اذا فقد الانتخاب دوره فمن المسئول عن كل هذا التنظيم والابداع?

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اذا فقد الانتخاب دوره فمن المسئول عن كل هذا التنظيم والابداع?

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    اذا فقد الانتخاب دوره فمن المسئول عن كل هذا التنظيم والابداع?
    يدعي التطوريون أن الكائنات الحية قد تطورت من خلال آليتين وهما: ''الطفرة''، و''الانتخاب الطبيعي ''.
    وحسب أقوال التطوريين، فإن التغير التطوري حدث بسبب الطفرات التي طرأت على البنية الجينية للكائنات الحية. والتى بتراكمها تخلق انواعا جديدة . إلا أن الطفرة ليست إلا ضرر يصيب جزيء dna البنية الاساسية التي توجد فيها كل المعلومات التي تتعلق بالخلية مشفّرة . وسلوكها الضار ذلك قد يكون دائب مما ينتج عنه الكثير من التشوهات العضوية و الجسدية مثل المنغولية، القِزم، البهاق والامراض الخبيثة كالسرطان . ومن الأمثلة على الطفرات العصرية، تلك التي ظهرت على شعبي هيروشيما وناجازاكي ، اللذين تعرضا إلى إشعاعات القنبلة النووية في الماضي القريب . ولقد اثبت العلم أن (99%) من الطفرات هي طفرات ممرضة ومعيبة.
    ولقد كان الفشل مصير كل الجهود المبذولة لتكوين طفرة مفيدة. إذ قام دعاة التطور، لعقود عدة، بإجراء كثير من التجارب لإنتاج طفرات في ذباب الفاكهة، لأن هذه الحشرات تتكاثر بسرعة كبيرة (تتناسل ذبابة الفاكهة ثلاثين مرة في السنة الواحدة أي أن السنة الواحدة لهذه الذبابة تعادل مليون سنة من سنواتنا، فما يحصل لدى الإنسان من تغير طوال مليون سنة يجب أن يحصل لدى هذه الذبابة في سنة واحدة. فلو حصل تغير في النوع لدى هذه الذبابة في سنة واحدة قبلنا آنذاك أن مثل هذا التغير النوعي قد يحصل لدى الإنسان في مليون سنة. ولكن الحقائق المشاهدة هي على النقيض من هذا تماماً.)
    ومن ثم تظهر فيها الطفرات بسرعة. وقد أُدخلت الطفرات على هذا الذباب جيلاً بعد جيل، ولكن لم تلاحَظ أية طفرة مفيدة قط. وقد كتب عالم الوراثة التطوري، غوردون تايلور في هذا الموضوع قائلاً:
    من بين آلاف التجارب الرامية إلى إنتاج ذباب الفاكهة التي تم إجراؤها في جميع أنحاء العالم لأكثر من خمسين سنة، لم يلاحظ أحدٌ أبداً ظهور نوع جديد متميز... أو حتى إنزيم جديد.
    ويعلق باحث آخر، هو مايكل بيتمان، على إخفاق التجارب التي أجريت على ذباب الفاكهة بقوله:
    لقد قام مورغان وغولد شميدت ومولر وغيرهم من علماء الوراثة بتعريض أجيال من ذباب الفاكهة لظروف قاسية من الحرارة، والبرودة، والإضاءة، والظلام، والمعالجة بالمواد الكيماوية والإشعاع. فنتج عن ذلك كله جميع أنواع الطفرات، ولكنها كانت كلها تقريباً تافهة أو مؤكدة الضرر. هل هذا هو التطور الذي صنعه الإنسان؟ في الواقع لا؛ لأنه لا يوجد غير عدد قليل من الوحوش التي صنعها علماء الوراثة كان بإمكانه أن يصمد خارج القوارير الذي أنتج فيها. وفي الواقع، إن هذه الطافرات إما أن يكون مصيرها الموت، أو العقم، أو العودة إلى طبيعتها الأصلية.
    وهناك من علماء المتحجرات من يذكر أن البكتريا والطحالب الخضراء والزرقاء عاشت في العهد السلوري والبرمي وهي من العهود الجيولوجية القديمة. ويرد في بعض الكتب أن هذه البكتريات وجدت قبل 300 مليون سنة، وفي كتب أخرى أنها وجدت قبل 50 مليون سنة، وأنها طوال خمسين أو 300 مليون سنة لم تتغير وأن البكتريات الحالية تشبه تلك البكتريات السابقة تماما.
    وقد يعترض بعضهم علينا فيذكر بأن متحجرات الطحالب الخضراء والزرقاء قليلة جداً، وهذا يؤدي إلى تعذر البرهنة على تعرضها لأي تغيير أو تطور. ولكننا على أي حال نتكلم عن الكائنات الحية التي لها القابلية على سرعة التكاثر مثل البكتريا. فهذه الكائنات لم تتغير ولم تتطور طوال مدة خمسين وربما طوال ثلاثمائة مليون سنة.
    ثم إنه لم تتم مشاهدة أي تغييرات من هذا النوع لا في الإنسان ولا في الأحياء المجهرية من العهود السابقة التي تستطيع الأبحاث العلمية الاستناد إليها.
    كما لم تتم مشاهدة أي تغيرات في الحيوانات في الحدائق الطبيعية التي أنشئت في مختلف أنحاء العالم وفي حدائق الحيوانات والتي عرضوا فيها هذه الحيوانات لمختلف الظروف الطبيعية. وهناك مختبرات عديدة تطبق فيها أبحاث ومحاولات لإحداث الطفرات، ولكن لم يتم الوصول حتى الآن إلى أي نتيجة. أما بعض الحوادث الجزئية التي ادعوا أنهم نجحوا فيها في هذا الصدد فترجع إلى الخصائص الفطرية الموجودة في تلك الأنواع. أي أن هذه الأنواع لها قابلية لظهور هذه التغيرات فيها.
    ولم يلاحظ أن تراكمات للطفرات ضمن شريط زمني طويل يمكن أن تنتج نوعاً جديداً من الأحياء. ولم تنتج من المحاولات العديدة التي جرت على بعض أنواع الأحياء سوى فروقات طفيفة كقصر في السيقان، أو اختلاف في الألوان. ولكن كل نوع حافظ على نفسه وعلى خواصه وأصله، فبقي الذئب ذئباً وبقي الخروف خروفاً.
