موسوعة الإعجــاز اللغوي في القرآن الكريـــم(متجدد إن شاء الله)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

د. نيو مسلم اكتشف المزيد حول د. نيو
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موسوعة الإعجــاز اللغوي في القرآن الكريـــم(متجدد إن شاء الله)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    بأمر الله سأقوم بنقل مجموعة من أروع المقالات و الخواطر البيانية حول القرآن

    متجدد إن شاء الله:

    نقلا عن الاخ اسد العقيدة بمنتدى التوحيد:




    ** الإعجــاز اللغوي في القرآن الكريـــم **



    عندما نزل القرآن على الناس، نزل بلغة العرب فكانت الآيات تنطق بلغتهم "الم"، كهيعص"وكان من المعروف بأن العرب من أشد الناس تفاخرا وكبرياء بلغتهم، فتحداهم الله بأن يقولوا كلاما مثل هذا القرآن فقال متحديا العرب:


    "قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ "

    (سورة القصص، 49)



    فعجزوا عن ذلك فجاء التحدي بصورة أخرى.... أسهل من الأولى:


    "قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ "

    (سورة هود، 13)



    فعندما انقلبوا خائبين جاء التحدي الفاضح الدال على عجزهم:


    "فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ "

    (سورة البقرة، 23)



    فأثبت القرآن عجزهم التام في هذا..

    "قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً "

    (سورة الإسراء، 88)


    فبدؤوا بالتشكيك في القرآن ..... وقالوا أنه مجمع للأخبار والأساطير الأولى ..... فأتوا بالنضر بن الحارث وأقعدوه عند النبي وكلما أراد أن يتكلم -صلى الله عليه وسلم- بالقرآن فليقاطعه ويبدأ بسرد القصص والأساطير التي واجهها في أسفاره وترحاله.. وبالفعل نجحت الخطة في بداية الأمر....وسر بذلك النضر أيما سرور وكان يقول متباهيا:

    "بم محمد أفضل مني؟ هو يحدث بأساطير وأنا أحدث بأساطير.."

    فنزل قول الله الفصل:

    "وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً "

    (سورة الفرقان، 5)


    وبعد أيام؛ بدء الناس بالملل.. وبدأ يتناقص مجلس النضر الواحد تلو الآخر ..... وتجمعوا عند النبي ليرفعوا راية النصر للقرآن.. فليس القرآن قصصا فحسب وإنما جامع لكل شيء..

    فما الحيلة الآن؟؟

    وماذا نقول للذين أُذهبت قلوبهم بالقرآن؟؟

    أيعترفون أنه من الله فتذهب مكانتهم ويبين كذبهم!!

    لا والله؛ فأشيعوا أن النبي يأخذ القرآن من رجل اسمه (( الرحمن )) في اليمامة وهو رجل أعجمي!! عجبا والله


    "لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ "

    (سورة النحل، 103)



    فانقلبوا على أدبارهم خاسرين..

    هذا هو موقف العرب من بلاغة القرآن .... وفصاحته واكتماله وتناسقه.. عرفوا أنه من الله ...وأنه لا أحد يستطيع أن يأتي بمثله، ولكن عزة الإثم منعتهم من الإيمان .... فأي مصير لهم بعد أن عرفوا الحق وحادوا عنه..

    حتى أنه قَسّم العرب كلامهم إلى نوعين؛ شعر ونثر، ولكل منهما أنواع، فعندما جاء القرآن وحي الله الخالد؛ اضطر العلماء إلى تقسيم الكلام إلى ثلاثة أنواع، شعر ونثر وقرآن، لأنه ما استقام تحت الشعر وما استقام تحت النثر..

    وسأتطرق في الإعجاز اللغوي إلى نوعين من الإعجاز..

    - الإعجاز البياني .

    - الإعجاز التصويري .


    وهناك الكثير من صور الإعجاز اللغوي في القرآن، ولكن لضيق الوقت ولسهولة هذين النوعين فهما للعالم والمتعلم..



    القرآن.. عجيب التأليف، متناه في البلاغة إلى الحد الذي عجز عنه الخلق.... لم ينظم على بحور الشعر ولا على طريق السجع، تصرفت وجوهه، وتباينت مذاهبــه، خارج عن المعهود من نظام جميع ما عرف العرب في القديم والـحديث، لــه أسلوب خاص لا يشاركه به أحد في كل ما هو في بلاغة العرب في القديم والحديث.. ولنبدأ في نـماذج الإعجاز البياني..



    - "وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ "

    (سورة الشورى، 43)

    - "وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"

    (سورة لقمان، 17)


    نلاحظ أن في الآية الأولى استخدم حرف التوكيد في

    "لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ "

    أما في الآية الثانية فلم يستخدم حرف التوكيد فقال

    "مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"


    ما السر في ذلك؟

    هناك نوعان من الصبر صبر ليس لك فيه غريم -كالمرض مثلا- وهو شيء محسوس، وصبر لك فيه غريم -كأن يظلمك شخص ما- وهو شيء ملموس، فكان الشيء المحسوس الذي لا تراه ولكن تحس به يحتاج إلى صبر وهذا

    "مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"

    ولكن الشيء الملموس يحتاج إلى صبر قوي شديد فكان ذلك

    "لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"

    =====



    "وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ"

    (سورة الأنبياء، 46)



    يبين الله لنا الضعف البشري أمام عذاب الله.... فاختار كلمة "مستهم" وهي أقل درجات الإصابة، واختار "نفحة" ليدل على ضعفها، وذكر "من" وهي تفيد التبعيض، وقال "ربك" الرحيم يا محمد ، وكل ذلك يدل على أقل درجات العذاب.. فإذا كانوا لا يستطيعون الصبر أمام هذه الدرجة من العذاب، فكيف بالعذاب الذي وعد الله به الكافرين؟

    =====

    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ "

    (سورة التوبة، 38)


    النفور يدل على شيء يستوجب السرعة ....وكان مقابل هذا شيء تثاقل البعض عن النفور فجاء القرآن بأسلوبه البديع ليبين لنا شدة التثاقل والانجذاب إلى الأرض بقوله..... "اثّاقلتم" .....فتدل على حب الركون للأرض.

