كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

نور الهداية مسلمة ولله الحمد اكتشف المزيد حول نور الهداية
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    (2/57)

    * الهيئة المصرية للكتاب تطبع قرآن مسيلمة الكذّاب:

    تحت هذا العنوان كتب الشيخ صفوت الشوادفي -رحمه الله- في مجلة أنصار السنة المحمدية:
    "في هذه السنة ظهرت كتب وأقلام كثيرة تحارب الإسلام وتنال منه في بلده، ولكن العجيب والغريب أن يظهر كتاب يضاهي القرآن، يقسمه مؤلفه إلى سور ويسميه: "آية جيم"!!!.
    والأعجب والأغرب أن تقوم الهيئة المصرية للكتاب التابعة لوزارة الثقافة بطبعه ونشره.
    ومؤلف الكتاب يستعيذ بالشعب بدلاً من الله، فيقول: "أعوذ بالشعب من السلطان الغشيم، باسم الجيم".
    ولا ندري من هو السلطان الغشيم الذي يقصده.

    ثم يقسم الكتاب إلى خمس سور، وكل سورة لها اسم يختص بها وكل السور تتحدث عن حرف الجيم إلا السورة الخامسة ففيها قرآن الشيطان أو قرآن مسيلمة الكذاب، فهو بعد الاستعاذة بالشعب يقول: "باسم الجيم، والجنة والجحيم، ومجتمع النجوم، إنكم ستفجأون، كم وددتم لو ترجأون، إلى يوم لا جيم ولا جيوم، فإذا جد الهجوم، فأجهشت الجسوم، فسجرت الجيم، ومن أدراك ما الجيم، فإذا مزجنا الأجيام مزجًا، ثم مخجنا جُرْجَهُنَّ مخجًا، ثم مججناهن مجًا، قل يا أيها المجرمون إنكم يؤمئذ لفي وجوم، تستنجدون فلا تُنجدون، وقل يا أيها الراجون، إنكم يومئذ الناجون، جاءتكم الجيم بما كنتم تستعجلون، ما لكم كيف لا تبتهجون، ولآية الجيم لا تسجدون. وبإعجازها لا تلهجون".
    إلى أن قال في نهاية السورة: "الجيم جل جلالها .. صدق الحرف الرجيم".

    (2/58)
    ________________________________________
    - ومع هذا فليس العجب في طبع هذا الكتاب، بل العجب الذي لا ينقضي أن تطبع وزارة الثقافة هذا الكتاب ضمن كتب الهيئة في الوقت الذي يتفق فيه الجميع على وجوب الدعوة إلى استقرار المجتمع.
    - ومن المسئول عن علامة الاستفهام التي كتب قبلها: كيف يطبع مثل هذا الكتاب في دولة مسلمة يعلن فيها أننا لسنا ضد الشريعة، ولماذا يظهر الكتاب في هذا الوقت بالذات ومن الذي وراء مخطط الإثارة والتخريب في هذا البلد؟؟ أليس هذا الكتاب وغيره من مطبوعات الهيئة يحقق أحد أهداف الصهيونية العالمية الذي ينص على ضرورة إثارة الحكومة ضد الشعب، وإثارة الشعب ضد الحكومة؟!!

    - وهل تغلغلت الماسونية العالمية إلى هذا الحد الذي تسيطر فيه على وزارة الثقافة المصرية وتوجه مسيرتها داخل الهيئة وخارج الهيئة، وإذا لم يكن هذا تطرف فماذا يكون التطرف؟!!
    - وآخر سؤال: من المسئول عن حماية الشباب المسلم من هذه الأخطار الفكرية التي تؤدي به إلى عواقب لا يخفى على أحد خطرها؟ إن الاستقرار الذي ننشده لهذا البلد له طريق واحد يعرفه من يعرف جواب الأسئلة السابقة ويجهله من يجهلها!!.
    والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه" (1).

    - شعراء الهالوك:
    لقد نسفوا القصيدة العربية نسفًا، وعمل عرّاب الحداثة أحمد عبد المعطي حجازي جاهدًا لتسويق كتاباتهم الرديئة في أوسع الصحف انتشارًا. "ويلعب
    __________
    (1) "مصابيح أضاءت لنا الطريق" لصفوت الشوادفي.
    (2/59)
    ________________________________________
    شعراء الهالوك على وتر "اللغة الدينية" لتشويه كل ما هو مرتبط بالإسلام.
    والسخرية منه، ومزجه بلغة "الشبق الجنسي" التي تسيطر على كثير من مفرداتهم وتركيباتهم.

    وفي البداية، فإننا نستشعر موقفًا عدائيًّا من "الانتماء الإسلامي" يتمثّل في صورتين:
    الأولى: تتمثل في المصادر التي ينتمون إليها على المستوى العقدي، فهم كما رأينا متأثرون بمجموعة شعراء مجلة "شعر" اللبنانية (أدونيس، أنسي الحاج، توفيق صايغ)، وهؤلاء عمليًّا، معادون للفكرة الإسلامية، مناهضون لها، وقد ظهر التأثير واضحًا في المصطلح الديني الذي يستخدمونه (المسيح المصلوب، النبي المصلوب، الراهب، الكاتدارئية) في الوقت الذي يكثرون فيه من الحديث عن الحركات السّريّة والباطنية في الإسلام (وهي حركات معادية بالضرورة)، وفضلاً عن ذلك فإن اسم الرسول الكريم (محمد) - صلى الله عليه وسلم -، لم يرد أصلاً في كتابتهم. أما لفظ الجلالة، فقد جاء في مجال غير لائق، سواء عبروا عنه بلفظ الإله أو الله، ثم جاءت بعض الرموز الإسلامية لديهم في صورة ساخرة أو شائهة، كما سنرى بعد قليل إن شاء الله.
    ثانيًا: سعيهم لتدمير النموذج اللغوي القرآني كما يسمونه، واحتفاؤهم بالنموذج التوراتي وقد مر بنا قول أحدهم عندما تحدث عن الخروج على النسق الثقافي الشامل، وقال: "إن تغيير النسق يحتاج إلى عمل على مستويات عدّة، كتجديد النحو، وخلق مفردات مغايرة، والخروج على النموذج اللغوي القرآني، إذا حدث هذا، يصبح ممكنًا الخروج على نسق الخليل .. " (1).
    __________
    (1) أحمد طه - مجلة الكرمل (ع 4/ 1984 ص 303) - قبرص.
    (2/60)
    ________________________________________
    كما خصص أحدهم ما سماه قصيدة مأخوذة عن سفر الجامعة، بعنوان "الجامعة" استوحي فيها سيرة النبي (سليمان) عليه السلام (1).
    ولعل قراءة بعض النماذج القليلة تغني عن قراءة الكثير من غثاء الهالوك، وبخاصة في مجال التناول للذات الإلهية، دون أن نرتب على ذلك حكمًا شرعيًّا (2)، كما قد يتبادر إلى أذهان البعض، دون أن يستدعي ذلك اتهامنا بتكفير أحد أو تبرئته، سنقرأ النماذج، وعلى القارئ أن يتخذ ما يراه ..

    - يقول الزنديق أحمد زرزور في مقطع من نص بعنوان "تدخلات في شئون القلب":
    "تخلصوا من بيعكم
    يأيها الملوثو أروقة الهياكل،
    واستشعروا شيئًا من النخيل يلقى رُطَبًا جنيًّا،
    فالله لا يماطل
    إلا الذين يوجعون القلب بالصدى المفرّغ المخاتلْ" (3).
    ومع سخف البناء والتصوير، وإظلام المعنى، فإن وصف الذات الإلهية بالمماطلة، نوع من التطاول الذي لا يقره أحد. حتى غير المؤمنين بالله -والذين لا يدينون بالإسلام- لا يقبلون إقحام الذات الإلهية في هذا الهذيان المحموم. إن لفظ الجلالة (الله) يخصّ بالضرورة الدين الإسلامي، لماذا الإصرار على النيل منه، ولماذا التركيز على جرح المشاعر الإسلامية؟.
    __________
    (1) محمد سليمان - مجلة الكرمل (ع 4/ 344).
    (2) ولم لا يترتب عليها حكم، والسخرية والتطاول على الذات الإلهية كفر أكبر مُخرج من الملّة؟!
    (3) أحمد زرزور - مجلة الكرمل (ع 4/ 314).

    (2/61)
    ________________________________________
    - ويقول صاحب النص في مقطع آخر منه، متخذًا من لفظة العرش التي هي من خصائص الذات الإلهية في المفهوم الإسلامي علامة على هلاكها، مع الإلحاح على مفردات قرآنية وعقدية توحي بالسخرية والتهكم:
    "لك الذي ما ليس لكْ
    لك الفصول أينعتْ
    لك السماء .. انفطرتْ
    والأغنياء انفرطتْ
    فخذ عصاك وابتعدْ،
    يا من بعرشه هلكْ" (1).
    - وعلى فرض أنه يخاطب كيانًا آخر، فهل يجوز لصاحبنا أن يضعه في دائرة الألوهية والملك والسماء والانفطار والعرش؟ وهل صارت خصائص الذات الإلهية نهبًا مشاعًا للهالوك يفعلون بها ما يشاءون وفقًا لمفهوم الحرية القاصر عندهم، وكسر المعتاد والثوابت؟.




    * الرفيق أحمد طه قاتله الله من زنديق:

    أما الرفيق الهالوكي الآخر، فيضع نفسه في مقام الذات الإلهية مباشرة، ليسبّح نفسه، ويقّدس نفسه؛ يقول في نصٍّ بعنوان "ثنائية":
    "جيمي جحيم وجيمكمو جنّةٌ
    وأنا واحد في الجحيم
    أسبّحني .. وأقدّسني.
    أستجير بكم: أشعلوا الماءَ في جسدي" (2).
    __________
    (1) المصدر نفسه (ص 315).
    (2) أحمد طه - الكرمل - العدد 4/ 1984 (ص 316)، وانظر "الورد والهالوك" (ص 319).

    (2/62)
    ________________________________________
    وبعيدًا عن لعبة الحروف السخيفة المتهافتة في كلام الهالوك، فهل يجوز آن يكون التسبيح والتقديس لغير الله؟ لقد ذكر القرآن الكريم ذكر التسبيح والتقديس لله وحده، كما أن الملائكة خُلقت لتسبيحه وتقديسه وحده، فكيف يتأتى لشخص -يفترض أنه مسلم، ويحمل اسمًا إِسلاميًّا- أن يضع نفسه بمحاذاة الذات الإلهية؟

    ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

    تعليق


    • #92
      * وزنديق آخر "عبد المنعم رمضان" قاتله الله:

      ثم ها هو رفيق ثالث يعبث بالذات الإلهية بطريقة لا تحتمل التأويل أو الدفاع عنها يقول:
      "سمعت صرخة
      عرفت أن الله كان ها هنا
      وإنني بإذنه
      أنحل كالغمام
      إنني بإذنه أسرق بعض الريش" (1).
      يتعامل صاحبنا مع الذات الإلهية كأنه يتعامل مع رفاقه الذين يأتون إليه ويذهبون، ثم يسخر من الله -تعالى الله عما يقول علوًا كبيرًا- حين يجعل من إرادته ومشيئته وإذنه وسيلة لينحلّ صاحبنا كالغمام أو يسرف بعض الريش! ما معنى هذا التطاول الرخيص؟

      -يشير (حامد أبو أحمد) إلى نص آخر للمذكور يقول فيه: "وهأنذا واقف كالإله المريض" ويعلق قائلاً:
      "إن هذا الكلام متهافت ومعنى ملفق، والفرق بين التعبيرين واضح،
      __________
      (1) عبد المنعم رمضان "دمي صوب كل الجهات" البيان الكويتية، عدد 233، أغسطس 1985.
      (2/63)
      ________________________________________
      والبون بينهما شاسع. فعندما يشبِّه الشاعر نفسه هنا بأنه واقف كالإله المريض، أو واقف كالإله يكون في مجال التعميم. ولعله يشبه نفسه بآلهة الأساطير أو آلهة الوثنية. ولكنه عندما يحدد اللفظ بكلمة الله ندخل من مجال التعميم إلى التخصيص وتصبح المسألة كلها تلفيقًا لا معنى، وخيالاً مريضًا و"عنجهية" كاذبة، خاصة إذا كانت القصيدة في حد ذاتها متهافتة لا قيمة لها" (1).
      ويبدو أن الكاتب يحاول أن يلتمس -بالرغم من كل شيء- عذرًا للرفيق الهالوكي، ويحاول أن يفرّق بالتعميم والتخصيص في مسألة إساءة الأدب إلى الذات الإلهية، وأعتقد أن حكاية آلهة اليونان أو آلهة الأساطير، بوصفها مخرجًا لشخص يتعامل مع الذات الإلهية بهذا الأسلوب الرخيص، لا مسوّغ لها، لأن كاتب النص لا تعنيه تلك التبريرات الساذجة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنني أسأل (حامد أبو أحمد) وهو الأزهري الذي يعرف حدود الحلال والحرام في التوحيد والفقه والتفسير: ما رأيه في الاستهانة بالذات الإلهية على هذا النحو الذي طالعناه في النصوص السابقة؟

      لقد حاول (حامد أبو أحمد) أن يتملّق (الهالوك) عندما قال في مقالته: "وإني سمعت بأذني من يتهم الشعراء المحدثين (يعني الهالوك) بالكفر! أي والله بالكفر!! وكأنهم مارقون يريدون هدم الدين والأصول والمعتقدات.
      وأظن أن القارئ في غنى عن أن أضرب له بعض الأمثلة من هذا القبيل مما ظهر في صحفنا خلال العامين الأخيرين" (2).
      والآن يجوز لنا أن نسأله: ما رأيك الآن؟ ثم إننا نقدم المزيد، عندما نرى صاحبه يصف الإله بأنه ذو عضوين!
      __________
      (1) انظر مقاله، أدب ونقد، العدد 22، (ص 140).
      (2) أدب ونقد، عدد 22، يونيو 1986، (ص 126).

      (2/64)
      ________________________________________
      "أدخلونا حجرةً بها عبدتان تحتكمان للإله ذي العضوين" (1).
      إنه نوع من الإسفاف الذي لا يحتاج إلى تعليق، وأيضًا لا يحتاج إلى تملّق!
      إن هناك نصوصًا أخرى لهذا الزنديق الماجن، تمزج بين الذات الإلهية والشبق الجنسي بصورة أشد وقاحة، وتطاولاً واستهتارًا بالقيم والأخلاق والعقيدة والذوق العام، ولا يمكن أن يأتي نشرها عفويًّا أو اعتباطيًّا في مجلة رسمية تصدرها الدولة، وينفق عليها شعب مسلم له مفاهيمه وتصوّراته التي تنكر هذا الإجرام وتلك الفجاجة، التي توجب أن تكون شرطة المحافظة على الآداب العامة هي الشاهد الأول عليها أمام القضاء. إني أستغفر الله، وليعذرني القارئ إذا نقلت له جزءًا من هذا النصّ القبيح الآثم، الذي يدافع عنه البعض باسم الحرية!
      "العاشق: حين نصير عجائز نصبح ممحوّين
      العاشقة: ومتزنين
      العاشق: سوف يقيم الله بناءً رحبًا
      تحت المقبرة البحرية
      العاشقة: وينفخ في أجداث الموتَى
      ينبعثون رجالاً في صفٍّ
      ونساءً في صفين
      العاشق: وينادي يا أبناء الله
      يجيب الجمعُ: نعم
      العاشقة: ينادي يا فتياتِ الله
      __________
      (1) عبد المنعم رمضان، الكرمل، عدد 4/ 1984، 339.
      (2/65)
      ________________________________________
      يجبن: نعم
      العاشق: وإذا نادى يا رمضان
      يكون الجَمعُ حليفًا للنسيان".
      إلى هنا، والمسألة فيما يبدو مجرد ثرثرة بين عاشقين يسخران من أحداث يوم القيامة، وبخاصة البعث والحساب، ويتلاعبان بلفظ الجلالة (الله)، دون مبرّر واضح للسخرية أو الاستهزاء به، وهما في حالة شبق ومطارحة يفصح عنها الكلام الذي يأتي بعدئذ على النحو التالي:
      "تكون الأنثى حافيةً
      ذكرٌ حاف يومئُ
      أن كوني من شئْت
      فكيف أظنك قادمةً من تيه
      كيف أسمّي هيأتك البرية
      أنت امرأةٌ
      وأنا رجلٌ
      كنت صنعتُك من خمسة أضلاعٍ
      ثم اسّاقط عنها العرقُ
      ورائحةُ الإبطين
      وجوعٌ
      فالتحمت
      واتكأ عليها كوعُ الله
      وأحدث ثقبًا (يقصد الفرج)
      يكفي أن يدخله الرجلُ
      فتحمل عنه الوحدانيةُ كلَّ شظايا الكونِ
      (2/66)
      ________________________________________
      وتجمعها في بطن
      يقدرُ لو يتكوّرُ
      لو ينسابُ سلالاتٍ
      ويفيضُ
      كأن الوحدانية آفلةٌ
      وكأن الله سيعمل منذ اختفت الأرض جميعًا
      تحت رءوس الناسِ
      جليسًا للأطفال
      إيها
      أوهًا
      تشبه ما لا نقدر أن نكتبهُ
      امرأةٌ لا تنحلُّ فننظر في عرجون عناصرها
      - ويقول:
      "العضو الناشز تحت فضاء البطن جميلٌ
      هذا ما سوَّاه الأب الله ... " (1).
      - ونحن لا ندري ماذا نقول الآن، وقد رأينا "الله -تعالى الله عما يقولون
      __________
      (1) عبد المنعم رمضان، مجلة إبداع، الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية، هيئة الكتاب، أكتوبر 1992، (ص 60) وما بعدها. والمفارقة أن اتحاد الكتاب في مصر قد أصدر بعد نشر هذه القصيدة استنكارًا ندد فيه بالقصيدة وقائلها وناشرها، وللأسف فقد جاءت النتيجة على عكس ما يتوقع الناس إذ تم التمكين لهذا الشخص وأمثاله، في أجهزة والإعلام ووزارة الثقافة! وكأن هناك موافقة ضمنية من الجهات الرسمية على ما يقولون! (انظر نص الاستنكار في ملاحق الكتاب).
      _______________________________
      يقولون- سيعمل جليسًا للأطفال" كما يقول الهالوكي، ورأينا له كوعًا يحدث ثقبًا -أي فرجًا- ويسوّي العضو الناشز الجميل تحت فضاء البطن، ورأينا "الوحدانية" الصفة الإلهية المرتبطة بالعقيدة تأفل وتدخل في متاهة الشبق الجنسي الفجّ الذي يعبِّرُ عن نفسه بجرأة ووقاحة وسوقية غير مسبوقة "إيها .. أوهًا" عند مضاجعة العاشقين؟
      والسؤال الساذج البسيط الذي يطرح نفسه هنا: هل يستطيع صاحب هذا الكلام الوقح أن يتلاعب باسم حاكم من الحكام المعاصرين في هذا السياق الجنسي الرخيص؟، وهل يمكن لكل من امتهنوا لفظ الجلالة من الهالوكيين وغيرهم أن يمتهنوا اسم وزير أو مدير في هذا المجال الشبقي الآسن؟ وأسأل الذين يدافعون عنهم، ويتهموننا بأن أجدادنا كانوا أكثر وعيًا وتسامحًا، هل يمكن لكم الدفاع عن الهالوك لو أنهم استخدموا أسماء مسئولين معاصرين في حمأة التعبير عن شبقهم المستعر؟
      لقد عُرف الذين جدّفوا في حق الذات الإلهية قديمًا بالزنادقة، وهم، على كل حال، لم يكونوا بهذا الفجور الهالوكي الذي نعايشه الآن، وكان المجتمع المسلم آنئذ يقتصّ منهم بالنبذ أو الرفض أو التعزير الذي يراه الحاكم، أما في أيامنا، فإن الإسلام، دين الأغلبية الساحقة لا يملك حق التعبير عن نفسه؛ لأنه مطاردٌ "ومحاصر" ومتهم، أمام بعض المنتسبين إليه والمتحكمين في مقدّراته، فضلاً عن الدول الصليبية العظمى وأتباعها في العالم العربي!
      إن فقه الحرية لدى المثقفين والبدعين في أبسط معانيه هو الدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة والمستباحة ضد الطغاة والمستبدين، واللصوص الكبار ومصاصي الدماء، وليس من الحرية في شيء أن يقتصر معناها على العبث بالعقيدة والتعبير الفج عن الشبق الجنسي الشاذ، وإذا كان فهم الهالوك للحرية قاصرًا على هذين المجالين، فبئست الحرية وبئس الأحرار.
      (2/68)
      ________________________________________
      إن الواضح حتى الآن من كتاباتهم التافهة هو الوقوف في هاتين الدائرتين، الدين والجنس، بالمفهوم المعيب والمرفوض،

