عندما يحفز الشيطان الفطرة لتدل على الخالق !!!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عندما يحفز الشيطان الفطرة لتدل على الخالق !!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    عندما يحفز الشيطان الفطرة لتدل على الخالق !!!
    العقل والفطرة يدلان على وجود الصانع بسهولة تامة خالية من اى لبس او تعقيد لان وجوده تعالى من البديهيات العقلية المغروسة فى حواشى الفطرة الانسانية والمنسجمة معها انسجاما تاما, وفى ذلك يقول الامام ابن القيم : "ومعلوم إن وجود الرب تعالى اظهر للعقول السليمه والفطر من وجود النهار ومن لم ير ذلك فى عقله وفطرته فليتهمهما ) . (مدارج السالكين 1/23 طبع المنار )
    ويستطرد فيقول :
    "تأمل حال العالم كله علويه وسفليه بجميع أجزائه تجده شاهدا بإثبات صانعه وفاطره ومليكه فإنكار صانعه وجحده في العقول والفطر بمنزلة إنكار العلم وجحده لا فرق بينهما بل دلالة الخالق على المخلوق والفعال على الفعل والصانع على أحوال المصنوع عند العقول الزكية المشرقة العلوية والفطر الصحيحة أظهر من العكس"
    فقد أودع الله في قلوبنا تلك البوصلة التي لا تخطئ .. و التي اسمها الفطرة و البداهة .
    و هي فطرة لا تقبل التبديل و لا التشويه لأنها محور الوجود و لبه و مداره و عليها تقوم كل المعارف و العلوم .
    ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ))
    (الروم – 30)
    لقد جعل الله هذه الفطرة نازعة إليه بطبيعتها تطلبه دواماً كما تطلب البوصلة أقطابها مشيرة إليه دالة عليه .
    فليكن كل منا كما تملي عليه طبيعته لا أكثر .
    و سوف تدله طبيعته على الحق .
    و سوف تهديه فطرته إلى الله بدون جهد .
    كن كما أنت .
    و سوف تهديك نفسك إلى الصراط" .فليس لدى الفطرة مصنوع بلا صانع او فعل بلا فاعل او موجود بلا موجد ولا يمكن للعقل البشرى ان يتصور غير ذلك , او يخدع فطرته او تخدعه فطرته بغير ذلك , من ظنون واوهام , حتى اهل الجحود والانكارانفسهم عندما يجحدونه, فانهم ينسبون فعله تاره الى الصدفة والاتفاق وتاره الى الطبيعة لانه لا يمكن ان يتصوروا فعل بدون فاعل , والغريب ان الشيطان ياتى ليقر كل ذلك (الجلاء الفطرى فى الدلالة على الخالق) باستغلاله لقوة هذه البداهة فى جعلها ارضية خصبة للضلال يجر به بعض البشر الى مستنقع الالحاد بعد تشكيكهم وزعزعتهم باسئلته المعهوده التى يبدأ فيها بالاستفهام عن من خلق الكون ؟ وينتهى فيها بمن خلق خالق الكون ؟ والاشد الغرابة ان الشيطان عندما يسأل السؤال الاول يعلم يقينا الاجابة ... و يعلم ان هذه الاجابة لا يمكن ان تحيد عنها الفطرة ولكن المفروض ان يكون الانسان اذكى من الشيطان ولا يقيس نفسه بخالقه من ناحية الوجود والدلالة عليه ويعلم ان لعقله حدود لا يمكن ان تتعداها وهناك ما هو مدرك وهناك ما هو ما فوق الادراك ويكفيه ان يكون كما ويترك نفسه لطبيعته وفطرته وسوف تهديانه الى الله بدون ادنى جهد .
    فأعلى درجات المعرفة هي ما يأتيك من داخلك , فأنت تستطيع أن تدرك وضعك ( هل أنت واقف أو جالس أو راقد ) دون أن تنظر إلى نفسك .. يأتيك هذا الإدراك و أنت مغمض العينين .. يأتيك من داخلك .. و تقوم هذه المعرفة حجة على أية مشاهدة .
    و حينما تقول .. أنا سعيد .. أنا شقيّ .. أنا أتألم .. فكلامك يقوم حجة بالغة و لا يجوز تكذيبه بحجة منطقية .. بل إن تناول هذا الأمر بالمنطق هو تنطع و لجاجة لا معنى لها .. فلا أحد أعرف بحال نفسك من نفسك ذاتها .
    و بالمثل شهادة الفطرة و حكم البداهة هي حجة على أعلى مستوى .. و حينما تقول الفطرة و البداهة مؤيدة بالعلم و الفكر و التأمل .. حينما تقول بوجود الروح و النفس و بالحرية و بالمسئولية و المحاسبة , و حينما توحي بالتصرف على أساس أن في الكون نظاماً .. فنحن هنا أمام حجة على أعلى مستوى من اليقين .
    و هو يقين مثل يقين العيان أو أكثر .. فالفطرة عضو مثل العين نولد به . و هو يقين أعلى من يقين العلم .. لأن الصدق العلمي هو صدق إحصائي و النظريات العلمية تستنتج من متوسطات الأرقام .. أما حكم البداهة فله صفة القطع و الإطلاق 2 × 2 = 4 هي حقيقة مطلقة صادقة صدقاً مطلقاً , لا يجوز عليها ما يجوز من نسخ و تطور و تغير في نظريات العلم لأنها مقبولة بديهية .
    1 + 1 = 2 مسألة لا تقبل الشك لأنها حقيقة ألقتها إلينا الفطرة من داخلنا و أوحت بها البداهة .
    و هي معرفة أولى جاءت إلينا مع شهادة الميلاد .
    لو أدرك الإنسان هذا لأراح و استراح .. و لوفر على نفسه كثيراً من الجدل و الشقشقة و السفسطة و المكابرة في مسألة الروح و الجسد و العقل و المخ و الحرية و الجبر و المسئولية و الحساب و لاكتفى بالإصغاء إلى ما تهمس به فطرته و ما يفتي به قلبه و ما تشير به بصيرته .


