اليقين بالرزق، كيفية تحصيله وما هي ثمراته؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

داليا أمة الله مسلمة اكتشف المزيد حول داليا أمة الله
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اليقين بالرزق، كيفية تحصيله وما هي ثمراته؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الرزاق المعطي الوهاب القيوم وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه ومن سلك نهجه إلى يوم الدين

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:«إن روح القدس نفث في رُوْعي: إن نفسًا لا تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يُدرك ما عنده إلا بطاعته»[حسن: رواه ابن حبان والحاكم، وحسنه الألباني].

    اعلم أن الله لو قسم لك رزقاً وأردت أن تهرب منه ما استطعت منه فكاكاً.

    قال تعالى: "قُلۡ مَن ذَا ٱلَّذِى يَعۡصِمُكُم مِّنَ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ سُوٓءًا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ رَحۡمَة" [الأحزاب: 17]
    وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:«لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت» [حسن: رواه أبو نعيم في الحلية عن جابر ، وحسنه الألباني].

    أما علمت يا أخي أن الله سبحانه قرن الرزق بالخلق فقال: " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ " [الروم: 40]، فدلَّ على أن الرزق من الله لا من الخلق؛
    ثم لم يكتف بالدلالة حتى وعد فقال: "إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ" [الذاريات: 58]،
    ثم لم يكتف بالوعد حتى ضمن فقال: "وَمَا مِن دَآبَّةٍ۬ فِى ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا" [هود: 6]،
    ثم لم يكتف بالضمان حتى أقسم فقال: "وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ۬ مِّثۡلَ مَآ أَنَّكُمۡ تَنطِقُونَ"[الذاريات: 22-23]. …يقال أن أعرابيا عندما سمع هذه الآية صاح وقال: يا سبحان الله.
    من الذي أغضب الجليل حتى حلف؟ لم يصدقوه بقوله حتى ألجأوه إلى اليمين !

    فمن لم يعتبر بقوله، ولم يكتف بوعده، ولم يطمئن إلى ضمانه، ولم يقنع بقسمه، فانظر كيف يكون مسلماً، وإلى أي حد تدهور يقينه؟ هذه والله مصيبة المصائب ونحن عنها في غفلة عظيمة.

    فكيف نتحصل على هذا اليقين؟

    يتبع إن شاء الله ...
    التعديل الأخير تم بواسطة في حب الله; 10 أغس, 2012, 01:38 ص. سبب آخر: تعديل بحسب طلب الأخت الكريمة داليا
    (( يُعرف الرجال بالحق
    ولا يُعرف الحق بالرجال ))

  • #2
    في البداية: مشكلة خوف الرزق خاصة بمن ؟

    هـَمٌّ يعيشه الكثير من الناس لا أقول فقراء الناس فحسب هـَمٌّ يشترك فيه الفقير والمتوسط والغني والقاسم المشترك الذي يمكن أن نصنف به أصحاب هذا الهَم لا يتعلق بوجود المال من عدمه، لا يتعلق بوجود الوظيفة من عدمها، لا يتعلق باستقرار البلد واقتصاد من عدمه،

    هو أمر يتعلق بنفس الإنسان بداخل الإنسان،

    فنجد في كبار الأغنياء من يعيش وفقره بين عينيه لا يستطيع أن ينام الليل في بعض الأحيان يفكر، احتمال الصفقة تخسر.. كيف أعمل لمستقبلي؟ أخاف أن ينزل مستواي؟ أخاف أن أكون من الفقراء، وإذا نظرت إلى رصيده في تلك الليلة من المال المسيل الخالص تجد ما يزيد عن المائة المليون ومع ذلك يبيت وهو قلقان على مستقبله المالي، يخاف أن يكون من الفقراء،. يمكن أن تجد الموظف الذي يأخذ من المال ما يفيض في نهاية كل شهر منه فائض يدخره في المصرف ومع ذلك تجد منهم من يبيت قلقاً على مستقبله من جهة المال، تجد الفقير من باب أولى تجده يبيت وهو يفكر عندي أولاد أو أريد أن أتزوج أو أي سبب من الأسباب محتاج إلى المال، إذاً المسألة لا تتعلق بوجود المال من عدمه،