    =====



    "هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ "

    (سورة الفرقان، 74)

    - "امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ"

    (سورة يوسف، 30)

    "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً "

    (سورة الروم، 21)

    - "اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ "

    (سورة التحريم، 10)


    فمتى تستعمل كلمة امرأة؟ ومتى تستعمل كلمة زوجة؟

    من فهمنا للآيات.... تستخدم كلمة زوجة عندما تكون العلاقة مبنية على المودة والرحمة من جانب والتكاثر من جانب آخر..

    أما إذا انقطعت العلاقة كما حدث مع امرأة العزيز بخيانة الشرف وامرأة نوح وامرأة لوط بخيانة العقيدة سميت امرأة..

    وقد وضح هذا الأمر في قصة زكريا حيث يقول تعالى بلسانه:

    "وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً "

    (سورة مريم، 5)

    فقال امرأتي ووصفها بالعاقر التي لا تنجب، فرد الله تعالى بقوله:

    "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ"

    (سورة الأنبياء، 90)


    فأسماها زوجة لأنها تحققت العلاقة بالتكاثر.

    فسبحان الله الحكيم العليم

    =====


    "وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ "

    (سورة الشعراء، 79،80،81)


    قول الله على لسان إبراهيم... فعندما تحدث عن الطعام والشراب قال "هو"، وعندما تحدث عن الشفاء من المرض قال "هو"،

    ولكن عندما تحدث عن الموت والحياة لم يقل "هو"،

    فما هو السر؟

    في مواطن الطعام والشراب قد يتبادر إلى الذهن أن الذي أطعمك وسقاك فلان من الناس حين أتى لك بقليل من الطعام، وكذلك عندما تذهب إلى الطبيب قد تظن أنه هو الذي شفاك.. فاحتاج الأمر أن يؤكد أن الطعام والشراب والشفاء من الله بكلمة "هو"

    أما عندما تحدث عن قضية الموت والحياة فلا أحد يشك أنهما من عند الله.

    =====


    "تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً"

    (سورة يوسف، 85)


    قالها أبناء يعقوب لأبيهم عندما ما اكتفى بعشرة أولاد وإنما تعلق قلبه بيوسف -عليه السلام- فظل يبكي حتى ابيضت عيناه من الحزن، فيعيبون عليه هذا القول فيقولون: والله ستظل تذكر يوسف حتى تهلك..

    ولكن فرق كبير بين ما نقوله من كلام البشر وبين ما يذكره القرآن، فوصف هذه الحالة الغريبة يحتاج إلى وصف غريب واختيار غريب الكلمات حتى تتحقق الغرابة في الموقف....

    واستخدم "تالله" للقسم وهي أقل الكلمات استعمالا وأكثرها غرابة، واستخدم "تفتأ" ولم يختر من أخوات كان غيرها لأنها أقلهم استعمالا وأكثرهم غرابة، واستخدم "حتى تكون حرضا" أي تهلك فاختار أقل كلمات الهلاك استعمالا وأكثرها غرابة..

    فجاءت الآية لتوضح الوضع الغريب "تالله" الغريب "تفتأ" الغريب "تكون حرضا" الذي يعيش في يعقوب عليه السلام.

    =====

    "أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ"

    (سورة النحل، 1)


    فاستخدم القرآن فعل.... للدلالة على غير زمنه، فـ "أتى" فعل ماضي، وكلمة "تستعجلوه" تدل على المستقبل..

    فما هو السر في ذلك؟

    الجواب.....

    هو أن الزمن يحكمنا ولكنه لا يحكم الله، نحن لدينا ماضي وحاضر ومستقبل ..... أما الله فهو الذي خلق الزمان والمكان فلا يحكمه زمان ولا مكان، فالماضي والحاضر والمستقبل مكشوف عنده بالسواء فعندما يتحدث عن مستقبلنا فإنه بالنسبة إليه كأنه ماضي، لأنه أعلم به..

    =====

    "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ"

    (سورة الأنعام، 151)

    - " وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم "

    (سورة الإسراء، 31)


    كلتا الآيتين تنهى عن قتل الولد من الفقر، وكلتاهما تشير إلى أن رزق الآباء والأبناء من الله، ولكن هناك اختلاف في نهاية الآيتين.. فالأولى "نرزقكم وإياهم" فقدم الآباء على الأبناء، أما الثانية "نرزقهم وإياكم" قدم الأبناء على الآباء..

    فما هو سر الاختلاف؟

    فلنُزل أي تفكير يقودنا إلى أن هذا الشيء ترادف.....لأن الآية الأولى تخاطب الفقراء وتنهاهم عن قتل الولد بسبب الفقر، فلأنه فقير وجب "نحن نرزقكم" أيها الآباء الفقراء "وإياهم"، بينما

    الآية الثانية تخاطب الأغنياء وتنهاهم عن قطع النسل خشية وقوع الأولاد في الفقر، فلما كان الحديث عن الأبناء
    الذي قد يعانون الفقر وجب
    "نحن نرزقهم وإياكم".

    =====

    "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "

    (سورة البقرة، 179)

    قد حاد بعض الكتاب عن الصواب حين قارنوها بقول العرب .... "القتل أنفى للقتل" .... وقالوا أنها أبلغ من قول الله تعالى، وقد وضح كثير من العلماء أن قول الله تعالى أبلغ وأحكم، وأوجدوا من الحكم فيه فيما يزيد عن 24 حكمة، نذكر اثنين على وجه السرعة..

    - لم يقل الله "ولكم في القتل حياة" .... لأن القصاص ليس بالضرورة أن يكون قتلا.... وإنما جعلت الشريعة لولي المقتول القرار، إن شاء يقتل أو شاء يغفر أو يأخذ الدية، فشمل القصاص خيارات عدة فليس بالضرورة القتل.

    - الآية صرحت بالهدف وهو "الحياة" ولم تصرح الحكمة بالهدف الحقيقي وهو الحياة وإنما نفت القتل.

