تويت
صفات المـُربي الناجح .. لتربية جيل صالح ..2- العمق الإيماني .
بسم الله الرحمن الرحيم ..
استكمالاً لموضوع : صفات المُربي الناجح لتربية جيل صالح وبعد أن تحدثنا عن أهمية أن يكون
المربي الناجح قدوة صالحة لأبناءه:
المربي الناجح قدوة صالحة لأبناءه:
نتحدث الآن عن الصفة الثانية اللازم توافرها في المُربي المسلم حتى ينجح بإذن الله في مهمته التربوية مع النشأ ..
المربي الناجح لابد أن يكون ذو إيمان ..
قد يظن المعلم أن واجبه فقط هو تبليغ المعلومة للتلاميذ، وذكر الآية أو الحديث ، ويحسب أنه بذلك سينجح في العملية التربوية !! وكذلك قد يظن الأبوان !!
فيخفى على كثير من المعلمين-فضلاً عن الأباء-أن الصلاح الداخلي للمُربي هو ركنٌ لا بد أن يتواجد فيه كي يكون ناجحاً في عملية التربية ..
لقد كان السلف الصالح يهتمون بذلك،ويُرجعون كل قصورعن بلوغ الكلام مَرامِيهِ إلى ضعف القلب الصادرِ عنهُ،وذلك قبل اتهام قلوب السامعين .
قال الحسن وقد سمع متكلماً يعظ فلم تقع موعظته من قلبه ولم يَرِّق لها:
" يا هذا ! إن بقلبك لشراً أو بقلبي " البيان والتبيين .
ولا يخفى على أحدنا أن تحقيق هذا العمق الإيماني لا يكون بالكلام، أو بالتكلف والتحلي الزائف، بل ليس له إلا طريق واحد، هو : الإخلاص لله عز وجل، والتقرب إليه سبحانه ..
فإذا اقترب المُربي من ربه..اقتربت منه قلوب العباد..وإن ابتعد عن به بعدت عن القلوب ..
لا سيما قلوب تلاميذه أو أبناءه ، فتذهب حينئذ توجيهاته هباءاً منثورا ..
فيخفى على كثير من المعلمين-فضلاً عن الأباء-أن الصلاح الداخلي للمُربي هو ركنٌ لا بد أن يتواجد فيه كي يكون ناجحاً في عملية التربية ..
لقد كان السلف الصالح يهتمون بذلك،ويُرجعون كل قصورعن بلوغ الكلام مَرامِيهِ إلى ضعف القلب الصادرِ عنهُ،وذلك قبل اتهام قلوب السامعين .
قال الحسن وقد سمع متكلماً يعظ فلم تقع موعظته من قلبه ولم يَرِّق لها:
" يا هذا ! إن بقلبك لشراً أو بقلبي " البيان والتبيين .
ولا يخفى على أحدنا أن تحقيق هذا العمق الإيماني لا يكون بالكلام، أو بالتكلف والتحلي الزائف، بل ليس له إلا طريق واحد، هو : الإخلاص لله عز وجل، والتقرب إليه سبحانه ..
فإذا اقترب المُربي من ربه..اقتربت منه قلوب العباد..وإن ابتعد عن به بعدت عن القلوب ..
لا سيما قلوب تلاميذه أو أبناءه ، فتذهب حينئذ توجيهاته هباءاً منثورا ..
____________________
حسناً ..
ماهي المقاييس التي يجب على المُربي مراقبتها في نفسهِ حتى يكونَ مـُحققاُ لهذه الصفة من صفات المربي الناجح ؟؟
ماهي المقاييس التي يجب على المُربي مراقبتها في نفسهِ حتى يكونَ مـُحققاُ لهذه الصفة من صفات المربي الناجح ؟؟
أولاً: المربي الناجح يقدس الشعائر .
ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ الحج 32
إنك لن تستطيع أن تصنع نشئاً يقدس الشعائر وأنت نفسك لا تقدسها .. فكلُ إناءٍ بما فيه ينضح .. والطفلُ على شاكلة مُربِّيهِ يـُنسخ ..
إنك لن تستطيع أن تـُقدم للأمة طفلاُ محافظاً على صلاة الفجر وأنت لا تحافظ عليها !!
إذا تأملنا حالـَهُ صلى الله عليه وسلم، هذا المربي الناجح الذي ربِّى بأفعاله قبل أقواله، لوجدناه صلى الله عليه وسلم كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة ..
إن مثل هذا الفعل يصنع في الطفل ألف فعل ويؤثر فيه أيما تأثير .
ملحوظة هامة : لا أَحَبُ ولا أرضى للرَّبِ من الفرضِ .. كما جاء في الحديث القدسي :
(( وماتقرب إليّ عبدي بشيء أحبُ إليّ مما افترضته عليه )) رواه البخاري
لذلك فالترتيب الطبيعي لمراحل صلاح المرء لابد وأن يبدأ بتقديس الشعائر وتعظيم الحرمات .. وذلك قبل اتقان النوافل والتورع عن المكروهات ..