      إنه الابتذال والسفالة والخداع والتسلق والإجرام، باسم الحداثة والحرية والشعر؟

      ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

      تعليق


      • #93
        * وزنديق آخر "عبد المنعم رمضان" قاتله الله:

        ثم ها هو رفيق ثالث يعبث بالذات الإلهية بطريقة لا تحتمل التأويل أو الدفاع عنها يقول:
        "سمعت صرخة
        عرفت أن الله كان ها هنا
        وإنني بإذنه
        أنحل كالغمام
        إنني بإذنه أسرق بعض الريش" (1).
        يتعامل صاحبنا مع الذات الإلهية كأنه يتعامل مع رفاقه الذين يأتون إليه ويذهبون، ثم يسخر من الله -تعالى الله عما يقول علوًا كبيرًا- حين يجعل من إرادته ومشيئته وإذنه وسيلة لينحلّ صاحبنا كالغمام أو يسرف بعض الريش! ما معنى هذا التطاول الرخيص؟

        -يشير (حامد أبو أحمد) إلى نص آخر للمذكور يقول فيه: "وهأنذا واقف كالإله المريض" ويعلق قائلاً:
        "إن هذا الكلام متهافت ومعنى ملفق، والفرق بين التعبيرين واضح،
        __________
        (1) عبد المنعم رمضان "دمي صوب كل الجهات" البيان الكويتية، عدد 233، أغسطس 1985.
        (2/63)
        ________________________________________
        والبون بينهما شاسع. فعندما يشبِّه الشاعر نفسه هنا بأنه واقف كالإله المريض، أو واقف كالإله يكون في مجال التعميم. ولعله يشبه نفسه بآلهة الأساطير أو آلهة الوثنية. ولكنه عندما يحدد اللفظ بكلمة الله ندخل من مجال التعميم إلى التخصيص وتصبح المسألة كلها تلفيقًا لا معنى، وخيالاً مريضًا و"عنجهية" كاذبة، خاصة إذا كانت القصيدة في حد ذاتها متهافتة لا قيمة لها" (1).
        ويبدو أن الكاتب يحاول أن يلتمس -بالرغم من كل شيء- عذرًا للرفيق الهالوكي، ويحاول أن يفرّق بالتعميم والتخصيص في مسألة إساءة الأدب إلى الذات الإلهية، وأعتقد أن حكاية آلهة اليونان أو آلهة الأساطير، بوصفها مخرجًا لشخص يتعامل مع الذات الإلهية بهذا الأسلوب الرخيص، لا مسوّغ لها، لأن كاتب النص لا تعنيه تلك التبريرات الساذجة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنني أسأل (حامد أبو أحمد) وهو الأزهري الذي يعرف حدود الحلال والحرام في التوحيد والفقه والتفسير: ما رأيه في الاستهانة بالذات الإلهية على هذا النحو الذي طالعناه في النصوص السابقة؟

        لقد حاول (حامد أبو أحمد) أن يتملّق (الهالوك) عندما قال في مقالته: "وإني سمعت بأذني من يتهم الشعراء المحدثين (يعني الهالوك) بالكفر! أي والله بالكفر!! وكأنهم مارقون يريدون هدم الدين والأصول والمعتقدات.
        وأظن أن القارئ في غنى عن أن أضرب له بعض الأمثلة من هذا القبيل مما ظهر في صحفنا خلال العامين الأخيرين" (2).
        والآن يجوز لنا أن نسأله: ما رأيك الآن؟ ثم إننا نقدم المزيد، عندما نرى صاحبه يصف الإله بأنه ذو عضوين!
        __________
        (1) انظر مقاله، أدب ونقد، العدد 22، (ص 140).
        (2) أدب ونقد، عدد 22، يونيو 1986، (ص 126).

        (2/64)
        ________________________________________
        "أدخلونا حجرةً بها عبدتان تحتكمان للإله ذي العضوين" (1).
        إنه نوع من الإسفاف الذي لا يحتاج إلى تعليق، وأيضًا لا يحتاج إلى تملّق!
        إن هناك نصوصًا أخرى لهذا الزنديق الماجن، تمزج بين الذات الإلهية والشبق الجنسي بصورة أشد وقاحة، وتطاولاً واستهتارًا بالقيم والأخلاق والعقيدة والذوق العام، ولا يمكن أن يأتي نشرها عفويًّا أو اعتباطيًّا في مجلة رسمية تصدرها الدولة، وينفق عليها شعب مسلم له مفاهيمه وتصوّراته التي تنكر هذا الإجرام وتلك الفجاجة، التي توجب أن تكون شرطة المحافظة على الآداب العامة هي الشاهد الأول عليها أمام القضاء. إني أستغفر الله، وليعذرني القارئ إذا نقلت له جزءًا من هذا النصّ القبيح الآثم، الذي يدافع عنه البعض باسم الحرية!
        "العاشق: حين نصير عجائز نصبح ممحوّين
        العاشقة: ومتزنين
        العاشق: سوف يقيم الله بناءً رحبًا
        تحت المقبرة البحرية
        العاشقة: وينفخ في أجداث الموتَى
        ينبعثون رجالاً في صفٍّ
        ونساءً في صفين
        العاشق: وينادي يا أبناء الله
        يجيب الجمعُ: نعم
        العاشقة: ينادي يا فتياتِ الله
        __________
        (1) عبد المنعم رمضان، الكرمل، عدد 4/ 1984، 339.
        (2/65)
        ________________________________________
        يجبن: نعم
        العاشق: وإذا نادى يا رمضان
        يكون الجَمعُ حليفًا للنسيان".
        إلى هنا، والمسألة فيما يبدو مجرد ثرثرة بين عاشقين يسخران من أحداث يوم القيامة، وبخاصة البعث والحساب، ويتلاعبان بلفظ الجلالة (الله)، دون مبرّر واضح للسخرية أو الاستهزاء به، وهما في حالة شبق ومطارحة يفصح عنها الكلام الذي يأتي بعدئذ على النحو التالي:
        "تكون الأنثى حافيةً
        ذكرٌ حاف يومئُ
        أن كوني من شئْت
        فكيف أظنك قادمةً من تيه
        كيف أسمّي هيأتك البرية
        أنت امرأةٌ
        وأنا رجلٌ
        كنت صنعتُك من خمسة أضلاعٍ
        ثم اسّاقط عنها العرقُ
        ورائحةُ الإبطين
        وجوعٌ
        فالتحمت
        واتكأ عليها كوعُ الله
        وأحدث ثقبًا (يقصد الفرج)
        يكفي أن يدخله الرجلُ
        فتحمل عنه الوحدانيةُ كلَّ شظايا الكونِ
        (2/66)
        ________________________________________
        وتجمعها في بطن
        يقدرُ لو يتكوّرُ
        لو ينسابُ سلالاتٍ
        ويفيضُ
        كأن الوحدانية آفلةٌ
        وكأن الله سيعمل منذ اختفت الأرض جميعًا
        تحت رءوس الناسِ
        جليسًا للأطفال
        إيها
        أوهًا
        تشبه ما لا نقدر أن نكتبهُ
        امرأةٌ لا تنحلُّ فننظر في عرجون عناصرها
        - ويقول:
        "العضو الناشز تحت فضاء البطن جميلٌ
        هذا ما سوَّاه الأب الله ... " (1).
        - ونحن لا ندري ماذا نقول الآن، وقد رأينا "الله -تعالى الله عما يقولون
        __________
        (1) عبد المنعم رمضان، مجلة إبداع، الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية، هيئة الكتاب، أكتوبر 1992، (ص 60) وما بعدها. والمفارقة أن اتحاد الكتاب في مصر قد أصدر بعد نشر هذه القصيدة استنكارًا ندد فيه بالقصيدة وقائلها وناشرها، وللأسف فقد جاءت النتيجة على عكس ما يتوقع الناس إذ تم التمكين لهذا الشخص وأمثاله، في أجهزة والإعلام ووزارة الثقافة! وكأن هناك موافقة ضمنية من الجهات الرسمية على ما يقولون! (انظر نص الاستنكار في ملاحق الكتاب).
        _______________________________
        يقولون- سيعمل جليسًا للأطفال" كما يقول الهالوكي، ورأينا له كوعًا يحدث ثقبًا -أي فرجًا- ويسوّي العضو الناشز الجميل تحت فضاء البطن، ورأينا "الوحدانية" الصفة الإلهية المرتبطة بالعقيدة تأفل وتدخل في متاهة الشبق الجنسي الفجّ الذي يعبِّرُ عن نفسه بجرأة ووقاحة وسوقية غير مسبوقة "إيها .. أوهًا" عند مضاجعة العاشقين؟
        والسؤال الساذج البسيط الذي يطرح نفسه هنا: هل يستطيع صاحب هذا الكلام الوقح أن يتلاعب باسم حاكم من الحكام المعاصرين في هذا السياق الجنسي الرخيص؟، وهل يمكن لكل من امتهنوا لفظ الجلالة من الهالوكيين وغيرهم أن يمتهنوا اسم وزير أو مدير في هذا المجال الشبقي الآسن؟ وأسأل الذين يدافعون عنهم، ويتهموننا بأن أجدادنا كانوا أكثر وعيًا وتسامحًا، هل يمكن لكم الدفاع عن الهالوك لو أنهم استخدموا أسماء مسئولين معاصرين في حمأة التعبير عن شبقهم المستعر؟
        لقد عُرف الذين جدّفوا في حق الذات الإلهية قديمًا بالزنادقة، وهم، على كل حال، لم يكونوا بهذا الفجور الهالوكي الذي نعايشه الآن، وكان المجتمع المسلم آنئذ يقتصّ منهم بالنبذ أو الرفض أو التعزير الذي يراه الحاكم، أما في أيامنا، فإن الإسلام، دين الأغلبية الساحقة لا يملك حق التعبير عن نفسه؛ لأنه مطاردٌ "ومحاصر" ومتهم، أمام بعض المنتسبين إليه والمتحكمين في مقدّراته، فضلاً عن الدول الصليبية العظمى وأتباعها في العالم العربي!
        إن فقه الحرية لدى المثقفين والبدعين في أبسط معانيه هو الدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة والمستباحة ضد الطغاة والمستبدين، واللصوص الكبار ومصاصي الدماء، وليس من الحرية في شيء أن يقتصر معناها على العبث بالعقيدة والتعبير الفج عن الشبق الجنسي الشاذ، وإذا كان فهم الهالوك للحرية قاصرًا على هذين المجالين، فبئست الحرية وبئس الأحرار.
        (2/68)
        ________________________________________
        إن الواضح حتى الآن من كتاباتهم التافهة هو الوقوف في هاتين الدائرتين، الدين والجنس، بالمفهوم المعيب والمرفوض،

        إنه الابتذال والسفالة والخداع والتسلق والإجرام، باسم الحداثة والحرية والشعر؟

        ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

        تعليق


        • #94
          * الزنديق الحداثي محمد فريد أبو سعدة:

          انظر إلى ما قال بعنوان "باب مكة" كتبه صاحبه عن امرأة تسمى (التكرونية)، والتكارنة أو التكرونيات، نساء سود فقيرات قدمن عبر البحر للاستيطان في الحجاز، ويعتمدن غالبًا على التسوّل، أو بيع الحبوب للحجاج والمعتمرين ليأكل منها حمام الحرم، أو المتاجرة في بعض الأشياء البسيطة التي يحتاجها العابرون. يعبّر المذكور عن آفكار التكرونية بطريقة يمكن تأويلها، ولكنه كان يستطيع -لو أخلص لله- أن يتفاداها أو يحترز في تصويره لأفكارها بما يتسق مع جلال الله وقدره، ولكنه لم يفعل، بل قال متحدِّثًا عن التكرونية:
          "وتهمس في أذنيها الأمراج
          هناك بمكة بئر الله
          وحجر الله
          وأن الله هنالك يجلس وسط ملائكة سوداء
          يوزعّ بين المقهورين الخبز
          ويمسح بالجلباب دموع المنكسرين .. "
          وبعد تشخيص الذات الإلهية بالجلوس والتوزيع والمسح، ينتقل إلى مقطع آخر يسخر فيه من رمز من الرموز المحسوبة على الإسلام، وهو "المطوّع" الذي يمثل فردًا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقوم عادة بدور المحتسب المتطوع في الشريعة الإسلامية، ولكنه في المملكة العربية السعودية يأخذ وضعًا رسميًّا يمنحه محاسبة المخالفين للشريعة في الأسواق
          (2/69)
          ________________________________________
          والشوارع، ويدعو إلى الصلاة في مواقيتها، ولكن صاحبنا السبعيني يحرص على أن يصوِّرَ "المطوّع" في صورة عكسية تزري به وبانتمائه الديني، من خلال ازدواجية يتناقض فيها الإيمان مع السلوك:
          "كان المطوّع
          ينشب في السرّة عينيه كخطافين
          ويلمس بعصاه مؤخرة المرأة
          محشوًّا بطيور هائجة
          ويقول: صلاة" (1).
          فالمطوع الذي يدعو إلى الصلاة مشغول بهمومه الجنسية كما رأينا في هذا النص الهالوكي.
          - يقول الدكتور حلمي القاعود:
          "ومرة أخرى أسأل (حامد أبو أحمد) -وهو الأزهري الدارس للفقه والتوحيد والعقيدة والتفسير- ما رأيه فيما يقوله الهالوكي عن كوع الله الذي أحدث ثقبًا، وعن الله الذي سيعمل جليسًا للأطفال؟ وهل يصرّ على أن ما يقوله الهالوكي مجرد تلفيق وتهافت، أم أنه شيء آخر أكبر من ذلك؟.
          حبذا لو كنا صرحاء مع العابثين بديننا وأخلاقنا. وأقول "ديننا"؛ لأنهم لا يجرءون أبدًا على المسّ بأية شريعة أخرى، ولا رمز من رموزها حتى لو كان هذا الرمز مجرد (شماس) في كنيسة، أو خادم في كنيسة!
          ولا شك أن "اللغة الجنسية" تأخذ مجالاً أوسع ومدى أبعد، فقد صارت جزءًا من معجمهم وخيالاتهم وهذيانهم، ولعلنا لاحظنا في النص السابق الذي مزج فيه صاحبه التجديف في حق الذات الإلهية بالشبق الجنسي وفعل المضاجعة، وهو ما يدلنا على مدى السيطرة الشبقية على أذهان
          __________
          (1) محمد فريد أبو سعدة - مجلة الثقافة الجديدة - عدد 49، أكتوبر 1992 (ص 62) وما بعدها وانظر "الورد والهالوك" (ص 222) وما بعدها.
          (2/70)
          ________________________________________
          الهالوك، لدرجة أن يشعر المرء أن هؤلاء القوم لا عمل لهم ولا اهتمام لديهم إلا الجنس والشبق مستبيحين في سبيل ذلك كل مقدس وثابت ولو كان الذات الإلهية! " (1).
          والله ما يكتبه هؤلاء الزنادقة المارقون يعف عنه أبو نواس وبشار بن برد ولو قام شعراء الزندقة قديمًا من قبورهم وسمعوه ربما ماتوا من هول ما يسمعون .. لقد رفعوا برقع الحياء مطلقًا .. إنه تسافل رخيص فاق ما عرفه الناس من كتابات جنسية رخيصة، وهي ليست قاصرة على واحد منهم بل هي قاسم مشترك بينهم جميعًا:
          انظر إلى ما يقوله حلمي سالم في مجلة الشعر .. أكتوبر 1991 (ص 48). والمقطع في (ص 51) في قصيدته "غزال تحت طاغية" (2) وجرأته الغريبة على القرآن الكريم وتناوله النص القرآني وكلمة "كن" في سياق رخيص يتناول علاقة جنسية بين رجل وامرأة وإلى ما كتبه محمد فريد أبو سعدة في مجلة "الرافعي" -مديرية الشباب والرياضة بطنطا- العدد 22 يوليو 1992 (ص 11)، ومقال السمطي في الشرق الأوسط 8/ 11/1992 ونصوص أحمد زرزور، وأحمد طه، وجمال القصاص، وحسن طلب، وعبد المنعم. رمضان وحلفي سالم المنشورة في مجلة الكرمل ع 4/ 1984 لتعرف أي لغة شبقية بذيئة لدى شعراء الهالوك الزنادقة (3).
          - ولقد كان شعراء الهالوك عونًا للطغاة والديكتاتورية، وعملوا في خدمة الأنظمة المستبدة والدعاية لها، ولعل موقفهم من "صدّام حسين" وحزب البعث أبرز دليل على ذلك، فقد عملوا في صحفه، ونشروا في مؤسساته الثقافية، ونشر أحدهم ديوانًا يتغزل في بطولته. ثم إنهم الآن
          __________
          (1) "الورد والهالوك" لحلمي القاعود (ص 226).
          (2) انظر "الورد والهالوك" (ص 228، 229).
          (3) انظر إلى نماذج من شعرهم المنحط الشبقي في "الورد والهالوك" (ص 228 - 232).

