الإستشراق والقرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ظل ظليل مسلم اكتشف المزيد حول ظل ظليل
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإستشراق والقرآن

    الإستشراق والقرآن

    [1] مصدر القرآن ..

    [2] صحة النص القرآني ..

    [3] خطورة القرآن …

    [1] مصدر القرآن ..

    القرآن الكريم هو كتاب الإسلام الأول الذي تقوم على أساسه عقائد الدين الإسلامي وشريعته، وتنبثق منه أخلاق الإسلام وآدابه. فإذا ثبت أنه وحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا ومن خلفه، فإن الإيمان به يصبح أمراً لا مفر منه .
    ومن أجل ذلك اتجهت جهود المناهضين للإسلام قديماً وحديثاً إلى محاولة زعزعة الاعتقاد في صحة القرآن وفي مصدره. وقد بذل الوثنيون جهدهم في مقاومة فكرة أن القرآن وحي من عند الله. فزعموا أنــه( إفك افتراه وأعانهُ عليه قومٌ آخرون)( الفرقان:4) وأنـه (أساطير الأولين اكتتبها فهي تُملى عليه بكرةً وأصيلاً)( الفرقان :5) وأن محمداً (.. يعلمه بشر ..) ( النحل: 103)، أو أن القرآن قول ساحر أو كاهن. وكانوا يهدفون من وراء ذلك كله إلى إبطال القول بأنه وحي السماء إلى محمد صلى الله عيه وسلم لهداية البشر .
    وقد حذا المستشرقون المتحاملون على الإسلام في موقفهم من القرآن حذو مشركي مكة. وبذلوا محاولات مستميتة لبيان أن القرآن ليس وحياً من عند الله وإنما هو من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم . ورددوا أحياناً الاعتراضات التي قال بها الوثنيون قديماً رغم دحض القرآن لها.
    يقول ( جورج سيل G. Sale ) في مقدمة ترجمته الإنجليزية لمعاني القرآن التي صدرت عام 1736 م ما يأتي :
    ( أما أن محمداً كان في الحقيقة مؤلف القرآن والمخترع الرئيسي له فأمر لا يقبل الجدل، وإن كان من المرجح ـ مع ذلك ـ أن المعاونة التي حصل عليها من غيره في خطته هذه لم تكن معاونة يسيرة. وهذا واضح في أن مواطنيه لم يتركوا الاعتراض عليه بذلك ) .
    وقد كان ( جورج سيل ) ممن لهم اهتمام بالغ بالإسلام لدرجة أنه وصف بأنه نصف مسلم. وقد صادفت المقدمة التمهيدية للترجمة التي جزم فيها بتأليف محمد للقرآن نجاحاً عظيماً في أ وروبا، الأمر أدي بمستشرق آخر هو ( كاسمير سكي) أن يجعل من مقدمة ( سيل) مقدمة لترجمته الفرنسية لمعاني القرآن التي صدرت عام 1841 م. وقد استطاعت هذه المقدمة أن تثبت وجودها زمناً طويلاً جداً كمصدر علمي موثوق به لدى المستشرقين مـن حيث اشتمالها على عرض شامل للدين الإسلامي .
    وقد أصبحت قضية تأليف محمد للقرآن لدى المستشرقين ( أمراً لا يقبل الجدل ) ، كما يقول ( سيل)، غير أن من المستشرقين من يذكرذلك صراحــة كما فعل (سيل) من قبل، وكما فعل ( رينان ) من بعده، إذ اعتبر الرسالة المحمدية امتداداً طبيعياً للحركة الدينية التي كانت سائدة في عصر محمد صلى الله عليه وسلم دون أن تشتمل هذه الرسالة على أي جديد . ومنهم من يذكر ذلك بأسلوب أقل حدة وبطريق غير مباشر، وبعض المستشرقين المعاصرين ينحو هذا المنحى، الأمر الذي يجعل رأيهم يبدو وكأنه استنتاج علمي .
    وإذا كان محمد هو مؤلف القرآن فإن الفرية الاستشراقية تحاول أن تكون محبوكة بقدرالإمكان وذلك ببيان المصادر التي اعتمد عليها محمد في كتابته للقرآن. ويذهب الخيال الاستشراقي في هذا الصدد كل مذهب لإثبات مزاعمه .
    ويرى ( ريتشارد بل Richard Bell ) مؤلف كتاب مقدمة القرآن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتمد في كتابته للقرآن على الكتاب المقدس، وخاصة على العهد القديم في قسم القصص. فبعض قصص العقاب كقصص عاد وثمود مستمدة من مصادر عربية، ولكن الجانب الأكبر من المادة التي استعملها محمد ليفسر تعاليمه ويدعمها قد استمده من مصادر يهودية ونصرانية. وقد كانت فرصته في المدينة للتعرف على ما في العهد القديم أفضل من وضعه السابق في مكة حيث كان على اتصال بالجاليات اليهودية في المدينة، وعن طريقها حصل على قسط غير قليل من المعرفة بكتب موسى على الأقل .
    ويذهب المستشرق ( لوت ) إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم مدين بفكرة فواتح السور من مثل: حَمَ وطَسم، والمَ إلخ . لتأثير أجنبي ، ويرجح أنه تأثير يهودي، ظناً منه أن السور التي بدئت بهذه الفواتح مدنية خضع فيها النبي صلى الله عليه وسلم لتأثير اليهود. ولو دقق في الأمر لعلم أن سبعاً وعشرين سورة من تلك السور التسع والعشرين مكية، وأن اثنتين فقط من هذه السور مدنية وهما سورتا البقرة وآل عمران .
    وعن التأثير النصراني يقول ( بارت) :
    لقد كانت معلومات الناس في مكة ـ في عصر النبي ـ عن النصرانية محدودة وناقصة ولم يكن النصارى العرب سائرين في معتقداتهم في الاتجاه الصحيح. ولهذا كان هناك مجال لظهور الآراء البدعية المنحرفة. ولولا ذلك لما كان محمد على علم بأمثال تلك الآراء التي تنكر صلب المسيح وتذهب إلى أن نظرية التثليث النصرانية لا تعني الأب والابن وروح القدس ، وإنما تعني الله وعيسى ومريم. وعلى أية حال فإن المعارف التي استطاع محمد أن يجمعها عن حياة المسيح وأثره كانت قليلة ومحدودة . وعلى عكس من ذلك كان محمد يعرف الشيء الكثير عن ميلاد عيسى وعن أمه مريم .
    وما يقصد أن يقوله ( بارت ) هنا واضح وهو أن المعلومات التي وردت في القرآن عن النصرانية وعن المسيح وأمه كانت المعلومات الشائعة آنذاك إما خاطئة أو محدودة. فمحمد إذن هو مؤلف القرآن .

