نصرانى يتسائل ...ما الجديد الذى اتى به الاسلام .؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

كلمة سواء مسلمه والحمد لله اكتشف المزيد حول كلمة سواء
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    السَلام عَليكُم
    بَارَك الله فيكُم
    الجِهاد بِكُل أنواعِهِ و ما فِيهِ مِن مَعاني رَوحيَة غايَة في السُمو و قِمَة بَذْل النَفْس و التَحَمُل و لا يَسْتَطِيع لَمسُها الكَثير مِن الناس

    http://www.youtube.com/watch?v=fWSeZJ6SO-A
    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

    تعليق


    • #17

      سأضيِفُ قليلاً على هذا الموضوع المتكامِلِ الرائِع..



      فنتساءَلُ .. ما هو الجديد والتجديدُ الذي أتى به الإسْلام ؟


      أولاً : تحقيق التوحيد الخالِص, وإقامةُ ملة إبراهيم , وتصْحيحُ الإعتقاد.
      ثانِيًا : إقامة الشريعَة المهيْمِنَةِ , الخاتِمة , الناسِخة, و إتمام مكارِمِ الأخلاق.
      ثالِثًا : الدعوة إلى العلم والتدبر والتبين ووضْع قواعِدِ تصحيح الفكر.
      رابِعًا : القضاء على الأباطيل والخرافات.
      خامِسًا: تحقيقُ البشاراتِ والنبوات


      1- ونعني بإقامةِ ملة إبراهيمَ حنيفاً ..
      - فأبقى ما فيها من صواب وتبناه.
      - وأعاد ما فيها من حق اضاعوه ونسوه.
      - وضحد بالحجة والبرهان ما فيها من ضلال وتحريف أضافوه.

      2- ونعني بإقامة الشريعة المهيْمِنة, الخاتمة , الناسِخة:
      - نسْخ ما سبق من تشريعاتِ الأنبياء بالشريعة الخاتمة الباقِيَةِ لآخر الزمان.
      - ونسَخَُ شريعةِ موسى و نزْعُ الأغلال التي كانت على أعناقِهِم.
      - وأضاف وشرّع ما كان بحق منهاجاً لكل زمانٍ ومكان.

      3- ونعني بتحقيق بشارة المسيحِ ونبوءةَ الانبياءِ:
      - أنه بين حقيقة المسيح ودعوته.
      - وحقق بشارتَه.
      - وبين حقيقةَ الأنبياء ودعوتَهم وحقق بشاراتِهم.

      يتْبَع.
      "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
      رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
      *******************
      موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
      ********************
      "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
      وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
      والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
      (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

      تعليق


      • #18
        أولاً : تحقيق التوحيد الخالِص, وإقامةُ ملة إبراهيم , وتصْحيحُ الإعتقاد.

        (الجاهلية ومعبوداتِها/ اليهود والنصارى والمجوس/ الملحِدين والمنْكِرين)






        كان العرب أبناء اسْماعيل , والعبرانيون ابناء يعقوب على دين واحد، هو دين إبراهيم، دين الإسْلامِ والحنيفية السّمْحَةِ , دين التوحيد.. فابراهيم عليْهِ السلام تُوُفِّيَ وترك ابنيْهِ اسْماعيل واسْحاق ..


        1- فأما اسْماعيل ابن ابراهيم عليهما السلام: فقد دان بدينِ ابراهيمَ عليْهِ السلام (الحنيفيّة) من أوامر ونواهي وعبادة وسكن عند بيت الله المحرم في البرية , وتكاثر نسْله وملأوا جزيرة العرب .. واستمروا قروناً لم يظْهر فيهم نبي نعلَمُه .. واستمر دينُهُم وهو الإسْلام على ملّةِ الحنيفيّة... لم يظْهَر فيهم نبي يدعوهم لشريعةٍ أو ملة إلا بمجيء النبي الخاتم.

        2- بينما اسْحق ابن ابراهيم عليْهِما السلام : فقد دان كذلِكَ اسْحقُ بدينِ أبيهِ إبْراهيمَ - عليْهِما السلام- ومِلّتِهِ (الحنيفيّة) من أوامر ونواهي وعبادة وسكن بعيداً عن أخيهِ .. ثم جاء من نسْلِه أنبياء الكتاب المقدس, , أي أنبياء اليهود ودان بنوه فيما بعدُ بدينِ الإسْلامِ على شريعةِ موسى .. إلى أن خرج من اليهود طائِفةُ تبِعت المسيح وتعاليمه ..

        فتتابَعَ على أبناء اسْحاق كل ما سبق :
        أ‌) حنيفيّةُ إبراهيم وراثةٍ عن أبائِهم ابراهيم واسْحاق ويعقوب عليهم السلام .
        ب‌) وشريعة موسى النبي عليْهِ السلام.. بعد ظهور موسى .
        ت‌) وتعاليم المسيح عليه السلام.. بعد ظهور عيسى.




        وهكذا انقسَمَ ابْناءُ إبْراهيمَ فريقيْنِ .. الإسْماعيليون , وأهل الكِتاب .. وكل عبَدَ الله بما عِنْدَهُ .. إلى أن تصرّفوا في دينِ الله بالتحريف والتغيير .. والكفر والشرك به .



        - فأما العرب من أبناءِ اسْماعيل :
        o فتصرفوا في ملة إبراهيم فعبدوا الأوثان والأصنام وأشركوا بالله .. وأضلّهُم ناشر عبادة الأصنام في جزيرة العرب: "عمرو بن لحي"..


        - وأما العبرانيون من أهل الكِتاب من أبناءِ اسْحاق :
        o فتصرف فريق منهم في ملة إبراهيم فعبدوا الاصنام والكواكِب وأوثان الأمم
        o وتصرف فريق منهم في شريعةِ موسى فحرفها "الكتبةُ" وبدلوها وعطلوها , ثم كذبوا بالمسيحِ وحاولوا قتْلَه.
        o وتصرّف فريقٌ منهم في تعاليمِ المسيح بعدَ أن أضلّ أكْثَرَهُم شاول الطرسوسي ثم أرسى قواعِد الضلالةِ : الوثنِيُّ قسطنطين وأساقفة الوثنية في المجامع.



        وهكذا ضلّت الأمم شرقاً وغرباً من العرب و أبناء عمومتِهم من أهل الكِتاب .. ضلوا الطريق، وعموا عن الحق، وغووا بعبادتهم غير الله .. فكان الزمان مناسِباً لإتمام الوعد الإلهي الخاتَم , جاء ملكوت الله ... فأرسَل الله عز وجل من نسل ابراهيم من بني اسْماعيل نبيه الخاتَم مقيم حنيفية إبراهيم , ومِصداق نبوة موسى , ومحقق بشارةِ عيسى والأنبياء عليهم السلام: محمد رسول الله صلى الله عليْهِ وسلّم .. جاءَ ليُبين للفريقين من ابناءِ إيْراهيم وما خرج منهم من طوائِف وفرق , ليُبيِّن لهم جميعاً ما اختلفوا فيه ..

        جاء الإسْلام بالتجديد والجديد .. جاءَ ليُصحِّح المعتقد في الله عزّ وجلّ وفي تعاليمِه .. فجاء الإسْلام مُقيماً ملة ابراهيم التي حرفها العرب الإسماعيليون والعبرانيون الكتابيون .. وجاء بالشريعةِ الخاتمة ناسِخاً بها شريعة موسى التي عطلها اليهود والنصارى الكتابيون .. ومُحقِّقاً بِشارَة عيسى ومبيناً حقيقته التي كفر بها اليهود وحرفها النصارى وتوقف فيها العرب الإسْماعيليون ..



