بنتيجة تعرضها على القاضي ، بذا تكون ما نسميه في العصر الحديث " شاهد او خبير علمي" expert witness

              "فاطمة الفهرية تؤسس اول جامعة "

              ويقول الحسني ان اول جامعة في تاريخ البشرية انشاتها امراة شابة تدعى فاطمة الفهرية ، اصلها من القيروان في تونس ، وذلك نحو عام 870 ميلادي. فهي هاجرت وعائلتها الى مدينة فاس، حيث سكنوا في حي يسمى "حي القيروانيين"، ثم ورثت بعض المال، فنذرت بأن تقوم ببناء صرح علمي تعليمي ديني، اسمته جامع القرويين، في مدينة فاس. جاء الاسم من القيروانين.

              واشترطت فاطمة الفهرية ان تكون مواد البناء محلية ، من ذات المنطقة ، حتى لا يمن عليها احد ، من خارج منطقتها ، بشيء . على سبيل المثال ، كانت مياه البناء تجلب من بئر حفر في الارض ذاتها ، كذلك الطابوق والحجر والجبصين. فهي انشات معامل خاصة لذلك . ونذرت فاطمة ان تصوم من اول يوم ضربت في المسحاة اساس المبنى في الارض حتى انتهاء المشروع بعد سنتين تقريبا.
              مريم الاسطرلابية

              مع ازدهارِ العلومِ في العَهْد العباسي ، و قريباً من ستيتة البغدادية ، يظهر اسم عالمة عربية اخرى : مريم الاسطرلابية في حلب .

              يقول الحسني ان آلة الاسطرلاب معقدة للغاية ، تحتاج الى عمليات رياضية متعددة ، وقد ركز عليها المسلمون لاهتمامهم بالوقت واتجاه القبلة ، وصنعوها بكل الاحجام والقياسات ، حتى بحجم الجيب ، وامتلكها الميسورون منهم.

              كان ابو مريم الاسطرلابية عالم فلك في حلب ، مهتما في تصنيع الالات الفلكية ، فعملت مريم على التصنيع الهندسي للاسطرلاب ، ولذا سميت بمريم الاسطرلابية ، وهي استطاعت ان تفهم الفلك والرياضيات اضافة الى التصنيع.

              بِضَعْف دور الامبراطورية الاسلامية بدأتْ مرحلةُ تفَكُكٍ وانحدار . أثرَ ذلكَ على النِتاجِ العِلمي للعربِ والمسلمين . تشير المخطوطات في العصر العثماني الى ظهور نساء يهتممن بالعلوم ، لكن لا تختزن الذاكرة اسماء عالمات لعبن دورا مهما في تلك المرحلة من القرن التاسع عشر والعشرين . ثم تغيرت الامور حينما بدأ بعض الفتيان العرب والفتيات السفر الى اوربا ، لنهل المعرفة من جامعاتها ، بينهن نساءِ علمِ وتكنولوجيا في العالم العربي ... منْ بَقيَ منهُن في أوربا والولايات المتحدة ومن عاد الى الوطن.

              http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news...00/6178790.stm

              تعليق


              • #8
                ان هذه الفترةُ شَهِدت ظهور نساء برعن في علوم الفقه ، مثل عائشة زوجة الرسول ، وابنته فاطمة الزهراء ، وذلك لحاجة المسلمين انذاك لتفسير القران والحديث.

                يضيف الحسيني : ان مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة اكتشفت حديثا مخطوطات تبين نساء يلقين محاضرات على رجال من على منبر.

                وحسب راي الحسني ، ان ظهور نساء في مجالات تعتبر مقدسة في الدين الاسلامي يعني انه كان هناك ايضا عالمات في علوم طبيعية ، مثل الرياضيات والفلك والكيمياء ، وانه لو تم توسيعنا البحوث عنهن في بطون التاريخ لوجدنا المزيد ، بالاخص في مجالات كالطب والصيدلة ، لانهن شاركن في الحملات والمعارك والجيوش.

                (......)

                ان مؤسسة العلوم والحضارة عثرت مؤخرا ، على سبيل المثال ، على بحوث في مركز التراث في بغداد ، عن عالمة بغدادية من العصر العباسي ، تدعى "سُتيتة" البغدادية ، وهي كانت متخصصة في علوم الرياضيات.

                (......)

                ويقول الحسني ان اول جامعة في تاريخ البشرية انشاتها امراة شابة تدعى فاطمة الفهرية ، اصلها من القيروان في تونس ، وذلك نحو عام 870 ميلادي. فهي هاجرت وعائلتها الى مدينة فاس، حيث سكنوا في حي يسمى "حي القيروانيين"، ثم ورثت بعض المال، فنذرت بأن تقوم ببناء صرح علمي تعليمي ديني، اسمته جامع القرويين، في مدينة فاس. جاء الاسم من القيروانين.

                (......)

                تشير المخطوطات في العصر العثماني الى ظهور نساء يهتممن بالعلوم

                (......)
                بالطبع لا يمنع الإسلام العظيم المرأة من حق الدراسة و بل التدريس أيضا، حتى للرجال، طالما أن علمها أغرز و هذا بالطبع مع الحفاظ على الإحتشام بينها و بين الرجال. و هذا على عكس المسيحية التى تحرم تماما أن تعلم المرأة أحد حتى لو كانت حاصلة على الدكتوراه و تريد أن تعلم رجل معه شهادة محو الأمية فقط. نعم هذا هو وضع المرأة فى المسيحية كما سنرى.

