فعل الخالق

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فعل الخالق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    فعل الخالق
    تكلمنا عن بعض المقاصد المتعلقة بالعدل وبيقى لنا ان نسال هذا السؤال من اجل من وضعت هذه القوانين هذا السؤال يجرنا الى سؤال أخر لو خلق الله خلقا ثم أعدمه بعد إيجاده فهل يكون بذلك ظلمهم بالطبع لن يكون ظلمهم لأنه هو الذى أوجدهم وهوالذى أعدمهم فان شاء اعطى وان شاء اخذ ما أعطى الا اذا افترضنا ان الإعدام متعلق بذات أخرى فيمكن فى وقتها ان نتكلم عن الظلم وليس هناك قدرة يتعلق بها الإيجاد والإعدام الا القدرة الإلهية وكذلك الموت والحياة فلو احيا الله إنسان او أماته فهل يكون ظلمه لو فكرت فى ذلك فسوف تجد ان فعل الله منزه عن الظلم حتى وان كانت رؤيته لى كذلك لان رؤيتي تفتقر الى معرفة الحكمة والله تعالى هو احكم الحاكمين فقد تقتل طفل صغير الحيرة عندما يجبره ابوه على اخذ دواءا مرا وهولا يعلم ان هذا لصالحه واذا كان هناك شطحة للمعتزلة تقول بخلود مرتكب الكبيرة فى النار ولا مفر من ذلك وشطحة اخرى لبعض اخر تقول لو ان الله القى بجميع الخلق فى النار فانه لن يظلمهم فنحن نقول (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ) الاية 147 من سورة النساء فلو القى الله بجميع البشر فى النار فلا حاجة له لفعل ذلك الا اذا كانوا هم فعلا يستحقون ذلك فتعذيبك او تنعيمك لا يفرق مع الله شيئا ولكنه يفرق مع انت فالله تعالى هو العاطى والواهب والمانح حتى وان اخذ فانه ياخذ ما اعطى وليس الاخذ لمجرد اللاخذ ولكن لحكمة سامية ترجع بالخير عليك سواء كان فى الدنيا او الآخرة فقد يكون العقاب للتأديب والإصلاح والتهذيب والتمحيص والاختبار قال الرسول صل الله عليه وسلم فى الحديث الذى اخرجه السيوطى وصححه الالبانى ( إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) وقال عليه الصلاة والسلام فى حديث اخر اخرجه ايضا السيوطى وصححه الالبانى ( .وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه و إن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه خطيئة .) وان كان تبارك وتعالى (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُم ْيسألون) الآية 23 من سورة الأنبياء او يقول محدثا عن ذاته (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فعال لِمَا يُرِيدُ) الآيات من سورة البروج فلان فعله سبحانه وتعالى بعيد عن الخطا او الظلم تماما واذا أخطا البشر فان الله لا يخطا واذا كانت هناك ملابثات قد خفيت عن البشر تأثر فى حكمهم على الأشياء فان الله لا يخفى عليه شىء فى الارض ولا فى السماء (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) الاية 61 من سورة يونس ونظرا لاحتمال حدوث خلط بين الأشياء اراد الخالق ان يجعل هناك ثوابت فطرية لا يختلف عليها اثنان من ضمنها العدل تكون حلقة من فولاذ يمكن ان يمسك بها كل إنسان حينما تجرفه أمواج الضلال والحيرة وتكون فى نفس الوقت شاهد على الإنسان حتى على نفسه ونظرا لفطرية العدل فان كل إنسان يقيس عليها كل الأفعال بلا تفريق هل هذا الفعل الهى ام فعل بشرى ومع ان فعل الله تعالى منزه عن التصنيف فهو الفعال لما يريد بلا ممانع او معترض او مطالبة بتفسير او تبرير فلله الامر من قبل ومن بعد فإذا أراد مثلا ان يعاقب ادم فسوف يعاقبه ولا يحتاج الى تبرير او تفسير ذلك ولا حاجة للدخول فى كلام عن العدل او الرحمة وليس هذا من منطق من تصرف فى ملكه فما ظلم ولكن لاننا قلنا قبل ذلك بان فعل الله منزه