الروحانيات بين الإسلام والمسيحية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

(((ساره))) مسلمة ولله الحمد والمنة اكتشف المزيد حول (((ساره)))
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31


    من ضمن الفروقات الروحانية بين الإسلام والمسيحية أيضًا هي :

    العِزة



    ففي الإسلام :

    تنمى العزة في النفس البشرية عن طريق تعاليم الإسلام التي تقر أن الجميع سواء أمام الله عز وجل ، والفيصل والحكم بينهما هو تقوي القلوب ( والتي لا يعلمها إلا الله عز وجل وحده )...

    ولا يوجد فرد أي فرد له الحق في تقرير مصير أي إنسان إلا أن قرر الله عز وجل ذلك المصير بنفسه .. حتى وإن كان نبيًا لا يقرر شيئًا من تلقاء نفسه أبدًا ..

    كذلك لا يحق لأحد أن يغفر الذنوب إلا الله عز وجل ... ولا يشفع عنده إلا بإذنه ..

    والآمر الناهي هو الله عز وجل .. لا أحد من البشر ...



    أما في المسيحية :

    فتصل درجة تقديس بعض الأشخاص فيها لحد العبودية ... بل إنه قد يضرب بالتعاليم الإلهية عرض الحائط مقابل تعاليم رجال الدين التي ما أنزل الله بها من سلطان !

    فنجد الخاطئ يعترف لإنسان مثله - والإنسان يخطئ كما نعلم - ثم يذهب ليقول له : "الله يحاللك" ... وهذا اعترافًا ضمنيًا منه أنه لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًا ولا نفعًا !

    وبالطبع لا نجد إلا أنه ما جنى المخطئ سوى الفضيحة أما إنسان مثله مثله وقد يكون هذا الإنسان نفسه أكثر خطئًا منه ..

    وغيرها من أشياء عجيبة ... كالبعض يقول أنا شفيعي "فلان" والآخر يقول أنا شفيعي "علان" وكل على حسب هواه طبعًا ... ونتساءل من هؤلاء الذين يملكون الشفاعة من دون الله ؟!

    وهل هؤلاء البشر الذين بلغتموهم منزلة قداسة لم يضاهيها أحد البشر أفضل ... أم الأنبياء الذي اختارهم الرب لتبليغ رسالته ( ولسنا بصدد الحديث عن كم التشويهات التي تمت في الكتاب لتشويه صورهم )

    وهذه الأمور وغيرها .. تجعل المسيحي عبدًا فعليًا للإنسان - ليس فقط عبدًا ليسوع المسيح - وإنما عبدًا لكل إنسان دخل البلاط الكنسي ...

    وما أذل من أن يخضع الإنسان لإنسان مثله مثله ... وما أسوء من ذلك الأثر على النفس البشرية ونشء الأجيال ..!
    اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

    تعليق


    • #32
      "الخصوصية"

      من أكثر الأشياء التي تميز روحانيات العقيدة الإسلامية عن العقيدة الكنسية هي "الخصوصية" ... فحينما يخطئ الإنسان المسلم فالله عز وجل قد ستر عليه ويكون هذا الستر هو الحالة الطبيعية غالبًا إن أراد الله ذلك ، فإن تاب وأصلح من نفسه فإنه لن يجد حينها ألمًا نفسيًا لتذكر خطأه لأنه لم يبوح به لأحد سوى رب العالمين ... فيكون نتيجة ذلك إنسان متصالح مع نفسه مقبل على عمل الخير دون أن تصبح أخطاؤه مشاع للجميع ... فمهما كبر الخطأ أو صغر تكون الخصوصية بين العبد وربه مباشرة بلا وسيط ...

      أما المسيحي المعترف لأبيه في الكنيسة فهو مضطر لأن يعترف بكل خطأ أخطأه ( صغير كان أو كبير ) مما ينمي الإكتئاب والحصار وعدم الشعور بالخصوصية ... فهو مضطر دائمًا لأن يبوح بما فعله خطأ لإنسان يخطئ مثله تمامًا في كل شئ لكي يغفر له ذنبه ...
      لا أن يتوجه لله مباشرة ويطلب منه التوبة ...

      فأيهما أشد صلة روحية ...

      المسلم الذي لا يوجد وسيط أو دخيل في علاقته بربه ...

      أم المسيحي الذي دائمًا ما يجد وسيط يعترف أمامه بأخطائه ويجد نفسه منعزل روحانيًا عن حب الله تعالى ؟
      اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

      تعليق


      • #33
        كل عام أنتم إلى الله أقرب ، تحسسوا نفحات الإيمان وجوار الملائكة وجلسات الذكر القرآن الكريم ...