                ويكفى الاشارة فقط الي الى دور ام المؤمنين عائشة ابنة الصديق زوج الرسول الكريم فى نشر هذا الدين العظيم وكيف بعلمها ملئت الافق فكان الصحابة رضوان الله وتابعيهم يتوافدون اليها جميعا لتفتيهم حتى قال مسروق :
                "رأيت مشيخة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأكابر يسألونها عن الفرائض وقال عطاء بن أبي رباح : كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة . وقال هشام بن عروة عن أبيه : ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة .وقال أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه : ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما وقال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع العالمين المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل " ا.هـ الإصابة 8/18

                و قد كانت الحضارة الرومانية تحترم و تكرم المرأة و لكن بالطبع ليس بدرجة تكريم الإسلام. فقد كانت تتعلم و تدرس أيضا و كانت هيباتيا واحدة من هؤلاء العالمات العظيمات. و لكن شاء القدر أن تعيش حتى إنتشار المسيحية المحرفة هنا فى مدينة العلم الإسكندرية. فقد جاءت النصرانية لتهدم الحضارة الرومانية و تحرق علومها و تقتل علماءها و دمرت وضع المرأة العالى.

                فالكتاب المدعو مقدس يقول:

                12 ولكن لست آذن للمرأة ان تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت. 13 لان آدم جبل اولا ثم حواء. 14 وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي.
                (رسالة بولس الرسول الاولى الى تيموثاوس - الأسفار 12-14)

                و هذا ما يؤكده كتاب الدسقولية المرجعى (المصدر الثانى للتشريع المسيحي بعد الكتاب المقدس):



                ص 131

                المرأة لا تعلم أحد .



                فالمرأة فى المسيحية ليس لها أى دور فى الحياة العامة سوى أن تُعاشَر، و يجب أن تحمد مجد الرب يسوع على ذلك أيضا. فالكتاب المقدس يقول أنها "خلقت للرجل":

                9 ولان الرجل لم يخلق من اجل المرأة بل المرأة من اجل الرجل.
                (رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل كورنثوس - الإصحاح 11 - السفر 9)

                و مثلما دمرت المسيحية العلوم و كل سمات الحضارة و دمرت وضع المرأة، فإن الغرب لم يتقدم إلا عندما طرح هذا الدين جانبا و قيده و تحرر هو منه، حينئذ فقط ظهرت الثورة الصناعية و تحسن وضع المرأة.

                ففي انجلترا صدر أمر ملكي من هنري الثامن يحظر على المرأة قراءة الكتاب المقدس ، ولم يكن للمرأة حتى عام 1882 الحق في التملك. كما أن شخصية المرأة في انجلترا محجوبة بشخصية زوجها ولم يرفع عنها هذا الحجر الا بحلول عام 1870، ثم صدر قانون عام 1883 باسم ملكية المتزوجة وبمقتضاه رفع عنها هذا الحجر. وفي ايطاليا اخرج قانون صدر عام 1919 المرأة من عدد المحجور عليهم

                وفي ألمانيا وسويسرا عدلت القوانين الصادرة في أوائل القرن العشرين من قواعد الحجر على المرأة ، وأصبح للزوجة مثل ما لزوجها من حقوق .

                و بمقارنة كل هذا مع الإسلام، فنجد العكس تماما، فقد ظهر الإسلام فى قبائل العرب الجاهلية التى كانت توئد البنات و لا تعرف سوى القليل عن العلوم و الحضارة، و لكن بعد أقل من نصف قرن من الزمان فقط من اتباع القرآن بنينا حضارة عظيمة. حتى أصبحت قرطبة و غرناطة و بغداد و دمشق عواصم للحضارة و العلم فى هذا الوقت

                تعليق


                • #9
                  هيباتيا

                  بقلم د.وسيم السيسى ١٥/ ٨/ ٢٠٠٩

                  هذه العذراء.. صاحبة الجمال الأسطورى كانت فى منتهى التواضع على الرغم من جمالها، وعلمها، وشهرتها! «إدوارد جيبون.. أعظم المؤرخين الإنجليز ٧٣٧١ - ٤٩٧١».

                  هذه العالمة العظيمة.. تفوقت على أهل زمانها من الفلاسفة، كانت فصل الخطاب فى الموضوعات الجدلية على الرغم من صغر سنها، كان الطلاب يأتون إليها من جميع أنحاء الأرض! «سقراط المؤرخ المصرى المسيحى».

                  إنها هيباتيا المصرية.. عالمة الفلسفة والرياضيات بجامعة الإسكندرية، ولدت سنة ٠٧٣ ميلادية.. وقتلت قتلاً عنيفاً ٥١٤ ميلادية عن ٥٤ سنة، كانت أصغر أستاذة فى جامعة الإسكندرية عند سن الثلاثين أى سنة ٠٠٤ ميلادية.

                  فى ليلة مظلمة ليوم مشؤوم من فصل الصيام الكبير من شهر مارس سنة ٥١٤ ميلادية، اعترضت جماعة من (رهبان) صحراء النطرون عربة العالمة هيباتيا ابنة عالم الرياضيات المصرى «يثرون»، وانزلوها من عربتها، ثم جروها جراً عنيفاً إلى كنيسة قيصرون بالإسكندرية، ثم قاموا بنزع ملابسها حتى أصبحت عارية تماماً، مشهد بالغ الغرابة، وهم النُساك الأطهار (برتراند راسل)،

                  ثم تقدم بطرس قارئ الصلوات PETER THE READER، وقام بذبحها وهى عارية مكتوفة الأيدى والأرجل، ثم مزقوها إلى أشلاء، وفى شارع سينارون، أوقدوا ناراً، وقذفوا بأعضاء جسدها وهى مازالت ترتعش بالحياة (برتراند راسل)، (تاريخ الفلسفة الغربية جـ٢ ص٣٠١)، ويستطرد برتراند راسل، وكان الرهبان يتحلقون حول الجسد المحترق فى مرح وحشى شنيع!

