الحقيقة بين الثوابت والمتغيرات

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحقيقة بين الثوابت والمتغيرات

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    الحقيقة بين الثوابت والمتغيرات
    فقوم نوح لم يحكمو العقل كما فعل ايضا اليهود مع المسيح وكما فعل النصارى مع المسلمين ولكن حكمو هواهم واستسلمو للتقليد الاعمى فكان مصيرهم العقاب فى الدنيا والاخرة وهذا شىء طبيعى , لماذا ؟ لان الثوابت لا يمكن ان تكون محكومة بمتغيرات ينتج عنها قناعات مختلفة للبشر تؤدى الى اختلاف رؤية كلا منهما عن الاخر للشىء الواحد , هذا لا يصح ولا يجوز . فلو تكلمنا مثلا عن الجمال نجد هناك نوعين الجمال المطلق والجمال النسبى فإذا كان هناك جمال نسببى متعلق بالحواس كحاسة البصر فهناك ايضا جمال مطلق متعلق بنفس هذه الحاسة فما هو الجمال النسبى وما هو الجمال المطلق ؟ الجمال النسبي معناه ان الشيء ذاته جميلا بالنسبة لشخص وقبيحا بالنسبة لشخص اخر نظرا لاختلاف القناعات عند كلا منهما اما الجمال المطلق فهو بعيدا تماما ويجب ان يكون ذلك عن اختلاف وتفاوت الآراء او بمعنى اخر هو مالا يمكن ان يختلف عليه اى اثنان على وجه الأرض وان قلنا لماذا ؟ لتوافقه مع كل القناعات ولو قست ما تكلمنا عنه بالنسبة لحاسة البصر , بالنسبة لحاستي الإدراك والتمييز تجد الحسن النسبي المتعلق بشيء معين عند بعض الافراد وهناك القبح النسبى المتعلق بنفس هذا الشىء عند البعض الأخر ولكنما معنى ذلك ؟ اى ان هذا الشىء حسن عند البعض وقبيح عند البعض مع انه واحد ومن الطبيعى ان الحكم الذى يكون مرجوعه الى الحسن النسبى او القبح النسبى لا ياخذ به فى الكلام عن حقائق الاشياء لأنه ناتج عن اختلاف الأمزجة والأهواء لا ذاتية الأشياء اى أن السبب فى هذا الحكم وتنوعه او اختلافه هو الإنسان نفسه وليس الشيء وخصوصا اذا كان الأمر متعلق بالمصير الابدى للإنسان الذي ليس فيه مجال للاحتمالات او الشكوك . إذن ما هو الشيء الذي يمكن ان يؤخذ به ؟ الذي يؤخذ به فقط هما شيئان الحسن المطلق الذى لا يمكن ان يختلف فى حسنه و القبح المطلق الذى لا يمكن ان يختلف فى قبحه وذلك لا يمكن أن يكون إلا في كل ما هو متفق مع الثوابت العقلية والانسانية المجردة والمستقلة استقلالا تاما عن ذاتية الانسان وأهوائه نظرا لميله الخاطئ في بعض الأحيان وتكيفه مع الخطأ و الفساد الذى ينتج عنه رؤية الحق باطل والباطل حق واذا كنا تبحث عن الحقيقة فلن يكون هناك حقيقة لشىء والدليل على ذلك انك تبحث عن الحقيقة ذاتها فكيف تبحث عن الحقيقة وتعتبر ان هناك حقيقة لشىء قبل البحث عن حقيقته واذا كان ما انت فيه هو الحقيقة فكيف علمت ان ذلك هو الحقيقة وانت لم تبحث او تتحرى حقيقته وان كنت قد بحثت عن حقيقتة قبل ان تعلم انه الحقيقة فهذا يدل انه كان لك قبل البحث ليس حقيقة وهو المراد لا حقيقة لشىء الا بعد البحث عن حقيقته او تحريها وحقيقة كل شىء موجودة بداخلك وان سألت اين ؟ فى الحشوة الفطرية فيجب ان تستخلصه بذاتك من ذاتك فالحقيقة ليست حكرا على من يولد بها او ينشأ عليها دون الباحث عنها او حكرا على الذكى دون الغبى بل يجب ان يهضما كل انسان على ظهر الارض له عقل او القى السمع هو شهيد لانها متعلقة باحكم الحاكمين وبالمصير الابدى للانسان .
    ومن هذا الاساس نصل الى هذه النتيجة التى تقول :
