كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

نور الهداية مسلمة ولله الحمد اكتشف المزيد حول نور الهداية
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61

    * أحمد بهاء الدين الماركسي يقول: إِن تشريعات الإِسلام لا تلزم عصرنا ومجتمعنا:

    وقد وقعت مجموعة جريدة الأهرام (هيكل، لويس عوض، توفيق الحكيم، حسين فوزي، نجيب محفوظ، أحمد بهاء) في المرحلة الناصرية في مواجهة الدعوة لاتخاذ الإسلام أساسًا لقيام نهضة حضارية عصرية في البلاد العربية تكون هي منطلق نداءات الوحدة والتضامن، مع بروز الطابع اليساري الماركسي العلماني الذي كشفته الندوات ورفض التيار المطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية وجعلها أساسًا لقيام مفهوم جامع للأمة العربية الماركسية والرأسمالية على أي انتماء أصيل، وكانت روح الحقد والكراهية للإسلام واضحة في مختلف الكتابات فضلاً عن محاربتهم للمجلات الإسلامية والعربية والدعوة إلى إيقافها (الرسالة والثقافة)، وكان طابع العمل الصحفي واضحًا في عبارات محددة كتبها أحمد بهاء الدين كأنما هي دستور للصحافة العربية في هذه المرحلة.

    - قال أحمد بهاء الدين: لا بد من مواجهة الدعوات الإسلامية في أيامنا مواجهة شجاعة بعيدًا عن اللف والدوران، وإن الإسلام كغيره من الأديان يتضمن قيمًا خلقية يمكن أن تستمد كنوع من وازع الضمير، أما ما
    (1/575)
    ________________________________________
    جاء فيه من أحكام وتشريعات دنيوية فقد كانت من قبيل ضرب المثل ومن باب تنظيم حياة نزلت في مجتمع بدائي إلى حد كبير ومن ثم فهي لا تلزم عصرنا ومجتمعنا.
    وكانت هذه صيحة تلك المرحلة والعلامة البارزة التي سبقتها النكبة ولحقتها النكسة، وهي ليست صيحة دعاة الحضارة الغربية ولا الاستعمار وإنما هي كلمة كل أعداء هذه الأمة، ماركسيين وصهيونيين وغربيين، ذلك القول المردود بكل دليل، القول الباطل بأن الإسلام لا علاقة له بحياة المجتمع ولا تنظيمه ولا دخل له في التشريع ولا في الأحكام والعمل على إبعاد القرآن والسنة وكل ما جاء به الرسول من عند الله عن حياتنا الاجتماعية والسياسية على أن يبقى فقط وازعًا خلقيًا، وهذا ما يسمى بتمسيح الإسلام وهي صيحة كرومر وطه حسين وماركس وسارتر وكل أعداء الإسلام، ولقد كان الماركسيون جميعًا يحملون هذه الدعوى، ويعتقدون أن ماركسيتهم هي وحدها علاج المجتمعات الإسلامية فإذا بهم داؤها وشرها وعلى أيديهم وفي ظل نفوذهم جاءت الضربة القاسمة للأمة العربية في نكسة 1967، ومن الطبيعي أن تكون دعوتهم إلى إبعاد الإسلام لتحل محله الماركسية ولما وجدوا الهزيمة في دعواهم تراجعوا فطالبوا المصالحة بين الإسلام والماركسية من حيث يرون أن الإسلام دين لاهوتى يقوم على مسألة وازع الضمير، وتجعل للماركسية وظيفة الحياة وتنظيماتها، وكان هذا من الأهواء الكاذبة فإن الإسلام بوصفه دينًا ربانيًا سماويًا لا يقبل المشاركة ولا المقارنة ولا أن يصبح مبررًا لدعوات أو حضارات سواء الديمقراطية الغربية أو الماركسية الشيوعية، وإنما هو نظام أصيل له ذاتيته الخاصة، وهو دين ونظام مجتمع في نفس الوقت، وقد قدم منهجًا جامعًا ونظامًا للحياة والمجتمع لن تستطيع أن تلحقه الديمقراطية ولا الماركسية.
    (1/576)
    ________________________________________
    * أحمد بهاء الدين والهجوم على الشيخ محمد أبي زهرة والمباهاة بانحراف الإِعلام في مسألة المرأة:
    حملت الصحافة حملة شعواء على العلماء الذين قدموا حكم الإسلام في المرأة في مواجهة سمومهم وأضاليلهم، وفي مقدمة هؤلاء محمد أبو زهرة، ومحمد الغزالي فحمل أحمد بهاء الدين على الشيخ أبو زهرة وحمل موسى صبري على الشيخ الغزالي.
    - يقول بهاء الدين:
    إن بعض رجال الدين يريدون أن يحتكروا تفسير الدين، وبالتالي يحتكروا تفسير الحياة، ووصف عقولهم بأنها متحجرة في أغلب الأحيان لأنهم عاشوا حياتهم العقلية أسرى بين جدران كتب محددة ووصف معارضة الشيخ أبو زهرة للمفاهيم الماركسية المنحرفة في شأن المرأة بأنها مطالبة بموت هذه الأمة.
    ويباهي بهاء الدين بانحراف الصحافة والإعلام في مسألة المرأة، فيقول إن التليفزيون يذيع ساعات طويلة من التمثيليات التي تشترك فيها النساء والأغاني التي تغنيها المطربات والدولة ترسل بعثات من الفتيات إلى الخارج، وإن البنت تذهب بمفردها إلى أوربا، وإن في الأندية الرياضية آلافًا من الفتيات يقدمن التمرينات والألعاب والاستعراضات.
    ونحن نقول للكاتب: وهل يكون هذا الانحراف عن المفهوم الأصيل لعمل المرأة ومهمتها وأوضاعها حجة على الإسلام نفسه؟ إن المجتمعات قد تنحرف وقد تتحرى الصواب ولكن مفهوم الإسلام يبقى فوق كل اعتبار، هو الحق الذي لا مرية فيه، ومهما كثر الانحراف؛ فإنه هو الكلمة الأخيرة التي يجب على المجتمعات بعد أن تجرب وتنحرف أن تجد نفسها ولا سبيل لها إلا العودة إلى حدود الله.
    (1/577)
    ________________________________________
    إن هذه الصورة التي يعرضها الكاتب هي حجة عليه، وهي علامة على الانحراف وليست دليلاً على الأصالة أو على الطريق الصحيح، إن من وراء هذا كله بيوتًا مضطربة ونفوسًا مضطربة أيضًا، ولن يصلح أمر هذا المجتمع إلا بعودته إلى الأوضاع الطبيعية من حيث أن تصبح المرأة مسئولة عن بيتها وزوجها وأطفالها، ونحن نعلم أن وراء هذه الاتجاهات ضحايا كثيرة ومآسٍ عسيرة وإحساسًا يملأ النفوس بأن هذا الطريق ليس هو الصحيح.

    - وأخيرًا: انظر إلى استخفاف أحمد بهاء الدين وسوء أدبه يكتب مقالاً له بعنوان "الله يقيم أوكازيونًا في ليلة القدر" وقد ردّ عليه الأستاذ أحمد أمين في جريدة الأخبار في عددها 9474 بتاريخ (22/ 12/1982) وقد قامت القيامة على الأستاذ أحمد زين حين ردّ على هذا المنحلّ دينيًا وقالوا هذه حرب الرأي وحرية الفكر لا نريد رجال الكنيسة مرة أخرى.

    ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

    تعليق


    • #62
      * موسى صبري وفجوره وعشيقاته:

      وموسى صبرهم يعوى جهارًا ... يسبُّ الحبر يهجو المسلمينا

      يهاجم موسى صبري (أخبار اليوم) الشيخ محمد الغزالي؛ لأنه أثار ضجة حول المرأة في اجتماعات المؤتمر الوطني (1962) يقول:
      يرى الشيخ الغزالي أن الرجل والمرأة سواء في جميع الفضائل والتعاليم الدينية، ومن حق المرأة أن تعمل في التجارة وتعمل مدرسة وطبيبة وممرضة ولا مانع من اشتغالها محامية، ولكنه يرى استحالة مساواة المرأة بالرجل في الوظائف وتولي المناصب القيادية، فالرجال قوامون على النساء بحكم الطبيعة والدين الذي جعل حق الإنفاق وقيادة الأسرة للرجل وشهادة الرجل وميراثه كشهادة وميراث امرأتين، أما مساواة الرجل في الوظائف فإني اكتفي فيها بشهادة ديوان الموظفين عن مدى صلاحية المرأة للتوظيف قبل وبعد الزواج، وهي لا
      (1/578)
      ________________________________________
      تصلح للمناصب الرئيسية، ويهاجم موسى صبري هذه الآراء ويصف الشيخ محمد الغزالي بأنه عدو جديد للمرأة، ولا ريب أن موسى صبري يعد متطفلاً في هذه المسألة فإن القضية تتعلق بالمرأة المسلمة لا بالمرأة بصفة عامة، وهو والله للمرأة كالذئب للشاة، وأخباره الماجنة مع عشيقاته تزكم الأنوف وسارت بها الركبان، وسلوا فنادق أوربا تخبرك بإثمه وفجوره ودنسه ... أما موقفه من الشباب المؤمن الملتزم بدينه فمعروف.
      لو كل كلب عوى ألقمته حجرًا ... لأصبح الصخر مثقالاً بدينار
      - "يتحدث موسى صبري عن حرية الحب في السويد، وينقل إلينا الصورة مع اختلاف البيئة والزمن والدين والتقاليد والقيم الاجتماعية، ويقصد بحرية الحب حرية الجنس، ويفيض في الحديث عن التجربة التي تعلم الجنس للفتيات في سن مبكرة واعتبار الجنس متعة كالطعام والملابس، ويردد عبارات أساطين الجنس والانحلال فيقول: إن ما يباح للشاب يجب أن يباح للفتاة، وأن أحدهم يقول أنه يحترم العلاقة الشاذة بين أخته وصديقها وإنها مسئولة عن نفسها تمامًا.
      ولا يتردد موسى صبري أن ينقل لأبنائنا تلك السموم التي ترددها كتابات دعاة التحلل وتدمير المجتمعات كأنما هي "التصريح الذي يؤهلهم لتسلم مراكز القيادة في الصحف" ويتساءل موسى صبري: ماذا تفعل الفتاة إذا أصبحت أمّا بغير زوج؟ والجواب: هو إما أن تتخلص من جنينها، أو أن الدولة كفيلة برعايته، والابن غير الشرعي له تقدير في نظر المجتمع وهكذا نجد أن الصحافة تنقل لنا سموم المجتمع الغربي لا بقصد تفسيره في ضوء مجتمعاتنا ولا من أجل تبريره والدفاع عنه بل لهدف أخطر وأشد خطراً هو أن تصبح مجتمعاتنا منقادة لهذه الأعراف الفاسدة الضالة وقابلة لها وهم يضعون بين يدي المنحلين والفاسدين العبارات والوسائل والدفوع التي
      (1/579)
      ________________________________________
      يتذرعون بها في دعواهم وفي محاولاتهم لخداع الفتيات واغتصاب البريئات.
      - "الابن غير الشرعي له كل تقدير في نظر المجتمع" هذه العبارة لا ترمي إلا إلى أن تهدم مقومات هذا المجتمع المسلم الذي يقوم على أساس حماية العرض وإنكار الزنا، وتقوم شريعته الإسلامية على أساس الضرب على أيدي المفسدين بالجلد والتنكيل.
      ثم يصور لنا موسى صبري كيف أن هذه الدول التي يصل الدخل القومي فيها إلى أعلى مستوى في العالم يقوم شبابها على أساس إدمان المخدرات والخمور وأن عشر الذين يصلون إلى سن البلوغ في السويد يتعرضون لاضطرابات عقلية تلازم أمراضهم الجسدية، ألا يكفي هذا في نظر الكاتب صاحب الأمانة لوطنه وقومه أن يتوجه إليهم بالحديث على نحو آخر.
      ولكن هذه هي الصحافة ورسالتها كما فهمها هذا الجيل، وهي التي وصلت بهذه الأمة إلى الهزيمة والنكبة والنكسة.

      ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

      تعليق


      • #63
        * محمد عودة الماركسي يثني على علاقة سيمون في بوفوار مع عشيقها سارتر ويقول إن الثورة الاشتراكية ثورة في العلاقة بين الرجل والمرأة:
        تهتم الصحافة اليومية بتقديم النماذج الفاسدة المنتقاة من جميع صحف العالم، وتعنى بالمرأة الآبقة (سيمون دي بوفوار) وتردد كثيرًا مقالتها وآراءها في الهجوم على العفة والأخلاق والقوامة.
        وقد أولتها اهتمامًا خطيرًا أثناء زيارتها لمصر مع جون بول سارتر وحاولت أن تصور هذه العلاقة بأنها أعلى وأكبر وأجل من علاقة الزواج من حيث إن سيمون ليست زوجة شرعية لسارتر ولكنها محظية، ولقد نشرت الصحف فخرها بهذه العلاقة، واهتمت بتصويرها وإعلاء شأنها، مع أن
        (1/580)
        ________________________________________
        تحسين هذه العلاقة يرمز إلى احتقار مفهوم الزوجية الشرعي، ويدمر مفهوم علاقة الرجل بالمرأة في وضعها الطبيعي ومن الأسف أن اهتمت الصحف بعباراتها التي قالت عنها أنها تدعو إلى تحطيم قوامة الرجل وأي وصاية من الرجل على المرأة.
        - ويصور هذا المعنى تصويرًا مسمومًا الكاتب الماركسي محمد عودة (الجمهورية 19/ 1/1967) فيقول:
        "هي علاقة قد لا يفهمها البعض عندنا بمقاييسنا الشرقية وذلك كما لا يفهمها أيضًا البعض في أوربا المحافظة، ولكنها إحدى العلاقات التاريخية التي تقوم على أعمق وأصدق ما تقوم عليه العلاقة بين الرجل والمرأة، وقد أغنت الحياة الأدبية والعاطفية للعصر كله، وهي علاقة لا بد أن يفهمها ويستشعرها شبابنا وفتياتنا لأن الثورة الاشتراكية هي أيضًا ثورة في أعم علاقة إنسانية وهي العلاقة بين الرجل والمرأة".
        وهذه العبارات المسمومة لا تعني أكثر من قلب للمفاهيم الأصيلة التي يعرفها الناس جميعًا عن العلاقات الشرعية بين المرأة والرجل حسبما أحل الله ذلك وأن كل علاقة غير هذه، أو من هذا النوع الذي يجهر به سارتر وسيمون هو نوع من الدعارة والزنا والفساد الذي لا يقره عرف ولا شرع، والذي لا يرضى عنه أي دين أو أي مذهب، أو أي نحلة فحين يحاول أمثال محمد عودة من الشيوعيين تحسين هذه العلاقة وتصويرها على هذا النحو الفاسد إنما يروجون لمفهوم معروف في الشيوعية وفي المذاهب المادية، وهو الإباحية؛ فإذا قيل أنها أغنت الحياة الأدبية والعاطفية، فبماذا أغنتها إلا بتلك الصفحات المسمومة السوداء التي تصور علاقة غير شرعية بين رجل وامرأة، والتي تصور أسوأ من هذا، تلك الانحرافات التي تتصل بالكاتبة في علاقات أخرى، وهذا هو ما يسميه محمد عودة وغيره ثورة في العلاقات الإنسانية أي
        (1/581)
        ________________________________________
        هدم لكل القيم؛ إن العلاقة بين سارتر وسيمون وما كتب عنها هي أسود صفحة في تاريخ العلاقات بين المرأة والرجل على السواء؛ لأنها هدم للمجتمع والدين والخلق على السواء، ويكفي من دجله وبيان كذبه ومغالطاته مقاله في صحيفة "الجمهورية" الأربعاء (19 أبريل 1967) في الصفحة الأخيرة وتحت عنوان بالخط العريض "ليس من المستحيل التوفيق بين الإسلام والماركسية" ورد عليه العلاّمة المجاهد محمود عبد الوهاب فايد في مقال نشر بمجلة الاعتصام في عدد صفر 1387 هـ - الموافق 11 مايو 1967 م تحت عنوان بديل: "من المستحيل التوفيق بين الإسلام والماركسية - الإلحاد والإيمان ضدان لا يجتمعان".


        ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

        تعليق


        • #64
          * مدرسة صلاح جاهين الإِلحادية:
          صلاح جاهين ومصطفى حسين وردتهما وتطاولهما على النبي - صلى الله عليه وسلم -:
          نقلت الصحافة العربية فنًا غريبًا من فنون النقد الاجتماعي والسياسي هو الكاريكاتير أو الصور الساخرة، وهو عمل يقوم على السخرية من كل القيم ويحارب كل مفاهيم الأصالة في سبيل إضحاك القارئ، وتبدأ الحملة فيه على كل وجه من وجوه الخير من نقد لعلماء الدين أو زي المرأة المسلمة أو الغمز للصوم والصائمين، أو الهجوم على شهر رمضان أو إذاعة التفاهات من الكلمات والفكاهات والعبارات النازلة، وقد كان من أسوأ هذه الصور كاريكاتير الشيخ متلوف الذي استمر في مجلة روزاليوسف سنوات في نقد لاذع لكل القيم التي يمثلها عالم الإسلام، بل إن صلاح جاهين قد جاوز بعد ذلك كل الحدود حين أجرى الكاريكاتير على أعلى قيم الإسلام، وسخر هذا الملحد كثيرًا من الإسلام وجعل كاريكاتيره الغمز واللمز وحرب الإسلام.
          - وجاء مصطفى حسين فرسم الديك وزوجاته وكتب تحته: "محمد
          (1/582)
          ________________________________________
          أفندي والزوجات التسع" يعني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزوجاته أمهات المؤمنين، ونشرت أيضًا جريدة المساء المصرية التي يملكها مجلس قيادة الثورة المصرية سنة 1382 هـ - 1962 م صورة كاريكاتيرية تتمثل في وجه إنسان ورجل يقول: "أهو دا محمد أفندي اللي اتجوز 9" والهدف معروف من وراء هذه الإشارة كما نشرت جريدة صباحية كاريكاتورية رسمًا للاعب كرة وهو يضرب عمامة أحد علماء الأزهر بدلاً من كرة القدم.
          وعلى أثر حادث الإرهابيين في فيينا رسم صورة كتب تحتها يصف الإرهابيين بهذه الأوصاف خديجة مائير، أحمد ليفي إلى آخر هذه الأسماء لماذا اختار هذه الأسماء الإسلامية الكريمة ليصلها بأبغض الأسماء.
          - عامله الله بما يستحق - وإلى مزابل التاريخ ذهب هو ومدرسته وتلامذته وعلى رأسهم:
          سندريللا الشاشة العربية تلميذة صلاح جاهين سعاد حسني والجزاء من جنس العمل:

          - {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} هذه التي أفسدت الشباب والفتيات برقصها ومرحها ودلها وأدوارها الماجنة وألهبت الشباب بحركات وجهها، وكان جزاؤها من جنس عملها، أبدلها الله بمرحها كبتًا نفسيًا وعزلة لم ينجها منها العلاج في أكبر مصحات بريطانيا وأصيبت بشلل في وجهها وزيادة في وزنها وشرخًا في عمودها الفقري، فقبح منظرها ثم كانت الخاتمة انتحارًا أو قتلاً ..
          ومن المعلوم أنها غرقت في كدر الشيوعية بسبب زوجها السابق الشيوعي، وبسبب أستاذها صلاح جاهين.
          ***

          ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

          تعليق


          • #65
            (1/583)
            ________________________________________
            * سيدة الشاشة العربية وتمثيلها لفيلم "أريد حلاً" وفيه من التطاول على الشريعة ما فيه:
            كيف قبلت تمثيل هذا الفيلم وهو محاولة خبيثة للنيل من الشريعة الإسلامية والطعن في تعاليمها فالقصة التي قام عليها تصور حياة شابة اكتشفت بعد الزواج أن زوجها رجل فاسد الطباع منحرف الأخلاق فلجأت إلى القضاء الشرعي تطلب الطلاق للضرر، واستطاعت أن تثبت ذلك الضرر، وبدلاً من أن ينصفها ذلك القضاء سد في وجهها أبواب الرحمة باسم الدين وضيق عليها منافذ الحياة باسم تعاليم الشريعة الإسلامية ثم ألجأها إلى رهبانية رهيبة لا يعرفها الإسلام، رهبانية امتصت رحيق شبابها وحيويتها وجعلها تصرخ "أريد حلاً" ولم تجد حلاً فعاشت للعذاب والشقاء، وهكذا صوروا لها الإسلام وصوروه لكل من شاهد الفيلم، الإسلام الذي أعز المرأة ورفعها إلى المستوى الإنساني بعد أن كانت تعامل معاملة السائمة والعبيد في أمريكا والذي سوى بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات، وجاء بتشريع كامل شامل ينظم الأسرة ويضمن للمرأة كافة أسباب الحياة الكريمة زوجة وبنتًا وأمًا.
            - ونتساءل كيف حدث هذا، فتتجه أصابع الاتهام إلى المخرج فهو مسلم بحكم شهادة الميلاد، وهو من ألد أعداء الإسلام بحكم نزعته واتجاهه، لقد أخذ قصة تنقد بعض أوضاع المحاكم الشرعية في مصر فحولها إلى معول لهدم الشريعة، واستند في إخراجها إلى عناصر لا دينية ولها انتماءات ماركسية ثم أعد لها دعاية ضخمة بلغت تكاليفها أكثر من ميزانية الفيلم نفسه وطبعًا دفعت هذه المبالغ جهات لها مصلحة في النيل من الإسلام وزعزعة إيمان ضعاف النفوس من أبنائه، والعجيب أن الرقابة على الأفلام في مصر
            (1/584)
            ________________________________________
            صرحت بالفيلم مع التقدير الشديد، والهيئات النسائية رحبت به ترحيبًا خياليًا واعتبرته الدفاع الصحيح عن المرأة التي ظلمها الإسلام، والأعجب أن أحدًا من علماء الأزهر لم يتنبه إلى خطورة ما يهدف إليه الفيلم وخطورة الحملة الدعائية التي صاحبت ظهوره، وجعلته يعرض في الدول العربية وجعلت الناس يتهافتون على مشاهدته، ثم جعلت نساء البلد الذي أنتجه يطالبن بضرورة تعديل قوانين الأحوال الشخصية المستمدة من الشريعة الإسلامية واستبدالها بقوانين مستوردة من الكتلة الشرقية (أمينة الصاوي).



            * يوسف وهبي فنان الشعب المدمن للخمر لا يرى تحريم الخمر:

            ما أصدق ما قال هنري فورد في كتابه "اليهودي العالمي" بأن اليهود من أجل تحقيق غايتهم قد سيطروا على ثلاثة أشياء: البنوك للربا، والسينما لتقديم مفاهيمهم المسمومة، ومعامل الملابس والمساحيق والعطور، وسواها من مستلزمات الموضة؛ بل ونزيد هنري فورد شيئًا رابعًا وهو الصحافة .. فها هي الصحافة العربية تدافع عن الخمر بنشر إعلاناته، وإيراده في كل قصة ورواية، بل وتدافع عنه عن طريق شاربيه ومدمنيه الذين يدافعون عنه أمثال يوسف وهبي (مجلة روزاليوسف - العدد 1457).
            - قال: لا أرى أي شيء طالما أن الضرر أو النفع يعود على الشخص نفسه، فأنا أمقت تحديد الحريات ما دامت هذه الحريات تعبر عن إطلاق القيود في المجتمع، وكل امرئ مسئول عن عمله وكل فرد هنا له عقل يعرف كيف يتصرف به؛ فإن من يمنع شيئًا بالقوة مثل من يمنع اللص من السرقة بوضعه داخل أربع جدران، وتحريم الخمر يماثل أمر الحاكم بأمر الله الذي قضى على زراعة الكروم ليمنع الناس من شراب النبيذ.
            وينسى يوسف وهبي أو يتجاهل مدى الأخطار الاجتماعية التي تصيب
            (1/585)
            ________________________________________
            شارب الخمر وتحريم الشرائع والأديان لها، بل ويتجاهل ما يقوله الأطباء من أخطارها على الكبد والمعدة والعقل.


            ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

            تعليق


            • #66
              * يوسف شاهين وتزوير التاريخ .. يجعل شعار صلاح الدين الدفاع عن العروبة .. ويجعل عيسى العوام -البطل المسلم الشهيد- نصرانيًّا:

              حملت سينما يوسف شاهين وفيلمه "الناصر صلاح الدين" سمومًا صليبية حين صور معارك "حطين" وفتح القدس على يد البطل المسلم الكردي صلاح الدين صوّرها على أنها معارك عربية أو مصرية ضد القوى الأجنبية الغازية مع إخفاء وتجاهل وحجب البعد الإسلامي - وهي معارك بين الغرب الصليبي وعالم الإسلام وأنها كانت تستهدت اقتلاع الإسلام من جذوره .. ويصور يوسف شاهين صلاح الدين أنه بطل عربي يكثر في حديثه الكلام عن العرب والعروبة وهذا دجل، وبلغ دجل يوسف شاهين وكذبه وزوره أنه جعل عيسى العوام مسيحيًا يعلق الصليب على صدره، ويكفي أن أذكر من المصادر التاريخية التي كتبها ثقات علماء المسلمين الذين عاصروا عيسى وعايشوه ما يكفي لإلقام هذا الدجال يوسف شاهين حجرًا.
              -
              يقول القاضي بهاء الدين بن شداد في كتابه "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية" أو "سيرة صلاح الدين" تحت عنوان "ذكر قصة العوام عيسى -رحمه الله-:

              "ومن نوادر هذه الواقعة ومحاسنها أن عوامًا مسلمًا يُقال له عيسى، وكان يدخل إلى البلد (1) بالكتب والنفقات على وسطه ليلاً، على غرَّة من العدو، وكان يغوص ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو، وكان ذات ليلة شدّ على وسطه ثلاثة أكياس فيها ألف دينار وكُتب للعسكر، وعام في البحر فجرى عليه من أهلكه وأبطأ خبره عنا، وكانت
              __________
              (1) أي: عكا.
              (1/586)
              ________________________________________
              عادته أنه إذا دخل البلد طار طير عرّفنا بوصوله، فأبطأ الطير، فاستشعر الناس هلاكه، ولما كان بعد أيام بينما الناس على طرف البحر في البلد، وإذا البحر قد قذف إليهم ميتًا غريقًا فافتقدوه فوجدوه عيسى العوام، ووجدوا على وسطه الذهب، وشمع الكتب، وكان الذهب نفقة للمجاهدين، فما رؤي من أدّى الأمانة في حال حياته، وقد أدّاها بعد وفاته إلا هذا الرجل، وكان ذلك في العشر الأخير من رجب (1) " اهـ.

              فما يقول يوسف شاهين الصليبي الدجّال؟! وهل هذا من الأمانة أن تجعل من شهيد مسلم نص ابن شداد على إسلامه نصرانيًّا؟!!

              * ومن تزويرهم للتاريخ:

              وإن تعجب فاعجب من قول العصراني الدكتور محمد عمارة عن صلاح الدين الأيوبي أنه "القائد الإقطاعي البارز؟! " (2).
              "ويأسف الدكتور عمارة لانتصار المسلمين في الحروب الصليبية؛ لأنها أعادت الحيوية للإقطاع العربي، فلقد كانت الحروب الصليبية مرحلة من الأحداث الكبرى التي أتاحت للإقطاع العربي فترة من استرداد الحيوية والنشاط" (3).
              - د. محمد عمارة الذي يصف الفتح العثماني بأنه "طوفان الدمار التركي وأرجال الجيش العثماني الذي لفّ العالم العربي بردائه الأسود أكثر من أربعة قرون" (4).
              __________
              (1) "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية" أو "سيرة صلاح الدين" للقاضي ابن شداد
              (ص 135، 136) - تحقيق الدكتور جمال الدين الشيال - الطبعة الأولى.
              (2، 3) "فجر اليقظة العربية" لمحمد عمارة (ص 228) عن غزو من الداخل (ص 17).
              (4) "فجر اليقظة العربية" (ص 362)
              .
              (1/587)
              ________________________________________
              وانظر إلى سقطة أخرى من سقطات محمد عمارة فقد قال عن عمر بن الخطاب "فقد كان رائد التمييز بين السياسة والدين مع معارضة جمهور الصحابة له، ولقد بنى الدولة الإسلامية على هذا التمييز (1) أي: أن عمر بن الخطاب كان العلماني الأول في الإسلام وانظر إلى طامة أخرى من طوامه إذ قال عن حروب الردة:
              "فحروب الردة لم تكن حروبًا دينية، ولا حرب علي مع خصومه كانت دينية؛ لأنها كانت حربًا في سبيل الأمر، أي الخلافة والرئاسة والإمامة وهذه سلطة ذات طبيعة سياسية ومدنية، ومن ثم كانت الحروب التي نشبت لأجلها سياسية ومدنية هي الأخرى" (2).

              - وصفهم قراقوش بأنه رمز لكل مستبد جائر، مع أنه من أبطال الإِسلام العظام وهو نائب صلاح الدين:

              وراء ذلك كله الأسعد بن مماتى وله كتاب "الفاشوش في أحكام قراقوش" وسار ذلك مسرى النار في الهشيم وسط العامة والخاصة إلا من له إطلاع وافٍ على كتب التاريخ.
              - يقول ابن خلكان:

              "إن صلاح الدين كان يعتمد في أحوال المملكة عليه، ولولا وقوفه بمعرفته وكفايته ما فوّضها إليه".
              وكان القاضي الفاضل وزير صلاح الدين لا يدع رسالة يأتي فيها ذكر الأمير العظيم بهاء الدين قراقوش حتى يملأها مدحًا وثناءً عليه، وعلى جده ونشاطه وصبره وإخلاصه وأمانته، ثم ذلك ما عرفه الصليبيون فقالوا عن شخصية بهاء الدين قراقوش أنها شخصية رجل محارب، له روح غريبة،
              __________
              (1) "المعتزلة وأصول الحكم" لمحمد عمارة (ص 348).
              (2) "المعتزلة وأصول الحكم" (ص 348
              ).
              (1/588)
              ________________________________________
              أدهشت الصليبيين وأثارت إعجابهم بشجاعة صاحبها، ومهارته وقدرته حتى نظروا إليه على أنه جندي وقديس معًا" (1).
              - قال عنه العماد الأصفهاني في وفيات سنة سبع وتسعين وخمسمائة وهي السنة التي مات فيها بهاء الدين قراقوش: "وفيها توفي الأمير بهاء الدين قراقوش، وهو من القدماء الكرماء، وشيوخ الدولة الكبراء، أمير الأسدية ومقدمها، وكريمها ومكرمها، ولم أر غيره خصيًا لم تقاومه الفحول، ولم يؤثر في مجال مأثراته المحول، وله في الفتوحات والغزوات مواقف معروفة ومنامات موصوفة وهو الذي احتاط على القصر حين استتبت على متوليه أسباب النصر، وذلك قبل موت العاضد بمدة.
              ولما خُطِب لبني العباس بالديار المصرية، تسلم القصر بما فيه، واستظهر على أقارب العاضد وبنيه، وتولى عمارة الأسوار المحيطة بمصر والقاهرة، وأتى فيها بالعجائب الظاهرة وكان معاذ الالتجاء، وملاذ الارتجاء.
              - ولما احتاج السلطان صلاح الدين إلى إقامة الجسور، وتطهير الترع، وتشييد القلاع والأسوار المحيطة بالبلاد لتقيها شر الغارات التي قد تأتي إليها من جانب الفرنج تارة، والشيعة المنبثين في بقاع كثيرة من العالم الإسلامي تارة أخرى لم يكن لهذه المشروعات العظيمة إلا الأمير قراقوش، ولعل أول ما قام به الأمير من ذلك قلعة الجبل، ثم قلعة المقس، وهي برج كبير بناه الأمير على النيل، وبنى بالقرب منه أبراجًا أخرى، ثم أقام سورًا عظيمًا على حافة الصحراء الغربية، واستغرق منه ذلك من عام 567 هـ حتى 569 هـ، ثم أمره السلطان صلاح الدين ببناء سور يحيط بالقاهرة وتم له ذلك، "وأمن
              __________
              (1) ثلاث شخصيات في التاريخ: "ابن المقفع صلاح الدين قراقوش" للدكتور عبد اللطيف حمزة (ص 396) الهيئة المصرية العامة للكتاب.
              (1/589)
              ________________________________________
              أهل القاهرة من يد تتخطف ومجرم يقدم ولا يتوقف" كما قال القاضي الفاضل، وسُرّ السلطان برسالة القاضي وبخادمه قراقوش، وعلم أن الله تعالى يريد بدولته خيرًا، إذ قيض لها مثله ومثل وزيره القاضي الفاضل.

              - ومن أعماله العظيمة بناء سور حول عكا بعد أن تهدم من شدة القتال، وحاصر الفرنج عكا عامين، ذاق فيهما الأمير والمسلمون معه الأمرّيْن، بل ذاقوا هنالك أقسى ما عرفته المحنة الصليبية من ألم وتحملوا فيهما أشق ما مرّ بها من جهد ونصب، ودخل الصليبيون عكا، وانهالوا على أهل المدينة نهبًا وذبحًا وأسرًا، وكان الأمير نفسه ممن أسر بعد أن ثبت ثبات الأبطال وصبر صبر الرجال، وشدّ من عزائم من معه من الجنود، وبقي في الأسر حتى أفرج عنه حين عقد الصلح، وكان يوم الإفراج عنه يوم سرور عظيم؛ إذ فرح به السلطان الناصر صلاح الدين الفرح كله، لما كان له عليه وعلى الإسلام كله من الحقوق، فبقي الأمير إلى جانب السلطان ينيبه عنه في أخطر المواقف لم يفارقه حتى فارق صلاح الدين هذه الدنيا.

