اتهامات قيادات الكنيسة لزكريا بطرس

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Alaa El-Din مسلم اكتشف المزيد حول Alaa El-Din
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اتهامات قيادات الكنيسة لزكريا بطرس

    11/02/2010
    ننشر فصولا من كتاب محمد الباز الجديد "القمص الملعون"
    اتهامات قيادات الكنيسة لزكريا بطرس


    الأنبا رؤفائيل حنين:مشاكله ليست مع الإسلام فقط،ولكن لديه أخطاء عقائدية في الأرثوذكسية
    الأنبا إبرام:أسلوب زكريا وتجريسه لم يكن أبدا أسلوب السيد المسيح ولا تقبله الكنيسة
    الأنبا موسي:أتذكر رنات صوت البابا شنودة وهو يقول إن زكريا بطرس موقوف موقوف
    الأنبا بيشوي:زكريا ليس أرثوذكسي ...بل خمسيني يعتقد أنه يصنع المعجزات
    بين سطور الموسوعة الحرة يأتي تعريف واضح وبسيط لزكريا بطرس،فهو قمص من الكنيسة القبطية ولد في العام 1943،ورسم في شبين الكوم ثم نقل إلي طنطا ثم عزل من الخدمة في أيام البابا كيرلس السادس سنة 1968،ثم رجع بعد عزله بسنة إلي كنيسة مار مرقص في القاهرة ثم عزل بعد ذلك مدة ثماني سنوات ونصف السنة من1978 إلي 1987 ،بعد محاكمة كنسية، ثم عمل كاهنًا في استراليا سنة 1992،
    ثم عاد بعد ذلك إلي مصر،ثم سافر ليعمل في برايتون بإنجلترا، درس في كلية الآداب وحصل منها علي ليسانس التاريخ واشتهر ببرامجه التي يقدمها علي قناة الحياة الفضائية حيث يتحدث فيها باستخدام مصادر إسلامية من ضمنها صحيح البخاري وصحيح مسلم مما يسميه حقائق الإسلام.
    وينال بصورة دائمة في جميع برامجه من القرآن الكريم والرسول محمد صلي الله عليه وسلم والسيرة والأحاديث ورموز الإسلام ويتهم بسب الرسول والصحابة، وطبقا لأحد أكبر المواقع التي تمثل الكنيسةالقبطية،فإن القمص زكريا ليس حاليًا في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وغير مسموح له بممارسة أي نشاطات كنسية وحتي ليس مسموحًا له بأخذ الاعترافات أو ممارسة أي من الأسرار المقدسة حسب قرارات قداسة البابا شنودة والمجمع القدسي. ويؤكد الأنبا بيشوي أن القمص قد تقاعد وأن البابا شنودة قد أوقفه ولايصرح له بالخدمة في برايتون أو أي أيبارشية أخري إلا بإذن مسبق لأن الكنيسة غير مرتاحة لأسلوبه ودعا المسيحيين إلي الامتناع عن مؤلفاته وشرائطه وكل مايخصه ذاكرًا أن هناك اتفاقا وديًا في الكنيسة علي عدم إعطاء القمص زكريا إذنا بالخدمة في أي كنيسة أو أيبارشية.
    تعريف الموسوعة الحرة يحتاج إلي تفصيل وإيضاح،فما هي المشاكل التي أثارها القمص زكريا وجعلته يتعرض لمحاكمة كنسية؟ وماهي المخالفات التي ارتكبها في حق الأرثوذكسية حتي يتم إيقافه أكثر من مرة؟وما هي التجاوزات التي وقع فيها وجعلته يبتعد عن الكنيسة مرغمًا كل هذه السنوات؟وماهو الحرج الشديد الذي أوقع زكريا بطرس فيه الكنيسة للدرجة التي جعلتها تقبل استقالته في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخها؟
    لدي هنا أكثر من شهادة مسيحية في حق زكريا بطرس.
    الأولي صاحبها الأنبا رؤفائيل يقول فيها:إن الأب زكريا بطرس حنين مشاكله ليست بخصوص الهجوم علي الإسلام إنها تسبق ذلك بكثير فهناك العديد من الأخطاء العقيدية مثل موضوع الخلاص في لحظة، وعن هذه المشكلة وضع البابا شنودة كتابين،كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي وكتاب بدعة الخلاص في لحظة.
    وكانت مشكلته في البداية كما يقول قداسة البابا شنودة إنه رسم كاهنًا في شبين الكوم، ثم نقل إلي طنطا ثم عزل أيام الباب كيرلس السادس سنة 1968،ثم أرجعوه بعد سنة من عزله إلي كنيسة مار مرقص بمصر الجديدة، وظهر موضوع الخلاص في لحظة بأسلوب عنيف في تلك الكنيسة وعزله ثماني سنوات ونصف السنة تقريبًا وكان ذلك بعد محاكمته كنسيًا عام 1978، ثم أبدي رغبته في التصالح في عام 1986، وأعلن تراجعه عن منصبه ثرجع إليه مرة أخري.
    ذهب بعد ذلك إلي استراليا عام 1992،ثم عاد، ثم وصل إلي انجلترا، وظلت نفس المشكلة قائمة وأولاده بكنيسة مار جرجس في ملبورن باستراليا يثيرون جوا ضد العقيدة الأرثوذكسية، وقد شكا من ذلك نيافة الأنبا سوريال مر الشكوي.
    وموضوع الخلاص في لحظة هذا كما يشرح الأنبا بيشوي أن الإنسان كما تدعي بعض الطوائف الأخري إذا قبل المسيح فاديا ومخلصًا وتقابل مع المسيح وسلم حياته له، وبدأ يقلع عن الطريق القديم ويبدأ حياة جديدة فهذا يعتبر بالنسبة إليهم الولادة الجديدة، ويعتبر الإنسان نفسه قد خلص ضمن الخلاص، وسيذهب إلي الحياة الأبدية مهما حدث وأنه منتصر وأعظم من ذلك كما كتب ادوارد اسحق الراهب السابق دانيال البراموسي في ترنيمة أعظم المنتصرين، تلك الترنيمة كان القمص السابق يرددها في إنجلترا مع الشباب هناك.
