البهريز فى الكلام اللى يغيظ ... مع القس عبد المسيح بسيط

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله كل الخير على المرور والتعليق والمؤازرة

    وقع بين يدى أول أمس ردين صوتيين للقمص على هذا الكتاب، وبدأت بالفعل أسمعه، بل سمعت ساعة من أول رد الذى استمر أربع ساعات، وأكاد أجزم أن حوالى ثلاثة أرباع الساعة (متفرقة) تحتوى على غسيل مخ للقارىء المسيحى الساذج، لا يقنعه فيه برد إلا أننى جاهل فى الإسلام والمسيحية، ولا أعى ما أقول، ونقلت عن أناس محترمين (ولا تنسى أن نقلى عن هؤلاء المحترمين أو العلماء يشيننى، ولا تسأل كيف؟)، إلا أننى فى الغالب لست منهم.

    وقد حاول أن يمسك لسانه أكثر من مرة إلى أن فلت لسانه وشتمنى بالفعل، لكن القارىء الذكى سيقول لك يا أيها القمص العالم أو الذى تحسب نفسك كذلك: أين الرد الموضوعى على هذه الأسئلة؟ فبحسبة بسيطة: إن هناك حوالى خمسة آلاف سؤال بموسوعة أخطاء الكتاب المقدس والمسماة: البهريز فى الكلام اللى يغيظ، ولو أخذ كل سؤال منك عدة ساعات تشتم فى سيخرج المسيحى كما دخل، إلا بانطباع واحد: هو أنك أفاق، كذاب، جاهل، لم ترد على أى سؤال ولا يمكنك ذلك.

    لماذا لا تقف موقف الرجل الجاد الذى يدافع عن دينه بعلم، ودعك من التأثير على القارىء، ودعه يصل إلى القرار الذى يراه سليمًا ، ولا تكن من الذين قال فيهم يسوع: إنهم مراؤون، ويريدون إغلاق ملكوت الله، ولا يدعون الداخل فيه أن يدخل، ولا يدخلون هم أنفسهم.

    ولو وجدت خطأ منى فأنا لا أدعى أننى أكثر أهل الأرض علمًا، ولم يدع ذلك أكبر علماء الإسلام، فكل يؤخذ منه ويُرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم.

    بل ولم الإستغراب أن أخطىء (هذا إن حدث بالفعل وأنا لا أستبعد أن أخطىء، فقد أخطأ من هم أ كثر منى علما ومنزلة)، أكرر لم الاستغراب يأتى منك أنت بالذات أن يُخطىء مسلم أو يجهل شيئًا وقد جهل إلهك الذى تعبده تسعة أشهر كان فيها حيوان منوى فى رحم امرأة، ولم يعرف موعد الساعة وهو الديان على قولكم، ولم يعرف من المرأة التى لمسته، ولم يعرف محتوى الشراب الذى طلبه على الصليب، فلما ذاق لم يرد أن يشرب؟

    كما أخطأ إلهك خطأ لا يُغتفر، فقد تجسد من امرأة مخطوبة (أى متزوجة فى عرف اليهود) من رجل آخر، وكان يمكنه أن يتجسد من عذراء غير مخطوبة أو يتجسد دون أن يمر برحم امرأة حتى لا يعرض سمعتها للقيل والقال.

    وأنا لو من مكانك بدلاً من أن تدعى بطولة مزعومة كاذبة تقول فيها أنك لقتنى درسًا فى منتدى نادى الفكر العربى، فتقدم بطلب إلى المنتدى تطلب فيه أن تناظرنى فى موضوع من موضوعات المسيحيات التى أنت تلقيت تعليمك وتدريبك وترقيت فى مناصب مختلفة فيها.

    وأرجوا إدراة المنتدى أن تضع فلاشًا ويتعاون الاخوة فى المنتديات الأخرى، بل ويضعها الأخوة المسلمين كفلاش فى توقيعاتهم، تطالبه بمناظرتى، ليعرف الذين كفروا أى منقلب يتقلبون.

    علاء أبو بكر

    تعليق


    • #17
      الأخ الحبيب الفاضل .. الأستاذ علاء أبو بكر .. وددنا لو وضعت لنا التسجيل فى المرفقات

      بصَّرَكَ الله بالحق أينما كان .. وسدد خطاكم .. وأدخلكم في الصالحين

      تعليق


      • #18
        السَلام عَليكُم
        وأنا لو من مكانك بدلاً من أن تدعى بطولة مزعومة كاذبة تقول فيها أنك لقتنى درسًا فى منتدى نادى الفكر العربى، فتقدم بطلب إلى المنتدى تطلب فيه أن تناظرنى فى موضوع من موضوعات المسيحيات التى أنت تلقيت تعليمك وتدريبك وترقيت فى مناصب مختلفة فيها.


        و نِعْمَ الكَلام يا أستاذُنا بارك الله فيكُم
        مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

        تعليق


        • #19
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          أخى الساجد أكرمك الله تعالى وأدخلك فسيح جناته بغير حساب
          الرابط هنا فى هذا الموفع
          ############
          وأتوجه إلى إدارة المنتدى بالسؤال:
          هل تقدم القمص بطلب للمناظرة حول ألوهية يسوع التى تعتبر لب عقيدته؟
          هل تقدم بطلب حول صحة كتابه الذى يقدسه أم لا يزال هاربًا؟

          أضيف إلى سذاجته وضحكه على مستمعيه: إنه يهاجمنا لأننا نسأله أين إنجيل يسوع الذى تركه للتلاميذ؟ وهو وكنيسته ينكرون تمامًا أن يسوع ترك كتابًا فى الوقت الذى يؤكد التقليد أن يسوع سلم إنجيله للتلاميذ، وقد خط هو نفسه هذا بقلمه فى كتابه:
          يقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير فى كتابه(الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى(30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد “أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس ، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....”.
          وأتمنى أن يخبرنا لماذا لم يذكر فى كتابه هذا الأسفار القانونية الثانية؟ فهل أنت بروتستانتى متخفى فى عبائة الأرثوذكس لأنهم ربما يدفعون أكثر أم ماذا؟
          فقد ذكرت الأسفار القانونية من صفحة 24 إلى صفحة 37 ثم انتقلت ص 50 إلى أسفار العهد الجديد.
          أما اسم كتابك السابق (الوحى الإلهى واستحالة تحريف الكتاب المقدس) لينم فعلا عن إنك لا تستخدم عقلك ولو للحظة: فهل تظن أن اليهود الذين تمكنوا من قتل إلهك سيصعب عليهم اخفاء كتابه أو تحريفه؟ ولماذا قتلوه؟ ألم يقتلوه من أجل تعاليمه؟ فهل أهل العلم والتقنية التى تتحدث عنها من الغباء أن يقتلوا نبيًا ويتركوا تعاليمه؟ إنهم قتلوهم من أجل تعاليمهم، فبالأولى أيها القمص سيحرفون تعاليمه.
          ثم إنك لم ترد على مقالى السابق الذى أشرت لك فيه على تحريف اليهود للكتاب والتعاليم وإخفائهم اسم الله حتى نسوه. فإذا ذهب أقدس ما فى الكتاب فماذا تنتظر بعد؟
          أليس من الأليق بك أن تُخبر قراءك ومستمعيك أن يبحثوا عن مدى صدق المعلومة التى أشير إلى مرجعها عن أن تشكك أن يكون لدى دائرة المعارف الكتابية أم لا؟
          إنك تخشى على السذج من المسيحيين أن يقرأوا كتبنا أو حتى يستخدموا عقولهم، لأنك تعرف النتيجة مسبقًا، فسيلحقوا بإخواننا الذين يقترب عددهم من الإثنين مليون، الذين تركوا المسيحية عندما استعملوا عقولهم!!

          مازلت فى انتظارك بعد هروب القمص زكريا بطرس!!
          فهل ستتهرب مثله؟
          اعلن الآن عن صدقك أمام العالم وناظرنى كتابة أو صوتيًا
          التعديل الأخير تم بواسطة صفي الدين; 16 ينا, 2009, 11:43 ص. سبب آخر: حَذف الرابِط

          تعليق


          • #20
            السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
            أستاذنا الفاضل علاء أبو بكر...
            أحسنت بالرد ,أحسن الله إليك...
            و بناء علي طلبك,
            لقد تفضل أخونا الغالي توحيد بعمل بانرين تتضمن طلبك بمناظرة القس عبد المسيح بسيط....



            اقتباس:
            نحري دون نحرك ,عرضي فدي عرضك, نفسي فدي نفسك
            بأبي أنت و أمي يا رسول الله
            ****
            بنات المسلمين هنا سبايا ..... وشمس المكرمات هنا تغيب
            تبيت كريمة اختي وتصحو .... وقد الغى كرامتها الغريب
            تخبّئ وجهها ياليت شعري..... بماذا ينطق الوجه الكئيب
            يموت الطفل في احضان ام ..... تهدهده وقد جف الحليب


            منتدى حراس العقيدة يشترط توثيق المواضيع، ويعتبره شرط أساسي لاعتمادها. فلا يقبل أي موضوع لأي عضو كان (عضو,مشرف,مدير أو عضو شرف) إن لم تكن المعلومات الواردة به موثقة.

            التوثيق ,التوثيق,التوثيق
            بارك الله فيكم

            تعليق


            • #21
              جزاكما الله كل الخير على الإستجابة أخى محب رسول الله وأخى توحيد
              ولو ترسل لى على الخاص موقع اسم برنامج صوتى لأسجل عليه ردى له أكون شاكر

              وأواصل ردى كتابة إلى أن أسجل له ردى صوتيًا

              رد البهريز فى الكلام اللى يغيظ
              على القمص عبد المسيح اللى مش لذيذ
              بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم رسله، وإمام مرسليه، محمد بن عبد الله النبى الأمى، الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..

              أما بعد ..

              سوف أبدأ بالرد على ما بدأ هو به، وهى (باسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .. اللهم اجعلنا مستحقين أن نقول بشكر يا أبانا الذى فى السماوات ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا اعطنا اليوم، واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا، ولا تدخلنا فى تجربة، ولكن نجنا من الشرير ...) ثم وقع منه المايك، ولم يكرر الصلاة مرة أخرى أو يعيد ما فقد منها.

              إن قولك أيها القمص (وهو نفس قول كتابك أيضًا) (باسم الآب والابن والروح القدس إله واحد ...) أى ابدأ باسم الآب والابن والروح القدس، فما قيمة آمين هنا؟ إن آمين تعنى اللهم استجب، فما هو الدعاء الذى قلته ليستجيب الرب؟ إن هذه الكلمة (آمين) جاءت خطأ فى كتابكم ولم تتفق كل المخطوطات عليها، والغريب أنك بعلمك الفيَّاض لم تفكر فى مثل هذا الأمر من قبل، إنما هو تقليد أعمى تتبعه. ذمه الله تعالى فى كتابه المكنون قائلا: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} (170) سورة البقرة
              {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} (104) سورة المائدة

              {قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} (78) سورة يونس

              لذلك حذفت الترجمة العربية المشتركة، والترجمة الكاثوليكية اليسوعية، والبولسية، وترجمة كتاب الحياة من نهاية إنجيل متى كلمة (آمين)! فأى هذه التراجم حرف كتاب الرب لديكم؟ وهل هذا يدل على حفظ الرب لهذا الكتاب؟

              كان هذا عن كلمة (آمين)، أما عن كلمة (آب) التى تكتبونها فى تراجمكم العربية، فلا نجد لها مثيل فى أى ترجمة لأى لغة أخرى. فهى إن كانت اسم علم على الذات الإلهية، فهى لا تترجم، ولا يأتى منها تأنيث أو جمع، ولا تُضاف إليها ضمائر ملكية. وهذا مناقض تمامًا لما نراه فى كل التراجم. فهى فى اليونانية (Pater) والتى تعنى الأب وليس الآب. ونرى فى العربية قول يُنسب ليسوع وهو (أبى هو أعظم من الكل، وأبوكم السماوى، إنى أصعد إلى أبى وأبيكم، أبانا الذى فى السماوات (والذى استهل به القمص عبد المسيح كلامه.)). وهى فى قاموس تحت رقم (3962) فى كل مواضع الكتاب التى تترجمونها آب أو أب. وارجع إلى برنامج e-Sword أو إلى قاموس Strong's Hebrew and Greek Dictionaries

              ثم إن كلمة الأب تدل على وظيفة وليس على اسم، فما هو اسم الإله الذى تعبده عزيزى القمص؟ لقد فقد، ومن ثم فقدت معانيه وصفاته الدالة عليه من كتابكم، وهذا تبعًا لما تقوله دائرة المعارف الكتابية. ولنا عودة مع اسم الله فى كتابكم مرة أخرى.

