الطفيليات تقول لا ..... (الجزء الثانى)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الإلهام الصارخ


    لو نظرنا إلى طفيل الملاريا من ناحية انتقاله من الانسان إلى البعوضة أو العكس, نجد أنه لا حيلة له فى ذلك بل يعتمد فى كل ذلك على آليات العائل وميكانيكياته الداخلية وتصميم خريطته التشرحية وحركة السوائل فى نطاقها ونوع غذائها وكيفية حصولها عليه وطريقة تناوله وإن دل ذلك فإنما يدل على البرمجة والترتيب المسبق والتوجيه والمقصود فى إطار إرادة عليا وقدرة فائق .. فلا يمكن أن يجتمع ذلك وذلك مع البعد والإختلاف والتعقيد وتعدد المراحل سوى بإرادة خارجة عن الكائن والعوائل تتصف بالعلم الكامل والمحيط (ويمكن لأى إنسان أن يتخيل ولو لم تلدغ البعوضة الانسان ماذا كان سوف يجرى ؟ ثم يسأل نفسه من الذى رتب لهذه اللدغة ؟!).


    ومع يقيننا الكامل بعدم وجود أي خلفيات علمية أو عملية لدى الطفيل عن الأساس التشريحي والبنائي للعوائل التي سوف يتطفل عليها والتي يقوم على أساسها بفعل ما فيه قوامه وصلاحه وذلك لعدم وجود أي مصادر لهذه المعلومات .. بالرغم من كل ذلك تبدر منه ومفرداته أفعال غاية فى الحكمة والصلاح تتكامل مع الأساس التشريحى للبعوضة والإنسان وآلياتهما الداخلية وكميائيتهما الحيوية ..


    إذا بحثنا عن تفسير فلن نجد سوى العلم المغروس فى حواشيها الفطرية تحت مسمى الغريزية الحيوانية
    من أين جاء هذا العلم؟! .......

    تعليق


    • #17
      استقلال الخلق


      لقد ظهر لنا فى الكلام عن دورة حياة البلهارسيا (فيما يتعلق باستقلال الخلق) أن الطفيل تم خلقه بكل مفرداته من ديدان ويرقات فى نفس الوقت بالتوازي مع التوزيع على العوائل .. مفردات هنا ومفردات هناك تتقابل وتتكامل فيما بينها (بترتيب وتخطيط إلهي مسبق لتصبح شىء واحد) ..


