مناظرة مع بابا الفاتيكان حول الدين والعقل

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    وإليك مثالاً رابعاً:

    تقول الترجمة العربية المشتركة: (37وحَمَلوا جُثَّتَه إلى السامرة ودفنوها هناك. 38وغسلوا مركبته فى بركة السامرة فلحست الكلاب دمه كما قال الرب ، وفى الماء الملون بدمه اغتسلت البغايا.) ملوك الأول 22: 37-38

    فأين قال الرب فى الكتاب المقدس هذه النبوءة؟ ولن أدعك تجيب أو تبحث ، ولأنك لا تريد أن تُجهد نفسك فى البحث والتقصى عزيزى البابا ، فسأنقل إليك ما قالته الترجمة العربية المشتركة فى هامش الكتاب: (لم يحتفظ العهد القديم بهذه النبوءة المتعلقة باغتسال البغايا.)

    فإذا كان هذا الكلام كلام الرب ، واستشهد بما ذكره فى موضع ما ، فأين هذه النبوءة؟ من الذى حذفها؟ وهل لم يعلم الرب إلى الآن أن هذه الفقرة غير موجودة؟ فلماذا يحتفظ بها؟ وأين العقل فى أن يُشير الرب إلى مواضع غير موجودة فى كتابه ليحيل القارىء لاستكمال قراءتها؟ ألا يدل هذا على أن الكتاب المقدس تم تحريفه؟ فهل ستسلمون بذلك ، أم ستدعون أن الرب أخطأ ونسى ، وربما كان يقصد كتاباً آخراً؟ أم ستقومون بحذفها فى طبعة أخرى؟

    وإليك مثالاً خامساً:

    وليست هذه هى المرة الأولى أو الأخيرة التى يستشهد فيها الرب بكتاب لا وجود له ، فقد قال متى: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).) متى 1: 20-23

    لقد أتى ملاك الرب يوسف خطيب أم الرب وأعلمه أن الصبى سوف يكون اسمه (عِمَّانُوئِيلَ) كما أشار الرب فى كتب الأنبياء ، ولم يختلف أحد من علماء الكتاب أن هذه النبوءة غير موجودة ، ولا أساس لها من الصحة. فأين العقل هنا؟

    وفى الوقت الذى أنبأ الرب يوسف عن طريق ملاكه أن المولود سوف يُدعى (عِمَّانُوئِيلَ) ، تجد أنه لم يسمه أحد بهذا الاسم مطلقاً!! اقرأ الفقرة التى تلت نبوءة الرب: (24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.) متى 1: 24-25

    يُضاف إلى ذلك أيضاً هذه الكتب وهى جزء من قائمة تحتوى على حوالى 33 كتاب يذكرهم الرب ، ولا وجود لها:

    1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21: 14): (14لِذَلِكَ يُقَالُ فِي كِتَابِ «حُرُوبِ الرَّبِّ»: «وَاهِبٌ فِي سُوفَةَ وَأَوْدِيَةِ أَرْنُونَ)

    2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10: 13): (13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.) و(وصموئيل الثانى 1: 17)

    3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11: 41): (41وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ.)

    4- سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29: 29) (29وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ صَمُوئِيلَ الرَّائِي, وَأَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ, وَأَخْبَارِ جَادَ الرَّائِي)

    5- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الأول 29: 29)

    6- سفر أخبار صموئيل الرائى (أخبار الأيام الأول 29: 29)

    7- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم (أخبار الأيام الثاني 35: 25) (25وَرَثَى إِرْمِيَا يُوشِيَّا. وَكَانَ جَمِيعُ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَنْدُبُونَ يُوشِيَّا فِي مَرَاثِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ وَجَعَلُوهَا فَرِيضَةً عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَهَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي الْمَرَاثِي.)

    8- وسفر رؤيا يعدو الرائي وجاء ذكره في (أخبار الأيام الثاني9: 29) (29وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ وَفِي رُؤَى يَعْدُو الرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ.)

    9- سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني 9: 29)

    10- سفر تاريخ شمعيا النبي: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 12: 15): (15وَأُمُورُ رَحُبْعَامَ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ شَمَعْيَا النَّبِيِّ وَعِدُّو الرَّائِي عَنِ الاِنْتِسَابِ. وَكَانَتْ حُرُوبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ الأَيَّامِ.)

    11- سفر تاريخ عدُّو الرائى: ذكر في (أخبار الأيام الثاني 13: 22): (22وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَّا وَطُرُقُهُ وَأَقْوَالُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ النَّبِيِّ عِدُّو.)

    12- سفر تاريخ ياهو بن حناني: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 20: 34): (34وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ يَاهُوَ بْنِ حَنَانِي الْمَذْكُورِ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ.)

    13- مِدْرَس سِفرِ الملوك: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 24: 27): (27وَأَمَّا بَنُوهُ وَكَثْرَةُ مَا حُمِلَ عَلَيْهِ وَمَرَمَّةُ بَيْتِ اللَّهِ هَا هِىَ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ سِفْرِ الْمُلُوكِ.)

    14- سفر أخبار الرَّائِينَ: ورد ذكره في (أخبار الأيام الثاني 33: 19): (18وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَصَلاَتُهُ إِلَى إِلَهِهِ وَكَلاَمُ الرَّائِينَ الَّذِينَ كَلَّمُوهُ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ هِيَ فِي أَخْبَارِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 19وَصَلاَتُهُ وَالاِسْتِجَابَةُ لَهُ وَكُلُّ خَطَايَاهُ وَخِيَانَتُهُ وَالأَمَاكِنُ الَّتِي بَنَى فِيهَا مُرْتَفَعَاتٍ وَأَقَامَ سَوَارِيَ وَتَمَاثِيلَ قَبْلَ تَوَاضُعِهِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ الرَّائِينَ.)

    15- سفر يسوع (تسالونيكى الثانية 1: 8) (8فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِياً نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ). فأين إنجيل المسيح؟

    16- سفر حياة الخروف ( رؤيا يوحنا اللاهوتي 13: 8 و 21: 27): (8فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ.) ، و(27وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِساً وَكَذِباً، إِلَّا الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ.)

    17- رسالة بولس إلى أهل اللاودكية: ورد ذكرها فى (كولوسي 4: 16) (16وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ ايْضاً فِي كَنِيسَةِ اللاَّوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِي مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا انْتُمْ ايْضاً.)

    وإليك مثالاً سادساً:

    أين العقل فى توحم المعيز؟ أخبرنى هل قصد الرب هذا على سبيل المداعبة والفكاهة؟ ولماذا لم يستغل العلم الحديث هذا التوحم لإنتاج أصواف مختلفة الألوان وإلغاء المصابغ؟ (37فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قُضْبَاناً خُضْراً مِنْ لُبْنَى وَلَوْزٍ وَدُلْبٍ وَقَشَّرَ فِيهَا خُطُوطاً بِيضاً كَاشِطاً عَنِ الْبَيَاضِ الَّذِي عَلَى الْقُضْبَانِ. 38وَأَوْقَفَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَشَّرَهَا فِي الأَجْرَانِ فِي مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ كَانَتِ الْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ تُجَاهَ الْغَنَمِ لِتَتَوَحَّمَ عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ. 39فَتَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ وَوَلَدَتِ الْغَنَمُ مُخَطَّطَاتٍ وَرُقْطاً وَبُلْقاً. 40وَأَفْرَزَ يَعْقُوبُ الْخِرْفَانَ وَجَعَلَ وُجُوهَ الْغَنَمِ إِلَى الْمُخَطَّطِ وَكُلِّ أَسْوَدَ بَيْنَ غَنَمِ لاَبَانَ. وَجَعَلَ لَهُ قُطْعَاناً وَحْدَهُ وَلَمْ يَجْعَلْهَا مَعَ غَنَمِ لاَبَانَ. 41وَحَدَثَ كُلَّمَا تَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ الْقَوِيَّةُ أَنَّ يَعْقُوبَ وَضَعَ الْقُضْبَانَ أَمَامَ عُيُونِ الْغَنَمِ فِي الأَجْرَانِ لِتَتَوَحَّمَ بَيْنَ الْقُضْبَانِ.) تكوين 30: 37-41

    وإليك مثالاً سابعاً:

    وأين العقل والمنطق فى انتقام الرب الفورى من الثعبان الذى تسربل به الشيطان لإغواء آدم وحواء ، وإرجاء عقوبة الشيطان؟ وهل تعتقد أن هناك ثعبان على وجه الأرض يأكل التراب كما أمر الرب إله المحبة؟ (14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.) تكوين 3: 14

    وإليك مثالاً ثامناً:

    وأين العقل فى قبض الشيطان على إلهه وأسره لمدة أربعين يوماً؟ (1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً». 4فَأَجَابَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ 6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.) متى 4: 1-11

    وأين العقل فى تخلِّى الملائكة عن إلهها لمدة أربعين يوماً أسيراً للشيطان ، ثم تأتى لتخدمه عندما يتركه الشيطان إلى حين على حد تعبير لوقا 4: 13 (13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.)؟

    وأين العقل فى كون الشيطان أقوى من الإله؟ وما الحكمة من إذلال الشيطان للرب أمام خلقه؟ فهل سيزداد الخلق بعد ذلك ثقة وتمسكاً بالإله أم بالشيطان الأقوى؟

    وإليك مثالاً تاسعاً:

    ويبلغ العقل ذروته عند البابا فى إيمانه بفشل الرب لإيجاد وسيلة يغوى بها نبيه أخاب ، فيجتمع بالملائكة ، فتفشل كما فشل الرب ، ثم يظهر الشيطان بعد علمه بهذا الإجتماع وبهذا الفشل الذريع الذى مُنىَ به الإله وملائكته ، ويُقدم الحل الشيطانى المناسب ، ويوافق عليه الرب! فأين العقل فى اجتماع الرب مع الشيطان واتفاقه معه على إغواء أخاب؟ وهل المقصود من أمر الرب بمحبة الأعداء أن نحب الشيطان ونطيعه ونلجأ إليه كما فعل الرب؟

    (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا. 23وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هَؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرٍّ]. 24فَتَقَدَّمَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ وَضَرَبَ مِيخَا عَلَى الْفَكِّ وَقَالَ: [مِنْ أَيْنَ عَبَرَ رُوحُ الرَّبِّ مِنِّي لِيُكَلِّمَكَ؟]) ملوك الأول 22: 19-24

    ما رأيك عزيزى البابا؟ هل هذا هو العقل الذى تؤمن به ، وتدعوا الناس إليه ، وتُنفق فى سبيله المليارات من نقود دافعى الضرائب للكنيسة؟ وهل يجتمع الرب مع الملائكة والشيطان لإضلال عباد الله؟ فما الفرق إذن بين الرب والشيطان إذا كان الشيطان يُجالس الرب وملائكته وبينهما تعاون مشترك على الإثم والعدوان؟ وما الفرق بين الرب والملائكة والشياطين؟ كلهم مُضِلُّون!

    وهل يتساوى الرب والشيطان فى الشر وإضلال الناس؟ وكيف يكون لدى الشيطان أفكار لم تخطر على بال الرب وملائكته؟ ألا يتمسك عُبَّادُ الشيطان بمثل هذه النصوص للدلالة على أن الشيطان أحق بقيادة هذا العالم من الرب؟ وعلى الأخص أن الشيطان قهر الإله فيما بعد، وأسره فى البرية 40 يوماً ، ومنع عنه الطعام والشراب، وكان طوع بنانه، ينقله من هذا المكان إلى أعلى الجبل، ومن الجبل إلى الهيكل، وفى النهاية طلب منه أن يسجد له؟!

    وهل بسبب هذا الحدث عَلِمَ الرب قوة الشيطان فاستسلم له أربعين يوماً فى البرية يذهب به الشيطان حيث شاء؟

    وكيف يكون الشيطان أعلم من الرب وأقوى منه؟ وكيف يكون أحكم من الرب؟ أيعلم الشيطان حيل يجهلها الرب الخالق وملائكته؟ أين العقل عزيزى البابا فى مثل هذا الهراء؟ هل تعرف الإجابة أم تحتاج لاجتماع مع الشيطان ليُعْلمك بالحل كما أعلم الرب ، أم لا يجتمع الشيطان إلا مع الرب وملائكته؟

    أليس مثل هذا الهراء يفقد العقلاء منكم الثقة فى الرب وفى عدله؟ أليس العقلاء منكم يرفضون هذا الهراء لأن الرب أعز وأقدس من أن تُلصق به تهمة التعاون مع الشيطان ليضلل عباده؟ أيجتمع الشيطان مع ملائكة الله المختارين فى حضرة الله؟ أيقترب الشيطان من عرش الله؟ ألا يخشى الله؟ أليست صورة الرب هذه أشبه بصورة زعيم عصابة يجتمع مع رجاله المقربين ليُخطط لعمل إجرامى؟ ألا يخشى الرب أن يشى به الشيطان ويكشف مخططاته الشيطانية لعباده؟

    وهل يحتاج الرب إلى إجتماع مع كل ملائكته ليرى من الذى يمكنه إضلال أنبيائه؟ أيفشل الرب فى إيجاد حل لتنفيذ قراراته ، حتى يتباحث مع ملائكته فى الوصول إلى حل؟ أيفشل الرب وملائكته وينجح الشيطان فى إيجاد الحل؟ ومن الذى أفشى سر هذا الإجتماع للشيطان؟ بمعنى: كيف علم الشيطان باجتماع الرب مع ملائكته؟ وكيف علم الشيطان بفشل الرب وملائكته ليظهر وينقذهم؟ وأليس من المنطقى أن يدفع عمل الشيطان النبيل هذا فى إلهه ، الرب ليغفر للشيطان ويجعله من المقربين؟ أين العقل عزيزى البابا؟

    وكيف صعد الشيطان إلى مكان اجتماع الرب مع ملائكته؟ ومن الذى أدخل الشيطان إلى مكان الإجتماع؟ وإذا كان الشيطان بهذه القوة وهذا الجبروت ، ما يدريكم أن الذى يحكم العالم الآن ليس هو الشيطان الذى أسر الرب عندكم أربعين يوماً؟ ما الذى يثبت أن الذى عاد من الأسر هو يسوع وليس الشيطان نفسه بعد أن تسربل فى شكل يسوع وأخذ ملابسه؟ وما يدريكم أن الشيطان لم يدخل إلى مخدع الرب وهو نائم بعد أن أسكره من الخمر فقتله وحكم العالم مكانه؟ (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65

    وهل الكذب من الفضائل عند الرب لكى يقوم بها؟ وإذا كانت من الرذائل ومن عمل الشيطان فلماذا كذب هو وشجَّعَ على الكذب؟ ولمصلحة مَن مِنَ البشر يتآمر الرب مع الشيطان ضد عباده ، بل ضد أنبيائه؟ أين العقل؟

    ألم يُدرِك الرب ما نتيجة أن يكذب نبى أو يتنبَّأ بكذب؟ سيفقد الناس الثقة فى رسوله إليهم ولن يسمعوا له وبذلك يضلون عن الطريق المستقيم بسبب إضلال الرب لنبيهم؟ فكيف سيحاسبهم الرب فى الآخرة؟ وكيف يكون هو الإله الكامل الذى له كل الصفات الحسنى وهو يكذب ويُشجِّع على الكذب، بل ويتعاون مع الشيطان ضد صفوة خلقه وهم الأنبياء؟ فأين العقل؟

    وإذا كان قدر الله نافذ وسيحدث ، فلماذا وضع الكلام الكذب فى فم أنبيائه الأربعمائة؟

    ألم يوحى الرب أنه من فضلة القلب يتكلم الفم؟ ألا يدل هذا على أن قلب الرب فاسد وخرب؟ هل هذا هو العقل الذى تؤمن به عزيزى البابا؟

    وماذا يقول الناس على رسل هذا الإله؟ أيرضى الرب أن يوصَف أنبياؤه بالكذب؟ ألا يتجنَّى الرب بذلك على من أرسلهم ويكون قد خدعهم؟

    يقول الكتاب: (34يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. 35اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْبِ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ. 36وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَاباً يَوْمَ الدِّينِ. 37لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ».) متى 12: 34-37

    ألا ينال هذا التوبيخ والسب الرب نفسه؟ ألا يكون الرب من أولاد الأفاعى الأشرار الذين لا يتكلمون بالصالحات؟

    ألا يعلم الرب أن من تكلَّمَ بالكذب فهو من الشياطين؟ فهل قبل الرب أن يكون من الشياطين هو وأنبياؤه؟ أم أن هذا هو الشيطان نفسه الذى تغلب على الرب فى البرية؟ ومع من تعاون الرب لتحقيق ذلك؟ مع الشيطان نفسه؟ فإذا كان الكذَّاب من الشياطين، فبما يصف الأنبياء ربهم ، وبما يصفه عبادُه؟ هل هذه صفة تليق بجلال الرب وقدسيته؟ (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.) يوحنا 8: 44

    وإليك مثالاً عاشراً:

    اقرأ هذا الكلام المقدس وافتخار الرب أن عبده يعقوب ضربه ، ثم أخبرنى أين العقل فى أن ينتزع بلطجى النبوة من إلهه بعد أن أوسعه ضرباً؟ (24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 24-30

    أليس هو القائل إن الجبال تتزلزل من وجهه؟ (تزلزلت الجبال من وجه الرب) قضاة 5: 5

    أليس هو القائل إن الأرض ترتعد من أمام وجهه؟ (8الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضاً قَطَرَتْ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ.) مزامير 68: 8

    أليس هو القائل إنه قدير وجبار فى القتال؟ (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!) مزامير 24: 8

    ما شعورك عزيزى البابا وأنت تقرأ أن الرب جبار ومخوِّف بعد أن علمت أن الشيطان أسره أربعين يوماً، وأن يعقوب ضربه ، وأن عبيده أعدموه؟ (35مَخُوفٌ أَنْتَ يَا اللهُ مِنْ مَقَادِسِكَ. إِلَهُ إِسْرَائِيلَ هُوَ الْمُعْطِي قُوَّةً وَشِدَّةً لِلشَّعْبِ. مُبَارَكٌ اللهُ!) مزامير 68: 32-35

    وما مقدار العقلانية فى سحب الإله القوى مثل الشاة ليُعدم من عبيده، الذى برأهم الفاتيكان من دمه؟ («مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.) أعمال الرسل 8: 32

    وما مقدار العقلانية فى هروب الإله وخوفه من عبيده؟ (وكان يسوع يتردد بعد هذا فى الجليل ، لأنه لم يرد أن يتردد فى اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه) يوحنا 7: 1 ،

    (فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه فلم يكن يسوع يمشى بين اليهود علانية) يوحنا 11: 53-54 ،

    (فرفعوا حجارة ليرجموه ، أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً فى وسطهم ومضى هكذا) يوحنا 8: 59

    وأين العقل فى إيمانك بإله يُصلى ويتضرع لنفسه (فالثالوث متحد ولا ينفصل طرفة عين) لأنه يخشى الموت، وهو خالقه، وهو القائل إنه الوحيد الذى له عدم الموت؟ (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.) تيموثاوس الأولى 6: 13-16

    (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44

    وإليك المثال الحادى عشر:

    اقرأ: النبى يعقوب يبتز أخيه عيسو ويشترى منه النبوة بطبق عدس!! أين العقل فى إيمانك أن النبوة تُباع كما تُباع المأكولات؟ وأين معرفتك بقدرة الله الذى يُحدد أنبيائه ويصطفيهم كيف يشاء؟ (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 29-34

    وإليك المثال الثانى عشر:

    وأين العقل فى إيمانك أن الجدران تُصاب بالربص ، ولا بد من هدم المنزل المصاب بالبرص؟ (39فَإِذَا رَجَعَ الْكَاهِنُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَرَأَى وَإِذَا الضَّرْبَةُ قَدِ امْتَدَّتْ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ 40يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يَقْلَعُوا الْحِجَارَةَ الَّتِي فِيهَا الضَّرْبَةُ وَيَطْرَحُوهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ. 41وَيُقَشِّرُ الْبَيْتَ مِنْ دَاخِلٍ حَوَالَيْهِ وَيَطْرَحُونَ التُّرَابَ الَّذِي يُقَشِّرُونَهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ. 42وَيَأْخُذُونَ حِجَارَةً أُخْرَى وَيُدْخِلُونَهَا فِي مَكَانِ الْحِجَارَةِ وَيَأْخُذُ تُرَاباً آخَرَ وَيُطَيِّنُ الْبَيْتَ. 43فَإِنْ رَجَعَتِ الضَّرْبَةُ وَأَفْرَخَتْ فِي الْبَيْتِ بَعْدَ قَلْعِ الْحِجَارَةِ وَقَشْرِ الْبَيْتِ وَتَطْيِينِهِ 44وَأَتَى الْكَاهِنُ وَرَأَى وَإِذَا الضَّرْبَةُ قَدِ امْتَدَّتْ فِي الْبَيْتِ فَهِيَ بَرَصٌ مُفْسِدٌ فِي الْبَيْتِ. إِنَّهُ نَجِسٌ. 45فَيَهْدِمُ الْبَيْتَ: حِجَارَتَهُ وَأَخْشَابَهُ وَكُلَّ تُرَابِ الْبَيْتِ وَيُخْرِجُهَا إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَانٍ نَجِسٍ) لاويين 14: 39-45

    وإليك المثال الثالث عشر:

    أين العقل فى أمر الرب لنبيه حزقيال بأكل الخراء الآدمى ، ثم نسخ أمره هذا ، وأمره بأكل خراء البقر؟ (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». .. .. .. 14فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ, هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً, وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ». 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12-15

    وإليك المثال الرابع عشر:

    أين العقل فى بقاء إشعياء حافياً عارياً كما ولِدَ لمدة ثلاث سنوات؟ (3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 3

    وإليك المثال الخامس عشر:

    أين العقل فى أمر الرب بقتل النساء والأطفال وشق بطون الحوامل فى الحروب؟ وعلى الرغم من أننى ذكرت لك النصوص من قبل ، إلا أننى سأكررها لك ، ربما يأنبك ضميرك وتعتذر للعالم المسيحى واليهودى على إيمانهم أن هذا كلام الرب:

     أخبار الأيام الأول 20: 3 (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.)

     مزامير 137: 9 (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!)

     حزقيال 9: 5-7 ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.)

     هوشع 13: 16 (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ)

     صموئيل الأول 15: 3 (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً»)

     يشوع 10: 28-40 (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.)

     ملوك الثانى 10: 17 (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.)

    وإليك المثال السادس عشر:

    وأين العقل والمنطق فى التثليث؟ فمازلت تؤمن به ، على الرغم أنه لا يوجد نص فى كتابك يؤيد ما تذهب إليه ، إلا نصين ، أحدهما حذفتموه ، لأنه نص دخيل، وهو رسالة يوحنا الأولى 5: 7 ، والآخر كتب بعد القرن الرابع ، بدليل عدم معرفة أثناسيوس له، وكتبه يوسابيوس القيصرى فى تاريخه ص100(ك3 ف5) (وعمدوهم باسمى)، وهكذا فعل التلاميذ من بعد رفع سيدهم. فإذا كان الثلاثة متحدين ولا ينفصلون طرفة عين ، فمن الذى مات على الصليب؟ ومن الذى كان يتبول ويتبرز؟ ومن الذى تأكلون لحمه وتشربون دمه فى القداس؟

    وإليك المثال السابع عشر:

    وأين العقل والمنطق فى القبض على الإله القدوس وإهانته وإعدامه وهو الذى له وحده عدم الموت؟ ومن الذى أحيا الرب بعد موته متحداً مع الابن والروح القدس؟

    وإليك المثال الثامن عشر:

    وأين العقل والمنطق والعدل فى أن تتحمل البشرية ذنباً لم تقترفه ، ولا يمكن للرب أن يغفره إلا إذا قٌبضَ عليه ، وضُرب وأُهين من عبيده ، بل بصقوا فى وجهه وأعدموه ليتمكن من غفران ذنب لم يقترفوه؟

    وإليك المثال التاسع عشر:

    وأين العقل والمنطق والعلم فى أن يُصفِّر الرب للذباب على ترع مصر ، وهو قد خلق الذباب دون جهاز سمعى؟ (18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ) إشعياء 7: 18

    وإليك المثال العشرين:

    وأين العقل والمنطق والعلم فى تحديد الرب أن للأرض أربع زوايا؟ (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَهَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأَرْضِ إِسْرَائِيلَ: نِهَايَةٌ. قَدْ جَاءَتِ النِّهَايَةُ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ.) حزقيال 7: 1-2

    وإليك المثال الواحد والعشرين:

    وأين العقل والمنطق والعلم فى قول الرب إن الأرض محمولة على أربعة أعمدة؟ (6الْمُزَعْزِعُ الأَرْضَ مِنْ مَقَرِّهَا فَتَتَزَلْزَلُ أَعْمِدَتُهَا) أيوب 9: 6 ،

    (8يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ. يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلِّكُهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ, وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ.) صموئيل الأول 2: 8

    وإليك المثال الثانى والعشرين:

    أين العقل فى حديث الرب عن وجود طيور لها أربعة أرجل؟ (20وَكُلُّ دَبِيبِ الطَّيْرِ الْمَاشِي عَلَى أَرْبَعٍ. فَهُوَ مَكْرُوهٌ لَكُمْ. .. .. 23لَكِنْ سَائِرُ دَبِيبِ الطَّيْرِ الَّذِي لَهُ أَرْبَعُ أَرْجُلٍ فَهُوَ مَكْرُوهٌ لَكُمْ.) لاويين 11: 20 ، 23

    وإليك المثال الثالث والعشرين:

    أين العقل عن قول الرب أن الوبر والأرنب من الحيوانات المجترة؟ (5وَالْوَبْرَ لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لَكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفاً فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 6وَالأَرْنَبَ لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لَكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفاً فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ.) لاويين 11: 5-6

    وإليك المثال الرابع والعشرين:

    وأين العقل والمنطق والعدل فى أن يصف المسيحيون ربهم أنه ملعون؟ (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13

    وإليك المثال الخامس والعشرين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يفشل الرب فى الحفاظ على قداسته وعزته وكرامته وملابسه ، ثم تعتقدون أنه حافظ على كتابه؟ (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31

    وإليك المثال السادس والعشرين:

    وأين العقل والمنطق فى قول الرب إن هذا الكتاب ليس كتابه وأن الكهنة والأنبياء تآمروا على الرب وحرفوا كتابه ، وتقولون أنتم عكس ذلك؟

    1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8

    2) (6رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ, وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ.) حزقيال 13: 6

    3) (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5

    4) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16

    5) (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.) إرمياء 23: 30

    6) (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ.) إرمياء 23: 31

    7) (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32

    8) (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34

    9) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36

    10) (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9

    151) (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31

    12) (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً, وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ, قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7

    13) (8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِـالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِباً, فَلِذَلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 8

    14) (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9

    15) (الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟) أعمال الرسل 7: 53

    وإليك المثال السابع والعشرين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يوحى الرب أن نبيه أليشع أن لا يثق فيه ، ويسبه ، ولا يتوقع منه خيراً؟ فماذا سيكون باقى حال الرعية، إذا كان نبى الله إليهم لا يثق فى الرب؟ (32وَكَانَ أَلِيشَعُ جَالِساً فِي بَيْتِهِ وَالشُّيُوخُ جُلُوساً عِنْدَهُ. فَأَرْسَلَ رَجُلاً مِنْ أَمَامِهِ. وَقَبْلَمَا أَتَى الرَّسُولُ إِلَيْهِ قَالَ لِلشُّيُوخِ: [هَلْ رَأَيْتُمْ أَنَّ ابْنَ الْقَاتِلِ هَذَا قَدْ أَرْسَلَ لِيَقْطَعَ رَأْسِي؟ انْظُرُوا إِذَا جَاءَ الرَّسُولُ فَأَغْلِقُوا الْبَابَ وَاحْصُرُوهُ عِنْدَ الْبَابِ. أَلَيْسَ صَوْتُ قَدَمَيْ سَيِّدِهِ وَرَاءَهُ؟]. 33وَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ إِذَا بِالرَّسُولِ نَازِلٌ إِلَيْهِ. فَقَالَ: [هُوَذَا هَذَا الشَّرُّ هُوَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. مَاذَا أَنْتَظِرُ مِنَ الرَّبِّ بَعْدُ؟].) ملوك الثانى 6: 32-33

    وإليك المثال الثامن والعشرين:

    وأين العقل والمنطق والرحمة فى أن يوحى الرب إليكم أن تأكلوا أطفالكم وقت المجاعات؟ (53فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ لحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ.) تثنية 28: 53

    وإليك المثال التاسع والعشرين:

    وأين العقل والمنطق والرحمة فى أمر كتابكم بقتل الشخص الملبوس بجان؟ (27«وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».) لاويين 20: 27

    وإليك المثال الثلاثين:

    وأين العقل والمنطق فى إيمانك أن الرب ظهر فى السماء كحمامة ، وقال (هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ) متى 3: 17 ، بينما الذى كان على الأرض، والمشار إليه بالكلام هو يسوع الأب والابن والروح القدس ، الذين لا ينفصلون طرفة عين؟ فمن الإله الرابع الذى ظهر فى السماء ، بينما الثالوث على الأرض؟

    وإليك المثال الحادى والثلاثين:

    وأين العقل والمنطق والرحمة فى أن يمسك نبى الله 300 ثعلباً ، ليربط أذيالهم سوياً ، ويشعل فيهم النيران؟ هل ستتركه الثعالب لهذا الهراء الذى سيفعله بهم؟

    وإليك المثال الثانى والثلاثين:

    وأين العقل والمنطق والعدل فى أن يوحى الرب بقصة تافهة اتفقت فيها امرأتان على أكل أطفالهما ، فأكلت فيها مرأة الأولى جسد ابنها ، وفى اليوم التالى رفضت المرأة الثانية أن تذبح ابنها ، فشكتها الأولى لدى الملك ، فمزَّع الملك ملابسه، أثناء مروره على السور كالأبراص والسحالى. امرأتان إرهابيتان مختلتان ، لم ينفعهما دين ولا عقيدة ، وملك مجنون غير حكيم ، ولم يصرح الرب فى هذه الحكاية بأية عقوبة لأى منهما. (28ثُمَّ قَالَ لَهَا الْمَلِكُ: [مَا لَكِ؟] فَقَالَتْ: [هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَالَتْ لِي: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ الْيَوْمَ ثُمَّ نَأْكُلَ ابْنِي غَداً. 29فَسَلَقْنَا ابْنِي وَأَكَلْنَاهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهَا فِي الْيَوْمِ الآخَرِ: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ فَخَبَّأَتِ ابْنَهَا]. 30فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ كَلاَمَ الْمَرْأَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَهُوَ مُجْتَازٌ عَلَى السُّورِ، فَنَظَرَ الشَّعْبُ وَإِذَا مِسْحٌ مِنْ دَاخِلٍ عَلَى جَسَدِهِ. 31فَقَالَ: [هَكَذَا يَصْنَعُ لِي اللَّهُ وَهَكَذَا يَزِيدُ إِنْ قَامَ رَأْسُ أَلِيشَعَ بْنِ شَافَاطَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ].) ملوك الثانى 6: 28-31

    وإليك المثال الثالث والثلاثين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يأكل المسيحيون لحم ربهم ، ويشربون دمه؟ (كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي.) يوحنا 6: 57

    وإليك المثال الرابع والثلاثين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يتبول المسيحيون ويتبرزون إلههم الذى أكلوه ، ودمه الذى شربوه؟

    وإليك المثال الخامس والثلاثين:

    وأين العقل والمنطق والحياء والخُلُق فى أن يقف المرء عاريا من ملابسه السفلية منحنياً للأمام ليُمكِّن المثَّال من صنع تمثال لبواسيره؟ (فَقَالُوا:«وَمَا هُوَ قُرْبَانُ الْإِثْمِ الَّذِي نَرُدُّهُ لَهُ؟» فَقَالُوا:«حَسَبَ عَدَدِ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ: خَمْسَةَ بَوَاسِيرَ مِنْ ذَهَبٍ وَخَمْسَةَ فِيرَانٍ مِنْ ذَهَبٍ. لأَنَّ الضَّرْبَةَ وَاحِدَةٌ عَلَيْكُمْ جَمِيعاً وَعَلَى أَقْطَابِكُمْ. 5وَاصْنَعُوا تَمَاثِيلَ بَوَاسِيرِكُمْ وَتَمَاثِيلَ فِيرَانِكُمُ الَّتِي تُفْسِدُ الأَرْضَ, وَأَعْطُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ مَجْداً لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ يَدَهُ عَنْكُمْ وَعَنْ آلِهَتِكُمْ وَعَنْ أَرْضِكُمْ.) صموئيل الاول 6: 4-5

    وإليك المثال السادس والثلاثين:

    وأين العقل والمنطق فى أن ينتحب الإله كأنثى الحيوانات (فصيلة تشبه الكلاب والثعالب)؟ (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ.) ميخا 1: 8

    وإليك المثال السابع والثلاثين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يُعطى الرب فرائض غير صالحة؟ (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20: 25 ، فماذا كان الشيطان سيُعطى لو كان مكان الرب؟ فهل تبادلا الأدوار؟

    وإليك المثال الثامن والثلاثين:

    وأين العقل والمنطق والخُلُق والدين فى أن يُعرى الرب عورات النساء؟ (يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) أشعياء 3: 17

    وإليك المثال التاسع والثلاثين:

    وأين العقل والمنطق فى حوار الأشجار؟ (8مَرَّةً ذَهَبَتِ الأَشْجَارُ لِتَمْسَحَ عَلَيْهَا مَلِكاً. فَقَالَتْ لِلّزَيْتُونَةِ: امْلِكِي عَلَيْنَا. 9فَقَالَتْ لَهَا الّزَيْتُونَةُ: أَأَتْرُكُ دُهْنِي الَّذِي بِهِ يُكَرِّمُونَ بِيَ اللَّهَ وَالنَّاسَ, وَأَذْهَبُ لأَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟ 10ثُمَّ قَالَتِ الأَشْجَارُ لِلتِّينَةِ: تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا. 11فَقَالَتْ لَهَا التِّينَةُ: أَأَتْرُكُ حَلاَوَتِي وَثَمَرِي الطَّيِّبَ وَأَذْهَبُ لأَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟ 12فَقَالَتِ الأَشْجَارُ لِلْكَرْمَةِ: تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا. 13فَقَالَتْ لَهَا الْكَرْمَةُ: أَأَتْرُكُ مِسْطَارِي الَّذِي يُفَرِّحُ اللَّهَ وَالنَّاسَ وَأَذْهَبُ لأَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟ 14ثُمَّ قَالَتْ جَمِيعُ الأَشْجَارِ لِلْعَوْسَجِ: تَعَالَ أَنْتَ وَامْلِكْ عَلَيْنَا. 15فَقَالَ الْعَوْسَجُ لِلأَشْجَارِ: إِنْ كُنْتُمْ بِالْحَقِّ تَمْسَحُونَنِي عَلَيْكُمْ مَلِكاً فَتَعَالُوا وَاحْتَمُوا تَحْتَ ظِلِّي. وَإِلاَّ فَتَخْرُجَ نَارٌ مِنَ الْعَوْسَجِ وَتَأْكُلَ أَرْزَ لُبْنَانَ!) قضاة 9: 8-15

    وإليك المثال الأربعين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يختار الرب نبياً أحمقاً ، ويمنع حماقته حمار؟ (16وَلَكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقاً بِصَوْتِ إِنْسَانٍ.) بطرس الثانية 2: 16

    وإليك المثال الواحد والأربعين:

    وأين العقل والمنطق والأدب فى أن يخلع الرب ملابسه، ويلف منشفة على وسطه ليستر بها عورته، ثم بعد أن يغسل أرجل التلاميذ، يأخذ المنشفة التى تستر عورته ويُنشِّف بها أرجل التلاميذ؟ (4قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا 5ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا.) يوحنا 13: 4-5

    وإليك المثال الثانى والأربعين:

    وأين العقل والمنطق فى أن نصدق أن كل الذين أتوا قبل يسوع لصوص وسراق؟ فكيف اصطفاهم الرب بعلمه الأزلى بهذه الأخلاق؟ وماذا كان غرضه من ذلك؟ (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8

    أم كان يقصد الكهنة والكتبة؟ فلو كان يقصد هؤلاء ، لحكم بوقوع التحريف من جهتهم ، ليسرقوا الملكوت (النبوة والشريعة) ، حتى لا يتبعوا رسول الله متى جاء؟

    وإليك المثال الثالث والأربعين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يسكر الرب حتى الثمالة ، وينام تاركاً ملكوته ، وعندما يستيقظ تدمع عيناه من أثر هذه الليلة الحمراء؟ (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65

    وإليك المثال الرابع والأربعين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يفضح الرب المريض بالبرص فى الطرقات؟ (45وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفاً وَيُغَطِّي شَارِبَيْهِ وَيُنَادِي: نَجِسٌ نَجِسٌ.) لاويين 13: 45

    وإليك المثال الخامس والأربعين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يبيع الرجل ابنته القاصر كما تباع الماشية؟ (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7

    وإليك المثال السادس والأربعين:

    وأين العقل والمنطق فى اتخاذكم لآراء بولس الشخصية نصوصاً مقدسة وتنسبونها لله؟

    (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا.) كورنثوس الأولى 7: 12

    (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25

    (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!)غلاطية 5: 2

    (17الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ.) كورنثوس الثانية 11: 17

    وإليك المثال السابع والأربعين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يستشهد بولس بكتابات الشعراء اليونانيين الوثنيين وتُعدونه أنتم من وحى الله؟

    1- فمن أقوال الشاعر (أراتس) اقتبس: (28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ.) أعمال الرسل 17: 28

    2- استشهاد بولس بقول الشاعر (مناندو) وهى: (33لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ.) كورنثوس الأولى 15: 33

    3- استشهاد بولس بقول الشاعر الكريتى (أبيمانديس) وهو: (12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ».) تيطس 1: 12

    وما حاجة الرب لأقوال الشعراء لتأييد أقواله؟ أيستشهد الرب بأقوال الشعراء الوثنيين ليقنع الناس بدينه الذى يُحارب الوثنية ويدعو إلى التوحيد؟ هل فقد الرب الحجة والمنطق ليجدهما عند الشعراء الوثنيين؟ أم هى دعوة من الرب للوثنية؟ هل هذا هو العقل والمنطق الذين وجدتهما فى المسيحية أيها البابا؟

    وإليك المثال الثامن والأربعين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يذل الرب الزوجة المسبية؟ اقرأ أحكام المرأة المسبية فى الكتاب العقلانى: (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14

    وإليك المثال التاسع والأربعين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يمنع الرب المرأة من العلم، لأن حواء هى التى أغويت فسقطت البشرية كلها فى الخطيئة؟ (12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 12-14

    وإليك المثال الخمسين:

    وأين العقل والمنطق فى أن يقرر الرب أن تشرب المرأة من ماء مخلوط بالطين لتثبت براءتها من تهمة الزنى إن لم تمرض؟ فهى سوف تمرض فى كلا الحالتين! ومعنى ذلك أن الرب حكم عليها بالمرض والموت عند شك زوجها فيها أو إذا أراد التخلص منها ، ورماها بتهمة الزنى! (14فَاعْتَرَاهُ رُوحُ الغَيْرَةِ وَغَارَ عَلى امْرَأَتِهِ وَهِيَ نَجِسَةٌ أَوِ اعْتَرَاهُ رُوحُ الغَيْرَةِ وَغَارَ عَلى امْرَأَتِهِ وَهِيَ ليْسَتْ نَجِسَةً .. .. .. 17وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّساً فِي إِنَاءِ خَزَفٍ وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنَ الغُبَارِ الذِي فِي أَرْضِ المَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي المَاءِ 18وَيُوقِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَكْشِفُ رَأْسَ المَرْأَةِ وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التِّذْكَارِ التِي هِيَ تَقْدِمَةُ الغَيْرَةِ وَفِي يَدِ الكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللعْنَةِ المُرُّ. 19وَيَسْتَحْلِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ وَيَقُولُ لهَا: إِنْ كَانَ لمْ يَضْطَجِعْ مَعَكِ رَجُلٌ وَإِنْ كُنْتِ لمْ تَزِيغِي إِلى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللعْنَةِ هَذَا المُرِّ.20وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ وَجَعَل مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ. 21يَسْتَحْلِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ بِحَلفِ اللعْنَةِ وَيَقُولُ الكَاهِنُ لِلمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لعْنَةً وَحَلفاً بَيْنَ شَعْبِكِ بِأَنْ يَجْعَل الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِماً. 22وَيَدْخُلُ مَاءُ اللعْنَةِ هَذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ البَطْنِ وَلِإِسْقَاطِ الفَخْذِ. فَتَقُولُ المَرْأَةُ: آمِينَ آمِينَ) عدد 5: 14-22

    تعليق


    • #17
      ليست مشيئة الرب مطلقة:

      بعد أن تعرفنا على بُعد المسيحية عن العقل تماماً ، وأن طبيعة الرب فيها مناف للعقل ، وعرفنا أن البابا يرمينا بما فيه وبما عنده، وأنه يحاول على حساب الإسلام أن يُجمِّل دينه لأتباعه، بعد أن فروا من الكنائس، ومن الدين نفسه، فانتشر الإلحاد فى أوروبا، كما أنه يحاول أن يُحدث ضجة إعلامية، تلهو الناس عن فضائح رجال الكنيسة على جميع المستويات. كما أنه يُجامل الصهيونية العالمية، ولم نسمع منه كلمة إدانة واحدة للمارسات الإرهابية للأمريكان فى العراق أو أفغانستان أو حتى سجون أبوغريب، وجوانتنامو.