              إذن فالكلمة التى تترجمونها آب هى أب، كما نراها فى كل التراجم. وتعنى من ضمن معانيها الوالدين، وتعنى أصل كل شىء وخالقه كما يقول (Thayer Definition). ولو أخذنا المعنى الأخير لأثبت هذا أن يسوع مخلوق من الله، ونفى عنه الألوهية، ولم يصبح لك دين أو منطق أو عقل. ناهيك عن تأكيد الكتاب نفسه أن يسوع بكر كل خليقة أى أول من خلقه الله: (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ)رؤيا يوحنا3: 14، (15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.) كولوسى 1: 15

              Mat 28:19 Go4198 ye therefore,3767 and teach3100 all3956 nations,1484 baptizing907 them846 in1519 the3588 name3686 of the3588 Father,3962 and2532 of the3588 Son,5207 and2532 of the3588 Holy40 Ghost:4151

              Mat 6:9 After this manner3779 therefore3767 pray4336 ye:5210 Our2257 Father3962 which3588 art in1722 heaven,3772 Hallowed37 be thy4675 name.3686

              ثم أراك تستمرىء قول الناس لك (أبونا)، على الرغم من النهى التام ليسوع أن ينادى أحد على الأرض بقول أب، فقال: (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 23: 9

              وهناك تعريفات أخرى غريبة الشكل والمنطق والعلم نفسه، مثل تفاسيركم وتقاليدكم عن كلمة (آب) منها ما يقوله موقع سانت تكلا. فهو يُعرِّف كلمة (الآب) بينبوع المحبة ومصدرها، وذلك فى مقال (مقدمة عامة فى دراسة الأناجيل الأربعة): (فالآب هو ينبوع المحبة (كلمة آب تعني مصدر وينبوع) فالله محبة). وذلك على الرغم من أن تعريفThayer قال بأنها تعنىأصلكلالأشياء أى خالقها وموجدها. فعلى أى أساس حدد المحبة واستثنى أن الله نفسه هو خالق شيطان الإنس والجن.

              ثم هل لو كان يسوع، الذى تدعو إليه أيها القمص، هو إله العالمين ورب موسى وإبراهيم وكل شىء، وهو صاحب كل ما فى كتابكم بعهديه، فهل ينطبق عليه صفة إله المحبة؟ لا، وحاشا، وكلا!!

              فالمحبة بريئة من هذا الإله. إنكم بقولكم هذا تسبون المحبة نفسها. وإذا كنت أنت والمستمعون إلى محاضراتك وقارؤا كتبك لا يصدقون، فاقرأوا ما يقوله كتابكم وأخفاه عنكم قساوستكم:

              فى لاويين 20: 27 تتجلى رحمة الرب بالمريض والمغلوب على أمره من عباده: (27«وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».)

              وانظر عزيزى القارىء إلى تأديب الرب للمرأة التى يشك زوجها فى سلوكها! واسأل القمص إذا كانت هذه العقوبة تقع على الرجل الذى تشك زوجته فى سلوكه، وبناءً على عدم وجود مثل هذه العقوبة احزم أمرك واعلم أن إله هذا الكتاب ليس بإله عادل أو حتى منطقى فى عقوباته: (11وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 12«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةُ رَجُلٍ وَخَانَتْهُ خِيَانَةً 13وَاضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ وَأُخْفِيَ ذَلِكَ عَنْ عَيْنَيْ رَجُلِهَا وَاسْتَتَرَتْ وَهِيَ نَجِسَةٌ وَليْسَ شَاهِدٌ عَليْهَا وَهِيَ لمْ تُؤْخَذْ 14فَاعْتَرَاهُ رُوحُ الغَيْرَةِ وَغَارَ عَلى امْرَأَتِهِ وَهِيَ نَجِسَةٌ أَوِ اعْتَرَاهُ رُوحُ الغَيْرَةِ وَغَارَ عَلى امْرَأَتِهِ وَهِيَ ليْسَتْ نَجِسَةً 15يَأْتِي الرَّجُلُ بَامْرَأَتِهِ إِلى الكَاهِنِ .................... 17وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّساً فِي إِنَاءِ خَزَفٍ وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنَ الغُبَارِ الذِي فِي أَرْضِ المَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي المَاءِ 18وَيُوقِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَكْشِفُ رَأْسَ المَرْأَةِ وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التِّذْكَارِ التِي هِيَ تَقْدِمَةُ الغَيْرَةِ وَفِي يَدِ الكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللعْنَةِ المُرُّ. ..... ..... 21يَسْتَحْلِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ بِحَلفِ اللعْنَةِ وَيَقُولُ الكَاهِنُ لِلمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لعْنَةً وَحَلفاً بَيْنَ شَعْبِكِ بِأَنْ يَجْعَل الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِماً. 22وَيَدْخُلُ مَاءُ اللعْنَةِ هَذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ البَطْنِ وَلِإِسْقَاطِ الفَخْذِ. فَتَقُولُ المَرْأَةُ: آمِينَ آمِينَ. 23وَيَكْتُبُ الكَاهِنُ هَذِهِ اللعْنَاتِ فِي الكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي المَاءِ المُرِّ .............. فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلهَا يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا فَتَصِيرُ المَرْأَةُ لعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا.) العدد 5: 11-27

              فهل تعتقد أن هناك إنسان يشرب ماء بالتراب ولا يمرض أو لا تتورم بطنه؟ ولماذا التراب للمرأة دون الرجل؟ وهل هناك علاقة بين التراب الذى تسفه المرأة التى يشك فيها زوجها وبين التراب الذى أمر الرب الحية أن تأكله طوال عمرها؟ (14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.) تكوين 3: 14-15

              انظر إلى تأديب الرب للعصاة من بنى إسرائيل! لقد جعلهم يأكلون لحم بنيهم وبناتهم! فما ذنب هؤلاء الصغار؟ (27«وَإِنْ كُنْتُمْ بِذَلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ 28فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ سَاخِطاً وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ29فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ.) لاويين 26: 27-29

              اسمع قول إله المحبة الذى يأمر بالإبادة الجماعية وتلويث البيئة: (15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.) تثنية 13: 15-16

              وها هو إله المحبة يأمر شعبه المختار بإبادة كل عابدى الأوثان، وألا يستبقوا منهم نسمة: (16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً: الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.) تثنية 20: 10- 17

              (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 20-24، أى بعد أن قتلوا كل من فيها أحرقوهم بالنار، ونهبوا كل ما فى المدينة وجعلوها فى خزانة الرب، الذى يفرح لمثل هذا الإرهاب!

              (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 40

              وها هو الرب يندم على تنصيب شاول ملكًا على بنى إسرائيل، لأنه لم يحدث إبادة تامة لكل الحيوانات، كما أباد البشر: (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي»)صموئيل الأول15: 3-11

              أليشَعَ يلعن أطفال والرب يستجيب ويسلط عليهم دُبتان تأكلهم: (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24

              (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ])ملوك الثانى3: 19

              (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17

              (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3

              (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9

              (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

              (15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ)أشعياء 13: 13-18

              (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10

              وفى العهد الجديد نقرأ أيضاً:
              يرى بولس أن إهلاك الرب لهذه الأمم نعمة ورحمة، أى يوافق تمام الموافقة على هذا الإرهاب الذى يعج به ما تسمونه العهد القديم: (19ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِالْقُرْعَةِ.) أعمال الرسل 13: 19

              (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَالإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40

              ثم اقرأ قول الرب الذى يعترف فيه أن السيف للقتل: (.. .. يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ .. ...) إرمياء 15: 3

              (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53

              (وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26
              (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27

              وأمر الرب بقتل أولاد إيزابلا بسبب زناها: (22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) رؤيا يوحنا 2: 22-23

              فهل أباد الشيطان مثل هؤلاء البشر كما فعل الرب؟ هل أمر الشيطان أن يُباد الأطفال والنساء وأن تُشق بطون الحوامل كما فعل إله المحبة؟ فما الذى فعله هذا الإله ليُطلق عليه إله المحبة؟ إنه ارتكب جريمة قتل: فقد قتل ابنه، أو انتحر وقتل نفسه، وبهذا أكمل جرائم الإرهاب والتطرف والإبادة الجماعية للبشر ودمر البيئة، وذلك بأن أمر أن تحرق المدينة التى يستولون عليها بعد قتل من فيها، وتُحرق الأشجار وتطم عيون الماء:

              إذن فهذا الذى أوحى هذا أو كتبه لا يستحق من الأساس أن يؤله، بل يُعتقل وتُرصد جائزة أكبر من جائزة نوبل لمن يتخلص من هذا الإله المدعو إله المحبة. إن كاتب هذا الكلام عميل الشيطان الأول، فهو يُظهر الشيطان بأنه هو إله المحبة والبر، ورجل المهمات الصعبة، ومنقذ الإله من المصاعب التى لا يجد لها حلاً، ويشرك الشيطان فى حكم العالم، بل وفى قرابين الرب نفسه!

              كلام كبير جدًا، فهل من دليل على ذلك؟ نعم! اقرأوا الآتى!

              فهذا أمر الرب بأن تُقدم القرابين لعزازيل (أى الشيطان) تمامًا كما تُقدم له مناصفة: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10

              ومن هو عزازيل هذا؟ يُجيب على هذا السؤال هامش هذه الفقرة فى الترجمة العربية المشتركة بين كل طوائف المسيحية الكبار: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. (8: عزازيل هو شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة) وبعد أن كتب الهامش هذا المعنى أراد أن يتوَّه القارىء، فقال: (هناك رأى آخر يقول إن كلمة عزازيل مشتقة من الفعل عزل ومعناه أبعد كذلك فى العربية). ولم يذكر لنا إن كان هذا الاشتقاق اسم أم فعل أم صفة. (لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ) لكن نترجم ما قاله آخرًا ونضعه فى النص لنرى هل سيكون لهذا الكلام معنى!! وبالطبع لن يتسق معنى الجملة، فالمفهوم من سياق النص أن هذا التيس سيرسل إلى الشيطان، وهذا ما أقرت به الترجمة الكاثوليكية اليسوعية.

              وتعرف دائرة المعارف الكتابية كلمة (عزازيل) قائلة: (ويظهر الاسم "عزازيل" في سفر أخنوخ الزائف ( ارجع إلى مادة "أخنوخ" في المجلد الأول من "دائرة المعارف الكتابية")، على أنه ملاك صناعة الأسلحة والسكاكين (8: 1)، ومعلم الإثم (9: 6) الذي قُيِّد وطُرح في ظلام الصحراء أو بئر الهاوية (10: 4)، والذي لا سلام له ، بل عليه حكم صارم بالقيود (13: 1). ثم يذكر اسمه بين الملائكة الساقطين (69: 2).) أى منعه استحياؤه أن يقول لكم إنه من الشياطين، أو هو إبليس بعينه. ولك أن تتدبر معنى أن يأمر الرب باسترضاء إبليس وتقديم كبش له، وتُجرى القرعة حتى لا يُميِّز الرب نفسه بكبش أفضل من كبش إبليس!!

              ويا لعجب هذه الدائرة أن تقدم أربعة مقترحات لفهم كلمة عزازيل، وقد استبعدت الاحتمال القائل بأن يكون عزازيل اسم مكان، لأن بنو إسرائيل كانوا دائمًا فى ترحال دائم. ومن هذه الاحتمالات أن يكون عزازيل نفسه هو يسوع، وذلك على حد قولها (أن تيس عزازيل كان يرمز إلى الرب يسوع الذي حمل الخطايا) ويستشهد على ذلك برسالة برنابا الأبوكريفية.