    والتدخل الإنساني ذاته لا يمكن ان يفعل ذلك لا يمكن له ان يقلب الذئب إلى خروف، او الخروف إلى ذئب. وهذا الأمر ليس صحيحاً وجارياً في مثل هذه الأحياء المعقدة التركيب فقط، بل لم تتم مشاهدة تغيرات ذات بال حتى في البكتريات التي هي أصغر الكائنات الحية. وقد لوحظ أن هذه البكتريا التي تتكاثر بالانقسام كل عشرين دقيقة بالرغم من كونها تصاب بالطفرة بعد 60 ألف جيل من أجيالها فإنه لا يوجد أي فرق بينها وبين أجدادها من البكتريا التي عاشت قبل 500 مليون سنة، ولا مع أجدادها من البكتريا التي عاشت قبل مليار سنة كما أثبت ذلك علم المتحجرات.
    وعلى الاقل اذا تم اعتبار ان هناك مسلك ايجابى للطفرات فى بعض الاحيان مع انه لم ولن يحدث الا بنسب طفيفة لن تحول كائن الى كائن اخر , فيجب اعتبار مسلكها السلبى (الية الانتخاب الطبيعى التى يؤمن بها دعاة التطور تثبت ان هناك مسلك سلبى للطفرات ينتج عنه تشوهات كبيرة الى حد ما, وصفات غير مرغوبة تؤدى الى هلاك الكائن) فى اكثر الاحيان الذى سوف يكون مترتب عليه عدم وجود تناسق بين الشكل للعام للكائن الحى ومواضع الاعضاء والحواس فى جسده وحجمها وعددها والتكامل فيما بينها وغير ذلك مما ينوب عن القبح والدمامة.
    فاذا قلنا للتطوريون ذلك يقولون على الفور، أن الأحياء الذين سوف يُظهرون تلاؤماً مع الظروف الطبيعية التي يعيشون فيها سيسودون ويتكاثرون، بينما سينقرض أولئك الذين لا يمكنهم التلاؤم مع تلك الظروف•
    نقول القبح والدمامة وعدم التناسق لا علاقة لها بالظروف الطبيعية ولا يمكن ان تتعارض معها او مع اى من مقومات الحياة الى الحد الذى يقضى تماما على انسان بثلاثة اعين او اربعة اذرع او بزراع اطول من زراع او بعين اكبر من عين او بكف ذات سبعة اصابع ويحكم عليه بالانقراض والفناء .
    فجمال الهيئة الخارجية في الإنسان والتناسق فى المخلوقات الاخرى شيء مقصود من مبدأ الامر فالأعضاء المثناة كم قال اخى مبتلى تتخذ موضع الطرف بمقياس دقيق وكل عضو يكون نسخة طبق الاصل من العضو الاخر ويزيد الامر تعقيد اتجاه ووضع مناسب بينما الأعضاء المفردة تتوسط الجسم دائما , ولا يوجد عضو مفرد واحد يتخذ موقع الطرف و هذا التوزيع الرائع ليس له علاقة بالتكيف مع البيئة او عدم الملائمة للظروف الطبيعية لدرجة تجلب المصاعب و تهدد بالإنقراض ...هل كان يضر لو أن هناك ثديا واحدا كبيرا في صدور النساء و كيف انتقل الثدي في مراحل التطور من الخلف إلى الامام دون مرحلة وسطى التى لو وجدت لايدتها الاف المتحجرات للكائنات وسيطة .
    كما ان هناك حيونات بجميع الأشكال.. بعضها جميل و بعضها قبيح و بعضها في طريقه إلى الانقراض , ولكن كل مخلوق متناسق فى ذاته واعضائه تناسق معجز و بديع وهذا يمثل قمة الجمال ويمكنك ان تشعر بهذا الجمال والتناسق لو نظرت للاشكال والصور على انها منحوتات حية تنطق بالابداع والبراعة الا تحتاج هذه المنحوتات الى نحات ماهر عبقرى , وبالنسبة للقبح او التشوه فانا اقصد بالقبح ان تكون هناك مخلوقات مركبة من مخلوقات اخرى ليس لها علاقة بالتناسق او الجمال الداخلى لافراد النوع ذاته , جمال ليس له علاقة بقناعات الانواع الاخرى من المخلوقات , كان يكون هناك حيوان له اذن فيل وعنق ظرافة او حيوان له شكل وهيئة انسان ولكن بثلاثة اعين وهكذا, ولكن اختلاف الاشكال وتنوعها مع التناسق الذاتى لكل نوع على حدة فى ذاته و اعضائه عن النوع الاخر هذا فى حد ذاته يعبر عن الخلق والابداع والتنوع المقصود عن ارادة وعمد وليس القبح الذى نميز به المرأة الجميلة عن القبيحة فالمرأة القبيحة متناسقة الاعضاء وفيها كل شىء متماشى مع الاخر واجمل بكثير من المخلوقات الاخرة المغايرة للانسان طبقا لقناعة الانسان وحكمة على الاشياء , والخنزير اجمل حيوان على ظهر الارض طبقا لقناعته الذاتية وهكذا , فلماذا لم يمتد القبح ليشمل التناسق وكافة لاشياء الاخرى التى لا علاقة لها بالظروف البيئية ويمكن لبعضها ان يبرر لخنزير الحكم على خنزير اخر بانه مسخ او مشوه او لانسان الحكم على انسان اخر بانه نسخة من فرانكشتاين او مستر هايد وليس قبيح من نظرته النسبية فهناك دقة للحكم وهذا النوع من التشوه الذى ذكرته انفا ومثلت عليه يمكن ان يميزه و يشعر به اى انسان فلا داعى للجدال والمطال فكلا مهىء لما خلق له وليس فى الامكان ابدع مما كان كما ان وجود قناعات شخصية خاصة بكل نوع عن الاخر تعبر عن التناسق والاحكام من جانب اخر التناسق بين النوع وقناعاته.
    والغريب ان عدم التلائم البيئى الذى يركن اليه معتقدى التطور كآلية لما يسمى بالانتخاب الطبيعى سوف تمر به كل الكائنات على سطح الارض.