          (2/71)
          ________________________________________
          صاروا يتحكّمون في المؤسسة الثقافية المصرية ومجلاتها وهيئة كتابها وندواتها ومعارضها، ودخلوا مجلسها الأعلى للثقافة، كما صارت لهم سيطرة واضحة على معظم الصفحات الثقافية في الصحف المصرية التي تسيطر عليها الدولة، فأين هو التناقض المزعوم بينهم وبين السلطة؟
          إن سيطرتهم على المرافق الثقافية الرسمية الآن، حولتهم إلى مستبدّين من نوع لا يعرف التسامح، فقد حرّموا هذه المرافق على غيرهم من مخالفيهم في الفكر والاتجاه، وبأموال الأمة راحوا ينشرون غثاءهم وبذاءتهم، دون مراعاة لشعور الأمة وأخلاقها وذوقها، وهو ما يؤكد في النهاية أن موقفهم من السلطة موقف انتهازي رخيص لا يليق بمثقف حقيقي، فضلاً عن شاعر أصيل.

          ويدخل في هذا الموقف الانتهازي أن أحدهم تقدّم لجائزة الدولة التشجيعية واستطاع بمعونة العرّاب الأكبر الذي يتبنى الهالوك (أحمد عبد المعطي حجازي) أن يحصل على نصف الجائزة، ولكنه بعد إعلان الفوز راح يلعن الجائزة ويسبّ المؤسسة الثقافية، ويشتم أعضاء اللجنة المحكمة وغيرهم، ثم قَبِل الجائزة بعد أن رُفعت قيمتها!! فهل هذا ينبئ عن أصحاب مبادئ ومواقف؟

          إن جيل شعراء الحداثة -شعراء الهالوك- ينبغي استئصاله لتتفتّح كل الورود والأزهار.
          نستغفر الله عن إيرادنا النماذج التي تناولت الذات الإلهية بصورة مارقة غير لائقة، وأسرفت في الفحش والبذاءة وإن كان عذرنا أن ذكرناهم وذكرنا شعرهم لنري الناس إلى أي حد بلغ هؤلاء الزنادقة، ولقد ذكر الله مقالة الكافرين في قرآنه مما تطاولوا على الله وأنبيائه ورسله تحذيرًا للناس من السير على دربهم الكفري ..
          (2/72)
          ________________________________________
          وفي النهاية سينبثق نور الفجر بعد أحلك الظلمات، ويعم نور الوحي والإسلام كل البسيطة .. ونقول لكل مارق ماجن:
          لا تُهيئ كفني يا عاذلي ... فأنا لي مع الفجر مواثيقٌ وعهدُ

          ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

          تعليق


          • #95
            * الدكتور صادق العظم صاحب "نقد الفكر الديني" من كبار المجرمين:

            - يقول هذا القزم في كتابه (نقد الفكر الديني):
            "إن الملائكة والجن وإبليس كائنات أسطورية، وإن الإسلام نقيض العلم، وإن قصة آدم وحواء في القرآن أسطورة:
            يقول: "هل يفترض في المسلم في هذا العصر أن يعتقد بوجود كائنات مثل الجن والملائكة وإبليس، وهاروت وماروت، ويأجوج ومأجوج، وجودًا حقيقيًّا غير مرئي باعتبارها مذكورة كلها في القرآن. أم يحق له أن يعتبرها كائنات أسطورية، مثلها مثل آلهة اليونان وعروس البحر والغول والعنقاء؟ يا حبذا لو عالج الموفقون بين الإسلام والعلم مثل هذه القضايا المحددة وأعطونا رأيهم فيها بصراحة ووضوح بدلاً من الخطابة حول الانسجام الكامل بين العلم والإسلام".
            - ويقول في كتابه الشيطاني (ص 36):
            "يشدد القائلون بالتوافق التام بين الإسلام والعلم على أن الإسلام دين خال من الخرافات والأساطير: باعتبار أنه هو والعلم واحد في النهاية.
            لنمحص هذا الادعاء التوفيقي بشيء من الدقة بإحالته إلى مسألة محددة تمامًا. جاء في القرآن مثلاً: أن الله خلق آدم من طين. ثم أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس: مما دعا الله إلى طرده من الجنة. هل تشكل هذه القصة أسطورة أم لا؟ نريد جوابًا محددًا وحاسمًا من الموفقين وليس خطابة. هل يفترض في المسلم أن يعتقد في النصف الثاني من القرن العشرين
            (2/73)
            ________________________________________
            بأن مثل هذه الحادثة وقعت فعلاً في تاريخ الكون؟ إن كانت هذه القصة القرآنية صادقة صدقًا تامًّا وتنطبق على واقع الكون وتاريخه فلا بد من القول: أنها تتناقض تناقضًا صريحًا مع كل معارضنا العلمية ولا مهرب عندئذ من الاستنتاج بأن العلم الحديث على ضلال في هذه القضية. وإن لم تنطبق القصة القرآنية على الواقع فماذا تكون إذن (في نظر الموفقين) إن لم تكن أسطورة جميلة؟ " (1).


            * وا إِسلاماه .. وا إِسلاماه:

            ولقد نشرت مجلة العلم العربي قصيدة لشاعر ملحد أعلن فيها إلحاده وإباحيته الفاجرة ومبادئة الضاله، فمما جاء في هذه القصيدة:
            جاءت تسير بلا درب ولا قدم ... هذي فلسطين يحلى ذكرها نغمي
            تسائل القوم هل صلوا وهل عبدوا ... إِني كفرت بهم حقدًا وبالقيم
            وما صلاة لهم تسمو بموكبها ... والله مات مع الأوثان من قدم
            إِذا ألم بهم ضيم فأرقهم ... توجهوا لانتجاع الغيب والحكم
            يلوذ بالغيب من هانت شمائله ... ويركب الهول قلب لاذ بالشيم

            - ثم يقول هذا القزم قبحه الله:
            تكشف الجمع عن صبر ومعذرة ... إِني كفرت برب الصبر من حَكَمِ
            - وهذه إذاعة في بلاد إسلامية (العراق) تعلن على المستمعين:
            آمنت بالبعث ربًا لا شريك له ... وبالعروبة دينًا ما له ثان
            - وقالوا هاتفين:
            البعث ديني والعروبة مذهبي
            __________
            (1) "كلهم سلمان رشدي" (ص 23 - 24).
            (2/74)
            ________________________________________
            - وتقتحم السلطة الشيطانية كتائب الحاقدين في مدينة حماه عام 1964 وهم يرددون هذه الأبيات:
            هات سلاح وخذ سلاح ... دين محمد ولى وراح

            * الشيطان اليساري عباس صالح:

            - وقال عباس صالح وهو شيطان شيوعي مصري في مجلة الطليعة المصرية (ص 156):
            "هذا العصر طابعه الأساسي أنه علماني عقلي وبالتالي لا بد أن تكون منطلقات ثقافتنا علمانية وعقلانية ومن النادر إن لم يكن من المعدوم تمامًا في العالم المتحضر اليوم من يبحث في الثقافة أو ينتجها من زاوية الخرافة والتعميمات والغيبيات وغير ذلك من المنطلقات التي انتهت من عالم اليوم والتي تقدمت الأمم منذ تخلف عنها بصرف النظر عما إذا كانث اشتراكية أو رأسمالية" (1).

            * الشيطان إِبراهيم خلاص:

            - الضابط إبراهيم خلاص الشيطان الذي نشرت له جريدة "جيش الشعب" (2) مقال فيه:
            "إن الله والأنبياء والكتب المقدسة ليست سوى محنطات يجب أن تأخذ مكانها في متحف المخلفات الأثرية".
            __________________________________________________ _________-
            (1) "كلهم سلمان رشدي" (ص 25 - 26).
            (2) نقلاً عن مجلة الدعوة المصرية "مقال" في 26 غرة محرم 1397 - عمارة نجيب عدد 7.



            ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

            تعليق


            • #96

              * الكذّاب الأشر المرتد سلمان رشدي صاحب "آيات شيطانية":

              إن باطل إبليس وأعوانه له جوالات ومن جوالاته خروج كتاب يحمل
              __________
              (1) "كلهم سلمان رشدي" (ص 25 - 26).
              (2) نقلاً عن مجلة الدعوة المصرية "مقال" في 26 غرة محرم 1397 - عمارة نجيب عدد 7.

              (2/75)
              ________________________________________
              اسم "آيات شيطانية" باللغة الإنجليزية، تأليف سلمان رشدي بريطاني الجنسية، مسلم بالولادة من مسلمي الهند، عدد صفحات الكتاب خمسمائة وخمسون ويحتوي هذا الكتاب الشيطاني على هجوم سافر على الإسلام ونبي الإسلام وحتى تكون الصورة واضحة لهذا الكتاب فهذه فقرات من الكتاب الشيطاني:

              1 - أن الشيطان استطاع أن يلقي على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - بآيات تمتدح الأصنام وتعظم من شأنها.
              2 - أن الأصنام تشفع للناس يوم القيامة.
              3 - ذم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بكلمة (مهوند) ومعناها أي الشرير أو المخادع أو النبي المزيف.
              4 - لقَّب إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - بأنه ابن زانية.
              5 - وصف زوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنهن مومسات وأنهن يعملن في بيوت الدعارة ويحملن الحجاب.
              6 - شن هجومًا على السيدة عائشة - رضي الله عنها - وكيف تم زواجها من الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
              7 - جعل مكة المكرمة مدينة الجاهلية والأوثان.
              8 - وصف جبريل عليه السلام بأنه من المنادين والمؤيدين للواط.
              9 - وصف أيضًا جبريل عليه السلام بأن لسانه لا يعرف إلا الشتم واللعان.
              10 - وصف الصحابة - رضي الله عنهم - بأنهم رجال همجية لا يعرفون إلا الفوضوية.
              11 - وصف سلمان الفارسي بأنه مخادع غشاش.
              12 - وصف القرآن الكريم بأنه أسطورة خرافية.
              (2/76)
              ________________________________________
              13 - شكك في نزول الوحي على الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
              14 - وصف المسلمين بأنهم متوحشين وقاعدتهم الأصلية في الحياة هي تعذيب الآخرين.

              إلى آخره من الهذيان والافتراء والكفر الصريح، وقد طبلت وزمرت المحافل الماسونية لهذا الكتاب فأخذت دار النشر البريطانية (لبيفوين) المعروفة بحقدها وكراهيتها للإسلام فنشرت هذا الكتاب والعجب أنه طبع أربع مرات وبيع منه أكثر من (85) ألف نسخة ولكن المسلمين في غفلة عن أمر دينهم - وقد قام أحد الإخوة أصحاب الغيرة في بريطانيا وبعث إلى دار النشر البريطانية (لبيفوين) يحذرهم من طباعة هذا الكتاب والنتائج التي تترتب من طباعته.
              وقد أعلن السيد خواتوانت سنغ في دلهي أن دار النشر (لبيفوين) هذه قد طلبت منه قراءة مخطوطة الكتاب "آيات شيطانية" في الصيف الماضي، وأنه بعد اطلاعه عليها ودراستها بإمعان لفت نظر الشركة إلى أن المخطوطة تحتوي على مواضيع تحط من قدر الرسول - صلى الله عليه وسلم - والقرآن الكريم وبالتالي فإنها ستثير موجة من المتاعب ولكنها لم تصغ إليه؛ لأنها كانت قد وضعت نصب عينيها الأرباح الناشئة عن رواج وانتشار هذا الكتاب.
              (انظر جريدة الوطن في عددها (5037) 26 فبراير 1989).
              ولكن هذه الشركة طبعت هذا الكتاب فتفجر الغضب من المسلمين، وقامت المظاهرات وحرقت بعض نسخه في ميادين لندن أمام أنظار المجتمع البريطاني وانهالت البرقيات والاحتجاجات تستنكر هذا الكفر والاستهتار بدين الإسلام. وقد صرح وزير الداخلية البريطاني (دوغلاس هيرو) قائلاً: "إن المسلمين البريطانيين لهم حق الدفاع عن إيمانهم والاحتجاج على كتاب يشتم ويحقر النبي".
              (2/77)
              ________________________________________
              وفي باكستان هاجم متظاهرون مركز المعلومات الأمريكية في إسلام أباد وسقط ستة قتلى وأكثر من مائة جريح من المتظاهرين.
              وفي الهند قامت مظاهرات وقتل عدة أشخاص وجرح سبعون وقد هدد المسلمون في الخطوط الجوية البريطانية بتفجير طائراتها إذا لم تحاكم بريطانيا سلمان رشدي.
              وقام المسلمون في مدينة برادفور البريطانية بتقديم عرائض احتجاج موقعة من آلاف الأشخاص إلى النواب المحليين ووزير الداخلية البريطاني ورئيسة الوزراء مارجريت تاتشر ولكن لم يتسلموا ردًّا إيجابيًا ضد هذا الكتاب (1).
              - وصدق الأخ أحمد يسري حين قال في أبيات صاغها ضد هذا المرتد اللئيم وسماها (سلمان والشيطان)، وهي رد على هذا الشيطان، يقول:
              تبت يداك أبا لهب ... قتل الكتاب ومن كتب
              يوحي لك الشيطان ... بالأفكار في صور الأدب
              يضع الكمامة فوق ... عينيك يا لسوء المنقلب
              ويقود خطوك باعوجاج ... كي تشاركه اللهب
              قدح الشرار بعينه ... ورمى خيالك بالشهب
              طاف البلاد فلم يجد ... إِلاك مختل العصب
              لا شك أنك عنده ... في الخلق أدنى الرتب
              سلمان: لا سلمت يداك ... ولا سلمت من العطب
              __________
              (1) انظر جريدة الأنباء في عددها 4745 بتاريخ 9 شعبان 1409 هـ - 16 مارس 1989 م.
              (2/78)
              ________________________________________
              وخلعت دينك ضلة ... وخنست ترقب عن كثب
              وهجرت أرضك مفلسًا ... تسعى فيلبك الجرب
              أيقنت أن محمدًا ... يفدي بأم أو بأب
              ورأيت فيه نموذجًا ... للخير في كل الحقب
              وإلى ديانة أحمد ... قد كنت يومًا تنتسب
              فتمكن الشيطان منك ... من الدماغ إِلى الذنب
              وتطاول القلم اللعين ... وراح يسكب ما سكب
              أتراك تعلو بالسباب ... إِذن فإِبليس السبب
              قد خاض قلبك عصبه ... وعليهم حق وجب
              مت كل يوم مرة ... وذق العذاب المرتقب
              فكتابك المنشور يبعث ... يوم نشرك بالغضب
              ويسوء وجهك لا الصراخ ... يقيك منه ولا النصب
              لا تشتري حرسًا هنالك ... أو تساوم بالذهب
              فبكل حرف في الكتاب ... عذاب دهر تكتسب
              وبقدر ما انتسخوه يسلخ ... جلد وجهك باللهب
              ورفيقك الشيطان يرمي ... تحت رجليك بالحطب
              يتبرأ الشيطان منك ... ومن عذابك لم تجب
              ذق ما جنت كفاك، لا ... تجني من الشوك العنب
              سلمان والشيطان ضلا ... واستشاطا في الغضب
              تعيس الرفاق ومن يناصرهم ... ويجمل في الطلب
              - وازداد الغضب من المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي ضد هذا الكتاب الشيطاني. ولكن أعداء الإسلام يسعون في الأرض فسادًا لما رأوا هذا
              (2/79)
              ________________________________________
              الغضب الإيماني ضد هذا الكتاب قاموا بترديد النغمة الشيطانية بل هي حرية الفكر والرأي .. ومن هذا المنطلق أصدرت منظمة الكتاب الأمريكية. P. عليه الصلاة والسلام. N بيانًا أدانت فيه التهديد ودافعت عن حرية التعبير والنشر ووصفت الكتاب بأنه عمل أدبي رائع.
              وأرسل كتاب بريطانيون رسالة احتجاج إلى مارجريت تاتشر عبروا فيها عن أسفهم وغضبهم من التهديد والقتل وأبدوا تضامنهم مع مؤلف الكتاب وشجبوا جميع أشكال التخويف والإرهاب.
              بل وصل الأمر من بعض الحاقدين على الإسلام في بريطانيا أن ألقى قنبلة على المركز الإسلامي في لندن ردًا على غضب المسلمين لهذا الكتاب.
              والعجب العجاب أن هؤلاء الثائرين على المسلمين والمدافعين عن كتاب آيات شيطانية بدعوى حرية الرأي والكلمة كانوا غافلين حين قامت مظاهرات احتجاج في أنحاء البلدان المسيحية حين عرضت سينما ميشيل في فرنسا فيلمًا بعنوان "الإغراء الأخير للمسيح" الذي يصور المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في مشاهد جنسية فأحرقوا السينما مع محتوياتها واختنق كثير من الحاضرين حتى البوليس الذي نسي نفسه تعاطف مع هذه الفئة الغاضبة.
              وحين صادرت إنجلترا كتاب "صائد الجواسيس" كان ذلك لأنهم رأوا فيه أنه يمس مصالح عليا، لم يكن ذلك مصادرة لحرية الرأي، ولم يكن حريق السينما صادر عن همجية وبربرية لا، وإنما اقتناع كامل أن ذلك يمس نبي الله عيسى ويصوره بطريقة شائنة ويحط من قدره وجعله كأي فرد عادي يسير وراء شهواته وملذاته لا كنبي مرسل.
              ويتضح مما سبق أن هناك بعض الدول الأوربية تساند هذا المرتد المأجور وتحميه وتمهد له ولأمثاله الطرق لحرب الإسلام والمسلمين.
              وحين قام المسلمون يعلنون غضبهم ضد هذا الكتاب الشيطاني قامت
              (2/80)
              ________________________________________
              الدنيا، ولم يقعدوها لأن المسلمين دافعوا عن دينهم وعقيدتهم بل يريدوا قومًا بكمًا فهل حلال عليكم هدم الإسلام وقيمه وحرام على غيركم إنكاره والوقوف ضده" (1).