    الثوابت لا يمكن ان تكون محكومة بمتغيرات العقائد لا يمكن ان تكون محكومة بذكائى او غبائى او ميلى او محبتى او نزواتى او شهواتى فهناك من الثوابت ما يحسم الامر فيها بعيدا عن اختلاف الامزجة والاهواء ولذلك يجب ان تكون الحقيقة مطلقة .
    يقول الشيخ الشعراوى فى خاطره له حول تفسير اول سورة البقرة : لا يمكن ان يغير متغير لمتغير لان المتغير لن يستقر او يثبت على حال لانه دائما سوف يبحث عن الاكمل لانه هو فى ذاته غير مكتمل العلم مما يجعل القصور والخطأ دائم الارتباط به فمثلا لو جئنا بافضل مصممى الانشاءات الهندسية فى العالم ليضع تصمم لقصر فاره فسوف تجد انه بمجرد وضعه ملامح التصميم يأخذ فى تغيير وتبديل هذا الملامح حتى نحصل فى نهاية على ملامح مختلفة تماما
    واذا كان المتغير لا يمكن ان يكون محكموما بمتعير فمن باب اولى لا يمكن ان تكون الثوابت محكومة بمتغيرات
    واذا كان هناك اشياء لا يمكن ان يراها الانسان بوضوح الا اذا ابتعد عنها فاقرب الاشياء الى الذات هو النفس فهناك اشياء لا يراها الكثيرون الا اذا زاد الفرق بينها وبينهم بدرجة تمكن من رؤيتها و هذا يسرى ايضا على الانسان نفسه بالنسبة الى نفسه
    و هناك اشياء اخرى لا يراها الانسان من شدة ظهورها كالشمس كذلك الحقيقة تكون فى بعض الاحيان شديدة الظهور والجلاء لدرجة ان يتجاهلها البعض و لا يتقبل شدة ظهورها
    ومن الغريب ان يبصر الانسان القذى فى عين اخيه ولا يرى الجزع فى عينه مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى اخرجه السيوطى وصححه الالبانى ((يبصر أحدكم القذى في عين أخيه و ينسى الجذع في عينه )) واذا كان هناك ضلال داخل ضلال فسوف يحدث لبث يستحيل معه التمييز الا اذا حدث انفصال يمكن من رؤية الحقيقة .
    وإذا كان من الطبيعي ان يرفض الإنسان شيء مختلف عن ذات ما هو فيه كرفض الانسان اى عقيدة تخالف عقيدته وهو لم يبحث عن الحقيقة او يتحراها ليعلم صحة ما هو فيه أو خطأه كالوثنى الذى يرفض اى عقيدة تخالف عقيدته مع الفساد الظاهر لما هو عليه لكن من غير الطبيعي ان يرفض الإنسان شىء من ذات ما هو فيه وجنسه كرفض المسيحى ان يكون لله اب مع انه مؤمن بان لله ابن وجنس هذا من جنس هذا ورفضه للاول يوجب تحريه للثانى ولكننا لا نجد سوى العناد والغرور .
    وبعد كل ذلك لا نستغرب رؤية الانسان , الضلال هدى لا لسبب الا لانه تربى ونشأ عليه او رؤيته الهدى ضلال لا لسبب الا لانه لم يتربى او ينشأ عليه.

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 7 فبر, 2023, 06:09 ص
ردود 0
123 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة Mohamed Karm
بواسطة Mohamed Karm
 
ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 2 ديس, 2022, 01:54 م
ردود 0
67 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ARISTA talis
بواسطة ARISTA talis
 
ابتدأ بواسطة عادل خراط, 21 نوف, 2022, 03:22 م
ردود 25
153 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عادل خراط
بواسطة عادل خراط
 
ابتدأ بواسطة The small mar, 18 نوف, 2022, 01:23 ص
ردود 0
93 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة The small mar
بواسطة The small mar
 
ابتدأ بواسطة The small mar, 16 نوف, 2022, 01:42 ص
ردود 0
55 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة The small mar
بواسطة The small mar
 
يعمل...
X