    ويضيف الأنبا بيشوي:نحن نقول هذا الكلام حتي لايكون هناك بلبلة بسببه، ويقال إن وضعه غير واضح أو غيره، هو مرفوض خدمته في الكنيسة القبطة الأرثوذكسية وهو موقوف حاليًا، هو غير خاضع للكنيسة القبطية أي أنه صدر أمر بأن يوقف مثل هذا البرنامج ــ يقصد برنامجه في قناة الحياة ــ أو يصلح تعاليمه فلن يقوم بتنفيذ هذا لأنه قد ترك الكنيسة من مدة، ونستغل هذه الفرصة لإثارة موضوع تسجيل الزي الكهنوتي في الحكومة والقانون المصري - حسم القضاء المصري هذه المسألة فيما بعد لصالح الكنيسة ــ حتي لا يقوم أحد بلبس هذا الزي ولايعرض للمساءلة القانونية إذا أخطأ فيه أو لبسه عن غير وجه حق.
    فترة ايقافه المذكورة كانت بسبب أنه أدخل في المجال البروتستانتي الخمسين في كنيسة مار مرقص،وقد ذهب إلي »جويس ماير« ليقوم بنشر برامجه،ألا يدرك هذا الأب أن مستمعيه سيشاهدون هذه المرة ذات التعاليم البروتستانتية، والبعض يعتبره هو المبشر والذي يرد علي الهجوم الإسلامي، إن ما يفعله هذا الرجل ليس من التبشير في شيء إنه يهجم علي الإسلام ويقوم بتشريحه ويهجم علي مبني الإسلام بصورة غير لائقة، هذا ليس ردًا علي هجوم وجه للمسيحية ،هذا الأسلوب ليس دفاعًا عن المسيحية ولكنه إهدار لقيم مسيحية مستقرة.
    إن ما يفعله الأب زكريا هو انتقام شخصي لقتل أخيه،ويقول الأنبا ابرام اسقف الفيوم في مؤتمر عام في دير الأنبا إبرام،وهذه شهادة ثانية في حق زكريا بطرس،إن هذا الأسلوب والتجريح لم يكن أبدًا أسلوب السيد المسيح ولاتقبله الكنيسة القبطية،إن الشعب الأرثوذكسي للأسف لم يدرك بعد خطورة مايقوم هذا الرجل بعمله، فسيظن البعض أن الكنيسة ضد الذي يدافع عن المسيحية والهجوم الإسلامي عليها، فهم لايدركون الفرق بين الدفاع عن المسيحية وبين الهجوم علي الإسلام، وأن هذا الأب قد عزل سابقًا أيام قداسة البابا كيرلس السادس ثم أوقف كذلك في أيام قداسة البابا شنودة الثالث وأخيرًا رفض قرار النقل الخاص به وهذا الكلام واضح ولايحتاج لتفسير ولا علاقة له بخوف الكنيسة من الإسلام أو غيره، بسبب عدم الطاعة وبسبب أخطاء جوهرية في العقيدة القبطية الأرثوذكسية.
    أما الشهادة الثالثة فكتبها الأنبا سرابيون أسقف إيبارشية لوس أنجلوس في 28 إبريل 2003،ووضع لها عنوانًا دالاً هو "يأتون بثياب الحملات وهم من داخل ذئاب خاطفة"- متي 7-15 ــ،يقول فيها:ندعو جميع أفراد الشعب المحبين لكنيستهم القبطية الأرثوذكسية إلي عدم حضور أي اجتماعات دينية مخالفة لتعاليم كنيستهم الحبيبة وقوانينها، حتي لو قامت به هيئات تحمل أسماء تدعي عدم الطائفية، أو يدعي لها أفراد من الأكليروس القبطي من الذين لهم اتجاهات غير أرثوذكسية وسبق أن صدرت أحكام كنسية ضدهم، وذلك لخداع البسطاء من أبناء الشعب، ففي هذه الأيام يقوم شخص يحمل اسم كاهن قبطي يعقد اجتماعات في البيوت وفي الفنادق والقاعات،ويتم توزيع إعلانات هذه الإجتماعات علي أبناء الشعب،ونود أن نعلن لشعبنا الحبيب أن هذا الكاهن اشتهر في وعظه بالاتجاهات غير الأرثوذكسية حتي أن قامت الكنيسة بوقفه فترة طويلة عن الخدمة، وتم نقله من مكان إلي مكان،وأخيرًا تم اعفاءه من خدمة الوعظ والخدمات الرعوية، إن حضوره إلي منطقة ايبارشية لوس انجلوس وعقد اجتماعات في البيوت أمر مخالف لقوانين الكنيسة التي تمنع الكاهن أن يترك مكان خدمته ويذهب للخدمة في مكان آخر بدون إذن اسقفه وبدون إذن اسقف الإيبارشية خاصة عندما يكون تحت قانون كنسي، والكاهن الذي يخالف تعاليم الكنيسة وقوانينها يضع نفسه تحت دائرة الحرم الكنسي، كما أن أفراد الشعب الذين يشجعونه علي مخالفة قوانين الكنيسة ونشر تعاليمه الخاطئة سواء، باستضافة هذه الاجتماعات في بيوتهم أو حضورهم لها أو دعوة الآخرين إلي حضورها يشتركون معه في أعماله الشريرة، ونذكرهم بقول القديس يوحنا الحبيب «إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلاما، لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة»، إننا نصلي أن يحفظ الرب سلام كنيسته ويقود النفوس الضالة إلي التوبة ويحمي كنيسته من الذئاب الخاطفة التي تأثي في ثياب الحملان.
    أما الشهادة الرابعة فهي للأنبا موسي أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية الذي يضيف إلي صورة زكريا بطرس بعض الملامح الدالة،في أحد حواراته الصحفية قال عنه : أتذكر رنات صوت البابا شنودة، وهو يقول وسط المجمع المقدس، إن القمص زكريا بطرس موقوف.. موقوف، وذلك قبل أن يظهر حتي في الفضائيات، إضافة إلي ذلك فهو لا يحظي بأي شعبية أو حب وسط الأقباط، وكل ما قام به أنه تسبب في عمل احتقان في الشارع العربي، وأؤكد أن زكريا بطرس ليس مسيحياً، لأن المسيحية لا تدعو إلي ذلك.
