هل الجحيم فى الكتاب المقدس روحى , أم جسدى , أم كلاهما معا ؟ للعالم دانيال والاس ##

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أويس القرنى مسلم اكتشف المزيد حول أويس القرنى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل الجحيم فى الكتاب المقدس روحى , أم جسدى , أم كلاهما معا ؟ للعالم دانيال والاس ##



    ########################

    هل الجحيم روحى أم جسدى , أم الإثنين معا ؟




    هذا المقال يعتبر ردا مخصصا عما اذا كان الجحيم هو مجرد انفصال روحى عن الله أم مكان للعذاب الجسدى . اذا نظرنا من زاوية معينه , فالسؤال يدور حول عما اذا كان يتحتم علينا أن نفسر الكتاب المقدس بطريقة حرفيه فى أجزائه التى تتحدث عن الجحيم ؟ و بالأخص " بحيرة النار " التى وردت فى رؤيا 20-10 .




    إن سفر رؤيا يوحنا يتحدث عن الجحيم أكثر من أى كتاب آخر, ومع ذلك فإن لغة هذا السفر رمزية نوعا ما . فى بعض الأحيان يقوم ملاك بالتفسير , و عندما يحدث هذا لا يجب علينا أن نبحث عن تفسير أخر. و لكن هذه ليست هى الحاله المعروضه أمامنا . على الرغم من هذا , فعند تفسير رمزية سفر الرؤيا و الكتاب المقدس ككل , لا بد أن نضع فى اعتبارنا عاملا مهما : إن الرمز يرمز الى شىء ما , و لهذا وعلى سبيل المثال لا يمكن أن نتناول ببساطه " مملكة الألف عام" و " محنة السبع سنوات " و نقول أنهما كلاهما يشيران إلى فترة زمنية طويلة, بل لا بد من التفريق بين معنى الجملتين .



    من ناحية معينه , أحب أن أؤكد بشدة على أن الطابع الأساسى للجحيم هو البعد عن الله و عن محبته , فالرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكى ( 1-9) تصفه بأنه إبعاد عن وجه الله , و كأن الله قد أدار ظهره إلى غير المؤمنين. كما أننا لا نعلم عن الله و نحن على الأرض إلا من خلال ما أخبرنا به , كذلك فإن الجحيم يقدم لنا بيانا لاهوتيا : فعدالة الله سيكشف عنها هناك فقط , إن هذا هو طبيعته الأساسيه .




    و لكن هذا لا يفى للإجابة عن كيفية تصوير هذه الطبيعه . إن لدينا إستعراضا واحدا حقيقيا و ملموسا للجحيم مسجل فى الكتاب المقدس (على الرغم أنه محسوس جزئيا فقط ), فعندما كان المسيح معلقا على الصليب , كان فى الجحيم أثناء "ساعات الظلمه الثلاثه ". لقد كان منفصلا عن الله, متلقيا فقط عدالته , و عندما صرخ "الهى, الهى لماذا تركتنى؟" , كانت هذه هى المرة الوحيدة التى يخاطب فيها الله ب "الهى" فقط , فقد كان مصطلحه المعتاد هو "أبى".




    من الواضح من هذا الإقتباس المأخوذ من مزمور 22- 1 أن يسوع كان ينظر إلى الله كقاض فوقه .....ما الذى نراه فى هذه الصورة الملموسة للجحيم؟ بالقطع إننا نرى عذابا جسديا, و لكن هذا العذاب هو الجزء الظاهر فقط ( بحسب تعبير الكاتب : هذا فقط قمة الجبل الجليدى ) , فقد كان العذاب الأعمق روحيا , فقد تمزق الثالوث عندما كان يسوع معلقا من أجلنا, و كل ما بوسعنا هو أن نتخيل مقدار العذاب الذى تحملهّ!



    و بالتالى , فعلى الرغم من أن العذاب كان جسديا على نحو شديد , فقد كان هذا مجرد نافذه الى روح المسيح..... إذا فالزعم بأن الجحيم مجرد انفصال روحى عن الله خطأ فى فهم طبيعة الجحيم . إنه بالتأكيد إنفصال روحى عن الله و لكن هذا - كما فى حالة ابن الله - لا ينفى العذاب الجسدى , بل إنه أيضا أشد من العذاب الجسدى .