              * رسالة إِلى سلمان رشدي:

              - كتب الشاعر فاروق جويدة هذه القصيدة الطيبة، وكتب في مقدمتها "سلمان رشدي كاتب مسلم، ارتد عن الإسلام، ولم يكتف بذلك بل وجّه في كتابه "آيات شيطانية" أكبر إساءة يوجهها كاتب في التاريخ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
              فِي زَمن الردَّةِ والبُهْتَانْ
              اكتبْ مَا شِئْتَ ولا تَخْجَلْ
              الكفرُ مباحٌ .. يَا سَلْمَانْ
              ضَع أَلفَ صلِيبٍ .. وصَلِيبٍ
              فَوقَ القُرآن
              وارجُم آياتِ الله ومزِّقْهَا
              فِي كلِّ لِسانْ
              لاَ تَخْشَ الله ولا تَطلبْ
              صَفْحَ الرَّحمَن
              فَزَمَانُ الردَّةِ نَعرفُهُ
              زمنُ المَعصِيةِ ..
              __________

              (1) "كلهم سلمان رشدي الشيطان .. نجيب محفوظ - طه حسين - عبد العزيز المقالح - توفيق الحكيم - صادق جلال العظم" تأليف أحمد الدوسري النجدي (ص 8 - 13).
              (2/81)
              ________________________________________
              بِلاَ غُفْرَانْ
              إنْ ضَل القَلْبَ فَلا تَعجَبْ
              أَنْ يَسكُنَ فِيهِ الشَّيْطَانْ
              لاَ تَخْشَ خُيُولَ أَبِي بَكْرٍ
              أجهضَهَا جبنُ الفرْسَانْ
              وبلالُ الصَّامتُ
              فَوقَ المَسجِدِ
              أَسْكَتَهُ سَيْفُ السَّجَّانْ
              أتراه يُؤذنُ
              بَينَ النَّاس بِلا استئذانْ؟
              أَتراهُ يرَتلُ باسمِ الله
              وَلا يَخْشَى بَطْشَ الكُهَّانْ؟
              فاكْتبْ مَا شِئْتَ ولاَ تَخْجَلْ ..
              فالكُلُّ مهَانْ
              واكفُرْ مَا شِئْتَ ولاَ تَسألْ
              فالكُلُّ جَبَانْ
              ***
              فالأَزهَرُ يَبْكِي أَمْجَادًا
              ويُعيدُ حَكَايا ..
              مَا قَدْ كَان
              والكَعْبَةُ تَصرُخُ فِي صَمْتٍ

              (2/82)
              ________________________________________
              بَينَ القُضْبَانْ
              والشَّعْبُ القَابِعُ فِي خَوْفٍ
              يَنْتَظِرُ العَفْوَ مِنَ السُّلطَانْ
              والنَّاسُ تُهَرولُ فِي الطُّرقاتِ
              يُطَارِدُهَا عَبثُ الفِئرَانْ
              والبَابُ العَالي يَحْرُسُه
              بَطْشُ الطُّغْيَانْ
              أَيَّامُ الأُنْسِ وبَهجَتُهَا
              والكَأسُ الراقِصُ والغِلمَانْ
              والمَالُ الضَّائِعُ فِي الحَانَاتِ
              يَسِيلُ عَلَى أَيْدِي النُّدْمَانْ
              فَالبَابُ العَالِي مَاخُورٌ
              يَسْكُنهُ السَّفْلةُ والصِّبْيَانْ
              يَحْمِيهِ السَّارِقُ والمَأْجورُ
              ويَحْكُمهُ سِرْبُ الغِرْبَانْ
              جَلادٌ يَعْبثُ بالأَدَيانْ
              وآخرُ يمْتَهِنُ الإنْسَانْ
              وَالكُلُّ يُصَلِّي للطُّغْيَانْ
              ***
              ومحمدُ نُورٌ مسجُونٌ
              بَينَ الجُدْرَانْ
              وخَدِيجةُ تَبْكِي فِي شَجَنٍ

              (2/83)
              ________________________________________
              أَيَّامَ النَّخْوةِ .. والفُرْسَانْ
              عَائِشَةُ تُحدِّقُ فِي صَمْتٍ
              تَسْأَلُ عَنْ عُمَرٍ ..
              أَوْ عُثْمَانْ
              فَاطِمَةُ تُنَادِي سَيفَ الله
              فَلاَ تَسْمَعُ غَيرَ الأَحْزَانْ
              ***
              اسأَلُكَ بربِّكَ يَا سَلْمَانْ
              هَلْ تَجْرُؤ أَنْ تَكسِرَ يومًا
              أَحدَ الصُّلْبانْ؟
              أَنْ تَسْخَر يَوْمًا مِنْ عيسَى
              أَوْ تُلقِي مَريمَ فِي النِّيرَانْ
              مَا بَيْنَ صَلِيبٍ .. وصَلِيبٍ
              أحْرَقْتَ جَمِيعَ الأَدْيَانْ
              فاكْتُبْ مَا شِئتَ ولاَ تَخْجلْ
              فَالكُلُّ مُهَانٌ .. وجَبَانْ
              ***
              خَبِّرنِي يَوْمًا ..
              حِينَ تُفِيقُ مِنَ الهَذَيَانْ
              هَلْ هَذَا حَقُّ الفنَّانْ .. ؟
              أَن تُشْعِلَ حِقْدَكَ فِي الإنجِيلِ

              (2/84)
              ________________________________________
              وتَغْرسَ سُمَّكَ فِي القُرآنْ
              أَنْ تَرجُمَ مُوسَى أَوْ عِيسَى
              أَوْ تَسْجُنَ مَرْيمَ فِي القُضْبَانْ
              أَنْ يَغْدو المَعْبَدُ والقدَّاسُ
              وبَيتُ اللهِ
              مجَالسَ لَهو للرهْبانْ
              أَنْ يَسْكرَ عيسَى فِي البَارَاتِ
              ويَرقُصَ مُوسَى للغِلْمَانْ
              هَلْ هَذَا حَقُّ الفَنَّانْ؟
              أَنْ تَحْرقَ دِينًا فِي الحَانَاتِ
              لتبْنِيَ مَجْدَكَ بالبُهْتَانْ
              أَنْ تَجْعَلَ ماءَ النَّهرِ
              سُمُومًا تَسْرِي
              فِي الأَبدَانْ ..
              لَنْ يُشْرقَ ضَوءٌ مِنْ قَلْبٍ
              لاَ يَعْرفُ طَعمَ الإيمَانْ
              لَنْ يَبْقَى شَيءٌ مِنْ قلمٍ
              يَسْفِكُ حُرُمَاتِ الإنسَانْ
              فاكفُرْ مَا شِئْت
              ولاَ تَخْجَلْ
              ميعَادُكَ آتٍ يَا سَلْمَانْ
              دَعْ بَابَ المَسْجِد

              (2/85)
              ________________________________________
              يَا زِنْدِيقُ
              وقُمْ واسْكرْ بينَ الأَوثَانْ
              سَيَجِيئُكَ صَوتُ أَبِي بكرٍ
              ويصيح بخِالِد:
              قُمْ واقْطَعْ رأْسَ الشَّيْطَانْ
              فمحمَّدُ بَاقٍ
              مَا بَقيت دُنْيا الرَّحْمَنْ
              وسيَعْلُو صَوْتُ الله ..
              وَلَوْ كَرِهُوا
              فِي كُلَ زَمَانٍ ..
              وَمكَانْ
              (1).

              - بيان الدفاع عن سلمان رشدي:

              "وقع البيان خمسة من المصريين في مقدمتهم الأستاذ أنيس منصور الذي يهاجم سلمان رشدي في الصحف المصرية بينما يقول ضاحكًا: إنه وقّع البيان العالمي بالدفاع عنه بالفاكسميلي وهو في المدينة -المنورة- في ضيافة الحرس الوطني السعودي (2)!!! ما وقّع البيان كل من: أمينة السعيد، ونوال السعداوي التي موّلت مؤسسة فورد مؤتمرها لتحرير المرأة .. وأحمد عثمان مرسى سعد الدين شقيق بليغ حمدي ولا فخر" (3).
              __________
              (1) قصيدة "إلى سلمان رشدي" من ديوان "زمان القهر علّمني" للشاعر فاروق جويدة (ص 63 - 72) مكتبة غريب.
              (2) عاملك الله بما تستحق يا أنيس أليست هذه خيانة للمضيف الذي أكرمك ولا يعرف شيئًا عما تفعله وأنت في ضيافته.
              (3) "أولاد حارتنا فيها قولان" لمحمد جلال كشك (ص 34) - الزهراء للإعلام العربي.


              ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

              تعليق


              • #97
                (2/86)
                _______________

                * أقزام مرّ ذكرهم:

                - عبد العزيز المقالح.
                - محمود درويش:
                الذي سب الله ورسوله والإسلام.
                - بدر شاكر السياب والبياتي:
                تولى بدر شاكر السيّاب والبياتي وأدونيس الدعوة إلى تمسيح الشعر وصعلكته، وابتعاث الأساطير القديمة وإحيائها في عداء شديد للفصحى وما وراءها من قيم الإسلام والقرآن (1).
                - وبدر شاكر السيّاب مثله مثل أدونيس كان مضطرب المواقف الفكرية السياسية بين الوطنية المحلية والشيوعية، وبين الارتباط بالقوميين ثم بجماعة مجلة شعر، القوميين السوريين، يقول رجاء النقّاش:
                "وكان الذين يهاجمون السيّاب يرون فيه منافقًا عريقًا وانتهازيًا كبيرًا.
                وكانوا يعتبرونه باحثًا عن مصالحه لا عن مبادئه، وما يُقال عن السياب يُقال عن البياتي" (2).
                - سيد القمني.
                - خليل عبد الكريم: الوالغ في عرض الصحابة .. القزم المتطاول على سادات الأرض، من ملأوا الدنيا طيبًا ونورًا وعُلُوّا.

                * حسين مؤنس الداعي إِلى القومية المصرية:

                - حسين مؤنس الداعي إلى القومية المصرية؛ واحتقار الماضي الإسلامي
                __________
                (1) انظر "الشعر المتفلّت بين النثر والتفعيلة وخطره" للنحوي (ص 136).
                (2) "الصحافة والأقلام المسمومة" (ص 162).

                (2/87)
                ________________________________________
                وتربية الأجيال تربية لا دينية.
                - قال د. حسين مؤنس في كتابه "مصر ورسالتها":
                "عندما فتح العرب مصر عام 640 كانت ولاية بيزنطية تُحكم من القسطنطينية وعندما غزا الفرنسيون مصر عام 1798 وجدوها ولاية عثمانية تحكم من نفس القسطنطينية التي حملت اسمًا جديدًا هو استامبول أو الأستانة، ولم يكن حالها عام 1798 بأحسن من حالها عام 640، كان الناس في بؤس وذل وكان البلد في خراب".
                "فكأن اثني عشر قرنًا من تاريخ هذا البلد ضاعت سدى، كأن هذه السنوات الكثيرة قد انقضت ونحن نيام بعيدين (كذا) عن الوجود".
                "شيء لم يحدث في تاريخ بلد مثل مصر أبدًا، تصور اثني عشر قرنًا ونصف تذهب سدى! قد يُقال قد قامت خلالها دول وأمجاد .. ولكنها تلاشت كأن لم تغن بالأمس وعاد المصري .. وهو مدار هذا التاريخ ومقياسه .. بالضبط كما كان في أواخر عصر الرومان".

                "ما الذي حدث؟ "
                "الذي حدث أننا تخلّينا عن رسالتنا (! ) واتجهنا بكليتنا نحو الشرق، فاختل ميزان تاريخنا وكان ذلك الانكسار العظيم" (1).
                - ويعد حسين مؤنس الحجاب الإسلامي هو العائق الأكبر في سبيل انتماء مصر للغرب ذلك أنه ربطها بالمجتمعات الشرقية المتخلفة في حين أن المرأة المصرية القديمة كالمرأة الأوروبية الحديثة سواء بسواء، وحضارتها واحدة، يقول:
                "وقد انهارت المجتمعات الشرقية كلها بسبب ظلمها للمرأة وحرمانها
                __________
                (1) "مصر ورسالتها" للدكتور حسين مؤنس (ص 81 - 82).
                (2/88)
                ________________________________________
                إياها من مكانها وحقها الطبيعيين، وهذه حقيقة لم ينتبه لها معظم من يدرسون تواريخ هذه الدول الشرقية من المشارقة ولكنها معروفة للدارسين من أهل الغرب؛ لأن مجتمعهم "يقوم على المرأة والرجل مجتمعين، ومن ثم فهم يعرفون أهمية المرأة في المجتمع الإنساني، ويشيرون إلى ذلك ويقررون أنه أساس تقدم مجتمعهم على غيره من المجتمعات، وهذه الحقيقة -على ما يبدو من بساطتها- تفرّق بين مجتمع ومجتمع وحضارة وحضارة، بل هي الحد الفاصل بين الحضارات التي أينعت وعاشت والحضارات التي ذبلت وماتت".

                والحضارة المصرية القديمة من الطراز الذي أعطى المرأة حقها واعترف بها ومنحها حقًّا كاملاً في البيت وفي ميدان العمل والحياة، بل إن عينك لا تقع على رسم مصري قديم إلا وجدت المرأة فيه إلى جانب الرجل ورأيتها رافعة الرأس تسير معه وتعمل معه ..
                "وحضارة مصر مشتركة من هذه الناحية الأساسية مع حضارتنا الراهنة وأنا أقول: "حضارتنا" لأنك سترى أن ما نسميه اليوم بحضارة الغرب إن هو إلا الحضارة المصرية القديمة متطورة في اتجاه مستقيم" (1).


                * الأدبية السورية "نظيرة زين الدين" القائلة: أن أول درجة في سلم الرقي هو السفور؟!

                قبّحها الله من أديبة تلك الأديبة السورية (نظيرة زين الدين) التي تقول في كتابها "السفور والحجاب": "أن أول درجة في سُلّم الرقي هو السفور"؟! وتضيف موضحة: "إن الأمم التي نبذت الحجاب أمم راقية في العقل والمادة، رقيًّا ليس للأمم المتحجبة مثله، فالأمم السافرة هي التي اكتشفت بالبحث
                __________
                (1) المصدر السابق (ص 51 - 52).
                (2/89)
                ________________________________________
                والتنقيب أسرار الطبيعة" (1). فهذا أمر دبر بليل وهذه نهاية المطاف.
                ولا تعجب يا أخي فهذه شنشنة نعرفها من أخزم فقديمًا قال رفاعة الطهطاوي "إن وقوع اللخبطة بالنسبة لعفة النساء لا يأتي من كشفهن أو سترهن، بل منشأ ذلك التربية الجيدة والخسيسة"، إذن فالحجاب ليس ضروريًا لعفة المرأة، ثم جاء من بعد رفاعة أناس وأناس حتى أتت نظيرة زين الدين".

                __________
                (1) "أسس التقدم عند مفكري الإسلام" للدكتور فهمي جدعان - ط دار الشروق عمان 1988 و"جذور الانحراف في الفكر الإسلامي الحديث" لجمال سلطان (ص 87) - دار الاعتصام.


                ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                تعليق


                • #98
                  * جابر عصفور مقالاته تقطر سمًا:

                  انظر ما كتبه في الأهرام 13/ 9/1990 في تأبين لويس عوض فإنه يرى أن حياة لويس كانت كلها جهدًا متصلاً وكفاحًا دائمًا لتغيير الواقع الذي ظل يرفض ما فيه من تقاليد جامدة وظلم اجتماعي وغياب للحرية.

                  * ما هكذا يا عصفور تورد الإبل!!!

                  أمين عام المجلس الأعلى للثقافة جابر عصفور من أشد الناس دفاعًا عن فصل الدين عن الدولة يقول عن ظاهرة الإرهاب:
                  "تبرز هذه الظاهرة على نحو دال في العصر الحديث، وفي المرحلة المعاصرة على وجه التحديد، وتفرض نفسها على منطق المساءلة، خصوصًا في سياق تاريخي، تزايدت فيه -منذ مطلع السبعينيات الساداتية في مصر، وفي غيرها من الأقطار العربية- مجموعات الضغط الديني الأصولية التي سعت إلى أن تستبدل بالدولة المدنية القائمة على احترام الأديان والمعتقدات والمذاهب دولة دينية تقوم على مذهب واحد، تتعصّب له في علاقتها بغيرها من المخالفين الموصومين بالتهم العديدة التي تجمع ما بين الضلالة والكفر.
                  وكان من نتيجة انتشار هذه المجموعات الأصولية، وتزايد عنف
                  __________
                  (2/90)
                  ____________
                  ممارساتها، تصاعد نتائج تعصبها الذي انفجر في جرائم إرهابية أودت بحياة الكثيرين من الأبرياء، وأودت بحياة مبدعين ومفكرين، كان اغتيالهم تأديبًا لغيرهم، وأمثولة على ما يمكن أن يصل إليه قمع المخالفين، خصوصًا الكتّاب الذين تنوعت أشكال الإرهاب التي تعرّضوا لها ما بين الإرهاب المادي والمعنوي. وقد سبق أن كتبت في مواجهة مخاطر إرهاب هذه الجماعات كتابي "ضد التعصب" (سنة 2000) الذي كان كشفًا وإدانة لما حدث لأمثال نصر حامد أبي زيد وحسن حنفي وسيد القمني ومارسيل خليفة وأحمد البغدادي وغيرهم من المفكرين والمبدعين الذين امتدت إليهم حراب الإرهاب الديني، وحاولت القصاص منهم ومن أمثالهم" (1).

                  وقال: "ولم يكن من المصادفة أن يتم اغتيال الكاتب فرج فودة في صيف 1992، بعد أن كتب ما كتب عن التطرف والتعصب، وكشف عن الأسباب التي تؤدي إلى الإرهاب نتيجة تأويلات دينية أصولية، أبعد ما تكون عن سماحة الإسلام ودعوته إلى المجادلة بالتي هي أحسن" (2).
                  - جابر عصفور هو القائل:
                  "طه حسين مسئول عن أجزاء كبيرة من هذا الكائن جابر عصفور .. طه حسين موجود في نفسي وأنا موجود به" (3).
                  - ويقول عن دعوته وإيمانه بالفصل بين الدين والدولة ودعوته إلى الدولة المدنية "العلمانية": "أنا شخصيًّا (على الرغم من أنني معروف بكثرة
                  __________
                  (1) "مواجهة الإرهاب قراءات في الأدب المعاصر" للدكتور جابر عصفور (ص 24 - 29) - مكتبة الأسرة.
                  (2) المصدر السابق (ص 27).
                  (3) "على ضفاف الثقافة .. حوارات حول المستقبل" للدكتور عمرو عبد السميع (ص 116) - مكتبة الأسرة.

