التوفيق بين...؟ وبين ...؟ والغباء العظيم توفيق بين عدل و رحمة ام جمع بين ظلم وقسوة ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوفيق بين...؟ وبين ...؟ والغباء العظيم توفيق بين عدل و رحمة ام جمع بين ظلم وقسوة ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    التوفيق بين...؟ وبين ...؟ والغباء العظيم
    توفيق بين عدل و رحمة ام جمع بين ظلم وقسوة ؟
    بداهةً يمكن التوفيق بين شيئين في حالة واحدة فقط وهى اذا تم الوصول إلى منزلة وسطية بينهما , حدوث هذه المنزلة من الطبيعي ان يُشترط فيه عدم وصول أيٍّ من هذين الشيئين إلى الكمال كتأثير سلبي ناتج عن هذا التوفيق .. (قسمة البلد نصفين)، الذي بدوره سوف يقتص من كمال كلٍّ من هذين الشيئين لكي يتم الوصول في النهاية إلى هذه المرحلة الوسطية التي يمكن ان تعبر عن هذا التوفيق الحادث بينهما.
    كل ذلك سوف يصب في النهاية في مصلحة من تم من اجله هذا التوفيق متمثلا في التخفيف من حدة هذا الشيء المريع الذي كان يمكن ان يحدث او يلقى على عاتقه بكامله، وفي نفس الوقت هذا التوفيق لن يدع مجالا للرمي بكامل او كل الثوابت المطلقة كالعدل والمساواة عرض الحائط وفى هذا إرضاء لجميع الغايات والإطراف ولكن مع بعض التنازلات من كلا الطرفين حتى يتم الحيود عن الحدة إلى الخفة واليسر مطلقا ولكن كل ذلك يستوجب بقاء كلٍّ من الشيئين ولكن بشدة اقل من المعهود فلا يمكنني على سبيل المثال عند وجود ارادة للتوفيق بين اشعال النار من طرف وإخمادها في ان واحد بناء على ارادة طرف اخر إشعالها في مكان اخر بدلا من اخفاتها بعض الشيء لأصل إلى حل وسط بين ذلك وذلك يرضى جميع الاطراف المتنازعة لأنه سوف يجمع بين الإشعال تماشيا مع إرادة الطرف الأول وبين الإخماد تماشيا مع إرادة الطرف الثاني لكن بصورة جزئية غير كاملة لكلا الفعلين مع عدم الاقتصار على فعل شىء واحد لانه لا يمكن الجمع بين متضادين كالإشعال والإخماد في موضع واحد فلا يكون هناك إلا الاخفات كحل وسط .

    بقياس معتقد النصارى على ذلك سوف نجد ان الحل الوسط يتمثل فى تخفيف العقاب مع بقائه لان الاخفات استلزم بقاء النار ولكن بشدة اقل وعلى ذلك يستلزم حال التوفيق بين العدل والرحمة بقاء مطلق العقاب ولكن بصورة اقل أو بمعنى اخر يمكننا القول التوفيق سوف يكون ملعبه الحجم فقط أو الكم دون المساس بمطلق الحدوث