                  ويُعلق ويل ديورانت فى موسوعته قصة الحضارة مجلد ٢١ صفحة ٧٤٢ قائلاً:

                  أيمكن أن يكون بطرس القارئ للصلوات، وباقى الرهبان.. تلاميذ للمسيح؟! الذى عفا عن المرأة الزانية وقال: من منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر؟! ثم التفت للمرأة وقال لها: اذهبى بسلام.. ولا تعودى لنفس الفعل!!

                  ويستطرد ديورانت قائلاً: كيف يكون هؤلاء تلاميذ للمسيح، وهو الذى علم قائلاً: لا تقاوموا الشر بالشر، بل بالخير، وإذا أخطأ إليك أحد سامحه.. لا سبعاً، بل سبعاً × سبعين مرة!

                  «انتهى كلام ديورانت».

                  ولكنى أختلف تماماً فيما كتب عن البابا كيرلس الكبير الملقب بعمود الدين.. فهو عمود الدين حقاً.. وهو الذى تصدى للأريوسية والنسطورية، وحفظ للمسيحية الأرثوذكسية إيمانها القويم السليم، ولكن...

                  لشد ما يُدهشنى قول إدوارد جيبون: تولى البابا كيرلس السكندرى ٢١٤م خلفاً لعمه توفيلس بعد أن تشرب فى منزل هذا العم دروس الحقد والعنف والهوس الدينى، فهو الذى هاجم حاكم الإسكندرية الرومانى أورستس SETSERO مع خمسمائة من الرهبان، وكادوا يفتكون به، لولا تدخل أبناء الإسكندرية لإنقاذه، فنجا من موت محقق، وإن كان مثخناً بجراحه، ليس هذا فقط بل هاجم معابد اليهود فى الإسكندرية وسواها بالأرض، بل سمح بنهب ممتلكاتهم، وتم طردهم من الإسكندرية مبرراً أفعاله بأنهم أعداء للمسيح، كما أنه هو الذى أوعز لهؤلاء الرهبان بقتل هيباتيا!!

                  وقد بحثت فى مراجع عدة مأساة العالمة المصرية ولعل أكثرها اعتدالاً هو ويل ديورانت مجلد ٢١ صفحة ٧٤٢، وفيه يفسر هذه النهاية العنيفة لهيباتيا.. إنها لم تكن فقط «كافرة» فاتنة.. عالمة، بل كانت صديقة لأورستس غير المسيحى الذى كان حاكماً للإسكندرية، وكان هذا سبباً آخر لمصرعها!

                  حبذا لو أن كنيستنا المصرية ردت على ديورانت، دائرة المعارف البريطانية، برتراند راسل، إدوارد جيبون، عبدالفتاح إمام (نساء فلاسفة جـ٤ ص ١٦٢)، حتى ترفع عن البابا كيرلس الكبير هذه الادعاءات التى قد تكون ظالمة وغير صحيحة، وسواء هذا أو ذاك فقد انتهت الفلسفة المصرية - اليونانية من مصر بمصرع هيباتيا، كما انتهت الفلسفة الإسلامية بالقضاء على ابن رشد.

                  http://www.almasry-alyoum.com/articl...ticleID=222600

                  تعليق


                  • #10
                    الدكتور يوسف زيدان يحكى لنا فى رواية عزازيل مشهد مقتل العالمة العظيمة هيباتيا باسم الكنيسة و كأننا نراها، و هذ هى تلك الفقرة الهامة:




                    جئناك يا عاهرة يا عدوة الرب


                    التقط بطرس السكين الطويلة الصدئة , راة سائق عربة هيباتيا , فقفز كالجرذان وجرى متواريا بين جدران البيوت , كان بامكان السائق ان يسرع بحصانية فى الشارع الكبير , وما كان لأحد ان يلحق بالعربة , لكنة هرب ولم يحاول احدهم ان يلحق بة , ظل الحصانان يسيران مرتبكين , حتى أوقفهما بطرس بذراعة الملوحة بالسكين .... أطلت هيباتيا برأسها الملكى من شباك العربة , كانت عيناها فزعة مما تراة حولها , انعقد حاجباها وكادت تقول شيئا لولا ان بطرس زعق فيها : جئناك يا عاهرة يا عدو الرب .

                    امتدت نحوها يدة الناهشة وأيد أخرى ناهشة ايضا حتى صارت كانها ترتقى نحو السحاب فوق اذرعهم المشرعة



                    وبدأ الرعب فى وضح النهار


                    الايادى الممدودة كالنصال منها ما فتح باب العربة ومنها ما شد ذيل الثوب الحريرى ومنها ما جذب هيباتيا من ذراعها فألقاها على الارض , انفلت شعرها الطويل الذى كان ملفوفاً كالتاج فوق راسها فانشب فية بطرس اصابعة ولوى الخصلات حول معصمة , فصرخت فصاح :بأسم الرب سوف نطهر ارض الرب , سحبها بطرس من شعرها الى وسط الشارع , وحوله اتباعة من جند الرب يهللون .

                    حاولت هيباتيا ان تقوم , فرفسها احدهم فى جنبها , فتكومت , ولم تقو على الصراخ , اعادها بطرس الى تمددها على الأرض بجذبة قوية من يدة الممسكة بشعرها الطويل . الجذبة القوية انتزعت خصلات من شعرها فرماها , نفضها من يدة , ودس السكين فى الزنار الملفوف حول وسطة , وامسك شعرها بكلتا قبضتية , وسحبها خلفة .. ومن خلفة اخذ جند الرب يهتفون هتافة , ويهللون لة , وهو يجر ذبيحتة .