    فكما يعتقد دعاة التطور , التطور يحدث بالتدريج وعلى مدى عشرات الالاف من السنين خلال العديد من المراحل المتتابعة الموزعة على الاجيال المتعاقبة من الكائن الاول جيل يتبعه جيل حتى نصل الى الكائن الاخير ... يعنى ذلك ان كل عضو او جهاز .... الخ غير مكتمل , سوف يكون فى بدايته احد مقومات القبح والتشوه الاساسية , لانه لن يخرج عن كونه نتوء او زائدة ليس لها فائدة وخصوصا فى الاعضاء ذات الوظائف الحيوية كاجنحة الطيور ومشفر الفيل (الخرطوم) الشى الذى سوف يحفز الانتخاب الطبيعى للقيام بوظيفته المقدسة فى القضاء على المخلوق ومحوه من سجل الوجود وخصوصا اذا كان الكائن سوف يمكث ويظل على تلك الحالة المجسدة للقبح والعشوائية حتى مراحل التطور الاخيرة التى ياخذ العضو فيها شكله النهائى الذى يمكنه من ممارسة مهامه على مدى عشرات او مئات الالاف من السنين .
    والاولى من كل ذلك بالفناء والاقصاء الخلية الاولى التى لا يمكن ان تكون قد بلغت غاية الكمال , حتى تكون فى منأى عن مقصلة الانتخاب الطبيعى ! , هذا اذا سلمنا بطريقة فوق العقل بخلية اولى ومقصلة انتخاب ؟ , وبالتالى اذا انطبق الانتخاب الطبيعى على اجيال الخلية الاولى المتعاقبة عنها , فأقصى بعضها وترك البعض الاخر , فيجب ان ينطبق على الخلية الاولى بدرجة اكبر , فلا يمهلها للاستمرار , ولو لبعض دقائق , فالمفروض ان الاجيال التى لم تستطيع ان تقاوم مقصلة الانتخاب , هى الارقى والاقوى والاشد ثباتا , فى نفس الوقت الذى فيه الخلية الاولى , الاضعف والاقل ثباتا والاكثر تهافتا , الا اذا كان سلم التطور يسير فى اتجاه معكوس , وبالاخص اذا اعتبرنا الظروف القاسية المشتمل عليها جو الارض البدائى , مع الاشعاعات الضارة كالاشاعة البنفسيجية , والمواد السامة , والمناخ المضطرب , وعدم وجود اليات للتوازن او اطراف للتكافل , الكفيلة بالقضاء على اى حياة بدائية , خصوصا اذا كانت هذه الحياة غير مجهزة باليات للتكيف او التعامل مع مثل هذه الظروف القاسية .
    كما ان الانتقاء الطبيعي , كما قال الكاتب هاون يحيى فى خديعة التطور : ليس لديه أي وعي ؛ لأنه لا يملك إرادة يمكن أن تقرر ما ينفع الكائنات الحية وما يضرها. ولهذا لا يستطيع الانتقاء الطبيعي أن يفسر النظم البيولوجية , والأعضاء الحية التي تتسم بقدر من التعقيد يتعذر تبسيطه. وتتكون هذه النظم والأعضاء نتيجة تعاون عدد كبير من الأجزاء، وهي تصبح عديمة النفع إذا فُقد ولو عضو واحد منها أو صار معيباً (فمثلاً: لا يمكن أن تعمل عين الإنسان ما لم تكن موجودة بكل تفاصيلها). وبالآتي فمن المفترض أن تكون الإرادة التي جمعت كل هذه الأجزاء معاً قادرة على أن تستقرأ المستقبل بشكل مسبق وتستهدف مباشرة الميزة التي ستكتسب في المرحلة الأخيرة. وبما أن آلية الانتقاء الطبيعي لا تمتلك وعياً أو إرادة، فلا يمكنها أن تفعل أي شيء من هذا القبيل. وقد أدت هذه الحقيقة التي تنسف نظرية التطور من أساسها إلى إثارة القلق في نفس دارون، الذي قال:
    إذا كان من الممكن إثبات وجود أي عضو معقد لا يُرجَّح أن يكون قد تكَّون عن طريق تحورات عديدة ومتوالية وطفيفة، فسوف تنهار نظريتي انهياراً كاملاً.
    وقد اعترف أحد دعاة التطور الأتراك، أنكين قورور، باستحالة تطور الأجنحة بقوله:
    إن الخاصية المشتركة في العيون والأجنحة هي أنهما لا تؤديان وظائفهما إلا إذا اكتمل نموهما. وبعبارة أخرى، لا يمكن لعين نصف نامية أن ترى؛ ولا يمكن لطائر أجنحته نصف مكتملة أن يطير. وفيما يتعلق بالكيفية التي تكونت بها هذه الأعضاء، فإن الأمر ما زال يمثل أحد أسرار الطبيعة التي تحتاج إلى توضيح. وما زالت الكيفية التي تكوَّن بها هذا التركيب المثالي للأجنحة نتيجة طفرات عشوائية متلاحقة تعتبر سؤالاً يبحث عن إجابة؛ إذ لا توجد وسيلة لتفسير الكيفية التي تحولت من خلالها الأذرع الأمامية للزواحف إلى أجنحة تعمل على أكمل وجه نتيجة حدوث تشويه في أجنتها (أي طفرة)
    وفوق ذلك ان هذه الاجنحة المشوهة لا يمكن تؤدى اى وظيفة فى نفس الوقت الذى حرمت فيه الاطراف الامامية من وظيفتها , وبذلك سوف تشكل عبئا شديدا على الكائن بلا فائدة وتحرمة من وسيلة هامة للدفاع اوالهجوم ، وفوق كل ذلك وذلك لا يُعد امتلاك الأجنحة أمراً كافياً لطيران الكائن البري؛ إذ تفتقر الكائنات البرية إلى العديد من الآليات التركيبية الأخرى التي تستخدمها الطيور في الطيران. فعلى سبيل المثال: عظام الطيور أخف بكثير من عظام الكائنات البرية، كما أن رئة الطيور تعمل بشكل مختلف تماماً، وتتمتع الطيور بجهاز عضلي وعظمي مختلف وكذلك بجهاز قلب ودورة دموية على درجة عالية من التخصص. وتعتبر هذه الميزات متطلبات ضرورية للطيران يحتاجها الطائر بنفس قدر احتياجه للأجنحة. ولا بد أن تكون كل هذه الآليات قد نشأت معاً وفي نفس الوقت؛ إذ من غير الممكن أن تكون قد تشكلت تدريجياً عن طريق التراكم. ولهذا السبب، تعتبر النظرية التي تؤكد على تطور كائنات اليابسة إلى كائنات جوية نظرية مضللة تماماً.
    وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال آخر: حتى إذا افترضنا أن هذه القصة المستحيلة صحيحة، لماذا -إذن- لم يتمكن دعاة التطور من العثور على أية متحجرات بنصف جناح أو بجناح واحد تدعم قصتهم؟
    اذن لا مفر لاى كائن على سطح الارض او مهرب سواء كان فى الماضى البعيد او القريب من مقصلة الانتخاب الطبيعى .
    يتبع بعون الله