        فوحد الدنيا بأسْرها على دينِ الأنبياءِ جميعاً وهو الإسْلام .. وعلى ملة أبيهِم براهيم التي بها بدأوا وعليْها شهِدوا .. فطهر الملّة من الشرك والبدع والخرافات وألزمهم كلمة التقوى .. وأقام الشريعة الخاتمة وخفف عنهم الاغلال التي كانت عليْهِم في شريعةِ موسى .. محارباً في كل مرة بالحجة والإفحام أفكار الطوائِف البشرية الشركية والبدعية والتي ألصقوها بملة ابراهيم, او شريعة موسى , او بشارةِ عيسى وألزمهم جميعاً مكارم الأخلاق فكان لهم الإسْلامُ بحق هو الدينُ عند الله .. تشريعاً ومنهاجَ حياة.


        فما من عقيدةٍ اعتقدها السابِقون إلا وبينها , وجلاها ولم يتركها دون أن يُظهر ما بقي فيها من صوابٍ فيتبناه .. ويُزيل ما التصَق بها من ضلالٍ ويُبيِّن عواره .. وصدق رسول الله صلى الله عليْهِ وسلم حين قال " قد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ".. جاء الإسْلام وما ترك صغيرةً وكبيرة من المعتقدات الا جلاها بأبلغ القول , وبين فيها الحجة والقول الفصْل ..


        ولكي يبين فضْل هذا الدين على اهل الارضِ قاطِبةً , فإننا نبين ما كان قبل الإسْلام , وما جاء به الإسْلام ليجلِّيهِ , فيبقيه اويضْحَدَه ..
        ويقول الشاعِر :

        وَالضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ ... وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ ...



        يتْبَع.
        "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
        رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
        *******************
        موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
        ********************
        "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
        وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
        والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
        (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

        تعليق


        • #19
          أولاً : تصحيح معتقداتِ الجاهليين في الله :




          أ) تفنيدُ عباداتِ ونقْض معبوداتِ الاديان الوضْعيّة وتنقيةُ الإعتقادِ من الشرك والكفر :



          1- تحريمُ الوسائِط والشفعاء : فمن معتقد الجاهلية في الله عز وجل أنهم عبدوا الصالِحين من دون الله , واتخذوهم وسائِط وشُفعاء .. فهذا بيت لله عز وجل يتحوّل الى بيتٍ للأصنامِ يُعْبَدُ فيهِ هُبَل, واللات والعُزى ومناة الثالِثة الأخرى من دون الله , وكذلِك سواعاً ويغوثَ ويعوقَ ونسْراً " وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا" , وقد كانوا يتخِذونها وسائط تقربهم من الله زُلْفى " مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى" الزمر/3, وكانوا يتخِذوهم شفعاءَ يتشفّعون بهم لله عز وجل , فحاجّهم الله وسألهم كيف عرفوا أنهم وسطاء وشفعاء؟؟ .. أم أنهم عرفوا مالم يعرفه الله فينبِّئونه به؟؟!! فيقول تعالى " " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ".

          2- تصحيح عقيدة الغلو في الصالحين ودعوة البنوة لله: وفي هذه العقيدة يشترك الوثنيون واليهود والنصارى .. فأقام الله عليْهِم الحجة جميعاً .. وبين حرمتها كما سيأتي تفصيلها لاحقا , فقال تعالى في سورة " التوبة " [ 30 - 31 ] : " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ . يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " .. فأتى فاتخاذ أحبار الناس أربابا يحللون ويحرمون ، ويتصرفون في الكون ويُنادَون في دفع ضر أو جلب نفع من جاهلية الكتابيين ، ثم سرى إلى غيرهم من جاهلية العرب ، ولهم اليوم بقايا في مشارق الأرض ومغاربها... وقال تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا , الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } [ الفرقان : 1 - 2 ] . { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ , لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ , يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ , وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } [ الأنبياء : 26 - 29 ]

          3- اثبات البعث بعد الممات وإقامة الحجة عليْهِم: فبجانِب اقرارِهم بوجود خالِقٍ للكون إلا أنهم كان منهم طوائِفُ تؤْمِن بأنه لا بعث ولا حياةَ بعْدَ الموت " قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" المؤمنون /83 , ورد الله عليْهِم بان من خلقكم أول مرة وأوجدكم من العدم , لهو أهون عليْهِ أن يعيد خلْقَكُم من التراب , بل إن من بدأ الخلق أهون عليْه اعادته , والبدء أصعب من الإعادة لو تعقِلون .. فقال تعالى " أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" , وقال تعالى " وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " وقال تعالى " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ، لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ، قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ، وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ، وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ

          4- تصحيحُ معتقدِهِم في الدهر , وتحريم سبِّ الدهر : وقد كان من بين طوائِفِهم الدهريون الماديون الذين يُنْكِرون وجود الهٍ للأكوان , وينْسِبون كل شيْءٍ للدهر " وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ".. وكان كل شيْء يرمونه على الدهر , ويسبونه .. فنهى الله عن سب الدهر وجاء في الحديثِ : " لا يسب أحدكم الدهر ، فإن الله هو الدهر » .. وجاء في روايةٍ أخرى « قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول : يا خيبة الدهر ، فلا يقل أحدكم : يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر ، أُقَلِّبُ ليله ونهاره » وروى الحاكم « يقول الله عز وجل : استقرضت عبدي فلم يقرضني ، وشتمني عبدي وهو لا يدري ، يقول : وادهراه ! وأنا الدهر » .

          5- تكذيب معتقد بنات الله من الملائِكة : ومنهم من كان يعتقِد بان الله عز وجل اتخذ من الملائِكة إناثا آلهةً , وسموهم بنات الله , فحاجّهُم الله فقال :" أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41) قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " سورة الإسْراء.

          6- تكذيب تعدد الآلهة غير الله : ومنهم من قال أن الألهة ليسوا إلها واحِداً فحاجهم الله فقال " لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ"الأنبياء/22 , ولمن اتخذ من الأصنام آلهة فحاجه وأفحمه فقال: " وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا".

          7- النهي عن عبادة النجومِ ونجم الشعرى : وهو النجم الوقّاد التابع لمجموعة الجوزاء, وقد كان العرب إما يعبدونه أو يُعظِّمونه ويعتقدون في تأثيره في أحوال العالم .. وكان من خرافاتِهم القول أن النجْمينِ سهيلًا والشعرى كانا زوجين .. فيقبول تعالى مثبِتا ربوبيته للنجوم وأنها لا تنفع ولا تضُر " وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى" , وأكد على تحريم القول بنسبة المطر او التأثير في العوالم بالنجوم وإنما نسب فضل كل ما يحدث لله , فقال صلى الله عليه وسلم " لا تقولوا أمطِرْنا بنوء كذا ولكِن أمطرنا بفضل الله".

          8- النهي عن الإسْتسقاء بالأنواء : حيْثُ كان العرب بينْسِبون كل افعالِهِم الى النجوم والكواكِب .. فبين الرسول صلى الله عليْهِ وسلم أن كل شيءٍ بقضاء الله وقدره .. وأن الكوكب لا يضُرُّ ولا ينْفَع .. فجاء في الحديثِ عن زيد بن خالد الجهني قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية ، في إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس ، فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب..

          9- النهي عن عبادة الكواكب وثالوثها "القمر والشمس والزهرة": فقد شاع بين العرب عبادةث ثالوثٍ مكون من الأب وهو القمر، والابن وهو الزُّهرة، والأم وهي الشمس{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}... وقال تعالى يُوضِّح عباداتِهم في قصة إبراهيم مع أبيهِ آزر : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ، وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ، فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ، فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ، فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ، إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.. وقد كانوا يتسمون بأسماء هذه المعبودات كعبد شمْس.

          10- النهي عن عبادة الشجر : فقد كان للكفار سدرة يعكفون عندها ويعلقون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط.. فعن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله هذا كما قال قوم موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم.

          11- النهي عن عبادة الوثن وتقديسها : وهي كل جسم مُصوّر من غير الحجر كالنحاس والصلبان.