      {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} سورة البقرة (105)

      وبعد أن ذكَّرنا البابا أنه لولا الحضارة الإسلامية، ما عرفت أوروبا فلسفة أرسطو مشروحة علي يد فيلسوف وفقيه مسلم هو العلامة ابن رشد. ولولاه ما عرف الأوربيون أرسطو! وهذا مما أتى به الإسلام: تسامح ، وتآخى ، نبذ للتعصب الأعمى، ونبذ للإيمان الأعمى، وكذلك علم ونور فاضت أشعته على المسلم والكافر. وعلى النقيض من ذلك فقد كانت أوروبا تغوص فى أوحال الجهل وإذلال المخالفين لعقائدها أو لعلومها، عندما كانت الكنيسة تحكمها وفق معتقداتها وجهالاتها.

      وبعد أن تعرفنا على هذا الجانب فى ادعاء البابا ، نتعرف الآن على نقطة أخرى أثارها البابا بشأن مشيئة الله فى الإسلام ، والتى ادعى عليها البابا أنها ليست مطلقة، وادعى أن ابن حزم ذهب إلى القول: إننا يمكننا عبادة الأوثان.

      فهو يُُغطى مرة أخرى على عبادة الأوثان داخل كنيسته ، فالسجود لتماثيل يسوع ومريم ومن تسمونهم القديسين، والسجود أمام الصليب، والخبز الذى تعتقدون حلول جسد المسيح فيه ، بل واعتقادكم بحلول دم الإله فى الخمر الذى تشربونه ، ثم يؤول كل هذا بعد الهضم إلى المجارى ، فيختلط ما كنتم تعبدونه ، وتسجدون إليه بروث الحيوانات ، وبول الإنسان وبرازه. وكل هذا من الوثنية التى يدعو إليها البابا ويمارسها هو وكهنوته فى الطقوس اليومية، وليس من الإسلام شىء من هذا بالمرة.

      يقول البابا: ”في المقابل، بالنسبة للعقيدة الإسلامية، الرب ليست مشيئته مطلقة وإرادته ليست مرتبطة بأي من مقولاتنا ولا حتى بالعقل.“

      ”ويستشهد (تيودور) خوري في هذا الشأن بكتاب للعالم الفرنسي المتخصص في الدراسات الإسلامية (روجيه) ارنالديز (توفي في إبريل الماضي) الذي قال إن ابن حزم (الفقيه الذي عاش في القرنين العاشر والحادي عشر) ذهب في تفسيره إلى حد القول إن الله ليس لزاما عليه أن يتمسك حتى بكلمته، ولا شيء يلزمه على أن يطلعنا على الحقيقة. ويمكن للإنسان إذا رغب أن يعبد الأوثان.“

      ”من هذه النقطة يكون الطريق الفاصل بين فهم طبيعة الله وبين التحقيق المتعمق للدين الذي يتحدانا اليوم.“

      فالبابا يرى تنافساً شديداً فى الإسلام ، ويؤمن أنه يتحدى المسيحية. وهذا إن دل ليدل على إيمان البابا بالإحصائيات التى تقول بانتشار الإسلام انتشاراً سريعاً جداً فى أوروبا. الأمر الذى ينفى من جانب آخر زعمه أن الإسلام لم ينتشر إلا بالسيف. فها هم المسلمون فى أشد لحظات ضعفهم ، وها هو الإسلام ينتشر بسرعة لا مثيل لها أكثر من انتشاره أيام الفتوحات نفسها. ونفس هذه الإحصائيات تقول بأن أكثر المؤشرات هبوطاً ، هو مؤشر الكاثوليكية.

      وكما يقول الدكتور محمد عمارة: أصبح من يؤمن بوجود إله فى أوروبا قلب العالم المسيحى الحالى 14% فقط ، منهم 10% يذهبون إلى الكنائس كأنهم يذهبون إلى نزهة ، ورغم أن أوروبا قلب العالم المسيحى ، فإنها لم تعد مسيحية ، وأصبح الإسلام يتمدد في أوروبا ، وبدأ الأوربيون يقرأون عن الإسلام ، كلما خرج كذَّاب يُشوِّه أمور هذا الدين ، ويفهمون أنهم يخافون انتشاره ، ويلعنون كذبه وتضليله لهم، حتى بلغ عدد المسلمين فى أوروبا 50 مليون مسلم ، وهذا ما جعل الكرادلة في الفاتيكان ، يتحدثون عن أن الإسلام يفتح أوروبا فتحاً جديداً ، وأصبحت الكنائس في المانيا وعدد من الدول الأوروبية مهجورة، ولم يلجأ الأوربيون فقط إلى الإسلام ، بل يلجأ إليه المسلمون اليوم ويتمسكون به أكثر وأكثر بعد سقوط كل نماذج المادية والعلمانية الغربية في بلادنا الإسلامية وإفلاسها ، وكذلك شعورهم بالذل الذى يحاول الغرب أن يسقيهم من كأسه ، والإعتداءات المتكررة على الإسلام والرسول .

      بل قد يكون خبر إسلام حوالى ثلاثين من قساوسة الفاتيكان ، والذى أعلنه الإعلامي السعودي المعروف (عصام مدير) ، وراء تصريحات البابا هذه وتهجمه على الإسلام، واستبعاده لرئيس مجلس الحوار بين الديانات ، كبير الأساقفة مايكل فيتزجيرالد، وأحد أكبر خبراء الكنيسة في الحوار مع المسلمين ، إلى القاهرة فيما اعتبر على نطاق واسع تنزيلا لدرجته. ووصف منتقدون للبابا أن إبعاد فيتزجيرالد من الفاتيكان بأنه "نفي" وأبدوا مخاوفهم من عدم وجود خبير كبير في شؤون الإسلام بالفاتيكان لتقديم المشورة للبابا.

      على العموم إن مشيئة الله فى الإسلام فهى مطلقة وغير مقيدة ، وهذا على خلاف ما أنت تؤمن به أيها البابا:

      فقد قيَّد يعقوب مشيئة الرب بعد أن ضربه، وأجبره على مباركته، وتوليته النبوة، واستمر حتى بعد ضربه وصعوده للسماء فى الوحى إليه.

      بل قيَّدَ الشيطان مشيئة الرب، فأسره أربعين يوماً، فلم يتركه يأكل أو يشرب أو حتى يخرج من هذه الصحراء ، المحبوس فيها ، وسحبه إلى أعلى الجبل ، ثم سحبه مسلوب الإرادة إلى أعلى الهيكل ، وهذا هو المنطق العقلى الذى تؤمن به أيها البابا: (.. .. وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. .. .. .. 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ .. .. .. 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ .. .. .. 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-11

      فأى إله يُعده العقل مسلوب الإرادة والمشيئة؟ أترك للقارىء الإجابة بنفسه.

      إن مشيئة الله في الإسلام مطلقة لا يحدها شيء ، وهى موضع إجماع المسلمين ، ولكنها مشيئة مرتبطة بحكمته لا تنفصل عنها، فلا يشاء أمراً مخالفاً للحكمة، أو مخالفاً للحق ، ولا تتعلق مشيئته بباطل، أو بظلم، فإن من أسمائه الحسني التي تكررت في القرآن: الحكيم فهو حكيم فيما خلق، وحيكم فيما شرع، لا يخلق شيئاً باطلاً، ولا يشرع شيئاً اعتباطاً.

      {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} النمل (9)

      {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} يونس (1)

      {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت (42)

      {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} آل عمران (18)

      {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} آل عمران (191)

      والله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الخير والصلاح لخلقه، ولا يأمر إلا بالعدل والخير:

      {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (268) سورة البقرة

      {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} سورة النــور (21)

      {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}البقرة(169)

      {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} سورة الأعراف (28)

      {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} سورة النساء (58)

      {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} سورة النحل (90)

      قارن هذا بما ادعاه الكتاب الذى تؤمن بقداسته ونسبه للرب. فالرب فى كتابك يأمر بالسوء والفحشاء ، والإغتصاب ، والإرهاب:

      فها هو الرب يعطى متعمداً فرائض غير صالحة ليضل بها عبيده: (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20: 25

      وها هو يأمر حزقيال نبيه بأكل الخراء الآدمى وروث البقر: (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: [هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ». 14فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ, هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً, وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ». 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12

      فها هو يوصى بنى بنيامين باختطاف بنات شيلون: (20وأوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21وانظروا فإذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص ، فاخرجوا أنتم من الكروم ، واخطفوا لأنفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه ، واذهبوا إلى أرض بنيامين.) قضاة 21: 20-21

      وها هو يأمر نبيه إشعياء أن يظل يسير فى الطرقات حافياً عارياً لمدة ثلاث سنوات: (فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 2-3

      وها هو يأمرك أنت وأمك وأختك وابنتك ، وكل ذكر من أتباع الكتاب أن يتجرد من ملابسه، وما سيترتب على ذلك من عُرى، وخدش للحياء ليرى المثَّال بواسيره ويُحاكيها: (5وَاصْنَعُوا تَمَاثِيلَ بَوَاسِيرِكُمْ وَتَمَاثِيلَ فِيرَانِكُمُ الَّتِي تُفْسِدُ الأَرْضَ, وَأَعْطُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ مَجْداً لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ يَدَهُ عَنْكُمْ وَعَنْ آلِهَتِكُمْ وَعَنْ أَرْضِكُمْ.) صموئيل الأول 6: 5

      وها هو يُحِثُّكَ على الإستعمار والعنصرية وأكل الربا: (20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20

      بل يأمرك بالخروج من جماعته: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 ، على الرغم من أمره: («لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1

      وها هو يُصلِعُ هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ: (17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.) أشعياء 3: 17

      وها هو إله المحبة يأمرك بكره أباك وأمك وأولادك وإخوتك: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 26

      فهل علم القارىء لماذا يتهم البابا المسلمين بما هو عنده فى كتابه؟

      لأن ما عنده يجافى العقل ، وينفر من هذا الكتاب وهذا الدين ، ويدفع البشر إلى الإلحاد. لذلك يرمينا بما عنده ، ليضمن عدم دخول الكاثوليك إلى الإسلام. فهو يُحبذ أن يترك الكاثوليكى المسيحية ويظل ملحداً ، عن أن يدخل الإسلام. فإن المأزق الإلحادى الذى وقع فيه الفكر الأوربى الحديث بصفة خاصة يرجع إلى احتواء الديانة المسيحية على أمور تتعارض مع العقل، وتقوم في أساسها علي الخوارق، ولا تؤمن برعاية السنن التي أكدها القرآن والتي يقول فيها أوجستين ـ أحد آبائها الدينيين ـ: أؤمن بهذا: لأنه محال، أو غير معقول!

      ويقول فيها أحد قساوستها من المعاصرين وهو القس وهيب الله عطا: "إن التجسيد قضية فيها تناقض مع العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية ، لكننا نصدق ونؤمن أن هذا ممكن حتى ولو لم يكن معقولاً". (عن كتاب مقارنة الأديان لشلبي ج2 ص24).

      وعلى ذلك فقد اعترف عزيزى البابا رجال الكنيسة أن عقائدها من الصلب والفداء والتثليث والتجسيد والعشاء الرباني وباقى أسرار الكنيسة، وسائر ما حفلت به عقائدكم من العجائب والغرائب والأباطيل التى لا يمكن شرحها ، ولا فهمها ، ولا تبيان منطقها لأى فرد: لا للقس نفسه ، ولا للبابا ولا للعالم كله.

      ولو أجهدت نفسك قليلاً عزيزى البابا ، ورجعت إلى قول أئمة الإسلام، مثل الأشعرى والماتريدى والباقلانى والجوينى والغزالى والرازى والآمدى وغيرهم، لوجدتهم يقولون: إن العقل أساس النقل، ولولا العقل ما قام النقل، ولا ثبت الوحى: لأن ثبوت النبوة لشخص ما لا يتم أيضا إلا بالعقل.

      هذا ”ويستشهد (تيودور) خوري في هذا الشأن بكتاب للعالم الفرنسي المتخصص في الدراسات الإسلامية (روجيه) ارنالديز (توفي في إبريل الماضي) الذي قال إن ابن حزم (الفقيه الذي عاش في القرنين العاشر والحادي عشر) ذهب في تفسيره إلى حد القول إن الله ليس لزاما عليه أن يتمسك حتى بكلمته، ولا شيء يلزمه على أن يطلعنا على الحقيقة. ويمكن للإنسان إذا رغب أن يعبد الأوثان.“

      فقد لجأ إلى الإستشهاد بما زعم أنه مذهب ابن حزم الظاهرى، ونقله من مصدر ثانوي عن (تيودور خورى) ، الذى نقله بدوره عن كتاب للعالم الفرنسي المتخصص في الدراسات الإسلامية (روجيه) ارنالديز ، وهذا خليط استشراقي مشوش من أقاويل مكذوبة على ابن حزم لا تأتى فى محاضرة أكاديمية ملتزمة. يؤكد ذلك اعتراض تيودور خورى نفسه على بتر البابا للإستشهاد من كتابه. قال موقع إسلام أون لاين.نت: أبدى الخوري البالغ 76 عاما من عمره، استياءه من "اجتزاء" البابا الكاثوليكي لبعض ما أورده في الكتاب، ممّا نشر انطباعا خاطئا، كما تساءل عن سبب امتناعه في "محاضرة علمية" عن الاستشهاد بمصادر إسلامية عند حديثه عن الإسلام، معتبرا ذلك خروجا عن المنهج العلمي“.

      وإذا كان البابا ومن نقل عنه من المستشرقين والمبشرين يكذبون على ابن حزم في نسبتهم إليه إجازة أن يعبد الإنسان الأوثان إذا رغب في ذلك ، اللهم إلا أن يكون إشارة إلى اختيار مسئول مختتم بالجزاء ، وذلك من مفهوم الآية: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا} سورة الكهف (29) ، وإلا فهو قول لايصدر من عاقل ولا عن مسلم فضلا عن إمام جليل كابن حزم – فهم يكذبون على ابن حزم مرة أخرى في قولهم إنه يرى أن الله ليس ملتزما بكلمته حيث حرفوا قوله ثم انحرفوا في فهمه فلم يفرقوا بين الالتزام الذاتي ، والإلزام الوارد من خارج ، وابن حزم وكل مسلم يحفظ عن الله قوله في الالتزام الذاتي:

      {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} سورة الأنعام (12) ،

      وقوله: {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة الأنعام (54) ،

      وقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} سورة النساء (40)، {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} سورة يونس (44)

      ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ‏(إِنِّي حَرَّمْتُ عَلَى نَفْسِي الظُّلْمَ .. ..) رواه أحمد فى مسنده

      وهو التزام يرجع إلى اتصاف الله تعالى بالكمال ، ومن الكمال الحكمة والرحمة والعدل ، فكان من أسمائه الحسنى "الحكيم" و "الرحمن" و"الرحيم".

      يقول أد: يحيى هاشم حسن فرغل نقلاً عن جريدة الشعب: ”ويبدو أن من أسباب تورط البابا فيما تورط فيه استسلامه لأقاويل تقليدية غامضة - غير ملزمة في منهج النقد - في الفلسفة اليونانية التي كانت تنظر – فيما رواه إسكندر الأفروديسي في شرحه لأرسطو – إلى العقل باعتباره إلها أو شبه إله ، لا باعتباره عقلا بشريا وإذن فهو الشرك مرة أخرى.

      وكما يقول بعض مؤرخي الفلسفة – الدكتورمحمود قاسم في كتابه "في النفس والعقل عند الفلاسفة الإغريق والإسلام" ص197-202 –: ترك أرسطو مشكلة العقل غامضة ، وقد حاول شراحه تفسير هذا الغموض وعلى رأس هؤلاء اسكندر الأفروديسي الذي ذهب إلى أن العقل عند أرسطو "ليس جزءاً من أجزاء النفس أو وظيفة من وظائفها بل هو الإله الذي يتمثل في نفوس البشر ويقوم مقامهم في إدراك معاني الأشياء" وإسكندر الإفروديسي هذا هو الذي سوقه لديهم بعض فلاسفة الإسلام، والذي يقول عنه أبو نصر الفارابي من حكماء المسلمين "لن يكون المرء فيلسوفا إلا إذا كان على رأي الإسكندر".

      ويقول أميل بوترو الفيلسوف الفرنسي المعاصر في كتابه "العلم والدين في الفلسفة المعاصرة" ص 11-12 (ليس الإله الذي هو العقل تجريدا أو استدلالا بحتا، إنه رئيس الطبيعة ، إنه الملك الذي يحكم جميع الأشياء).

      واستمر تسويق فلسفة أرسطو في العقل بيد الفارابي الذي جعله فيضاً من العقل الفعال ، فيضاً من العقل الأول الذي هو الله ، واستمر الأمر على هذا النحو بتسويق ابن سينا حتى جاء ابن رشد فأنزله من مقام الألوهية إلى كونه عقلا بشريا ، مما اعتبر فيما بعد .. الهاوية التي سقط فيها العقل فريسة للاأدريين والإلحاديين والعلمانيين في الغرب منذ بدء عصر النهضة حتى اليوم.“

      إذن فالبابا وقومه لم يتعلموا حكمة ابن رشد وعلمه كما ينبغى ، وفضلوا الشرك على التوحيد ، الذى هو أصل العقل.

      أما عن ربطه المشيئة الإلهية بالكلمة ، وربط الكلمة بيسوع ، وربط الكلمة بسفر التكوين ، يقول البابا:

      ”أعتقد أنه، من هذه الوجهة، هناك تناغم عميق ملحوظ بين ما هو إغريقي وبين ما ورد في الكتاب المقدس من تأسيس للإيمان بالرب. أول آية في سفر التكوين، وهي أول آية في الكتاب المقدس ككل استخدمها يوحنا في بداية إنجيله قائلا: في البدء كانت الكلمة. هذه هي الكلمة التي كان الإمبراطور يحتاجها: الرب يتحاور بالكلمة، والكلمة هي عقل وكلمة في نفس الوقت. العقل القابل للخلق ويمكن تناقله، شريطة أن يظل رشدا. يوحنا أهدانا بذلك الكلمة الخاتمة لمفهوم الرب في الكتاب المقدس. ففي البدء كانت الكلمة والكلمة هي الرب. الالتقاء بين الرسالة التي نقلها الكتاب المقدس وبين الفكر الإغريقي لم يكن وليد صدفة. فرؤيا بولس المقدس (...) الذي نظر في وجه مقدونياً وسمعه يدعوه: تعال وساعدنا – هذه الرؤية يجب أن تفسر على أنها تكثيف للتلاقي بين العقيدة التي يشتمل عليها الكتاب المقدس وبين السؤال اليوناني.“

      عقد البابا فى حديثه مقارنة مع الفكر المسيحي متفاخراً أن المسيحية التى نشأت فى الشرق قد تشبعت بالفلسفة الإغريقية ، زاعماً أن الفكر المسيحي ينحاز إلى العقل، ويرفض كل ما يتناقض معه، ودلل على ذلك بما جاء في أول فقرة في سفر التكوين، وهي أول فقرة في الكتاب المقدس ككل استخدمها يوحنا في بداية إنجيله قائلا: في البدء كانت الكلمة (يلاحظ أن هذه الكلمة لم ترد في صدر سفر التكوين كما ذكر وإنما ورد فيه (1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)سفر التكوين 1: 1 ويُلاحظ أن وجه الشبه بين الاثنين هو وجود ”الكلمة“ ، وهى أمر الله بالخلق.

      وفى الحقيقة لا أريد أن أتوقف هنا كثيراً ، لكن سأورد نص يوحنا ، وعلى القارىء أن يقارنه بما جاء فى سفر التكوين أعلاه: (1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.) يوحنا 1: 1

      ومن المقارنة يتضح للقارىء أن البابا يعتبر أن الكلمة هى أمر الله بالخلق ، وليست يسوع كما يؤمن الكاثوليك والأرثوذكس. اللهم إلا إذا كانت هذه المقارنة من باب الخطأ العقائدى ، الذى انزلق لسانه به.

      وأخيراً وليس آخراً ، لقد ربط البابا إرادة الرب فى المسيحية بالعقل. فكيف يُخضع رجل الدين إرادة الله الخالق ، لعقل الإنسان المخلوق المحدود؟ ألا تجعل بذلك إرادة الرب محدودة أيها البابا؟ وأيهما أحق بالخضوع للآخر: إرادة الخالق أم عقل المخلوق المحدود؟ فلو قلت بخضوع إرادة الرب للخالق لأصبحت فى عداد الكافرين ، لأنه لا يخضع إلا الأضعف للأقوى. وأنت بذلك إما تنفى عن الرب صفة الخلق ، وأنه الخالق المتفرد ، وإما تنسب له الضعف ، وتنصب نفسك قيِّماً على قرارات الرب ، وتصرفاته ، بل وحكمته وعدله. أى تصنع إلهاً تفصيلاً ، يخضع لعقلك كما تريد ، وكيفما شئت ، مثل البيتزا تشكله كما يحلو لك.

      ومضى بيان المجمع الإسلامى بأمريكا قائلا: ”إذا كانت أول فقرة استخدمها يوحنا في بداية إنجيله كما يقول البابا : في البدء كانت الكلمة. فإن أول كلمة تنزلت في القرآن الكريم على محمد  هي قول الله جل وعلا: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} سورة العلق (1)، فهي دعوة إلى القراءة والتعقُّل والفهم ، أى دعوة إلى العلم، ولا يعرف كتاب احتفى بالنظر ، ودعا إلى التدبر ، وقدر العقل ، وأعلى من شأنه كالقرآن الكريم.

      وآياته التي يقرأُها المسلمون في المشارق والمغارب شاهدة بذلك، فقد أشاد هذا الكتاب الكريم بالعقل ، وجعله مناط التكليف، وأصبح من القواعد الثابتة في شرعنا أن من لا عقل له، لا تكليف عليه، وقد أمر الله الناس أن يعملوا عقولهم، وأن يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض، حتى يخلص الإنسان من خلال ذلك إلى الحق الذي بعث الله به أنبياءه ورسله.

      قال تعالى : {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إلا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} سورة سـبأ (46) ،

      وعيَّر سبحانه الكفار بتركهم تعقل وتفهم وحيه، فشبههم بالدواب، فقال سبحانه: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} سورة البقرة (171) ،

      وقال أيضاً : {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} سورة الأنفال (22)،

      والآيات في هذا الباب كثيرة، وهي لا تزال كتابا مفتوحا على العالم أجمع، فالعقل أساس النقل، ولولا العقل ما قام النقل، ولا ثبت الوحي؛ لأن ثبوت النبوة لا يتم إلا بالعقل، وإن من الأبجديات والبدهيات في دين الإسلام أن العلم يسبق الإيمان، وأن الإيمان ثمرة له، كما في قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} الحج (54) فجعل العلم سابقاً والإيمان ثمرة له.

      ولا يُعرف في الإسلام تعارض بين عقل صحيح ونص صريح، وهو تحد معروض على العالم كله، فليأتونا بمثال واحد يهدم هذه الحقيقة، ولعلماء المسلمين في درء التعارض بين العقل والنقل مراجع ومطولات، ولهم في ذلك من القوانين والقواعد الكلية ما لا يزال مفخرة للفكر البشري كله.“

      الدين الذى ينتمى إلى الثقافات الثانوية:

      ويُشير البابا فى اقتباسه إلى الإسلام ، ويصفه بأنه من الثقافات الثانوية، لذلك فهو غير صالح لإقامة حوار معه، لأن الحوار يُبنى على الكلمة التى تتفق مع العقل، ولا تتعارض مع الرب. فقال: إن ”العقل الذي يكون فيه الجانب الرباني أصم ، والدين الذى ينتمي إلى الثقافات الثانوية هو عقل غير صالح لحوار الحضارات. وقد قال مانويل الثاني إنه ليس من العقل أن لا يكون التحاور بالكلمة؛ لأن ذلك سيكون معارضا لطبيعة الرب“.

      كنا قد تكلمنا عن العقل فى الكتابين ، وأثبتنا أى الكتابين يحترم عقل مقتنيه، وأى الكتابين كان أرحم بمصدقيه ومخالفيه ، وأى الكتابين أصدق ، ويبقى لنا هنا أن نوضح للعالم كله أى العقيدتين هو أصل الدين ، وأيهما أخذ من الخرافات اليونانية والبوذية والهندية القديمة.

      وكنا قد تكلمنا عن ارتباط المسيحية باليونانية فكراً وعقيدة وقانوناً ، على الرغم أن نشأتها كانت فى الشرق ، وأن أم نبيها من سلالة إسحاق بن إبراهيم ، وأنه لم يأت إلا متبعاً لما جاء به موسى ، ديناً قيماً سمحاً بعيداً عن تعقيدات الكهنة، التى أبطلت الوصية، وحادت عن الشريعة: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9

      وأسئلك عزيزى البابا عن مصادر هذا الدين الذى تدين به:

      هل كان يعرف يسوع شيئاً عن لاهوت الكنيسة وأسرارها؟

      هل ذكر يسوع مرة كلمة الثالوث فى كتابك؟

      هل ذكر مرة أو تكلم عن حواء وآدم؟

      هل تكلم مرة عن الخطيئة الأزلية؟

      هل تكلم مرة عن الكنيسة بالمفهوم التى هى عليه اليوم؟

      هل تكلم مرة وقال إنه متحد مع الآب والروح القدس؟

      هل تكلم مرة عن سر المعمودية؟

      هل ذكر مرة مسحة الميرون وسرها؟

      فمن أين أتى هذا الدين؟ إنه استمراراً للديانات الثانوية وأقصد بها الوثنية اليونانية القديمة ، والتى أنت اعترفت بأنها خالطت عقيدتك:

      ”كان هناك تلاق بين الإيمان والعقل، بين التنوير الحقيقي والدين. مانويل الثاني كان يمكنه القول، من خلال الإحساس بطبيعة الإيمان المسيحي، وفي الوقت نفسه بطبيعة الفكر اليوناني الذي اختلط بالعقيدة وامتزج بها، من لا يتحاور بالكلمة فإنه يعارض طبيعة الرب.“

      مطابقة العقائد المسيحية للأديان الوثنية:

      وإليك ما تقوله الأديان الوثنية عن إلهها نقلاً عن: (العقائد الوثنية فى الديانة النصرانية ، محمد بن طاهر التنير البيروتى):

      عقيدة التثليث:

      قال برتشرد: “لا تخلو كافة الأبحاث المأخوذة عن مصادر شرقية من ذكر أحد أنواع التثليث أو التولد الثلاثى (أى: الآب والابن وروح القدس)” (ص 55)

      ولم يكن ذلك فى الأمم الوثنية فى الشرق فقط ، بل كانت أيضاً فى أوروبا ، فقد جاء فى كتاب سكان أوروبا الأول: “كان الوثنيون القدماء يعتقدون بأن الإله واحد ، ولكنه ذو ثلاثة أقانيم.” (ص 55)

      ويقول العلامة دوان: “إذا ”أرجعنا البصر نحو الهند نرى أن أعظم وأشهر عباداتهم اللاهوتية هو التثليث ، أى: القول بأن الإله ذو ثلاثة أقانيم. .. .. وهى (برهما وفشنو وسيفا) ، ثلاثة أقانيم غير منفكة عن الوحدة ، وهى: الرب والمثخلِّص وسيفا ، ومجموع هذه الثلاثة الأقانيم: إله واحد.” (ص 55)

      وكان برهما هو “الممثل لمبادىء التكوين والخلق ، .. .. وهو (الآب) ، وفشنو يمثل لمبادىء الحماية والحفظ ، وهو (الابن) ، .. .. وسيفا المبدىء والمهلك والمبيد والمعيد وهو (الروح القدس)”. (ص 56)

      “ويدعونه: "كرشنا الرب المخلِّص ، والروح العظيم ، حافظ العالم المنبثق (أى المتولِّد) منه فشنو الإله الذى ظهر بالناسوت على الأرض ، ليخلِّص الناس ، فهو أحد الأقانيم الثلاثة التى هى: الإله الواحد”. (ص 56)

      وقال العلامة هيجنس: “وكان الفرس يدعو (متروسا) الكلمة، والوسيط، ومُخلِّص الفرس.” (ص 63)

      وقال العلامة Bonwick : “وأغرب عقيدة عمَّ انتشارها فى ديانة المصريين – الوثنيين القدماء – هى قولهم (بلاهوت الكلمة) ، وأن كل شىء صار بواسطتها ، وأنها – أى الكلمة – منبثقة من الله ، وأنها الله. .. .. وكان بلاتو – أفلاطون عارفاً بهذه العقيدة الوثنية ، وكذلك أرسطو ، وغيرهما ، وكان ذلك قبل التاريخ المسيحى بسنين.” (ص 63)

      وقال العلامة دوان: “.. .. كان قسيسو ممفيس بمصر يعبرون عن الثالوث المقدس للمبتدئين فى تعلم الدين بقولهم: إن الأول خلق الثانى ، والثانى مع الأول خلقا الثالث ، وبذلك تم الثالوث المقدس.” (ص 61)

      وقال أيضاً: “وسأل (توليسو) ملك مصر الكاهن (تينشوكى) أن يخبره: هل كان قبله أحد أعظم منه، أو هل يكون من هو أعظم منه؟ (ص 61)

      فقال له الكاهن: نعم، يوجد من هو أعظم منه وهو أولاً: الله ، ثم الكلمة ، ومعها روح القدس ، ولهؤلاء الثلاثة طبيعة واحدة ، وهم واحد بالذات ، وعنهم صدرت القوة الأبدية .. فاذهب يا صاحب الحياة القصيرة!!” (ص 61)

      ويقول العلامة دوان: “ولا ريب أن تسمية الأقنوم الثانى من الثالوث المقدس (كلمة) هو من أصل وثنى مصرى دخل فى غيره من الديانات كالديانة المسيحية. و(أبولو) المدفون بدلهى يُدعى (الكلمة). وفى علم اللاهوت الإسكندرى الذى كان يعلمه (بلاتو) – أفلاطون – قبل المسيح بسنين عديدة: الكلمة هى الإله الثانى ، ويُدعى أيضاً ابن الإله البكر”. (ص 61-62)

      وقال أيضاً: “وكان الأشوريون يدعون (مردوخ): الكلمة. ويدعونه – أيضاً – ابن الله البكر.” (ص 63)

      ويقول العلامة Higginis: “وكان الفرس يدعون (متروسا) الكلمة، والوسيط، ومخلص الفرس”. (ص 63)

      وقال العلامة فسك: “.. كان الرومانيون الوثنيون القدماء يعتقدون بالتثليث ، وهو الله أولاً ، ثم الكلمة ، ثم الروح القدس.” (ص 65)

      ويذكر (دوان) نقلاً عن (أورفيوس) وهو أحد كُتَّاب اليونان وشعرائهم الذين كانوا ثبل المسيح بعدة قرون – ما نصه: “كل الأشياء عملها الإله الواحد مثلث الأسماء والأقانيم. وهذا التعليم الثالوثى أصله مصر ، وكثير من الآباء (رجال الكنيسة) فى الجيل الثالث والرابع قالوا: إن فيثاغورث وهيرقليطس وأفلاطون علموا التثليث ، وقد أخذوا فلسفتهم فى التثليث عن أورفيوس.” انظر دائرة المعارف تشمبرس ، كلمة “أورفيوس”. (ص 65)

      وكان الأشوريون والفينيقيون والاسكندنافيون والدرديون وسطان سيبريا والتتر الوثنيون وسكان الجزائر الأول والمكسيكيون يعبدون إلهاً مثلث الأقانيم. (ص 66)

      عقائد وممارسات الكنيسة الأولى:

      تأليف دكتور. ستيوارت ج هال 1992، صفحة 20-21. الأستاذ {بروفيسر} هال كان رسمياً أستاذاً لتاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا. دكتور هال قال بعبارة واقعية: إن التعميد التثليثي الكاثوليكي لم يكن الشكل الأصلي لتعميد المسيحيين، والأصل كان معمودية اسم المسيح.

      3- يقول ويلز: لم يقم دليل على أن حواريي المسيح اعتنقوا التثليث" . ويقول أدولف هرنك: "صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب والابن والروح القدس، غريب ذكرها على لسان المسيح، ولم يكن لها وجود في عصر الرسل، … كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم النصرانية ما تكلم به المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات. وأن بولس لم يعلم شيئاً عن هذا ".([1]) إذ هو لم يستشهد بقول ينسبه للمسيح يحض على نشر النصرانية بين الأمم

      4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحداً بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).

      ولما حدث أن بطرس استدعي من قبل كرنيليوس الوثني ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه. لما حصل ذلك لامه التلاميذ فقال لهم: "28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. " (أعمال 10: 28)، لكنه لم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل قال "نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ" (أعمال10: 41-42)، أى لليهود فقط.