              فيا لعجبى من أناس خلطوا بين الرب والشيطان! وأهانوا الرب وبصقوا فى وجهه وانتزعوا منه ملابسه وحياته كما جعلوه أسيرًا للشيطان! وجعلوا الرب يرضخ ولا يغفر إلا بتقديم ذبيحة الخطية تيسًا له، وآخرًا للشيطان، ولا يميز الرب نفسه عن الشيطان، بل تًجرى القرعة بينهما! وحذفوا اسم الله الأعظم ووضعوا له مسمَّى آخر من عند أنفسهم! وقد ذكرت قول دائرة المعارف الكتابية الدال على أن اسم الله ليس يهوه، وليس يسوع، ولكن اسمه فقد، ولم تجرؤ أن تقول لكم إن اسمه (الله) كما عثر عليه فى سفر دانيال الأرامى بخبيئة وادى قمران.

              وليست هذه هى المرة الأولى التى يخلطون بين الرب والشيطان، ففى الوقت الذى يقول فيه الرب أنه أمر داود ليحصى بنى إسرائيل قائلا: (1وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: «امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا») صموئيل الثانى 24: 1، أقحم الشيطان نفسه وحذف اسم الرب، وجعل أن تعداد بنى إسرائيل من الغواية والضلال التى هى من شأن الشيطان: (1وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ.) أخبار الأيام الأول 21: 1

              بل جعلوا يسوع نفسه على اسم البقرة التى عبدها بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر، وهذا تبعًا لما قلته من قبل نقلا عن الدكتور عبد المحسن خشاب فى كتابه (تاريخ اليهود القديم بمصر) ص 105 فقد قال عن اسم (يسوع) ما نصه: ”وهو اسم مشتق من اسم الثور الذى كانوا - بنى إسرائيل - يعبدونه فى الصحراء“.
              كما جعلوه اسم الصنم الذى كان يعبده قوم نوح: فقد قال الأستاذ أنيس فريحة فى (دراسات فى التاريخ ص 99) عن اسم الصنم يغوث المذكور فى القرآن الكريم ما نصه: ”يغوث فعل مضارع بمعنى يسعف، وهو الاسم العبرى (يشوع) من جذر يشع بمعنى خَلَّصَ ومنها (يسوع).“

              إنه التحريف الذى تعودنا عليه من مترجمى هذا الكتاب ومؤلفيه وشراحه! ففى بداية إنجيل مرقس يقول الكتاب تبعًا لترجمة الفاندايك: (1بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ) مرقس 1: 1، وهكذا كانت الترجمة العربية المشتركة والكاثوليكية مع اختلاف كلمة إنجيل بكلمة بشارة. إلا أن الترجمة العربية المشتركة علقت فى هامش الكتاب بقولها: (لا نجد فى بعض المخطوطات عبارة ابن الله). ومعنى ذلك أنه توجد فى البعض الآخر من المخطوطات، وأن كثرة المخطوطات التى يتغنى بكثرتها القمص عبد المسيح بسيط لم تُغن عن تحريفها،كماتشيرإلىعدمتطابقالمخطوطات كما يحلو لرجال الكنيسة أن يوهموا أتباعهم.

              فماذا قالت الترجمة الكاثوليكية اليسوعية هى الأخرى فى هامشها؟ («ابن الله» لا يرد هذا اللقب فى جميع المخطوطات، لكنه يعبر على كل حال عن فكر مرقس.) وهو لم ينتهبذلك من تعليقه الأمين،فلم يتركه الشيطان يكشف الحقيقة ويستقر عليها، لذلك واصل قوله بأن هذا اللقب كشفه الله (مرقس 1: 11)، وأذاعه الشياطين (3: 11، و5: 7)، وقبله يسوع أثناء محاكمته (14: 61-62) كما لو كان بيد يسوع الخيار أن يرفضه، وهذا القول بالذات محرف ومدسوس على مرقس، لأنه رفض هذا الإدعاء أن يكون هو المسِّيَّا، وقال لبيلاطس ولغيره (أنت تقول، أى أنت الذى تدعى على هذا القول، لذلك جاءت عند (يوحنا 18: 33-34) عندما سأله بيلاطس قائلا: (.... وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟»). وقد فهم بيلاطس وتأكد أن يسوع ليس المسِّيَّا الذى بشر به دانيال أنه سيقضى على الإمبراطورية الرابعة (الإمبراطورية الرومانية)، لذلك أراد أن يطلق سراحه وقال إنه لم يجد فيه علة: (أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً.) يوحنا 18: 38

              وبذلك لن يتبق لكم شهودًا على أن يسوع هو ابن الله أو المسِّيَّا أو المسيح إلا أقوال الشياطين (مرقس 3: 11، و5: 7). وذكرت هكذا عند لوقا: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41، فماذا تقولون أنتم عن يسوع اليوم؟ إنكم تقولون نفس قول هذه الشياطين! مع الأخذ فى الاعتبار أن كلمة (عَرَفُوهُ) وهى تحت رقم فى قاموس Strong(G1492) تعنى (أخبروا، فهموا، اعتبروا، علموا). وهذا يعنى أن الكلمة لا بد أن تترجم (عرَّفوه)، والتى تبعها نهى من يسوع لهم وانتهارهم لينتهوا عن قول ذلك.

              وقد انتهر تلاميذه كما انتهر الشياطين من قبل، لأنهم ظنوا أنه المسيح الرئيس المسِّيَّا: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30

              وحسم الأمر فسألهم عنه بضمير الغائب، أى مخبرًا إياهم أن المسِّيَّا شخص آخر غيره فقال: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 21: 41-46

              ولنرجع إلى الترجمة الكاثوليكية لنرى ماذا قالوا عن عزازيل: يقول هامش هذه الفقرة: (يبدو أن عزازيل،بحسب الترجمة السريانية،هو اسم شيطان كان العبرانيون القدامى يعتقدون أنه يسكن البريَّة. والبريَّة أرض عقيمة لا يمارس فيها الله عمله المُخصب (راجع الآية 22 و17ظ7+).) وهذا يعنى تكذيب القائمين على الترجمة العربية المشتركة الذين لم يستطيعوا أن يصدموا كل مسيحى العالم، ويخبروهم بالحقيقة دفعة واحدة، ويقولوا إن تعبير (ابن الله) لا يوجد فى أى مخطوطة.

              يُتبع

              تعليق


              • #22
                والآن لتخبرنا عزيزى القمص العالم الأمين والذى لا يعرف له الجهل مكانًا: كيف يوجد فى هذا الكون مكان لا يمارس الرب فيه عمله، ولا سيطرة له عليه؟ أليس هذا اعتراف بأن رب هذا الكتاب إله ناقص، وأن الشيطان ينافسه على الحكم وانتزع منه الأرض والصحراء؟

                وها هى المواضع الذى يقر فيها كتابك أن الشيطان هو سيد هذا العالم وإله هذا الدهر ورئيس سلطان الهواء، فارجع إليها! "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، "رئيس هذا العالم" (يو 12: 31، 14: 3 ، 16: 11)

                أما عن دليل فشل الرب ومجلس مشورته من الملائكة ونجاح الشيطان فتذكر وأنت تقرأ كيف عرف الشيطان بجدول أعمال الرب ووقت اجتماعه ومكانه، وكيف اقتحم هذا المكان وسط كل هذه الحراسة رغمًا عن الرب وملائكته! اللهم إلا إذا دعا الرب الشيطان لمثل هذا الإجتماع ليضع يده فى يدى الشيطان ويتعاونان سويًا على الإثم والعدوان: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22

                فإذا كان هذا حال الرب مع نبيه ومصطفاه،فكيف سيكون حاله معك أيها القمص؟

                وإذا كان الرب ضحى بابنه حبيبه الذى تعلقت به نفسه، فماذا سيفعل معك أيها القمص ومع كل مسيحى آمن به؟

                وهذا إشادة من الكتاب المقدس أن جنة فرعون الكافر أفضل من جنة الرب: (7فَكَانَ جَمِيلاً فِي عَظَمَتِهِ وَفِي طُولِ قُضْبَانِهِ, لأَنَّ أَصْلَهُ كَـانَ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. 8اَلأَرْزُ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ يَفُقْهُ, السَّرْوُ لَمْ يُشْبِهْ أَغْصَانَهُ, وَالدُّلْبُ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ فُرُوعِهِ. كُلُّ الأَشْجَارِ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ تُشْبِهْهُ فِي حُسْنِهِ. 9جَعَلْتُهُ جَمِيلاً بِكَثْرَةِ قُضْبَانِهِ حَتَّى حَسَدَتْهُ كُلُّ أَشْجَارِ عَدْنٍ الَّتِي فِي جَنَّةِ اللَّهِ].) حزقيال 31: 7-9

                وهذا دليل اعتقال الشيطان للرب لمدة أربعين يومًا، ولم يستطع أى مخلوق أى يخلص الرب من قبضة الشيطان، بل عندما أكمل الشيطان كل تجربة تركه إلى حين، ولم يتركه إلى الأبد: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. ....... 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. ........ 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ ....... 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13

                فأخبرنى عزيزى القمص من هو إلهك؟ وكيف تثبت أن الذى عاد من الأسر والإعتقال هو يسوع؟ كيف تثبت أن الشيطان لم يذبح يسوع فى الصحراء طوال هذه المدة وأطعمه للسباع ثم عاد متجسدًا فى صورة يسوع وأوهمكم أنه هو الله لتعبدوه؟

                وهذا اعتراف الرب أن الشيطان هو حاكم هذا العالم وسيده: (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31

                (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، ....) كورنثوس الثانية 4: 4


                ­­­


                والنقطة التالية: هل هذا الأب جزء من الثالوث الذى استهل القمص به كلامه، أم يتميز عن يسوع فى كل شىء؟ أو إن شئت قل: هى علاقة يسوع بالله الذى تسمونه آب ظلمًا وزورًا، بعد أن طمس اليهود اسم الله وأخفوه مرة أخرى بعد مرات عديدة سابقة، ولنا عودة إن شاء الله لهذا الموضوع مرة أخرى:

                تبدأون دائمًا بالآب ثم الابن ثم الروح القدس، وتعتبرون الثلاثة ليسوا ثلاثة ولكنهم واحد، فلماذا لا نعكس ونبدأ بالروح القدس أو نبدأ بالابن بدلا من الآب، على الرغم من أنكم تقولون إن البداية الطبيعيةهى أن يكون الشخص ابنًا ثم يكبر ويصير فيما بعد أبًا. وقد خالفتم أنتم هذا القول وبدأتم بالأب ثم جعلتموه ابنًا!!

                فلم يفكر مسيحى لماذا يقدم الآب على الابن طالما أنهما واحد. يعنى شخص الآب هو نفسه شخص الابن، وبالتالى بأيهما بدأت، فلا يوجد فرق. وهذا يدفعنا أن نتعرف على علاقة يسوع بالآب هذا: أيهما الأعظم؟ وأيهما الأعلى؟ وأيهما الأعلم؟ وأيهما الأقوى؟ أيهما الذى يقوت الناس؟ وأيهما الذى يغفر للناس؟ وأيهما الحى الذى لا يموت؟ وأيهما الذى كان يتعبد للآخر؟ فإن كان هناك فرق بينهما فى كل هذا، فهما إذًا اثنان مختلفان، ولا يجوز جمع الشىء وضده.

                هل يسوع والآب واحد فى الهيئة الجثمانية؟
                لا. فالله تعالى ليس له جسم، ولم يره أحد قط، ولا يمكن أن يراه إنسان ما وهو ما عبر عنه يسوع بأنه روح: تثنية 4: 12 ، 15 (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. ... .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. ...)

                وعندما طلب موسى من الله أن يراه: خروج 33: 20 (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»)

                ويؤكد سفر إشعياء أنه محتجب قائلاً: إشعياء 45: 15 (15حَقّاً أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ) ويؤكد ذلك يوحنا بقوله: يوحنا1: 18 (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ)

                ويقول يسوع: يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ....) ولأن الله روح، فلم يره أحد من البشر ، ولا يمكن أن يراه إنسان يوحنا 1: 18 (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.)

                وأكد بولس نفس هذا القول: تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)

                ويؤكد يعقوب بصورة أخرى أن الله تعالى ليس له جسم: يعقوب 1: 17 (17كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ)

                وأكد يسوع على هذه الفكرة فقال: يوحنا 3: 6 (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) ، وأكد على بشريته قائلا: لوقا 24: 39 (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ)

                أما يسوع فقد كان إنسان له جسم وكان يأكل ويشرب ويجرى عليه ما يجرى على كل جسم بشرى. كما أنه مولود من امرأة، وقال عن نفسه إنه إنسان: يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)

                بل أكد الله تعالى وحذر وأنذر أنه ليس بإنسان:

                فأعلن فى كثير من النصوص بفم أنبيائه أنه لا شبيه ولا مثيل له:
                أخبارالأيام الأولى 17: 20 (يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ)

                إشعياء 40: 18(18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ)

                وتساءل الرب نفسه مستنكرًا:
                إشعياء 46: 5 (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟)

                بل حقر الإنسان حتى لا يشبهه شخص ما به، فقال عنه إنه رمة ودود، وعديم الفهم، وشبهه بجحش الفرا، وأنه ليس له مزية على البهيمة:

                يوحنا 1: 1-14 (فى البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله ... والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) أى أصبح إنساناً، أيوب 25: 6 (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)

                أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)

                الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)

                مزامير 8: 4 (4فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ!)