    مما ينتج عنه بالتالى عقاب جزئى بدلا من العقاب الكلى , وعدل جزئى بدلا من العدل الكلى , و رحمة جزئية بدلا من الرحمة التامة ولكن من حيث كون العدل مطلق , فهل يمكن ان يقبل ذلك ؟ ... فى الحقيقة العدل المطلق لا يمكن ان يقبل التقليص او التحجيم بسبب طلاقته هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اى تقليص او استقطاع من للعدل سوف يصب فى الجانب المقابل (الظلم) لان العدل من العدل ان يكون كاملا وتاما لا يعتريه اى نقص او تقصير او تغيير اوتبديل فالعدل لا يجزأ ولا يمكن ان يقبل الزيادة أو النقصان واذا لم يقبل الزيادة حيث إن اى زيادة لن تكون من جنسة ولكنها سوف تدخل فى مفهوم اخر وهو مفهوم البذل والعطاء فكيف يقبل النقصان وبوجه عام اى شيئين متضادين أو متقابلين النقص فى احدهما سوف يصب فى مصلحة الاخر وافضل مثال على ذلك هو تداخل ساعات الليل والنهار كلا منهما فى الاخر مع كون مجموعهما واحد طوال العام فاى زيادة فى ساعات الليل تكون على حساب سعات النهار واى زيادة فى ساعات النهار تكون على حساب ساعات الليل واذا اقتضى العدل إن يعطى انسان الف دينار فاعطى خمس مائه دينار فقط فسوف يصبح مظلوما فى باقى المبلغ المستحق له هذا على الاقل إن لم يكون مظلوما بوجه عام لان وصف الظلم يكفية مطلق الفعل المؤدى اليه بدون توصيف لهذا الفعل وبذلك سوف يحسب هذا الإنسان على المظلومين لو نقص من حقه درهم واحد المهم إن النقص فى الحق قد حدث وبذلك لا يمكن إن يقبل العدل التوفيق مع شىء اخر حتى ولو كان الرحمة

    ثانيا بالنسبة للعقاب قلنا ان التوفيق سوف يؤدى الى عقاب جزئى ولكن ما حدث فى الواقع ان العقاب انتقل بتمامه وكماله من ادم الى المسيح ولم يجزأ او يقلص او يحجم وهذا ينفى حدوث توفيق , هذا من جانب , ومن جانب اخر اذا كان التوفيق سوف يؤدى الى عقاب جزئى فانه سوف يؤدى ايضا الى رحمة جزئية .. لا يشترط فيها الرفع الكامل للعقاب عن ادم (عقاب جزئى ) ولكن اذا دققنا فيما حدث نجد ان العقاب قد رفع بالكامل عن ادم وانتقل الى المسيح حسب اعتقاد النصارى وهذا ينفى حدوث التوفيق من جانب اخر
    و لو زدنا التدقيق فسوف نجد ان التوفيق لم يحدث فى الاساس بين العدل والرحمة او بين اى شىء وشىء اخر ولكن الذى حدث بالفعل هوالجمع ... الجمع بين الظلم القسوة


    افضل صور التوفيق بين الجنة والنار

    وبالنسبة للجنة والنار يمكن ان نجد المنزلة المتوسطة ببساطة شديدة
    فانتقال الانسان من الجنة الى النار يمر بثلاث مراحل ( الجنة ) , (الخروج من الجنة ) , (دخول النار ) فيكون التوفيق متمثل فى الخروج من الجنة وعدم دخول النار مما ينتج عنه عقاب نسبى ناتج عن الحرمان من نعيم الجنة ... اخف من العقاب المطلق المتمثل فى (دخول النار ) وهذه هى نفس النتيجة التى حصلنا عليها فى حديثنا عن نسبية المتعة والعذاب مما يؤكد حدوث العقاب لآدم من ناحية ومن ناحية اخرى يؤكد على ان الخروج من الحرمان من الجنة وعدم دخول النار هوافضل صور التوفيق بين العدل والرحمة لو كان هناك فعلا ما يسمى بالتوفيق بينهما
    ..
