ولا تقولوا ثلاثة !

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أَبُو عُبَـيِّدة اكتشف المزيد حول أَبُو عُبَـيِّدة
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ولا تقولوا ثلاثة !

    ولا تقولوا ثلاثة

    Do Not Say Trinity



    [align=right]
    مقدمة

    الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , اللهم يا مسبب الأسباب , ويا مفتح الأبواب , ويا دليل الحائرين , توكلت عليك يا رب العالمين , وأفوض أمري إلى الله, إن الله بصير بالعباد .

    أما بعد ,,
    فإن الله قضى بحكمته البالغة , أن يكون هو وحده جل وعلا المستحق للعبادة , فلا إله بحق موجود مستحق للعبادة إلا هو , وجعل شهادة التوحيد له بوابة الجنان , وجعل شهادة الشرك به بوابة النيران , ولما كانت شهادة التوحيد للكبير المتعال محك الإيمان وصدق الإعتقاد , لبس الشيطان على كثير من البشر أمر التوحيد لإبعادهم عن الصراط المستقيم , فظهر الشرك في الإعتقادات والنيات حتى وصل الأمر إلى أن أصبح الشرك يلقب بالتوحيد , ولا حول ولا قوة إلا بالله !
    لكن حجة الله قائمة على نفوس خلقه , بعد أن أرسل رسله بالهدى ودين الحق , وأنزل معهم الفرقان مبينًا للناس سبيل الشرك وسبيل توحيد الرحمن , فمن أنكر رسالاته , وجحد توحيده فهو متبع لهواه , فالشيطان قد أغواه !

    قال تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً } النساء171.
    وهكذا كان النداء العالمي من قبل المولى جل وعلا للنصارى ومن على شاكلتهم مثالاً واضحًا على حجة الله القائمة على خلقه , فالنصارى ضلوا ضلالاً لم يبلغه أحد في وصفهم لذات الله تبارك وتعالى , فقسموه وثلثوه وفق أهوائهم - تعالى الله - !
    وجعلوا له أندادًا وأربابًا من دونه جل وعلا , وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا , لكنهم نسوا حظًا مما ذكروا به على لسان المسيح عليه السلام الذي نادى بالتوحيد وإفراد العبودية والربوبية لله وحده , فزعموا وزعمهم باطل أن الله ثلاثة , آب وإبن وحمامة !

    وفي هذه الرسالة التي سميتها " ولا تقولوا ثلاثة ! " نستعرض هذه العقيدة المسماة "التثليث" ونبين مدى تضاربها مع النقل والعقل والتاريخ على الترتيب .



    يتبع ........[/CENTER]

  • #2
    في بيان موقف الإسلام من عقيدة التثليث


    [align=right]قال الله تعالى : {فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} النساء171 .

    قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى : ( ولا تقولوا إن الله سبحانه واحد بالجواهر ثلاثة بالأقانيم. واعلم أن مذهب النصارى مجهول جدًا ، والذي يتحصل منه أنهم أثبتوا ذاتًا موصوفة بصفات ثلاثة ، إلا أنهم وإن سموها صفات فهي في الحقيقة ذوات ، بدليل أنهم يجوزون عليها الحلول في عيسى وفي مريم ... وإلا لما جوزوا عليها أن تحل في الغير وأن تفارق ذلك الغير مرة أخرى ، فهم وإن كانوا يسمونها بالصفات إلا أنهم في الحقيقة يثبتون ذوات متعددة قائمة بأنفسها ، وذلك محض الكفر ، فلهذا المعنى قال تعالى {ولا تقولوا ثلاثة انتهوا} .... وبالجملة فلا نرى مذهبًا في الدنيا أشد ركاكة وبعدًا عن العقل من مذهب النصارى ) ( التفسير الكبير 11 / 46 ) .

    وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره للآية : ( والنصارى مع فِرقهم مجمعون على التثليث ويقولون: إن الله جوهر واحد وله ثلاثة أقانيم فيجعلون كل أُقنُوم إلهاً ويعنون بالأقانيم الوجود والحياة والعلم, وربما يعبّرون عن الأقانيم بالأب والإبن ورُوح القُدُس فيعنون بالأب الوجود, وبالروح الحياة , وبالإبن المسيح, في كلام لهم فيه تخبط بيانه في أصول الدين ) .
    وقال شيخ ابن تيمية رحمه الله : ( فقد نهى النصارى عن الغلو في دينهم , وأن يقولوا على الله غير الحق .... وأمرهم أن يؤمنوا بالله ورسله . فبين أنه رسوله ( أي المسيح عليه السلام ) , ونهاهم أن يقولوا ثلاثة , وقال : انتهوا خيرًا لكم إنما الله إله واحد ) ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 2 / 251 ) .

    وقال تعالى : {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } المائدة73 .

    قال القرطبي رحمه الله في تفسيره للآية : (وذلك أنهم يقولون : إن الإبن إله والأب إله وروح القدس إله ) .

    إن الإسلام الحنيف قد بَيـِّنَ حقيقة التوحيد ومنافاة عقيدة التثليث للتوحيد , فالقول بالتثليث هو محض الكفر والشرك بالله , فهو ذريعة عظيمة لعبادة من سوى الله تبارك وتعالى , كعبادة النصارى للمسيح وللروح القدس بحجة أنهم أجزاء الله – تعالى الله في علاه - .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وقولهم - أي النصارى - : فالإله واحد , خالق واحد , رب واحد , هو حق في نفسه , لكن قد نقضوه بقولهم في عقيدة إيمانهم : " نؤمن برب واحد , يسوع المسيح ابن الله الوحيد , إله حق من إله حق , من جوهر أبيه , مساو الأب في الجوهر " . فأثبتوا هنا إلهين , ثم أثبتوا روح القدس إلهًا ثالثًا , وقالوا إنه مسجود له , فصاروا يثبتون ثلاثة آلهة , ويقولون : إنما نثبت إلهًا واحدًا , وهو تناقض ظاهر , وجمع بين النقيضين : بين الإثبات والنفي .
    ولهذا قال طائفة من العقلاء : إن عامة مقالات الناس يمكن تصورها إلا مقالة النصارى , وذلك أن الذين وضعوها لم يتصوروا ما قالوا , بل تكلموا بجهل , وجمعوا كلامهم بين النقيضين , ولهذا قال بعضهم : لو اجتمع عشرة نصارى لتفرقوا عن أحد عشر قولاً . وقال آخر : لو سألت بعض النصارى وامرأته وابنه عن توحيدهم لقال الرجل قولاً , وامرأته قولاً أخر , وابنه قولاً ثالثًا )
    ( الجواب الصحيح 2 / 27 ) .


    يتبع ..........
    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      أهلا" بك أخ أبو عبيدة

      هل أنت الأخ أبو عبيدة من منتدى الجامع القديم صاحب الرد على منيس عبد النور ؟؟

      بأي حال ..شرفت المنتدى وجزاك الله كل خير ..

      متابع معك إن شاء الله تعالى سلمت يداك.... أكمل.
      كتاب : البيان الصحيح لدين المسيح نسخة Pdf من المطبوع.
      الكتاب الجامع لكل نقاط الخلاف بين الإسلام والنصرانية .
      كتاب : هل ظهرت العذراء ؟ . للرد على كتاب ظهورات العذراء للقس عبد المسيح بسيط.
      مجموعتي الجديدة 2010 : الحوارات البسيطة القاتلة : (7 كتيبات تحتوي حوارات مبسطة).
      يمكنكم تحميل الكتب من : موقع ابن مريم

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحة الله وبركااته

        مرحبا بأخونا وأستاذنا أبوعبيدة

        الغائب الحاضر

        الغائب عنا بمقالاته المميزه والحاضر دائما بكتاباته الرائعة التى يرسخ بها فكرنا.

        -------------

        موضوع رائع

        كل عام وأنتم بخير وجزاك الله عنا خيرا.
        الـ SHARKـاوي
        إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
        ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
        فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
        فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
        ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

        تعليق


        • #5
          حياك الله استاذنا ابو عبيدة وكل عام وانت بخير تقبل الله منكم اعمالكم وجمعنا بكم في الفردوس الأعلى .
          بعد اذن الأحبة المشرفين والأعضاء الأفاضل رجاء كتابة تعليقاتكم على الموضوع على هذا الرابط
          https://www.hurras.org/vb/showthrea...8728#post18728
          والرجاء الألتزام منعا لأحراجنا بحذف اي مشاركه سواء من اخ ام من مسيحي ... اعان الله استاذنا الحبيب وجزاه الله خيرا وهدى به .

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

            بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,, أما بعد .


            فأتشرف كما يتشرف غيري من الإخوة بالكتابة في هذا المنتدى المبارك , جعلنا الله وإياكم من حراس العقيدة , ومن حماة هذا الدين , وإن كنت والله لست من العلماء الراسخين , بل أحسب نفسي من المتمسلمين !

            وبالنسبة للأخ الذي يسأل عني فأنا كنت أكتب في منتدى الجامع , لكني لم أرد على القس منيس عبد النور بل قساوسة أخرين .


            وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم , وأنوي إن شاء الله نقل السلسلة التي قمت بإعدادها في مختلف القضايا المتنازع عليها بين المسلمين والنصارى , وهى :

            1- ولا تقولوا ثلاثة ! ( الرد على كل من : القمص المشلوح / زكريا بطرس - الدكتور / هاني رزق الله - الأنبا شنودة وغيرهم , والبحث به كل ما تريد أن تعرفه عن التثليث دون الحاجة إلى أي مصادر أخرى ) .

            2- قال إني عبد الله ! ( الرد على رسالة تنصيرية تزعم ألوهية المسيح من القرآن الكريم ) .

            3- أإله مع الله ! ( الرد على القس يوسف رياض في كتابه : " أرني أين قال المسيح أنا الله أو اعبدوني " - وكتاب : " ما معنى المسيح ابن الله ؟ " تقديم نخبة من خدام الكنيسة ) .

            4- وما قتلوه وما صلبوه ! ( الرد على القس عوض سمعان في كتابه : " قضية صلب المسيح بين مؤيد ومعارض - وكتاب " حتمية كفارة المسيح " للقس جوش مكدويل ) .

            5- ولكن شبه لهم ! ( الرد على القس عبد المسيح بسيط في كتابه : " هل صُلب المسيح أم شبه لهم ؟ " ) .

            6- ثم يقولون هذا من عند الله ! ( الرد على القمص يوحنا فوزي في كتابه : " الكتاب المقدس هو الكتاب الإلهي الصحيح ويستحيل تحريفه " ) .

            8- ومبشرًا برسول ! ( وهو بحث في دلائل النبوة المحمدية ) .

            وكنت قد نشرت بعض المقالات من هذه السلسلة , لكن لم يتم إلى الأن نشرها منظمة .