  • #2
    ثانيا:
    العشوائية تنوب عن العشوائية و لن تنتج شىء سوى العشوائية ولن ينتج عنها سوى عشوائية وهذا ما تقوله اقل مبادىء الفيزياء , والنظام هو الاخر ينوب عن النظام , والا لن يكون هناك فرق بين النظام وبين الفوضاوية وكيفية الوصول لايا منهما , ولكى اغير نظام من نظام الى نظام اخر مختلف عنه تماما جملة وتفصيلا , لابد من هدم النظام الاول واعادة بنائه وتشكيله من الاساس , فى اطار خطة مدروسة , تحت رؤية وغاية جديدة , لا العبث فى مفرداته , الشىء الذى لن ينتج سوى شذوذ فى وسط متجانس , فلو جئت بقصة تاريخة وطلبت من انسان ليس لديه خلفية فى التاريخ او موهبة فى التاليف او حتى المام بالقراءة والكتابة ان يحولها الى قصة بوليسية باعادة ترتيب الحروف والجمل عشوائيا فسوف نجد ان اعادة ترتيبه لحروف كل كلمة سوف يؤدى لا الى افساد الكلمة ! , بل الى افساد كل فقرة من فقرات القصة تحوى هذه الكلمة حتى ينتهى الامر بسجل لا يحتوى على اى جملة مترابطة بل كلمات مبعثرة هنا وهناك , ناهيك على ان يكون هناك كلمة مترابطة فى الاساس , بل ان الامر اكثر خطورة من ذلك فلو جئت بجملة مفيدة ولتكن (جمهورية مصر العربية) وطلبت من انسان ان يحولها تدريجيا (خطوة خطوة) الى جملة اخرى مختلفة فى المعنى فليس للانسان مفر من افساد اللفظ الاول , فتغيير ترتيب حرف واحد سوف يؤدى الى ذلك باسرع مما نتصور , وتصبح الجملية المفيدة مقتصرة على (مصر العربية) اما اللفظ الاول (جمهورية) فسوف يفقد معناه دون ان يحصل على معنى اخر , ولابد للانسان ان يحاول اعادة ترتيبه عشرات المرات حتى يحصل على معنى مفيد وان حصل على معنى مفيد يمكن ان يفاجىء بان هذا المعنى لا يظهر اتفاق او تجانس مع اركان الجملة التى نجت من العبث , ويسرى ذلك الاشكال على كل الفاظ الجملة , ويكفى فيه لفظ واحد يفقد معناه لينتهى كل شىء ولو قسنا ذلك عمليا على عضو معقد التركيب كالعين وغيره من اعضاء متراكبة , ففرضنا ان بعض طبقاته وانسجته المتوالية نشأت عن طفرات وتحتاج الى طفرات اخرى ليتم كامل البناء ويأخذ شكل نهائى فان الانسجة الاولى او بعضها معرض هو ايضا للطفرات وتغير التركيب , ليصبح لها تركيب مخالف للانسجة التى كان تتجانس معها و تكملها , لتصبح نغمة نشاذ فى سيفونية متناسقة , فى النفس الوقت الذى يمكن ان ينشىء نسيج شاذ من ناحية اخرى , يفصل بين كل طبقة او مجموعة من الطبقات وبين المجموعات الاخرى , التى لابد ان تتكافل وتتكامل معها ليكون الجميع شىء واحد , مما يجعل الانسجة المكونة للعين غير ذات فائدة , وهذا الامر بالطبع وارد ويمكن تشبيه بانسان اتى بصدوق ووضع فيه عشرات الحروف الابجدية ثم اخذ فى تحريكه على امل ان تكون هذه الحروف مع بعضها البعض مع الحركة العشوائية لفظ , وليكن لفظ التطور فان ساعدت الصدفة على توالى الحروف الثلاث الاول من (اللفظ) , فهناك احتمال اكبر من الاحتمال الاول بمراحل عديدة تحت نفس الظروف والاسباب لان تتبعثر الحروف مرة اخرى وتنفصل عن بعضها البعض , ويكفى انفصال حرف واحد فينهار النظام ويتلاشى , فى نفس الوقت الذى يمكن ان يضاف فيه حرف لا علاقة له باللفظ ويزيد من الطين بلة ان يفصل هذا الحرف بين المقطع الاول والثانى او الحرف الاول والثانى او الحرف الثانى والثالث .... وهكذا فاذا كان الحروف فى الصندوف تتكون من (28) حرف والحروف المكونة للفظ (التطور) تتكون من (5) حروف فان احتمال اضافة الحركة العشوائية للحرف الرابع (ف) الى احتمال اضافة حرف خاطىء من الحروف الباقية يكون على الاقل بنسبة 1 : الى عدد لا يقارن , فى نفس الوقت احتمال ثبات الحروف على ما هى عليه (سواء التى كانت موجود فى الاصل او اضيفت بعد ذلك) الى نسبة تبعثرها واضافة حروف اخرى تعوق وتضحد معناها يكون بنسبة على الاقل 1: الى عدد بالغ الضخامة لكل حرف على حدة , ولو دققنا اكثر نجد ان احتمال اضافة حرف صحيح الى احتمال تبعثر نفس الحرف على الاقل 1: الى عدد هائل , وتسرى هذه الاحتمالات على كل حرف فكل حرف صحيح احتمالات اضافته ضئيلة للغاية فى نفس الوقت الذى فيه احتمالات اضافة حرف مخالف له اواحتمالات اقصائه عن بنيان اللفظ كبيرة للغاية ولو جمعنا احتمالات الصواب الى احتمالات الخطأ والانهيار لكل الحروف وليس حرف واحد سوف نحصل على نسبة تكاد تكون منعدمة الى رقم لا يمكن تصوره.
    ولو ناقشنا النتائج السابقة فى اطار العلم بشىء من التخصص نجد ان القانون الثانى للديناميكا الحرارية يؤيد كل ذلك بطريق لا يدع مجالا للشك "فكل نظام سوف يتسارع اليه الخلل مع مرور الزمن طبقا للقانون الثانى وحتمية هذا القانون سوف تتحقق بشكل اسرع فى الكائنات الحيه عنها فى الكائنات غير الحية ويمكن ان نرى ذلك القانون فعليا فى سيارة تركت عدة سنوات فى الصحراء.
    فنجد ان كلما تفترضه نظرية التطور يتناقض مع ما تتجه اليه افترضات القانون الثانى للديناميكا الحرارية .
    يقول العالم رَس: إن المراحل المعقدة، التي تمر بها الحياة في تطورها تُظهر تناقضات هائلة مع ما تتجه إليه افتراضات القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية. فبينما يقر هذا القانون بأن هناك اتجاهاً دائماً وغير عكسي نحو الخلل والاضطراب تفترض نظرية التطور أن الحياة تتخذ أشكالاً أرقى وأكثر تنظيماً باستمرار وبمرور الوقت.
    يقول عالم آخر من المؤمنين بهذه النظرية، وهو روجر ليوين،، في إحدى المقالات بمجلة العلم: : (Science)
    تتمثل إحدى المشكلات التي واجهها علماء الأحياء في التناقض الصريح بين نظرية التطور والقانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية؛ ذلك أن النظم -سواء الحية أو غير الحية- يجب أن تبلى بمرور الوقت لتصبح أقل تعقيداً وانتظاماً وليس أكثر كما تزعم النظرية.
    ويقر عالم آخر من المؤمنين بالنظرية، وهو جورج سترافروبولوپ، باستحالة تكون أشكال من الحياة بصورة تلقائية طبقاً للقانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية، وعدم جدوى الفرض القائل بوجود وتكون أشكال معقدة من الكائنات الحية في ظل الظروف الطبيعية. حيث يقول في إحدى المقالات المنشورة بمجلة (American Scientist) المعروفة جيداً بمناصرتها لنظرية التطور: في ظل الظروف الطبيعية، لا يمكن أن يتكون أي جزيء عضوي معقد التركيب تلقائياً، بل إنه يجب أن يتحلل طبقاً للقانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية. وفي الواقع، فإنه كلما زاد تعقيد تركيب الخلية الحية أصبحت أقل ميلاً للاستقرار على حالها، وبالتالي يصبح من المؤكد -إن عاجلاً أو آجلاً- أن تؤول إلى التحلل والتلاشي. إن عملية التمثيل الضوئي- وهى شكل من أشكال الحياة- والعمليات الحيوية الأخرى، بل والحياة ذاتها، لا يمكن فهمها وتفسيرها على ضوء معطيات القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية أو أي فرع آخر من العلوم، على الرغم من المحاولات الخاطئة - المتعمَّدة أو غير المتعمَّدة- لتفسيرها بالفعل" (خديعة التطور- هارون يحيى)
    يتبع بعون الله