    هل المسألة متعلقة بالسن؟ هل مثلاً كبار السن يخافون أو لا يخافون وصغار السن يخافون أو لا يخافون، تجد الشاب الصغير عنده القلق.. مستقبلي!! تجد هناك من يبكي ليلة ظهور النتائج في الثانوية العامة، تجد من تأتيه حالة هستيرية أو يحتاج إلى حقنة تخفف من التوتر العصبي أو حتى الانهيار العصبي على نتيجة الثانوية العامة، لماذا؟ يقول مستقبلي مرهون بهذه، جزع على مسألة المستقبل في الرزق، تجد الجامعي تجد الخريج تجد الذي قد وجد المال الذي أوصله للزواج تزوج وعنده مرتب وظيفة وخائف من مستقبله، تجد الذي بلغ الأربعين وعنده الأولاد تجد من هذا السن من يخاف على مستقبله المالي على الرزق، تجد الشائب الذي ابيضت لحيته وقد ستره الله سائرعمره ولم يحوجه إلى أحد من الخلق ومع ذلك يشك في وعد الله لا يزال خائفاً على مستقبله في مسألة المال
    ..

    تجد هذه المشكلة عند العرب والعجم.. مختلف البلدان، إذاً لا السن.. لا المستوى المالي.. يميز أصحاب هذه المشكلة، نقول أصحاب المستوى المالي المعين عندهم هذه المشكلة أصحاب الفئة العمرية، لا، تجدها في مختلف الأعمار، البلدان نقول البلدان الغنية هل يوجد فيها هذا أو البلدان الفقيرة، تجدها عند جميع البلدان من يوجد على هذا الحال، إذاً لا تصنف في البلدان بـِمَ نصنفها؟ بـِمَ نـُصنف الفئة التي تصبح وتمسي وهي قلقة على شأن الرزق؟ كيف نصنفها ونميزها عن بقية الفئات؟ هذا سؤال.. تجد على مستوى المجتمعات تجد المجتمع الخائف على المستوى المالي، تجد من الدول التي تخاف على المستقبل المالي، اسمعوا نجد العالم يخاف على مستقبل مشكلة المياه والغذاء،

    ما الذعر الموجود في الأنفس البشرية اليوم؟ ما القصة؟ لماذا هذا القلق كله؟ تجد هذا عند المسلم وتجده عند الكافر، تجده عند أصناف البشر، عند التأمل والنظر ستكتشف أن هذه المشكلة تتعلق بالنفس الإنسانية، تتعلق بمفهوم الطمأنينة واليقين فكلما قوي اليقين في القلب وقويت الثقة بالله عز وجل وقوي تصديق وعد الله في القلب كلما اطمأن الإنسان على مستقبل رزقه، وكلما ضعف هذا الأمر ضعف اليقين بالله عز وجل وكلما قوي الاعتماد على الأسباب في النفوس كلما عـَظم في هذه النفوس الشك والخوف من الفقر.




    في تأمين المستقبل.. مشكلتان !!


    المشكلة الأولى: ما هو المستقبل؟

    يقولون الآن ينبغي أن نكون ذوي بعد في النظر العالم يُخطط إلى خمسين سنة ينبغي أن يكون هناك تخطيط مستقبلي…. نحن نتكلم عن هذا الأمر، المسلم عنده نظرة مستقبلية بعيدة، يخطط للخمسين سنة.. للعشر سنوات.. للخمس سنوات.. للأشهر.. نعم، لكن هو أيضاً يخطط إلى ما لا نهاية لملايين السنين التي لا تنقضي التي الموت ما هو إلا انتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى فيها، فالمستقبل بالنسبة للمؤمن ليست السنوات القليلة التي يعيشها في الدنيا المستقبل بالنسبة للمؤمن نظرة بعيدة هذه واحدة.
    المشكلة الثانية : من أين يأتي الرزق ؟

    إن الذي يُجـِد ويَجتهد في الدراسة أو في الوظيفة لِوَهم أن ذلك تأمين للرزق الذي يسميه المستقبل يقع في خطر كبير في مشكلة كبيرة في سيره إلى الله، لأنه أصبح يعتقد بأن الرزق يأتي من جهده، أن الرزق يأتي من عمله من شهادته من وظيفته وينسى مسألة مهمة جداً وهي أن الرزق يأتي من الله،
    قبل أن تستدرك علي أو تنتقد تقول ماذا تقول؟ نعم الرزق يأتي من الله ولكن الأسباب...، نقول نعمل بالأسباب، و نقول ينبغي أن تجتهد الأمة وتنتهض ولا تكون عالة على غيرها هذا متفق عليه، لكن انتظر ركز قليلاً
    ..