    دعونا نفترض أن تجربة المسيح ليست نموذجا ينطبق على غير المؤمنين. هذا صحيح من بعض النواحى , فقد كان عذابه مؤقتا , و دعونا نلتفت للفقرات الأخرى التى تتناول الجحيم بالنسبه للبشر بصفة خاصه . ان النص المحورى هو سفر رؤيا يوحنا 20-10 الذى يجرى فيه وصف بحيرة النار, ما الذى نراه بخصوص بحيرة النار؟



    يقول سفر الرؤيا 20-10 " وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت، حيث الوحش والنبي الكذاب. وسيعذبون نهارا وليلا إلى أبد الآبدين "



    يمكن هنا التوقف عند عدة نقاط محوريه :



    1- إن بحيرة النار بكل وضوح مكان يحوى الشخص فى البحيره....2- انها مكان لا يمكن الهرب منه....3- إن تصوير النار و الكبريت يهدف الى اظهار الألم الشديد و المعاناه التى تمتد الى جميع الحواس حتى حاسة الشم.....
    4- إن العذاب أبدى , مستمر , و مدرك ( سيعذبون نهارا وليلا إلى أبد الآبدين ).....5- إن البشر سيكونون هناك (فالوحش والنبي الكذاب " بشر" )



    و يؤكد لنا هذا العدد 13 و 14 من نفس السفر: (رؤ 20 : 13) :
    " وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما......
    وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار ".



    لا يحتاج يوحنا أن يصف طبيعة عذاب البشر عند هذه النقطه , لأنه كان قد وصف بالفعل " بحيرة النار " فى العدد العاشر, و لا يوجد ما يدعو للإعتقاد بأن عذابهم سيكون مختلفا عن عذاب الوحش و النبى الكذاب المذكور فى العدد العاشر .



    و الان هل هذا العذاب بالضرورة جسدى؟.... أعتقد اننا إذا كنا نملك هذه الآية فقط لم نكن لنستنتج هذا الإستنتاج, بل يمكننا أن نستنتج أنه عذاب للأحاسيس . إن العلم الحديث يخبرنا أن مراكز الألم موجودة فى المخ, و بالتالى فمن الممكن نظريا أن يشعر شخص بالألم حتى بعد هلاك جسده. و لهذا فالتساؤل عما اذا كان العذاب جسدى أم غير جسدى يصبح سؤالا غير هام , و سيبدو الأمر هكذا بكل تأكيد .



    و لكن الكتاب المقدس يوضح لنا الموضوع فى نصوص أخرى. إن وجهة النظر اليهوديه - المسيحيه عن الإنسانية يقولان بأن جسد الإنسان و روحة أبديان, و القول بخلود الروح (دون الجسد) أصله أممى , و ليس يهودى .




    يتحدث سفر دانيال 12 -12 عن هذا الموضوع " (1) وفي ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الوقت. وفي ذلك الوقت ينجى شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر (2).
    (وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي.



    النقطه التى نود أن نشير اليها هنا هى أن جسد و روح المؤمن أو غير المؤمن سوف يتحدان معا أثناء القيامه , و سوف يذهبان معا ( الشخص الكامل أو الروح والجسد) إما للجنة و إما للجحيم .



    متى 10-28:



    يعتبر النص الوارد فى متى 10-28 مهم فى هذا السياق " بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم ".... الجدير بالملاحظة هنا هو أن مكان هلاك الجسد هو الجحيم , و لو كان الجسد قد مات قبل أن تذهب الروح للجحيم, لم يكن ليسوع أن يقول هذا




    متى 25 - 46 :




    .فيمضي هؤلاء (الأشرار) إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية"


    إن هذا يقودنا إلى إستنتاج واحد : إن مكان العذاب يتطابق مع مكان النعيم فى طبيعتهما الأبدية , و أيضا لا يوجد أدنى فرق بين البار و الشرير فى إتحاد الروح مع الجسد , فإذا كان البار يذهب للسماء بجسده و روحه ( ماذا يمكن أن تعنى القيامة سوى هذا ؟ ) , فأيضا سيذهب الشرير الى الجحيم بجسده و روحه .



    كورنثوس الثانيه 5 - 1 الى 10 :




    يناقش بولس فى الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس- الإصحاح الخامس 1-10 آفاق الموت و التواجد بين أيدى الله فى انتظار اعادة التوحد مع جسده ( الذى سيقام وقت الاختطاف , تسالونيكى الأولى 4 - 13 الى 18 ) .



    إن الرسالة التى يدندن عليها الكتاب المقدس باستمرار هى أن القيامة تشكل جزءا ضروريا من الخلاص , لأن أجسادنا لا يمكن أن تظل منفصلة للأبد عن أروحنا (1كو 15 - 13 و 14 ) , و لكن هذا لا يعنى بالطبع أن أجسادنا الجديده ستكون مماثلة لأجسادنا القديمة حذو القذة بالقذه ( كورنثوس الأولى 15 ) .



