المؤامرة الكبرى ( سرقة وطن )

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المهندس زهدي جمال الدين مسلم اكتشف المزيد حول المهندس زهدي جمال الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    [frame="15 98"]

    الفصل الثالث
    الفرع الأول
    פרהאדומהעבורהיהודים
    البقرة الحمراء ضمن أدبيات اليهود
    والمسلمين
    في عام 1920م ، وعندما بدأت المباحثات بين الاتحاد الصهيوني والإنجليز من أجل التوصل إلى صيغة لتسليم فلسطين لليهود بعد انتهاء الانتداب، كان من بين الموضوعات المطروحة للبحث: ( ملكية جبل الهيكل ) . وطرح الجانب الإنجليزي في المباحثات سؤالاً: هل هذا المطلب مطلب عاجل أم آجل ؟ وما مدى اجتماع الشعب اليهودي حول هذا المطلب ؟ فأجابهم الحاخام ( راف كوك ) قائلاً: " يؤمن الشعب اليهودي كله إيماناً لا يتزعزع أن هذا المكان المقدس ، وكل جبل الهيكل هو مكان العبادة الأبدي للشعب اليهودي ، ورغم أنه في حكم غيرنا الآن ، إلا أنه في النهاية سيقع تحت أيدينا ، ويوم تقع أرض الهيكل في أيدينا ستأتي إشارة من الرب ( البقرة الحمراء ) وبعدها نبدأ فوراً في البناء ؛ حيث تنبأ بذلك أنبياء بني إسرائيل " والنبوءة التي أشار إليها الحاخام ، هي معنى ما ورد في الإصحاح التاسع عشر من سفر العدد بالتوراة ، ونصها بالعبرية :
    1וַיְדַבֵּ֣ר יְהוָ֔האֶל־מֹשֶׁ֥ה וְאֶֽל־אַהֲרֹ֖ן לֵאמֹֽר׃2זֹ֚את חֻקַּ֣תהַתֹּורָ֔ה אֲשֶׁר־צִוָּ֥ה יְהוָ֖ה לֵאמֹ֑ר דַּבֵּ֣ר׀ אֶל־בְּנֵ֣י יִשְׂרָאֵ֗לוְיִקְח֣וּ אֵלֶיךָ֩ פָרָ֨ה אֲדֻמָּ֜ה תְּמִימָ֗ה אֲשֶׁ֤ר אֵֽין־בָּהּ֙ מ֔וּםאֲשֶׁ֛ר לֹא־עָלָ֥ה עָלֶ֖יהָ עֹֽל׃3וּנְתַתֶּ֣ם אֹתָ֔הּאֶל־אֶלְעָזָ֖ר הַכֹּהֵ֑ן וְהֹוצִ֤יא אֹתָהּ֙ אֶל־מִח֣וּץ לַֽמַּחֲנֶ֔ה וְשָׁחַ֥טאֹתָ֖הּ לְפָנָֽיו׃4וְלָקַ֞ח אֶלְעָזָ֧רהַכֹּהֵ֛ן מִדָּמָ֖הּ בְּאֶצְבָּעֹ֑ו וְהִזָּ֞ה אֶל־נֹ֨כַח פְּנֵ֧י אֹֽהֶל־מֹועֵ֛דמִדָּמָ֖הּ שֶׁ֥בַע פְּעָמִֽים׃5וְשָׂרַ֥ףאֶת־הַפָּרָ֖ה לְעֵינָ֑יו אֶת־עֹרָ֤הּ וְאֶת־בְּשָׂרָהּ֙ וְאֶת־דָּמָ֔הּעַל־פִּרְשָׁ֖הּ יִשְׂרֹֽף׃6וְלָקַ֣ח הַכֹּהֵ֗ןעֵ֥ץ אֶ֛רֶז וְאֵזֹ֖וב וּשְׁנִ֣י תֹולָ֑עַת וְהִשְׁלִ֕יךְ אֶל־תֹּ֖וךְ שְׂרֵפַ֥תהַפָּרָֽה׃7וְכִבֶּ֨ס בְּגָדָ֜יוהַכֹּהֵ֗ן וְרָחַ֤ץ בְּשָׂרֹו֙ בַּמַּ֔יִם וְאַחַ֖ר יָבֹ֣וא אֶל־הַֽמַּחֲנֶ֑הוְטָמֵ֥א הַכֹּהֵ֖ן עַד־הָעָֽרֶב׃8וְהַשֹּׂרֵ֣ף אֹתָ֔הּיְכַבֵּ֤ס בְּגָדָיו֙ בַּמַּ֔יִם וְרָחַ֥ץ בְּשָׂרֹ֖ו בַּמָּ֑יִם וְטָמֵ֖אעַד־הָעָֽרֶב׃9וְאָסַ֣ף׀ אִ֣ישׁטָהֹ֗ור אֵ֚ת אֵ֣פֶר הַפָּרָ֔ה וְהִנִּ֛יחַ מִח֥וּץ לַֽמַּחֲנֶ֖ה בְּמָקֹ֣וםטָהֹ֑ור וְ֠הָיְתָה לַעֲדַ֨ת בְּנֵֽי־יִשְׂרָאֵ֧ל לְמִשְׁמֶ֛רֶת לְמֵ֥י נִדָּ֖החַטָּ֥את הִֽוא׃10וְ֠כִבֶּס הָאֹסֵ֨ףאֶת־אֵ֤פֶר הַפָּרָה֙ אֶת־בְּגָדָ֔יו וְטָמֵ֖א עַד־הָעָ֑רֶב וְֽהָיְתָ֞ה לִבְנֵ֣ייִשְׂרָאֵ֗ל וְלַגֵּ֛ר הַגָּ֥ר בְּתֹוכָ֖ם לְחֻקַּ֥ת עֹולָֽם׃) NUM-19:1-10
    ونصها بالعربية
    (1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلاً: 2«هذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ قَائِلاً: كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا إِلَيْكَ بَقَرَةً حَمْرَاءَ صَحِيحَةً لاَ عَيْبَ فِيهَا، وَلَمْ يَعْلُ عَلَيْهَا نِيرٌ، 3فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، فَتُخْرَجُ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَتُذْبَحُ قُدَّامَهُ. 4وَيَأْخُذُ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا بِإِصْبِعِهِ وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِهَا إِلَى جِهَةِ وَجْهِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. 5وَتُحْرَقُ الْبَقَرَةُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ. يُحْرَقُ جِلْدُهَا وَلَحْمُهَا وَدَمُهَا مَعَ فَرْثِهَا. 6وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا وَقِرْمِزًا وَيَطْرَحُهُنَّ فِي وَسَطِ حَرِيقِ الْبَقَرَةِ، 7ثُمَّ يَغْسِلُ الْكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ الْمَحَلَّةَ. وَيَكُونُ الْكَاهِنُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 8وَالَّذِي أَحْرَقَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 9وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ الْبَقَرَةِ وَيَضَعُهُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ، فَتَكُونُ لِجَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي حِفْظٍ، مَاءَ نَجَاسَةٍ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. 10وَالَّذِي جَمَعَ رَمَادَ الْبَقَرَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ فِي وَسَطِهِمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً.).
    ثم بيَّن النص العلة من ممارسة هذا الطقس :
    ( .. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ فِي وَسَطِهِمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً) .
    ولكن : لماذا حوَّل اليهود تلك (الفريضة) إلى نبوءة و (إشارة) من الرب؟! في الواقع أنهم يربطون بين تنفيذها وبين إعادة بناء الهيكل ؛ فالفريضة .. أو النبوءة .. أو البقرة الحمراء ستكون دلالة عندهم على أن الزمن الذي ظهرت فيه هو نفسه زمان الهيكل الثالث بعد إعادة بنائه. ولعل هذا يفسر لنا استمرار غياب الكلام عن مثل تلك الطقوس خلال أزمنة اليهود الخالية التي لم يكن لهم فيها تمكين .
    ويعتقد اليهود المتدينون أنه قبل ألفي عام مضت، في حقبة المملكتين اليهوديتين ، الأولى والثانية ؛ تم مزج رماد بقرة حمراء صغيرة ذبحت في عامها الثالث ، وخلط دمها بالماء ، واستخدم في (تطهير) الشعب اليهودي ، ليصبح مهيأً للدخول إلى الهيكل المقدس ، ويعتقدون أيضاً أنه لم تولد طوال التاريخ اليهودي بقرة بتلك الأوصاف منذ دمر الهيكل الثاني عام 70
    للميلاد ، وعلى حسب التاريخ الديني اليهودي ، فإنه قد جرت التضحية ببقرة حمراء واحدة في زمن الهيكل الأول ، وبثماني بقراتفي زمن الهيكل الثاني.. واليوم ، يستعدون لمرحلة الهيكل (الثالث) وزمان البقرة (العاشرة) .
    هذه هي البقرة في أدبياتهم في حين أنها وردت في القرآن الكريم في سورة كاملة تحمل اسمها وبمناسبة تختلف عن تلك التي يروجون لها.
    ولكن بعض الجماعات منهم يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى سوف يبعث هذه البقرة الوارد ذكرها في القرآن الكريم مرة أخرى لتكون علامة على نزول الماشيح.









    [/frame]

    تعليق


    • #17
      [frame="15 98"]

      البحث عن البقرة:
      كتب الدكتور عبد العزيز بن مصطفى كامل بحثه بعنوان (حُمىّ عام 2000م ..قبل أن يهدم الأقصى) ص 23:
      لم يعد سراً تزايد حرص اليهود على المزيد من الخطوات العملية - المتفاعلة الآن - من أجل إعادة بناء الهيكل بعد الانتهاء من هدم مسجدي الأقصى والصخرة ، وبما أن الهيكل لن يعمره بالعبادة إلا أناس (مطهرون) من النجس ، وبما أن هذا النجس لن يزول إلا برماد البقرة ، وبما أن البقرة لم تكن موجودة إلى عهد قريب ، فإن جهود اليهود اتجهت للبحث عن بقرة تطل بقرنيها على مشارف القرن الجديد.. فلا بد من ظهورها أو إظهارها ولو اقتضى الأمر استحداث بيئات وظروف تستخرج تلك البقرة استخراجاً من بين ملايين البقر !! وهذا ما كان ؛ فمنذ عدة سنوات ، تعهد كاهن أمريكي يُدعى (كلايد لوت) ينتمي إلى جماعة (حركة الهيكل الثالث) الإنجيلية الأصولية بأن يوقف جهوده للعثور على بقرة بالمواصفات الدقيقة الواردة في العهد القديم، ونذر نفسه للمساعدة في أي مشروع يتعلق بإعادة تأهيل الهيكل للعبادة، وقد جرت اتصالات ومقابلات عام 1989م بين هذا الكاهن وبين الحاخام الإسرائيلي (حاييم ريتشمان) الذي يعمل في معهد (الهيكل المقدس) حيث اقترح ريتشمان فكرة إنشاء مزرعة لإنتاج وتربية الأبقار من سلالة (ريدنفوس) الضاربة إلى الحمرة فاقتنع الكاهن ، وأنشأ بالفعل تلك المزرعة في ولاية ميسيسيبي الأمريكية وقد أنشأ هذا الكاهن فيما بعد فرعاً لمزرعته في مدينة حيفا، تحسباً ليوم تولد فيه البقرة المنتظرة !