                    كنت لحظتها واقفا على رصيف الشارع ,. مثل مسمار صدىء . لما وصلوا قبالتى نظر بطرس ناحيتى بوجة ضبع ضخم , وتهلل وهو يقول : ايها الراهب المبارك , اليوم نطهر ارض الرب .. وبينما هى تتأرجح من ورائة على الارض , تقلبت هيباتيا , استدار وجهها نحو موضعى . نظرت الى بعين مصعوقة , ووجة تكاد الدماء منة تنفجر , حدقت فى وجهى لحظتها فأدركت انها عرفتنى مع اننى كنت فى الزى الكنسى !



                    مدت ذراعيها ناحيتى وصاحت مستصرخة بى



                    يا أخى


                    تقدمت الى منتصف الشارع خطوتين , حتى كادت اصابعى تلمس اطراف اصابعها الممدودة نحوى .
                    كان بطرس القارىء يلهث منتشياً وهو يمضى ناحية البحر ساحباً غنيمتة . وكان البقية يتجمعون حول فريستهم , مثلما تجتمع الذئاب حول غزال رضيع .. لما اوشكت اصابع هيباتيا ان تعلق بيدى الممدودة اليها , امدت يد نهشت كم ثوبها , فتطوحت كفها بعيداً عنى , وتمزق الثوب فى اليد الناهشة , فرفعة الناهش ولوح بة , وهو يزعق بعبارة بطرس :





                    باسم الرب , سوف نطهرأرض الرب ..






                    العبارة التى صارت يومها أنشودة للمجد الرخيص




                    من بعيد , اقبلت امرأة حاسرة الرأس كانت تصرخ وهى تقبل نحونا مسرعة فزعة قائلة :



                    يا أختاة .. ياجنود الرومان ..




                    أغثنا يا سرابيس !




                    المرأة المسرعة نحونا كان ثوبها وشعرها يرفان ورائها وكنا قد اقتربنا من ناحية البحر .. أقبلت المرأة تجرى نحو الجمع حتى أرتمت فوق هيباتيا , ظانة انها بذلك سوف تحميها فكان ما كان متوقعا. أندثت فيها الاذرع فرفعتها عن هيباتيا وألقتها بقوة الى جانب الطريق , أصطدم رأسها بالرصيف , وأنسحج وجهها , فتلطخ بالدم والتراب . حاولت المرأة ان تقوم , فضربها أحدهم على رأسها بخشبة عتية , بأطرافها مسامير فترنحت المرأة وسقطت من فورها على ظهرها أمامى , والدم يتفجر من أنفها وفمها , ويلطخ ثوبها . عند سقوطها أمامى صرخت من هول المفاجأة فقد عرفتها .. هى لم تعرفنى , فقد كانت تنتفض وهى تلفظ اخر انفاسها وهكذا ماتت أوكتافيا يوم الهول , تحت أقدامى من دون ان ترانى .


                    رجعت خطوات حتى ألتصق ظهرى بجدار بيت قديم , لم أستطع انتزاع عينى عن جثة أوكتافيا التى اهاجت دماؤها الصخب , فاشتدت بجند الرب تلك الحمى التى تتملك الذئاب حين توقع صيداً . صارت عيونهم الجاحظة مثل عيون المسعورين , وهاجت بواطنهم طلبا لمزيد من الدم والإفتراس , تجمعوا فوق هيباتيا , حين وقف بطرس ليلتقط انفاسة أمتدت الى يدها يد مازعة , ثم امتدت اياد اخرى الى صدر ردائها الحريرى الذى تهرأ , واتسخ بالدماء والتراب , أمسكوا برداء الثوب المطرز وشدوا فلم ينخلع وكاد بطرس يقع فوق هيباتيا من شدة الشدة المباغتة , لكنة سرعان ما عاد واستعاد توازنة , ومضى يجر ذبيحتة , ومن ورائة انحنى اتباعة محاولين اقتناص رداء هيباتيا ..




                    هيباتيا .. استاذة الزمان .. النقية .. القديسة ..



                    التى عانت الام الشهيد وفاقت بعذابها كل عذاب








                    على ناصية الطريق الممتد بحذاء البحر صاحت عجوز شمطاء




                    وهى تلوح بصليب , أسحلوا العاهرة





                    وكأن العجوز نطقت بأمر إلهى






                    توقف بطرس فجأة , وتوقف اتباعة , ثم تصايحوا بصرخات مجلجلة , تركت جثة أوكتافيا ورائى , ولحقت بهم مبهوتاً , املا ان تفلت هيباتيا من ايديهم , او يأتى جنود الحاكم فيخلصوها منهم أو تقع معجزة من السماء .. أو ..

                    كنت غير بعيد عنهم وغير قريب , فرأيت نتيجة ما أوحت بة المرأة الشمطاء .. رأيت .. انهالت الايدى على ثوب هيباتيا فمزعتة .. الرداء الحريرى تنازعوة حتى انتزعوة عن جسمها , ومن بعدة انتزعوا ما تحتة من ملابس كانت تحيط بجسمها بإحكام . كانوا يلتزون بنهش القطع الداخلية ويصرخون , وكانت العجوز تصرخ فيهم كالمهووس : أسحلوها



                    وكانت هيباتيا تصرخ يا اهل الاسكندرية !


                    وكان البعيدون عن الوصول الى جسمها , يصرخون , العاهرة , الساحرة ! .. وحدى أنا , كنت صامتاً





                    صارت هيباتيا عارية تماماً ومتكومة حول عريها تماماً



                    ويائسة من الخلاص تماماً





                    ومهانة تماماً


                    لا اعرف من اين اتوا بالحبل الخشن الذى لفوة حول معصمها وأرخوة لمترين أو ثلاثة , ثم راحوا يجرونها بة وهى معلقة من معصمها .. وهكذا عرفت يومها معنى كلمة السحل التى أوحت بة المرأة الى بطرس القارىء واتباعة .

