هل الإنجيل كتاب أم بشارة سارة؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل الإنجيل كتاب أم بشارة سارة؟

    هل الإنجيل كتاب أم بشارة؟
    نبدأ بمقدمة نتعرف فيها على يسوع:
    فقد كان نبيًا رسولا، من رسل الله تعالى، وكل رسول لا بد أن تكون له رسالة، فإذا نزعتم نبوته عنه، وأنزلتموه منزلة الإله، فما هى رسالته التى اعترف أنه جاء بها من عند الله الذى أرسله؟
    إنكم بقولكم إن يسوع لم يترك رسالة، تنزعون عنه كل شىء، فقد غيرتم اسمه من عيسى إلى يسوع وإلى Jesus، وغيرها من اللغات المختلفة، ونزعتم منه نبوته ورسالته وجعلتموه إلهًا، وعبدًا لله فى نفس الوقت، وبالتالى تقرون أنه ليس بنبى، وليست له رسالة جاء بها من عند الله، ثم نزعتم كل صفات الألوهية منه، فلا هو عليم، ولا حكيم، وقادر على كل شىء، ولا قادر أن يدفع عن نفسه الأذى، يولد ويموت كما يموت كل البشر. فماذا تبقى لكم من عقل أو حكمة أو دين؟
    لقد أقر يسوع للتلاميذ خاصة وللناس عامة من اليهود إنه رسول الله إليهم:
    متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
    يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
    يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
    يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
    يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِيلأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
    يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
    يوحنا 13: 20 (... وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
    يوحنا 17: 25 (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
    وأفهمهم أنه لا يتكلم من نفسه، ولا يفعل إلا ما يأمره به الله أو يمليه عليه:
    يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِيبَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
    يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
    يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّوَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
    يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
    يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِفَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
    يوحنا 10: 32 (32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي)
    يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
    يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) ولا يوجد ما يرضى الرب أكثر مما افترضه على عبده.
    يوحنا 5: 24(24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
    بل صعَّد يسوع تفانيه فى عمل مرضاة الله، وفخره بعبوديته له، بأن جعل عمله على مرضاة الله وتنفيذ مشيئته هو طعامه الذى يعيش منه:
    يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
    لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
    لوقا 18: 1 (1وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ)
    وأقر للمرأة السامرية بسجوده لله: يوحنا 4: 22 (22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ- لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.)
    والخلاصة: إنه كان عبدًا لله تعالى:
    أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَهوأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    وفهم الناس المعاصرون له كلهم بلا استثناء أنه عبد الله ورسوله:
    يوحنا 17: 3 و25 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. .......... 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي .......... 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي)
    متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
    وعندما أحيا ميت أرملة نايين أقر التلاميذ وجموع الناس، بل وأعداؤه أنه نبى عظيم:
    لوقا 7: 15-16 (15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
    متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
    يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
    وقال تلميذاه الذين كانا متجهان إلى قرية عمواس:
    لوقا 24: 19 (فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
    لكن هل النبى إله أو مساوٍ له؟
    أقر نبى الله دانيالأن النبى هو عبد الله ورسوله، وأن موسى كان عبدًا لله تعالى: دانيال 9: 6-11 (6وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِالَّذِينَ بِـاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. .... 10وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ.)
    لقد أعلن عيسى صراحة،أنه جاء تابعًا لناموس موسى عليهما السلام، مطبقًا له: متى5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.) فهل من المنطق أن يتبع الإله ناموس عبده؟
    وأقر يسوع بأنه خاضع لإرادة الله تعالى ومشيئته:يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
    يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
    متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21
    وأقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
    وأقر التلاميذ أن يسوع عبد الله ورسوله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    كما أدان بولس الذين تركوا الخالق وعبدوا المخلوق: رومية 1: 25 (25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِالَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
    وها هوبولس يقر أن يسوع بشر وله أخطاء: عبرانيين 7: 27(27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.)
    ويؤمنأن الله العاطى هو رب يسوع وإلهه الذى سماه سيدًا أى معلمًا: أفسس 1: 17 (17كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،)
    بل أثبت يسوع بشريته وناجى ربه وناداه فى أحلك اللحظات التى يكون الإنسان فيها صادقًا مع نفسه ومع الآخرين:متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
    بل أثبت يسوع بشريته وناجى ربه بعد أن تمجَّد:يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
    وأقر أنه ليس بدعًا من الرسل، ولكنه جاء تابعًا لناموس موسى وكتب الأنبياء:
    متى5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)
    وعلى ذلك فلو لم يأته الله تعالى كتابًا، فالكتاب الذى تتمسك به أنه من عنده وتسميه العهد الجديد فقد سقط بالكلية، حيث لم يطلع يسوع على ما كتبه كتاب الأناجيل، ولم يبد موافقته على ما اختاره رجال الكهنوت من بعض الأناجيل ورفض الأخرى، ولا توجد شهادة على أن هذه الكتب والرسائل جاءت بوحى من الله، بل إن الأخطاء الجغرافية والتاريخية والحسابية والعلمية التى به لتجعل لسان حال العقال أن يقول (مستحيل نسبة أيًا منها لله تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا)
    كما أنه لا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر، فأين شهود الوحى؟ لا يوجد:
    (16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.) متى 18: 16
    واعتبر نفسه والله اثنين وليسا واحدًا، فشهد لنفسه، وشهد الله له، فكانتا شهادتين: (18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».) يوحنا 8: 18، وبذلك يتم وجود شهادتين، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية، وكون الآب والابن والروح القدس واحد بل ثلاثة، وصدق القرآن فى تكفيره للقائلين باتخاذ يسوع إلهًا ضمن ثلاثة آلهة: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍوَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌوَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} المائدة 73
    يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
    يوحنا 14: 24 (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
    يوحنا 17: 6-8 (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
    يوحنا 17: 14 (14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ)
    من هذه الفقرات الإنجيلية يتبين لنا أن عيسى عليه السلام قد أعطى تلاميذه كلامًا فحفظوه، فكيف أعطاهم هذا الكلام إلا إذا كان مكتوبًا فى كتاب، وإلا لقال يسوع: قلت لهم فقط دون استخدام فعل أعطى؟ بل كيف حفظوا كلامه من مجرد السماع، وقد شهدت الأناجيل أن تلاميذ يسوع كانوا أغيباء؟ الأمر الذى يتحتم معه وجود كتاب يقرأون فيه ويعيدون القراءة حتى حفظوا كلامه! لأن تلاميذ مثل هؤلاء لا يعتمد على فهمهم أو إيمانهم، فكان لا بد من وجود كتاب يقيم الحجة لهم وعليهم وعلى غيرهم!!