      إعلان العثور على البقرة.. وماذا يعني؟
      أخيراً... وبعد ما يقرب من ألفي عام ، ادعى اليهود أنهم وجدوا ضالتهم! لقد ظهرت البقرة!! ففي شهر أكتوبر من عام 1996م ، تم الإعلان عن ميلاد بقرة حمراء مطابقة للمواصفات الواردة في التوراة، وأعلن أنها ولدت في مزرعة ( كفار حسيديم ) وعلى الفور ذهب وفد من الحاخامات لمعاينة حالة مولود العصر ومقارنته بالأوصاف المذكورة في التوراة ثم أعلنوا وقتها مطابقة المولودة للمواصفات بعد أن باركوها، وأمروا بفرض حراسة مشددة حولها! { جريدة الأخبار المصرية ، 25 إبريل 1997م } .
      لقد كان الإعلان عن العثور على البقرة بداية لمرحلة جديدة ومثيرة من الهوس الألفي عند اليهود وأنصارهم من البروتستانت المتهودين في أمريكا وبريطانيا، وتناولت وسائل الإعلام الحديث بتغطية متلفعة بالتكهنات والتوقعات والحذر؛ فقد نشرت صحيفة الأوبزيرفر البريطانية في عددها الصادر في (9-7-1997) أخبار الحدث قائلة: "سيكون الذبح الطقسي للبقرة الحمراء بعد ثلاث سنوات من ميلادها ، بداية العد التنازلي للعودة الكبيرة لليهود إلى موقع عبادتهم السابق ، وتبشيراً بمجيء المسيح المخلِّص، بيد أن محاولة تحقيق هذه العودة ستؤدي إلى بداية لا تُنسى للألف الثالثة " !.
      لقد توافد الآلاف من اليهود ( متدينين وغير متدينين ) إلى مزرعة (كفار حسيديم) في إسرائيل لمشاهدة هذا الكائن (الأسطوري) . ولحسم الفوضى التي يمكن أن تنشأ عن هذا التدافع، لجأت الجهات اليهودية المهتمة بهذا الشأن إلى تنظيم الزيارات والرحلات لزيارة البقرة!! لقد نجح الشيطان ـ لعنه الله ـ في استثمار ضعف الإنسان حيال الغيب المجهول فأحدث بين اليهود حالة من النشوة ، محفوفة بهالة من الرهبة وممزوجة بالرغبة في اقتحام المزيد من أستار الغيب المجهول ، ورأى كبار زعماء الجماعات الدينية الفرصة سانحة لضخ الدماء في عروق التعصب لمزيد من التأهب لمغامرات المستقبل القريب ونظروا إلى البقرة التي أطلقوا عليها اسم (ميلودي) على أنها أحدث إشارة بدنو العصر الأخير، وتوقع الكثيرون منهم أن تستخدم دماء تلك البقرة عينها في احتفالات (تطهير) الشعب اليهودي ، الذي لا يمكن أن يمارس العبادة في الهيكل إلا بعد أن يتم تطهيره برمادها وفقاً لقول التوراة التي بأيديهم: (كل من لم يتطهر فإنه ينجس مسكن الرب)، ورأى آخرون أن هذه البقرة التي ظهرت هي حلقة الوصل المفقودة والمطلوبة للوصول السريع إلى زمن إعادة الهيكل؛ حتى إن اليهودي الأصولي المتعصب (يهودا اتزيون) الذي كان متهماً رئيساً في محاولة تفجير قبة الصخرة عام 1985م ، أعلن بعد ظهور البقرة ابتهاجه بهذا الحدث (التاريخي) وقال: "إننا ننتظر منذ ألفي سنة ظهور إشارة من الرب، والآن أرسل لنا البقرة الحمراء ، وظهورها يعتبر أحد أهم الدلائل على أننا نعيش في زمن مميز، ولهذا فلا بد من الإسراع بإزالة مسجدي الأقصى والصخرة من جبل الهيكل ، ونقل بقاياهما إلى مكة "! { السياسة الكويتية ، 30-10-97 } .
      وبدأ المتعصبون اليهود على الفور في استثمار الحدث، لإنشاء واقع جديد من خلاله فدعا عديد من زعماء الجماعات الدينية (الطليقة) في طول البلاد وعرضها في (إسرائيل) إلى إلغاء الفتوى الحاخامية القديمة التي تحظر على اليهود دخول ساحات المسجد الأقصى ووقعوا توصية بذلك في المؤتمر السابع لحركة (إعادة بناء الهيكل).{الحياة، 16-9-1998م}. وبالفعل، قررت لجنة من 60 حاخاماً في شهر أغسطس من عام 1997م تجاوز الحظر الذي كان معمولاً به، وشجعوا اليهود على الصعود إلى ما يسمونه (جبل الهيكل) حيث يوجد المسجد الأقصى ومسجد الصخرة، واحتج هؤلاء بأن لديهم مسوغات كافية تجعل من حق اليهود أن يصعدوا إلى هناك لكي يتسنى لهم البدء في الاستعدادات الخاصة بإعادة بناء الهيكل وقال المتحدث باسمهم: "إن الحظر العام على الصعود لم يكن يأخذ في اعتباره في السابق الاكتشافات الأخيرة، وأبرزها اكتشاف البقرة الحمراء، ونحن الآن بانتظار الخلاص، وإعادة بناء الهيكل التي يجب أن تبدأ بسرعة في أيامنا هذه". {الأنباء الكويتية، 9-7-1997م}.
      وبدأت مجموعة من الحاخامات منذ سنوات في دعوة عائلات الكهان لإرسال أولادهم لكي يتم إعدادهم في حجْر ( العزل الطاهر ) ليكونوا جاهزين للعمل في الطقوس المتعلقة بالبقرة واستجابت أربع عائلات كهنوتية للتبرع بأولادها من أجل هذا الغرض . { الرأي العام ، 5-3-1998م } .
      وبدأ الحاخامات منذ فترة - بالاتفاق مع الجهات الحكومية - بتحصيل نسبة 1% من مجموع الإنتاج داخل إسرائيل ، ليوضع في حساب (خدمات الهيكل) الذي دخلت مهماته مرحلة التنفيذ بظهور البقرة ، وتحصيل هذه النسبة يجري الآن وفقاً لتشريع ديني يقضي بأن يقدم الشعب اليهودي عُشر العشر ليوقَف على الهيكل ، وقد وُضِعَ عنوان خاص لاستقبال تلك الإسهامات وتنظيم إنفاقها على المشاريع المتعلقة بالهيكل .
      لقد ظهرت مع ظهور البقرة الحمراء حالة من الحماس الديني بين الجماعات اليهودية التي تنافس الحكومة بأنشطتها (120 جماعة) ، وبدأت في اكتساب أنصار جدد من أولئك الذين لم يكونوا يأبهون بشعارات الجماعات الدينية ، وقد علق ( مناحيم فريندمان ) الخبير في الشؤون الدينية في جامعة ( بارابلان ) على هذه الظاهرة الجديدة بقوله : ( إن ولادة هذا الحيوان الطارئة ، أوجدت حالة من الحساسية في إسرائيل ؛ إذ أصبح الناس يبحثون في أمر هذه العلامة ويتحدثون عنها بدقة ) . { السياسة ، 30-10-1997م } .
      [/frame]

      تعليق


      • #18
        بسم الله الرحمن الرحيم

        دراسة مهمة جدا .... أتابعها للنهاية إن شاء الله .

        جزاك الله خيرا مهندس (( زهدى )) ونفعنا الله بك وبعلمك أستاذنا الفاضل .

        تعليق


        • #19

          [frame="15 98"]

          الفرع الثاني
          البُعد السياسي لعهد ( البقرة )
          لم يكن المتدينون وحدهم المحتفين بضيفة إسرائيل الجديدة، بل اهتبل السياسيون مناسبة حلولها في ذلك التوقيت ، لتحقيق أغراض سياسية وحزبية، مستغلين تصاعد المد الديني في إسرائيل وربط كثيرون بين ظهور البقرة وظهور نتنياهو ، الذي تُوجت في عهده أنشطة الجناح الديني في السياسة الإسرائيلية .
          والمؤسسة الدينية التي اعتبرت فوز نتنياهو انتصاراً للمتدينين وهزيمة للعلمانيين ؛ دأبت على تدعيم موقفه بعد الإعلان عن ظهور البقرة ، وربطت مجيئه بتحقيق نبوءات يؤمنون بها ، مما جعل البعض منهم ينظرون إليه على أنه يتبوأ منزلة ( ملِك ) من ملوك إسرائيل التاريخيين ، وأنه يمكن على هذا أن يتمتع بـ ( العصمة ) الدينية ، التي تجعل مخالفيه في زاوية المخالفين للتوراة ، وقد أثار تفاؤل المتدينين أيضاً وقتها ، أن عهد نتنياهو سيستمر في السلطة حتى العام 2000م على الأقل وهو العام المرتب له أن يكون عام (التطهير) !.ونحن الآن ـ وقت كتابة الدراسة ـ في العام 2010 م ولم تظهر البقرة وإن كان نتنياهو هو رئيس الوزراء مرة أخرى في العام الحالي نفسه..
          لكن هناك فريق من الإسرائيليين لم يشاركوا جمهور اليهود في الابتهاج بالعجل الجديد ، وهم شرائح من العلمانيين الذين شعر كثير منهم بالانزعاج والتخوف من مضاعفات هذا الاكتشاف ونتائجه التي قد يصيبهم شرها وشررها. ورأى بعضهم أن " قضية " البقرة ، قد تفتح باباً لدوامة من العنف لا نهاية لها بين المسلمين واليهود داخل فلسطين ، وأيضاً بين المتدينين وغير المتدينين من اليهود ، وذلك ما أكده الصحفي الإسرائيلي ( ديفيد لانرد ) حيث قال : " إن الأذى المحتمل من جانب الحديث عن ظهور البقرة الحمراء ، يفوق بكثير ما يمكن أن ينتج عن الخصائص التدميرية لقنبلة نووية دينية "
          [/frame]

          تعليق


          • #20
            [frame="15 98"]

            الفرع الثالث
            البقرة.. ونجاسة الشعب (المختار)