    صحيح أن الأنبا موسي عاد ليصحح لفظا فيما قاله،حيث أوضح أنه لم يقصد أن يخرج القمص الموقوف زكريا بطرس عن مسيحيته، ولكنه قصد أن منهجه »غير مسيحي«،فالإيمان عقيدة في القلب ولا يعلمها إلا الله.
    هذا التصحيح لا يعني مطلقا أن الأنبا موسي تراجع عن وصف القمص زكريا بطرس بأنه ليس مسيحيا فما يفعله خارج عن تعاليم الكتاب المقدس،ولكنها عادة الأنبا موسي الذي لا يريد أن يغضب أحدا حتي لو كان من أعدائه لكنه في النهاية أعطانا إشارة إلي أن هناك من رجال الكنيسة من يعتبرون ما يفعله زكريا بطرش شذوذا كاملا لا خير فيه.
    الشهادة الخامسة تأتي من خلال حوار مباشر دار بيني وبين الأنبا بيشوي،وكان هناك حزء كبير منه عن القمص زكريا بطرس،يقول الأنبا بيشوي:مشكلة زكريا بطرس بدأت عندما جاءتنا شكاوي من كنيسة بإنجلترا كان يخدم فيها ،وكان عمل انشقاقا عنيفا قبل كده في كنيسة مار جرجس باستراليا للدرجة اللي اتدخل فيها الأمن الأسترالي،وكانت النتيجة إنه أخد شنطته ورحل.
    وما يجب أن يعرفه الجميع أن زكريا ليس أرثوذكسيا ولكنه خمسينيا،والخمسينيون يعتقدون أنهم يعملون معجزات ويتحدثون بلغات غير مفهومة وأنهم يستطيعون تغيير العالم،ولذلك فهم يخططون لغزو الكنائس الأرثوذكسية وغير الأرثوذكسية...أي أنهم يمثلون خطرا علي الجميع.
    سألته:وهل أخرجتموه من الكنيسة لأنه خمسينيا؟
    قال: قصة زكريا طويلة،فقد تم إيقافه عن الخدمة في عهد البابا كيرلس لمدة سنة،وانتقل من طنطا إلي مصر الجديدة لأنه كان عامل شوشرة،وفي مصر الجديدة بدأ يزيد حتي وصل للقمة،فعقد له البابا شنودة مجلس إكليريكي لمحاكمته ودخلت أنا في هذه المحاكمة كعضو منتدب،وتوقف عن الخدمة حوالي 8 سنوات من 78 إلي 86،وكان سبب إيقافه أنه خمسيني ويدعي أنه يخرج الشياطين من الجسد وكان يصرخ وهو يعظ ويوبخ الناس توبيخات عنيفة،حتي اعتقد الناس أن هذا ما سيجعلهم يتوبون عن الخطايا.
    وحتي يعود مرة أخري بعد الإيقاف أصدر كتابين عن العقائد الخمسينية واحد تحت إرشادي ضد التحدث بالألسنة واللغات غير المفهومة والثاني ضد فكرة الخلاص في لحظة،وكان البابا أصدر كتاب عن نفس الموضوع وقال بعد ما أطلع كتابي هو يطلع كتابه وهو ما حدث فعلا،ولما أصدر الكتابين المجلس الإكليريكي - وأنا كنت في الوقت ده مسئول فيه - قدم تقريرا للبابا وقال فيه إن زكريا خلاص تراجع عن أفكاره الخمسينية،وبالفعل رجع إلي الكنيسة،بعد أن خاض صراعا معي فقد كنا علي خلاف ورغم ذلك وقعت علي التقرير الذي
    أرجعه.
    سألته:وما هو نوع الخلاف بينك وبينه؟
    قال:أنا كنت ضده وتصديت له أكثر من مرة داخل القاعة التي يعظ فيها في مار مرقس قبل إيقافه،وهناك اشتبك معي أمام الشعب وقال لي إنت جاي تعارضني هنا في المكان بتاعي،وكان موقفا سيئا جدا منه. قلت:ولماذا خرج من الكنيسة مرة أخري بعد أن عاد إليها؟
    قال:وجدوا عنده في البيت شريطا يقول فيه إن البابا شنودة ينتمي إلي المذهب الخمسيني، فلما سمع البابا هذا الكلام، قال «إن زكريا بطرس بيعض الإيد اللي إتمدت له بالخير» ،وقدمه للمجلس الإكليريكي وتم إيقافه مرة ثانية،لكن عندما تم اعتقالنا في إعتقالات سبتمبر وكان هو معنا تقرب منا لأني كنت موجودا معه في نفس العنبر،ولما خرجنا قابل البابا وبدأ يعتذر عن الأخطاء التي وقع فيها،فطلب البابا أن نعمل له مجلس إكليريكي لنفحص أموره،وعاد بعدها.
    قلت:لكنه هذه المرة لم يعد إلي الخدمة في مصر.
    قال:تم انتدابه إلي أستراليا وعمل إنشقاقا في الكنيسة فسافر إلي إنجلترا،وجاءتنا من كنيسة إنجلترا 14 شكوي في حقه وكانت أهم نقطة في هذه الشكاوي أنه يهاجم الإسلام من علي المنبر،والخطر أنه بذلك يعرض الكنيسة والموجودين فيها للخطر من الجماعات الإسلامية هناك،فيمكن جدا أن يفجروا الكنيسة،ثم إنه ضرب واحد من رعيته بالشلوت جاب له عاهة مستديمة،فالبابا قرر ينقله،وقال لي اتصل به وقل له إن البابا يطلب منك أن تترك إنجلترا وتذهب إلي الدنمارك،لكنه رفض وقال لي أنا عديت الستين وعاوز أطلع معاش وصحتي لا تساعدني أن أخدم في دولة أخري وأنا استقريت هنا خلاص.
    قلنا يمكن لما يستقيل يريحنا من وجع القلب اللي سببه لنا،طلبت منه أن يرسل إلينا باستقالة مكتوبة،فأرسلها وطلب منا معاشا مثل بقية الكهنة،وكنا نتصور أنه سيجلس في البيت ويهدي وخلاص،لكننا فوجئنا أنه ذهب إلي أمريكا ودار فيها وبدأ يعمل اجتماعات في كنائس غير أرثوذكسية.