                    شوارع الإسكندرية تفترشها بلاطات حجرية متجاورة , تحمى الطرقات أيام الشتاء من توحل الأرض بسبب المطر . البلاطات متجاورة لكنها غير متلاحمة , وحوافها حادة بفعل طبيعتها الصلبة , فإذا جر عليها أى شىء مزقنة وإن كان ذا قشر قشرتة , وإن كان إنساناً كشطتة .. وهكذا سحلوا هيباتيا المعلقة بحبلهم الخشن الممدة على الأرض , حتى تسحج جلدها وتقرح لحمها .

                    وسط الصخور المتناثرة عند حافة الميناء الشرقى , خلف كنيسة قيصرون التى كانت فى السابق معبداً , ثم صارت بيتاً للرب يقرأ فية بطرس الأنجيل كل يوم !

                    كانت هناك كومة من أصداف البحر . لم أر أول من ألتقط منها واحدة , وجاء بها نحو هيباتيا , فاللذين رأيتهم كانوا كثيرين . كلهم أمسكوا الصدف , وأنهالوا على فريستهم .. قشروا بالأصداف جلدها عن لحمها ..



                    علا صراخها حتى ترددت أصداؤة



                    فى سماء العاصمة التعيسة




                    عاصمة الله العظمى , عاصمة الملح والقسوة


                    الذئاب انتزعوا الحبل من يد بطرس وهم يتصايحون , وجروا هيباتيا بعدما صارت قطعة , بل قطعاً من اللحم الأحمر المتهرىء . عند بوابة المعبد المهجور الذى بطرف الحى الملكى البرخيون ألقوها فوق كومة كبيرة من قطع الخشب , وبعدما صارت جثة هامدة .. ثم .. أشعلوا النار علا اللهب , وتطاير الشرر ..



                    وسكتت صرخات هيباتيا بعدما بلغ نحيبها من فرط الألم عنان السماء





                    حيث كان الله والملائكة والشيطان يشاهدون ما يجرى




                    ولا يفعلان شيئاً

                    تعليق


                    • #11


                      الرقابة تنفي وصول أي طلب لمنع عرض فيلم «أجورا» بحجة إساءته للمسيحية

                      كتب- أحمد خير الدين:

                      نفي الدكتور سيد خطاب- رئيس جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية- وصول أي طلب للرقابة بمنع عرض فيلم «أجورا» للمخرج الإسباني أليخاندرو أمينابار في حفل ختام بانوراما الأفلام الأوروبية والتي تنظمها شركة مصر العالمية في الفترة من 16 إلي 22 ديسمبر الجاري ،وأشار خطاب إلي أن الفيلم موجود حالياً في الرقابة بانتظار إجازة عرضه في قاعات السينما التابعة للبانوراما، بينما أكدت مصادر مقربة من الأنبا بيشوي- سكرتير المجمع المقدس- قيامه بإرسال خطاب رسمي إلي الرقابة يطالب فيه بمنع عرض الفيلم الإسباني في دور العرض المصرية لاحتوائه علي العديد من الأكاذيب التي تسيء إلي الديانة المسيحية،

                      خصوصاً فيما يتعلق باتهام رجال الدين المسيحي بالتحريض علي قتل الفيلسوفة هيباتيا، كما أشارت هذه المصادر إلي اعتزام الأنبا بيشوي والأنبا موسي- أسقف الشباب- القيام بتحركات أخري لمنع عرض الفيلم وذلك بعد عودة الأنبا بيشوي من رحلته إلي اليونان، خصوصاً أن الفيلم تم منعه في عدد من الدول منها إيطاليا علي سبيل المثال.

                      ومن جهتها أعلنت المنتجة ماريان خوري- المشرفة علي البانوراما- عدم وجود أي إلغاءات في عروض بانوراما الأفلام الأوروبية وعدم وصول أي طلب لهم بمنع عرض الفيلم.

                      جدير بالذكر أن فيلم «أجورا» يتناول الصراعات الدينية والتعصب المذهبي من خلال شخصية العالمة هيباتيا التي تلقي مصرعها علي يد مجموعة من المتعصبين.


                      http://dostor.org/ar/index.php?optio...40985&Itemid=1

                      تعليق


                      • #12
                        إعلان الفيلم:
                        http://www.youtube.com/watch?v=VA3d9H1Mou8

                        تعليق


                        • #13
                          بين الحمار و«المجنون» والبردعة

                          ضحى شمس

                          كنت نويت ألا أكتب عن الموضوع. فلسنا بحاجة إلى قصة إضافية مفادها أن عنف الشارع اللبناني يزداد سوءاً، وأن التعصب، الذي لا يوصف بالعمى من فراغ، لم يعد يُخجل المصابين به. فالمرء، بدون أن ينتبه أحياناً، يخضع، تعباً ربما، لابتزاز ليحظى ببعض سلام في أيامه الغارقة مثلنا بالعنف اليومي. لكن الصمت لا يؤدي إلا لمفاقمة الوضع. هكذا، يصبح «عادياً» أن يتعدى عليك زملاؤك المواطنون، شفهياً غالباً... حتى الآن: في الشارع، في المكتب، على موقع الجريدة، حتى وأنت تبحث عن بعض الترفيه، في عتمة صالة سينما، كما حصل معي الأسبوع الماضي.

                          فقد قصدت وصديقاً لي مغرماً بكل ما هو فلسفة يونانية، سينما في منطقة فرن الشباك، لمشاهدة فيلم «أغورا»، للإسباني أليخاندرو أمينابار، الذي يروي كيف أن حضارة مستقرة مترفة يدمرها التعصب الديني. يختصر الفيلم حقبة تاريخية نهاية القرن الثالث للميلاد في الإسكندرية. و«أغورا» هي لفظة يونانية تفيد مكان التجمع للتداول بالأفكار، ويحكي قصة فيلسوفة وفلكية شابة، هي «هيبيشيا»، تبحث في كروية الأرض، وكانت تدرّس لطلابها في مكتبة الإسكندرية الشهيرة، لكن ميليشيا من متعصبي المسيحيين الأوائل، تحرقها، ليحرقوا في نهاية الفيلم الفيلسوفة لرفضها اعتناق الديانة.