    هناك فرق كبير بين الأخذ بالسبب وهو عبادة وبين الاعتماد على السبب وهو معصية، إن أخذت بالأسباب طاعة لله لأن الله جعل الأسباب سُنـّة كونية، تشتغل تحصل مال تجتهد تحصل زيادة هذا سبب كوني، لكن هل أثناء شغلك تنتظر النتيجة من جهدك وتعاملك مع الناس على أساس هذا الجهد أو تنتظر النتيجة من الله؟ هذه فلسفة ما هناك فرق؟؟، هناك فرق انتبه فرق كبير يترتب عليه صدق سيرك إلى الله، يترتب عليه ارتقاؤك في مراتب اليقين، يترتب عليه حسن خاتمتك عند الموت..


    أتعرف ما الفرق ؟ تريده عملياً كيف يظهر الفرق؟ يظهر عملياً عندما يكون المجال الذي تنتظر منه الرزق رب العمل، رئيس الشركة، مديرك، الشركة التي تتعاقد معها أو تعقد صفقة تتبادل معها التجارة، أخذت أنت بالأسباب على أحسن ما يكون ثم بعد ذلك حصلت مشكلة هذه المشكلة بسبب أن المسؤول عنك يريد منك أن تغض الطرف عن جزئية لا تتناسب مع الأخلاق ولا مع الدين حرام، تسرق فيها أو ترضى عن غش أو تسكت عن مواصفات غير صحيحة ممكن أن تسقط بسببها عمارة ويموت فيها خلق ويقول لك إن لم توافق أطردك من العمل ما يكون رد فعلك؟ طبعاً الذي يوافق على أن يسكت على مثل هذه الجريمة لا يعتبر نفسه سالكاً أصلاً… لا بد يرجع يعيد النظر ويتوب إلى الله حتى يبدأ في السلوك، أنا أتوقع من السائر إلى الله أن يرفض لكن الكلام على أي حالة يبيت بعد أن يرفض؟، رفضت وقلت أبداً هذا حرام أنا لا أرضى أن أعصي الله عز وجل في أخذي لأسباب الرزق، وتنتظر في اليوم التالي أن يصدر قرار بطردك من العمل بسبب مبادئك ومواقفك، كيف تبيت تلك الليلة؟ إن بت هانىء البال مرتاح غير مبالي فمعنى هذا أنك كنت تأخذ بالأسباب لكن قلبك كان يعتمد على المسبب لأنك كنت تنتظر الرزق من الله فلما تغيرت الأسباب ما تغير شيء، الله موجود لما جاء تهديد باضطراب الأسباب لم يخفك هذا التهديد لأنك في الأصل لم تكن تعتقد أن الرزق سيأتي من هذا السبب، طيب لماذا كنت تتعب نفسك بالسبب؟ كنت تتعب نفسك بالسبب لأن الله أمرك بالأخذ بالأسباب،واضحة؟، أما إذا بت في الليل تفكر آه، مشكلة، ولو طردني أين أجد شغل؟ اليوم في أزمة أعمال،أنا مقبل على فتح بيت جديد، أنا مقبل على زواج.. والزواج بعد شهرين، أو تزوجت وعندي أولاد، دفع القسط للأولاد بعد كذا، مستقبلي.. ماذا أعمل؟، هل ستقبلني شركة أخرى؟ هذا القلق يدل على أنه عندك مشكلة في الاعتماد على الله، لكن أنا بشر! أنا أكلمك كبشر ما كلمتك كملاك، لكن الفرق بينك وبين بقية البشر أنك قررت أن تسير إلى الله أن تكون مريداً للقرب من الله إذاً لا ينبغي أن تهتز فيك شعرة، لماذا؟ مرة أخرى لأنك لم تعتمد قط على الأسباب في الرزق أنت تتقن الأسباب على أحسن مستوى لكنك تعتمد على المسبب جل جلاله.


    يتبع إن شاء الله ...
    (( يُعرف الرجال بالحق
    ولا يُعرف الحق بالرجال ))

    تعليق


    • #3
      الحمد لله الذي لا يخلف وعده، الرزاق الذي تكفل لخلقه بالرزق وضمن لهم إياه، لكنه كلفهم بحسن عبادته والإقبال على عمارة الأرض طلباً لرضوانه، اللهم صل وسلم على أعظم معلم دلَّ عليك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين..