    فلم يفهموا مثل الزوان: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
    وتضجَّر يسوع من سوء فهمهم، وقلة إيمانهم: (19فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ!».) مرقس 9: 19
    (27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.) يوحنا 8: 27
    (6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.) يوحنا 10: 6
    وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16
    (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
    ويؤيدنا فى ذلك قول يوحنا نفسه إن التلاميذ آمنوا بالكتاب وبكلامه. ولا يمكن أن تكون كلمة (الكتاب) مقصود بها هنا التوراة، لأنهم أساسًا من المؤمنين بالتوراة، وبموسى والأنبياء عليهم السلام، ولم يأت يسوع إلا لليهود، ولكان الكتاب الذى تركه يسوع هو التوراة مضافًا إليها ما أحله الله لبنى إسرائيل، أو غيره من الشرائع، وعليكم إذن أن تنسوا أمر ما تسمونه بالعهد الجديد. ولا يتبق لكم إلا التسليم بأن الكتاب هنا هو الكتاب الذى تركه يسوع للتلاميذ.
    يقول إنجيل يوحنا 2: 22 (22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.)
    وهو نفس الكتاب الذى قال عنه القمص عبد المسيح بسيط فى كتابه (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص 97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى (30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد «أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس ، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....»؟
    إن معنى كلمة إنجيل عند عامة المسيحيين هو مجموع كتب ورسائل العهد الجديد بما فيها الأناجيل الأربعة، وعند أنصاف المثقفين هو الأناجيل الأربعة مجتمعة معًا، وعند المثقفين والمتخصصين من علمائهم وقساوستهم فله مفهومان: مفهوم مجازى بمعنى أنَّ الإنجيل هو مجموع الأناجيل الأربعة. ومفهوم حقيقى وهو عبارة عن الأخبار السعيدة التى جاء بها المسيح. وهذه الأخبار السعيدة أو البشارة الطيبة عبارة عن مجئ المسيح إلى عالم البشرية وتحمله للعذاب المهين من أحقر خلقالله، ثم موته على الصليب ثم دفنه وقيامته من الموت حاملاً معه أوزار الناس جميعا. تلك الأوزار التى لم يتمكن الرب برحمته ومحبته أن يغفرها عن طريق توبة عباده وعودتهم إلى صراطه المستقيم، ولم يتمكن إلى ذلك سبيلا إلا بعد أن أسلم ابنه للذل والمهانة، والقتل ملعونًا معلقًا على الصليب!
    وإذا علمت أن يسوع لم يذكر كلمة خطيئة أصلية أو متوارثة، ولم يذكر آدم أو حواء، ولم يعرف تلاميذه أثناء حياته شيئًا عن هذه العقيدة، فكيف يكون هذا هو الإنجيل؟
    وامتد تعريف الإنجيل عن المعاصرين إلى كونه شخص يسوع نفسه، كما جاء فى معجم اللاهوت الكتابى ص 113 فى شرح نصّ (مرقس 1: 15).
    ونحن فى غنى عن البحث فى كلمة (إفانجليون) وهل هى تعنى بشارة أو خبر سعيد. فقد كان عيسى عليه السلام يتكلم الآرامية، وهى أحد أفرع اللسان العربى، فماذا قال بالضبط؟
    ولكن بسبب ضياع الأصول التى يجب أن يعوَّل عليها، سنسايرهم فى بحثهم هذا لنقيم عليهم الحجة بما يؤمنون.
    أجمعت معظم المراجع المتخصصة على أن كلمة (euggelion) إيفانجليون فى اليونانية القديمة تعنى الهدية أو المكافأة التى تُقدم لحامل الخبر السار راجع (The New Unger’s Bible Dictionary page 493) و (Thayer’s Greek - English Lexicon of the N.T page 257)
    ثم تحول معناها فى اللغة اليونانية المتأخرة (Later Gr) إلى الخبر أو النبأ السار ذاته (good tiding themselves). فالبشرى بمولد إمبراطور المستقبل تعد يوانجيليون، وكذلك خبر إعتلائه العرش يسمى يوانجيليون. وخبر انتصاره فى الحروب يعد يوانجيليون.راجع (pictorial Encyclopaedia of the Bible V2 page 779 )
    وجاء فى معجم اللاهوت الكتابى (الترجمة العربية) التعريف المتأخر لكلمة إنجيل فقالت: «وفى اللغة اليونانية العامة تعنى كلمة إنجيل (الخبر السار) وبخاصة بشرى انتصار. وكان عهد السلام الرومانى وكذلك الأحداث البارزة فى حياة الإمبراطور (الإله والمخلّص) تعتبر إنجيلا . أى بشرى سارة».
    وجاء أيضًا: «وفى اللغة اليونانية العامة تعنى كلمة إنجيل (الخبر السار) وبخاصة بشرى انتصار. وكان عهد السلام الرومانى وكذلك الأحداث البارزة فى حياة الإمبراطور (الإله والمخلّص) تعتبر إنجيلا. أى بشرى سارة». راجع (معجم اللاهوت الكتابى الترجمة العربية ص 113)
    وتشير كلمة إنجيل عن البروتستانت إلى إلغاء الناموس وتعاليم الله لموسى عليه السلام، وهى التى قال عنها يسوع إنها لم يأت ناقضًا لها، بل مؤيدًا لها وللأنبياء. فتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (إنجيل): «ويجب ملاحظة التباين الواضح بين الناموس والإنجيل فالتمييز بين الاثنين بالغ الأهمية لأن الإنجيل – كما يقول لوثر – يحتوى على كل العقيدة المسيحية كما يقول "إن الناموس لا يقصد به سوى كلمة الله والوصية التى تبين ما يجب عمله وما يجب تركه ويطلب منا طاعة الأعمال أما الإنجيل فهو تعليم كلمة الله الذى لا يطلب أعمالنا ولا يأمرنا بفعل أى شئ بل يعلن لنا النعمة الممنوحة لنا لغفران الخطايا والخلاص الأبدى فنحن هنا – فى الإنجيل – لا نفعل شيئا سوى أن نأخذ ما وهب لنا بالكلمة". »
    إلا أن معجم اللاهوت الكتابى لا يستبعد أيضًا فى مقدمته تحت كلمة (إنجيل) كون معنى كلمة إنجيل كتاب بجانب أنها بشارة أو حدث بارز فى حياة الإمبراطور: (تدل كلمة إنجيل بالنسبة إلينا، إمّا إلى الكتاب الذي يروي حياة يسوع، وإمّا إلىالقراءة التي تُتلى أثناء القداس الإلهي.)
    ومن معانيها كما يقوم معجم اللاهوت الكتابى (مادة إنجيل) أنها تشير إلى رسول الخبر السار، أى رسول ملكوت الله، الذى كان جوهر رسالة يسوع، الذى ما جاء إلى لينشرها: فقد قال يسوع للتلاميذ: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) لوقا 4: 43
    وكانت هذه رسالته هو وتلاميذه أثناء حياته على الأرض. يقول لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
    كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
    وإذا كان الخبر السار هو البشارة باقتراب مجىء ملكوت الله، فلا بد أن يكون هذا الخبر سارًا للمؤمنين من بنى إسرائيل، الذين كانوا ينتظرون مجىء الملكوت ونبيه. أما الكافرون منهم الذين حاربوا يسوع والأنبياء لمنع خروج هذا الملكوت من بين أيديهم، فقد أعلن يسوع عن نواياهم السيئة فى هذا الأمر قائلا: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
    وأعلمهم بانتهاء ملكوتهم رغمًا عنهم لأنه لا يمكن أن يخطف أحدشيئًا من يد أبيه: (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.) يوحنا 10: 29
    (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
    وكان هذا الخبر السار هو انتهاء ملكوت بنى إسرائيل، واقتراب مجىء ملكوت الله على يد المعزى، البيركليت، الذى قال عنه يسوع (المزمع أن يأتى)، وأنه لا بد له من الذهاب حتى يأتى هو، وأنه روح الحق، وروح القداسة (روح القدس بدون ألف ولام فى كلمة روح). (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
    فقد عرف اليهود هذا المسِّيِّا، النبى والمسيح الرئيس بألقاب (النبى) و(المسيح = المسِّيِّا) و(إيليا = أحمد =53 بحروف الجمَّل)، وإيليا هذا ليس المعمدان، حيث رفض بصورة واضحة أنه هو هذا المسِّيِّا: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».) يوحنا 1: 19-21، وليس أيضًا يسوع الذى بشَّرب باقتراب قدومه: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14، (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 39
    وهذا المعزى هو آخر ليس يسوع، ولن يأتى إلا بعد يسوع: (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ) يوحنا 14: 15-17
    ولن يكون من نسل داود، لذلك سأل يسوع عنه اليهود بصيغة الغائب: (وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
    ولم يقل إن يسوع هو المسِّيِّا المسيح إلا الشياطين، التى أخرسها يسوع: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41، وهو مع شديد الأسف نفس قولكم اليوم فى يسوع! أى جعلتم تعاليم وأقوال الشياطين هى المعيار لدينكم، وتركتم تعاليم يسوع.
    ولا تتعجب أيها الأسعد عندما تعلم أن كلمة إنجيل اليونانية فى صيغتها الاسمية (ευαγγελον) لم يعرفها كاتب إنجيل لوقا، ولا صاحب إنجيل يوحنا، حيث لم ترد فى إنجيليهما. كما أنَّ الكلمة اليونانية (τψευαγγελιψ) المعبرة عن إنجيل المسيح لـم يتعرف عليها أصحاب الأناجيل الثلاثة متى ولوقا ويوحنا. ولم ترد فى إنجيل مرقس إلا مرة واحدة فى (1: 15) فقط. ولكن بولس تعرف عليها فى رسائله وأيضا بطرس فى رسالته الأولى.