إنك لن تستطيع أن تـُقدم للأمة طفلاُ محافظاً على صلاة الفجر وأنت لا تحافظ عليها !!
إذا تأملنا حالـَهُ صلى الله عليه وسلم، هذا المربي الناجح الذي ربِّى بأفعاله قبل أقواله، لوجدناه صلى الله عليه وسلم كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة ..
إن مثل هذا الفعل يصنع في الطفل ألف فعل ويؤثر فيه أيما تأثير .
ملحوظة هامة : لا أَحَبُ ولا أرضى للرَّبِ من الفرضِ .. كما جاء في الحديث القدسي :
(( وماتقرب إليّ عبدي بشيء أحبُ إليّ مما افترضته عليه )) رواه البخاري
لذلك فالترتيب الطبيعي لمراحل صلاح المرء لابد وأن يبدأ بتقديس الشعائر وتعظيم الحرمات .. وذلك قبل اتقان النوافل والتورع عن المكروهات ..
____________________
ثانياً: المربي الناجح يـُعظم حرمات الله .
ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ الحج 30
لابد أن تتوافر عند المربي المسلم الناجح حساسية تجاه كل ما هو حرام .. هذه الحساسية يستطيع الطفل جيداً أن يدركها ويتأثر بها إذا كانت متوفرة عند المـُربي .. والعكس أيضاً صحيح .. فيفقد الطفل هذه الحساسية بصورة طبيعية في حال عدم وجودها لدى المُربي .
قد يتسائل البعض : كيف السبيلُ إلى ذلك والمجتمعات ملئى حتى النخاع بألوان ٍ وأشكال ٍ من الحرام ؟؟
نقول : إننا برغبتنا في زرع الحساسية ضد الحرام في أطفالنا لا نقصد بذلك عزلهم عن المجتمع ..
إنما نقصد أنه [glow=FFFFCC]لابد من تعزيز الحسن وتقبيح القبيح ..[/glow] وهذا هو دور المـُربي .
فكلما تكاتف المربون (الأباء والمعلمون) في تعزيز الحسن وتقبيح القبيح كانت الصورة لدى الطفل واضحة ومكتملة ليس فيها تناقض ..
قد يتسائل البعض : كيف السبيلُ إلى ذلك والمجتمعات ملئى حتى النخاع بألوان ٍ وأشكال ٍ من الحرام ؟؟
نقول : إننا برغبتنا في زرع الحساسية ضد الحرام في أطفالنا لا نقصد بذلك عزلهم عن المجتمع ..
إنما نقصد أنه [glow=FFFFCC]لابد من تعزيز الحسن وتقبيح القبيح ..[/glow] وهذا هو دور المـُربي .
فكلما تكاتف المربون (الأباء والمعلمون) في تعزيز الحسن وتقبيح القبيح كانت الصورة لدى الطفل واضحة ومكتملة ليس فيها تناقض ..
____________________
ثالثاً: المربي الناجح لايتبع الهوى .
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ القصص 50
يجب على المـُربي ألا يتخذ قراراته بهواه ولا بمزاجه ولا بما تمليه عليه نفسه .. يجب على المربي الناجح أن يكون مُدركاً أنه يعيش لإرضاء الله تعالى وابتغاء جنته ، وهو بالتالي لا يأخذ قراره التربوي بناءً على هواه، بل بناءً على مايـُرضي الله .. وهذه علامة صلاحه وتقواه وقوة علاقته بالله .
إن الهوائية والمزاجية في اتخاذ قرارات تخص النشأ هي من أكبر المشاكل التي تواجه المربين ..
إن المُربي الذي يَحـْكـُمُهُ مزاجه وعاطفته يفشل غالباً في تحقيق أهدافه التربوية في تربيته لولده ..
لذلك فعلى المربي الناجح أن يحسب لقراره ألف حساب ويختار أسلوبه التربوي بعناية وهدوء مهما كانت الظروف والأحوال ..
فلا بد أن يُعاقِب في محل العقاب ولابد أن يُثيبَ في محل الإثابة .. هذا هو العدل الذي يُرضي الله ..
وعكسه (المزاجية والهوائية) لا تجلب إلا الظلم الذي حرمه الله ..
إن الهوائية والمزاجية في اتخاذ قرارات تخص النشأ هي من أكبر المشاكل التي تواجه المربين ..
إن المُربي الذي يَحـْكـُمُهُ مزاجه وعاطفته يفشل غالباً في تحقيق أهدافه التربوية في تربيته لولده ..
لذلك فعلى المربي الناجح أن يحسب لقراره ألف حساب ويختار أسلوبه التربوي بعناية وهدوء مهما كانت الظروف والأحوال ..
فلا بد أن يُعاقِب في محل العقاب ولابد أن يُثيبَ في محل الإثابة .. هذا هو العدل الذي يُرضي الله ..
وعكسه (المزاجية والهوائية) لا تجلب إلا الظلم الذي حرمه الله ..
وكان أبوهما صالحاً
تعليق