    سألته:وهل منعتم معاشه بعد أن خرج عن طاعة الكنيسة؟
    قال:مش ممكن ياخد معاش،هو إحنا نعرف له طريق.
    قلت:يعني إيه تعرفوا له طريق،إنتم متعرفوش زكريا بطرس فين؟!!!
    قال:هو لو معروف له مكان كانوا قطعوه وهو نفسه قال كده،هو مختفي تماما ولا نعرف له مكان،وما نعرفه عنه أن له ابن اسمه بيتر عمل كنيسة مستقلة في إنجلترا وبيطلع

    علي التليفزيون ويتكلم ضد العقائد الأرثوذكسية.
    قلت له:نرجع إلي زيارته إلي أمريكا مرة ثانية...ماذا حدث فيها؟
    قال:في أمريكا عمل اجتماعات وبدون إذن الأساقفة هناك وفي واحد من الإجتماعات وقفت له إحدي السيدات وقالت له:إنت بتقول إنك جي تكرز بالمسيحية والحقيقة إنك جي تلم فلوس،لأنه كان يقول لهم:تبرعوا من أجل تدعيم الكرازة بالمسيحية للمسلمين،اعتقدوا أنه سيتكلم عن الإنجيل والمسيح،لكنه تحدث عن الإسلام،وبعد ذلك تلقفته قناة الحياة ولما بدأ هجومه علي الإسلام قرر المجمع المقدس إيقافه نهائيا،وفي هذه الجلسة شرحت أخطاءه التي كانت مسجلة علي شرائط،وهذه الشرائط واجهته بها بعد خروجنا من السجن فقال لي:أرجوك كفاية أنا مش مستحمل أسمع الكلام ده،ثم قال أنا مستعد أعمل كل اللي إنتم عايزينه،لكنه لم يمتثل لما قاله.
    سألته:وما رأيك فيما يفعله في قناة الحياة وتحديدا في هجومه علي الإسلام؟
    قال:قناة الحياة هذه التي تملكها واحدة خمسينية مثله،ومعهم راهب مشلوح اسمه إدوارد وكان هنا إسمه دانيال البراموسي ومعاهم مرنم خمسيني،ويبدو إنهم إتلموا علي بعض،وقال زكريا إنه يحصد شعبية الأول فهاجم الإسلام،واستغل إن فيه حالة من الهجوم علي الأقباط والنفوس تعبانة،وبعدين بدأ يهاجمنا ويقول كلام ضد الكتاب المقدس وكأنه يريد أن يصفي حساباته معنا.
    قلت :لقد قلت إن زكريا بطرس يهاجم الكتاب المقدس...وهذا كلام غريب بعض الشيء؟
    قال:الكتاب المقدس يأمرنا ألا نهاجم أحدا...والمسيح ولد في عصر كانت فيه ديانات أخري لكنه لم يهاجم البوذية أو الهندوسية مثلا وكانت موجودة،وعندما فعلها المسيح هاجم من يخالفون تعاليم دينهم،لكنه لم يهاجم شخصا بعينه أو باسمه.
    قلت له:هناك إحساس أن الأقباط في مصر ورجال الدين المسيحي يخفون إعجابا بما يفعله زكريا بطرس في الإسلام ونبي الإسلام لأنه يفعل شيئا لا يقدرون هم عليه؟
    قال:سألوني أكثر من مرة لماذا لا تأخذون موقفا ضد زكريا بطرس؟أقول نحن أوقفناه عن الخدمة لأنه خرج عن تعاليم الأرثوذكسية،لكنه الآن خرج عن التعليم المسيحي كمان،فالتجريح والأسلوب غير اللائق اللي بيستعمله يحتم أن نفكر في عمل مجلس حكماء ومن يخطئ يحاسب فليس معقولا أن أحاكم زكريا بطرس وأترك آخرين يسيئون للمسيحية هنا في مصر ويتهمون أهلها بالكفر دون عقاب.
    كان الأنبا بيشوي واضحا وصريحا عندما عرض لنا القصة الكاملة لزكريا بطرس الذي خرج عن تعاليم الأرثوذكسية والمسيحية جميعا،سألته عن موقفه منه فتحدث بصراحة،لكن كان هناك سؤال أهم وهو:هل تعرضت لهجوم بسبب انتقادك لزكريا بطرس؟
    قال:أنا كنت في زيارة إلي الخارج والتقيت ببعض أبنائنا هناك،وتحدث البعض منهم عن زكريا بطرس وما يقوله ويفعله،واعترض بعضهم علي انتقادي له،لكنني كنت واضحا معهم،قلت لهم:نحن نعيش في مصر ولابد أن نحافظ علي السلام الاجتماعي الذي نحيا فيه،أنتم تحكمون علي ما يحدث في مصر وأنتم جالسون هنا في الكنيسة،وبصراحة اللي جدع فيكم ينزل مصر ويقول الكلام الذي يردده زكريا بطرس،فسكتوا جميعا.
    وأكملت أن زكريا بطرس عامل حالة لم تعد موجودة في مصر الآن،إنه يضر الأقباط بما يفعل لأن المسلمين ينظرون إلينا نظرة فيها غضب.
    الأسبوع القادم
    حقيقة استقالة زكريا بطرس من الكنيسة المصرية

    منقول عن أحد المواقع النصرانية!
    ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
    [ النحل الآية 125]


    وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]



  • #2
    لماذا تصمت الكنيسة علي إساءة زكريا بطرس للرسول والقرآن؟



    18/02/2010

    نواصل نشر فصول من كتاب محمد الباز الجديد "القمص الملعون
    لماذا تصمت الكنيسة علي إساءة زكريا بطرس للرسول والقرآن؟
    زكريا بطرس طلب الاستقالة ...والكنيسة ترد عليه بقبول رغبته بتسوية معاشه لأن حالته الصحية والنفسية لا تسمح باستمراره في العمل

    تصرف الكنيسة اللين مع زكريا ..يفتح الباب أمام التفسيرات المريبة ...والسؤال المنطقي هو:لماذا تحمي الكنيسة بطرس؟
    اللافت للانتباه أن البابا شنودة والذي يعرف بحزمه مع الخارجين علي تعاليم اللأرثوذكسية تهاون كثيرا مع زكريا
    في أوراق الكنيسة القبطية رسالة من القمص زكريا بطرس يطلب فيها إعفاءه من الخدمة،وقد نشرت مجلة الكرازة صوت الكنيسة الرسمي ولسانها الناطق بما تقوله قرار قبول الاستقالة وكان هذا نصه:
    بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين
    إلي القمص زكريا بطرس:
    نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي يأتي.