    يتبع

  • #2
    1) (9اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا».) مرقس 14: 9 و متى 26: 13
    وكلمة هذا تشير إلى وجود كتاب (شىء) مادى يمكنه الإشارة إليه. ولهذا حذفت التراجم الآتية اسم الإشارة هذا، بل ترجمها البعض إلى كلمة البشارة وحذف أيضًا اسم الإشارة, واسم الإشارة (هذا) احتفظت به ترجمة الفاندايك فى النصين أعلاه:
    لقد اتفقتا الترجمة العربية المشتركة والترجمة الكاثوليكية اليسوعية على تغيير كلمة الإنجيل إلى البشارة، وحذفتا كلمة (هذا) من مرقس فقط:
    مرقس 14: 9 (الحقَّ أقولُ لكُم: أينَما تُعلَنُ البِشارَةُ في العالَمِ كُلِّهِ، يُحدَّثُ أيضًابِعَمَلِها هذا، إِحياءً لذِكرِها)
    متى 26: 13 (الحقَّ أقولُ لكُم: أينَما تُعلَنُ هذِهِ البِشارةُ في العالَمِ كُلِّهِ، يُحدَّثُأيضًا بعمَلِها هذا، إحياءً لِذكرِها)
    واتفقتا ترجمة كتاب الحياة والترجمة البولسية على ترجمة الكلمة بالإنجيل، وحذفتا أيضًا كلمة (هذا) من ترجمة مرقس، التى هى الأصل الذى اعتمد عليه متى فى كتابة إنجيله:
    مرقس 14: 9 (وَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ حَيْثُ يُبَشَّرُ بِالإِنْجِيلِ فِي الْعَالَمِأَجْمَعَ، يُحَدَّثُ أَيْضاً بِمَا عَمِلَتْهُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ، إِحْيَاءًلِذِكْرِهَا!)
    متى 26: 13 (أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ حَيْثُ يُنَادَى بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي الْعَالَمِأَجْمَعَ، يُحَدَّثُ أَيْضاً بِمَا عَمِلَتْهُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ، إِحْيَاءًلِذِكْرِهَا)
    فماذا يقول النص اليونانى؟ هل يذكر اسم الإشارة (هذا) أم لا؟
    إن الكلمة اليونانية لكلمة (هذا الإنجيل) ثابتة فى النصين، وهى τοτοεαγγλιον ، ولكمة هذا تحت رقم (g5124)
    وها هو النص فى مرقس بأرقامه:
    Verily 281 I say 3004 unto you 5213, Wheresoever 3699 302 this 5124 gospel 2098 shall be preached 2784 throughout 1519 the whole 3650 world 2889, [this] also 2532 that 3739 she 3778 846 hath done 4160 shall be spoken 2980 of for 1519 a memorial 3422 of her 846
    وها هو النص الإنجليزى بأرقامه فى متى:
    Verily 281 I say 3004 unto you 5213, Wheresoever 3699 1437 this 5124 gospel 2098 shall be preached 2784 in 1722 the whole 3650 world 2889, [there] shall also 2532 this, that 3739 this woman 3778 846 hath done 4160 , be told 2980 for 1519 a memorial 3422 of her 846.
    وتوقيت النصّ بكلمة الآن يعنى أنَّ الإيمان الصحيح بدعوة المسيح وإنجيله كان قبل حادثة الصلب التى لم تكن قد حدثت بعد. وأنَّ الذين آمنوا بالمسيح واتبعوه واتبعوا النور الذى معه ـ الإنجيل ـ قد جازاهم الله مائة ضعف ثوابا من عند الله. دون حاجة إليهم إلى صلب الإله لتُغفر لهم خطيئة لم يرتكبوها. وهذا مصداقًا لما قاله يسوع عن التلاميذ قبل وقوع حادثة الصلب: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
    ومن المعلوم صراحة وبإجماع علماء المسيحية قاطبة، قدماء ومعاصرين، أرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت ومن انشق منهم من طوائف مختلفة. نجدهم يقولون جميعا بأنَّ تلاميذ المسيح u آمنوا به واتبعوه وهم لم يتعَرَّفُوا عليه كإله أو ابن إله. ولم يخطر على بالهم عقيدة التثليث والخطيئة الأولى فى ذلك الزمان.

