من هو المتحكم فى صفات الكائنات الحية (الكائن ام احد اخر) ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هو المتحكم فى صفات الكائنات الحية (الكائن ام احد اخر) ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    من هو المتحكم فى صفات الكائنات الحية (الكائن ام احد اخر) ؟
    لو نظرنا للكائنات الحية على وجه الارض ودققنا فيما لها من صفات بنظرة شاملة نجد ان جميع الصفات الحسية كالطول واللون وفصيلة الدم يرثها الانسان عن ابائه واجداده عن طريق عامل الوراثة لذلك يقول العالم (كريسى موريسون) في كتابه ((العلم يدعوا إلى الإيمان)) ص144
    (( إن القائلين بالتطور لا يعلمون شيئا عن وحدات الوراثة ... فكل خلية ذكرية كانت أو أنثوية تحتوى على صبغيات او (كروموزومات) تحمل المورثات التي تعتبر العامل الرئيسي فيما سوف يكون عليه كل كائن حي أو إنسان .. وتبلغ هذه الصبغيات من الدقة أنها هي المسئولة عن المخلوقات البشرية جميعا التي على سطح الأرض , من حيث خصائصها الفردية وأحوالها النفسية , وألوانها , وأجناسها , لو جمعت كلها ووضعت في مكان واحد لكان حجمها اقل من حجم الكشتبان ... وهذه الصبغيات الدقيقة هي التي تحفظ التصميم , وسجل السلف , والخواص لكل كائن حي , وهى تتحكم تفصيلا في الجزر والجزع والورق والزهر والثمر ... لكل نبات تقريبا , كما تقرر الشكل والقشر والشعر والأجنحة .. لكل حيوان , وكذلك الإنسان )) .
    ولكن الغريب ان الكثير والكثير من الصفات الاخرى والمشاعر خارجة عن ارادة الكائنات الحية والانسان, وليست خارجة عن ارادة الكائن فقط بل وخارجة ايضا عن قوانين الوراثة و عواملها ونواقلها , كالمحبة والكراهية والرحمة والكرم والقسوة والحقد والانانية وغيرهم من صفات واحاسيس فمن اين اتت هذه الصفات وليس للكائن فيها ارادة او اختيار ؟ , حيث تاتى هذه الصفات فى احيان كثيرة على خلاف ارادة الاباء و الابناء مع التفاوت فى الحجم بين كل انسان واخر فهذا كريم وهذا كريم جدا وهذا بخيل وهذا ابخل مما يعنى انها خارجة عن ارادة الكائن الحى واختياره و لو كانت داخلة فى الارادة لحدث توافق فيها بين كل الكائنات الحية على سطح الارض فتكون كل الكائنات رحيمة او كل الكائنات قاسية _ اى نسخة واحدة _ واذا كانت هذه الصفات خارجة عن ارادة الكائنات فيجب ان نسال من الذى اوجدها فى الكائنات ؟ مع وجود بعضها فى البعض مع التفاوت ووجود المقابل لها فى البعض الاخر مع التفاوت ايضا , الشىء الذى يدل على عدم وجود قانون يحكمها او ناقل ينقلها مما يعنى انها متعلقة بارادة اخرى خارجة عن ارادة الكائنات التى تتصف بها .
    ومن الغريب ان هذه الصفات ليس خارجة عن ارادة الاباء والابناء فقط انما هى ايضا خارجة عن ارادة الكائن الحى ذاته فقد يحب او يكره انسان انسان اخر رغما عن ارادته بدون وجود اى سبب يدعوا لذلك او ذلك.
    قَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا سورة آل عمران آية 103 وَأَعْظَمُ الْمِنَّةِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي جَمْعِ الْكَلِمَةِ وَتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ مِنْهُمْ , فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ سورة الأنفال آية 63 , وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ سورة آل عمران آية 105
    واذا كانت الصفات المعنوية فى الانسان خارجة عن ارادته نجد ان الاخلاق ايضا كذلك ولكن بدرجة اكبر حيث انها تمتد لتشمل كافة المخلوقات على وجه الارض ولا تقتصر فى الوجود على البشر فقط .
    وعن هذه الاخلاق يقول العقاد :
    "وان المسلم ليؤمن بصدر هذه الاخلاق المثلى , ويؤمن بأنها جميعا مفروضة عليه بامر من الله .