          12- تحريم عبادة الجن وتعظيمِهِم : فقد كان رجال من الناس من العرب وغيرهم إذا نزلوا منزلا مخوفا في واد أو شعب يستعيذون برجال من الجن كأن يقول الرجل أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه فزاد الإنس الجن بهذا اللجأ إليهم والاحتماء بهم رهقا أي إثما وطغيانا فيقول تعالى " وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً " .. ومنهم من اتخذ الجن إلها فعبده مع الله .. يقول تعالى "وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ".

          13- النهي عن عبادة الحجر وتقديسها وهي الأصْنام:

          14- ابطال الزعم بضر الأصنام ونفعها, والأمر بهدمها : وفي روع أهل الجاهلية أن من سب الأرباب أو تطاول في كلامه عليها نزلت به قارعة، فلما أسلم "ضمام بن ثعلبة" السعدي أو التميمي، وقدم على قومه، "فكان أول ما تكلم به، أن قال: بئست اللات والعزى. قالوا: مه يا ضمام اتق البرص، اتق الجذام، اتق الجنون، قال: إنهما والله ما يضران ولا ينفعنان"1. ولما تحرش الرسول بالأصنام خوفه المشركون من أن يصاب بسوء، وإلى تخويفهم هذا أشير في القرآن الكريم: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.. وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم" خالد بن الوليد إلى شعب بسقام ليكسر العزى، فقال سادنها، وهو قيمها: يا خالد أنا أحذركها إن لها شدة لا يقوم إليها شيء. فمشى إليها خالد بالفأس فهشم أنفها

          15- إبطال جحود القدر ، والاحتجاج به على الله تعالى ، ومعارضة شرع الله بقدر الله : وقد أبطل الله سبحانه هذه العقيدة الجاهلية بقوله تعالى : { سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ , قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } [ الأنعام : 148 - 149 ] .. فهم يزْعُمون أن ارتكاب القبيح يكون حقاً ومشروعاً طالما أنه يصُب في اتجاه واحِد وهو طلبُ رِضا الله عز وجلّ .. كما أن فعلهم له يعني مشيئة الله لهم أن يفعلوه وقضاؤه .. فاتفقت إرادتُهُم مع مشيئةِ الله وبالتالي فهو مشروع ومرضي عند الله تعالى .. فيُطالِبهم الله بالعلم والدليل على ما يقولون .. ويبين لهم أن الظن والوهم لا يُغني عن الحق شيْئاً.

          16- إنكارهم لنعم الله وإضافة نِعَم الله إلى غيره : قال الله تعالى في سورة " النحل " [ 83 ] : "يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ", وقد عدد الله تعالى نعمه على عباده في هذه السورة إلى أن قال : { وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ , فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ , يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ } [ النحل : 81 - 83 ] .

          17- القدح في حكمة الله تعالى من الخلْقِ : وأنه ليس بحكيم في خلقه ، بمعنى أنه سبحانه يخلق ما لا حكمة له فيه ، ويأمر وينهى بما لا حكمة فيه . وقد حكى الله تعالى ذلك بقوله في سورة " ص " [ 27 ] : "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ } . وقال سبحانه في سورة " المؤمنين " [ 115 - 116 ] " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" , وفي سورة " الدخان " [ 38 - 39 ] : "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ , مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } . وفي سورة " الأنبياء " [ 16 - 17 ] : "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ , لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ" .. وفي سورة " الحجر " [ 85 ] : " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ " . إلى غير ذلك من الآيات الناصة على أن الله تعالى لم يخلق شيئا من غير حكمة ولا علة ، على خلاف ما يعتقده أهل الباطل من الجاهليين ، ومن نحا نحوهم من هذه الأمة ممن نفى الحكمة عن أفعاله سبحانه وتعالى . وهذه مسألة طويلة الذيل ، قد كثر فيها الخصام بين فِرَق المسلمين ، والحق ما كان عليه السلف من إثبات الحكمة والتعليل .. ومن الحِكَم والغايات المحمودة التي لأجْلِها خلق اللهُ الخلق : منها : أن يُعْرَف الله بأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، وآياته . ومنها : أن يحب ، ويعبد ، ويشكر ، ويطاع . ومنها : أن يأمر ، وينهى ، ويشرع الشرائع . ومنها : أن يدبر الأمر ، ويبرم القضاء ، ويتصرف في المملكة بأنواع التصرفات . ومنها : أن يثيب ويعاقب ، فيجازي المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته ، فيكون أثر عدله وفضله موجودا مشاهَدا ، فيحمد على ذلك ويشكر . ومنها : أن يُعْلِم خلقه أنه لا إله غيره ، ولا رب سواه . ومنها : أن يَصْدُق الصادق فيكرمه ، ويكذب الكاذب فيهينه . ومنها : ظهور آثار أسمائه وصفاته على تنوعها وكثرتها في الوجود الذهني والخارجي ، فيعلم عباده ذلك علما مطابقا لما في الواقع .. ومنها : شهادة مخلوقاته كلها بأنه وحده ربها وفاطرها ومليكها ، وأنه وحده إلهها ومعبودها . ومنها : ظهور آثار كماله المقدس ، فإن الخلق والصنع لازم كماله ، فإنه حي قدير ، ومن كان كذلك لم يكن إلا فاعلا مختارا . ومنها : أن يُظْهِر أثر حكمته في المخلوقات بوضع كل منها في موضعه الذي يليق به ، ومجيئه على الوجه الذي تشهد العقول والفطر بحسنه ، فتشهد حكمته الباهرة . ومنها : أنه سبحانه يحب أن يجود وينعم ، ويعفو ويغفر ويسامح ، ولا بد من لوازم ذلك خلقا وشرعا . ومنها : أنه يحب أن يُثْنَى عليه ، ويمدح ويمجد ، ويسبح ويعظم . ومنها : كثرة شواهد ربوبيته ووحدانيته وإلهيته .