    قرار رقم 3ب/01/03، بقبول رغبتكم في تسوية معاشكم وإنهاء خدمتكم بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية عامة، إنه استناد للتكليف البابوي والكريم الصادر من حضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية في مصر وبلاد المهجر،بتاريخ 7/12 2003،والخاص بكنيسة السيدة العذراء بيرايتون بالمملكة المتحدة فإنني أصدر القرار التالي:
    1 ــ قبول رغبتكم بتسوية معاشكم وانهاء خدمتكم بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية عامة وعدم ممارسة أي عمل من أعمال الكهنوت، وذلك بناء علي الطلب المقدم منكم لحضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر وبلاد المهجر بتاريخ 6/8/2002،والذي أبديتم فيه رغبتكم في تسوية معاشكم بدلا من طاعتكم لقرار قداسة البابا للخدمة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالدنمارك وذلك لأن حالتكم الصحية والنفسية لاتسمح بذلك.
    2 ــ أن تلتزم بتنفيذ النقطة 1 من هذا القرار رقم 3ب/01/03،وذلك من تاريخ هذا القرار.
    3 ــ صدر تحت ختمي وتوقيعي في يوم السبت المبارك 11/1/2003.
    نتضرع إلي الرب يسوع أن يبارك في حالتكم الصحية والنفسية.
    علي ابن الطاعة تحل النعمة والبركة.
    الأنبا دانيال عبد وخادم الرب يسوع المسيح
    بنعمة الرب أول أسقف لكرسي سيدني وتوابعها.
    وقد أرسلت من هذا القرار عدة صور إلي كل من البابا شنودة والأنبا بيشوي بوصفه سكرتير المجمع المقدس ورئيس لجنة المحاكمات الكنسية، وإلي الشعب القبطي الأرثوذكسي بكنيسة السيدة العذراء والقديس والأنبا إبرام بيراتيون وإلي اللجنة التنفيذية المساعدة في تنفيذ القرار.
    لكن حقيقة الأمر أن هناك فجوة عميقة ومتسعة بين الآراء التي أعلنتها الكنيسة وهناك علي سبيل المثال تسجيل صوتي للأنبا بيشوي يمكن أن تسمعه بسهولة من خلال عدة مواقع علي النت يقول فيه في جلسة المجمع المقدس :العام الماضي وبرئاسة البابا شنودة منع الأب زكريا بطرس من الخدمة ومن ممارسة أعمال الكهنوت،لكن قرار قبول الاستقالة ليس فيه إظهار لأي عيب من العيوب التي تأخذها الكنيسة علي زكريا.
    لقد تم ايقافه فترة طويلة امتدت لسنوات عديدة عن الخدمة بسبب آرائه وأفكاره المخالفة تماما لقواعد الإيمان الأرثوذكسي، وهي مخالفات لاتتهاون فيها الكنيسة بل تعاقب الذين يعملون فيها ويرتكبونها عقوبات صارمة لاتقل عن الطرد من الكنيسة شر طردة ولا تقبل رجوعهم إليها مرة ثانية، لكن الموقف كان مختلفًا تمامًا، فقد خرج زكريا مرات عديدة من الكنيسة لكنه في كل مرة كان يتراجع ويبدي حسن نيته فيتم الصفح عنه ومسامحته ويتحرك من كنيسة إلي أخري.
    تجاوز زكريا بطرس حدود اللياقة الكهنوتية إذا كان جائزًا أن يتم استخدام هذا التعبير ــ عندما سافر إلي لوس انجلوس وعقد محاضرات عديدة في بيوت الأقباط هناك، وردد أفكاره التي تأخذها عليه الكنيسة وسبق أن عاقبته عليها، فعل ذلك دون أن يحصل علي إذن من أسقفه ولا من أسقف الأيبارشية التي ذهب إليها ــ وهو ما يوقعه تحت خط عقوبة الحرم،لكنه لم يحرم، اكتفت الكنيسة بقبول استقالته كماقالت لأسباب صحية،فقد رفض قرار البابا شنودة بنقله من إنجلترا إلي الدنمارك،والمفروض أن قرار البابا لايرد،ولكنه رده وعلل ذلك بأسباب صحية وأخذت الكنيسة به ولم تناقشه بل إنها تمنت له الصحة والعافية،والقرار بصورته تلك يأتي في صف زكريا بطرس ولا يأتي ضده فأسباب الاستغناء عنه ليس فيها ما يدنيه،وكان طبيعيًا ألا ينصرف عنه الأقباط بل ويستمعون إليه.
    هذا التصرف اللين من الكنيسة مع زكريا بطرس جعلها هدفًا للتفسيرات والتأويلات، فعندما نشرت صورة من هذا القرار علي منتديات الكنيسة جاءت التعليقات علي مجملها ومعظمها يدين الكنيسة ومنها مثلاً:
    > طبعًا إحنا عارفين القرار ده ليه، بس فعلا ابن الطاعة أطاع القرار، ربنا يباركك يا أبونا زكريا وتحل البركة علي الكنيسة وراعيها قداسة البابا بنعمة المجد يسوع.. آمين.
    > نعلم جيدًا بإعلان ونشر استقالة الأب زكريا ويعلمها الغريب قبل القريب ولأسباب عدة،فقبول الاستقالة حفاظًا علي الكنيسة وراعيها وشعبها،والرب يحفظ الجميع ويباركهم ويستعملهم لنشر كلمته المباركة آمين.
    فهم الأقباط قبل المسلمين إذا أن هذا القرار ليس سوي لعبة كنسية،فالبابا شنودة وقع في حرج بالغ بسبب ما كان يردده زكريا بطرس عن الإسلام والرسول صلي الله عليه وسلم،وتعالت أصوات المسلمين ومطالبتهم بأن تأخذ الكنيسة منه موقفًا متشددًا فهو في النهاية ينتمي إليها ويرتدي زيها،ويعتقد الأقباط أن الكنيسة أخذت هذا الموقف مرغمة عليه، ولذلك فإن هناك حالة من الاتفاق شبه العرفية أن زكريا بطرس لايزال يتمتع بمكانته الكهنوتية ومازال من حقه أن يتكلم ولذلك فإنه يحظي بكل هذا الانتشار بين صفوف الأقباط داخل مصر وخارجها.