    ولكن المسلم وغير المسلم ليؤمن يستطيعان إن يقولا معا انها صفات لا ترجع الى مصدر غير المصدر الالهى , الذى تصدر منه جميع الاشياء , لان مناطها الاعلى لم يتعلق بمنفعة المجتمع , ولا بأستطاعة القوة , ولا بالقانون والسلطان , ولكنه تعلق بما فى الإنسان من حب للجمال وشوق للكمال , وكلاهما نفحة من الخالق يهتدى بها الاحياء عامة فى معارج الرفعة والارتقاء" .
    (الفلسفة القرآنية- عباس محمودالعقاد ص27)
    فما هو الذي يجعل بشر في الهند مع إنهم وثنيون يقدسون الزواج ويقبحون اى شيء غيره فيما يتعلق بالعلاقة بين الرجل والمرأة مع تقدير العفة والشرف وما الذي يجعل فيلسوف ككونفوشيوس لا يؤمن باله او حياة آخرة يؤكد على الأخلاق كاحترام الآباء والأسلاف، وعلى الأفكار كاحترام سلطة الحكومة وضرورة قيام الحكم على أسس أخلاقية عالية وما الذي يجعل رجل مشرك كعبد الله بن أريقط. وهو رجلا من بني الديل بن بكر، وكانت أمه من بنى سهم بن عمرو، ان يكون محلا لثقة الرسول صل الله عليه وسلم، فى الدلاله على الطريق اثناء الهجرة ، ويدفعا إليه راحلتيهما ، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما.(من سيرة ابن هشام ) الاجابة (فَأَلْهَمَهَا فجورها وَتَقْوَاهَا)
    وهذا لا يقتصر على البشر فقط كما قلنا بل يمتد ليشمل كل المخلوقات "فيمكنك مثلا ان ترى شعور القطة بالخطا عندما تتلصص على مائدة الطعام وفى غفلة من اصحابها تمد فمها فتلتقف قطعة من السمك فمن اين اتت هذه القطة بهذا الشعور انه هو احساس الفطرة الاولى الذى ركبه الخالق فى المخلوق والقط اذا تبرز ثم اثنى على ما فعل واهال عليه التراب حتى يخفيه عن الانظار ذلك الفعل الغريزى يدل على الإحساس الفطري بالقبح الذي لم يكتسب بل موجود منذ لحظة الولادة وكذلك غضبة الجمل بعد تكرر الاهانة من صاحبه وترفع الاسد عن ان يهاجم فريسته غدرا من الخلف وأيضا الوفاء الزوجى فى الحمام والولاء للجماعة فى الحيوانات التى تتحرك فى جماعات وتقديم الخدمات بلا مقابل من الدولفين وتقديم الكلب حياته فى مقابل حياة صاحبه كل هذه أخلاق مفطورة فى الحشوة الحية وفى الحيوان نحن أمام الأسس الأولى للضمير .. نكتشفها تحت الجلد و في الدم لم يعلمها معلم و إنما هي في الخلقة.
    "و نحن إذ نتردد قبل الفعل نتيجة إحساس فطري بالمسئولية .. ثم نشعر بالعبء في أثناء الفعل نتيجة تحري الصواب .. و نشعر بالندم بعد الفعل نتيجة الخطأ .
    هذه المشاعر الفطرية التي يشترك فيها المثقف و البدائي و الطفل هي دليل على شعور باطن بالقانون و النظام و أن هناك محاسبة .. و أن هناك عدالة .. و أن كل واحد فينا مطالب بالعدالة كما أن له الحق في أن يطلبها .. و أن هذا شعور مفطور فينا منذ الميلاد جاءنا من الخالق الذي خلقنا و من طبيعتنا ذاتها" .(مصطفى محمود – رحلتى من الشك الى الايمان)
    ولا علاقة له بالصبغيات او القوانين الوراثية او ما يسمى بالتطور فالكائن الحى سواء كان الانسان او غيره من كائنات لا يعقل ان يجلب لنفسة التعب والمعاناة بضمير يانبه ونفس تلومه واحاسيس تارق عليه مضجعه .