    تعليق


    • #3
      وبصرف النظر عن كل ذلك اذا كان الانتخاب الطبيعى سوف يقصى الافراد الضعيفة والمشوهة من الكائنات الحية ويحرمها من التناسل و التكاثر , و هو الحل السحري لمشكلة تنظيم وتعقيد المخلوقات عند دوكينز وغيره من الملحدين و دعاة التطور, فهناك الكثير من الاشياء التى تعبر عن النظام المعجز , والابداع الفائق والتعقيد الشديد والتصميم الفريد , دون ادنى تدخل لهذه الالية التخيلية , لو سلمنا بوجودها , فلو نظرنا لاجنحة الفراشات على سبيل المثال , نجد انها تقوم بوظيفة حيوية هامة لا يمكن الاستغناء عنها لهذا النوع من المخلوقات فهى تمكنها من التحليق والطيران والمناورة من اجل الحصول على الغذاء والهروب من الاعداء , لكن لو دققنا فى الاجنحة نفسها , نجد ان لها صفات متعلقة بالناحية الجمالية والابداعية بعيدة تماما عن الناحية الوظيفية من تحليق وطيران , وبالتالى لا علاقة لها بالانتخاب الطبيعى من قريب او بعيد (لا يمكن ان تشكل له مسرحا او تعطى له مجالا), وعليه سوف يكون امر التنظيم والتصميم ملقى بكامله على عاتق الصدفة والصدفة وحدها , ويكفينا نظرة متاملة لتناغم وتناسق رسومات وخطوط الوان هذه الاجنحة التى تبدو كانها لوحات فنية متنقلة ساحرة الجمال يعجز عن تقليدها او محاكتها أعظم رسامي البشر لنتيقن بان هناك غاية وارادة وعمد , وان شككنا فى ان احد هذه اللوحات قد يكون نتاج الصادفة المحضة , فلا يمكن ان نشك بان ال20 الف لوحة الباقية حسب عدد انواع الفراشات هى مظهر من مظاهر قدرة فائقة وارادة عليا.


























      فكل فراشة من ال20 الف نوع من انواع الفرشات الموجودة على سطح الارض تتمتع بهذه الأشكال الهندسية البديعة المتناسقة التى تشكل لوحات فنية رائعة , كل لوحة فى كل نوع تختلف عن لوحات الانواع الاخرى فى نفس الوقت الذى تتماثل فيه وتتكرر لنفس النوع .
      فهل يمكن للصدفة والصدفة وحدها ان تكون مثل هذه اللوحات الفنية بديعة الجمال والتى تتماثل فيها كل لوحة على احد الاجنحة مع اللوحة الاخرى على الجناح الاخر بعد ان يتناغم كل جزء فى اللوحة مع كل جزء اخر تناغم لا مجال فيه لشذوذ خط او لون او تدرج او موضع او مساحة عن بنيان اللوحة.
      أي قوة رائعة تلك التي أبدعت و لونت ونسجت ونظمت ورتبت هذا الجناح بتلك الروعة بل وكررته مرة أخرى بنفس التفاصيل الصغيرة والكبيرة والدقيقة في الإتجاه الآخر بطريقة عكسية كمن ينظر الى نفسه فى مرأة بنفس الابداع و الروعة إلا رب العالمين !!!!!!
      واذا تسنى للصدفة تكوين لوحة وتكرارها , وبالطبع ذلك بعيد تماما عن العقل والتعقل , فكيف تسنى لها تكوين عشرات الالاف من اللوحات الاخرى الموزعة على كل انواع الفراشات من نوع الى اخر (20 الف لوحة) وبنفس التناغم والابداع والتكرار من جناح الى اخر على نفس الحشرة.
      يجب ان ننتبه مرة اخرى , الى ان الية الانتخاب الطبيعى هذه الالية التى ليس لها وجود الا فى عقول الملاحدة والمتشككين, لو سلمنا بوجودها لن يكون لها اى دور فى تناغم وجمال اجنحة الفراشات او تنظيم الخطوط وتناسق الالوان او دور فى تكرار اللوحة بنفس النسق والرتم والترتيب , والتفاصيل الدقيقة على الجناح الاخر , لانها بعيدة عن الناحية الوظيفية , فاذا حدث طفرة ادت الى تغيير بعض المورثات المسئولة عن هذه الصفات الجمالية للاجنحة لا الوظيفية , فسوف تبقى وظاهرة على مدى كل الاجيال السابقة فى الماضى , والى الان مع التفاقم الشديد والازدياد نتيجة التراكم مع مرور الزمن, ومدعاة ظهورها وبقائها بعدها تماما عن مقصلة الانتخاب الطبيعى نظرا لتعلق هذه الصفات بالناحية الجمالية فقط او النواحى الثانوية , مما يؤدى الى ظهور العديد من الفرشات التى لا يمكن ان نصف اجنحتها بالاوصاف السابقة من جمال وتناغم , وما يعجز عنها اللسان من اوصاف وبيان , ولكن هذا لم يحدث ولم يظهر فى الماضى البعيد او القريب مسجل ولو على صفحة جناح فراشة واحدة من ال20 الف نوع .
      واذا تولد النظام مرة أو مرتين بصدفة من المصادفات المعدودة فسوف يكون نظام خالى من التعقيد , وان بلغ قدرا يسيرا من التعقيد بتصور خارج عن العقل سوف يقتصر هذا التعقيد على فرد او اثنين , لكن هل يمكن ان يمتد التعقيد والتصميم المعجز , ليشمل 20 الف نوع ؟ هذا مالا يقبله من له مسحة عقل!!!