      أما فى دورة حياة طفيل الملاريا فيظهر استقلال الخلق لهذا الكائن بوضوح وجلاء أكثر فالطفيل يمكث داخل جسم الحشرة بضعة أيام أو ساعات قبل أن ينتقل عن طريق اللعاب إلى جسم الإنسان (وهذا بالطبع عندما تلدغ الحشرة جسم الإنسان) , ليمكث به فترة ليست بالطويلة قبل أن يرجع إلى الحشرة مرة أخرى ليعيد تكرار السيناريو .. مع الانتباه الى ان الطفيل لن يستطيع الانتقال من جيل للبعوضة الى جيل اخر و من ثم مواصلة واستئناف مراحل تطوره عبر تلك الاجيال الا من خلال عائل اخر (الانسان) نظرا لكونه لا ينتقل عن طريق الجينات او يخضع فى انتقاله لقوانين الوراثة الخاصة بالعوائل التى يتطفل عليها , فى نفس الوقت الذى لن يستطيع فيه ان يتردد فى تطفله ودورة حياته بين عائلين , او بمعنى اخر يضيف عائل اخر لدورة حياته الا من خلال التطور , لانه يحتاج فى ذلك (الجمع بين عائلين ) الى تطوير ذاته واجهزته والياته , ومقومات حياته , واساليبة فى التناسل والتكاثر , وقدراته على التكيف والتعايش , الى الدرجة التى تجعله يتوافق ويتعايش مع عائلين لا عائل واحد , تلك الرحلة التطورية التى سوف تبدأ من العائل الاول (من طرق انتقال الطفيل بين العوائل يظهر لنا بوضوح شديد ان العائل الثانى لا محالة هو الانسان وذلك يعنى ان الطفيل بدأ تطفله من البعوضة ) وتنتهى فى الثانى تحتاج الى عدة ملايين من السنين بينما المدى الزمنى المتاح للطفيل ليتم هذه الرحلة هو عمر البعوضة فقط الذى لا يتعدى اكثر من عدة ايام , وتلك الايام القلائل لا تكفى لاحداث طفرة او تغير لصفة ؟ , فما البال اذا كان الامر يحتاج الى تغيرات كاملة فى الاعضاء والاجهزة و اليات التكيف واساليب التكاثر وتناول الغذاء , ليتوافق الكائن كما قلنا سابقا من النواحى الجنسية والمعيشية مع الخريطة التشريحية للعائل الثانى مع حفاظه على توافقه مع الخريطة التشريحية للعائل الاول ..
      وبالتالى إن لم يكن الطفيل مخلوق من البداية بكل ما يتمتع به الآن من مقومات حياة وتراكيب معقدة ومحتوى جيني متكامل وآليات للتكاثر و التكيف تمكنه من إتمام دورة حياته بالصورة التي نراه بها الآن , فإن العمر القصير للبعوضة لن يمهله أو يعطيه فرصة للتطور .. فيصل لشكله الحالى , فبموت البعوضة سوف يموت الطفيل قبل الارتقاء لاى درجة من درجات التطور ..مما يحتم أن يكون الطفيل مخلوق كما هو الآن بشكله الحالي بكل ما ذكرناه سابقا من آليات وبرامج من لحظة وجوده على سطح الأرض بأعداد كبيرة داخل كلا العائلين , مفردات هنا ومفردات هناك فى نفس الوقت وبلا ترتيب .

      تعليق


      • #18



        خاتمـــــــة


        ها هى دورة حياة الملاريا .. تتجلى فيها كل مظاهر عناية الخالق بمخلوقاته وقيامه لهم بالإمداد والرعاية فهى ظاهرة -بلا جهد أو مشقة- لمن أراد أن يبحث عن الحقيقة أو يجعل لشكه نهاية.
        حقاً .. فقد جسدت هذِه المخلوقات الصغيرة كل أدلة الرعاية والخلق الدقيق بشكلٍ محسوس ومُبهِر .. ويَكفي أنها أظهرت الإلهام الصارخ .. وفيها يظهر استقلال الخلق دالاً على الخلق والإيجاد، وفيها يظهر الترتيب المسبق دالاً على العلم الكامل والمحيط، ومن يريد أكثر من ذلك.


        برغم أن الشك فى بعض الاحيان يعمي البصر والبصيرة ويجعل الإنسان يشك فى كل شىء حتى المسلمات والبدهيات .. إلا أنه لا يمكن أن يصمد أمام تضافر الأدلة.


        فمن تخلى عن عقله وشك فى كون دورة حياة البهارسيا وليدة الإتفاقات والمصادفات .. فلن يُمكِن لمن تبقى له مسحات من العقل أن يقبل بأن تتكرر هذه المصادفات والإتفاقات مرة أخرى لنفس المخلوق أو تتكرر بشكل مختلف في مخلوق آخر .. ناهيك أن تتكرر لعشرات الكائِنات تتباين في الشكل وأساليب الغِذاء وطرق التكاثر وكيفية التطفُل وتجمع بين اكثر من عائل فى نفس الوقت داخل ذلك العالم (عالم الطفيليات)، مما يجعل كل منهم حالة مستقلة يمكن أن نصل بالتفكر فيها إلى النتائج السابقة (استقلال الخلق – الالهام الصارخ).