        شعور لن يشعر به إلا المسلم ، شعور يحسده عليه الكافر فإما أن يود أن يكون مسلما ويمنعه التردد وإما أن يصبح حاقدًا يحقد على المسلمين وتراه على أشد ما يكون من الإجرام في رمضان ..

        صدقوني الإيمان ليس عبارات تقال ولا أيقونات على الحائط أو شموع ، إنما الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ..

        الإيمان احساس وشعور يجتاح النفس وينقيها ويطهرها ويبث فيها الطمنينة ، لا أن يقذف فيها الظنون والشكوك والأوهام ..

        الإيمان استقرار نفسي وطمئنينة تهذب النفس وتقوم سلوكه فإن وجدت نفسك غير مهذبة فاعلم أنك لست بمؤمن بل أنت عطشان للإيمان وتائه وضائع ومتخبط ...

        الإيمان يكون دعامة للشخصية السوية الباحثة عن الكمال فتجد المؤمن روحه حلوة ونفسه شفافة ودموعه قريبة .. إنسان نقي طاهر تشعر وكأنه طيفا لطيفا يمر بالأفق ..

        أما الإنسان غير المؤمن فتجده أشد تعلقًا بالدنيا وتجده غليظ القلب كثير الضحك والعبث وتجده يهتم بالكلام والتفلسف وحب الذات والظهور والاستعراض فيظهر النقص عنده وشخصيته غير السوية ...

        فكر أيها القارئ .. ألا تحب أن تكون مثلنا وتنضم لقوافل المؤمنين ...؟

        ألا تحب أن يكون في وجهك نورًا حقيقيًا وعلى يمينك نور وعلى شمالك نور وفي سمعك نور وفي بصرك نور ... ألا تحب أن تكون نورًا حقيقيًا مهديًا بنور الله ... نورًا حقيقيًا لا زائفًا كنور شمعة تنطفئ إن هب الريح !
        اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

        تعليق


        • #34
          كل عام أنتم إلى الله أقرب ، تحسسوا نفحات الإيمان وجوار الملائكة وجلسات الذكر القرآن الكريم ...

          شعور لن يشعر به إلا المسلم ، شعور يحسده عليه الكافر فإما أن يود أن يكون مسلما ويمنعه التردد وإما أن يصبح حاقدًا يحقد على المسلمين وتراه على أشد ما يكون من الإجرام في رمضان ..

          صدقوني الإيمان ليس عبارات تقال ولا أيقونات على الحائط أو شموع ، إنما الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ..

          الإيمان احساس وشعور يجتاح النفس وينقيها ويطهرها ويبث فيها الطمنينة ، لا أن يقذف فيها الظنون والشكوك والأوهام ..

          الإيمان استقرار نفسي وطمئنينة تهذب النفس وتقوم سلوكه فإن وجدت نفسك غير مهذبة فاعلم أنك لست بمؤمن بل أنت عطشان للإيمان وتائه وضائع ومتخبط ...

          الإيمان يكون دعامة للشخصية السوية الباحثة عن الكمال فتجد المؤمن روحه حلوة ونفسه شفافة ودموعه قريبة .. إنسان نقي طاهر تشعر وكأنه طيفا لطيفا يمر بالأفق ..

          أما الإنسان غير المؤمن فتجده أشد تعلقًا بالدنيا وتجده غليظ القلب كثير الضحك والعبث وتجده يهتم بالكلام والتفلسف وحب الذات والظهور والاستعراض فيظهر النقص عنده وشخصيته غير السوية ...

          فكر أيها القارئ .. ألا تحب أن تكون مثلنا وتنضم لقوافل المؤمنين ...؟

          ألا تحب أن يكون في وجهك نورًا حقيقيًا وعلى يمينك نور وعلى شمالك نور وفي سمعك نور وفي بصرك نور ... ألا تحب أن تكون نورًا حقيقيًا مهديًا بنور الله ... نورًا حقيقيًا لا زائفًا كنور شمعة تنطفئ إن هب الريح
          !


          كلام طيب لا يتأتي إلا من قلب مفعم بالإيمان

          تعليق


          • #35
            المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى سيف مشاهدة المشاركة
            !

            كلام طيب لا يتأتي إلا من قلب مفعم بالإيمان
            جزاكم الله خيرا .
            اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

            تعليق


            • #36

              أسرار

              ثمة شئ يبدأ في السريان في الروح بمجرد الشروع في قراءة آيات القرآن الكريم ، ولعل هذا السر العجيب في حد ذاته معجزة من المعجزات التي حتى غير المسلم يستطيع أن يستشعر بها ..