    هل تدخلت الرحمة لرفع العقاب ؟
    لو افترضنا ان هناك جسمين من النحاس احدهما ساخن والاخر بارد (احدهما يعبر عن المسيح والاخر يعبر عن ادم ) وان هناك من يتمتع بصفة الرحمة يحمل دلو من الماء يمكن ان يعبر به عن رحمته بصب الماء على الجسم الساخن . و تصورنا الجسم الساخن فى حالة عقاب وان صب الماء يمثل الرحمة (للمتمتع بها ) من حيث كونه سوف يرفع عن الجسم الساخن هذه السخونة أو على الاقل يخفضها بينما الجسم البارد هو من سوف يحمل عقاب او سخونة الجسم الاول بملامسته اياه فيؤدى الى نفس النتيجة ((تخفيض الحرارة أو رفعها)) طبقا للقانون الثانى للديناميكا الحرارية فتنتقل اليه الحرارة باعتباره فداء . وانه لابد من استمرار عقاب الجسم الأول بالحرارة ولابد فى نفس الوقت من رحمته بصب الماء , الشيء الذى سوف يؤدى الى تبريده او ورفع عنه هذه الحرارة او العقاب , ولكن لو حدث ذلك ما هى النتيجة ؟ ... لو حدث ذلك سوف يكون التغير الكلى للجسم الساخن مساوى صفر وبذلك سوف يبقى الحال على ما هو عليه بدون تغيير لان كلا من الفعلين مناقض للاخر والموضع أو المحل واحد اوالذات المفعول بها واحدة (التناقض هو اختلاف القضيتين بالإيجاب والسلب بحيث يقتضي لذاته صدق إحداهما وكذب
    الأخرى كقولنا زيد إنسان زيد ليس بإنسان - معجم المصطلحات العامة) فلا يبقى لدينا الا حل واحد وهو ان يلامس الجسم البارد او الفداء الجسم الساخن فتنتقل اليه الحرارة او العقاب و لو حدث ذلك لن يكون للماء اى دور متعلق بالعقاب والماء كما قلنا يمثل الرحمة وهذا يعنى ان الرحمة فى الواقع لم يكن لها اى دور فى هذا المشهد , ومن ذلك يتضح خطا كل التفسيرات والتبريرات الموضوعة من قبل النصارى لأنه أولا لا يمكن التوفيق بين متناقضين فى ذات واحدة فمن المستحيل ان اعاقب انسان ولا أعاقبه فى نفس الوقت وما يعتقده النصارى لا يناقض ذلك بل يؤكده لان المسيح تحمل العقاب فى الحقيقة عن ادم وبذلك لم يحدث (عقاب ادم وعدم عقابه فى نفس الوقت) , وهذا ليس فيه حل للمشكلة التي أوقع الله نفسه فيها حيث ان ادم لم يعاقب فقط بل حتمية عقابه لم تحدث ثانيا الرحمة لم يكن لها اى دور فى هذه القضية ولقد اثبتا ذلك فيما سبق هذا من جانب ومن جانب اخر الرحمة عطاء تعطى ولا تقايض وهذا يجعلها تضاف ولا تطرح وفى هذه الحالة التى بين ايدينا لن يكون هناك مجال الا لفعل واحد لمن له الامر اما ان يعذب وإما ان يرحم بتخفيف العذاب او رفعه بغض النظر عن التعبير المتعلق بهذا التخفيف من كونه توفيق او غيره , لا يوجد احتمال ثالث مع العلم بان التخفيف يتم فيه اضافة شىء الى شىء اخر لا العكس وبقياس ما سبق على ادم والمسيح .
    اذا حمل المسيح العقاب عن ادم او البشر فلن يكون لصفة الرحمة اى دور قياسا على الماء البارد فى المثال السابق مما يعنى ان احد طرفى التوفيق وهو الرحمة غير موجود وما حدث هو انتقال العقاب الخارج عن اطار الرحمة من محل الى اخر والعقاب مناقض للرحمة سواء كان لادم او المسيح وبذلك لم تؤدى الرحمة وظيفتها برفع مطلق العقاب وعدم جعل له اثر حيث ان الحال الذى ادى الى تدخلها بالنسبة لادم هو نفس الحال الذى يفرض تدخلها بالنسبة للمسيح واذا كان العقاب مناقض للرحمة يكون من نقل العقاب من ادم الى المسيح شىء اخر ليس له علاقة بالرحمة من قريب او بعيد .