          18- بيّنَ حقائِق القضاء والقدر فيما يخص الهداية والضلالة : فبين أنه يهدي من وجد في قلبه ايماناً , ومن وجد في قلبه صدقاً في البحث , ومن وجد في قلبه جهاداً للنفس , ومن وجد في قلبه صدقاً في التوبة .. فهؤلاء يهدهم الله ويتوب عليْهم .. وكذلِك فإن الله يُضل من يشاء ممن اطلع بعلمه عليْهِم فوجد أنه يُضلون أنفسهم , ووجد أنهم مستكبرون وفاسِقون , ووجد أنهم في قوبِهم مرض , ووجد أنهم فاسِدون ومُسْرِفون في المعصِية .. فهؤلاء زاغوا فأزاغهم الله ... ضلوا فختم الله على قلبهم بالضلالة .. يعني يكون الإنسان على ضلالة لكنه غير معانِد ولكن فقط يحتاج من يُذكره ويدعوه بالحُسنى .. فهذا يتعرف على الحق فله طريقان إما أن يعرف الحق وتقوم عليه الحجة فيهتدي , فهذا كتب الله له الهداية .. وإما أن يكابر بعد معرفة الحق .. فماذا بعد الحق إلا الضلالة؟؟.. فهنا يطبع الله على قلبه .. وفي كل مرة يُحذره اللهُ ويُبيِّنُ له .. وفي كل مرة يُكابِر هو .. إلى أن يأتي الوقت الذي يطبع الله على قلبه .. زاغ فازاغه الله .. " يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين" فلم يزغهم الله ليزوغوا , بل هم زاغوا أولاً فكانت النتيجة أن ازاغ الله قلوبهم .. وقال تعالى " في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا " , فلم يُمْرِض الله قلبهم , بل هم في الأساس مرضى القلوب بالتكذيب والإضلال والإفْساد .. فختم الله على قلوبهم بزيادة المرض .. وقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون " .. أي أن تركتم الاستجابة لله ورسوله عاقبكم بأن يحول بينكم وبين قلوبكم فلا تقدرون على الاستجابة بعد ذلك.. وقال تعالى " ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات" ... فبين الله أن الهلاك كان نتيجة ظلمِهمِ أولاً وتكذيبهم لرسلهم .. وقال تعالى " تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين" .. فبين الله في هذه الآية أنهم كذبوا الرُسُل أولاً فاستحقوا أن يطبع الله على قلوبِهِم آخِراً.... وقال تعالى في سورة الحشر/19 " نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ ", فبين الله عز وجل أنهم ضلوا ونسوا الله أولاً فاستحقوا عدل الله بان أنساهُم انفُسَهُم آخِراً .. وصدق الله حيْثُ قال " وربك يعلم ما تكن صدروهم وما يعلنون" , وعلى حسْب ما تُكِنُّ صدورُهُم , فالله أعلم حيث يضع هداه وتوفيقه كما هو أعلم حيث يجعل رسالته , وكما أنه ليس كل محل أهلا لتحمل الرسالة عنه وأدائها إلى الخلق فليس كل محل أهلا لقبول الهدايةِ والتصديق بها ... فإن كان في قلبه خيراً فخير , وإن شراً فشر .. وهنا فإن إضلال الله لهم نتيجة لاختيارهم هم أولاً طُرُق الضلالة .. وكذلِك في قوله تعالى في عدد الملائِكة الذين يحرسون النار , فإن الله يُضل بهذا العدد من يشاء , من يشاء مِنْ مَن؟.. من الصالحين ؟.. من البشر؟.. لا بل من الذين سبقوا بمرض القلوب والكافرين .. فيقول تعالى " لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ (31) فهكذا فإن الله يُضِل من استحق الضلالة ممن يضلون انفسهم من مرضى القلوب والكافرين .. ومثله قوله تعالى " فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ الذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ".. "كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ" , وكذلِك ظلم النفس باتباع الهوى والشهوات وليس لديهم دليل او علم بل هو اتباع لأهواء النفس, فهؤلاء ظلموا أنفسهم فاستحقوا أن يصلهم الله ... إذاً أي اضلال من الله لابد ان يسْبقه استحقاق من العبد .. يظلم ويكابر فيضله الله .. يتبع هواه بغير علم ويصر على اتباع الهوى , فيضله الله .. قال تعالى : " بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ" بعكْسِ هداية الله فإنها تسبِق توبة العباد , إن علِم الله في قلوبِهِم خيْراً , فيقول تعالى " ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"... إذا الهدى والضلال يتعلق بقلب العبد أولاً وأفعاله .. والله يثبته على هداه ويهديه ..أو يُثبته على طغيانه ويزينه له ويظبع على قلبه .. فالأول استحق الهدى والثاني استحق الضلالة والعياذ بالله... فالله يهدي من آمن ولا يهدي الفاسق ومن كفر .. فيقول تعالى " فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" , ويقول تعالى " فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" , وقال تعالى " وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" , وكذلِك قوله تعالى " قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" .. " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

          19- النهي عن الإلحاد في أسْماءِ الله وصفاتِه: فقال سبحانه في سورة " الأعراف " [ 180 ] : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " .. والإلحاد في أسمائه سبحانه أن يسمي الله بما لم يُسمّ به نفسه مِثْلَ قول أهل البدو : يا أبا المكارم ، يا أبيض الوجه ، يا سخي .. او يُنْكِر ما أنزل الله في كُتُبِه مِثْل كفرهم بالرحمن .. فيقولون وما الرحمن ..؟؟؟ .. فبين الله تعالى أنه إسْمٌ من أسْماءِه .. فقال تعالى : "كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ" [ الرعد : 30 ] ... والزعم أن الله لا يسْمَع سِرّهُم ونجْواهم فكما جاء في الحديثِ عن ابن مسعود ، قال : « " كنت مستترا بأستار الكعبة ، فجاء ثلاثة نفر : قرشي وثقفيان ، أو ثقفي وقرشيان ، كثير لحم بطونهم ، قليل فقه قلوبهم ، فتكلموا بكلام لم أسمعه ، فقال أحدهم : أترون الله يسمع كلامنا هذا ؟ فقال الآخر : إذا رفعنا أصواتنا يسمعه ، وإذا لم نرفع لم يسمع ، فقال الآخر : إن سمع منه شيئا سمعه كله . قال : فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله تعالى : { وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ }

          20- نفي ما اعتقدهُ الجاهليون من أن الدليل على محبة الله لهم هو الرزق والعطاء في الدنيا : فقال سبحانه وتعالى يُبين قولهم ثم يرد عليْهِم "وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ , قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ , وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ , وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ , قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" [ سبأ : 34 - 39 ] .

          21- النهي عن أكل مالم يُذْكَر اسم الله عليه :وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ

          22- النهي عن الذبح للاوثان : وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُواْ هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ .. فالمشركون يجعلون للّه من حروثهم وأنعامهم وثمارهم وسائر أموالهم نصيبا، وللأوثان نصيبا فما جعلوه للّه صرفوه إلى الضيفان والمساكين، وما جعلوه للأصنام اختصات به الأصنام وحدها .. بل وإن سقط شيء مما جعلوه للّه تعالى في نصيب الأوثان تركوه وقالوا: إنّ اللّه غني عن هذا، وإن سقط شيء من نصيب الأصنام فيما جعلوه للّه ردّوه إلى الأوثان، وقالوا: إنها محتاجة، وكان إذا هلك أو انتقص شيء مما جعلوه للّه لم يبالوا به، وإذا هلك أو انتقص شيء مما جعلوا للأصنام جبروه بما جعلوه للّه، فذلك قوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ خلق مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيبا

          23- ابدال الأسْماء بما يتناسب وعقيدة التوحيد وإماتة اسماء الجاهلية الوثنية: وقد ذكر أهل الأخبار أسماء عدد من الصحابة، كانت أسماؤهم ذات صلة بالأصنام. فلما أسلموا أبدلها الرسول بأسماء إسلامية. فقد كان اسم كاتب النبي "عبد الله بن أبي الأرقم بن أبي الأرقم" "عبد يغوث" فلما أسلم، دعي "عبد الله". وكان اسم "عبد الله بن أصرم بن عمرو بن شعيثة" الهلالي، "عبد عوف بن أصرم"، فلما قدم على النبي، فقال من أنت؟ قال عبد عوف، قال النبي: أنت عبد الله، فأسلم. ونجد غيرهما وقد أبدل الرسول أسماءهم، حتى صار من يسلم يبدل اسمه إن كان له صلة بصنم، حتى ماتت الأسماء الجاهلية التي هي من هذا القبيل.

          24- النهي عن الحلف والفسم بغير الله : فقد كان الجاهليون يقسمون بكل شيء، يقسمون بالشجر وبالحجر وبالكواكب، وبالليل وبالنهار، و بالأصنام، وبعمر الإنسان وبحباتهم وبلحى الرجال، وبالأصنام وبالمعابد، وبالله، وبالخبر والملح، لا يرون في ذلك بأسًا ولا تناقضًا مع عقيدتهم. وجاء النهي كما ورد في الحديث: "أنه قال من حلف بغير الله، فقال في حلفه باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله"، وأيضاً "من حلف فقال في حلفه واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله"، ومن قاله لصاحبه: تعالى أقامرك فليتصدق"..

          25- تحريم معتقد البلية , وتحريم وتكذيب معتقد حشْر الناس ركبانا وعقر الحيوانات للميت عند من آمنوا بالبعث : فكثيرون من العرب آمنوا بالبعث , إلا أنهم اعتقدوا مع البعْثِ معتقد البلية كغنية الناقة التي يموت ربها، فتشد عند قبره، فلا تعلف ولا تسقى حتى تموت جوعًا وعطشًا أو يحفر لها وتترك فيها إلى أن تموت؛ لأنهم كانوا يقولون صاحبها يحشر عليها وكان بعض المشركين يعتقِد أنه بضرب راحلة الميت بالنار وهي حية حتى تموت، يعتقدون أنهم إنما يفعلون ذلك؛ ليستفيد منها الميت بعد الحشر, وقد ماتت عقيدة الجاهليين في عقر الحيوانات المسكينة وإهلاكها بسبب تحريم الإسلام لها.