                  (2/91)
                  ________________________________________
                  كتاباتي عن التنوير، لم أعد أميل - كثيرًا إلى هذه الثنائية (تنويري/إظلامي)؛ لأنها في حالات كثيرة لا تدل على شيء.
                  الثنائية الحقيقية التي تدور حولها معركة فعلية، ولكنها تأخذ أشكالاً مختلفة هي:
                  (دولة مدنية) و (دولة دينية).
                  أنصار هذه الدولة الدينية يعتمدون على تأويل بعينه للدين، ويترتب على هذا مجموعة من النتائج المعروفة ..
                  وفي المقابل هناك مجموعة تريد أن تقيم دولة مدنية، يحكمها مبدأ الفصل بين السلطات، ودستور مدني يحقق المصالح المشتركة لمجموع المواطنين، من دون تمييز على أساس من الدين أو الجنس أو العرق.
                  في داخل هذا المربع المتحمس للدولة المدنية، هناك من يُدافعون عن دولة شبه مدنية، وهناك من يريد دولة مدنية ليبرالية على الطراز الأمريكي، وهناك من يريد إقامة دولة اشتراكية ديمقراطية على الطراز السويدي مثلاً، ولكن في التحليل النهائي مطالبتهم -جميعًا- تكون بدولة مدنية.
                  الذين لا يصطدمون بالدولة المدنية هم العقلاء، لأن الدولة المدنية هي التي تحمي التوجهات الدينية، لسبب غاية في البساطة، وهو أن هذه الدولة -بطبيعتها- قائمة على احترام كل الأديان من ناحية، وعلى احترام التأويلات المختلفة في كل دين من ناحية ثانية، وعلى هذا الأساس فإن الدولة المدنية ستسمح للمسلم بالوجود المشترك مع المسيحي، واليهودي، وستسمح بالوجود المشترك بين المسلم الشيعي والسني والمعتزلي، لسبب بسيط، وهو أن هذه الدولة هي -بطبيعتها- قائمة على عدم التعصب لتيار ديني، وهذا ما لم يحدث في أي دولة دينية في تاريخنا الإسلامي" (1) اهـ.
                  __________
                  (1) المصدر السابق (ص 136 - 137).
                  (2/92)
                  ________________________________________
                  - وانظر إلى قوله عن رواية "وليمة لأعشاب البحر" ودفاعه المستميت عنها وأنها إبداع" (1).
                  وقوله: "درس أزمة الوليمة أنه لا يوجد فارق جوهري بين من نسميهم المتأسلمين (المعتدلين) والمتأسلمين المتطرفين" (2).
                  ويقول: "مثقفو الدولة العثمانية هم خط الدفاع الأول عن الدولة المدنية وصدامهم مع التطرف حتمي" (3)، وهو يصرح بدون حياء أنه يقف ضد (الاتباع) بمعناه الفكري (4).


                  * ثقافة الضرار وتحطيم ثوابت الإسلام:

                  روّاد الثقافة المتولون لأمرها في مصرنا هم عصبة الشك، ودعاة الشبهة، التنويريون التقدميون، أذناب الغرب، أو أذناب الماركسية، روّاد الضلالة يتخذون ما يسمى بالفكر والثقافة لإفساد الناس وتحليل عقدهم الوثيقة، وتوهين أخلاقهم الصالحة، ويزعمون للعلم معنى إن يكن بعضه في العلم فأكثره في الجهل .. روّاد ثقافة مصر المتربعون على كراسي الريادة يمموا وجوههم إلى موسكو أو شطر البيت الأبيض، عقولهم ضيقة معتلة، غلب عليها الكيد، وأفسدتها إرادة الحياة الدنيا، ونزع بها لؤم الطبع شر منزع، حتى استهلكها ما أوبقهم من فساد الخلق، وما يستهويهم من غوايات المدنية، فجاءونا في أسماء المثقفين، ولكن بأفعال أهل الجهل، وكانوا في الثقافة والفكر كالنبات الذي خبث لا يخرج إلا نكدًا أو خبثًا.
                  وإنك لن تجد سيماهم إلا في أخلاقهم فتعرفهم بهذه الأخلاق
                  __________
                  (1) المصدر السابق (ص 130 - 131).
                  (2) المصدر السابق (ص 123).
                  (3) المصدر السابق (ص 123).
                  (4) المصدر السابق (ص 129).

                  (2/93)
                  ________________________________________
                  فستنكرهم جميعًا، ولتعلمنّ عليهم كل سوء، ولترينهم حشو أجسامهم طينًا وحمأة، في زعم كذب يُسمّى لك الطين طيبًا، والحمأة مسكًا، ولتجدن أحدهم وما في السفلة أسفل منه شهوات ونزغات.
                  خذ منهم الوقاحة والزندقة في زعم الحرية، والإلحاد في حجة العلم.
                  يُقال تنويريون ومصلحون والناس يعنون ما شاءوا إلا حقيقة التنوير والإصلاح.
                  - أيتها الحصاة، ما يسخر منك الساخر بأكثر من أن يجلوك على الناس في علبة جوهرة.
                  - لا يصلحون إلا على إفساد الحياة، يذهبون أين ذهبوا وشعلة الجحيم الثقافية تدور من رءوسهم تهفو من ها هنا وهنا .. لا يعيشون إلا على غذاء من الموت، كأنهم كانوا من قبل دودًا في قبور ثم نفخهم الله أناسي يجعلهم فيما يبلو به الخلق، ويضرب الحياة بهم ضربة انحلال وبلى تعفّن.
                  - ينفث الواحد منهم دخان قلبه الأسود، ويعمل كما تعمل الأعاصير على إهداء الوجوه والأعين والأنفاس صحفًا منشرة من غبار الأرض، إن لم تكن مرضًا فأذى، وإن لم تكن أذىً فضيق، وإن لم تكن ضيقًا فلن تكون شيئًا مما يُساغُ أو يُقبل أو يُحَبّ.
                  - على أنك لا ترى هؤلاء الأقزام لا يتحاملون على شيء ما يتحاملون على الإسلام والقرآن الكريم والسنة المطهرة، فهم يخصونهم بالمكاره كلها، ويجفون عنهم أشد جفاء ويتطاولون بل ويطعنون في ثوابت ديننا الكريم أشد طعن.

                  ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                  تعليق


                  • #99
                    * هُمُ العدو فاحذرهم:

                    -
                    "عشرات الإصدارات تهاجم الدين وتتطاول على المقدسات":

                    (2/94)
                    ________________________________________
                    "ليست "وليمة لأعشاب البحر" هي الرواية الوحيدة التي أصدرتها وزارة الثقافة للتطاول على الأديان وإهانة الذات الإلهية والاستهزاء بالقرآن، فهناك عشرات الكتب والروايات والدواوين التي صدرت مؤخرًا وخاصة منذ بداية العام الحالي، وحتى هذا الأسبوع كلها تتطاول على الذات الإلهية وتسخر من عقيدة المسلمين في جرأة غير مسبوقة في مصر الإسلامية بلد الأزهر.

                    وصدور هذه الكتب بالجملة في توقيت واحد ليس مصادفة، وإنما يدل على أن هناك عقلاً مخططًا وتدبيرًا شيطانيًا ماكرًا.
                    وإذا كان نشر رواية حيدر حيدر على نفقة وزارة الثقافة قد فجر موجة الغضب داخل مصر وفي كل أنحاء الوطن العربي والعالم الإسلامي لما فيها من تطاول على المقدسات، فإن الكتب الأخرى التي ما زالت تملأ الأسواق بها تجاوزات وتطاول لا يقل فداحة عما جاء في رواية حيدر، وهذا التطاول الموجه يدل على حالة الانحطاط التي وصلت إليها الثقافة في مصر.
                    واختيار هذه الكتب السيئة للمعتقدات تم بواسطة لجان تم تشكيلها خصيصًا من ذوي الاتجاهات المعادية للدين، حيث تفانوا في سهر الليالي لاختيار كتب بعينها لإفساد المجتمع وإشاعة أفكار الكفر والإباحية بين الأجيال الشابة.

                    والغريب أن هؤلاء المعادين للدين لم يبالوا بأحد وانطلقوا يضخون هذه الإصدارات في الأسواق بأموال الدولة، حتى بعد أن كشفت "الشعب" هذه المؤامرة منذ أسبوعين لم يتوقف هذا الضخ الملعون وواصلوا إصدار الكتب إياها وكأن شيئًا لم يكن.
                    - هؤلاء معركتهم مع الله سبحانه وتعالى تقدست أسماؤه الذي تطاولوا عليه، معركتهم مع القرآن الذي سبوه وما زالوا يبررونْ ويدافعون عن هذا السب .. معركتهم مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي لم يحترموه ويقولون: إن

                    (2/95)
                    __________
                    سبه هو الإبداع.
                    هذا الجحود والطغيان مقدمات الدمار الذي لا شك نازل. فعلى كل منا أن يبرئ نفسه ويدافع عن نفسه أمام الله بأن يرفض هذا العدوان على المقدسات.
                    ولنعلم أن الله ليس في حاجة لكي ندافع عن ذاته ولا عن دينه، فهو قادر على أن يخسف الأرض بكل المتطاولين ومؤيديهم، فهو الجبار القهار، ولكن ما يفعله كل منا إنما كي ندافع به عن أنفسنا يوم القيامة عندما يسألنا ربنا ماذا فعلتم عندما سبوني؟ ماذا فعلتم عندما شتموا رسولي وكتابي؟
                    الموقف الآن واضح ليس به لبس، إما مع الله وإما مع الشيطان ولا وسط بينهما.
                    دين الله يهان ورب العزة يسب علانية وعلى الحكومة أن تحدد موقفها؟ " (1).
                    - أنظر إلى قيئهم وزندقتهم:
                    يُكلمُ الناس من عَلى جبلٍ
                    ويأوي للتخوم
                    ويُشعلُ الأحجارَ نارًا تَغسِلُ النَّفْسَ
                    وَيَبقَى رمادٌ من عُروبته
                    تذروه ريحٌ مِنَ الغرب
                    مَن ذَا الذي يَتَكَسبُ الآنَ من دَمِنا؟
                    مَنْ يحملُ الرأسَ
                    __________
                    (1) من مقال لعامر عبد المنعم بجريدة الشعب يوم 16/ 5/2000 - الصفحة السادسة.
                    (2/96)
                    ________________________________________
                    مَنْ يبكي على وجعِ الرسولُ
                    مَنْ يُخبرُ الآن فاطمة
                    سمك، ملائكةٌ، وحوشٌ
                    تملأ الدنيا مياها من مدامِعها
                    فَمُ الرسولِ على فمِك
                    ما أَقدَسَك (1).
                    - ويقول:
                    وَالليل إذا سَجَى
                    صحا الوقتُ مِن نومِهِ
                    وَحكى لي قِصة
                    ودوَّخَني
                    وَنَام (2).

                    - ويقول:
                    الربُّ الجديد جماجمٌ ..
                    وَحَارِقَةٌ نُجومه
                    دَمُنَا بِدَاياتٌ لماءِ مَوَاتِهِ
                    وَخُروجُنا هُو موْتُنَا
                    أَشجَارُنَا بَعثٌ
                    وَأُمي وَدَعَتني عندما رَحَلَت
                    __________
                    (1) "الأحاديث" لأحمد الشهاوي (ص 190 - 191) نقلاً عن جريدة الشعب - الصفحة السادسة - 16/ 5/2000.
                    (2) "الأحاديث" (ص 35).

                    (2/97)
                    ________________________________________
                    وَقَالتْ:
                    لا تَلُمْني (1)
                    - ويقول:
                    وانتصبتْ مَآذنُهُ
                    وفي لمحةٍ
                    تنامُ عيونُ الأهلةِ
                    تنفضُّ الصلاةُ
                    يبقى مسجدي ذكرى
                    وينعسُ ربُّ اللذةِ الكبرى (2).
                    - ويقول فاجر متطاول آخر تحت عنوان "دعوة إلى الرقص":
                    أرغبُ أن يخرج من هذه القصيدة كلب
                    أتملَّقه بعظم، بحلمة راقصة
                    أغريه بحرف ناعم، بواء كذَنَب كلبة تستعدُّ للمضاجعة
                    بصور أكثر الكلبات شبقًا في التاريخ
                    كلب أو أية تسلية أخرى حتى نهاية القصيدة
                    ماذا يمكن أن أفعل غير هذا؟
                    أجذب الرب من رقبته وأدعوه إلى الرقص؟
                    أَحيك زوجاتِ السفراء ملابسَ داخلية؟
                    أبني مصنعًا لدعم الاقتصاد الوطني؟
                    __________
                    (1) "الأحاديث" (ص 203).
                    (2) المصدر السابق (ص 44).

                    (2/98)
                    ________________________________________
                    مطبعة مستندات سرية لخدمة الحكومة؟
                    أم أطلّق زوجتي؟
                    اسمع، أيمكن أن يطلّق الرجل امرأته إذا كتب قصيدةً وخرج منها كلب؟ (1).
                    ***

                    - يقول هذا الزنديق:
                    نظرت منبثقةٌ من العورات
                    وتصرخ معًا: وصل الباص الإلهي، وصلت حقائبنا
                    حقائب حقائب حقائب، حقائبنا ضائعة بينها فلندخل المقهى
                    تجلس معنا على الطاولة وبر أجسادنا، تجلس لحانا،
                    معاركنا استمناءاتنا غلة نهارنا من بيع قطع مغشوشة من التخيلات
                    ممالك بيضاء تغني على النوافذ
                    أيدية في المشي أيدية مربوطة بخيط
                    ونُرجع الكرسي قليلاً ليمر الهواء
                    وداعًا
                    وداعًا أيها الله
                    بالهواء الذي يمرُّ بيننا، بالماء الذي دلقته عليَّ، وداعًا
                    بعينيك اللتين تترصدانني من وراء الباب، بفمك الأزرق،
                    بنظارتيك المصنوعتين عند "نظارات الحكيم الطبية" (2).
                    __________
                    (1) "مختارات" (ص 47).
                    (2) "مختارات" (ص 126).

                    (2/99)
                    ________________________________________
                    - يقول هذا الزنديق تحت عنوان "أذهب هادئًا إلى المرآة":
                    عملٌ ناعم أن تنظر إليّ
                    وتبتسم إذا ابتسمت
                    وأرجوك لا تقرع الباب
                    إني واقف على النافذة أتأمل الجسر
                    العملُ الشريف، أنا فعلته اليوم:
                    نظرتُ إلى البحر.
                    رأيتُ في الشارع ناسًا معطَّلين
                    ثم دخلتُ الحانة
                    شربتُ قنينة بيرة، وخرجتُ برأس سكّير
                    متصورًا أن الله كان في الأصل عصفورًا
                    يزقزق للشعوب (1).

                    - ويقول قاتله الله:
                    بين عرق الرجال والمومسات
                    فلوريساناتٌ أوتوماتيكية من أقدام العبيد
                    فوق مكاتب الرؤساء
                    سماواتٌ بأعضاء تناسلية
                    وآلهة
                    تنتف شعرها بسكَّر رخيص
                    على الجبال؟
                    أي جبال؟ (2).
                    __________
                    (1) "مختارات" (ص 61).
                    (2) المصدر السابق (ص 11).

                    (2/100)
                    ________________________________________
                    - وفاجرٌ آخر يقول:
                    أيها القمرُ المنهوك القوى
                    أيها الإلهُ المسافرُ كنهدٍ قديم
                    يقولون إنك في كل مكان
                    على عتبة المبغي: وفي صراخ الخيول
                    بين الأنهار الجميلة
                    وتحت ورقِ الصفصاف الحزين
                    كن معنا في هذه العيون المهشمه
                    والأصابع الجرباء
                    أعطنا امرأة شهية في ضوء القمر
                    لنبكي
                    لنسمع رحيل الأظافر وأنين الجبال
                    لنسمع صليل البنادق من ثدي امرأة
                    ما من أمةٍ في التاريخ
                    لها هذه العجيزةُ الضاحكة
                    والعيون المليئة بالأجراس
                    لعشرين ساقطة سمراء، نحملُ القمصان واللفائف (1).
                    - ويقول الزنديق الحداثي الذي تكلمنا عنه من قبل:
                    أنا من آخر نسل الرهبانِ
                    وأولِ نسل الماء
                    __________
                    (1) "حزن في ضوء القمر" (ص 105).
                    (2/101)
                    ________________________________________
                    كنا نتلوى بالعشق
                    وكان الله يزيح الغيم قليلاً
                    ويرانا
                    يبتسمُ ويهمسُ لملائكة العرشِ:
                    أنا اصطنعُ العشقُ
                    وأختمُ فوق قلوب المعشوقينْ
                    فلماذا تصعد أغنيةٌ
                    من قلب امرأةٍ:
                    آه
                    لو امتلكتني فقدتني
                    وإن هجرتني
                    قتلتني
                    الحجر المكسُّو بسجادٍ من ريمِ البحرِ
                    قديم (1).
                    - ويقول (ص 127):
                    وأن البحر تكوم مثل الخاطئةِ
                    ومثل الدمعةِ
                    - قال ابن أبي سعدة:
                    إن المرأة فخذان ونهدانِ
                    وعقدتهن السّرةُ
                    __________
                    (1) "وردة القيظ" (ص 123).
                    (2/102)
                    ________________________________________
                    أما العينانِ فجوهرتانِ
                    تضيئانِ سبيلَ العاشق
                    سوف أسميكِ نعيمي
                    نعماي ونعمًا ونعيمًا متصلاً
                    كتهجدِ سبعين نبيًا في الليلِ
                    وسوف أقول لكتاب الوحي انتبهوا
                    فإذا أملت البحر فخطُّوا الصحراء
                    وإذا أمليتُ الرجل فخطو الساقينْ
                    وإذا أمليت المرأةَ خطو السّرةَ والعينينْ
                    فإذا أخطأتُ (1).
                    - ويقول (ص 139):
                    في الجو المهتاجِ كأنفاسِ العشاق
                    تضفرُ شعر ابنتها المستنفر كالشوكِ
                    وتنظر للفترينات
                    "ادفع"
                    النسوة يدخلن ويخرجن بهيجات
                    يتركن العطر طيورًا عالقةً في الجو
                    وشعر البنتِ يصيرُ سنابل من قمحٍ محترقٍ
                    كان "المطوع" ينشب في السّرةِ عينيه كخطافينْ
                    ويلمس بعصاهُ مؤخرة المرأةِ
                    __________
                    (1) "وردة القيظ" (ص 127).
                    (2/103)
                    ________________________________________
                    محشوًّا بطيورٍ هائجةٍ
                    ويقولُ: صلاة
                    تبتسم المرأة
                    حتى يلمع ذهبُ السّنةِ
                    تضرب يدها الناحلة كغصنِ الفحم (1).
                    - ويقول زنديق آخر:
                    "وماذا نفعل في حال عدم تنفيذ طلبنا؟ ".
                    "نرفع عريضة ثانية نطلب فيها الموافقة على إعفائنا من الصلوات الخمس".
                    "وإذا لم يوافق؟ ".
                    "بل سيوافق أيضًا على إعفائنا من الصوم. أنه رءوف رحيم" (2).