            من أعجب أمور اليهود، أنهم لا يزالون يؤمنون عن يقين بأنهم (شعب الله المختار) حتى تقوم الساعة! والأعجب من ذلك أنهم يعتقدون بالقدر نفسه من اليقين بأنهم شعب (نجس) منذ عشرات القرون، لماذا ؟ لأنهم قارفوا نجاسات عديدة لا يمكن التطهر منها حسب شريعتهم إلا برماد البقر الأحمر، ضمن طقوس لا تمارس إلا في الهيكل، وبما أن الهيكل غائب منذ ألفي عام ، وعقمت معه الأبقار أن يلدن واحدة حمراء خالصة، فإن (النجاسة) ظلت ملازمة للشعب اليهودي بكامله.
            جاء في توراتهم : في سفر العدد ـ الإصحاح 14:19 ـ 22
            "14«هذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ: إِذَا مَاتَ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةٍ، فَكُلُّ مَنْ دَخَلَ الْخَيْمَةَ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ فِي الْخَيْمَةِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 15وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ لَيْسَ عَلَيْهِ سِدَادٌ بِعِصَابَةٍ فَإِنَّهُ نَجِسٌ. 16وَكُلُّ مَنْ مَسَّ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ قَتِيلاً بِالسَّيْفِ أَوْ مَيْتًا أَوْ عَظْمَ إِنْسَانٍ أَوْ قَبْرًا، يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 17فَيَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ مَاءً حَيًّا فِي إِنَاءٍ. 18وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ زُوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي الْمَاءِ وَيَنْضِحُهُ عَلَى الْخَيْمَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الأَمْتِعَةِ وَعَلَى الأَنْفُسِ الَّذِينَ كَانُوا هُنَاكَ، وَعَلَى الَّذِي مَسَّ الْعَظْمَ أَوِ الْقَتِيلَ أَوِ الْمَيْتَ أَوِ الْقَبْرَ. 19يَنْضِحُ الطَّاهِرُ عَلَى النَّجِسِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَالْيَوْمِ السَّابعِ. وَيُطَهِّرُهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ بِمَاءٍ، فَيَكُونُ طَاهِرًا فِي الْمَسَاءِ. 20وَأَمَّا الإِنْسَانُ الَّذِي يَتَنَجَّسُ وَلاَ يَتَطَهَّرُ، فَتُبَادُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ الرَّبِّ. مَاءُ النَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ. إِنَّهُ نَجِسٌ. 21فَتَكُونُ لَهُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. وَالَّذِي رَشَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ، وَالَّذِي مَسَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَا مَسَّهُ النَّجِسُ يَتَنَجَّسُ، وَالنَّفْسُ الَّتِي تَمَسُّ تَكُونُ نَجِسَةً إِلَى الْمَسَاءِ»."!! ..
            فَمَنْ إذن من الشعب (المختار) بقي طاهراً؟!. المشكلة هنا ليست في النجاسة ـ فكل الكفار والمشركين نجس ـ ولكن المشكلة أنهم يعتقدون أن هذا النوع من النجاسة لا يزول إلا برماد البقرة المحظية في نهاية الألفية ، جاء في الموسوعة الدينية اليهودية:
            "إن البقرة الحمراء يجب سحبها خارج القدس وبعد ذبحها يجب حرقها بكاملها بعد إضافة خشب الأرز وأعشاب أخرى، ويشرف على هذه الطقوس حاخام أو كاهن، ويستخدم الرماد في التطهر وطرد الأرواح الشريرة التي يمكن أن تنتقل إلى اليهود من الموتى لو مسوا جثمانهم". والظاهر أن نجاسة اليهود من أكثر ما يؤرقهم ، حتى إن التلمود الذي وضعه الحاخامات تفسيراً للتوراة يدور سدسه تقريباً حول كيفية التطهر من النجاسات ، وجاءت البقرة ـ أو هكذا ظنوا ـ لتكون فاتحة لعهد من الطهارة يستقبلون به عصراً من الأمجاد ، والله يعلم أن جميع البقر الأحمر والأبيض والأسود ، لو صُيِّر رماداً ، ثم خلط بماء البحر الأحمر والأبيض والأسود ، ثم أغرقت فيه أمة اليهود كلها، لما تطهر واحد منهم من نجاسة الكفر، إلا إذا دخل في دين التوحيد وآمن برسالة خاتم الرسل وسيدهم محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال تعالى :[ يََا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ](المائدة : 15 ) .
            أما هؤلاء ، فإنهم لا يزالون في أسر الآصار التي كانت عليهم، لا يبغون عنها فكاكاً وقد نقلت صحيفة الرأي العام الكويتية عن إحدى الصحف الإسرائيلية في (5 -3-1998م ) أن حواراً أجري مع واحد من أبرز الحاخامات الإسرائيليين ويدعى (البويم) حول العديد من الأسئلة الحائرة الدائرة حول البقرة ، فكان من ضمن الأسئلة: هل تكفي بقرة واحدة لخمسة ملايين يهودي ملوثين بالنجاسة ؟ فأجاب: " أجل ، ولسنوات كثيرة أيضاً، لقد دُوِّن في التوراة أن البقرة الحمراء الأولى أعدت على عهد موسى ، أما الأبقار التالية فقد أعدها عزرا ، فخلال فترة الهيكل الثاني أعدوا ثماني بقرات ، إذن فالعدد كله تسع بقرات ، ونحن الآن في زمان البقرة العاشرة" إذن، فأمر البقرة ـ سواء كانت هي تلك التي أعلنوا عنها أو غيرها مما يمكن أن يعلنوا عنه ، ليس بالأمر الهامشي في حياة اليهود في هذه الأيام؛ خاصة أنهم يرون أنفسهم قد قطعوا من الطريق أطوله نحو عهد الهيكل الثالث، وعلماً بأن ما يقرب من 95% من الطقوس العبادية اليهودية التي تؤدى في الهيكل ، يحول بين اليهود وبين ممارستها ما يسمونه بـ (نجاسة الموتى) ، بل إن بعض الحاخامات يتحدثون عن استحالة افتتاح الهيكل للعبادة بأيدي (أنجاس) واستحالة تمكُّن هؤلاء من القيام بشؤونه وطقوسه قبل تطهُّرهم برماد البقرة!! ولله في خلقه شؤون! كيف إذن سيبنون وكيف يجهزون وهم أنجاس ؟ الله أعلم!.
            أما عن كيفية التخطيط العملي لهذه (الطهارة) الجماعية، فهذا سؤال توجهت به صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية في (2-3-1998م) إلى أحد الحاخامات الكبار فقال: "سنحرق البقرة قبالة موقع الهيكل من جهة الشرق، وبالإمكان أن نضيف إليها بعض الأشجار، وبعد ذلك نخلط الرماد بعضه ببعض، ومن ثم يتم وضع الرماد في أنابيب، وتوزع في أرجاء البلاد"!! شيء قريب من توزيع مياه الشرب أو (الغاز).. إنها ألغاز!! فماذا إذن عن الملايين العشرة الباقين من اليهود خارج البلاد؟! الظاهر أن الرماد سيصدَّر إليهم في مغلفات معقمة من قوارير، أو أنه سيكون مدعاة قوية لهجرات جديدة إلى أرض الميعاد... والرماد!.
            [/frame]

            تعليق


            • #21
              [frame="15 98"]

              الفرع الرابع


              موعد الميلاد.. وموعد الذبح

              الموعد الذي ولدت فيه البقرة سيحدد بدقة الموعد الذي ستذبح فيه ، فعلى حسب المفاهيم اليهودية لا بد أن تذبح البقرة بعد أن تتم ثلاث سنوات ، وهناك اختلاف معلنفي تحديد الموعد الذي ولدت فيه، فالبعض داخل (إسرائيل) يقول إنها ولدت في شهر أغسطس من عام 1997م ، وهناك من يقول إنها ولدت في يناير من العام نفسه ، وعلى هذا ،فهي ستتم عامها الثالث إما في يناير من عام 2000م ، أو في أغسطس من العام نفسه وعلى هذا يكون العام 2000م عاماً مصيرياً في عمر البقرة وفي عمر اليهود ، حيث تتوقع جماعاتهم الدينية أن عصراً جديداً سيحل في الأرض المقدسة بعد ذبح البقرة في بيت المقدس أو في (أورشليم) كما يسمونها ! .
              ومع ( أورشليم ) التي يجري إعدادها أيضاً لعهدها الجديد قبل العام 2000م سيكون انتظارنا وإنّا لمنتظرون فنحن الآن في العام 2010م .
              وفي كتابهما (نهاية الأيام.. في القدس) يكشف المؤلفان اليهوديان ( جيرشوم جورنبرج وبرناردو ويسرشتاين ) أن أساطير التوراة والتلمود تحفز إسرائيل على الحرب أو انتظار الحرب الأخيرة مع نهاية2000, ويبقى حاخامات التطرف في أقصى اليمين الديني في إسرائيل - مثل جنرالات جيش الحرب - أكثر الناس رفضا للسلام ، وإصراراً على استمرار احتلال القدس ولا يخفي هؤلاء الحاخامات تطلعاتهم القذرة إلى يوم يأتي ، يقومون فيه بتدمير المسجد الأقصى وإقامة (الهيكل الثالث) المزعوم مكانه.
              ورغم أن ساحة المسجد الأقصى والمنطقة الموجود فيها الحرم الشريف كلها ليست على شكل جبل إلا أن دعاة الضلال والتطرف الديني في إسرائيل وتكساس يقولون أنها منطقة ( جبل الرب ) أو جبل المعبد !.
              وهذا يعني أن أساطيرهم تخالف تماماً الواقع الجغرافي للمكان ،لكنها حماقات الأطماع التي أطاشت بالعقول !.
              وتتحدث أساطير التوراة عن بقرة حمراء لابد أن تظهر لتبشر اليهود بنهاية الأيام ونهاية التاريخ حين تقوم مملكة الرب فوق الأرض وتشتعل نيران الحرب الشاملة في الشرق الأوسط ، وفي إسرائيل تختلط دائماً أساطير الضلال بالواقع السياسي ، أو تساهم في تغيير الواقع السياسي ، ودولة إسرائيل ذاتها أسطورة دينية , حولتها الصهيونية العالمية إلى واقع جغرافي وسياسي في فلسطينفي إطار مؤامرة كبرى على العرب .
              [/frame]

              تعليق


              • #22
                [frame="15 98"]