    ويزعم المستشرقون أيضاً أن محمداً تعرف على النصرانية من بحيرى الراهب في رحلته التجارية إلى الشام. وقد تمثل محمد في نفسه ما سمعه من بحيرى الراهب وما عرفه من أتباع اليهودية، وخرج على الناس يعلن دينه الجديد الذي لفّقه من الدينين الكبيرين .
    وهذه كلها مزاعم واهية لا حظ لها من العلم ولا سند لها من التاريخ ، وإنما هي تخمينات وافتراضات يضعها أصحابها كما لو كانت ( حقائق ثابتة لا تقبل الجدل).
    وقد تناول الدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله في دراسته القيمة ( مدخل إلى القرآن ) جميع الافتراضات المتعلقة باحتمال وجود مصدر بشري للقرآن. وناقشها مناقشة علمية ، وأظهر زيفها وبطلانها، وانتهى إلى القول بأن :
    جميع سبل البحث التي وقعت تحت أيدينا وناقشناها ثبت ضعفها وعدم قدرتها على تقديم أي احتمال لطريق طبيعي أتاح له ( أي للنبي صلى الله عليه وسلم ) فرصة الاتصال بالحقائق المقدسة. ورغم الجهد الذهني الذي نبذله لتضخيم معلوماته السمعية ومعارف بيئته ، فإنه يتعذر علينا اعتبارها تفسيراً كافياً لهذا البناء الشامخ من العلوم الواسعة والمفصلة التي يقدمها لنا القرآن الكريم في مجال الدين والتاريخ والأخلاق والقانون والكون.. إلخ .
    فلم يبق إلاّ أنه وحي الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أرسله رحمة للناس أجمعين. ويحق لنا أن نسأل الذين يجادلون في مصدر القرآن ويرون أنه مأخوذ من النصرانية واليهودية أو من البيئة العربية .
    ما المانع أن يكون القرآن وحياً أصيلاً مأخوذاً من النبع نفسه الذي اغترفت منه الديانات السماوية الصحية ؟
    ما المانع أن يكون الإسلام هو الحلقة الأخيرة من حلقات الوحي الإلهي الذي أقام الاتصال بين السماء والأرض على مدى تاريخ البشرية ؟
    لماذا تحرِّمون على الإسلام ما تبيحونه لليهودية والنصرانية ؟
    هل هو التعصب الأعمى ، أم هي الكراهية لهذا الدين الذي جاء مصححا لما طرأ على الديانات السابقة من أوهام وأباطيل، وكاشفاً لوجه الحق فيها ؟
    هل مبدأ جواز اتصال السماء بالأرض عن طريــق الوحي مبدأ مسلم به أم لا.؟!
    إنه إذا كان هذا المبدأ مسلماً به فلا معنى لأن تحتكره اليهودية والنصرانية وتمنعه عن الإسلام، وإذا لم يكن مسلماً به فلا مجال للديانات جميعها ؟
    لقد جاء القرآن الكريم بما هو أعلى وأوسع وأكمل من كل المعلومات التي كانت لدي بحيرى الراهب ولدى كل النصارى واليهود في شتى بقاع العالم، وجاء القرآن مصدقاً لما نزل على موسى وعيسى وداود وسليمان وغيرهم من حيث كون الكتب التي نزلت عليهم هي في الأصل وحي من عند الله، كما جاء القرآن مهيمناً على هذه الكتب وحاكما عليها، فذكر القرآن أن اليهود والنصارى أوتوا نصيباً من الكتاب، وأنهم نسوا حظاً مما ذكروا به وأنهم حرفوا الكلم عن موضعه، كما بيّن القرآن الكريم كثيراً من القضايا الكبرى التي كانت موضع خلاف بينهم في العقائد والأحكام والأخبار وهناك العديد من الأمثلة التي خالف فيها القرآن ما ورد من أخبار في كل من العهد القديم والجديد .