                    - وانظر إلى صفحة من كتاب "المرأة والعنوسة في الإسلام":
                    "إن الرأي الذي يتبناه بعض الباحثين الإسلاميين وقولهم بأن تحريم الإسلام وأد البنات يؤكد موقف الإسلام من تحسين وضع النساء في كافة المجالات، هو رأي يبدو على درجة من التبسيط وعدم الدقة. حيث يتضح لنا أن مكانة النساء كانت تختلف تبعًا لاختلاف المجتمعات في المنطقة العربية، وإضافة إلى ذلك نجد أنه على الرغم من أن ممارسات الزواج الجاهلية لا تعني بالضرورة تزايد سلطة النساء أو غياب التحيز ضد المرأة، إلا أنها في نفس الوقت تتناسب مع تمتع المرأة بقدر أكبر من الاستقلال الجنسي عما كان متاحًا في ظل الإسلام، كما تتناسب أيضًا مع اتساع نطاق الأنشطة المتاحة
                    __________
                    (1) "وردة القظ" (ص 139).
                    (2) "أف" (ص 125).

                    (2/104)
                    ________________________________________
                    للمرأة من خلال قيام النساء بالمساهمة الفعالة وأدوار الزعامة والقيادة في المجتمع بما في ذلك المجالين الحربي والديني، وقد تقلص هذا الاستقلال وتلك المساهمات مع نشأة الإسلام وخاصة بفعل مؤسسة الزواج الأبوي بوصفه الزواج الشرعي الوحيد، وما تبع ذلك من تحولات اجتماعية لاحقة.

                    إن حياة وقصة زواج اثنتين من زوجات محمد وهما خديجة وعائشة، تحمل معالم التغيرات التي سرعان ما لحقت أوضاع النساء في المنطقة العربية الإسلامية، فقد كانت خديجة -زوجة محمد الأولى- أرملة ثرية استعانت بمحمد قبل زواجهما لرعاية قافلتها التجارية في رحلاتها بين مكة وبلاد الشام، وقد عرضت عليه الزواج وتزوجته بالفعل وهي في الأربعين من عمرها بينما كان هو في الخامسة والعشرين، وظلت زوجته الوحيدة حتى وفاتها في الخامسة والستين من عمرها. وتحتل خديجة مكانة بارزة في الإسلام لما احتلته من مكانة في حياة محمد. فقد وفر ثراؤها على محمد ضرورة التفرغ لكسب الرزق ومكنه من التفرغ لحياة التأمل التي جاءت تمهيدًا لنبوته، كما كانت مساندتها له وثقتها في نبوته ذات أهمية بالغة في تشجيعه على الإجهار بالدعوة إلى الإسلام. وقد كانت خديجة قد تعدت الخمسين من عمرها حين نزل على محمد الوحي وبدأت الدعوة. وهكذا نجد أن طبيعة المجتمع الجاهلي وعاداته -وليس الإسلام- هي التي وجهت تصرفات خديجة وحددت معالم حياتها، واستقلالها الاقتصادي وعرضها الزواج على محمد دون وصي من الرجال يقوم بدور الوساطة، وزواجها برجل يصغرها بسنوات عديدة، وبقاؤها الزوجة الأولى والوحيدة لزوجها في حياتها، إنما تعكس كلها معًا ممارسات مجتمع الجاهلية لا الإسلام.
                    وعلى العكس من ذلك، غابت استقلالية النساء وأحادية الزواج في حياة النساء اللاتي تزوجهن محمد بعدما أصبح نبي الإسلام وزعيم الأمة.
                    (2/105)
                    ________________________________________
                    وأصبحت بعدها النساء تحت سيطرة الأوصياء عليهن من الرجال، وحصل الرجال على حق تعدد الزوجات، لتمثل تلك الظاهرة خصائص مقننة من خصائص الزواج الإسلامي، وقد كانت حياة عائشة نموذجًا مبكرًا للحياة التي فرضت بعدها على النساء المسلمات" (1).


                    __________
                    (1) "المرأة والعنوسة في الإسلام" (ص 46).

                    ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                    تعليق


                    • * سيد محمود القمني مؤلف كتاب "رب الزمان" يدّعي أن الأنبياء زاروا مصر وتعلّموا فيها التوحيد ثم عادوا يعلمونه في بلادهم:
                      جاء تقرير مجمع البحوث الإسلامية حول كتاب سيد القمني "رب الزمان ودراسات أخرى" والذي يطالب بمنع الكتاب دامغًا لمؤلفه الذي يتهكم ويسخر ويستهين بالأمة الإسلامية والتراث الإسلامي:
                      وجاء بالصفحة 66 من الكتاب أن الفراعنة هم بناة الكعبة .. وبالصفحة 67 أن الأنبياء زاروا مصر وتعلّموا فيها التوحيد ثم عادوا يعلّمونه في بلادهم. وجاء بالصفحة 77 أن التوحيد ليس هو المجد الوحيد الذي يجب أن تكون مصر قد اكتشفته. وذكر بالصفحة 80 قصة زنوبيا والجن معرّضًا بذلك بالنبي سليمان عليه السلام.
                      وذكر بالصفحتين 107، 109 بعض الوقائع التي نسبها إلى خليفة المسلمين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - لا تليق به.
                      وفي صفحة 154 نسب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ما لم يقله وهو أنه حرّم ما كان حلالاً في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من متعتي النساء والحج.
                      __________

                      (2/106)
                      * آهٍ وآهٍ منك يا زمن العساكر: اللواء متقاعد محمد شبل يقترح أن يُوزّع الحج على الأشهر الحرم، ولا يشترط أن يكون في التاسع من ذي الحجة:
                      ومما أتحفنا به إعلام الضرار وثقافة الضرار ما خرج به علينا اللواء متقاعد محمد شبل أن الحج جائز خلال الأشهر الحرم، وأنه ليس بشرط أن يكون في التاسع من ذي الحجة. ويعترض اللواء شبل على أن يجتمع الحجيج يوم عرفة على جبل عرفة ويذهب إلى أن يوزّع الحج على أشهر يسميها أحيانًا أشهرًا معلومات وأحيانًا الأشهر الحرم (1). قال هذا في شهر ربيع الآخر سنة 1420 هـ الموافق أبريل 1999 م وقد ردّ عليه الشيخ الدكتور عبد المهدي عبد القادر في كتيب خاص بمجلة الأزهر عدد ربيع الآخر 1420 هـ.
                      * التطاول على ثوابت الإِسلام في مؤتمر الثقافة العربية في 3/ 7/2003:
                      في هذا المؤتمر الذي ختم أعماله يوم الخميس الموافق 3/ 7/2003 م تطاول الأقزام ممن يُسمَّون المثقفين على إسلامنا العظيم.
                      - فها هو فيصل دراج الفلسطيني يزعم أن مفهوم أسلمة العلوم شيء غير منطقي، ووصفها بأنها صورة من الأيديولوجية للعلم (2).
                      * الدعوة لتدخل الغرب في ندوة تجديد الخطاب الديني:
                      جاءت ندوة "تجديد الخطاب الديني" التي عقدت على هامش فاعليات
                      __________
                      (1) انظر مجلة عقيدتي العدد 332 الصادر في 6 أبريل 99، وانظر كتاب "الرد على مصطفى محمود في إنكار الشفاعة، وعلى اللواء محمد شبل في إنكار يوم عرفة" للدكتور عبد المهدي عبد القادر - هدية مجلة الأزهر ربيع الآخر 1420 هـ.
                      (2) جريدة الأسبوع - العدد 331 - يوم الإثنين 7/ 7/2003 م - 7 من جمادى الأولى 1424 هـ (ص 3) تحت عنوان "مصيبة".
                      (2/107)
                      مؤتمر الثقافة العربية بمثابة محاكمة عاجلة للدين والنصوص، القرآنية حيث اقتصرت الندوة على بعض الشخصيات التي تدعو دائمًا إلى عولمة الدين وفصله نهائيًّا عن الدولة، الأمر الذي أصاب بعض الحضور بحالة استياء شديد .. بالإضافة إلى تعليق أحد الحضور بأن المتحدثين أغفلوا عن عمد توجيه أي نقد للسلطة والأنظمة الحاكمة وصبوا جام غضبهم على الدين والقرآن.


                      ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                      تعليق


                      • * جمال البنا وطوامه:
                        - ففي بداية الندوة حاول الدكتور والمفكر الإسلامي جمال البنا وضع خطوط تجديد الخطاب الإسلامي بالعناية باللغة العربية وتدريس النحو العربي، وقسّم البنا مشروعه إلى جزءين طرح جزءًا يتعلق بمدى التزام المسلمين بثلاثة أشياء أهمها ضرورة استلهام النصوص الصحيحة من القرآن الكريم التي تواكب العصر والحياة والعمل بها .. ثم استلهام الحكمة من أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - والعمل بالحجج الثابتة والمذكورة في القرآن.
                        أما الثلاثة الأخرى التي اقترحها الدكتور جمال البنا في مشروعه "تجديد الخطاب الديني" فهي تقوم على عدم الاعتماد على تفسير بعض المفسرين للقرآن الكريم باعتبارها تفاسير إسقاط بشري وجدت في أزمنة وأوقات مختلفة عن الحاضر واعتبر البنا أن بعض التفسيرات هذه هي إسقاط بشري عن النص المعجز يكاد أن يكون شركًا.
                        أما الاقتراح الثاني فهو الصورة غير الشرعية التي يقدمها بعض المستحدثين عن السلف الصالح واعتبر الاعتراف الكامل بالسلف الصالح أمرًا ليس ضروريًّا.
                        أما الاقتراح الأخير الذي طرحه البنا ويتعلق بعدم الالتزام بآراء الفقهاء الذين وضعوا هذه الآراء على أساس المذاهب السنية الأربعة وباعتبار أن هؤلاء الفقهاء رغم عبقريتهم فإنهم بشر معرضون للخطأ والصواب، ولأن
                        (2/108)
                        معدات وأدوات الثقافة كانت في عصرهم محدودة، فإنه يفترض ألا نساير ما يقولونه بالنص.
                        - وليست هذه بأُولى طوام جمال البنا ابن محدث مصر الشيخ الساعاتي وشقيق الداعية الكبير الشيخ حسن البنا، وجمال البنا له كتاب عن الحجاب يذهب فيه إلى عدم فرضيته وقد رد عليه الدكتور أحمد عمر هاشم في مجلة صباح الخير العدد 2480 (ص 54).

                        * الدكتور حيدر إِبراهيم يقول: إن الإحساس بالاستعلاء سبب تخلف هذه الأمة!!!
                        - أما الدكتور حيدر إبراهيم أستاذ الفلسفة بجامعة الخرطوم بالسودان فقد قدم ورقة بحث عن وجود لاهوت تحرير إسلامي جديد يعمل على تجديد الخطاب الديني واعتبر الدكتور حيدر أن هذا اللاهوت هو البداية الكاملة لمجتمع عصري حديث يكون الإنسان هو العامل الأساسي فيه.
                        واعتبر أن تأخر المسلمين إلى الآن قائم على أساس التوتر الحاد بينهم حول ثبات النص أو التحول للحياة. وأكد أن هناك فجوة عميقة بين تحقيق الآمال والطموحات من جهة وبين التفكير في الموت من ناحية أخرى، وهذا يكرس فكرة أن المسلمين يفكرون دائمًا في الآخرة أكثر من التفكير في الحياة ويعتبرون أنفسهم فوق الكمال وهو الأمر الذي طرح العديد من التساؤلات حول تأخر المسلمين وتخلفهم حتى الآن.
                        الدكتور حيدر إبراهيم ذهب -من وجهة نظره- إلى ضرورة عدم تمسك المسلمين بمقولة: "إننا خير أمة للناس" واعتبر هذا المصطلح هو استعلاء غير موجود. وأشار إلى أن الآية التي تقول: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} تشكل عمق الأزمة التي يعيشها المسلمون باعتبار أن الإحساس
                        (2/109)
                        بالاستعلاء سبب تخلف هذه الأمة.
                        كما وجه الدكتور حيدر النقد للحركات التجديدية واعتبرها حركات سلفية جامدة من أمثال محمد عبده حيث وصفه أنه وقف في منتصف الطريق ولم يستطع استكمال طريقه حتى النهاية .. بالإضافة إلى أن أصحاب الحساسية الدينية عندما يتعاملون مع الدين في الحياة اليومية فإن العقيدة تبدأ في الضعف والتآكل. وأن كثيرًا من المسلمين اعتبر الحياة هي متاع الفرد وبالتالي فهي ليست مجالاً للتعمير والتقدم وهو سبب تأخر المسلمين حتى الآن.

                        ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                        تعليق


                        • * الدكتور العفيف الأخضر يدعو إِلى حذف كلمة "الكفار" من الفقه الإِسلامي وتحرير الوعي الإِسلامي من قيمة الحلال والحرام!!!:
                          "أما الدكتور العفيف الأخضر صاحب مدرسة التغيير الديني في تونس فقد حاول منذ بداية حديثه وضع أسس ونظريات لتعميم التجربة التونسية على جميع العواصم العربية حيث تباهي أنه كان وراء إغلاق جامعة الزيتونة في تونس في عام 1956 والتي كانت تغسل عقول طلبتها بالفقه القديم واعتمادها على تفسيرات بعض الفقهاء.
                          وأشار إلى أنه لا يدين وجود تعليم ديني تنويري قائم على ضرورة استئناف حركة الإصلاح الديني وفلسفة الأنوار الفرنسية وتعليم الأجيال الصاعدة قراءة النص الديني قراءة تاريخية وإثراء مخيلتها بالقيم الإنسانية التي جاءت بها فسلفة الأنوار في القرن الثامن عشر وذلك للانتهاء من تطبيق أحكام الفقه القديم التي باتت كالدواء الذي انتهت مدة صلاحيته.
                          من ناحية أخرى ونظر لعدم وجود أي من المعارضين لما يقوله الدكتور العفيف الأخضر تباهي بأنه تغمره سعادة بالغة بدعوته للغرب بالتدخل
                          (2/110)
                          لمساعدتنا على إصلاح التعليم الديني لأن الغرب من وجهة نظره أصبح صاحب مصلحة في ذلك بعد أن امتد إليه خطر الإرهاب الديني، وأن السبب فيما يعيشه العالم الإسلامي الآن من إرهاب يعود إلى اعتماد المسلمين على فقه القرون الوسطى الذي صاغ شعورنا بتجريم وتجريد تقليد غير المسلمين وأن نرجسيتنا الدينية اعتبرت جميع الأديان الأخرى منسوخة بالإسلام.

                          من ناحية أخرى اعتبر الدكتور الأخضر عجز كثير من الإعلاميين والمثقفين عن التحليل الموضوعي للأطروحات الغربية لتحديد مراميها والبحث عن تقاطع المصالح فيها هو أحد أسباب انتشار الإرهاب الإسلامي.
                          الدكتور العفيف الأخضر وجه نقدًا لاذعًا للتعليم الإسلامي في السعودية واعتبره منبع الإرهاب حيث يقوم التعليم هناك على غسل أدمغة التلاميذ بعداء غير المسلمين وبتكفير الشيعة واعتبر أن التعليم الذي تقوم عليه بعض الأنظمة العربية تعليم ديني ظلامي يقوم على التطويع النفسي للتلميذ ليتصرف وفق ما يطلبه معلمه كما يقوم أيضًا على الاغتصاب النفسي وتحفيظ النصوص الدينية التي تعوق العقل عن التفكير فيها حيث يعتمد الحفظ لهذه النصوص على البعد عن الفحص النقدي لحساب التسليم الإيماني واليقين الأعمى.

                          كما ربط الدكتور الأخضر بين انتشار فتاوى التكفير وإهدار الدماء وبين انتشار هذا التعليم الإرهابي والذي تخصص في تخريج فقهاء الإرهاب ويقوم على محاربة العقل بالنقل وينقل كل الغرائز والعدوانية من غريزة الموت إلي الخوف من الجديد لتكفير الحداثة وقيمها وغرائز الحياة التي حررتها.
                          من جانبه طرح الأخضر مشروع تعليم تنويري على حد قوله قائمًا على تعميم التجربة التونسية في جميع الدول العربية، وأن هذا التعليم قائم على تحرير العلم من الوصاية والنصوص الدينية والاعتراف الكامل بحقوق المرأة
                          (2/111)
                          في كل شيء، كما طالب برد الاعتبار لغير المسلمين في العالم العربي بتدريس تاريخ مشاركتهم في صنع الحضارة العربية الإسلامية بالترجمة.
                          كما ذكر العفيف بالعمل على ضرورة إقصاء كلمة "الكفار" من الفقه الإسلامي واعتبر هذه التسمية هي تفرقة عنصرية وطالب بضرورة تدريس مادة حقوق الإنسان في كافة مناحي الحياة بجميع الدول العربية كما هو الحال في تونس لتحرير الوعي الإسلامي من قيمة الحلال والحرام!! " ا. هـ (1).

                          هذا ما أفرزه عقل التقدمي المستنير العفيف الأخضر التونسي الذي يعيش في فرنسا عامله الله بما يستحق.