                          الفيلم مبني على حقائق وثائقية غيبتها كليشيهات التاريخ. وجزء من روعته كان استخدامه مفردات الأفلام الهوليوودية الضخمة في خدمة رواية مخالفة للروايات الرسمية المنتصرة.
                          هكذا، وفي اللحظة التي كان فيها «الملتحون» المتعصبون لدينهم الجديد، يقتحمون مكتبة الإسكندرية المترعة بلفائف ومخطوطات العلم والفلسفة، ليحرقوها، وفيما كانت الفيلسوفة الشابة، تركض في أنحاء المكتبة محاولة إنقاذ بعض المخطوطات، كان الصديق، وهو بالمناسبة رجل قانون، يهز برأسه متأثراً هامساً: «له له له...»!

                          وإذ يدوّي صوت قريب في العتمة: «خلص يا كلب! أنقبر فلّ من هون... قوم من حدنا... قوم انقبر عم قلك!». التفتنا إلى مصدر الصوت فلم نر شيئاً في عتمة القاعة، لكننا لم نفهم لمن كان الشاب الغاضب يوجه كلامه! نظرنا حولنا، فلم نجد إلا نحن، الجالسين على مسافة عشرة مقاعد على الأقل عن الشاب الغاضب! يسأل الصديق المذهول: «عفواً مع مين عم تحكي؟ معي؟»، يجيب الرجل بالصراخ «انت يا خ... ايه انت، قوم من هون عم قلك انت واللي معك وله».

                          «معنا عم يحكي هيدا»، لم يكف الصديق عن التساؤل. فكل ما صدر عنه هو تلك الهمهمة الآسفة، التي بالكاد، أنا الجالسة بقربه، سمعتها! يهمس الصديق: «هيئتو مجنون هيدا، قومي نبعّد عنو». ولأنه رجل، وفي لبنان، أي إنه هو المطالب بردة الفعل، لم أعارض رغبته. فلست من النساء اللواتي يرتحن لمشهد رجال يتضاربون، ولم يكن الصديق الدمث، رجل القانون، من هذا النوع. ولم يكن مفهوماً ما هي مشكلة الرجل أصلاً، وحتى تعبير وجهه لم نره في العتمة، كل ما سمعناه هو صوته الغاضب وعباراته الشوارعية التي لم تستدع في ذاكرتي كابنة حرب أهلية، إلا مآثر مسلحي الميليشيات.

                          وسط هذه الفوضى، ولأن الفيلم كان مستمراً، استجبت لرغبة الصديق، وغيّرنا مكاننا. لكني لم أكن مرتاحة. وبدلاً من أن أتابع الفيلم، بقيت أفكر في «المجنون»، كما وصفناه. كان في داخلي صراع. أحسست أن أحداً تعدى عليّ ولم أدافع عن نفسي. لا بل إن «المجنون» ربّى فينا الصالة بكاملها. كان عليّ أن أدافع عن نفسي، فانتظرت حتى نهاية الفيلم. وما إن أضيئت الصالة، حتى خرج «المجنون» أمامنا، وحرص على النظر إلينا شذراً، قبل أن يخرج وأصحابه كديك منفوش الريش.
                          «أين المدير» سألت الموظف. فيما كان الصديق ما زال يجادلني أن «فيوزات الرجل طاقّة»، لكن كان من الواضح أن مشكلة الشاب أننا شهدنا على صورة لا يرضاها لنفسه وما يعتبره «قومه». لم يكن يهمه أن الحدث تاريخي وموثق، كان كل همه ألا يشمت به «الآخرون». وبما أننا في لبنان، فلا شك بأننا «الآخرون». بالطبع هو لا يعرف أن هذا الصديق مسيحي، لكن الصورة التي جاءت من «غربي» (مرجع الحضارة) وتطابقها مع صورة المتعصبين المسلمين في عصرنا، وبوجود «أغراب»، أي نحن، كان أكثر مما يقدر على تحمله. لكنه لم يقدر على «الحمار» أي المخرج الإسباني غير الموجود بيننا، فما كان منه إلا أن جرب مع «البردعة»، أي المشاهدين المعجبين بالفيلم. لكن، كيف يعتدي شخص في مكان عام وبتلك الطريقة الصاخبة على الناس، بدون أن يعترضه معترض من موظفي القاعة؟ لو حصل ما حصل في سينما فرنسية مثلاً لكان شبان الصالة سحبوه من رقبته إلى الخارج واستدعوا الشرطة.

                          يسألنا مدير الصالة: أي فيلم هذا؟ تجيبه الموظفة: «فيلم حساس شويه، بين إسلام ومسيحية»! يهتف الصديق وهو يضحك: «عفواً بس ما كان في إسلام وقتها مدام». يجيبنا المدير أنهم كانوا ليتدخلوا لو خرجنا واشتكيناه، في تلك اللحظة يمر بجانبنا شاب، ويقول لنا: «يا ريتك ضربتو، كنا ناوين لو معك، بس انت صاحب الحق وما تحركت!».

                          http://al-akhbar.com/ar/node/172385

                          تعليق


                          • #14
                            الكنيسة تطالب الرقابة بمنع عرض فيلم إسبانى

                            كتب غادة عبدالحافظ ٢٨/ ١/ ٢٠١٠

                            أرسل المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية خطابا رسميا إلى الإدارة المركزية على المصنفات الفنية يطالبها فيه بمنع عرض الفيلم الإسبانى «أجورا» لأنه يمجد الوثنية ويحبب الناس فيها، ويسىء إلى الديانة المسيحية، ويظهر المسيحيين فى صورة وحوش ومنتقمين، كما يسىء إلى القديس كيرلس الكبير الملقب بـ«عمود الدين» ويظهره فى صورة مكروهة وعنيفة جدا.