    إن الأمر كله لغز , و لكننا نعلم أن الجسم المقام من الموت ليس شبحا (يوحنا 21). و أيضا لا يوجد دليل ( بحسب علمى ) على أن قيامة غير المؤمن لها طبيعة مختلفة اختلافا جذريا , و هذا يعنى أن أجساد غير المؤمنين يجب أن تتوحد مع أرواحهم أيضا (دانيال 12 1-2) و (يوحنا 5 28-29 )



    إن فكرة أن الأرواح سوف تسكن السماء دون الجسد لا يوجد لها أصل فى النصوص المقدسه , و لكن أصلها يعود فقط الفلسفة اليونانية (أعمال الرسل 17 ) .



    و إجمالا نقول , أنه بالرغم من أن فكرة كون الجحيم مجرد ابتعاد روحى عن الله فكرة مثيرة للهوى , إلا أنه يتوجب علينا أن نتمسك بما يقول به الكتاب المقدس , و هو أن هذه هى فقط الطبيعة الأساسية للجحيم , و لكن هذا الوصف لا يفسر كل المفردات الأخرى .



    و يجب علينا أن نجيب على السؤال التالى: لماذا إذن يبعث غير المؤمنين إذا كان عذاب الجحيم عذاب روحى فقط؟ , إن البعث هو عبارة عن إعادة إتحاد للروح مع الجسد , و قد كان بوسع الله أن يرسل الأرواح مباشرة إلى الجحيم, و لكنه لا يفعل هذا , بل إنه يبعث كل الناس من الموت ثم يقوم بإرسال هؤلاء الأشخاص الى الجحيم .



    فى إعتقادى أن هناك أمر آخر على المحك , فالقول بانفصال الروح عن الجسد هو جزء من " مذهب المتعه " و من " الفلسفه الرواقيه " ( فى أشكالها المتطرفه ) , فقد قالت إحدى هاتين الفلسفتين أنه يجب علينا أن ننغمس فى أعمال الجسد حيث أنه شر و لا يمكن قهره , بينما قالت الفلسفة الأخرى أنه علينا أن نحرمه من المتعه لأنه شر و لأن بوسعنا أن نقهره .



    و لكن تعليم الكتاب المقدس يخبرنا أن الجسد بطبيعته ليس أكثر شرا من العقل , فالإثنان قد لوثا بالخطيه بسبب السقوط , ولكن التجسد منحنا مثال الإنسان الكامل , جسدا و روحا .



    إن فصل الروح عن الجسد فيما يتعلق بالعقاب الأبدى , يقود الى نظرة شيزوفرينيه عن الإنسان , و يقود إما الى " مذهب المتعه " أو الى " الفلسفه الرواقيه " .
    التعديل الأخير تم بواسطة (((ساره))); 15 مار, 2010, 10:44 ص. سبب آخر: حذف الرابط

  • #2
    جزاك الله خيراً ..

    وبارك الله فيك ..

    لقد كنت في نقاش مع أحد المنصرات التي تدعي أن العذاب في المسيحية عذاب روحي فقط ..

    على عكس الإسلام ..

    واستفدت من موضوع حضرتك جداً ..

    وفقك الله .. لك من أجمل تحية ..
    .. منْ أُلقيَ عنهُ حُبُّ المالِ فقدْ اسْترَاح ..

    تعليق


    • #3
      رد: هل الجحيم فى الكتاب المقدس روحى , أم جسدى , أم كلاهما معا ؟ للعالم دانيال والاس ##

      جزاكم الله خيرا
      أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
      أشفق على النصارى الحيارى !
      كفاية نفاق يا مسيحيين !!
      الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
      تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
      موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
      فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
      أورثوذوكسي يعترف !
      د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
      كل يوم اية و تفسيرها
      حقيقة المنتديات المسيحية !
      بولس الدجال
      لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
      التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
      فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
      حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
      سؤال للطلبة النصارى
      كشف عوار شبهات الكفار
      محنة الثالوث مع مزمور 2
      النصارى في لحظة صدق نادرة !



      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
      ردود 0
      17 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة زين الراكعين  
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
      ردود 0
      1 مشاهدة
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
      ردود 0
      23 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة زين الراكعين  
      ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
      ردود 0
      6 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة زين الراكعين  
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
      ردود 0
      11 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      يعمل...
      X