    واذا اردنا ان ندلل على كل ما سبق بدرجة اكبر فلن نجد دلالة افضل من الغريزة الدينية...هذه الغريزة التى تفصل بين الانسان والحيوان فصلا تاما , يقول عنها الشيخ سيد سابق فى كتابه (العقائد الاسلامية ص43) تحت عنوان الفطرة دليل على وجود الله : "والكون وما فيه من نظام واحكام وجمال وكمال وتناسق وابداع ليس هو وحده الشاهد الوحيد على وجود قيوم السموات والارض , انما هناك شاهد اخر , وهو الشعور المغروس فى النفس الانسانية بوجوده سبحانه , وهو شعور فطرى فطر الله الناس عليه وهو المعبر عنه بالغريزة الدينية , وهو المميز للانسان عن الحيوان , وقد يغفوا هذا الشعور بسبب ما من الاسباب فلا يستيقظ الا بمثير يبعث على يقظته من الم ينزل , أو ضر يحيط به والى هذا تشير الاية الكريمة : (واذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا الى ضر مسه )الاية 12 من سورة يونس
    فكيف يكون الانسان ذو اصل حيوانى او تطور عن قرد ولديه هذه الغريزة التى تفصل بينه وبين غيره من المخلوقات فصلا تاما . فمن اين جائته هذه الغريزة وهو يحاول الهروب منها بكافة الطرق و الوسائل التى تنتهى فى اخرها بالشك والالحاد ((فهو يعتبرها من اكثر الاشياء التى تقيد حريته )).
    هل هو الذى زرعها فى نفسه ليهرب منها ام هى التى زرعت فيه من لدن حكيم خبير ؟ .
    يتبع

  • #2
    موضوع جميل بارك الله فيك ..

    متابع ..
    { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }

    تعليق


    • #3
      ثانيا : هل الاحاسيس الانسانية فطرية ام مكتسبة .....داخلة فى الارادة ام خارجة عنها ؟.
      "إن الأحاسيس الإنسانية من حزن وفرح ويأس واكتئاب وحيرة وغيرها تحتاجُ إلى المعرفة حتى تقع ضمن دائرة التمييز، فإذا سألنا طفلة عن السعادة فستقول أشعرُ بها عندما يحضرُ لي أبي دمية، فكيفَ لها أن تشعرَ بالسعادة دون مسبب جعلها تدرك معناها وهنا اكتسبت معرفة السعادة من خلال مسببات إدراك المعرفة، وطبعاً تختلفُ تعريفاتُ السعادة من شخص إلى شخص ومن جيل إلى جيل تبعاً لما أكتسبه من معرفة هذا الإحساس، فالأحاسيس بحد ذاتها معرفة لا يفهمها إلا من جرّبها.
      مثالٌ آخر كيفَ لشخص أن يعرف معنى ألم فقدان شخص عزيز عليهِ دون أن يفقدهُ فعند فقدانهِ تكتمل معرفةُ الألم لديه، وهناك من الأحاسيس مزدوجة ما بين الفطرة والاكتساب، فالله تعالى خلق الإنسان مجبول بحب الجمال ومجبول بحب السعادة وكره الحزن والكئابة.
      فعندما يرى الشاب فتاة جميلة تراه أحبّها، فالإحساس هنا لم يأتي فجأةً وبدونِ تفسير وهنا سأفسر شقين الفطري والمكتسب:
      الفطري: هو طبيعة الإنسان المخلوق عليها من محبة الجمال.
      والمكتسب: هو ما رآهُ من الجمال حتى اكتملت لديهِ معرفة الحب ما بينَ ذكر وانثى.
      وكذلكَ الحنان هوَ شعور لا يكتمل إلا بالحصول عليهِ واكتسابه.