    فهل أخذ محمد صلى الله عليه وسلم ذلك من الرهبان في رحلته التجارية إلى الشام؟ وهل كان كفار مكة يسكتون عن ذلك لو عرفوا أن محمداً استقى معلوماته من اليهود أو النصارى ؟
    لقد كانوا يلجأون إلى أوهى المزاعم فلماذا سكتوا عن زعم تلقي محمد عن اليهود والنصارى ؟
    لقد زعم الزاعمون أن الذي يعلّم محمداً هو عبد رومي كان يصنع السيوف في مكة، فرد عليهم القرآن الكريم زعمهم قائلاً :( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يُعَلِّمهُ بشرٌ لُسانُ الذي يُلحدون إليه أعجمي وهذا لسانٌ عربيٌ مبينٌ) ( النحل: 103) . وحتى المعلومات التي ذكرت في القرآن وكان لها أصل في كتب اليهود أو النصارى لم يكن محمد ولا قومه يعلمون شيئاً عنها: ويشير القرآن إلى ذلك بعد قصة نوح مثلاً : ( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ) ( هود: 49 ). وبعد قصة يوسف يقول القرآن : ( ذلك مـن أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذا أجمعوا أمرهم وهم يمكرون ) ( يوسف : 102 ) .
    كما أن هناك من أخبار القرآن ما لم يكن يعرفه أهل الكتاب .. فقد ذكر القرآن الكريم بعد قصة زكريا وولادة مريم عليهما السلام وكفالته لها قوله تعالى :
    ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يُلْقُون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون ) ( آل عمران : 44) .
    فمن أين أخذ محمد صلى الله عليه وسلم كل ذلك ؟
    إنه وحي السماء، فالإسلام ليس ديناً تابعاً لأي دين آخر، ولكنه الدين الذي أراد الله أن يكون خاتم الأديان، وآخر حلقة في قصة اتصال السماء بالأرض لهداية البشر، وقد أعلن القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى :
    (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليــكم نعمتي ورضيت لكـــم الإسلام ديناً) ( المائدة : 3) .
    ونود في هذا الصدد أن نذكر السادة المستشرقين بأن مهد اليهودية والنصرانية والإسلام هو الشرق.. فالشرق هو مهبط الرسالات السماوية ، وعلى أرضه سار رسل الله يحملون رسالته إلى الناس جميعاً، والمقياس لهذه الأديان جميعاً لا بد أن يكون مقياساً واحداً لأن مصدرها واحد . ولكن هذا المقياس الذي نعنيه لن يكون بالتأكيد ذلك المقياس الذي يريد أن يطبقه المستشرقون على علاقة هذه الأديان بعضها ببعض، وهو مقياس التأثير والتأثر كما لو أن الأمر يدور حول شيء إنساني يخضع لهذا المقياس الإنساني . ولهذا نحن نرفض ـ ومعنا كل الحق ـ منهج المستشرقين في دراسة الإسلام لأنه منهج مصطنع جاء وليد اللاهوت الأوروبي ، ولأنه منهج يقصر عن فهم طبيعة الأديان السماوية، ويحاول أن يضعها في صعيد واحد مع الاتجاهات الفكرية الإنسانية .