      تعليق


      • #4
        ولو تركنا اجنحة الفراشات , وذهبنا الى الطيور نجد ان السيناريو السابق ووصفه وتفاصيله يتكرران ايضا وبنفس الروعة و الدقة بالنسبة لاجنحة الطيور , وبالاخص الطواويس والببغاوات , بداية من الريش وتصميمه والاشكال والخطوط الرائعة المرسومة على صفحته , وانتهاء بالجناح وهيئته و تركيبه وتكوينه , مع الانتباه الى عدم وجود اى مجال لتدخل الية الانتخاب فى الناحية الجمالية المتعلقة بخطوط والوان الريش , لكون تشوهاتها ونشاذ نغماتها لا تتعارضان مع الظروف البيئية , كما حدث مع الفراشات فلا يبقى لدينا الا الصدف والعشوائية التى لابد ان تعتريها بعض الاخطاء فى التنسيق والتنظيم والتصميم , تتسبب فى ظهور بعض التشوهات القابلة للتراكم على مر الازمنة والدهور , هذه التشوهات يجب ان تكون مسجلة وباقية على صفحات الريش شاهدة على ما حدث لعدم وجود تعارض بينها وبين الظروف البيئية او الانتخاب كما قلنا لانها بعيدة تماما عن النواحى الوظيفية والحيوية والمقومات الحياتية الاخرى انما ناحية جمالية وثانوية.
        يقول الجاحظ فى كتابه الخلق والتدبير : "فانه حين قدر للطائر طائرا فى الجو خفف جسمه وادمج خلقه واقتصر به القوائم الاربع على اثنين , ومن الاصابع الخمس على الاربع , ومن منفذى الزبل والبول على واحد يجمعهما .
        ثم خلق ذو حوبة محدوب محنى ليسهل عليه ان يخترق الهواء كيفما توجه كما يجعل صدر السفينة بهذه الهيئة لتشق الماء , وتنفذ فيه وجعل فى جناحيه وذنبه ريشات متان لينهض به للطيران , وكسى جسمه كله بالريش ليتداخله الهواء فيقله , وتأمل ريش الطير كيف هو , فانك تراه منسوجا كنسج الثوب من سلوك دقاق قد ألف بعضها الى بعض كتأليف الخيط الى الخيط , والشعرة الى الشعرة , ثم ترى ذلك النسج اذا مددته ينفتح قليلا , ولا ينشق ليتداخله الريح فيقل الطائر .
        وترى وسط الريشة عمودا غليظا قد نسج عليه ذلك كهيئة الشعر ليمسكه بصلابته , وهى القصبة التى تكون فى وسط الريشة وهو مع ذلك اجوف ليخفف على الطائر ذا طار .
        ولما قدر ان يكون طعمه الحب واللحم يبلعه بلع بلا مضغ نقص من خلقة الانسان وخلق له منقارا صلبا جاسيا يتناول به طعمه فلا يتشجج من لقط الحب , ولا ينقصف من نهش اللحم ولما عدم الاسنان وصار يزدرد الحب صحيحا واللحم غريضا اعين بفضل حرارة فى الجوف يطحن له الطعام طحنا فيستغنى عن التقدم فى مضغه , واعتبر ذلك ان عجم العنب وغيره يخرج من اجواف الانس صحيحا , ويطحن فى اجواف الطير حتى لا يى له اثر .
        ثم جعل ايضا مما يبيض بيضا , ولا يلد ولادة لكيلا يثقل عن الطيران , فانه لو كانت الفراخ تنجل فى جوفه وتمكث فيه حتى تستحكم وتكبر لاثقلته وعاقته عن النهوض والطيران .
        ويقول فى موضع اخر فكر فى حوصلة الطائر وما قدرت له فان مسلك الطعام الى القانصة ضيق لا ينفذ فيه الطعام الا قليلا قليلا فلو كان الطائر لا يلتقط حبة ثانية حتى تصل الاولى الى القانصة لطال عليه ذلك فمتى كان يستوفى طعمه , وانما يختلسه اختلاسا لشدة الحذر فجعلت له الحوصلة كالمخلاة المعلقة امامه ليوعى ما ادرك فيها من الطعام بسرعة ثم ينفذ الى القانصة على مهل .
        ويقول فى موضع ثالث فكر فى خلق البيضة وما فيها من المح الاصفر الخائر , والماء الابيض الرقيق فبعضه لينشو به الفرخ وبعضه ليتغذى به الى ان تنجاب عنه البيضة , وما فى ذلك من تدبير فانه لما كان نشو الفرخ فى تلك القشرة المستحصفة التى لا مساغ لشىء اليها , جعل معه فى جوف البيضة من الغذاء ما يكفى به الى خروجه منها , كمن يحتبس فى حصن حصين لا يوصل الى ما فيه , فيجعل معه من القوت ما يكفى به الى خروجه منها" . (هل البيضة بهذه الهيئة والشكل والتركيب نتجت عن سلسلة من التراكمات والعشوائيات)
        ويقول الكاتب هارون يحيى عن ريش الطائر , لو تاملنا ريشة الطائر نجد عود قوي وطويل، وتنطلق من جانبيه مئات الخيوط الدقيقة
        غير أن الأغرب من هذا أن ذلك الريش الدقيق تتفرع داخله ”رُييشات” أخرى صغيرة جدا لا تُرى بالعين المجرّدة• وتوجد على هذه الشعيرات الصغيرة كُلاّبات صغيرة، وبفضل هذه الكلابات فإن الشعيرات الصغيرة تمسك ببعضها البعض تماما مثل السّحابات• .
        وحتى تتمكن الطيور من مواصلة حياتها بشكل جيد فهي مضطرة دائما إلى المحافظة على نظافة ريشها والتنبه إلى أنها صالحة للاستعمال على النحو المطلوب•
        وللمحافظة على سلامة ريشها تستخدم دهونا توجد في أكياس في جذور ذيلها•
        وتقوم العصافير بأخذ مقدار معين من هذه الدهون بواسطة مناقيرها
        ثم تنظف بها ريشها وتجعله لامعا•
        وهذه الدهون تمنع الماء من الوصول إلى جلد العصفور عندما يسبح في الماء أو عندما يتعرض لقطرات المطر• .
        ولكل ريشة من الريش المنتشر في أنحاء جسم الطير وظيفة مختلفة عن غيرها•
        فالريش الموجود في بطن العصفور يتميز بخصائص مختلفة عن الريش الذي ينبت في جناحي العصفور وذيله• فالريش الكبير الذي يتكون منه الذيل يقوم بوظيفة الفرامل•
        أما الريش الموجود في الجناحين فهو يمنح العصفور الطاقة اللازمة للإقلاع عندما يحركهما تحريكا عنيفا في بداية طيرانه• وعندما ينزل العصفور باتجاه الأرض فإنّ ريش الجناحين يلتصق ببعضه البعض حتى يمنع تسرب الهواء من بينه•
        أما عندما يقلع الطائر في السماء
        فإن ريش الجناحين يبتعد عن بعضه البعض بأقصى حد ممكن حتى يسمح للهواء بالتسرب، وهو ما من شأنه أن يساعده في عملية الطيران•
        وهناك أوقات معينة يسقط فيها العصفور قسما من ريشه وذلك لكي يحافظ على قدرته على الطيران•
        فالريش الذي هَرم ولم يعد صالحا يتم إسقاطه ويجدد بسرعة• .
        والإنسان العاقل الذي يستعمل عقله ويفكر في هذه الأشياء التي شرحناها يفهم بسرعة أن الذي صمم ريش العصافير على هذا النحو هو الله رب العالمين•
        يتبع بعون الله