      أسباب الرزق

      تكمنا من قبل عن أن نـُتقن الأسباب لكن المشكلة كيف قلوبنا مع هذه الأسباب؟ حتى نتحقق برتبة أي بدرجة نصعدها نحن ...
      هذا المعنى الذي يراه البعض عالياً يحتاج إلى شغل حتى يصل إليه، أول درجة أن نفقه في الأسباب نفسها أن هناك نوعان من الأسباب: أسباب حسية وأسباب معنوية
      ..

      1. الأسباب الحسية :

      هي التي نعرفها وتعرفونها (الشغل، الوظيفة، التجارة، البيع، الشراء، الاستعداد للشهادة بالدراسة) هذه تسمى أسباب حسية.

      2. الأسباب المعنوية :

      الاستغفار، (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) لو استغفرت؟ (يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) إذاً وعد الله أهل الاستغفار بالرزق، هذه واحدة . ما نصيبك من الاستغفار عندما تشعر أنك محتاج إلى الرزق، طيب عندما يأتيك القلق من الرزق ابدأ بالأسباب المعنوية مع الأسباب الحسية، اجعل لك ورداً من الاستغفار أيها المريد وأنت مستشعر بأن هذا الاستغفار مع ما ترجوه من المغفرة من الله سيكون سبباً في تيسير الرزق هذه واحدة.
      سورة الواقعة كل يوم، جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنها ستكون سبباً في تيسير الرزق حتى أن بعض السلف لما أوشك على الموت سألوه ماذا خلفت لأبنائك؟ قال سورة الواقعة، السورة من أسباب تسيسر الرزق، أيضا من أسباب تقوية اليقين في الموضوع لأنه في سورة الواقعة (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ -البعض يقول بلى أنت يا رب-لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً) بعد ذلك ماذا قال سبحانه (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ). يُعلمنا الله في هذه السورة كيف ننسب الأمر إليه،
      الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد ورد أنها سبب في تيسير الرزق بهذه الأسباب المعنوية من الأذكار أنت تعملها وأنت تعتقد أثناء عملها أنها تكون سبباً في حصول الرزق،

      إذاً هناك شيء اسمه الأسباب المعنوية عندما نأخذ بها نكون قد ارتقينا إلى درجة بين النظر إلى الأسباب الحسية وبين معنى إتيان الرزق من الرزاق لأنك بدأت تعتقد أن اللجوء إليه بهذه الأسباب المعنوية من الأذكار
      أنها تكون سبباً في حصول الرزق.
      وبدأت تربط الأسباب بالمسبب سبحانه وتعالى، لكن مجرد الذهاب إلى العمل أو التخطيط للعمل أو الوظيفة أو الشهادة الأسباب هنا مرتبطة بمن؟ بك، هي لا شك مرتبطة بالله لولا توفيق الله ما نجحت في الدراسة ولولا توفيق الله ما قبلوك في العمل، هناك من عندهم شهادات أعلى من شهادتك ويعملون أعمال في غير مجالهم أطباء يسوقون تكاسي أجرة لولا توفيق الله عز وجل ما نجحت الصفقة ما ارتفعت الشركة التي أنت فيها لكن هذه تخفى أثناء السير، اليوميات تجعل الإنسان تغيب عنه هذه الأمور فيشعر أن المسألة كلها متعلقة بجهده، يقول بعَرَقي، لكن لما يشرك عرقه وجهده مع معنى الالتجاء إلى الله عز وجل يرتقي شيئاً فشيئاً، أصبح يعتمد على شيء له صلة بمعنى الالتجاء إلى الله هذا دور الأسباب المعنوية ليفقه الإنسان بين الأخذ بالسبب والاعتماد على السبب.