            فأسأل الله أن أتمكن من نشرها , وأوصي المسلمين خيرًا بهذه السلسلة , فلا يوجد دليل عقلي أو نقلي أو تاريخي استدل به النصارى في القضايا السالف ذكرها إلا وتم طرحه ومناقشته بمنهجية نقدية علمية أسأل الله أن تكون خالصة له وحده .

            وبارك الله في الجميع , وتقبل الله منا ومنكم .

            تعليق


            • #7
              التثليث والإيمان بثلاثة أقانيم


              يقول العُـنصري / عزت أندرواس في موسوعته " موسوعة تاريخ أقباط مصر " على شبكة المعلومات الدولية موضحًا قانون الإيمان عندهم : ( دستور الإيمان الذى يؤمن به المسيحيين في العالم كله وأقرته المجامع المسكونية لكنائس العالم النيقاوي القسطنطيني والأفسسي :
              الإيمان : بالحقيقة أؤمـن .
              الإله الآب : بإله واحـد,الإله الآب , ضابط الكـلّ.
              الخـلق : خـالق السماء والأرض , ما يُرى وما لا يُرى .
              يسوع المسيح : وبرب واحد يسوع المسيح, ابن الله الوحيد, المولود من الآب قـبل كل الدهور, نور من نور, إله حق من إله حق , مولود غـير مخلوق, واحـد مع الآب في الجوهـر, الذي به كان كل شيء , الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء .
              التجسد : وتجسّد من الروح القـدس ومن مريم العـذراء, وتأنّس .
              الفـداء : وصُلِب عـنّا عـلى عهد بيلاطس البنطي , وتألّم , وقُـبر , وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب , وصعد إلى السماوات وجلس عن يمين الآب .
              الدينونة : وأيضًا يأتى في مجده ليدين الأحياء والأموات , الذى ليس لملكه إنقضاء .
              الروح القدس : نعم أؤمن بالروح القدس, الرب المحيى, المنبثق من الآب قبل كل الدهور.
              الثالوث القدوس : نسجد له ونمجده مع الآب والإبن, الناطق في الأنبياء .
              الكنيسة : وبكنيسة واحدة , مقدسة , جامعة , رسولية .
              المعمودية : وأعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا .
              القيامة : وأنتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي .
              هـذا هو الدستور ( القانون ) للإيمان وُضع عـلى مراحـل حسب ظهـور الهرطقات في الأزمنة القديمة واضطـرار الكنيسة للدفاع عـن إيمانها فإجتمع رأيهم على إصدار هذا القانون بحيث يعتبر من لا يؤمن به لا يعتبر مسيحياً ...وقـد سُمّى بالنيقاوي القسطنطيني لأن قسمـًا منه وُضع في المجمـع المسكوني الأول الذي انعـقد عام 325 م في نيقـية, ثم أُكمـل الجزء الأخير منه في المجمـع المسكوني الثاني الذي انعقد عام 381م في القسطنطينية
              ) .

              وجاء في كتاب " خلاصة تاريخ المسيحية في مصر " : ( كنيستنا المستقيمة الرأي التي تسلمت إيمانها من كيرلس وديسقوروس , ومعنا الكنائس الحبشية , والأرمنية والسريانية الأرثوذكسية , تعتقد أن الله ذات واحدة مثلثة الأقانيم , أقنوم الآب , وأقنوم الإبن , وأقنوم الروح القدس , وأن الأقنوم الثاني إي أقنوم الإبن تجسد من الروح القدس , ومن مريم العذراء , مصيرًا هذا الجسد معه واحدًا وحدة ذاتية جوهرية منزهة عن الإختلاط والإمتزاج والإستحالة بريئة من الإنفصال وبهذا الإتحاد صار الإبن المتجسد طبيعة واحدة من طبيعتين , ومشيئة واحدة ) ( الصلب والثليث في ميزان الإسلام ص 10 ) .

              ويقول مقدس النصارى " أثناسيوس الرسولي " والملقب بحامي الإيمان في قانونه الأثناسي الشهير : ( إن للآب أقنومًا متميزاً والإبن أقنومًا متميزا ً، والروح القدس أقنوما متميزا كذلك. ولكن الآب والإبن والروح القدس لاهوت واحد ، ومجد متساوي ، وجلال أبدي ، الآب غير محدود والإبن غير محدود ، والروح القدس غير محدود ، لكن ليسوا ثلاث آلهة غير محدودين ) .

              ويقول الأسقف / ألكسندر ميل ينت في كتابه " مباديء الإيمان الأرثوذكسي " ص 3 : (نحن نؤمن بأن الله واحد في جوهره وهو ثالوث في وحدانية ( الحقيقة أن الله ثالوث هو الآب والإبن والروح القدس ) الآب والإبن والروح القدس هو ثالوث واحد في الجوهر غير منقسم ولا منفصل. الآب لم يولد ولم ينبثق عن أحد , الإبن خالد وُلِدَ من الآب , والروح القدس خالد ومنبثق عن الآب.
              نؤمن بأن كل أشخاص الثالوث القدوس متساوون في الكمال والقوة والعظمة. ونحن نؤمن بأن الآب إله تام والإبن إله تام والروح القدس إله تام ولذلك في الصلوات, نعظم وبتوافق الآب والإبن والروح القدس كإله واحد
              ) .

              ويقول نخبة من خدام الإنجيل في مقدمة كتابهم " ما معنى المسيح ابن الله ؟ " ص 6: ( ولا تناقض بين الوحدانية وبين ما يسمى في المسيحية بالأقانيم , لأن الله واحد في جوهره وجامع في أقانيمه , وتعلن المسيحية أن عدد الأقانيم ثلاثة : الآب والإبن والروح القدس (متَّى 28 : 19) لا ثلاثة آلهة بل إله واحد , جوهر واحد , لاهوت واحد . ثلاثة أقانيم متحدون بغير امتزاج ومتميزون بغير انفصال كل أقنوم أزلي , أبدي , غير محدود , لا يتحيز بمكان أو زمان ,كلي العلم , كلي القدرة , كلي السلطان , لأن الأقانيم ذات واحدة ) .

              وتعتقد الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية بأن للأقنوم الثاني طبيعتين ومشيئتين مخالفة بذلك الكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية والحبشية والسريانية , من هذا ترى أن الكنائس كلها تعتقد التثليث , وهذا موضع اتفاق , ولكن موضع الخلاف بينهما هو العنصر الإلهي في المسيح ( زعمًا ) , أهو للجسد الذي تكون من روح القدس ومن مريم العذراء الذي باختلاطه بالعنصر الإلهي صار طبيعة واحدة (من طبيعتين) ومشيئة واحدة , أم أن الأقنوم الثاني له طبيعتان ومشيئتان ؟!
              لذلك لما رأى البروتستانت أن بيان علاقة الإتحاد لا يخلو من الفساد البـيِّن تركوا آراء الأسلاف وعجزوا أنفسهم واختاروا السكون عن بيانها وعن بيان العلاقة بين الأقانيم الثلاثة .

              وسوف نبحث هذه العلاقة عند مناقشتنا أدلة النصارى العقلية على التثليث .


              يتبع .....

              تعليق


              • #8
                أدلة النصارى النقلية على عقيدة التثليث



                من الطبيعي والمتوقع ونحن نتحدث عن أهم عقائد النصرانية ، أي التثليث أن نجد ما يؤصله في عشرات النصوص الواضحة والواردة على لسان الأنبياء ثم المسيح ثم تلاميذه من بعده بأعلى مراتب التواتر والصحة .لكن عند التصفح الدقيق لما بين دفتي الكتاب المقدس فإنا لا نجد الدليل الصريح الذي نبحث عنه ، لا في العهد القديم ، ولا في العهد الجديد .



                1- النصوص التوراتية وعقيدة التثليث


                تعلق النصارى ببعض النصوص التوراتية وزعموا أنها إشارات إلى التثليث , منها استخدام بعض النصوص صيغة الجمع العبري (ألوهيم) عند الحديث عن الله كما في مقدمة سفر التكوين : " في البدء خلق الله السماء والأرض" (التكوين1/1)، وفي النص العبري"ألوهيم" أي: (الآلهة) , ومثله في استخدام ما يدل على الجمع في أفعال منسوبة لله كقول التوراة أن الله قال: "هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" (التكوين11/7).

                ومن الإشارات التوراتية أيضاً لتثليث الأقانيم قول الملائكة : " قدوس، قدوس، قدوس، رب الجنود" (إشعيا6/3)، فقد كرر ذكر كلمة قدوس ثلاث مرات، ومثله قالت الحيوانات التي رآها يوحنا في رؤياه: " قدوس، قدوس، قدوس، الرب الإله القادر على كل شيء" (الرؤيا 4/8) .

                وبداية يعترف النصارى بأن ليس في هذه النصوص ما نستطيع أن نعتبره دليلاً صريحاً على التثليث الذي تنقضه النصوص التوحيدية الصريحة في العهد القديم والتي سيأتي بيانها ، كما لم يفهم سائر قراء العهد القديم شيئاً عن تلك التي يعتبرها النصارى إشارات على التثليث. ويعترف بذلك القس بوطر في رسالته الصغيرة " الأصول والفروع " ، فيقول : ( بعدما خلق الله العالم ، وتوج خليقته بالإنسان لبث حيناً من الدهر لا يعلن له سوى ما يختص بالوحدانية كما تبين ذلك من التوراة على أنه لا يزال المدقق يرى بين سطورها إشارات وراء الوحدانية ، لأنك إذ قرأت فيها بإمعان تجد هذه العبارات "كلمة الله" أو "حكمة الله" أو "روح الله" ولم يعلم من نزلت إليهم التوراة ما تكنه هذه الكلمات من المعاني , لأنه لم يكن قد أتى الوقت المعين الذي قصد الله فيه إيضاحه على وحه الكمال والتفصيل, ومع ذلك فمن يقرأ التوراة في ضوء الإنجيل يقف على المراد ، إذ يجدها تشير إلى أقانيم اللاهوت ) .

                وهنا يتساءل المرء لم ألغز الله تثليث أقانيمه عن موسى وبني إسرائيل ؟ ، ولم كان سببًا لضلالهم بما أوحاه لهم من نصوص موحدة تنفي عقيدة التثليث ؟ ، وهل سيغفر لهم ولغيرهم أنهم لم يهتدوا إلى حقيقة المراد من هذه الألغاز؟!

                لقد نظر المحققون فيما أسمته النصارى إشارات التوراة ، فوجدوا من النصارى لها تمحلاً لا تقبله الأذواق السليمة ، ولا ترتضيه دلالات الكلام وتناسق السياق.إن غاية ما يمكن أن تدل عليه هذه النصوص تعدد الآلهة ، من غير تحديد لها بالتثليث أو التربيع أو غيره.والجمع الوارد في مثل قوله: (ألوهيم، هلم ننزل ونبلبل) هو جمع تعظيم لا يفيد الكثرة ، وقد اعتادت الأمم التعبير عن عظمائها باستخدام جمع التعظيم ، فيقول الواحد: نحن، ورأينا، وأمرنا، ومقصده نفسه، ولا يقهم منه مستمع أنه يتحدث عن ذاته وأقانيمه الأخرى.