    ويبدو أن البابا شنودة وصلته أصداء هذا الاهتمام فأراد أن يبعد الشبهة عن الكنيسة وعنه شخصيًا،فأصدر حكمه الذي يمكن أن نعتبره تعريفيًا وقد سبقت الإشارة إليه وتتم الإستعانة به كلما جاء الحديث علي سيرة زكريا بطرس، أما الأنبا بيشوي فيقول عنه إنه لن يدخل الملكوت أبدًا وأنه من المارقين علي الكنيسة ولايجوز له العمل كقس أو أخذ اعتراف أبدا ،ويذكر موقع كنيسة الأنبا تكلا أن بطرس ليس عضوًا حاليا في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وغير مسموح له بممارسة أي نشاطات كنسية وحتي ليس مسموحًا له بأخذ الاعترافات أو ممارسة أي من الأسرار المقدسة حسب قرارات قداسة البابا شنودة الثالث والمجمع القدسي، ويرفض مدير أكبر غرفة مسيحية علي البالتوك زكريا بطرس لأنه يؤيد من يسبون البابا شنودة وأنه لا يليق أن يكون قسًا.
    تظل هذه حتي الآن آراء أكثر منها معلومات
    لكن عندما حاول نبيل لوقا بباوي أن يدافع عن البابا شنودة ويدافع عما يردده البعض من أن البابا شنودة علي علاقة بالقمص زكريا بطرس الذي يهاجم الإسلام ورموز الإسلام من خلال برنامجه "أسئلة في الإيمان" بقناة الحياة التي تبث إرسالها من قبرص،كتب بباوي القصة من بدايتها في كتابه"قداسة البابا شنودة والسهام الطائشة الموجهة لسيرته".
    يقول بباوي: كانت علاقة البابا شنودة بالقمص زكريا بطرس أثناء وجوده في مصر فاترة،فقد كان القمص زكريا يخدم في إحدي الكنائس التابعة لمحافظة الغربية وكان يتمتع بموهبة ملحوظة في الوعظ والتأثير علي المتلقين، وذلك بأدائه المتميز في الوعظ الذي يصل إلي حد الأداء المسرحي بتخفيض صوته في بعض اللحظات وتعلية صوته في لحظات أخري،وموهبته في الوعظ جعلت الكثير من الكنائس تطلبه لكي يعظ فيها للمصلين في المحافظات المجاورة، هذا بالإضافة إلي أن القمص زكريا بطرس كان مميزًا بين أقرانه من رجال الدين المسيحي وفي اللاهوت وتفسير نصوص الإنجيل والتوراة،وعندما ذاع صيته نقل إلي كنيسة مار مرقص الرسول بمصر الجديدة وهي المعروفة بكنيسة كيلو باترا.
    في هذه الكنيسة ـ كما يقول بباوي- أقام زكريا نهضة رعوية في الكنيسة وفي الوعظ جعلت الكثير من المسيحيين يتوجهون إلي الصلاة عنده، وكان لكثرة المترددين علي عظاته التي تقام في القاعة الملحقة بالكنيسة في الدور الأول مشهدا ملحوظا من الجميع،لدرجة أن عدد الحاضرين كان يفوق قدرة استيعاب القاعة، فتم إنشاء شبكة تليفزيونية في الدور الثاني بحيث يعظ في القاعة بالدور الأول ويشاهده المصلون في الدور الثاني من خلال شبكة التليفزيون، وكان يحضر إليه في موعد عظته الأسبوعي الكثير من أبناء الكنائس المجاورة وكان بعض الحاضرين يقفون في فناء الكنيسة وفي ملعب كرة السلة المجاور للقاعة التي يؤدي فيها عظته، وكان في وقت عظته يتم عمل خدمة من قسم شرطة مصر الجديدة حتي لا يتعطل المرور بمنطقة الكنيسة.
    ذاع صيت القمص زكريا بطرس ونظرًا لفكره المرتب الكبير وسعة اطلاعه ورغبته في الشهرة وتبحره في علوم اللاهوت، قام بابتداع عقائدي في الديانة الأرثوذكسية يسمي نظرية الخلاص في لحظة وبدأ يعظ الحاضرين بهذه النظرية الجديدة، ولكن بعض القساوسة اشتكوه لقداسة البابا شنودة مدعين أن نظرية الخلاص في لحظة تخالف تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية،وعندما حلل البابا شنودة النظرية التي ينادي بها القمص زكريا وجدها بالفعل تخالف تعاليم الملة الأرثوذكسية وأنها هرطقة في صحيح الدين المسيحي، لذلك طلب منه عدم ترديد كلامه عن الخلاص في لحظة لأنها نظرية من مبادئ الملة البروتستانتية التي لا تتفق مع تعاليم مبادئ الملة الأرثوذكسية.
    امتثل زكريا بطرس لأوامر البابا شنودة فترة قصيرة من الوقت، ولكنه عاد إلي الوعظ للمصلين الأرثوذكس بنظرية الخلاص في لحظة،لذلك قام البابا شنودة بشلحه من الخدمة في الكنيسة الأرثوذكسية ومنعه من الوعظ في الكنيسة،وفي ذلك الوقت كانت هناك سيدة من أثرياء الأقباط اسمها "مدام سهير" من المواظبين علي عظاته وكانت تعمل في السعودية هي وزوجها في قطاع البترول، فتركت للقمص زكريا فيلتها وبها حديقة كبيرة في منطقة الكوربة بمصر الجديدة، وكان يعظ في هذه الفيللا كل أسبوع في يوم الخميس وكان يخرج الشياطين والأرواح النجسة بالصلاة بعد انتهاء الوعظة.
    زادت شهرته في كل أنحاء الجمهورية، وكان يردد دائمًا في عظاته نظرية الخلاص في لحظة والتي تعتمد في جوهرها علي الحديث الذي دار بين السيد المسيح وهو مصلوب مع لص اليمين،عندما قال لص اليمين للسيد المسيح اذكرني يارب حتي جئت في ملكوتك، فقال له السيد المسيح اليوم تكون معي في الفردوس.