      5- وعليه فبطرس لا يعلم شيئاً عن نص متى الذي يأمر بتعميد الأمم باسم الأب والابن والروح القدس. ولذلك اتفق التلاميذ مع بولس على أن يدعو الأمميين ، وهم يدعون الختان أي اليهود يقول بولس: "رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة (الأمم) كما بطرس على إنجيل الختان … أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غلاطية2/7-9) فكيف لهم أن يخالفوا أمر المسيح - لو كان صحيحاً نص متى - ويقعدوا عن دعوة الأمم ،ثم يتركوا ذلك لبولس وبرنابا فقط؟

      6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".([2])

      عقيدة الصلب فداءً عن الخطيئة:

      قال العلامة دوان: “إن تصور الخلاص بواسطة أحد الآلهة ذبيحة ، فداء عن الخطيئة ، قديم العهد عن الهنود الوثنيين وغيرهم. وذكر هذه التقدمة عند الهنود سابق لعصر الفديك Vedic ، وكتاب الركفدا يمثل الآلهة يقدمون (بروشا) – أى الذكر الأول – قربانا ، ويعدونه مساوياً للخالق.” (ص 74)

      يقول العلامة M. William: “كان الهنود يعتقدون بالخطيئة الأزلية ومما يدل على ذلك ما جاء فى تضرعاتهم التى يتوسلون بها بعد (الكياترى) ، وهى: إنِّى مذنب ، ومرتكب الخطيئة ، وطبيعتى شريرة ، وحملتنى أمى بالإثم ، فخلصنى يا ذا العين الحندوقية ، يا مخلص الخاطئين ، يا مزيل الآثام والذنوب.” (ص 75)

      وقال العلامة (دوان) ما نصه: “ويعتقد الهنود بأن كرشنا المولود البكر الذى هو نفسه فشنو ، الذى لا ابتداء له ، ولا انتهاء ، قد تحرّكَ شفقة وحُنوّا ، كى يخلص الأرض من ثقل حملها ، فأتاها وخلَّصَ الإنسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه.” (ص 75)

      وقال العلامة هوك: “ويعتقد الهنود [الوثنيون] بتجسد أحد الآلهة ،وتقديم نفسه ذبيحة فداءً عن الناس والخطيئة.” (ص 75)

      ويقول العلامة القس جورج كوكس: “ويصفون (أى الهنود) كرشنا بالبطل الوديع المملوء لاهوتاً؛ لأنه قدم نفسه ذبيحة ، ويقولون: إن عمله هذا لا يقدر عليه أحد سواه.” (ص 75)

      وقال دوان: “فى جنوب الهند وتنجور، وفى أيونديا يعبدون إلهاً صُلِبَ، اسمه (بالى)، ويعتقدون بأنه (فشنو) تجسَّد ، ويصورونه مثقوب الجنب واليدين.”(ص76)

      وقال لبى هوك: “إن بوذا فى [نظر البوذيين] إنسان وإله معاً ، وأنه تجسد بالناسوت فى هذا العالم ليهدى الناس ويفديهم ، ويُبيِّن لهم طريق الأمان ، وهذا التجسد اللاهوتى يعتقده كافة البوذيين، كما يعتقدون أن بوذا هو مخلِّص الناس.”

      “ويدعون “بوذا” الطبيب العظيم ، ومخلص العالم والممسوح ، والمسيح المولود الوحيد ، وغير ذلك ، وأنه قدم نفسه ذبيحة ليكفِّر آثام البشر ، ويجعلهم ورثة ملكوت السموات ، وبولادته ترك كافة مجده فى العالم ايخلص الناس من الشقاء والعذاب كما نذر.” (أيضاً ص 77)

      وقال العلامة “بيل”: قال “بوجانا”: “سأتخذ جسداً ناسوتياً، وأنزل فأولد بين الناس؛ لأمنحهم السلام ، وراحة الجسد ، وأمحو أحزان وأتراح العالم. وأن عملى هذا لا أبغى به اكتساب شىء من الغنى والسرور.” (ص 77)

      وقال مكس مولر: “البوذيون يزعمون أن بوذا قال: دعوا كل الآثام التى ارتكبت فى هذا العالم تقع علىّ ؛ كى يخلِّص العالم.” (ص 77)

      وقال العلامة وليامز: “.. .. الهنود تقول: ومن رحمته [أى بوذا] تركه للفردوس، ومجيئه إلى الدنيا ، من أجل خطايا بنى الإنسان وشقائهم ؛ كى يبرِّرهم من ذنوبهم، ويزيل عنهم القصاص الذى يستحقونه.” (ص 78)

      وقال العلامة (دوان) نقلاً عن السر لكنسون: (إن تألم وموت أوزيريس هما السر العظيم فى ديانة المصريين وبعض آثار هذه العقيدة ظاهر فى ديانات الأمم [الأخرى]. ويعدونه [أى أوزيريس]: الصلاح الإلهى ، وجالب الفكر الصالح. وكيفية ظهوره على الأرض ، وموته ، وقيامته من بين الأموات ، وأنه سيكون ديان الأموات فى اليوم الآخير ـ تشابه آلهة الهنود). (ص 79)

      وكان الفرس يدعون مترا “الوسيط بين الله والناس ، والمخلِّص الذى بتألمه خلَّصَ الناس ففداهم” ويدعونه: “الكلمة” و“الفادى” ، ويعتقدون أيضاً بأن زروستر المتشرِّع مُرسَل إلهى ، أُرسِلَ ليخلِّص الناس من الطرق الشريرة ، وإلى هذا الحين نرى أتباعه يدعونه زروستر “ الحى المبارك المولود البكر الواحد الأبدى” وما شاكل ذلك من الألقاب، وأنه لما ولد ظهر نور أضاء الغرفة التى ولد فيها ، وأنه ضحك على أمه من حين ولادته ، ويدعونه “النور الشعشعانى البارز من شجرة المعرفة الذى علق على شجرة”.” (ص 81)

      والسوريون كانوا يقولون: إن تموز الإله المولود البكر من عذراء ، تألَّم من أجل النَّاس. ويدعونه المخلِّص ، الفادى ، المصلوب ، وكانوا يحتفلون فى يوم مخصوص من السنة تذكاراً لموته ، فيصنعون صنماً على أنه هو ، ويضعونه على فراش ، ويندبونه ، والكهنة ترتل قائلة: ثقوا بربكم فإن الآلام التى قاساها قد جلبت لنا الخلاص. (ص 79)

      وقالت السيدة Jameson فى كتابها The History of our Lord: “كان الميليتيون يمثلون الإله إنساناً مصلوباً مقيّد اليدين والرجلين بحبل على خشبة، وتحت رجليه صورة حمل.” (ص 79)

      وقال دوان: “وكان الوثنيون يدعون (بروميسيون) مُخلِّصاً ، كما يدعونه أيضاً الإله الحى ، صديق البشر ، المقدِّم نفسه ذبيحة لخلاص الناس.” (ص 79)

      ويقول العلامة مورى: “يحترم المصريون أوزيريس ، ويعدونه أعظم مثال لتقديم النفس ذبيحة لينال الناس الحياة.” (ص 78)

      قال العلامة دوان: “وكان الوثنيون يدعون (بوخص) ابن المشترى من العذراء: المخلِّص ، الابن الوحيد ، الذبيح حامل الخطايا ، الفادى ، وكانوا يقولون: ولما كثر الشر فى الأرض طلب بندورا وتوسَّل إلى المشترى سيِّد الآلهة كى يأتى ويُخلِّص الناس من الآثام والخطايا ، فاستجاب المشترى لهم وجعل ابنه مخلصاً للمذنبين فى العالم. وتعهَّد بوخص الفادى بتحرير الأرض من الأوزار ، وأنه سيعبده الناس ويرتلون التسابيح تمجيداً لاسمه ، ومن أجل تتميم هذا العمل حلَّ الإله المشترى (سميل) العذراء البديعة ، فحملت ودُعيت والدة الإله. وقال بوخص الفادى للأمم: أنا مرشدكم وفاديكم ، أنا الألف والاميكا”. (ص 81)

      قال هيجين: كان سكان المكسيك والبيرو “يعبدون إلهاً صُلبَ فداءً عن الخطيئة ، وأنهم كانوا يدعونه: ابن الله الفادى. وسكان اليوكاتان عبدوا إلهاً مصلوباً فداءً عن الخطيئة ويدعونه ابن الله ، وقد وجدت جملة صلبان عليها صورة هذا الابن المصلوب فداءً عن الخطيئة.” (ص 82)

      الظلمة التى حدثت عند موت المخلص

      يقول الهنود: إنه لما مات كرشنا مخلصهم على الصليب حدثت فى الكون مصائب جمة وعلامات متنوعة ، وأحاطت بالقمر دائرة سوداء ، وأظلمت الشمس عن نصف النهار ، وأمطرت السماء ناراً ورماداً ، واندلعت ألسنة اللهب ، وصارت الشياطين تُفسد فى الأرض ، وشوهد عند شروق الشمس وغروبها ألوف من الأشباح تتحارب فى الهواء فى كل جانب ومكان!! (ص 87)

      ويقول Davids إن الهنود يقولون: لما ابتدأت الحرب ما بين بوذا مخلِّص العالم وأمير الشياطين، سقطت ألوف من النيازك الهائلة وامتدَّ الظلام، وتكاثف الغيم، حتى إن هذه الدنيا ببحارها وجبالها اهتزَّت كأنها نفس تقشعر ، وهاجت البحار من شدة الزلازل ، وعادت مياه الأنهار إلى ينابيعها ، ودكَّت رؤوس الجبال بما عليها من الأشجار التى عمرت أجيالاً، واشتد هدير العواصف فى كل مكان، وكان صوت الاصطدام هائلاً، واحتجبت الشمس بظلام مدلهم، وملىء الفضاء أرواحاً هادرة!

      وقال هيجن: “إن عُبَّاد المخلِّص بروسيوس يقولون إنه لما صُلب على جبل قوقاسوس اهتزت الكائنات ، وزلزلت الأرض ، واشتد دوى الرعد ولمعان البرق ، ومزق الرياح الشديدة ما فى الفضاء كل ممزق ، وهاجت الأمواج المخيفة ، وظهر كأن الكون آخذ بالإنحلال.” (أيضاً ص 87)

      وقال Gibbon: إن الشعراء تيبلوس / وافد ، ولوسبان ، والمؤرخين: بلينى ، وإبيان ، وديون كاسيوس ، وجوليوس قالوا: لما قتل المخلِّص (اسكولابيوس) أظلمت الشمس، واختبأت الطيور فى أوكارها ، وطأطأت الأشجار رؤوسها حزناً ، واغتمت قلوب الناس ، لأن شافى أمراضهم وأوجاعهم فارق هذه الدنيا.” (ص 88)

      وهو نفس ما استعاره متى من هذه الأساطير: (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 51وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ 52وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ.) متى 27: 50-52

      تعليق


      • #18
        وقول مرقس: (33وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. 34وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟» (اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) 15: 33-34

        ولادة المخلِّص فى عقائد الأمم الوثنية القديمة:

        يقول العلامة دوان والعلامة ألن: إن كرشنا معبود اليهود: “يخالف كل الآلهة التى تجسدت لأنها لم يكن فيها إلا جزء من الألوهية ، أما كرشنا فهو نفس الإله فشنو ظهر بالناسوت.” (ص 94)

        قال دوان أيضاً: “والهنود يقولون إن كرشنا هو ابن العذراء النقية الطاهرة ديفاكى ويدعونها والدة الإله.” (ص 94)

        قال بنصون: “يقول البوذيون إن ولادة بوذا كانت هكذا: لما تجسَّدَ (كوتاما) بوذا نزلت قوة إلهية تُدعى روح القدس على العذراء (مايا)، وكان نزولها على شكل فيل أبيض. والتيكاسيون البوذيون يقولون: إن معنى الفيل الأبيض: الحكمة والقوة” (ص98)

        ويعتقد سكان سيام بإله ولد من عذراء يدعونه "الإله المخلِّص" واسمه بلغتهم "كودم" ، وأمه فتاة عذراء حسنة المظهر ، أتاها الوحى من الإله فهجرت الناس ، وذهبت إلى الأحراج التى قل أن يجتاز بها الناس، وانتظرت الحمل بالإله.(ص98)

        يقولون أيضاً: إن بوذا كان منذ الأزل ونزل إلى الأرض ، وولد من عذراء سوداء ، ولكنها حسناء وبديعة الطلعة ، وبنو لعبادته هياكل كثيرة ويعبدونه على أنه إله متجسد ، ويدعون تلاميذه "المعلمين السماويين" ويعتقدون أن الكهنة هم أعظم الوسائط لنوال القداسة العامة، والخلاص،ويتضرعون إليه كخالق ومصوِّر السماوات والأرض ، ومما يعتقدونه أيضاً أن أمه وضعته من جنبها تحت شجرة. كذلك ولد الإله رع إله المصريين القدماء من جنب أمه، ليس مثل ولادة الناس. (ص 101)

        ويدَّعون أن بولو هو ابن الإله المشترى من الأم البشرية لاتوتا. ويقول الأفسيون إنه ولد تحت شجرة. كما يقول البوذيون عن بوذا ولاوكيون من أن أمه لاتونا استظلت تحت شجرة زيتون ووضعته ، ولما وضعته ابتهجت الآلهة فى أوليمبوس وضحكت وابتسمت السماء. (ص 101)

        ويقولون عن سيروس ملك الفرس: إنه من أصل إلهى ، ويدعونه المسيح أو الإله الممسوح. ويقولون عن أفلاطون إنه ابن الله ، وكانت ولادته فى أثينا سنة 429 قبل المسيح عيسى عليه السلام، ويعتقدون أنه ولد من عذراء طاهرة نقية، وأن إبريس الذى يقال عنه إنه أباه أنذر بحلم رآه فى المنام بأن لا يقترب منها، ولا يمسها حتى تضع حملها ، لأنها حبلى من الإله أبولو!! (ص 103)

        وكذلك ولد فيثاغورث من أم حملت به من الروح القدس. وكذلك رأت والدة أبولونيوس أحد الآلهة يقول لها إنه سيلد منها ، وبعد مضى أيام وضعته ، ولما كبر صار من أعظم المعلمين، الذين عملوا العجائب والآيات، وتاريخه قبل المسيح عليه السلام ب 40 سنة. (ص 103)

        وكان سكان المكسيك قبل ذهاب كولومبو إليها بأجيال عديدة يعبدون إلهاً مخلصاً "كوتزلكوتل" ، ولد من عذراء بتول طاهرة ، وكانوا يقولون إنه أتى رسول من السماء وبشَّرَ أمه بحملها به بغير مضاجعة رجل ، واسم أمه "العذراء حويشبكثرال ملكة السماء". (ص 103)

        وكان اليونانيون يدعون والدة الإله: العذراء “جونو” (ملكة السماء) ، ويعبدونها معتقدين أنها حارسة النساء من المهد إلى اللحد ، كما يعتقد النصارى اليوم بمريم العذراء. (ص 107)

        وكان فى مصر من ألقاب الإلهة إيزيس أم الإله المخلِّص حورس: “السيدة” ، “ملكة السماء” ، “نجمة البحر” ، “والدة الإله” ، “الشفيعة” ، “العذراء”. ويصورونها واقفة على الهلال ، يحيط بها اثنتا عشرة نجمة ، كما يصوِّر النصارى مريم العذراء واقفة على الهلال ، يحيط بها اثنتا عشرة نجمة. وسبق الوثنيون النصارى فى هذا التصوير بقرون عديدة. (ص 106)

        وعيد دخول المسيح إلى الهيكل وتطهير العذراء الذى يقع فى 2 شباط من كل سنة ، هو من أصل مصرى ، فقد كان المصريون يُعيِّدونه إجلالاً وتعظيماً للعذراء نايث ، وفى ذات اليوم يُعيِّد النصارى هذا العيد. (ص 106)

        النجوم التى ظهرت عند ولادة الإله:

        قال بنصون: “لقد جاء فى كتب البوذيين المقدسة عندهم أنه قد بشَّرَت السموات بولادة بوذا: نجم ظهر مشرقاً فى الأفق ، ويدعونه فى هذه الكتب المذكورة نجم المسيح”. (ص 111)

        ولما ولد كرشنا ظهرت نجومه فى السماء ، وقد دلَّ المتنبىء المنجم ناريد العظيم عليها ، وكافة الآلهة التى ظهرت بالناسوت دلت على ولادتها نجوم كوِّنت لأجلها. (ص 111)

        وقال ثورنتن: “يعتقد الصينيون أنه عند ولادة "يو" المولود من عذراء ظهر نجم دلَّ عليه. و"يو" المذكور هو الذى أسس الدولة الأولى التى حكمت فى الصين.” (ص 111)

        وكان الرومانيون واليونانيون يقولون بظهور نجم عند ولادة القياصرة ، ويقولون أيضاً أنه بموت أحد القياصرة يختفى نجم. (ص 111)

        ويقول الكتاب المقدس: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».) متى 2: 1-2

        جنود السماء الذين ظهروا يسبحون عند ولادة الإله:

        جاء فى كتاب فشنوبورانا ما نصه: “عندما كانت العذراء ديفاكى حبلى بحامى العالم ، مجدها الآلهة ، ويوم ولادتها عمَّت المسرات ، وأضاء الكون بالأنوار ، وترنمت آلهة السماء ، ورتلت الأرواح. ولما ولد "عون الجميع" شرعت الغيوم ترتل بألحان مطربة وأمطرت أزهاراً” (ص 117)

        ومثل هذا يقولون عن ولادة بوذا ، وأنه سمع سكان الأرض أنغام موسيقى مطربة، وأمطرت السماء أزهاراً وعطراً، وهبَّ نسيم لطيف، وأضاء نور عجيب.” (ص 117)

        وقال السرجون فرنسيس دافس: “والصينيون يقولون: ظهرت علامات سماوية قبل ولادة كونفوشيوس الفيلسوف الصينى ، وفى المساء الذى ولد فيه سمعت أمه بأذنها نغم موسيقى سماوية، ولما ولد ظهر على صدره هذه الكتابة:"مُسِنٌّ الشريعة التى تُصلح العالم". والريشى واليفاس الساكنون على الأرض نادوا بفرح عظيم: "بهذا اليوم ولد بوذا لخير الناس ولإزالة جهلهم". وملوك السماء الأربعة قالوا:"الآن ولد بوذيستو واهب العالم المسرَّات والأفراح". ثم قال واجتمعت آلهة السماء ورتلت: "اليوم ولد بوذيستو على الأرض ليهب للناس فرحاً وسلاماً ، وينير الأماكن المظلمة، ويعطى العمى بصراً".” (ص 117)

        وقال فونبهنك: “وصارت الأرواح التى أحاطت بالعذراء "مايا" وابنها المخلِّص تسبح وتبارك الواحد ، وتنشد: "لك المجد أيتها الملكة مايا ، فافرحى ، وتهللى ، لأن الولد الذى وضعتيه قدوس”. (ص 117)

        قال بتشرد: ويقولون لما ولد "أوزيريس المخلص" سُمع صوت ينادى "ولد حاكم الأرض." (ص 117)

        وظهرت هذه الجند السماوية أيضاً عند ولادة يسوع: (13وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: 14«الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».) لوقا 2: 13-14

        ويقول العلامة بونويك: “ويقولون (المصريون القدماء): عند ولادة "أوزيريس" سُمع مناد يقول: ولد رب لما اسمه أوزيريس ، وبعضهم يقول إنه بينما كانت امرأة ذاهبة لتملأ ماء لهيكل عمون بمدينة تيبس، سمعت هذا النداء، وأمرت كى تنادى به بأعلى صوتها، وهو سيولد الإله أوزيرس.” (ص 118)

        ولما ولد أبوبو من العذراء "لاتونا" فى جزيرة ديلوس حدث ابتهاج عند الآلهة الأحياء فى أوليمبيوس ، وتبسَّمت الأرض ، وضحكت السماء. (ص 118)

        الاستدلال على الطفل الإله وإكرامه بالهدايا:

        ومن الأقاصيص التى تُحاك حول كرشنا: أن هذا الطفل الإلهى وضع بمهد بين الرعاة ، وهم أول من عرف عظيم جلاله الدال على ألوهيته ، وعرفوا أنه المخلِّص الموعود به ، وأول من عرفه منهم هو نندا الراعى ثم رفقاؤه ، وسجدوا له. .. وقد أعطى الرعاة لكرشنا هدايا من خشب الصندل والطيب. (ص 123)

        ويقولون عن الطفل الإلهى بوذا: إنه عند ولادته زاره رجال حكماء ، وعرفوا علامات لاهوته ، ودعوه إله الآلهة. .. .. وقد أتى إلى العالم لتخليصه ، وليعلِّم الناموس ، ويشفى الشيوخ والمرضى وأصحاب العاهات والأموات ، ويخلص الواقعين فى شبكة الفساد الطبيعى ، ويفتح البصر الروحى ، الذى أعماه ظلام الجهل. (ص 123)

        ولما ولد "مسرا" مخلص العجم والوسيط بين الله والناس ، زاره الحكماء المدعوون مجوساً ، وأعطوه هدايا من الذهب والطيب والحنظل. (ص 124)

        وبحسب رواية أفلاطون: “أنه لما ولد سقراط (قبل المسيح ب 469 سنة) أتى إلى محل ولادته ثلاثة رجال مجوس من الشرق وأهدوه ذهباً وطيباً ومأكولاً مراً. (ص 12)

        أما بالنسبة ليسوع: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». ...... 7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً.) متى 2: 1-11

        مكان ولادة الإله:

        ولد كرشنا فى غار ، وبعد ولادته وضع فى حظيرة غنم ، ورباه أحد الرعاة الأمناء. (ص 129)

        وهوتسى ابن السماء (عند الصينيين) تركته أمه وهو صغير ، وأحاطت البقر والغنم به ، وحمته من كل سوء باعتناء تام. (ص 129)

        وسكولابيوس ابن الإله المولود من العذراء "كودنيس" تركته أمه حينما وضعته بالجبل ، ووجده الرعاة فربوه ، واعتنوا به. وكذلك ربى الرعاة (رومولوس) ابن العذراء مايا عندما وجدوه على شاطىء نهر التيبر. (ص 130)

        وولد كرشنا تحت شجرة. (ص 130)

        وولد كل من أدونى ، ومترا مخلص الفرس ، وهرمس بن الإلهة العذراء مايا ، واتيس إله الفريجيين، وأبولو ابن الإله زيوس فى كهف أو مغارة (ص 130-131)

        ولما ولد بوذا أحاط بجسده نور سماوى ، وكذلك كان الإله باخوص ، وأبولو. بل نزل جند السماء عند ولادة أبولو وغسلته بماء صافٍ، ومنطقوه بالذهب.(ص130)

        أما يسوع الإنجيلى: (15وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هَذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». 16فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعاً فِي الْمِذْوَدِ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هَذَا الصَّبِيِّ. 18وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. 19وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. 20ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ.) لوقا 2: 15-20

        تجسد الآلهة من عائلة ملوكية وهرب الآلهة الرضع عقب ولادتها:

        اعتقد الهنود والشعوب السابقة على المسيحية بتجسد الآلهة من سلالة ملوك. فقد قالوا ذلك عن بوذا وكرشنا وفشنو وكونفوشيوس وكذلك حورس وهركلوس وباخوص وبوسيوس واسكوبلايوس. واعتقدوا كذلك أن وراء مولد هؤلاء الآلهة ملوك أشرار تريد إهلاك هذه الآلهة وهى فى مهدها ، خوفا على عروشهم. ومنه كرشنا الذى أخذه الهنود ليلاً بعد ميلاده ، وهربوا به إلى بلاد بعيدة خوفاً من الملك الجبار الذى كان يريد قتله. ونفس الشلاء قالوه عن الإله سلفاهانا، وبوذا، وحورس، وزورستر (مؤسس ديانة المجوس).

        تجربة الشيطان للآلهة الوثنية:

        حاول الشيطان تجربة بوذا مرات عديدة أثناء صيامه عن الطعام والتنفس أيضاً ، وقال له: “انتبه يا مارا (أى أمير الشياطين): أنا عالم أنى بمدة سبعة أيام أربح الكون كله ، لكننى لا أود ملكاً كهذا ؛ لأن التمسك بالدين خير من ملك العالم. أنت تفكر بالشهوات الشريرة ، تروم إجبارى على ترك الناس بغير مرشد ، حتى لا يكونون فى مأمن من دهائك ، فاذهب عنى” وركب الرب وسار مصراً على قصده وأمطرت السموات أزهاراً ، وتخلل الفضاء روائح عطرية بديعة .. (ص 145)

        وجرب الشطان زورستر ووعده وعوداً عظيمة إذا أطاعه واعتمد عليه. وجرب أيضاً "كوتزلكزتل" مخلِّص البرازيل المولود من عذراء ، وصام أربعين يوماً لما جربه الشيطان. (ص 145-146)

        وهو نفس ما قالوه عن يسوع الإنجيلى: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-12

        نزول الإله إلى الجحيم من أجل خلاص الأموات

        اعتقد الكثير من الوثنيين فى آلهتهم نزلت إلى الجحيم لتخلص الموتى من ذنوبهم قبل صعودهم إلى السماء. فقد اعتقدوا أن كرشنا ، وزورستر، وأدونيس، وباخوص، وهرقل ، وعطارد، وبالدور إله الإسكندنافيين، وكوتزلكوتل إله المكسيكيين، بل وكل الآلهة الوثنية الذين ظهروا بالناسوت ، وماتوا إما صلباً أو قتلاً فداءً عن الخطيئة!! (ص 151)

        وكذلك قال بولس فى يسوع: (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10

        وقال الكتاب أيضاً: (31سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً.) أعمال الرسل 2: 31

        وقال بطرس: (18 فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، 19الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ) رسالة بطرس الأولى 3: 18-19

        وقال القديس كريستوم فى سنة 347 م: “لا ينكر نزول المسيح إلى الجحيم إلا كافراً”. (ص 152)

        وقال القديس كليمندوس الإسكندرى فى أوائل الجيل الثالث الميلادى: “قد بشَّرَ يسوع فى الإنجيل أهل الجحيم ، كما بشَّرَ به وعلَّمه لأهل الأرض ، كى يؤمنوا به ويخلصوا أينما كانوا. فإذا نزل الرب إلى الجحيم توفيقاً لبشارة الإنجيل، أيكون نزوله من أجل الجميع، أم من أجل اليهود خاصة؟ فإذا كان من أجل الجميع فكل من آمن به نجا ، وإن كان من أجل الأمم التى طالما اعترفت به هنالك تكون الطامة على غيرها.” ووافق عليه القديس أوريجن ، فقال بنزوله إلى الجحيم!! (ص152)

        وقال بنزوله إلى الجحيم أيضاً القديس نيكوديموس فى إنجيله الذى لا تعترف به الكنيسة ، وذكر الحديث الذى دار بينه وبين رئيس الشياطين فى الإصحاح 15 و 17 ، الذى كان من أهل الجحيم ، وخلَّصَ من فيها من النساء والأطفال والرجال! (ص152)

        قيام الإله من الأموات:

        يعتقد الوثنيون فى الهند بقيام كرشنا من الموت وبصعوده إلى السماء بجسده ، وأنه أثناء صعوده إلى السماء صحبه أرواح من السماء ونور عظيم أضاء الأرض والسماء شاهده الناس. (ص157)

        كذلك فإن راما الذى هو فاشنو بعد أن أتم أعماله الأرضية قام من الموت ، وصعد إلى السماء، وعاد إلى لاهوته. وببركة اسم راما، والإيمان به تُغتفر الخطايا، وكل من يذكر اسمه ويسجد له بإخلاص عند موته تُغتفر ذنوبه كلها. (ص157)

        وكذلك اعتقد أتباع بوذا فيه، وقالوا إنه بعد أن أحياه الإله العظيم (مهاديو) تبدلت أحزان أهل الأرض والسماء إلى أفراح ، وأزيل عنه الكفن ، وفتح له القبر بقوة إلهية ، وصعد بجسده إلى السماء بعدما أتم عمله. ويعتقد أتباعه أنهم بصلاتهم له يدخلون ملكوت السموات ، ويصيرون معه كواحد ، كما هو واحد مع منبع النور. (ص157)

        وبذلك قال الصينيون فى الأوكيون المولود من عذراء ، وقال المجوس فى زورستر ، وقيل نفس القول فى أوزيريس ، واسكولابيوس ، وأتيس ، ومتراث ، وباخوص، وهرقل، وممنون، ويلدور إله الاسكندينافيين، وكوتزلكوتل، والمخلص أدونى (ويدعى أيضاً تموز) وكان أهل الأسكندرية ، ووسوريا واليونان يحتفلون بيوم قيامة الإله أدونى. (ص 158-161)

        وقال مهامى: “إن محور التعليم الدينى عند الوثنيين فى مصر فى القرون الخالية هو الإيمان بقيامة الإله ، الوسيط الظاهر بالناسوت ، والمولود من عذراء من بين الأموات ، وأبدية تملكه لملكوت السموات ، وكانوا يعيدون عيد الفصح بفصل الربيع تذكاراً لقيام الإله المخلص أدونى من بين الأموات ، .. .. ويعتقدون أنه قدم نفسه ذبيحة فداءً عن الناس ، وأنه مانح السلام والحياة ، وفاتح الحق!! (ص160)

        وبنفس الشىء قال المسيحيون عن يسوع الإله المتجسد المولود من عذراء غير مخلوق ، الذى فدى البشرية وحررها من الخطيئة الأزلية ، التى لم ترتكبها ولم تعرف عنها إلا من الكتب ، التى أنزلها هذا الإله ، وذلك عن طريق إعدامه صلباً، وقيامته فى اليوم الثالث ، حيث أتت النساء فوجدن قبره مفتوحاً ، والحجر قد تدحرج من أمامه ، وداخل القبر الأكفان التى لفوه بها ، ولم يعثروا على جسده داخل القبر، وأخبروا أنه قام من الأموات. وقد حكت الأناجيل الأربعة هذه الحكاية بتفاصيل مختلفة تماماً عن بعضها البعض. (راجع كتابى: البهريز فى الكلام اللى يغيظ).

        مجىء الإله المتجسد مرة أخرى إلى العالم:

        يعتقد الصينيون فى عودة فشنو الذى ظهر بالجسد باسم كرشنا مرة أخرى إلى العالم فى الأيام الأخيرة ، ويظهر فشنو بين الناس بهيئة فارس مُدجَّج بالسلاح ، وراكباً على فرس أشهب ذى أجنحة .. .. وعند مجيئه تظلم الشمس والقمر وتهتز الأرض وتسقط النجوم. (ص 167)

        وبذلك قال البوذيون فى بوذا ، وقال أيضاً المجوس فى زورستر وأنه سيعود بعد أف سنة، وقال أيضاً أهل المكسيك بعودة إلههم "كوتزلكوتل" ثانية. وينتظر أتباع بوخص مجيئه الثانى ليحكم على العالم ويعيد إلى الناس السعادة. (ص167-168)

        وبهذا يعتقد المسيحيون ، فقد قالت كتبهم: (27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ هَكَذَا يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. .. .. 29«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.) متى 24: 27-30

        مقابلة صريحة للنصوص الوثنية بالنصوص الإنجيلية عن يسوع:

        أولاً : ديانة مثرا الفارسية:

        ديانة فارسية إزدهرت في فارس في القرن السادس ق. م.، ثم نزحت إلى روما، وصعدت فى أوروبا فوصلت مدناً شمالية في إنجلترا. ومن التشابه بين عقائد الديانتين وبين مثرا ويسوع ، أن:

        ـ كل منهما كان وسيطاً بين الله والبشــر.
        ـ ولد مثرا في كهف وولد عيسى في مزود البقر.
        ـ ولد كل منهما فى الخامس والعشرين من ديسمبر.
        ـ كل منهما كان له إثنا عشر حواريا".
        ـ كل منهما مات ليخلص البشر من خطاياهم.
        ـ كل منهما دفن وعاد للحياة بعد دفنه.
        ـ كل منهما صعد إلى السماء أمام تلاميذه .
        ـ كل منهما كان يدعى منقذا" ومخلصاً ، ومن أوصافه أنه كان كالحمل الوديع.
        ـ كل منهما كان له أتباع يعمدون باسمه وقام عشاء مقدس في ذكراه .

        ثانياً: ديانة بعل:

        وهى ديانة بابلية انتقلت مع موجة الفتوحات البابلية إلى شمال الهلال الخصيب، وظل الكنعانيون يدينون بها. وفي كثير من الأحيان كان اليهود يتركون ديانتهم ويعبدون بعلاً ، ونهاية هذا الإله تكاد تكون هي الصورة التى صورت بها نهاية المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام: وهذه مقارنة منقولة بين محاكمة يسوع ومحاكمة البعل:
        محاكمة بعل محاكمة يسوع
        1 أخذ بعل أسيراً. أخذ عيسى أسيراً.
        2 حوكم بعل علناً. وكذلك حوكم عيسى.
        3 جرح بعل بعد المحاكمة. اعتُدي على عيسى بعد المحاكمة.
        4 اقتيد بعل لتنفيذ الحكم على الجبل. اقتيد عيسى لصلبه على الجبل.
        5 كان مع بعل مذنب حكم عليه بالإعدام وجرت العادة أن يعفى كل عام عن شخص حكم عليه بالموت. وقد طلب الشعب إعدام بعل، والعفو عن المذنب الآخر. وكان مع عيسى قاتل اسمه: "باراباس" محكوم عليه بالإعدام، ورَشح بيلاطس عيسى ليعفو عنه كالعادة كل عام. ولكن اليهود طلبوا العفو عن "بارابا س" وإعدام عيسى.
        6 بعد تنفيذ الحكم على بعل عم الظلام وانطلق الرعد، واضطرب الناس. عقب تنفيذ الحكم على عيسى زلزلت الأرض وغامت السماء.
        7 حُرس بعل في قبره حتى لا يسرق أتباعه جثمانه وحرس الجنود مقبرة عيسى حتى لا يسرق حواريوه جثمانه.
        8 الأمهات جلست حول مقبرة بعل يبكينه. مريم المجدلية، ومريم أخرى جلستا عند مقبرة عيسى تنتحبان عليه.
        9 قام بعل من الموت وعاد للحياة مع مطلع الربيع وصعد إلى السماء. قام عيسى من مقبرته في يوم أحد، وفي مطلع الربيع أيضاً، وصعد إلى السماء.
        وخلاصة ما أحدثه بولس والكنيسة فى دين عيسى عليه السلام أسوقه فى هذا الجدول المنقول من أحد مواقع النت:
        مايقوله الهنود عن إلههم
        مايقوله النصارى عن المسيح
        ولد كرشنا من العذراء ديفاكي التي اختاراها الله والدة لابنه كذا ‏بسب طهارتها


        كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى ،للعلامة دوان 278

        ولد يسوع من العذراء مريم التي اختارها الله والدة لابنه بسبب ‏طهارتها وعفتها.


        (انجيل مريم الاصحاح السابع)






        قد مجد الملائكة ديفاكي والدة كرشنا بن الله وقالوا : يحق للكون ان ‏يفاخر بابن هذه الطاهرة.


        كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني ص 329 فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيها المنعم عليها الرب معك.




        (لوقا الإصحاح الثالث الفقرة 28 و29.)
        عرف الناس ولادة كرشنا من نجمه الذي ظهر في السماء .


        (تاريخ الهند ، المجلد الثاني، ص317 و236) لما ولد يسوع ظهر نجمه في المشرق وبواسطة ظهور نجمة عرف ‏الناس محل ولادته.


        (متى الإصحاح الثاني ، العدد 3)
        لما ولد كرشنا سبحت الأرض وأنارها القمر بنوره وترنمت الأرواح ‏وهامت ملائكة السماء فرحا وطربا ورتل السحاب بأنغام مطربة.


        كتاب فشنوا بوراناص502 (وهو كتاب الهنود الوثنيين) المقدس) لما ولد يسوع المسيح رتل الملائكة فرحا وسوروا وظهر من ‏السحاب أنغام مطربة.




        (لوقا الاصحاح الثاني العدد 13)
        كان كرشنا من سلالة ملوكانية ولكنه ولد في غار بحال الذل ‏والفقر.




        (كتاب دوان السابق ص379) كان يسوع المسيح من سلالة ملوكانية ويدعونه ملك اليهود ‏ولكنه ولد في حالة الذل والفقر بغار.


        (كتاب دوان ص279)
        وعرفت البقرة أن كرشنا إله وسجدت له


        (دوان ص 279) وعرف الرعاة يسوع وسجدوا له.


        (إنجيل لوقا الاصحاح الثاني من عدد 8 إلى 10)
        وآمن الناس بكرشنا واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من ‏صندل وطيب.


        (الديانات الشرقية ص500، وكتاب الديانات القديمة المجلد الثاني ص353) وآمن الناس بيسوع المسيح وقالوا بلاهوته وأعطوه هدايا من ‏طيب ومر.


        (متى الاصحاح الثاني العدد 2)
        وسمع نبي الهنود نارد بمولد الطفل الإلهي كرشنا فذهب وزراه ‏في كوكول وفحص النجوم فتبين له من فحصها أنه مولود إلهي ‏يعبد.
        (تاريخ الهند ، المجلد الثاني، ص317) ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذ ‏المجوس من المشرق قد جاؤوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ‏ملك اليهود.
        (متى الاصحاح الثاني عدد 1و2)
        لما ولد كرشنا كان ناندا خطيب أمه ديفاكي غائبا عن البيت ‏حيث أتى إلى المدينة كي يدفع ما عليه من الخراج للملك.


        (كتاب فشنو بورانا، الفصل الثاني،من الكتاب الخامس) ولما ولد يسوع كان خطيب أمه غائبا عن البيت وأتى كي ‏يدفع ما عليه من الخراج للملك.


        (لوقا الاصحاح الثاني من عدد 1 إلى 17)
        ولد كرشنا بحال الذل والفقر مع أنه من عائلة ملوكانية.


        (التنقيبات الآسيوية ، المجلد الأول ص 259، وكتاب تاريخ الهند، ‏المجلد الثاني، ص310) ولد يسوع بحالة الذل والفقر من أنه من سلالة ملوكانية.


        (انظر تعداد نسبه في إنجيل متى ولوقا وبأي حال ولد)
        وسمع ناندا خطيب ديفاكي والدة كرشنه نداء من السماء ‏يقول له قم وخذ الصبي وأمه فهربهما إلى كاكول واقطع نهر جمنة ‏لأن الملك طالب إهلاكه.


        (كتاب فشنو بورانا، الفصل الثالث) وأنذر يوسف النجار خطيب مريم يسوع بحلم كي يأخذ ‏الصبي وأمه ويفر بهما إلى مصر لأن الملك طالب إهلاكه.




        (متى الاصحاح الثاني، عدد 13)


        وسمع حاكم البلاد بولادة كرشنا الطفل الإلهي وطلب قتل ‏الولد وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور ‏الذين ولدوا في الليلة التي ولد فيها كرشنا.
        (دوان ص280) وسمع حاكم البلاد بولادة يسوع الطفل الإلهي وطلب قتله ‏وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور الذين ‏ولدوا في الليلة التي ولد فيها يسوع المسيح.
        (متى الاصحاح الثاني)
        واسم المدينة التي ولد فيها كرشنا ، مطرا، وفيها عمل ‏الآيات العجيبة.