      ربط الأسباب الحسية بالمعنوية

      نحن كنا نتكلم على أن نأخذ بالأسباب المعنوية بجانب الأسباب الحسية صحيح؟ تعالوا نـَقلِب المسألة نبدأ من الأسباب الحسية هل من الممكن أثناء الأخذ بالأسباب الحسية أن أنتظر نتائج غير المال غير الرزق الحسي؟ هل من الممكن وأنت تداوم في عملك في وظيفتك أو تعقد صفقتك أو تراجع درسك أو تضرب بفأسك في الأرض أو تعمل على منشارك أو في أي سبب من أسبابك الحسية لتحصيل الرزق أن تنتظر شيء آخر غير المال بجانب المال؟ أنت تنتظر من الصفقة مالاً، تنتظر من العمل مالاً، تنتظر من الوظيفة مالاً، هل يمكن أن تنتظر شيء آخر غير المال ويكون فرق بينك وبين غير المؤمن، تنتظر المغفرة مثلاً نعم يمكن أن تنتظر المغفرة جاء في الطبرانيمنأمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً لهمن أمسى كالاً قام واجتهد من الصباح واشتغل طلباً للرزق الحلال وواظب على صلواته ولم يرتكب حراماً في رزقه لم يغش لم يسرق لم يرتشي لم يرشي أحداً لم يأخذ ربا مشى على الصراط المستقيم وعاد إلى البيت متعب من العمل مجهد إن كان نوى عند الصباح قبل الخروج إلى العمل أن ينال رضوان الله بأن يقوم بواجبه بالأخذ بالأسباب وأن يكفي نفسه ومن يعول أن يكونوا عالة على غيره في الرزق.
      (هذه نيات) نويت الصدقة من فائض مالك وذهبت واشتغلت ورجعت متعب إلى البيت، ترجع وأنت منتظر المال نتائج العمل صفقة تسلم أو بضاعة تسلم، لكن حلك وأنت داخل إلى البيت تقول: الحمد لله أني أبيت وأنا أنتظر المغفرة هذه النيلة انتظرت في الأسباب الحسية نتيجة ماهي معنوية رزقاً معنوياً، وانتظرت من الأسباب المعنوية نتيجة حسية وهي حصول الرزق، قمت واشتغلت في عملك وفي المساء آويت إلى الفراش منتظر المغفرة قرأت سورة الواقعة استغفرت الله صليت على النبي صلى الله عليه وسلم الأصل، أن هذه التلاوة والإستغفار والصلاة على الحبيب ماذا تنتظر منها؟ حسنات، المغفرة، الرضوان، القرب من الحبيب صلى الله عليه وسلم، النتائج هذه حسية أو معنوية؟ معنوية في الآخر، طيب أنت أخذت بأسباب معنوية وانتظرت مع النتائج المعنوية نتائج حسية، وهناك هناك في الآسباب الحسية اشتغلت وعملت انتظرت مع النتائج الحسية (المال) نتائج معنوية، هذا يورثك بالتدريج إن استمريت وواظبت على ذلك طمأنية تجاه الرزق، كان الناس بالسابق عندما كنا نقول اقطعوا علائق قلوبكم بالأسباب، أدوا الأسباب وانتظروا النتيجة من المسبب.. نضرب المثل يكون الكلام واضح لكن حتى نتحقق به في باطننا صعب، نتأثر بالكلام نقتنع به لكن عندما ندخل في دوامة الحياة تختلف المسألة، ابدأ هذا العمل، هذا الآن جهد يرقيك تحصل نتيجة تراكمية يعني شيء فشيء تنبت هذه النتيجة، مثل ما تنبت الزرعة وضعت بذرة وسقيتها وسقيتها ما تلاحظ أنت الفرق لكن تنبت شيء فشيء حتى تصير شجرة.

      نتيجة ارتباط الأسباب الحسية بالمعنوية

      محصلة هذا الكلام ونتيجته، أن إتقاننا لصلتنا بموضوع الرزق، هو جزء من العبادة (صلاة، زكاة، حجّ، صيام، جهاد، دعوة، ذكر، رزق) كيف أتعامل مع الرزق هذا جزء من العبادة بل هو جزء من العقيدة، إذا أردت أن تتكلم عن التوحيد، ما الذي يجعل الإنسان يقبل السرقة، الغش، الرشوة؟ أنه قد اهتز ثباته في عقيدته بأن الله سيرزقه، عندي سبعة عيال أو تسعة عيال ماذا أعمل مضطرّ أغشّ، إذا أنت عندك شك في أن الله قادر أن يرزق سبعة عيال، ولولا شكُّك في قدرة الله على رزقك ما قبلت أن تخالف أمره، هنا مسألة تتعلق بالعقيدة باليقين.