      أما محبة الأرواح لبعضها فهو أمرٌ رباني لا يمكن تفسيرهُ " فالأرواح جنودٌ مجنّدة ما تشابه منها ائتلف وما تنافر منها أختلف"
      وعلى ذلك هل يمكن للكائن البدائى ان يزرعها داخله او داخل الاجيال الناتجة عنه وهو لا يفهمها" .(المصدرhttp://www.facebook.com/note.php?note_id=426263867385 )
      (حيث لا يمكن ان يفهما الكائن الا بعد ان يجربها وكيف يجربها وهى غير مزروعة او معرفة داخله وكيف تعرف فى كيانه بدون مسبب لادراكها فهل توفرت كل اسباب الادراك للكائن البدائى ؟ )
      2- نجد ان كل الاحاسيس متفاوتة بين القوة والضعف مع وجود المقابل لها من الاحاسيس المضادة , فهناك الفرح وهناك الحزن .... هناك الشجاعة , وهناك الخوف , مع اعتبار التفاوت فى القوة والضعف فى ذات الصفة وذات الموصوف فلو كان للكائن يد فى زرع هذه الاحاسيس داخله او داخل اجياله , لاقتصر فى هذه الاحاسيس على الاحاسيس التى تسبب له الراحة والاطمئنان وابتعد عن كل تلك التى تسبب له الخوف والقلق او على الاقل اقتصر فى الاحاسيس على احاسيس ذات اتجاه واحد دون ان يصنع احاسيس مضادة لها تشل حركتها .
      3- بالنسبة للكائن البدائى ليس هناك مجال تظهر فيه احاسيس او مشاعر او اخلاق كما اننا لا يمكن ان نتصور بان الكائن البدائى يمكن ان يكون متصف بصفة الكرم او تعتريه فى بعض الاحيان موجات من الاكتئاب والحيرة , وان كان هناك مجال سوف يكون مجال لاحاسيس ذات اتجاه واحد ليس لها متضادات فلا يعقل ان يزرع الكائن بداخله الشجاعة ثم يزرع الخوف ليشل حركتها وهذا طبيعى فكلا منهما مضاد للاخر وهذا حافز لكى تكون النتيجة النهائية صفر , والافضل له بديهيا ان يتخلى عن الشعور الاول (او كلا الشعورين) بدلا من ان يصنع شعور مضاد له يعوقه يحتاج لدحضه عشرات الادوية والعقاقير .
      يمكن ان يقال الكائن يحتاج الى احساس معين فى ان , ويحتاج الى الاحساس المضاد له فى ان اخر .
      نقول هذا كلام مردود عليه , لان الكائن عندما يكون فى امس الحاجة الى صفة معينة يجد الصفة المضادة لها تحيط به من كل الجهات . (لاحظ وجود الصفات والاحاسيس المضادة لا يدل على قصور فى الصناعة , ولكن القصور انما يكون من الانسان الذى لا يستغل او يوظف كل احساس فى محلة والشىء الوحيد الذى يجعله يقوم بهذه المهمة على اكمل وجه هو الايمان , فلابد ان يكون هناك خوف من الله يتوازى مع وجود شجاعة فى الحق وهكذا مع علم الانسان بان التوظيف السليم لمشاعره واحاسيسه له مردود عظيم من الاجر والثواب , الشىء الذى يحفزه و يجعله يقدم دون ان يخشى فى الله لومة لائم . واخيرا وجود صفات ومشاعر معينة تتوازى مع وجود مشاعر وصفات مضادة لها , من لوازم الاختبار والابتلاء من الله لخلقه , وعلى ما اعتقد ان هذه الرؤية لا يمكن ان تكون قد توفرت لدى الكائن البدائى او الانسان )
      واخيرا نختم هذه الجزيئات بما قاله الدكتور (محمد عبد التواب السيد استاذ العقيدة والفلسفة الاسلامية بجامعة الازهر) فى كتابه (وجود الله بين الفطرة والدليل ص121) حيث يقول : "من اعظم الدلالات النفسية على الالوهية ما اخبربه القرآن من تحول الارادات الانسانية عن اهدافها حين تتقلب كراهيتها محبة وعدواتها ألفة , واستهجانها استحسانا وثورتها سكون من غير ان يكون للاسباب الطبيعية مدخل معقول فى هذا التحول"
      قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) سورة الأنفال آية 63, وقال عز من قائل (واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه) الانفال آية 24.
      وفى كتابه (فلسفة الدين) يتحدث (اجيست سابا تييه) عن الشعورالنفسى العميق بوجود القدرة الالهية المدبرة فيقول : انه شعور ملازم لكل فطرة انسانية وهو شعور التبعية المطلقة لقانون الوجود العام .