    ويفسر ذلك القمص زكريا بطرس بأن لص اليمين خلص في لحظة وسوف يدخل ملكوت الله بعد تلك اللحظة، وذلك مخالف للفكرة الأرثوذكسية، لأن الخلاص يقوم علي العمل الدائم والاجتهاد طول العمر حتي يدخل الإنسان ملكوت الله ونظرًا لوجود التناقض بين فكر الخلاص في لحظة والفكر الأرثوذكسي،اعتبر البابا شنودة أفكار زكريا بطرس مخالفة للمبادئ الأرثوذكسية وقرر إيقافه عن العمل في خدمة الكنيسة الأرثوذكسية لأنه لايوجد خلاص في لحظة واحدة ولكن الخلاص يأتي بعد عمل صالح وتقوي وخشوع طول العمر.
    بعد ذلك حاول القمص زكريا بطرس العودة لخدمة الكنيسة، فحرضت مدام سهير بعض الأقباط الذين يحضرون عظات زكريا في فيللتها بالكوربة وأحضرت حوالي عشرين أتوبيسا كبيرا به الأقباط من محبي القمص زكريا، وتوجهوا إلي مقر الكاتدرائية بالعباسية ونزلوا في ساحة الكاتدرائية حاملين يفطا كبيرة تطالب بعودة القمص زكريا بطرس للخدمة.
    كان نبيل لوقا بباوي في هذا الوقت مأمورًا لقسم شرطة الوايلي بالعباسية الذي تتبعه الكاتدرائية المرقسية،وكان رئيس الشرطة المكلف بحفظ الأمن داخل الكاتدرائية وخارجها،وزادت المظاهرات المطالبة بعودة القمص زكريا بطرس، فاتصل بباوي بقسيس موسي سليمان من أثرياء الأقباط الذي كان يعمل في مجال قطع الغيار المستعملة وكان له مخزن كبير في شارع أحمد سعيد بالعباسية وطلب منه أن يحضر إلي الكاتدرائية، وبعد حضوره أفهمه الوضع وسبب المظاهرات ودخلوا إلي البابا في مكتبه، وفهموا منه أنه استلم تعاليم الملة الأرثوذكسية بأصول ومبادئ معينة وأنه لايمكن أن يقبل أي تغيير فيها وأن نظرية الخلاص في لحظة من مبادئ الملة البروتستانتية التي تخالف مبادئ الملة الأرثوذكسية، وعرضوا عليه أن يعلن القمص زكريا توبته ولايعود إلي ترديد هذه النظرية ويقبل العفو عنه ويعود إلي الخدمة الكنسية الأرثوذكسية.
    اتصل قسيس موسي سليمان بالقمص زكريا بطرس في منزله بميدان سانت فاتيما ووافق علي عدم العودة لترديد نظرية الخلاص في لحظة، وحضر للبابا شنودة وقدم اعتذاره وعدم عودته إلي الكلام عن نظريته وقبل البابا بعودته للخدمة في كنيسة ماري مرقص بمصر الجديدة مرة أخري.
    عندما عاد زكريا بطرس إلي الخدمة عاد مباشرة إلي لقائه الأسبوعي يوم الخميس بالكنيسة ولكن لرغبته في الشهرة عاد إلي ممارسة الصلاة لإخراج الأرواح النجسة والشياطين من أجساد المرضي، وبدأ في العمل علي تنصير المسلمين مما أحدث بعض المشاكل في طريق الوحدة الوطنية بعد أن استطاع تنصير ناظرة مدرسة اسمها ناهد، وقد كانت مسلمة واستطاع أن يسجل لناهد «شريط كاسيت وشريط فيديو» تشرح فيه ناهد رحلة عبورها من الإسلام إلي المسيحية، وبدأ في توزيع هذه الأشرطة من الكاسيت والفيديو مما أحدث شرخًا في الوحدة الوطنية، وما أن علم البابا شنودة بهذه الواقعة حتي قام علي الفور بنقله إلي إحدي الكنائس باستراليا لأنه يحدث شرخًا في الوحدة الوطنية بسبب سعيه لتنصير بعض المسلمين.
    في استراليا أحدث القمص زكريا بعض المشاكل وحاول العودة إلي القاهرة مرة أخري ولكن البابا شنودة رفض، رغم أن القمص زكريا وعائلته المكونة من زوجته وابنين وابنة يقيمون في القاهرة، وكان الرفض علي أساس عدم إحداث شرخ في الوحدة الوطنية، وقرر نقله من استراليا إلي لندن ليعمل في الخدمة في إحدي الكنائس هناك وأثناء خدمته في لندن حاول بكل الوسائل العودة إلي القاهرة ولكن البابا رفض ذلك ومنذ عدة سنوات تقدم باستقالته لقداسة البابا لعدم الوئام في العلاقة بينهما وقد قبلها الباب فورًا
    ويصل نبيل لوقا بباوي إلي جوهر ما يريد أن يقوله ،فالعلاقات بين البابا والقمص ظلت متوترة طوال الوقت لعدم موافقة البابا علي تصرفات القمص وأفكاره والخلافات بينهما يعلمها جميع الكهنة في مصر والشعب القبطي في مصر، ولذلك فإن الإدعاء بأن البابا شنودة يحرض القمص زكريا بطرس علي القيام في قناة الحياة الفضائية بتشويه صورة الإسلام ورموزه بأسلوب يخدش الشعور الديني للمسلمين ويعكر صفو الحياة بين المسلمين والمسيحيين في كل أنحاء الدنيا ادعاء باطل، لأن العلاقة بينهما تشوبها الخلافات بعد أن تقدم القمص زكريا باستقالته ورفض الباب لعودته إلي القاهرة للعيش مع أولاده، وبذلك فليس للبابا سلطان عليه،وإذا كان هناك من يردد كلامًا مثل:لماذا لا يوقف البابا القمص زكريا عن الخدمة في الكنيسة؛ فإن الرد كيف يوقفه وهو مستقيل من الخدمة أصلاً؟
    لا أستطيع إلا أن أقدر عريضة الدفاع هذه،ولا يستطيع أحد أن يجزم أن البابا شنودة يحرض زكريا بطرس علي أن يتطاول علي الإسلام ورسوله كل هذا التطاول البذئ والمتدني
    ــ فلا توجد وثيقة لدي أحد يطلب فيها البابا شنودة شيئًا من هذا.