              ذلك السر العجيب الأشبه بالهواء اللطيف البارد في نفس حارة ملتهبة ، أو فيض من السعادة الداخلية والسكينة يملأ الروح ويسكنها في هذه الحين ...

              أما عن هذا سر هذه السعادة والسكينة وقوة الجاذبية التي تجذب القارئ لا شعوريا لهذا الكتاب العجيب فلن تعرف له سببًا ..!

              هذا الشعور قد يشعر به القارئ بغض النظر عن محتوى أو مضمون الآية القرآنية ...

              أما عن التمعن في معاني الآيات والتأمل والتفكر فيها فلابد للقارئ أن يستشعر حينها بقشعريرة في البدن بين الحين والآخر

              فهناك شئ لا يخفى على قارئ القرآن بأنه هناك رسالة توجه له بشكل شخصي بين ثنايا السطور فيفاجأ القارئ حينها ويقشعر بدنه متعجبأ كيف تستطيع هذه الكلمات العجيبة أن تخصه وتصفه بهذه الدقة ؟؟


              أما المسلم المؤمن فهو يعلم تماما أنه السر الرباني وأن كلمات القرآن الكريم ليست كأي كلمات ، فقد لا يستطيع معرفة ميكانيكية فعل السر ولكنه يعرف تمامًا مصدر هذا السر وهو رب العالمين بديع السماوات والأرض ..



              فالآيات لا تعني فقط خبرة الخالق في فهم النفس البشرية ومخاطبته لها .. ولكن المعجزة الأعجب هو متى وأين وكيف توجه لك الرسالة وأنت تقرأ القرآن ..

              فكثيرًا منا قد تراوده فكرة ما تطرأ على ذهنه أو تساؤل معين ليس له علاقة بالآية التي يقرأها ثم يفيق في ثواني ليجد إجابة تساؤله في الآية التي تليها مباشرة .. سبحان الله العظيم ..!!

              وأعلم أن كثير من اخواني قد مر بهذه التجربة مرارًا وتكرارًا ...

              طبعًا سنجد من استرعاه الفضول والشغف الآن من قراءنا النصارى الأفاضل ، لا تصدقنا ... ؟

              اقرأ القرآن الآن من أوله لآخره اختمه معنا وجرب الآن ، ولا تحكم إلا بعد أن تقرأه لنهايته وتعالى لتقل لنا ماذا وجدت وهل فهمت ما أعنيه أم لا !

              لتتبين بنفسك على الأقل الأثر النفسي ومدى الراحة والاطمئنان مقارنة بقراءة كتابك .. وأيهما يكمن فيه السر كتابك .. أم القرآن !
              اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