        (تاريخ الهند، المجلد الثاني، ص318، والتنقيبات الآسيوية ، المجلد ‏الاول ص 259) واسم المدينة التي هاجر إليها يسوع المسيح في مصر لما ترك ‏اليهودية هي، المطرية، ويقال أنه عمل فيها آيات وقوات ‏عديدة.
        (المقدمة على انجيل الطفولية ، تأليف هيجين، وكذلك ‏الرحلات المصرية لسفاري، ص136)
        وأتى إلى كرشنا بامرأة فقيرة مقعدة ومعها إناء فيه طيب ‏وزيت وصندل وزعفران وذباج وغير ذلك من أنواع الطيب ‏فدهنت منه جبين كرشنا بعلامة خصوصية وسكبت الباقي على ‏رأسه.


        (تاريخ الهند ، ج2، ص320) وفيما كان يسوع في بيت عتيا في بيت سمعان الأبرص تقدمت ‏إليه امرأة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على رأسه وهو ‏متكئ.




        (متى الاصحاح 26،عدد 6و7)
        كرشنا صلب ومات على الصليب.
        (ذكره دوان في كتابه وأيضا كوينيو في كتاب الديانات القديمة) يسوع صلب ومات على صليب.
        (هذا أحد مرتكزات النصرانية المحرفة)

        ذكرته كل الأناجيل الأربعة ورسائل بولس
        لما مات كرشنا حدثت مصائب وعلامات شر عظيم وأحيط ‏بالقمر هالة سوداء وأظلمت الشمس في وسط النهار وأمطرت ‏السماء نارا ورمادا وتأججت نار حامية وصار الشياطين يفسدون ‏في الأرض وشاهد الناس ألوفا من الأرواح في جو السماء ‏يتحاربون صباحا ومساء وكان ظهورها في كل مكان.


        (كتاب ترقي التصورات الدينية، ج1، ص71) لما مات يسوع حدثت مصائب متنوعة وانشق حجاب الهيكل ‏من فوق إلى تحت وأظلمت الشمس من الساعة السادسة إلى ‏التاسعة وفتحت القبور وقام كثيرون من القديسين وخرجوا من ‏قبورهم.








        (متى الصحاح 22 ، ولوقا ايضا)
        وثقب جنب كرشنا بحربة .


        (دوان، ص282) وثقب جنب يسوع بحربة.


        (أيضا من كتاب دوان السابق،ص282)
        وقال كرشنا للصياد الذي رماه بالنبلة وهو مصلوب اذهب ‏أيها الصياد محفوفا برحمتي إلى السماء مسكن الآلهة.


        (كتاب فشنو برونا ص612) وقال يسوع لأحد اللصين الذين صلبا معه : الحق أقول لك ‏إنك اليوم تكون معي في الفردوس.


        (لوقا ، الاصحاح 23،عدد43)
        ومات كرشنا ثم قام بين الأموات.


        (كتاب العلامة دوان ،ص282) ومات يسوع ثم قام من بين الأموات.


        (إنجيل متى ، الاصحاح 28)
        ونزل كرشنا إلى الجحيم.


        (دوان ص282) ونزل يسوع إلى الجحيم.


        (دوان 282، وكذلك كتاب إيمان المسيحيين وغيره)
        وصعد كرشنا بجسده إلى السماء وكثيرون شاهدوا الصعود.


        (دوان ص282) وصعد يسوع بجسده إلى السماء وكثيرون شاهدوا الصعود.


        (متى الاصحاح 24)
        ولسوف يأتي كرشنا إلى الأرض في اليوم الأخير ويكون ‏ظهوره كفارس مدجج بالسلاح وراكب على جواد أشهب ‏والقمر وتزلزل الأرض وتهتز وتتساقط النجوم من السماء.


        (دوان ،ص282) ولسوف ياتي يسوع إلى الأرض في اليوم الأخير كفارس ‏مدجج بالسلاح وراكب جواد أشهب وعند مجيئه تظلم الشمس ‏والقمر أيضا وتزلزل الأرض وتهتز وتتساقط النجوم من السماء.


        (متى الاصحاح 24)
        وهو (أي كرشنا) يدين الأموات في اليوم الأخير.


        (دوان 283) ويدين يسوع الأموات في اليوم الأخير.




        (متى الاصحاح 24، العدد 31، ورسالة الرومانيين، الاصحاح 14، العدد 10)
        ويقولون عن كرشنا أنه الخالق لكل شئ ولولاه لما كان شئ ‏مما كان فهو الصانع الأبدي.


        (دوان 282) ويقولون عن يسوع المسيح أنه الخالق لكل شئ ولولاه لما ‏كان شئ مما كان فهو الصانع الأبدي.


        (يوحنا الاصحاح الاول من عدد 1 إلى 3 ورسالة كورنوس الأولى الاصحاح الثامن العدد 6 ورسالة أفسس الاصحاح الثالث ، العدد 9)
        كرشنا الألف والياء وهو الأول والوسط وآخر كل شئ.


        (لم يذكر الباحث المرجع، وأعتقد أنه موجود في كتاب دوان) يسوع الألف والياء والوسط وآخر كل شئ


        (سفر الرؤيا الاصحاح الأول العدد 8 والاصحاح 23 العدد 13 والاصحاح 31 العدد 6)
        لما كان كرشنا على الأرض حارب الأرواح الشريرة غير ‏مبال بالأخطار التي كانت تكتنفه، ونشر تعاليمه بعمل العجائب ‏والآيات كإحياء الميت وشفاء الأبرص والأصم والأعمى وإعادة ‏المخلوع كما كان أولا ونصرة الضعيف على القوي والمظلوم ‏على ظالمه، وكان إذا ذاك يعبدونه ويزدحمون عليه ويعدونه إلها.


        (دوان ،ص283) لما كان يسوع على الأرض حارب الأرواح الشريرة غير مبال ‏في الأخطار التي كانت تكتنفه، وكان ينشر تعاليمه بعمل ‏العجائب والآيات كإحياء الميت وشفاء الأبرص والأصم ‏والأخرس والأعمى والمريض وينصر الضعيف على القوي ‏والمظلوم على ظالمه، وكان الناس يزدحمون عليه ويعدونه إلها.


        (انظر الأناجيل والرسائل ترى أكثر من هذا الذي ذكرناه)
        كان كرشنا يحب تلميذه أرجونا أكثر من بقية التلاميذ.


        (كتاب بها كافات كيتا) كان يسوع يحب تلميذه يوحنا أكثر من بقية التلاميذ.


        (يوحنا الاصحاح 13 العدد 23)
        وفي حضور أرجونا بدلت هيئة كرشنا وأضاء وجهه ‏كالشمس ومجد العلي اجتمع في كرشنا إله الآلهة فأحنى أرجونا ‏رأسه تذللا ومهابة تواضعا وقال باحترام الآن رايت حقيقتك ‏كما أنت وإني أرجو رحمتك يا رب الأرباب فعد واظهر علي في ‏ناسوتك ثانية أنت المحيط بالملكوت.


        (كتاب دين الهنود، لمؤلفه مورس ولميس، ص215) وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد ‏بهم إلى جبل عال منفردين وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه ‏كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالثلج وفيما هو يتكلم إذا ‏سحابة ظللتهم وصوت من السحابة قائل هذا هو ابني الحبيب ‏الذي سررت له اسمعوا ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههخم ‏وخافوا جدا.


        (متى الاصحاح 17 من عدد 1 إلى 9)
        وكان كرشنا خير الناس خلقا وعلم باخلاص ونصح وهو ‏الطاهر العفيف مثال الإنسانية وقد تنازل رحمة ووداعة وغسل ‏أرجل البرهميين وهو الكاهن العظيم برهما وهو العزيز القادرظهر ‏لنا بالناسوت.


        (دين الهنود لمؤلفه مورس ولميس ، ص144) كان يسوع خير الناس خلقا وعلم بإخلاص وغيره وهو الطاهر العفيف مكمل الإنسانية ومثالها وقد تنازل رحمة ووداعة ‏وغسل أرجل التلاميذ وهو الكاهن العظيم القادر ظهر لنا ‏بالناسوت.


        (يوحنا الاصحاح 13)
        كرشنا هو برهما العظيم القدوس وظهوره بالناسوت سر من ‏أسراره العجيبة.


        (كتاب فشنو بورانا، ص492، عند شرح حاشية عدد3) يسوع هو يهوه العظيم القدوس وظهوره في الناسوت سر من ‏أسراره العظيمة الإلهية.


        (رسالة تيموثاوس الأولى الاصحاح الثالث)
        كرشنا الأقنوم الثاني من الثالوث عند الهنود الوثنيين القائلين ‏بألوهيته.


        (موريس ولميس في كتابه المدعو العقائد الهندية الوثنية، ص10) يسوع المسيح الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عند ‏النصارى.


        (انظر كافة كتبهم الدينية وكذلك الأناجيل والرسائل، فهذه العقيدة الوثنية أحدى ركائز النصرانية اليوم)
        وأمر كرشنا كل من يطلب الإيمان بإخلاص أن يترك أملاكه ‏وكافة ما يشتهيه ويحبه من مجد هذا العالم ويذهب إلى مكان خال ‏من الناس ويجعل تصوره في الله فقط.


        (ديانة الهنود الوثنية ص211) وأمر يسوع كل من يطلب الإيمان بإخلاص أن يفعل كما يأتي : وأما أنت فمتى صلبت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصل ‏إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك ‏علانية.


        (متى الاصحاح 6 العدد 6)
        وقال كرشنا لتلميذه الحبيب أرجونا إنه مهما عملت ومهما ‏أعطيت الفقير ومهما فعلت من الفعال المقدسة الصالحة فليكن ‏جميعه بإخلاص لي أنا الحكيم والعليم ليس لي ابتداء وأنا الحاكم ‏المسيطر والحافظ.
        (موريس ولميس في كتابه ديانة الهنود الوثنيين ص212) فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فافعلوا كل ‏شئ لمجد الله.


        (رسالة كورنسوس الأولى الاصحاح العاشر عدد31)
        قال كرشنا أنا علة وجود الكائنات ، في كانت وفي تحل وعلي جميع ما في الكون يتكل وفي يتعلق كالؤلؤ المنظوم في خيط


        (موريس ولميس ، ديانة الهنود الوثنيين، ص212) من يسوع في يسوع وليسوع كل شئ، كل شئ كان به وغيره لم يكن شئ مما كان




        (يوحنا الاصحاح الأول من عدد 1 إلى 3)
        وقال كرشنا أنا النور الكائن في الشمس والقمر وأنا النور الكائن في اللهب وأنا نور كل ما يضيء ونور الأنوار ليس في ‏ظلمة.


        (موريس ولميس في ديانة الهنود الوثنيين، ص213)

        ثم كلمهم يسوع قائلا أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في ‏الظلمة.


        (يوحنا الاصحاح 8، العدد 12)
        قال كرشنا أنا الحافظ للعالم وربه وملجئه وطريقه.


        (دوان، ص 283) قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي ‏الأب الأبي.


        (يوحنا الاصحاح 14 العدد6)
        وقال كرشنا أنا صلاح الصالح وانا الابتداء والوسط والأخير ‏والبدي وخالق كل شئ وأنا فناؤه ومهلكه.


        (موريس ولميس وكتابه ديانة الهنود الوثنيي، ص213) وقال يسوع أنا هو الأول والآخر ولي مفاتيح الهاوية والموت.



        (رؤيا يوحنا الاصحاح الأول من عدد 17 إلى 18)
        وقال كرشنا لتلميذه الحبيب لا تحزن يا أرجونا من كثرة ‏ذنوبك أنا أخلصك منها فقط ثق بي وتوكل علي واعبدني ‏واسجد لي ولا تتصور أحدا سواي لأنك هكذا تاتي إلي إلى ‏المسكن العظيم الذي لا حاجة فيه لضوء الشمس والقمر الذين ‏نورهما مني.


        (موريس ولميس وكتابه ديانة الهنود الوثنيين ، ص213) وقال يسوع للفلوج ثق يا بني مغفورة لك خطاياك ، يا بني ‏اعطني قلبك والمدينة لا تحتاج إلى شمس ولا إلى قمر ليضيا فيهما ‏الخروف سراجهما.



        (متى الاصحاح 9 عدد 2 وسفر الأمثال الاصجاج 23 عدد 26 ‏وسفر الرؤيا الاصحاح 12 العدد23)
        وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} سورة التوبة (30)

        تعليق


        • #19
          الترجمة السبعينية:

          يقول البابا فى محاضرته: ”اليوم نعرف أن الترجمة اليونانية للعهد القديم بالإسكندرية (المعروفة باسم السبتواجنتا) أي الترجمة السبعينية، لم تكن مجرد ترجمة للنص العبري فقط بل إنها خطوة هامة في تاريخ الوحي الإلهي، التي أدت إلى انتشار المسيحية.“

          يدَّعى البابا إن الترجمة السبعينية هى ترجمة صادقة للنص العبرى ، وهى خطوة هامة فى تاريخ الوحى الإلهى ، معتبرا ذلك خطوة هامة فى نشر المسيحية، الأمر الذى يجعل الأخرص يصرخ فى البابا قائلاً له ”اتق الله“ إن الترجمة السبعينية كانت حوالى عام 282-250 قبل الميلاد ، وقد قام المترجمون بترجمة 39 سفراً من الأسفار العبرية، وزادوا عليها 14 سفراً، لم يكن لهم وجوداً فى النسخة العبرية. فما علاقة هذا بالمسيحية؟ لقد كانت ترجمة للعهد القديم فقط ، وهى تختلف عن العهد القديم الذى بأيدينا الآن فى مواضع كثيرة. وعلى ذلك فهى ليست ترجمة صادقة بالمرة للنص العبرى ، وهذا ياعتراف علماء نصوص الكتاب المقدس الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت وشهود يهوه.

          وهناك أدلة عديدة لا تُحصى على الفروق بين الترجمة والأصل ، والدليل الأولى على ذلك هو إضافة المترجمين لعدد من الأسفار ، والنصوص التى لم تحتويها النسخة العبرية ، وحذفت نصوصاً أخرى كانت فى العبرية ، ولا توجد حالياً إلا فى الترجمة السبعينية. وفى ذلك يقول كتاب (فكرة عامة عن الكتاب المقدس ص23): ”إلا أن هذه الترجمة أضافت إلى التسعة والثلاثين سفراً أسفاراً مترجمة لكتب عبرية أخرى لم يتضمنها الكتاب المقدس العبرى”. أى لم تكن مقدسة إلا عن طريق مترجمى الكتاب العبرى إلى اليونانية وعن طريق كنيسة الأسكندرية التى قبلت هذه الكتب ، وفرضتها فيما بعد. ومن هذه الكتب: “يشوع بن سيراخ ، ويهوديت ، والمكابيين الأول” كما أضافت أيضاً كتابات كانت مكتوبة أصلاً باليونانية مثل “أزدراس الأول، وطوبيت، وحكمة سليمان، وباروخ، والمكابيين الثانى، وإضافات باليونانية لبعض الأسفار الموجودة أصلاً فى النص العبرى مثل إضافات لسفر أستير وإضافات لسفر دانيال”.

          وفى ص36 يقول الكتاب السابق: “وفى الكنيسة اللاتينية أنكر العلامة جيروم (329-420م) بوضوح فى كتابه الشهير Prologus Galeatus قانونية الكتب التى أضيفت على القانون العبرى فى الترجمة اليونانية ، وهو أول من دعاها باسم "أبوكريفا" ، .. .. .. إلا أن الكنيسة اللاتينية لم تأخذ برأيه ، ففى مجمع قرطاجنة سنة 397م قبلت الكنيسة الأفريقية جزءاً كبيراً من كتب الأبوكريفا. وقد حازت هذه الكتب فى العصور الوسطى كثيرا من الإنتشار والتقدير الشعبى. أما الرأى الأرثوذكسى لهذا الأمر فيعلنه القديس أثناسيوس الرسولى البابا الإسكندرى العشرون فى القرن الرابع الميلادى معتبراً كتب الأبوكريفا فى مرتبة الكتب القانونية الثانية النافعة والجديرة بالقراءة”.

          فمن الذى حدد قدسيتها إذن؟ إنه أثناسيوس. وإذا كان أثناسيوس عنده الروح القدس ، فهل كان جيروم تتملكه روح شيطانية؟ وكيف خالف الروح القدس الذى كان عند أثناسيوس الروح القدس التى كانت عند جيروم؟

          فهل تعرفون أن الكتاب المقدس للآباء ******يين الكاثوليك لا يُصدق أسطورة تجمُّع 72 من المترجمين زمن بطلميوس الثانى لترجمة العهد القديم إلى اليونانية؟ فقد اعتبرها أسطورة فى مدخله للعهد القديم ص49: “وبالرغم من كون هذه الأسطورة المرويّة خالية من القيمة التاريخية .. ..”

          ويقول الدكتور القس منيس عبد النور عن سبب رفض البروتستانت للكتب الأبوكريفا التى أُضيفت فى الترجمة السبعينية، ولم يكن لها وجود فى النسخ المترجم عنها فى العبرية: ”سار الآباء المسيحيون الأولون (ما عدا قليلون منهم) على نهج علماء بني إسرائيل في نظرتهم إلى هذه الأسفار. ومع أنهم اقتبسوا بعض الأقوال الواردة فيها إلا أنهم لم يضعوها في نفس منزلة الكتب القانونية. وعندما قررت مجامع الكنيسة الأولى الكتب التي تدخل ضمن الكتب القانونية اعتبرت هذه الكتب إضافية أو غير قانونية، فلم يذكرها مليتو أسقف ساردس (في القرن الثاني المسيحي) من الكتب المقدسة، ولم يذكرها أوريجانوس الذي نبغ في القرن الثاني، ولا أثناسيوس ولا هيلاريوس ولا كيرلس أسقف أورشليم، ولا أبيفانيوس، ولا إيرونيموس (جيروم)، ولا روفينوس، ولا غيرهم من أئمة الدين الأعلام الذين نبغوا في القرن الرابع. وقد أصدر المجمع الديني الذي اجتمع في لاودكية في القرن الرابع جدولاً بأسماء الكتب المقدسة الواجب التمسك بها، دون أن يذكر هذه الكتب. ويرجع الكاثوليك إلى قرارات هذا المجمع. ولكن لما كانت هذه الكتب موجودة ضمن أسفار العهد القديم في الترجمات السبعينية واللاتينية، فقد أقرّ مجمع ترنت في القرن السادس عشر اعتبارها قانونية، فوُضعت ضمن التوراة الكاثوليكية، على أنها كتب قانونية ثانوية.. علماً بأن إيرونيموس (جيروم) مترجم «الفولجاتا» (من اليونانية إلى اللاتينية) وضع تلك الأسفار بعد نبوَّة ملاخي، فأُطلق عليها في ما بعد «أسفار ما بين العهدين».“

          ويرفض الأب متى المسكين الذى كان مرشحاً لتولى كرسى الباباوية الأرثوذكسى وذلك ”في كتابه »الحُكم الألفي« (ط 1997، ص3): «كتب الأبوكريفا العبرية المزيَّفة، التي جمعها وألَّفها أشخاص كانوا حقاً ضالعين في المعرفة، ولكن لم يكونوا «مسوقين من الروح القدس»، (2بطرس 1: 21) مثل كتب: رؤيا عزرا الثاني وأخنوخ، ورؤيا باروخ وموسى وغيرها». ثم قال في هامش الصفحة نفسها: «تُسمَّى هذه الكتب بالأبوكريفا المزيَّفة، وهي من وضع القرن الثاني قبل المسيح، وفيها تعاليم صحيحة وتعاليم خاطئة وبعض الضلالات الخطيرة مختلطة بعضها ببعض. ولكنها ذات منفعة تاريخية كوثائق للدراسة».“

          ويقول كتاب (العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية) ص88-89: “فقد كان لدى آباء الكنيسة منذ القرن الثانى شكوك دفعتهم لاتهام اليهود بإخفاء الحقائق والأسفار الإلهية. وبدأ جيروم عمله محتفظاً بترتيب الأسفار كما هو فى السبعينية لكنه استبدل نصها [هكذا من نفسه] الذى كان تحت يديه من مكتبة قيصرية الجديدة، وهو النص الذى صححه أوريجانوس فى العمود الخامس من الهكسابلا، وترجم بدلاً منه النص العبرى الموجود لدى أحبار اليهود فى فلسطين. أمَّا ما لم يجده عندهم فترجمه من العمود الخامس من الهكسابلا ووضع له علامات ذاكراً أنه أخذها عن السبعينية. ويذكر جيروم أيضاً أنه ترجم سفر طوبيا (هكذا دعاه فى الفولجاتا) من أصل أرامى غير موجود حالياً. ورغم تحفظات القديس جيروم تجاه الأسفار التى لم يعثر لها على أصل عبرى لدى الأحبار اليهود هناك ، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية قبلت ترجمته وأعطتها اسم "الفولجاتا" أى "الشعبية" ، جاعلة الأسفار كلها على مستوى واحد من القانونية ، مستندة فى ذلك إلى قرارات مجمع قرطاجنة المحلى المنعقد سنة 397م ، ومن قبله مجمع هيبو الذى حضره القديس أغسطينوس سنة 393م ، دون تمييز بين هذه الأسفار جميعها. لذلك قرر مجمع ترنت الكاثوليكى المنعقد سنة 1546م أن: [كل من لا يعترف بجميع الكتب الموجودة فى الفولجاتا يُعتبر محروماً]. لذلك جاءت إلينا الترجمة العربية الكاثوليكية من الفولجاتا ، مترجمة عن الأسفار العبرية ، وفى نفس الوقت تضمَّنت الأبوكريفا التى فى السبعينية”.

          أى تم أولاً تأييف ترجمة الفولجاتا من الترجمة العبرية والترجمة السبعينية، (وإن شئت أطلقت عليها ترقيع لتفادى) ما وقع فيها من تحريف وتصحيحه ، ثم تم تأييف وتجميع الكتب الأبوكريفا من الترجمة السبعينية ، التى لم يؤمن هو بصحتها تماماً ، بل أرسله البابا داماسوس ليقوم بعمل ترجمة وتنقيح ومراجعة للترجمة السبعينية، يُخرج بها الترجمة السبعينية من فضائح الأخطاء المتراكمة التى تعج بها!! (ص87) وخرج فى النهاية باسم "الكتاب المقدس" طبعة الكاثوليك!! فلماذا لم يأخذ جيروم بالنص الذى صححه أوريجانوس فى العمود الخامس من الهكسابلا؟

          وماذا صحَّحَ أوريجانوس؟ لقد صحح أخطاء السبعينية. إذن لقد كان بها أخطاء. وعلى ذلك فإن مترجموها لم يكونوا مساقين من الروح القدس كما يحلوا للبعض أن يدعى.

          وبذلك احتوت الفولجاتا على الكتب الأبوكريفا ، التى شددت الكنيسة تشديداً كبيراً على الإيمان بها، وكفرت من لا يقبلها ، وحرمته ، ثم حذفتها هى نفسها فى طبعة النسخة الدولية!! فأين المصداقية فى قرارات الكنيسة؟ وما هو شأن من مات كافراً لا يقبل هذه الكتب التى فرضتها الكنيسة فترة من الزمن ثم عادت فرفضتها؟ هل أصبح فى عداد المؤمنين بعد أن مات كافراً فى عُرف الكنيسة ، ثم قبلت هذه الكتب بعد مماته بعدة قرون؟ وهل فعلت الكنيسة هذا عن طريق الروح القدس والوحى؟ فهل كان هذا الوحى مخموراً ليتلاعب بالناس بهذه الطريقة؟ ولا تغضب منى لإستخدامى كلمة “مخموراً” ، فقد شهد الكتاب المقدس أن الرب استيقظ تدمع عيناه من الخمر ، الذى تعاطاه ليلاً!! (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65

          إلا أن أوريجانوس الذى صحح الترجمة السبعينية يعترف بتحريف اليهود للعهد القديم ، ويعترف بتحريفه هو للنسخة التى نقحها. وما أدراكم من أوريجانوس؟ إنه العلامة الذى قام بجهد كبير فى مقارنة ودراسة العهد القديم فى الأصل العبرى والترجمات اليونانية المختلفة التى كانت بين يديه. واستغرق عمله هذا 27 سنةً من عمره. ورغم عمله المضنى هذا أرسل إليه يوليوس أفريكانوس وهو أحد الذين درسوا فى مدرسة الإسكندرية الذى أصبح فيما بعد أسقفاً فى فلسطين ، ينتقده فى شرحه لنبوة دانيال أنه استعمل قصة سوسنَّا العفيفة، وعلَّق على تسبحة الثلاثة الفتية.

          فقال له أوريجانوس إنه يعلم أن “تاريخ سوسنَّا التى فى سفر دانيال المستعمل الآن فى كل كنائس المسيح فى ترجمته اليونانية لا وجود له فى العبرية [اقرأ بتأنى! إنه أضاف عند تصحيح السبعينية نصوصاً لا وجود لها فى العبرانية ، وسيذكر لكم السبب]، وكذلك قصة البعل والتّنين .. هل نستبعد هذه الترجمة المستعملة فى كنائسنا ، ونوصى الإخوة أن يطرحوا الكتب المقدسة المنتشرة بينهم ، ونتملق اليهود متوسلين إليهم أن يعطونا ما عندهم من نصوص أصيلة خالية من التزييف؟! .. .. . هل نفترض أن العناية الإلهية المكروز بها فى الكتب المقدسة لمنفعة كنائس المسيح لم تُعر اهتماماً بالذين مات المسيح لأجلهم واشتراهم بدمه؟ … هؤلاء الذين لأجلهم لم يشفق على ابنه بل أسلمه لأجلهم ألا يهبهم معه كل شىء؟ لأجل كل هذه الأسباب أذكّرك بهذه الكلمات: "لا تنقل التخم القديمة الذى وضعه آباؤك" (أم 22: 28). لا أقول هذا لأردع الباحثين فى الأسفار اليهودية ومقارنتها مع ما لدينا من نصوص وقراءات مختلفة فهذا ما فعلته بكل طاقتى، لأحصل على المعنى الموجود فى كل النصوص والقراءات المختلفة، معتنياً بالسبعينية، حتى لا أُسلِّم فى يد الكنائس التى تحت السماء أى شىء مزيَّف، ولا أعطى فرصة للمقاومين أن يتهموا جماعتنا” نقلاً عن العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية ، دار مجلة مرقس ، 1994 ص56-57

          لقد وافق أوريجانوس إذن على الترجمة السبعينية، طمعاً فى توحيد الكنائس بعد أن أضاف إليها نصوصاً غير موجودة فى الأصل ، وحتى لا يطرح أتباع الكنيسة كتبهم ، وخوفاً من مهاجمة الهراطقة لهم ، وانتقاد شعب الكنيسة لأعمالهم. لقد كان عمله إذن ليس خالصاً لله وللحق ، ولم يكن متجرداً فى البحث وتقصِّى الحقائق. لقد اعترف بهذا القول أنه اضطر للكذب على شعب الكنيسة ، وعدم إظهار الحقيقة.

          ويواصل المرجع السابق تعليله لتحريف اليهود للنسخة الأصلية المترجم منها ص57-58 قائلاً: “أمَّا سبب غياب بعض الأسفار من العهد القديم العبرى لدى اليهود فيرجع ـ حسب تعليل أوريجانوس ـ إلى رغبتهم فى إخفاء كل ما يمس رؤساءهم وشيوخهم ، كما هو مذكور فى بداية خبر سوسنَّا: "وعُيِّنَ للقضاء فى تلك السنة شيخان من الشعب وهما اللذان تكلَّم الرب عنهما أنه خرج الإثم من بابل من القضاة والشيوخ". ويقدِّم أمثلة من الإنجيل لتأكيد ما يقوله ، حيث يخاطب السيد المسيح الكتبة والفريسيين بقوله: "لكى يأتى عليكم كل دم زكى سُفكَ على الأرض من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريا بن برخيا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (مت 23: 35) فالسيد المسيح هنا يتكلم عن وقائع حدثت ، كما يكتب أوريجانوس ، ومع ذلك لم تُذكر فى العهد القديم. ثم يتساءل: أين جاء فى الأسفار المقدسة شىء عن الأنبياء الذين قتلهم اليهود؟ ثم يورد أوريجانوس مثلاً آخر من رسالة العبرانيين: "آخرون تجرَّبوا .. .. نُشروا ، جُرِّبوا ماتوا قتلاً بالسيف" (عب 11: 36و37). لأنه معروف فى التقليد اليهودى خارجاً عن الأسفار العبرية أن إشعياء النبى فقط هو الذى نُشر بالمنشار.”

          فعلى الرغم من أن بولس يذكر أنهم كثيرون من الأنبياء الذين نُشروا بالمناشير ، لا يذكر العهد القديم نبياً واحداً ، ولا حتى إشعياء الذى يعترف التقليد اليهودى أنه مات منشوراً!!

          ويقول اللاهوتى البروتستانتى هورن فى تفسيره للكتاب المقدس نقلاً عن (دلائل تحريف الكتاب المقدس) ص36: “وقعت التحريفات والإضافات الكثيرة فى هذه الترجمة اللاتينية الشعبية من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر”.

          ويقول أيضاً: “ولا بد ألا يغيب عن ذهنك أبداً أن ترجمة من التراجم لم تُحرَّف مثل اللاتينية الشعبية .. .. نسخوها دون أدنى مبالاة ، فأدخلوا فقرات بعض كتاب العهد الجديد فى كتاب آخر، وكذلك أدخلوا تعليقات الهوامش والحواشى فى المتن”.

          وفى الوقت الذى يعترف فيه آباء الكنيسة الأولون بوقوع التحريف فى التراجم وعلى الأخص ترجمة النسخة السبعينية من النسخة العبرانية تجد هناك من يُجمِّل ، ويُزخرف ، ويكذب ، ويتلوَّن لكى يُظهر هذا المسخ الذى نتج من الترجمة العبرانية بمظهر الكتاب الطاهر ، المتكامل ، الذى يليق أن ننسبه لله.

          فقارن ما كتبته دار مجلة مرقس فى (العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية) ص34-35 بما قرأته أعلاه من اعترافات الآباء: “ويضيف فيلو الفيلسوف الإسكندرى فى القرن الأول الميلادى .. .. أن الملك نفسه [بطليموس فيلادلفيوس] الذى اهتم بتكميل هذا العمل الجليل [الترجمة السبعينية] كان مساقاً بحكمة وحذق إلهيين ، وأمَّا الشيوخ الذين قاموا بعمل هذه الترجمة فكانوا تحت الوحى الإلهى ، فنطقوا بنفس الكلمات والأفعال كما لو كان كل واحد منهم يُصغى إلى مُلقِّن داخله غير منظور يمليه ما يكتبه. .. .. ومَن يُطالع النصَّين العبرى واليونانى يعتقد أنه فى مواجهة لغتين توأمتين ، أو على وجه الدقة هناك لغة واحدة مقدسة فريدة منطوقة باللسان العبرى فى النص العبرى واللسان اليونانى فى الترجمة السبعينية. فلم يكن الشيوخ إذاً مجرد مترجمين بل "معلمى القداسة ... ... وأنبياء.”

          ويُعلِّق كتاب (فكرة عامة عن الكتاب المقدس) على ذلك ص35 قائلة: “وبالطبع كان الإلهام فى الترجمة أقل من الإلهام لموسى النبى كاتب التوراة بالعبرية ، إلا أن التوراة العبرية واليونانية كانتا على نفس المستوى من القداسة والقبول.”

          ويرد عليهم المدخل إلى الكتاب المقدس للآباب ******يين الكاثوليك قائلاً ص14 عن النص الاسكندرى: ”يكاد يُجمع أهل الإختصاص كلهم على أن لهذا النص قيمة عظيمة من جهة الدقة .. .. وتعتمد طبعات العهد الجديد منذ النصف الثانى من القرن التاسع عشر هذا المثال للنص وهى محقة فى ذلك وإن كان لا يمكن عدَّه خالياً من الشوائب“.

          وناهيك عن اتهام اليهود للنصارى بتحريف الترجمة السبعينية للعهد القديم ، واتهام النصارى لليهود بتحريف الأصول العبرية التى لديهم ، فإن هناك مخطوطات أخرى تم تنقيحها أثناء ترجمتها مثل النص المصرى المنقَّح والنص الأنطاكى المنقَّح وكذلك ترجمة سيماخوس والترجمة السبعينية والفولجاتا وترجمة أكيلا (أكويلا) الوثنى الذى انضم للمسيحية بعد ثورة اليهود الثانية 135م ، فرفضه النصارى لتمسكه بالتنجيم الذى تعلمه فى وثنيته ، فانضم لليهود واختتن ، فأوكلوا إليه عمل ترجمة يونانية تحل محل السبعينية التى تمد المسيحيين بالبراهين ضد اليهود. (العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية ص48)

          فهو شخص غير موثوق به ، إضافة إلى أن ترجمته كانت سيئة لدرجة “أن الكثير من العبارات صارت بلا معنى”. ص48-49

          ومع شديد الأسف أيضاً لا يمكن الثقة فى ترجمة سيماش (سيماخوس) السامرى ، الذى انضم للمسيحية وقام بترجمته فى 218م ، لأن ترجمته اعتمدت على ترجمة أكويلا ، وتقول الدراسات الحديثة إنه اعتمد فى ترجمته هذه على ما قام به يهود فلسطين من تعديل وتنقيح للسبعينية. (دلائل تحريف الكتاب المقدس ص38 ، العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية ص49)

          وقد قالت مجلة مرقس فى (العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية) ص53 ، عن هذا النص المقدس المنقَّح: “فى الوقت الذى كانت تُجرى فيه عملية نساخة الهكسابلا "النص السداسى" فى قيصرية فلسطين ، قامت أيضاً فى مصر عملية موازية لتنقيح نص السبعينية من الأخطاء المتراكمة من النسَّاخ عبر خمسة قرون. والذى قام بهذا العمل هو الأسقف المصرى "حزقيوس" الذى استشهد سنة 311م”.

          وها هو اعتراف آخر بتراكم الأخطاء فى نساخة الترجمة السبعينية ، ثم قيامهم بتنقيحها مرة أخرى على يد الأسقف المصرى "حزقيوس".

          وقد انتشرت هذه الطبعة عند القديس كيرلس الكبير ، وكل استشهاداته واقتباساته مأخوذة منها ، ويقول نفس الكتاب ص54: “وقد أكدت دراسة حديثة قُدِّمَت فى أحد المؤتمرات العالمية لدراسة الترجمة السبعينية أن الظروف المميزة للتنقيح الذى قام به الأسقف المصرى حزقيوس وصار معروفاً باسم "التنقيح الإسكندرى" ينعكس بأوضح صورة فى المخطوطة المعروفة باسم [المخطوطة الفاتيكانية]. ونفس خصائص هذا التنقيح الإسكندرى واضحة أيضاً فى النص اليونانى للعهد الجديد”.

          “وعلى ذلك فما زالت المخطوطة الفاتيكانية تُعتبر أقدم صيغة كاملة للترجمة السبعينية ومعبِّرة تعبيراً واضحاً عن التنقيح الإسكندرى وأيَّدته الدراسات الدقيقة المتأنية لمخطوطات أخرى تعتبر من عائلة النصوص المنقحة بواسطة الأسقف المصرى حزقيوس”.(ص55 من الكتاب السابق)

          وعلى ذلك لابد من رفض المخطوطة الفاتيكانية والسكندرية والسبعينية والأنطاكية حيث أقر علماؤكم بتدخل يد البشر إليها بالتنقيح، وهذا اعتراف لا مواربة فيه بوجود أخطاء بهذه المخطوطات!!

          ومازلنا نقدم للبابا البرهان يلو البرهان عن تحريف السبعينية والعبرانية:

          ففى ص1853 من الكتاب المقدس للآباء ******يين وبالتحديد فى سفر دانيال يقول: “أورثت اليهودية الناطقة باليونانية الكنيسة القديمة نصَّين مختلفين لسفر دانيال: نص الترجمة السبعينية ونص ثاودوتيون. .. .. .. إلا أن النصَّين هما فى وضع مختلف بالنسبة إلى نص الكتاب المقدس العبرى. فالترجمة السبعينية تختلف عنه اختلافاً كثيراً ، ولا سيَّما فى الفصل الرابع والفصل السادس. والراجح أن الفقرات الطقسية المضافة إلى النص الأصلى تستند إلى نص أصلى عبرى. ويُرجَّح ذلك أيضاً فيما يختص بقصة سوسنَّة وقصة بال وقصة التنين”.

          وفى ص1853 من الكتاب السابق يقول: ”إن نص الكتاب المقدس العبرى ، الذى ضُبطَ فى حوالى السنة 90 ب. م. ، لم يُدخل هذه الإضافات. وكان لهذا الأمر انعكاسات على استعمال كتاب دانيال فى الكنيسة. فلم يقتصر الأمر على إحلال نص ثاودوتيون محل النص اليونانى القديم فى وقت مبكر ، بل قام نزاع على سلطة الفقرات اليونانية التى لم ترد فى الكتاب المقدس العبرى“.

          وأخيراً “اعترفت الكنيسة الكاثوليكية بقانونية هذه الفقرات ، ولم تعترف بها الكنائس المنبثقة عن الإصلاح البروتستانتى”!!

          لذلك تنتهى ترجمة سفر دانيال فى طبعة كتاب الحياة والتفسير التطبيقى للكتاب المقدس المعتمد على كتاب الحياة وطبعة فاندايك والترجمة العربية المشتركة بين الطوائف الثلاث الكبرى الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت بالفصل الثانى عشر، بينما تُضيف الترجمة الكاثوليكية وترجمة الآباء ******يين فصلين كاملين على فصول الطبعتين المذكورتين أعلاه!!

          وتنتهى الترجمة العربية المشتركة كذلك فى سفر أستير عند (أستير 10: 3) وكذلك ترجمة فاندايك وكتاب الحياة والتفسير التطبيقى للكتاب المقدس. وتضيف الترجمة العربية للآباء ******يين 9 جُملاً بعد هذه النهاية. إلا أن الترجمة الكاثوليكية لدار المشرق قد أضافت ستة إصحاحات أخرى!!