    2) وهذا هو الكتاب الذى طالبهم الإيمان به والعمل بمقتضاه قائلا: (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ») مرقس 1: 14-15
    ولنا وقفة بسيطة مع هذا النص أنقلها من (معالم أساسية ضاعت من المسيحية، فصل "الإنجيل كتاب أم بشارة" ع.م. جمال الدين شرقاوى)، يقول الكتاب:
    وهذا النصّ الذى قاله المسيح u نجد فيه ذكرا للإنجيل مرتين. المرة الأولى يقوم فيها المسيح بتعليم الناسإنجيل الرب. وفى المرة الثانية يطلب منهم المسيح u الإيمان بالإنجيل. وبالرجوع إلى النصّ اليونانى بنسخة (IGENT) نجد أنَّ هناك فرقا بين الإنجيلين يلاحظه المدقق فى الرسم الإملائى اليونانى.
    فكلمة إنجيل الأولى الواردة فى (1: 14) كتبت فى الأصل اليونانى هكذا (ευαγγελον). وكلمة إنجيل الثانية الواردة فى (1: 15) نجدها كتبت هكذا (ευαγγελιψ) مع ملاحظة اختلاف أداة التعريف لكل منهما (to) و (ty).
    وباختصار شديد وبعد تتبع مواضع الكلمتين وجدت الآتى: أنَّ الإنجيل الذى كان المسيح u يقوم بتعليمه إلى قومه هو (τοευαγγελον) حسب الرسم اليونانى وهو عبارة عن الناموس بكامله ، أى توراة موسى بكاملها إضافة إلى ما أوتيه المسيح u من ربه . هذا هو إنجيل الرب تصديقا لقول المسيحu ( متى 5: 17، 18): "لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل . فإنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل". ولزم تلاميذ المسيح تعاليم الناموس (τοευαγγελον) بكاملها وأقاموها على أنفسهم وَعُرِفُوا عند المسيحيين باسم النصارى أصحاب كنيسة الختان .
    وأنَّ الإنجيل الذى كان المسيح u يطالبهم بالإيمان به. هو الذى كُتِبَ فى النصّ اليونانى هكذا (τψευαγγελιψ) منسوبا إلى المسيح. وإذا ذهبنا نتعرف عليه فى مواضعه سوف نجده دائما وأبدا منسوبا إلى المسيح u أو مشارا إليه بأنه الإنجيل الواجب طاعته. مثل إنجيل الابن وإنجيل المسيح والإنجيل المطلوب طاعته وإنجيل ربنا يسوع المسيح وإنجيل الرب ... وهكذا .
    إلا أن هذه الفقرة (14) لم تسلم أيضًا من التحريف، فقد قال النص اليونانى إن يسوع جاء يكرز (بإنجيل الله)، فحولوا كلمة إنجيل إلى بشارة ملكوت الله:
    μετ δ τ παραδοθναι τν ωννην λθεν ησος ες τν Γαλιλααν κηρσσων τεαγγλιον το θεο
    وها هى كلمة إنجيل الله (εαγγλιον το θεο) بدون كلمة ملكوت، التى تضيفها بعض التراجم.
    Now after John was delivered up, Jesus came into Galilee, preaching the gospel of God(ASV, ESV, NASB, RSV)
    وفى التراجم الألمانية:
    Nachdem man Johannes ins Gefängnis geworfen hatte, ging Jesus wieder nach Galiläa; er verkündete das Evangelium Gottes (Einheits-übersetzung, Elberfelder 1871, Elberfelder 1905, Luther 1912,)
    وحذفت ترجمة لوثر لعام 1984 كلمة (الله) بعد كلمة (إنجيل) ليشير المفهوم عند البسطاء إلى هذا الإنجيل الذى بين أيديهم.
    وأضافت ترجمة (AMP, Darby, KJ21, KJV, NKJV, ) كلمة ملكوت بين إنجيل والله، وغيرها البعض إلى أخبار الله السارة، مثل ترجمة (Basic Eng, TNIV, NRSV, CEV).
    وترجمتها ترجمة (MSG) (برسالة الله)
    After John was arrested, Jesus went to Galilee preaching the Message of God
    أما الترجمات العربية فقد عبرت تمامًا عما حدث فى التراجم الأجنبية كالآتى:
    الترجمة العربية المشتركة: (وبَعدَ اَعتِقالِ يوحنَّا، جاءَ يَسوعُ إلى الجليلِ يُعلِنُ بِشارةَ اللهِ،)
    الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (وبَعدَ اعتِقالِ يوحَنَّا، جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل يُعلِنُ بِشارَةَ الله، فيَقول:)
    الترجمة البولسية: (وبعدَما أُلْقيَ يوحنَّا في السِّجْنِ، أَتى يَسوعُ إِلى الجَليلِ وهو يَكْرِزُبإِنجيلِ اللهِ،)
    ترجمة كتاب الحياة: (وَبَعْدَمَا أُلْقِيَ الْقَبْضُ عَلَى يُوحَنَّا، انْطَلَقَ يَسُوعُ إِلَىمِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، يُبَشِّرُ بِإِنْجِيلِ اللهِ قَائِلاً:)
    لقد كان إنجيل الله هو كتاب الله الذى يحتوى على تعاليمه، والذى أعطاه الله للتلاميذ وأتباعه، التى قال عنها يسوع: يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِفَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
    يوحنا 17: 8 (8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
    يوحنا 17: 14 (14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ)