                واستخدام صيغة الجمع للتعظيم لا العدد معروف حتى في الكتاب المقدس ، وله صور منها قصة المرأة التي رأت روح صموئيل بعد وفاته ، فعبرت عنه باستخدام صيغة الجمع ، تقول التوراة: " فلما رأت المرأة صموئيل صرخت بصوت عظيم..فقالت المرأة لشاول: رأيت آلهة يصعدون من الأرض ، فقال لها: ما هي صورته؟ فقالت: رجل شيخ صاعد ، وهو مغطي بجبّة. فعلم شاول أنه صموئيل" (صموئيل (1) 28/12-14) ، فقد كانت تتحدث عن صموئيل ، لقد رأته على هيئة رجل شيخ، وتستخدم مع ذلك صيغة الجمع (آلهة)، فالجمع لا يفيد العدد بالضرورة.

                وعندما عبد بنو إسرائيل العجل ، وهو واحد سمته التوراة آلهة مستخدمة صيغة الجمع في ثلاثة مواضع ، تقول: " فأخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالإزميل، وصنعه عجلاً مسبوكاً، فقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر....صنعوا لهم عجلاً مسبوكاً، وسجدوا له، وذبحوا له، وقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر" (الخروج 32/4-8)، ويمضي السفر ليؤكد أصالة استعمال الجمع الذي يراد منه الواحد، فيقول: "رجع موسى إلى الرب، وقال: آه قد أخطأ هذا الشعب خطية عظيمة وصنعوا لأنفسهم آلهة من ذهب" (الخروج 32/31).ومثله تجد هذا الاستخدام عند المسلمين كما في قول الله عز وجل : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9، فالمقصود هو الله الواحد العظيم.

                هذا وقد كان لي مناظرة مع نصراني عن التثليث في وجود بعض ممن يجيدون اللغة العبرية, فزعم وزعمه باطل أن التثليث له أصل في العهد القديم , فقال لي : ( في البدء خلق الله السموات والارض ( تكوين 1 : 1) , وتأتي كلمة ( الله ) في اللغة العبرية ( إلوهيم ) ومعناها ( آلهة ) بصيغة الجمع وتسبقها ( خلق ) بصيغة المفرد ؟! مع العلم ان اللغة العبرية ( مثلها مثل كل اللغات السامية القديمة ) ليس فيها الجمع للتفخيم ؟!
                فقلت له : ويستمر التدليس ! , وحتى لا نلقي بعضنا البعض بالحجارة , فنحن نتحدث عن لغة , أليس كذلك ؟ , لغة تحكمها تراكيب ومصادر ومعاجم وقواميس , ولا دخل للهوى أو للإدعاءات فيها , لذا أنا أناشد وأطلب من كل من له علم باللغة العبرية أن يؤيد الأستاذ فيما قاله إذا كان صحيحًا , وبالفعل عجز الحاضرون عن الرد والتأييد , ثم قلت له : في مناظرة العلامة ديدات مع قسيسكم أنيس شورش والتي كانت بعنوان ( هل المسيح هو الله ؟ ) قال شورش نفس ما ادعايته أنت , فقام العلامة ديدات بإفحامه واعطائه من الحجج ما جعل القس أنيس يصمت عن دعواه إلى نهاية المناظرة , ولم يجرؤ حتى أن يدافع عن موقفه , وبَـيَّنَ ديدات- رحمه الله – أن جمع التعظيم موجود في العبرية كما في العربية , ولم يستطع أحد أن يفتح فمه بكلمة تنقض دعوى ديدات !

                وأما التكرار ثلاث مرات في قول الملائكة أو حيوانات رؤيا يوحنا وأمثال ذلك " قدوس , قدوس , قدوس " ، فلا يصلح في الدلالة في شيء . فلو اطرد الإستدلال على هذه الكيفية فلسوف نرى تربيعاً وتخميساً وغير ذلك من التعداد للآلهة ، فلئن وردت كلمة "قدوس" مثلثة مرتين في الكتاب المقدس ، فإنها وردت مفردة نحو أربعين مرة ، وإنما يراد من التكرار التأكيد كما في نصوص إنجيلية وتوراتية كثيرة ، منها قول اليهود: " فصرخوا قائلين: اصلبه، اصلبه" (لوقا 23/21)، ونحوه في سؤال المسيح لبطرس ، فقد كرره ثلاث مرات : " فبعدما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس: يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟ قال له: نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك... قال له أيضاً ثانية: يا سمعان بن يونا أتحبني؟... قال له ثالثة: يا سمعان بن يونا أتحبني؟ فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة : أتحبني" (يوحنا21/15-17).

                يتبع .......

                تعليق


                • #9
                  2- النصوص الإنجيلية وعقيدة التثليث



                  ويرى النصارى أن ثمة أدلة على التثليث في أسفار العهد الجديد أصرح وأوضح من تلك التي وردت في التوراة منها أنه : " لما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ، وإذا السماوات قد انفتحت له ، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة ، وآتياً عليه ، وصوت من السماء قائلاً: هذا هو ابني الحبيب والروح الذي سررت به" (متَّى 3/16-17).فقد جمع النص الآب والإبن الحبيب والروح النازل مثل الحمامة . ومثله يقول بولس: "بنعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين" (كورنثوس (2)13/14).

                  لكن المتأمل في نص متَّى يضرب من العجب كفًا بكف لأنه يرى ثلاث ذوات تمايزت بالأسماء والأعمال فكيف بعد ذلك يقال عنها بأنها وحدة واحدة؟! , فليس في الكتاب المقدس سوى نصين فقط ذُكر فيهما عناصر التثليث الثلاث جنباً إلى جنب ، وهما نص الشهود الثلاثة في رسالة يوحنا الأولى وخاتمة إنجيل متَّى .



                  * نقد الإستدلال بنص الشهود الثلاثة على التثليث



                  وهو أول النصين وأصرحهما ، وهو ما جاء في رسالة يوحنا الأولى في قول يوحنا: " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم الواحد" (يوحنا(1) 5/7).

                  وعلماء النصرانية قد اعترفوا أن هذا النص محرف ودخيل على الكتاب المقدس ولم يعرفه المسيحيون الأوائل كنص أو كعقيدة ولذلك أزالوه من جميع الترجمات والنسخ الحديثة بشتى اللغات ، فكما وضعوه بأيديهم أزالوه أيضًا بأيديهم !

                  يقول المعلقون على النسخة الكاثوليكية للكتاب المقدس الصادرة عن دار المشرق ص 764 في مقدمتهم للرسالة الأولى ليوحنا ما نصه :

                  " ولكن هناك فقرة كانت في الماضي موضوع مناظرة مشهورة . ومن الأكيد أنها غيرمثبتة. إنها جملة معترضة وردت في 5 : 6-8 ، وهي التي بين قوسين في هذه الجملة (الذين يشهدون هم ثلاثه في السماء وهم الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد والذين يشهدون هم ثلاثة في الأرض الروح والماء والدم ، وهؤلاء الئلاثة هم متفقون ) . لم يرد هذا النص في المخطوطات في ما قبل القرن الخامس عشر ، ولا في الترجمات القديمة ، ولا في أحسن أصول الترجمة اللاتينية ، والراجح أنه ليس سوى تعليق كُتب في الهامش ثم أُقحم في النص في أثناء تناقله في الغرب " .

                  ويقول القس /جون ستون صاحب " التفسير الحديث للكتاب المقدس " ما نصه :

                  " هذا العدد بأكمله يمكن اعتباره تعليقًا إو إضافة بريق ولمعان ويشبهها في ذلك عبارة في الأرض في العدد الثامن ويدعو "بلمر" هذه القراءة أنها لا يمكن الدفاع عنها ويسجل أدلة في عشرة صفحات على أنها مفبركة .... فهذه الكلمات لا توجد في أي مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر وقد ظهرت هذه الكلمات أول ما ظهرت في مخطوطة لاتينية مغمورة تنتمي إلى القرن الرابع ثم أخذت طريقها إلى النسخة المعتمدة وذلك بعد أن ضمها ايرازمس في الطبعة الثالثة لنسخته بعد تردد . ولا شك أن كاتب تأثر بالشهادة المثلثة التي في العدد الثامن وفكر في الثالوث لذلك اقترح شهادة مثلثة في السماء أيضًا والواقع أن تحشيته ليست موفقة , فالإنجيل لا يعلم أن الآب والإبن والروح القدس يشهدون جميعًا للإبن ولكنه يعلم أن الآب يشهد للإبن عن طريق الروح القدس ".( التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 141 ) .

                  لقد أُزيل هذا النص من الترجمات العربية الحديثة مثل الترجمة الكاثوليكية المسكونية والترجمة العربية المشتركة , أما في الترجمة التفسيرية الحديثة للكتاب المقدس والمعروفة باسم " كتاب الحياة " فتارة يقوم علماء المقدس بحذف النص محل البحث نهائيًا وتارة يقومون بوضعه بين قوسين , ومعروف عند علماء نقد النصوص الكتابية أن النص الموضوع بين الأقواس ليس له وجود في أقدم المخطوطات إنما هو حاشية تفسيرية أضافها الناسخ بيده للمتن !



                  * نقد الإستدلال بخاتمة إنجيل متَّى على التثليث



                  وأما النص الثاني فهو ما جاء في خاتمة إنجيل متَّى من أن المسيح قبيل صعوده إلى السماء "كلمهم قائلاً: دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن وروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين" (متَّى 28/ 18-20).

                  وأول نقد يتوجه لهذه الفقرة أنها رغم أهميتها لم ترد في الأناجيل الثلاثة الأخرى التي اتفقت على إيراد قصة دخول المسيح أورشليم راكباً على جحش. فهل كان ركوبه على جحش أهم من ذكر التثليث فلم يذكره سوى كاتب إنجيل متَّى .

                  هذه الفقرة دخيلة ومحرفة إذ يقول علماء الكتاب المقدس : ( وقيل إن هذه الكلمات لم تكن أساسًا جزء من النص الأصلى لإنجيل متَّى لأن يوسيبيوس اعتاد في كتاباته أن يقتبس متَّى 28 : 19 في صيغتها المختصرة : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى " ) ( التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 462 ) .

                  وجاء في دائرة المعارف البريطانية (1929 , الطبعة الرابعة عشر جـ13, صفحة 23 ) : (وهذا واضح ومسلم لدى الناقدين العادلين الأحرار أن سند كلمة أو جملة " تعميد التثليث " لم يصل إلى المسيح ) .