          26- ارجاع الأرزاق وتقسيمها لله عز وجل : فكانوا في الجاهلية إن رأوا الغنيّ وجارُه فقير يقولوا عاجز وجَليد , أي "إنما أتاه الغنى لجلادته، وحرم الفقير لعجزه وقلة معرفته، وليس كما ظنوا، بل ذلك من فعل القسام وهو الله سبحانه وتعالى، لقوله "نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ". وأهل الجاهلية يرجعون القسمة إلى الدهر والزمان والحظ. فأبطل الإسلام ذلك؛ إذ جعلها بأمر الله وقدره. فالله هو مقدر الأقدار، ومقسم القسم، وموزع الحظوظ والأرزاق.

          27- تحريم الرجبية والعتيرة والفر ع والشريطة : وقد أبطل الإسلام "الرجبية" وهي العتيرة، فقد كانوا يسوقون ما يريدون تعتاره أي ذبحه إلى النصب الخاص بالصنم أو إلى الصنم نفسه، ثم يذبحونه بعد التسمية باسم ذلك الصنم، وبيان السبب في ذبح هذه العتيرة، ثم يلطخ رأس الصنم بشيء من دم تلك العتيرة. وقد منع المسلمون من أكل ذبائح المشركين؛ لأنها مما أُهلَّ لغير الله، وكانوا لا يذكرون اسم الله عليها، بل كانوا يذكرون اسم الصنم الذي يذبحون له عليها. كما أبطل "الفرع"، وهو ذبح أول نتائج الإبل والغنم لأصنامها، فكانوا يأكلونه ويلقون جلده على الشجر. ويذكر أنهم كانوا إذا أرادوا ذبح الفرع زينوه وألبسوه ؛ ليكون ذلك أوكد في نفوس الآلهة، وتعريفًا للناس. وكانوا يفعلون ذلك تبركًا. وفي الحديث: " لا فرع ولا عتيرة".. ومن ذبائح أهل الجاهلية "الشريطة" كانوا يقطعون يسيرًا من حلق الشاة ويتركونها حتى تموت ويجعلونه ذكاة " ذبيحة" لها. وقد نُهي عن ذلك في الإسلام. وقيل ذبيحة الشريطة، هي أنهم كانوا يشرطونها من العلة، فإذا ماتت قالوا قد ذبحناها.. وقال تعالى "وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ، وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ"

          28- تحريم السحر , وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف : افقال صلى الله عليه وسلم "جتنبوا السبع الموبقات , قالوا: يا رسول الله وما هن ؟ قال: الشرك بالله , والسحر , وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق , وأكل الربا , وأكل مال اليتيم , والتولى يوم الزحف".

          29- تحريم العِيافة : أي زجر الطير والتفاؤل بها " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعِيَافَةُ ، وَالطِّيَرَةُ ، وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ."

          30- تحريم الطَّرْق : وهو الضرب بالحصى وهو الخط فى الرمل " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعِيَافَةُ ، وَالطِّيَرَةُ ، وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ."

          31- تحريم الطِّيَرَة : التشاؤم بأسماء الطيور وأصواتها وألوانها " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعِيَافَةُ ، وَالطِّيَرَةُ ، وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ."

          32- تحريم الكِهانة : الكهانة نوع من الاعتقاد بعلم الغيب , والعرب تسمي كل من أذن بشيء قبل وقوعه كاهناً، ومنهم من كان يسمي المنجم كاهناً. وللكهانة معانٍ عند غير العرب، ويهمنا معناها عندهم في جاهليتهم، لأن هذا هو الذي نزل فيه التحريم في الإسلام، لكون الكهانة زعماً كاذباً بادعاء علم الغيب .والأصل في تحريمها الكتاب والسنة والإجماع. أما الكتاب فالأصل أن علم الغيب علم لا يعلمه إلا الله، كما قال عز وجل: " عالم الغيب فلا يظهر علىغيبه أحد إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " فبيّن الله أن لا أحد يعلم الغيْب إلا الله , ومن أطلعه الله على الغيْبِ من رُسُلِه. وروت عائشة -رضي الله عنها- أن أناساً سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال: (إنهم ليسوا بشيء) قالوا: يارسول الله، إنهم يحدثون بالشيء يكون حقاً، فقال عليه الصلاة والسلام: (تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاج فيخلطون معها أكثر من مائة كذبة) . وقد بيَّنها الله فقال تعالى: " ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيمإلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين" وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ).

          33- تحريم التحاكم إلى الطاغوت: فقال تعالى: ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهمآمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكمواإلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أنيضلهمضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ) .. إذ كانوا في الجاهليةِ ينصبون الطواغيت والكهان والعرافين فيولونهم القضاء بين الناس فيجميع ما ينشأ بينهم من خلاف وخصومة في الأموال والدماءوالفروج وغير ذلك , وإذا صدر الحكم من الطواغيتِ فهو نافذ لا يقبل النقض فأبطل الله هذه العادات ،والتقاليد وقضى عليها ، وقصر العبادة على الله سبحانهوتعالى ، وقصر التقاضي والتحاكم على شرع الله (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ) , وقال تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) , وقال تعالى : " فلا وربك لا يؤمنونحتىيحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيتويسلموا تسليما"

          34- تحريم الإعتقاد في الصدى والهامة : وورد أن "الصدى" ما يبقى من الميت في قبره، وهو جثته، وقيل: حشوة الرأس، أي دماغ الإنسان الهامة والصدى. وكانت العرب تقول إن عظام الموتى تصير هامة فتطير. وقال بعض الأخباريين: إن العرب تسمي ذلك الطائر الذي يخرج من هامة الميت إذا بلي، الصدى , وقد نهى الإسلام عن الاعتقاد بالصدى والهامة. ورد في الحديث: "لا عدوى، ولا هامة، ولا صفر".

          35- الأمر بطمْس التماثيل , والنهي عن تكليل القبور أو تسنيمها والأمر بتسْويتها : فعن ‏أبي وائل ‏أن ‏‏عليا ‏ ‏قال ‏‏لأبي الهياج الأسدي ‏ ‏أبعثك على ما بعثني به النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن ‏ ‏لا تدع قبرا ‏ ‏مشرفا ‏‏إلا سويته ولا تمثالا إلا ‏ ‏طمسته .. ونهى الإسلام عن تكليل القبور أي رفعها تبنى مثل الكلل. وهي الصوامع والقباب التي تبنى على القبور. وقيل: هو ضرب الكلة عليها. وهي ستر مربع يضرب على القبور

          36- إبطال اعتِقادِهِم بأن أنبياء الله يجِب أن يكونوا من الملائِكةِ لا البشر : فقال تعالى حين زعموا أن الله يُرْسِل انبياءَهُ على الأامم السابِقةِ من الملائِكة فقال تعالى مقيماً الحجة عليْهِم " وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ " فجميع هؤلاء الأنبياء غير موجودين اليوم إما ماتوا وإما رفعهم الله إليْه كعيسى واليسْع وإدريس .. وإن كنتم في شكٍّ من ذلِك فَاسْأَلُوا ، يَا أَيُّهَا المُنْكِرُونَ أَهْلَ الكُتُبِ السَّابِقَةِ ( أَهْلَ الذِّكْرِ ) أَمِنَ البَشَرِ كَانَ الرُّسُلُ أَمْ مِنَ المَلاَئِكَةِ؟ فَإِنْ كَانُوا مِنَ المَلاَئِكَةِ أَنْكَرْتُمْ ، وَإِنْ كَانُوا مِنَ البَشَرِ ، فَلِمَ تُنْكِرُونَ أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ رَسُولاً؟


          يتبع
          "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
          رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
          *******************
          موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
          ********************
          "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
          وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
          والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
          (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

          تعليق


          • #20
            بسم الله ما شاء الله اضافات قيمة اخانا د/أمير تقبل الله منكم

            جزاك الله خيرا على اضافتك اخانا صفي الدين تقبل الله منكم

            تعليق


            • #21
              ب) القضاء على الأباطيل والخرافات وسيء الأخلاق , وإتمام مكارِمِ الأخلاق[1]:



              يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"

              1) ربط العبادة والدين بمكارِمِ الأخلاق: ربَطَ الإيمان وحُسْنَ الإسْلامِ بالعبادات ومكارم الأخلاق .. فلم يجْعل الإيمان عبادة فقط بل جعلها عبادة ومكارم أخلاق .. فقال تعالى " قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذي هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، الا على ازواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون، والذين هم على صلواتهم يحافظون " فالمؤمنون المفلحون هم من جمعوا كل ما سبق في الآية الكريمة من عبادات ومكارم أخلاق..