          وتعتمد النسخة الكاثوليكية للكتاب المقدس النسخة اليونانية ، وهى بها زيادات غير موجودة في النسخة العبرانية مثل حلم مردوخاى وصلواته وغير ذلك ، وأن المترجمين الأمناء ذوى الضمائر الصالحة قصدوا بهذه الزيادات إضفاء صفة دينية على السفر العبري الذي ليس فيه ما يشير إلى أنه نص ديني، كما صرحت المقدمة الكاثوليكية للسفر.

          ويقول بطرس عبد الملك وجون طمسن ص66 من قاموس الكتاب المقدس: “لا يوجد تناسق أو انسجام بين السفر في العبرية وبين هذه الزيادات ، بل إن هناك تناقضاً بينها ، فتذكر هذه الإضافات أن ملك الفرس في ذلك الحين هو ارتزركسيس بدلاً من روكسيس وتذكر أن هامان كان مقدونيا بدلاً من كونه فارسياً”.

          وعلى الرغم من أن البروتستانت يُنكرون هذه الزيادات إلا أنهم يقولون عنها ص70 من الأسفار القانونية الثانية مكتبة المحبة: “ان المراد بها إضافات إلى قصة إستير ومردخاى والغرض منها تكملة القصة ، وقد أُدمجت بمهارة فى أماكنها فى الترجمة السبعينية. ويُرجَّح أن كاتبى هذه الإضافات هم من يهود مصر”.

          والله جملة استفزازية جداً لكل غيور على كتاب يُنسب لله: ”والغرض منها تكملة القصة ، وقد أُدمجت بمهارة فى أماكنها فى الترجمة السبعينية“. ثم ينسبونها بعد ذلك لله. فأين عقولكم أيها البابا الدكتور اللاهوتى؟

          ويقول الكتاب المقدس طبعة الآباء ******يين ص1052: “فى نص سفر أيوب مشاكل عويصة ، ويبدو أن المترجم إلى اليونانية القديمة (السبعينية) قد اصطدم بها. فهو تارة تملص منها باللجوء إلى الترجمة التفسيرية التقريبية،وتارة أغفل ترجمة عدد من الآيات. وكان لا بد من الاعتماد على عمل أوريجنس النقدى وعلى براعة هيرونيمس فى الترجمة، لكى تصبح لغة سفر أيوب الصعبة فى متناول المسيحيين”.

          يقول المدخل إلى سفر المزامير ص1117: “84 مزموراً تُنسب إلى داود ، وأخرى إلى كتبة مختلفين ، إلى إرميا وحزقيال وزكريا وحجّاى وبنى يوناداب ، تُضاف إليها أحياناً معلومات غير معروفة عن ظروف تأليف المزامير. وأصحاب الترجمة السبعينية يُفسِّرون على طريقتهم ما فى العناوين العبرية من دلالات غامضة. أمّا ترجمتهم فتمكّن، بالرغم من بعض القراءات الخاصة بها، من الوصول إلى نصوص تبدو أصحّ مِمّا ورد فى الأصل العبرى. وهذه الترجمة لا تزال الترجمة المعتمدة فى الكنائس اليونانية وفى الترجمات الرسمية التى تحتفظ بها الكنائس الشرقية”.

          وهذا يعنى:

          1- أن هذا السفر اشترك فيه أكثر من مؤلف ، ومع ذلك فهو يُنسب لداود. وإن صح هذا الكلام فهذا تدليس وأكل لحق كاتبيه الفعليين.

          2- تصرَّفَ مترجمو السبعينية فى النصوص الغامضة بمحض إرادتهم ، أى إن الموضوع لم يكن موضوع ترجمة فقط ، بل إن هناك تفسيرات خاصة أضفت على الترجمة مفهوم ما تعمَّده أصحاب الترجمة السبعينية. وهذا ليس بالأمانة العلمية، التى تجعلنا نثق فى هؤلاء المترجمين المجهولين ، أو نصفهم بأنهم كانوا ذوى ضمائر صالحة.

          3- ويُعتمد اليوم على المزامير التى بهذه الترجمة السبعينية. أى تركوا الأصل واتبعوا الترجمة ، لأنهم يعدون الترجمة أصح من الأصل!!

          4- إن هؤلاء القوم لم يعتبروا النص الأصلى العبرى موحاً به مُطلقاً ، فكيف تعتبرون ترجمته السبعينية موحاً بها؟ والدليل على ذلك قولهم: “أمّا ترجمتهم فتمكّن .. .. .. من الوصول إلى نصوص تبدو أصحّ مِمّا ورد فى الأصل العبرى”. فلك أن تتخيل من هو هذا المترجم الذى أصبح علمه أصحُّ من علم الرب!! ولا تخدع نفسك إن العالِم المُعلِّق على هذا السفر يقول (أصحّ مِمّا ورد فى الأصل العبرى) أى إنه يقصد المحتوى وليس سلامة المخطوطة.

          5- لا يعتمد علماء الكتاب المقدس اليوم على الأصل ، ويعتمدون على الترجمة.

          6- هناك اختلافات بين المخطوطات المختلفة ، التى تحتوى على نفس السفر ، سواء بين الترجمات أم المخطوطات العبرية ، يُسمِّيها علماء نصوص الكتاب المقدس “قراءات”. وينتقى منها المترجمون ما يتناسب مع هواهم العقائدى عند الترجمة، ويفسرونها تبعاً لهواهم، خاصة عندما تكون الجملة أو الفقرة غير مفهومة! (وأصحاب الترجمة السبعينية يُفسِّرون على طريقتهم ما فى العناوين العبرية من دلالات غامضة. أمّا ترجمتهم فتمكّن، بالرغم من بعض القراءات الخاصة بها ، من الوصول إلى نصوص تبدو أصحّ مِمّا ورد فى الأصل العبرى.)

          ونقلاً عن الدكتور منقذ السقار من كتابه (هل العهد القديم كلمة الله؟) تحت عنوان مخطوطات الكتاب المقدس ، حيث يقول:

          إن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف اختلافاً كبيراً ، ولا يمكننا الاعتقاد بأن أياً منها نجا من الخطأ ..... إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على يدي المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة."

          وتقول مقدمة الكتاب المقدس لشهود يهوه: "في أثناء نسخ المخطوطات الأصلية باليد تدخل عنصر الضعف الإنساني، ولذلك فلا توجد من بين آلاف النسخ الموجودة اليوم باللغة الأصلية نسختان متطابقتان."

          وقام مجموعة من العلماء وكبار القسس في ألمانيا في القرن التاسع عشر بجمع كل المخطوطات اليونانية في العالم كله ، وقارنوا بينها سطراً سطراً ، فوجدوا فيها مائتي ألف اختلاف، كما أعلن مدير المعهد المختص بذلك في جامعة ميونيخ الأستاذ بريستل.“

          وحتى لا يتعلل ناقد بأننى اقتبست رأياً لشهود يهوه ، فسوف أؤكد نفس هذا الكلام لعلماء آخرين لنصوص الكتاب المقدس ، نقلاً عن الدكتور روبرت كيل تسلر من كتابه (حقيقة الكتاب المقدس تحت مجهر علماء اللاهوت): ”ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوى "نصها الأصلى" على العديد من الإختلافات (ص 39).“

          أى إن الغربي أن الخلاف بين علماء نصوص الكتاب المقدس هو فى عدد النصوص أو الكلمات المحرفة. وقد أضاف فى هامش هذه الصفحة ”وفي بحث لاهوتي نشرته صحيفة Tagesanzeiger لمدينة زيوريخ السويسرية بتاريخ 18/2/1972 ذكر فيه وجود ربع مليون إختلاف.“

          ” ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص "يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة!" (صفحة 577)، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن "نص أصابه التخريب بصورة كبيرة" (صفحات 578، 579، 591) ، وعن "أخطاء فادحة" (ص 581)، وعن "إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة" [ص XIII (13)]، الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590).

          وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابهما إختلافات مُربكة في النصوص (ص 42) ويؤكداه أيضاً في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993).“

          ” ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 ، والتي ترجع إلى القرن الرابع: إنها تحتوى على الأقل على 16000 تصحيحاً ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة.“

          ”وينهي القس شورر كلامه قائلاً: إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحله (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادى أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس.

          وحتى أشهر آباء الكنيسة "أوجستين" قد صرح بعدم الثقة في الكتاب المقدس لكثرة الأخطاء (التي تحتويها المخطوطات اليدوية) ، حتى إذا ضمنت له (وهو هنا يعني نفسه أساساً ) ذلك جهة أو مؤسسة لاتتبع الكنيسة.“

          هكذا غيروا أصول كتاب الرب التى كانوا يعتمدون عليها من العبرية إلى اليونانية (السبعينية) ، ثم غيروها منذ النصف الثانى من القرن التاسع عشر واعتمدوا على النص السكندرى!!

          ومثال على هذا من داخل الكتاب المقدس يتعلق بعلماء لاهوتهم المسئولين عن شرح محتويات الكتاب المقدس ، وهو الجملة الأولى من إنجيل مرقس: يقول الكتاب المقدس: (1بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ مرقس 1: 1 (فانديك)

          فهل كلمة (ابن الله) موجودة فى الأصل اليونانى؟

          تقول الترجمة العربية المشتركة فى هامشها تعليقاً على هذه النقطة: (لا نجد فى بعض المخطوطات عبارة ابن الله). ولاحظ أنه يُحدد بعض المخطوطات ، أى إنها موجودة فى بعض المخطوطات الأخرى غير التى استثناها.

          أما ترجمة الآباء ******يين ص 126 فتقول: ("ابن الله" لا يرد هذا اللقب فى جميع المخطوطات. لكنه يعبر على كل حال عن فِكر مرقس. مع أن الله كشفه (1/11 و9/7) والشياطين أذاعوه (3/11 و5/7) ، لا بد أن يبقى مكتوماً. لكن يسوع قبله فى أثناء محاكمته 14/ 61-62) ، وقد ورد على لسان رجل وثنى بعد موت يسوع (15/39).).

          ولنا أن نسأل: ما دخل فكر مرقس بوحى الله؟ وهل لمرقس أن يتدخل بفكره وبرأيه الشخصى فى كتاب الله؟ فهل ظن هؤلاء العلماء أنهم يكتبون لموتى ، أم لأناس فقدوا أبصارهم وعقولهم؟ أم أرادوا تبرئة ضمائرهم وخافوا من التصريح بما يؤمنون به حقاً؟ وكيف يقبل فكر الرجل الوثنى ويسكت عليه؟ ألم يعلم أن مثل هذا الضلال سيُكتب فى كتاب يُنسب إليه من بعده؟

          أما الترجمة الكاثوليكية لدار المشرق لعام 1986 قالت فى هامشها ص 474: (لا يمكن أن يكون يسوع المسيح ابن الله حقاً إلا أن يكون صادراً من جوهر الآب ومولوداً منه منذ الأزل.) وأثبتت كلمة (ابن الله) فى النص دون إشارة مرجعية إلى أن هذه الكلمة ليست من متن الكتاب.

          لقد اصطاد الكاثوليك فى الماء العكر ، وانتهزوا فرصة وجود هذه الكلمة ، وبدلآً من أن يُصارحوا شعبهم ، زادوا فى إضلالهم ، وأكدوا بها عقائدهم. وهكذا كان يفعل أسلافهم ، إلى أن وصلت إليك هذه العقيدة وهذا الكتاب!!

          ومثال آخر يتعلق بالتناقضات العقائدية والمذهبية في الكتاب المقدس فيذكر علماء اللاهوت أن الكتاب المقدس يحتوى على عدد لا يحصى من التناقضات العقائدية والمذهبية الداخلية ، أذكر منها:

          يقول هـ براون: "إن الأجزاء الرئيسية التي يتكون منها العهد الجديد ليس لها مفهوم موحد فيما يتعلق بالظواهر الواقعية وليس لها محتوي عقائدى يتعلق بالإيمان " (صفحة 314).

          ويقول في (ص325): "إن مؤلفي العهد الجديد يتكلمون عن خلاص الإنسان وموقفه تجاه الله في صور متعددة لا يربط بينها أية إنسجام".

          وفي نفس الصفحة يقول: "إن العهد الجديد به أقوال تتعلق بتعاليم اللاهوت الأساسية وهي تختلف جذرياً من بعضها البعض" (وستأتي أمثلة عديدة لذلك).

          ومن أبرز هذه الأمثلة : الرسالة إلى أهل رومية (4: 3 وما بعدها) [وفيها يقول بولس: "إن الإنسان يتبرر فقط بالإيمان دون الأعمال"] بما يقابله في رسالة يعقوب (23:2وما بعدها) ["ترون إذن أنه بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان وحده"] وهي نفس التعاليم التي لا يمكن أن ينشأ عنها فكرة واحدة أو مبدأ مذهبي ذو معنى واحد كما يرى كيزمان (صفحة 22).

          كذلك يصف كيزمان العهد الجديد بأنه يحتوى على مباديء عقائدية مختلفة "تتضارب بشدة" مع بعضها البعض (ص220)، ومن بين ما يشير إليه أيضاً عدم إتفاق اليوم الآخر (توقع نهاية العالم) عند إنجيل يوحنا وعند رؤيا يوحنا اللاهوتي (انظر المرجع السابق).

          كان هذا بالنسبة للكتاب ككل سواء كانت النسخة العبرية أم السامرية أم اليونانية، فبين الثلاثة نسخ اختلافات عديدة أذكر منها نقلاً عن (البهريز فى الكلام اللى يغيظ) الجزأ الأول:

          س496- متى أنجب آدم عليه السلام أول أبنائه؟

          عندما كان عمره 130 سنة على النسخة العبرانية

          عندما كان عمره 230 سنة على النسخة اليونانية

          عندما كان عمره 130 سنة على النسخة السامرية

          س497- متى أنجب شيت عليه السلام أول أبنائه؟

          عندما كان عمره 105 سنة على النسخة العبرانية

          عندما كان عمره 205 سنة على النسخة اليونانية

          عندما كان عمره 105 سنة على النسخة السامرية

          س498- متى أنجب أنوش أول أبنائه؟

          عندما كان عمره 90 سنة على النسخة العبرانية

          عندما كان عمره 190 سنة على النسخة اليونانية

          عندما كان عمره 90 سنة على النسخة السامرية

          س499- متى أنجب قينان أول أبنائه؟

          عندما كان عمره 70 سنة على النسخة العبرانية

          عندما كان عمره 170 سنة على النسخة اليونانية

          عندما كان عمره 70 سنة على النسخة السامرية

          س500- متى أنجب مهلائيل أول أبنائه؟

          عندما كان عمره 65 سنة على النسخة العبرانية

          عندما كان عمره 165 سنة على النسخة اليونانية

          عندما كان عمره 65 سنة على النسخة السامرية

          س501- متى أنجب يارد أول أبنائه؟

          عندما كان عمره 162 سنة على النسخة العبرانية

          عندما كان عمره 162 سنة على النسخة اليونانية

          عندما كان عمره 62 سنة على النسخة السامرية

          س502- متى أنجب حنوك أول أبنائه؟

          عندما كان عمره 65 سنة على النسخة العبرانية

          عندما كان عمره 165 سنة على النسخة اليونانية

          عندما كان عمره 65 سنة على النسخة السامرية

          س503- متى أنجب متوشالح أول أبنائه؟

          عندما كان عمره 187 سنة على النسخة العبرانية

          عندما كان عمره 187 سنة على النسخة اليونانية

          عندما كان عمره 67 سنة على النسخة السامرية

          س504- متى أنجب لامك أول أبنائه؟

          عندما كان عمره 182 سنة على النسخة العبرانية

          عندما كان عمره 188 سنة على النسخة اليونانية

          عندما كان عمره 53 سنة على النسخة السامرية

          وتراجم سلسلة النسب من آدم إلى نوح مذكورة فى قاموس الكتاب المقدس فى الصفحات التالية على حسب ترتيب الأسماء فى الأسئلة: 3 ، 531، 127 ، 756، 927، 1045، 32، 836، 805، 982، (وانظر أيضا سفر التكوين 5: 1-32) (نقلا عن إظهار الحق الجزء الثانى ص 431، تحقيق الدكتور محمد أحمد ملكاوى).

          أما بالنسبة للترجمة السبعينية التى استشهد بها البابا على صحة انتشار دينه: فأقول له بدءاً ذى بدء: هل من العقل أن أعتمد فى عقيدتى ودينى على ترجمة يُقال إنها ترجمة النصوص الأصلية العبرانية ، مع الأخذ فى الإعتبار أن اليهود لا يعتدون بهذه الترجمة ، ويعتبرونها محرفة؟

          يقول الدكتور منقذ السقار فى كتابه (هل العهد القديم كلمة الله؟) وتحت عنوان ”النصوص التوراتية الحالية“:

          ”وصل إلى أيدينا ثلاث نصوص مختلفة للتوراة، ولا نقصد هنا أن هناك ثلاث ترجمات، بل نعني أنه توجد نصوص يستقل بعضها عن بعض. وهذه النصوص هي: الترجمة اليونانية (السبعينية) المعترف بها عند الكاثوليك والأرثوذكس، والعبرانية المعتبرة عند اليهود والبرتستانت، والسامرية المعتبرة عند طائفة السامريين من اليهود فقط.

          وهذه النصوص متشابهة في عمودها الفقري، لكنها مختلفة ومتناقضة في بعض التفاصيل الدقيقة، كما ثمة فرقان كبيران يجدر أن ننبه لهما، أولهما: أن الترجمة اليونانية تزيد أسفار الأبوكريفا السبعة عن العبرية، وثانيهما: أنهما تزيدان معاً عن التوراة السامرية، والتي لا تعترف إلا بالأسفار الخمسة.

          وقد تحدث النقاد عن صور الاختلاف بين هذه النصوص، وطبقاً للموسوعة البريطانية فإن النص السامري يختلف عن النص اليوناني ( في الأسفار الخمسة ) بما يزيد على أربعة آلاف اختلاف، ويختلف عن النص العبري القياسي بما يربو على ستة آلاف اختلاف.

          ونذكر بعض هذه الاختلافات للتمثيل:

          مما زادت به التوراة اليونانية الكاثوليكية على العبرية البروتسنتية ما جاء في سفر الخروج حين الحديث عن أبناء موسى من زوجته صفورة المديانية، حيث ذكر النصان ولادة جرشوم ابن موسى، ثم انفرد النص اليوناني الكاثوليكي، فقال: "وولدت أيضاً غلاماً ثانياً ، ودعا اسمه العازر ، فقال : من أجل أن إله أبي أعانني وخلصني من يد فرعون" ( الخروج 2/22 ) وهذه الفقرة غير موجودة في التوراة العبرانية التي يؤمن بها اليهود والبرتستانت.

          وينتهي سفر أستير في توراة اليهود والبروتستانت العبرانية في الإصحاح (10/3)، لكنه يستمر تسع صفحات في التوراة الكاثوليكية اليونانية، وينتهي في الإصحاح (16/24).

          وكذا ينتهي سفر دانيال في التوراة العبرانية عند نهاية الإصحاح الثاني عشر، فيما يمتد السفر في التوراة الكاثوليكية اليونانية ليشمل إصحاحين آخرين لم يسجلهما النص العبري، الذي أهمل أيضاً صلاة عزريا والتي تربو على ثلاث صفحات، ومحلها الإصحاح الثالث من السفر، فيما بين الفقرتين 23 و24 من الإصحاح العبراني.

          ومن الاختلافات بين توراة الكاثوليك والبرتستانت ما جاء في سياق طلب موسى من الله أن يردف معه أخاه هارون نبياً، فيجعل النص العبراني كلام موسى مجافياً للأدب، فقد قال موسى للرب: "استمع أيها السيد، أرسل بيد من ترسل، فحمي غضب الرب على موسى" (الخروج 4/14-15)، لكن النص الكاثوليكي يقدم صورة محسنة لخطاب موسى للرب، فيقول: "رحماك يا رب، ابعث من أنت باعثه"، لكن الأدب الجم الذي ذكروه لم يمنع من حلول السخط على موسى، إذ يكمل فيقول: "فاتقد غضب الرب على موسى".

          ومنها ما جاء في النصين عن قصة أهل بيتشمس لما رأوا تابوت الرب فعاقبهم بقتل ما يربو على خمسين ألف منها، كما يذكر ذلك النص العبراني، حين يقول: " ضرب أهل بيتمش لأنهم نظروا إلى تابوت الرب، وضرب من الشعب خمسين ألف رجل وسبعين رجلاً، فناح الشعب، لأن الرب ضرب الشعب ضربة عظيمة" (صموئيل (1) 6/19 ).

          لكن هذا الرقم الكبير للقتلى أقض مضاجع كتاب النص اليوناني، فأنقصوه من خمسين ألف إلى سبعين شخصاً فقط، حيث يقول نص الكاثوليك " وضرب الرب أهل بيت شمس، لأنهم نظروا إلى تابوت الرب، وقتل من الشعب سبعين رجلاً، وكانوا خمسين ألف رجل، فناح الشعب لأن الرب ضرب هذا الشعب هذه الضربة العظيمة..... " (الملوك (1) 6/19).(1)

          مما زادت به التوراة السامرية، وهو غير موجود في العبرية واليونانية "كانت كل أيام سام ستمائة سنة ومات" (التكوين 11/11 ).

          وأيضاً جاء في العبرانية "وقال قابيل لهابيل أخيه ، ولما صارا في الحقل قام قابيل" (التكوين 4/8 ) ولم يذكر فيه مقال قابيل، وقد جاء النقص تاماً في التوراة السامرية واليونانية الكاثوليكية، وفيه " قال: نخرج إلى الحقل ".

          ومما زادت به العبرانية عن السامرية الآيات العشر الأول في الإصحاح الثلاثين من سفر الخروج، وقد بدأ الإصحاح الثلاثون في السامرية بالفقرة 11 .

          ومن زيادات السامرية على العبرانية واليونانية ما وقع بين الفقرتين 10-11 من (العدد 10) وفيه: "قال الرب مخاطباً موسى: إنكم جلستم في هذا الجبل كثيراً، فارجعوا، وهلموا إلى جبل الأمورانيين وما يليه إلى العرباء، وإلى أماكن الطور والأسفل قبالة التيمن، وإلى شط البحر أرض الكنعانيين ولبنان، وإلى النهر الأكبر نهر الفرات، هوذا أعطيتكم فادخلوا، ورثوا الأرض التي حلف الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أنه سيعطيكم إياها، ولخلفكم من بعدكم" (العدد 10/10)، فهذا النص لا أثر له في التوراة العبرانية واليونانية.

          ومثله ما وقع في (الخروج 11) بين الفقرتين 3-4، ولا توجد في العبرانية ولا اليونانية، وفيه: "وقال موسى لفرعون: الرب يقول: إسرائيل ابني، بل بكري، فقلت لك: اطلق ابني ليعبدني، وأنت أبيت أن تطلقه، ها أنا سأقتل ابنك بكرك“ (الخروج 11/7).

          وفي العبرانية واليونانية مثله في (9/1-3).

          ومنه الخلاف المشهور بين السامريين والعبرانيين في الجبل المقدس الذي أمر الله ببناء الهيكل فيه، فالعبرانيون يقولون: جبل عيبال، لقوله: "تقيمون هذه الحجارة التي أنا أوصيكم بها اليوم في جبل عيبال " ( التثنية 27/4 )، وفي السامرية أن الجبل جرزيم، ففيها: "تقيمون الحجارة هذه التي أنا موصيكم اليوم في جبل جرزيم".

          وعند دراسة أعمار الآباء في الإصحاح الخامس من سفر التكوين حسب العبرانية يفهم منه أن طوفان نوح حصل بعد 1656 سنة من خلق آدم، فيما تجعله اليونانية سنة 2262، والسامرية 1307. فكيف يجمع بين النصوص الثلاثة ؟

          ثم حسب النص العبراني فإن ميلاد المسيح سنة 4004 من خلق آدم، وهو في اليونانية سنة 5872، وفي السامرية 4700. وقد جرى في هذه المواضع المتعلقة بأعمار الآباء الأوائل التوفيق بين النص اليوناني والعبراني في الطبعات الحديثة من التوراة اليونانية.

          ومثله الخلاف في مقدار الزمن بين الطوفان وولادة إبراهيم، فإنه في العبرانية 292 سنة، وهو في اليونانية 1072 سنة، وفي السامرية 932 سنة.... وغير ذلك من الصور.

          http://www.saaid.net/Doat/mongiz/noor/1-5.htm

          ومن الأمثلة الأخرى المزمور 151، لقد احتوت الترجمة السبعينية على مزمور إضافي هو مزمور 151، وهو غير موجود فى النسخة العبرية التى ترجم منها صاحبو الترجمة السبعينية ، ولكن وجد فى المخطوطات العبرية التي اكتُشفت في الكهف الثاني من كهوف وادي قمران (ونُشرت في 1965-1967).

          وقد اعترف الدكتور القس منيس عبد النور بمثل هذه الإضافات التى ألحقها مترجموا النسخة السبعينية فى عدة مواضع من كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس)

          ” فاستغنى بهذه العبارة عن التكرار فى الأمور البديهية التى لا تحتاج إلى مناقشة. ثم أن المعوَّل عليه هو الأصل العبري. فإذا أضاف المترجم في اليونانية شيئاً فهو للتوضيح فقط، ولا يمس الأصل العبري في شيء.“ ، وذلك ص104 للرد على ما ورد فى سفر العدد 10: 5-6

          وزادت الترجمة السبعينية بعد أيوب 42: 17 "ثم مات أيوب شيخاً وشبعان الأيام" والذى هو ختام النسخة العبرية، هذه الخاتمة بقولها "وسيُبعث ثانية مع الذين يبعثهم الرب".

          وتبريراً لهذه الزيادة يقول الدكتور القس منيس عبد النور ص189 من كتابه المذكور: ”هذه العبارة غير موجودة في الأصل العبري، وإنما أتى بها المترجم من ذات سفر أيوب (19: 25-27) حيث تكلم أيوب على أنه سيُبعث ثانية. ويتضح من هذه التحقيقات أن أهل الكتاب في غاية الحرص على حفظ كتابهم، بحيث لا يجسر أحد أن يزيد كلمة أو حرفاً. والمعوَّل عليه دائماً هو الأصل العبري، لا الترجمات.“

          ومعنى ذلك أن الترجمة السبعينية ثانوية ، وأن المعوَّل عليه هو الأصل العبرى.

          إضافة إلى عدم اشتمال الترجمة اليونانية من سفر صموئيل الأول الأصحاح 17 على الأعداد الآتية 18-31 و41 و51-58 وأسقط الإصحاح 18 الأعداد الآتية 1-5 و9 و10 و11 و17 و18. فقد أسقطتها الترجمة السبعينيو كليةً.

          ويعلق الدكتور القس منيس عبد النور رداً على هذا الإشكال ص146 من كتابه المذكور أعلاه ، قائلاً: ”هذه الآيات التى يقول المعترض إنها غير الموجودة في الترجمة اليونانية موجودة في النسخة العبرية التي هي الأصل الذي أخذت منه باقي الترجمات، كما أنها موجودة في نسخة أوريجانوس المحقق الإسكندري، وفي جميع النسخ ماعدا الترجمة اليونانية. وإذا قيل ما هو سبب حذف المترجم اليونانى لها؟ لقلنا: ربما ظن المترجم وجود إشكال فى هذه الآيات.“

          وإن دل هذا فإنما يدل على إقحام المترجم رأيه الشخصى فى الترجمة ، الأمر الذى ينفى عصمة النسخة اليونانية تماماً. وعلى ذلك فليس لك عزيزى البابا أن تتقاخر بالترجمة أو المترجمين الذين حرفوا ما تسمونه أصول كتابكم.

          تعليق


          • #20
            ما هو اسم الرب فى الكتاب المقدس؟

            كنت قد وعدتك عزيزى البابا أن أفجر لك قضية ، قد لا تبدو جديدة بالنسبة لك ، لكنها جديدة بالطبع على كل مسيحى ، وعلى الكثير من المسلمين ، وهى اسم الرب الذى تتوجه إليه بالرجاء والعبادة.

            فهل يصدق أى إنسان أن الكتاب الذى تقدسه لا يوجد به أقدس شىء فى الوجود وهو اسم الله؟

            عزيزى البابا: إن القرآن ومحمد  قد أتيا إليك بما يُصحح لك إيمانك ، وبما أفسده الكفرة بسبب تقاليدهم ، ويرجعك من الكفر إلى الإيمان، وبما يُخرجك من النار إلى الجنة. إن محمد  قد جاءك بالعقل ، لأنه من السفه أن أعبد إلهاً ليس له اسم ، أو إلهاً دون الله!

            عزيزى البابا: لا يوجد للرب اسم فى الكتاب المقدس، وما تقرأه من لفظ (الله) لا وجود له فى الأصول ، التى كتبت بها هذه الأسفار، وإنما هى من إضافات الترجمة العربية. فالاسم الموجود فى الأصول تجده (يهوه) أو (إلوهيم) أو (أدوناى) أو (زيوس أو ثيوس) ثم (يسوع) كما يؤمن الأرثوذكس فى العهد الجديد. حيث يجب ألا يترجم الاسم مطلقاً. فالأستاذ مصباح يكون بعد الترجمة Master Misbah وليس Master Lamp ، والدكتور جميل لا يُترجم Doctor Beautiful ولكنه يترجم Doctor Gameel. (وأنقل من (إنجيل يهوذا) الفصل الأول بتصرف بسيط الآتى:

            تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): “ثالثا - أسماء الله : كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته ، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها: 1- الاسماء العامة: من أقدم أسماء الله المعروفة للجنس البشري واكثرها انتشارا اسم "إيل" مع مشتقاته "إيليم" "إلوهيم" ، "إلوي" ، وهو مصطلح عام مثل "ثيوس وديوس" في اليونانية ويطلق على كل من يشغل مرتبة الألوهية ، بل قد يدل على مركز من التوقير والسلطة بين الناس، وقد كان موسى إلها "إلوهيم" لفرعون " (خر 7: 1) ، ولهارون (خر 4: 16 – قارن قض 5: 8، 1 صم 2: 25، خر 21: 5 و 6 ، 22: 7 وما بعده ، مز 58: 11 ، 82: 1)”.

            فلك أن تتخيل أن يشترك عبد من عباد الله أو صنم من خلقه معه فى الاسم! ومن الممكن أيضاً أن يُشير هذا الاسم إلى عدة آلهة حيث إنه فى صيغة الجمع. كما أنه من الممكن أن يُشير إلى إله مذكر أو مؤنث. فما الفارق إذاً بين الخالق والمخلوق؟

            وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة إنه هذا الاسم: “مصطلح عام يعبر عن العظمة والنفوذ ، واستخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد عندما اعتبر اسم العلم القديم "ياه" أو "يهوه" أقدس من أن يتردد على الشفاه ، والغموض الكامل يلف معنى الأصل "إيل" ، وحقيقة العلاقة بينه وبين "إلوهيم" و"إلوي"”.

            ما معنى أنه مصطلح عام؟ وماذا يقصد بأن هذا المصطلح استخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد؟ وماذا كان اسمه قبل موسى؟ وكيف عبده البشر من آدم إلى موسى؟

            ثم إن أول مرة ظهر فيها اسم "يهوه" في كتابهم فى الصفحة رقم (90) ، أى بعد انتهاء سفر التكوين ، وبالضبط فى (خروج 3: 15). وهذا يعني أن الرب أنزل (89) صفحة ، وما جاء فيها اسمه. فهل تعمَّدَ الرب ذلك ليضل الناس ويعبد كل إنسان الإله الذى يرغب فى عبادته تحت أى مسمَّى؟ أم تمَّ حذفه عن عمد؟

            وقد يظن البعض أن اسم يهوه ذكر فى سفر التكوين 22: 14 (14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».) ، فهذا اسم لمكان ما، والترجمة هى من المترجم فى وقت متأخر بعد أن عرفوا اسم الرب. حيث يقول الكتاب على لسان الرب: (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 3

            ولم يُذكر اسم الرب بعد ذلك قرابة 800 صفحة. فقد ذكر فى المزمور 83: 18 ص892 ، إلا أنه فى سفر الخروج 17: 15 ذكر اسم المذبح الذى بناه موسى وهو يهوه منسّى ، وفى القضاة 6: 24 ذكر اسم مذبح آخر بناه جدعون وأسماه يهوه شلوم ، وفى حزقيال 48: 35 بنيت مدينة أطلقوا عليها (يهوه شمّه). وإذا تم استثناء هذه المواضع ، لأنها أسماء أماكن ، يكون اسم الرب "يهوه" قد ذكر فى الكتاب المقدس كله 11 مرة فقط. ولم يُذكر مرة واحدة بهذا الاسم فى العهد الجديد!!

            فلم يُذكر إلا فى سفر الخروج والمزامير وإشعياء وإرمياء وهوشع وعاموس. أى فى ستة كتب من مجموع 66 كتاب ، تبعاً للكتب التى يقدسها البروتستانت. فهل تصدق هذا؟!! هل يمكنك أن تتخيل أن الكتاب الذى أنزله الرب ليتعبد به الناس يخلو من اسمه؟ إن دائرة المعارف الكتابية صريحة فى هذا الأمر ، إنها تقول إن اسمه فقد!! فهل فقد من الرب الذى يحفظ كتابه أم أضاعه كهنة بنى إسرائيل عمداً؟

            هل تعلم عزيزى البابا كم مرة ذكر اسم الشيطان فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى؟

            لقد ذكرت كلمة شيطان 70 مرة ، وذكر إبليس 31 مرة ، وبعلزبول 7 مرات ، كلهم فى العهد الجديد فقط. هذا غير باقى الأسماء التى اشتهر بها الشيطان. فهل الشيطان أهم من الرب لهذه الدرجة؟ وإذا كان من الأهمية بمكان أن يحذرنا الرب من الشيطان وينهانا عن اتباعه ، فما هو اسم الإله الذى يجب أن نتبعه بديلاً عن الشيطان؟

            وما الحكمة أن يحتفظ الرب باسم الشيطان فى كتاب يُنسب إليه ويحذف اسمه من عقول بنى إسرائيل وعيونهم؟ هل يعنى هذا أن الرب أسلمهم للهوان وللشيطان؟ أم هذه هى الفرائض غير الصالحة التى تكلم عنها الرب من قبل؟ (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25

            وهل تعلم أن معنى اسم "يهوه" سر مجهول حتى اليوم؟ هل تعلم أن يهوه هو إله الجبل الذى فى رأسه نار؟

            إن أول ظهور لاسم "يهوه" كان حين استوطن اليهود فلسطين، أى بعد موت موسى ودفنه فى برية سيناء. ويكتبه اليهود بالأحرف: (ي هـ و هـ) (J. H. V. H) دون أحرف العلة أو التشكيل لخلو العبرية منها آنذاك. وحينما ابتكرت علامات ضبط الحروف العبرية في القرن السابع للميلاد، ركبوا الكلمة "يهوه" أحرف العلة (JeHovaH) وينطق Jahweh. بعد أن كان محرماً عليهم النطق به فكانوا يستخدمون بدلاً من "يهوه" "أدوناي" أي الرب.

            فكيف كانوا ينطقون اسم إلههم قبل القرن السابع للميلاد؟

            وهل لم يصلُّوا إليه أو يتعبدوا باسمه عبر 2000 سنة؟

            وكيف كانوا يصلون وهم لا يعرفون اسم إلههم؟

            وباسم من كانوا يقدمون نذورهم؟

            ألم أقل لك عزيزى البابا إنها كارثة الكوارث؟!

            هل قصَّرَ موسى  فى أداء وظيفته النبوية ولم يخبرهم به؟ أم أخبرهم به وحذفوه من كتبهم؟ فإن لم يحدُث ولم يبلغهم نبيهم باسم الله، فيكونون قد ضلوا وضلَّ نبيهم، وبطل دينهم وعقيدتهم ، وإذا كان قد أبلغهم وضيعوه فقد حدث التحريف، وبذلك تسيرون وراء أناس قد ضلوا ، وإذا كان قد فقد دون تعمِّد منهم ، فقد شاءت إرادة الله هذا إما لمجىء كتاب آخر سيهيمن عليه ، ويتولى الله حفظه وعنايته ، وإما لغضبه عليهم فرفع أقدس ما فى الكتاب منه ، وهو اسمه.

            ولو نسى موسى فهل نسى كل الأنبياء بعده؟ ولو نسى كل الأنبياء بعده فهل نسى عيسى  أن يذكركم باسم الله؟ هل نسى من تؤلهونه نفسه أن يذكركم باسم الله؟ وإذا ثبتت أية حالة من هذه الحالات لثبت أن هذا ليس بكتاب الله!

            وما هو الاسم الذى أخبره به الله أن يخبر به بنى إسرائيل؟ لقد سأل موسى الرب عن اسمه فقال له: («هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) خروج 3: 13-15

            وفى ترجمة الآباء ******يين: (أنا هو مَن هو)

            وتقول الترجمة العربية المشتركة: (أنا هو الذى هو) ، فهل هذا اسم أم تحايل للهروب من الإجابة؟

            والغريب أن هامش الترجمة العربية المشتركة علق على هذا فى هامشه قائلاً: “هكذا يختلف الله عن سائر الآلهة .. .. .. وهكذا يرفض الله أن يُعرَف باسمه الشخصى.” وهذا اعتراف آخر من الترجمة المشتركة للكتاب المقدس تُثبت عدم معرفة بنى إسرائيل لاسم الله.

            وإذا كان الله امتنع عن إخبارهم باسمه ، فكيف تجرأوا وأطلقوا عليه اسماً ليس اسمه؟ فهل هذا من الأدب مع الرب أن يُسموه باسم ليس اسمه؟ ألا يدل هذا على التحريف والحرية التى تمتع بها كهنة بنى إسرائيل فى نصوص كتابهم؟

            وإذا كان اسم يهوه نطقوه بهذا الشكل فى القرن السابع الميلادى ، فمعنى هذا أن التوراة كتبت أو تغيرت كتابتها بعد هذا الزمن وبعد معرفتهم لهذا الاسم!