    3) يقول الكتاب: (...فَمَا هِيَ نِهَايَةُ الَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ اللهِ؟) بطرس الأولى 4: 17
    فهل معنى إنجيل هنا بشارة السارة؟ أم إنه كتاب الله الذى به تعاليم الله تعالى وأوامره؟
    4) ويقول أيضًا: (13الَّذِي فِيهِ أَيْضاً أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ) أفسس 1: 13
    فجاءت كلمة إنجيل هنا أيضًا بمعنى كتاب الله، وكلمته، التى فيها خلاص البشر، كما قال يسوع: يوحنا 5: 24(24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
    أليس هذا قريب من قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (24) الأنفال
    والحياة الأبدية لن ينالها إنسان إلا بالإيمان بالله ورسله، والأعمال الصالحة التى أمر الله بها فى كتابه وناموسه، واجتناب السوء الذى أمرنا الله تعالى باجتنابه، وهذه هى تعاليم الله تعالى ووصاياه التى يحتويها كتابه: يوحنا 12: 49 (50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.)
    وقد أشار يسوع إلى التعاليم الحقيقية، التى يعطيها هو، أى تعاليم الله السليمة، مقابل التعاليم المحرف التى بين يدى اليهود، وسمَّاها الخبز النازل من السماء، أى التعاليم التى تحيى موتى القلوب، التى لا يعرفها إنسان إلا عن طريقه، فهو رسول الله تعالى، وينزل الله تعالى عليه الحق:
    يوحنا 10: 27-29 (27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
    يوحنا 6: 32-35 (32فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ 33لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». 34فَقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ». 35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً.)
    وذلك تصديقًا لما قاله صراحة لهم مرة أخرى: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
    وأوضحها مرة أخرى بقوله: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
    ولا ننسى أن هذه التعاليم تلقاها يسوع من الله، وهى غير منسوبة له، وفى هذا دليل كاف على أنه رسول الله تعالى، ليس أكثر:
    يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِفَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
    يوحنا 10: 32 (32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي)
    يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
    يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
    يوحنا 17: 4(4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ)
    يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّوَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
    يوحنا 17: 8 (8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
    يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِيبَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
    يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
    لذلك قال يسوع إن طعامه أى خبزه ولحمه وكل مشتهيات الطعام اللذيذ أن يعمل مشيئة الله تعالى: يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
    وبداية وصاياه أن تؤمن بالله تعالى وحده لا تشرك به أقانيم، ولا توحدها معه: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
    وإذا كان الشطر الثانى من وصايا الخلود الأبدى الاعتراف برسوله عيسى عليه السلام، فكيف ستؤمن برسول لا رسالة له ولا كتاب؟
    وتُسمَّى التوراة الكتاب والوصايا والناموس، لذلك عندما سأله أحد المؤمنين من بنى إسرائيل يطمع فى الحياة الأبدية والخلود فى جنة الله تعالى، أمره بحفظ وصايا الناموس أى اتباعها: لوقا 10: 25-26 (25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ:«مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. ...)
    وإذا سأل سائل: إن يسوع أرشد السائل إلى اتباع الناموس، فلماذا لم يرشده إلى اتباع إنجيله أى كتابه، لو كان قد جاء بكتاب كما تقولون؟
    ونقول له: إن هذا القول مردود عليك، فلو لم يأت يسوع بكتاب وأرشد الناس إلى اتباع الناموس، والعمل بمقتضاه، وكان يدرس لليهود ما يعْلَمُونه من الناموس، ويصحح لهم فهمهم الخاطىء بشأنه، بل أكثر من ذلك كان يدرس دينه، الذى هو دين موسى والأنبياء فى مكان العبادة الخاص بهم. ومعنى كل ذلك أنه لم يأت بدين جديد، فما حاجته من الأصل لكتاب آخر، إلا إذا كان كتاب اليهود قد تحرف أو فسد بفعل اليهود أنفسهم؟
    وإذا كان اليهود قد حرفوا كتابهم وأبدلوا كلمة الله بتقاليدهم كما أخبرهم يسوع، فكيف يترك أتباعه بدون كتاب بدلاً من الكتاب التالف؟ (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
    5) بدأ مرقس كتابه بقوله: (1بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ) مرقس 1: 1
    إلا يؤكد مرقس بذلك أن الإنجيل كتاب؟
    6) ولا يمكن أن يكون الإنجيل هو يسوع نفسه، وذلك لقول يسوع كلمتى (لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ)، والواو تقتضى المغايرة: (28وَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَهُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ». 29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً مَعَ اضْطِهَادَاتٍ وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.) مرقس 10: 28-30
    والإنجيل هنا بكل تأكيد هو تعاليم الله تعالى ووصاياه أى كتابه. فقد أثبتنا من قبل أن وراثة الحياة الأبدية تقتضى الإيمان بالله ورسوله، والعمل بمقتضى كتابه، أى اتباع تعاليمه ووصاياه: يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)، وكلام يسوع هو تعاليم الله تعالى التى تلقاها منه
    متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
    أعمال الرسل 10 : 34-35 (34فَقَالَ بُطْرُسُ: «بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. 35بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ.)
    يوحنا 5: 29 (29فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.) ، إذن الحياة الخالدة فى الجنة هى رهن الإيمان بالله ورسوله والعمل الصالح فى الدنيا. يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
    7) لا يمكن أن يكون الإنجيل هو البشارة بمجىء يسوع وفدائه للبشرية عن طريق موته على الصليب ميتة الملاعين، لأن كل من يموت معلقًا على خشبة فهو ملعون: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
    وذلك لأن تحمل الإنسان خطيئة غيره من المنهيات عنها، والمحرمات القول والإيمان بها بأمر من الله فى كتابكم:
    1- قال الرب لموسى عليه السلام وشعبه: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
    فلماذا إذاً تحمل أنت أو غيرك من وزر عصيان آدم وحواء لله والأكل من الشجرة إذا كان العدل هو قانون الله بين عباده؟
    2- وقال الرب لإرمياء: (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ].كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30
    3- وقال لحزقيال: (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
    4- وقال لحزقيال: (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33 :11-16
    5- فالله يطلب منهم إذن التوبة من ذنوبهم ، لكى يُدخلهم جنات الخلد ، فالطريق إلى البر والخلود فى جنات النعيم هو إذن الإستقامة وليست الإيمان بالمصلوب من أجل ذنب آدم وحواء. ويطالبهم بالتوبة كما فعل آدم فأنقذته، وكان بذلك حكيمًا: (هي التي حفظت أول من جبل أبًا للعالم لما خلق وحده، وأنقذته من زلته وآتته قوة ليتسلط على الجميع) الحكمة 10: 1-2
    6- وقال الرب لهوشع 4: 15 (15«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِياً يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. ...)
    7- (8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. .. .. فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 3: 8-10 ، إذن فالنجاة من النار هو رهن الثمار الجيدة التى تنتجها أنت فى حياتك ، وليست رهن الإيمان بيسوع وإياه مصلوباً.
    8- (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطاً وَأَعْدَاءَهُ عِقَاباً)إشعياء59: 18
    9- (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ)مزمور 62: 12
    10- قال موسى وهارون لله: («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟») العدد 16 : 22
    فهل تريدون القول إن موسى وهارون كانا أرحم من الرب وأعدل منه حتى يُطالباه بمحاكمة المذنب فقط أو الصفح عنه أو إمهاله ربما يتوب؟ وهل لو علم موسى وهارون بوجود الخطيئة الأزلية لكانا اعترضا أيضاً فى هذا المقام؟
    11- وقال الرب لسليمان: (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثاني 7: 14
    فهذا هو الإله الرحيم الغفور ، وبما أن الرب لا يتغير ، فقد كانت هذه إذاً سنته منذ الخلق ، وتاب على آدم وحواء ، وغفر لهما. (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6
    8) يتكلم بولس عن إنجيل المسيح الذى يبشِّر به، أى يعظ منه، وهو لا بد أن يكون كتابًا فى يديه يعلم الناس منه، إلا أنه يقر أنه هادن كل شخص نفاقًا ليكسب الكل، وليكون شريكًا فى الإنجيل، وقد كان له ما أراد: (18فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ. 19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 18-23
    9) وها هو يوضح بولس أن الإنجيل الذى كان يعلم منه الناس هو كتاب عرضه على التلاميذ: (1ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا، آخِذاً مَعِي تِيطُسَ أَيْضاً. 2وَإِنَّمَا صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ بِالاِنْفِرَادِ عَلَى الْمُعْتَبَرِينَ، لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً.) غلاطية 2: 1-2
    ولن ننسى أن نذكركم أن هذه التعاليم التى كان يبثها بولس أدانها التلاميذ، ولم يوافقوا عليها، ولا أريد أن أقول إنهم كفروا هذه المعتقدات، وأمهلوه مدة ليتوب، وأرسلوا من يصحح هذه التعاليم الفاسدة. ولكن مع شديد الأسف: إن تعاليم بولس هى التى ربحت: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ) أعمال الرسل 21: 17-27
    10) (1لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ تَعْلَمُونَ دُخُولَنَا إِلَيْكُمْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَاطِلاً، 2بَلْ بَعْدَ مَا تَأَلَّمْنَا قَبْلاً وَبُغِيَ عَلَيْنَا كَمَا تَعْلَمُونَ، فِي فِيلِبِّي، جَاهَرْنَا فِي إِلَهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُمْ بِإِنْجِيلِ اللهِ، فِي جِهَادٍ كَثِيرٍ. 3لأَنَّ وَعْظَنَا لَيْسَ عَنْ ضَلاَلٍ، وَلاَ عَنْ دَنَسٍ، وَلاَ بِمَكْرٍ، 4بَلْ كَمَا اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ هَكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا.) تسالونيكى الأولى 2: 1-4