  • #2
    اخى انتبه !!!
    اولا : تحت اطار عقلنا المحدود و عالمنا المشاهد و المحسوس وما له من صفات وقوانين لا نجد مفر من الاقرار بحدوثه والاقرار فى نفس الوقت بوجود خالق قائم على كل جزئية من جزئياته , ولن يغير هذه الحقيقة الا القياس الذى يستدرج اليه الشيطان الانسان ويجعله يساوى فيه بين الخالق والمخلوق "(لاحظ ان سؤال الشيطان مبنى على وهم و افتراض .. هذا الافتراض مبنى على حقيقة فطرية مغروسة فى النفس الانسانية ولا يمكن مجابهة الافتراض بالحقيقة او الوهم بالواقع) , فهل يصح قياس المدرك على المتعالى عن الادراك ؟ هل يصح قياس المخلوق على الخالق ؟ هل يغير الحقيقة الفطرية وهم يلقيه الشيطان مبنى على هذه الحقيقة ؟ لو علم الانسان ذلك لوفر على نفسه الجهد والتعب والعناء ولن يفعل سوى شىء بسيط , الاخذ بالحقيقة الفطرية وغلق جميع الابواب على الظنون والاوهام , بعد علمه بانه و الكون شىء (تخبر الفطرة بان له خالق وهذا الاخبار مبنى على اشياء تدرك فى الكون ولا يمكن ان تدرك فى الخالق فانا ارى الكون ولا ارى خالقه) و الله وصفاته شىء اخر (فوق العقل والادراك فلا يستطيع العقل الا ان يدل عليه تحت حدوده اما البحث فى ذاته او صفاته فهو فوق طاقته فلا مجال للقياس او حيثيات للحكم) .