    [2] صحة النص القرآني ..

    بعد أن تعرفنا على مزاعم المستشرقين في التشكيك في مصدر القرآن نأتي الآن للحديث عن نقطة أخرى تسير في اتجاه التشكيك نفسه، ولكنها في هذه المرة تشكك في صحة النص القرآني وكأنهم بذلك يريدون أن يردوا على القرآن بالسلاح نفسه فقد قرر القرآن أن التوراة والإنجيل قد أصابهما التحريف والتبديل .
    وقد تكلم المستشرقون كثيراً في موضوع القراءات بالأحرف السبعة محاولين إثبات أن القراءة كانت حرة طليقة، الأمر الذي جعل تعرض القرآن للتغيير أمراً لا مفر منه. وهم بذلك يوهمون بأن التدوين وقع في جو هذه الحرية، وفي هذا الجو تم تسجيل قراءات مختلفة. وهذه القراءات التي نجمت عن ذلك لم تكن هي الصورة التي ورد بها الوحي أساساً. ونتيجة ذلك كله هي القول بحدوث تغيير في النص القرآني.
    وقد روّج بعض المستشرقين لفكرة ( القراءة بالمعنى) مما يعطي للمزاعم السابقة سنداً تعتمد عليه. فقد ظهرت هذه النظرية في زعم بعضهم في العهد الأموي وسادت الجو وتلقاها الناس بالقبول ، فلم يكن نص القرآن بحروفه بالنسبة لبعض المؤمنين هــو المهم ولكن المهم كان هو روح النص. ومن هنا ظل اختيار الوجه ( الحرف) في القراءات التي تقوم على الترادف المحض أمراً لا بأس به ولا يثير الاهتمام. وهكذا يمكن أن يخضع تحديد النص لهوى كل إنسان .
    إن اختلاف القراءات أمر ثابت لا ننكره ، ولكن الأمر الذي لا شك فيه أيضاً أن القرآن كان وحياً باللفظ والمعنى معاً. ومن أجل ذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصاً كل الحرص على تسجيل الوحي فور نزوله والعناية بحفظه في السجلات التي سطر فيها . وليس صحيحاً ما يردده ( بلا شير ) من أن فكرة تدوين الوحي لم تنشأ إلا بعد إقامة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وأن التدوين كان جزئياً وناتجاً عن جهود فردية ومثاراً للاختلاف .
    فالثابت أن فكرة تدوين الوحي كانت قائمة منذ نزوله ـ وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام كلما جاءه الوحي وتلاه على الحاضرين أملاه من فوره على كتبة الوحي ليدونوه: وقد بلغ عدد كتاب الوحي ـ كما يذكر الثقات من العلماء ـ تسعة وعشرين كاتباً أشهرهم الخلفاء الراشدون الأربعة ومعاوية، والزبير بن العوام، وسعيد بن العاص، وعمرو بن العاص، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت .
    وأما ما يتعلق بمسألة الأوجه السبعة في القراءة فإن الأمر فيها لم يكن متروكاً لأهواء الناس، وإنما كان محكوماً بما يقرأه الرسول صلى الله عليه وسلم للناس من أوجه للقراءة كان القصد منها التخفيف على الناس في أول الأمر ( فأذن لكل منهم أن يقرأ على حرفه، أي على طريقته في اللغة، إلى أن انضبط الأمر في آخر العهد وتدربت الألسن، وتمكن الناس من الاقتصار على الطريقة الواحدة فعارض جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مرتين في السنة الأخيرة، واستقر على ما هو عليه الآن ) . وهذا ما عليه أكثر علماء المسلمين .
    والواقع الذي عليه المسلمون منذ أربعة عشرة قرناً هو تمسكهم الشديد بالمحافظة على الوحي القرآني لفظاً ومعنى ، ولا يوجد مسلم يستبيح لنفسه أن يقرأ القرآن بأي لفظ شاء ما دام يحافظ على المعنى. وليبحث المستشرقون اليوم في أي مكان في العالم عن مسلم يستبيح لنفسه مثل ذلك وسيعييهم البحث ، فلماذا إذن هذا التشكيك في صحة النص القرآني وهم يعلمون مدى حرص المسلمين في السابق واللاحق على تقديس نص القرآن لفظاً ومعنى ؟
    إنهم يبحثون دائماً ـ كما سبق أن أشرنا ـ عن الآراء المرجوحة والأسانيد الضعيفة ليبنوا عليها نظريات لا أساس لها من التاريخ الصحيح ولا من الواقع. فنحن المسلمين قد تلقينا القرآن الكريم عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو بدوره تلقاه وحياً من الله . ولم يحدث أن أصاب هذا القرآن أي تغيير أو تبديل على مدى تاريخه الطويل . وهذه ميزة فريدة انفرد بها القرآن وحده من بين الكتب السماوية كافة، الأمر الذي يحمل في طياته صحة هذا الدين الذي ختم الله سائر الديانات السماوية .
    وفي هذا الصدد نورد ما ذكره ( رودي بارت ) في مقدمة ترجمتة الألمانية للقرآن الكريم ـ وكأنه يرد على زملائه الذين راحوا يشككون في صحة النص القرآني ـ