              تعليق


              • #37


                التأمل ومخاطبة الروح

                من العبادات الرائعة التي عني بها الإسلام اعتناءًا شديدًا هي عبادة التأمل ، وهذه العبادة تجد نفسك مرغمًا عليها ومستمتعًا بها كلما شرعت في قراءة القرآن الكريم ..
                فما بين صورة جمالية من صور الطبيعة تارة وتأمل الإنسان في حال نفسه من مراحل الخلق والمراحل العمريةتارة والتأمل في أحوال المخلوقات الأخرى كالحيوات والطيور والنباتات تارة أخرى ، كذلك التأمل في أحوال الدنيا خاصة الحياة والموت ..
                كذلك وفي أحوال الأمم السابقة
                وأخذ العبر من القصص الجميلة بل والتأمل في المستقبل أيضًا ، فقارئ القرآن متأملا لا يخلو وجهه من التعبيرات أبدًا ، إما يتوقف عند آية شاردا متأملا في معانيها الجميلة أو ناظرًا لاتساع وجمال الكون من حوله أو تملأ عينه عبرة تأثرًا بقصة جميلة أو آية رقيقة أو باسمًا من آية احتاجت لها نفسية القارئ فوجدها أمامه تخاطب روحه وتهذب حواسه ، أو أنه وجد موقفًا فكاهيًا تسرده احدى قصص القرآن الكريم فتبسم له ضاحكًا حينئذ ..
                والجدير بالذكر أن كل هذه الصور من الإعجاز الذي يلائم نفسية القارئ تمامًا ويسلبه اهتمامه في نفس الوقت ليس بها تطويلا مملا أو أشياء مملة مقحمة لا هدف لها تفقد القارئ حماسه لاستمرار القراءة ، فما من شئ ذكر في القرآن الكريم إلا وله حكمة وهدف سواء علمه الإنسان فعلا أم مازال جاهلًا به ..
                وذلك على خلاف كتاب النصارى المقدس - وهذا لمسته بنفسي - فهناك قصص طويلة جدًا بل وحوارات كاملة بين شخصيات ليس لها أي هدف ولا يعني القارئ حديثها كذلك هناك قصص لا تعود بأي نفع على القارئ عند قراءتها بل لابد لها أن يشعر بملل شديد ولابد أن يتأمل حينها ويقول ( ما فائدة كل هذا ؟! )
                وهذا لا شك يؤكد أن القرآن الكريم يدعو للتأمل وتوسيع مدارك القارئ لتكون النهاية التي يصل لها القارئ أن هذا هو الحق فعلا إذ أنه الكتاب الأقدر على فهم حواس والاحتياجات النفسية للقارئ وهو الكتاب الأقدر على ضبط الانفعالات ومخاطبة الروح كأنه يكلمها ويفهم ما تحتاجه تماما ..
                أما الكتاب "البايبل" فهو يدفع الإنسان للتأمل لكي يكتشف القارئ أن هناك فقرات من هذا الكتاب يشك أنها من عند الله إذ أن الخبير بأحوال ونفوس عباده لا يدفعهم للملل أو التأفف أبدًا من كلامه أما القرآن الكريم فهو كالطيف الجميل يمر في الروح ليترك أثرًا واضحًا ويسكب السعادة والسكينة في النفس ليجد القارئ نفسه مقرًا بأن الذي قال هذا الكلامالذي يخاطب روحه هو الله رب العالمين الخبير بالنفس البشرية التي خلقها ويعرف أسرارها ، ومن لا يعرف كيف يخاطب عقول ونفوس الناس ويفهمهم جيدًا فليس بخبير وليس بإله ..
                إنما هو بشر مثلنا مثله تماما !
                اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                تعليق


                • #38

                  الإنسان في المسيحية لا يعرف لأي هدف سيعيش وما هي وظيفته في الحياة وكيف ستكون له الأبدية بعد الممات وهو لم يتعب في شئ بل أن هناك دفع ثمن الخطيئة الأصلية لأبيه ولمن تبعه ..
                  أما المسلم المؤمن بحق فتكون قضيته الحقيقية في حياته هي دينه وعقيدته وأنه يعلم تمامًا أنه لن يأخذ شيئًا معه من دنيته سوى عمله فقط أو علم ينتفع به من هو بعده أو ولد صالح يدعو له ، وأن الدنيا دار ابتلاء فانية لا محالة طال الوقت أم قصر ..
                  ليأتي الجزاء في الآخرة من جنس العمل تسبقه مشيئة الله ورحمته فكم من شقي في الدنيا يتبدل حاله إلى سرور أبدي في الآخرة، وكم من واهم غره بالله الغرور طبع الشيطان على قلبه وأنساه ذكر الله وظن أن المعصية تجلب السعادة وما هي إلا سعادة وقتية تنتهي متى أراد الله فهي منتهية لا محالة .. ليجد نفسه في الآخرة أمام عمله الذي عمله ويعود ليقول يا ليتني قدمت لحياتي ..

                  فارق كبير أن تدين بالعقيدة التي تجعلك تعيش من أجل قضية تكون شغلك الشاغل طيلة حياتك وبين أن تدين بالعقيدة التي تجعلك تظن أنه لا هدف من حياتك .. ولا هدف من عملك .. ولا جزاء لخيرك ولا جزاء لشرك ..
                  ولا فرق بين السعادة في الدنيا والمكابدة فيها والابتلاء ..

                  الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
                  اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                  تعليق

                  مواضيع ذات صلة

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 12 سبت, 2023, 04:51 م
                  ردود 0
                  43 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة Mohamedfaid1
                  بواسطة Mohamedfaid1
                   
                  ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 07:57 ص
                  ردود 0
                  43 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة Mohamedfaid1
                  بواسطة Mohamedfaid1
                   
                  ابتدأ بواسطة mohamed faid, 6 أغس, 2023, 03:01 ص
                  ردود 0
                  46 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة mohamed faid
                  بواسطة mohamed faid
                   
                  ابتدأ بواسطة mohamed faid, 6 أغس, 2023, 02:40 ص
                  ردود 0
                  56 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة mohamed faid
                  بواسطة mohamed faid
                   
                  ابتدأ بواسطة mohamed faid, 5 أغس, 2023, 10:40 م
                  ردود 0
                  17 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة mohamed faid
                  بواسطة mohamed faid
                   
                  يعمل...
                  X