    =====

    "وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"

    (سورة المائدة، 116، 117،118)


    العزة والحكمة في آية تتحدث عن المغفرة؟؟ ما هو إعجاز ذلك؟؟

    عيسى عليه السلام يقول لله تعالى إن عذبتهم فإنهم عبادك والأمر يعود إليك، وإن تغفر لهم فلن يسألك أحد يا رب لم غفرت فأنت العزيز الحكيم.. فكأنه يقول اغفر يا رب ولن يسألك أحد لم غفرت، فأنت حكيم في قرارك عزيز لا تراجع..

    فسبحانك اللهم وبحمدك



    <<يتبع>>



    **الإعجاز البياني في القرآن**




    سر دخول اللام على جواب لو الشرطية


    قال الله تعالى:

    (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ )
    [الواقعة:63- 65]


    وقال:

    ( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ )

    [الواقعة:68- 70]


    تضمنَّت هذه الآيات الكريمة امتنانًا عظيمًا من الله تعالى على عباده بالزرع الذي يحرثون، والماء الذي يشربون.

    وهي دليلٌ على عظمة الله تعالى، وكمال قدرته، ومطلق مشيئته، وشدة حاجة الخلق إليه سبحانه.

    وقوله تعالى:

    {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ - أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ }


    استفهام يراد به التقرير، والتوبيخ، دلَّ عليه وجود الفاء عقِب الهمزة... ومعناه: خبروني عمَّا تحرثون من أرضكم، فتضعون فيه البذر:

    { أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ }

    وعن الماء، الذي تشربون:

    { أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ }


    والجواب الذي لا يملكون غيره في الموضعين هو قولهم: أنت- ياربنا- منبتُ الزرع من الحب، ومنزِّل الماء من السحاب، ونحن لا قدرة لنا على ذلك...

    فيقال لهم: إذا عرفتم ذلك، وأقررتم به، فكيف تكفرون بالله العلي القدير، وأنتم تأكلون رزقه، وتشربون ماءه، ثم تعبدون غيره؟ ولمَ لا تلزمون أنفسكم الإقرار بتوحيده سبحانه، وطاعته، والتصديق بالبعث شكرًا له تعالى على نعمه، التي لا تعدن ولا تحصى عليكم؟


    ونقرأ قوله تعالى:

    ( أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ )


    فنجد فيه لمحة من لمحات الإعجاز البياني؛ حيث كان الظاهر أن يقال:

    أأنتم تحرثونه أم نحن الحارثون؟ أو يقال: أفرأيتم ما تزرعون؟ بدلاً من: أفرأيتم ما تحرثون؟ فيتطابق الكلامان... ولكن كلا القولين يُخِلُّ بمعنى الكلام، ونظمه... وبيانُ ذلك أن بين الحرث، والزرع فرقًا؛ وهو أن الحرث يكون أوائل الزرع، ومقدماته، من إثارة الأرض، وطرح البذر فيها، وقد يتبع ذلك سقيُه، وتعهده بالرعاية...

    أما الزرع فهو ما يترتب على الحرث، من خروج النبات، وإنمائه، واستغلاظه، واستوائه على سوقه، وانعقاد الحب في سنبله. فقوله تعالى:


    {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ}


    يعني: أن ما تبتدئون به من الأعمال، أانتم تُبلغونها المقصود، أم الله تعالى؟

    ولا يشك أحد في أن إيجاد الحب في السنبل، ليس بفعل الناس؛ وإنما هو بفعل الله العلي القدير... وفي ذلك إشارة منه سبحانه إلى البعث والنشور!


    وفي قوله تعالى:

    { لو نشاء لجعلناه حطامًا }

    { لو نشاء جعلناه أجاجًا }


    لمحة أخرى من لمحات الإعجاز البياني؛ حيث كان الظاهر أن يقال: لو شئنا، بدلاً من: لو نشاء؛ لأن(لو)، لا تدخل- عند النحاة والمفسرين- إلا على الفعل الماضي؛ فإن دخلت على فعل مستقبل، وجب تأويله بالماضي... ولهذا تأولوا ( لو نشاء ) في هاتين الآيتين، وفي غيرهما على معنى: ولو شئنا.... وعلى قولهم يكون الفعل( نشاء ) مستقبلاً في اللفظ، ماضيًا في المعنى.


    ولعل الصواب في ذلك أن يقال:

    إن( لو ) من الأدوات الشرطية، التي تربط بين جملتين؛ بحيث تجعل بين مضمونيهما تلازمًا، لم يكن مفهومًا قبل دخولها.. وهذا ما يُعبَّر عنه بالتعليق الشرطي؛ وهو نوعان: خبريٌّ، ووعديٌّ.


    أما الخبريُّ


    فهو الذي يكون مُضَمَّنًا جوابًا لسؤال سائل: هل وقع كذا؟ أو يكون ردًّا لقول قائل: قد وقع كذا. فهذا يقتضي المُضِيُّ لفظًا، ومعنى، ولا يصِحُّ فيه الاستقبال بحال... ومن الأول قوله تعالى:

    { فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ }

    [إبراهيم:11].

    ومن الثاني قوله تعالى:

    { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا }

    [السجدة:13]

    فهذا تعليق بـ( لو ) زمنه الماضي؛ لأنه خبريٌّ.


    أما الوعديُّ


    فالغرض منه هو التعليق المحض المجرد من أيِّ معنى آخرَ.. وهذا يقتضي الاستقبال، ولا يصلح فيه المُضِيُّ بحال من الأحوال؛ كما في قوله تعالى:{ لو نشاء }، في الآيتين السابقتين.

    وفي قوله تعالى في الزرع:

    { لجعلناه حطامًا }

    ، ثم في قوله تعالى في الماء:

    { جعلناه أجاجًا }

    إعجاز آخر من إعجاز القرآن؛ وهو إدخال اللام في الأول، ونزعها منه في الثاني؛ فأفاد دخولها في الأول تأخير وقوع العقوبة- وهي جعل الزرع حطامًا- لعقوبة أشدَّ منها؛ كما في قوله تعالى:


    {حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ }

    [يونس:24].