                أيوب 15: 14 (14مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى يَزْكُو أَوْ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ حَتَّى يَتَبَرَّرَ؟)

                أيوب 15: 16 (16فَبِالْحَرِيِّ مَكْرُوهٌ وَفَاسِدٌ الإِنْسَانُ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ!)

                فهل بعد كل هذا تصرون على تشبيهه بالإنسان؟

                ولأن الإنسان فعلا عديم الفهم قالها لكم الرب صراحة:عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. ...)

                ملوك الأول 8: 46 (... لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ ....)

                أيوب 9: 32 (32لأَنَّهُ لَيْسَ هُوَ إِنْسَاناً مِثْلِي ...)

                حزقيال 28: 9 (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)

                هوشع 11: 9 (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.)

                هل يسوع والآب واحد فى الوجود؟
                لا. فقد كان يسوع يصلى للآب الذى فى السماوات، وكان يخاطبه، ويتكلم عنه بصيغة الغائب، ويفعل ما يرضيه، ويقول ما يمليه عليه: يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)

                فمن الذى أرسل من؟ ومن الذى لم يترك من بمفرده؟ ومن الذى كان يُرضى من؟ إنهما اثنان

                لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.) ومن الذى كان يًصلى لمن؟ إنهما اثنان

                يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي) فمن الذى علَّم من؟ إنهما اثنان: علم منهم العالم الجاهل

                يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) ومن الذى يُحب من؟ إنهما اثنان

                يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) فمن الذى كان فى السماء ومن الذى كان على الأرض؟ إنهما اثنان من الذى سمع لمن؟ إنهما اثنان ومن الذى يستحق الشكر من من؟ إنهما اثنان ومن الذى كان يستجيب لمن كل حين؟ إنهما اثنان

                متى 3: 17 (17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) فمن الذى أصدر هذا الصوت؟ وعن من كان يتكلم؟ إنهما اثنان

                متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) من الذى كان يتكلم؟ وأين كان موقعه وقت التكلم؟ إنه يسوع الذى كان على الأرض. أين أباكم؟ فى السماء.إنهما إذًا اثنان

                متى 5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)

                متى 6: 9 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.)

                يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) من الذى سيصعد ولمن؟ وأين كان موقعه وقت التكلم؟ إنه يسوع الذى كان على الأرض، وسوف يصعد إلى الآب السماوى. إنهما اثنان! وإلا لقلنا عن يسوع أنه فقد عقله، وبالتالى فقد ألوهيته!!

                متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) من الذى ترك من؟ إن يسوع يصرخ على الأرض على إلهه الذى فى السماوات. إنهما اثنان!!

                يوحنا 17: 25-26 (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».) فها هو يسوع على الأرض يُخاطب أباه أى إلهه الذى فى السماوات، وأقر أن أتباعه آمنوا أنه عبده ورسوله، وعرفهم باسمه!

                بل نسبت الأناجيل ليسوع أنه يجلس عن يمينه. فكيف يكونا واحد فى الوجود؟ فقال يسوع لرئيس الكهنة: متى 26: 64 (.... مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ».)

                وأكد بولس هذه الفكرة: أفسس 1: 20 (20الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ،) من الذى يجلس على يمين من؟ إنهما اثنان يجلسان بجوار بعضهما البعض، واحد على يمين الآخر، والآخر على يسار الأول. إنهما إذن اثنان!!

                هل يسوع والآب واحد فى العلم؟
                فلم يعلم موعد قيام الساعة: مرقس 13: 32 (32وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ.)

                ولم يعلم بموعد إثمار التين: مرقس 11: 12-13 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.)

                ولم يعلم الذى لمس ملابسه: مرقس 5: 30-31 (30فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟».)

                ولم يعلم كم مرَّ من الزمان على إصابة الصبى بالشيطان الذى يصرعه: مرقس 9: 21 (21فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ.)

                ولم يعلم أين وضعوا لعازر الميت ، فسأل أخته: يوحنا 11: 34 (34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟»)

                ولم يعلم أن أباه سيتركه يُصلب: متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي»(أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))

                هل يسوع والآب واحد فى العظمة؟
                لقد أقر يسوع بنفسه أن الله أعظم منه: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) ، بل أعلن أنه أعظم من الكل: يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)

                كما أقر أنه رسول الله: يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)

                يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)

                يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)

                يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)

                يوحنا 13: 20 (... وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)

                وأسمته التراجم الحديثة عبدًا لله:ارجع الآن إلى الترجمة الكاثوليكية اليسوعية فى اعترافها أن يسوع عبد لله:
                أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية

                أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية

                أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية

                أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية

                وأكد بعد أن عرف الناس أنه عبد الله ورسوله قائلاً: يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)

                هل يسوع والآب واحد فى الصلاح؟
                لوقا 18: 18-19 (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.)

                وأقر أنه رسول الله إلى بنى إسرائيل: متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)

                وقال بصفته عبد الله ورسوله: يوحنا 16 (16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)

                هل يسوع والآب واحد فى المشيئة والإرادة؟
                يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)

                متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21

                يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)

                يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)

                وخاضع لله تعالى يوم الحساب مثل كل مخلوقات الله:كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)

                هل يسوع والآب واحد فى الصفات؟
                كيف يكونا واحدًا فى الصفات بعد ما علمت أن يسوع عبد لربه، يتعبد إليه، ويطلب مرضاته، ويفعل ما يأمره به، كما أنه أقل منه فى العظمة والعلم والمقدرة؟

                هل يسوع والآب واحد فى الهدف والرسالة؟
                نعم فهما واحد فى الرسالة، التى تهدف إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله فيما أتى به من عند ربه، إذا لا يجوز أن يرسل الله نبيًا برسالة ولا يبلغها أو يتقاعس فى توصيلها كما يريد الله تعالى.

                فقد قال يسوع: يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)

                يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)

                هل يخضع الرب ليسوع كما يخضع يسوع له؟
                فقد أقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (24وَبَعْدَ ذَلِكَ النِّهَايَةُ مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ لِلَّهِ الآبِ مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ. ............ 28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.) فكيف يكون هو الله وهو عبد خاضع لسيده يوم الحساب؟وكيف يكون الآب ويسوع واحد، بينما يخضع الثانى للأول؟

                وها هو بولس يقر مرة أخرى أن يسوع هو عبد الله ورسوله إليهم:
                تيموثاوس الأولى 2: 5 (5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ)

                بل يعنينا أكثر ما قاله يسوع عن نفسه، فقد أقر بوحدانية الله وأنه عبد الله ورسوله:
                1- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                2- يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) ، أى هو رسول الله!
                3- لوقا 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                4- يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) ، أى إن الخلود فى الجنة يتوقف على شهادة ألا إله إلا الله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله. فما علاقة هذا بالتثليث؟
                5- يوحنا8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)

                عزيزى القمص: يقول الله تبارك وتعالى عما تنسبونه له علوًا كبيرًا: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} (23) سورة النجم

                يُتبع

                ­­­

                تعليق


                • #23
                  وأنهى بصيغة التثليث التى نبذها علماء العالم، وكل دوائر المعارف الدينية، وكبار علماء اللاهوت المحترمون، ومازال القمص يسير فى خلف القافلة، مقنعًا مستمعيه أن هذه الصيغة من الدين، ونطق بها يسوع:

                  رأى علماء اللاهوت فى عقيدة التثليث:

                  موسوعة الأديان والأخلاق: The Encyclopedia of Religion and Ethics
                  قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19 (إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث. فإن كان غير مشكوك فيه، لكان بالطبع دليلاً حاسمًا، ولكن كونه موثوقًا أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.
                  ونفس الموسوعة أفادت قائلة: (إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (باسم المسيح (1) في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة. {(1) ويشير الكاتب إلي الصيغة التي وردت في أعمال الرسل ورسائل بولس ومن مثلها: (أعمال 8: 12: (ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله و"باسم يسوع المسيح اعتمدوا" رجالا ونساء. و(كورنثوس11: 2 (الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون "باسم ربنا يسوع المسيح" في كل مكان لهم ولنا. وغيرها ولا وجود إطلاقاً لصيغة التثليث في متى}.

                  إدموند شلنك،عقيدة التعميد،ص28: Edmund Schlink, The Doctrine of Baptism
                  صيغة الأمر بالتعميد الوارد بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نُقِلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية.

                  تفسير العهد الجديد لتيندال: (ج1 ص275): The Tyndale New Testament Commentaries
                  إنه من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والابن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قاله عيسى، ولكن إضافة دينية لاحقة.

                  المسيحية، لفيلهيلم بوسيت وكيريوس (ص295): Wilhelm Bousset, Kyrios Christianity
                  إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحًا جدًا برغم وجود صيغة متى 28: 19 وهذا يُثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً.

                  الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، ص236): The Catholic Encyclopedia
                  إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع {عيسى} المسيح لتصبح باسم الأب والابن والروح القدس.

                  قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (طبعة 1963 ، ص1015): Hastings Dictionary of the Bible
                  الثالوث: - غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.

                  النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... وهذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع أُقحم في إنجيل متى. حتى إن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.

                  وأخيرًا فإن صيغة يوسابيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المدافعين عنها. (بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريين أو الفلسطينيين (أنظر ديداكى 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والابن والروح ... .

                  موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية: The Schaff-Herzog Encyclopedia of Religious Knowledge
                  لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى تلاميذه هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس الأولى 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث. بينما لا توجد الصيغة التثليثية إلا في متى 28: 19 فقط، في الديداكى 7: 1، وفي جوستين أعمال الرسل 1: 61 ... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.( صـ 435).

                  كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي: The Jerusalem Bible, a scholarly Catholic work, states قرر أن:
                  من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقًا في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكورًا أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .

                  الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، The International Standard Bible Encyclopedia وتحت عنوان "العماد" Baptism قالت:
                  ماجاء في متى 28: 19 كان تقنينًا {أو ترسيخًا} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.

                  جاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV)عن متى28: 19: New Revised Standard Version
                  يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد فيه باسم الثالوث. .. .

                  ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت: James Moffatt's New Testament Translation
                  في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي
                  انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 +.".

                  توم هاربر: Tom Harpur
                  يخبرنا توم هاربر، الكاتب الديني في صحيفة تورنتو ستار، وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 بهذه الحقائق:

                  كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقًا. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تُعَمِّد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والابن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفردًا".
                  وبناءًا على هذا فقد طُرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مُدِّدَت [غُيِّرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].

                  في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان والموحدون أيضًا في القرن التاسع عشر قد تقررت وقُبِلَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك { Peake }الكنيسة الأولى (33م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا".

                  تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723: The Bible Commentary 1919
                  قالها الدكتور بيك(Peake) واضحة: إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا . وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الآب والابن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بِاسمي.".

                  ويقول أيضًا: يشكُّ معظم المعلقين فى أصالة صيغة التثليث هذه فى إنجيل متى ، حيث إنها لا توجد فى أى مكان آخر من العهد الجديد، الذى لا يعرف هذه الصيغة، ويصف التعميد أنه يتم باسم المسيح، كما جاءت فى أعمال الرسل 2: 38 و8: 16.