عن الخطأ فلا يحتاج الى تبرير وان حكمته لا يمكن ان تستوعبها العقول فلا يمكن ان نتكلم عن تفسير فان عاقب الله انسان فلابد ان يكون هذا الانسان مستحق لذلك ولماذا نذهب بعيدا فلقد ادخل الله ادم الجنة بدون سبب يدعوا الى ذلك ولم يطالب احد بتفسير ذلك او تبريره مما يعنى ان كل انسان يعلم فى قرارة نفسه بان رحمة الله عطاء وان هذا العطاء غير محدود او مشروط الا اذا شاء الله وحده المنع ومع كل ذلك نجد ان الله تعالى قد كتب على نفسه الرحمة (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نفسه الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) الاية 54 من سورة الانعام وجبل بعض خلقه عليها وامر بها وحث عليها كذلك فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (" الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك و تعالى ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في
    السماء ( و الرحم شجنة من الرحمن ، فمن وصلها وصله الله و من قطعها قطعه الله ) رواه أبو داود ( 4941 ) و الترمذي ( 1 / 350 ) وصححه الالبانى وقال صلى الله عليه وسلم (" ارحموا ترحموا و اغفروا يغفر الله لكم و ويل لأقماع القول و ويل للمصرين
    الذين يصرون على ما فعلوا و هم يعلمون ") حديث صحيح رواه البخارى فى الادب المفرد .
    وفى نفس الوقت حرم على نفسه الظلم وجعله بين الخلق محرما ففى الحديث القدسى ( يا عبادى إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا ) حديث صحيح رواه الامام مسلم وفى نفس الوقت حزر من فعله ففيما صحح الامام الالبانى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الظلم ؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) وعندما تقترن الرحمة بالحكمة والعدل فلا خوف حتى وان افتقر الامر الى فهم فعطاء الله انما يكون لرحمة واخذه لحكمة (كما قال الشيخ الشعراوى رحمه الله تعالى ) واذا تكلمنا عن حقيقة العدل يجب ان نتكلم عن حقيقة الظلم ويكفى فيها ان يقول لنا اى انسان على وجه الارض ما هو الظلم فاذا عرف الظلم اتحداه بعون الله تعالى ان يكون ما يسمى بارث الخطيئة غير مندرج تحت هذا التعريف ومتوافق معه واذا نوعنا الظلم فسوف نجد انه لن يخرج عن ثلاث ظلم الذات من نفس الذات وظلم الذات لغير الذات وظلم الذات من غير الذات واعظم ظلم هو الشرك بالله تعالى (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لظلم عَظِيمٌ ) الاية 13 من سورة لقمان واخيرا الفارق بين الظلم والعدل هو انتشار ثم اعادة انتشار او توجيه للعقاب او الحق سواء كان على اى صورة داخل فضاء واحد مغلق متعلق بالظلم والعدل معا بمعنى اذا كان هناك اركان مخطىء وخطا و مجنى عليه واى ركن اخر وصنعت منها هيكلا للعدل او هيكلا يمكنك ان ترى من خلاله العدل فيمكنك أيضا ان تصنع منها هيكلا للظلم او هيكلا يمكنك ان ترى من خلاله الظلم والفارق هو اعادة الانتشار او توجيه للعقاب او الحق المتعلق باحد الأركان داخل الفضاء المغلق على هذه الأركان بدون زيادة او نقصان او إضافة او اخذ فمثلا اذا كان هناك ادم وخطيئة وعقاب وارث للخطيئة ورأيت من خلالهما العدل فيمكن ان ترى من خلالهما أيضا الظلم بدون اى تغير فى الأركان ادم الخطيئة العقاب الإرث فاذا رايت الظلم متمثلا فى ارث الخطيئة للبشر يمكنك ان ترى العدل متمثلا فى عدم الارث مع مرعاة عدم تغير البعد المعنى بالرؤية وهو البشر سواء كانت الرؤية متعلقة بالعدل او كانت متعلقة بالظلم متمثلا ذلك فى الفعل المنعكس عليهم او عدمه و ينتج عنه النسبة