    وكثيرًا ما تدخل هذه اللام على جواب( لو )، فتدل على المماطلة في جعله واقعًا؛ كما يشير إليه قوله تعالى في صفة الكافرين:


    {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ }-

    [ الأنفال:31].


    والزركشيُّ يسمي هذه اللام:

    ( مسبوقة ).

    وينبغي أن تسمَّى:

    ( لام التسويف )


    لأنها تفيد ما يفيده كلٌّ من(السين، وسوف)، من دلالة على التسويف تارة، والمماطلة تارة أخرى في إيقاع الفعل.

    أما نزعها من الثاني فيفيد التعجيل بوقوع العقوبة فورًا- وهي جعل الماء أجاجًا- أي: جعله كذلك لوقته دون تأخير.

    وكلا الفعلين مرتبط بمشيئة الله تعالى.. يدلك على ذلك أن قوله تعالى:

    { لو نشاء جعلناه أجاجًا }

    قيل على طريقة الإخبار؛ لأن جعل الماء المشروب المنزل من المزن أجاجًا لوقته- أي: شديد الملوحة، والمرارة، والحرارة- لم يشاهد في الواقع؛ لأنه لم يقع،

    بخلاف جعل الزرع حطامًا- أي: يابسًا متكسرًا- فإنه كثيرًا ما وقع كونه حطامًا، بعد أن كان أخضرَ يانعًا.

    وهذا ما عبَّر عنه تعالى بقوله:

    { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ }

    [ الزمر:21 ]


    فلو قيل: جعلناه حطامًا؛ كما قيل: جعلناه أجاجًا، تُوُهِّم منه الإخبار

    ومما يدل على ذلك أيضًا أن دخول اللام على جواب ( لو )، لا يكون إلا في الأفعال، التي لا يُتخيَّل وقوعها؛ ولهذا كان جعل الماء المنزل من المزن أجاجًا لوقته، قبل أن يصل إلى الأرض، ويستقر في أعماقها أدلَّ على قدرة الله تعالى، من جعل الزرع حطامًا، وإن كان الكل أمام قدرة الله سواء...

    ولهذا عقَّب سبحانه على الأول بقوله:

    { فظلتم تفكهون }

    وعقَّب على الثاني بقوله:

    { فلولا تشكرون }


    فتأمل هذه الأسرار البديعة، التي لا تجدها إلا في البيان الأعلى!!


    <<يتبع>>[

    الإعجاز التصويري


    "التصوير هو الأداة المفضلة في أسلوب القرآن, فهو يعبر عن الصورة المحسة المتخيلـة عن المعنى الذهني، وصور الحالة النفسية والحادث المحسوس والمشهد المنظــور, وعن النموذج الإنساني والطبيعة البشرية، ثم يرتقي بالصورة التي يرسمها فيمنحها الحيــاة والحركة المتجددة، فإذا بالمعنى الذهني هيئة، وإذا بالحالة النفسية لوحة، وإذا النموذج الإنساني شاخص، وإذا الطبيعة مجسمة، وإذا الحوادث والمشاهد والقصص والمناظــر يرجعها لنا فيجعلها شاخصة حية، فإذا أضفت لهذا المشهد وهذه الصورة الحـــوار فكأنك تتخيل مشهد من مسرحية أو فيلم يعرض أمامك.."


    (سيد قطب - التصوير الفني في القرآن)

    ويقسم لنا سيد قطب -رحمه الله- التصوير إلى قسمين..



    1- المعاني الذهنية


    يخرج لنا الأشياء والمواقف بصورة حية محسوسة .. وإليكم بعض النماذج..


    يريد الله أن يبين لنا أن الذين كفروا ليس لهم أمل في الجنة، وأن قبولهم في الجنة أمر مستحيل .. هذه الألفاظ يعبر عنها القرآن بأعجاز بليغ في صورة فنية رائعة بقوله تعالى



    { إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ}

    (سورة الأعراف، 40)


    فيرسم لنا القرآن صورة إنسان يمسك بحمل غليظ "الجمل" ويحاول أن يدخله في فتحة إبره "سم الخياط" فهل يمكن ذلك؟؟

    يستحيل ..! فتخيل ذلك لتعبر بها عن استحالة دخول الكفار الجنة

    =====

    ويصور لنا القرآن صورة فنية عن أعمال هؤلاء الذين كفروا .. وأنها ليست بشيء مهما كثرت أعمالهم .. لأنها خلت من الإيمان فلا قيمة لها .. ولا يستطيعون جمعها لأن الله قد شتتها


    {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ}

    (سورة إبراهيم، 18)

    فهؤلاء الكفار يوم القيامة يحاولون جمع أعمالهم كمن يحاول جمع الرماد المتطاير مع الريح في يوم عاصفة.

    =====


    وصور لنا صورة المشرك الذي يحاول أن يجمع الأموال والأنصار والمناصب فيقول تعالى..

    {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}

    (سورة الحج، 31)


    فهو كالذي سقط من السماء فجاء طير سريع وخطفه فجأة .. فلا أحد يعلم أين ذهب به .. أو كالذي سقط من السماء فجاءت ريح فأنزلت فيه مكان بعيد جدا ليس له نهاية .. فهذا الشخص ليس له بداية "خر من السماء" وليس له نهاية "في مكان سحيق"

    =====

    ويصور لنا صورا لأقسام المتصدقين .. فيقول واصفا المرائي


    { أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الكَافِرِين}

    (سورة البقرة، 264)


    [color=sky blue]فالمُرائي[/color] ... كالحجر اليابس "صفوان" الذي عليه طبقة رقيقة من التراب فيخيل للناس أنها أرض خصبة صالحة للزراعة .. ولكن عندما يصيبها المطر "الوابل" ينكشف الحجر ويظهر للناس أنها أرض غير طيبة..

    ويصف لنا صورة المتصدق المخلص بقوله..