      شجرة اليقين


      هكذا شجرة اليقين تنبت بالقلب بهذه السقيا بالأخذ بالأسباب الحسية وانتظار النتائج المعنوية مع النتائج الحسية، والأخذ بالأسباب المعنوية مع انتظار نتائج حسية مع النتائج المعنوية تبدأ ترتقي في فهم كيف يأتي الرزق، يبدأ في قلبك إحساس نور بأن الرّزاق هو الله سبحانه وتعالى، وعندها يبدأ باطنك يتحصل على قوة، هذه القوة هي قوة الثقة بالله عزوجل تورث في قلبك سكوناً رسوخاً لا تستطيع بسببه الدنيا وأسبابها أن تشغل قلبك يمكن أن تشغل عقلك في التفكير كيف ترتب الصفقة أو العمل أو الدراسة، يمكن أن تشغل وقتك في دوام العمل أو الدراسة، يمكن أن تشغل جهدك بدنك لكن لا يمكن أن تشغل قلبك، لأن الدنيا لا يمكن أن تكون في قلب السائر إلى الله أبداً.
      ثم إذا تحول هذا الأمر إلى ثقة بالله يبدأ دورك أيها السائر الى الله ينتقل من مرحلة الإنسان الذي يتأثر بما يفد عليه، الذي يمكن أن يتزعزع إيمانه عند الصفقة، يمكن يفكر هل يبيع دينه أو لا يبيع عند التهديد، يمكن أن يهزم أو لا يهزم، تتحول إلى إنسان على يدك يثبت الله قلوب الخلق، يبدأ الناس يتعاملون معك يقول لك يمكن هذه الصفقة لو عملت كذا يكون، تقول لا الرزق من الله فالذي كان سيأتيني من الرضا بالحرام بإستعجال الرزق بالضبط مثله كان سيأتيني بالحلال لو صبرت فقط هذه هي القضية، ما كـُتِبَ لك أن يأتيك رزقاً سيأتيك مهما كانت الأسباب مهما كانت الأحوال ما كـُتِبَ سيأتيك، لكن إما أن يأتيك بطريق الحلال إذا وثقت بالله وثبت وصبرت وإما أن تستعجل ويأتيك بطريق الحرام، وإذا جاءك بطريق الحرام!! غضِب الله عليك مُسِخـَت البركة في رزقك ظهر الأذى في نفسك وأولادك وأهلك وذريتك وأحوالك كيف ستقدم على الله ضاع السلوك ضاع السير إلى الله عزوجل فوّتَ سيرك إلى الله هذه واحدة..



      ما هي ثمرات تحصيل اليقين بالرزق؟
      يتبع إن شاء الله...

      (( يُعرف الرجال بالحق
      ولا يُعرف الحق بالرجال ))

      تعليق


      • #4
        أكملي أختاه بارك الله فيك، موضوع هام حقا، أسأل الله أن يرزقنا اليقين، والرزق الحلال، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك، اللهم آمين.
        سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
        عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

        تعليق


        • #5
          توأم اليقين:
          لا يولد اليقين في القلب إلا أن يولد معه صبر وتوكل ورضا وخوف.
          فإن بدر من موقن خلاف هذه المعاني دل هذا على أن يقينه وُلد ناقصا أو أن ما توهمه يقينا لم يكن سوى سراب خادع أو وهم واقع أو شبهة يقين.

          الصبر : ومنه الصبر على الطاعة ، والصبر عن المعصية.
          التوكل: وهو اعتماد الإنسان علي ربه عز وجل في ظاهره وباطنه في جلب المنافع ودفع المضار، بمعني أن يعتمد القلب على الله وحده فيظهِر العبد عجزه ، ويعتمد على خالقه حق الاعتماد ، ويفوض الأمر كله لله ، يقول تعالى
          " : وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ "
          قال صلى الله عليه وسلم :" لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بطانا"
          فالطير" تَغْدُو خِمَاصًا "أي تخرج من أول النهار جياعا " وَتَرُوح " أي آخره" بِطَانًا " أي ممتلئة الأجواف بِطَانًا
          الرضا: وهو ارتفاع الجزع في أى حكم كان واستقبال أحكام الله بالفرح وسكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد لأنه اختار له الأفضل


          ومن علامات أو ثمرات اليقين بالرزق:

          قيل أنه من وثق بالله في رزقه زاد حسن خلقه، وأعقبه الحلم وسخت نفسه، وقلت وساوسه في صلانه وذلك بـ:

          1- البعد عن الحسد: فإن الموقن أبعد الناس عن حسد غيره وتمني ما في يده والتطلع إلى زهرات الحياة الدنيا، لأنه لا يجتمع في قلب عبد يقين برزق واعتراض على تقسيم هذا الرزق، وما أجمل قول الشاعر المحشو يقينًا:

          ألا قل لمن كان لي حاسدًا...... أتدري على من أسأت الأدب
          أسـأتَ علـى الله في فعلـه...... لأنـك لـم تـرض لي ما وهب
          فجازاك عنه بأن زادنــي...... وسـدَّ عليــك وجـــوه الطلـب

          2- التطهر من أكل الحرام أو شبهة الحرام:لأن الموقن يؤمن أن رحلة الرزق قد ابتدأت عنده قبل أن يولد، وهو في طريق للوصول إليه عن طريق الحلال؛ إلا أن أصفار القلب من اليقين والظانين بالله ظن السوء يختارون ما يظنونه الأسرع، فيأكلون الحرام، ومن هذه صفته: لو لم يسرق لورث، ولو لم يرتش لاغتنى، ولو لم يمد يده إلى الحرام لأمطر عليه الحلال، ولكنكم قوم تستعجلون.


          3- القناعة: والقناعة هي : «ألا تتجاوز إرادتك ما هو لك في وقتك».

          وحقيقة القناعة أن تترك التطلع إلى المفقود وتستغني بالموجود، وهي حكر على الموقنين الذين يتخذونها درجة في سلم يصعدون به إلى مقام أعلى ومنزلة أسمى؛ وهو مقام الرضا، فإن القناعة أول الرضا.
          وعكس القناعة الطمع، وكما أن القناعة بنت اليقين، فإن الطمع ابن الشك. قال أبو بكر الوراق: «لو قيل للطمع: من أبوك؟! قال: الشك في المقدور، ولو قيل: ما حرفتك؟! قال: اكتساب الذل، ولو قيل: ما غايتك؟! قال: الحرمان» 4.

          4- تفريغ الهم للآخرة: وجمع القلب على الله، وصيانة النفس من كل صارف عن الهدى، وطارد للخير

          وإن التأمل في تصاريف الزمان، ومتابعة مسلسل الحياة اليومي يشهد لحتمية اليقين بأقدار الله والتسليم لها وتطليق القلق والخوف على الرزق، كما تعلَّم ذلك شاعر دقيق الملاحظة ماضي البصيرة فقال:
          ألا رُبَّ باغٍ حاجة لا ينالها...... وآخـرقـد تُقـضــى لـه وهـو آيس
          يحاولها هذا وتُقضى لغيره...... وتأتي الذي تُقضى له وهو جالس!!
          لذا هاجمني وهاجمك ابن عطاء حين انصرفت هممنا إلى الدنيا ورجحت كفتها عن كفة الآخرة فقال: «اجتهادك فيما ضمن لك، وتقصيرك فيما طَلَب منك دليل على انطماس البصيرة منك».



          (( يُعرف الرجال بالحق
          ولا يُعرف الحق بالرجال ))

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محبة الاسلام مشاهدة المشاركة
            أكملي أختاه بارك الله فيك، موضوع هام حقا، أسأل الله أن يرزقنا اليقين، والرزق الحلال، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك، اللهم آمين.

            وبارك فيكي أختى الحبيبة ،
            اللهم أمين
            (( يُعرف الرجال بالحق
            ولا يُعرف الحق بالرجال ))

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 ينا, 2021, 05:31 ص
            ردود 2
            149 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة د. نيو, 27 نوف, 2020, 06:25 م
            ردود 4
            81 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة د. نيو
            بواسطة د. نيو
             
            ابتدأ بواسطة أحمد محمد أحمد السبر, 23 يول, 2020, 06:53 م
            ردود 0
            53 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة أحمد محمد أحمد السبر  
            ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 20 ديس, 2019, 11:46 م
            ردود 3
            76 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة عاشق طيبة
            بواسطة عاشق طيبة
             
            ابتدأ بواسطة دكتور أشرف, 21 يون, 2019, 12:57 ص
            ردود 4
            99 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة دكتور أشرف
            بواسطة دكتور أشرف
             
            يعمل...
            X