                  كتاب لاهوت العهد الجديد: Theology of the New Testament
                  تأليف آر بولتمان، 1951، صفحة 133، تحت عنوان مشكلة الكنيسة الهلينستية والأسرار المقدسة. الحقيقة التاريخية أن العدد متى 28: 19 قد تم تبديله بشكل واضح وصريح. "لأن شعيرة التعميد قد تمت بالتغطيس حيث يُغطَس الشخص المراد تعميده في حمام، أو في مجرى مائي كما يظهر من سفر الأعمال 8: 36، والرسالة للعبرانيين 10: 22، .. والتي تسمح لنا بالإستنتاج، وكذا ما جاء في كتاب الديداكى 7: 1-3 تحديدًا، إعتمادًا على النص الأخير [النص الكاثوليكي الأبوكريفي] أنه يكفي في حال الحاجة سكب الماء ثلاث مرات [تعليم الرش الكاثوليكي المزيف] على الرأس. والشخص المُعَمَّد يسمي على الشخص الجاري تعميده باسم الرب يسوع المسيح، "وقد وُسِّعت [بُدِّلَت] بعد هذا لتكون باسم الأب والابن والروح القدس.".
                  عقائد وممارسات الكنيسة الأولى: Doctrine and Practice in the Early Church
                  تأليف دكتور. ستيوارت ج هال 1992، صفحة 20-21. الأستاذ {بروفيسر} هال كان رسميًا أستاذًا لتاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا. قال دكتور هال بعبارة واقعية: إن التعميد التثليثي الكاثوليكي لم يكن الشكل الأصلي لتعميد المسيحيين، والأصل كان معمودية اسم المسيح.

                  3- يقول ويلز: لم يقم دليل على أن حواريي المسيح اعتنقوا التثليث" . ويقول أدولف هرنك: "صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب والابن والروح القدس، غريب ذكرها على لسان المسيح، ولم يكن لها وجود في عصر الرسل، … كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم النصرانية ما تكلم به المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات. وأن بولس لم يعلم شيئًا عن هذا ".([1]) إذ هو لم يستشهد بقول ينسبه للمسيح يحض على نشر النصرانية بين الأمم

                  4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).

                  ولما حدث أن بطرس استدعي من قبل كرنيليوس الوثني ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه. لما حصل ذلك لامه التلاميذ فقال لهم: "28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. " (أعمال 10: 28)، لكنه لم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل قال "نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ" (أعمال10: 41-42)، أى لليهود فقط.

                  5- وعليه فبطرس لا يعلم شيئاً عن نص متى الذي يأمر بتعميد الأمم باسم الأب والابن والروح القدس. ولذلك اتفق التلاميذ مع بولس على أن يدعو الأمميين ، وهم يدعون الختان أي اليهود يقول بولس: "رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة (الأمم) كما بطرس على إنجيل الختان … أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غلاطية2/7-9) فكيف لهم أن يخالفوا أمر المسيح - لو كان نص متى صحيحًا - ويتقاعسوا عن دعوة الأمم ،ثم يتركوا ذلك لبولس وبرنابا فقط؟

                  6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".([2])

                  الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن،1923، دراسات في العهد الجديد رقم 5:
                  الأمر الإلهي بالتعميد تحقيق نقدي تاريخي. كتبه هنري كونيو صـ 27.: The Catholic University of America in Washington, D. C. 1923, New Testament Studies Number 5

                  "إن نصوص سفر الأعمال ورسائل القديس بولس تشير لوجود صيغة مبكرة للتعميد باسم الرب {المسيح}". ونجد أيضًا: "هل من الممكن التوفيق بين هذه الحقائق والإيمان بأن المسيح أمر تلاميذه أن يعمدوا بالصيغة التثليثية؟ لو أعطى المسيح مثل هذا الأمر، لكان يجب على الكنيسة الرسولية أن تتبعه، ولكننا نستطيع تتبع أثر هذه الطاعة في العهد الجديد. ومثل هذا الأثر لم يوجد. والتفسير الوحيد لهذا الصمت، وبناءًا على نظرة غير متقيدة بالتقليد، أن الصيغة المختصرة باسم المسيح كانت الأصلية، وأن الصيغة المطولة التثليثية كانت تطورًا لاحقًا".

                  ويُعلق Ethelbert W. Bullingerعلى هذا النص فى هذا الرابط أعلاه قائلاً: ”توجد صعوبة كبيرة فيما يتعلق بكلمات التثليث [التى نقرأها فى متى 28: 19 فى نسخنا الحالية] وهى أن التلاميذ أنفسهم لم يُطيعوا هذا الأمر ، ولا توجد أية إشارة فى بقية العهد الجديد ، ولم يتبعها أى شخص. فقد كان التعميد فقط على اسم الرب يسوع. "ومن الصعب أن نفترض أنهم لم يعترفوا بهذا الأمر الواضح ، هذا إن كانوا قد أُعطوه بالمرة ، أو إذا كان هذا هو فعلاً النص الحقيقى ، الذى احتوته النصوص الأولية. فلا يوجد بين النصوص اليونانية نصًا واحدًا يحتوى على هذه الصيغة يرجع إلى ما قبل القرن الرابع. يُضاف إلى ذلك أن هذا النص مُخرَّب فى كلٍ من المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية ، وترجع باقى المخطوطات اليونانية المعروفة إلى القرن الخامس وما بعده. ومن الواضح أن الكنيسة السورية لم تعرف شيئًا عن هذه الصيغة ، ويبدو .. .. أن هذه الكلمات قد أُدخلت إلى النص (ربما كانت مذكورة فى الهامش) فى كنيسة أفريقيا الشمالية [ويُحتمل أنه كانت كنيسة الإسكندرية التى كان بمثابة المقر الرئيسى للإسكندر وأثناسيوس راجع الملحق الثالث] ، وأن الكنائس السورية لم تتخذ هذه الصيغة فى نصوصها عند نسخها.“
                  (Word Studies on the HOLY SPIRIT, pp. 47-49).

                  وقد علَّق فريدريك س. كونيبير Fredrick C. Conybeare على هذا النص فى نفس الرابط أعلاه قائلاً: ”يُؤخذ فى الاعتبار أن الورقة التى تحتوى على نهاية إنجيل متى قد اختفت من أقدم المخطوطات“.(Zeitschrift f. d. Neutest. Wiss. Jahrg. II, 1901, p. 275)

                  وأنه ”فى المخطوطات الوحيدة التى تحتفظ بقراءة أقدم [تجد قراءة غير مثلثة لنص متى 28: 19] ، وحتى المخطوطة السريانية السينائية ، وأقدم مخطوطة لاتينية قد تلاشت الصفحات التى تحتوى على نهاية إنجيل متى“.

                  ”وقد أورد يوسابيوس نص متى 28: 19 مرات عديدة بين عامى 300-336م وبالتحديد فى تعليقاته المطولة على سفر المزامير ، وتعليقاته على سفر إشعياء وفى كتابه (Demonstratio Evangelica) وكتابه (Theophany) ... وفى كتابه الشهير (تاريخ الكنيسة) وفى كتابه (Panegyric of the Emperor Constantine). وقد وجدت بعد بحث وتأنِّى فى أعمال يوسابيوس هذه أنه ذكر هذا النص سبعة عشر مرة ، وفى كل مرة يذكره كالتالى: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى، وعلموهم أن يطيعوا كل ما أمرتكم به" ... وقد جمعت كل هذه الفقرات فى

                  Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft, edited by Dr. Erwin Preuschen in Darmstaftin 1901, ،
                  ما عدا واحدة نشرت فى مايو فى مجلة ألمانية فى catena“.

                  يُضاف إلى ذلك اعتراف التفسير الحديث للكتاب المقدس (متى) أن هذه القراءة لا توجد حالياً فى أية مخطوطة لإنجيل متى. (ص463)

                  عدم علم التلاميذ وقديسى القرون الأولى بهذا النص:
                  لم تُعرف هذه الصيغة عند التلاميذ أو حتى آباء القرن الأول والثانى حتى نهايته، فلم يعرفها بطرس ولا بولس ولا فيلبُّس ، ولا التلاميذ حيث ظلوا فى أورشليم ، ولم يغادروها كما يقول النص ، حتى اضطروا للخروج منها بسبب الإضطهادات التى كانت واقعة عليهم. وأسوق رأى القديسين فى القرون الأولى للمسيحية فى نص التثليث هذا:

                  فبداية لم يعرفها الحواريون، ويشهد بذلك سفر أعمال الرسل ورسائل بولس:
                  (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.) لوقا 24: 47

                  فها هو بطرس لم يعرفها. وبطرس هذا كما يقول متى قد قال له يسوع: («طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) متى 16: 17-19

                  فيقول لهم بطرس: (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) أعمال الرسل 2: 38، والمفروض أن هذا قاله بطرس بعد رفع يسوع بعدة أيام قليلة. فهل هذه الأيام كافية لأن ينسى أهم تعاليم دينه ، وأهم وصية لأحب شخص لديه؟

                  ولم يعرفها كذلك فِيلُبُّسَ فى أعمال الرسل 8: 12 (12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً.)

                  وكذلك لم يعرفها لا بطرس (كما تبيَّن من أعمال 2: 38) ولا يوحنا ، ولا الروح القدس نفسه. فقد صلى بطرس ويوحنا لله ليتقبل الناس الروح القدس، واستجاب لهم الرب، وتعمَّدَ الناس على اسم الرب يسوع: (14وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا 15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16

                  ومن المستحيل أن يحكم عاقل بخطأ هذه الصيغة التى عمَّدَ بها (فِيلُبُّسَ) الناس أمام بطرس ويوحنا، وبعد صلاتهما، ورضى الرب أن يتم هذا العمل بهذه الكيفية!! لأنه لو كان التعميد خاطىء ، وعلم الرب ذلك بعلمه الأزلى ، ما كان ليتقبل صلاة بطرس ويوحنا ، وما كان لينزل الروح القدس فى المرة الثانية، وإلا لقلنا إنه يُمكن لأى كافر اليوم أن يقوم بطقس التعميد هذا باسم يسوع بصورة خاطئة أو باسم شخص آخر ويطاوعه الروح القدس، ويهبط على المعمَّد، ولا حاجة للقسيس للتعميد! ولكان الرب نفسه متورطًا فى هذا العمل!! ويصعب على العقل أن يتورط ثلاثة من التلاميذ مرة واحدة فى هذا التحريف، ويرضوا جميعًا بتعميد الناس بصيغة لم يتفوَّه بها يسوع!! مع العلم أنه لن يُتهم فى هذا إلا يسوع الذى نسب الإنجيل له القول (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ)

                  وهو نفس الشىء الذى حدث فيما بعد أيضًا مع بطرس نفسه: (44فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. 45فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً - 46لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: 47«أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟» 48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً.) أعمال الرسل 10: 44-48

                  لقد عمَّد بطرس إذن باسم الرب، ولم يعمِّد بالصيغة التى يحتويها إنجيل متى. وهذه هى المرة الثالثة التى نقرأ هذا فيها فى أعمال الرسل. فقد سبق له أن عمَّدَ الناس فى (أعمال الرسل 2: 38) ، واستجاب الرب له وليوحنا ، وأرسل الروح القدس، واستقبله الناس وآمنوا واعتمدوا (بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16 ، فهل تعتقدون أن يتركه الرب يُضلِّل باقى الناس ويستمر فى ضلاله، أم أن صيغة التعميد بإنجيل متى قد أُضيفت فيما بعد بعد مجمع نيقية بل وبعد مجمع القسطنطينية 381م، الذى ألهوا فيه الروح القدس، وإلا لما كان هناك من داعٍ لعقد هذا المجمع ، حيث سيكون هناك النص واضح الدلالة على ألوهية الابن والروح القدس؟

                  أما بالنسبة للرجل التقى حنانيا فيقول عنه الكتاب: (12ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ) أعمال الرسل 22: 12

                  فقد أمر حنانيا بولس نفسه أن يتطهَّر ويتعمَّد باسم الرب فقط: (16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ.) أعمال الرسل 22: 16

                  وفى أعمال الرسل 19: 5 (5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) عمَّدَ بولس بنفس الصيغة التى كان يعرفها التلاميذ بطرس ويوحنا وفيلُبُّس ، وبنفس الطريقة التى تعمَّد هو بها على يد الرجل التقى حنانيا.

                  كما حدَّد بولس أن التعميد يتم باسم يسوع الذى صُلب، ولا يقول أحد أن الذى صُلب هو الآب والروح القدس، على الرغم من أن قانون الإيمان يُحتِّم أن يكون الصلب قد وقع على الثلاثة ، لأنهم لا ينفصلون طرفة عين: (13هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟) كورنثوس الأولى 1: 13

                  وأوضح موقفه من العماد فى رومية 6: 3 ، فقال: (أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ)

                  وقال أيضًا في غلاطية 3: 27 (27لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.)