    {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

    (سورة البقرة، 265)


    والمتصدق المخلص .. كالبستان الذي ينبت على تل مرتفع يكون كله تراب من أوله إلى آخره "ربوة" فإن أصابها المطر "الوابل" أعطت ضعف ثمارها .. حتى ولو كان المطر خفيفا "الطل" فإنها ستعطي الثمار .. ولا فرق عند الله بين كثير وقليل إذا صلحت النية

    =====




    2- المعاني النفسية


    يصور لنا بها خلجات النفس .. وما يدور في خلد الناس في بعض الأحوال .. نذكر بعضا منها..


    يكشف الله لنا عن حال الذي هيّأ الله له العلم فتركه وفر منه وانشغل بالدنيا وملذاتها، فيقول تعالى واصفا إياه بصورة رائعة

    {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}

    (سورة الأعراف، 175،176)


    فهذا حال من ترك العلم ولهث وراء الدنيا..

    =====

    ويضرب الله لنا مثل المؤمن الذي لم يستقر الإيمان في قلبه .. فهو متزعزع العقيدة راغب في الدنيا


    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}


    فيصفه الله أنه على طرف الهاوية فعند أول اختبار له يسقط فيها .. فذلك ليس له ربح لا في الدنيا ولا في الآخرة

    =====

    ويمثل لنا يوم القيامة.. ذلك اليوم المفزع وما يحدث فيه من بعث وحشر للناس ..

    {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ}

    (سورة القمر، 9)


    وإنه لمن أعجب المناظر التي تفيد الكثرة .. منظر الجراد المنتشر المتزاحم .. فالناس يوم الحشر كالجراد المنتشر في الأرض

    =====

    كما وصف لنا يوم القيامة بقوله

    {إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلا}


    (سورة الإنسان، 27)


    فيا عجبا من هذا الوصف!! من يستطيع وزن اليوم؟؟ يزنه من خلقه .. ويدل لنا على شدته على النفوس..


    =====

    ومن أعجب ما هو موجود في القرآن .. أسلوب قص المناظر .. فعندما وضع سيدنا يوسف عليه السلام صواع الملك في متاع أخيه "بن يامين" وأخذه بحجة السرقة .. وحالوا أن يسترجعوه فلم يفلحوا .. عندها اجتمعوا وذكروا بعضهم بالوعد الذي وعدوه أباهم بحماية أخيهم فقال كبيرهم


    {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَفِظِيِن * وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}

    (سورة يوسف، 81،82،83)


    فمن بعد ما ذكر ما حصل معهم في مصر انتقل مباشرة إلى رد فعل يعقوب عليه السلام .. ولم يحتج إلى ذكر أنهم رجعوا وقابلوا أبيهم فشعر بفقدان ولده فسألهم عنه فقالوا إنه سرق .. إلى آخر الأحداث..


    قولوا:
    لا اله الا الله....تفلحوا



    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  • #2
    بارك الله فيكم وفي أخونا صاحب الموضوع

    موضوع مميز وكم هي حلاوة تذوق معاني القرءان وروعة صوره وبيانه ,

    جاري قراءة الموضوع

    ولي إضافة بسيطة على هذه الآيات البينات


    "وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ "

    (سورة الشعراء، 79،80،81)


    هنا يقول الله تعالى حكاية عن قول إبراهيم عليه السلام يطعمني , يسقيني , يشفيني , يميتني , يحييني

    كلها ترجع إلى الله تعالى فهو صاحب الفضل والمنة وهو الذي يطعم ويسقي وهكذا

    فلماذا لم يقل يمرضني , أليس هذا من أفعال الله تعالى أم أن إبراهيم عليه وعلى رسولنا أفضل الصلوات والتسليمات أم أنه هو الذي يمرض نفسه؟!

    والجواب أنه نسب الفعل الذي في ظاهره الشر لنفسه ولم ينسبه إلى الله تعالى تأدبا معه مصداق قوله صلى الله عليه وسلم " والشر ليس إليك"

    وكما قالت الجن :" {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ
    أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً }الجن10

    قالوا أريد مبني للمجهول تأدبا مع الله تعالى ونسبوا الرشد والخير إلى ربهم

    وبالله التوفيق

    وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
    أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

    تعليق


    • #3
      ممتن لمرورك اختى الكريمة


      قولوا:
      لا اله الا الله....تفلحوا



      ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك يادكتور نيو
        ان شاء الله لى عودة للموضوع
        وعلى الرغم من عمق الألم : ما زال قلبى تسكنه السكينة والطمأنينة والثقة بأن آخر هذه المحنة ستتمخض لصالحنا ويخسأ الفسقة والطغاة , وسيكون فرجٌ بعد الشدّة ,وفرحٌ بعد الحزن ..قد ننتظر .. واثقين أن الرياح ستدفع شراعنا !( محمد أحمد الراشد )

        تعليق


        • #5
          ممتن لمرورك اخى الكريم
          ونتشرف بعودتكم دائما


          قولوا:
          لا اله الا الله....تفلحوا



          ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            جزاكم الله خيرا

            للرفع






            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              موضوع رائع وقيم أرجو متابعته يا د/ نيو ...

              وفى حالة عدم استكمال الموضوع المنقول عنه أرجو أن تقوم حضرتك بالإضافة إلي
              الموضوع لإن الفكرة رائعة ومفيدة جدا ...

              وجزاك الله خيرا ونفع بك ..

              تعليق


              • #8

                هذا المقال منقول عن الأخ:كرم الرشيدى: الاخ الحبيب بحراس العقيدة





                إن دقة الكلمة في القران لهو دليل كبير على كون هذا الكلام كلام الله فالكلمة في القران جاءت مناسبة جدا للجملة بالإضافة لموافقتها إلى اللغة سواء من ناحية النحو أو الأساليب اللغوية عند العرب وهو ما أذهل صنديد قريش وأهل البلاغة والفصاحة أدله على ما أقول:


                1. مناسبة الكلمة للموقف في القران
                المثال الأول : (القرآن الكريم)(السجدة)( 26)(أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون)

                لاحظ مدى الدقة في اللفظ القران فقد ختمت الايه الأولى بـــ أفلا يسمعونأما ألثانيه فقد ختمت بــــ أفلا يبصرون والسر في ذلك والله اعلم هو أن الايه الأولى تتحدث عن القرون ألسابقه المهلكة من قبل فهو حديث عن التاريخ وأمر التاريخ يلزم استخدام السماع أما الايه ألثانيه تحدثت عن ما يشاهد في الأرض من إنبات الزرع وهو أمر يرى بالعين ويشاهدونه كل وقت وكل حين فستخدم يبصرون .