الى العدل او الى الظلم واذا رايت العدل متمثلا فى ارث الخطيئة للبشر فانه لن يمكنك ان ترى الظلم لان الظلم فى هذه الحالة مع اعتبار الشرط السابق وهو عدم تغير البعد الذى سوف ينعكس عليه الفعل المؤدى الى الظلم او الى العدل وهو البشر سوف يكون عدم ارث الخطيئة للبشر ومن غير الطبيعى ان يكون عدم توريث البشر الحطيئة من الظلم وخصوصا اذا كان الانجيل يقول (النفس التى تخطىء هى تموت لا يحمل الابن من اثم الاب ولا يحمل الاب من اثم الابن بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون) حزقيال (18-20) واذا رايت من خلال الأركان العدل ولم تستطع ان ترى الظلم عن طريق الفعل والفعل المقابل مع عدم تغير الركن الذى ينعكس عليه الفعل وينتج عنه الرؤية سواء كانت للعدل او الظلم فان ما تراه فى الحقيقة هو الضلال والتشويه والتشويش والعكس صحيح نتيجة حدوث خداع فى الرؤية نتيجة أسباب كثيرة كالجهل والعصبية والتقليد والتكيف مع الفساد وهذا يمكن اعتباره قاعدة يمكن ان تتأكد من صحتها بقياسها على كل القضايا وكل هذه المعاني مأخوذة من تعريف الظلم عند العلماء فالظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وفي الشريعة:هو عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل، اى الجور، وقيل: هو التصرف في ملك الغير ومجاوزة الحد وهذا كما ورد فى كتاب التعريفات او هو . وضع الشئ في غير موضعه المختص به، إما بنقصان أو زيادة. وإما بعدول عن وقته ومكانه.كما ورد فى كتاب القاموس الفقهى للدكتور سعدى ابو حبيب فهل ارث الخطيئة يخالف هذه التعريفات ام انها مفصلة عليه وفى الحقيقة الامر لا يحتاج كل ذلك لاستيعابه واذا كان هناك انسان يقول لك هيا بنا نذهب الى مكان بعيد يقنا من حرارة الشمس لكى تثبت لى وجود الشمس فان اقناعة سوف يكون اصعب ممن لا يراها ويضرب لنا الإمام ابى حامد الغزالي مثالا على ذلك (ان الخفاش يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار لا لخفاء النهار او استتاره ولكن لشدة ظهوره فان بصر الخفاش ضعيف يبهره نور الشمس اذا أشرقت فتكون قوة ظهوره مع ضعف بصره فلا يرى شىء الا اذا امتزج الضوء بالظلام ) ( كتاب عقيدة المسلم للشيخ محمد الغزالى صفحة 38 و39) كذلك قد تضعف الفطرة او تتشوه فلا تستطيع ان ترى الحق من شدة ظهوره او يختلط عليها الامر فترى الحق باطل والباطل حق وقد يصعب الانسان الامر على نفسه ويقول غير معقول ان تكون الحقيقة لها كل هذا الظهور والجلاء فلابد ان تتوارى عن الأنظار لكى تكون الحقيقة ولا عجب ان يقول احد الفلاسفة ان أؤمن بذلك لأنه محال

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 7 فبر, 2023, 06:09 ص
ردود 0
112 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة Mohamed Karm
بواسطة Mohamed Karm
 
ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 2 ديس, 2022, 01:54 م
ردود 0
63 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ARISTA talis
بواسطة ARISTA talis
 
ابتدأ بواسطة عادل خراط, 21 نوف, 2022, 03:22 م
ردود 25
150 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عادل خراط
بواسطة عادل خراط
 
ابتدأ بواسطة The small mar, 18 نوف, 2022, 01:23 ص
ردود 0
89 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة The small mar
بواسطة The small mar
 
ابتدأ بواسطة The small mar, 16 نوف, 2022, 01:42 ص
ردود 0
51 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة The small mar
بواسطة The small mar
 
يعمل...
X