        إن أضفنا لهذا الكم الهائل من الكائنات بعض أنواع الفطريات ممن تحدث دورات حياتها فى إطار سيناريوهات مشابهة للبلهارسيا والملاريا كفطر Pilobolus crystallinus او قاذف القبعة فسوف يكون لدينا أعداد أخرى لا حصر لها من المخلوقات الغنية بالإشارات والدلالات الداحضة للتطور والدالة على الخالق .. تقف أمام جميع من غيبوا عقلهم وتركوه ليقتنعوا بما هو تقرر عقلاً استحالته من تتكرر المصادفات بهذا الشكل وبهذه الدقة وبهذا الإنفصال في الدورة نفسها إلى التكرار لنفس المخلوق بنفس الكيفية تماما


        فى الإلهام والرعاية الأمر يتسع أكثر من ذلك، حيث نجد أن الأمر لا يقتصر فقط على الطفيليات والفطريات .. بل يمتد ليشمل كافة المخلوقات على ظهر الأرض حتى الخلايا والأجهزة والأنسجة والأعضاء لها نصيب من ذلك .. ويتجسد هذا كله في الإنسان في عدة أمور منها الرضاعة ومنها أيضاً عدة مشاهد تظهر بصورة غير تقليدية في خروج بويضة الأنثى من الحويصلة أو الجسم الأصفر وتنتهى بحدوث المخاض ..


        عندما نتفكر فى هذه المشاهد العجيبة نجد أمامنا الكثير من الأسئلة وعلامات التعجب (!!) .. والتي لا يُمكن تفسيرها بأي حال من الأحوال بالمصادفة أو العشوائية أو الإتفاقات والإنتقاء في الطبيعة والحياة بشكل عام


        فهى إن دلت فإنما تدل فقط -وذلك لأصحاب العقول- على أن هناك صانع مُبدِع خالق خلق هذه المخلوقات ولم يتركها هكذا بل اعتنى بِها بكل دِقة واهتمام وخلقها بشكل مُعجِز تعجز عن تداركه العقول وتقف حائرة عاجزة عن الإتيان بمِثله مع كل ما توفر من معلومات وتكنولوجيا .....

        إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ


        إن بحثت عن الطفليات التى تتقارب مع البلهارسيا وطفيل الملاريا فى دحض التطور العشوائى ستجد الكثير ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
        الدودة الشريطية



        وهذا سوف يتم تفصيله في الجزء الثالث بإذن الله تعالى ..
        فانتظرونا .......

        تعليق


        • #19
          جزاك الله عنا كل الخير - موضوع كبير جدا ومرهق فعلا ..
          شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

          سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
          حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
          ،،،
          يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
          وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
          وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
          عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
          وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




          أحمد .. مسلم

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة محب المصطفى مشاهدة المشاركة
            جزاك الله عنا كل الخير - موضوع كبير جدا ومرهق فعلا ..

            وأكثر من رائع .. رغم أننى لم أقرأه بعد .

            بصراحة قرأتُ الجزء الأول ولشدة إمتاعه عندما بدأتُه لم أستطع تركه حتى انتهيتُ منه .. وأعتقد أنَّ الحال ذاته سيستمر مع الجزء الثانى بإذن الله .

            جزاكم الله خيرا كثير أخى ابن النعمان وثفل موازينك وآتاك كتابك من يمينك بحق ما خطت يمينُك .
            وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

            رحِمَ
            اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

            تعليق


            • #21
              بحث قيم و جزاك الله خيرا

              تعليق


              • #22
                [بحث قيم سلمت يمينك و رحم الله بطنا حملك و جزاك الله خيرا

                تعليق


                • #23
                  رد: الطفيليات تقول لا ..... (الجزء الثانى)

                  للرفع.....

                  تعليق

                  مواضيع ذات صلة

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 07:21 م
                  ردود 0
                  82 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة إبراهيم صالح  
                  ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:58 م
                  رد 1
                  275 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة فؤاد النمر
                  بواسطة فؤاد النمر
                   
                  ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:50 م
                  رد 1
                  63 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة إبراهيم صالح  
                  ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:47 م
                  ردود 0
                  116 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة إبراهيم صالح  
                  ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 05:59 م
                  ردود 0
                  372 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة إبراهيم صالح  
                  يعمل...
                  X