    ــ ولا يوجد تسجيل لمكالمة هاتفية يتم الإتفاق فيها علي مضمون هذا الهجوم.
    ــ ولم يحضر أحد جلسة ثنائية بينهما واستمع البابا يطلب من زكريا أن يوجه قذائفه المسمومة للمسلمين.
    الأمر لا يخرج عن إطار التحليل الذي لا يعتمد علي معلومة واحدة حقيقية وموثقة،ليس هذا إعلانا مني ببراءة البابا شنودة أو عدم تحمله لجزء ولو صغيّر من الفضيحة العلنية التي أنتجتها الكنيسة واسمها «زكريا بطرس» علي الأقل من باب المثل الشعبي الشهير"الولد السفيه يجيب لأهله اللعنة»،فلأن زكريا في العرف الشعبي وبما يفعله يعتبر ولدًا سفيهًا فقد أتي للكنيسة ولكل من فيها باللعنة الدائمة والكبري.
    لفت انتباهي في هذا الدفاع عن موقف البابا من نبيل لوقا بباوي،أن الرجل الكبير في الكنيسة الذي يعرف بحزمه وحسمه مع الخارجين علي تعاليم الأرثوذكسية تهاون كثيرًا مع زكريا بطرس،في كل مرة كان يخطئ وعندما يطلب الصفح يمنحه له البابا علي الفور،أعتقد أن عدم الحسم بهذه الطريقة منح بطرس اعتقادًا بأنه يستطيع أن يفعل كل ما يريده دون أن يتعرض لسوء.
    ففي كل مرة يدخل من نفس الباب وبنفس الطريقة دون أن يعترضه أحد،فما الذي يجعله يغير أفكاره،واللافت أكثر أن الكنيسة أبعدته عن ساحتها حتي تتقي شره، قبلت استقالته ولم تأخذ معه أي إجراء يدينه،وهنا يظهر تناقض واضح فقرار الكنيسة بقبول الاستقالة يبرز أن الاستقالة تمت لأسباب صحية بل دعت للقمص أن يمن الرب عليه بالصحة والسلامة.
    وما قاله نبيل بباوي ــ وهو كما أعرفه قريب الصلة من البابا ومن رجال الكنيسة الكبار بما يمكنه أن يعرف حقيقة ما يدور داخل الكنيسة - يؤكد أن بطرس قدم استقالته لأن البابا رفض عودته إلي القاهرة ليعيش مع زوجته وأولاده ورغم اختلاف السببين إلا أن كلاً منهما لا يشير إلي استغناء الكنيسة عن زكريا بغضب أو برفض لما فعله قبل ذلك ولما يفعله الآن،وهو ما يعني أن الدعم الذي يلقاه زكريا بطرس من الكنيسة ليس مباشرًا ولا مقصودا ولا مخططا له ولا متفقا عليه،ولكن في النهاية يحدث ما يعزز موقفه ولا يصرف الأقباط عنه.
    ثم إن هناك ما هو أهم من ذلك كله
    ما معني أن يتقدم أحد رجال الكهنوت باستقالته فتقبلها الكنيسة علي الفور وتستغني عن خدماته؟ ما معني أن يستقيل راهب من الحياة الرهبانية؟ كنت أعرف أن هناك من توقع الكنيسة عليهم عقوبات يطردون منها علي أثرها وهناك من يهربون من الدير عائدين إلي العالم مرة ثانية، لكن هذه كانت أول مرة نسمع عن استقالة لأحد رجال الإكليروس،وهو ما يؤكد أن الكنيسة لجأت إلي هذا الحل مضطرة،لم تجد أمامها ما يمكن أن تتخلص به من زكريا إلا هذه البدعة الإدارية فأقدمت عليها،وحتي تحفظ لنفسها ماء وجهها فقد جعلت أمر الاستقالة مباحًا ومتاحًا للجميع فمن أراد أن يستقيل من الكهنوت فليفعل،فالكنيسة ستوافق له علي ذلك فورًا.
    لكن سيظل في خلفية هذه الصورة سؤال مهم ــ أو أعتقد أنه كذلك ــ وهو ماذا تعني هذه الاستقالة تحديدًا؟
    ما الذي يمكن أن يترتب عليها؟إن الموظف الذي يتقدم باستقالته لابد أن يسلم عهدته للجهة التي كان يعمل فيها فإذا كان زكريا بطرس قد تقدم باستقالته فما الذي يجعله حتي هذه اللحظة يرتدي الزي الأرثوذكسي كان لابد أن تلزمه الكنيسة بخلع هذا الرداء عن نفسه حتي لا يحسب عليه أو يصبح كلامه حجة علي البابا فيؤخذ بما يقوله يمكن أن يقطع الطريق علي أحدهم قائلا إن الكنيسة طالبت طويلاً بتسجيل الزي الكنسي بشكل قانوني، حتي يقع من يرتديه دون وجه حق تحت المساءلة، لكن الحكومة كانت ترفض ذلك،وعليه فإن الكنيسة لم يكن أمامها شيء تفعله ضد زكريا بطرس،لم تكن لديها قوة أو في يدها سلطة تجبره من خلالها علي أن يخلع رداءه الكنسي الأرثوذكسي الذي يوحي من خلاله للناس أنه لايزال يتبع الكنيسة.
    الآن الأوضاع تغيرت وسمح القانون بتسجيل الزي الكنسي،فهل يمكن أن تتحرك الكنيسة لإجبار زكريا بطرس علي خلع ردائه ،أم أنها ستتجاهل الأمر فيخرج علينا من يؤكد أن الكنيسة ليست مسئولة عنه.
    هذا فقط مجرد تساؤل.


    ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
    [ النحل الآية 125]


    وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]


    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 يوم
    ردود 0
    13 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 2 أسابيع
    ردود 0
    24 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة زين الراكعين  
    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 مار, 2024, 05:43 م
    ردود 0
    55 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة زين الراكعين  
    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 5 مار, 2024, 10:20 ص
    ردود 3
    44 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة زين الراكعين  
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
    ردود 0
    14 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    يعمل...
    X