              2) وجعل علامة حُسْنِ الإسْلام بحُسْن الخُلُق , فقال صلى الله عليْهِ وسلّم " أحسن الناس اسلاما أحسنهم خلقا".

              3)
              وجعل علامة حُسْنِ الإيْمان بحُسْن الخُلُق فقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم : "أي المؤمنين أفضل إيمانا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : (أحسنهم أخلاقا ) "

              4) وربط الإيمان بحُسن الجوار
              " والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن"، قالوا: من يا رسول الله؟ قال:" من لا يأمن جاره بوائقه" .. فلا تنفع كثرة صلاة ولا صيام وزكاة وأنت مُسيء لجارِك " جاء أناس للرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله فلانة تذكر بكثرة صلاتها وصيامها وزكاتها، غير انها تؤذي جيرانها فقال صلى الله عليه وسلم:" هي في النار". ..

              5) وجعل إماطة الأذى عن الطريق من علامات الإيمان " الايمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا اله الا الله، وأدناها اماطة الأذى عن الطريق".

              6)
              وربطَ أركان الإسْلام بحُْسنِ الخُلُق .. فقال تعالى عن علاقة الصلاة ومكارم الأخلاق : " وأقم الصلاة، ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي"

              7) وربَطَ بين الصدقة ومكارم الأخلاق
              : "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها"

              8) وجعل التبسم في وجه أخيك وغيرها من مكارم الأخلاق من الصدقات : " تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وارشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وافراغك من دلوك في دلو اخيك صدقة، واماطة الأذى عن الطريق صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر صدقة، وأعظم الصدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته" ....

              9) وجعل مثقلات الموازين يومَ الدينِ مكارِمُ الأخلاق: فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق".. وبالتالي إن حسُن الإسْلام بالأخلاق وإن لم ينفع الإيمان بلا أخلاق فحقّ أن يكون أكثر سببٍ لدخول الجنة بعد توحيد الله هو حُسْن الخُلُق فيقول صلى الله عليْهِ وسلّم : " أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق".

              10) وفي تعبده لله كان صلى الله عليه وسلم يدعوه بان يلهمه حُسْن الخلق "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها الا أنت", وربط صلى الله عليْه وسلم بين حبه وبين حسن الخُلُق يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ألا اخبركم باحبكم اليّ"، قالوا بلى يا رسول الله، قال:" ألا أخبركم بأحبكم اليّ"، قالوا بلى يا رسول الله، قال:" أحسنكم خلقا".

              11) وجعل أشر الناس منازلاً عند الله يوم القيامةِ أسوأهم أخلاقاً : و هم من كانوا في الدنيا شرارهم وأفحشَهُم : " ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من يتركه الناس لاتقاء فحشه".

              12) وبين أن المُفْلِس يوم القيامة هو سيِّء الخُلُق الذي أتى ربه بصلاة وزكاة وعبادة فلم تنفعه وتنههُ عن سوء الخُلُق : المفلِس من صلى وصام وقام , وظن ان هذا سيعفيه ويحميه من عذاب الله , ولم تنهه صلاته وعبادته عن سيء الأخلاق فكذي وشتم وذذف وضرب , " أتدرون ما المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال:" المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا،فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار" رواه مسلم.

              13)
              الأمر بافشاء السلام والقاء السلام على أهل البيت قبل دخوله: ووجوب الإسْتئذان من اهل البيت والتسليم عليهم قبل الدخول , فقال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها}وقال تعالى : { فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة }وقال تعالى:{ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ) , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(حق المسلم على المسلم ست. قيل وما هن يا رسول الله؟ قال : إذا لقيته فسلم عليه ... الحديث).

              14) وشرّع الإسْلام في السلام فجعل فيه سنة وواجب ومستحب ونهي : من السنة إلقاء السلام، ومن السنة الجهر بها " إذا سلَّمت فأسمع فإنها تحية مباركة طيبة ", ومن السنة تعميم السلام " أي الإسلام خير ؟ قال أن تُطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف " , وجعل من السنة أن يُسلِّم الراكب على الماشي, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير) . ومن السنة أن يُسلم الصغير على الكبير والقليل على الكثير: ( يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير) .. وقال صلى الله عليه وسلم "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".. واسْتحب السلام على الصبيان " أنه كان يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فمر بصبيان فسلم عليهم " , ومن أدبه ومكارم أخلاقه في السلام أنه ما كان يرفع صوته بالسلام في وجود النائِم فجاء في صحيح مسلم من حديث المقداد " فيجيءُ من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً، ويسمع اليقظان " , وجعل رد السلام واجب لقوله تعالى :"وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ".. ونهى عن البدء بالسلام على أهل الكِتاب الذين تلاعبوا بالسلام وسبوا المسْلمين ولعنوهم , فنهى الله عن بدْئِهم بالسلام "لا تبدؤُوا اليهود والنصارى بالسلام . فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه" .. وفي الرد عليْهم نقول " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا :وعليكم" , وأما إذا تحققنا من سلامة نيّتِهم وصحة القائِهِم للسلام فالرد عليْهم بمثلها أو أحسن منها هو أولى " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها".

              15) الأمر بالإسْتِئذان قبل الدخول : قال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا " وقال تعالى :"يا أيها الذين الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ", وقال تعالى :" وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا ", وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ) متفق عليه ..

              16) إذا قال رب البيت للمستأذن ارجع، فليرجع: لقوله تعالى: { وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم }

              17) تحريم النظر في بيتِ غيْرِك إلا بإذْنِه , ويُحرم كشْف حُرْمَتِهِ : فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( من اطلع في بيت قومٍ بغير إذنهم، فقد حلَّ لهم أن يفقؤا عينه ). وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو أن رجلاً اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاةٍ، فقفأت عينه، ما كان عليك من جناحٍ).

              18) الاستئذان عند إرادة القيام والانصراف من المجلس : وهذا أدبٌ نبوي رفيع، ولعل العلة في ذلك هو خشية وقوع البصر على شيء لا يحل النظر إليه , قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده، فلا يقومن حتى يستأذنه )

              19) الطوافون مما ملكت الأيمان والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم؛ يستأذنون في ثلاثة أوقات: الأولى: قبل صلاة الفجر , والثانية:وقت القيلولة , والثالثة:بعد صلاة العشاء لقول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"

              20) الحثّ على المصافحة وتبيان فائدتها في اذهاب الغل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ). وقال صلى الله عليه وسلم:( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرقا ) .

              21) منع مصافحة المرأة الأجنبية التي لا تحل له : ويستدل لذلك بما رواه البخاري في صحيحه، من حديث عائشة- أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها في مبايعة المهاجرات- قالت: ( ... فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلقن فقد بايعتكن . لا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، غير أنه بايعهن بالكلام، والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء إلا بما أمر الله، يقول لهن إذا أخذ عليهن: قد بايعتكن . كلاماً ) وفي حديث أميمة بن رقيقة-رضي الله عنها- إنه صلى الله عليه وسلم لما بايع النساء ( قالت : فقلنا: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلم نبايعك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إني لا أصافح النساء. إنما قولي لمائة امرأة، كقولي لامرأة واحدة، أو مثل قولي لامرأة واحدة ).