    اذن الحقيقة تقول شىء وما يعتقده النصارى شىء اخر مما يعنى ان كل التبريرات والتفسيرات التى وضعت لاختلاقات او مزاعم بولس التى قالها في رسالته إلى العبرانيين [ 9 : 22 ] : (( وكل شئ تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة )) خاطئة وهذا شيء طبيعي فالاختلاق العارى من الحقيقة لا يمكن تبريره او تفسيره وإلا لتوارت الحقيقة عن الابصار الى الابد واصبح الضلال هو السلعة الرائجة
    وبعد كل ذلك يتبين لنا ان التوفيق بين شيئين يتطلب الجمع بينهما , ولكن فى صورة غير كاملة فى موضع واحد , ولكن ما حدث فى الحقيقة هو التفريق وبصورة كاملة فى موضعين مختلفين وكل ذلك ليس للعدل أو الرحمة بل للظلم والقسوة .
    واخيرا لزم من عقيدة الصلب والفداء كون خالق الكون عاجز عن إتمام مراده بالجمع بين عدله ورحمته ( تعالى الله ) لأن صفتا العدل والرحمة لا وجود لهما في صلب المسيح ولقد اثبتنا ذلك سابقا من جانب ومن جانب اخر ، لأن الله عذب المسيح من حيث هو بشر وهو لا يستحق العذاب لأنه لم يذنب قط ، فيكون تعذيبه بالصلب لا يصدر من عادل ولا من رحيم من باب أولى ، وهل يعقل أن الله العادل والرحيم ، يخلق ناسوتاً ويوقعه في ورطة الوقوع في انتفاء إحدى هاتين الصفتين ، فيحاول الجمع بينهما فيفقدهما معاً ؟
    "وما رأينا أحداً من العقلاء ولا من علماء الشرائع والقوانين يقول :
    إن عفو الإنسان عمن أذنب إليه ، أو عفو السيد عن عبده الذي يعصيه ينافــي العدل والكمال ، بل يعدون العفو من أعظم الفضائل ، ونرى المؤمنين بالله من الأمم المختلفة يصفونه بالعفو الغفور ، ويقولون إنه أهل للمغفرة ، فدعوى المسيحيين إن العفو والمغفرة مما ينافي العدل مردوة غير مقبولة عند أحد من العقلاء والحكماء .
    وإذا كان هذا الصلب بسبب ذنب اقترفه آدم _ عليه السلام _ فهو إما أن يتوب الله سبحانه وتعالى عليه ويعفو عنه ، أو أن يعاقبه ، ولا ثالث لهما ، وذلك مقتضى عدل الله ، أما أنه يصلب ابنه الوحيد متاهلا العفو والسماح بزعم العدل ، أو الرحمة ، فهذا لا يقيله من عنده مسحة عقل !!"
    (عقيدة الخطيئة الأولى وفداء الصليب – وليد المسلم)
    و خير تمثيل لهذا المبدأ هو: أن خادما أخطأ، فعاقبه سيده، ونتيجة لخطأ الخادم أصبح أبناء الخادم ملوثين بخطئه، ولمحبة السيد لأسرة الخادم ورحمته بهم، وعدله في أن يوقع العقاب، قام السيد بعقاب ابنه وليس ابن الخادم، وذلك لكي يخلص أبناء الخادم من الذنب!.
    وفي المثال السابق لا نجد عدلا ولا رحمة!، فلا ذنب لأبناء الخادم، ولا ذنب لابن السيد، ولا داعي للفداء. فقد تم عقاب الفاعل أو العفو عنه وانتهى الأمر!.
    وبالمثل الاعتقاد بالخطيئة والفداء، فالقول بأن عدل الله كان يتطلب أن ينزل العقاب على أحد قول باطل نقول: بل العدل أن ينزل العقاب على الفاعل ولا على غيره. كما أن رحمة الله وقدرته على غفران الذنب تقتضي عدم عقاب البريء.
    (البيان الصحيح لدين المسيح – ياسر جبر ص237)

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
ردود 0
4 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
رد 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:46 ص
ردود 2
21 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 18 ديس, 2023, 02:45 م
ردود 0
75 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة رمضان الخضرى  
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:21 ص
ردود 0
71 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
يعمل...
X