                  إن الفقرة محل البحث حتى وإن ثبت صحتها ليس بها أدنى فكرة عن التثليث , فعقيدة التثليث كما بيِّنا تشير إلى أن الآب إله والإبن إله والروح القدس إله وأنهم ليسوا ثلاثة إلهه بل إله واحد , فهم أقانيم ذاتية متميزة غير منفصلة لذات إلهية واحدة على حد زعم النصارى , فأين نجد هذه العقيدة على لسان المسيح عليه السلام في الأناجيل أو في النص محل البحث ؟!

                  إن الفقرة محل البحث ليست إلا مباركة جاء مثلها في رسالة بولس إلى تيموثاوس: "أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين…" (تيموثاوس(1) 5/21) فإن أحداً لم يفهم من النص ألوهية الملائكة أو أنهم الأقنوم الثالث ، وما يقال في نص بولس يقال في نص إنجيل متَّى !

                  فإنه ليس في الفقرة ما يسلم بأنها حديث عن ثالوث أقدس اجتمع في ذات واحدة ، بل هي صريحة في أن كل واحد من هذه الثلاثة هو غير الآخر تماماً لأن العطف يقتضي المغايرة ، والمعنى الصحيح : "اذهبوا وتلمذوا وعمدوا باسم الله ورسوله عيسى والوحي المنزل عليه بتعاليم الله عز وجل" , هذا هو معنى الفقرة الذي لا غضاضة فيه ولا ينكر معناه إلا مماحك , قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( بل ظاهر هذا الكلام أن يعمدوهم باسم الآب الذي يريدون به الرب , والإبن الذي يريدون به في لغتهم المربي , وهو هنا المسيح , وهو الروح القدس الذي أيد الله به المسيح من الملك والوحي وغير ذلك, وبهذا فسر هذا الكلام من فسره من أكابر علمائهم ) ( الجواب الصحيح 2/110).

                  وهذا الأسلوب في التعبير معهود في اللغات والكتب وقد جاء في القرآن الكريم : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء136. وغير ذلك من الآيات القرآنية.

                  فأين الإدعاء أن الثلاثة واحد , أو أن الثلاثة يمثلون أقانيم متوحدة في الجوهر أو أن الثلاثة يمثلون تركيب الإله ؟! , لقد عاش المسيح عليه الصلاة والسلام يكرز ويبشر لدعوة التوحيد طيلة عمره لذا تجدها واضحة جليه فيما تبقى من تعاليمه الصحيحة بالأناجيل , ولو كان التثليث دعوته , لرأينا ذلك التعليم مبينًا بأقصى درجات الوضوح والشفافية , ولكننا لم نره ولن نره , إذ كيف يبشر المسيح بعقيدة وهو لا يعلم عنها شيئًا , بل أقرت هذه العقيدة المجامع الكنسية بعد رفعه عليه السلام بمئات السنـين ؟!

                  يقول القمص المطموس / زكريا بطرس في كتابه " الله واحد في ثالوث " في ص 8 : (قال السيد المسيح لتلاميذه : " اذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب والإبن والروح القدس " . فالواحدانية واضحة من قوله عمدوهم باسم ولم يقل بأسماء لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة لها ثلاثة أسماء ) .

                  وقد رد على هذا المطموس أحد أساتذتنا فقال: ( القمص ومن ينخدع بكلامه يريد أن يقول أن ورود كلمة اسم بصيغة المفرد يثبت وحدانية الثالوث , ونبحث في الكتاب المقدس نجد أن كلام القمص لا يصمد أمام هذه النصوص من كتابه المقدس :

                  النص الأول التكوين 48 : 66 : ( وَأَمَّا أَوْلاَدُكَ الَّذِينَ تَلِدُ بَعْدَهُمَا فَيَكُونُونَ لَكَ. عَلَى اسْمِ أَخَوَيْهِمْ يُسَمُّونَ فِي نَصِيبِهِمْ ) . لاحظ هنا أن ( إسم ) مفرد منسوبة إلى أخوين هل معنى ذلك أن هناك وحدة بين هذين الأخوين ؟!

                  النص الثاني التثنية 7 : 24 : (24وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلى يَدِكَ فَتَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لا يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ حَتَّى تُفْنِيَهُمْ ) .لم يقل النص ( اسمائهم ) بل قال ( اسمهم ) بالمفرد هل معنى ذلك أن هؤلاء الملوك واحد ؟

                  النص الثالث التثنية 9 : 14 : ( 14أُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ وَأَجْعَلكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ ) . الحديث عن شعب كامل ولكن النص يذكر اسمهم بالمفرد وليس اسمائهم هل معنى هذا أن الشعب واحد ؟!

                  النص الرابع يشوع 23 : 7 : (7حَتَّى لاَ تَدْخُلُوا إِلَى هَؤُلاَءِ الشُّعُوبِ أُولَئِكَ الْبَاقِينَ مَعَكُمْ, وَلاَ تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهِمْ وَلاَ تَحْلِفُوا بِهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا) , هنا الكارثة الكبرى آلهة كثيرة يعبدها كفار يذكر النص اسمهم بضيغة المفرد , فلو طبقنا قاعدة القمص فهذا النص دليل على وحدانية هذه الآلهة ! ) .


                  يتبع .......

                  تعليق


                  • #10
                    الأدلة النقلية على عقيدة التوحيد



                    1- النصوص الموحدة في العهد القديم

                    تتلألأ دعوة التوحيد في العهد القديم ، وتنطق بها النبوات ، وتكثر حولها وصاياهم لأنها دعوتهم الحقيقة ، وتتسابق النصوص وهي تؤكد أصالة هذا المعتقد ، منها :

                    - ما جاء في سفر التثنية من وصايا موسى التي كتبها الله لموسى على لوحي الحجر، وأر بين إسرائيل بحفظها، وجاء المسيح بعده فأكد عليها : "اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا واحد، فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك، ولتكن هذا الكلمات التي أوصيك بها اليوم على قلبك، وقُصّها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يديك، ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (التثنية 6/4-9).

                    - " أنا هو الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي" (التثنية 5/6).

                    - ومنها وصية الله لموسى وبني إسرائيل: " أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك إلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً، ولا صورة ما ، مّما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض" (الخروج 20/2-4).

                    - وجاء في مزامير داود: " كل الأمم الذين صنعتهم يأتون ويسجدون أمامك يا رب ويمجدون اسمك، لأنك عظيم أنت، وصانع العجائب. أنت الله وحدك" (مزمور 86/9-10) هو وحده الله، وليس يشاركه في اسمه أو ألوهيته أحد، بما في ذلك المسيح عليه السلام.

                    - وجاء في إشعيا: " يقول الرب:…قبلي لم يصور إله، وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب، وليس غيري مخلص، أنا أخبرت وخلصت و…" (إشعيا 43/10-12).
                    - و"أيها الرب إلهنا خلصنا من يده، فتعلم ممالك الأرض كلها أنك أنت الرب وحدك" (إشعيا 37/20).

                    - "أنا الرب صانع كل شيء، ناشر السماوات وحدي باسط الأرض، من معي؟!" (إشعيا 44/ 24)، فأين هذا ممن جعل الواحد ثلاثة ، وأوكل الخلق إلى غيره؟!

                    - "أنا الرب وليس آخر، لا إله سواي" (إشعيا 45/5).

                    - وجاء في نبوة إشعيا : " يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود: أنا الأول وأنا الآخر، ولا إله غيري. ومن مثلي ينادي، فليخبر به ويعرضه لي.. هل يوجد إله غيري، ولا صخرة لا أعلم به" (إشعيا 44/6-9).

                    - ومثله كثير في أسفار العهد القديم (انظر ملاخي 2/10، ملوك(1)8/27، …).



                    2- النصوص الموحدة في العهد الجديد

                    بعيدًا عن تلك الفكرة المفترضة عن ذات الله , أعطانا المسيح ما له وما عليه , ففي إنجيل مرقس لما سأله واحد من الكتبة قائلاً ( أية وصية هى أعظم الكل ؟ ) فأجاب مصرحًا بما يؤمن به وبما بعث به وله عليه الصلاة والسلام قائلاً : ( إن أول الوصايا هى اسمع يا اسرائيل : الرب إلهنا اله واحد . وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هى الوصية الأولى ) مر 12 : 28 - 34 .
                    إن الداعي إلى دعوة أو إلى عقيدة ما سرعان ما يحمى صدره متلفظًا بها كلما أُتيحت له الفرصة للبوح بها , فلماذا لم يدع المسيح عليه الصلاة و السلام الناس إلى ذلك التثليث إذا كان قد جاء من أجله ؟ , أربع أناجيل ولا يوجد فيها تعليم واحد مع شرحه لعقيدة نسبت إليه عليه الصلاة والسلام , بل نسب هو إليها لأنه ضلع فيها !

                    وكذا جاءت أسفار العهد الجديد تؤكد تفرد الخالق بالألوهية والربوبية وتذكر ذلك على لسان المسيح وحواريه.

                    - يقول المسيح: " ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد، الذي في السماوات. ولا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد، المسيح". (متَّى 22/9-10).

                    - ومن ذلك أيضاً ما جاء في إنجيل متَّى: " وإذا واحد تقدم وقال له: أيها المعلم الصالح، أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟ فقال له: لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحد صالحاً إلا واحد، وهو الله" (متَّى 19/17).

                    - وكذا قول المسيح : " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يوحنا 17/2-3) ، فليس من إله على الحقيقة إلا هو تعالى، سبحانه.

                    - ولما جرب الشيطان يسوع وقال له: " أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي. حينئذ قال له يسوع: اذهب يا شيطان. لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (متَّى 4/10، ومثله في لوقا 4/8).

                    - وقال المسيح لليهود : " أنتم تعملون أعمال أبيكم.فقالوا له: إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد، وهو الله. فقال لهم يسوع: لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني ، لأني خرجت من قبل الله وأتيت ، لأني لم آت من نفسي، بل ذاك أرسلني" (يوحنا 8/41-42).

                    - وقد شهد الجميع أنه بشر نبي من عند الله : " أخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه" (لوقا 7/13).

                    وأيضًا : " فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم" (يوحنا 6/14) , وأيضًا : " ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة : من هذا , فقالت الجموع : هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل "( متَّى 21 : 10-11 ) .

                    - وساوى المسيح بينه وبين الناس لكيلا يتقولوا عليه الباطل , فيقولون أنه إله أو ابن إله : "إني ذاهب إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يوحنا 20/17). وبَـيَّنَ مكانته الحقيقة في العديد من المناسبات : " انه ليس عبد أعظم من سيده ولا رسول أعظم من مُرسله " ( يوحنا 14 : 16 ) , وقال : " الله لم يره أحد قط " ( يوحنا 1 : 18 ) .وقال أيضًا :" أبي أعظم مني " ( يوحنا 14 : 28 ) . إذًا فهو ليس مساو لله في الجوهر ولا هو إله حق من إله حق .