                            وقد تباينت ردود الفعل حول الفيلم الذى أخرجه «أليخاندرو أمينابار» والذى عرض منذ فترة فى القاهرة فى ختام مهرجان بانوراما الفيلم الأوروبى، فقد وصفته قيادات كنسية بأنه يحمل افتراءات استهدفت تشويه المسيحية والإساءة للمسيحيين، بينما أشاد به النقاد ووصفوه بـ«التحفة الفنية» ورفضوا منع عرضه.

                            قال جرجس إبراهيم صالح، أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط إن المجلس بصدد إرسال خطابات للرقابة فى مصر ودول الشرق الأوسط لمنع عرض الفيلم لما يحمله من تشويه للديانة المسيحية ووصمها بالعنف والغوغائية ورفض العلم، فى حين أن من أهم مبادئ المسيحية المحبة حيث يقول المسيح «أحبوا أعداءكم» بالإضافة لدعوتها الدائمة للعلم وحرصها عليه، وقال: الفيلم يمجد الوثنية من أجل إعادة نشرها فى العالم من خلال تشويه الدين وهذا أيضا ضد تعاليم الإسلام وليس المسيحية فقط .

                            وأثارت مطالبات الكنيسة بمنع عرض الفيلم استياء عدد من النقاد الذين أشادوا بالمستوى الفنى له، ومنهم الناقد السينمائى سمير فريد، الذى قال إن الفيلم تحفة فنية رائعة حازت إعجاب النقاد والجمهور عندما عرض فى مهرجان «كان»، وكذلك عندما عرض فى مصر فى بانوراما الفيلم الأوروبى على الرغم من حذف ثلث ساعة كاملة منه خاصة بعنف اليهود ضد المسيحيين لمصلحة التسويق على مستوى العالم، وقال: «شاهدت الفيلم كاملا فى مهرجان كان وفوجئت بعدها بحذف ثلث ساعة منه بعد ذلك عندما تم عرضه فى مصر.

                            وأكد مخرجه أن ذلك جاء لصالح التسويق وتقليل مدة الفيلم وكانت كل المشاهد المحذوفة خاصة بعنف اليهود ضد المسيحيين، لكن ذلك لم يؤثر على ترابط قصة الفيلم ولم يشعر المشاهد بالفرق».

                            ورفض فريد فكرة تدخل الكنيسة فى عرض الفيلم أو رفضه قائلا: «أنا ضد تدخل الكنيسة أو الأزهر أو أى جهة دينية فى أعمال الرقابة لأن هذا غير مقبول وأربأ بتلك المؤسسات المحترمة عن الإقدام عليه، فالقانون منح الرقيب الحق فى تقييم الأعمال الفنية من وجهة نظره والسماح بعرضها أو منعها وفقا لتقديره».

                            وأشار فريد إلى أن الفيلم يروج لفكرة نبذ العنف من جميع الأطراف اليهود والمسيحيين والوثنيين ويدين التعصب والغوغائية بشكل موضوعى ويظهر أنه ليس هناك تصادم أو تعارض بين الدين والعلم، كما أنه ليس ضد المسيحيين ولا الكنيسة القبطية، وقال: على الكنيسة أن تواجه الفكر بالفكر وليس بالمنع، ولو شعر قيادات الكنيسة أن الفيلم به تشويه للحقائق وللتاريخ فعليهم أن يواجهوا ذلك بالفكر من خلال كتاب مضاد أو فيلم مواز يبرز الحقيقة من وجهة نظرهم كما فعل الأنبا بيشوى بشكل متحضر فى رده على رواية يوسف زيدان «عزازيل» بكتابه «الرد على البهتان فى رواية يوسف زيدان».

                            الفيلم تكلف إنتاجه نحو ٥٠ مليون يورو، وتم تصويره فى جزيرة مالطا، ويتناول الحقبة التاريخية فى أوائل القرن الرابع أثناء الحكم الرومانى لمصر، وتجرى أحداثه فى مدينة الإسكندرية التى كانت قبلة الحضارات الثلاث الرومانية والفرعونية والإغريقية من خلال قصة حياة الفيلسوفة «هيباتيا» وهى عالمة ومفكرة ملحدة تؤدى دورها «راشيل وايز».

                            شديدة الجمال والذكاء وتشغل نفسها بأسئلة حول علاقة الأرض بالشمس وماهية الكون وعلاقتها بتلاميذها الذين كانت تحثهم خلال الدروس على التأمل ونبذ الخلافات الفكرية والعقائدية بجملة رددتها أكثر من مرة: «احنا كلنا اخوات فى الإنسانية».

                            ويوضح الفيلم للمشاهد من خلال الأحداث علاقة «هيباتيا» الأنثى الوحيدة وسط مجتمع ذكورى بالشخصيات الدرامية الأخرى التى تحيط بها والتى تدور فى خطين متوازيين:

                            الأول «دافوس» العبد الذى يحبها فى صمت وهى لا ترى فيه إلا تلميذاً وعبداً لكنها تمنحه الحرية عندما تعرف رغبته فى دخول المسيحية، والثانى «أوريستوس» القائد الرومانى الذى أصبح تلميذاً لها وتربطه بها علاقة حب ويتحول فى نهاية الأحداث إلى حاكم الإسكندرية بالاضافة للصراع الخفى بينه وبين البابا كيرلس الذى جاء خلفا لخاله ويتنازعان السيطرة على الشعب، الأول من خلال السياسة، والثانى من خلال الدين.