                المثال الثانى :
                يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ البقرة(172)
                فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [النحل: 114]
                السؤال لماذا قال في الايه الأولى (وَاشْكُرُواْ لِلّهِ) وفى الثانية (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) ؟
                الجواب هو أن السياق الذي وردت فيه آية البقرة(وَاشْكُرُواْ لِلّهِ) إنما هو في الكلام على الله عز وجل, أما في سورة النحل (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) كان الكلام مباشرة عن النعم.
                فقد قال الله في سياق سورة البقرة وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ [البقرة : 165] لاحظ كل الكلام عن الله ذاته فناسب الكلام بشكر الله ذاته .
                أما آية النحل (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) فالكلام فيهاكله عن نعم الله وذكر القرية التي كفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ النحل : 112فناسب الموقف بكلمة (نعمت الله. هذا بالاضافه إلى أن كلمة النعم , وردت في سورة النحل (تسع مرات) أكثر مما وردت في سورة البقرة (ست مرات) فناسب كل تعبير في مكانة .


                2. تناسق الآيات بالآيات
                وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (الزمر : 71)
                وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ [الزمر : 73]

                لقد بحث العلماء عن سر وجود حرف (الواو ) في الايه الثانية الخاصة بالجنة , وعدم وجود حرف (الواو) في الايه الأولى الخاصة بالنار فوجدوا شئ غريب جدا
                ويوضح مدى توافق كلام الله عز وجل وان عدم وجود حرف قد يضيع المعنى ويضيع مراد الله ويوجد تناقض بين الآيات ووجود هذا الأحرف لسبب في إظهار إعجاز كون انه كلام الله.
                سرّ وجود واو العطف في الآية الثانية وعدم وجودها في الأولى وجدوا أن النار تكون مغلقة الأبواب، وكلما جاء فوج من أهل النار تفتح النار أبوابها ثم تغلقها، وهذا يناسبه قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾، أي كانت مغلقة ثم فتحت , وهذا موافق لقول الله ﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾ [البلد: 20]. أي ذات أبواب مغلقة عليهم.
                بينما نجد أن الجنة مفتوحة الأبواب دائماً، وهذا يناسبه قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾، (فالواو )هنا تدلّ على أن الأبواب كانت مفتوحة لهم من قبل أن يدخلوها. يقول تعالى عن أهل الجنة ونعيمهم فيها: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾ [ص: 50].

                فتأمل معي لو أن أحداً أضاف على هذه الآية حرف الواو أو حذفه من تلك الآية، فهل يبقى من هذا الإعجاز شيء؟


                ودل ذلك على أنه لا يفتح إلا إذا جاءت؛ كسائر أبواب السجون، فإنها لا تزال مغلقة حتى يأتي أصحاب الجرائم الذين يسجنون فيها فيفتح ثم يغلق عليهم. تفسير البحر المحيط/ أبو حيان (ت 754 هـ)

                3. تناسق كلمات القرءان مع جلال وعظمة الله .
                (القرآن الكريم)(الكهف)( 79)(أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا)
                (القرآن الكريم)(الكهف)( 80)(وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما)
                (القرآن الكريم)(الكهف)( 82)(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا)
                شاهد جيدا لما حكي عن السفينة قال (فأردت)نسبه لنفسه فقط.
                ولما حكي عن الغلام قال (فأردنا ) فأسند الإرادة إلى الاثنين الله ثم هو
                ولما حكي عن الكنز قال عن الجدار (فأراد) أسند الإرادة إلى الله و حده
                السر في ذلك والله اعلم الاتى :
                في الأولى لما قال (فأردت أن أعيبها ) نسب إلى نفسه العيب تأدبا مع الله عز وجل وهذا معروف جدا في القرءان مثله :
                (القرآن الكريم)(الجن)( 10)(وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا)فنسب الخير لله وعند الشر تأدبا مع الله جعل الفعل مبنى للمجهول
                في الثانية قال (فأردنا) جاء بالضمير المشترك وذلك لان الأمر فيه شر في ظاهرة وهو قتل الطفل, وخير وهو إبدالهم خير منه ونسب الإبدال لله لأنه خير محض فقال (فأردنا أن يبدلهما ربهما) ونسب الإبدال وهو الخير إلى الله.
                وفى الثالثة قال (فأراد) لان بناء الجدار كله خير فنسبه إلى الله وحده.


                4. مناسبة الكلمة للسورة ككل .
                المثال الأول : قال الله تعالى يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً [مريم : 45]
                لماذا جاء (بالرحمن) مع أن الأمر فيه عذاب الم يكن من الأفضل يأتي بالجبار أو المنتقم ؟
                · لقد قال قبل هذه الايه يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً [مريم : 44] فذكر اسم الرحمن فكانت الايه موافقة لما قبلها وحتى لا تتنافر الكلمات .
                · لقد تكرر اسم الرحمن في هذه السورة (16) مرة وهى أكثر سور القرءان تكرارا في سورة فكان الاسم موافقا له من هذه الجهة أيضا.
                · إن جو السورة ككل يشيع فيه الرحمة من أولها إلى أخرها فهي تبدأ بالرحمة
                ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [مريم : 2 ) .
                وتتوسط بالرحمة وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً [مريم : 50] , وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً [مريم : 53] , قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً [مريم : 21] .
                وتختم أيضا بالرحمة إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً [مريم : 96] فكانت كلمة للرحمن انسب من هذه الجهة أيضا .
                · أخيرا إن إبراهيم قال بعد الايه محل الكلام قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً [مريم : 47] فلا يحسن أن يقول استغفر لك الجبار أو المنتقم
                فالاستغفار لا تطلب من المنتقم أو الجبار ولكن تطلب من الرحمن فنسب الأمر من هذه الجهة أيضا.