                    لقد بـَيَّنَ المسيح أن الله ذات , وأن المسيح ذات أخرى , فهما اثنان وليسا واحدًا , ومحال أن يكون الإثنان واحدًا . فلقد قال للفريسيين : ( في ناموسكم مكتوب أن شهادة رجلين حق : أنا هو الشاهد لنفسي . ويشهد لي الآب الذي أرسلني )( يو 8 : 17 -18) , إن هذا القول واضح تمامًا لدرجة أنه لم يعد يقبل أي تعليق !

                    كذلك بَـيَّنَ المسيح أن لله مشيئة , وللمسيح مشيئة أخرى , وهو ككل عبيد الله الصالحين يجاهد دائمًا لتتطابق مشيئته مع مشيئة الله . وتلك مرتبة الرضا الكامل بقضاء الله والتي لا ينالها إلا العباد المخلصون , فحين أحس بالخطر يتهدده : ( كان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن , وقال : أيها أبا الآب , كل شيء مستطاع لك , فأجز عني هذه الكأس . ولكن ليكن لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت ) ( مرقس 14 : 35 – 36 ) .

                    فكيف يدعي النصارى أنه والله واحد , وهو الذي فرق ( أي المسيح عليه السلام ) في كل أقواله وأفعاله بين نفسه وبين الله ؟! بل كان يصلي لله خاشعًا له , ويتوجه إليه بالدعاء عند الحاجة , فهل كان يصلي لنفسه ويتحدث مع نفسه وحاشاه عليه السلام أن يكون مجنونًا ؟! : ( في تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي , وقضى الليل كله في الصلاة لله) ( لوقا 6 : 12 ) .



                    يتبع .....

                    تعليق


                    • #11
                      أدلة النصارى العقلية على التثليث



                      يستدل النصارى على عقيدة الثليث عقليًا بعدة أدلة عجيبة وغريبة , نستعرضها من خلال أقوالهم :

                      يقول القمص المطموس / زكريا بطرس في كتابه " الله واحد في ثالوث " ص 3 :
                      ( إن عقيدة الثالوث لا تعنى مطلقاً أننا نؤمن بوجود ثلاثة آلهة كما يتوهم البعض، ولكن مفهوم هذه العقيدة هو أن الله الواحد: موجود بذاته، وله كلمة، وله روح كما سنوضح فيما يلي:
                      *فالله موجود بذاتـه: أي أن الله كائن له ذات حقيقية وليس هو مجرد فكرة بلا وجود. وهذا الوجود هو أصل كل الوجود. ومن هنا أعلن الله عن وجوده هذا بلفظة (الآب) [ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود].
                      *والله ناطق بكلمته: أي أن الله الموجود بذاته هو كائن عاقل ناطق بالكلمة وليس هو إله صامت ، ولقد أعلن الله عن عقله الناطق هذا بلفظة (الإبن) [كما نعبر عن الكلمة الخارجة من فم الإنسان: بقولنا "بنت شفة" ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود].
                      * والله أيضا حي بروحه: إذ أن الله الذي يعطي حياة لكل بشر لا نتصور أنه هو نفسه بدون روح! ولقد أعلن الله عن روحه هذا بلفظة (الروح القدس) ) .

                      ويقول البابا شنودة في كتيـبه ( القرآن والمسيحية ) ص 13 : ( ... أما ثالوث المسيحية فغير ذلك كله , نقول فيه باسم الآب والإبن والروح القدس , إله واحد آمين , فالله هو جوهر إلهي أو ذات إلهية له عقل , وله روح , والثلاثة واحد ! ) , ثم أخذ يبرر قائلاً : (كالنار لها ذات هى النار , وتتولد منها حرارة , وينبثق منها نور , والنار بنورها وحرارتها شيء واحد ) , وضرب مثلاً بالإنسان وعقله وفكره ووصف الله تعالى بأنه جوهر وله عقل وروح !

                      ويقول د. هاني رزق الله في كتابه ( ما معنى أن يسوع المسيح هو ابن الله ؟ ) ص 6 : (إن فكرة الإله الواحد المثلث الأقانيم تتمشى مع كل شيء حولنا , وإن كل شيء حولنا مركب , حتى الذرة في ذاتها عالم مستقل والإنسان نفسه كائن مركب له جسد يأكل وينام وله نفس مكونة من فكر وإرادة وعاطفة وله روحح تتصل بخالقها . إن الواقع الذي حولنا يقودنا إلى وجود إله خالق صاحب وحدانية جامعة وليست بسيطة , كما أن كل خلائقه مركبة وليست بسيطة ) .

                      لا تخرج دعوى النصارى العقلية للإستدلال على عقيدة التثليث إلا عن هذه الدعاوى السالف ذكرها , ونبين زيفها إن شاء الله قائلين :

                      بالنسبة لمقولة النصارى أن الله موجود بذاته ناطق بعقله حي بروحه , إن كان بطرس يقصد بها أن الأقانيم عبارة عن صفات لله ، فهي مقولة ساقطة من وجوه عديدة أذكر بعضها فقط :

                      * أولاً : أن الصفة لا تكون إلهًا يخلق ويرزق ويحيي ويميت , والأقنوم الثاني والثالث عندكم إله يخلق ويرزق ويحيي ويميت . وكيف تكون الصفة إله حق من إله حق و من نفس الجوهر ؟

                      * ثانيًا : أن الصفة قائمة بالموصوف فلا تفارقه ولا يعقل أن يكون زيد في القاهرة وعلمه أو كرمه في الأسكندرية ، وعندكم في قانون الإيمان أن الإبن نزل إلى الأرض وتألم وصلب وقبر ثم قام وصعد ليجلس عن يمين الآب ، فهل هذا الكلام يليق بصفة لله أم بإله آخر مع الله ؟! كما أن الصفة ليست جوهرًا قائمًا بنفسه , وأنتم أثبتم ثلاثة جواهر , آب وإبن وروح قدس !

                      * ثالثًا : معلوم أن الله محيط بعلمه وقادر بقوته ورؤوف برحمته وسيد بهيمنته وسيطرته ... إلخ , فلماذا تخص يا بطرس صفاته بثلاثة فقط ، أم أنه التحزب الأعمى لإثبات عقيدة لا يمكن إثباتها !

                      * رابعًا : أن لله تبارك وتعالى كلمات كثيرة لا نهاية لها , وفي الكتب الإلهية كالتوراة أنه خلق الأشياء بكلامه وأومره ( راجع رسالتنا " قال إني عبد الله " - فصل : في قولهم "كلمة الله" ) , ومعلوم أن المسيح ليس هو كلمات كثيرة بل غايته أن يكون كلمة واحدة إذ هو مخلوق بكلمة من كلمات الله عز وجل ولهذا سمي كلمة الله . ولو كان المسيح يمثل نطق الله وكلمته الذاتية الداخلية , إذًا فالله قد فقد النطق حين نزلت كلمته على الأرض , وإذا كان الأمر كذلك فمن الذي قال : " هذا هو ابني الحبيب والروح الذي سررت به" (متَّى 3/16-17) ؟ هل يعقل أن يكون المسيح هو الذي قال هذا وهو الذي قيل فيه هذا؟! وهل فقد الله نطقه عندما ماتت كلمته على الصليب ؟! وقبل ولادة هذه الكلمة هل كان الله يعجز عن النطق ؟!

                      * خامسًا : حياة الله صفة له وليست منبثقة منه , بل هى قائمة به لا تخرج عنه البتة , وهى صفة لازمة له لا تتعلق بغيره , وأنتم جعلتم روح القدس التي ادعيتم أنها حياته ناطقًا في الأنبياء وحياة الله صفة قائمة به لا تحل في غيره .

                      * سادسًا : لنستعرض الأن ما جاء في قانون الإيمان فيما يخص التثليث :
                      1- نؤمن بالله الواحد الآب ضابط الكل ، مالك كل شيء ، صانع ما يرى ومال لا يرى
                      2- وبالرب الواحد يسوع المسيح الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها ، و ليس بمصنوع ، إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت العوالم ، وخلق كل شيء ، الذي من أجلنا معشر الناس ومن أجل خلاصنا نزل من السماء .
                      3- وبالروح القدس , الرب المحيى , المنبثق من الآب قبل كل الدهور .
                      ففي هذه الأمانة التي جعلتموها أصل دينكم ذكرتم الإيمان بثلاث ذوات تمايزت بالأعمال والصفات : بإله واحد خالق السموات والأرض , خالق ما يرى وما لا يرى, فهذا رب العالمين الذي لا إله غيره , ولا رب سواه , ثم قلتم : ( وبالرب الواحد يسوع ..... ) فصرحتم بالإيمان مع خالق السموات والأرض برب واحد مخلوق , وهذا تصريح بالإيمان بإلهين أحدهما من الآخر وصفة له , وصفة الإله ليست بإله , فقدرة الله وحكمته وعزته ليست بآلهة , ثم قلتم : ( وبالروح القدس , الرب المحيي , المنبثق من الآب قبل كل الدهور ) وهذا تصريح بإثبات ثلاثة آلهة , ثم يقولون مع ذلك : إنما نثبت جوهرًا واحدًا وإلهًا واحدًا , وهذا جمع بين النقيضين , وقد نزه الله نفسه عن ذلك بقوله :{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }الإخلاص 1-4 , فنـزه نفسه أن يلد كما يقولون هو الآب , وأن يولد كما يقولون هو الإبن وأن يكون له كفوًا أحد .