                  بل قال الكتاب إن القداسة والتبرير لا يكون إلا باسم الرب (المعلِّم) يسوع: (11وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.) كورنثوس الأولى 6: 11

                  وكل هذا لم يخرج عن وصايا يسوع التى حددها لوقا فى إنجيله، فقد قال لهم إن المكتوب سيتم، ومن ضمن هذا المكتوب أن الكرازة ستكون باسمه، وأشهدهم على ذلك ، وهو الذى فعلوه من بعد: (46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.) لوقا 24: 46-48

                  من الأدلة البيِّنة الأخرى على أن صيغة التثليث بمتى لم يعرفها التلاميذ هو أن عيسى u كان مرسلاً فقط إلى بنى إسرائيل وليس للعالمين ، وأتناول هذا فى موضوع قائم بذاته بعد أن أنتهى من صيغة التثليث هذه.

                  فقد أنبأ ملاك الرب يوسف النجار قائلا: (21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21

                  وأعلنها عيسى uصراحة، أنه جاء تابعاً للناموس، مطبقًا له: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19

                  وعندما أرسل تلاميذه أرسلهم فقط إلى خراف بيت إسرائيل ، بل نهاهم عن الذهاب إلى أى مدينة للسامريين: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى10: 5-6

                  وكرر على تلاميذه وأكد لهم أن يستمروا فى الدعوة فى مدن إسرائيل: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23

                  وقال للمرأة الكنعانية: («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 24-26

                  وكانت دعوته كلها داخل مدن إسرائيل: (1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. 2وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.) متى 19: 1-2

                  وسيدين التلاميذ أسباط بنى إسرائيل: (27فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) متى 19: 27-28

                  يُتبع

                  تعليق


                  • #24
                    وننتقل الآن إلى شهادة آباء الكنيسة الأول ومدى معرفتهم لصيغة التثليث هذه، لنتعرف بالضبط على الوقت الذى دخلت فيه هذه الصيغة إلى الأناجيل.
                    شهادة القديس يوسابيوس:
                    وهناك شهادات فى غاية الأهمية ذكرها أبو التأريخ الكنسى يوسابيوس القيصرى، الذى ولد عام 265م ومات عام 339م. فهو لم يعرف صيغة التثليث هذه فى نسخة إنجيل متى التى كانت بحوزته! وقد استشهد مرات عديدة بمتى 28: 19، ولم يذكر الصيغة المثلثة المذكورة بمتى حاليًا مرة واحدة. وهناك استشهادات قليلة بهذه الصيغة المثلثة ولكنها ترجع إلىالمؤلفاتالمتأخرة التى كتبها يوسابيوس فى الفترة التى تلت إنعقاد مجمع نيقية (أى بعد 325م). وكل كتاباته التى ترجع إلى ما قبل إنعقاد هذا المجمع لا تعرف هذه الصيغة المثلثة!!

                    وقد ذكر يوسابيوس القيصرى (265-339م) مؤرخ الكنيسة فى القرن الرابع أن متى لم يذكر هذه الصيغة المثلثة، ولكنها ذكرها بصيغة (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى) ك3 ف5 ص100 فى الترجمة العربية. وقد ذكرها فى كتاباته 17 مرة بنفس الصيغة التى ذكرها بها فى تاريخه.

                    وفى الحقيقة توجد ثلاث صيغ مختلفة لهذا النص فى كتاباته:
                    1- ”اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ... وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (7 مرات)
                    2- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى .. وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (17 مرة)
                    3- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الأب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (5 مرات)

                    والمدقق لهذه الصيغ الثلاثة يجد أن الصيغ التى كانت قبل مجمع نيقية ، والتى لا تشير لا من قريب أو من بعيد إلى التثليث ، قد تجاهلت التعميد ، ولم تظهر صيغة التعميد هذه إلا فى النص الذى صيغ بعد مجمع نيقية. وهذا يتطابق مع أفعال عيسى uلأنه لم يكن يُعمِّد أحد، بل كان تلاميذه هم الذين يقومون بهذا العمل: (2مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تلاَمِيذُهُ) يوحنا 4: 2

                    هذا على الرغم من وجود نص آخر يتعارض مع النص الذى ذُكر، ويؤكد أن يسوع كان يُعمِّد ، فهو يقول: (22وَبَعْدَ هَذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ وَكَانَ يُعَمِّدُ.) يوحنا 3: 22

                    ويوضح الجدول القادم عدد المرات التى استخدم فيها يوسابيوس كل صيغة واسم المؤلَّف الذى ذُكرت فيه، نقلاً عن Wolfgang Schneider من الموقع الأتى:
                    http://www.bibelcenter.de/bibel/trinitaet/mat28_19_allgemein.php

                    اسم المؤلَّف



                    عدد المرات التى ذُكرت بها



                    الصيغة (1)



                    الصيغة (2)



                    الصيغة (3)



                    Demonstratio euangelica



                    3



                    5



                    Commentarius in Psalmos



                    2



                    4



                    Commentarius in Isaiam



                    2



                    Historia ecclesiastica



                    1



                    De laudibus Constantini



                    1



                    Theophania



                    1



                    4



                    1



                    De ecclesiastica theologia



                    1



                    1



                    Der Brief nach Caesarea




                    1



                    Contra Marcellum




                    2



                    ç الإجمالى



                    7 مرات



                    17 مرة



                    5 مرات


                    شهادة القديس جوستين الشهيد Justin Martyr:
                    توجد فى كتابات هذا القديس والتى ترجع إلى 130-140م استشهاد أقره الكثير من العلماء، وهو استشهاد يُشير إلى متى 28: 19، يوجد هذا الاستشهاد فى حديثه مع تريفو 39 ص258، يقول فيه: ”لم يعقد الرب محاكمته بعد، لأنه يعلم أنه مازال هناك أناس يتم تحويلهم إلى تلاميذ باسم مسيحه ، وأنهم سيتركون طريق الخطأ، والذين يقبلون العطايا، مثل أى إنسان جدير بالاحترام، والذين أضاءت أرواحهم من خلال اسم هذا المسيح“.

                    ثم رفضت هذه الكلمات فيما بعد من الكثير من العلماء والاهوتيين كاستشهاد له علاقة بما قاله متى فى 28: 19 ، وذلك لخلو كلامه من صيغة التعميد المثلثة التى ينتهى بها كلام متى. ولكن هذا الرفض قد زال منذ نهاية القرن التاسع عشر ، حينما خرجت كتابات يوسابيوس القيصرى للنور. حيث يبدو أن جوستين كان بيديه نص متى عام 140م والذى استشهد منه يوسابيوس فيما بعد بين عامى 300-340م. (ارجع إلى:Artikel von F. C. Conybeare in The Hibbert Journal von Okt. 1902, page 106)

                    شهادة القديس أفراتس Aphraates:
                    توجد شهادة أخرى جديرة بالاعتبار وهى شهادة القديس الأرامى السورى أفراتس والذى كتب بين عامى 337 و345م ، ويستشهد بالنص بصيغته الرسمية قائلاً: ”تلمذوا جميع الأمم وسوف يؤمنون بى“ ، وتشير كلماته الأخيرة (كما يرى عالم الكتاب المقدس Wolfgang Schneider) إلى صيغة (باسمى) التى تجدها عند يوسابيوس. وكيفما كان الحال فإنها لا تحتوى على صيغة التثليث التى جاءت فى النص المستلم، فلو كان استشهاد أفراتس هو استشهاد شاذ عن المألوف فماذا نقول عن استشهادات يوسابيوس والقديس جوستين الشهيد ، وهو مطابق لاستشهاده؟ (المرجع السابق ص107)

                    وبهذا نجد أيضًا أن أفراتس الذى ترجع كتاباته إلى بدايات القرن الرابع لم يذكر ولو لمرة واحدة صيغة التثليث هذه ، تمامًا مثل جوستين الشهيد فى ذلك.

                    شهادة القديس باسيليوس:
                    يقر القديس باسيليوس الكبير (329-379م) بأن التعميد بصيغة التثليث إنما هو مجرد تقليد ، لأنه من أسرار الكنيسة غير المكتوبة التى تسلمها الآباء من المسيح ، وتوارثوها شفاهًة بالتتابع، ويتحفظون من إعلانها أو حتى كتابتها، كى لا يطلع أعداؤهم على أسرار ديانتهم. وهم يقسرون الإنجيل على ضوء هذه التقاليد وليس العكس .. وبدون ذلك لا يصح التفسير فى نظرهم. فهو يقول:

                    But the object of attack is faith. The one aim of the whole band of opponents and enemies of “sound doctrine” is to shake down the foundation of the faith of Christ by levelling apostolic tradition with the ground, and utterly destroying it. So like the debtors,—of course bona fide debtors— they clamour for written proof, and reject as worthless the unwritten tradition of the Fathers. But we will not slacken in our defence of the truth. We will not cowardly abandon the cause. The Lord has delivered to us as a necessary and saving doctrine that the Holy Spirit is to be ranked with the Father. Our opponents think differently, and see fit to divide and rend asunder, and relegate Him to the nature of a ministering spirit ... "
                    http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf208.vii.xi.html

                    ويُعرِّب د. جورج حبيب بباويما قاله القديس باسيليوس الكبير (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس) ف10 ص91قائلاً: إن الموضوع المتنازع عليه هو مسألة إيمان. وإن هدف عصابة خصوم التعليم الشفاهية [التقليد الشفاهى] وأعدائه هو: ”هدم التسليم الرسولي ومحوهليصبح في مستوى تراب الأرض وهم مثل الذين عليهم دين واقترضوا من آخرين ، ولكنهم يطلبون الإبطال ، أيالوثيقة المكتوبةويرفضونتسليم الآباء غيرالمكتوبكأنه بلا قيمة. أما نحن فلن نتأخر عن الدفاع عن الحق ولن نهرب مثل الجبناء لقد سلمنا الرب كأساس للخلاص [وهو] التعليم بأن الروح القدس يُحسب مع الآبفي جوهر واحد. أما المقاومون فهم يقولون عكس ذلك ويُعبرون عن رأيهم بفصل الروحالقدس عن الآب واعتباره في مرتبة الأرواح الخادمة (نقلاً عن الدكتور أمير عبد الله)

                    إن باسيليوس هذا هو صاحب كتاب يتبنى فيه تأليه الروح القدس. فهل تتخيلون أن من يُنادى بتأليه الروح القدس يعترف أنه لا يوجد لديه نص فى الكتاب بما يقوله، وأن ما ينادى به هو تقليد شفاهى فقط؟ وهذا يعنى أنه إلى الربع الأخير من القرن الرابع لم يكن هذا النص قد أُدخل إلى إنجيل متى!!

                    وإذا كان هذا تقليدًا شفاهيًا ، فكيف ومتى ولماذا دخلت هذه الصغة المثلثة إلى إنجيل متى؟ وما علاقة هذا بتعاليم يسوع وإنجيله؟

                    وإذا كانت موجودة فى الإنجيل فكيف لم يعرفها التلاميذ أو الآباء المذكوين؟ وإذا جاز للتلاميذ أن يُخطئوا فى عقيدة مهمة مثل عقيدة التثليث فكيف تأمنون على باقى العقائد التى أتت عن طريقهم؟ وإذا أخطأ باسيليوس وغيره من الآباء الذين قرروا عدم معرفتهم بصيغة التثليث، فعليكم أن تضربوا عرض الحائط بكل ما أتى عن طريق هؤلاء القديسين!! وإذا قبلتم التثليث كتقليد شفاهى ، فلماذا رفضتم الكثير من التقاليد الشفاهية الأخرى ، ومنها التوحيد الذى كان آريوس يتبنَّاه؟

                    وقد جاء إقرار باسيليوس بذلك فى رده على المعترضين فى زمنه على تأليه الروح القدس من آريوسيين وغيرهم حيث كان هؤلاء يحتجون بأن تأليه الروح لم يرد فى أى أصل مكتوب ويطالبون من يؤلهونه بتقديم السند الكتابى من الإنجيل أو غيره من أصولهم المدونة الذى يبرر دعواهم .. وهو ما يعنى أن صيغة التثليث، أو تأليه الروح القدس حتى ذلك الوقت من القرن الرابع لم تكن قد دونا بعد فى الإنجيل وإلا لكان استشهد بها باسيليوس أو أثناسيوس فى مناظراته ضد آريوس!!