    يقول ( بارت ) :
    ( ليس لدينا أي سبب يحملنا على الاعتقاد بأن هناك أية آية في القرآن كله لم ترد عن محمد ) .
    ويتصل بالتشكيك في صحة القرآن القول بأن لغة القرآن ( لا تتميز عن لغة الأدب الدنيوي بعصمة يقينية. وهذا أمر يجده المرء في عدم اتفاق أصحاب النبي فيما بينهم على تبعية بعض فقرات معينة للقرآن ، فابن مسعود ـ مثلاً يرى أن سورة الفاتحة والمعوذتين ليست من القرآن على الرغم من أن هذه السور تعد من أشهر المشهورات ) .
    وهذا الرأي المنسوب إلى ابن مسعود باطل من أساسه. وقد رفضه علماء المسلمين .
    يقول الإمام فخر الدين الرازي :
    ( نقل في بعض الكتب القديمة أن ابن مسعود كان ينكر كون سورة الفاتحة والمعوذتين من القرآن، وهو أمر في غاية الصعوبة، لأنَّا إن قلنا: (إن النقل المتواتر كان حاصلاً في عصر الصحابة يكون ذلك من القرآن ، فإنكاره يوجب الكفر، وإن قلنا: لم يكن حاصلاً في ذلك الزمان فيلزم أن القرآن ليس بمتواتر في الأصل ).
    ومن أجل ذلك يقول الفخر الرازي بأن نقل هذا المذهب عن ابن مسعود نقل باطل. وكذلك يقول القاضي أبو بكر : إنه لم يصح عن ابن مسعود أن هذه السور ليست من القرآن . أما الإمام النووي فيقول في شرح المهذب:
    ( أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن وأن من جحد منها شيئاً كفر، وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح ) .
    ويقول ابن حزم في كتابه القدح المعلى تتميم المحلى :
    ( هذا كذب على ابن مسعود وموضوع ، وإنما صح عنه ( أي عن ابن مسعود) قراءة عاصم عن زرعان وفيها المعوذتان والفاتحة ) .
    وقد ذكر الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن أنه لو صح أن ابن مسعود كان قد أنكر السورتين على ما ادعوا لكانت الصحابة تناظره على ذلك، وكان يظهر وينتشر. فقد تناظروا في أقل من هذا ، وهذا أمر يوجب التكفير والتضليل، فكيف يجوز أن يقع التخفيف فيه ؟ وقد علمنا إجماعهم على ما جمعوه في المصحف ، فكيف يقدح بمثل هذه الحكايات الشاذة في الإجماع المقرر والاتفاق المعروف ؟
    وهكذا يتضح لنا أن هذا الرأي المزعوم لا يستحق الوقوف عنده أو الاهتمام به على النحو الذي يسلكه المستشرقون، فلم يحدث في تاريخ المسلمين أن كان لأمثال هذه الآراء الباطلة أي تأثير على الإطلاق في توجيه معتقداتهم، ولم يذكر لنا التاريخ أن هناك طائفة من المسلمين تبنت هذا الرأي الباطل المنسوب إلى ابن مسعود ، وعلى ذلك فلا يترتب عليه أدنى شك في تميز لغة القرآن عن لغة الأدب الدنيوي المعهود . فلغة القرآن لها خصوصية التفرد . وقد عجزت فصاحة العرب وبلاغتهم ـ وهم أصحاب الفصاحة والبلاغةـ عن محاكاة لغة القرآن . وقد تحداهم الوحي أن يأتوا ولو بسورة من مثله، ولكنهم عجزوا عن قبول التحدي الذي لا يزال وسيظل قائماً إلى أن تقوم الساعة. فلو كان القرآن غير خارج عن العادة لأتوا بمثله أو عرضوا من كلام فصحائهم وبلغائهم ما يعارضه . فلما لم يشتغلوا بذلك علم أنهم فطنوا لخروج ذلك عن أوزان كلامهم وأساليب نظمهم وزالت أطماعهم عنه.
    فإذا جاء مستشرق مثل ( دوزي) [ت 1883 م] وأطلق عبارات مريضة عن القرآن تقول بأنه كتاب ذو ذوق رديء للغاية ولا جديد فيه إلا القليل، وفيه إطناب بالغ وممل إلى حد بعيد .. إذا قال ( دوزي ) ذلك فلا يأخذنا العجب أن يصدر منه ومن أمثاله مثل هذا الهراء، ولكنا فقط نتساءل : من أين له الأهلية لإصدار مثل هذا الحكم على القرآن الكريم ؟ إن العلم الذي يتحدث باسمه لا يمكن أن يعطي له مثل هذا الحق على الإطلاق. وبالتالي فهي الأحقاد والنزعات والأهواء التي تدفعه إلى ذلك . ومن هذا شأنه لا يمكن أن يصل إلى إدراك ما ينطوي عليه القرآن الكريم من إعجاز وفصاحة وبلاغة أجبرت المشركين على الاعتراف بها، فراح مندوبهم الوليد بن المغيرة يردد بعد سماعه للقرآن ( والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى ، وإنه ليحطم ما تحته).
    وشتان بين موقف ( دوزي) وموقف ( الوليد بن المغيرة) ! فالوليد بن المغيرة قال ما قال عن تذوق سليم لبلاغة القرآن، أما ( دوزي) فمن أين له مثل هذا التذوق وهو مهما كانت براعته في العربية ـ غريب عن هذه اللغة وأجنبي عن روحها وإن برع في معرفة ألفاظها ؟!