                      * سابعًا : لنستعرض الأن معنى كلمة " أقنوم " , وأقوال قساوستهم التي تفيد أنهم يتعبدون إلى ثلاث ذوات وليس صفات كما زعموا :
                      يقول الأب / هنري بولاد ******ي في كتابه " منطق الثالوث " ص 43 : ( في اللاهوت المسيحيّ نقول إنَّ " الله واحد في ثلاثة أقانيم ". فما معنى " أقنوم "؟ إن كلمة " أقـنوم " تعني شخصًا. فنقول إنَّ الآب أقنوم والإبن أقنوم والروح القدس أقنوم ) .
                      ويقول نخبة من علماء الإنجيل : ( كلمة " أقنوم " كلمة سيريانية " وهى الوحيدة في كل لغات العالم التي تستطيع أن تعطي هذا المعنى : تميز مع عدم الانفصال أو الإستقلال بما أن الله لا شبيه له , وبما أن لغات البشر إنما تصف الكائنات المحدودة فلا توجد كلمة تعطينا وصفًا دقيقًا للذات الإلهية بحسب الإعلان الإلهي ) ( ما معنى المسيح ابن الله ؟ ص 6 ) .
                      وهكذا نرى أن كلمة " أقنوم " في معناها تشير إلى أن النصارى يتعبدون إلى ثلاثة ذوات وأشخاص لهم طبائع مختلفة ووظائف محددة وكيانات مستقلة , فكيف يزعم النصارى بعد كل هذا أن الثلاثة واحد , وهل يمكن الجمع بين المشرق والمغرب ؟!
                      وفي كتاب اسمه (إله واحد رب واحد روح واحد .. تفسير معاصر للإيمان الرسولي) كتبه / هانز جورج لينك وترجمه بهيج يوسف يعقوب وهو من مطبوعات مجلس الكنائس العالمي الذي يضم جميع الطوائف النصرانية ، يقول المؤلف :
                      ( و هذه الوحدة تسمو فوق كل وحدة أخرى ذات شكل حسابي أو منطقي خالص – إنها وحدة الـ( koinonia) ( الشركة ) فإن كلاً من وحدة واختلاف الأقانيم الإلهية لها نفس القيمة في كل من مظهر و كيان الـ( koinonia) , فكل أقنوم من الأقانيم الإلهية يحيا حياة الأقنومين الآخرين ، وهو لا يحيا مع الأقنومين الآخرين فقط ، بل أيضًا من أجلهما ، و الكنائس المحلية المتحدة أيضًا على نفس هذه الصورة ستعيش حياة الكنائس الأخرى ، و تعيش كل الكنائس حياة بعضها ، بينما تحتفظ كل كنيسة بمواهبها الخاصة ) ( إله واحد رب واحد روح واحد ص53 ).
                      فالله الواحد الذي يعبده النصارى ليس واحدًا حسابيًا ينافي التعدد كما يعتقد المسلمون ، بل هو وحدة تتألف من عدة أفراد بينهم علاقات متواصلة ، ولا داعي للتذكير بأن كل فرد من أعضاء هذه الوحدة هو إله تام كامل .. وعلى الكنائس أن تكون بينها وحدة على منوال وحدة الله !
                      و يقول الكاتب في موضع آخر :
                      ( إن أقانيم الثالوث هي جزء مما يسميه (مولتمان) : (شبكة اجتماعية) وأن الثالوث هو ثالوث اجتماعي ، كل أقنوم فيه منفتح على الباقيين ومعتمد عليهما . و هم يعيشون – بفضل محبتهم الأبدية – في بعضهم البعض ، ويسكنون في بعضهم البعض لدرجة أنهم واحد ) ( المصدر السابق ص135) .
                      لا أرى أن هذه التصريحات البينة تحتاج لتعليق .. ورغم هذا أكرر أن النصارى يعتقدون بثلاثة ذوات حقيقية وكل أقنوم من هؤلاء الثلاثة إله تام وكامل .. وهذا شرك صريح لا نزاع فيه ! .. وأن دعواهم في الله الواحد هي مجرد دعوى فموية ليس لها أي أساس من الواقع بل هي غير معقولة وتناقض التثليث صراحة !


                      يتبع ......

                      تعليق


                      • #12
                        أما بالنسبة لدعوى الدكتور / هاني رزق الله في استدلاله على عقيدة التثليث بأن كل المخلوقات مركبة مما يوحي أن الذات الإلهية أيضًا مركبة , فهذا هو الكفر بعينه , لأن دعواه فيها تشبيه الخالق بالمخلوق وهذا ما لا يقبله دين من الأديان , قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11 , وجاء في العهد القديم : " أيها الرب إله إسرائيل , لا إله مثلك في السماء والأرض " ( أخبار الأيام الثاني 6 : 14 ) , وأيضًا : "ليس مثل الله " (تثنية 34 : 26 ) , " فبمن تشبهون الله ؟ وأي شبه تعادلون به ؟ " (إشعياء 40 : 18). فكيف بعد كل هذا نشبه الله بمخلوقاته ؟!

                        وقد احتج نصراني كنت أناظره بقول الكتاب المقدس : " وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا " ( تكوين 1 : 26 ) , فكما أن الإنسان مكون من بدن وروح , فالله كذلك (تعالى الله عن ذلك ) , فقلت : إن هذا التشبيه مجازي وليس ماديًا , وقد بَـيَّن ذلك المفسرون .
                        يقول صفوة مختارة من علماء الكتاب المقدس : ( كيف خُلقنا على صورة الله ؟ لا تعني العبارة : " لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا " أن الله خلقنا مثله تمامًا , وبخاصة بالمعنى ( الجسدي ) , بل بالحري أننا نعكس مجد الله , الله بلا خطية سرمدي غير محدود . ومع أن الله أعطانا القدرة أن نكون بلا خطية ونحيا إلى الأبد , فإنه أعطانا أيضًا حرية الإختيار أن نطيعه أو نعصاه . ولا يمكننا أن نكون مطلقًا مثل الله تمامًا , لأنه هو خالقنا الأسمى , وأعظم آمالنا أن نعكس طبيعته عن طريق محبتنا وصبرنا وصفحنا ولطفنا وأمانتنا . لقد خُلقنا على صورة الله , ومن ثم نحن نشاركه الكثير من صفاته وعواطفه , وإدراكنا لهذا هو أساس قيمتنا . فقيمة الإنسان ليست بما يملك أو ينجز , ولا بمقدار جماله الجسدي وجاذبيته ولا بتقبل الناس له . إن قيمتنا هى في إدراكنا أن الله قد خلقنا على صورته . ونقدنا لذواتنا أو الحط من قيمتنا , هو نقد لما خلقه الله , ولأننا مثل الله , يمكن أن نشعر بالرضى عن أنفسنا وعن قدرتنا . فإدراكك أنك شخص له قيمة غير محدودة , يمنحك الحرية أن تحب الله وأن تعرفه معرفة شخصية , وأن تقدم خدمات كبيرة لمن حولك ) (التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 9) .

                        أما ما ادعاه البابا شنودة لا يختلف كثيرًا عن دعوى الدكتور / هاني رزق الله من تجسيد وتشبيه لله جل في علاه بمخلوقاته , لكن العجيب في الأمر هو : ما الذي يجعل البابا يحوم دائمًا حول التثليث في وصف الأشياء يريد بذلك تبرير التثليث بالواحد , فالنار لها دخان ولهب واحتراق ورماد , ولها صفات أخرى لا تنحصر في النور والحرارة فما الذي يجعله يقف عند حد التثليث ؟ !

                        ويبرر تثليث النصرانية أيضًا بالإنسان له ذات وعقل وروح , ونقول : الإنسان أيضًا له سمع وبصر , ورغبة وشهوة , وصفات كثيرة متعددة تشكل في النهاية شيئًا واحدًا هو الإنسان , فلماذا التثليث فحسب ؟!
                        والذي يقوله البابا والنصارى من خلفه خلط عجيب بين تعدد الذات وتعدد الصفات !
                        فالنار بصفاتها شيء واحد , والإنسان بصفاته شيء واحد , لكن ذلك لا يعني أن النار والإنسان شيء واحد !

                        كما أننا يمكننا أن نقول : البابا شنودة هو رئيس تحرير مجلة الكرازة , وهو رئيس الأقباط في مصر , وهو المولود باسم نظير جيد , وكل هذه الأشياء صفات لشخص واحد وهى غير مجسمة أو منظورة أو مستقلة , بمعنى : أن وظيفة البابا في الكنيسة ليست شخصًا ضرب وصُلب وتألم وقبر , أو أن رئاسته لمجلة الكرازة لا تعد شخصية تحل على الأنبياء ويتعمد بها الناس !
                        وبالتالي نحن لا يمكننا أن نقول : أن البابا شنودة وبولس الرسول والبابا يوحنا بولس بطريارك الكاثوليك السابق كل ذلك شخص واحد !
                        فهؤلاء أشخاص متعددون , والفرق بين تعدد الذات وتعدد الصفات واضح لا يحتاج إلى دليل , وأنتم قد أقررتم أن المسيح ذات وأن الروح القدس ذات والآب ذات , ثلاث ذوات متميزة بالأعمال والصفات , وذلك في معنى كلمة " أقنوم " , فكيف يقال عنهم بعد ذلك بأنهم وحدة واحدة ؟!
                        وإذا جعل البابا المسيح صفة من صفات الله تعالى قياسًا على مثل النار والإنسان , فمعنى هذا أنه عندما مات المسيح على الصليب ( كما زعموا ) فقد ماتت صفة من صفات الله !
                        وإذا كان الثلاثة واحدًا , فموت أحد الثلاثة يعني موت الجميع , وما الذي يبقى من النار إذا فقدت حرارتها ؟! , وما الذي يبقى من الإنسان إذا فقد عقله وروحه ؟! , وقياسًا : فما الذي يبقى من الآب أو الروح القدس إذا مات الإبن ؟!
                        وهكذا يريد البابا أن يخلط العبارات ببعض ليلقي الذر في العيون فتعمى عن معرفة الفرق بين تعدد الصفات للشيء الواحد وبين تعدد ذوات الأشياء المتباينة !
                        فالإنسان منا له عدة صفات , فهل كثرة الصفات تعني تعددًا في الذات ؟ وهل يجوز أن يطلق شخصك نفسه على صفة الطول أو الكرم أو الذكاء ؟ وهل يتصور أن تنفصل إحدى الصفات السالفة ليطلق عليها الرصاص , أو تسمر على خشبة الصليب ؟!

                        إن لله تبارك وتعالى صفات عديدة جليلة , لكن إثباتنا لهذه الصفات شيء بعيد كل البعد عن القول بأن الآب هو الإبن وهو الروح القدس , وأن خالق الكون هو الذي صُلب على خشبة الصليب في أرضه على يد خلقه !
                        وحقيقة دعوى البابا إنما هى دعوى بعض المفكرين المسيحيين القدماء أمثال أوغسطين (ت/ 430م) وأتباعه لإثبات عقيدة التثليث .
                        فالتمثيل بالنار أو بالشمس وأوصافها الكثيرة لا يخدم قضية التثليث ولا التربيع في ذات الله, والأمر لا يعدو لونًا من اللعب بالألفاظ بل هو تمثيل يجلب النقص لله جل في علاه , وقد أقر بهذا العديد من الباحثين النصارى .
                        يقول الدكتور / هاني رزق الله : ( اتخذ أحدهم مثلاً من الشمس ليقرب معنى الثالوث فقال إن الشمس على هيئة دائرة وهي مضيئة ولها حرارة وقد أخطأ هذا الشخص رغم اجتهاده ، لأن الشمس لو رفعت عنها خاصية الحرارة لصارت ناقصة . أما في الثالوث المقدس (الآب والإبن والروح القدس) ، نجد أن الله الآب هو إله كامل ، الله الابن هو إله كامل ، الله الروح القدس هو إله كامل ، وهم أقانيم ثلاثة داخل الجوهر الواحد ولا يمكن الفصل بينهم ) ( ما معنى أن يسوع المسيح هو ابن الله؟ ص8 ) .
                        فكفى بالمنهج فسادًا أن يصعب على العلماء ضبطه !