                    وقد يُعلِّل هذا سبب اختفاء نهاية إنجيل متى من المجلد السينائى والفاتيكانى: إنه التخريب المتعمَّد من قِبَل أُناس فقدوا ضمائرهم أو لم يعتبروا هذه الكتب كتبًا إلهية أوحى الله بها. وهو الأمر الذى دعا مترجمو الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين أن يقدموا كتابهم موضحين أن نصوص الكتاب المقدس وعلى الأخص العهد الجديد قد أضاف عليه النسَّاخ فقرات جديدة ، أسموها زخارف وشوائب، تؤيد هذه الفقرات بالطبع وجهة نظر الكنيسة التى ينسخون لها. فقد قال تحت عنوان (نص العهد الجديد): ”فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“

                    ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.“

                    ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“

                    ”ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصًّا يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول ، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.

                    ”يُضاف إلى مراجعة الكتب المخطوطة باليونانية والترجمات القديمة أن علماء نقد النصوص يحاولون الاستفادة مما فى مؤلفات آباء الكنيسة من شواهد كثيرة جداً أُخذت من العهد الجديد. .. .. .. غير أن لهذه الشواهد محذورَيْن. فالأمر لا يقتصر على أن كلاً منها لا يورد إلا شيئًا يسيرًا من النص، بل كان الآباء على سوء طالعنا ، يستشهدون به فى أغلب الأحيان عن ظهر قلبهم ومن غير أن يراعوا الدقة مراعاة كبيرة. فلا يمكننا ، والحالة هذه ، أن نثق تمامًا بما ينقلون إلينا.“

                    ويقول المدخل ص14 عن النص الاسكندرى: ”يكاد يُجمع أهل الإختصاص كلهم على أن لهذا النص قيمة عظيمة من جهة الدقة .. .. وتعتمد طبعات العهد الجديد منذ النصف الثانى من القرن التاسع عشر هذا المثال للنص وهى محقة فى ذلك وإن كان لا يمكن عدَّه خاليًا من الشوائب“.

                    وكما يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه المترجم (فى علم اللاهوت) ج1 ص35: ”لا يوجد مقياس لمعرفة صحيح التقاليد من خاطئها .. فقد دخل فى الأزمنة الغابرة فى الكنيسة كثير من التقاليد التى تمسكوا بها. ثم تبين أنها كاذبة فرفضوها.“ (راجع المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس)

                    فالتحريف إذن ليس بجديد على الآباء أو النسَّاخ ، والكثيرون قد حاولوا زخرفة النصوص بما يتفق مع تقاليد كنيستهم ، سواء كان هذا تخريبًا عن عمد ، أم عن حُسن نية، كما تقول مقدمة الكتاب ، حتى إن علماء نصوص الكتاب المقدس اليوم لا يمكنهم تحديد التقاليد الصحيحة من غيرها!!

                    ثم يستكمل باسيليوس دفاعه مؤكدًا أن التعميد بصيغة التثليث لم يرد مطلقا فى أى أصل مكتوب فى الإنجيل أو غيره .. وإنما هو مجرد تقليد أو تسليم يُسلَّم شفاهًا من الأباء عن المعمودية: فيقول باسيليوس: ”وسوف أحتاج لوقت طويل جدًا إذا حاولت أن أسرد (أسرار) الكنيسة غير المكتوبة. أما عن باقى الموضوعات فلا يجوز لى أن أقول عنها أى شىء .. أما عن الاعتراف بإيماننا بالأب والابن والروح القدس فما هو المصدر المكتوب لهذه العقيدة؟ إذا كان حقا أننا اعتمدنا فإن التسليم الخاص بالمعمودية يحتم الإيمان والاعتراف بصيغة معروفة عند معموديتنا.“ (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس ف27 ص163 تعريب د. جورج حبيب بباوى).

                    موقف أوريجانوس (185-245م):
                    إن موقف أوريجانوس من المعمودية والثالوث يؤكد أيضا عدم أصالة النص ... فقد جاء عن أوريجانوس أنه كان يرى أن صيغة التثليث باسم الاب والابن والروح القدس تُوهِم بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة وليس إلهًا واحدًا، لذلك كان يَستحسِن عدم ذكر التثليث لمن يؤمن بالإله الواحد. ... وها هو النص بحروفه على لسان سليمان الغزى الأسقف الذى عاش خلال القرنين العاشر والحادى عشر: "عبد عبيد يسوع وأصغر أولاد بيعته يرد على من قال كمقالة أوريجانوس ومارون اللذين قالا:
                    لا حاجة لمن وحد الاله إلى ذكر الأقانيم إذ كانت تُوهم الناس بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة. وزعما بجهلهما: أن المعمودية (سُنَّة) وليست فريضة"

                    (مجموعة التراث العربى المسيحى المجلد رقم (9) سليمان الغزى ـ الجزء الثالث: المقالات اللاهوتية النثرية الفقرة39 ، ص63-64 . تحقيق ناوفيطوس أدلبى.)

                    لذلك نجده لا يذكر صيغة متى المثلثة ، وكان هذا المقطع عنده يتوقف دائمًا عند كلمة الأمم!! وهذا يدل على أن هذا النص لم يكن موجودًا بالكتاب المقدس فى زمنه، وإلا لكان كافرًا حيث يرفض نصًا ظاهرًا معلومًا!

                    أما الثالوث الذى دافع عنه أرويجانوس فيما بعد (كما يقول أسد رستم ص139 وما بعدها فى ”آباء الكنيسة فى القرون الثلاثة الأولى“)، فكان ثالوثًا متدرجًا وليس متساويًا فى الجوهر أو المنزلة. وينزل فيه الابن والروح القدس فى المكانة عن الآب. الأمر الذى يقتضى عدم وجود ضرورة بالمرة لدى الآب لعقد هذه الوحدة.

                    بل إن عقيدة أوريجانوس فى التثليث وتصوره للروح القدس لتخالف مفاهيم كل الكنائس اليوم ، ولو نادى أحد اليوم بما كان يعتقده أوريجانوس لكفرته الكنائس، بل وأعدمته حيا. فقد كان يعتقد بخلق المسيح للروح القدس ، ولا يعتقد بتساوي الأقانيم في الجوهر!!

                    وهنا نرجع لأنفسنا ونُصرُّ على الحق ونتدبر هذا السؤال: فإذا كانت استشهادات يوسابيوس القيصرى والشهيد جوستين لا يعرفون هذه الصيغة ، ولم تعرفها الوثائق التى كانت بحوزتهما ، ورفضها أوريجانوس ومارون وغيرهم ، ولا يعرفها إنجيل متى الذى كان أحد مصادرهم ، فمن أين جاءت صيغة التثليث هذه؟

                    فلم تكن عقيدة المسيحيين الأول كما يدعى البعض اليوم من أنهم كانوا يؤمنون بالتثليث ، والدليل على ذلك أن مجمع نيقية (325م) لم يتكلم إلا عن علاقة الآب باللابن ، ونسى الروح القدس ، ولم تتحدد علاقة الروح القدس بهؤلاء الاثنين إلا عام 381م فى مجمع القسطنطينية ، الذى رأى أن يؤله الروح القدس أيضًا.

                    ولذك نجد أن التاريخ يؤكد أنه دام صراع دامى فى بعض الأحيان بين الطوائف المسيحية المختلفة حول هذا الثالوث ، ومنها الصراع الذى خاضه أثناسيوس ضد آريوس حول ألوهية يسوع. فلو كان هناك نص يُشير إلى هذه الصيغة المثلثة لكان عرفه آريوس، ولكان استشهد به أثناسيوس وانتهى الصراع.

                    شهادة المؤرخ أبولونيوس (القرن الثانى):
                    ويؤكد التاريخ كذلك بشهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس: ”إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيرًا عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة“. وسوف نعود لهذا النص ، لنتبين أن يسوع لم يُرسل تلاميذه للعالم كله ، الأمر الذى يطعن فى صدق النص بأكمله ، ويُغنينا عن مناقشة مفهوم الثالوث.

                    لكن قبل أن يقول قائل إن كتاب (تعاليم الرسل) والمسمَّى بالديداكى يحتوى على هذه الصيغة المثلثة. ألا يُعد هذا دليل على صحة هذه العقيدة؟

                    وأرد إليه السؤال: وماذا ستقول فى ممارسات الرسل (التلاميذ) أنفسهم. إن سفر أعمال الرسل الموحى به كما تدعون لا يعرفها ، ولم يمارس هذا الطقس المثلث أحد من تلاميذ يسوع؟ فهل ستترك الكتاب الموحى به ، وتستشهد بكتاب آخر يعتبر كتابًا هرطوقيًا؟ فإن جاز لك هذا أقمنا عليك الحجة بعدم وجود التثليث من كتابنا!!

                    شهادة أكليمندس السكندرى (150-215):
                    أما بالنسبة لأكليمندس فلم يذكر نص متى التثليثى عنده إلا مرة واحدة فى أعمال أكليمندس السكندرى ، ولم يذكره كاستشهاد إنجيلى ، بل كقول قاله مبتدع روحى اسمه ثيودوتس ، ولا يشير إلى النص القانونى.

                    وذكر هذا الثالوث (الآب والابن والروح القدس) لأول مرة فى منتصف القرن الثانى الميلادى من المدافع أثيناجوراس، قائلاً ”إن المسيحيين يعرفون الله وكلمته، ويعلمون وحدة الابن بالأب، واشتراكه معه، ويعلمون ما هو الروح، واتحاد الثلاثة: الروح والابن والأب، وتميزهم فى الوحدانية“. واستعملها بعده بعشرات السنين ترتليان ، ولكن بمعنى مختلف عما تعلمه الكنيسة اليوم.

                    وبذلك نُجمل عدد العلماء والدوائر العلمية التى استشهدت بهم على تحريف نص متى، وإثباتهم أن نص التثليث مدسوس على الكتاب:
                    1- موسوعة الأديان والأخلاق
                    2- إدموند شلنك، عقيدة التعميد
                    3- تفسير العهد الجديد لتيندال
                    4- المسيحية، لفيلهيلم بوسيت وكيريوس
                    5- الموسوعة الكاثوليكية
                    6- قاموس الكتاب المقدس لهاستينج
                    7- موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية
                    8- كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي
                    9- الموسوعة الدولية للكتاب المقدس
                    10- الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس
                    11- ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت
                    12- توم هاربر، الكاتب الديني في مجلة تورنتو ستار
                    13- تفسير الكتاب المقدس لـ (Peake)
                    14- كتاب لاهوت العهد الجديد لـ (آر بولتمان)
                    15- عقائد وممارسات الكنيسة الأولى
                    16- الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن،دراسات في العهد الجديد ج5/1923
                    وتحت عدم علم التلاميذ وقديسى القرون الأولى بهذا النص ذكرنا شهادات هؤلاء الآباء:
                    17- شهادة القديس يوسابيوس
                    18- شهادة القديس جوستين الشهيد Justin Martyr
                    19- شهادة القديس أفراتس Aphraates
                    20- شهادة القديس باسيليوس
                    21- موقف أوريجانوس (185-245م)
                    22- شهادة المؤرخ أبولونيوس (القرن الثانى)
                    23- شهادة أكليمندس السكندرى(150-215)

                    يُتبع

                    تعليق


                    • #25
                      وبعيدًا عن التعصب، ودرءًا للأهواء، وتجنبًا للفتن، نتكلم عن ظاهرة هذا القمص من الناحية العلمية والعقائدية، ولا يهمنا شخصه ولا شخصيته فى شىء. ولن أكرر ما قاله الأخوة من تفنيد جهالات القمص، ولا تدليسه وحذفه ما يتعلق بالأسفار القانونية الثانية من كتاب الدكتور القس منيس عبد النور، الذى وضعه فى موقعه على النت، ولا ضعف قدراته العلمية فى الرد على مناظريه المسلمين أو تهربه منهم. وسأحاول ألا أكثر من اتهامه بالجهل والتدليس على مستمعيه، وهو عين ما قاله عن شخصى، وسأترك الحكم للقارىء والمستمع.