    فما هو إنجيل الله الذى أؤتمن عليه غير كتابه؟
    11) (10وَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاً بِالإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ.) مرقس 13: 10
    يتكلم يسوع فى هذا النص عن أحداث آخر الزمان، قبيل ظهور المسِّيِّا،
    وكيف يُكرز أى يتم تعليم الناس إلا إذا كان هناك كتاب ملىء بتعاليم الله أى بأوامره ونواهيه؟
    12) (8وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ».) غلاطية 3: 8
    حوَّل المترجم فى النص أعلاه كلمة (إنجيل) إلى فعل يبشِّر، فهل هذه الترجمة أمينة أم مغرضة لتخفى وراءها شىء ما؟
    ذكرت ترجمة الملك جيمس الكلمة الحقيقة وهى إنجيل إبراهيم، كما جاءت فى ترجمة وNRSV وTNIV وWebster 1833 وASV وESV وKJ21 وNIV وNIV و UK وNKJV وRSV وNASB:
    And the scripture, foreseeing that God would justify the heathen through faith, preached before the gospel unto Abraham, [saying], In thee shall all nations be blessed.
    وذكرت ترجمة Schlachter الألمانية لعام 1951 إنجيل إبراهيم، وكررتها فى طبعة 2000، وكذلك ترجمة Zürcher:
    ….. hat sie dem Abraham zum voraus das Evangelium verkündigt:
    وذلك على الرغم من أن التراجم الأخرى قد ذكرتها على صيغة الجمع، أى المفروض أنها تكون أناجيل إبراهيم أى صحف إبراهيم: (the good news, the glad tidings).
    فكيف جاءت فى الأصول اليونانية؟
    هناك موضعان فى أسفار العهد الجديد يشيران إلى كتابين إلهيين أحدهما كان لإبراهيم الخليل r . وثانيهما كان لبنى إسرائيل أطلق على كل منهما اسم إنجيل .
    وفى الأصل اليونانى طبقا لنسخة ( IGENT ) نجد أنَّ التعبير اليونانى عن عبارة الإنجيل الأول هو ( προευηγγελισατο) (ارجع إلى Inter linear Greek - English New Testament page 495).
    وفى الأصل اليونانى طبقا لقاموس(Thayer’s Greek - English Lexicon) نجد أنَّ العبارة هى (pro-euaggelxzomai) (ارجع إلى Thayer's Greek - English Lexicon of the N.T page 539، ومثله أيضًا فى Key study Bible NASB).
    والفارق بينهما فى الإعراب والجمع والإفراد . فعبارة نسخة IGENT ) ) صيغة المفرد أى الإنجيل الأول والعبارة الثانية الأناجيل الأولى، لا حظ علامة الجمع اليونانية (αι) فى آخر الكلمة. وكلمة الإنجيل هنا تشير إلى كتاب إلهى كان مع أبى الأنبياء إبراهيم الخليل r ولك أن تسميه (إنجيل أو أناجيل إبراهيم) أو (كتاب أو كتب إبراهيم) أو (صحف إبراهيم).
    13) (2لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولَئِكَ، لَكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولَئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا. ... 6فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْماً يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ،) عبرانيين 4: 2 و6
    2For indeed we have had the glad tidings [Gospel of God] proclaimed to us …6Seeing then that the promise remains over [from past times] for some to enter that rest, and that those who formerly were given the good news about it ….. (AMP)
    For we also have had the gospel preached to us, …. It still remains that some will enter that rest , and those who formerly had the gospel preached to them did not go in (NIV, NIV UK)
    2For unto us was the Gospel preached, as well as unto them (KJ21, KJV, NKJV, Webster 1833, )
    وقام تراجم أخرى بترجمتها أيضًا فى صيغة الجمع منها:
    2For indeed we have had good newspreached to us, just as they also; but (B)the word they heard did not profit them, because it was not united by faith in those who heard……. 6Therefore, since it remains for some to enter it, and those who formerly had good newspreached to them failed to enter because of (I)disobedience, (NASB, NIRV, NLT, RDV, NRSV, TNIV, World Eng, Worldwide)
    والمدقق فى الترجمة يلاحظ أن النص يتكلم عن إنجيلين: إنجيل بشرنا به، وإنجيل بشروا به.
    وترجمة النصّ هكذا كما جاءت فى كتاب (معالم أساسية ضاعت من المسيحية، للعميد مهندس جمال الدين شرقاوى): لأننا نحن قد جاءتنا دعوة الإنجيل تماما كما جاءتهم ـ أى اليهود ـ ولكن الرسالة التى سمعوها لم تكن لها قيمة عندهم ، لأنَّ الذين سمعوا بها لم يمزجوها بإيمانهم (4: 2). ولا يزال هناك بقية سوف يدخلون الراحة ـ أى الجنة ـ أولئك الذين جاءتهم دعوة الإنجيل لم يدخلوها بسبب عصيانهم (4: 6).
    فهناك إذاً إنجيلان : إنجيل سابق كان لبنى إسرائيل وهو التوراة أو العهد القديم ، وإنجيل لاحق كان لبنى إسرائيل أيضا ولكن مع المسيح u. فمن آمن وأطاع الإنجيل فسوف يدخل راحة الرب أى الجنة، ومن أبى وعصى الإنجيل فلن يدخلها أبدا.
    لكن كيف جاءت فى النص اليونانى؟ هل هى بالجمع أم بالإفراد؟ ولماذا غيرها المترجمون العرب وفى اللغات الأخرى أيضًا؟
    فى الحقيقة إنَّ الأصل اليونانى للكلمتين جاء بالجمع فى (IGENT):
    (Ευηγγελισμενοιو Ευαγγελισθεντες) الأولى من اليسار إنجيل النصارى، والثانية إنجيل بنى إسرائيل. وهذا دليل بَيِّن على إطلاق اسم إنجيل على كتاب اليهود المعروف باسمالتوراة أو العهد القديم مجازا .
    وهناك موافقة صريحة على ما ذكرته، وجدتها فى كتاب معجم اللاهوت الكاثوليكى ص38 من الترجمة العربية تحت عنوان الإنجيل الأول فى نصّ سفر التكوين (3: 15) من العهد القديم: "لأنه حسب التفسير التقليدى فى الكنيسة يحتوى ( فى ملء المعنى: معنى الكتاب ) فى بدء تاريخ البشرية بعد الطرد ...".
    14) (10وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ. 11الَّذِي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ كَارِزاً وَرَسُولاً وَمُعَلِّماً لِلأُمَمِ.) تيموثاوس الثانية 1: 10-11
    وهنا تتكلم الرسالة المنسوبة إلى بولس عن إنجيل أى كتاب. يتمكن الكاتب من خلال هذا أن يكرز ويعلم الأمم
    15) (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
    وهنا يتكلم عن أناس تحرف إنجيل المسيح، ويدعون الناس إلى إنجيل آخر غير إنجيله. وقد جاء فى تفسير الكنز الجليل تفسير نصّ غلاطيه ص 12 ما نصّه:
    «ومعلوم أنَّ أهل غلاطية دخلوا فى الديانة المسيحية ـ البولسية ـ قبل ست سنوات من كتابة هذه الرسالة إليهم. وكان ذلك الارتداد عقب دخول غلاطية عدد من المعلمين المتمسكين بالتوراة والإنجيل». والإنجيل الآخر الذى كان معهم «ينادى بطريق خلاص غير طريق الاتكال على استحقاق المسيح وموته ويجعل حفظ الرسوم الموسَويَّة ضروريا للخلاص. وسماه إنجيلا لأنَّ المعلمين الكاذبين ادَّعـوا أنه كذلك وأنه هو الذى بشر به الرسل (أى تلاميذ المسيح)».
    ومعنى ذلك كما أوضح العميد جمال الدين شرقاوى أنَّ بولس كان يبشر بمسيح آخر غير المسيح الحقيقى عيسى ابن مريم رسول الله. وتأكيدا على تلك الحقيقة فقد ساق دليلا إضافيًا على صدق كلامه من موسوعة باكر الكتابية الأمريكية تقول عن ذلك الإنجيل الآخر الذى ذكره بولس فى النصّ السابق:
    (BAKER Encyclopaedia of the Bible V1 page 895)
    “is not another gospel about Jesus, but a message about another Jesus - not the real one , but one who exists only in the minds and the messages of those who proclaim him . On the other hand , to preach the true christ is to preach the true gospel. ”
    والمعنى كالآتى: إنه ليس إنجيلا آخر عن عيسى، ولكنه رسالة عن عيسى آخر ليس هو المسيح الحقيقى.ولكنه الوحيد الموجود فى عقولهم والرسائل التى يبشرون بها.وعلى الجانب الآخر،لكى تدعو للمسيح الحقيقى يجب أن تدعو للإنجيل الحقيقى!
    والإنجيل الحقيقى هو بالطبع إنجيل عيسى u، وليس إنجيل بولس، الذى سمِّىَ آخر. وكما قال بولس عن إنجيل تلاميذ المسيح قالوا هم أيضا عن إنجيله حسب ما جاء فى أقوال الأب مَتـََّى المسكين فى كتابه (القديس بولس الرسول ص340): «فإنجيل بولس قالوا عنه: إنه ليس هو إنجيل المسيح بل هو إنجيل آخر. وبرهانهم على ذلك أنَّ بولس نفسه لم يَرَ المسيح ولا المسيح أرسله بواقعة تاريخية مسجَّلة. أمَّا إنجيلهم هم فهو الإنجيل الحقيقى لأنهم عرفوا المسيح وخدموا معه فهم رُسُلٌ حقيقيون».
    ثم عقب متى المسكين قائلا: «ولكنهم ـ وكيهود ـ اتضح لبولس الرسول أنهم يتمسكون ويكرزون بالمسيح حسب الجسد فقط، وليس المسيح حسب الروح كابن الله. من هنا ظهر فعلا وبالتالى أنه إنجيل آخر وهو حتما وبالضرورة لا يحيى ولا يقيم من موت. وإنما إنجيل يتبع الناموس والحرف فهو إنجيل قاتل ..!!».
    ومعنى ذلك أننا أمام إنجيلين: إنجيل الحبيب عيسى عليه السلام، الذى كان يتبع الناموس والأنبياء، وهو ما سمَّاه الأب متى المسكين الإنجيل القاتل! وإنجيل عدو يسوع الذى ادعى ظهوره له، وهو الذى لا يتبع الحرف ولا الناموس.
    فلك أن تتخيل أنه يفضل بولس عن يسوع!!!! وأصبح إنجيل يسوع هو الإنجيل القاتل المميت، وإنجيل بولس، الذى يعتبر يسوع الابن المسِّيِّا، هو الذى يُحيى، وليس العكس، كما أقره يسوع فى حياته: فقد انتهر الشياطين صاحبة هذه الفكرة، والتى دعته المسِّيِّا، ابن الله (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
    فلو كان معنى كلمة إنجيل البشارة السارة، لكان هذا تخبُّط فى الكلام والفهم، لأنه لا توجد بشارة سارة قاتلة!!
    16) (6ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكاً آخَرَ طَائِراً فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ،) الرؤيا 14: 6
    وهذه البشارة هى إنجيل آخر أى كتاب آخر سينزل به ملاك الرب فى نهاية الزمان، أسموه الإنجيل الخالد أو الأزلى، وهو لكل الأمم، وهو القرآن الكريم، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهذا الإنجيل ليس إنجيل يسوع، الذى لا يعترفون به، حيث لم يكن له وجود زمن يسوع.
    وإذا رجعنا إلى النصّ اليونانى لنتعرف على الكلمات اليونانية الدالة على ذلك الإنجيل نجدها حسب سفر الرؤيا (ευαγγελοναιωνιον) بمعنى الإنجيل الخالدوفى إنجيل متى (υαγγελοντηςβασιλειας) بمعنى إنجيل الملكوت. ونلاحظ أنَّ كلمة إنجيل مذكورة فى النصّين بنفس اللفظة اليونانية . المهم أنَّ ذلك الإنجيل الخالد المحفوظ الذى سينزل به ملاك من السماء سوف يكون بيد نبىّ آخر الزمان الوارد ذكره فى مخطوطات البحر الميت المكتشفة حديثا . وقد سبق ذكر توقع ظهور ذلك النبىّ (فى كتابى: المسيح هارونى أم داودى..!؟) المعبر عنه فى كتابات علماء المسيحية الغربيين تحت عبارة (The end day prophet). وأنَّ اليهود الأسينيين كانوا يتوقعون ظهوره من بعد ظهور أحد المسيحين الرِّبِى أو الملكى.
    يتبع