            فأين اسم الله؟ هل ضاع هذا الاسم أم نُسى؟ وإذا كان قد ضاع ، ألا يدل هذا على ضياع أهم شىء فى كتابهم وهو اسم إلههم الأعظم؟ وهل يدل هذا على عصمة الله لكتابهم أو محافظتهم عليه؟ وإذا كان اسم الله قد ضاع فما هى التعاليم التى ضاعت أيضاً من الكتاب؟ وألا يدل ضياع اسم الله من الكتاب على تسلط الشيطان عليه؟

            وهل معنى ذلك أن هذه التوراة تم تعديلها بعد القرن السابع الميلادى عندما عرفوا الاسم الجديد لإلههم؟ وهل كان للشيطان سلطة رئيسية أو تسلط على كاتبيها، كما حدث مع بولس؟ اقرأ ما كان بولس يشعر به، ويتأوه بسببه، لقد تلبسه الشيطان وسيطر عليه سيطرة تامة: (15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 15-24

            وبما أن اليهود هم الذين اختاروا اسمه فقد أطلقوا لأنفسهم العنان في وصفه بالصفات التي تخدم أفكارهم ورغباتهم فيجدهم في ندائهم له يتجرأون عليه قائلين:" حتى متى يارب تختبيء كل الاختباء" المزمور (89: 36).) فيصفونه بما لا يليق به سبحانه تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

            والمثير فى هذا الموضوع هو تضارب ما قاله لموسى من قبل فى (خروج 3: 13-15) مع ما قاله من بعد: (2ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَنَا الرَّبُّ. 3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 2-3 فما الذى دعاه إلى تغيير اسمه فيما بعد؟ وكيف وافق الرب بنى إسرائيل على هذا الاسم الذى أطلقوه عليه والذى لا معنى له؟

            عندما تفكر فى إنسان ما قام بتغيير اسمه ، تجد أنه لن يخرج عن حالة من هذه الحالات:

            1- إمَّا أنه لم يعجبه هذا الاسم الذى اختاره له أبواه ،

            2- وإمَّا اسمه مشين ويسبب له تهكم الناس عليه ،

            3- وإمَّا أصبح معروفاً صاحب هذا الاسم أنه مُهان أو حقير فأراد أن يُغير اسمه ومكان إقامته ليبدأ حياة جديدة كريمة ،

            4- وإمَّا يغيره مؤقتاً لزوم تواجده فى حفلة تنكرية ،

            5- وإمَّا يغيره ليتمكن من النصب ومواصلة الإجرام ،

            6- وإمَّا كان مجرماً معروفاً ، وتاب ، وغير اسمه حتى لا يلحقه عار الماضى.

            والآن فكر عزيزى المسيحى: لماذا غيَّر الرب اسمه؟ وإذا كان غير معروف بهذا الاسم عند أنبيائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، فهل نسى موسى اسم الرب الذى كان يدعوا إليه أجداده؟ فإذا لم يقل الرب اسمه الجديد ، فعلى الأقل اسمه القديم هو اسمه الصحيح الذى ينبغى أن يُنادى به!

            عزيزى المسيحى: ما هو اسم الله الأعظم الذى علمه كل الأنبياء من قبل عيسى عليهم السلام لأتباعه؟ وهل من حق كل إنسان بناءً على ما قرأت أن يُغير اسم الله إلى الاسم الذى يرغبه هو؟ فى الحقيقة أعرف أناس تنفعل بغضب إذا ناديتهم باسم غير اسمهم الحقيقى أو أطلقت على قطتهم اسماً غير اسمها متعمداً!!

            * * *

            وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: “وأكثر الأشكال المستخدمة عند كتاب العهد القديم هو الاسم الجمع "إلوهيم" ولكنهم يستخدمونه بصورة منتظمة مع الأفعال والصفات المفردة للدلالة على "مفرد" وقد قدمت تفسيرات عديدة لاستخدام صيغة الجمع للدلالة على مفرد ، مثل أنها تعبر عن الكمال والتعدد في الطبيعة الإلهية ، أو أنها جمع جلالة أو عظمة كما يخاطب الملوك ، أو أنها إشارة مبكرة للثالوث ، ونجد تعبيرات أخرى من هذا النوع (تك 1: 26 ، 3: 22 ، 1 مل 22: 19 و 20 ، إش 6: 8) ، وقد تكون هذه النظريات أبرع من أن تخطر على بال العقلية العبرية في ذلك الزمن المبكر ، وهناك من يظن أنها أثار لغوية باقية من مرحلة سابقة من مراحل الفكر هي مرحلة تعدد الآلهة ، وفي العهد القديم تشير فقط إلى الفكرة العامة عن الألوهية”.

            فلك أن تتخيل أن الكاتب يدعى أنها قد تكون إشارة مبكرة للثالوث ليمرر عقائده! فكيف لم يعرف موسى أو الأنبياء قضية التثليث هذه؟ وكيف لم يعرفها عيسى  نفسه وهو الإله عندكم؟ ألم يقل عيسى  للتلاميذ: فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى؟ وذلك كما ذكرها مؤرخ الكنيسة الأول يوسابيوس القيصرى ص100 ك3: 5 ، فما هى الصيغة التى تجدها الآن؟ لقد تغيرت إلى (فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسم الآب والابن والروح القدس)

            * * *

            وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: “3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين ، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة ، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها ، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ "إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق ، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريداً ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23)”.

            وهو بهذا أغنانى عن أن أوضِّح لكم أن اللغة العبرية ولا الآرامية ولا العربية يعرفون فعل الكينونة ، ولن أنس أن أذكرك عزيزى المسيحى أن لفظ الجلالة الله الموجود فى الترجمات العربية لا وجود له فى جميع ترجمات لغات العالم ، وبدلاً منها يوجد فى العبرانية كلمة ألوهيم.

            وهكذا فهم يعبدون إلهاً ليس هذا اسمه ، ولكنه ربما ضاع أو نسى ، والكلمة المستخدمة للدلالة على هذا الإله لا يُعرف معناها ، والنظريات الحديثة التى يفترضونها غير مرضية أو مقبولة علمياً! وإلى اليوم تخرج نظريات حديثة على حد قول دائرة المعارف الكتابية ، تحاول التعرف على اسم الله!! فإلى من يتوجهون بالعبادة؟ وما أخبار من ماتوا دون معرفة اسم الله؟ وماذا تفعل الروح القدس التى يدعون أنها تتلبس كل قسيس أو أسقف أو بابا أو غيرهم ، وأنها هى الهادية المرشدة فى مفهومهم؟ كيف لم تخبرهم طوال هذا الزمن باسم الإله الذى يعبدونه؟

            فكيف يقول سفر المزامير أن اسم الله هو يهوه: (18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.). مزمور 83: 18

            تخيل معى: هل من العقل أن تعبد إلهاً لا تعرف اسمه؟ فكيف ستناديه؟ وبأى اسم ستناجيه؟ وأنَّى تدعوه؟ ماذا شعورك وأنت لا تعرف اسم إلهك الذى تعبده؟

            هل يكفيك أن تعرف صفاته فقط؟ ماذا سيكون حالك عندما تعرف صفة من الصفات ولا تعرف صاحبها؟ ألا يقود هذا إلى الضلال؟ تخيل أن الناس تتكلم عن طبيب جراح ممتاز ، وكل ما يعرفونه عنه أن هناك طبيب ممتاز ، ولا يعرفون اسمه. أليس من السهل أن يُخطىء الإنسان فى هذا الطبيب ويظن أن هذا الطبيب هو آخر خاصة إذا اشتركا فى نفس الصفة؟ أليس من السهل أن ينتحل أى جرَّاح آخر مهمته؟ وكيف يتمايز الأطباء إن كان هناك أكثر من شخص لهم نفس الصفة؟ ألا تضيع الحقيقة وسط هذه الترهات؟

            بمعنى أنه إذا كان الإله الذى أعبده (سبحانه وتعالى عن التشبيه والتمثيل) رحيماً، فإنه يوجد الكثير من الرحماء بين البشر ، وإذا كان ودوداً ، فهناك الكثير من الناس الودودة. فكيف يتعيَّن لى أن الذى أعبده هو الإله الحق؟ فإن الصفات بمفردها لا تغنى عن الاسم.

            نضرب مثلاً لذلك من الكتاب المقدس:

            إن الله هو القوى ، وهو المتسلط على البشر بحكمه وعلمه وعدله ورحمته:

            وذلك مصداقاً لقول الكتاب: (إن العلىّ متسلط فى مملكة الناس) دانيال 4: 17

            (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10

            (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى.) دانيال 6: 26

            (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3

            وكان الشيطان قوياً، حيث أسر الإله المتجسد لمدة 40 يوماً ، يأمره بما شاء ، ويحركه كيفما يريد ، وتركه وقتما أراد. بل أكثر من ذلك فإن الشيطان أمر الإله بالسجود له: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ) لوقا 4: 1-11

            وأكثر من ذلك فقد قبضوا على الإله وأهانوه وأذلوه ، وبصقوا فى وجهه ، ثم أعدموه: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ) متى 27: 28-31

            إذاً لقد تساوى الثلاثة فى القوة: الإله بما ادعاه لنفسه ، والشيطان بما فعله مع الرب ، واليهود لأنهم أعدموا الرب صلباً، وعلى ذلك لا يمكننا أن نكتفى بالصفات فقط، بل علينا معرفة اسم الإله.

            وإذا علمنا أن الشيطان له عدة أسماء أنقلها كما ذكرتها دائرة المعارف الكتابية مادة (إبليس – الشيطان): فهو يُسمَّى إبليس والشيطان و“"أبدون" أو "أبوليون" (رؤ 9: 11) ومعناهما "المهلك" . كما يطلق عليه "المشتكي على الإخوة" (رؤ 12: 10) ، و"الخصم" (1 بط 5: 18) ، و"بعلزبول" (مت 12: 24) ، و "بليعال" (2 كو 6: 15) ، و"المضل لكل العالم" (رؤ 12: 9) و"التنين العظيم" (رؤ 12: 9) ، و"العدو" (مت 13: 28 و 39) ، و"الشرير" (مت 13: 19 و 38) ، و"أبو الكذاب" (يو 8: 44) ، و"إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4) ، و"الكذاب" (يو 8: 44) ، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2) ، و"القتاَّل" (يو 8: 44)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31 ، 14: 3 ، 16: 11)، و"الحية القديمة" (رؤ 12: 9)، و"المجرب" (مت 4: 3، 1 تس 3: 5)”. أى له 21 اسماً فى الكتاب.

            ونعلم أن كثرة أسماء المسمَّى تشريفاً له. أليس من المُبكى أن يحتفظ الكتاب بأسماء الشيطان تشريفاً له ، ولم يحفظ اسم المعبود الذى يقدسونه؟ فأين العقل والمنطق فى عقيدتك عزيزى البابا؟

            بل إن بعض الأشخاص احتفظوا باسمين فى حياتهم ، مثل إبرام الذى أصبح إبراهيم ، وإسرائيل الذى كان يعقوب.

            عزيزى القارىء: إن معرفة الله وصفاته فى أى دين لهو أهم الموضوعات التى تتعلق بلب هذه الديانة التى يدين بها الإنسان ، ويُسلم أمره فيها لهذا الإله. إذ لابد أن أعرف اسمه الذى سأتعبد له به، وأناجيه ، وأدعوه به. وهو اسم لا يشترك فيه معه أحد ، غير قابل للتثنية والجمع ، لأن الله واحد ، ولا شريك له ، ولا إله معه. فكيف نتوقع أن اسم الله يُجمع؟

            فى الوقت الذى ترى فيه الكتاب الذى يقدسوه قد حذف هذا الاسم أو استبدله بكلمة (الله) أو كلمة (الرب). فالاسم (يهوَه) أو (يهوِه)،‏ وهو اللفظ الذي يفضله الكتاب المقدس الأورشليمي الكاثوليكي وبعض العلماء ، يظهر 7000 مرة تقريباً في الأسفار العبرانية الأصلية. لكنَّ غالبية الكتب المقدسة لا تبيِّن هذا الاسم بل تضع مكانه «الله» او «الرب». وبعض هذه الكتب المقدسة تعترف بأنها استبدلت الاسم يهوه. ولكن هنالك ترجمات عصرية عديدة بلغات مختلفة تستعمل إما الاسم يهوَه او الاسم يهوِه.

            فكيف يتم هذا؟ ولمصلحة من يتم حذف اسم الرب؟ وكيف يتم تغيير الاسم العلم فى الترجمة؟

            لقد اتفق اليهود على جعل دينهم ديناً محلياً خاصاً بهم فقط دون باقى البشر ، ويرفضون انضمام أى شخص آخر إليه. ويُعادون كل ما هو غير يهودى. لذلك يُعد من القربات إلى إلههم كما يفهمون أنهم هم شعب الله المختار وأحباؤه ، أما غيرهم فهم من الخطاة ، وأن تقرض أخاك اليهودى بدون مرابحة ، ولكن عليك أن تقرض الغريب بمرابحة وهكذا: (نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً)غلاطية 2: 15

            وإذ كان الرب يُعاقب على من يحلف باسمه كاذباً ، فأين ذهب هذا الاسم؟ ألم يكن يعلم أن اسمه سوف يختفى من الكتاب الذى يحمل اسمه؟ يقول الرب عن نفسه: (لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ .. .. وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ) ملاخى 1: 11 ، 14

            فاسم الرب عظيم ومهيب بين الأمم من مشرق الأرض إلى مغربها ، أى ليس فقط بين بنى إسرائيل، لذلك يجب أن يُنشر فى كل بقاع الأرض ، وذلك عملاً بأمر الله لبنى إسرائيل: (16وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا أَقَمْتُكَ لِأُرِيَكَ قُوَّتِي وَلِيُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ.) خروج 9: 16 ، لكن ما هو هذا الاسم؟

            فهل تتخيل معنى ضياع اسم الرب من كتابه؟ إنه ضياع رسالة الرب نفسها! وضياع رسالة الرب معناه فشل الرب فى اختيار أنبيائه وفى الحفاظ على كتابه لو كان قد تعهَّد بالحفاظ عليه!

            ومعنى موافقة الرب أن يحدث كل هذا فى ملكوته وكتابه بإرادته ، أنه لا يعير هذا الكتاب أهمية، لأنه ليس بالكتاب الخاتم، وقد قرر أن يرسل لهم من تبقى رسالته خالدة ، ويحفظها هو لهم! إنى أتخيله أكبر من فقدان الجسد للرأس أو القلب ، فستضيع معه الروح ومن ثم الجسد نفسه. وهكذا فإن فقدان اسم الرب من كتابكم يعنى ضياع قيمة الكتاب الذى تقدسونه.

            وحتى لا يظن أحد من القراء أنه ربما لم يخبر الرب أحداً باسمه ، أذكر لكم أوامر الله لأنبياءه أن يعلنوا اسمه لشعبه ليتعبدوا به ، ويتقربوا إليه باسمه، فقال: (4وَتَقُولُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: «احْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ بِأَفْعَالِهِ. ذَكِّرُوا بِأَنَّ اسْمَهُ قَدْ تَعَالَى.) أشعياء 12: 4

            (7لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.) خروج 20: 7 ، وتكررت فى تثنية 5: 11

            (13الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.) تثنية 6: 13 ، و10: 20

            (8فِي ذَلِكَ الوَقْتِ أَفْرَزَ الرَّبُّ سِبْطَ لاوِي لِيَحْمِلُوا تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ وَلِيَقِفُوا أَمَامَ الرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِهِ إِلى هَذَا اليَوْمِ) تثنية 10: 8

            (11فَالمَكَانُ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ لِيَحِل اسْمَهُ فِيهِ تَحْمِلُونَ إِليْهِ كُل مَا أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ: مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحَكُمْ وَعُشُورَكُمْ وَرَفَائِعَ أَيْدِيكُمْ وَكُل خِيَارِ نُذُورِكُمُ التِي تَنْذُرُونَهَا لِلرَّبِّ.) تثنية 12: 11

            (21إِذَا كَانَ المَكَانُ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَضَعَ اسْمَهُ فِيهِ بَعِيداً عَنْكَ فَاذْبَحْ مِنْ بَقَرِكَ وَغَنَمِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ كَمَا أَوْصَيْتُكَ وَكُل فِي أَبْوَابِكَ مِنْ كُلِّ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ.) تثنية 12: 21

            (30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ.) مزامير 69: 30

            (20فَقَالَ دَانِيآلُ: [لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ.) دانيال 2: 20

            (5لأَنَّ جَمِيعَ الشُّعُوبِ يَسْلُكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِـاسْمِ إِلَهِهِ وَنَحْنُ نَسْلُكُ بِـاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.) ميخا 4: 5

            (24لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ.) رومية 2: 24

            (1جَمِيعُ الَّذِينَ هُمْ عَبِيدٌ تَحْتَ نِيرٍ فَلْيَحْسِبُوا سَادَتَهُمْ مُسْتَحِقِّينَ كُلَّ إِكْرَامٍ، لِئَلاَّ يُفْتَرَى عَلَى اسْمِ اللهِ وَتَعْلِيمِهِ.) تيموثاوس الأولى 6: 1

            (9فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقاً عَظِيماً، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هَذِهِ الضَّرَبَاتِ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْداً.) رؤيا 16: 9

            فقد كان اسم الله إذاً معروفاً بين الشعب، يحلفون به، ويقدمون باسمه المحرقات، وباسمه يبنون المذابح، ويتقون الحلف كذباً باسمه، ويسبحونه بذكر هذا الاسم. لقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة يهوه ، ويتضح هذا على الأكثر من أشعياء 42: 8 (8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.) ، فقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة الرب فى التراجم العربية ، وفى العبرية كتبوا (يهوه).

            الأمر الذى انتقده الله ، وفضح من يحاول أن يُنسى الشعب اسمه ، وذلك بالطبع عن طريق الكذب وادعاء النبوة، وأن هذه هى أوامر الله، فقال: (25قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ. 26حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ! 27الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ.) إرمياء 23: 25-27

            واستمر الحال على هذا المنوال حتى جاء عيسى ، ونطق باسم الله تعالى، وخاطبَ الله قائلاً: (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 6 ، 26

            وفى الترجمة المشتركة: (أظهرتُ لهم اسمك ، وسأظهره لهم)

            والإظهار لا يتم إلا من بعد الإخفاء. والتعريف بالشىء يكون من بعد جهله.

            فأين هو اسم الله؟ لقد ضيعه اليهود ، وضاع من المسيحيين؟ لقد تآمر عبيد الله على إخفاء اسم الله. فلمصلحة مَن هذا غير الشيطان؟

            أهكذا بكل بساطة ضيعوا اسمه؟ قولوا لى بالله عليكم: ماذا كان الشيطان سيفعل غير ذلك؟ فأين العقل الذى تتكلم عنه عزيزى البابا؟

            وكيف حافظ بنو إسرائيل على وصايا الله؟ فإذا كان دانيال قد قال فى كتابه: (لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ)دانيال2: 20 فما هو اسم الله الذى يجب أن يكون مباركاً إلى الأبد؟

            وكان تلاميذ عيسى  وخاصته يعرفون اسم الله ويُجاهرون به، الأمر الذى دفع الفريسيين الذين سمعوهم إلى مطالبة يسوع أن ينتهر تلاميذه ليكفوا عن إعلان اسم الله: (37وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا 38قَائِلِينَ: «مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!». 39وَأَمَّا بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ الْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ انْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ». 40فَأَجَابَ: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!».) لوقا 19: 37-40

            فإذا قرأت هذه الفقرة بتمعن تجد أن التلاميذ لم يفعلوا شيئاً إلا أنهم سبحوا الله. فما المخالفة الشرعية التى اقترفها التلاميذ هنا؟ إنهم ذكروا اسم الله مخالفين بذلك التقاليد اليهودية ، التى اتهمها يسوع بأنها تُخرج المؤمن عن العبادة الصحيحة.

            لذلك وقف عيسى  أمام اليهود وهاجم تقاليدهم التى أصبحت هى الدين فقال لهم: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9

            وبرَّأ نفسه من تقاليدهم فتضرَّع لله قبل أن يرفعه إلى السماء من هذا العالم: (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: .. .. .. 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 9مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. .. .. .. 11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.) يوحنا 17: 1-12

            وقد يتساءل المرء: هل من المعقول أنه لا يوجد اسم الله مطلقاً فى كتاب يحمل اسمه؟ وما هذه الكلمة (الله) التى نجدها فى اللغة العربية؟ هل هى غير موجودة بالمرة فى أصول كتب هذا الكتاب؟ ألا يمكننا أن نترجم كلمة God أو كلمة يهوه أو أدوناى أو ألوهيم أو كيريوس أو ثيوس أو زيوس بكلمة (الله)؟

            إن كلمة God تُترجم إله ، لأن لها جمع وتؤنث ، فهى إله أو معبود ، وكلمة أدوناى أى سيد ، وقد تُطلق على آخرين من البشر ، وكلمة ثيوس هو اسم المعبود الأكبر لليونان ، يُترجم بصورة خاطئة فى العهد الجديد بكلمة الله.

            لكن هل تعلمت عزيزى المسيحى فى المدرسة أن اسم العلم يُترجم؟ بالطبع لا. فكلمة الله هو Allah بكل اللغات تختلف فقط فى كتابة الأحرف التى تعطى نفس الصوت.

            لكن كما تعودنا من الكتاب المقدس أنه لم يستطع تزوير كل شىء داخله. ويفضح الإنترنت اليوم بمواقعه العديدة التزوير الذى حدث فى الكتاب وفى تراجمه ، وما أضافه المترجم من عند نفسه ، وما حذفه لأنه غير موجود فى أقدم النسخ. بل نطلع اليوم على محتويات كل بردية وكل مخطوطة بدقة ، ويتحدث علماء نقد نصوص الكتاب المقدس عن المواضع التى تم كشطها فى مخطوطات الكتاب وإعادة الكتابة عليها عدة مرات ، كما قال مكتشف المخطوطة السينائية تيشندورف على المخطوطة السينائية.

            لذلك اكتشف العميد مهندس جمال الدين شرقاوى (الذى أعتمد على دراسته فى هذا الموضوع فى كتابه “معالم أساسية ضاعت من المسيحية”) وجود اسم الله عشر مرات فى سفر دانيال، وهذا بيانها كما ذكرها: (3: 26 ؛ 4: 2 ، 17 ، 24 ، 25، 32، 34 ؛ 5: 18، 21 ؛ 7: 25)، وستجدها كتبت تحت رقم 5943: il-lah’ee وكتب نطقها الآرامى كما قال موقع المذكور (`illay (Aramaic) {il-lah'-ee}) وقاموا بترجمتها إلى الإنجليزية طبعة الملك جيمس The Most High God أى الرب الأعلى.

            http://www.blueletterbible.org/tmp_d...74262-461.html

            وفى هذا الموقع أعلاه تجد العشر مواضع وترجمات كلمة الله.

            لذلك كان هذا هو الاسم الذى أخفاه بنو إسرائيل ، وهو نفس الاسم الذى أظهره الله لعيسى  ، وهو نفس الاسم الذى يجب على المسيحيين أن يتعبدوا به لله ، وهو نفس الاسم الذى جاء به القادم باسم الله ، وعلمنا أن نستفتح كل شىء باسم الله الرحمن الرحيم، وتفتتح كل سور القرآن باسم الله الرحمن الرحيم (ما عدا سورة التوبة) ، وبعدد سور القرآن نجد باسم الله الرحمن الرحيم ، وعلمنا أن نستهل ذبح الأنعام ، بل ومجامعة الزوجة باسم الله.

            وكرم الله اليهود والمسيحيين والمسلمين بأن جاء رسوله  ب 99 من أسمائه الحسنى. فقد استكثروا على الله أن يحتفظوا له باسم واحد فى أسفارهم ، فجاءهم القادم باسم الله ومعه 99 من هذه الأسماء الحسنى والصفات العلى. (مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!) لوقا 19: 38

            وبذلك عزيزى البابا فقد جاءكم محمد  بالحق الذى ضاع منكم ومن آبائكم ، كما جاءكم بأقدس ما لكم فى هذه الحياة ، وأخرجكم من الظلمات إلى النور. هل علمت الآن من الذى يُهاجم دين محمد ؟ إنهم الشياطين الذين حذفوا اسم الله المهبود بحق ، ولا يريدون له عودة. فهل ستشاركهم الآن بعد أن علمت الحق؟

            وأين توجد كلمة يسوع فى أصول الكتاب المقدس؟

            والأعجب من ذلك عزيزى المسيحى أنه لا وجود أيضاً لكلمة يسوع فى النصوص اليونانية ، ولكنها عيسى كما ذكرها القرآن. وسوف أتناول هنا فى بحث قصير من كتاب العميد مهندس جمال الدين شرقاوى اسم يسوع الحقيقى “عيسى أم المسيح”، الذى كان معروفاً به بين قومه.

            ذُكر عيسى  بثلاث صيغ فى الأصول اليونانية طبقاً لقواعد اللغة اليونانية ، وموقع الاسم فى الجملة من الإعراب، حيث تُضاف إلى آخره حروفاً يونانية زائدة على الاسم تبين حالته الإعرابية.

            ويُلاحظ أن حرف السيجما ( s ) اليونانى له ثلاثة أشكال: فهو يُكتب ( Σ ) إذا كان فى أول الكلمة ، ويُكتب ( σ ) إذا كان فى وسط الكلمة ، ويُكتب ( ς ) إذا كان فى آخر الكلمة.

            كما يُلاحظ أن حرف العين يُكتب فى اليونانية واللاتينية ( I ) ، إذا كان ما بعدها مكسوراً ، ويُساوى حرف (η) وحرف الـ (H) الحرف الإنجليزى(e) فى اللغة الإنجليزية ، كما يصرح بذلك الأستاذ الدكتور موريس تاوضروس على قواعد اللغة اليونانية المستخدمة فى العهد الجديد. (كتاب يونانى العهد الجديد ص 13 وص 15 منقول عن العميد جمال الدين شرقاوى ص 28).

            أولاً: الصيغة (إيسون):

            عندما يكون مفعولاً ، وهو ما جاء على لسان الملاك جبريل إلى مريم البتول ، حين بشرها بالحمل بالمسيح (لوقا 1: 31): (31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.) وجاء الاسم المبشر به فى النسخة اليونانية مكتوباً هكذا (Iησουν) والحرف الأول من اليسار هو حرف العين ، والثانى كسرة طويلة، والثالث السين ، والرابع ضمة قصيرة ، والخامس ياء ، والأخير نون.

            ويُنطق فى النهاية (ع ى سُ ى ن) مع ملاحظ، أن حرف النون الأخير ليس من أصل الكلمة، وإنما هو لاحقة إعرابية تُضاف للإسم فى حالة المفعول.

            ويلاحظ أن وضع الضمة على حرف السين جاء من العبرية الحديثة ، فهو يميل دائماً للضم ، بخلاف العربية والآرامية. مثل كلم (إله) بالفتح فى العربية والآرامية ، وتُنطق (إلوه) بالضم فى العبرية الحديثة.

            وعلى ذلك فنطق الكلمة التى نطق بها ملاك الرب هى (عيسى) بالفتح وفق اللسان العربى والآرامى (لغة عيسى ) ، أو (عيسو) وفق اللسان العبرى الجديد.

            والذى حدث أن المترجم غير الحرف الأول فى (عيسو) ( I ) وهو يساوى حرف العين فى اللغة العربية والعبرية الحديثة والآرامية. وجعله آخر حرف ، ليصبح الاسم (يسوع). ناهيك عن أنهم تحولوا بذلك إلى عبادة شخص آخر لا وجود له. أما حرف الياء الذى يبدأ به اسم يسوع فهو حرف (η) وحرف (H).

            فكر بعد ذلك فى قول الله تعالى فى كتابه المنزل على خير الأنام: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) آل عمران 45

            فكيف عرف محمد  هذا الكلام كله ، لو لم يوحِ الله إليه؟ أليس هذا دليل على نبوته  ؟

            ثانياً: الصيغة (إيسوس):

            وهى صيغة اسم عيسى ، كما وردت فى الأصول اليونانية لكتاب المقدس ، فى حالة وقوع الاسم فاعل. وقد أتت فى (لوقا 2: 21) (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.)

            جاءت هذه الصيغة باليونانية هكذا (Iησους) وتُنطق (عيسوس) ، وكما لاحظت أن الفرق بين هذه الصيغة والصيغة السابقة هى الحرف الأخير (السيجما) حرف ال ς ، وهذا الحرف له ثلاثة أشكال فى اللغة اليونانية حسب موقعه فى الكلمة:

            فهو يُكتب فى أول الكلمة Σ ، ويُكتب σ فى منتصف الكلمة ، ويُكتب ς فى آخر الكلمة ، كما فى كلمة (عيسوس).

            وعلى ذلك فنطق الكلمة هى (عيسَى) بالفتح وفق اللسان العربى والآرامى (لغة عيسى ) ، أو (عيسو) وفق اللسان العبرى الجديد.

            ثالثاً: الصيغة (إيسوى):

            وهو اللفظ الدال على اسم عيسى  فى حالة وروده فى صيغة المنادى أو المضاف إليه ، وجاء فى اليونانية هكذا (Iησου). وهذه صيغة سهلة للاسم ، حيث حذفت منه إضافات النحو اليونانى.

            لقد ورد هذا الاسم فى اليونانية ثمان مرات فى حالة المنادى (يا يسوع) (مرقس 10: 46-47 ، ولوقا 17: 11-13)، كما وردت عدة مرات فى حالة المضاف إليه مثل قولهم (قدمى يسوع) (متى 15: 3)، و(جسد يسوع) (متى 27: 57)، و(ركبتى يسوع) (لوقا 5: 8) و (صدر يسوع) (يوحنا 13: 23 و 25) ، وقد وردت فى اليونانية (يا عيسى) ، و(جسد عيسى) وهكذا.

            وعلى ذلك فنطق الكلمة هى (عيسَى) بالفتح وفق اللسان العبرى والآرامى (لغة عيسى ) ، أو (عيسو) وفق اللسان العبرى الجديد.

            بل إن تلاميذه بعد انتهاء بعثته ، وما قيل عن صلبه وموته ودفنه ونزوله إلى الجحيم كانوا يطلقون عليه اسم (Iησου). ، وبنوا على الإيمان باسمه أساس الديانة النصرانية كلها. وراحوا يستخدمون اسمه الشريف هذا فى عمل الكرامات (المعجزات) ، وفى تعميد الداخلين إلى الديانة النصرانية.

            فقد ذكر لوقا فى سفر أعمال الرسل أن كبير التلاميذ (سِمْعان [بطرس]) قد أجريت على يديه عدة كرامات منها كرامة شفاء رجل كسيح: (بِاسْمِ يَسُوعَ (Iησου) الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ) أعمال الرسل 3: 6 ، وقد ذكره لوقا باسم (عيسى).

            ويذكر لنا يوحنا قانون الإيمان وعبارته الشهيرة (الإيمان باسم المسيح) ، والتى ذكرها خمس مرات فى إنجيله. وفى رسالته الأولى نذكر منها (رسالته الأولى 3: 23) (ووصيته هى أن تؤمنوا باسم ابنه يسوع (Iησου) المسيح). والاسم المذكور هنا طبقا لقواعد اللغة اليونانية هو (Iησου) أى عيسى، حيث يقع مضافاً إليه.

            بل كان يتم التعميد (أعمال 2: 38 ، 8: 16) وشفاء المرضى (أعمال 4: 7-10) وشكر الله (أفسس 5: 20) باسم يسوع (Iησου).

            فهذا هو (عيسى) الاسم الذى عرفه سمعان ويوحنا وباقى التلاميذ ، وهو الاسم الذى تعبد بذكره التلاميذ وتركه الأتباع. أما عن يسوع أو إيسوع أو أشيوع أو أيشوع أو ما يسوغ .. إلى آخر ما جاء من أسماء اخترعوها للمسيح عير القرون الماضية فلم ينزل الله بها من سلطان: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) النجم: 23

            وقد التزم الباحث فى منهجه لتصويت الاسم بقواعد اللسان الآرامى والعربى ، كما اتفق معهم فى تصويتهم للأسماء العبرية المترجمة للعربية.

            ومثال على ذلك كلمة عيسو (ابن يعقوب) التى وردت فى (رومية 9: 13) (كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو) ، وفى رسالة إلى العبرانيين 11: 20 (بالإيمان إسحاق بارك يعقوب وعيسو) وعبرانيين 12: 16 (لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذى لأجل أكلة واحدة باع بكوريته).

            وقد ورد اسمه فى اليونانية هكذا (Ησαυ) ، مع ملاحظة أن حرف ال (Η) هو نفس حرف ال (E) فى الحروف الإنجليزية مكتوبا كبيراً، وأن الحرف (σ) هو حرف السين، وأن الحرفين (αυ) يتم نطقهما مثل ال aw فى كلمة Caw الإنجليزية.

            وعلى ذلك يكون نطق الكلمة هو (إيساو) ، وكتبت هكذا فى الترجمة الإنجليزية ، وصوتت فى العربية (عيسو) ، فهل تعرف لماذا صوتوا الياء الأولى فى عيسو (عين) بينما صوتوا الياء فى عيسى ياءً؟

            ويجب الآن أن نعرف اسم يسوع ومن أى لغة تم اشتقاقه وما معناه: يقول الدكتور القس إبراهيم سعيد فى كتابه شرح بشارة لوقا ص 21 إن الصيغة اليونانية للاسم العبرى (يسوع) هو (يهوشوع) ، ويقول قاموس الكتاب المقدس ص 1065 إنها (يشوع) ، مع ملاحظة أن الصيغتين لنفس الشخص. وهذا خطأ من الاثنين.

            فهل يسوع هو الصيغة اليونانية ل (يهوشوع) العبرانية؟

            جاء فى أخبار الأيام الأول 7: 22 اسم (يهوشوع) ابن نون فى الترجمات العربية للكتاب المقدس ، وهو (Hoshua) فى الترجمات الإنجليزية ، وذكر ذلك الاسم فى الترجمة اليونانية المعروفة بالسبعينية هكذا (Iησουε) ، وهى نفس كلمة عيسىِ بالكسر (هذه المرة بدلا من الفتح) ، وهى قريبة من اسم عيسوى العربى.

            وهل يسوع هو الصيغة اليونانية ل (يشوع) العبرانية؟

            إن القارىء للكتاب المقدس ليعلم أن كلمة يشوع فى الكتاب المقدس كله لم تترجم مرة واحدة يسوع. ولكن لو افترضنا جدلاً أن الإسمان متطابقان ، لكان اسم عيسى  هو يشوع فى الآرامية، وتغير إلى يسوع فى العربية بعد الفتح الإسلامى للبلاد. أى بعد سبعة قرون. وبذلك فهم يتعبدون حالياً لشخص آخر ، ويكون هذا اثباتاً لوقوع التحريف بعد الفتح العربى للبلاد.

            وبذلك تكون الصيغة العربية لكلمة (يهوشوع) العبرانية حسب الترجمة السبعينية اليونانية القديمة هى (عيسىِ) ، وحسب النصوص العربية القديمة هى (يشوع). وبذلك تنحصر كلمة (يسوع) فى لغتين لا ثالث لهما: العربية أو اليونانية

            وبالبحث فى مفردات اللغة اليونانية لم نجد كلمة (يسوع) مطلقاً ، وحيث أنه لم يدع إنسان أن أصل كلمة يسوع هو عبرى أو آرامى ، فلنا الحق أن نبحث فى معناها فى اللغة العربية وجذرها (س و ع).

            ففى اليمن كانت هناك قبيلة عربية اسمها (سُوع) ، قال فيها النابغة الذبيانى:

            مستشعرين قد ألقوا فى ديارهم دعاء سوع ود عمى وأيوب

            ويروى أيضاً دعوى (يسوع) وكلها من قبائل اليمن.

            وهناك (سُواع) بالضمة وهو اسم صنم كان لهمدان فى الجاهلية، وقيل فى قوم نوح، ثم كان لهذيل أو لهمدان ، وقد عبد من دون الله، كما جاء فى القرآن: (وَقالُوا لا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُم وَلا تَذَرُنَّ وَدَّاً وَلا سُوَاعَاً ولا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرَاً) نوح: 23

            وقال الأستاذ أنيس فريحة فى (دراسات فى التاريخ ص 99) عن اسم الصنم يغوث المذكور فى القرآن الكريم ما نصه: “يغوث فعل مضارع بمعنى يسعف ، وهو الاسم العبرى (يشوع) من جذر يشع بمعنى خَلَّصَ ومنها (يسوع).”

            ومعنى هذا أن يسوع اسم صنم وثنى كان يُعبد فى قوم نوح فى الجاهلية من دون الله!! فهل تراجع عُبَّاد يسوع ، وعبدوا رب يسوع الذى كان يصلى إليه ، ويصوم تقرباً إليه ، ويدعوه أن ينجيه ، ويفعل كل شىء لمرضاته؟؟!!

            ونعود مرة أخرى لقولهم إن يسوع هو الاسم الذى اشتق من الاسم العبرى يشوع: وفيع يقول الدكتور عبد المحسن الخشاب - من علماء الغرب المسيحى - فى كتابه (تاريخ اليهود القديم بمصر) ص 105 ما نصه: “وهو اسم مشتق من اسم الثور الذى كانوا - بنى إسرائيل - يعبدونه فى الصحراء”.

            أى حرَّف بنو إسرائيل اسم عيسى وجعلوه اسم وثنٍ ، وهو هذه المرة الصنم (يسوع) الذى يشبه الثور. ولم يفرق هذا مع النصارى ، لأنهم يشبهونه فى كتابهم بالخروف. فالفارق بالنسبة لهم ليس بكبير. لكنه فارق ضخم جداً مع أحباب عيسى  ، مع المؤمنين الحقيقيين به ، وبرسالته.