        تعليق


        • #5





          والتأمل فقط في هذه الخصائص التي تتميز بها الطيور يكفي لفهم أن قدرة الله تعالى عظيمة ولا حد لها•
          ويتحدث القرآن الكريم في إحدى آياته عن الذين يتفكرون في خلق الله ويقول تعالى:
          "وَللهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
          إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
          لآَيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ الذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا
          وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
          رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنًا عَذَابَ النَّارِ"
          (آل عمران191-189 )
          "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ
          كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ" ( النور، -41 )
          أن خلق كل ريشة وهى منفصلة ومستقلة لوحدها إنما هو إعجاز في حد ذاته ..
          فهى خلقت من الكرياتين الذي تتكون منه أظافرنا نحن البشر
          وهو عود رقيق و مجوف يقال (خف الريشة)على طول جانبيه شعيرات منتظمة متساوية جدا في الطول .
          فماذا عن تناسق مجموعة كبيرة جدا من الريشات وتشكلها معا في شكل رائع وقوي ليس جميلا فحسب وانما وهو الأهم يمكنها من الطيران بل ومن السباحة أحيانا أخرى !
          أي قوة تلك التي أبدعت و لونت ونسجت ونظمت ورتبت هذا الجناح بتلك الروعة بل وكررته مرة أخرى في الإتجاه الآخر بطريقة عكسية بنفس الروعة إلا رب العالمين !!!!!! ويقول الجاحظ فى كتابه الخلق والتدبير عن ريش الطاووس وجماله نفس ما قاله هارون يحى ولكن باسلوبه الخاص : "فان كان اختلاف الالوان والاشكال فى الطير انما يكون من قبل امتزاج الاخلاط واختلاف مقاديرها بالهرج والاهمال .
          فهذا الوشى الذى نراه فى الطواويس والتدرج والدارج على استواء ومقابلة كنحو ما يخط بالاقلام كيف ياتى به الامتزاج المهمل على شكل واحد لا يختلف . (الخلق والتدبير ص54) ونكمل كلام الجاحظ باقتباس الجزء الاخير من كلام الكاتب هارون يحيى فنقول : " أي قوة رائعة تلك التي أبدعت و لونت ونسجت ونظمت ورتبت هذا الجناح بتلك الروعة بل وكررته مرة أخرى في الإتجاه الآخر بطريقة عكسية بنفس الروعة إلا رب العالمين !!!!!!"
          ومع كل ذلك " يوجد إنسان لا يعجبه ريش الطيور وخاصة ريش الطاووس (والكلام للكاتب هارون يحيى تكملة لما سبق) ، ألا وهو شارلز داروين لأنّه يؤمن بأنّ ريش الطاووس مثل بقية الكائنات الحيّة الأخرى ظهر مصادفة , لكن الريش صنع بطريقة خارقة وكاملة تجعل من المستحيل تصديق القول بأنّ المصادفة هي التي فعلت ذلك , و قال داروين في خصوص ذلك: ''الآن يظهر لي بعض الظواهر في الطبيعة تقض مضجعي مثل رؤية ريش الطاووس، فهو يزعجني كثيراً''.
          ريش الطاووس الذي خلقه الله تعالى يروق لنا رؤيته
          ، لكن داروين لا يريد الاعتراف بهذه الحقيقة لذلك قال بأنّه ''أصبح مريضاً ''.
          ولا تقتصر الصفات التى تعبر عن بالغ التصميم والروعة دون خلق مجال لتدخل الية الانتخاب التى يركن اليها دعاة التطور فى ذلك التصميم على اجنحة الفرشات وريش الطيور بل تمتد لتشمل النباتات الازهار وانواعها المختلفة و المتعددة وبعض الثمار كالرمان التى يقول عنها الجاحظ فى الخلق والتدبير "تفكر فى خلق الرمانة وما ترى فيها ن اثر العمد والتدبير فانك ترى فيها كامثال التلال من شحم مركوم من نواحيها وحب مرصوف رصفا كنحوما ينضد بالايدى وترى الحب مقسوما اقساما كل قسم منها مقسوم بلفائف من حجب منسوجة اعجب نسيج والطفه , وقشره يضم ذلك كله فمن التدبير فى هذه الصنعة انه لم يجز ان يكون حشو الرمانه من الحب وحده , وذلك ان الحب لا يمد بعضه بعضا فجعل ذلك الشحم خلال الحب ليمده بالغذاء الا ترى اصول الحب مركوزة فى ذلك الشحم , ثم لف الحب فى هذه اللفائف ليضمه ويمسكه , فلا يضطرب وغشى فوق ذلك بالقشرة المستحصفة لتصونه , وتحفظه من الافات فهذا قليل من كثير من وصف الرومانة , وفيه اكثر من هذا لمن اراد الاطناب , والتذرع فى الكلام ولكن فى هذا الذى ذكرنا منه كفاية فى الدلالة والعبرة" .(الخلق والتدبير ص38)
          يتبع بعون الله
          .