                الفرع الخامس

                الشرط المسبق



                يؤكد ( شمار ياشور ) أنه فوجئ بابنه الصغير يصيح ويقول :
                ( بقرة حمراء يا أبي .. بقرة حمراء ) وهنا شعر ( ياشور ) بأن ابنه يبلغه في الواقع بقدوم المسيح ، لكنه مع كل ذلك لم يلتفت إلى ما يقوله ابنه إلا بعد أسبوعين , حين طلب مشورة الحاخام الرسمي المعين من قبل الدولة , لكنه تجاهله وتجاهل كل ما يقول ، فقام بالاتصال بحاخام أخر من المتطرفين يدعى ( يسرائيل آرييل ) وهو مؤسس ( معهد الهيكل ) وينتمي لحركة دينية من غلاة التطرف مهمتها إقامة الهيكل الثالث وهم يؤمنون أن ظهور البقرة الحمراء شرط مسبق وضروري للبدء , في إقامة الهيكل .. ويوضح ( جورنبرج )أن كل ذلك له معنى واحد هو إزالة قبة الصخرة من ساحة الحرم الشريف الذي يطلقون عليه اسم جبل المعبد ، وفوجئ صاحب البقرة بالحاخام المتطرف يأتي إليه مع عشرين من أمثاله لمشاهدة البقرة الحمراء (ميلودي), وجميعهم أعضاء في حركة صهيونية تسمى (حركة أمناء الهيكل) - والتي منها مجرم الحرب آرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل- والتي تضم مجموعة إرهابية من المستوطنين , تأسست في الثمانينات, ولهذه الحركة فيلسوف يسمى ( يهوذا أتزيون ) .
                وقام الحاخام المتطرف بفحص البقرة المزعومة مع رفاقه من غلاة الحقد والتطرف .. ثم قالوا إنها فعلاً البقرة الحمراء التي تحدثت عنها التوراة ..
                لكن السؤال هو.. هل تحتفظ هذه البقرة بلونها الأحمر طوال السنوات الأولى من عمرها لتكون بقرة الأضحية المطلوبة ؟.
                ورفع المتطرفون اليهود كؤوس النشوة والخمر في صحة البقرة الحمراء..واصطف الحاخامات في دائرة راقصة, وكأنهم في حفل زفاف،وحين نشرت إحدى الصحف الإسرائيلية قصة البقرة المزعومة, تدفق المصورون الصحفيون من كل مكان لالتقاط الصور التاريخية النادرة للبقرة المزعومة، وطلب المسئولون في التلفزيون الإسرائيلي السماح لهم باصطحاب البقرة إلى الأستوديو للتصوير،وانتهزت شبكات التلفزيون الأمريكية الكبرى الفرصة وجاءت لتصوير بقرة إسرائيل الحمراء, وبالفعل جاء مراسلو شبكات ألسي إنْ.إنْ.. وآيه.بي سي .. وسي. بي .إسْ , ومن بعدهم جاءت بعثات تليفزيونية من اليابان وهولندا وفرنسا.
                ورغم أن البعض رأى في قصة البقرة الحمراء مجرد نكتة يهودية سخيفة إلا أن الأسطورة حققت أهدافها وأشعلت مشاعر الجنون لدى اليهود في إسرائيل والعالم .

                خيبة أمل.. عارضة :
                بعد أن راحت الأحلام تسبح باليهود المتدينين في سواحل الخيال.. والخبال طرأ ما يعكر أجواء هؤلاء الحالمين، فقد شكك بعض الحاخامات في أن تكون (ميلودي) هي البقرة الحمراء المنتظرة، وأوردت صحيفة معاريف الإسرائيلية الصادرة في (29-10-1997م) عن الحاخام ( شمار ياشوف ) تصريحاً أدلى به من المزرعة التي تقيم فيها ( ميلودي ) قال فيه : " قد لا تكون هذه البقرة هي الحقيقية بسبب بعض الشوائب " ! وأخرج الحاخام عدسة مكبرة، ولاطف البقرة ، وصوَّب العدسة نحو ظهرها وقال: " انظروا.. هنا تجدون بعض الشعيرات البيضاء " ! ثم اتجه إلى رأسها ، وصوَّب النظر نحو عينيها وقال: " لاحظوا.. إن رموشها ـ تبدأ حمراء ـ وتنتهي سوداء ...ثم صوب العدسة نحو الحافر وقال هذه شعيرات بيضاء أخرى ..إنها ليست البقرة المنتظرة" !.








                وقد شكك آخرون في هذا التشكيك ، كما نقلت ذلك الأوبزيرفر في 9-7-1997م فهوَّن
                ( يهودا اتزيون ) الناشط الصهيوني من شأن تلك التحفظات التي أبداها الحاخام المذكور، وسارع إلى طمأنة القلقين وقال: " هذه الشعيرات التي شوهدت ستختفي بمضي الوقت ، وحتى إذا لم تختفِ فإن الكتاب المقدس يقول : إن شعرات قليلة لا تنفي الطبيعة المقدسة للبقرة إذا كانت كلها حمراء " .
                إن مشاعر التعجل لدى متعصبة اليهود، لا تريد أن يخرج الناس من أجواء الأوهام الألفية الخلاصية ، فهم يجنون أنضج الثمرات من تأجيج أحاسيس الدنو القريب لعصر النهاية ( السعيد ) ولا يدري هؤلاء البؤساء، أنهم سيخرِّبون بيوتهم بأيديهم وبأيدي المؤمنين في نهاية المطاف ، ولكنهم مصروفون عن هذا ومصرون على النفخ في كير الحرب الدينية القادمة حتى إن ( اتزيون ) المذكور آنفاًوغيره من المتعصبين، يعتقدون - كما نقل عنه في التصريح السابق - أن رماد البقرة الحمراء سيحول مجموعات اليهود المتدينين القلائل إلى حركة جماهيرية واسعة الانتشار! .
                [/frame]

                تعليق


                • #23
                  اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِرْكَ وَالمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. اللَّهُمَّ شَتِّتْ شَمْلَهَمْ، وَفَرِّقْ جَمْعَهَمْ، وَخُذْهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ. اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَعْدَائِكَ الّذِينَ يُحَارِبُونَ دِينَكَ وَيُحَارِبُونَ عِبَادَكَ. اللَّهُمَّ أَفْشِلْ خُطَطَهُمْ، وَأَذْهِبْ مَكْرَهُمْ، وَدَمِّرْ كَيْدَهُمْ. اللَّهُمَّ دَمِّرْ الطُغَاةَ وَالبُغَاةَ مِنْ يَهُودٍ وَصَلِيبِيِّينَ الّذِينَ أَذَلُّوا عِبَادَكَ المُؤْمِنِينَ، وَأَهَانُوا العُلَمَاءَ وَالصَّالِحِينَ، وَسَفَكُوا دِمَاءَ المُسْلِمِينَ، وَانْتَهَكُوا أَعْرَاضَهُم. اللَّهُمَّ أَحْصِهِم عَدَداً، وَاقْتُلْهُمْ بَدَداً، وَلاَ تُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً. اللَّهُمَّ هُمْ وَمَنْ أَعَانَهُمَ وَوَالاَهُمْ وَمَكَّنَ لَهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ.


                  وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.

                  تعليق


                  • #24
                    [frame="15 98"]


                    الفرع السادس
                    هل لنا موقف من ( البقرة ) ؟

                    نحن بطبيعة الحال ، لا يعنينا من شأن تلك البقرة شيء ، سواء في شكلها أو وصفها أو سنها ، أو زمان ومكان خروجها ، ولكن الذي يعنينا هو ما تمثله تلك البقرة من كابوس يمكن أن يثير من الأحداث ما يتعاظم على السيطرة ، وقد عودنا اليهود ـ خلال الخمسين عاماً الأخيرة ـ أنهم أكفأ البشر في تسويق الأحلام واستثمار المصائب لصالحهم. قد يتشبث اليهود بتلك البقرة بالذات ليكملوا نسج بقية الأسطورة بين يديها أو قرنيها ، وقد يستبدلونها بعد حين بأخرى أكثر مطابقة للمواصفات التي تليق بأمة متنطعة تريد أن تكرر حديث الصفات النادرة عن البقرة الصفراء الفاقع لونها، مع البقرة الحمراء الخالص حَمَارها .
                    أما المعتقد الأصلي في البقرة ، والموجود الآن في نسخ التوراة المتداولةفلا نصدقه ولا نكذبه ـ فقد يكون من الشرائع المنسوخة ـ وذلك تسليماً بالهدي النبوي المذكور في الحديث الشريف : " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بما أنزل إلينا وما أنزل إليكم ".
                    ولكن المقطوع به أن تلك ( الفريضة الدهرية ) كما وصفوها.. لا تمت إلى الدين المقبول بصلة ، بعد بطلان الشرائع بشريعة النبي الخاتم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
                    وهنا أمر أود الإشارة إليه، وهو أنني لا أستبعد أن يكون ظهور بقرة حمراء مطابقة لما يتطلع إليه اليهود، من تلاعب الشيطان، فيكون هذا من قبيل الاستدراج لهم، فقد تأتي الأقدار لهم بالبقرة التي يريدون، إمداداً لهم في الغي، فيظنون أنهم قد وصلوا إلى عتبة عصر (الطهارة) وينتهي الأمر بهم إلى مزيد من الانصراف عن الحق، كما قال - سبحانه - (سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) {الأعراف: 146}.
                    ويمكن أن يكون هذا التلاعب الشيطاني بهم مثيلاً لتلاعبه بهم في شأن انتظار نبي خاص بهم من نسل داود، جعلهم يكفرون بعيسى ويكفرون بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصرين على انتظار هذا النبي الموعود. قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: (ومن تلاعبه بهم ـ يعني اليهود ـ أنهم ينتظرون قائماً من ولد داود النبي ، إذا حرك شفتيه بالدعاء ، مات جميع الأمم ، وأن هذا المنتظر بزعمهم هو المسيح الذي وُعِدوا به ، وهـم في الحقيقة إنما ينتظرون مسيح الضلالة الدجال، فهم أكثر أتباعه .

                    قنبلة على أربع

                    حذر الكاتب الصحفي الإسرائيلي (ديفيد لاندو) في صحيفة( هاأرتس)أجهزة الأمن الإسرائيلية مما قد يترتب على قصة البقرة الحمراء من خطر رهيب وقال لهم إنها ليست بقرة عادية , بل هي قنبلة موقوتة تمشي على أربع, وهي تتفوق في ذلك على أي إرهابي لأنها تستطيع أن تشعل نيران حريق هائل في الشرق الأوسط كله, ببساطة لأنها سلاح يعادل في قوته أي سلاح أو قنبلة غير تقليدية ، ويقولون أن (ديفيد لاندو) من دعاة السلام , ولذلك أدرك بسرعة أن ظهور ما يسمى بالبقرة الحمراء يمكن أن يثير في اليهود الرغبات القديمة المكبوتة لبناء الهيكل في مكان الحرم الشريف ,مما يؤدي إلى إشعال الحرب بين إسرائيل والعالم الإسلامي كله حتى إندونيسيا ، ووضع اليهود البقرة الحمراء في مكان منفصل وتركوها في حراسة كلب فشل حمايتها من تسلل الشعر الأبيض إلى فروة جسدها الحمراء.. بعد أن قالوا إنها حمراء ولابد من ذبحها وحرق جسدها خارج المعبد حتى يتفحم ويتحول إلى رماد ، ويدعي اليهود أن الهيكل المزعوم تعرض للدمار منذ 1900 سنة, لكن موقعه موجود فوق جبل الرب على مسافة 35 فداناً في القدس القديمة وهو مكان الحرم الشريف الذي لم يعد يشبه الجبل لأن الملك (هيروت) العظيم ملك (جوديا) في القرن الأول قبل ميلاد المسيح هو الذي قام بتوسيع فناء الهيكل فوق قمة تل يسمى جبل (مورياة) , وحسب أساطيرهم لم يبق من الهيكل القديم سوى الحائط الغربي والذي يطلقون عليه حائط المبكى حيث يقف اليهود عنده ليذرفوا دموع البكاء الكاذب على دمار المعبد المقدس .
                    ويقول (جورنبرج) إن ما يسميه اليهود جبل المعبد هو الآن الحرم الشريف عند المسلمين ثالث الحرمين الشريفين , وبالقرب من مركزه توجد (قبة الصخرة) التي صعد منها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج .

                    في حياة بن جوريون :

                    ويعود - جورنبرج - بالذاكرة إلى الوراء , ويقول : إن القوات الإسرائيلية تمكنت من دخول واحتلال القدس في التاسعة من صباح يوم 7 يونيو 1967 في ثالث أيام حرب الأيام الستة ومنذ هذا التاريخ أصبح الحرم الشريف في القدس تحت حكم اليهود لأول مرة منذ عام 70 ميلادية .
                    ومع ذلك قرر زعماء إسـرائيل ( أشكول وديان) في حياة (بن جوريون) أن يبقى المسجد الأقصى والحرم الشريف في أيدي المسلمين العرب في القدس .
                    ووقف ( بن جوريون) وراء هذا القرار رغبة منه في تجنب إسرائيل التعرض لخطر الحرب المقدسة ، وحرص اليهود دائماً على أداء الحج فقط إلى الحائط الغربي ورفض حاخامات إسرائيل بالإجماع السماح لأي يهودي بدخول بوابات الحرم الشريف ,لأن قوانين الدين اليهودي تؤكد أنه لا يمكن لليهود التطهر من الاتصال بالموتى في غياب رماد البقرة الحمراء ولذلك لا يمكنهم دخول الميدان المقدس , ونظر قادة إسرائيل إلى غياب البقرة الحمراء باعتباره من حُسن الحظ ، وقال حاخام إسرائيل الأكبر : إنه لا يمكن بناء الهيكل قبل أن يبعث الرب بالمسيح في يوم قادم في المستقبل , وحتى يحدث ذلك لابد أن يصلي كل يهودي مؤمن ويدعو الرب , وينتظر ،وأكد الحاخامات أيضًا أن نجاح الجيش الإسرائيلي في احتلال القدس لا يكفي لبناء الهيكل .

                    ويؤكد (جورنبج) :
                    ( أنه في نهاية العام2000 إذا لم يأت المستقبل الآن وإذا لم تنته فترة انتظار اليهود , وإذا لم يتجه التاريخ نحو ذروة النهاية , فإن نبوءات التوراة تتحقق أمام أعيننا. ( نحن الآن في عام 2010م فماذا يقول الخواجة جورنبرج؟..) ويذكر(جورنبرج) أن فكرة نهاية الأيام موجودة في الإسلام والمسيحية واليهودية, ومن المسلمين من يؤمن بأن احتلال إسرائيل للقدس هو إعلان من السماء بأن الساعة قريب, ويؤكد المؤمنون بالنصوص الحرفية للتوراة والتلمود بأن القدس,أو أورشليم هي مكان الأحداث الكبرى الأخيرة فوق الأرض, وأن الحرم الشريف هو موقع جبل الرب ومركز هذه الأحداث ومركز نهاية العالم .
                    ويؤكد أنصار اليمين الديني الإسرائيلي المتطرف أن كل يوم يمر منذ يونيو 1967 ليس إلا فرصة ضائعة لبناء الهيكل من جديد ، مكان الحرم الشريف في حين يؤمن المسيحيون في اليمين الديني المتطرف الأمريكي بأن قيام اليهود ببناء الهيكل شرط ضروري لعودة المسيح أو المجيء الثاني للمسيح , وفي المقابل كما يقول جورنبرج : يرى المسلمون أن قيام اليهود بأية محاولة لتدمير المسجد الأقصى هي من علامات الساعة .
                    ولسوف نكتشف أن محاولة المتطرفين اليهود,أعضاء جماعة أمناء الهيكلالتي استهدفت وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم عند حائط البراق في 25 يوليو عام 2001 بعد أن أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا موافقتها للمجموعة اليهودية المتطرفة ليست إلا جزءاً من مؤامرة كبرى بدأت فصولها الأولى في كنائس المتطرفين المسيحيين الأمريكيين في كاليفورنيا وامتدت حتى وصلت إلى القدس المحطة الأخيرة للمؤامرة , والجائزة الكبرى في الصراع العربي الإسرائيلي .
                    ففي الأول من يناير2001م أشرق فجر الألفية الثالثة فوق كوكب الأرض واستمرت دورة الزمن بلا انقطاع حسب إرادة الله سبحانه وحافظت الشمس على موعدها مع البشر واستمرت في أداء مهمتها حين تشرق كل صباح , ولم تحدث (نهاية العالم) ولم (تنته الأيام) ولم (تقم القيامة) بعد , كما تحدثت النبوءات الكاذبة لأنبياء الضلال والتطرف الديني في كاليفورنيا ، فقد سيطرت على عقولهم الأساطير الكاذبة الزائفة , واشتعلت في صدورهم الأوهام والخيالات الضالة وقالوا أن نهاية العالم قد اقتربت , وأن البشر على موعد مع (يوم القيامة) مع انتهاء الليلة الأخيرة للقرن العشرين في الحادي والثلاثين من ديسمبر 2000 وبدء اليوم الأول من يناير العام 2001 وقالوا إن مفتاح النجاة من الجحيم عند جبل الرب أو جبل المعبد في القدس , وادعوا أن مكانه يقع عند المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة بالضبط، ومن العجيب أن يتحول شباب الهيبيز في الستينيات بكل ما فيهم من مجون وخلاعة إلى مؤمنين في نهاية القرن وقاموا بتحويل كنائس كاليفورنيا في الولايات المتحدة إلى قلاع للتطرف الديني المسيحي , ويقومون الآن بجمع الأموال والتبرعات والمساعدات لتقديمها للمتطرفين اليهود في المستوطنات المحيطة بالقدس ونابلس والخليل على أمل أن تتحقق نبوءة غربية جداً يتوقعون فيها أن يموت اليهود أو أن يتركوا اليهودية ويتحولون للمسيحية في نهاية العالم التي كان يجب أن تحدث في نهاية عام2000 .
                    ولمزيد من التفاصيل يراجع كتاب (نهاية الأيام ..في القدس ) تأليف : جريشوم جورنبرج وبرنارد ويسرشتاين ترجمة أحمد البرديسي.
                    [/frame]

                    تعليق


                    • #25
                      [frame="15 98"]

                      الفرع السابع


                      شريعة البقرة الحمراء.. التوظيف السياسي للنص الديني عند اليهود


                      دأب بنو إسرائيل منذ تاريخهم القديم على استغلال الدين وتوظيفه بما يخدم أهواءهم وأطماعهم، والأمثلة على ذلك كثيرة جدًا وتمتلئ بها أسفار العهد القديم، وأبواب المشنا Mishna إذ أن المشنا كتاب تشريع وضعه الحكماء العائدون من السبي البابلي، وهو الأساس الذي تقوم عليه الديانة اليهودية، ويتألف من ستة أجزاء أو كتب يسمى كل منها باسم مستقل: كتاب النساء، الزراعة، الطهارة، الجنايات، الأعياد، المقدسات. ويضم كل كتاب عدة أبواب تدور حول نفس الموضوع، وينقسم كل باب إلى عدة فصول، ويشتمل كل فصل على عدد من التشريعات. وسنكتفي هنا بتناول نموذج منها وهو شريعة البقرة الحمراء وهى تختلف كلية عن البقرة الصفراء التي وردت في سورة البقرة في القرآن الكريم، وقد أمر الله بني إسرائيل أن يذبحوها لمعرفة القاتل.
                      يقول سبحانه وتعالى:
                      [ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)] البقرة: 67 ـ 73.

                      وما جاء في سورة البقرة نجده موجوداً في سفر التثنية 21/1 ـ 9، لكن دون تحديد للون البقرة المذبوحة:
                      ( 1«إِذَا وُجِدَ قَتِيلٌ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَمْتَلِكَهَا وَاقِعًا فِي الْحَقْلِ، لاَ يُعْلَمُ مَنْ قَتَلَهُ، 2يَخْرُجُ شُيُوخُكَ وَقُضَاتُكَ وَيَقِيسُونَ إِلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَ الْقَتِيلِ. 3فَالْمَدِينَةُ الْقُرْبَى مِنَ الْقَتِيلِ، يَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ عِجْلَةً مِنَ الْبَقَرِ لَمْ يُحْرَثْ عَلَيْهَا، لَمْ تَجُرَّ بِالنِّيرِ. 4وَيَنْحَدِرُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِالْعِجْلَةِ إِلَى وَادٍ دَائِمِ السَّيَلاَنِ لَمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلَمْ يُزْرَعْ، وَيَكْسِرُونَ عُنُقَ الْعِجْلَةِ فِي الْوَادِي. 5ثُمَّ يَتَقَدَّمُ الْكَهَنَةُ بَنُو لاَوِي، لأَنَّهُ إِيَّاهُمُ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِ الرَّبِّ، وَحَسَبَ قَوْلِهِمْ تَكُونُ كُلُّ خُصُومَةٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ، 6وَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الْقَرِيبِينَ مِنَ الْقَتِيلِ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْعِجْلَةِ الْمَكْسُورَةِ الْعُنُقُِ فِي الْوَادِي، 7وَيُصَرِّحُونَ وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لَمْ تَسْفِكْ هذَا الدَّمَ، وَأَعْيُنُنَا لَمْ تُبْصِرْ. 8اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ، وَلاَ تَجْعَلْ دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ. فَيُغْفَرُ لَهُمُ الدَّمُ. 9فَتَنْزعُ الدَّمَ الْبَرِيءَ مِنْ وَسَطِكَ إِذَا عَمِلْتَ الصَّالِحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.).
                      وهذه البقرة علّقوا إعادة بناء الهيكل على إقامة هذه الشريعة التي وردت في سفر العدد الإصحاح التاسع عشر، وهو من أسفار التوراة الخمسة التي تُنسب إلى موسى عليه السلام.
                      [1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلاً: 2«هذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ قَائِلاً: كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا إِلَيْكَ بَقَرَةً حَمْرَاءَ صَحِيحَةً لاَ عَيْبَ فِيهَا، وَلَمْ يَعْلُ عَلَيْهَا نِيرٌ، 3فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، فَتُخْرَجُ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَتُذْبَحُ قُدَّامَهُ. 4وَيَأْخُذُ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا بِإِصْبِعِهِ وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِهَا إِلَى جِهَةِ وَجْهِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. 5وَتُحْرَقُ الْبَقَرَةُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ. يُحْرَقُ جِلْدُهَا وَلَحْمُهَا وَدَمُهَا مَعَ فَرْثِهَا. 6وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا وَقِرْمِزًا وَيَطْرَحُهُنَّ فِي وَسَطِ حَرِيقِ الْبَقَرَةِ، 7ثُمَّ يَغْسِلُ الْكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ الْمَحَلَّةَ. وَيَكُونُ الْكَاهِنُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 8وَالَّذِي أَحْرَقَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 9وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ الْبَقَرَةِ وَيَضَعُهُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ، فَتَكُونُ لِجَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي حِفْظٍ، مَاءَ نَجَاسَةٍ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. 10وَالَّذِي جَمَعَ رَمَادَ الْبَقَرَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ فِي وَسَطِهِمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً.].
                      ووردت هذه الشريعة في المشنا في كتاب الطهارة، باب البقرة.