    تعليق


    • #3
      ثانيا : السؤال الذى يبثه الشيطان فيه مغالطة قائمة على التسوية بين أمرين متباينين تبايناً كلياً، ولا يصحّ التسوية بينهما في الحكم .
      وهى التسوية بين الخالق والمخلوق التسوية بين الله سبحانه وتعالى والكون بقولهم إن كان لا بد أن يكون للكون بداية فلا بد أيضا أن يكون لله بداية .
      فانا حكمى على الكون بالحدوث كان بناء على مشهادتى له والبحث فى صفاته ثم اقرار ما املته على فطرتى ثم عقلى اما بالنسبة للخالق فانا لم ارى الخالق وليس لى ولا لعقلى القدرة على الخوض فى ذاته او صفاته لاستدل منها على شىء يمكن ان اساوى به الخالق على المخلوق من حدوث او بداية لتعاليهم (ذاته وصفاته) عن الادراك فكيف احكم بان له بداية او ان له خالق بلا اى اساس او حيثيات , مع العلم بان الحيثيات التى جعلتنى احكم على الكون بالحدوث هى التى سوف توجب على الاعتراف بوجود محدث له متعالى عن الادراك ومنزه عن صفاته ... الصفات التى اوصلتنى الى هذا الحكم (اى ان هناك مقدمات للحكم على الكون بالحدوث تعتمد على صفاته هذا الامر غير متوفر بالنسبة لله تعالى لكون الله منزه عن صفات الحوادث و لعجز العقل فى نفس الوقت على الاحاطة بكنه ذاته او صفاته , واخيرا اذا افادت هذه المقدمات بوجود خالق للكون يجب ان اقف عند هذه النتيجة ولا اخوض فى اكثر منها فيجب ان يكون هناك مدرك (الكون) وهناك غير مدرك (الله) هناك ممكن الوجود (الكون) وهناك واجب الوجود (الله) هناك ما استطيع الحكم عليه وهناك ما لا استطيع الحكم عليه فلا مجال للتسوية بينهم او القياس).
      و فى تشبيه للدكتور مصطفى محمود يقول انت الآن تماماً كالدمية التي تُحرّك بخيوط.. حين تخبرها ان من يحركها يتحرك بحرية ولا يتقيد باي خيط.. ولا يوجد من يتحكم فيه!.. فستنكر ذلك وتقول لك : كيف؟ إني أرى كل ما حولي يتحرك بخيوط.. فلابد أن مُحرِّكي يتحرك بخيوط مثلي.. وهذا منطق أعوج!

      تعليق


      • #4
        ثالثا : لاحظ ان الكون يحمل دائماً وباستمرار صفات حدوثه ، و تشهد بهذه الحقيقة النظرات العقلية المستندة إلى المشاهدات الحسية ، وتشهد بها البحوث العلمية المختلفة في كل مجال من مجالات المعرفة، والقوانين العلمية التي توصل إليها العلماء الماديون. بينما لا توجد اى مشاهدات حسية تشهد بحدوث الخالق او تقول بان له بداية او تحكم بكونه غير واجب الوجود , لان كل ذلك فوق ادراك العقل , وبالتالى لا يمكنه ان يبت فيه , ولن يمكنه ذلك اذا تبين ان الكون حادث فيكون له محدث واجب الوجود واذا كان هناك عقول اقل ادراكا من الانسان كعقول الحيوانات (فمثلا الحمارلا يستطيع ان يشرف على اطلاق مكوك فضائى لكونه محدود الادراك) وامكان ان يكون هناك (افتراضا) عقولا تدرك بدرجة اكبر من الانسان كل ذلك يجعلنا نتيقن بان عقل الانسان محدود ولا يمكنه ادراك كل شىء ويكفيه ان يعلم ان للكون خالق .
        يتبع باذن الله تعالى

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 7 فبر, 2023, 06:09 ص
        ردود 0
        123 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة Mohamed Karm
        بواسطة Mohamed Karm
         
        ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 2 ديس, 2022, 01:54 م
        ردود 0
        67 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ARISTA talis
        بواسطة ARISTA talis
         
        ابتدأ بواسطة عادل خراط, 21 نوف, 2022, 03:22 م
        ردود 25
        153 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عادل خراط
        بواسطة عادل خراط
         
        ابتدأ بواسطة The small mar, 18 نوف, 2022, 01:23 ص
        ردود 0
        93 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة The small mar
        بواسطة The small mar
         
        ابتدأ بواسطة The small mar, 16 نوف, 2022, 01:42 ص
        ردود 0
        55 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة The small mar
        بواسطة The small mar
         
        يعمل...
        X