      ثم يتساءل قائلا : من الذى يستطيع ان يبعد نفسه عن هذا الشعور ؟ اليس حظنا من القدر قد رسم دون استشارتنا فقضى علينا ان يكون وجودنا فى زمان ومكان معينين وترك لنا ميراثا من الملكات والطبائع لم يكن لنا فيه شىء من الاختيار .
      بل اننا لا نجد فى انفسنا ولا اية مجموعة اخرى من الكائنات الفردية السبب الكافى لوجودنا ولا غايته النهائية المعقولة ولذلك نجد انفسنا مضطرين الى ان نبحث عن هذا السبب وهذه الغاية خارجا عنا فى الوجود العام .
      يتبع

      تعليق


      • #4
        ثالثا : من هو المسئول عن توجيه الجنس فى الكائنات الحية وهل هذا التوجيه داخل فى ارادة الكائن الحى ام خارج عنها ؟
        نقول لو كان اختلاف الجنس فى الكائن الحى متعلق بارادته فسوف يكون الجنس السائد بالنسبة للبشر , وبعض الكائنات الاخرى الذكور نظرا لتفضيل الاكثرية منهم لهذا الجنس عمن سواه وبم ان نوعية الجنس فى احيان كثيرة تاتى على خلاف ارادة الكائن تكون اذن الارادة ليس لها دخل بتلك الجزئية ((لاحظ العديد من البشر يفضلون الذكور ومع ذلك ياتى النسل اناث فكيف يكون الكائن الحى ليس له ارادة فى تحديد الجنس المتولد منه ويكون له ارادة فى تحديد الصفات المندرجة تحت عنوان الجنس سواء كان ((الذكر)) اوالجنس المخالف ((الانثى))
        2- كيف يكون الكائن عاجز عن تحديد الجنس بالنسبة للنسل المتولد منه بينما يكون قادر على تحديد وتطوير الصفات الاخرى التى تؤدى الى اختلاف الكائنات عن بعضها البعض فى الشكل والسلوك تحت اطار نفس هذا الجنس ؟ (اى الصفات المميزة لكلا من الذكر والانثى) مع العلم بان العجز عن تحديد الجنس تحت اطار معين (الذكر او الانثى) بالنسبة للكائنات سوف يكون السابق للقدرة على التحديد والتطوير بالنسبة للصفات الاخرى فى الكائن الحى تحت نفس الاطار والتى تؤدى الى اختلاف الاجناس بعضها عن البعض (اى فى الصفات المميزة للذكر عن الانثى والصفات المميزة للانثى عن الذكر) و فى الشكل والسلوك ايضا
        هل للكائن قدرة للتعديل على صفاته من خلال التلاعب فى المحتوى الجينى ام ان الصفات تنتقل من من جيل الى اخر بدون ادنى تدخل منه
        تبن من كلام العالم (كريسى موريسون) وغيره من علماء الوراثة ان الصفات تنتقل من جيل اخر عبر الصبغيات الوراثية بدون اى تدخل من الكائن ذاته ولنؤكد على هذه الجزئية من ناحية اخرى سوف نسأل هذا السؤال .
        بالنسبة للجينات ومحتواها الوراثى هل الكائن يصنعها ويقرر محتواها ام هى تصنع داخله ؟
        اذا كان الكائن هو الذى يصنع جيناته ويقرر محتواها فلن تكون لديه ادنى مشكلة للتعديل عليها او الارتقاء بها وبذلك لن يتشابه محتوى جينى مع محتوى جينى اخر فى نفس الوقت الذى تسقط فيه جميع الاتهامات الموجهة للكائن بالعجز عن ركوب موجة التطور فكيف يكون عاجز وهو محترف صناعة الجينات ؟
        اما اذا كانت الجينات تصنع داخله بطريقة برمجاتية دون اى تدخل منه فمن الطبيعى ان يكون محتواها محمى من العبث والفساد وتلاعب الاهواء فاين للكائن بسبيل للتطور وما هو الا ناقل لناقل ؟ لا سبيل .