    تعليق


    • #3
      تأصيل كلمة إنجيل فى اللسان العربى
      يقول الله تعالى: ]وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِىِّ مُبِينٍ . وَإِنَّهُ لَفِى زُبُرِ الأوَّلِينَ . أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِى إِسْرَائِيلَ . وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ . فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ[. الشعراء (192-199)
      وفى الحقيقة اجتهد بعض علمائنا فى أصل كلمة إنجيل، فمنهم من قال إن أصلها أعجمى، وتعربت بمرور الزمان، ومنهم من قال إنها عربية اللسان. ونسوق هنا بحث العميد جمال فى هذا الشأن من كتابه السابق:
      إن كلمة (إيل) تعنى الله فى اللسان القديم، ومنها نسب الكثير من الأسماء له، فنجد أسماء هابيل وقابيل، وخليل (أى خل يل) أى خليل الله، وإسماعيل (سميع الله)، وإسرائيل، وجبريل، وميكائيل، وإسرافيل.
      وعند قراءة ألواح أوغاريت التى تم اكتشافها فى عام 1929م نجد أنها مكتوبة بخط عربى قديم ـ أى لا يشابه الخط الحالى ـ مكون من ثمانية وعشرين حرفا يرجع تاريخ كتابتها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد أى قبل تدوين أسفار العهد القديم العبرانية. حيث نجد فيها ذكرا مستفيضا عن الإله إيل رب السموات الذى يعتلى عرشه فى السماء السابعة.
      وقد شاعت عبادة ذلك الإله فى معظم الحواضر السورية القديمة. إلا أنَّ الإنسان من دأبه الجهول كان دوما يتدخل بمعاونة الشيطان الرجيم على تشويه عبادة الإله الواحد، فجعلوا له زوجة وبنين وبنات. والشئ الهام فى بحثنا أننا نجد أسماء كنعانية قديمة تنتمى إلى العائلة التى تنسب أسماء أفرادها إلى الإله يل. فنجد مثلا: غلاميل (غلام ـ يل)، أبيكيـل (أبيك ـ يل). (راجع مغامرة العقل الأولى ص110 بشئ من التصرف)
      وعند قراءة أسفار العهد القديم اليهودية سوف نجد بضع عشرات من أسماء تلك العائلة لأسماء أشخاص وأسماء مواقع وبلدان أختار منهم هنا قدرا يسيرا.
      فمن أسماء الرجال نجد أنَّ هناك رجلا عربيا من أهل الشمال يدعى أبيئيل(أبى ـ يل) مذكور فى (1صم 9: 1، 14: 51؛ 1أخبار 11: 32) وهناك رجل عربى من أقصى الجنوب العربى يدعى أبيمايل(أبيما ـ يل) مذكور فى (تك 10: 28؛ 1أخبار 1: 22) . وهناك أمير عربى شمالى يدعى زبديئيل(زبدى ـ يل) مذكور فى (المكابين الأول 11: 17).
      وهناك عدة من الأسماء الإسرائيلية مثل: راحيل(راح ـ يل) ورفائيل(رفا ـ يل) و صموئيل (صمو ـ يل) و عِمّانوئيل (عمانو ـ يل) وميخائيل(ميخا ـ يل) و حزقئيل (حزق ـ يل) و يزرعيل(يـزرع ـ يل) .
      ومن أسماء الأماكن نجد: قبصئيل(قبص ـ يل) ومجدل إيل(مجـدل ـ يل) ونحليئيل(نحلى ـ يل) إلى غير ذلك من أسماء عدة لا داعى لذكرها.
      وحيث أنه قد تم التعرف على أكبر حشد من عائلة الأسماء التى تنتهى بالمقطع (يل) المعبر عنه فى الترجمات العربية لنصوص الكتاب المقدس بلفظ الجلالة الله. فلا غرابة فى انتماء الاسم إنجيل إلى هذه العائلة اللغوية وخاصة أنَّ المسيح u قد نشأ وتربى فى هذه البيئة الشرقية النابع منها أسماء هذه العائلة بدءًا من أبناء آدم (هاب ـ يل) و(قاب ـ يل) مرورا بخليل الله (خل ـ يل) وابنه (إسماع ـ يل) ثم حفيده (إسراء ـ يل) ثم انتهاءً بـ (عمانو ـ يل).
      وعلى ذلك الانتماء اللغوى العربى القوى المتين، السابق للغة اليونانية وحضارتها. يمكننا قراءة الاسم إنجيل هكذا (إنج ـ يل) بدون تكلف منا.
      ولنبحث الآن فى معنى العبارة وفق ما سمحوا لأنفسهم فى تفسير أسماء عائلة الأسماء السابقة:
      فمعنى الكلمة إنج فى اللسان العربى إمَّا من الجذر (ن ج و) بتخفيف الجيم بمعنى المناجاة. وإمَّا أن تكون من الجذر (ن ج ى) بتخفيف الجيم بمعنى النجاة. وحيث أنَّ الكلمة الثانية يل تشير باعتراف الجميع إلى الله سبحانه وتعالى. فيكون معنى الاسم إنجيل هو (مناجاة الله أو نجاة الله) أو ما شابه ذلك من معان تبعا لقانون تبادل الياء والواو فى الساميات.
      وحيث أنه قد تم إثبات معنى كلمة إنجيل من الأصول اليونانية بأنها تدل على كتاب أصلا فى ملء المعنى. فيكون معنى الاسم إنجيل هو (كتاب مناجاة الله أو كتاب نجاة الله) بمعنى أنَّ القارىء فى ذلك الكتاب يناجى الله. وأنَّ المؤمن بذلك الكتاب ناج من عذاب الله. والله تعالى أعلم بحقيقة الأمر. وحسبى أننى قد اجتهدت حسب وسعى وعلمى.
      وكلمة النجاة هنا هى أصل كلمة خلاص والمخلِّص عند إخواننا المسيحيين. وعلى ذلك يكون الإنجيل هو (كتاب خلاص الله) للبشر أو ما شابه ذلك من معان. فتم بحمد الله جمع الشمل بين الموروث العربى القديم والموروث النصرانى العربى فى ظل اللسان العربى القديم .
      ألم يقل الشاعر العربى الجاهلى القديم عدى بن زيد العبادى :
      وأوتينا الملك والإنجيل نقرؤه نشفى بحكمته أحلامنا عللا
      (نقلا عن كتاب أديان العرب قبل الإسلام للأب جرجس داود ص 269)
      فأشار إلى كتاب يسمى الإنجيل يقرأ ما فيه. وأتى بصيغة الإفراد ولم يقل الأناجيل المعروفة ..!!
      ومن أصرَّ من القوم على القول بأنَّ معنى كلمة إنجيل هو البشارة فأقول له مهلا إنَّ (كتاب خلاص الله) لعباده هو فى حد ذاته أكبر بشارة . وإنَّ (كتاب مناجاة الله) لعباده هو أعظم من البشارة ذاتها، فمناجاة الله لعباده لهو أفضل شىء عند المؤمنين. وليس بـ بشارة الكلمة اليونانية (ευαγγελιον) بميلاد الإمبراطور (الإله والمُخلـِّص) أو انتصاره ..!!