                        يتبع .....

                        تعليق


                        • #13
                          * إذا كانوا صفات فهل يمكن التبديل بينهم ؟!

                          في مناظرة العلامة ديدات مع القس أنيس شورش استدل ديدات على أن النصارى يتعبدون إلى ثلاث ذوات متباينة ومتميزة بأنه لا يجوز التبديل بينهم , بمعنى أن : الله تبارك وتعالى له صفات عديدة , فهو الرحمن الرحيم , السميع البصير , الخالق , الرزاق , المحيي, المميت , وغير ذلك من الأسماء الحسنى والصفات العليا , وهى صفات لإله واحد , هو الله تبارك وتعالى , لذا يمكننا أن نقول : الله الرحمن الرحيم , أو الرحيم الرحمن الله , أو الله السميع البصير , الحكيم العزيز الله .... إلخ .
                          فإذا قلت أنت : الأحد , عنيت به الله تبارك وتعالى , وإذا قلت الله فهو الأحد , لكن هل يمكن أن نلقب المسيح بالآب أو نلقب الروح القدس بالإبن أو نلقب الآب بالروح القدس إذا كانوا بالفعل صفات لشيء واحد ؟!
                          بالطبع لا : فقولك الآب يجعل في ذهنك صورة معينة عن ذات معينة , وقولك الإبن يجعل في ذهنك صورة معينة عن ذات أخرى غير الآب , وقولك الروح القدس يجعل في ذهنك صورة معينة عن ذات أخرى غير السابقتين !
                          فإذا قلت الآب فأنت لا تعني الإبن , وإذا قلت الإبن فأنت لا تعني الروح القدس , وإذا قلت الآب فأنت لا تعني الإبن !
                          ولذلك أقرت الكنيسة منذ القدم بأنه لا يجوز التبديل بين الأقانيم , وكأن هذا الإقرار يحمل في طياته أن الثلاثة سوف يظلون دائمًا ثلاثة , بل إن الكنيسة كفَّرت من يجيز التبديل بين الأقانيم وأقرت أن من يدعي أن المسيح هو الآب فقد كفر وجدف , ولقد استأصلت الكنيسة الكاثوليكية هذه الهرطقة التي تقول أن المسيح هو الآب وهى هرطقة قديمة أطلق عليها " البترباسيانية " أو " الـمُناركيانية " أو " السيليانية " منذ ألف عام .

                          وعلى هذا يتضح لنا أن التبديل بين الأقانيم غير جائز , ولذلك يقول أوغسطين والمفكرون المسيحيون الآخرون : " إن الآب ليس ابنًا , والإبن ليس أبًا , والروح القدس ليس أبًا ولا ابنًا " ( دائرة المعارف البريطانية 1962 , جـ13 , صفحة 22-23 ).
                          ولقد قال المسيح : (ولا تدعوا لكم أبًا على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات) ( متَّى 23 : 9 ) . فكيف بعد هذا القول الصريح يزعم أحد أن الثلاثة واحد !



                          * أراء علماء المسيحية في عقيدة التثليث

                          يقول العلامة رحمة الله بن خليل الهندي : ( نقل أنه تنصر ثلاثة أشخاص وعلمهم بعض القسيسين العقائد الضرورية سيما عقيدة التثليث أيضاً، وكانوا في خدمته فجاء محب من أحبَّاء هذا القسيس وسأله عمن تنصر؟ فقال: ثلاثة أشخاص تنصروا، فسأل هذا المحب: هل تعلموا شيئاً من العقائد الضرورية، فقال: نعم، وطلب واحداً منهم ليرى محبه فسأله عن عقيدة التثليث، فقال: إنك علمتني أن الآلهة ثلاثة أحدهم الذي هو في السماء والثاني تولد من بطن مريم العذراء والثالث الذي نزل في صورة الحمام على الإله الثاني بعد ما صار ابن ثلاثين سنة، فغضب القسيس وطرده، وقال: هذا مجهول، ثم طلب الآخر منهم وسأله فقال: إنك علمتني أن الآلهة كانوا ثلاثة وصلب واحد منهم فالباقي إلهان، فغضب عليه القسيس أيضاً وطرده، ثم طلب الثالث وكان ذكياً بالنسبة إلى الأولين وحريصاً في حفظ العقائد فسأله فقال: يا مولاي حفظت ما علمتني حفظاً جيداً وفهمت فهماً كاملاً بفضل الرب المسيح أن الواحد ثلاثة والثلاثة واحد وصلب واحد منهم ومات فمات الكل لأجل الاتحاد، ولا إله الآن وإلا يلزم نفي الاتحاد , (أقول) لا تقصير للمسؤولين فإن هذه العقيدة يخبط فيها الجهلاء هكذا ويتحير علماؤهم، ويعترفون بأنا نعتقد ولا نفهم، ويعجزون عن تصويرها وبيانها، ولذا قال الفخر الرازي في تفسيره ذيل تفسير سورة النساء: "واعلم أن مذهب النصارى مجهول جداً" ثم قال: "لا نرى مذهباً في الدنيا أشدّ ركاكة وبعداً من العقل من مذهب النصارى" وقال في تفسير سورة المائدة: "ولا نرى في الدنيا مقالة أشد فساداً وأظهر بطلاناً من مقالة النصارى" ) ( إظهار الحق ص 271 ) .

                          لم تختلف أقوال علماء المسيحية عن أقوال هؤلاء الثلاثة الذين قص علينا العلامة " رحمة الله الهندي " قصتهم , فهذا هو أقصى ما استطاع الصبية الثلاثة فهمه عن عقيدة الثالوث وهو أيضًا ما يستطيع أي ذي عقل أن يفهمه , هذا إن استطاع الفهم , ولقد أدرك هذه الحقيقة أساقفة الثالوث أنفسهم وكبار قساوسة وفلاسفة المسيحية , فهم رغم اضطرارهم بحكم الظروف إلى الدفاع عن عقيدة الثالوث ومحاولة تبريرها للعامة والبسطاء , فإنهم يشعرون في أعماقهم بمجافاتها للعقل والمنطق , وببعدها عن الحق والصواب , وإننا نجد هؤلاء الأحبار والفلاسفة كثيرًا ما يعترفون بهذا الواقع رغم كافة الظروف , بعضهم يعترف في صراحة والبعض يقرر في وجل , مستجيبين لصرخات عقولهم التي فطرت على التوحيد فلم تسطع هضم التثليث .

                          يقول القس توفيق جيد في كتابه " سر الأزل " ص 11 : ( إن الثالوث سر يصعب فهمه وإدراكه , وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلها في كفه ) .

                          ويقول الأستاذ يس منصور في كتابه " التثليث والتوحيد " ص 22 : ( إن من الصعب أن نحاول فهم هذا الأمر بعقولنا القاصرة ) .

                          ويقول الأستاذ عوض سمعان في كتابه " الله ذاته ونوع وحدانيته " ص 4 : ( إننا لا ننكر أن التثليث يفوق العقل والإدراك ولكنه يتوافق مع كمال الله كل التوافق ) , ويستطرد فيقول : ( لقد حاول كثيرون من رجال الفلسفة توضيح إعلانات الكتاب المقدس عن ذات الله , أو بالحري عن ثالوث وحدانيته فلم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً , لأنهم انحرفوا عن أقواله واعتمدوا على عقولهم وحدها ) .

                          إن الأمر بالفعل يدعو للحيرة , ترى إذا كان الفلاسفة والعلماء قد عجزوا عن فهم هذا الثالوث فمن يا ترى يستطيع فهمه ؟ وما هو موقف البسطاء والعامة إذا ما حاولوا الفهم؟وإذا لم نستطع إدراك عقائدنا الدينية بعقولنا وأفهامنا فبماذا يا ترى يمكننا إدراكها ؟ هل يطلب منا دعاة التثليث أن نتخلى عن عقولنا ونسلم بالثالوث ؟!وإذا كنا جميعًا نحن وهم , لا ندرك هذا الثالوث , فكيف يمكن لأي منا أن يتبعه ويسير عليه ... ؟

                          إن العقائد الربانية – من المفترض – أن تكون سهلة وواضحة , صافية ونقية ومفهومه في صدور معتنقيها , لأن اعتناق العقائد لا بد أن يكون عن فهم واقتناع , فالعقائد مسائل أساسية , وهى مداخل الأديان , فكيف لا تُفهم ؟ ,فهل يدعونا النصارى أن نؤمن بعقيدة غير مفهومة ؟!
                          فكيف إذًا تدعون الناس إلى عقيدة لا تفهمونها ؟
                          من العجيب أنك إذا اشتريت أي كتاب عن التثليث لكي يبسط لك هذه العقيدة , تجد اعتراف علماء النصارى قبل شرحهم لهذه العقيدة بأن عقيدة الثالوث فوق إدراك البشر , ومهما بذلوا من جهد فلن يستطيعوا فك أسراره وطلاسمه !
                          يقول القس بوطر صاحب رسالة " الأصول والفروع " ص 45 , بعد أن استعرض عقيدة الثالوث وشعر بما هى عليه من الغموض والإبهام : " قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا, ونرجو أن نفهمه أكثر جلاء في المستقبل , حين ينكشف لنا الحجاب عن كل ما في السموات والأرض , وأما في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه الكفاية " .
                          والقس بوطر في هذا الإعتراف يخبرنا أنه لفهم عقيدة الثالوث لا بد أن يعطينا الله معرفة كافة أسرار ومكنونات السموات والأرض وهو العلم اللامتناهي الذي يختص به الله وحده, وشتان بين فهم أسرار السموات الأرض , وبين فهم عقيدة دينية يطلب من الناس اعتناقها والسير عليها في حياتهم الدينية , شتان بين الواجب والمستحيل , شتان بين العقائد الدينية التي أوجب الله على الناس فهمها بعقولهم ليتمكنوا من اتباعها والسير عليها وتبليغها , وعبادة ربهم بها , وبين أسرار وخفايا اختص الله بها نفسه وحجبها عن البشر , ولماذا كل هذا العناء في أمر المفروض أنه سهل واضح لكي يؤمن به الناس عن فهم وإدراك ويقين ؟! ( الله واحد أم ثالوث ص 57-63 ) .

                          يقول الدكتور / هاني رزق الله : ( إن حقيقة الله المثلث الأقانيم حقيقة لا يستطيع العقل البشري بمحدودويته أن يستوعبها أو أن يفهمها تمامًا ولكنها في نفس الوقت ليست ضد الإستيعاب أو الفهم ) ( ما معنى أن يسوع المسيح ابن الله ؟ ص 5-6) .

                          وجاء في قاموس الكتاب المقدس لـ "هاستنجز" ص 1015: ( عقيدة الإله المسيحية التي تقرر أن الله ثلاثة أقانيم في جوهر واحد , لا يمكن إقامة الدليل عليها بالمنطق أو بالأدلة الفرضية) .