                قولوا:
                لا اله الا الله....تفلحوا



                ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

                تعليق


                • #9
                  رد: موسوعة الإعجــاز اللغوي في القرآن الكريـــم(متجدد إن شاء الله)

                  فلرفع........


                  قولوا:
                  لا اله الا الله....تفلحوا



                  ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

                  تعليق


                  • #10
                    للرفع..........


                    قولوا:
                    لا اله الا الله....تفلحوا



                    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

                    تعليق


                    • #11
                      ggvtu>??????????


                      قولوا:
                      لا اله الا الله....تفلحوا



                      ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

                      تعليق


                      • #12
                        للرفع.ز........................................... .ز


                        قولوا:
                        لا اله الا الله....تفلحوا



                        ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

                        تعليق


                        • #13

                          من أسرار الكلمات في القرآن الكريم... د. طارق السيد طبل



                          وإليك بعضَ النماذج التي تبين مدى دقة التعبير، وبلاغة التركيب، وبراعة النَّظم، في اختيار المفردات في القرآن الكريم.

                          انظر إلى قوله - تعالى - حكاية عن إخوة يوسف - عليه السلام -: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} [يوسف: 17].

                          فاستعمل (أكله) الشائع الاستعمال، دون (افترسه) الفصيح المختار، والذي هو مِن فعل السَّبُع ونحوه، وما ذلك إلا أنَّ الافتراس لا يؤدي تمام المعنى؛ لأن معناه القتل فحسب، والقوم إنما أرادوا أن الذئب أتى عليه كله، ولم يترك منه شيئًا، لا لحمًا، ولا عظمًا، ولو قالوا: (افترسه الذئب)، لطالبهم أبوهم ببقية منه، تشهد بصحة دعواهم؛ ولهذا لم يصلح في هذا الموضع إلا أن يعبِّروا عنه بلفظ (الأكل)، وهو شائع الاستعمال في الذئب وغيره من السباع.

                          كذلك نرى قوله - عز وجل - حكاية عن إحدى المرأتين اللتين سَقى لهما سيدُنا موسى - عليه السلام -: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [القصص: 25]، فاستخدم القرآن (تمشي) دون (تسعى) التي هي أفصح وأخص؛ وذلك أن القرآن العظيم إنما أراد أن يبيِّن ما ينبغي أن تكون عليه المرأة من وقار وسكينة في مشيتها، دون عجل يثير الغرائز، ويوقظ الفتن، ولفظة (تمشي) هي الأقرب لهذا المعنى؛ لأنها تدل على أنها أتتْ على العادة المعهودة للمرأة من السكينة وحسن الأدب، بخلاف (تسعى) التي تدل على السرعة والعجلة، فإنك تقول: مشيت إلى فلان، إذا لم تكن على عجلة من أمرك، بخلاف سعيت إليه.

                          وانظر كذلك إلى قوله - تعالى - حكاية عن موسى - عليه السلام - لما أراد الخروج من المدينة، بعد افتضاح أمره، بقتل رجل من آل فرعون؛ قال - سبحانه وتعالى -: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} [القصص: 21]، فاستعمل الاسم مع الخوف، والفعل مع الترقب، ولم يقل: يخاف يترقب، أو خائفًا مترقبًا؛ وذلك لأن المعنى لا يستقيم مع حال سيدنا موسى، إلا بما ورد في القرآن الكريم؛ لأن التعبير بالاسم (خائفًا) يدل على الدوام والثبوت، والخوف إنما كان ملازمًا لموسى لا ينفك عنه، أما الترقب (يترقب)، فإنه يقع مرة بعد مرة، كلما مشى في طريقه؛ ولذلك عبَّر بالفعل المضارع (يترقب)، الذي يدل على التجدُّد والحدوث.

                          وانظر إلى قوله - تعالى -: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} [ص: 6]، فقد زعموا أن المشي في هذا ليس بأبلغ الكلام، ولو قيل بدل ذلك: أن امضوا، أو انطلقوا، لكان أبلغ وأحسن، ولو تأملنا حال القوم، وسياق الآية، لوجدنا الأمر على خلاف ما زعموا؛ بل المشي في هذا المحل أولى، وأشبه بالمعنى؛ وذلك لأنه إنما قصد به الاستمرار على العادة الجارية، ولزوم السجية المعهودة، من غير انزعاج منهم والانتقال عن الأمر الأول[3].

                          والمشي هو الملائم لهذا المعنى، وكأنهم قالوا: امشوا على هيئتكم المعهودة، ولا تبالوا بهذا الأمر، ولا تعيروه اهتمامًا منكم، وفي قوله: امضوا وانطلقوا زيادة انزعاج، ليس في قوله: امشوا.

                          وتأمل اختيار لفظ (آنست) على (أبصرت) في حديث القرآن عن سيدنا موسى - عليه السلام - يقول – سبحانه -: {فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} [طه: 10]، وقد تظن أن الموقف يستدعي أو يطلب (أبصرت) دون (آنست)، وليس الأمر على ما ترى؛ لأن حال سيدنا موسى من الخوف، والفزع، والمجهول الذي يلاقيه أثناء سفره - أدعى إلى الإيناس والطمأنينة، وهو ما يقوم به لفظ (آنست)؛ فإنه ليس مجرد الإبصار فحسب؛ ولكن يزيد عليه بالطمأنينة المؤنسة، (وآنست) تدل على الاطمئنان والأنس معًا.

                          وتأمل منهج القرآن الكريم في استخدام الفعلين (فعل - عمل)، مع أنهما شديدا التقارب، إلا أن القرآن يستخدم كلاًّ في موضعه استخدامًا عجيبًا، ويستعملهما استعمالاً بديعًا.

                          فـ(عمل) في القرآن تأتي لما يمتد زمانه، كما أنها لم تُسند إلى الله - تعالى - أو إلى اسم من أسمائه؛ وذلك لأنها تحتاج إلى تفكُّر وتعمل، ومقارنة بين الفعل والترك، وتقلب النظر في الصورة، واختيار ما يهدي إليه النظر فيها، وسبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء، ولا يلتبس عليه أمر من الأمور[4].