              - هذه صفحة في إنصاف بطل من أبطال تاريخنا "وما أضيع الأمة حين يكون حاضرها لا أصل له ولا ماضٍ ولا تاريخ".


              ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

              تعليق


              • #67
                * أهل الفن وتجارة الغرائز .. الكعبة .. والراقصة!!:
                عُرضت في عام 1991 م مسرحية في مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة وفوجئ المشاهدون بمشهد تظهر فيه الكعبة المشرفة -قبلة المسلمين ورمز وحدتهم ومحل حجهم ومكان تطهرهم- وقد خرجت منها راقصة ترقص بصورة فاضحة، ثم تتحول الكعبة إلى برميل بترول!!!
                جرى هذا المشهد في مسرحية تُعالج "الزار" الذي يلجأ إليه العوام الجهال، فما العلاقة بين الكعبة والزار؟!.
                (1/590)
                ________________________________________
                - واستخدمت الكاتبة صافيناز كاظم قلمها في التنبيه إلى الجريمة ومرتكبيها الذين يستعدون -فيما بعد- ليبولوا في حلوقنا (!! ) (المصور 6/ 9/1991 م) بعد أن جرحوا مشاعر المسلمين ومقدساتهم، وهاجت الدنيا وماجت، ولكن الذين قدموا المسرحية أو ساعدوا على تقديمها، حققوا لأنفسهم شهرة كبيرة ودعاية عظيمة، بل أتيح لهم أن يظهروا على شاشة التلفزة للناس بعيون جريئة: لم نكن نقصد!! أو أن الناس فهموا خطأ!! ثم كان لسان حالهم يقول للجمهور: موتوا بغيظكم.
                - من يتصدى لهذه البذاءات يوصف بالتطرف والتخلف والسلفية والردة والظلامية ... إلى آخر القاموس البذيء الذي يستخدمه أصحاب هذه السفالات، وأنصارهم من حملة الأقلام غير المتوضئة (1).

                * المسرحية التي تسخر وتستهزئ بالملائكة .. (الرجل اللي ضحك على الملائكة! ):
                والمسرحية المصرية التي تستهزئ بملائكة الرحمن بعنوان "الرجل اللي ضحك على الملائكة" وتقوم فكرتها على أن الآخرة لا بد أن يكون فيها عمل وتجعل الملائكة في وضع ساخر، حيث يضحك مدير الشركة الذي سلب ونهب في الدنيا على الملك فيقطع ورقة من دفتر حسابه بعد أن أجبر على اعتبار نومه عبادة، متمسكًا بأن هنا مبدأً دينيًّا فلما ذهب الملك للاستفتاء سرق ورقة إدانته.
                ***
                __________
                (1) انظر: "أهل الفن وتجارة الغرائز" لحلمي محمد القاعود (ص 79 - 80) - دار الاعتصام.
                (1/591)
                ________________________________________
                * كوكب الشرق:

                كوكب الشرق ضاع قومي لما ... تاه في حبك القطيع وهاما
                - يقول صالح جودت شاعرهم في قصيدة عنوانها "دور الشعر والفن في تعزيز أخلاق الأمة أو انحلالها" في الملتقى الفكري الإسلامي التاسع بمدينة تلمسان بالجزائر، أول شهر رجب سنة 1395 هـ!!!.
                وبئس ليل ما به آهةٌ ... من أم كلثوم ومن أسمهان (1)
                أي والله هكذا!!!
                -
                خدِّريهم يا كوكب الشرق:

                - قال الشيخ يوسف العظم: "يقولون إن أم كلثوم ظاهرة عجيبة، وأضيف، وظاهرة تخديرية رهيبة، ما أصابتنا كارثة، أو حَلَّت بنا مأساة إلا وقفت تغني لليل، والخمر والحب الضائع، حتى في أعقاب الكارثة المدمرة، في الخامس من حزيران، وقفت تغني للمترفين، والدم البريء يسيل على كل رابية، والعار الأسود يُجلِّل جباه المخدَّرين والمخدَّرات، ممن راحت تصفع وجوههم، ولا يشعرون "هذه ليلتي وحلم حياتي" لعل هذا الضياع الذي أصاب الأمة، وهذا الخدر الذي سرى في أعصابها هو الذي دعا صحفيًا إلى القول في صحيفته البيروتية مباهيًا دون خجل: "إني أعرف مكانة أم كلثوم عند العرب، وأعرف كذلك أن حب الكثيرين لها يوازي حبهم لفلسطين" (2).
                ***
                __________
                (1) "في رحاب الأقصى" ديوان ليوسف العظم (ص 272) - المكتب الإسلامي.
                (2) المصدر السابق (ص 212)
                .
                (1/592)
                ________________________________________
                - يقول يوسف العظيم:
                "كوكب الشرق" لا تذوبي غراما ... ودلالاً وخرقة وهُيَامَا
                لا ولا تنفثي الضياع قصيدًا ... عبقريا أو ترسلي الأنغاما
                فدماء الأحباب في كل بيت ... تتنزَّى وتبعث الآلاما
                وجراح "الأقصى" جراح الثكالى ... ودموع الأقصى دموع اليتامى
                أيها الشعب خدَّرته "الليالي" ... مثقلات تفجّرت آثاما
                فعن الحق تارة يتلهّى ... وعن النور تارة يتعامى
                يتهاوى على ذراع طروب ... أو لعوب في حضنها يترامى
                وإذا الشعر بالكئوس تغنى ... والنواسيّ عانق الخيّاما
                وأنين الكمانِ صار أذانا ... في حمى البيت والنديمُ إِماما
                وِإذا ليلتي وحلم حياتي ... لم تحطم في فجرها الأصناما
                فإِلامَ الجهاد يا "كوكب الشر ... ق" وما بالنا نهزُّ الحُساما
                لا تغنى الخَيّام يا "كوكب الشر ... ق" وتسقى من راحتيْه المُداما
                ففلسطين لا تحب السُّكارى ... ورُبَى القدس لا تريد النياما
                ولو أنّ الخيّام يبعث حيًا ... هَوَتِ الكأس من يديه حُطاما
                "كوكب الشرق" شاع قومي لما ... تاه في حبك القطيع وهاما
                قد أطاعوا الهوى فضلّتْ دروب ... سلكوها وقد أباحوا الحراما (1)
                منحوك الإِعجاب يا ويح قومي ... وعلى الصدر علّقوك وساما
                ناوليهم من راحتيك كئوسا ... وامنحيهم من ناظريك ابتساما
                واجعلي الفن ردَّةً وضياعا ... لا أحاسيس أمةٍ تتسامى
                __________
                (1) ومنه الغناء فهو حرام.
                (1/593)
                ________________________________________
                ودَعيهم في كل واد يهيمون ... ن سكارى ونكَّسى الأعلاما
                خدِّريهم باللحن يا كوكب الشر ... ق وصوغي من لحنك استلاما
                أيها السادة الكبار سلاما ... قد قتلتم في كل نفس سلاما (1)
                - اعجب يا أخي: بعد هزيمة حزيران بأيام سُئِلت أم كلثوم عن أهم صفة في عبد الناصر؟ فقالت: إنسانيته (2).
                - هل غاب وعيك يا كوكب الشرق أم خدِّرت قومك.

                - العندليب عبد الحليم حافظ الذي صفق طويلاً للدجاجلة وضيع شباب الأمة:

                في أول يونيه 1967 نُشر في العمود الثالث من الصفحة الأخيرة بجريدة الأهرام أي: قبل الحرب بأربعة أيام خبرٌ نصه:
                "وضع مجدي العمروسي مدير صوت الفن جميع الإمكانيات تحت تصرف إدارة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة، كما بدأ في طبع 40 ألف صورة كارت بوستال عليها صورة عبد الوهاب، و40 ألفًا عليها صورة عبد الحليم حافظ، و40 ألفًا عليها صورة نجاة الصغيرة، و40 ألفًا عليها صورة شادية على كل منها إهداء من صاحبتها .. سترسل من الغد إلى جنودنا الرابضين في الجبهة" (3).
                - وفي كتابها "جندي من إسرائيل" تقول ابنة موشي ديان عن أيام ما

                __________
                (1) قصيدة خدريهم "يا كوكب الشرق" من ديوان "في رحاب الأقصى".
                (2) "تذكير الحكام بأيام الله" للدكتور جابر الحاج (ص 62) - دار الاعتصام.
                (3) "وبالحق صدعنا في وجه الطغيان" للشيخ محمود عبد الوهاب فايد (ص 95) دار الاعتصام.

                (1/594)
                ________________________________________
                قبل المعركة مباشرة "كانت إذاعات العدو (1) تقول: قاتل وأم كلثوم معك في المعركة .. قاتل وعبد الحليم معك في المعركة".
                نعم .. إنه عبد الحليم حافظ المسئول أمام الله عن ميوعة الشباب وتخنثهم وضياعهم في تيه الأغاني والحب وكل ما هو محرم .. يكفي فيلم واحد من أفلامه "أبي فوق الشجرة" فما ظنك بتدمير شباب أمة بالكامل.
                - أليس هو الذي غنى "قدر أحمق الخطا .. سحقت هامتي خطاه"، أما علم الناس أغيته الداعية إلى الاشتراكية الساخرة من الرجعيين
                ونطبل لك كده هو ... ونزمر لك كده هو
                ونقول لك يا عدو الاشتراكية ... يا خاين المسئولية
                أليس هو القائل "انتصرنا" في وقت الهزيمة.
                - نذكر الناس بأغنيته التي حوّلت الشعب إلى قطيع يأتمر بأمر الطاغية "جماهير الشعب تدق الكعب .. تقول كلنا صاحيين"، لقد كان عبد الحليم صوتًا للشمولية في قسوتها، وبشاعتها ضد شعبها وأمتها، وكان لسانًا للقمع الذي أخضع الشعب لسطوته وقهره، كان رمزًا لزمن الهزائم والعار، وعدّه العدو جنرالاً يحارب به النظام معاركه الخاسرة دائمًا.
                لماذا عبد الحليم وشقشقاته وطقطقاته التي ترضي الزعيم الفلتة المفلوتة من دورة الزمان؟!
                في ذكرى وفاة المطرب عبد الحليم حافظ العشرين -بل وفي كل سنة- فرضت أجهزة الدولة الإعلامية زفة عن عبد الحليم في أكثر من عشر محطات إذاعية وأكثر من عشر قنوات تلفزيونية، فضلاً عن جرائد السلطة ومجلاتها طوال أسبوعيين تقريبًا، وفي كل أوقات البث والإرسال موضوع عبد الحليم

                __________
                (1) أي: المصريين.
                (1/595)
                ________________________________________
                حافظ في مجال الأغنية، ومجال السينما، ومجال الموسيقى، ومجال الأسرة ومجال الصحة، ومجال الزواج السري ... إلخ.
                ووضعت عبد الحليم في صورة البطل القومي الذي لا تتم الوطنية والقومية والثورية إلا بمعرفة تاريخه منذ التقت به إحدى المذيعات في الطريق وقدمته للجمهور حتى رحيله في إحدى المدن الأوربية ذات يوم من شهر مارس .. مات وأنبوبة العلاج قد وصلت إلى حنجرته .. أي والله حنجرته حيث الأحبال الصوتية مكان الغناء ولا يظلم ربك أحدًا .. والجزاء من جنس العمل، تُعلق صوره على صدور الشباب من الجنسين وفي الشوارع وعلى الأرصفة ويُصوّر في صورة البطل الذي تفتقده الأمة ليخلصها من متاعبها وهؤائمها، وفي الوقت نفسه تحل ذكرى شيخ الأزهر جاد الحق والشيخ الغزالي فما سُمِع صوت ولا حديث ولا تعليق من أجهزة الدعاية الحكومية.
                - إن عبد الحليم حافظ وزمانه في خانة غير مرغوبة بالمعايير الصحيحة للشعوب الحية التي تحترم دينها وتبحث عن الحرية والأمل الحقيقي (1).
                إيه يا زمن عبد الحليم حافظ .. زمن تنطق فيه الرويبضة .. السفيه يتكلم في أمر العامة يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق.
                وطاولت الأرضُ السماءَ سفاهةً ... وقال الدجى للصبح أنت مُؤَسَّسِي
                فقالوا لظَلْمات الليالي "تنفّسي" ... وقالوا لشمس الصبح "مالك عسعسي"
                وشاهدت غوريللا تُباهي بحسنها ... قطيع ظباء مائسات وكُنَّس (2)
                وشاهدت من يشري العزيز بدرهم ... ومن باع ماء الوجه فيها وبأبخس
                __________

                (1) انظر: دفاعًا عن الإسلام والحرية .. قراءة في الأحداث والرموز لحلمي القاعود (ص 148 - 150) - دار الاعتصام.
                (2) مائسات وكنس، أي: متمايلات وسائرات في كناسها أي: منامها بين الشجر.

                (1/596)
                ________________________________________
                وأصبح للشوك الأثيم مَعَارَض ... ولم أر فيها من ورود ونرجس
                وجاء ضرير القوم يلعن مبصرا ... ويسخر من "سحبانها" (1) كل أخرس
                ومادرها (2) يُزرى بحاتم طيئٍ ... ويُنكر نبت الجود في كل مغرس
                وألقوْا أمين القوم في قاع مظلمٍ ... وصفّق أقوام للص مُدَلِّس
                فقلت وفي حَلقِي الممزق غصَّةٌ ... وقد ضاق من كَرْب الخزايا تنفسي
                "لقد هَزِلت حتى بدا من هزالها ... كُلاَها، وحتى سامها كل مفلس"
                (3)

                __________
                (1) سحبان السهمى: أخطب العرب وأفصحهم.
                (2) مادر: يضرب به الثمل في البخل.
                (3) من قصيدة "في سوق العجائب العربية" من ديوان "الله والحق وفلسطين" للشاعر جابر قميحة (49 - 51) - ط 1 - الدار المصرية اللبنانية.


                ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                تعليق


                • #68
                  * موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يحضر أول زواج بين الشواذ في مصر لرجليْن ويباركه:
                  لن نتكلم عن حرمة الموسيقى وأنها صفة الفسّاق، ولن نتكلم عن حياة محمد عبد الوهاب الخاصة، فقد أفضى إلى ما قدم .. لكن لا يستطيع أي صادق من معارفه أن ينكر حضوره ومباركته لأول زواج بين شاذين في واحة من واحات مصر .. وقد نشرت الجرائد المصرية ذلك .. ولا تعليق على ذلك إن كان بالقوم حياة .. حتى قال أحدهم ساخرًا من هذه الرموز الخليعة:
                  وموسيقارنا عبد الوهاب ... وكوكب شرقنا نبحت سنينا
                  وذاك العندليب أخو الغراب ... أنتركه لدعوى الطاهرينا
                  ورقص الشرق ذا فن تجلّى ... وذا تسبيح عين الشاكرينا
                  __________

                  (1/597)
                  ________________________________________
                  * فنان الشعب سيد درويش يموت وهو يتعاطى الحشيش والأفيون:
                  موسيقار الشعب سيد درويش يموت وهو يتعاطى المخدرات والحشيش والأفيون، أي والله وباعتراف أمه كما جاء في المجلات، ولا عجب فهذا دأب الكبار والرموز دائمًا. فقد "كان كبار مسئولي الدولة في السلطة الناصرية والساداتية بعدها من المدخنين للحشيش، بالإضافة إلى بعض فناني الدولة مثل نجيب محفوظ، وأحمد مظهر، وشاعر النظام الناصري صلاح جاهين وشيخه سيد مكاوي" (1) واسلمي يا مصر.

                  * عادل إمام الإِرهابي الكبير والمهرج يصف فرج فودة بـ "أخي الشهيد":
                  عادل إمام الذي سخر من الحجاب والمحجبات، ومثّل الإسلاميين بأقبح الصور وعدّهم من "طيور الظلام"، وقال عن فرج فودة "أخي الشهيد" أي شهادة وهو مرتد؟!!. وستذهب كما ذهب إلى مزابل التاريخ.


                  ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                  تعليق


                  • #69
                    * لطفي الخولي اليساري:

                    هو القائل: "إن اليسار في مجتمعنا هو الوريث الحقيقي لدين محمد ابن عبد الله ولدين عيسى بن مريم ولفضل أبي بكر وعمر،

                    وهي محاولة فاسدة وكاذبة ومضللة ترمى إلى رفع دعاة الشيوعية من الحضيض إلى قمة الأنبياء والصحابة وقادة الفكر، وهيهات أن يصلوا إلى مستوى أقدامهم أو أفعالهم (2).

                    * كامل زهيري يريد هدم التراث كله:
                    أخطر دعاوى الصهيونية والماركسية ما أعلن عنه كامل زهيري حين قال
                    __________
                    (1) "الخديعة الناصرية" لصافي ناز كاظم (ص 86 - 87) - القارئ العربي - الطبعة الأولى.
                    (2) "الصحافة والأقلام المسمومة" (ص 216).

                    (1/598)
                    ________________________________________
                    للأستاذ علي الجندي: إننا نريد أن نهدم القديم كله .. التراث كله وليس الشعر فحسب (1).