                      وقد وقع اختياري على هذا النموذج لارتباطه بقضية الصراع العربي ضد الصهيونية ومشروعها الاستعماري في فلسطين، ولارتباطه بالمحاولات التي تقوم بها الجماعات الدينية المتطرفة في إسرائيل من أجل هدم المساجد الموجودة على جبل المكبر بما فيها المسجد الأقصى، تمهيدًا لإقامة "الهيكل الثالث"، والتي عرضها "مركز الحفاظ على الديمقراطية في إسرائيل" The Center for the Protection of Democracy in Israel ، في



                      بحث على الإنترنت في الموقع www.Keshev.org.il باللغة العربية تحت عنوان:

                      "الهدف ـ جبل البيت (أي جبل بيت الرب) نظرة حالية على التهديدات التي يتعرض لها جبل البيت (جبل الهيكل) من عناصر قنائية ومسيحانية :

                      [9هِيجُوا أَيُّهَا الشُّعُوبُ وَانْكَسِرُوا، وَأَصْغِي يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ. احْتَزِمُوا وَانْكَسِرُوا! احْتَزِمُوا وَانْكَسِرُوا! 10تَشَاوَرُوا مَشُورَةً فَتَبْطُلَ. تَكَلَّمُوا كَلِمَةً فَلاَ تَقُومُ، لأَنَّ اللهَ مَعَنَا. 11فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ لِي الرَّبُّ بِشِدَّةِ الْيَدِ، وَأَنْذَرَنِي أَنْ لاَ أَسْلُكَ فِي طَرِيقِ هذَا الشَّعْبِ قَائِلاً: 12«لاَ تَقُولُوا: فِتْنَةً لِكُلِّ مَا يَقُولُ لَهُ هذَا الشَّعْبُ فِتْنَةً، وَلاَ تَخَافُوا خَوْفَهُ وَلاَ تَرْهَبُوا. 13قَدِّسُوا رَبَّ الْجُنُودِ فَهُوَ خَوْفُكُمْ وَهُوَ رَهْبَتُكُمْ. 14وَيَكُونُ مَقْدِسًا وَحَجَرَ صَدْمَةٍوَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ لِبَيْتَيْ إِسْرَائِيلَ، وَفَخًّا وَشَرَكًا لِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ. 15فَيَعْثُرُ بِهَا كَثِيرُونَ وَيَسْقُطُونَ، فَيَنْكَسِرُونَ وَيَعْلَقُونَ فَيُلْقَطُونَ»..] سفر إشعيا 8/14.
                      [/frame]

                      تعليق


                      • #26
                        [frame="15 98"]
                        ولقد استخدم هذا البحث عدة مصطلحات ذات دلالات دينية وتاريخية، تربط بين ما تقوم به الآن الجماعات الدينية المتطرفة في إسرائيل في سعيها المحموم من أجل إقامة "الهيكل الثالث" لأغراض سياسية، وبين الجماعات اليهودية المتطرفة التي عاصرت ظهور السيد المسيح عليه السلام، ومنها "القناءون" وتعنى بالعبرية الغيورون، قد اشتهرت هذه الجماعة بالغلو والقسوة في تطبيق الشريعة، واللجوء إلى استخدام العنف والإرهاب لدرجة أنهم لُقِّبوا بـ "سيقارين"
                        وتعنى بالعبرية إرهابيون أو سفاحون، وكانوا يفضلون الخروج على القانون، بل يفضلون الموت لهم ولذويهم على الانصياع إلى الآخر المخالف لهم في العقيدة.
                        لقد تسببت تلك الجماعة ومن انتهج نهجها في العنف والإرهاب والتطرف الديني، في القضاء على الوجود اليهودي في فلسطين، وذلك عندما قام القائد الروماني "تيتوس" بالانتقام منهم كرد فعل لما قاموا به من جرائم وفظائع، وقام بتدمير "الهيكل الثاني" سنة 70م، وطرد البقية الباقية منهم من فلسطين، وتشتتوا منذ ذلك التاريخ في سائر أرجاء المعمورة وظلوا هكذا حتى منحهم الاستعمار البريطاني "وعد بلفور" وتحالف مع الصهيونية حتى تم تنفيذ هذا الوعد بإقامة إسرائيل على قسم من أرض فلسطين العربية.
                        والبحث الذي يقدمه "مركز الحفاظ على الديمقراطية في إسرائيل" يقرع ناقوس الخطر ويضع أمام الحكومة الإسرائيلية، ومن يهمه أمر بقاء دولة إسرائيل، النتيجة التي توصل إليها وهي: أن أية محاولة لهدم وتدمير المساجد الإسلامية الموجودة على جبل الهيكل ، من أجل بناء "الهيكل الثالث" وإقامة دولة دينية تحكم بالشريعة في إسرائيل، ستهدد ليس فقط الديمقراطية في دولة إسرائيل، ولكن ستهدد وجود وكيان الدولة ذاته!!.
                        فلقد رصد البحث تزايد نشاط الجمعيات والمنظمات الداعية إلى إقامة الهيكل خلال التسعينيات من القرن الماضي، وخصوصًا في السنوات الخمس الأخيرة منها، بعد أن اتسعت دائرة النشطاء والمؤيدين والقاعدة الجماهيرية المؤيدة عقديا لفكرة هدم المساجد الموجودة فوق جبل المكبر ففي سنة 1990م بلغ عدد أعضاء "دعاة الهيكل" 60 شخصًا وفى أغسطس عام 2000م بلغ 50000 شخص.
                        كما رصد البحث دور المؤسسات الحكومية في هذا النشاط مثل دور وزارة الأديان، الوزراء، القضاة، رئيس لجنة التشريع في الكنيست.
                        وقد أرجع البحث هذه الظاهرة إلى عاملين:
                        خارجي وهو الخوف من توقيع الحكومة الإسرائيلية اتفاقية تضفى على الوضع القائم الصفة الشرعية، وهو سيطرة الفلسطينيين الفعلية على "جبل الهيكل".
                        أما العامل الداخلي فقد ألمح إليه البحث في عنوانه، وهو توقعات اليهود بقرب مجيء المسيح المخلص مع اقتراب حلول الألفية الثالثة، لإقامة مملكة الرب، وهو ما أدى إلى زيادة الاهتمام والتفكير في موضوع الهيكل، فلقد أصبح الأمل في مجيء المسيح المخلص ركنًا من أركان العقيدة اليهودية، وأصبح يسمى عند كثير من المؤرخين باسم "المسيحانية".
                        والواقع أن الحلم المسيحانى لم يكف عن مداعبة خيال اليهود منذ السبي البابلي وحتى مطلع القرن الحادي والعشرين، فظهر العديد من اليهود الذين ادعى كل منهم أنه المسيح المنتظر، وآمن بهم الآلاف، وفى كل مرة يثبت فيها كذب هذا المسيح أو ذاك كانت العاقبة وخيمة ليس فقط على هذا المسيح الكذَّاب، ولكن على جمهور المؤمنين فهم يتعرضون لبطش السلطة الحاكمة في البلد التي ظهر فيها المسيح، ثم تتفشى فيهم حالة من اليأس والإحباط تؤدى بالكثيرين منهم إلى التخلي عن اليهودية برمتها والكفر بها.
                        ونظرًا لأن المستهدف والمتلقي لهذا البحث هو الحكومة الإسرائيلية، التي يتوجه إليها باقتراحاته فإنه تعمَّد في مواضع كثيرة التلميح دون التصريح مستخدمًا مصطلحات ذات دلالات دينية وتاريخية وسياسية لتوصيل ما يريده من رسائل، والتي لن يفهمها إلا من يقصدهم بهذا البحث أو المتخصصون في التاريخ والديانة اليهودية.
                        وإليك أهم النقاط التي أبرزها البحث، بالإضافة إلى توضيح وشرح الجوانب التي سكت عنها دون فصل بينهما.
                        [/frame]