    [3] خطورة القرآن …

    القرآن الكريم كتاب مقلق للغربيين، ومحير لهـم ، ومبلبل لأفكارهم. يقول ( بلاشير ) :
    ( قلما وجدنا بين الكتب الدينية الشرقية كتاباً بلبل بقراءته دأبنا الفكري أكثر مما فعله القرآن ) .
    ولكن الأمر في الواقع ليس مجرد قلق أو حيرة أو بلبلة فكرية، وإنما الأمر أبعد من ذلك بكثير، إنه الشعور بخطورة هذا الكتاب. وقد كان للاستشراق دوره في التحذير من خطورة القرآن على العالم الغربي، فقد تكفل بالكشف عن أخطار القرآن طائفة من المستشرقين الذين أخضعوا بحوثهم العلمية للأهواء الشخصية أو الأهداف السياسية والدينية، فأعماهم ذلك عن الحق وأضلهم عن سواء السبيل .
    عندما تدرس هذه الفئة القرآن الكريم دراسة عميقة ، وتتأمل مبادئه الأساسية، وتتبين مزاياه الفريدة، وما فيه من دعوة إلى الترابط، والاعتصام بحبل الله المتين، والتعاون على البر والتقوى، والتحذير من الشر أو الظلم، والنهي عن السخرية بغيرنا أو التجسس عليه، والتحذير من الغيبة والنميمة، والحض على الصدق والأمانة، والعدل والوفاء بالعهد، والحث على طلب العلم والتخلص من الجهل ـ عندما يتبينون ذلك كله يحاولون طمس هذه الحقائق، وإبعاد المسلمين عنها، ويسارعون إلى أولي الأمر في بلادهم من المستعمرين القدامى أو الجدد، ويوحون إليهم بأن هذا القرآن كتاب خطير، لأنه اشتمل على مبادئ تقيم الدنيا وتقعدها، وإذا تحقق فهمها وتطبيقها ساد أهله العالم كله وتحكموا في مصيره.
    وهذا يعني ان المسلمين إذا عرفوا كتابهم حق المعرفة، وطبقوه تطبيقاً تاماً، فالويل كل الويل للاستعمار القديم والجديد. إذ أنه لن تقوم له قائمة بعد الساعة التي تتم فيها هذه المعرفة، ويتحقق فيها ذلك التطبيق. ومن ثم يتبين ذلك المجهود الذي يبذله المستعمرون في أن يبقى القرآن مجهولاً، وأن تظل مبادئه مهجورة بعيدة عن التنفيذ .
    ومن هنا نعرف سبب هلع الغرب وفزعه الذي لا حد له عندما يشعر بوجود تيار إسلامي في أي مكان في العالم الإسلامي، أو ما يعرف الآن بالصحوة الإسلامية، التي تعني ـ لو أحسن ترشيدها ـ عودة إلى هذا القرآن الخطير، الذي يزع العزة في قلوب أبنائه، ويرفض أن يكونوا أذلاء لأعدائهم. وهذا يعني أيضاً انطلاق المارد الإسلامي من سجنه ليثبت وجوده مرة أخرى، الأمر الذي يهدد أطماع ومصالح الغرب في الشرق الإسلامي.
    وتقوم وسائل الإعلام في الشرق والغرب بتصوير الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي بالتطرف والتشدد والجمود والرجعية والتعصب والإرهاب وكل ما في القاموس من ألفاظ من هذا القبيل . ويعمل الغرب والشرق مجتمعين على ألا تقوم للإسلام قائمة مرة أخرى، وهذا هدف لا خلاف عليه بين كلا المعسكرين، ولكن المسلمين لا يدركون هذه الحقيقة إدراكاً تاماً .
    وتتجه الجهود إلى تحويل أنظار المسلمين إلى أن طريق الخلاص هو في اتباع سبيل الغرب العلماني. ولهذا تنطلق الدعوة من جانب بعض المستشرقين إلى إصلاح الإسلام . فالإسلام في زعمهم دين جامد لم يعد مسايراً لروح العصر. ومن أجل ذلك فهو في حاجة إلى إصلاح جذري. وفي ذلك يقول ( ك. كراج K.Cragg ) رئيس تحرير مجلة العالم الإسلامي :
    ( إن على الإسلام إمّا أن يعتمد تغييراً جذرياً فيه أو أن يتخلى عــن مسايرة الحياة) .