                    * الدعوة إِلى المصرية والفرعونية:

                    - ومن دعاتها: أمين إِسكندر ..
                    من الأفكار المسمومة التي نشرها كتاب الصحف قول أمين إِسكندر:
                    "إن مصر حافظت على وجودها وشخصيتها القومية إزاء الأديان، وإن الأديان التي عرفتها مصر سواء بالنشأة أو بالانتساب لم تغير من مصر طابعها القومي وإنما تحولت إلى جزء من هذا الطابع، كان لمصر مسيحيتها الخاصة وإسلامها الخاص".
                    وهذه نغمة مسمومة كاذبة فليس هناك إسلام مصري مختلف، وليست مصر كما يقولون أخضعت الإسلام، الحقيقة أن روح الإيمان التي عرفت في مصر قبل الإسلام وقبل المسيحية إنما هي ثمرة من ثمار الحنيفية السمحاء التي حمل لواءها دين الله الإسلام الذي دعا إليه سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وهو صاحب كل الميراث الخلقي والروحي الذي عرفته المنطقة العربية قبل الإسلام بألف وأربعمائة سنة، وهذا هو ما كان موجودًا في مصر قبل الإسلام ولا ريب أنه من الإسلام نفسه. {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ}، {أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.
                    ذلك أن هناك علاقة كاملة بدأها إبراهيم -عليه السلام- في هذه المنطقة بدعوة التوحيد الخالص وختمها محمد - صلى الله عليه وسلم -، وجاءت في ثناياها رسالة موسى ورسالة عيسى وسائر الأنبياء، فلماذا هذا التضليل الكاذب بإعلاء شأن العنصريات والقوميات والإقليميات على هذا النحو البغيض، إن شخصية
                    __________
                    (1) المصدر السابق (ص 217).
                    (1/599)
                    ________________________________________
                    مصر الحقيقية في جوهرها هي عصارة التوحيد والدين الحق، ولم يكن لمصر شخصية أساسية مطلقًا قبل الإسلام، فقد نبذت مصر الدين واللغة التي امتدت خلال الحضارة الرومانية قبل الإسلام ألف سنة (1).

                    * فهمي عبد اللطيف:

                    - يقول الأستاذ أنور الجندي في كتابه "الصحافة والأقلام المسمومة" (ص 230): "هناك محاولة للقول بأن "روح مصر" أكبر من "روح الإسلام"، وأن مصر أرض وعبقرية أولاً ثم يجيء الدين والقيم، هذا ما يذهب إليه الكثيرون منهم فهمي عبد اللطيف إنهم يقولون أن عطاء النيل هو الذي كون روح الشعب المصري، وهل يمكن أن تتكون روح الأمم من المادة، الحقيقة أن الأديان والقيم هي التي تشكل روح الأمم، أما هذه الأهرام الشامخة التي يعتزون بها فإنها تمثل مفهوم دين الفراعنة الوثني، ذلك الكلام الخادع، قهر الفناء الذي يحطم حياة الحي وسبعة آلاف سنة، الحقيقة أن مصر عرفت التوحيد باكرًا وعرفت رسالة السماء في إدريس وإبراهيم وفي يوسف وأنها هي مصدر تلك الأصالة وليس النيل أو الأهرام كما يدعون".

                    * محمد رفعت - شفيق غربال، ومحمد صبري والدعوة إِلى القومية المصرية:

                    "كانت الصحافة العربية حاضنة الدعوة الإقليمية، ثم الدعوة القومية المفرغة من القيم الإسلامية، وكانت الدعوة الوطنية، وكانت الدعوة إلى إحياء الفرعونية والفينيقية، وحملت الصحافة لواء الدعوة إلى كتابة التاريخ من وجهة نظر مصرية محضة.
                    __________
                    (1) المصدر السابق (ص 224 - 225).
                    (1/600)
                    ________________________________________
                    محمد رفعت، شفيق غربال، محمد صبري وكان هدفها هو إعلاء شأن مصر على الدولة العثمانية والعرب، ومحاولة القول بأن مصر ليست عربية وأن الإسلام لم يؤثر فيها، ثم اعتمدت القومية المصرية الضيقة مدخلاً وهدفًا بما يتعارض مع الوحدة العربية من ناحية ومن الوحدة الإسلامية من ناحية أخرى، ومصر في الحقيقة لها طابع عربي وطابع إسلامي، وما يقال أن علاقتها بالعرب والإسلام كانت علاقة غزو أجنبي هو محض كذب، وكذلك القول بأنها ظلت محتفظة بمقوماتها قادرة على أن تجتاز منة الاحتلال، كل هذا الكلام لا يقوم على أساس ما لم يكن معلومًا أن الإسلام هو مصدر كل قوة وقدرة على المقاومة.
                    وكانت الصحافة العربية ضالة ومضلة في اعتمادها على دعاوي الجنس والعنصر والإقليمية مدخلاً إلى الفكر بعد أن جعل الإسلام وحدة العقيدة والثقافة أساسًا، فالثبات أمام الغزاة مصدره العقيدة، هذه التي حكمت بامتصاص الدخيل أو إجلائه عن الأرض، هذه العراقة المصرية كلها مصدرها الإسلام وليس أي شيء آخر، ولا ريب أن العقيدة الإسلامية هي المناعة الوحيدة دون الانصهار في الفكر البشري الوافد، ولا ريب أن الصحافة العربية كانت مسرفة في الانحراف في احتضانها لمفاهيم الأقليات والقوميات وما تتأثر منها من دعوات متعددة ومتضاربة (1).
                    وفي الوقت الذي كان طه حسين يدعو فيه إلى المتوسطية، كان العقاد يدعو إلى سياسة مصرية (لا عربية) (المصور 9/ 12/1949)، ينبغي أن تكون سياسة مصر مصرية على الدوام، مصرية قبل كل شيء، مصرية في علاقتنا بالأمم العربية، ومصرية في علاقتنا بالأمم الأوربية، وقد ووجهت
                    __________
                    (1) "الصحافة والأقلام المسمومة" (ص 219).
                    (1/601)
                    ________________________________________
                    الفكرتان بالنقد والتفنيد، أما أولاهما فهي تدعو إلى ولاء واضح مع فرنسا التي كانت تقود سياسة الدعوة المتوسطية، أما دعوة العقاد فقد كانت تدعو إلى الإقليمية وتجمد المثل العليا وتمزق وحدة العرب (1).
                    وسقط العقاد سقطته مثلما سقط سقطته الكبرى يوم أن دافع عن البهائية ومجّد البهاء الذي ادعّى الألوهية وهنا يعلم الناس مدى أهمية تقييم الناس والقادة والعمالقة، والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام وميزانه .. الإسلام وحده.
                    __________
                    (1) المصدر السابق (ص 221).



                    ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                    تعليق


                    • #70
                      * كمال الملاخ وزكي شنودة والمسيحية السياسية والفرعونية:

                      فكرة القومية المصرية بديلاً للعروبة، امتدت لتؤسس نمطًا من التفكير والتوجه لدى عدد من مفكري النصارى وكتابهم في مصر، وبخاصة أولئك الذين أسسوا ما يُسمّى بالمسيحية السياسية من خلال كتاباتهم وأبحاثهم من أمثال كمال الملاّخ وزكي شنودة مؤلف "تاريخ الأقباط" وكأنهم يقولون "أبعدوا شبح العرب عن مصر .. العرب استعمروا مصر وشوّهوا وجهها الحضاري" (2).

                      - ويتكلم الأستاذ أنور الجندي عن الخطوط العامة التي تحتاج إلى دراسة وبحث في مجال الأدب واللغة والتراث فيتحدث عن محاولة طرح طابع فرعوني على الفكر العربي الإسلامي، وهذه محاولة تستشري في كتابات كمال الملاخ ولويس عوض وزكي شنودة، وطائفة كبيرة من "المصريولوجيين" الذين يحاولون أن يردوا القيم والأخلاق والتقاليد والعادات التي يحفل بها المجتمع العربي الإسلامي إلى الفرعونية، وكلما جرى الحديث حول فن من
                      __________
                      (2) "لويس عوض" لحلمي القاعود (ص 266).
                      (1/602)
                      ________________________________________
                      الفنون، تحدثوا عن الفن الفرعوني والطب الفرعوني، والحكمة الفرعونية، وهذه محاولات باطلة لأن الخيوط التي بين أيدينا عن العصر الفرعوني قليلة وضئيلة وساذجة ولا تستطيع أن تكون صورة حضارية أو صورة أدبية لغوية، فقد تقطعت الأسباب بيننا وبين ذلك العصر البعيد وجاء الإسلام خلال أربعة عشر قرنًا فقضى على اللغة والتقاليد والعادات القديمة، وهي دعوة معارضة لروح الأمة المتدفقة التي تربط مصر بالعروبة والإسلام، انفصلت آثاره وأخباره بينما تسحب ستائر الصمت عن ميراث حي يتدفق بالحياة متصل بأمجاد هذه الأمة في صورتها العربية الإسلامية جميعًا، وليس معنى هذا أن يغمض الطرف عن الآثار الفرعونية فهي مفخرة من مفاخر مصر، وجزء من تاريخ العرب؛ لأن الذين أقاموها كانوا يمثلون مرحلة ضخمة من مراحل الحضارة والتقدم الذي جاءت به أديان السماء، وكانت الموجة الفرعونية أصلاً صادرة عن جزيرة العرب كما أكدت أبحاث العلماء الأجانب والمصريين، وقد أثبت القاموس الذي أعده (أحمد كمال باشا) أن أغلب الكلمات الفرعونية ذات أصل عربي، ومثل هذا يقال في الموجات الفيفيقية والآشورية والبابلية والبربرية، وذلك تحقيق تاريخي استغرق أعوامًا وأعوامًا حتى قيلت فيه كلمة الحق بعد أن استغلته مؤامرات الغزو الاستعماري والثقافي في الثلاثينات (1).
                      - هذه المحاولات التي تحاول الكلام عن الفرعونية القديمة إنما تصدر عن حقد دفين وعبث بالغ.
                      وإخناتون للتوحيد داعٍ ... قديمًا قبل كل المرسلينا!!
                      أإِخناتون عابدُ قرص شمسٍ ... بزعم الكفر شيخ المسلمينا؟!
                      "فميمكمُ" و"صادكم" وراءٌ ... غدت وثنًا وطاغوتًا لعينا
                      __________
                      (1) "محاولة لبناء منهج إسلامي متكامل" (4/ 580 - 581).



                      (1/603)
                      ________________________________________
                      * غالي شكري يغمز كل ما له اتصال بالتراث أو الدين أو الوطنية ويصفه بالعقم في كتابه "ثقافة تحتضر":

                      جاء غالي شكري ليغمز كل ما له اتصال بالتراث أو الدين أو الوطنية من الشعر، ووصفه بالعقم مع تأكيده للخطة التغريبية التي يعمل عليها شعراء الرفض، وشعراء العامية، وهكذا دافعت الصحافة عن هذه المفاهيم المسمومة وأفسحت لها ومكنّت لهؤلاء الذين ظهروا في ذلك الاتجاه من أن يتفتحوا في رحابها وأن تلمع أسماؤهم، والهدف هو ضرب اللغة العربية وضرب القيم والأخلاق من خلال ما تحمل هذه الكتابات من مفاهيم مضللة زائفة منحرفة وإحلال ظلام الوجودية والمادية والإباحية المعقدة ومفاهيمها الضالة محل روح الأصالة والرحمة والعدل والتوحيد الخالص الذي يمثله الأدب العربي الأصيل، بل إن هذه الموجة قد زلزلت مفاهيم الكثيرين فانحرفوا عن عمود الشعر الأصيل إلى هذا الاتجاه أمثال، محمود حسن إسماعيل، وعبد الرحمن الخميس وغيرهم (1).

                      - ويقول الأستاذ أنور الجندي في كتابه "محاولة لبناء منهج إسلامي متكامل" (4/ 597 - 600):
                      "يقول غالي شكري في كتابه "ثقافة تحتضر" فهل يعني بها ذلك الركام الذي قدمته كتابات الماركسيين والشيوعيين والوجوديين خلال تلك السنوات العجاف فلم يكن ممثلاً لفكر هذه الأمة وقيمها، أم أنه يقصد بالثقافة التي تحتضر الثقافة الإسلامية العربية، الواقع أن الثقافة التي احتضرت فعلاً هي تلك الكتابات المسمومة التي قدمتها هذه المجموعة من الشعوبيين، والتي لم تكن في حقيقتها تمثل جوهر هذه الأمة أو فكرها أو روحها، كما يطلق عليه
                      __________
                      (1) "الصحافة والأقلام المسمومة" (ص 162).
                      (1/604)
                      ________________________________________
                      "تراث الإنسانية" وإنما تراث الإنسانية الصحيح هو معطيات الأديان السماوية المنزلة التي جاءت بالحق من ربها قبل أن تفسدها تفسيرات الحاخامات والرهبان، ونحن إذا عدنا إلى أصول هذا التراث في الحنيفية السمحة التي جاء بها إبراهيم -عليه السلام- وامتدت في رسالات موسى وعيسى ومحمد وجدنا التراث الصحيح الذي يمكن أن يسمى تراث الإنسانية جمعاء، أما تلك الأوهام والأهواء التي قدمها سقراط وأرسطو وأفلاطون أو مزدك، وماني ومجوس؛ فإن هذا ليس تراث إنسانية ولكنه أهواء البشرية حين انحرفت عن رسالة الدين الحق المنزل، ولذلك فإنه من الغش للناس أن يقول لهم أن هذا تراثهم؛ وإذا كان غالي شكري يعتبر أن كتابات هذه المرحلة الماركسية التغريبية هي بمثابة ثقافة تحتضر فإنا نصدقه في هذا التصور، ولكن لا نرى أن غياب الدولة العصرية هو مصدر النكسة، وإنما نرى أن غياب الأصالة العربية في فهم أمور السياسة والاجتماع والاقتصاد استمدادًا من المنهج الأصيل هي مصدر النكسة، وإن محاولة الادعاء بالدولة العصرية هي محاولة مضللة؛ فإن تلك المراحل الطويلة التي قطعتها أمتنا من الهزيمة إلى النكبة إلى النكسة، إنما كانت تحت لواء الدولة العصرية جريًا إلى المفهوم الغربي الليبرالي وتحولاً إلى المفهوم الماركسي الشيوعي وكلاهما لم يكن أكثر من محاولة لدحر هذه الأمة وتدمير شخصيتها، ولقد تبين بعد النكسة أن الطريق الصحيح هو طريق الأصالة الذي خدعت عنه هذه الأمة بتلك المصطلحات والشعارات، وإن أمثال غالي شكري إنما كانوا ولا يزالون يدعون هذه الأمة إلى أن تصفي وجودها بالانصهار في العالمية الممزقة أو الأممية الضالة، في ظل حضارة تحتضر وثقافة تنهار، وفي إطار أزمة المادية المعاصرة سواء في الشرق أو في الغرب أما مراجعة كتابات قسطنطين زريق وعمر فاخوري ومطاع صفدي؛ فإن ذلك كله لن يزيد الأمر إلا إحساسًا بالغربة وتجاوز الحقيقة الواقعة، فتلك
                      (1/605)
                      ________________________________________
                      كلها دعوات تحاول أن تخرج العرب من أصالتهم وتدعوهم إلى مفازات التيه والضياع وهي بعيدة عن التماس الخيوط الأصيلة لهذه الأمة، ولن يغني غالي شكري وشيعته شيئًا إعادة الكتابة عن شبلي شميل وفرح أنطون؛ فإن حركة اليقظة الإسلامية قد كشفت فساد هذا الاتجاه، وبطلان تلك الدعوات إلى اتخاذ أسلوب التطور الاجتماعي منطلقًا لبناء المجتمع العربي الإسلامي، بل إن أصحاب القوى الدافعة لهذه السموم إلى مجتمعنا غيروا خطتهم من بعد وقدموا بدائل رفضها الفكر الإسلامي أيضًا سواء ما كتبه إسماعيل مظهر وما قدمه سلامه موسى، أما تلك الخيوط التي يتشبث بها التغريب والشعوبية، وهي كتاب "الشعر الجاهلي" لطه حسين، و"الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق؛ فإنها خيوط واهية، هي خيوط العنكبوت فهذه لم يعد لها أثر حقيقي بعد أن تكشفت خلفياتها الضالة وغاياتها المسمومة، وأهواء أصحابها، فليكف التغريب ورجاله عن إعادة الكلام عن هذين الكتابين اللذين مزقتهم الأجيال الجديدة ورفضت ما فيهما من تضليل، أما كتابات سلامة موسى فإن الأمر قد أصبح واضحاً وجليًا الآن، وقد تكشفت الأغراض التي كانت تدفع هذا الكاتب وتسوقه إلى تلك المحاولات التي فشلت جميعها وباءت بالخسران.
                      - ويعلق الأستاذ خالد محيي الدين البرادعي على أسلوب غالي شكري في كتابه "شعرنا الحديث إلى أين" فيقول: إنه يرفض التراث رفضًا مطلقًا بعصبية وانفعال بحجة أن التراث الأدبي لأمتنا مرتبط بالدين إن لم يكن وجد لخدمة الدين أصلاً، وبذلك اكتسبت اللغة العربية صفة القداسة لارتباطها بقداسة الدين، هذه الفكرة المهلهلة المكذوبة أصلاً وتاريخًا وتفسيرًا، إني أدعو إلى مراجعة مؤلفات الأصمعي والجرجاني وابن رشيق وغيرهم من النقاد القدامى الذين نفوا أن تكون القيم الدينية مرتكزًا لإعطاء الشعر قيمة فنية
                      (1/606)
                      ________________________________________
                      وجمالية من خلال هذا الخط المشبوه ينفذ غالي شكري لمصافحة المنبوذين والتائهين ومعانقة الشعراء الذين من خلال عقدهم رفضوا بدورهم تراث أمتهم، وأسقطوا نقمتهم على كل ما خلفه لنا الأوائل دون غربلة أو تمحيص، ويتساءل البرادعي: هل كتب غالي شكري كتابه هذا لإضفاء هالة من الرضا والتشجيع على النعرة الإقليمية في فكرنا، إمّا لاقتلاع الإنسان العربي من شعوره بأنه عربي، وإحداث صدع رهيب بينه وبين ماضيه من جهة لزرعه على سهول اليتم التاريخي والضياع الحضاري، وبينه وبين حاضره المعاش من جهة ثانية، وذلك عن طريق تشكيكه بقدرته على مواجهة هذا الواقع، وبينه وبين مستقبله من جهة ثالثة، وهو يعمل كذلك على إطفاء هذا الشعاع الشاعري المتوقد الذي طلع علينا من مناضلينا في الأرض المحتلة، مع أن التركيز الدقيق على فقدان الشاعرية لدى الأصوات الأصيلة التي أقلعت عن حداة قوافل المجد، ويرى أن كتابات غالي شكري هي امتداد لدعوة إنهاء هذه الأمة تاريخيًا ووجودًا، فهو يمشي مع عدد من الشعراء الذين نُبذوا جماهيريًا وهربوا إلى منادرهم السوداء، ينتطحون عصاراتهم المرة باسم الرؤيا الشعرية الجديدة، فكتبوا أشياء لا تمت إلى الشعر العربي بصلة تحت اسم التجديد.
                      - ويقول الأستاذ البرادعي: الخط الثاني الذي اختاره ناقدنا كان "كسر جوهر اللغة العربية، على حد تعبيره وهو يدعو إلى ذلك دون مواربة ولا يكفي كما يقول أن يكسر الشعراء الشباب "ميزان الخليل" ويتخطوه بل عليهم أن يحطموا جوهر اللغة، وقد ترك هذه الدعوة عائمة مطاطة بلا تجديد أو تأطير، ولم تفهم ما هو المقصود من "كسر جوهر اللغة"، هل يكون بتأنيث المذكر وتذكير المؤنث أم كسر جوهر اللغة هو إلغاء حركات الإعراب أو وضعها على ذوق قائلها بدون حساب، ويصل الأستاذ البرادعي إلى الإجابة على تساؤلاته، فيقول: الجواب الوحيد هو تمزيق القرآن وإزالته من الوجود،
                      (1/607)
                      ________________________________________
                      هذا الحدث الهائل هو ما يشغل بال غالي شكري ولا يستطيع النوم والهدوء ما دام القرآن هذا الكتاب الذي يمدنا بالفصاحة والبلاغة وحسن التعبير، وجمال الروي وفن الأداء، ويتحدث البرادعي عن الخط الثالث لدعوة غالي شكري وهي رفض الشعر المفهوم وتسمية أصحابه بالرجعيين والسلفيين، وكل قصيدة تطرب وتمتع فهي ليست في رأيه فنًا وليست شعرًا، ولذلك هو يدعو إلى كتابه الشعر بالطريقة الأحلامية مفردات غير متراصفة لصفة لا علاقة بالموصوف والرمز لا علاقة له بالصورة والاسم لا يمت إلى الفعل بصلة.