                        تعليق


                        • #27

                          [frame="15 98"]
                          فلقد رصد البحث حوالي عشر هيئات تعمل في مجال الإعداد للهيكل، وكل واحدة من هذه الهيئات التي يذكرها تعمل في مجال تخصصها ولكنها ترتبط بالأيديولوجية العامة "لدعاة الهيكل" والتي تقوم على نظرية التدرج، بحيث تعتبر دراسة وإحياء الخدمة في الهيكل والطقوس، هي البداية أما المرحلة النهائية فهي إقامة الهيكل في المكان الذي توجد فيه المساجد على جبل الهيكل.
                          ويدعم هذه الهيئات جماعة مساندة تشمل الهيئات التشريعية، مثل "دار القضاء المجاورة لجبل الهيكل"،وهذه الجمعيات هي التي تقوم باستيطان "احتلال" شرق القدس، مثل "عطرت كوهنيم" والتي تركز على شراء المباني والأراضي المجاورة لحائط البراق وأسوار "جبل البيت"، بالإضافة إلى المعاهد دينية المتطرفة مثل معهد "شوفوبانيم"..ومعهد جبل الهيكل " يشيفات هبايت" Temple Mount Institute .
                          1 ـ أولى هذه الهيئات "دعاة الهيكل" وهى هيئة عليا تضم المنظمات المهتمة بجبل الهيكل. وأحد الناشطين الأساسيين فيها هو الحاخام باروخ كهانا، ابن زعيم حركة كاخ الذي تم اغتياله، وله سجل معروف في ممارسة العنف والإرهاب.
                          2 ـ "حركة إعداد الهيكل" والتي تهتم بالناحية العملية لإحياء طقوس تقديم القرابين، وغيرها من الطقوس المرتبطة بالهيكل. وتقوم بإعداد زى الكهنة وأدوات الهيكل.
                          3 ـ "معهد الهيكل" والذي أُقيم عام 1983م، حيث يركز على إعداد الأدوات اللازمة لإحياء مائتي شريعة، والتي لا يمكن إقامتها إلا بعد إعادة بناء الهيكل، ويضم المعهد متحفًا لأدوات الهيكل، العطور، وملابس الكهنة وغيرها. والمعهد يتلقى تمويلاً دائمًا ومساعدة من السلطات القومية، ويؤكد الناشطون في المعهد أنهم يتلقون مساعدات من هيئات بروتستانتية مسيحية.
                          4 ـ "حي وموجود" وهي حركة أُقيمت سنة 1990م، وتصف تلك الحركة نفسها بأنها مسيحانية "حركة الخلاص من أجل إحياء مملكة إسرائيل" وأهدافها هي:
                          أ ـ تحويل إسرائيل إلى دولة دينية تطبق الشريعة اليهودية.
                          ب ـ تفجير ونسف المساجد الموجودة فوق "جبل الهيكل".
                          5 ـ "إلى جبل المُرّ" وهى هيئة فكرية.
                          6 ـ "نساء تعمل من أجل بيت المقدس" وتهتم بجمع الحلي الذهبية والأحجار الكريمة من النساء وذلك من أجل بناء الهيكل.
                          7 ـ "منذ البداية" والموضوع الأساسي الزى يدور حوله النقاش في دوائر هذه الهيئة هو الصراع حول "جبل البيت" وإقامة الهيكل، ويتمحور حول أن إعداد بيت المقدس يتم بيد الإنسان، وذلك تطبيقًا للفريضة "اصنعوا لي مَقْدِسًا" ..أي أن إقامة الهيكل ليست معلقة ولا مرهونة بمجيء المسيح.
                          8 ـ "حراسات الكهنة" وينتسب أعضاؤها للكهنة، من سبط لاوي، وهم المكلفون بالخدمة وإقامة الطقوس والشعائر في الهيكل.
                          ومن أجل الإعداد الفعلي والتمهيدي لبناء الهيكل تم تقسيم إسرائيل إلى مناطق، يعين على كل منها مسئول عن الكهنة في هذه المنطقة. والمهام اليدوية التي ستناط إليهم تشمل أعمال البناء، والتطهير، ذبح وتقريب القرابين، العزف. وفى مستوطنة "مصفة أريحا" يجرى الإعداد لبناء الهيكل في تكتم شديد كما يتم تدريب الكهنة على القيام بالطقوس.
                          9 ـ "أمناء جبل الهيكل" وتعمل هذه الهيئة خارج سيطرة المنظمة العليا، ويتلقى رئيسها مساعدات من طوائف مسيحية بروتستانتية في أمريكا. وهى الطوائف التي تؤمن بأن حرب يأجوج ومأجوج وإقامة الهيكل، وهي مرحلة لاهوتية لابد أن تحدث قبل قيامة المسيح عليه السلام.
                          وقد صرح رئيس الهيئة لمندوب كشف موقع الإنترنت في حديث بتاريخ 28/6/2000م: أنه في الآونة الأخيرة انضم لتلك الحركة نصارى من كافة أرجاء العالم، بما في ذلك، دول إسلامية مثل مصر، وإندونيسيا، وبلدان أفريقية، وبلغ إجمالي الأعضاء عشرة آلاف، أما في إسرائيل فيبلغ عدد أعضاء هذه الحركة ما يربو على عشرة آلاف.
                          [/frame]

                          تعليق


                          • #28
                            [frame="15 98"]
                            وبعد أن عرض البحث نشاط الهيئات والجمعيات والمنظمات الداعية إلى إقامة الهيكل، يؤكد البحث على النتيجة التالية:
                            أن الخطورة لا تكمن فقط في الجمعيات والهيئات التي تضم نشطاء ذوى سجل بشع في الإجرام والإرهاب، ولديهم القدرة على القيام بأعمال تخريبية، ولكن في كل الجمعيات والهيئات حتى الصغيرة منها والمؤقتة، نظرًا للتنظيم والتخطيط والتناغم الذي تعمل هذه الجمعيات في إطاره ويجعلها في النهاية تصب جميعًا في هدف واحد هو:
                            أ ـ إقامة الهيكل الثالث في المكان الذي تقوم عليه المساجد الإسلامية فوق "جبل الهيكل".
                            ب ـ إقامة دولة يهودية تحكم بالشريعة.
                            والمحاولات التي تتم من أجل تحقيق هذه الأهداف، لا تشكل خطورة أو تهديدًا، كما يرى كاتب البحث، على الديمقراطية في دولة إسرائيل فقط، ولكنها تهدد كيان الدولة ذاته ووجودها، فإذا كانت المرويات الدينية ترى أن "الخلاص" أمر حتمي، قدَّره الرب ولا تدخل للإنسان فيه، فإن هذه الجمعيات والهيئات تتبنى وجهة نظر مرويات هامشية متطرفة ترى أنه من الممكن استعجال "الخلاص" عن طريق القيام بخطوات فعلية تمهيدية منها:
                            1 ـ إحياء السنهدرين (الهيئة القضائية الدينية).
                            2 ـ البحث عن بقرة حمراء من أجل التطهر.
                            "فدعاة الهيكل" يرون أن إقامة "الهيكل الثالث" تُوجب إحياء عمل "السنهدرين". وقد توصل البحث إلى أن "دعاة الهيكل" قد أحيوا في الآونة الأخيرة في هدوء وسرية "السنهدرين الصغير" وهى هيئة قضائية دينية تضم ثلاثة وعشرين عضوًا، والاسم مأخوذ عن الكلمة اليونانية التي
                            تعنى "مجلس الشيوخ"، وقد شكل اليهود "السنهدرين" في فترة الحكم اليوناني للمنطقة وكان بمثابة مؤسسة دينية تشريعية وسياسية، وهناك "السنهدرين الكبير" ويتألف من واحد وسبعين عضوًا، والمؤسستان بمثابة دار قضاء لها صلاحية إصدار أحكام إعدام وفقًا للشريعة.
                            وكان مقر السنهدرين في فترة الحكم اليوناني للمنطقة، في قاعة من قاعات الهيكل. وقال بروفيسور هليل فايس وهو أحد أعضاء "السنهدرين الصغير" الذين تم تعيينهم، في حديث لمندوب كشف بتاريخ 16/8/2000م: "يدور الحديث حول إيجاد قيادات دينية بديلة لقيادات الدولة العلمانية".
                            ثم يرصد البحث بعد ذلك، المحاولات والجهود المبذولة من أجل تربية "البقرة الحمراء" والتي سوف يستخدم التراب الناتج عن حرقها في تطهير الكهنة لكي يكونوا صالحين ويسمح لهم بالقيام بالطقوس والخدمة في الهيكل. فتطهير الكهنة شرط ضروري لإحياء الطقوس والشعائر المتعلقة بالهيكل.
                            وسوف نتوقف عند هذه النقطة من البحث الذي يقدمه "مركز الحفاظ على الديمقراطية في إسرائيل" لنناقش الإشكاليات التي أوقع اليهود أنفسهم فيها نتيجة توظيف الدين وتأويله معان لم يقصدها، فشريعة البقرة الحمراء فريضة أُمر بها موسى عليه السلام، وقد تضمن النص سبب فرض هذه الشريعة (العدد/19/13) "13كُلُّ مَنْ مَسَّ مَيْتًا مَيْتَةَ إِنْسَانٍ قَدْ مَاتَ وَلَمْ يَتَطَهَّرْ، يُنَجِّسُ مَسْكَنَ الرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً. نَجَاسَتُهَا لَمْ تَزَلْ فِيهَا. " .
                            فالوحي كان ينزل على موسى عليه السلام في خيمة الاجتماع، لذلك أمرهم الرب بالتطهر، فالإنسان النجس، بدخوله خيمة الاجتماع ينجس "المكان الذي يحل عليه الرب" ويسمى في النص (العدد19/13) "مِشْكَان" وهو اسم مكان من الفعل العبري "سَكَن" ويسمى أيضًا في موضع آخر (العدد 19/20) "مِقْدَاش" .
                            (20وَأَمَّا الإِنْسَانُ الَّذِي يَتَنَجَّسُ وَلاَ يَتَطَهَّرُ، فَتُبَادُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ الرَّبِّ. مَاءُ النَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ. إِنَّهُ نَجِسٌ.).. وهو الاسم الذي استخدمته المنظمات والجمعيات الدينية المتطرفة للدلالة على الهيكل.وهو اسم مكان من الفعل العبري "قَدُسَ" ويعنى المكان الذي تحل فيه القداسة أو القدُّوس.
                            [/frame]