                            وتتخلل الفيلم شخصيات كان لها تأثير قوى على سير الأحداث مثل الراهب «أمونيوس» الذى كان مقرباً من البابا كيرلس وكان له دور بارز فى إثارة الفتن وممارسة العنف، ويظهر ذلك من خلال مناظرة بين الراهب أمونيوس وأحد الوثنيين فى الساحة أمام والد هيباتيا حيث يطلب الراهب من الوثنى أن يمر كل منهما على جمرات النار المشتعلة ومن يمر دون أن تأذيه النار يكون دينه هو الحق ويمر الراهب على الجمرات دون أن يتأذى وسط صيحات وتهليل المسيحيين ويرفض الوثنى ووالد هيباتيا إجراء التجربة فيجذبه أمونيوس بعنف ويلقيه فى النار فيحترق.

                            ويعقد كهنة المعبد جلسة للنظر فى توغل المسيحية وكيفية التصدى لها بالقوة ومنع المسيحيين من دخول مكتبة الإسكندرية وحلقات الدرس وتعترض هيباتيا قائلة «إننا جميعا آدميون وكل شخص حر فى اعتقاده» ويقوم الوثنيون بضرب المسيحيين فى الساحة ويقتلون العديد منهم وسط استياء وغضب شديد من هيباتيا التى تدعو لنبذ العنف وحرية الاعتقاد ويقابله عنف مضاد من المسيحيين.

                            ويلعب الراهب أمونيوس دوراً فى شحن المسيحيين بمباركة من البابا كيرلس الذى بدأ عهده كبطريرك بدعوة المسيحيين لتطهير أرض الرب معلنا رفضه تعاليم هيباتيا ورفضه للعلم الذى يمثل الوثنية والإلحاد فيقتحم المسيحيون المكتبة لتدميرها وتمزيق مابها من كتب ومخطوطات وتحاول «هيباتيا» إنقاذ المخطوطات وسط محاولات لحمايتها من دافوس الذى ينخرط فى المسيحية ويتحول إلى تابع لأمونيوس ويعانى من صراع داخلى بين ما تعلمه من هيباتيا من علوم ومحبة وبين ما يتعلمه من أمونيوس من عنف.

                            http://www.almasry-alyoum.com/articl...1&IssueID=1664


                            فضلا اقرأ:

                            رد الدكتور زيدان على تدليسات كتاب الأنبا بيشوى الذى يدعى فيه تفنيد رواية عزازيل

                            تعليق


                            • #15
                              الرقابة تقرر عرض الفيلم الإسبانى «أجورا» فى المهرجانات فقط

                              كتب غادة عبدالحافظ ٣٠/ ١/ ٢٠١٠

                              لقطة من الفيلم الأسبانى «أجورا»

                              أكد الدكتور سيد خطاب، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، أنه لن يتم عرض الفيلم الإسبانى «أجورا» إلا فى المهرجانات فقط، وذلك حرصا على مشاعر الأخوة المسيحيين، بعد مطالبات المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمنع عرض الفيلم.

                              وقال خطاب فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: تلقيت خطابين من الأنبا بيشوى يؤكدان أن الفيلم يمجد الوثنية، ويغير كثيرا من الحقائق، كما يسىء من وجهة نظره إلى الديانة المسيحية.

                              وأوضح خطابا الأنبا بيشوى أنه لم يطالب فى خطابه الأول صراحة بمنع عرض الفيلم، لأنه لم يكن قد شاهده بعد، وكانت كل المعلومات المتوافرة لديه من التعليقات على الإنترنت، لكن فى الخطاب الثانى أكد الأنبا أنه شاهد الفيلم وأنه يسىء فعلا للمسيحية ولرموز الكنيسة المصرية، وقال: سيتم أخذ ذلك فى الاعتبار مستقبلا.

                              وأكد الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، ومطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى أن الفيلم تعمد إلصاق تهمة العنف بالمسيحيين فقط، وأغفل ما عاناه المسيحيون من اضطهاد وقتل واستشهاد فى العصر الرومانى، كما أغفل المذبحة التى تعرض لها الشعب المسيحى على يد اليهود فى مكيدة احتراق الكنيسة عندما صرخ عدد منهم معلنا أن الكنيسة تحترق،

                              وعندما هب المسيحيون لانقاذها، خرجت عليهم أفواج اليهود وذبحتهم دون أن يحاسبهم أحد، كما أغفل قتل الرهبان من شدة التعذيب على يد الحاكم الرومانى وأعوانه، وتعمد الإساءة للرهبان المسيحيين وصورهم بأنهم يمارسون العنف سواء فى دعوتهم للدين المسيحى أو فى اعتدائهم على اليهود والوثنيين، بالإضافة إلى تدميرهم مكتبة الإسكندرية، وكل هذه الأحداث جاءت لصالح تمجيد الوثنية.


                              http://www.almasry-alyoum.com/articl...6&IssueID=1666

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 2 ديس, 2021, 02:04 م
                              ردود 2
                              29 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عاشق طيبة
                              بواسطة عاشق طيبة
                               
                              ابتدأ بواسطة محمد24, 19 أكت, 2020, 01:27 م
                              ردود 8
                              115 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة محمد24, 2 أكت, 2020, 05:05 م
                              ردود 4
                              154 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة محمد24
                              بواسطة محمد24
                               
                              ابتدأ بواسطة محمد24, 3 سبت, 2020, 01:58 م
                              ردود 3
                              103 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة سعدون محمد1
                              بواسطة سعدون محمد1
                               
                              ابتدأ بواسطة محمد24, 29 أغس, 2020, 04:16 م
                              ردود 0
                              64 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة محمد24
                              بواسطة محمد24
                               
                              يعمل...
                              X