                          ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: قوله - تعالى -: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} [غافر: 40]، وقوله - سبحانه -: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} [آل عمران: 30]، وقوله - عز وجل -: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} [الكهف: 49].

                          أما مادة (فَعَل)، فإنها تكون لما يقع دفعة واحدة، ولا يحتاج إلى إعمال فكر؛ ولهذا أسندت إلى الله - عز وجل - في كثير من استعمالاتها في القرآن، خذ مثلاً قوله – تعالى -: {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ} [إبراهيم: 45]، {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253]، {قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [آل عمران: 40].

                          وانظر إلى استعماله لفظي (الجهاد والقتال)، تجد ما يملؤك روعة وبيانًا؛ فـ(الجهاد والقتال) وإن ترادفا في المعنى، إلا أن القرآن يفرِّق بينهما؛ فالجهاد أوسع دائرة من القتال، وهو يصدق على نشاطات الدعوة كلها، كما يشمل كل عمل يؤدِّيه المؤمن، من شأنه إعلاء دين الله، فيجاهد نفسه وأهله؛ لينأى بهم عن النار.

                          أما القتال، فهو أخص من الجهاد، ولا يستعمل إلا في إعلاء كلمة الله، ومع الذين يقاتلوننا، ونجده مشروطًا بعدم الاعتداء والتجاوز.

                          خذ من آيات الجهاد قوله – سبحانه -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9]، {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة: 54]، {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 52].

                          فسمَّى الدعوة إلى الله جهادًا؛ لما فيها من تحمُّل الجهد والمشقة.

                          واقرأ من آيات القتال قوله – تعالى -: {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} [التوبة: 111]، {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ} [النساء: 74]، {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا} [البقرة: 190].

                          ثم انظر - رحمك الله - إلى حديث القرآن عن (المطر والغيث)، تجد تحديدًا دقيقًا لاستعمال الألفاظ، لا يوجد في غير القرآن.

                          فقد فرَّق القرآن في الاستعمال بينهما؛ فـ لفظ (الغيث) لا يذكر في القرآن إلا في مواطن الرحمة والنعمة، ويأتي مقرونًا بالخير الوفير، خذ قوله – تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} [لقمان: 34]، {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} [الشورى: 28]، {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ} [يوسف: 49].

                          على حين لا يذكر لفظ (المطر) ومشتقاته في القرآن العظيم، إلا في مقام العذاب والعقاب؛ قال - سبحانه -: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف: 84]، وقال - تعالى -: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} [هود: 82]، وقوله - عز اسمه -: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} [الشعراء: 173].

                          كذلك فرَّق القرآن العظيم بين (الريح والرياح)؛ فالريح في الغالب تأتي في مواطن العذاب والعقاب، بينما (الرياح) على العكس من ذلك، فإنها تأتي في مواطن الخير والنماء؛ وذلك أن الريح تأتي من جهة واحدة؛ فتكون مدمرة، أما الرياح فتأتي من جهات عدة؛ مما يُحدِث التوازن والاستقرار.

                          خذ مثلاً قوله - تعالى -: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذاريات: 41]، {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [الحاقة: 6].

                          وفي الرياح قال - سبحانه -: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف: 57]، {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} [الحجر: 22].

                          كذلك فرق القرآن بين الفعلين (أفوض - وأتوكل)، فنجد الفعل أفوض يأتي حيث لا تنفع الأسباب، ولا تُجدي الحيلة؛ قال - تعالى -: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} [غافر: 44]، بينما الفعل (أتوكل) يأتي مع وجود الأسباب ورجاء نفعها؛ قال - سبحانه -: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23]، {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران: 159]، {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [النساء: 81].

                          كذلك فرق القرآن في الاستعمال بين الجسد والجسم؛ فالأول يكون للميت، والثاني للحي، وفرق بين (السَّنة والعام)؛ فالأول للسنة الشمسية، والثاني للسنة القمرية، وبين (القَسَم والحلف)؛ فالقسم يكون لمطلق اليمين، بينما الحلف يكون للحنث في اليمين، وبين (جاء وأتى)؛ فالمجيء يكون من مكان أو زمان قريب، بينما الإتيان يكون في حال المكان والزمان البعيد.

                          كما استعمل بعض الكلمات مفردة، وإذا جمعها جاء لها بجمع من غير جنسها؛ كالصراط مفرد، وإذا جمع قيل: سُبل، والنهار مفرد، وإذا جُمع قيل: أيام، واستعمل النور مفردًا في القرآن كله؛ لأنه واحد لا تعدد فيه؛ إذ المراد به الهدى، بينما استعمل الظلمات جمع؛ لأنها متعددة؛ إذ المراد بها الضلال، وطرق الضلال شتى.

                          وهكذا نجد استعمالاً فريدًا للمفردات في القرآن، وتحديدًا دقيقًا، ولا عجب؛ فهو "لب كلام العرب وزبدته، وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم، وإليه مفزع حذاق الشعراء والبلغاء في نَظمهم ونَثرهم"[5]، وتعالى الله العظيم عما يقولون علوًّا كبيرًا.

                          وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلم.



                          قولوا:
                          لا اله الا الله....تفلحوا



                          ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

                          تعليق

                          مواضيع ذات صلة

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          ابتدأ بواسطة Islam soldier, 12 أكت, 2023, 07:10 م
                          ردود 3
                          64 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة Islam soldier
                          بواسطة Islam soldier
                           
                          ابتدأ بواسطة Islam soldier, 10 أغس, 2023, 04:28 ص
                          رد 1
                          81 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة Islam soldier
                          بواسطة Islam soldier
                           
                          ابتدأ بواسطة لخديم, 4 مار, 2023, 05:02 م
                          ردود 0
                          32 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة لخديم
                          بواسطة لخديم
                           
                          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 3 أكت, 2022, 01:26 ص
                          ردود 0
                          84 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                           
                          ابتدأ بواسطة د. أحمد نصر الدين, 23 مار, 2022, 12:53 م
                          ردود 0
                          1,565 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة د. أحمد نصر الدين  
                          يعمل...
                          X