              22) استحباب عدم نزع اليد عند المصافحة حتى يكون الآخر هو البادئ بذلك: لما رواه أنس بن مالك-رضي الله عنه- أنه قال:( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجلُ الذي ينزع...الحديث ).

              23) النهي عن الإنحناء والتقبيل عند اللقاء بين الرجل والرجل : فعن أنس بن مالك-رضي الله عنه- قال: ( قال رجل: يا رسول الله أحدنا يلقى صديقه أينحني له؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، قال: فيلتزمه ويقبله؟ قال: لا، قال: فيصافحه؟ قال: نعم إن شاء ) . ومع هذا فلا يمنع من المعانقة , ومن تقبيل الأب لابنه وأخوانه , أو من تقبيل أيدي العلماِ تديُّناً.

              24) تحريم سجودِ التعظيم عند لقاءِ الملوك والعظماء والعلماء: ودليله أنه لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( ما هذا يا معاذ؟ ) قال: أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددتُ في نفسي أن نفعل ذلك بك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فلا تفعلوا فإني لوكنتُ آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها،والذي نفسُ محمدٍ بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه ).

              25) تحريم الزيارة في غير الأوقات الثلاثة التي في آية الاستئذان: "يا أيها الذين الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء" والعلة في ذلك أن هذه الأوقات مظنة النوم، والإخلاد إلى الراحة، والإفضاء إلى الأهل، فلذلك حصل المنع من الدخول في هذه الأوقات إلا بإذن.

              26) لايؤم الزائر صاحب البيت، ولا يجلس على فراشه إلا بإذنه: لأن الرجل في بيته أحق من غيره، فكانت إمامة الصلاة، والجلوس على فراشه المعد له، لا يكون إلا بإذنه . قال صلى الله عليه وسلم : ( يؤُم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء، فأقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سلماً، ولا يؤمن الرجلُ الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته, إلا بإذنه (وفي رواية : إلا أن يأذن لك أو بإذنه ) ".

              27) الإيمان بالله مقرون باكرام الضيف : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".

              28) استحباب إجابة الدعوة ووجوبها في العُرْس : قال صلى الله عليه وسلم : ( حق المسلم على المسلم خمسٌ ردُّ السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس ), وقوله :( أجيبوا هذه الدعوة إذا دُعيتم لها قال وكان عبد الله[ابن عمر] يأتي الدعوة في العرس وغير العرس وهو صائم ). و دعوة العرس واجبة لقوله صلى الله عليه وسلم ( شر الطعام طعام الوليمة يُدعى لها الأغنياء ويُترك الفقراء ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله ).. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :( إذا دُعي أحدكم فليجب فإن كان صائماً فليصل وإن كان مفطراً فليطعم )
              29) وجوب إكرام الضيف : فعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال (إن نزلتم بقومٍ فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم ). ولفظ الترمذي : ( إن أبوا إلا أن تأخذوا كرهاً فخذوا ) . وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة، ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه) قالوا: يا رسول الله وكيف يؤثمه؟ قال:( يقيم عنده، ولا شئ له يقريه به ).

              30) النهي عن التكلف للضيف: والمرجع في ذلك إلى العرف، فما تعارف الناس على أمرٍ وعدوه تكلفاً، فهو تكلف، وما لا فلا , عن أنسٍ -رضي الله عنه- قال: "كنا عند عمر فقال نُهينا عن التكلف" , وصنع الطعام للضيف يكون بالقدر الذي يفي بالمقصود بلا إسراف ولا تقتير، وخير الأمور أوسطها : فمن حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية ) , وعن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن طعام المتباريين أن يؤكل " . قال الخطابي: المتباريان هما المتعارضان بفعليهما يقال تبارى الرجلان إذا فعل كل واحد منهما مثل فعل صاحبه ليرى أيهما يغلب صاحبه.

              31) النهي عن تعيير الرجل بفعل غيره ، لا سيما أبوه وأمه: فخالفهم صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال : « أَعَيَّرْتَهُ بأمه ؟ إنك امرؤ فيك جاهلية » ... فقد جاء في الحديثِ عن شعبة عن واصل عن المعرور ، قال : لقيت أبا ذر بالرَّبَذة ، وعليه حُلَّة وعلى غلامه حُلَّة ، فسألته عن ذلك ، فقال : " إني ساببت رجلا ، فعيرته بأمه ، فقال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " يا أبا ذر ، أعيرته بأمه ؟! إنك امرؤ فيك جاهلية ، إخوانكم خَوَلُكُم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم » .

              32) نهى عن التكبر بسبب الرئاسة الذي كان سائِداً في الجاهلية : وذلِك التكبر على رِئاسة المواضع المقدسة ، كأن يدعي الرجل الشرف على المسلمين بسبب رئاسته على مكة والمدينة ، ومنهم من ادعاه بسبب الرئاسة في المشاهد أو مقامات الصالحين فذمهم الله تعالى بقوله : { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ } .. "مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ " أي : بالبيت الحرام وافتخارهم بأنهم خُدَّام البيت وقُوَّامه .

              33) النهي عن الافتخار بالصنائع : كما افتخر أهل الرحلتين على أهل الحَرْث , وهما رحلة الشتاء إلى اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام ، وهي عادة كانت لقريش ، كما ذكر في سورة الإيلاف . والمقصود أنه لا ينبغي للتاجر أن يفتخر بتجارته على أهل الحرث ، ولا أهل كل حرفة على المحترفين بحرفة أخرى ، فإن كل ذلك من المكاسب الدنيوية التي يُتَوَصَّل بها إلى عبادة الله ، وطاعته ، وامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، ليتوصل بذلك إلى النجاة الأبدية ، وهي مدار الفخر .
              34) النهي عن الاعتراض على تقسيم الله للأرزاق : كقولهم : { وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [ الزخرف : 30 - 32 ] .

              35) حرّم ازدراء الفقراء : فأنزل سبحانه قوله : { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ } [ الأنعام : 51 - 52 ] .

              36) اسْقَطَ امتناعهم من تزويج بنات الأشراف ممن دونهم في المنزلة

              37) المساواة بين العربي والأعجمي : ونهى عن عادة امتناع العربي من تزويج ابنته إلى أعجمي، ونهى عن كل ما من شأنه يكرم العرب عن الأعاجم ونهى عن استعلائِهم عليهم... وجعل لا شرف ولا كرم إلا بشرف التقوى وكرامتها "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " , وقال " لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ".

              38) النهي عن التفاخر بالأنساب : ووجوب التعارف للتعاون... يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " .. وقد كان المفاخر في اجاهلية بالآباء والأجداد، وبالسيادة والشرف، وبالكثرة، وبالحسب والنسب، حتى إنهم انطلقوا في بعض الأوقات إلى القبور فكانوا يشيرون إلى القبر بعد القبر، ويقولون: فيكم مثل فلان ومثل فلان؟ وفي ذلك نزلت الآية: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ، كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ}

              39) تحريم تسيب السائِبة : فالسائبة أن الرجل يقول : إذا قدمت من سفري ، أو برئت من مرضي ، فناقتي سائبة ، فإذا قدم أو برىء سيّبها لآلهتهم ، فلا تُحلَب ، ولا تُركب ، ولا تُمنَع من شجر ، وقد يُسَيّبُون غير الناقة ، فإذا سيّبوا العبد فلا يكون عليه ولاء لأحد ، وأما في الإسلام فقد جُعِلَ التسيُّبُ العتق ، وولاؤه للمسلمين " اشتريها وأعتقيها واشترطي لهم الولاء فإن الولاء لمن أعتق" ، وتسييب الحيوان حرام ، كما يفعله جهلة النساء في الديك الأبيض ؛ يحرر حتى يموت ، فإذا فعل ذلك ذبح وأكل.. وأكد الله انها بدع الجاهلية وليست من شريعته بل افتراء عليه " ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب"

              40) تحريمُ الغيبة والنميمة : والنميمة هي نقل الحديث على وجه الإفساد ولذا يجوز ذكر الشخص وهو غائب في مواطن هي التظلم بأن يذكر المسلم من ظلمه لإزالة ظلمه، الاستعانة على تغير المنكر بذكر صاحب المنكر. الاستفتاء نحو قول المستفتي ظلمني فلان بكذا فهل يجوز له ذلك، تحذير المسلمين من الشر بذكر فاعله قصد أن يحذروه، المجاهر بالفسق لا غيبة له، التعريف بلقب لا يعرف الرجل إلا به.