        واذا نظرنا الى صفات الاجناس المختلفة عبر عدة اجيال مختلفة ووجدنا انها لا يمكن ان تخرج او تشذ عن القوانين الوراثية المعروفة لدى علماء الجينات سوف نتاكد فعلا من صحة كل الكلام السابق ولو لم يحدث ذلك فعليا فلن يكون هناك شىء اسمه قوانين وراثية او علم يسمى بعلم الوراثة حيث لا يمكن ان توجود مع العشوائية او مع تعدد الاراء والاهواء ومن جهة اخرى اذا كان هناك قوانين وراثية فلن يكون هناك شىء اسمه تطور وهذا يحسم الامر .(اذا كان هذا يدل على ان الكائن ليس له علاقة بتكوين عوامله الوراثية (اكس او واى) التى تحدد الجنس فى الكائن الحى او فى البشر بالتحديد فمن باب اولى ان لا يكون له علاقة بمحتواها الوراثى من سمات وصفات (لاحظ ان مصدر كروموسومات الإنسان يأتى نصفه من الأب و النصف الآخر من الأم. أثناء عملية الجماع يتم قذف السائل المنوى الذى يحمل الحيوانات المنوية إلى داخل مهبل الأنثى ، و من هناك يتحرك الحيوانات المنوية إلى قناة فالوب لتلقيح بويضة الأنثى. و البويضة تحمل دائما كروموسوم إكس (x) ، بينما تحمل الحيوانات المنوية أحد النوعين إما إكس (x) ، أو واى (y). فإذا حدث أن الحيوان المنوى الذى نجح فى تخصيب البويضة يحمل كروموسوم (x) ، فيكون الناتج جنينا يحمل كروموسوم جنسى مكون من (xx) فيكون هذا الجنين
        أنثى. أما إذا كان الحيوان المنوى يحمل كروموسوم (y) فيكون الناتج جنينا يحمل كروموسوم جنسى مكون من (xy) فيكون الجنين ذكرا).
        يمكن ان يقال :
        الكائن قد وصل الى تطوير اسلوب معين على اساسه منع الاجيال الناتجة عنه من التغيير او التعديل على هذا المحتوى ومن قبل منعهم باسلوب اخر من التحكم فى تكوين هذه العوامل او تحديد عددها (الحيوانات المنوية اكس والحيوانات المنوية واى)
        نقول لو حدث ذلك سوف تمضى جميع الكائنات على مدى الدهور بعد ذلك على نسق واحد سمات وشكل وصفات وان اختلفت يمكن ان تختلف فقط فى الجنس لماذا ؟ لان الكائنات عندما تصل الى هذه اللحظة (التى وصل فيها الكائن الاب الى الاسلوب السابق الذى سوف يحرم به اجياله من التعديل والتغير والتكوين والتحديد) لن يمكنها ان ان تضيف اى صفات اخرى غير التى كانت عليها من قبل وبالتالى سوف تبقى على هذه الصفات الى الابد .
        وان قيل وماذا عن حال هذه الكائنات قبل هذه اللحظة ؟
        نقول اذا كان هناك تحكم فى الجنس من ِِقـبل الكائن قبل هذه اللحظة فما الذى يجعله يغير من اسلوبه الى اسلوب اخر وبغض النظر عن كل ذلك ما يهمنا هو ان الكائنات بعد هذه اللحظة سوف تكون عاجزة عن اضافة اى صفات او سمات اخرى لتلك التى كانت عليها من قبل مما يؤدى الى وجود نوع واحد فقط من المخلوقات يتردد فقط بين الذكورة والانوثة .
        واخيرا يجب ان يكون الكائن ليس لديه قدرة بالفعل على التعديل والتغيير فى صفاته الوراثية والا للغت اضافات كل جيل اضفات الجيل الذى يسبقه وبالتالى يكون كل ذلك وذلك هراء ليس له قيمة او مردود بل على العكس يمكن ان يسبب الكثير من الاضرار فما الذى يجعل كائن يجهد نفسه فى شىء لا يضمن من اجياله الحفاظ عليه .

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 07:21 م
        ردود 0
        82 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة إبراهيم صالح  
        ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:58 م
        رد 1
        275 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة فؤاد النمر
        بواسطة فؤاد النمر
         
        ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:50 م
        رد 1
        63 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة إبراهيم صالح  
        ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:47 م
        ردود 0
        116 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة إبراهيم صالح  
        ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 05:59 م
        ردود 0
        372 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة إبراهيم صالح  
        يعمل...
        X