                          ويرد د. جابر عصفور على أمين عام المجلس الأعلى للثقافة دفاعًا عن هؤلاء الذين يطعنون في الثوابت ويتهم الجريدة التي كشفت المستور "بالبلاغ التحريضي -التقرير التكفيري- التربص، الكذب، الافتراء، التدليس، الابتسار، سوء النية، التغافل، التجاهل - التشويه، التحريف، الفهم المغلوط، الخلط، الترهات، الافتراءات، القذف، القمع والتخوين والتعميم".
                          ولم يستطع الدكتور أن يكذب حرفًا مما نُشر وجمع من هؤلاء المثقفين من غلاة الداعين للتطبيع مع الصهاينة. ولا يستطيع أن ينكر ما قاله أدونيس عن إعادة النظر في الدين، ولا ما قاله أحمد عبد المعطي حجازي عن فصل الدين عن الدولة، ولا ما قاله العفيف الأخضر عن تحرير الوعي من قاعدة الحلال والحرام.
                          - وقضايا "تجديد الخطاب الديني" المطروحة في الأجندة الأمريكية منذ أكثر من نصف قرن (انظر كتاب "الحرب الثقافية الباردة" طبع المجلس الأعلى للثقافة)، وقد أُعيد طرحها في العقد الماضي في سياق مشروعي "هينتنجتون"
                          __________
                          (1) مقال "مصيبة" لسيد يونس، وعمر عبد العلي ومنتصر الشطبي - بجريدة الشعب - العدد 331 - (ص 3).
                          (2/112)
                          و"فوكوياما"، وأخيرًا أصبحت قضية تنفيذ بمبادرة كولين باول في ديسمبر 2002 م.

                          * ترحيل الإِسلام:
                          - تحت عنوان "ترحيل الإسلام عن مصر" كتب الدكتور عبد العظيم المطعني يقول:
                          "في واقعة لم يحدث لها مثيل، انعقد في مصر مؤتمر بدعوة من وزارة الثقافة، أو بالأصح من الفنان فاروق حسني وزير الثقافة من الأول إلى الثالث من يوليو الحالي، ووجهت الدعوة إلى أناس من مصر ومن خارج مصر تجمعهم صفة واحدة، هي كراهية الإسلام والحقد عليه، ما عدا الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصرية، وكان عنوان المؤتمر "نحو خطاب ثقافي جديد" لكن وقائع المؤتمر كانت غير ما يدل عليه العنوان؛ إذ تحولت إلى نقد عنيف للإسلام، وليس للثقافة بمعناها المعروف.


                          كان هذا المؤتمر حربًا ضروسًا على الإسلام أصوله وفروعه، تمهيدًا لترحيله من مصر معقل الإسلام منذ أكثر من ألف سنة!!
                          والتوصيات أو القرارات التي تولدت عنه لا تدل إلا على ترحيل الإسلام وطرده من مصر حقيقة لا خيالاً، ونشير مجرد إشارات إلى بعض هذه القرارات أمام ناظري القراء، ليدركوا إلى أي مدى وصل عداء المجلس الأعلى للثقافة للإسلام ولكل ما له صلة بالإسلام، بتخطيط من وزيرها ومن الدكتور جابر عصفور أمينها العام.

                          - القرآن لم يعد صالحًا لإدارة شئون الحياة؛ لأنه "منتهٍ" أي ضيق محدود ووقائع الحياة غير منتهية فكيف يصلح المنتهي "القرآن" لحكم غير المنتهي؟
                          (2/113)
                          - الأحاديث النبوية كلها مكذوبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا عشرة أحاديث، فلا يجوز العمل بهذه الأحاديث المكذوبة.
                          - لا يجوز الاقتداء بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنهم هم الذين زوروا الأحاديث النبوية.
                          - حرق كتب التفسير؛ لأنها تفاسير تدعو إلى الشرك!
                          - حذف المادة التي تجعل الإسلام هو دين الدولة الرسمية لتصبح مصر دولة لا دين لها!
                          - إلغاء التعليم الديني الإسلامي؛ لأنه يولد الإرهاب.
                          - إلغاء الحرام والحلال، ولكل إنسان أن يفعل ما يشاء في حرية تامة.
                          - إلغاء المؤسسات الدينية كالأزهر والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وكذلك الجمعيات الخيرية!!
                          - إلغاء اللغة العربية وكتابة لغة أخرى تحل محلها.
                          - إلغاء الفقه الإسلامي كله؛ لأنه فقه "ظلامي" متخلف لا يصلح للعصر الحديث!



                          هذه هي التوصيات التي دعا إليها المؤتمرون برياسة وزيرهم.
                          أليست هذه خطوات لترحيل الإسلام عن مصر؟ وما الذي يبقى من الدين بعد تنفيذ هذه الحماقات والسياسة الفاروقية العصفورية؟! " (1).

                          (1) جريدة آفاق عربية العدد (616) - الخميس الموافق 17 من جمادى. . . من يوليو 2003 م
                          التعديل الأخير تم بواسطة نور الهداية; 5 مار, 2011, 10:48 ص.

                          ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                          تعليق


                          • * استباحة الإِسلام:
                            - تحت هذا العنوان كتب الدكتور حلمي محمد القاعود يقول في

                            (2/114)

                            جريدة آفاق عربية:
                            يبدو أن استباحة الإسلام عَبَرَتْ مرحلة الخداع والمداراة إلى مرحلة المباشرة والفجور، فما عادت الألفاظ المراوغة هي المعجم الذي تستخدمه الصليبية الاستعمارية المتوحشة وخدامها من الناطقين بالضاد، لكن تقدمت الألفاظ الصريحة الواضحة إلى المعجم الصليبي الاستعماري الذي يردده الأتباع والأشياع، ولم يعد التطرف والتشدد والأصولية والإرهاب شفرة الحديث المتعارف عليها عند الحديث عن الإسلام وحسب، ولكنها صارت التعريف الأوضح لمفاهيم الإسلام من حياة المسلمين، وتغيير معتقداتهم الإسلامية وتعديل قرآنهم، فضلاً عن السخرية من آياته ومفاهيمه، وعدّ الإسلام أو دخوله إلى مصر غزوًا استعماريًّا يهدف إلى نهبها لحساب الخلافة في يثرب ودمشق وبغداد!
                            في الأيام الماضية شهدت القاهرة حدثًا ثقافيًّا احتشدت له أجهزة الدعاية المصرية والعربية، وفي الوقت ذاته أخذت تتبلور في الأفق الثقافي ظاهرة طائفية خطيرة ومريبة!
                            الحدث الثقافي الذي احتشدت له أجهزة الدعاية المصرية والعربية كان مؤتمر "نحو خطاب ثقافي عربي - من تحديات الحاضر إلى آفاق المستقبل" الذي عقدته وزارة الثقافة المصرية بمقر المجلس الأعلى للثقافة، وحشدت له نحو سبعين ومائة من المثقفين العرب والمصريين، معظمهم من الشيوعيين وبعض الليبراليين، وحشرت بينهم اثنين من المحسوبين على التيار الإسلامي لم يحضرا المؤتمر، على مدى ثلاثة أيام من الأول إلى الثالث من يولية 2003، تبارى المتحدثون في المؤتمر في الحديث عن الخطاب الثقافي الجديد الذي يفترض أن تعتمده الأمة العربية لتحدي الحاضر ودخول آفاق المستقبل.
                            وتجرأ كثير من المتحدثين الشيوعيين، أو من كانوا كذلك وصاروا
                            متأمركين في الحديث عن العقبات التي تحول دون دخول العرب إلى آفاق المستقبل، واختزلوا هذه العقبات في الإسلام.
                            - قال "أدونيس" الشاعر السوري المعروف:
                            "إن الإسلام هو خاتم الرسالات ومحمد - صلى الله عليه وسلم - هو خاتم الرسل، وإن الله قد قال ما عنده بالنسبة للدين الخاتم، ولم يعد لديه ما يقوله! -تعالى الله عما يقول علوًّا كبيرًا- ورتب "أدونيس" على ذلك أن الإسلام أعطى اليقين والثبات، فلم تعد للمسلم حاجة إلى السؤال أو القلق الذي هو أساس الإبداع؛ لذا فالإسلام ضد الإبداع.
                            - وقال (جابر عصفور): إن الإرهاب هو العقبة الأساسية في طريق التقدم والإبداع؛ لأن الإرهاب هو الذي يقتل المفكرين والمبدعين والمثقفين، ويهددهم ويعوق إبداعهم لذا فلا بد من القضاء على جذوره المتمثلة في الأصولية.
                            وقال "العفيف الأخضر": يجب تغيير التربية الدينية الإسلامية؛ لأنها تنتج الإرهاب والظلام، ويجب القضاء على الإسلام (ال*****) -كما يسميه- وتعميم التجربة التعليمية التونسية في البلاد العربية، وهي التجربة التي استأصلت الإسلام تمامًا من التعليم وحرَّمت ارتداء الحجاب على الطالبات، وحبذت "التغريب" في المجتمع التونسي، ثم فاخر "العفيف الأخضر" بأنه هو الذي أغلق جامعة الزيتونة (الإسلامية) .. ورأى آخرون أن كلمة (الكفار) يحب أن تحذف من القرآن الكريم، وأن آية {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ... } تعبير عنصري، وأن المسلمين يجب أن ينخرطوا في سياق (العولمة) أي التبعية للعالم الصليبي المتوحش!
                            ثم جاءت توصيات المؤتمر لتصب في هذا السياق إلى حد كبير، مع أنها تحدثت برقة ولطف عن الاستبداد وحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة
                            (2/116)
                            (دون إشارة إلى القدس واللاجئين) والتنديد بالاحتلال الأمريكي للعراق (دون الدعوة إلى المقاومة وانسحاب المحتلين)، فإنها دعت إلى ما أسمته الخطاب الديني المتطور المنفتح على العصر الذي يتجاوز الخطابات الدينية الركودية والمتزمتة (مثل ماذا؟ - لم تقل لنا التوصيات ما هي؟ ) ودعوة الحكومات إلى اتخاذ موقف محايد في صراع الأفكار والاجتهادات، دون توظيف ديني للسياسة أو توظيف سياسي للدين (يعني بالعربي الفصيح دعوا كل من يحارب الإسلام يعمل براحته دون أن يزعجه أحد أو يرد عليه أحد، فضلاً عن إقصاء الإسلام من الحياة الإسلامية، وفقًا لما دعا إليه أحدهم من ضرورة حذف المادة الثانية من الدستور التي تتحدث عن الشريعة الإسلامية بوصفها المصدر الأساسي للتشريع، وضرورة الفصل بين الدين والدولة! ).

                            ورفضت التوصيات ما يسمى بدعوات الانعزال عن العالم أو مناصبته العداء. ولست أدري من الذي أوحى للمؤتمرين بهذه التوصية؟ يبدو أنهم لم يسمعوا عن الجيوش الجرارة المسلحة وغير المسلحة التي تأتي إلينا في عقر دارنا تستوطن بلادنا وتحتلها وتنهب ثرواتها، وتغزونا بمنصريها وسماسرتها ومخابراتها وعملائها - فهل نحن حقًّا معزولون عن العالم؟ لو أردنا الانعزال أيها المستنيرون لما استطعنا .. ثم من قال إننا ندعو إلى مناصبة العالم العداء؟! لقد انبطحنا -كما لم ينبطح أحد من قبل- واستسلمنا استسلامًا غير مسبوق للعالم كله، بكباره وصغاره، وسلّمنا عواصم الخلافة والقداسة والحضارة ليسوح فيها المحتلون الصليبيون المتوحشون الغزاة كيفما شاءوا، وأرادوا، فهل نحن الذين نناصب العالم العداء؟! .. عيب عليكم يا أهل التقدم والاستنارة والشطارة أن ترددوا مثل هذا الكلام!
                            ثم تتناول التوصيات ما تسميه بالوصايا المتعالية التي تحتكر المقدسات القومية والدينية وتنصب نفسها قيمًا منفردًا عليها، وتعلن رفض هذه الوصايا
                            (2/117)


                            بالطبع لم تقدم قيادة المؤتمر أو أمانته أي نموذج لهذه الوصايات المتعالية، وأغلب الظن أن المسألة في جوهرها هي رفض غير مباشر لمفاهيم الإسلام وقيمه، واستباحة صريحة لتعاليم الدين الإسلامي المحاصر واليتيم والمطارد في بلده وموطنه وكل مكان. تُرى هل يجرؤ أهل اليسار والعلمانيون الذين أقاموا مؤتمرًا ضخمًا بأموال الشعب المصري البائس أن يوجهوا مثل هذا الكلام إلى دين آخر أو شريعة أخرى غير دين الإسلام وشريعته؟! كلا؛ لأن أصحاب الديانات والشرائع الأخرى حتى شريعة عبادة البقر يملكون القوة للدفاع عنها وهؤلاء لا يستطيعون الأقتراب منها أو لمسها! ألم أقل لكم إن استباحة الإسلام تتم اليوم بمنتهى المباشرة والفجور؟ ولك الله يا مصر" (1) ا. هـ.

                            __________
                            (1) جريدة آفاق عربية العدد (616) - الصفحة الأخيرة (14).

                            (2/115)

                            ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                            تعليق


                            • * أسامة أنور عكاشة:
                              - يقول الدكتور محمود جامع: "قد قرأنا ورأينا أسامة أنور عكاشة يسخر من الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود في رؤيته للرسول - صلى الله عليه وسلم - أيام حرب أكتوبر ويسخر من الآية الكريمة في القرآن {جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} وذلك في جريدة الوفد، وقد ردت عليه بمقال في حينه" (2).

                              * وحيد حامد المحرّف لمعاني القرآن .. الكاره لمتبعي السنة عامله الله بما يستحق:
                              هذا الذي سوّد صحيفته بالهجوم على متبعي السنة ونعتهم بالإرهابيين و"بالذئاب الشرسة الموتورة والمصابة بسعار الجهل والتعصب فإنها تنهش كل ما يصادفها بكل القسوة .. وبكل حدة الأنياب والأظافر .. كان من المستحيل
                              __________
                              (1) جريدة آفاق عربية العدد (616) - الصفحة الأخيرة (14).
                              (2) من مقال "واجعلني لسان صدق في العالمين" - جريدة آفاق عربية - العدد 614 - (ص 14) يوم 3/ 7/2003.
                              (2/118)
                              أن نترك لهم الدين ليفتروا عليه بالباطل .. ويخرّبوه علينا .. ) (1).

                              * رمتني بدائها وانسلت:
                              ونقول له: "رمتني بدائها وانسلت" وإلا فأنت المصاب بسعار الجهل والتعصب ولا نترك لك الإسلام لتفتري عليه بالباطل وتخرّبه علينا "بل وتحرف معاني كتاب الله تحريفًا جليًّا تهدم به الثوابت من دين الله -عز وجل - ولا يحوجنا الدليل فمقالاتك في روزاليوسف يعرفها الجميع .. ومن فمك وقلمك أدينك .. ففي كتابك "استيقظوا أو موتوا" تكلمت بالبهتان عن الشروط والضوابط الإسلامية لحفلات النكاح التي يقيمها المتشددون ومنها:
                              "الشرط الثالث: المدعوون: .. لا بد أن يكونوا جميعهم من المسلمين والمسلمات .. ولا يجوز أن يحضر هذا العرس مسيحي أو مسيحية حتى لو كان هذا السيحي صديقًا أو زميلاً في العمل أو حتى جارًا ..
                              .. ولكن قبل أن نخرس هؤلاء الطغاة الآثمين لا بد لنا أن نوضح شر هذه البدعة اللعينة التي تبدأ هادئة ناعمة نعومة الأفعى حتى تتمكن من اللدغة القاتلة: .. " ثم قال بالحرف الواحد: "بالله عليكم أي مصيبة هذه؟ وأي عناب رادع يجب أن يكون.
                              أهو الحرق بالنار قبل أن تحرقنا نار الفتنة التي هي أشد من القتل ..
                              انظروا قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} هذا هو حكم الله بالنسبة لشياطين الإنس الذين يخططون لدمار هذه
                              __________
                              (1) "استيقظوا أو موتوا" لوحيد حامد (ص 7) - الهيئة المصرية العامة للكتاب.
                              (2/119)
                              الأمة .. فما هو حكم البشر" (1) اهـ.
                              قاتلك الله من جاهل .. تنعت المسلمين بأنهم شياطين الإنس بل وتكفرهم بسوقك لهذه الآية .. ونتحداك أيها الجاهل أن تفتح أي كتاب من كتب التفسير وتعلمنا من المقصود بالكافرين في هذه الآية شاه وجهك ووجوه أمثالك ..
                              - ثم هو يتكلم عمن يقترح قتال شياطين الإنس "أي متبعي السنة" فيقول:
                              "وهناك من يقرر القتال فورًا، لأن القتال من أجل سلامة الوطن والدين أمر حتمي وليس محل خلاف سواءً من الناحية الدينية البحتة أو الوطنية البحتة .. والقتال أيها السادة ليس بدعة .. الرسول - صلى الله عليه وسلم - جارب البدع!!!.
                              وكان يقضي على الفتن قبل أن تُولد .. وتبعه الخلفاء الأربعة .. أبو بكر وعمر وعثمان وعلي .. وأي قارئ للتاريخ الإسلامي في استطاعته الوقوف على حقيقة هذه البدع ثم القضاء عليها بالسيف .. حرصًا على سلامة الدين والأمة ولكننا نعيش زمن الهوان وعدم القدرة على التصدي" (2) .. وقد عرفناك أيها المتطاول من صريح قولك ولحنه.

                              * علي سالم الكاتب المسرحي حبيب الصهاينة المدافع بإِخلاص عن التطبيع مع اليهود:
                              إنه المدافع عن فكرة تبدو أقرب إلى العنقاء منها إلى النطق والواقع .. علي سالم المفصول من نقابته ومن اتحاد الكتاب .. المنبوذ في جلسات المثقفين .. الرافض للتوبة.
                              __________
                              (1) "استيقظوا أو موتوا" (ص 56 - 57).
                              (2) المصدر السابق (ص 58).
                              (2/120)
                              يقول: "لعلمك، طول عمر المسلمين واليهود سمن على عسل حتى بداية القرن الماضي، وبالتحديد عندما أصبح لليهود دولة اسمها إسرائيل!! ".
                              ويقول: "تم تديين الصراع العربي الإسرائيلي مع أنه في عزّ الستينيات لم يكن ذلك كذلك".
                              وقال: "إنهم يريدونني أن أكتب ورقة الاستتابة حتى تفتح لي الأبواب من جديد .. وأعلم أنني سأموت لو كتبت هذه الورقة كثمن لعودتي إلى النقابة واتحاد الكتاب فلن أكتبها".
                              وقال: "بعد توقيع إعلان أوسلو، وبعد أن قرأت عن دور المثقف الإسرائيلي في صنع السلام رأيت أن لحظة التنافس الإيجابي بين المثقفين المؤمنين بالسلام على الجانبين باتت حتفية ... المثقفون وحدهم هم الذين يستطيعون لفت نظر الناس إلى أهمية السلام" (1).