              41) تحريم الخيلاء: وقد عرف بعض الجاهليين بالخيلاء والزهو والتغطرس. وقد اعتبرها الإسلام من سمات أهل الجاهلية.. فقال تعالى " إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً " .. وقد قال صلى الله عليْهِ وسلّم : "من جر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة"

              42) أبطل الإسلام كل سمة من سمات الجاهلية : فأبطل كل علامة من العلامات التي كانت تعد من صميم حياة الجاهليين. وفي جملتها المثل الأعرابية والحياة البدوية، فاعتبر الأعرابية بعد الإسلام ردة ونهى عن الهجرة من المدن إلى البوادي، فكان الأعرابي إذا دخل الإسلام، لزم الحضارة، وكلف بواجب الجهاد في سبيل نشر الإسلام، لما في التبدي والأعرابية من ابتعاد عن الجماعة وترك للواجب الملقى على المواطن في الدفاع عن الإسلام وفي العمل على إنهاض المجتمع والإنتاج في سبيل الخير العام. لذلك لام الناس "أبا ذر الغفاري"، حين لجأ إلى "الربذة" فأقام بها وتعزب بذلك عن الجماعة.

              43) خضرمة النوق: فقد كانوا في الجاهلية يخضرمون آذان الأنعام , فلما جاء الإسلام أمروا أن يخضرموا من غير الموضع الذي يخضرم منه أهل الجاهلية .. وذلك منعًا من التشبه بالجاهليين، وإبعادًا للمسلمين عن تذكر أيام ما قبل الإسلام.



              يتْبَع


              [1] عُمْدتنا في هذا المبحث محاضرات للداعية عمرو خالِد , وكتاب الآداب لفؤاد شلهوب.
              "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
              رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
              *******************
              موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
              ********************
              "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
              وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
              والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
              (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

              تعليق


              • #22
                هذا الموضوع يجبُ تثبيتُه.

                عودة للقراءة.
                وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                رحِمَ
                اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                تعليق


                • #23
                  إن كان السائلُ نصرانياً ,ألا يعلمُ ما أتى به الإسلامُ بخصوص عقيدته النصرانية (فقط)

                  - المسيح عليه السلام ليس بإلهٍ كما ادعواْ باطلاً وزواً ( إنْ هو إلا عبدُ أنعمنا عليهِ وجعلناهُ مثلاً لبنى إسرائيل)

                  - ذكر تفاصيل عن المسيح عليه السلام وحقائق لم تذكرها الأناجيل الأربعة ككلامهِ فى المهد وأنه كان ينفخُ فى الطين فيصيرُ طيناً بإذنِ الله وأنه كان ينبئ الناس بما يأكلون وما يدخرونَ فى بيوتهم , وطلب الحواريين لنزول مائدةٍ من السماء .

                  - التأكيد على عدم صلبِ المسيح عليهِ السلام ( وما صلبوه وما قتلوه ) ورفعه حياً بدون أذي ( بل رفعهُ الله إليه )

                  - نفي خُرافة الثالوث ( فلا تقولواْ ثلاثة ) وكُفر القائلين به ( لقد كفر الذين قالواْ إنْ اللهَ ثالثُ ثلاثة )

                  - بيان سبب ضلال النصاري عن منهجِ المسيح عليه السلام ( اتخذواْ أحبارهم ورهبانهُم أرباباً من دونِ الله ) , ( لا تتبعواْ أهواء قومٍ قد ضلواْ من قبلُ وأضلواْ كثيراً )

                  - ذكر مُحاكمة إلهية ستُجري يومَ القيامة بين خالق السموات والأرض وعبده عيسى بن مريم ( أأنت قلتَ للناس اتخذوني وأمي آلهين من دونِ الله ) وتبرئة المسيح عليه السلام من زعم الألوهية التى ألقيت عليه , وخضوعه وإذعانه بين يديَّ ربه

                  - براءة السيدة مريم عليها السلام مما رماها به اليهود بالزور والبهتان ( وقولهم على مريم بهتاناً عظيما ) وتصحيح الصورة بشأن ولادة المسيح فى أوائلِ سورة مريم

                  - نفي اتخاذ الله للولد ( أنَّي يكونُ له ولد ولم تكن له صاحبة ) , وإبطال قولهم ( نحنُ أبناءُ اللهِ وأحباؤه ) وأنه لو صح قولهم هذا ببنوة حقيقة او مجازية ( فلم يعذبكُم بذنوبكم ) إذ أن المُحب لا يُعذب حبيبه

                  - بشارة المسيح عليه السلام بسيدنا محمد ( ومبشراً برسولِ يأتي من بعديِ اسمهُ أحمدْ )

                  - وقوع التحريف فى كُتب القوم ( يُحرفون الكلم عن مواضعه ) , ( يحرفون الكلم من بعد مواضعه ) , ( يكتبون الكِتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله )

                  الخ هذا كله مما يطول ذِكره
                  ===========
                  سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) الأعراف

                  تعليق


                  • #24
                    رد: نصرانى يتسائل ...ما الجديد الذى اتى به الاسلام .؟


                    نحن من يحق له ان يسأل ما الجديد الذي اتت به المسيحية
                    فعلى الارض هناك الالاف الديانات القديمة والحديثة التي تتشابه فكرتها مع المسيحية
                    والتي تدور حول آله متجسد وصنم يعبد ووسطاء بين الرب والعبد ... والكثير من الخرافات الوثنية والتي تزخر بها ديانة النصراني السائل
                    لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

                    حكمة هذا اليوم والذي بعده :
                    قل خيرًا او اصمت



                    تعليق


                    • #25
                      رد: نصرانى يتسائل ...ما الجديد الذى اتى به الاسلام .؟

                      لو أن الفضيلة الوحيدة للإسلام أنه نجانا من ضلال المسيحية لكفى به نعمة وتجديدا
                      لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله
                      - نظمي لوقا -

                      تعليق


                      • #26
                        رد: نصرانى يتسائل ...ما الجديد الذى اتى به الاسلام .؟

                        جزاكم الله خيرا .
                        أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                        أشفق على النصارى الحيارى !
                        كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                        الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                        تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                        موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                        فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                        أورثوذوكسي يعترف !
                        د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                        كل يوم اية و تفسيرها
                        حقيقة المنتديات المسيحية !
                        بولس الدجال
                        لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                        التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                        فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                        حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                        سؤال للطلبة النصارى
                        كشف عوار شبهات الكفار
                        محنة الثالوث مع مزمور 2
                        النصارى في لحظة صدق نادرة !



                        تعليق

                        مواضيع ذات صلة

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        ابتدأ بواسطة محمد خالد, منذ 4 يوم
                        رد 1
                        21 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                        بواسطة *اسلامي عزي*
                         
                        ابتدأ بواسطة خادم للجناب النبوى الشريف, 22 أكت, 2023, 06:48 ص
                        ردود 0
                        29 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة خادم للجناب النبوى الشريف  
                        ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 28 أغس, 2023, 07:58 ص
                        ردود 0
                        16 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                        ابتدأ بواسطة mohamed faid, 18 ماي, 2023, 07:38 م
                        ردود 0
                        31 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة mohamed faid
                        بواسطة mohamed faid
                         
                        ابتدأ بواسطة Aiman93, 24 يون, 2022, 11:04 ص
                        رد 1
                        25 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة عاشق طيبة
                        بواسطة عاشق طيبة
                         
                        يعمل...
                        X