                      هذه هي دعوته:
                      التحلل المطلق من كل مفهوم ينقل في صورة شعرية، أو كل صورة تنقل لنا فكرة عن جلال الفن ومن هنا ينفذ إلى مفاهيم السريالية: لا ترابط ولا فكر ولا وجود؛ وإنما الهلوسة والهذيان والجنون المطلق وغاية دعوته الشك في كل ما أنجبت أمتنا ولن تجد سبيلاً إلا التوجه إلى الغرب، وقد خصص لنا مدرستين لتخرجا شعراء عربًا هما: أليوت وازرا أباوند، متجاهلاً طبعًا أن الأديب نتاج بيئته وأن لكل أمة لغة فنها وجمالها ورونقها.
                      وهو يدعو إلى تحطيم الأصنام التي تعوق تقدمنا الشعري ومنها القرآن، هذه العقدة المزعجة التي تركتها الصليبية في رأس غالي شكري والمعول الهدام الذي حمله إزاء تراثنا الخالد، وهو يتبع كتابات الموتورين والحاقدين والناقمين على تاريخنا وحضارة أمتنا فيدعو الشعراء إلى التخلي عن كل ما خلف الأقدمون وعن كل المناهج الشعرية السائدة في بيئتنا المعاصرة، وأن يتجهوا نحو الغرب، وهكذا نجد أن كل واحد من دعاة التغريب والشعوبية يركز على ثغرة معينة ويتخذها منطلقًا له إلى طريق الهدم والتدمير" ا. هـ.

                      * غالي شكري وعداؤه لكل ما هو إِسلامي:

                      غالي شكري متعصب شديد التعصب ضد الإسلام وتصوراته وكان من
                      (1/608)
                      ________________________________________
                      أعضاء التنظيمات الشيوعية وانتهى به المطاف فيها إلى تشكيل "حزب العمال الشيوعي" وعمل مع الكاتب المتعصب الراحل "لويس عوض" في جريدة الأهرام "ثم هاجر إلى بيروت في عهد الرئيس أنور السادات ليعمل هناك في مجال الصحافة، ثم رحل إلى باريس ليعمل في الصحف المهاجرة التي أصدرتها ليبيا والعراق، وعاد منذ سنوات ليعمل في الأهرام من جديد وليصبح من كتابه "الكبار" وقد منحته "السربون" درجة الدكتوراه من المستوى الثالث (= ماجستير) بالرغم من أنه لا يحمل إلا شهادة متوسطة تقديرًا لبعض خدماته الدينية!!!.
                      - وانظر إلى بعض عناوين لمقالاته في مجلة "الوطن العربي":
                      - العدد (193 - 719) الصادر في (23/ 11/1990) مقال له بعنوان: "الإسلام السياسي من الفكر إلى الإرهاب"، "الجاهلية الجديدة بدأت"، "الخلافة العثمانية"، "العلمانية كلمة السر لتكفير العالم".
                      - في العدد (194 - 721) الصادر في (30/ 11/1990) يكتب غالي شكري: "لا برنامج للإسلام السياسي سوى الإرهاب - الإخوان يسلكون طريق الانتهازية السياسية، والجماعات تتبنى أسلوب الاختراق".
                      - في العدد (196 - 722) الصادر في (14/ 12/1990) يكتب غالي شكري فيقول: "محمد عمارة يميّز بين الدين والدولة -العلمانية تطابق المجتمع الإسلامي فلسنا بحاجة إليها- الأمة مصدر السلطات".
                      - في العدد (199 - 723) الصادر في (4/ 1/1991) يكتب غالي
                      شكري عن "التجربة السياسية في السودان، فيقول: السودان مفترق الطريق -قوانين سبتمبر- يقصد قوانين تطبيق الشريعة -هي الجسر المضاد للديمقراطية- ويكثر من الحديث من الإرهابي السلفي، والسلفية بملابس عسكرية.
                      (1/609)
                      ________________________________________
                      - العدد (200 - 726) الصادر (11/ 1/1991) يكتب غالي شكري "مكاشفات بين الأضواء والظلال، يتحدث فيها عن ثقافة الإرهاب، كما يسميها التي تتحدث عن الإسلام ولا تؤمن بزعماء العلمانية في مصر الذين يرون الدين مجرد عبادات ولا يؤمنون بالخلافة ويصرّون على التبعية للغرب" (1).
                      ويكتب مدير التحرير في العدد ذاته مرحبًا بهجرة اليهود السوفيت إلى العالم العربي - وهذه المجلة "مجلة الوطن العربي" ممولة من العراق وتخدم "حزب البعث العربي الاشتراكي ومبادئه" وما خفي كان أعظم يا صدام .. أيها الخائن القذر والعميل الوقح .. وعدو الإسلام وقاتل المسلمين.

                      __________
                      (1) "الصحافة المهاجرة دراسة وتحليل" لحلمي القاعود (ص 169 - 171) - دار الاعتصام

                      ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                      تعليق


                      • #71
                        * د. محمد النويهي، حملته الشرسة على الإسلام، واعتباره حجر عثرة في سبيل تحقيق الغزو الفكري، ويدعو المسلمين إِلى التخلي عن مقدساتهم وتصوراتهم وقيمهم:

                        - يقول الدكتور محمد النويهي: "ليس هدفي أن أبسط رأي الشخصي في العقيدة الدينية وصحتها أو فسادها، وحاجة الإنسان إليها أو استطاعته الاستغناء عنها، ويقول: هل أعني أن يتجه مثقفونا إلى العمل على اقتلاع العقيدة الدينية من قلوب الناس، وإزاحة العقيدة الدينية عن طريق ثورتنا الثقافية الشاملة، هل عنيت الحملة على الدين ومحاولة تحرير الناس من سطوته، هكذا يبدأ محمد النويهي حملة التشكيك في القيم الأساسية لأمتنا العربية الإسلامية، ثم يقول: إن موقف المعاداة للدين نفسه ومحاولة إلغائه هو ما اتخذه بعض المحررين وأنفقوا جهودهم فيه في مختلف الثورات
                        __________

                        (1/610)
                        ________________________________________
                        التحريرية وبخاصة في الثورتين العظيمتين اللتين عرفهما تاريخ الإنسانية، الثورة الفرنسية (أواخر القرن الثامن عشر) والثورة الشيوعية (أواخر القرن العشرين)، ويقول: إن الأديان الكبرى كانت في بدايتها حركات تحرير عظيمة وإنما صارت أداة جمود وتحجر وأداة ابتزاز وسلب حين زالت عنها فورتها الثورية الأولى واستولت عليها الطبقات الحاكمة فحولتها إلى وسيلة لاستيفاء الامتيازات الموروثة وعرقلة حركات التجديد في شئون الفكر والتغيير في شئون المجتمع، والذي يقرأ هذه النصوص في كتابات النويهي يدهش؛ لأنه يجدها منقولة نقلاً يكاد يكون تامًا من بروتوكولات صهيون، ومن البيان الذي أصدره ماركس ولينين بالدعوة الشيوعية الماركسية، فهو يجمع بين العنصرين المتفرقين المتكاملين "الماركسية والصهيونية" في إهاب واحد، فتلك دعواهما وهكذا طريقهما، وهكذا فهمهما للدين ودعوتهما إلى التخلص منه،

                        إن النويهي يعلن في صراحة تامة وجرأة كاملة أنه يقوم بمهمة أساسية هي:
                        محاولة تغيير فهم الناس لماهية الدين ورسالته في الحياة الإنسانية، وكيف يقنع الناس بألا يتخذوا من الدين حجر عثرة يقيمونه أمام كل رأي جديد ومذهب جديد، وما يدعو إليه النويهي هذا ليس إلا مفهومًا باطلاً وزائفًا لعلاقة الدين بالحياة الإنسانية بعامة من ناحية، وبعلاقة الإسلام بالمجتمعات الإسلامية، فالدين إطار لحركة الناس والمجتمعات في الطريق الصحيح يرسم لهم رسالة الإنسان في هذه الحياة ويضع الضوابط التي تحمي شخصيتهم والعلاقات بين الفرد والفرد، وبين الفرد والمجتمع وبين الفرد والخالق الكبير؛ فإذا صدقت دعوى النويهي فهو يريد أن يعود الناس هملاً يتصرفون وكأنهم ليسوا مسئولين عن حركتهم في الحياة، وهذا مفهوم لا ديني محض، لا يقول به إلا الماديون الذين ينكرون علاقة المجتمعات والأمم بالأديان، ثم يجهل مفهوم الإسلام الجامع بين تشكيل العلاقة بين الله
                        (1/611)
                        ________________________________________
                        والإنسان وبين الإنسان والإنسان والإنسان والمجتمع، فالذي يقول به النويهي هو ما قال به رجال الفكر الحر من الملاحدة والماديين والإباحيين في الفكر الغربي الذين كانوا في الحقيقة من خريجي المحافل الماسونية ومن أتباع الفلسفة التلمودية الصهيونية التي تهدف إلى تدمير المجتمعات والتي أقامت الثورة الفرنسية والثورة الشيوعية جميعًا لتحطم القيم الخلقية والدينية في المجتمعات الغربية ولتحتويها داخل أتون الفكر الأممي الذي يستهدف تمزيقها وضربها، والذي كان دائمًا متقررًا في عقول وأذهان دعاتها وفي ذهن الدكتور النويهي أن الشيوعية وليدة اليهودية العالمية كالصهيونية تمامًا، وإنهما يحاولان احتواء البشرية كلها وأن النويهي واحد من دعاة هذه المحاولة في أفق الفكر الإسلامي، فهو حين يبدأ حياته تابعًا للفكر الغربي في بريطانيا تنم كتاباته عام 1940، وما بعدها في مجلات الدعاية البريطانية على هذا الولاء، ثم هو حين يكتب عن الشعر الحر في مجلة الرسالة ويمجد الذين يتخذون الرموز المسيحية من الشعراء المسلمين أمثال صلاح عبد الصبور وأدونيس، إنما يكشف جانبًا من هويته وهدفه ثم هو حين يقول لمناقشيه (في مجلة الآداب) عن الماركسيين أنه وهم دعاة للتقدمية يجب أن يتضامنوا للقضاء على الفكر الأصيل، ثم يجابه الإسلام وتاريخه وجماعته بما لا يقبله الماركسيون أنفسهم اقرأ (الآداب - نوفمبر 1971) وما قبلها تعرف ما هي الرسالة وما هي الدعوة التي جند النويهي نفسه لها مرتين:

                        المرة الأولى حين دعا إلى ثورة ثقافية جعل قوامها الحملة على الإسلام نفسه الذي اعتبره كحجر عثرة في سبيل تحقيق الغزو الفكري والسيطرة التلمودية الماركسية، وقد جاءت دعوته هذه بعد النكسة إعلانًا منه بضرورة أن يتخلى المسلمون عن كل مقدساتهم وتصوراتهم وقيمهم وأنه لا سبيل لانتصارهم على الصهيونية إلا بأن يصبحوا غربيين تمامًا، قد تجردوا من التراث والتاريخ والقيم وفي مقدمتها القرآن،
                        (1/612)
                        ________________________________________
                        ومن هنا نجد محاولته في إيجاد الالتباس إزاء مفاهيم الإسلام كقوة قادرة على بناء المجتمعات وما حاوله من التشكيك في شريعته ونظامه بجمع خيوط واهية وشبهات مضللة شأنه في ذلك شأن أبو رية في الحديث النبوي وعلي عبد الرازق في مسألة الخلافة - وقد كان جل اعتماده على ما كتبه شعوبي آخر عن (أزمة الفكر الإسلامي) وكل هذه محاولات لا تلبث أن تتجمع لتظهر بصورة أشد عنفًا في مؤتمر الحضارة الذي عقد في الكويت حيث برز القادة الشعوبيون:
                        زكي نجيب محمود، والنويهي، وأدونيس، وطرحوا سمومهم وأحقادهم في وجه المسلمين والعرب، واستعملوا كل أساليب الاحتقار والانتقاص للإسلام ودعوته ورسوله وقيمه ولغته وتاريخه.
                        - إن على النويهي أن يدرك أنه لن يخدع أحدًا فالغربيون والمستشرقون قَبْل المسلمين أهل الدين يعلمون أن الإسلام يختلف من المسيحية، وأن هذه الحملة التي بدأها فولتير وروسو وديدرو، وتابعها نيتشه وماركس وفرويد على التفسيرات المسيحية وعلى الدين بجملة، لا يمكن بأي حال أن تنتقل إلى أفق الفكر الإسلامي، وإذا أغرتهم التلمودية بنقلها رغبة في إثارة الشبهات والسموم بين أبناء الإسلام فإننا نؤمن بأنها لن تكون إلا زوبعة في فنجان وأنها لن تستطيع أن تصل إلى شيء، وإن الإسلام عميق الجذور لا تستطيع أعتى القوى أن تدمرها أو تستأصلها.