      خلاصة ما سبق بحثه
      وبعد تتبع كلمة الإنجيل فى أسفار ما يطلق عليه بالعهد الجديد، وبعد مضاهاة الترجمات بالأصول اليونانية خَلُصنا إلى النتائج الآتية :
      1 .. كانت هناك صُحُفٌ أولى مع خليل الله إبراهيمrتسمى فى الأصول اليونانية بـ (προ-ευαγγελζξομαι) أى الأناجيل الأولى .
      2.. إنَّ كتاب موسى u الذى فيه الشريعة لبنى إسرائيل أُطْلِقَ عليه فى الرسالة إلى العبرانيين اسم الإنجيل السابق. وفى الأصول اليونانية عُبِّرَ عنه بالكلمة اليونانية ( ευαγγελισθεντες ) .
      3.. وكان مع المسيح عيسى بن مريم u إنجيل يدعو بنى قومه إلى الإيمان به وهذا الإنجيل عُبِّرَ عنه فى الأصول اليونانية بلفظة ( ευαγγελιψ ) .
      ثم ظهرت من بعد انتهاء بعثته u عدة أناجيل نسبت إلى أصحابها ومؤلفيها مثل إنجيل بولس والإنجيل الآخر وإنجيل برنابا ثم الأناجيل الأربعة إنجيل متى وإنجيل مرقس وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا. وكلها كتب تنسب إلى هذه الأسماء، وليست بشارات سارة.
      وهناك عدة أناجيل أخرى تم العثور على أجزاء منها فى الفترة الواقعة من منتصف القرن التاسع عشر الميلادى وحتى منتصف القرن العشرون، من أشهرها مجموعة أناجيل نجع حمادى الشهيرة وكلها تعتبرها الكنائس أناجيل غير قانونية ، وكلها تشير إلى كتب، وليست بشارات.
      4.. ثم كانت هناك الإشارة إلى الإنجيل الخالد إنجيل الملكوت الذى سيكون للبشرية جمعاء، والذى سيهبط به ملاك من السماء. ونزل بحمد الله تعالى ذلك الإنجيل الخالد المعبر عنه فى الأصول اليونانية بـ ( ευαγγελιοναιωνον ) بواسطة الملاك جبريل إلى رسـول الله للعالمين محمد r.
      وفى جميع الأحوال الماضية وجدنا أنَّ كلمة إنجيل تعبر فى أصلها عن معنى كتاب إلهى فيه العقيدة والشريعة والجزاء والعقاب. خلاف الأناجيل التى كتبها البشر وظهرت إلى الوجود من بعد عصر المسيح u .
      تم بحمد الله

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك استاذنا الفاضل abubakr_3
        على هذه الإفاضة فىطرحكم الممتاز حول يسوع النبى الانسان
        لعل القلوب المنغلقة على المفاهيم الخاطئة المنزرعة فيها تعى حقيقة اليسوع كرسول مرسل من الله مثله مثل باقى من سبقه من الرسل






        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          بارك الله فيكم اخي الحبيب abubakr_3

          طرح ممتاز

          شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

          {أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
          (33) سورة الرعد

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            جزاكما الله كل الخير على المرور والتعقيب

            وأنتظر من أخى showman2 أن يحولها إلى درس من دروس الأحد
            وأرجو أن تضع فى كل درس رابط الدرس الذى سبقه، كما كنت تفعل فى السابق حتى يتم التواصل بين الجديد والقديم، ويسهل علينا البحث

            abubakr_3

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة abubakr_3 مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              جزاكما الله كل الخير على المرور والتعقيب

              وأنتظر من أخى showman2 أن يحولها إلى درس من دروس الأحد
              وأرجو أن تضع فى كل درس رابط الدرس الذى سبقه، كما كنت تفعل فى السابق حتى يتم التواصل بين الجديد والقديم، ويسهل علينا البحث

              abubakr_3
              وجزاكم الله استاذنا الفاضل على ما تقدموه من عمل طيب دفاعآ عن الاسلام ورسوله وكشف زيف المسيحية إمام أصحابها المخدوعين به اومقارنة بعلمكم فأنا ما زلت أتسول من هذا العلم ولم ابارح موضع قدمى
              وبخصوص وضع طرحكم استاذى الفاضل حول هل الأنجيل كتاب أم بشارة سارة فى درس من دروس الأحد فهذا شرف عظيم تكتسبه الدروس لتحمل طرح لكم استاذنا الفاضل وان شاء الله أفعل






              تعليق


              • #8
                ربنا يبارك فيك وفى تواضعك أخى شومان
                إن عرضك جيد جدا وهو مثل قصص المفتش كورمبو للدكتور أنتى، وبما أن الدكتور أنتى غير متفرغ حاليا لهذا العمل، أو يرى أن هناك عمل أهم من هذه القصص، فأرى أن تتولى أنت فى بعض دروسك موضوع المخطوطات، فيمكنك نثلا أن تناقش مشكلة نص التثليل يوحنا الأولى 5: 7، أو مشكل نص متى 28: 19 بعرض رأى القس، والآراء العلمية فى هذا الإطار.
                إن موضوعاتك لهى دروس علمية، تأخذ إطار تبسيط المعلومة لجذب غير المهتمين وكسر رتابة الحصول على المعلومة لدى المهتمين والمتخصصين.

                أى مثل قصص الأطفال التى تعلم الأطفال بشكل غير معتاد، حتى لا يمل الطفل، وفى نفس الوقت يقرأها الكبار، متعلمين كيفية عرض الموضوع، وصياغته ومناقشته.

                فبارك الله فى عملك وزادك علما
                وفى انتظار أطروحاتك فى علم المخطوطات أيضًا

                ووفر للدكتور أنتى الوقت المناسب لإكمال مشروع المفتش كرمبو
                abubakr_3

                تعليق

                مواضيع ذات صلة

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                ردود 0
                28 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                بواسطة *اسلامي عزي*
                 
                ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 4 أسابيع
                ردود 0
                25 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة زين الراكعين  
                ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 مار, 2024, 05:43 م
                ردود 0
                59 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة زين الراكعين  
                ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 5 مار, 2024, 10:20 ص
                ردود 3
                47 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة زين الراكعين  
                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
                ردود 0
                20 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                بواسطة *اسلامي عزي*
                 
                يعمل...
                X