                      يؤخذ فى الاعتبار أن كل القساوسة الذين يعملون فى حقل مقارنة الأديان، يبدأون ردودهم بالتهجم على الآخرين واتهامهم بالجهل والتدليس وعدم العلم لا فى الإسلام، ولا فى المسيحية، إلا من رحم ربى واحترم مناظريه ومستمعيه. والأمر واضح للمستمع وللقارىء الذكى، فهو يبدأ بغسيل مخ للمستمع، ويرفع من قدر نفسه وعقيدته أمام مناظره، لكى يتأثر المستمع أو القارىء بكلامه، فيُنتقص من قدر المناظر المسلم قبل المناظرة، وبالتالى يُظهر ضعف الإسلام والمسلمين، ويعطى ثقة للحاضرين فى شخصه هو، وبالتالى يوهم المسيحى بأن عقيدته عقيدة صلبة، قامت على أسس لا تتزعزع. وهيهات !!

                      وهذا هو عين ما يقوم به القمص تجاه كتاب (البهريز فى الكلام اللى يغيظ)، فتجده يبدأ بهفوة مطبعية أو حتى خطأ فى اسم شخص وهو (حلمى القمص)، والذى ظننته القمص حلمى، فلم أتخيل أن مؤتمر تثبيت العقيدة يتكلم فيه غير أهل الدين المتخصصين فى العقائد. فبدأ بتهويل الأمر، كما لو كنت أخطأت فى شىء أخرجنى من الملة، أو من بين العقلاء. واستمر يعيد ويكرر فى قذفى بالجهل. ولا أظن إلا أن ما يقوم به تدليس على مستمعيه من المسيحيين البسطاء، أو تحالفًا مع الشيطان لقتل الحق فى مهده!

                      ولا تتعجب عزيزى القارىء والمستمع من اتفاق عبد المسيح بسيط مع الشيطان، فقد اتفق رب كتاب عبد المسيح بسيط نفسه مع الشيطان على الإثم والعدوان: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22

                      وهكذا يحترمون إلههم ويوقرونه!

                      والغريب أيضًا أنه يستدل على صدق كلامه بأن ادعى أنه سألنى فى منتدى نادى الفكر العربى عن بعض المصادر الإسلامية، مثل كتب خليل عبد الكريم، وسيد القمنى، وجواد على، واتضح له أننى لم أقرأ لهؤلاء، ولم أتعلم دينى منهم، وتجاهل القمص أو لا يريد أن يعرف أن هؤلاء يُصنفوا على أنهم من غير المسلمين، وإن حملوا أسماءً إسلامية. فهل من العقل والعلم أيها القمص أن أتعلم الإسلام على يد هؤلاء؟ أم أنت الذى تقرأ لهم، تشفيًا فى الإسلام، الذى لم تتعلم إلا كرهه وكره من يدين به؟ فى الحقيقة كان المفروض عليك أن تكون مؤمنًا وترفض تجرؤ هؤلاء الكتاب أو بعضهم على الذات الإلهية!

                      ويكفى لكى أغلق ملف هؤلاء الذين تستشهد بهم على أنهم من علماء الإسلام أن أنقل لك ما كتبه صاحب ملف (خليل عبد الكريم). فقد قال:(في هذا الملف يجد القارئ ، جزءا يسيرا من التغطية الإعلامية، التي نشرت مؤخرا، عن خليل عبد الكريم وكتابه. ومنها صحيفة القدس العربي، والأهرام الاقتصادي وصحيفة أخبار الأدب، والأخيرة كرست نفسها، للدفاع عن كل اجتراء على الذات الإلهية، ويبدو أنها ذهبت في ذلك، إلى أبعد مما نتصور، ويكفي دليلا على ذلك، أن محاميها في قضايا الرأي، هو فريد الديب .. محامي الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام وسعد الدين إبراهيم .. كما أنه محامي الشواذ عبدة الشيطان .. نعم .. جاسوسية .. وخيانة .. وشذوذ ..فذلك هو الوجه الآخر ، للدفاع عن الكفر ..)

                      ويقول عنه الأستاذ خالد عبد الواحد: (يستخدم خليل عبد الكريم ، لغة جارحة في كتبه، كما يطرح آراء وأفكار، لا يمكن أن توصف، إلا بأنها خروج على الملة، وعلى رأي الجماعة، وعلى رأي الجمهور (خالد عبد الواحد، مؤلف كتاب نهاية إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ص86)

                      فإن كنت تدعو إلى الخيانة والشذوذ الجنسى والإلحاد فهذا يشينك كرجل دين المفروض أنه يحرص على الفضيلة وحسن الخلق، وينبذ التعصب والكراهية، ولا يُبْطنها حينًا ويُظهرها حينًا أخرى. والمفروض أن تقتدى بما قاله كتابك ونسبه ليسوع، فقد نسخ يسوع تبعًا لقول كتابك الذى تقدسه ما قاله العهد القديم بأن العين بالعين والسن بالسن (تثنية 19: 21): (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. ........ 38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. .......... 43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.) متى 5: 21-45

                      وربما أقلعت أنت عن العمل بهذه التعاليم لإيمانك أنها ليست إلهية، لأنها لم توجد هكذا فى كل المخطوطات أو التراجم العربية. ففى الفقرة (44) حذفت الترجمة العربية المشتركة واليسوعية والبولسية جزءًا منها، لأنها لم توجد فى أقدم المخطوطات، الأمر الذى يشير إلى اختلاف المخطوطات التى تتغنى بكثرتها فى كتبك، والتى توهم قراءك أنها دليل على صدق الكتاب الذى تؤمن بقداسته.

                      قالت ترجمة الفاندايك: (.... أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) 13 كلمة

                      وتقول ترجمة كتاب الحياة: (..... أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَبَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَأَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَكُمْ، وَصَلُّوالأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَضْطَهِدُونَكُمْ،)

                      تقول الترجمة العبية المشتركة: (..... أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. وَصَلُّوا لأَجْلِ الذين يَضطَهِدونكُم) 6 كلمات، فأين السبعة الباقية؟

                      وتقول الترجمة البولسية: (.... أَحِبُّوا أَعداءَكم، وصَلُّوا لأَجلِ الذينَ يضطهِدونَكم)
                      وتقول الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (..... أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. وَصَلُّوا مِن أَجْلِ مُضطَهِدِيكُم) 6 كلمات، فأين السبعة الباقية؟

                      فهل واجهت قراءك ومستمعيك أيها القمص الأمين العالم بمثل هذه التحريفات فى الطبعات المختلفة؟ وهل تعتقد أنت أن الرب بذلك قد حفظ كتابكم من التحريف؟ فلو تعتقد ذلك فأنت لا تعلم معنى كلمة الحفظ، ولا معنى كلمة تحريف، ومثلك لا يُستمع له ولا يُقرأ له!

                      وهل أخبرتهم عن مناظرتى فى هذا المنتدى عن بولس الكذاب المنافق الذى أخرجكم من عبادة رب العباد إلى عبادة عبد لا يملك من أمره شيئًًا؟ هل أخبرتهم أننى شُتمت فى منتداهم وعندما اشتكيت المسئول أوقفنى عن الكتابة، ثم أعاد إقافى مرة أخرى، بعد أن عجزوا أن يثبتوا تطابق إيمان هذا الرجل مع أقوال يسوع، ثم حذفوا أهم سؤال طرحته على مناظرى، ولعله كنت أنت، ولم يجبنى عليه لمدة تصل لأسبوع، وهذا السؤال هو:

                      ذهب بولس إلى الأمميين وعلمهم الإرتداد عن الناموس وتعاليم يسوع والأنبياء، وأدانه التلاميذ، وأمروه بالتوبة والعودة إلى تعاليم الناموس والأنبياء ومنهم يسوع، وحكموا عليه بالتوبة والتطهر، وأن ينفق على أربعة أفراد، بل أرسلوا إلى من قام بولس بتضليلهم وصححوا لهم عقائدهم، فدين من هو المنتصر؟ هل دين يسوع الذى كان يؤكد الناموس والأنبياء ويدافع عنه، أم دين بولس الذى قام بإلغاء الناموس؟ وكيف تعتبرون مثل هذا الكذاب نبيًا، وتقبلون 14 رسالة تُنسب له فى كتابكم؟

                      (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ) أعمال الرسل 21: 17-26

                      وهذا اعتراف بولس بأنه كذاب ومنافق يتلون بكل لون ليكسب ضحية من السذج إلى دينه: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23

                      أليس هذا هو النفاق بعينه؟ فهل المنافق يُطلَق عليه قديس؟ وهل المنافق يُؤتَمَن على كلمة الله؟ هل لم يجد الرب بشراً أخراً يصطفيه لنقل رسالته غير هذا الكذَّاب؟ كيف يكون إنسان بهذه الشخصية شريكاً فى كتابكم الموحى به من عند الرب؟ أين عقولكم؟ بل أين الأمناء من رجال دينكم؟ وكيف يوافقه الرب على هذا الكذب؟ ألا يدل هذا على ضعف الرب؟ ألا يدل هذا على فشل الرب فى خلق دين يفهمه البشر حتى اضطر دعاته للكذب؟

                      والغريب أنه لا يستحى من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

                      فكيف يُؤخذ دين وعقيدة من كذَّاب ومنافق؟ قارن هذا بقول عيسى u: (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 16 ، إذن فمجد الله يزداد بالأعمال الصالحة وليس بالكذب كما ادعى بولس.

                      وبينما أفهم اليهود فى رومية بإيمانه بالناموس وأن الناموس هو الذى سيفصل بينهم فى الآخرة: (12لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. 13لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.) رومية 2: 12-13

                      تنصل لأهل غلاطية من الناموس وقام بإلغائه: (وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».) غلاطية 3: 11

                      (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، .. .. ..) غلاطية 3: 10

                      (وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ)غلاطية 3: 12

                      (19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّباً بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. 20وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. 21فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 19-21

                      (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!)غلاطية 5: 2

                      (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.) غلاطية 5: 4

                      ولكن هذه مشكلة كبيرة لم يفطن لها القمص عبد المسيح بسيط ولا البسطاء أمثاله من قراء الكتاب الذى يقدسونه، هذا إن كان بالفعل قد قرأه أحد منه وفهم محتواه جيدًا. وتكمن هذه المشكلة أن من قاموا بتحريف هذا الكتاب جعلوا قدوة هؤلاء من التلاميذ وغيرهم من الجهلاء، غير المؤمنين، ليسقطوا الكتاب كله دفعة واحدة دون مناظرات أو جدال.

                      فنلاحظ أن الملائكة لا تأتى فيما يسمونه العهد الجديد خاصة إلا لجهلاء القوم! فقد وصف يسوع تلاميذه بالجهل والغباء، ووصفوا بولس ويوحنا من الأميين الجهلاء، إضافة إلى كون معظم تلاميذه من صيادى السمك. ألا تشتموا رائحة المكر برموزكم فى هذا الكتاب الذى تقدسونه؟

                      (27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.) يوحنا 8: 27

                      (6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.) يوحنا 10: 6

                      وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16

                      (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52

                      وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) متى 17: 16-21

                      فلو كان عندهم أقل القليل من الإيمان لأخرجوا الشياطين. وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذن لم يكونوا من المصليين الصائمين!! فعلى أى أساس اختارهم يسوع ليكونوا حملة لواء الدعوة وإفهام الناس وتعليمهم من بعده؟

                      (13فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 4: 13

                      فلك أن تتخيل أن الجهل والغباء هى الصفات الأساسية فى تلاميذ يسوع، لتفهم مراد كتبة هذه الأسفار!!

                      كان هذا ردى على أول ثلاث دقائق ، ويتبقى من تسجيله حوالى ثمان ساعات
                      كان الله فى عون القارىء!!

                      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
                      سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا لإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

                      تعليق


                      • #26
                        أخي الكريم الأستاذ علاء بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء عن هذا العمل الذي مهما تكلمت فلن استطيع ان اصف روعته وجماله

                        فعلا محمدا ما مات وما خلف بنات

                        تعليق

                        مواضيع ذات صلة

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 35 دقيقة
                        ردود 0
                        2 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة زين الراكعين  
                        ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 2 أسابيع
                        ردود 0
                        45 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة زين الراكعين  
                        ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 3 أسابيع
                        ردود 3
                        35 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة زين الراكعين  
                        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
                        ردود 0
                        9 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                        بواسطة *اسلامي عزي*
                         
                        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:43 ص
                        ردود 0
                        23 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                        بواسطة *اسلامي عزي*
                         
                        يعمل...
                        X