                        - ليس الإسلام مذهبًا لعصر من عصور الإنسان، ولا لبيئة من البيئات حتى يتصور النويهي وأضرابه أنه لا يستطيع الاستجابة لعصر آخر أو بيئة أخرى، وأن نظرية النويهي هذه نظرية مادية، وهو يكشف بكتاباته تلك من هويته الخصيمة وعن مادية فكره وعن اعتقاده الباطل بأن الإسلام ليس دينًا ربانيًا سماويًا؛ بل إن عباراته توحي بأسوأ من هذا، توحي بأنه يرى أن الدين شر على البشرية، وأن على البشرية أن تتخلص منه، ولكنه يرى أن من
                        (1/613)
                        ________________________________________
                        الكياسة أن تتم هذه العملية على مراحل، وهو في هذه المرحلة يرى مسايرة الدين ثمة مع دعوة الناس إلى التحرر منه، وإذا كان هذا هو رأيه فماذا في ذلك يختلف عما تقول "بروتوكولات صهيون" أو عما يقول جارودي في كتابه "ماركسية القرن العشرين" أو عما يقول دعاة الفلسفة المادية والشيوعية والوجودية وغيرهم، الحق أن النويهي بهذا الأسلوب قد كشف نفسه وحرق أوراقه، ولم يستطع أن يكسب مثقفًا واحدًا فضلاً عن تلك الحملات العنيفة التي وُجِّهت إليه في كتابات الكُتّاب ومنابر المساجد، والأندية والجماعات الأدبية والثقافية في العالم الإسلامي كله مما وضعه في صفوف الشعوبيين والتلموديين والتغريبيين العتاة" (1).
                        __________
                        (1) "محاولة لبناء منهج إسلامي متكامل" (4/ 601 - 604).

                        ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                        تعليق


                        • #72
                          - محمد حسنين هيكل عرَّاب الناصرية ودجالها الكبير، جنرال وفيلسوف هزيمة يونيو 67:

                          يبوء سادن الناصرية هيكل بعبارات التقديس التي أضفيت على عبد الناصر .. إنه كبير حملة المباخر له، وكبير مقربي القرابين له، وكبير محترفي الارتزاق، كال مع الناصريين كلمات الإطراء لناصر وتجاوز إطراؤه حد اللامعقول.

                          في زيارة لأسيوط تهلل وجه عبد الناصر بشْرًا وصفّق مع المصفقين لشاعر هزيل قال:
                          مصر بلا جمال ما لها صفة ... مصر بَلا جمال أمة عدم
                          وحين قال محافظ أسيوط يومئذ: "اللهم إننا نحبك، ولكننا نحب جمالاً .. فما حيلتنا؟ وكان أن رُقِّي بعد ذلك ليكون محافظ القاهرة، وحين قال مدير جامعة أسيوط المعين قبل أن يكتمل إنشاؤها: "إن كان عيسى المسيح
                          __________
                          (1) "محاولة لبناء منهج إسلامي متكامل" (4/ 601 - 604).
                          (1/614)
                          ________________________________________
                          قد أحيا ميتًا أو اثنين أو ثلاثة، فقد أحييت يا سيادة الرئيس مائة مليون عربي، وإذا كان موسى - عليه السلام - قد ضرب بعصاه البحر فشقّ فيه طريقًا يبسًا، فقد صنعت بالسد العالي أكثر مما صنع موسى، وكان أن رُقِّي المتحدث بعد ذلك فعُيِّن وزيرًا للثقافة" (1).

                          كان مقال هيكل الأسبوعي "بصراحة" والذي كان يُنشر في الأهرام يوم الجمعة يلف ويدور حول معاني منها "سنحارب إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل" "إن لم يعجب أمريكا أن تشرب من البحر الأبيض فأمامها البحر الأحمر
                          " لن نسمح لأحد أن يجرنا إلى المعركة وسنحدد نحن يوم المعركة، ومن فاتته قراءة المقال في الأهرام فما عليه إلا أن يدير مفتاح المذياع ليستمع إليه من إذاعة إسرائيل، ومن العجيب أن التشويش على إذاعة إسرائيل كان يتوقف أثناء إذاعة حديث هيكل؛ لأن أحاديث عبد الناصر إلى الغرائز لم تكن قاصرة على الشعب المصري، وإنما يعني عبد الناصر أن تصل إلى كل عربي، وإذاعة إسرائيل تساهم بنصيب نشيط في هذا المجال، ومع الفارق، فالناصرية تخاطب به غزائر المغلوبين على أمرهم من المصريين والعرب، وإسرائيل تخاطب به عقول المتعاطفين معها، وقادة الدول العظمى، ولا تمل من إسماعهم تهديدات الزعيم لإسرائيل ومن هم وراء إسرائيل، ولسان حالهم يقول:
                          "احذروا هتلر الجديد".
                          أكبر جريمة ارتكبتها الناصرية هي الديكتاتورية، وكان غلو الناصرية في الديكتاتورية، وتسخيرها السلطة العمياء في هدم الشرفاء والتنكيل بهم أول طريق الضياع صوب هيكل سهامه ضد ديكتاتورية السادات ونسي صاحبه (2) ديكتاتورية عبد الناصر لا تحتاج إلى دليل ولقد موّه الإعلام الناصري وعلى
                          __________
                          (1) "الذين طغوا في البلاد" لمحمد عبد الله السمان (ص 126) - الكلمة الطيبة.
                          (2) "تذكير الحكّام بأيام الله" للدكتور جابر الحاج (ص 27 - 28) - دار الاعتصام.

                          (1/615)
                          ________________________________________
                          رأسه هيكل على أقبح الأعمال وأردأها، غطّى على الإرهاب والتسلط الذي اختير له صنف من الناس تأنف الحيوانات أن تنتسب إليهم على حد تعبير محمد نجيب في مذكراته، وإذا كان هذا هو وصف نجيب للصنف من الزبانية الذين تعاملوا معه، فكيف يكون حال الصنوف والضروب الأخرى الذين عُلقوا وسحلوا وقتلوا ونهبوا وشردوا وأحرقوا، وانتهكوا الحرمات، وتسلّطوا على الأعراض، ونهبوا الأموال وألقوا بأصحابها في السجون أو في الطرقات.

                          - حدثنا هيكل عن آلاف الجنيهات التي أنفقها السادات على استراحاته وعلى مظهره وعلى أمنه، ولم يحدثنا عن المليارات التي بددها صاحبه على المؤامرات في الداخل وفي الحروب الفاشلة والتجارب الخائبة (1).

                          إن الادعاء بنزاهة عبد الناصر، أو تعففه عن المال العام هو مجرد لغو من القول، لقد ترك المال العام نهبًا لكل من هَبّ ودَبّ، كان أخوه "الليثي عبد الناصر" حاكمًا بأمره في الإسكندرية، و"علي شفيق" الضابط من الصف الثاني، قُتِل في لندن وسُرِق منه مليون دولار، وكان له مليون آخر بالبنك، وفي المحاكمات التي جرت إثر هزيمة عام 1967 م ثبت أن المشير عبد الحكيم عامر كان له ثماني عشرة شقة خاصة، وصهر الزعيم أشرف مروان أصبح فيما بعد مليارديرًا، وأخيرًا وليس آخرًا باعت ابنة الزعيم فيلا بسبعة ملايين ونصف مليون جنيه، وقيل إن الزعيم اشتراها في حياته بعشرة آلاف جنيه فقط، وما خفي كان أعظم" (2).
                          ترك عبد الناصر مصر غارقة في الديون، مصر التي تسلمها دائنة لإنجلترا بخمسمائة مليون جنيه إسترليني" (1).
                          __________
                          (1) المصدر السابق (ص 31).
                          (2) "الذين طغوا في البلاد" (ص 138 - 139).

                          (1/616)
                          ________________________________________
                          * كذب هيكل:

                          انظر إلى ركام العفن والزيف والجرأة على الحق وعلى مصادر التاريخ الصحيح، وقدرة هيكل على قلب الأوضاع ومسخ التاريخ وتبرئة المذنب، واتهام البريء، نقرأ لمحمد هيكل في كتابه "عبد الناصر والعالم":
                          "وذات يوم كان عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة يبحثون مسألة بناء برج لاسلكي للاتصالات العالمية التي تقوم بها وزارة الخارجية وإدارة المخابرات، وقيل لعبد الناصر: إنه قد تم شراء بعض المعدات، ولما احتج أنه ليست هناك أموال مرصودة في الميزانية قيل له: إن المال جاء من اعتماد أمريكي خاص، ودهش عبد الناصر إذ كانت هذه أول مرة يسمع فيها بوجود أي اعتماد خاص، وقيل له: إن وكالة المخابرات المركزية وضعت تحت تصرف اللواء محمد نجيب ثلاثة ملايين دولار، وكان المبلغ قد تم تسليمه بواسطة عميل أمريكي في حقيبة ضخمة عبئت بقطع نقدية من فئة المائة دولار، واستشاط عبد الناصر غضبًا عندما سمع ذلك وتوجه بالسيارة فورًا إلى مجلس الوزراء وطلب تفسيرًا من محمد نجيب". (1)
                          ينسج هيكل من خياله هذه القصة المختلقة .. وفوجئ هيكل بمحمد نجيب يرفع عليه قضية، وكان ظن هيكل أن خبطات جمال لنجيب قد حوّلته إلى تمثال لا يقرأ ولا يسمع، وحين بلغه خبر القضية وانكشف زيفه اعتذر وتراجع بأسلوب مترنح لا يعرف صراحة أهل الحق حين يبصرون بباطلهم فإذا هم مبصرون .. وتنازل الرجل الطيب عن القضية وعن التعويض بعد أن استبان الحق، وعرف الجميع أن نجيبًا لو كان هو الرجل الذي يقبل هدايا الأمريكان لأعانوه على جمال ولاختلف الوضع، تنازل نجيب، وما كان
                          __________
                          (1) المصدر السابق (ص 150).
                          (1/617)
                          ________________________________________
                          نجيب في حاجة إلى قضية يثبت بها صدقة وإفك خصومه، فقد عُرِف عنه الصدق، وما عُرِف عنهم صدق في يوم من الأيام، وحقيقة أخرى يحدثنا هيكل بأن جمال وهو قادم من يوغسلافيا في المحروسة علم وهو في البحر بانقلاب حدث في العراق، فاستشار محمود فوزي، فقال له محمود فوزي: هذه أمور تحسمها إلهامات الزعامة، وليست مجالاً لمشورة أحد.
                          محمود فوزي نفى حدوث ذلك وأنكره، ولا يعلم هيكل أن قوله هذا إن كان كذبًا فجُلّ كتابه كذلك، وإن يكن صادقًا فذلك برهان ساطع على نوع المستشار الذي يستطيع البقاء مع الديكتاتور (1).

                          * عقيدة هيكل:

                          في كتابه "عبد الناصر والعالم" الطبعة الإنجليزية، يقول هيكل: إن عبد الناصر سأله في أحد جلساته: "هل تؤمن بالبعث؟! وأجاب هيكل: بأنه يؤمن بالبعث ولكن الجزاء ليس النعيم أو العقاب الحسي الذي يتصوره البعض.
                          لماذا لم يكتب ذلك في الطبعة العربية، وهل يهم الإنجليز أن يعرفوا إيمان هيكل وعبد الناصر بالآخرة؟ (2).
                          إيمان بالمزاج، كحرية بالمزاج، وكحربهم لإسرائيل وانهزامهم بالمزاج، وكتنقلهم من حضن دولة لدولة بالمزاج، وكاشتراكيتهم الغارقة في أهواء من احتفظوا لأنفسهم باللحم وتصدّقوا بالعظم.
                          كمطعمة الأيتام من كدّ عرضها ... فليتها لم تزن ولم تتصدّق
                          __________
                          (1) "تذكير الحكّام بأيام الله" (ص 55 - 56).
                          (2) "تذكير الحكام" (ص 58).

                          (1/618)
                          ________________________________________
                          * دجل هيكل:
                          أي زيف أقبح من زيف هيكل عن الانتصارات المزعومة في حرب 5 يونيو في جريدته الأهرام وأعداد الجريدة في 5 يونيو وما تلاها، وعدد الطائرة التي أسقطناها تؤكد كذبه ..
                          "أي زيف أقبح من أن يزعم هيكل أننا أنتصرنا في 5 يونيو لأن اليهود وإن أخذوا سيناء برمالها فقد عجزوا عن إسقاط عبد الناصر (1).
                          أنسب مكان لصنع تمثال لعبد الناصر -إن جازت التماثيل- تمثال في تل أبيب جزاء ما قدم لليهود من جميل لن ينسوه له.
                          سألوا عن التمثال أين مكانه ... ليخلدوه ويستمر زمانهُ
                          زعماء إِسرائيل عرفوا فضله ... فبظلمه انتصروا وخاب رجالهُ
                          لو أنصفوه لقدسوا تمثاله ... وتكون تل أبيب ميدانًا لهُ (2)
                          - من أراد أن يعرف هيكل وعبد الناصر على حقيقتهما المرة فليرجع إلى كتاب "فلسفة الثورة" وسواء كان هو كاتبه أم هيكل أم هما معًا وهذا هو الأرجح.
                          - إنه هيكل القائل عن ناصر: "والشيء المهم فيما يتعلّق بعبد الناصر وربما كان من أبرز أسباب نجاحه أنه مثل "محمد علي" قبله أدرك بعمق حقيقة الثوابت الجغرافية والتاريخية التي تصوغ وتحكم أقدار مصر.
                          زعم أن عبد الناصر نجح، وإذا كان هذا هو النجاح فماذا يكون الفشل؟ (3).
                          __________
                          (1) المصدر السابق (ص 61 - 62).
                          (2) المصدر السابق (91).
                          (3) المصدر السابق (119).

                          (1/619)
                          ________________________________________
                          * إنه هيكل:

                          الذي يحدثنا عن حرب العبور فيكاد يشعرك أن يده كانت مع السادات وأن أياديه البيضاء ورؤيته السديدة للأشياء كانت كفيلة بإحراز نصر أكبر! وعلى باقي الناصريين أن يسألوه: أفلا كان الأولى بك أن تُفيد عبد الناصر بهذه العبقرية لينتصر ولو مرة واحدة.
                          - كنت أود لهيكل أن يكتفي بمغالطاته السياسية، ويحلل ويتأول كما يشاء ويبعد عن الخوض في الإسلام، فهو أولاً: بعيد عن هدي الإسلام، ثانيًا: هو جاهل به، ثالثًا: إنه كان أحد أركان التعتيم الناصري، والمبرر لضرب عبد الناصر للإسلام ولأهله والمفتري على الإخوان المسلمين في محاكماتهم بقضايا ملفقة.
                          كان على هيكل أن يبتعد عن الخوض في الإسلام لأن خطأه سيكتشفه غيورون على إسلامهم ولن يتركوا هيكل يلبس عمامة ليعلم الناس مغالطات باسم الدين بجرأة هيكل على قلب الحقائق، والالتواء بالواقع، لينصر سيده حيًا وميتًا، بنفس الجرأة يغالط وهو يتكلم عن الجماعات الإسلامية، وكأن السادات ارتكب منكرًا حين تركهم يؤدون صلاة العيدين في الخلاء، وترك لهم حرية الحركة حتى اشتد عودهم وكثر عددهم وأصبحوا عبئًا عليه، وقوة ضده وليست له .. في نفس الوقت الذي ترك فيه شجرة الناصرية تذبل وتضمر، وأصبح الناصريون كاليتامى فقدوا عائلهم ولا يجدون من يقيم شأنهم، ويوجه تحركهم، تأمل معي تفكير الكاتب الأوحد لتعرف بأي عقل يفكر الناصريون، وأن هناك أصنافًا منهم لا زالت عقولهم في حناجرهم.
                          - هل كان فرضًا على السادات أن يسير على طريق الناصرية، فيلفق التهم، ويشكل المحاكم، ويعدم الخصوم، ويزيد من الخرائب التي خلّفها له جمال؟!!

                          ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                          تعليق


                          • #73
                            (1/620)
                            ________________________________________
                            - هل كان على السادات -ليعجب هيكل- أن يترك العفن الذي تركه له عبد الناصر ليأتي على الأخضر واليابس؟ (1).
                            - يا عرّاب الناصرية الكادح إلى حتفه كدحًا، أما أن لك أيها السكران بخمر الناصرية الأثيم أن تفيق .. إن حديث الغرائز كان عليه أن يتوقف يوم 28 سبتمبر سنة 1970 بذهاب سيدك إلى ربه -

                            لو جمعت أكاذيبك عن الإسلاميين لملأت مجلدات ولكن كيف تجترئ الكذب على الله فتقول في "خريف الغضب" (ص 289):
                            "وكانت لكتابات سيد قطب تأثيراتها، ولقد ساعد على انتشار هذه التأثيرات أن الإخوان المسلمين لم يقبلوا مجمل الأفكار الرئيسية التي جاءت بها الثورة المصرية، كانت أفكار الثورة عن المساواة وتذويب الفوارق بين الطبقات تبدو متعارضة مع قول القرآن (وجعلنا بعضكم فوق بعض طبقات) هذا كلام هيكل وليس كلام الله، ومن يكذب على الله، فليس بمستغرب عليه أن يكذب على الناس.
                            إِن كان يقصد ما يقول فآثم ... أو كان يجهل فالجهالة عار (2)

                            - تقول صافيناز كاظم في كتابها "الخديعة الناصرية" عن التيار الثوري الانتهازي أنه يتكلم بلغة الثوار، ويستخدم اصطلاحاتهم ويصفق للاشتراكية، وكان هذا التيار بانتهازيته يجمع مكاسب مادية هائلة، يسوغها لنفسه بمقولة: "الاشتراكية لا تعني الفقر .. الاشتراكية من أجل حياة أفضل"! وكانت وظيفته الأساسية أن يزوّر حقيقة عبد الناصر، ويجعل منه وثنًا معبودًا له خوار، ويفلسف كل أخطائه ويبررها، ويدافع عنها أمام الرأي العام العربي
                            __________
                            (1) المصدر السابق (ص 120 - 121).
                            (2) المصدر السابق (ص 122 - 123).