                          ويقول نخبة من خدام الإنجيل : ( إن حقيقة " الأقانيم " الثلاثة في ذات الله الواحدة , تبدو صعبة الإستيعاب , بل هى بالفعل فوق إدراك العقل البشري . لكن أليس هذا دليلاً واضحًا على صحتها , وأنها إعلان واضح من الله ذاته , لأن الإنسان إذا أراد أن يزيف إيمانًا أو يصنعه فإنما يصيغه بما يتفق مع العقل البشري , ليسهل قبوله واستيعابه , أما إذا كان الأمر خاصًا بحقيقة الله غير المحدود , فلا بد أن يكون الإعلان فائقًا للعقل البشري , وهنا يجب أن نقبل ذلك الإعلان بالإيمان ) ( ما معنى أن المسيح ابن الله ؟ ص 6-7) .

                          نعم ... إذا كان الله مصدر هذه العقيدة فلا بد أن تكون غير مفهومة , لأن الله غير محدود , ولذلك أرسل عقيدة عويصة تعبر عن ذاته الغير مفهومة والغير محدودة , أما إذا كان الإنسان مصدر هذه العقيدة لصاغها مفهومة واضحة يستوعبها العقل !
                          وهكذا نجح الإنسان فيما عجز فيه خالقه , ولا حول ولا قوة إلا بالله !

                          نعم ... فسر العظمة أنك تؤمن ولا تفهم ما تؤمن به !
                          نعم ... فسر العظمة أن تعبد ربك بعقيدة غير مفهومة ولا يستطيع العقل أن يستوعبها !
                          نعم ... وهنا تكمن أسرار العظمة , فسر العظمة أنك لا تفهم ، وألا تُجادل من أجل العلم , كما قال بولس : ( اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَة ٍ، 15لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ ) ( الرسلة إلى فيليبي 2 : 14-15 ) .
                          إذًا على هذا المنهج وجب عليكم تصديق الفلاسفة والهراطقة وأصحاب الديانات الوثنية كالهندوسية والبوذية واعتقاد عقائدهم لأنها غير مفهومة أيضًا : " أليس بتعقيدها دليل على صدقها " ؟!



                          * تضارب الثالوث مع العقل

                          إن الناظر لعقيدة الثالوث عند النصارى يتساءل دائمًا : كيف يتفق أن يكون الإبن ابنًا لنفسه . وفي الوقت ذاته أبًا لنفسه , هذا عين المحال .
                          وعلى اعتبار التقسيم المذكور يكون لكل أقنوم وظيفة خاصة به وصفة تلازمه لا يتصف بها غيره . ولا يكون لأيهم صفة الألوهية منفردًا , بل يكون كل منهم ناقصًا حتى ينضم إليه الأقنومان الآخران , والتركيب في ذات الله محال . ( راجع رسالتنا " قال إني عبد الله " فصل : الله الصمد ) .
                          وإن زعم النصارى أن الأقانيم ليست منفصلة فهو مردود عليهم , لأن كل أقنوم تميز واستقل بذاته بأعمال وصفات مختلفة في أماكن مختلفة وفي أزمنة مختلفة أيضًا , فالجمع بينهم متعذر .
                          ثم مادام الآب هو مكون الكائنات , والإبن هو المخلص , والروح القدس هو معطي الحياة, فيكون الآب عاجزًا عن التخليص وعن إعطاء الحياة , ويكون المخلص عاجزًا عن تكوين الكائنات وإعطائها الحياة , ويكون الروح القدس عاجزًا عن تكوين الكائنات وتخليصها !



                          * الإفخارستيا يكشف حقيقة الثالوث

                          يعتقد النصارى أن الأفخارستيا أو العشاء الرباني يتحول فيه الخبز والخمر إلى المسيح بناسوته ولاهوته , فالخبز يتحول إلى جسد المسيح والخمر يتحول إلى دمه !
                          وأرى أن أذكر ما نقله الدكتور / محمد وصفي في كتابه " المسيح والتثليث " عن كتاب (إرشاد لأجل الإعتراف وتناول القربان المقدس ) لاستفانوس بورجيا كاتم سر مجمع انتشار الإيمان المقدس على شكل سؤال وجواب وهو :

                          س : ما هو سر الإفخارستيا ؟
                          ج : هو السر الذي تحت أشكال الخبز والخمر يحوي جسد ودم لاهوت سيدنا يسوع المسيح ليكون لنا قوتًا و روحًا .
                          س : أيوجد في الإفخارستيا يسوع المسيح عينه الذي هو في السماء والذي كان في أحشاء الكلية القداسة مريم البتول ؟
                          ج : نعم يوجد المسيح بعينه .
                          س : أي شيء هى القربان قبل التقديس ؟
                          ج : هى خبز .
                          س : أى شيء هى القربان بعد التقديس ؟
                          ج : هى جسد سيدنا يسوع المسيح الحقيقي .
                          س : أي شيء يوجد في الكأس قبل التقديس ؟
                          ج : يوجد خمر .
                          س : أي شيء يوجد فيه بعد التقديس ؟
                          ج : يوجد فيه دم سيدنا يسوع المسيح الحقيقي .
                          س : متى تصير هذه الإستحالة ؟
                          ج : حينما ينهي الكاهن لفظ كلام التقديس .
                          س : ما الذي يجب فعله حينما تتقدم إلى تناول القربان الأقدس ؟
                          ج : يجب أن نجثوا على ركبنا ونرفع رأسنا قليلاً بأعين محتشمة متجهة نحو الجوهرة فقط فاتحين فمنا باعتدال ومادين لساننا قليلاً بين شفتينا .
                          س : كيف يجب مسك منديل التناول ؟
                          ج : يجب مسكه ممتدًا نحو العنق .
                          س : متى يجب ابتلاع الجوهرة ( يعنون القربان ) ؟
                          ج : يجب أن نجتهد في ابتلاعها بمقدار ما يمكننا من السرعة وأن نمتنع من البصاق مهلة من الزمن . ( يقدرونها بيوم كامل خشية أن يكون جزء من الخبز لا يزال ملتصقًا بالفم ) .
                          س : ما الذي يحب فعله إذا التصقت الجوهرة بسقف الحلق ؟
                          ج : يجب انفكاكها باللسان لا بالأصبع .
                          إن المسيحيين لم يكفهم كذلك أن يجعلوا الله ثلاثة , فجعلوه ملايين عدة من قطع الخبز , تقسم كل منها إلى أجزاء بعدد الحاضرين في كل كنيسة , ويصبح كل جزء كذلك مسيجًا كاملاً إي إلهًا وإنسانًا وثلاثة أقانيم . بل ويصبح كل مسيحي تناول هذا القربان إلهًا وأقنومًا آخر !
                          وتصور قُداسًا يحصل في وقت واحد في جميع بقاع العالم , فيتحول الله في وقت واحد إلى ملايين مضاعفة في أمكنة متعددة . إن التثليث لهو بإزاء ذلك شيء حقير جدًا , ومن الغريب أن تحتم الكنيسة على أتباعها أن يأكلوا الله مرة كل شهر على الأقل , إن لم يكن عشرات بل مئات المرات , فكم يكون بذلك عدد آلهتهم ؟ , بل أين مصير هذه الآلهة بعد هضمها في الأحشاء والأمعاء ؟!

                          وجاء في سفر الأعمال الإصحاح الثاني : ( ولما حضر يوم الخمسين , كان الجميع بنفس واحدة , وصار بغتة من السماء صوت , كما من هبوب ريح عاصفة , وملأ كلا البيت حيث كانوا جالسين , وظهر لهم أسنة منقسمة كأنها من نار , واستقرت في كل واحد منهم , وامتلأ الجميع من الروح القدس , وابتدءوا يتكلمون بألسنة أخرى , كما أعطاهم الروح أن ينطقوا ) . وحسب دعوى النصارى أن الثلاثة في واحد , تكون هذه الألسنة المنقسمة هى الآب والإبن والروح القدس , فهل حلت أقانيم الآب والإبن والروح القدس في التلاميذ سواء بسواء من حيث بشريتهم المحضة فصاروا ألهة وأقانيم أخرى ؟!

                          وهكذا نرى مدى التضارب الصارخ بين عقيدة الثالوث والعقل , وأن الأمر كله محمول على الإيمان اللاعقلي , وأختم بمقولة طريفة ذكرها العلامة " رحمة الله الهندي " عند تعرضه لأغلاط كاتب إنجيل متَّى , حيث ذكر هذا الكاتب أن الأجيال في القسم الثاني من أجيال نسب المسيح المزعومة أربعة عشر جيلاً ( متَّى 1 : 17 ) , وهذا خطأ محض , لأن هذه الأجيال جاء ذكرها في سفر أخبار الأيام الأولى , الإصحاح الثالث , وهي ثمانية عشر لا أربعة عشر , لذا قال الشيخ " رحمة الله الهندي " : ( الأجيال في القسم الثاني من الأقسام الثلاثة التي ذكرها متَّى ثمانية عشر لا أربعة عشر , كما يظهر في الباب الثالث من السفر الأول من أخبار الأيام . ولذلك قال نيومن متأسفاً ومتحسرًا : إنه كان تسليم اتحاد الواحد والثلاثة ضروريًا في الملة المسيحية , والأن تسليم اتحاد ثمانية عشر وأربعة عشر أيضًا ضروري , لأنه لا احتمال لوقوع الغلط في الكتب المقدسة - ! - )( إظهار الحق ص 101) .


                          يتبع .....

                          تعليق


                          • #14
                            الحمد لله , الحمد لله , الحمد لله الذى هدانى للا سلام ووفقنا لطاعته وهيأنا لمرضاته

                            أسأله جلت قدرته أن يعافينا من الشرك والكفر والظلم والهم والغم وأن ييسرنا لما يحبه ويرضاه
                            وأن يبارك فى القائمين على هذا الموقع - آميــــــــــــــــــــــــــــــن 0
                            د/ السيد صقر

                            تعليق


                            • #15
                              وهل يجرؤ احد ان يقول ثلاثه

                              ايها النصارى هل من رد على سيدى المشرف فى هذا الموضوع

                              اما زلتم تقولون ثلاثه

                              ام انتم تستحون الان ان تقولوا مثل هذه التخاريف

                              اللهم اهدى من اضلوا سبيلك
                              والله لو صاحب المرء جبريل .. لم يسلم المرء من قال و قيلا


                              قد قيل فى الله أقوالاً مصنفهً .. تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا


                              قد قيل أن له ولداً وصاحبهً .. زوراً عليه و بهتاناً وتضليلا



                              هذا قولهم فى الله خالقهم .. فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              4 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                              رد 1
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:46 ص
                              ردود 2
                              21 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 18 ديس, 2023, 02:45 م
                              ردود 0
                              75 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة رمضان الخضرى  
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:21 ص
                              ردود 0
                              71 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              يعمل...
                              X