                              * رائد التطبيع المصري الإِسرائيلي مصطفى خليل رئيس وزراء مصر الأسبق:
                              سوف يذكر التاريخ الدور البارز الذي لعبه الدكتور مصطفى خليل في التطبيع بين مصر وإسرائيل .. وسيذهب كل من تآمر على القدس والأقصى إلى مزبلة التاريخ ويبقى القدس والأقصى وكل فلسطين للمسلمين.

                              * دكتور سمير سرحان عدو الإسلام الظلامي:
                              دكتور سمير سرحان الأمين العام للمشروع العربي للقراءة للجميع يقول عن كتاب "حياة محمد" للدكتور محمد حسين هيكل:
                              "يقدم نموذجًا للإسلام المستنير، وسط هجمة شرسة من مؤلفات الإسلام الظلامي التي لا ترى في الإسلام سوى الجنس والعذاب والعقاب
                              __________
                              (1) الأهرام العربي العدد 329 - السبت 12 يوليو 2003 م - حوار .. "علي سالم يرى أن صراعنا لم يعد مع إسرائيل" (ص 26 - 28).
                              (2/121)
                              والثعبان الأقرع والجلباب القصير ولا تهتم سوى بالتفاصيل التافهة البعيدة من جوهر الإسلام وحقيقته" (1) ولا تعليق.

                              * إِقبال بركة على خطى هدى شعراوي وسيزا نبراوي ودرية شفيق:
                              - إقبال صاحبة "الحب في صدر الإسلام".
                              هي المناضلة بجلد ضد حجاب المرأة وعدم وجوبه .. وهي على خطا هدي شعراوي، وسيزا نبراوي ودرية شفيق وأمينه السعيد ونوال السعداوي، أورثهن الله ذل الدنيا قبل ذل وعذاب الآخرة.
                              * قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 126].


                              وآخر طوامها ما قاله الدكتور محمود جامع في "جريدة آفاق عربية" الصفحة الأخيرة العدد (614) 30 من جمادى الأولى 1424 هـ - 3/ 7/2003.
                              يقول: "ورأيت أخيرًا برنامجًا في قناة دريم قامت فيه "إقبال بركة" بالسخرية والتهكم بطريقة مخزية - من علماء الأزهر وخطباء الجمعة بالمساجد بحضور الشيخ محمد عاشور والمحامي منتصر الزيات الذي استثارته هذه الألفاظ البذيئة النابية .. ولجأ إلى الشيخ عاشور للرد على هذه الإهانات، وكاد الأمر ينتهي بانسحاب الشيخ عاشور وليته انسحب، وليته ما حضر!!
                              والسيدة إقبال تحلّ العري في النساء بحجة أن ربنا رب قلوب، وأن هذه مظاهر فقط .. والمهم المخبر لا المظهر!! وتريد أن تتلاعب بثوابت الشريعة
                              __________
                              (1) مجلة القاهرة العدد 169 (ص 10) الثلاثاء 8 يوليو 2003.
                              (2/122)
                              على مزاجها، وتسخر من الخطاب الديني" اهـ.
                              بل هي على رأس من يدعون إلى إشاعة الفاحشة بين المسلمين أليست هي صاحبة "الحب في صدر الإسلام" والإسلام عندها يقر الحب والاختلاط بين النساء والرجال، وتتقوّل على الإسلام ما ليس فيه، وتبث العفن والسم في مقالاتها وستذهب هي ومقالاتها وآراؤها الدنسة إلى مزابل التاريخ.




                              ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                              تعليق


                              • * المستشار سعيد العشماوي الكاره لشرع الله، المحطِّم لثوابت الإِسلام:
                                إنه العشماوي الدال على الموت لفظًا ومعنى وهو يصرّح بعلمنة الإسلام باختزال البعد القانوني فيه وهو المتولي كبر هذه المقولة.
                                ولتحقيق هذا الهدف انبرى المستشار للتبشير بأن ما في القرآن الكريم من آيات الأحكام والتشريع هو من الضآلة بحيث ينفي عن الإسلام وشريعته الاهتمام بالتشريع والقانون .. وبنص عبارته قال العشماوي: "فإن بالقرآن الكريم ستة آلاف آية، وما يتضمن منها أحكامًا للشريعة، أو "تشريعات" في العبادات أو في المعاملات لا يصل إلى سبعمائة آية، منها حوالي مائتي آية فقط هي التي تقرر أحكامًا للأحوال الشخصية والمواريث أو للتعامل المدني أو الجزاء الجنائي، أي أن الآيات التي تُعد تشريعات (قانونية) للمعاملات هي مجرد جزء من ثلاثين جزءًا من آيات القرآن 200/ 6000 بعضها منسوخ ولا يُعمل به، أي أن الأحكام السارية أقل من واحد على ثلاثين، وعلى وجه التحديد 80 آية، أي 80/ 6000 = 1/ 75" (1).
                                - ويقول: "كانت شريعة موسى هي الحق، فهي تضع الحدود مع الواجبات، وتحدد الجزاء لكل إثم وشريعة عيسى هي الحب، وشريعة محمد
                                __________
                                (1) "الإسلام السياسي" للعشماوي (ص 35)، وكذلك كتابه "معالم الإسلام" (ص 119، 168، 170).
                                (2/123)
                                هي الرحمة" (1)، ويقول: "فرسالة محمد ليست كرسالة موسى، رسالة تشريع، وإنما هي رسالة رحمة ورسالة أخلاق، بحيث يعد التشريع صفة تالية، ثانوية، غير أساسية .. وإن دفع رسالة محمد لتكون رسالة تشريع أصلاً وأساسًا -مع أنها ليست كذلك- هو اتجاه يجعل من الإسلام صيغة عربية لليهودية، أو اتجاه يفهم الإسلام بمنطق الإسرائيليات" (2).
                                وهذا جهل منه -إن حسنت نياته وما أظنها تحسن- وإن كان قد استند إلى قول مقاتل بن سليمان الذي جعل آيات الأحكام خمسمائة، فإن مقاتل لم يدع أن هذه الآيات الخمسمائة هي كل آيات الأحكام، وإنما رآها الدالة دلالة ظاهرة على الأحكام، لا التي "تحصر الأحكام في القرآن الكريم".
                                وبعبارة الزركشي "ولعلهم قصدوا بذلك الآيات الدالة على الأحكام دلالة أولية بالذات، لا بطريق التضمن والالتزام".
                                أما عبارة ابن دقيق العيد فإنها تقول: "إن الأمر غير منحصر في هذا العدد، بل هو مختلف باختلاف القرائح والأذهان، وما يفتحه الله على عباده من وجوه الاستنباط" (3).
                                ولقد صيغ هذا العنى صياغة واضحة وحاسمة، قالت عن القرآن الكريم: "إنه لا يخلو شيء منه عن حكم يُستنبط منه" .. ؛ ذلك لأن الذين ذكروا أن الآيات -التي تتعلق بالأحكام خمسمائة آية- كأنهم أرادوا ما هو مقصود به الأحكام بدلالة المطابقة، أم بدلالة الالتزام فغالب القرآن، بل كله؛
                                __________
                                (1) "أصول الشريعة" للعشماوي (ص 179، 180).
                                (2) "الإسلام السياسي" (ص 45).
                                (3) "البحر المحيط" للزركشي (6/ 199) تحرير د. عبد الستار أبو غدة - طبع وزارة الأوقاف - الكويت.
                                (2/124)
                                لأنه لا يخلو شيء منه عن حكم يُستنبط منه" (1).
                                هكذا سقطت وتسقط محاولات علمنة الإسلام باختزال البعد التشريعي في شريعته الإلهية وقرآنه الكريم" (2).

                                * لا .. ليس الحجاب فريضة إِسلامية!! هكذا يقول العشماوي:
                                للعشماوي عدة مقالات عن الحجاب في مجلة روزاليوسف وهي الأعداد رقم 3444 بتاريخ 13 يونيو 1994، ورد عليه شيخ الأزهر الدكتور طنطاوي بمقالة: "بل الحجاب فريضة إسلامية" العدد 3446 بتاريخ 27 يونيو 1994، ثم رد العشماوي: "لا ليس الحجاب فريضة إسلامية" في مجلة روزاليوسف العدد 3446 بتاريخ 27 يونيو 1994 ثم مقال: "فتوى الأزهر عن الحجاب غير شرعية" بمجلة روزاليوسف العدد 3454 بتاريخ 22 أغسطس 1994 ثم جمعها في كتاب "حقيقة الحجاب وحجية الحديث" طبع مؤسسة روزاليوسف.

                                * الحجاب دعوى سياسية:
                                تحت هذا العنوان كتب العشماوي: "الحجاب -بالمفهوم الدارج حاليًا- شعار سياسي وليس فرضًا دينيًا ورد على سبيل الجزم والقطع واليقين والدوام، في القرآن الكريم أو في السنة النبوية، لقد فرضته جماعات الإسلام السياسي -أصلاً- لتميز بعض السيدات والفتيات المنضويات تحت لوائهم عن غيرهن من المسلمات وغير المسلمات، ثم تمسكت هذه الجماعات به كشعار
                                __________
                                (1) "شرح الكوكب المنير" لابن النجار (4/ 460) تحقيق د. محمد الزحيلي، د. نزيه حماد - طبع السعودية.
                                (2) "الشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية" للدكتور محمد عمارة (ص 57، 58، 59)، و"سقوط الغلو العلماني" للدكتور محمد عمارة - طبعة القاهرة.
                                (2/125)
                                لها، وأفرغت عليه صبغة دينية .. وهذه الجماعات -في واقع الأمر- تتمسك بالظواهر دون أن تتعلق بالجواهر، وتهتم بالتوافه من المسائل والهوامش من الأمور، ولا تنفذ إلى لب الحقائق وصميم الخُلُق وأصل الضمير، وقد سعت هذه الجماعات إلى فرض ما يُسمى بالحجاب -بالإكراه والإعنات- على نساء وفتيات المجتمع كشارة يظهرون بها انتشار نفوذهم وامتداد نشاطهم وازدياد أتباعهم، دون الاهتمام بأن يعبر المظهر عن الجوهر، وأن تكون هذه الشارة معنى حقيقيًّا للعفة والاحتشام وعدم التبرج.
                                وقد ساعدهم على انتشار ما يُسمّى بالحجاب بعض عوامل منها عامل اقتصادي وهو ارتفاع أسعار تجميل الشعر وتصفيفه ازديادها عن مستوى قدرة أغلب الناس!!! والدليل على أن للعامل الاقتصادي أثرًا في انتشار ما يُسمّى بالحجاب، أن هذا العامل ذاته هو الذي يدفع كثير من النساء والفتيات إلى العمل في الغالب - للحصول على موارد مالية أو لزيادة إيرادة الأسرة -في غالب الأحيان- هو الذي دفع المرأة إلى العمل على الزعم بتحريمة، وهو الذي دفع كثيرًا من النساء والفتيات إلى وضع غطاء للرأس، وإن كان مزركشًا وخليعًا، كأنما الشعر وحده هو العورة لا بد أن تستر ثم تكون بعد ذلك غطاء لأي تجاوز أو فجور" (1).

                                * شعر المرأة ليس عورة:
                                نشر هذا البحث في مجلة روزاليوسف العدد رقم 3451 بتاريخ أول أغسطس 1994 قال في نهايته: "وخلاصة الخلاصة أن شعر المرأة ليس عورة أبدًا، والذي يقول بغير ذلك يفرض من عنده ما لم يفرضه الدين، ويُلزم
                                __________
                                (1) "حقيقة الحجاب وحجية السنة" (ص 3 - 31) لمحمد سعيد العشماوي - الكتاب الذهبي مؤسسة روزاليوسف.
                                (2/126)
                                الناس ما لا ينبغي أن يلتزموا به، ويغيّر ويبدل من أحكام الدين لجهل شخصي أو لمصلحة سياسية أو لأهداف نفطية" (1).


                                عاملك الله يا عشماوي بما تستحق من الجرأة والتطاول على الثوابت من هذا الدين، وأرانا الله فيك آية قبل موتك تقر بها عيون العابدين.
                                - ويقول العشماوي: "من ذلك أن الإسلام يفصل بين الدين والدنيا" (2).

                                * حجيّة الحديث:
                                - قال العشماوي: "ومفاد ذلك أن أحاديث "سنة" الآحاد ليست فريضة دينية، ولا واجبًا دينيًّا، وأن من ينكر استقلالها بإثبات الفروض أو الواجبات الدينية لا يكون قد أنكر شيئًا من الدين، ولا يكون آثمًا أو عاصيًا أو كافرًا ..
                                ومن أنكر استقلال أحاديث "سنة" الآحاد في إثبات الفروض أو الوجوب أو التحريم لا يعد منكرًا لشيء من الدين "فلا هو آثم ولا هو عاص ولا هو كافر" (3).
                                والعشماوي لا يثبت إلا حديثًا واحدًا متواترًا من السنن القولية وهو حديث: "من كذب علي متعمدًا" (4).
                                فماذا بقى من دين الله بعد ذلك .. وقول العشماوي هذا يأباه صبيان الكتاتيب فضلاً عن علماء المسلمين والعامة والدهماء .. وفقه العشماوي ومصطلحه في الحديث كاسمه .. معناه الموت وضياع الشرع.
                                __________
                                (1) المصدر السابق (ص 80).
                                (2) المصدر السابق (ص 85).
                                (3) المصدر السابق (ص 110).
                                (4) المصدر السابق (ص 108).
                                (2/127)
                                * الشريعة الإِسلامية أصابها التحريف والتغيير؛ ولذا فهي لا تصلح للحكم في هذا العصر!! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إِن يقولون إِلا كذبًا:
                                خصص العشماوي كتابه "أصول الشريعة" الذي خصّصه لإثبات أن الشريعة الإسلامية قد أصابها التحريف والتغيير، ولذلك فهي لا تصلح للحكم في هذا العصر.
                                ويتلخّص مضمون الكتاب فيما يأتي (1):
                                1 - في أن كلمة "الشريعة" غير واضحة في أذهان المسلمين، فهم يُطالبون بتطبيقها دون أن يفهموها، وقد وقع التغيير في مفهوم الشريعة بين أهل الإسلام، مثلما وقع في مفهوم التوراة لدى اليهود؟!!
                                2 - الارتداد عن الإسلام يأتي ضمن حرية الاعتقاد، فلا يصح إقامة الحدّ على المرتد، كما أن رجم الزاني المحصن ليس من أحكام الدين الثابتة الباقية كحد شرعي.
                                3 - الدين كامل منذ "أوزوريس" ومن قبل أن يبعث محمد - صلى الله عليه وسلم - والمراد بالآية القرآنية بإكمال الدين (2) إكمال شعائر الحج لا الدين نفسه، الشريعة تكتمل بتطورها، ومسايرتها للتطور الإنساني.
                                4 - الخمر مأمور باجتنابها فقط دون التنصيص بتحريمها في القرآن.
                                5 - قطع اليد وبتر الأعضاء في العقوبة لا يلائم روح الشريعة الإسلامية!!
                                ولا شك أن إطلاق هذ الأحكام كفر صريح.
                                __________
                                (1) ينظر مجلة البلاغ في 8 صفر/1404 هـ/ (ص 37 - 38)، وانظر: "العصرانيون" (ص 282).
                                (2) أي قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
                                (2/128)

                                * المخرج حسن الإِمام والمخرجة إِيناس الدغيدي وأفلام العري ومحبة إِشاعة الفاحشة بين المؤمنين والمؤمنات:
                                الفطر السليمة تنفر من انكشاف السوءات الجسدية والنفسية وتحرص على سترها ومواراتها .. والذين يحاولون تعرية الجسد من اللباس، وتعرية النفس من التقوى، ومن الحياء من الله ومن الناس بالأفلام الشيطانية الخبيثة هم الذين يريدون سلب "الإنسان" خصائص فطرته، وخصائص إنسانيته التي بها صار إنسانًا وهم الذين يريدون إشاعة الانحلال في الأمة لا يميل الإنسان إلى العري إلا وهو يرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان .. إن رؤية العري جمالاً هو انتكاس في الفطرة وفي الذوق البشري.
                                والعري النفسي من الحياء والتقوى هو ما تمهد له هذه الأفلام هو نكسة وردة إلى تبرج الجاهلية كما تريد هذه الأفلام الشيطانية المدرية والموجهة أن توسوس وسوسة الشياطين وصدق الله إذ يقول: {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 26].
                                فهناك تلازم بين شرع الله واللباس الساتر للعورات والزينة، وبين التقوى كلاهما لباس، هذا يستر عورات القلب ويزينه، وذاك يستر عورات الجسم ويزينه، وهما متلازمان، فعن شعور التقوى لله والحياء منه ينبثق الشعور باستقباح عري الجسد والحياء منه، ومن لا يستحي من الله ولا يتقيه لا يهمه أن يتعرى وأن يدعو إلى العري .. العري من الحياء والتقوى، والعري من اللباس.
                                إن شياطين الإنس الذين يشيعون العري ويملأون الدنيا فسادًا وإفسادًا بعريهم فتطيعهم القطعان والبهائم العارية طاعة مزرية، وأصبحت الأفلام مادة
                                (2/129)
                                لسعار العري والتكشف وماخورًا متنقلاً للدعارة، ولسوف يسأل الله حسن الإمام ومن على شاكلته وإيناس الدغيدي ومن على شاكلتها عن ما فعلوا بالأمة وشبابها من عري وتمجيد الراقصات والساقطات.
                                سجل بكفك في القرطاس ما كتبت ... كلتا يديك به أمسيت مرهونا



                                ما فعلته أفلام "السكرية" و"زقاق المدق" و"قصر الشوق" و"خلي بالك من زوزو" و"أبي فوق الشجرة" و"الجسد" و"مذكرات مراهقة" و"الساحر" أكثر مما فعله فينا جيش اليهود وأقسم بالله على هذا .. ولسوف يُسأل هؤلاء الساقطون والساقطات عن انحلال المجتمع وترديه في الهاوية التي لا يعلم مداها إلا الله.
                                ***



                                ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 9 أغس, 2023, 11:28 م
                                ردود 0
                                24 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة عادل خراط, 17 أكت, 2022, 01:16 م
                                ردود 112
                                158 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عادل خراط
                                بواسطة عادل خراط
                                 
                                ابتدأ بواسطة اسلام الكبابى, 30 يون, 2022, 04:29 م
                                ردود 3
                                32 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عاشق طيبة
                                بواسطة عاشق طيبة
                                 
                                ابتدأ بواسطة عادل خراط, 28 أكت, 2021, 02:21 م
                                ردود 0
                                114 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عادل خراط
                                بواسطة عادل خراط
                                 
                                ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 01:31 م
                                ردود 3
                                58 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عادل خراط
                                بواسطة عادل خراط
                                 
                                يعمل...
                                X