                            (1/621)
                            ________________________________________
                            والعالمي، ويقوم بدور تشويه وسحق مجموعة المثقفين الشرفاء من الحركة الإسلامية ويتهمهم بالتطرف والطفولة الثورية والإرهاب والشغب كان هذا التيار يُهندسه ويقوده محمد حسنين هيكل ومن تحت إبطه لطفي الخولي -قبل أن يغدر به- ومحمود أمين العالم من جانب آخر،
                            بالإضافة إلى ثقلين ثقافيين رئيسيين هما: توفيق الحكيم (1)، ونجيب محفوظ (هاتان الشخصيتان الزئبقيتان اللتان أثبتتا قدرة شيطانية رهيبة في القفز واللعب على حبال كل التيارات بحيث أمكن لها الامتداد والاستمرار في مكانتهما الراسخة العالية لدى كل سلطة مهما تغيرت الأقنعة واللغة واللهجة والصوت والصيحات سبحان الله!! )
                            ، وكان كل اسم من هؤلاء يحتكم تحت إمرته وحمايته طابورًا من أسماء عديدة - "معظمها ناصرية وماركسية وتوليفة الماركسية الناصرية والناصرية الماركسية" (2)

                            * الهزيمة النكراء التي سماها هيكل النكسة:
                            كيف استطاع هيكل أن يزور التاريخ وهو يكتب في أكبر صحيفة وهي الأهرام عن أيام 5 يونيو - كيف كتب عن أعمق مأساة في تاريخنا، مأساة توقف عندها التاريخ .. لم تجف لها دموع الملايين على مئات الألوف من الأبرياء، كيف استطاع عبد الناصر وهيكل أن يخدعا شعبًا ويضللا أمة؟ وكيف أننا ما نزال نهز آذاننا ونفرك عيوننا ونرى الموّال الذي لا ينتهي عن "كلنا بنحبك .. ناصر".
                            __________
                            (1) أول من عمل على إحياء نتاج الإباحيين من كتاب "الأدب الغربي المكشوف" هو توفيق الحكيم، لقد افتتح توفيق هذا الاتجاه بكتابه "الرباط المقدس"، وظهرت في مدرسة القوميين السوريين كتابات غادة السمان وليلى بعلبكي.
                            (2) "الخديعة الناصرية" لصافيناز كاظم (ص 35 - 36) - القارئ العربي.

                            (1/622)
                            ________________________________________
                            - إن احتيال الدجال هيكل وزمرته قد أطال بقاء الوثن في الحكم، بزعم أنه تجاوز عمره الافتراضي في مايو 1967 م يوم أعلن أنه لن يحارب .. لن يهاجم .. لن يبدأ، ثم حشد مئات الألوف من الجنود بلا استعداد، بلا خطة، وجعلهم عراة في الصحراء، وكأنه "رومولوس" آخر ملوك الإمبراطورية الرومانية، عندما قرّر أن يصفي الإمبراطورية لأنها كبرت وشاخت، فقبل أن تحاكمه وتحكم عليه، حاكمها وحكم عليها، وأدانها ونفّذ فيها حكم الإعدام في صبيحة الخامس من يونيو عام 1967 م.
                            - وظهرت براعة عبد الناصر وهيكل في التمثيل يوم النكسة وما بعدها، فقد قررّ عبد الناصر أن يتنحَّى ظهرًا ويعود ليلاً، وأعد له خطاب التنحي الممثل البارع محمد حسنين هيكل، ورُسِمت الأدوار بواسطة الدّجالين .. يترك ناصر الحكم لوزير الحربية المهزوم شمس بدران ثم يعدل عنه إلى زكريا محيي الدين وهو كريه عند الشعب المصري، وكأنه يتنحَّى من ناحية ويدفع الناس إلى التمسك به، ودُبِّرت مظاهرات العدول عن التنحي، وكانت الصورة التي يجب أن نخجل لها حتى آخر الزمان .. صورة "أعضاء مجلس الأمة، وهم يرقصون طربًا؛ لأن عبد الناصر قد قررّ العودة، أوْ قل: فرقة الفنون الشعبية التابعة لمجلس الأمة .. رقص الناس طربًا وفرحًا للرجل الذي مسح بهم الأرض من المحيط إلى الخليج .. للرجل الذي كان سببًا في سفك دماء الآلاف الذين ذبحوا على رمال سيناء .. للرجل الذي أدخل اليهود في مصر وسوريا والأردن والقدس في ست ساعات".
                            - أية شعوب هذه التي تهلل وتكبر للزعيم الذي جلب لها هزيمة نكراء لا مثيل لها في التاريخ القديم والحديث، ومع هذا يعلن هيكل أننا انتصرنا لبقاء عبد الناصر في الحكم وإن ضاعت سيناء برملها، ولسوف يُسأل هيكل عن دجله أمام محكمة التاريخ، وأمام الأجيال القادمة ... وسيسأل أمام الله
                            (1/623)
                            ________________________________________
                            عز وجل في الآخرة عما فعل بأمته.
                            - ومن يوم هزيمته في 5/ 6/1967 حتى هلاكه في 28/ 9/1970
                            عاش عبد الناصر ثلاث سنوات وثلاثة أشهر و23 يومًا ظهر دجل حاوي الناصرية وفيلسوفها محمد حسنين هيكل.

                            * "بصراحة" لمحمد حسنين هيكل بعد النكسة .. بجريدة الأهرام:
                            كان محمد حسنين هيكل يخرج لنا كل جمعة بأفيون صراحته، يغالط في ضوء الشمس كل الحقائق الصارخة، ويقول: إننا لا نستطيع أن نحارب مثل فيتنام؛ لأن فيتنام دولة فقيرة وشعبها بدائي وليس لديه ما يخسره، أما شعب مصر فشعب عريق، لديه السد العالي، والأهرامات ولا يجب أن يعرضهم للدمار والنسف بدخولها حربًا مثل حرب فيتنام (انظر مقالات هيكل بالأهرام ما بين 6/ 1967 إلى 12/ 67) واستمر هيكل يركز على الحل السلمي وفقًا لقرار 242 المعترف بإسرائيل، وأن الحرب الوحيدة الممكنة هي حروب استنزاف لفرض الحل السلمي، وكان يقدم منطقًا تعجيزيًا يوهن من عزيمة الشعب المصري بقوله: إنه لا يمكن الحرب ضد إسرائيل؛ لأن الحرب معها تعني الحرب مع أمريكا، ونحن لا يمكن أن نناطح أمريكا، واختراع خرافة اسمها "تحييد أمريكا! ".
                            كانت مقالات هيكل السامة دائبة السعي لإنهاك معنويات الشعب المصري وسحقها، وكان يبدو في مقالاته ديناصورًا ساديًا كريهًا، لكنه كان يُرضي بمقالاته وروحه هذه الكثير من شرائح المثقفين المهزومين والثوريين مع وقف التنفيذ، وكانت هذه الشرائح بطبيعة ذاتية أنانية - تبحث وسط الخراب عن المكسب الذاتي والمصالح الشخصية، وكانت ترى في راية الكفاح الشعبي ومواصلة الاستعداد للدفاع من أجل استعادة كل الأراضي المحتلة بالقوة،
                            (1/624)
                            ________________________________________
                            كانت ترى في هذه الراية ما يهدد استقرارها وراحتها لذلك قامت هذه الشرائح بتبني مقولات هيكل، وصوّرته في هيئة الرجل العاقل الواعي غير المتهور، إذ وجدت في صراحته الكاذبة صياغة لما يجول في ضمائرها ويخدم أهدافها.
                            - (كان أهم ما أبدع فيه هيكل هو إعلانه أننا انتصرنا في الحقيقة -رغم خسارة الرجال وضياع الأرض- ونصرنا هو: إن نظام عبد الناصر لم يسقط وبالفعل صرنا نحتفل بعيد النصر رغم الهزيمة! ) (1).

                            * برغم عداوتي وكرهي الشديد للعامية:
                            برغم عداوتي وكرهي الشديد للكتابة بالعامية إلاَّ أني أستميح القارئ عذرًا في إيراد هاتين القصيدتين قصيدة عن الأستاذ ميكي (أي محمد حسنين هيكل) وقصيدة عن نكسة 5 يونيو وعبد الجبار (يعني عبد الناصر) لأحمد فؤاد نجم رغم أنني أخالفه في انتمائه الفكري وسلوكه الشخصي من الألف إلى الياء يصدق فيه قول رسولنا - صلى الله عليه وسلم -: "صدقك وهو كذوب".
                            - قصيدة تدحض مغالطات هيكل وسيده ناصر .. ومقالاته الكاذبة في جريدة الأهرام تحت عنوان "بصراحة":
                            "بصراحة يا أستاذ ميكي .. (المقصود هيكل)
                            إنك رجعي وتشكيكي
                            بصراحة لا أنت معايا
                            ولا طالل من شبابيكي
                            وبلادنا لسه جريحة
                            __________
                            (1) "الخديعة الناصرية" (ص 52 - 53).
                            (1/625)
                            ________________________________________
                            وبتصرخ بالأفريكي
                            لو بات التار يا ولادي
                            حيبات الذل شريكي
                            "بصراحة" يا أستاذ ميكي
                            إنك رجعي وتشكيكي
                            قاعد لا مؤاخنة تهلفط
                            وكلامك رومانتيكي
                            ولا ناوي تبطَّل تكتب
                            بصراحة كلام بولوتيكي
                            عن دور الحل السلمي
                            واستعماله التكتيكي
                            فـ الوقت اللي إحنا صراحة
                            دايخين دوخة البلجيكي
                            وبلدنا لسه جريحة
                            وبتصرخ بالأفريكي
                            لو بات التار يا ولادي
                            حيبات الذل شريكي
                            والشعب يقول يا بلادي
                            بالروح والدم أفديكي
                            وحاجات "بصراحة" بتحصل
                            في بلدنا يا أستاذ ميكي
                            "بصراحة" لا أنت معايا
                            (1/626)
                            ________________________________________
                            ولا طالل من شبابيكي
                            وكأنك مثلاً موميا
                            للسلطان الأنتيكي
                            أحياها لاستعمالها
                            لستعمار الأمريكي
                            رجعت على هيئة
                            ميكي!! "
                            يوم أُعلنت الهزيمة باسم النكسة في يونيو 1967 وجد أحمد فؤاد نجم نفسه يتقيأ دمًا، ومع هذه الحالة الجسمانية المفاجئة جلس ليكتب قصيدته الشهيرة التي كلّفته قرارًا بالاعتقال مدى الحياة عام 1968:
                            الحمد لله خبّطنا تحت باططنا
                            يا محلى رجعة ظبّاطنا من خط النار!
                            يا أهل مصر المحمية بالحراميةْ
                            الفول كثير والطعمية
                            والبرّ عَمَار
                            والعيشة معدن وآهي ماشيةْ
                            آخر آشية
                            ما دام جنابُهْ والحاشية
                            بكروش وكتارْ
                            ها تقوللي سينا وما سيناشي
                            ما تدويشناشي
                            ما ستميت أتوبيس ماشي
                            (1/627)
                            ________________________________________
                            شاحنين أنفار
                            إيه يعني لما يموت مليون
                            أو كل الكون
                            العمر أصلاً مش مضمون
                            والناس أعمار
                            إيه يعني في العقبة جرينا
                            والاّ في سينا
                            هيّ الهزيمة تنَسِّينا
                            إننا أحرار
                            إيه يعني شعب في ليل ذله
                            ضايع كله
                            دي كفاية بسّ أمّا تقول لُّه
                            إحنا الثوار
                            وكفاية أسيادنا البعدا
                            عايشين سُعدا
                            بفضل ناس تملا المعدة
                            وتقول أشعار
                            أشعار تمجدْ وتماين
                            حتى الخاين
                            إن شاء الله يخربها مداين
                            عبد الجبار!!
                            ***

                            ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                            تعليق


                            • #74
                              (1/628)
                              ________________________________________
                              * مدرسة يوسف الخال (مدرسة الحزب القومي السوري) منطلق العمل الشعوبي وأساس البناء التغريبي وحاملة لواء الفينيقية والوجودية:

                              - يوسف الخال - غسان تويني - لويس الحاج - أدونيس - توفيق صايغ - جبرا إِبراهيم - غادة السمان - ليلى بعلبكي:
                              "تمثل مدرسة الحزب القومي السوري الأدبية منطلق العمل الشعوبي وأساس البناء التغريبي في هذه المرحلة، فهي تحمل لواء الإقليمية والفينيقية، والوجودية وكل شتات الدعوات الوافدة لتزييف أصالة الأدب العربي.