    هذه دعوة يوجهها إلى المسلمين غريب عنهم بشأن ما ينبغي عليهم أن يفعلوه في دينهم، وهذا الإصلاح المزعوم يمثل محاولة تغيير وجهة نظر المسلم عن الإسلام، وجعل الإسلام أقرب إلى النصرانية بقدر الإمكان .
    ولعله من نافلة القول أن نشير هنا إلى إن الإسلام يشتمل على أصول لا يملك أحد أن يغير فيها شيئاً ، وهي عقائد الإسلام الأساسية، ويشتمل على فروع وهي قابلة للتغيير حسب المصلحة الإسلامية، وان الإصلاح الذي نفهمه نحن المسلمين هو إصلاح للفكر الإسلامي الذي هو في حاجة إلى المراجعة المستمرة حتى يتلاءم مع متطلبات العصر وحاجات الأمة في إطار التعاليم الإسلامية. ويعبر الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد الغزالي عن ذلك بأنه ( مراجعة لا رجوع ) .
    ولكن الدعوة إلى الإسلام أو تحديثه كما يقال أحياناً ليست بهذا المفهوم، وإنما هي عبارة عن تفريغ الإسلام من مضمونه وعزله كلية عن تنظيم أمور المجتمع، وجعله مجرد تعاليم خلقية شأنه في ذلك شأن الديانة النصرانية .
    ويتورط بعض من أبناء المسلمين في حمل لواء الدعوة إلى إصلاح الإسلام كما يفهمه المستشرقون . ومن أحدث الكتب في هذا الشأن كتاب صدر في ألمانيا الغربية منذ عامين ( عام 1981م) بعنوان : (أزمة الإسلام الحديث ) لمؤلف عربي مسلم ـ يعمل أستاذاً في إحدى الجامعات الألمانية ـ يدعو فيه بحماس إلى الأخذ بالأنموذج الغربي في الإصلاح المتمثل في جعل الدين مجرد تعاليم خلقية لا تكاليف إلزامية، فذلك في نظره هو الحل الوحيد لأزمة الإسلام وبذلك يتم إبعاد الدين كلية عن التدخل في شؤون الحياة حسب الأنموذج العلماني الغربي .
    وهكذا نوفر نحن أبناء المسلمين على المستشرقين والمنصرين بذل الجهد في هذا السبيل ونتولى نحن الدعوة إلى تحقيق الأهداف التي عاشوا قروناً طويلة يعملون من أجلها دون جدوى .
    وقد وصل الأمر في بعض البلاد الإسلامية العلمانية إلى معاملة الفكر الإسلامي معاملة الفكر الماركسي من حيث كونهما خطراً تجب مكافحته وتعقب الداعين إليه.
    وقد قام الاستعمار بالتخطيط المدروس لإضعاف العالم الإسلامي وإبعاده عن مقوماته الإسلامية، ومنع أية محاولة لجمع شمل المسلمين مرة أخرى، ووجد الاستعمار من بين أبناء العالم الإسلامي أناساً ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات لتحقيق أهدافه . ونحن لا نلقي هنا القول على عواهنه، وإنما هذا ما تنطق به الوثائق السرية الاستعمارية نفسها. فقد جاء في تقرير وزير المستعمرات البريطاني ( أورمسبي غو ) لرئيس حكومته بتاريخ 9 يناير ( كانون الثاني ) 1938م ما يأتي :
    ( إن الحرب علمتنا أن الوحدة الإسلامية هي الخطر الأعظم الذي ينبغي على الإمبراطورية أن تحذره وتحاربه، وليس الإمبراطورية وحدها، بل فرنسا أيضاً، ولفرحتنا فقد ذهبت الخلافة، وأتمنى أن تكون إلى غير رجعة .
    إن سياستنا الموالية للعرب في الحرب العظمى ( يعني الأولى) لم تكن مجرد نتائج لمتطلبات ( تكتيكية) ضد القوات التركية، بل كانت مخططة أيضاً لفصل السيطرة على المدينتين المقدستين مكة ، والمدينة عن الخلافة العثمانية التي كانت قائمة آنذاك .
    ولسعادتنا فإن كمال أتاتورك لم يضع تركيا في مسار قومي علماني فقط، بل ادخل إصلاحات بعيدة الأثر، أدت بالفعل إلى نقص معالم تركيا الإسلامية .