            لكن ما معنى عيسى؟ وما هو جذر الكلمة؟ وما معناه؟

            يقول العميد جمال الدين شرقاوى: رحم الله علماء اللغة العربية الذين قالوا بأعجمية هذا الاسم ، وذلك لأن اللسان العربى القديم لم يكن معروفاً فى زمانهم ، وإنما تم اكتشاف لغاته حديثاً مثل الأكادية والآرامية ، وهذا اسم آرامى اللغة عربى اللسان. ونجد أن هناك الكثير من رجالات العرب قد تسموا بهذا الاسم قبل الإسلام وبعده.

            ولو بحثنا فى جذور المادة اللغوية لكلمة (عيسى) وهى (ع و س) أو (ع ى س) لوجدنا لها أثراً لا ينكره أحد.

            فالعيس هى كرائم الإبل وأحسن أنواعها ، يميل لونها إلى اللون الأبيض الضارب للصفرة ، ولك أن تقول إنه اللون الأشقر بلغة العصر.

            وقد جاء فى المعجم الوسيط (ج 2 ص 639) ما يأتى:

            تعيست الإبل: صار لونها أبيض تخالطه شقرة.

            الأعيس من الإبل: الذى يخالط بياضه شقرة ، والكريم منها. والجمع عِيس.

            وقال الليث: إذا استعملت الفعل من عيس قلت عيس يعيس أو عاس يعيس

            وأعيس الزرع اعياساً: إذا لم يكن فيه رطب.

            ونخرج من فحص المعاجم العربية أن (عيسى) عربى اللسان له اشتقاقات فى اللغة العربية ، فهو إما أن يكون مشتقا من العيس وإما أن يكون مشتقا من العوس بمعنى السياسة.

            وأن مفرده (عِيسَى) بالفتح ، و (عِيسِى) بالكسر.

            والجمع منه (عِيسٌ) و (عيسون)

            والمثنى منه (عيسين) ، والمؤنث (عيساء)

            ومعناها إما فيها إشعار باللون الأبيض الذى تخالطه شقرة ، وهذا كان لون عيسى ابن مريم عليهما السلام ، أو بمعنى الإنذار بقرب نهاية الزرع إذا خلا من الرطوبة واصفر لونه ويبس. وهو آخر أنبياء بنى إسرائيل ، وجاء يحذرهم انتقال الملكوت إلى أمة أخرى تعمل أثماره ، ويأمرهم باتباعها.

            فقد كان لب رسالة عيسى  هو البشارة بملكوت الله أو ملكوت السموات. وهو دين الله وشريعته ، التى كانوا ينتظرونها على يد نبى آخر ليس من بنى إسرائيل ، ولكنه مثل موسى ، وهى النبوءة التى جاءت فى سفر التثنية 18: 18 ، لذلك ابتدأ عيسى  بقوله: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43

            كما أوصى يسوع تلاميذه قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.) متى 10: 7

            وأمرهم أن يرددوا فى صلواتهم قائلين: («فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ.) متى 6: 9-10 ولوقا 11: 2

            فبعد ما ضرب الأمثال العديدة لملكوت الله فى موعظة الجبل ، وهو لب دعوته ، وسبب مجيئه ، قال لهم الخلاصة مرة أخرى: (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44

            وبذلك يكون زرعهم فى طريقه إلى الجفاف ، ولا بد من أرض جديدة لزرع جديد.

            تعليق


            • #21
              استخدام العقل فريضة إسلامية:

              يقول ابن تيمية فى تعريفه للعقل: ”هو علم يعمل بموجبه ، فلا يُسمَّى عاقلاً من عرف الشر فطلبه والخير فتركه“

              ويقول عباس العقاد فى كتابه (التفكير فريضة إسلامية) فى تعريفه للعقل: إن العقل فى مدلول لفظه العام هو ملكة يُناط بها الوازع الأخلاقى أو المنع عن المحظور والمنكر.

              وهذا المفهوم يُعبِّر عنه القرآن عن حال الكفـار يـوم القيامة. فينفى الكفار استخدامهم للعقل فى الدنيا ، الأمر الذى أودى بهم إلى الهاوية. فسيقولون: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (10) سورة الملك

              فالآية لا تنفي وجود القوة العقلية عنـدهم، وإلا لسقط التكليف ، بل تنفي إدراكهم الحقيقة التي لأجلها خُلق الإنسان، وهى الإهتداء للخالق، واستخدام عقولهم فى التمييز بين ما كان يعبد آباؤهم وبين الحق الذى جاءهم من عند الله. الأمر الذى يثبت أن العقل هو الطريق الذى اعتمده الله سبحانه وتعالى للإيمان به وبرسله، وهى الحقيقة التى سيدركها كل كافر فى جهنم.

              لذلك ذمَّ الله تعالى أهل الكفر والضلال ووصفهم بالأنعام ، التى تُساق فى الحياة الدنيا على غير هدى ، فقال: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} سورة الفرقان (44)

              وهى فى الوقت نفسه مدح للذين يسمعون ويستخدمون عقولهم للوصول إلى الرشد.

              ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية يصور مذهب أهل السنة والجماعة: "العقل شرط في معرفة العلوم، وكمال وصلاح الأعمال. وبه يكمل العلم والعمل، لكنه ليس مستقلاً بذلك لكنه غريزة في النفس، وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين. فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن، كان كنور العين، إذا اتصل به نور الشمس والنار. وإذا انفرد بنفسه، لم يبصر الأمور ، التي يعجز وحده عن إدراكها، وإن عزل بالكلية كانت الأقوال والأفعال مع عدمه أموراً حيوانية قد يكون فيها محبة ووجد وذوق كما يحصل للبهيمة. فالأحوال الحاصلة مع عدم العقل ناقصة والأقوال المخالفة بالعقل باطلة" مجموع الفتاوى (3/338).

              هذا ولم تُستخدم كلمة العقل في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة لتشير إلى عضو التفكير مطلقاً، وإنما استُخدمت هذه الكلمة بصيغة الجمع: يعقلون وتعقلون ونعقل وعقلوه ويعقلها، وذلك في تسع وأربعين موضعاً. ولم ترد بصيغة الماضي إلا مرة واحدة، ووردت في باقي المواضع بصيغة الحاضر أو المستقبل.

              ومن هذه الآيات:

              {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (242) سورة البقرة

              {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (65) سورة آل عمران

              {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (32) سورة الأنعام

              {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (17) سورة الحديد

              {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (67) سورة غافر

              {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (164) سورة البقرة

              {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (12) سورة النحل

              {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) سورة الحـج

              {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (151) سورة الأنعام

              {قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (16) سورة يونس

              {يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (51) سورة هود

              {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (109) سورة يوسف

              {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} (43) سورة الزمر

              {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (10) سورة الأنبياء

              {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ} (58) سورة المائدة

              {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} (170) سورة البقرة

              {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ} (42) سورة يونس

              {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (44) سورة الفرقان

              {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } (171) سورة البقرة

              {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} (22) سورة الأنفال

              {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} (100) سورة يونس

              {أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (67) سورة الأنبياء

              والمعنى المستفاد من هذه الآيات غالبا هو دفع الإنسان لاستخدام عقله ، واتخاذ خطوة إيجابية للتخلُّص من الميراث الفاسد، الذى اتبعه الآباء والأجداد، ودفع الإنسان للتفكُّر نحو الإيمان الذى يعتقده ، ليدرك بعقله مدى صدقه ، وبذلك يُدرك العاقبة المنشودة ويعمل لها ويثبت عليها.

              وبهذه الآيات وما جرى مجراها ، يقول الأستاذ العقاد، تقررت ولا جرم فريضة التفكير فى الإسلام. وتبين منها أن العقل الذى يخاطبه الإسلام هو العقل الذى يعصم الضمير ويدرك الحقائق، ويميز بين الأمور، ويمايز بين الأضداد، ويتبصر، ويتدبر، ويحسن الإدراك والرواية، وأنه هو العقل الذى يقابله الجمود والعنت والضلال ، وليس بالعقل الذى قصاراه من الإدراك أنه يُقابل الجنون.

              ويواصل قائلاً: والذى ينبغى أن نثوب إليه مرة بعد مرة أن التنويه بالعقل على اختلاف خصائصه لم يأت فى القرآن عرضاً ، ولا تردد فيه كثيراً من قبيل التكرار المعاد ، بل كان هذا التنويه بالعقل نتيجة منتظرة يستلزمها لباب الدين وجوهره ، ويترقبها من هذا الدين كل من عرف كنهه ، وعرف كنه الإنسان فى تقديره.

              فالدين الإسلامى دين لا يعرف الكهانة ولا يتوسط فيه السدنة والأحبار بين المخلوق والخالق ، ولا يُفرض على الإنسان قرباناً يسعى به إلى المحراب بشفاعة من ولى متسلط أو صاحب قداسة مطاعة ، فلا ترجمان فيه بين الله وعباده يملك التحريم والتحليل ويقضى بالحرمان أو بالنجاة. وعلى ذلك فإن الخطاب لن يتجه إلا إلى عقل الإنسان حراً طليقاً من سلطان الهياكل والمحاريب أو سلطان كهانها المحكّمين فيها بأمر الإله المعبود فيما يدين به أصحاب العبادات الأخرى.

              بل إن نصوص الكتاب والسنة مليئة بالوسائل والأساليب التي تحث على التفكير وتشجع عليه، وتعمل على إزالة العقبات من طريقه، وتدعو الإنسان إلى التفكر والتعقل في الآيات القرآنية والكونية على حد سواء، وتدفعه للبحث عن براهين يؤكد بها إيمانه ، وتتحداه أن يأتى بمثل هذا القرآن وتُعجِزه فكرياً أن يأتى بمثله. ومن هذه الآيات:

              {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (111) سورة البقرة

              {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} (24) سورة الأنبياء

              {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (64) سورة النمل

              {وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (75) سورة القصص

              {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء

              {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (23) سورة البقرة

              {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (38) سورة يونس

              {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (13) سورة هود

              ومن خصائص العقل ملكة الإدراك التى يُناط بها الفهم والتصور. وهى، على كونها لازمة إدراك الوازع الأخلاقى وإدراك أسبابه وعواقبه، تستقل أحياناً بإدراك الأمور، فيما ليس له علاقة بالأوامر والنواهى أو بالحسنات والسيئات.

              لذلك فرض الله على الناس استخدام العقل لبلوغ الهداية، وذلك لأنه من خصائص العقل أنه يتأمَّل فيما يدركه ، ويُقلِّبه على وجوهه ، ويستخرج منه بواطنه وأسراره ، ويبنى عليه نتائجه وأحكامه.

              ولقد أولى الإسلام للعقل مكانة كبيرة في مجال الإيمان والإهتداء عن طريق التدبُّر والتفكُّر ومجال الاستنباط ، وذلك لصالح البشرية فى الدنيا والآخرة. ويكفى للتدليل على ذلك أنه من مصادر فقه التشريع الإسلامى: الكتاب والسنة والإجماع. واستنباط أى حكم من الكتاب أو السنة يلزمه استخدام العقل للوصول إلى الفهم الدقيق فى ضوء كل العلوم الإسلامية واللغوية.

              كما يقوم الإجماع على اجتهاد أولى الأمر ، وأهل العلم بما اشتمل عليه من قياس واستحسان أو مصالح مرسلة ، أى غير مقيدة بزمان أو مكان محدد.

              وعلى ذلك فإن جود الفقه والفقهاء فى الإسلام ، لهو من الشواهد الحية على عدم إلغاء الإسلام للعقل ، بل هو دليل ساطع على تزكية الإسلام للتفكير والعقل.

              ونقلاً بتصرف عن الدكتور علي بن عمر بادحدح فى "منـزلة العقل في الإسلام" يقول: ووردت الآيات القرآنية التى تشير إلى العقل بوجوه مختلفة، منها:

              1- خص الله أصحاب العقول بفهم مقاصده من الخلق ، ومعرفة سبب آياته:

              {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} (190) سورة آل عمران

              {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (5) سورة يونس

              {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} (269) سورة البقرة

              {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ ، وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران

              {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} (19) سورة الرعد

              {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (29) سورة ص

              {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (18) سورة الزمر

              ولا يجب أن يُفهم أن الإسلام ، الذى يشجع العلم والتعلُّم، يُفرق بين الدين والعلم. وذلك لأن العلم فى الإسلام بمعناه العام هو ثمرة الوحي والعقل، واقتصر التمييز بينهما حول أهمية العلوم بحسب ثمرتها. فثمرة علوم الدين الوصول إلى الحياة الأبدية ، وثمرة العلوم الأخرى الوصول إلى الحياة الدنيوية.

              2- قصر الله الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ} (111) سورة يوسف ، {وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (35) سورة العنكبوت

              3- كرم الله العقل وجعله مناط التكليف: عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ : ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَشِبَّ وَعَنْ الْمَعْتُوهِ حَتَّى يَعْقِل).

              4- دعا الإسلام إلى التحرر من التبعية العقلية للآباء ، وحذر من مغبتها يوم القيامة، وذمَّ المقلدين لآبائهم ، وذلك حين ألغوا عقولهم وتنكروا لأحكام العقل، وبيَّن أن سبب الكفر والوثنية هى اتباع الأبناء للآباء دون علم: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ} (23-24) سورة الزخرف

              {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} (170) سورة البقرة ،

              {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} (69-70) الصافات

              {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} (67) سورة الأحزاب

              {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} (22) الزخرف

              {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (28) سورة الأعراف

              وهكذا يقول الإسلام للمرء: يحق لك أن تنظر فى شأنك ، بل فى أكبر شأن من شئون حياتك ، ولا يحق لك أو لآبائك أن يجعلونك ضحية مستسلمة للجهالة التى درجوا هم عليها. فإن الإسلام (كما يقول الأستاذ العقاد) ليأبى أن يحيل أعذاره على آبائه وأجداده ، كما يأبى له أن تُحال عليه الذنوب والخطايا من أولئك الآباء والأجداد ، وإنه لينعى على الذين يستمعون الخطاب أن يعفوا أنفسهم من مؤنة العقل لأنهم ورثوا من آبائهم وأجدادهم عقيدة لا عقل فيها.

              وشدَّد الإسلام فى التأكيد على عدم توارث الخطيئة وبالتالى عدم توارث الجزاء: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (38) سورة المدثر

              وقال: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (21) سورة الطور

              {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} (39) سورة النجم

              وقال: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (18) سورة فاطر

              لذلك بيَّن الله تعالى أن جهنم هى عاقبة من لا يستخدم عقله للوصول إلى الإيمان الصحيح ، وشبههم فى الدنيا بالأنعام: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف

              وطالبهم بالتفكر للوصول إلى دليل يؤكد ما يزعمونه: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (111) سورة البقرة ، (64) سورة النمل

              5- احترم الإسلام العقل أيَّما احترام ، ودافع عنه دفاعاً يُعد بمفرده من أكبر الأدلة على تقديره للعقل ، فقد حرم الإسلام الاعتداء على العقل فحرم كل مسكر أو مُذهب للعقل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (90) سورة المائدة

              وعن عبد الله بن عُمر قال: قال رسول الله : (‏كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ) رواه ابن ماجه فى سننه

              6- شدد الإسلام في النهي عن تعاطي ما تنكره العقول ، وتنفر منه كالتطير والتشاؤم والاعتماد على الكهنة والعرافين والمنجمين، وكذلك النهي عن الرمل والودع والخرافات والظن والأوهام بكل صورها وأشكالها ، فقال تعالى: {أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} (66) سورة يونس

              {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى}(23) سورة النجم

              {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} (28) سورة النجم

              7- دافع الإسلام عن حرية العقل فى التفكير ، وحث الناس عليها:

              (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُوْمُوْا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوْا) سبأ: 46

              (قُلْ انْظُرُوْا مَاذَا فِيْ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) يونس: 101

              (أَفَلَمْ يَسِيْرُوْا فِيْ الأَرْضِ فَتَكُوْنَ لَهُمْ قُلُوْبٌ يَعْقِلُوْنَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُوْنَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوْبُ الَّتِيْ فِيْ الصُّدُوْرِ) الحج: 46

              بل واعتمد في إثبات العقيدة الإسلامية على الأدلة العقلية ؛ ولهذا قال علماء الإسلام: "إن العقل الصريح أساس النقل الصحيح" ، فقضية وجود الله قامت بإثبات العقل، وقضية نبوة محمد  إنما ثبتت بإثبات العقل أولاً، فالعقل هو الذي يقول: هذا رسول، قامت البينة على صدقه، ودلت المعجزات على صحة نبوته، ويقول العقل: هذا كذَّاب وهذا دجال ليس معه بينة، وليس معه معجزة، فهذا هو احترام الإسلام للعقل، وللفكر.

              لذلك قالوا بوجوب التفكير وحصول الدليل العلمي، وبأيّ مستوى للوصول إلى معرفة الله تعالى.

              وقالوا: لا يجوز معرفة الله بالتقليد، والتقليد هو قبول قول الغير من غير دليل.

              وقالوا: إنه لا تقليد في اُصول الدِّين، بل يجب تحصيل القناعة الذاتية بالإيمان بالله سبحانه، وبما جاء به محمّد ، وإن مصدر الإيمان بالرسالة الإلهيّة هو العقل.

              وقد أجمع علماء الإسلام كافّة على وجوب معرفة الله تعالى وصفاته الثبوتية والسلبية، وما يصحّ عليه، وما يمتنع عنه، والنبوّة والإمامة والمعاد، بالدليل لا بالتقليد.

              ومن هنا ظهر في الإسلام نتيجة للحرية الفكرية، الحرية العلمية، ووجدنا العلماء يختلفون، ويخطئ بعضهم بعضًا، ويرد بعضهم على بعض، ولا يجد أحد في ذلك حرجًا، وجدنا في الكتاب الواحد: المعتزلي والسني، والكشاف لإمام معتزلي وهو الزمخشري نجد أهل السنة ينتفعون به، ولا يرون حرجًا في ذلك. كل ما يمكن أن يأتي رجل من أهل السنة وعلمائهم كابن المنير يعمل حاشية عليه باسم "الانتصاف من الكشاف" أو يأتي إمام كالحافظ ابن حجر فيؤلف كتابه "الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف". وهكذا فكان العلماء ينتفع بعضهم بكتب بعض، وبآراء بعض، ونرى أيضاً اختلاف الفقهاء وسعة صدورهم في الخلاف بين بعضهم وبعض، هذا كله يدل على حرية الفكر وعلى الحرية العلمية في داخل الأمة الإسلامية.

              8- دافع الإسلام عن حرية الإعتقاد ، التى يصل إليها الإنسان بعقله ، ومنع من إكراه الناس على دين مُعيَّن:

              قال تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256) سورة البقرة

              وقال تعالى مُخاطِباً نبيّه: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} (99) سورة يونس

              {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} (118) سورة هود

              وقال سبحانه: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ* لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} (22) سورة الغاشية

              {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} (29) سورة الكهف

              ومن هذه الآيات نفهم أيضاً أن الإسلام لم ينتشر مطلقاً بالقوة ، لأنه لا دين لمن يلغى عقله، وينقاد مُتَّبعاً لغيره. وأنّ الإيمان الصادق لا يكون بالإكراه، بل بالدليل والبرهان العلمي والوعي لمضمون الرسالة ، وأنّ الإنسان هو الّذي يختار طريقه بعقله ، وهو مسئول عن هذا الإختيار ، وسيقوده اختياره إلى السعادة والنعيم ، أو إلى الكارثة والشّقاء والعذاب.

              وانطلاقاً من حرص الإسلام على العقل فقد أمر باستعمال القوّة للدفاع عن الدين الحق ، وإزالة الحواجز الّتي يضعها الطواغيت في طريق العقل ، وفي طريق الإنسان المستضعف ليفسح المجال أمام رسالة الحق ومبادئ الخير الّتي بشّر بها الله لأن تأخذ طريقها ، ليتيح لعقل الإنسان أن يختار على بيِّنة من الأمر.

              وذم فعل فرعون الذى يُجبر الناس على اعتناق دين ما ، قامت البينة بفساده وكذبه: {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} (71) سورة طـه

              9- جعل الإسلام حرية القول والنقد أكثر من كونها حرية قد يتمتع بها المسلم أو يتركها إن شاء؛ بل قد جعل القول والنقد – إذا تعلقت به مصلحة الأمة، ومصلحة الأخلاق والآداب العامة – أمرًا واجبًا. فمن واجب المسلم أن يقول الحق، ولا يخاف في الله لومة لائم، فيأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الخير، ويقول للمحسن: أحسنت، وللمسيء: أسأت. فمثل هذا ينتقل من حق إلى واجب إذا لم يوجد غيره يقوم به. أو إذا كان سكوته يترتب عليه ضرر في الأمة، أو فساد عام، حين ذاك يجب أن يقول الحق، لا يخْشَ ما يصيبه. قال الله تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (17) سورة لقمان

              10- طالب الإسلام المسلم بالتفكُّر والتدبر وطلب العلم ، وكان أول ما نزل من القرآن هو الحث على القراءة ، التى هى مفتاح العلم:

              {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ .. .. * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} (1 و3) سورة العلق

              {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد

              {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء

              وأمر سبحانه المسلم أن يسعى إلى المزيد من العلم ، بل اعتبرها من عطايا الله له ، التى ينبغى عليه أن يتضرع إلى الله لنيلها ، فقال لرسوله الكريم : {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (114) سورة طـه

              ورغب المسلم فى العلم فبيَّنَ لنا أنَّ المتعلم لا يتساوى عنده بغير المتعلم ، فقال: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (9) سورة الزمر

              وخاطب الله المؤمنين وبيَّنَ لهم أن مكانة أهل العلم عنده أعلى فى درجات الرضى والجنة ، فقال: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (11) سورة المجادلة

              ووصف العلماء بأنهم أهل خشيته: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} (28) سورة فاطر

              ورفض إيمان الجهال المتزعزع ووصفه بقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} (11) سورة الحـج

              وفي وصف القرآن لإيمان الأعراب الّذين تعاملوا مع قيم القرآن ودعوته العلمية الفذّة تعاملاً سطحيّاً يقوم على أساس الجهل نقرأ: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (14) سورة الحجرات

              وجعل الرسول  طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة: (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ) ابن ماجه

              وجعل طلب العلم كفارة لذنوب الإنسان: ‏(مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى) سنن الدارمى

              وعن أبى هريرة ، قال رسول الله : (‏مَا مِنْ رَجُلٍ يَسْلُكُ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا إِلَّا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) سنن الدارمى

              وقال : (‏مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا ‏ ‏يَلْتَمِسُ ‏ ‏فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ

              وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ

              وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ

              وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ

              إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ ‏ ‏وَافِرٍ) ابن ماجه والترمذى وأبو داود

              بل جعلها من كنوز الدنيا التى يجب أن يغبط الناس بعضهم بعضاً عليها. فقال  : (لا حَسَدَ إلاَّ فى اثنتين: رجل آتاهُ اللهُ مالاً ، فسلَّطهُ على هَلَكَتِهِ فى الحق ، ورجلٌ آتاهُ اللهُ الحِكْمَةَ ، فهو يقضِى بها ويُعلِّمُها) متفق عليه

              وجعل العلم من أنفع الأشياء لصاحبه حتى فى القبر. فقال : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفَعُ به، أو ولدٍ صالِحٍ يَدعُوا له) رواه مسلم

              واستثنى العلم من كون الدنيا وما فيها ملعوناً، وقرنه بذكر الله. فقال : (الدنيا ملعونةٌ، مَلعُونُ ما فيها، إلا ذكرَ الله تعالى، وما والاهُ، وعالماً، أو متعلِّماً) الترمذى

              بل جعل طالب العلم كالمجاهد فى سبيل الله فقال  : (مَنْ خَرَجَ فى طلبِ العِلمِ فهو فى سبيلِ اللهِ حتَّى يَرْجِعَ) الترمذى

              وجعل كتم العلم من الآثام التى يُلجم فم كاتمه بلجام من النار يوم القيامة ترغيباً فى نشر العلم ، وترهيباً من كتمه. فقال : (مَنْ سُئِلَ عن علم فَكَتَمَهُ ، أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ) أبو داود والترمذى

              وقال  : (فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ) الترمذى

              وقال  : (فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ) ابن ماجه

              حتى الجاريات لم يستثنهم الإسلام من طلب العلم. فقد حثَّ رسول الله  على تعليمهن وتربيتهن وعتقهنّ، فقال: (أيّما رجل عنده وليدة [جارية]، فعلَّمها، فأحسنَ تعليمها، وأدَّبها، فأحسنَ تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران) متفق عليه

              وبذلك حرَّرَ الإسلام العقل والنفس البشرية وحرص أن يصل بعقل المسلم ونفسه إلى ذروة التحرر من الجهل وعبودية السيطرة وذل الخضوع إلا لله تعالى وحده، كما حرره من عبودية الجمود والقيم الزائفة، ومن اتباع الهوى والشهوة والمتاع الزائل. فهو يرى أن منطلق التحرير عند الانسان هو العقل، وعندما يتحرّر العقل من الجمود والتحجّر والخرافة، ويتنوّر بالعلم والمعرفة والتربية القويمة، يكون الإنسان، قد امتلك الأداة الفعّالة لتحرير الذات، واحترامها. واحترام الذات وحفظ حقّها وحرِّيّتها ، لا يتحقّق إلاّ باحترام حقوق الآخرين وحفظ حرِّيّتهم .

              وهكذا تأتي دعوة القرآن إلى التفكّر والفهم الواعي وطلب العلم والاستزادة منه. وهذا كان حال المسلمين على مر العصور ، فجاء المأمون فوصلت به دولة العلم إلى أوج قوتها ، ويُقال إنه حمل إلى بغداد من الكتب المكتوبة بالقلم ما يُثقل مائة بعير ، وكان من شروط صلحه مع ميشيل الثالث أن يعطيه مكتبة من مكاتب الأستانة ، فوجد مما فيها من النفائس كتاب بطلميوس فى الرياضة السماوية، فأمر المأمون فى الحال بترجمته وسموه ”المجسطى“.

              وقد أخذت دول الإسلام تعتنى بديار الكتب عناية لم يسبق مثلها من دول سواها ؛ حتى كان فى القاهرة فى أوائل القرن الرابع الهجرى مكتبة تحتوى على مائة ألف مجلد ، منها ستة آلاف فى الطب والفلك لا غير. وكان فيها كرتان سماويتان: إحداهما من الفضة ، يقال إن صانعها هو بطلميوس نفسه ، وأنه أنفق فيها ثلاثة آلاف دينار، والثانية من البرونز. (من كتاب الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية)

              كما كانت تحتوى مكتبة الخلفاء فى إسبانيا على ستمائة ألف مجلد ، وكان فهرستها أربع وأربعين مجلداً. وقد حققوا أنه كان فى إسبانيا وحدها سبعون مكتبة عمومية ، وكان فى هذه المكاتب مواضع خاصة للمطالعة والنسخ والترجمة.

              ويقال إن سلطان بخارى دعا طبيباً أندلسياً ليزوره ، فأجابه أن ذلك لا يمكنه؛ لأن كتبه تحتاج إلى أربعمائة جمل لتحملها ، وهو لا يستغنى عنها كلها. وحوَّل البعض بيته إلى مكتبة عامة ، فكان يسمح لطلاب العلم بالقراءة فى بيته ، واستعارة كتبه إن أمكن ، واهتم الولاة المسلمين بإنشاء المدارس ودور العلم ، الذى أصبح نوراً يشع على العالم كله.

              والإسـتقراء التأريخي يشهد بأنّ الانسـان قد تفاعل مع الرّسالة الإسلامية وآمن بها واعتقدها بدافع العقل والقناعة، ويشهد القرن العشرون حركة الدخول في الاسلام في أفريقيا وأوربا وآسيا وأمريكا واستراليا وفي كل منطقة من العالَم ، وبشكل مُلفت للإهتمام والدراسة والتحليل ، وسيشهد القرن القادم مع ثورة المواصلات التكنولوحية تحوّلاً كبيراً في الإقبال على الإسلام، بعد فشل الحضارة المادِّيّة في حلِّ مشاكل الإنسان... لقد أسلم الملايين من الناس في هذه القارات في هذا القرن عن طريق الدعوة الفكرية والتعرّف العلمي على الإسلام. وهذا من أسباب تطاولك عزيزى البابا على الإسلام ، ورميه بما هو عليه دينك.

              بأمر الرب: تسفيه الحكماء ومنع استخدام العقل:

              قد لا يصدق قارىء ما سيقرأه، وسيأخذه العجب مما سيعرفه!! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يُحاضر البابا عن العقل والدين والعلم؟ أتركك عزيزى القارىء أولاً تقرأ ما يؤمن به البابا، لتعرف أن الكذب وتلفيق التهم للإسلام، ورميه بما عندهم هو عندهم شرط من شروط بقاء دينهم ، أو هكذا يظنون:

              إن الحكمة والعلم فى رأى رب الكتاب المقدس وفى إيمان البابا هو فى الحقيقة أمر مشين. فقد سمَّى الرب سحرة فرعون حكماء ، وقد فهم مفسرو الكتاب المقدس أن المجوس الذين جاءوا من المشرق وسجدوا ليسوع وأوحى إليهم الرب ألا يذهبوا لهيرودس كما وعدوه ، وتسبب بذلك فى مقتل كل أطفال بيت لحم دون الثانية ، أقول لقد فهم مفسرو الكتاب المقدس أنهم حكماء من الشرق ، ولم يقصد بهم وثنيى الشرق ، حتى لا تكون سبة فى جبين الرب أن يوحى إلى عُبَّاد الأوثان: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». .. .. 7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.) متى 2: 1-12

              وذلك حتى يشبهوا يسوع بموسى ، وتنطبق عليه نبوءة المسِّيِّا ، ويكون هو النبى الذى وعد الله تعالى موسى عليه السلام أنه سيكون مثله ، ولكنهم هنا بعدوا عن المنطق ، فقد أتى الحكماء لإعلان ولائهم ليسوع، بينما أتوا فى قصة موسى لمناصرة فرعون: (11فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَيْضاً الْحُكَمَاءَ وَالسَّحَرَةَ فَفَعَلَ عَرَّافُو مِصْرَ أَيْضاً بِسِحْرِهِمْ كَذَلِكَ.) خروج 7: 11

              والحكمة عند رب الكتاب المقدس وفى إيمان البابا لا تعنى غير الجهل ، لذلك اقتضت حكمته أن يُخلِّص المؤمنين بجهالة الوعظ والكرازة: (21لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ) كورنثوس الأولى 1: 21

              فأين العقل فى أن يُقدم الرب على تخليص المؤمنين بجهالة الكرازة ، بل ويستحسن ذلك؟ أليس هذا اعتراف من الرب بفشل الحكمة والعلم فى التعرف عليه والإيمان به، وبالتالى فهو يُزكِّى الجهل والجهلاء للوصول إليه؟ تخيل عزيزى البابا أن الرب لديك لا يتم الوصول إليه أو التعرف عليه إلا بجهل الكرازة ، الأمر الذى يدل على أن بولس يسب ما تؤمن به ، وما تعلمه أنت الناس!! فهل هذا ما تؤمن به بل تتفاخر به وتتعالى به على الإسلام ، وتطالب العالم أجمع باتباعه؟ هل تؤمن أن العالم كله فقد عقله ، ومازال يعيش فى عصور الظلام الكنسية للإيمان بهذا؟

              ولماذا اتخذ الرب موقفا من الحكماء والعلم عزيزى البابا؟ ولم تخبرنا عزيزى البابا عن موقف دينك الذى تؤمن به من العقل والعلم ومدى تطبيق رجال الكنيسة الكاثوليكية له؟

              حيث ينهى الرب عن استخدام الحكمة وإغلاق العقول وهذا ما يؤمن به البابا ويُفترض أنه يدعو إليه: (21وَيْلٌ لِلْحُكَمَاءِ فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ وَالْفُهَمَاءِ عِنْدَ ذَوَاتِهِمْ) إشعياء 5: 21

              ويقول: (..مُرَجِّعٌ الْحُكَمَاءَ إِلَى الْوَرَاءِ وَمُجَهِّلٌ مَعْرِفَتَهُمْ.) إشعياء 44: 25

              ويقول: (19لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ».) كورنثوس الأولى 1: 19

              ففكر عزيزى البابا: لماذا يُحارب الرب حكمة الحكماء ، وفهم الفهماء؟ ولماذا يحارب الرب العلم والعلماء بتزكية الجهل والجهلاء؟

              الرب يختار الجُهَّال ليخزى الحكماء وعلمهم: (27بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ .. ..) كورنثوس الأولى 1: 27

              يقول الرب: (19لأَنَّ حِكْمَةَ هَذَا الْعَالَمِ هِيَ جَهَالَةٌ عِنْدَ اللهِ .. ..) كورنثوس الأولى 3: 19 ، ألا تشعر أن الرب قد حقر كل علم ، وكل حكمة فى هذا العالم بهذه الجملة؟

              الرب يُسفِّه أفكار الحكماء: (20وَأَيْضاً: «الرَّبُّ يَعْلَمُ أَفْكَارَ الْحُكَمَاءِ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ».) كورنثوس الأولى 3: 20 ، فإلى من يَكِلُنا؟ وممن نسمع ونتعلم؟ وإذا كا رجال الدين هم حكماء الأمة ، فهل يأمر الرب بذلك ألا نطيعهم؟ وإذا كان الأنبياء هم أصحاب العلم السماوى ، فلماذا يمنعنا الرب من السماع إليهم والإقتداء بهم؟

              يقول الرب: (فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ ..) متى 10: 16 ، فهل أوتيت الحيات حكمة؟ وما هى الحكمة التى يراها العلم فى الحيات؟ وهل الدعوة تقوم على الخداع؟

              يقول الرب: (25فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ يَسُوعُ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ.) متى 11: 25

              فهل يَكِلُنا الرب بذلك إلى الأطفال لنتعلم منهم ، ونترك الحكماء وأهل العلم لأنهم جهلاء حيث أخفى الرب عنهم الحكمة وأعلنها للأطفال؟ ولماذا لم يتولى طفل من الأطفال قيادة الأمة النصرانية بعد رفع عيسى عليه السلام لو كان هو قائل هذه العبارة؟ ألا يدل ذلك على أن التلاميذ ومن تبعهم مبتدعون فى الدين وليسوا متبعين لأوامر سيدهم؟

              وألا يدل ذلك على أن من تبع التلاميذ واقتدى بهم قد ضلوا لأنهم اتبعوا الجهلاء وتركوا الأطفال الحكماء ، وما آتاهم الله من حكمة؟

              الكنيسة بين الجهل والجهلاء:

              وصف بولس حكماء العالم بالجهل وأن جهَّال العالم أعلم منهم: (27بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ) كورنثوس الأولى 1: 27 ،

              وطالب أتباعه أن يصيروا أغبياء ، لأن فى غبائهم الحكمة. فقال: (إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ حَكِيمٌ بَيْنَكُمْ فِي هَذَا الدَّهْرِ فَلْيَصِرْ جَاهِلاً لِكَيْ يَصِيرَ حَكِيماً! 19لأَنَّ حِكْمَةَ هَذَا الْعَالَمِ هِيَ جَهَالَةٌ عِنْدَ اللهِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «الآخِذُ الْحُكَمَاءَ بِمَكْرِهِمْ». 20وَأَيْضاً: «الرَّبُّ يَعْلَمُ أَفْكَارَ الْحُكَمَاءِ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ».) كورنثوس الأولى 3: 18-20

              ولكى يمرر عقيدته التى ناقد فيها تعاليم موسى وعيسى والناموس طالبهم بعدم الجدال. فقال: (14اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ) فيليبى 2: 14

              ونتيجة للسلطة المطلقة التى أُتيحت للكنيسة ـ فى العصور الوسطى ـ فقد رأت أن أى مصدر من مصادر العلوم والمعرفة ، لا بد أن يكون صادراً عنها ، وأن أى رأى يُخالِف رأيها فهو باطل يجب مقاومته بكل ما يُستطاع.

              لهذا فقد أخذت تراقب المطبوعات (وحُتِّمَ على كل مؤلف وكل طابع أن يعرض مؤلفه أو ما يريد طبعه على القسيس أو المجلس الذى عُيِّنَ للمراقبة ، وصدرت أحكام المجمع المقدس بحرمان من يطبع شيئاً لم يُعرَض على المراقب أو ينشر شيئاً لم يأذن المراقب بنشره ، وأوعز إلى هذا المراقب أن يدقق النظر حتى لا ينشر ما فيه شىء يومىء إلى مخالفة العقيدة الكاثوليكية.)

              وإلى جانب ذلك فقد زعم رجال الكنيسة أن الكتب المقدسة تحتوى على كل ما يحتاج إليه البشر من علوم الدين والدنيا ، وعلى الإنسان المؤمن أن يُصدِّق كل ما فيه أولاً ، ثم يجتهد ثانيا فى حمل نفسه على فهمه وتأويل فهمه ليصل إلى النتائج التى أتى بها الكتاب المقدس مهما عارض ذلك العقل أو خالف شاهد الحس ، كما صرَّحَ بذلك ترتوليان.

              بالإضافة إلى ذلك فقد احتجزت الكنيسة لنفسها حق فهم وتفسير الكتاب المقدس ، وحظَّرت على أى عقل ـ خارج جهازها الكهنوتى ـ أن يحاول فهمه أو تفسيره أو مناقشة أى مسألة فيه ، ومثال ذلك "مسألة العشاء الربانى" التى لا يستسيغها العقل ، حيث فرضتها الكنيسة على الناس ، وحذَّرت عليهم مناقشتها ، وإلا عرضوا أنفسهم للطرد والحرمان ، ناهيك عن محاكم التفتيش.

              فعلى سبيل المثال عندما انتشرت فكرة كروية الأرض ، هاجمها رجال الكنيسة هجوماً عنيفاً ، وبرر القديس أوغسطين نقضه لهذه النظرية بقوله: (إن التبشير بالإنجيل طالما لم يصل إلى الجهة المقابلة من الأرض ، فلا يمكن أن يكون هناك من السلالة البشرية أثر ما.)