                              وعلى قمة هذه المؤسسة: يوسف الخال، غسان تويني، لويس الحاج، وقد أفرزت: أدونيس، وتوفيق صايغ، ويوسف حبش الأشقر، وجبرا إبراهيم جبرا، وليلى بعلبكي، وغادة السمان، وقد احتضنت هذه المؤسسة التيار الماركسي والوجودي والبعثي، وفي أحضانها نمت كتابات وأشعار: البياتي، وكاظم حداد وعبد المعطي حجازي، والسياب وصلاح عبد الصبور، ومن أكبر دعاتها: أدونيس ولويس عوض وقد تصدروا مجلات أدب وحوار وشعر، ويصور الباحثون منطلق هذا العمل بأن القوميين السوريين الذين صودرت دعوتهم الهدامة منذ سنوات، قد وجدوا في الأدب والشعر منطلقًا جديدًا، يقول: فيشعر القوميون السوريون أن "فينيقيا" هي فردوسهم المفقود، وهي أرضهم الموعودة التي يحلمون بها ويحاولون إعادتها إلى الواقع الحي" وهذا الحنين إلى فينيقيا أو إلى سوريا الكبرى بلغة الاصطلاحات الحديثة يملأ شعر القوميين السوريين وخاصة أدونيس وهو أنضج هؤلاء الشعراء فنًا وأكثرهم تعبيرًا عن هذه الفكرة، وكانت جريدة النهار هي بوتقة العمل، يقول طلال رحمة: كانت الأسماء التي ظهرت على صفحات جريدة النهار بمجملها من الناحيتين السياسية والفكرية، امتدادًا طبيعيًا لأوائل المبشرين اللبنانيين والسوريين فيما يسمى عصر النهضة الأدبية، وفي أواخر الأربعينات هزمت
                              (1/629)
                              ________________________________________
                              الحركة النازية وتقدمت على أنقاضها الحركة الشيوعية، وعربيًا اتضح الصراع الصهيوني -العربي- ومعه جاءت الهزيمة الأولى، واستعان غسان تويني (بكالوريس الاقتصاد والسياسة من جامعة هارفارد الأمريكية) برفيقه في الحزب السوري القومي الاجتماعي ورفيقه في الجامعة (الرفيق يوسف الخال) ورسمه عرابًا على صقلية الأدب والفن في النهار، ومع يوسف الخال بدأ عهد جديد كان مطلعًا على الأدب العربي، ومتأثرًا بشارل مالك الذي لم يكن معجبًا بالتراث العربي، فأقام نوعًا من التوازن، وحمل يوسف الخال عن أستاذه شارل مالك لواء (الفكرة اللبنانية - الفينيقية).
                              - يقول طلال رحمة: امتازت هذه المرحلة تحت ستار التجديد والتحديث بتسخيف التراث العربي بما في ذلك ابن خلدون وابن سينا، وابن المقفع وابن الرومي، وبتقديس كل ما هو أجنبي.
                              وأخرج يوسف الخال مجلة شعر التي لعبت دورًا كبيرًا وخطيرًا في الحياة الثقافية، ثم اتجه جبرًا إلى أن يتخلص من أداة الوصل، فبدلاً من أن يقول: (أيها الشاب الذي يموت باكرًا) خرج بتطبيقات لتحطيم اللغة العربية تحت بند التجديد من مثل (يا الشاب اليموت باكرًا)، وكان سعيد عقل يتابع جهوده من أجل تحديث اللغة وتطويرها عبر دعوته الصريحة إلى الكتابة باللغة العامية الدارجة (لبنان أن حكى)، وبالحرف اللاتيني (يارا)، فالتقى مع جماعة النهار وكان لقاءً عظيمًا نجم عنه انسداد نوافذ لبنان الفكرية على المنطقة العربية ونحو انعزالية ثقافية دعمت الانعزالية السياسية في ذلك الحين، ثم تولى أنسى الحاج جريدة النهار، وتولى توفيق صايغ مجلة حوار، وتولى أدونيس مجلة مواقف، وقد كشف طلال رحمة عن مبادئ هذه الجماعة، فذكر أن أهمها هي: نهش اللغة العربية كلغة وكتراث واستخدام الكلمات واللهجة العامية بالإضافة إلى تركيب الجملة وفق الأسلوب الفرنسي.
                              (1/630)
                              ________________________________________
                              كذلك نهش جميع المفكرين والكتاب الأحياء منهم الأموات الذين تجرأوا وآمنوا إما بالعروبة السياسية أو بالحضارة العربية ثقافيًا (لا أعترف بوجود الكتاب الكبار أمثال طه حسين، وعباس محمود العقاد، وتوفيق الحكيم .. إلخ) هذه هي الخلفية للمخطط الذي سارت عليه مؤسسة الشعوبية والتغريب التي اتصلت خيوطها بما قام في مختلف العواصم العربية من محاولات لبناء الواجهة الشعوبية، فكانت بيروت بمجلاتها ومؤسساتها هي العامل الموجه للحركة في هذه المرحلة التي نؤرخها، ويتابع الاستشراق هذه المحاولة ويؤيدها، فنجد أمثال (جاك بيرك) يصدر كتابًا يسجل فيه المحاولة التي تعاونت الشعوبية والتغريب والماركسية عليها في سبيل تحويل مجرى الأدب العربي، والتأثير في مجالاته بالأدب الجنسي المكشوف في القصة وكسر عمود الشعر في النظم وإقامة الأسلوب اللبناني التوراتي في النثر، فقد أصدر كتابه (في الأدب العربي) عام 1966، وحشد فيه دعاة التجديد في هذه المؤامرة الخطيرة، وهم: نجيب محفوظ، لويس عوض، بشر فارس، حسين فوزي، محمود أمين العالم، عبد الرحمن الخميسي، سعيد عقل، أدونيس، ميخائيل نعيمة، محمد كامل حسين، جبران، سلامة موسى، طه حسين، الجوهري، أمين الخولي، صلاح عبد الصبور، هذه الواجهة الشعوبية العريضة التي كانت سببًا في نكسة 1967.
                              - يقول الأستاذ محمد التازي تحت عنوان "نكسة الأدب":
                              إن الأدب المغربي الذي لم تفاجئه الهزيمة وما نجم عنها من أحداث بل وجد في الهزيمة دليلاً على صدق حدسه وإحساسه، ففي الوقت الذي ظهر فيه أدب التشاؤم واليأس والشك في كل القيم والمقومات الأخلاقية والإنسانية، حرص الأدب المغربي على التأكيد على ضرورة التمسك بالأصالة الروحية للإنسان العربي، ونحن على خلاف واضح مع بعض النقاد العرب، فعندما لاحظوا سطحية
                              (1/631)
                              ________________________________________
                              الأدب العربي بعد الهزيمة وتعبيره المباشر عن آثارها، زعموا أن ذلك يرجع إلى فقدان العمق والأصالة في الثقافة العربية المعاصرة، بينما زعمنا أن الثقافة العربية غنية بالعمق والأصالة، وأن مرد السطحية الملاحظة هي سقوط الأدب بين براثن الإعلام، فلا الأدب استمر على أصالته محافظًا على مقوماته، وكانت كارثة الإعلام العربي الممهدة للكارثة العسكرية، وبذلك فقدت الكلمة إشراقها وصدقها ونفاذها، وأخذ المواطن العربي يكذب كل ما يسمع ويقرأ بعد أن كان يصدق كل ما يسمع وما يقرأ، وأصبحت المشكلة في نظرنا ليست مشكلة تعبير وقول تبليغ، وإنما المشكلة تصديق ما يكتب وما ينشر، فقد فقدت الثقة بين الأديب والإنسان العربي حين اكتشف هذا الإنسان الطيب المكافح أنه كان ضحية للمذياع والتلفاز والصحيفة والكتاب قبل أن تزحف عليه قوى الشر بأسلحتها الفتاكة لتغتاله وتحرقه وتشرده،
                              وقد انفصل الأدباء العرب بعد النكسة إلى ثلاث فئات:
                              1 - "فئة النكسة": التي تعتقد أن ما حدث يوم 5 يونيو هو مجرد نكسة أصابت الكفاح العربي، وأنها لا يجب أن تؤثر بأي حال في السياسة والمنهج والأسلوب والتفكير وكل ما كان خطه العمل قبل 5 يونيه، وهؤلاء الذين أريد لهم أن يرفعوا علم النكسة بعد الحرب واتخذوا من الكلمة مسوغًا للاستمرار في السياسة.

                              2 - "فئة النكبة": أولئك الأدباء الذين أطلقوا على ما حدث يوم 5 يونيه اسم النكبة ليعبروا من خلال هذه التسمية عن استمرار شكهم في السياسة والمنهج والأسلوب الذي كان سائدًا قبل 5 يونيه وزادتهم النكسة اقتناعًا بتفكيرهم وتأكيدًا لشكهم.

                              3 - "الفئة الثالثة": "وتسمى ما وقع بعد الخامس من يونيه بالهزيمة العسكرية لتحدد مسئولية ما وقع، ولتضع خطًا فاصلاً بين المسئولية الشعبية التي انزوت وخفتت، وبين المسئولية العسكرية التي أوشكت أن تقضى عليها،
                              (1/632)
                              ________________________________________
                              وإذا كان المستقبل من صنع الحاضر؛ فإن الحاضر من صنع الماضي، والذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم أن يعيدوا أخطاءه ولو لم يريدوا ذلك، ومجرد رفض الماضي لا يقيم حاضرًا ولا يعد لمستقبل، إن المثقفين العرب قصروا في واجبهم نحو الجماهير التي تحولت من فعل مؤثر إلى متفرج في حلبة الصراع، حيث يتصارع الطموح الشخصي على حساب قضية الجماهير، فأوشكت هذه الجماهير أن تفقد حس المعركة، إن المثقفين كانوا يجهلون كل شيء عن العدو المتربص بهم، إن المثقف العربي أكره في كثير من أجزاء الوطن العربي على تجنب تحليل هذا الرفض وتعميقه لدى الإنسان العربي". اهـ.
                              - "ونضيف إلى ذلك أن الذين تولوا الثقافة في أغلب البلاد العربية كانوا ماركسيين وشعوبيين، وكانوا على هوى مع الصهيونية الشيوعية، ولذلك فقد وجهوا الأدب بمختلف فنونه وجهة أخرجته عن الأصالة وردته إلى أساليب جوفاء، ثم كان لهم بعد النكسة الادعاء الباطل بأن التراث العربي الإسلامي هو سبب الهزيمة وأن النصر لا يأتي إلا بالانصهار الكامل في الفكر الغربي وخاصة الماركسية، وقد كشف هذا عن مؤامراتهم الخطيرة في بناء الواجهة الشعوبية، ومدى الخطر الذي لحق بالقيم وبالأمة وبالكيان من جراء هذه السيطرة التي بدأت عام 1960 تقريبًا على الصحافة ووسائل الإعلام والسينما والمسرح، ولكن السنوات التي تلت النكسة ما لبثت أن حطمت هذا الاتجاه وكشفت عن فساد التماس العالم الإسلامي والعرب لمنهج الماركسية، كما تكشف من قبل فساد تبعيته لمنهج الليبرالية تمامًا، وتبين للعرب أنه ليس هناك إلا طريق واحد: هو طريق الأصالة الذي يستمد مقوماته من القيم الإسلامية التي بناها القرآن، وكان مجرد الاتجاه نحو هذا الهدف هو منطلق النصر الذي تحقق في العاشر من رمضان، فدل بذلك على سلامة
                              (1/633)
                              ________________________________________
                              الطريق وعلى ضرورة تعميقها والسير فيها إلى النهاية" (1). اهـ.

                              __________
                              (1) "مقدمات العلوم والمناهج" - "محاولة لبناء منهج إسلامي متكامل" (ص 544 - 547).

                              ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                              تعليق


                              • #75
                                * الدكتور حسن حنفي على درب القطيعة مع ثوابت الإِسلام وأصوله .. إلحاد وزندقة:
                                على درب القطيعة المعرفية الكبرى مع ثوابت الإسلام وأصوله سار الدكتور حسن حنفي حذو النعل بالنعل، وذهب على درب تأويل الإسلام تأويلاً يفرغ الدين من الدين، فيقول عن الذات الإلهية التي أجمع المسلمون على تنزيهها، وفي الذات والصفات والأفعال، عن مماثلة أو مشابهة المحدثات {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11]، ويقول عن التوحيد والوحي، والنبوة والرسالة والإيمان والغيب، والتراث وغيرها من مفاهيم ثوابت الدين ومصطلحاته:
                                "إنه -أي الله- هو الأرض .. والخبز .. والحرية .. والعدل .. والعتاد .. والعُدّة .. وصرخات الألم .. وصيحات الفرح .. فهو تعبير أدبي أكثر منه وصفًا لواقع، وتعبير إنشائي أكثر منه وصفًا خبريًا، ولذلك وجب التخلي عن ألفاظ ومصطلحات كثيرة في علم أصول الدين من مثل: الله، والرسول والدين، والجنة والنار، والثواب والعقاب؛ لأن هذه الألفاظ والمصطلحات قطعية؛ ولأنها تجاوز الحس والمشاهدة .. ولأنها تشير إلى مقولات غير إنسانية .. فما الله إلا وعي الإنسان بذاته .. وما صفاته وأسماؤه إلا آمال الإنسان وغاياته التي يصبو إليها .. وكل صفات الله -العلم، والقدرة، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام، والإرادة- كلها صفات الإنسان الكامل، وكل أسماء الله الحسنى تعني آمال الإنسان وغاياته التي يصبو إليها .. فالحقيقة هي الإنسان والواقع الذي يعيش فيه، ولذلك فتعبير الإنسان الكامل أكثر تعبيرًا من لفظ الله.
                                __________

                                (1/634)
                                ________________________________________
                                والتوحيد ليس توحيد الذات الإلهية، كما هو الحال في علم الكلام الموروث، وإنما هو وحدة البشرية ووحدة التاريخ، ووحدة الحقيقة، ووحدة الإنسان ووحدة الجماعة، ووحدة الأسرة .. فالمهم هو إيجاد الدلالة المعاصرة للموضوع القديم، وتخليصه من شوائبه اللاهوتية، فليس للعقائد صدق داخلي، ولا يوجد دين في ذاته، والوحي هو البناء المثالي للعالم .. والمطلوب هو تحويل الوحي إلى أيديولوجية وإلى علم إنساني.

                                - والعلمانية هي أساس الوحي، فالوحي علماني في جوهره، والدينية طارئة عليه من صنع التاريخ، تظهر في لحظات تخلف المجتمعات وتوقفها عن التطور، والتراث قضية وطنية لا دينية، ومادة التراث نسقطها كلها من الحساب، ونستبدل بها مادة أخرى جديدة من واقعنا المعاصر.

                                والإلحاد هو التجديد، والتحول من القول إلى العمل، ومن النظر إلى السلوك، ومن الفكر إلى الواقع إنه وعي بالحاضر .. ودرء للأخطار .. بل هو المعنى الأصلي للإيمان، والمطلوب هو الانتقال من العقل إلى الطبيعة، ومن الروح إلى المادة، ومن الله إلى العالم ومن النفس إلى البدن، ومن وحدة العقيدة إلى وحدة السلوك، ومن العقيدة إلى الثورة" (1).
                                هكذا بلغ "التأويل - العبثي" الذروة إن لم يكن قد تجاوزها! فكل ثوابت الإسلام، وجميع عقائده، ومضامين مصطلحاته -من الله إلى الرسول إلى الدين إلى الجنة إلى النار إلى الثواب والعقاب- قد جردت من محتواها الديني "فنفس الكلمات لم يعد لها نفس المعاني" كما قال الحداثيون الغربيون، وانقلبت مصطلحات الدين وعقائده الثوابت إلى هذا العبث
                                __________
                                (1) "مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية" للدكتور محمد عمارة (ص 28 - 29) مكتبة الشروق الدولية.
                                (1/635)
                                ________________________________________
                                الحداثي اللا معقول! " (1).
                                * وصدق الله تعالى إذ يقول: { إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت: 40].
                                * وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180].
                                - يقول هذا الضال المضل رائد اليسار الإسلامي!!!: "النقل وحده لا يثبت شيئًا، "وقال الله"، "وقال الرسول" لا يُعتبر حجة (2)، ويقول رائد التجديد!! "فألفاظ مثل: الجن والملائكة والشياطين، بل الخلق والبعث والقيامة ألفاظ تجاوز الحس والمشاهدة، ولا يمكن استعمالها؛ لأنها لا تشير إلى واقع، ولا يقبلها الناس، ولا تؤدي دور الإيصال؟! (3).

                                * حسن حنفي يقول: "احتمينا بالنصوص فجاء اللصوص":

                                - يقول د. حسن حنفي أحد أقطاب هذا الاتجاه: "إن العقل هو أساس النقل، وأن كل ما عارض العقل فإنه يعارض النقل، وكل ما وافق العقل فإنه يوافق النقل، ظهر ذلك عند المعتزلة وعند الفلاسفة" ثم يقول: "لقد احتمينا بالنصوص فجاء اللصوص" (4).
                                __________
                                (1) "التراث والتجديد" لحسن حنفي (ص 128، 130، 124، 137، 139، 141، 142، 144، 146، 153، 154، 185، 176، 177، 66، 22، 114، 203، 208، 69، 21، 173، 67، 61) - طبعة القاهرة سنة 1980 م.
                                (2) "اليسار الإسلامي" (ص 33).
                                (3) المصدر السابق (ص 51).
                                (4) "التراث والتجديد" لحسن حنفي (ص 119 - 120) - نشر مكتبة الجديد - تونس.

                                (1/636)
                                ________________________________________
                                وهكذا تحول المؤمنون بالنص والدعاة إليه إلى "لصوص"؟!!، والعبارة استعارها حنفي من الشاعر الماركسي الفلسطيني محمود درويش (1).
                                وصار المهم عند هؤلاء مسايرة روح العصر فقط، وتساوت لديهم النصوص الدينية في حجيتها مع الأمثال العامية والأغاني الشعبية.

                                - يقول حسن حنفي حول هذه الفكرة: ما يهمنا هو روح العصر، وما نهتم به هي مشاكل العصر .. لذلك نهتم بالأمثال العامية وبسير الأبطال، كما نفعل تمامًا مع النصوص الدينية، ونهتم بالأغاني الشعبية (2).

                                ثم أصدر حنفي كتابًا تحت عنوان "قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر" بث فيه الشكوك والإلحاد، ويدعو إلى أن الفكر الغيبي أقرب إلى الأساطير منه إلى الفكر الديني، وأن قصص آدم وحواء والملائكة والشياطين، كلها رموز أو جزء من الأدب الشعبي، ويرى هذا الضال المرتد أن العقل ما كان في حاجة إلى الشرع؛ لأن الإنسان لا يحتاج إلى الوحي، وأن ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- يؤمنان بوجود الشياطين والجن، وهذا هو أحد وجوه الضعف في هذه المدرسة، وأن الإنسان لا يحتاج لكونه مسلمًا إلى الإيمان بالجن والملائكة" (3).
                                وقد وصلت به الحماقة إلى أن يقول:
                                "يمكن للمسلم المعاصر أن ينكر كل الجانب الغيبي في الدين ويكون مسلمًا حقًا في سلوكه" (4).
                                ***
                                __________
                                (1) انظر "ظاهرة اليسار الإسلامي" لمحسن الميلي (53 - 55).
                                (2) ماذا يعني اليسار الإسلامي (مقال) لحسن حنفي، مجلة اليسار الإسلامي - العدد الأول.
                                (3) "قلاع المسلمين مهددة من داخلها" للدكتور محمد عبد القادر هنادي (ص 42).
                                (4) "قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر" للدكتور حسن حنفي (ص 91 - 93) - دار التنوير - بيروت.


                                ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 9 أغس, 2023, 11:28 م
                                ردود 0
                                24 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عادل خراط, 17 أكت, 2022, 01:16 م
                                ردود 112
                                158 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عادل خراط
                                بواسطة عادل خراط
                                 
                                ابتدأ بواسطة اسلام الكبابى, 30 يون, 2022, 04:29 م
                                ردود 3
                                32 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عاشق طيبة
                                بواسطة عاشق طيبة
                                 
                                ابتدأ بواسطة عادل خراط, 28 أكت, 2021, 02:21 م
                                ردود 0
                                114 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عادل خراط
                                بواسطة عادل خراط
                                 
                                ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 01:31 م
                                ردود 3
                                58 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عادل خراط
                                بواسطة عادل خراط
                                 
                                يعمل...
                                X