          تعليق


          • #6
            ماذا يضر
            هل يضر الفراشة لو جمعت بين شكلين مختلفين للاجنحة فيكون احدهما ملون والاخر سادة او يكون احدها ذو خطوط منتظمة والاخر ذو خطوط متعرجة او يكون احدهما احمر اللون والاخر ازرق.
            ولكن ما هى العشوائية وما الذى يمكن ان ينتج عنها .
            الاجابة وبسيطة وتحتاج فقط ان يغمض كلا منا عينية ويترك لاصابعة العنان فى الضغط على لوحة المفاتيح بلا تحديد او تقييد ثم يرى النتيجة.
            هيا نفعل هذه التجربة ومن يدرى قد تنتج لنا قصيدة للمتنبى .
            تااتلببق يقسث البغ
            نىغلبعالؤل
            اى ؤيؤلا
            ها هى النتيجة .
            عشوائية + عشوائية = عشوائية
            النتيجة السابقة فى اطار القانون الثانى للترموديناميك سوف تصبح على الصورة :
            عشوائية مع مرور الزمن = عشوائية مرفوعة لاس 2 ثم لاس 3 ثم لاس 4 وهكذا .
            وتؤيد هذه النتيجة ايضا البديهيات العقلية ..
            فاذا كان هناك اليات لخلق نظام خالى من التعقيد فان هذا النظام معرض للانهيار مع مرور الزمن .

            تعليق


            • #7

              ماذا يضر

              تعليق


              • #8
                الاصل والقاعدة
                الاصل والقاعدة ان لكل نظام منظم ..
                العقل والبداهة يقولان ذلك ..
                فهل لهذه القاعدة شواذ ؟ على ما اتيقن ويتيقن كل عاقل لا يوجد , والا لن يكون هناك فرق بين النظام والعشوائية ويختلط الحابل بالنابل وتصبح الثوابت متغيراتت والمتغيرات ثوابت.
                قد يكون لهذه القاعدة شواذ فى عقول الملاحدة ولكن ذلك لن يغير الحقيقة السابقة ..
                الاصل ان كل نظام له منظم ..
                فكيف يحيد الانسان عن البديهيات العقلية الى تخمينات وظنون بعيدة عن العقل تماما ومجافية للحقيقة بل ويقلب الامور رأسا على عقب فيجعلها هى الاصل ويجعل الاصل هو الشذوذ .

                تعليق


                • #9



                  الموضوع يقول الانتخاب الطبيعى ليس له دور :
                  فى تناغم اجنحة الفراشات ..
                  او جمال ريش الطاواويس ..
                  او روعة بلورات الثلج ..

                  لكن لو فكرنا بتمعن لن نجد له اى دور فى تنسيق وتصمييم وبناء اى مخلوق على ظهر الارض ..
                  ذلك لسبب بسيط وهو ان هذه الالية المتخيلة ليس لها علاقة بالنواحى التالية :
                  ( التصميم + التنسيق + البناء)
                  و لا يمكن ان تفعل سوى ازالة المخلفات والركام والمشاريع غير المكتملة من موقع العمل واقصائها بعيدا ..
                  يقول البروفيسور هويز :
                  "ان الاستدلال بقانون الانتخاب الطبيعى يفسر عملية بقاء الاصلح ولكنه لا يستطيع ان يفسر من اين جاء هذا الاصلح " ؟
                  فهل يمكن ان نرجع التصميم المعجز الذى تتمتع به كافة المخلوقات كل جنس على حدة الى الصدفة وحدها ولا شىء سوى الصدفة فتنجع الصدفة فى تصميم وبناء الانسان ثم تنسيق هيئته ليظهر بشكله الحالى ومن قبل تصميم النباتات والحيونات والطيور .. الخ دون اخفاق , مع الاتنباه الى ان اى جنس حيوانى سوف يحتاج لتنسيق خاص به نظرا لاختلاف هيئته وشكله عن باقى الاجناس الاخرى مما يجعل مسألة النجاح فردية .

                  تعليق


                  • #10
                    عندما يتفق احمق مع جاهل
                    مثال للايجاز ..
                    لو اتفق احمق مع جاهل على بناء مدينة بجميع مقوماتها بشرط ان يكون البناء على اسس عشوائية وبعيد تماما عن النظم العلمية والقوانين الهندسية وخص الاحمق الجاهل بالتصميم والبناء وترك لنفسه صلاحيات الهدم والاقصاء لكل بنيان مشوه يظهر داخل محيط المدينة فهل يمكن ان ينتج عن هذه المشاركة المحاطة بالجهل والحمق والفوضى والعشوائية مدينة كباريس او نويورك .

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 07:21 م
                    ردود 0
                    82 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة إبراهيم صالح  
                    ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:58 م
                    رد 1
                    275 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة فؤاد النمر
                    بواسطة فؤاد النمر
                     
                    ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:50 م
                    رد 1
                    63 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة إبراهيم صالح  
                    ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:47 م
                    ردود 0
                    116 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة إبراهيم صالح  
                    ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 05:59 م
                    ردود 0
                    372 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة إبراهيم صالح  
                    يعمل...
                    X