    المصدر : كتاب الإستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري » د.محمود حمدي زقزوق



  • #2
    جزاك الله خيرا
    لم يعد هناك نقص فى العلم لديهم
    فقدعرفوا الحق أنه حق ثم كذبوه
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق


    • #3

      بسم الله الرحمن الرحيم

      بارك الله فيك
      م أستاذنا ظل ظليل على النقل الموفق من الله ..
      جعله الله عظيم الأجر في ميزان حسناتكم و ميزان حسنات صاحبه

      للأسف هكذا حال أغلب الأقلام المستشرقة التي دخلت المجتمعات الإسلامية و نظرت فيها و تجولت بين جبناتها ...
      ثم خرجت منها و قد حمَّلت أقلامها سمًّا زعافا بدأت بنشره هنا و هناك ..
      فصدحت بالأكاذيب و الأباطيل على دين الله .. و كتبت على كل الجدران اتهاماتها بأن دين الإسلام إنما هو باطل و اختراع عربي و مبرر وضعوه لمحاربة باقي الرسالات السماوية ...!!

      للأسف أمثال هؤلاء يجدون من يروج لبضاعتهم الكاسدة التي حاولوا أن يصوروها كحقائق لا تشوبها شائبة .. بينما هي لا تعدو أن تكون خيالات مريضة في نفوس حاقدين رأووا النور فأبوا إلا أن يشيحوا عنه وجوههم ..

      أما المنصفون من المستشرقين .. و هم قلة للأسف .. فقد حكَّموا العقول و استعملوا العدل معيارا لبحث عملي و تاريخي متوازن ..
      فوصلوا به للخلاصات التي يجب أن يصلها كل قلب سليم ... أن الإسلام هو خاتم الرسالات، دين الله الأوحد الذي يقبل الله غيره، نزل به أشرف الخلق ليزيل كل تشويه أصاب الرسالات السماوية التي قبله .. فيهدي به الخلائق إلى النور

      و لا شك أن القرآن كان و لا يزال المدخل الذي يرمي تجاهه أعداء الإسلام رماحهم .. معتقدين أنهم مصيبون منه شيئا ... بينما كل شبهاتهم عليه مردودة و ادعاؤهم هين هوان بيت العنكبوت .. لا تكاد تستقر خيوطه بين يدي أي عاقل منصف ..

      فالقرآن معجزة هذا الدين .. و كيفما حاولوا أن يصوروه في كتبهم المليئة حقدا و زورا ..
      فإن الله معلٍ شأنه و لو كره الكافرون !!!

      إنهم يعلمون بصدقه للأسف .. لكنهم حكموا حمياتهم لجذورهم المعوجة من نصرانية أو يهودية أو لادين ..
      فتركوا الإنصاف جانبا و حاولوا رمي كتاب الله بما ليس فيه ...عن سبق إصرار و ترصد !!

      لكنهم للأسف أجهل من أن يعلموا و يعتقدوا أن كل الوعود التي فيه بنصر دين الله إنما هي حق و وعد من الذي لا يخلف وعده ..
      فلينتظوا و لينظروا .. فليسوا يرمون إلا أنفسهم .. و ليس من ضحية لتخطيطاتهم و سمومهم إلا هم !!
      نسأل الله تعالى أن يرد كل تخطيط ضد دينه على من خطط و دبر .. و أن يجعل كتاب الله و شرعه و انتشاره كيدا في نحر كل ضال مضل
      بوركتم استاذنا على هذا الموضوع الطيب

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 أكت, 2023, 02:49 ص
      ردود 4
      51 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 12 سبت, 2023, 02:08 ص
      ردود 0
      19 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 سبت, 2023, 02:15 ص
      ردود 0
      26 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة Islam soldier, 10 أغس, 2023, 06:44 ص
      ردود 0
      543 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة Islam soldier
      بواسطة Islam soldier
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 30 يول, 2023, 11:51 م
      ردود 3
      52 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      يعمل...
      X