                            تعليق


                            • #29
                              [frame="15 98"]
                              وتتلخص شريعة البقرة الحمراء في أنه إذا مات إنسان في خيمة فقد تنجست الخيمة، وتنجس كل من فيها من أشخاص وكل ما فيها من متاع وأدوات. ويظل الفرد نجسًا طيلة سبعة أيام، ولكي يطهر يجب أن ينثر عليه ماء مخلوط بتراب البقرة الحمراء في اليوم الثالث لحدوث النجاسة وفى اليوم السابع ثم يغسل ملابسه ويغتسل بالماء ويصبح طاهرًا في المساء. وتنحصر شريعة البقرة الحمراء كما نصت عليها التوراة في ثلاثة أركان:
                              1 ـ مواصفات البقرة
                              2 ـ كيفية حرق البقرة
                              3 ـ كيفية إعداد ماء التطهير
                              فالبقرة يجب أن تكون صحيحة، لا عيب فيها، لم تحمل على ظهرها شيئًا قط، وأن تكون حمراء داكنة، ويجب أن تُذبح أمام كاهن (من أبناء هارون الذين اختارهم الرب لخدمته) ويأخذ الكاهن من دمها بإصبعه وينثره في اتجاه باب خيمة الاجتماع سبع مرات. ثم تُحرق البقرة على مرأى منه. ثم يجمع رجل طاهر الرماد الناتج عن حرق البقرة ويضعه في مكان طاهر خارج مكان سكنى وإقامة الناس، ويتم حفظه من أجل إعداد ماء التطهير.
                              ولإعداد ماء التطهير يؤتى بماء جار في إناء وينثر عليه قليل من رماد حرق البقرة، ثم يمسك رجل طاهر بنبات عطري (زوفا) ويغمسه في هذا الماء ثم ينثره على الخيمة التي تنجست، وعلى جميع الأمتعة، وعلى كل من تواجد داخلها، وعلى كل من مسَّ العظم، أو القتيل، أو الميت، أو القبر. ينثر الطاهر على النجس في اليوم الثالث وفى اليوم السابع من حدوث النجاسة.
                              والنص كما جاء في التوراة لم يشترط أو يحدد مكانًا بعينه لإقامة تلك الشريعة، ولم يشر من قريب أو بعيد إلى أرض كنعان، بل على العكس اشترط أن تقام بعيدًا عن مكان إقامة وسكنى الناس، ولم يشر إلى خيمة الاجتماع، إلا في نقطة فرعية، وهى أن ينثر الكاهن بإصبعه من دم البقرة في اتجاه باب خيمة الاجتماع سبع مرات.
                              فلماذا علَّق اليهود إذن بناء الهيكل على جبل الهيكل، الذي لا علاقة له بموسى عليه السلام بإقامة شريعة البقرة الحمراء؟ .
                              لماذا تذكَّر اليهود الآن وبعد مرور ألفى عام تقريبًا على تدمير الهيكل أنهم نجسون؟ .
                              في واقع الأمر لا توجد أدنى صلة لموسى عليه السلام بأرض كنعان فقد مات ودُفن في أرض موآب ولم تطأ قدماه أرض كنعان (سفر التثنية 33/49 ـ 50، 34/5 ـ 6) وليس لموسى عليه السلام صلة بهذا الهيكل أو بعقيدة الخلاص التي يؤمن بها اليهود الآن.
                              ففكرة "الخلاص" أخذها اليهود عن الزرادشتية أثناء السبي في بابل (586 ق.م) حين دفعتهم محنة السبي واليأس الذي انتابهم إلى التفكير في الغيبيات، فأضفوا على فكرة الخلاص
                              الزرادشتية، وهى فكرة لاهوتية، طابعًا ماديا سياسيا، للخروج من محنتهم، ومع الحوادث الجسام التي تعرض لها اليهود إبان السبي البابلي، وما كان قد سبقه من فساد في ملوك إسرائيل ويهوذا، أصبح حلم الأنبياء والمصلحين والكثرة الكثيرة من اليهود أن يأتي ملك فذ من نوعه، مخلّص، معه القوة والبركة، يعيد الأمجاد السالفة، فيكون هو الملك بحق، وهو "المسيح"، ولا تظهر هذه الفكرة في أسفار التوراة الخمسة، ولكن الباحثين، واليهود منهم بوجه خاص، تأولوا ذلك من خلال جملتين في كل التوراة، مع كثير من التكلف والتعسف، الأولى وردت في (تكوين 49/10):(10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.).
                              والثانية وردت في (العدد 24/17): (17أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي الْوَغَى.).
                              وهى ليست أقل غموضًا عن سابقتها، ولم يرد فيهما ذكر المسيح أو الخلاص صراحة.
                              أما الهيكل فقد ارتبط بناؤه بمفهوم "العودة أو الإعادة" الاستعماري، فالملك قورش الفارسي هو الذي أصدر الأمر بإعادة بناء الهيكل (بيت الرب) الذي كان قد دمره نبوخذ نصر الملك البابلي، كما قرر قورش إعادة آنية وأدوات "بيت الرب" التي نهبها نبوخذ نصر من أجل إعادة عبادة الإله "يهوا" وهو المعبود القديم الذي كان يعبد في أورشليم.
                              كما قرر إعادة سبايا اليهود من بابل إلى أورشليم، ومهما كان الشعب الذي نُقل أو أُعيد إلى فلسطين، فهم بالتأكيد لم يكونوا من بني إسرائيل، ورغم ذلك اعتبرتهم المرويات التوراتية التي ظهرت، كما اعتبروا أنفسهم سكان إسرائيل العائدين "إليها" من منفى مرير بعد أن خلصهم منقذهم الملك قورش(راجع: توماس ل. طومسون: التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي، ص 289.).
                              ولقد قوبل هذا الاستيطان الاستعماري الذي زرعه قورش في هذه المنطقة بين سكان وشعوب مستقرة منذ زمن، بمقاومة شديدة، مما دفع "العائدين" إلى التركيز منذ ذلك التاريخ على دور الهيكل في الطقوس والشعائر من أجل تثبيت أقدام هذا الاستيطان الغريب، فاستبدل حكماء "المشنا" الهيكل بخيمة الاجتماع في التوراة، وغالوا في العنت والتشدد، فشريعة البقرة الحمراء التي شغلت إصحاحًا واحدًا في التوراة (العدد/ 19) أفرد لها كتاب المشنا بابًا كاملاً يتكون من اثني عشر فصلاً ويتضمن خمسًا وتسعين تشريعًا وتشددوا في كل طقوسها.
                              ونظرًا لارتباط الاستيطان اليهودي في فلسطين، في العصر الحديث، بالمخططات الاستعمارية أيضاً، لذلك نراه يستخدم مفهوم "العودة" أو الإعادة، فالمهاجر إلى فلسطين هو "عائد إلى أرض الآباء" وإقامة الهيكل هي "إعادة بناء بيت الرب" أو "إعادة المقداش" أي إعادة المكان الذي تسكن فيه القداسة.

                              [/frame]

                              تعليق


                              • #30
                                [frame="15 98"]
                                لذلك فليس غريبًا أن تلتزم الجماعات الدينية المتطرفة في إسرائيل، في إحياء الطقوس والشعائر، بالتشريعات التي وضعها حكماء "المشنا" لتثبيت الاستيطان، على الرغم مما تتسم به من عنت وتشدد، فالبقرة يجب أن يتراوح عمرها من ثلاث إلى أربع سنوات، ويجب ألا يكون بها لون يخالف لونها الأحمر الداكن، فإذا ظهرت شعرتان بيض أو سود في بصيلة واحدة تعد البقرة غير صالحة وهذا هو ما حدث في "كفار حسيديم" في مارس 1997م .
                                فقد ولدت بقرة حمراء من تلقيح صناعي تم أخذه من ثور أمريكي أحمر ووُضع في رحم بقرة إسرائيلية ولكن بعد عدة أشهر ظهر في ذيلها شعرتان بيضاوان، وبالتالي فلا تصلح لإقامة الفريضة، وغيرها من المحاولات، التي تكلفت مبالغ طائلة.. ولكنها جميعًا باءت بالفشل).
                                وقرر كتاب "المشنا" ألا تكون تلك البقرة الحمراء قد جاءت إلى الحياة عن طريق شق بطن البقرة الأم، أي بولادة غير طبيعية، ويجب ألا يكون قد ركب عليها أحد، أو استند إليها، أو تعلق بذيلها ليعبر نهرًا، أو لفّ الحبل ووضعه فوق ظهرها، أو وضع وشاح الصلاة الخاص به فوق ظهرها. ويجب ألا تكون عشارًا.
                                كما فرض كتاب المشنا على الكاهن الأكبر أن يعتزل بيته قبل حرق البقرة بسبعة أيام، وهذا ما لم تنص عليه التوراة، وإنما من تأويل الحكماء، وألزم الكاهن أن يقيم طوال هذه الأيام في حجرة إلى الشمال الشرقي من الهيكل، وكلها مصنوعة من الحجر بما فيها من أدوات وأواني لأنه لا يتنجس. ويجب أن ينثر على الكاهن طيلة تلك الأيام السبعة من ماء التطهير المخلوط بتراب بقر قديم.
                                ويبلغ كتاب المشنا ذروة الغلو والتزمت عندما يحدد مَنْ الذي سيأتي بالماء الجارِ الذي سيخلط بتراب البقرة؟ ومن أين سيأتي به؟ وكيف؟ ..
                                فينص كتاب المشنا أنه قبل الشروع في شريعة البقرة بثماني سنوات يؤتى بنساء ذوات أحمال، ويقمن في أفنية مخصصة لهذا الغرض، فهي مقامة فوق صخور بينها فراغات لكي تكون بمثابة عازل بين أرضية تلك الأفنية وما قد يكون في باطن الأرض من قبور أو رفات، لكي يضمنوا طهارة تلك الأفنية!! وتضع النساء أحمالهن في تلك الأفنية ويقمن بتربية الأبناء فيها حتى يبلغوا ثمانية أعوام، ويقوم هؤلاء الأطفال بجلب الماء الجارِ اللازم لعملية التطهير من نهر (شيلوه)، ولكن لكي يبلغوا هذا النهر يجب ألا تطأ أقدامهم الأرض، خشية أن يتنجسوا لوجود رفات قديم مدفون في باطن الأرض، لذلك يؤتى بثيران توضع عليها ألواح خشبية (لتكون عازلاً) ليجلس عليها الأطفال، ويمسكون في أيديهم كئوسًا مصنوعة من الحجر، وإذا بلغوا النهر، اختلف الحكماء هل ينزلون ويملئون الكئوس؟ أم يدلونها وهم على ظهر الثيران؟. وهكذا تتمادى تشريعات المشنا في الغلو، فواضعو التشريعات يعتقدون أن سير الإنسان على الأرض من الممكن أن ينجسه، لاحتمال وجود رفات قديم في باطن الأرض، وهذا غلو من واضعي المشنا ولم يأت به نص في التوراة.
                                وقد اكتفينا بهذا القدر من تشريعات البقرة في المشنا، ولم نأت بها كاملة، لكي ننقل للقارئ مقدار ما في نص المشنا من مغالاة، ولكي نمهد القارئ للنتيجة المتوقعة، فقد تسبب حكماء المشنا بتطرفهم وتشددهم وغلوهم في عدم التزام الجمهور بهذه الشرائع وبالتالي توقفت هذه الطقوس قبل ظهور دعوة السيد المسيح عليه السلام وقبل تدمير الهيكل ـ راجع (المشنا، كتاب النساء، باب الجانحة 9/9).
                                فلا ارتباط بين وجود الهيكل أو غيابه بالتزام اليهود بالشرائع والطقوس،وهذا يفضح أغراض "دعاة إقامة الهيكل" السياسية التي يغفلونها بستار ديني، والدين براء منهم.
                                وكما ذكرنا في سياق الحديث عن المواصفات التي وضعها حكماء المشنا ويجب توافرها في البقرة الحمراء، لم تتمكن الجماعات الدينية المتطرفة للآن وعلى الرغم من ثورة الاتصالات، وسهولة تبادل الأخبار والمعلومات، وعلى الرغم من التقدم العلمي الهائل في علم الهندسة الوراثية، وعلى الرغم من التمويل السخي الذي ينهال عليهم من جميع أنحاء العالم.

                                [/frame]

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, منذ 4 أسابيع
                                ردود 0
                                16 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                 
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 12 فبر, 2024, 07:30 م
                                ردود 0
                                18 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                 
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 5 ينا, 2023, 12:04 ص
                                ردود 0
                                54 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                 
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 3 سبت, 2022, 12:10 ص
                                ردود 0
                                20 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                 
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 4 أغس, 2022, 07:06 م
                                ردود 0
                                35 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                 
                                يعمل...
                                X