              كما هاجم (برو كوبيوس الغزى) كل من يقول بوجود بشر فى الجهة المقابلة للأرض ، مستنداً إلى أنه (إذا كان على الجهة المقابلة فى الأرض أناس ، لوجب أن يذهب المسيح إليهم ، وأن يقضى صلباً فى سبيل خلاصهم مرة ثانية).

              وتساءل معلم الكنيسة لاكتانتيوس مستنكراً: (هل هذا معقول؟ أيعقل أن يُجَن الناس إلى هذا الحد ، فيدخل فى عقولهم أن البلدان والأشجار تتدلى من الجانب الآخر من الأرض، وأن أقدام الناس تعلو رؤوسهم؟)

              لقد كانت الأرض بالنسبة إلى بعض الناس منهم تلاً تدور الشمس حوله ما بين الشروق والغروب ، وبالنسبة إلى الآخرين مسطحاً تحيط به المحيطات.

              ورأت الكنيسة أن الأمر لن يُحل إلا باستخدام القوة ، فأنشأت محاكم التفتيش: ففى سنة 1316 م أفلت الطبيب (بطرس ألبانو) من أيدى محكمة التفتيش حيث أدركته الوفاة قبل أن تمتد يدها إليه ، جزاء ما روَّجَ إليه من مذهب الأنتيبود (وجود بشر يقطنون فى الجهة الأخرى من الأرض) وغيره من مذاهب العلم.

              وفى سنة 1327 م طردت الكنيسة العالم الفلكى (شيكودا سكولى) ثم أحرقته حيا فى فلورنسا ، وكان أستاذاً بجامعة كولونيا ، لأنه عَلَّم مذهب الأنتيبود وغيره من حقائق العلم.

              ولاذ آخرون بالصمت خوفاً من عقاب الكنيسة لهم ، مثل:

              آبيان الذى كان أستاذاً فى جامعة أنجلو ستاد فى عصر شارل الخامس.

              وريتيكوس الذى كان أستاذاً فى ويتنبرج.

              كما قامت حملة عنيفة ضد (جاليليو) لأنه اكتشف بمنظاره أن هناك سيَّارات أخرى تزيد عن السبعة التى ذكرها سفر رؤيا يوحنا اللاهوتى بقوله: (19فَاكْتُبْ مَا رَأَيْتَ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ، وَمَا هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ هَذَا. 20سِرُّ السَّبْعَةِ الْكَوَاكِبِ الَّتِي رَأَيْتَ عَلَى يَمِينِي، وَالسَّبْعِ الْمَنَايِرِ الذَّهَبِيَّةِ: السَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ هِيَ مَلاَئِكَةُ السَّبْعِ الْكَنَائِسِ، وَالْمَنَايِرُ السَّبْعُ الَّتِي رَأَيْتَهَا هِيَ السَّبْعُ الْكَنَائِسِ»)رؤيا يوحنا 1: 19-20

              واتهمت الكنيسة هذا الفكر وصاحبه بالكفر والإلحاد ، وعللت رأيها المناهض لهذه النظرية قائلة: إن حكمة الله تقتضى أن لا يخلق شيئاً عبثاً، وتبعا لكلام جاليليو، فلا بد من وجود بشر يقطنون هذه السيارات ، فكيف يمكن لأهلها أن يكونوا قد تناسلوا من آدم؟ وكيف خرجوا من سفينة نوح (يقول الكتاب المقدس إن الطوفان امتد لكل الأرض، فغرق كل من عليها)؟ وكيف نعتقد أن المسيح منقذ النوع الإنسانى قد كفر عنهم؟

              أما بالنسبة للمدارس ، فقد كانت الكنيسة هى التى تشرف عليها ، وترسم سياستها التعليمية ، مما طبع الثقافة بطابع لاهوتى ، فمثلاً المدارس التى أمر (شارلمان) سنة 789 م بتعميمها فى الأديرة والكاتدرائيات ، كان التعليم فيها يقتصر على الترانيم والموسيقى الدينية.

              أما بالنسبة لتعليم النساء، فقد ذكر بطرس البستانى أنه كان فى غاية الإنحطاط، حيث لم

              يكن لهنَّ مدارس ـ إلا ما ندر وفى المدن الكبيرة فقط ـ وكن يتعلمن القراءة فقط وكانت بعض الأديرة تعلم النساء تلاوة الصلاة ، وصناعة التطريز وغيرها من أعمال الأديرة.

              ولم يقتصر الأمر على هذا الحد من منع العلم ونشر الجهل ، بل اعتبرت الكنيسة بعض الهرطقات والخرافات من العلوم العقلية بمثابة النصوص المقدسة التى يجب على الكل اتباعها والإيمان بها.

              نذكر فى علم الجغرافيا: الراهب (قوزماس إنديكوبليوستيس) الذى وضع نظاماً خرافياً عن الكون والأرض ، واستطاع أن يقنع به الكنيسة. وكان مما قاله (نقلا عن موقف الإسلام والكنيسة من العلم ص 132 وما بعدها): (إن الأرض عبارة عن معين منبسط تحيط به أربعة بحار!) ولم يقتصر الأمر على ذلك بل حدد مساحتها فقال: (ويبلغ ـ معين الأرض ـ أربعمائة يوم سفراً طولاً ، ومائتى يوم عرضاً!)

              أما بالنسبة لكيفية وضع السماء فقال: (وفى حدود هذه البحار الأربعة الخارجية تقوم جدران عظيمة القدر ، هائلة الحجم ، تحوى كل ذلك البناء الكبير ، وتحمل من فوقها تلك القبة السماوية ، وقد ثبتت أطرافها إلى أعلى الجدران بمادة فيها صفة الإلتصاق.)

              كما علل ظاهرة غروب الشمس بقوله: (إن عند طرف الأرض الشمالى يقع جبل عظيم، خلفه يكون مقر الشمس أثناء الليل!)

              ولم يكتفى بهذه الهرطقة ، بل صبغ عليها المسحة الإلهية ، واعتبرها من وحى الله فقال: (إنه ليس موسى والأنبياء وحدهم ، بل الملائكة والحواريين أيضاً متفقون على أن ما فى هذا مذهبه ، وأن الله فى اليوم الآخر سوف ينزل غضبه على كل من لم يُسلِّم به أو يتشكك فيه).

              وقبلت أراء قوزماس فى العالم المسيحى على أنها وحى مقدس أنزل على قلبه! بل إن كثيرا من رجال الكنيسة توسعوا فى شرح نظرياته ، وظل الاعتقاد بها سارياً حتى نهاية القرون الوسطى.

              أما بالنسبة لطبيعة الرياح ، وكيفية هبوبها ، فقد ظهرت رموزها على الخرائط الجغرافية فى صورة أدمغة عظيمة الحجم منتفخة الوجنات ترسلها فى اتجاه أورشليم!

              كما أنهم عللوا احمرار الشمس عند الغروب نتيجة مواجهتها لجهنم ، حيث حدد بعض رجال الكنيسة ، ومن بينهم (دانتى) موقع جهنم فقال: (إنها تقع عرض المحيط الأطلنطى ، وعلى مسافة غير معروفة من شاطىء أوربا.)

              وبالنسبة لنشأة الضفادع والهوام والبعوض فقد قال القديس (باسيل الكبير) الذى عاش فى القرن الرابع الميلادى: (قدخُصَّت المياه بقوة انتاجية ، وأنه من الطمى والطين اللازب نشأت الضفادع والهوام والبعوض.)

              تبنى هذا الرأى كذلك القديس (أوغسطين) ، حيث قال: (إن مواد ما قد خصَّها الله بقوة تستطيع أن توجد صوراً خاصة من الحيوانات والنباتات.)

              وفى القرن السابع للميلاد ظهر قديس اسمه (ايزيدور الأشبيلى) اهتم بقضية الخلق ، وسجَّل أفكاره ، والتى استعان فيها بآراء القديس (باسيل) و(أوغسطين) فى مؤلفه المسمَّى (الإنسيكلوبيدى الكبير)، تعرض فيه لنشأة بعض الحيوانات وكيف تُخلَق، وكان مما قاله: (إن النحل إنما يحدث من لحم الثور المنحل ، والخنافس من لحم الحصان ، والجراد من البغال ، والعقارب من السراطين.)

              والعجيب أن هذا الكتاب ظل مرجعاً أساسياً لطلاب العلم فى خصائص الحيوانات وحقيقة الطبيعة لأجيال طويلة.

              ولم يقتص الأمر على ذلك ، بل تطرق رجال الكنيسة إلى وصف بعض المخلوقات ، وما تقوم به من أفعال ، فهذا (نيدر) عضو محكمة التفتيش يصف فى كتابه المسمى (تل النمل) خصائص بعض المخلوقات ، ومما قاله عن نمل (أثيوبيا): (إن له قروناً ، وإنه ينمو حتى يصير فى حجم الكلب!)

              وقالوا عن الثعابين: (إنها تلقى سمها بعيداً قبل أن ترد الماء.)

              ومما قالوه عن السبع: (إنه لكى يضلل من يقوم بمطاردته ، فإنه يمحو بطرف ذنبه آثاره.)

              ولعل أكثر من تطرق إلى خصائص الحيوانات وطباعها (بارثولوميو) فى كتابه المسمى (خصائص الأشياء)، حيث ذكر فيه خصائص بعض الحيوانات ، وما تقوم به من أفعال ، ومما قاله عن التمساح: (أنه إذا عثر على إنسان على حافة المياه فإنه يقتله ، ثم يبكى عليه ، ثم يأكله!

              وقال عن التنين: (بأنه أعظم الأفاعى ، ويطير فى الجو فيحرك الهواء! وإذا دخل الماء ، فإن البحر يهيج ويطغى .. .. إلى غير ذلك من الأوصاف.)

              بالإضافة إلى ما ذُكِرَ ، فقد علل بعض رجال الكنيسة سبب وجود الحيوانات الضارة نتيجة لأخطاء الإنسان ، حيث ذكر ذلك (بطرس لومبارد) فى كتابه المسمى (الجمل) فقال: (إنما أصبحت الحيوانات مضرة مؤذية ، لتزعج الإنسان وتعاقبه على رذائله! ولتحضه على الفضيلة وتكملها فى نفسه ، لقد خلقت العجماوات غير مؤذية ، فلما أن وقعت المعصية ، انقلبت مضرة أبلغ الضرر!)

              وفى مجال الطب: لقد اختلط الطب عندهم فى أوروبا فى العصور الوسطى بالتعاويذ الدينية والتنجيم ، ولم يعرفوا علم التشريح ، فضلاً عن البساطة والسذاجة فى ممارسة المهنة التى كان يقوم بها الرهبان.

              وعلى الرغم من ذلك فقد أخذت الكنيسة تعارض اشتغال الرهبان والراهبات فى تلك المهنة ، وذلك لكى يتفرغوا للقضايا الروحية!

              وعلاوة على ذلك فقد كانت الكنيسة تقوم بعزل المرضى بصورة وحشية ، فقد كان المريض بداء الجذام يمنح قداسا من قِبَلِ الكنيسة ، كان يذهب بمقتضاه إلى حفرة فى فسحة الكنيسة ، وبقذفه الكاهن بالتراب ثلاث مرات ، ثم يُنفَى إلى بقاع نائية مُخصَّصة لمرضى البرص!

              كما علل أحد أساتذة جامعة (مونبليه) سنة 1348 م أن أسباب انتشار مرض الطاعون ناتج عن نظر المريض! لهذا فقد نصح الطبيب أو الكاهن أن يطلبا من المريض اغماض عينيه أو وضع خرقة عليها قبل أن يَعْمَد إلى معاينته!

              ويحكى لنا الأمير أسامة بن منقذ (1095 - 1188)، ابن أخت حاكم قلعى شيزر نادرة من نوادر علاج الغرب للأمراض فيقول: (ومن عجيب طبهم أن صاحب المنيطرة كتب إلى عمى يطلب منه إنفاد طبيب يداوى مرضى من أصحابه. فأرسل إليه طبيباً نصرانياً يقال له ثابت. فما غاب عشرة أيام حتى عاد فقلنا له: ما أسرع ما داويت المرضى! قال: إنهم أحضروا عندى فارساً قد طلعت فى رجله دمَّلة ، وامرأة قد لحقها نشاف. فعملتُ لُبَيْخَة ففتحت الدملة وصلحت. وحميت المرأة ورطبت مزاجها. فجاءهم طبيب إفرنجى فقال لهم: هذا ما يعرف شيئاً يداويهم ؛ وقال للفارس: أيُّما أحب إليك: تعيش برجل واحدة أم تموت برجلين؟ قال أعيش برجل واحدة. قال احضروا لى فارساً قوياً وفأساً قاطعة ؛ فحضر الفارس والفأس ، وأنا حاضر ، فحطَّ ساقه على قرمة خشب وقال للفارس: اضرب رجله بالفأس ضربة واحدة! اقطعها! فضربه ، وأنا أراه ، ضربة

              واحدة ما انقطعت. ضربه ضربة ثانية فسال مخ الساق ، ومات الرجل من ساعته.

              وأبصر المرأة فقال: هذه امرأة فى رأسها شيطان قد عشقها ، احلقوا شعرها. فحلقوه. وعادت تأكل من مآكلهم الثوم والخردل. فزاد بها النشاف ، فقال: الشيطان قد دخل فى رأسها. فأخذ الموسى وشقَّ رأسها صليباً وسلخَ وسطه ، حتى ظهر عظام الرأس ، وحكه بالملح ، فماتت فى وقتها. فقلت لهم: بقى لكم إلىَّ حاجة؟ قالوا: لا. فجئت وقد تعلمت من طبِّهم ما لم أكن أعرفه.)

              ونادرة أخرى حدثت للأمير (ديدو الثانى فون روشيليتز وغويز) الذى كان يشكو قِصَراً فى نفسه ، وسمنة فى بدنه ، وذهب إلى الطبيب ليستشيره إذا كانت السمنة هذه ستزعجه وتتعبه فى الرحلة التى ينوى القيام بها بصحبة الإمبراطور هاينريش السادس إلى (أبولين) الإيطالية. فتناول الطبيب موساً حادة شقَّ بها بطن الأمير الصغير المسكين ببساطة ، فنزع الشحم الزائد منه ، وانتزع روحه معه كذلك.

              وفى أثناء رحلة الأمير أسامة بن منقذ من عكا إلى بحيرة طبرية حكى له السيد فيلهلم فون بورن كما سمعها رفاقه فى السفر هذه الأقصوصة: (كان عندنا فى بلادنا فارس كبير القدر ، فمرض وأشرف على الموت. فجئنا إلى قسٍ كبير من قسوسنا وقلنا: تجىء معنا حتى تبصر الفارس فلان؟ قال: نعم. ومشى معنا ونحن نتحقق أنه إذا حطَّ يده عليه عوفى. فلما رآه ، قال: اعطونى شمعاً! فأحضرنا له قليل من الشمع ، فليَّنه وعمله مثل عُقَد الإصبع. وعمل كل واحدة فى جانب أنفه ، فمات الفارس. فقلنا له: قد مات ، قال: نعم ، كان يتعذَّب ، سددت أنفه حتى يموت ويستريح.)

              هكذا كان العلاج عندهم: أيد توضع ، وشيطان يطرد ، وصلاة تقام .. .. وحفر يُرمى فيها المريض ويقذف عليه التراب .. تلك كانت الوسائل المفضَّلة فى المعالجة التى حاول بها أطباء اوروبا ـ عن طريق مسوح الكهنوت والرهبان ـ إنقاذ الإنسانية المريضة ، وتخليصها من براثن الداء والألم.

              عملاً بما نسبوه للسيد المسيح أنه قاله لتلاميذه ، ثم سحبوا الكلام على كل طاقم رجال الكهنوت: (8اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّاناً أَخَذْتُمْ مَجَّاناً أَعْطُوا.) متى 10: 8

              أما فى علم الكيمياء: فقد كانت الكنيسة تقوم بحملة عنيفة على بعض الذين أوتوا نصيباً من العلم فيها ، فهذا (لينيوس) استطاع أن يتوصل إلى معرفة سبب احمرار المياه ، ومما قاله: (إن احمرار المياه راجع إلى تكاثر نوع من الجوينيات فيه).

              ولما علم رجال الكنيسة بأقواله جاهروه العداء ، وأوَّلوا هذه الظاهرة بأنها خارقة من الخوارق الربانية ، تحدث عند غضب الله! ونتيجة لحملة العداء التى قامت بها الكنيسة اضطر (لينيوس) إلى التراجع عن رأيه.

              أما فى مجال العلوم الرياضية والفلك ، فقد كانت دراسة الحساب والهندسة والفلك تسير فى غاية البداوة ، واستمرت على هذا الحال حتى أوائل القرن الثانى عشر.

              فمثلاً الحساب كان يتم بطريقة بدائية للغاية ، حيث كان يتم بطريقة رسم خطوط طولية على الألواح ، ثم توضع الأرقام فى الخانات ، وفى هذه الخانات كانوا يضعون قطعاً صغيرة من الحجر أو الزجاج أو المعدن ، وبواسطتها استطاعوا أن يجروا عمليات الجمع والطرح. (كما تقول الدكتورة زيجريد هونكه)

              هذه هى الأفكار والنظريات التى كانت الكنيسة تفرضها على الناس وتحاكم ، وتعاقب ، بل وتعذِّب كل من يخالفها أو يبين زيفها وبطلانها ، وكان ذلك فى كل العلوم التى يقبلها العقل السوى.

              أما علم الفلك فقد حاربوا أفكار (كوبرنيكوس) و (جاليليو) وفرضوا على طلاب العلم بعض الآراء التى تهدف إلى دحض أراء (كوبرنيكوس) وبيان أنها مناقضة للنصوص المقدسة ، ومن ذلك ما قام به الكاهن (هسل) حيث وضع لطلاب العلم مختصراً فى علم الفلك أسماه: (الرجوع إلى الأصل الموسوى فى أصل الكون).

              وقضى هذا التفكير الضيق على كل موهبة ، وعاق كل بحث علمى ، وأجبر كل المفكرين الذين لا تتفق أعمالهم ومعتقدات الكنيسة هذه على إنكار ما قالوه من النظريات العلمية ، وإلا كان مصيرهم الحرق العلنى بالنار ، لكفرهم وخروجهم على المعتقدات الإلهية.

              أما ما فعلته الكنيسة فى كل من خالف جهلها ، وأتى بعلم يبين أخطاء الكتاب المقدس ، ويثبت أنه بهذا ليس من وحى الله ، فقد قامت قيامة الكنيسة ولم تقعد ، وقام رجالها بهجمة وحشية عليهم ، وكفروهم ، واستحلوا دماءهم ، وأنشأوا لهم محاكم التفتيش: فقد حكمت محكمة التفتيش فى مدة لا تزيد على 18 عاماً (1481 - 1499) على 10220 شخصاً بأن يُحرَقوا وهم أحياء ، فأحرقوهم! وعلى 6860 بالشنق ، فشنقوا ، وعلى 97023 شخصاً بعقوبات مختلفة ، فنفذت.

              وينقل الدكتور توفيق الطويل قول المؤرخ (لورنتى) الذى أتيح له البحث بمطلق الحرية فى أرشيفات محكمة التفتيش الإسبانية فيقول: (إن المحكمة وحدها قدمت إلى النار أكثر من 31000 نفس ، وأصلت أكثر من 290000 بعقوبات أخرى تلى الإعدام فى صرامتها ، وهذا الرقم لا يشمل الذين أودت بحياتهم فروع هذه المحكمة الإسبانية فى مكسيكو ، وليما بأمريكا الجنوبية ، وقرطاجة ، وجزر الهند الغربية ، وصقلية ، وسردينيا ، وأوران ، ومالطة)

              ومن هؤلاء العلماء:

              جاليليو: الذى عوقب فى سنة 1615 م ووقف أمام محكمة التفتيش فى روما وصدر الحكم بسجنه ، وهنا عُذِّبَ عذاباً شديداً، مما اضطره إلى التراجع عن آرائه، وأُقسِرَ أخيراً على أن يُعلِن وهو جاث على ركبتيه أمام البابا (أوربان الثامن) الاعتراف الآتى: (أنا جاليليو، وفى السبعين من عمرى، سجين جاث على ركبتى، وبحضور فخامتك ، وأمامى الكتاب المقدس ، الذى ألمسه الآن بيدى ، أعلن أنى لا أشايع ، بل ألعن وأحتقر خطأ القول وهرطقة الاعتقاد بأن الأرض تدور!)

              وكوبرنيكوس: الذى نفد من قبضة زبانية الكنيسة بموته ، إلا أنها صادرت كتبه وأحرقتها ، وحرم على أتباع الكنيسة الاطلاع عليها.

              وبافون: الذى ظهر فى القرن الخامس عشر واشتغل بالتاريخ الطبيعى ، وتحت التعذيب تراجع واعتذر علناً ونشر اعتذاره على الناس وتبرأ من كتبه وأفكاره قائلاً: (أعلن إقلاعى عن كل ما جاء فى كتابى خاصاً بتكوين الأرض ، وجملة عن كل ما جاء به مخالفاً لقصة موسى.)

              ونيوتن: الذى تبنى نظرية الجاذبية الأرضية ، فقد عوقب من قبل الكنيسة لأن هذا القول معناه ـ من وجهة نظر الكنيسة ـ انتزاع قوة التأثير من الله وتحولها إلى قوة مادية.

              وجيور دانو برونو: قامت الكنيسة بإحراقه حياً ، ثم ذرت بقاياه الترابية مع الريح!

              وتراجع الكثير من العلماء عن البحث أو تأييد أبحاث غيرهم خوفاً على حياتهم أمثال:

              آبيان: الذى كان معلما فى علم الفلك ، وكان يُدرِّس فى جامعة (أنجلوستاد) ، فلم يستطع تأييد آراء كوبرنيكوس.

              وكذلك رينولد الذى لم يستطع تأييد آراء كوبرنيكوس ، بل كان يدافع عن آراء الكنيسة الفاسدة ويلقنها للطلبة.

              وكذلك كان ريتيكوس الذى كان استاذاً فى (ويتنبرج) فقد آثر الصمت تجاه بعض الحقائق العلمية خشية الإصطدام مع الكنيسة.

              وكذلك كان ديكارت الذى تبنى المنهج التجريبى من أجل الوصول للمعرفة.

              ولا يمكنك أن تقول إن هؤلاء قوم ضلوا فأضلوا! إنهم استندوا للكتاب المقدس فى كل أفعالهم ، فى رفضهم العلوم الفلكية ، والجغرافية ، والطبيعية ، وفى كل الإتجاهات العلمية ، الأمر الذى يؤكد اليوم بعد اعتراف العلم بهذه النظريات أن هذا الكلام الذى استندوا إليه فى الكتاب المقدس ليس من وحى الله.

              فما وصلت إليه الكنيسة وكهنتها فى المجال الدينى ، لم يكن عاملاً منقذاً للحضارة ، بل كان عائقاً لها. لقد كانت أمامهم الفرصة ، تماماً كالعرب ، بل إن فرصتهم كانت أكبر فى أن يأخذوا التراث العظيم ، ويتطوروا به ويرتقوا ، كما فعلوا من بعد.

              وظل الفكر الإغريقى بالنسبة لهم غريباً على الدوام. فحوالى عام 300 م علل أسقف قيصرية أويزيبيوس ذلك المسلك لعلماء الطبيعة من الأسكندرية ، قائلاً: (إن موقفنا هذا ليس جهلاً بالأشياء التى تعطونها أنتم كل هذه القيمة ، وإنما لاحتقارنا لهذه الأعمال التى لا فائدة منها. لهذا فإننا نشغل أنفسنا بالتفكير فيما هو أجدى وأنفع).

              وظل هذا التفكير العقيم سائداً لا يتغير ، فيتحدث بمثل هذا فى القرن الثالث عشر القديس توما الأكوينى فيقول: (إن المعرفة القليلة لأمور سامية أجل قدراً من معرفة كبيرة موضوعها أمور حقيرة).

              ولقد بدت للسادة المهيمنين على الأمور ضرورة تحريم الكتب التى تهتم بالأمور الحقيرة الدنيوية على المتعلمين ورجال الدين. ففى عام 1206 م نبه مجمع رؤساء الكنائس المنعقد فى باريس رجال الدين بشدة إلى عدم قراءة كتب العلوم الطبيعية، واعتبر ذلك خطيئة لا تُغتَفَر.

              كل هذا على الرغم من أن المرأة كانت تسأل عيسى عليه السلام ، وكانت تحضر معه الإحتفالات ، وكانت معه قبل العشاء الأخير ، إلا أنك ترى بولس فى رسائله قد أنزلها منزلة حقيرة ، فمن ناحية العلم ليس لها أن تسأل داخل الكنيسة ، حتى لو لم يحضر زوجها ، وحتى لو لم تفهم ، وحتى لو لم يوضح ويفصح المتكلم. أو لو كان زوجها غبياً أو لم يتابع الحديث.

              ولو أردنا دليلاً آخر على مدى الهوة العميقة التى كانت تفصل الشرق عن الغرب، لكفانا أن نسبة 95% على الأقل من سكان الغرب فى القرون من التاسع إلى الثانى عشر ، كانوا لا يستطيعون القراءة والكتابة.

              بينما كان شارل الأكبر يجهد نفسه فى شيخوخته لتعلم القراءة والكتابة ، وبينما أمراء الغرب يعترفون بعجزهم عن الكتابة والقراءة ، وفى الأديرة يندر بين الكهنة من يستطيع مسك القلم ، لدرجة أنه عام 1291م لم يكن فى دير جالينوس من الكهنة والرهبان من يستطيع حل الخط.

              بينما كان هذا كله يحدث فى الغرب ، كان آلاف مؤلفة من المدارس فى القرى والمدن تستقبل ملايين البنين والبنات ، وكان الدافع إلى كل هذا هو رغبتهم الصادقة فى أن يكونوا مسلمين حقاً ، كما يجب أن يكون المسلم، ولم يجبرهم أحد على ذلك، بل اندفعوا إليه عن رغبة وإيمان ، لأن من واجب كل مسلم أن يقرأ القرآن، ويتدبر آياته، ويعمل بها ، فعليه الوقوف على أسباب غضب الله على الأمم السابقة وتجنبه، وعليه البحث عن العلم أينما كان ، والإستفادة منه.

              ولم يجد الناس للكتاب المقدس سبيلا ، إذا استثنينا الكهنة ورجال الدين ، فهم وحدهم يستطيعون قراءته وفهم لغته. ومنذ عام 800 م لم يعد الشعب يفهم المواعظ الملقاة باللاتينية، حتى إن مجلس رؤساء الكنائس المنعقد فى مدينة تور أوصى بوعظ الناس باللغة التى يتكلمون بها. ولم تكن هناك حاجة تدعو الشعب فى تلك العصور إلى تعلم اللاتينية ، بل لم تكن هناك أية رغبة فى تعليم الشعب أو تثقيفه.

              ولم تكن المساجد لتدريس علوم القرآن فقط ، بل كان التلاميذ يتعلمون فيها إضافة إلى القرآن قواعد اللغة والديانة والخطابة والأدب والتاريخ والجغرافيا والمنطق والفلك والرياضة. وبذلك لم تكن المساجد مجرد أماكن تؤدى فيها الصلوات فحسب ، بل أصبحت منبراً للعلوم والمعارف ، يتساوى فى ذلك الولد مثل البنت.

              وكان من نتيجة هذا الجهل الذى ضربته الكنيسة على أتباعها:

              أحرقت مكتبة الأسكندرية التى كانت تحتوى على كتب البطالسة والمصريين القدماء على عهد يوليوس قيصر ، وكانت قسمين أحدهما مكتبة البروخيوم وتحتوى على 400 ألف مجلد ، والأخرى السرابيوم وتضم 200 ألف مجلد.

              انتحل بطريرك الإسكندرية أدنى الأسباب لإثارة ثورة فى المدينة لإتلاف ما بقى فى مكتبة البطالسة بعضه بالإحراق وبعضه بالتبديد ، ولقد قال أوروسيوس المؤرخ إنه رأى أدراج المكتبة خالية من الكتب ، بعد أن نال تيوفيل الأمر الإمبراطورى من قيصر الرومان بإتلافها بنحو عشرين سنة.

              جاء بعد تيوفيل ابن أخته سيريل بطريركاً على الإسكندرية ، وكان خطيباً مفوَّهاً ، له على الشعب سلطان بفصاحته ، وكان فى الإسكندرية فتاة تسمى هيباتى الرياضية ، تشتغل بالعلوم والفلسفة ، وكان يجتمع إليها كثير من أهل النظر فى العلوم الرياضية ، وكان لا يخلو مجلسها من البحث فى الفلسفة ، فلم يحتمل سيريل السماع بها وبعلومها ، مع أن الفتاة لم تكن مسيحية ، بل كانت على دين آبائها المصريين القدماء ، فأخذ يثير الشعب عليها حتى قعدوا لها وقبضوا عليها فى الطريق سائرة إلى دار ندوتها. فقبضوا عليها وفعلوا بها الآتى:

              أولاً : جردوها من ملابسها كلية.

              ثانياً : أخذوها إلى كنيسة الإسكندرية مكشوفة العورة.

              ثالثاً : قتلوها فى مقر الكنيسة.

              رابعاً : قطعوا جسمها تقطيعاً.

              خامساً : ثم فصلوا اللحم عن العظم.

              سادساً : ألقوا ما بقى منها فى النار.

              ويقول مؤرخ هذه القصة وراويها: ولم تسأل الدولة القديس سيريل بطريرك الإسكندرية عما صنع بالفتاة هيباتى ، ولم تنظر الحكومة الرومانية فيما وقع عليها.

              حرق العلماء وكتبهم إذا تعارض علمهم مع جهل الكنيسة ورجالها ، فقد كانت الكنيسة تصف السبب العلمى لقوس قزح بأنه قوساً حربياً بيد الرب ينتقم بها من عباده إذا أراد ، فأثبت العالم دى رومنيس أن هذا القوس هو من إنعكاس ضوء الشمس فى نقطة الماء ، فقبض عليه وأحضروه إلى روما ، وحُبِسَ حتى مات ، ثم حوكمت جثته وكتبه فحكم عليها وألقيت فى النار. فلك أن تتخيل أن دعاة الرب محبة ، ودعاة أحبوا أعداءكم يقومون بإحراق جثة عالم مات! ولم يسألهم أحد البتة: هل التمثيل بالجثث يُدرج تحت باب محبة الأعداء؟

              بعد انحسار الإسلام عن بلاد الأندلس فى إسبانيا ، قام الكاردينال اكسيهنيس بإحراق ثمانية آلاف كتاب عربى مخطوطة فى غرناطة ، فيها كثير من ترجمة الكتب المعول عليها عند علماء أوروبا وقتئذ.

              كان تعلم المرأة سبة تشمئز منها النساء قبل الرجال ، فلما كانت اليصابات بلاكويل تتعلم فى جامعة جنيف سنة 1849 ـ وهى أول طبيبة فى العالم الغربى ـ كانت النسوة المقيمات معها يقاطعنها ، ويأبين أن يكلمنها ، ويزوين ذيولهن من طريقها احتقاراً لها ، كأنهن متحرزات من نجاسة يتَّقين مساسها. ولما اجتهد بعضهم فى إقامة معهد يعلم النساء الطب بمدينة فلادلفيا الأمريكية ، أعلنت الجماعة الطبية بالمدينة أنها تصادر كل طبيب يقبل التعليم بذلك المعهد ، وتصادر كل من يستشير أولئك الطبيبات .. ) (نقلا عن المرأة فى القرآن ، لعباس العقاد ص 112)

              هل البابا هو المسيح الدجَّال؟

              يقول العميد مهندس جمال الدين شرقاوى فى رائعته (يسوع النصرانى مسيح بولس) ص40-41: من بعد القرن الأول وحتى الآن: وهنا نجد أن يوحنا قد استخدم تعبير (spirit of antichrist) أى "روح ضد المسيح" ، ومعناه الذين ينهجون منهجاً ضد المسيح فى حياتهم وسلوكياتهم. وهناك علامات يمكننا أن نتعرف بها على هؤلاء الذين يسيرون على درب ضد المسيح والمسحاء الكذبة أذكر منها علامتين:

              العلامة الأولى: منذ بداية القرن الثانى وحتى نهاية القرن الرابع ظهر بين الأساقفة المسيحيين المصطلح اللاتينى (vicars of Peter) أى ثوَّاب القديس بطرس كبير تلاميذ المسيح عيسى ابن مريم . وانتشر هذا المصطلح حتى أصبح علماً على أساقفة روما.

              وفى بداية القرن الخامس رأى جلاسيوس أسقف روما أن يخلع على نفسه لقب (vicar of Christ) أى نائباً عن المسيح. وهكذا صار هذا اللقب عنواناً لكل أساقفة روما وباباواتها من بعده إلى أن تقرر هذا اللقب رسمياً فى مجمع ترنت فى (1545-1563م) ليكون البابا نائباً عن الله عز وجل وعن المسيح  فى الأرض.ثم أدخلت هذه النيابة فى قوانين الإيمان منذ سنة 1564م وحتى الآن. فالبابا هو نائب المسيح على الأرض.

              والعجيب فى الأمر أن هذه الكلمة اللاتينية (vicar) التى تُنطق فى كل من اللاتينية والإنجليزية (فيكار)، هى هى الكلمة اليونانية (أنتى) (αντ) فى معناها ، وعلى ذلك فإن الترجمة العربية لـ (vicar of Christ) هى ضد المسيح أو المسيح الدجَّال.

              وأسأل البابا أين العقل فى أن يعتبر نفسه ممثلاً عن المسيح على الأرض وهو يحمل لقب ضد المسيح؟

              وبالمناسبة فإن الاسم القبطى (شنودة) تعنى فى لغته أيضاً ”المخبر عن الله“ ، وهى ليست ببعيدة عن معنى (نائب المسيح) التى أُضيفت بقرار كنسى على بابا روما ، والتى تعنى (vicar of Christ).

              هل تعلمون أن المسيح ابن مريم نهى عن دعوة بنيديكت بالبابا؟

              ناهيك عن تسمية العالم كله لك بلقب (البابا) ، وهو مخالف للعقيدة القويمة فى الكتاب الذى تقدسه ، حيث أمركم عيسى  نفسه ألا تدعوا لكم أباً على الأرض، ونوَّه كثيراً أن الأب الذى ينبغى أن تتوجهوا إليه بالدعاء والصلاة فى السماء، فقال:

              (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ) متى 6: 9-10، لوقا 11: 2

              (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ.) متى 6: 14

              (26وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضاً زَلاَّتِكُمْ.)مرقس 11: 26

              (26اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا.) متى 6: 26

              (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 23: 9

              والآن جاء دورك عزيزى البابا لتثبت أمام العالم كله أن ما تدين به يعتمد على العقل ، وأن دينك يرفض الإرهاب ، وعليك أن تكذِّب التاريخ فيما أثبته من انتشار دينك بالسيف ، وأنه لم يعرف دين الإرهاب ، مثل ما عرفته الكاثوليكية. كما أنه ينبغى عليك أن تثبت للعالم: هل أتت المسيحية بشىء إيجابى فى الحياة؟ وعليك أن تقوم بمقارنة ما تأتى به من نصوص من كتابك ، بنصوص من القرآن والسنة الصحيحة.

              العالم كله ينتظر ردك عزيزى البابا ، فلا تخذله ، وأهل العلم منهم هو الحكم بيننا!!



              (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا * أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا * وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا) الصافات: 43-45



              وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

              سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على محمد  ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.



              علاء أبو بكر

              تعليق


              • #22
                بارك الله فيك أستاذنا علاء أبو بكر


                نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمور الطباعة والنشر لينتفع بعلمك الكثير وتكون كتاباتك سببا" من أسباب نصرة الإسلام والمسلمين وإعلاء دين الحق.

                أعزك الله بالإسلام وجعلك الله من أسباب عزة الإسلام والمسلمين.
                كتاب : البيان الصحيح لدين المسيح نسخة Pdf من المطبوع.
                الكتاب الجامع لكل نقاط الخلاف بين الإسلام والنصرانية .
                كتاب : هل ظهرت العذراء ؟ . للرد على كتاب ظهورات العذراء للقس عبد المسيح بسيط.
                مجموعتي الجديدة 2010 : الحوارات البسيطة القاتلة : (7 كتيبات تحتوي حوارات مبسطة).
                يمكنكم تحميل الكتب من : موقع ابن مريم

                تعليق


                • #23
                  جزاك الله كل الخير أستاذ ياسر جبر ،
                  وجمعنا الله فى الدنيا فى كل خير ،
                  وفى الاخرة فى الفردوس الأعلى

                  تعليق


                  • #24
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

                    تحية وتقدير إلى أستاذي علاء أبو بكر .

                    محبك بشدة , أبو عبيدة .

                    تعليق


                    • #25
                      جزاك الله كل الخير أخى أبى عبيدة على مرورك وتعقيبك

                      ونشتاق لكتباتك وتحليلاتك الممتعة

                      علاء أبو بكر

                      تعليق

                      مواضيع ذات صلة

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:35 ص
                      رد 1
                      32 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                      بواسطة *اسلامي عزي*
                       
                      ابتدأ بواسطة abubakr_3, 12 ديس, 2023, 08:24 ص
                      ردود 2
                      88 مشاهدات
                      1 معجب
                      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                      بواسطة *اسلامي عزي*
                       
                      ابتدأ بواسطة تقي احمد, 18 نوف, 2023, 01:51 ص
                      ردود 0
                      24 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة تقي احمد
                      بواسطة تقي احمد
                       
                      ابتدأ بواسطة Abubra, 2 نوف, 2023, 08:21 ص
                      رد 1
                      49 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                      بواسطة *اسلامي عزي*
                       
                      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 27 سبت, 2023, 02:01 ص
                      ردود 8
                      32 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                      بواسطة *اسلامي عزي*
                       
                      يعمل...
                      X